رواية زهره الفصل الخامس والسادس بقلم فريده أحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية زهره الفصل الخامس والسادس بقلم فريده أحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
في مركز الشرطة كانت تقف زهرة في حالة يرثي لها، تتساقط دموعها كالامطار، تائهة لا تستطيع التفكير ولا التصديق بما حدث لها، لم يأتِ في بالها يومًا أن تدلف الي قسم شرطة، أو تُتَهم في قضية.. دعا'رة.
أغمضت عينيها وهمست وهي ترجو ربها:
- يا رب.. خليك معايا.
في مكتب الضابط.
كان واقفًا أمام النافذة ممسكا بيده كوبًا من الشاي، ويده الأخرى سيجارة مشتعلة يدخنها بشرود، دلف العسكري قائلًا:
- حازم باشا.
استدار له ليقول العسكري:
- المتهمين برا يا باشا.. أدخلهم دلوقتي؟!
-دخلهم
-تمام يا باشا
خرج ثم عاد ومعه المتهمين بما فيهم زهرة، التي كانت دموعها على وجهها، وشهقاتها عالية.
تأملهم حازم بملامح باردة،ظل ينظر إليهم جميعا واحدة تلو الاخري حتى لفتت انتباهه زهرة دونًا عن باقي البنات، جلس على الكرسي، أشعل سيجارته، وبدأ ينفث دخانها عاليا وهو مازال يتأملهم.
بدأ يُحقق معهم، كانت زهرة تبكي طوال فترة التحقق، حتى وجَّه حازم كلامه إليها قائلًا بحدة:
- ششش.. بطلي عياط.
حاولت كتم شهقاتها وهي تهز رأسها بطاعة عدة مرات،
وبعد وقت لم تُدركه انتهى التحقيق، وأمر حازم العسكري أن يأخذ المتهمين على الحجز، لكنه أشار على زهرة وقال:
- خليكي انتي.
وبعد خروج الجميع قال حازم: قرَّبي.
اقتربت بخوف وهي ترتعش، أشار على الكرسي وقال: اقعدي.
وبعدما جلست سألها:
-اسمك إيه؟
زهرة وهي تمسح دموعها ردت بشهقات:
-ز.. زهرة.
-زهرة إيه؟
صمتت؛ خائفة من قول اسمها بالكامل.
نهرها بغضب:
-زهرة إيه؟.. انطقي.
ابتلعت ريقها بخوف وقالت :
- زهرة.. محمد صالح.. الهواري.
وبمجرد ما ان تفوهت بإسمها بالكامل، رفع جاجبه باندهاش وقال:
- انتي من عيلة الهواري اللي في الصعيد؟
هزت رأسها ودموعها تنزل برعب حينما ادركت انه يعرف عائلتها جيدا.
- حمزة يبقي ابن عمك ورحيم صح؟
هزت رأسها بخوف قائلة:
-أيوة.
تعجب حازم لكنه قال بسخرية:
- ولما انتي من عيلة معروفة وليها اسمها.. إيه اللي وداكي شقة مشبوهة زي دي؟!
ردت وهي تبكي بشدة:
- والله هما اللي خطفوني.. أنا مش كده والله.
- طب اهدي.
قالها وهو يُقرب لها كوبا من الماء، شربت القليل ثم قال:
- ها بقيتي أحسن؟
هزَّت رأسها بهدوء.
-احكيلي بقى خطفوكي ازاي وكنتي فين؟
بدأت تحكي له عمَّا فعلوه هؤلاء الشباب معها.
ليقول حازم:
- وإيه اللي خرَّجك في وقت زي ده؟!
صمتت ولم ترد، فلم يضغط عليها أكثر من ذالك، لكنه قال:
- اطمني متقلقيش.
بقلم فريده احمد
بعد وقت قليل كان قد وصل حمزة إلى قسم الشرطة بعدما هاتفه حازم، بينما كانت زهرة تجلس خائفة جدًا من حمزة وما ينتظرها منه
دخل حمزة المكتب ، وبعدما صافح حازم نظر إلى زهرة التي بدأت ترتعش عندما رأته وقال:
- إيه اللي حصل؟!
-اتطمن هما اعترفوا إنها مكانتش معاهم وإنهم خاطفينها يعني مفيش أي إدانة عليها.. أنت هتمضي بس هنا وتستلمها
- تمام.. بس العيال اللي خطفوها؟
- اتطمن هيتأدبوا.
ليقول حمزة:
-تسلم يا صاحبي.
ثم صافحه مرة اخري وأخذ زهرة وغادر،
في السيارة نظرت إليه زهرة وكادت تتكلم لكنه قاطعها بغضب:
- ششش.. مش عاوز أسمع صوتك لحد ما نروح.. اتشاهدي على نفسك بس.. وفي سرك.
قالت بدموع:
- صدقني معملتـش حاجة...
نظر إليها بعيون نارية وقال:
- معملتيش إيه يا بت؟!.. أنا جايبك من القسم.. كنتي ممسوكة في شقة مشبوهة.. عاوزة إيه أكتر من كده؟!.. أخرتها متهمة في دعارة!
زهرة ببكاء:
- هما اللي خطفوني والله.. أنا فوقت لاقتني في الشقة دي.
ليقول بغضب:
- وانتي إيه اللي كان مخرجك في الوقت ده؟!.. هاا؟.. كنتي رايحة فيين؟ ايه اللي خرجك من ام البيت. انطقييي
أمسكها من شعرها بغضب جم وقال:
- أنا مش منبه عليكي متخرجيش بالليل في وقت زي ده. دماغك كانت فين؟!.. ردي.
تأوهت زهرة بألم وهي تقول:
-شعري حرام عليك.
ولكنه كان غير مبالٍ بها من شدة غضبه منها قال بغضب:
- أكسر دماغك دي دلوقتي؟.. مبتسمعيش الكلام ليه يا بت؟!
ثم بعدها ترك شعرها وهو يدفعها؛ فارتطم بالسيارة، ثم قال وهو يمسح على وجهه بغضب:
- عاجبك اللي حصل ده؟.. أقول لهم إيه؟.. جايبك من القسم؟!
كادت تقول أن والدته هي من جعلتها تذهب ولكنها ابتلعت الكلام في حلقها و لم تتفوه بحرف؛نعم خافت من زوجة عمها، ولأنها ايضا تعلم أنه لن يصدقها، وحينها سوف تنكر هذا الكلام والدته وستكون هي وقتها في مأزق.. فصمتت.
انتبهت له وهو يقول:
- كنتي بتهربي.. صح؟
لترد بهدوء وهي تمسح دموعها وتقول:
- ا انا كنت خرجت أشم هوا ومبعدتش كتير عن الڤيلا.. بس اللي حصل حصل والشباب دول طلعوا عليا.. أنا آسفة.
أغمض عينه بغضب ثم فتحها ونظر اليها وقال:
- مش عاوز غباء.. أنا مش عيل صغير يابت
قال هذا؛ لأنه كان متأكد أنها كانت تحاول الهرب، ثم قال محذرا اياها:
- متتكررش تاني.. دي آخر مرة هحذرك إنك تخرجي بالليل.. سامعة؟!
لترد وهي تمسح دموعها قائلة بطاعة:
- سامعة.
في تلك اللحظة نظر حمزة في هاتفه بعدما قاطعه رنينه؛ ليري ان المتصل والده ، فتح الخط ليأتيه صوت هارون الذي قال سريعا:
- ها عملت إيه؟.. خرجتها؟
رد عليه وطمأنه أن زهرة معه وها هما في طريقهما الي المنزل، ثم قاد السيارة وتحرك بها دون كلام معها أو النظر إليها ، اما هي فكانت تبكي في صمت
في حديقة الڤيلا كان واقفًا يُدخن بشراهة وهو في انتظار مكالمة هاتفية، في تلك اللحظة وصل حمزة ومعه زهرة، وبعدما هبطا من السيارة اقترب حمزة منه وقال بتعجب:
- رحيم مالك في حاجه والا إيه؟
-لا ابدا
-أومال مالك واقف ليه كده؟
رفع رحيم حاجبه وقال:
- فى إيه يا عم حمزة واقف عادي أنا واقف فوق راسك؟!
ثم نظر إلى زهرة الواقفة بهدوء بجانب حمزة وقال لها: ازيك يا زهرة؟
ردت وهي يظهر عليها ملامح التعب والإرهاق:
- الحمد لله.
لاحظ رحيم عليها التعب فسألها بقلق:
- انتي تعبانة ولا إيه؟!
لترد بهدوء:
- أنا كويسة.
نظر إليهما رحيم وقال: طب ها هنفرح بيكم امتى؟
نظرت زهرة إلى حمزة بحزن، لاحظ حمزة ذلك ولكنه رد بهدوء:
- قريب.
وقبَّل رأسها، ليقول قال رحيم: ربنا يتمم لكم على خير.
-آمين.
قالها حمزة ثم أخذ زهرة ودخلا إلى الڤيلا، أما رحيم مازال واقفًا وهو ينظر من حين لآخر في هاتفه، حتى أتته مكالمة فرد سريعا:
- ها جبتها؟
- الأمانة موجودة في المخزن يا باشا.
- طب فتح أنت والرجالة وخلوا بالكم.
ثم اكمل محذرا:
-اياك تهرب منكم..لان قصادها عمركم.. سامع.
- اطمن يا باشا.. متأمنة كويس.
أغلق المكالمة ثم استقل سيارته، وذهب مسرعًا إلى المخزن،
****
وفي داخل الفيلا عندما دخل حمزة ومعه زهرة، اقترب منهما هارون وقبل أن يتحدث قال حمزة سريعا:
- كانت خارجة تشم هوا يا حاج وتاهت لأنها مش عارفة المكان.
كان هارون يعلم أنها تم القبض عليها في شقة مشبوهة؛ فهو كان بجانب حمزة عندما بلغه حازم، ولكنه لم يعلم أنها كانت تحاول الهرب.
صمت هارون بتفهم ثم نظر الي زهرة وقال لها وهو يحاول الاطمئنان عليها:
-انتي كويسة يا بتي؟
هزت رأسها بهدوء، ليقول حمزة:
-اطلعي استريحي.
اتجهت إلى أعلى دون النطق بحرف تحت أنظار أمينة التي كانت تنظر إليها بغِل وكُره؛ لرجوعها.
****
وصل رحيم مخزن قديم ،ليقابله رجل من رجاله وهو يقول:
- جوا يا باشا.
دخل رحيم دون كلام، فتح الباب، كانت تجلس فتاة كالقرفصاء ترتعش، رفعت وجهها بخوف حينما شعرت بوحود احدهم و عندما وجدته رحيم قامت بلهفة اقتربت اليه وهي تقول باستنجاد:
- رحيم.. الحقني يا رحيم.
رحيم بجمود:
- ألحقك من إيه؟!
- من الناس دول اللي خطفوني.
وهي تُشير للخارج، نظرت إليه وقالت متيقنة من مجيئه لانقاذها:
- أنت أكيد جاي تاخدني منهم مش كده؟!
و لكن صدمها عندما رد عليها و قال:
- أنا اللي خاطفك.
بذهول:
- إيه؟!.. أنت بتقول إيه؟!.. أنتَ اللي خاطفني؟!.. خاطفني ليه؟.. أنا عملت إيه؟!
-هقولك ليه!
وفجأة نزل علي وجهها بصفعة قوية، وقعت أرضًا إثرها، نزل لمستواها وأمسكها من شعرها وقال بغضب:
- بقى بتتفقي معاهم على قتل أخويا يا بنت الكلب!
هزت رأسها بنفي وقالت:
- لا.. لا يا رحيم انا ما عملتش كده صدقني والله ما عملت كده.
ولكنه لم يعطيها فرصة للحديث فقال بغضب وشر وهو مازال مُمسكًا بـ شعرها:
- انا هخليكي تتمني الموت ومش هتطوليه.. هوريكي كل أنواع العذاب.
بدموع ورجاء:
-اسمعني بس يا رحيم انا و..
قاطعها بغضب وعصبيه:
-اسمع ايه يا بنت الكلب بعد ما سمعت تسجيل بصوتك وانتي بتتفقي معاهم على قتل أخويا.
بصدمه:
- إيه؟!.. تسجيل ايه انا ما اتفقتش معاهم صدقني ده اكيد حد عاوز يوقع بينا انا مستحيل اعمل كده يا رحيم.
ولكن رحيم لم يعطي لنفسه فرصة لسماعها، دفعها على الارض بشده،و قبل ذهابه نظر لها وقال : كل حاجه هتبان.
وفقط استدار ليخرج
ارتعب وقالت بخوف:
-رايح فين وسايبني؟!.. يا رحيم أبوس ايدك خرجني من هنا انا معملتش حاجه.
قامت لتلحق به قبل ان يتركها ، أمسكته وقالت:
- ما تسيبنيش في المكان ده وتمشي ارجوك ارحمني.. حرام عليك انت هتعمل فيا ايه اكتر من كده؟!
دفعها على الأرض بقوة وقال:
- عيب لما تبقي اكتر واحده عارفه مين هو رحيم الهواري وتسألي السؤال ده!.. انتي عارفه اللي بيفكر بس يأذيني بعمل فيه ايه ما بالك بقى باللي شارك في أذيتي!
وبمجرد ما انهي كلامه تركها وخرج، وأغلق عليها الباب وهو غير مبالٍ لصراخها وتوسلاتها.
ظلت تصرخ برعب وهي تردد:
- لا لا يا رحيم متسبنيش هنا.. يا رحيم.. متسبنييش حراام عليك. يارحيييم
ولكن اين رحيم فقد قد استقل سيارته وغادر
****
مساءًا
في فيلا هارون، كانت تجلس فتاة في العشرينات بجانب أمينة وتقول بغضب:
- شوفتي يا خالتي.. اهو خلاص هيتجوزها.
-متقلقيش مش هيتجوزها.. حمزة هيتجوزك انتي.
- انتي بتقولي ايه بس يا خالتي دا المأذون جاي بعد ساعة.
لتقول بثقة:
- قولتلك اطمني ومتقلقيش.. الجوازة دي مش هتتم.
كانت حبيبة لا تفهم شيء ولكنها تثق في خالتها ف قالت: تمام.
وبعد ساعة كانوا جميعا جالسين بعدما وصل المأذون، كان أهل زهرة قد أتوا جميعا؛ لحضور كتب الكتاب، والدها والدتها، أختها، وجدتها ايضا.
- يلا اكتب يا شيخنا.
قالها هارون للمأذون ليبدأ المأذون في اخذ إجراءات عقد قران حمزة وزهرة ولكن قاطعه شخص ما يقول بعدما دلف من الخارخ اليهم :
- هتكتب إيه يا مولانا هو ينفع برضه تكتب كتاب واحدة متجوزة.
صدمو جميعا وهم ينظرون اليه ويقولون في آن واحد: أنت بتقول إيه؟!
- عاصم
- همست بها زهرة و
السادس
-يلا ابدأ يا شيخنا
قالها هارون للمأذون ليقاطعه دخول شاب وهو يقول:
-هو ينفع برضو يا مولانا تكتب كتاب واحدة متجوزة
لتهمس زهرة:
-عاصم
أما الجميع فانصدمو وهم ينظرون له ويقولون في آن واحد:
-بتقول إيه
ليرد ببرود ويقول:
-زي ما سمعتو. زهرة مراتي
ثم نظر إلي زهرة وقال:
-كده برضه يا زهرة تنسي جوزك حبيبك.
نظروا جميعا الي زهرة التي نظرت أرضًا، ثم قال حمزة بغضب:
- انتي متجوزة يا بت؟.. انتي متجوزة يا روح أمك؟!
قام هارون وهو يقول:
- اهدى يا حمزة.. اهدى يا ابني خلينا نفهم.
واقترب من زهرة التي كانت تبكي وسألها بنبرة خطرة:
- فهمينا.. ايه الكلام اللي الجدع ده بيقوله؟!
لترد بدموع:
-دا كداب والله يا عمي. انا مش متجوزاه.
لكن عاصم سريعا أخرج ورقة من جيبه وقال:
- ودي تثبت اني مش كداب يا مدام زهرة.
وهو يعطيها لهارون، ليأخذ هارون الورقة وينظر فيها، ليجدها ورقة زواج عرفي حقيقية بالفعل ليست مُزيفة.
لينظر عاصم الي زهرة بسخرية ويقول:
-مش إمضتك دي برضه يا زهرة هانم؟
ثم نظر إلى حمزة الغاضب وقال بسخرية ايضا:
- عروستك مراتي من سنتين يا حمزة باشا.. يعني كنت هتبقي انت الزوج التاني.
وضحك باستفزاز، لكنه تفاجأ بلكمة قوية من حمزة جعلته يقع أرضًا، مسح عاصم الدم من جانب فمه وقال:
- لولا اني مقدر صدمتك كان بقي ليا تصرف تاني.
قام بتعب واكمل:
- بس مش مشكله مقبوله منك.. هعديها علشان قلبي كبير.
ابتسم حمزة باستهزاء واقترب منه ثانيا ثم لكمَه مرة أخرى ليقع أرضا، مال وأمسكه من قميصه وأوقفه ثم قال:
- جيتلي برجلك. يا اهلا بيك.
اكمل بشر:
-هو'لع فيك النهاردة.
وكاد ان يضربه ولكن اوقفه هارون حينما قال بغلظة: حمزة.. سيبه.
-بتقول ايه يا بوي؟!
هارون بحدة:
-بقولك سيبه.
تركه حمزة رغما عنه احتراما لامر والده؛ فقام عاصم واعتدل، ثم اقترب من هارون وقال:
- انا عاوز مراتي يا هارون بيه.
هنا تخلت زهرة عن هدوئها فقامت وصرخت به:
- انت كداب.. انا مش مراتك.. محدش يصدقه.. محدش يصدقه.
ليبتسم حمزة بسخرية ويقول:
- طب ما تفهمينا الحقيقة انتي يا مدام.. مش مدام برضه؟!
- طيب السلام عليكم يا جماعة.. هستأذن انا.
قالها المأذون وهب واقفا ليقول هارون بحدة:
- استنى يا مولانا
-استنى إيه؟!.. البنت طلعت متجوزة.
هارون بغضب:
- قولت استنى.
جلس المأذون بخوف،بينما اقترب هارون من زهرة وقال بغضب:
- ايه اللي بينك وبين الواد ده واتجوزتيه ازاي يابنت؟!.. انطقي.
بلعت ريقها برعب وردت على عمها قائلة:
- هو.هو اللي اجبرني على كده.. بس.بس والله هو قطع الورقة دي من زمان .. دي كانت ورقة خلاني أمضي عليها غصب عني.
انهمرت دموعها وهي تتذكر ما حدث في الماضي وقالت بصعوبة:
- بعد ما اتهجم عليا.. في بيتنا.
أكملت بسرعة:
-بس هو بعدها لما روحتله وعرضت عليه فلوس علشان يطلقني ويقطع الورقة قطعها فعلا قدامي.
نظرت إلى عاصم بغضب وقالت:
- هي ازاي معاك وانت بنفسك قطعتها قدامي؟!.. ازاي؟.. أومال اللي قطعتها دي كانت إيه؟
ليرد عاصم بالذي صدمها:
- دي كانت مزورة.. دي الأصلية يا مراتي.
ثم أقترب وأمسك يدها وقال:
-عن إذنكم.هاخد مراتي وامشي
وكاد ان يتحرك ولكن زهرة جذبت يدها منه وهي تقول بغضب:
- سيبني يا حيوان.
في تلك اللحظة أخرج حمزة سلاحه ووضعه في رأس عاصم وقال:
- هو دخول الحمام زي خروجه؟!.. انت هتشرفنا هنا شوية.. لازم تاخد واجبك.
وهو ينظر إليه بتوعد، ليبلع عاصم ريقه بخوف والسلاح في رأسه.
- احكي كل اللي حصل.
قالها حمزة لزهرة وهو ينظر إلى عاصم بغضب وما زال موجه سلاحه في رأسه، كان عاصم خائفًا للغاية ،بينما زهرة فكانت تقف هي الاخري غير قادرة على النطق، ليقول حمزة بصوت عالٍ أرعبها:
- اخلصي.
بدأت تحكي وهي ترتعش ودموعها تنهمر علي وجهها وهي تتذكر.
منذ سنتين، كانت زهرة في منزلهم وفي هذا الوقت بالتحديد كانت بمفردها بعدما خرجت والدتها وأختها، وكان والدها في شركته ايضا، سمعت طرقات على الباب؛ فقامت وفتحت للتفاجأ بعاصم ( ابن خالتها) والذي حين رأته قالت بغضب:
- انت جاي ليه؟
-وحشتيني قُلت اشوفك.
-امشي يا عاصم مفيش حد هنا.. يلا امشي.
وكادت تُغلق الباب لكن عاصم كان أسرع منها، منع بقدمه الباب ودخل رغمًا عنها، لتتراجع زهرة إلى الخلف بخوف وهي تقول:
- عاوز إيه؟.. عاوز إيه مني؟
كان يقترب منها ويقول بهدوء غريب:
- زهرة انا بحبك.. ليه مش عاوزة تديني فرصة؟
لترد زهرة بقوة وتقول بغضب:
-لاني بكرهك.. انت واحد شمَّام وزبالة.. حِل عني بقى.
-هتغير علشانك بس اديني فرصة.. انتي متعرفيش انا بحبك ازاي.
لتقول زهرة بتعب:
- عاصم ارجوك حِل عني. انا بحب احمد وكلها شهر ونتجوز انا وهو. انا عمري ما حبيتك.. انا بحبه هو.
عندما سمع تلك الكلمات تخلي عن هدوءه المصطنع وقال غاضبا:
- أنا عمري ما هسيبك ليه أبدا.. انتي بتاعتي سامعة!.. اكمل بتملك وهو يجذبها اليه:
-حقي أنا.
نظر حوله ثم تحرك ناحية الباب وأغلقه بالمفتاح، ووضع المفتاح في جيبه، لتنظر إليه بخوف وهي تقول بذعر:
- انت بتعمل ايه يا حيوان؟.. افتح الباب.. افتح الباب بقولك وامشي من هنا.
ليقترب عاصم منها ويقول:
- تؤ مش همشي غير لما آخد اللي انا عايزه.
كان يقترب منها وهي ترجع الي الخلف برعب وتقول:
- انت مجنون.. استحالة تكون طبيعي.. لو قربت مني هصوت وألم عليك الناس.
- بجد؟.. طب اعملي كده.. يلا فرجي علينا الناس. انا جاهز عشان تبقي فضيحة واتجوزك
وظل يقترب منها وهو يقول : انتي عارفة ان مفيش حد هيسمعك وانا دلوقتي...
أكمل كلامه وهو ينظر على جسدها بجراءة وشهوانية ويقول:
- أقدر اعمل كل اللي انا عاوزه واللي نفسي فيه من زمان.
كانت ترجع للخلف وهي ترتعش من نظراته الشهوانية، لا تعرف كيف تهرب منه!.. نظرت إلى غرفتها وفجأة جرت عليها ودخلت، حاولت إغلاقها ولكنه لَحِق بها وامسكها.. دفعها نحو الحائط وقال بجنون:
- مش هتفلتي من ايدي واللي عايزه هاخده بالعافية مادام منفعش بالذوق.. لاني مش هسمحلك تتجوزي غيري .ابدا. سامعة
لتقول بخوف ودموعها تتساقط :
- أبوس ايدك متقربليش.. اوعى تلمسني.. حرام عليك.
وهي تبكي برعب، ليقول عاصم بتفكير مصطنع:
- انا ممكن اسيبك من غير ما ألمسك.. مع ان صعب عليا أسبيك وانتي بين إيديا كده.. بس علشان تعرفي إني جدع. هسيبك.. بس بشرط.
هزت رأسها سريعا بالموافقة، وهو ابتسم بمكر وأخرج ورقة من جيبه وقلم وقال:
- هتمضي بس إمضي صغيرة خااالص هنا.. يلا.
أمسكت زهرة الورقة، وحينما وجدت ما بها قالت بصدمة مما رأته:
- إيه اللي في الورقة دي؟!
-ورقة جواز عرفي.. امضي يلا عليها.
مسحت دموعها وقالت بغضب:
- أمضي ايه انت مجنون ولا أكيد شارب حاجه من الهباب اللي بتشربه؟!.. أنا استحالة أمضي على الورقة دي.
ليقول ببساطة وثقة:
-وانا بقولك هتمضي ان مكانش بمزاجك هيبقي غصب عنك.. انتي عارفة لو مسمعتيش الكلام أنا هعمل إيه.
وهو ينظر الي جسدها بشهوانية ويمرر لسانه على شفاهِه السفليه،ثم التقت الورقة من بين يديهاا وقال:
- اقولك ماتمضيش.. بلاش.. انا ممكن اخد اللي عايزه دلوقتي عادي. وبعدها انتي اللي هتيجي تترجيني وتبوسي ايدي ورجلي علشان أتجوزك.
وفي ثوانٍ كان قد انقض عليها يُقبلها بقوة وعنف، وهي تحاول دفعه وإبعاده عنها ولكن دون جدوى،
كانت تحاول تدفعه بكل ما اوتيت من قوة لكن بدون فائدة
وهي تصرخ وتقول:
- ابعد عنـي ياحقير
لكنه كان غير مبالٍ بها وظل يُكمل ما يفعله ، دفعها على السرير ومزَّق ملابسها وهو ينظر إليها بشهوانية ، ثم اقترب منها، كانت تضم ملابسها وتتراجع للخلف وتقول بانهيار وهي تترجاه:
- لا لا يا عاصم حرام عليك.
وبضعف قالت:
- خلاص.. خلاص هعملك اللي انت عايزه.. بس أرجوك متعملش فيا كده.. أرجوك متلمسنيش.
كانت تبكي بشدة عله يرأف بها فقال:
-تمام.. يلا امضي يا عروسة.
أعطاها الورقة للمرة الثانية، أخذتها ويدها ترتعش، فعلت ما يريد وبعدها وضعت يدها على وجهها وانهارت في البكاء، أما هو فوضع الورقة في جيبه، ثم اقترب منها وقبَّلها على رأسها وقال:
- صدقيني أنا بعشقك.
وفقط خرج من الغرفة وهو يشعر بانتصار بعدما حقق ما يريد.
وبعدها مر اكثر من شهر، رأت زهرة أن حالته تتدهور؛ ف عاصم بالاساس يتعاطى المخد، رات، وكان في هذه الفترة كل ما يهمه هو النقود ليحصل بها على مخد، رات، فرأت أنها تستغل هذا جيدًا، فذهبت إليه وعرضت عليه المال مقابل الطلاق، وافق عاصم؛ لاحتياجه للمال كثيرًا تلك الفترة، وبالفعل أخذ منها المال بعدما جعلته يُمزق الورقة أمامها. وظلت زهرة تعتقد طوال هذه السنتين أنه طلقها ولكن!!!
باك
كانت تحكي زهرة ببكاء مرير وهي تتذكر كل ماحدث لها ثم نظرت لهم وقالت :
- والله قطعها قدامي.. مكنتش اعرف إنه بيضحك عليا وان اللي قطعها مزورة ومخبي الحقيقية معاه.
كان يجلس والد زهرة يستمع للحديث بضعف، حزين على ما حدث لابنته وهو لا يعلم شئ عن كل هذا، أما والدتها فلم تبالي كأنها ليست ابنتها، وأختها شيماء كانت فرحة جدا بما يحدث؛ لتيقنها بأن حمزة لن يتزوجها بعد، فكانت منزعجة منذ أن علمت أن زهرة ستتزوج من حمزة؛ حقدًا وغيرة منها، لكن بعد هذا اطمأن قلبها. وايضا كانت مطمئنة ان أحمد لم يرجع لها بعد، ف كانت فرحة للغاية وهي تشعر بالانشراح في قلبها وهي تنظر الي اختها بشماته .
كانت أمينة فرحة أيضا بما يحدث، ومتيقنة أن حمزة لن يقبل بزهرة زوجة له كذلك، وتقول في داخلها:
- وبكده أقدر أجوزه حبيبة.
اما حبيبة ف كانت تجلس بجوارها مستمتعة هي الاخري، وهي تتخيل أن حمزة سيكون لها بعدما يترك زهرة.
خرجو من شرودهم جميعا عندما انتبهو لـصوت هارون الذي سأل زهرة بخشونة:
- الواد ده لمسك؟
لترد زهرة بخجل:
-لا.
نظر حمزة إلى عاصم بعدما أشار إلى رجاله؛ كي يقيدوه وقال بأمر :
- طلقها.
ولكن رفض عاصم وقال:
-أطلق مين دي مراتي وانا عاوزها.. وهاخدها معايا.
كرر حمزة كلامه بنفس هدوءه المرعب:
-بقولك طلقها.
-وانا مش هطلق واللي عندك فرجهولي.
لينظر لهحمزة ويقول ببتسامة مرعبه :
-بقي كده.. تمام.
ليرفع سلاحه ويوجهه عليه، وفي لحظة خرجت طلقة في عاصم؛ ليقع أرضًا غريقًا في دماءه.
****
يتبع
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹


تعليقات
إرسال تعليق