رواية زهره الفصل السابع حتى الفصل الثالث عشر بقلم الكاتبه فريده أحمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية زهره الفصل السابع حتى الفصل الثالث عشر بقلم الكاتبه فريده أحمد حصريه وجديده
وجه حمزة سلاحه علي عاصم وفي لحظة خرجت منه طلـقة في عاصم الذي وقع غريقا في دما،ئه
صرخ الجميع إثر الطلقة النارية، ولكنهم اكتشفوا أنها أتت في قدمه وليست رأسه كما كان حمزة موجه السلاح،
اقترب حمزة منه وأمسك فكه بغضب وقال:
- الطلقة الجاية في دماغك.. طلق يلا.
وما كان من عاصم الا انه يستسلم لطلبه فقال بتعب:
-انتي طالق يا زهرة.
أمسك حمزة الورقة ومزقها ثم القاها علي الارض بإهمال وقال:
- لسة بقى هتاخد واجبك.
وأشار لرجاله وهو يقول:
- قوموا عاصم بيه يا رجالة وسندوه لحد الزريبة.. واعملوا معاه أحلى واجب.
عاصم برعب:
-مش عملتلك اللي انت عاوزه سيبني أمشي.
ليقول حمزة ببتسامة مرعبة:
- مايصحش. انت ضيفي ولازم أقدم لك كرم الضيافة.
ونظر لرِجاله وقال:
- يلا يا رجالة.
اذعنو لطلبه لامره فورا وحملو عاصم وهو يصرخ بتوعد:
- مش هعديهالك يا حمزة.
جلس حمزة بجوار المأذون وقال وكأن شيأ لم يكن :
- يلا يا شيخنا ابدأ.
بدأ المأذون بكتب الكتاب وسط ذهول كل الموجودين.. حتى المأذون نفسه.
وبعدما تم عقد قرانهم قام هارون وقبَّل رأس زهرة التي كانت تجلس في دنيا أخرى وهي تحبس دموعها في عيونها.
لينظر لهم هارون ويقول بحسم فهو كان يشعر بزهرة:
-مفيش دخلة النهاردة.. الدخلة هتبقى بكرة بإذن الله بعد ما نعمل أكبر فرح في سوهاج كلها.
****
كان يقف شاردًا في اسطبل خيوله، يحرك يده على ظهر الحصان، أفاق على لمسة يد على كتفه؛ استدار فوجدها زوجته ليلى.
-مالك؟
تنهد رحيم وقال:
- ولا حاجة.
أمسكت ليلى كوب الشاي الذي وضعته على الطاولة حينما دخلت وأعطته له وقالت:
- الشاي اللي طلبته اهو.
أخذه منها وقال لها بابتسامة:
- تسلم إيديكي.
ثم يمسك كف يدها يقبله
- مش هتقولي برضه مالك؟.. ومتقولش مفيش علشان انا بعرفك لما بتبقي متضايق.. رحيم انا عارفة ان موضوع يوسف الله يرحمه مأثر فيك وشاغلك إنك تاخد حقه.. بس انت خلاص خدت بطا'رك.. في إيه تاني؟..
- وهي تنظر له بترجي:
- خلينا نعيش حياتنا بسلام. أرجوك يا رحيم بلاش دم بقى.. انا خايفة عليك.
قبَّل رأسها وقال وهو يُطمئنها:
- متخافيش.. تعالي يلا نطلع.. انا تعبان ومحتاج أنام.
نظر إليها وقال:
- كنز نامت؟
- نامت اخيرا بعد الفيلم الرعب اللي شافته من شوية. البت كانت مرعوبة.. ربنا يسامحك يا حمزة.
نظرت إليه وقالت بضيق:
- انتم أسهل حاجة عندكم ضـر، ب النا، ر و القت،ل.. انت وحمزة واحد على فكرة متفرقوش عن بعض. كنت مرعوبة يتهور و يقتله بجد.
ليقول رحيم:
- حمزة مش غبي عشان يقـتله. تعالي.
وأخذها وصعدا إلى غرفتها.
بقلم فريده احمد
****
في اليوم التالي، وبعد انتهاء العُرس كانت تجلس زهرة في غرفتها مع جدتها التي دخلت؛ لتودعها.
- هتوحشيني يا تيتة.
قالتها زهرة بدموع لجدتها وهي تحتضنها
لتقبلها جدتها راسها وتقول بحنان:
-هجيلك يا حبيبتي.. كل يومين هتلاقيني عندك..
واضافت وهي تطمأنها:
-وبعدين انتي هنا في وسط أهلك أهو.
زهرة بحزن:
- أهلي!
دخلو محمد وآمال ومعهم شيماء؛ ليودعوها ايضا، اقترب منها والدها يُقبل راسها وهو يقول:
- مبروك يا بنتي.
ولكن زهرة كانت تقف بجمود فلم ترد عليه.. بل لفَّت وجهها الناحية الأخرى.
محمد بحزن:
- مش عاوزة تسلمي عليا يا زهرة؟.. مش عاوزة تسلمي على أبوكي؟
نظرت إليه وقالت بسخرية: أبويا؟!
أكملت بجمود:
-بلاش الكلمة دي لو سمحت.. لأنك متعرفش حاجة عنها.
ونظرت إليهم جميعا وقالت:
- انتو أساسًا جيتوا ليه؟!.. أنا معزمتكوش.. إيه اللي جابكوا؟.. امشوا اطلعوا برا.. برا.
لتقول آمال بذهول:
-انتي بتطردينا يا زهرة؟.. يعني احنا غلطانين اللي جينا وقولنا نبقي جمبك في وقت زي ده؟!.. بس تصدقي إن انا معرفتش أربيكي.
لترد زهرة بسخرية:
-معرفتيش تربيني!
ابتسمت بقهرة وأكملت:
- هو انتي جربتي تربيني قبل كده أساسا؟.. أنا اللي ربتني أهي.
وهي تُشير على جدتها.
تابعت وقالت:
- بس الحمد لله إني مش تربيتك يا ماما.. كفاية عليكي دي.. دي تربيتك.
وهي تُشير على شيماء التي تقف بجانب والدتها غاضبة.
****
في الأسفل كان حمزة يقف أمام باب الڤيلا يدخن بشرود، شعر بيد على كتفه؛ استدار فوجده هارون.
- اطلع يا ولدي لعروستك.
ابتسم حمزة بسخرية، فهم عليه هارون وقال:
- بنت عمك مفيش في أخلاقها وانت عارف كده أكتر مني.. اطلع يا ولدي.. اطلع.
ليتنهد حمزة بعدما هزَّ رأسه بهدوء وصعد إليها.
****
في الغرفة، أعطتهم زهرة ظهرها وقالت:
-شرفتوا.
نظروا جميعا لبعضهم البعض ثم خرجوا، اقتربت منها جدتها وقالت:
- خلي بالك علي نفسك يا حبيبتي.. وانا دايما هتطمن عليكي.
-متقلقيش يا تيتة.
لتقبَّلها جدتها على رأسها، وايضا زهرة مالت وقبَّلت يدها.
كان حمزة يدخل الغرفة ليقابلهم يخرجون منها، فقال له عمه وهو يوصيه علي ابنته:
- خلي بالك منها يا ابني.
ليرد حمزة بهدوء:
- اطمن يا عمي.
كانت زهرة تجلس علي حافة السرير وهي مازالت بفستان العُرس وتبكي، دخل حمزة وعندما لاحظها هكذا قال ببرود:
- مالك يا عروسة؟
لم ترد عليه وأكملت بكاء، جلس حمزة على الأريكة وهو يوقد سيجارة:
- بتعيطي ليه؟
رفعت وجهها وهي تمسح دموعها وقالت:
-وانت مالك؟.. ما تخليك في حالك.
رفع حمزة حاجبه وقال:
- صدقي أنا غلطان.. يكش تتفلقي.
قامت من السرير، نظرت إليه بغضب واتجهت للحمام، تنهد وقام يُكمل سيجارته في الشرفة وهو يقول ساخرا لنفسه:
- قابل بقى النكد يا معلم.
بعد دقائق خرجت زهرة بعدما اخذت حمامها وبدَّلت ملابسها، رفعت وجهها لتتفاجأ بحمزة يُمسك هاتفها وينظر إليها بغموض، ابتلعت ريقها بخوف حينما رأته يقرب منها.
ويقول:
-مين ده
لتنظر زهرة علي شاشة الهاتف فتبلع ريقها بتوتر و
****
الثامن
خرجت زهرة بعدما اخذت حمامها وبدَّلت ملابسها، رفعت وجهها لتتفاجأ بحمزة يُمسك هاتفها وينظر إليها بغموض،
.
ابتلعت ريقها برعب عندما وجدته يقترب منها، لتقول بخوف وهي تنظر إلى الهاتف في يده:
- في إيه؟
كان حمزة يقترب منها، وكانت هي ترجع للخلف برعب، ليقول حمزة بحِدة:
- في إيه؟.. أُقفي.
وقفت مكانها والخوف متملك منها، هي لا تعرف ماذا شاهد في هاتفها جعله ينظر إليها هكذا، تساؤلات كثيرة في رأسها، قاطعها حمزة عندما رفع الهاتف في وجهها يقول:
- مين؟
- دا..
وعندما تمعنت في الهاتف تنهدت براحة وقالت:
- دي صاحبتي.
-صاحبتك؟!.. وهي صاحبتك بتتصل بيكي دلوقتي ليه؟؟
- عادي يعني.
- عادي إيه؟!.. صدقي صاحبتك دي مش شوافة خالص هي مش عارفة إن النهاردة دخلتك يا عروسة.
رفعت زهرة حاجبها:
- إيه؟!
ثم تخصرت وقالت بردح:
- نعم يا عنيا؟!.. دُخلة مين إن شاء الله؟
ليقول حمزة باستفزاز:
- دخلتنا يا قلبي.. ولا انتي مش واخدة بالك؟!
توترت زهرة لكنها قالت حين تذكرت وعده لها:
- بس انت اتفقت معايا ان جوازنا على ورق بس.. شكلك انت اللي نسيت.
- لا منسيتش.
وقبل أن تتنهد براحة اقترب منها وهو ينظر الي جسدها بوقاحة وفي لحظة كان جذبها من خصرها لتلتصق به وقال:
- بس تقدري تقولي غيرت رأيي.
زهرة وهي تُبعده عنها:
- نعم.. يعني ايه يعني غيرت رأيك؟.. بقولك ايه انت وعدتني.
ثم رفعت إصبعها في وجهه قائلة بتحذير:
- إياك تقرب مني. سامع.. نجوم السما أقرب لك.
كانت ترجع للخلف، وكان ينظر إليها برغبة وكأنه لا يسمع، ظل يقترب منها حتى التصقت بالحائط، دفن رأسه في رقبتها وبدأ يقبلها وهو يقول من بين قبلاته:
- خليكي هادية وهتتبسطي
بدأت ترتعش وقالت بدموع:
- حـمزة.. أرجوك ابعد.
أفاق لنفسه فابتعد عنها في الحال، وعندما رأى دموعها قال بسخرية:
- للدرجة دي!
لم تفهم مقصده، ولكنها تنهدت وقالت بعدما مسحت دموعها:
- هو أنت هتنام فين؟
ليرد ببرود:
- تتخيلي هنام فين مثلا؟
- فين؟
أشار على السرير وقال:
- أكيد في سريري مش هنام في البلكونة يعني!
- ولما انت هتنام في السرير.. أنا هنام فين؟!
القي جسده على السرير بتعب وقال وهو يُشير بيده جانبه:
- السرير كبير اهو لو حابة تيجي تنامي جمبي معنديش مانع.. مش حابة الأوضة قدامك كبيرة.. الركن اللي يريحك نامي فيه.
وقفت بحيرة وهي تقلب نظرها في الغرفة، ثم نظرت إليه وقالت:
- طب ممكن تنام انت على الكنبة وتسيبلي السرير؟
ليقول بسماجة:
- لا.
- يعني ايه؟!.. هتنام انت في السرير وتسيبني أنام على الكنبة عادي؟!.. فين الشهامة؟
- وهو انا خدت السرير منك؟!.. ما لو عاوزة تنامي تعالي اتخمدي جمبي.
غمز لها وقال:
-أدفيكي حتى.. دا أنا حضني حلو وهيعجبك.
- مستفز.
قالتها وجلست على الأريكة بقلة حيلة، ثم نظرت إليه وقالت:
- أنا استحالة انام جمبك أصلا.
- ليه هعضك؟
- وانا أضمن منين انك مش هتقربلي وانا نايمة!
حمزة بضحك:
-دا على اساس لو نمتي على الكنبة لو عاوز اقربلك مش هعرف؟!.. الكنبة هتمنعني يعني؟!
ثم أكمل ببرود وهو يقصد استفزازها:
- بعدين هي اول مرة؟.. ما انا نمت جمبك قبل كده وعملت اللي نفسي فيه كمان.
زهرة بخوف:
-بجد؟.. عملت إيه؟
وهو ينظر الي جسدها بوقاحة:
- كل حاجة.
قامت زهرة واقتربت منه وقالت بخوف:
- احلف إنك لمستني كده.
ليقةل ببرود:
-مش محتاج أحلف
نظرت إليه بعدما اقنعت حالها انه يكذب عليها كي يخيفها وقالت بثقة:
- بس انا بقى متأكدة انك ملمستنيش.
رفع حمزة حاجبه وقال:
- وجبتيها منين الثقة دي؟
- أنا متأكدة.. يلا قوم من السرير خليني أنام.
- انسي مش هسيبهولك والله.. مبعرفش انام بعيد عن سريري.
نظرت إليه بغيظ:
- أوف.
ونامت على الأريكة بضيق؛ نظر لصغر حجمها وغير مُريحة.
****
أما بعدما رجعوا أهل زهرة إلى القاهرة، وهم يدلفون الي المنزل قالت امال بغيظ :
- شوفتوا البت قليلة الأدب.. طردتنا ازاي؟!
شيماء وهي تجلس على الأريكة:
- علشان تعرفوا إنها قليلة الذوق.
محمد: اخرسي يا بت مش عاوز أسمع صوتك.
نظر إليهما وقال:
- كنتوا عاوزينها تعمل ايه تاخدكم بالأحضان؟.. دي أقل واجب تعمله.
تنهد بندم ثم قال:
- انا مش عارف ازاي وافقتكم في اللي عملتوه ده؟!
لتقول آمال:
-أهي اتجوزت في يومين اتنين زعلان ليه بقى؟؟.. لا وكمان جوازة أحسن من بتاعة بنتك التانية.
نظر إليها بيأس وهو يشعر بالذنب تجاه زهرة، ثم اتجه الي غرفته وهو يأنب حاله
نظرت شيماء إلى والدتها وقالت بحقد:
- فعلا مش أي جوزاة.. دي وقعت واقفة بنت الذين.. طول عمرها حظها من السما.
****
كانت نائمة على الأريكة، وهو مازال مستيقظًا، ذهب إليها وحملها ثم وضعها على السرير، بدأ يُزيح شعرها وهو يتأملها بإعجاب، ثم ضمها لصدره باشتياق ونام بعُمق.
****
صباحًا، كانت العائلة مجتمعة على طعام الإفطار.
- عملت إيه مع كمال الأسيوطي يا رحيم؟
سأله هارون ليرد رحيم:
-مضينا العقود امبارح يا عمي.
أمينة بسخرية نظرت لـحمزة وقالت:
- مراتك منزلتش يعني؟
ردت صفية عمتهم قائلة:
- الله مش عروسة يا امينة.. براحتها.
ولكن أمينة بضيق وغضب قالت:
- هو إيه اللي براحتها؟.. هي مش المفروض تنزل مع جوزها!
ليقول حمزة بهدوء:
- شكلك ناسية انها عروسة ياما وبعدين هي شوية وهتنزل.
ليتفاجأ في تلك اللحظة بزهرة التي كانت تهبط الدرج ، لينصدم من هيأتهاا، فكانت ترتدي بنطالًا ضيقًا وبلوزة كات، رافعة شعرها للاعلي بعشوائية،تاركة بعض الخصلات تتطاير حول وجهها، كانت كالقمر، أغمض عينيه وحاول تمالك أعصابه؛ حتى لا يغضب عليها امامهم، قام من على كرسي الطاولة، وسحبها من يدها بدون حديث، وصعد بها إلى الأعلى.
- هو في إيه؟.. حد فاهم حاجة؟!
قالتها ليلي لتقول أمينة بسخرية:
- هيكون ايه يعني اكيد معجبوش منظرها وهي نازلة بلبس الرقاصات ده.
لينظر إليها هارون نظرة كفيلة تجعلها تفقد النطق.
****
في غرفة حمزة وزهرة، قالت بغضب:
- في ايه وساحبني زي الجاموسة قدامهم كده ليه؟
بدون نقاش قال:
-حالا تغيري المسخرة دي.
لتعترض زهرة وتقول:
- أغير إيه؟.. لا طبعا.
- سمعتي انا قولت ايه؟!.. في ثواني تكوني لابسة حاجة كويسة وتلبسي طرحة على دماغك اللي عاوزة تتكسر دي.. يلا اخلصي.
- نظرت له بغضب وغيظ وقالت:
- بس انا مش محجبة.
-لا ما انتي هتتحجبي ياما. من النهاردة مفيش خروج من باب الأوضة دي غير بيها.
لتقول زهرة بعِند:
- بس انا بقى مش هسمع كلامك لأني مش مجبرة على كده.
- هتسمعيه ولو مكنش برضاكي هيبقي غصب عنك.. فأحسن لك يكون برضاكي عشان متزعليش.
نظرت له بتحدٍ:
- طب مش هسمع كلامك يا حمزة.. وريني بقى هتعمل إيه؟!
وبعد عشر دقايق كانت تهبط معه الي الاسفل وهي ترتدي عباءة وحجاب، ويظهر على وجهها علامات الغيظ.
صفية بابتسامة:
- صباحية مباركة يا عروسة.. ألف مبروك يا عمري.. تعالي في حضن عمتك.
احتضنتها زهرة، وظل الجميع يقدمون المباركات، ليميَّل حمزة على زهرة وهي تأكل ويقول:
- غلابة ميعرفوش اللي فيها.
ثم تمتم وقال ساخرا من نفسه:
- اه لو عرفو اللي فيها هيبقي منظري زفت.اه والله زفت زفت يعني
كانت تأكل وتكتم ضحكتها عليه.
****
في شركة والد زهرة، عندما علم أحمد بزواج زهرة امتلكه الغضب، كان يروح ذهابًا وإيابًا بعصبية.
دخلت السكرتيرة وهي تقول:
- الورق ده محتاج إمضتك يا افندم.
أحمد بغضب:
-غوري من وشي دلوقتي.
خرجت السكرتيرة سريعا، بينما هو جلس على كرسي المكتب وهو يضع رأسه بين يديه ويفكر في زهرة، لا يصدق أنها تزوجت بهذه السرعة، سيفقد أعصابه، دخلت فتاة وقالت وهي تجلس علي الكرسي المقابل له:
- إيه يا باش مهندس؟!.. رافض أي شغل على مكتبك النهاردة ليه؟
نظرت إليه بتركيز:
- هو انت كويس؟
رفع وجهه وقال:
-اه.. في حاجة يا مها؟
- مفيش انا اللي بسألك!
صمتت للحظات وقالت:
- انا عارفة انك اكيد متضايق ان زهرة اتجوزت.. بس المفروض انت اللي سيبتها.. ليه متضايق؟!
ليقول أحمد وهو يفتح الأوراق أمامه ويتصنع عدم الاهتمام:
- أديكي قولتي انا اللي سيبتها.. يعني اكيد الموضوع مش فارق معايا.
ولكن تقول مها بثقة:
- لا فارق معاك.
نظر إليها فقالت:
- واضح جدا على شكلك على فكرة.. بس انت اللي ضيعتها من ايدك لما روحت صدقت الزبالة شيماء.
أحمد بدون فهم:
- تقصدي إيه؟
- اقصد ان زهرة مفيش في اخلاقها يعني شيماء هي اللي شككتك فيها وفبركت الصور.
ترك الورق وقال باهتمام:
- انتي بتقولي ايه وبتتكلمي عن ايه بالظبط؟
تنهدت ثم قالت:
- انا عارفة كل حاجة يا احمد.. شيماء البيست بتاعتي ومش بتخبي عني حاجة.. واللي بقولهولك ده هو الحقيقة.. شيماء بنفسها هي اللي اعترفتلي.
أكملت وقالت:
- بس اللي مستغرباه انت ازاي تصدق في زهرة كده!.. دي حب عمرك.. المفروض كنت تبقى واثق فيها اكتر من كده.. مش اي حد يقولك اي حاجة عليها تصدقها!.. بس واضح جدا شيماء عرفت تأثر عليك.
****
في المساء، كان أحمد في شقته الخاصة، يفكر فيما قالته له مها، وهو يتوعد لشيماء بالهلاك، في ذلك الوقت دق جرس الباب، فوجدها هي، والتي حين فتح لها الباب قفزت إلي صدره وهي مازالت على الباب، أنزل يديها وقال:
- انتي ايه اللي جابك؟!
شيماء بدلع وهي تدخل:
- وحشتني.. موحشتكش والا إيه؟!
صمت لثوانٍ ثم قال بمكر:
- طبعا.. طبعا وحشتيني.
-مش باين يعني!
-وايه اللي يثبتلك انك وحشتيني؟
شيماء وهي تجلس على الأريكة:
-شوف انت بقى.
اقترب منها وحملها وهو يقول:
-وانا هثبت لك.
لفَّت يدها حول رقبته وقالت وهي تضحك بميوعة:
- اثبت لي.
غمز لها وقال:
- هثبت لك يا بطل.
دخل الغرفة ثم القاها على السرير، وقال:
- هدخل اجيب كوبايتين عصير وآجي.. عشان شكل ليلتنا هتبقي عنب.
شيماء بدلع وهي تلف خصلة من شعرها علي إصبعها:
-طب متتأخرش.
- جايلك يا قلبي.
وخرج ثم قال وهو في الخارج بصوت عالٍ:
- هنزل أشتري من تحت ياشوشو علشان لاقيت العصير خلصان.
خرجت من الغرفة وقفت علي بابها وهي تقول:
- مالوش لزوم ياحبيبي
- غمزت وقالت:
- تعالي بس مش عايزين نضيع وقت
ليضحك و يقول:
- شكلك ناوية لي علي ليلة جاحدة
لتقول شيماء:
-هكيفك
أحمد وهو يفتح باب الشقة: مش هتأخر عليكي.
ثم نظر إليها وقال:
- اجهزي انتي عبال ما آجيي.. البسي الأسود.. ها.
شيماء وهي تضحك:
- حاضر.
****
نزل إلى الصيدلية، اشترى أقراص إجهاص، واشترى العصير، صعد إلى الشقة ووضع قرصًا لشيماء في كوبها، أخذ العصير ودخل الغرفة، وجدها تجلس في السرير بطريقة مُغرية وهي ترتدي لِباس النوم، كانت تُقلب في هاتفها، عندما رأته تركت الهاتف وابتسمت، اقترب منها وأعطاها العصير وهو يقول:
- اشربي يا قلبي.
وبعد ساعات كانت تتقلب في السرير وهي نائمة؛ تشعر بألم في بطنها، فتحت عينيها وهي تضع يدها على بطنها وتتألم، الالم يزداد أكثر فأكثر، بدأت تصرخ وتنادي:
-أحمد.. أحمد.
وفجأة صُدمت عندما رأت الدماء تملأ السرير.
التاسع
عندما وجدت شيماء ملائة السرير يملأوها الد'م ظلت تصرخ بزعر وهي تضع يدها على بطنها وتتألم والالم يزداد أكثر فأكثر،
ظلت تإن وتصرخ برعب وتنادي بصوت ضعيف:
- أحمد.. أحمد... الحقني.
ولكن لم يكن احمد موجود
لتشعر بدوار وتفقد الوعي،
دخل أحمد وحينما رأها هكذا نظر إليها ببرود، ثم تحرك و احضر ملاءة ولفَّها بها ثم حملها واتجه إلى المشفى.
****
كانت زهرة تقف في حديقة الڤيلا شاردة، حزينة
وفجأة دون أن تشعر سقطعت دموعها؛ عندما تذكرت أحمد الذي تخلى عنها بسهولة، ونسي حبهما،
وفي تلك اللحظة دخل حمزة وهو يتحدث في الهاتف، أغلق هاتفه واقترب منها حينما رأها ، كانت تغمض عينيها وهي تحدث نفسها بوجع:
- للدرجة دي صدقت فيا اني مش كويسة ونسيتني وروحت خونتني مع أقرب الناس؟!.. مع أختي؟!
ودموعها تنهمر علي وجهها بغزارة، ظلت تبكي بقهرة ومن داخلها تدعى ربها أن تنساه وينزع حبه من قلبها، ليقاطعها صوت حمزة من خلفها وهو يقول:
- مالك؟
استدارت اليه بعدما مسحت دموعها وقالت:
- مفيش.
حمزة وهو ينظر في هاتفه:
- متزعليش على حد خانك يا زهرة.
نظرت إليه متعجبه من معرفته، وقبل أن تتحدث وضع الهاتف على أذنه يُحدث أحد ثم تركها وغادر،
بينما كانت تقف حبيبة في الشرفة، تنظر إليهما بحقد وغل وهي تقول في داخلها:
- يعني أفضل مستنياه سنين وفي الاخر تيجي انتي وتخطفيه مني!
تنهدت بحقد وقالت بإصرار:
- بس لا.. استحالة اسيبكم تكملوا مع بعض.. استحالة.. حمزة ليا انا.. واستحالة واحدة غيري تاخد المكانة دي.. هعمل المستحيل علشان يبقي ليا انا وبس.
ودخلت ثم هبطت إلى أسفل.
بقلم فريده احمد
****
كان حمزة قد جلس على أريكة موضوعة في منتصف الحديقة ، وهو مازال مشغولًا في مكالمة هاتفية تخص العمل، انتهى منها ثم نظر إلى زهرة التي لاتزال تقف مكانها شاردة.
- زهرة.
نظرت إليه، فأشار إليها بمعنى المجئ اليه، اقتربت منه بهدوء.
-اقعدي.
جلست بدون كلام، ثم نظر إليها ورفع يده على شعرها، بدأ يُرجعه خلف أذنها، وفجأة انتبه أنها بدون حجاب:
- انتي مش لابسه الطرحة ليه؟
توترت زهرة وابتلعت ريقها وهي خائفة من ردة فعله، لتنتفض حينما قال بنبرة مرعبة:
- مش قولت متنزليش غير بيها.. كلامي مابيتسمعش ليه؟
لترد زهرة بخوف وتقول بتلعثم:
- نـ نسيت.. نسيت ووالله.
قال محذرا اياها:
- طب خدي بالك عشان بعد كده هزعلك بجد
لتهز رأسها بطاعة وتقول بهدوء: حاضر.
وظلت مكانها، لتتفض مرة اخري حينما قال:
- انتي لسه قاعدة.. ما تقومي تحطي حاجة على شعرك ده يا بت.
- حاضر.. حاضر.
وهمت بالنهوض ولكن قبل أن تتحرك تفاجأوا بحبيبة وهي مُقبلة عليهما تحمل كوبًا من الشاي، والتي ضغطت على أسنانها بغل حينما وجدتهما قريبين من بعضهما، ولكنها حاولت الهدوء ورسمت علي وجهها ابتسامة مزيفة وقالت:
- عملت لك الشاي بإيدي.
وهي تعطيه لحمزة، لينظر إليها باستغراب ثم يقول:
- بس انا مطلبتش شاي.
حبيبة بإحراج:
-ما انا عارفة ان انت بتحب الشاي فقولت أعمل لك.
نظرت زهرة إليها وقالت لحمزة:
- تؤ تؤ كده يا حمزة مش تاخد من ايدها الشاي.. يعني هي تاعبة نفسها وعملتلك تقوم تحرجها كده.
ثم أخذت منها الشاي وقالت:
- شكرا ياسكر.. بس انتي تعبتي نفسك على الفاضي يا حبيبتي.
وبكل برود سكبت الشاي على الأرض، لتنظر حبيبة إليها بصدمة وتقول بعصبية لحمزة:
- ينفع اللي عملته ده يا حمزة؟!.. عاجبك كده؟!
وهي مغتاظة بشدة من فعلة زهرة، ولكن قبل أن ينطق حمزة تكلمت زهرة بنفس برودها وقالت:
- والله انتي اللي غلطانة محدش طلب منك تعملي حاجة.. هو لما يعوز حاجة هيطلب من مراته.. يعني مش محتاجك.. دا غير بقى إنه بطل يشرب الشاي أصلا.
لتنظر حبيبة إلى حمزة بتعجب؛ فهي تعلم أنه يدمن الشاي ويشربه كل نصف ساعة.
ليقول حمزة بمرح:
- مراتي بقى وهي أدرى بيا.
لتنظر إليهما حبيبة بغيظ ثم تدخل وهي تستشيط غضبا.
****
في المشفى، كان أحمد يقف بممل منتظرًا الطبيب الذي يُسعف شيماء ليخرج أخيرا، اقترب منه وسأله بلهفة:
- ها يا دكتور؟
ليقول الطبيب وهو يطمأنه:
- الحمد لله قدرنا نوقف النزيف.
ولكن نظر أرضًا ثم أكمل بأسف:
-لكن مقدرناش ننقذ الجنين.
تنهد أحمد براحة وهو يحمد الله في نفسه، أفاق على صوت الطبيب وهو يقول:
- ربنا يعوض عليكم.. عن إذنك.
****
نظر حمزة إلي زهرة وقال:
- إيه اللي عملتيه ده؟!
لتتوتر زهرة ولكن تصطنع الغباء وتقول:
-عملت إيه؟
- مش عايز استهبال،، اللي عملتيه مع البت ده.
- ما هي.هي اللي بت مايعة وحركاتها مستفزة.
ثم أكملت باندفاع وقالت:
- بعدين هي مالها بيك أصلا؟!
رفع حمزة حاجبه وقال:
- ودي غيرة بقي ولا أسميها إيه؟
- غيرة! لا طبعا.
- نظرت له بسخرية وقالت:
-اغير من مين وعلي مين .
ليقول باستفزاز:
-افعالك فضحاكي يا زهرة متحاوليش تكذبي
لتقول:
- لا دا انت دماغك راحت لبعيد خالص.. وانا هغير عليك ليه إن شاء الله.. بحبك مثلا؟
- ممكن.. جايز.. ولا نسيتي اللي كان بينا زمان؟
لتقول بسخرية:
-لا اتطمن اللي كان بينا زمان ده انا نسيته من وقتها مش بفتكره اساسا. بالنسبالي كان لعب عيال
رفع حاحبه باستهزاء فهو يعلم انها تكذب ولكن هي قالت:
- لا اوعى تفهم كده..وتحط في دماغك اني غيرانة بجد ولا انت في دماغي. بقولك نسيتك من زمان،
اتنهدت وقالت:
-كل الحكاية انا عملت كده بس علشان دلوقتي انا مراتك وشكلي العام قدامهم مش أكتر.
ثم تركته ودخلت الڤيلا بغضب وهي تلعن نفسها على تصرفها هذا، اما هو فكان ينظر إليها ويبتسم بسخرية ويقول :
- لعب عيال!.. الله يرحم.
ثم قام واستقل سيارته وغادر.
****
دلفت زهرة للداخل وقبل صعودها للغرفة قالت أمينة التي تجلس على الأريكة:
- ممكن يا مرات ابني تعمليلي قهوة.
نظرت إليها زهرة باستغراب، كانت سترفض ولكنها قالت بابتسامة مصطنعة:
- طبعا يا حماتي.
ودخلت المطبخ، وهنا غمزت أمينة إلى حبيبة التي كانت تدعي أنها مشغولة في طهي الطعام، لتحمل إناء الزيت الساخن وتصدمه بزهرة؛ لتصرخ زهرة بشدة.و
العاشر
حملت حبيبة إناء الزيت الساخن وصدمته بزهرة لتصرخ زهرة بشدة وهي تحمي وجهها بيديها
، ولكن فجأة امتدت يد سريعا وسحبت زهرة إلى الخلف، وكانت الخادمة التي شكَّت من البداية في حبيبة.
أفاقت زهرة من الصدمة على حبيبة وهي تحمل الإناء من الأرض وهي تقول بارتباك:
- دي وقعت غصب عني.
صرخت زهرة فيها بغضب فهي شكَّت فيها أيضًا وقالت :
- غصب عنك إييييه؟!.. كنتي هتحرقيني بالزيت مش تفتحي يا عامية انتي الله يخرررب بيييتك.
هنا ردت حبيبية هي الاخري بغضب ايضا وقالت:
- لا عندك بقى.. انا مسمحلكيش تغلطي .. وبعدين انا كنت بلف وانا ماسكة الزيت معرفش انك ورايا وهتتصدمي بيا أصلا.
دخلت على الصوت صفية عمة زهرة التي اقتربت منها وقالت بلهفة وهي تطمئن عليها:
- حبيبتي انتي كويسة؟!
زهرة وهي تتنفس بغضب:
-أنا كويسة يا عمتو.
لتقول الخادمة:
- الحمد لله يا ست صفية جات سليمة.
احتضنت صفية زهرة وهي تقول:
- الحمد لله.. الحمد لله يا قلب عمتك.
دخلت أمينة ايضا التي وقفت ببرود على باب المطبخ، وأيضا أتت ليلى أخت حمزة التي اقتربت من زهرة لتطمئن عليها وقالت:
- زهرة.. انتي كويسة؟
هزت زهرة رأسها وقالت:
-اه.
تحركت أمينة من مكانها، واقتربت من زهرة وهي تمثل الاطمئنان عليها وتقول:
-جات سليمة يا حبيبتي.
ولكن زهرة نظرت إليها بضيق وابتعدت عنها دون أن ترد عليها، أما صفية نظرت إلى حبيبة وقالت بضيق:
- مش تخلي بالك يابت المهبوشة انتي
لتصرخ حبيبة بصوت عالٍ:
-هو فيه ايه ما قولت غصب عني.. مكنتش أعرف ان الهانم ورايا.
وهي تنظر إلى زهرة بغِل
لتنهرها صفية بغضب وبغضب:
- اتكلمي عدل يا روح أمك.. ولا خالتك معرفتش تربيكي.
وهي تنظر إلى أمينة بسخرية وتُكمل بجبروت:
- بس اذا كانت خالتك معرفتش تربيكي.. أربيكي أنا.
- ورفعت يدها كي تصفعها ولكن بسرعة وقفت امينة امام تحميها وهي تقول لصفيه:
-ومالها تربيتي بقى يا صفية.وبعدينهي عملت ايه.بتدافع عن نفسها مأجرمتش يعني ولا عشان حطاها في دماغك ؟!
ليلي بسرعة قالت وهي تحاول تهدأ الموقف:
- خلاص يا عمتي.. خلاص ياما.
ونظرت إلى نادية الخادمة وقالت:
- نضفي الأرض يا نادية.
نادية:
-حاضر يا هانم.
أخذت صفية زهرة وخرجت من المطبخ.
وهي تقول:
تعالي ياقلبي
****
وقف أحمد بالسيارة ومعه شيماء بعدما خرجت من المستشفى، قال وهو ينظر أمامه:
- حمدا الله على السلامة.. يلا وصلنا.. انزلي.
نظرت إليه شيماء، حيث لاحظت أنه طوال الطريق ، متغيرا من ناحيتها فقالت بترقب:
- أحمد.. احنا هنتجوز امتى.
نظر إليها للحظات ثم ابتسم ساخرا وقال:
-نتجوز؟
فقالت شيماء باستغراب:
-هو في إيه؟
- في إن العشم واخدك أوي ياختي.
ابتلعت ريقها وقالت:
-قصدك إيه؟,
- اقصد انك تنسي موضوع الجواز ده نهائي.. تشيليه من دماغك لأني من الآخر استحالة هتجوزك يا شيماء.
لتنصدم شيماء وتقو :
انت بتقول إيه؟
-بقول اللي سمعتيه.ويلا مش عاوز اشوف خلقتك تاني
لتقول بجنون: يعني إيه؟.. يعني إيه؟.. انت بتهزر صح؟!.. قول لي إنك بتهزر.
- لا مش بهزر.. يلا انزلي..
-يعني ايه؟..
وهي تحاول تستوعب:
- انت هتخلي بيا بعد ماضحكت عليا جاي في الآخر وتخلع.
ثم نظرت إليه بقوتها المعتادة وقالت بتهديد كعادتها:
- لا دا انت قبل ما تفكر كده أكون فضحاك.
أمسكها من شعرها وقال بغضب:
- تفضحي مين يا بت؟!.. الحاجات اللي معاكي دي تبليها وتشربي مايتها انتي فاكرة إني خايف منك؟!.. لا فوقي يا روح امك. لا انتي ولا عشرة زيك يقدروا يهزوني
لتقول بوجع:
-طب سيب شعري.
ترك شعرها ودفعها وهو يقول:
-انزلي.
ثم قال محذرا اياها:
- مش عاوز أشوف وشك تاني.
هنا أدركت شيماء أن أسلوب التهديد لن ينفع معه، فقررت أن تجرب أسلوب التعاطف والضعف والانكسار، فقالت بدموع:
- أحمد انا بحبك وانت عارف و..
لكن قاطعها:
- بتحبي مين يا بت؟!.. انتي بتعرفي تحبي.. طب قوليلي هأمنلك ازاي بعد ما سلمتيلي نفسك يا رخيصة!.. غير انك واحدة خاينة.. دا انتي خونتي اختك يا حقيرة.. بذمتك مش أبقى راجل أهبل لو اتجوزتك!
ظلت تصرخ وهي تقول:
- أنا عملت كده علشانك.. عشان بحبك يا غبي.. انا ماتخيلتش ان زهرة تاخدك مني.. احمد انا بحبك بجنون.
أكملت بترجي:
- أرجوك متسبنيش. أرجوك
-وانا مش عايزك.. انزلي
شيماء بدموع وهي تمسك يده بترجي:
- أحمد.
ولكن احمد لم يعطيها اي فرصه بل سحب يده منها وهتف بقسوة :
- يلا.
وفتح باب السيارة:
-انزلي.
نظرت إليه بغضب شديد، وهي تتوعد له بداخلها، ثم نزلت ودخلت البيت وهي مُنهارة.
****
وفي المساء، في منتصف الليل
كانت زهرة تقف في الشرفة ذهابًا وإيابًا منتظرة وصول حمزة، حتى رأته يقترب بالسيارة ويدخل الڤيلا، تنهدت وهي تشجع نفسها أن تتحدث معه بأن يسمح لها أن تذهب إلى جامعتها
فتح حمزة باب الغرفة، رآها تقف بجانب السرير.
- إيه اللي مصحيكي لحد دلوقتى؟
- مستنياك.
اقترب منها وهو يقول بتعجب:
- مستنياني.. ومستنياني ليه بقى؟
ثم أكمل بمكر وقال:
- اوعي يكون اللي في بالي.
غمز لها وأكمل:
- إيه محضرالي ليلة حلوة والا إيه؟.. طب مش كنتي تقولي كنت رجعتلك بدري.. بس ملحوقة الليل قدامنا طويل.
- لا انت فاهم غلط.. وبعدين متخليش دماغك تروح لبعيد تاني.. انا عايزاك في موضوع تاني خالص.
وقالت بسرعة:
- أنا عاوزة أنزل الجامعة.
جلس على الأريكة وقال وهو يُشعل سيجارة:
- يا شيخة.. هو دا الموضوع؟
- اه.. عاوزة أنزل من بكرة.. بقالي كام يوم مروحتش.
ليقول ببرود:
-لا ما انتي مش هتروحي تاني.
-نعم!
-نعم الله عليكي.
لتغمض عيونها وتحاول الا تتعصب ثم فتحت عيونها وقالت:
-وليه بقى إن شاء الله مش عاوزني أنزل؟
-مزاجي.. مزاجي كده.
لتقول بعصبية:
- يعني إيه؟.. انت مش من حقك تتحكم فيا أصلا.
-لا من حقي لأني جوزك.. والا الهانم ناسية؟!
-انت جوزي على الورق بس.. فاهم.. انت اتجوزتني علشان رغبة أبوك.. وانا اتجوزتك لأني مضطرة.. لكن كل واحد فينا يعمل اللي هو عاوزه.. محدش فينا ليه علاقة بالتاني.. تمام.
كان ينظر إليها بهدوء وهي تصرخ بعصبية، أشار علي الكومود وقال لها:
- هاتيلي الطفاية اللي هناك دي
ظلت تنظر إليه وهي في مكانها تتنفس بغضب.
-سمعتي؟.. هاتي الطفاية اخلصي.
أحضرتها بغضب وأعطتها له، أخذ نفسًا من السيجارة ونفخه في الهواء بهدوء، نظر إليها ثم قال:
- أنا ممكن أوافق بس بشرط.
نظرت إليه باستغراب وقالت:
-شرط ايه ده؟
ليقول بمكر:
- جوازنا يبقى طبيعي.
- يعني إيه مش فاهمة.
- يعني نتمم جوزانا.. أشرح لك تاني ولا كده فهمتي؟
لترد باندفاع وتقول بدون تفكير:
- انسى دي نجوم السما اقربلك.. انت مش هتلمس مني شعرة واحدة.
انزعج حمزة؛ فهذه هي اول مرة ترفضه فتاة، فكل الفتيات يتمنين فقط نظرة منه ويريدونه ، ولكنه تحدث ببرود:
- بس دا اللي عندي.. يا توافقي ويبقى بمزاجك كمان.. يا اما تنسي الجامعة.
لترد زهرة بتحدٍ:
- مش موافقة والجامعة هاروحها.. لأني مباخدش رأيك انا بس كنت بعرفك.
- طب جربي تنزلي علشان أكسر لك رجلك.
صرخت به و بقوة قالت:
- هنزل وهروح يا حمزة سواء انت وافقت أو فضلت رافض.. ووريني بقى هتعمل إيه؟!
قام مرة واحدة واقترب منها وقال:
- هعمل كده يا روح أمك.
وفي أقل من ثانية كانت على الأرض إثر كف شديد وقع علي وجهها من حمزة، وبنبرة مميتة قال:
- أنا مراتي قبل ما تفكر بس تكسر كلمتي أكون دافنها بالحيا.. فاهمة يا روح أمك.
قامت من على الأرض، واضعة يدها على خدها بصدمة لتقول بغضب شديد:
-انت بتضربني يا حيوان؟!
قطع كلامها كف آخر على وجهها.
ثم اكمل محذرا اياها:
-أقسم بالله لسانك ده لو طول عليا تاني مرة لأكون قاطعهولك.
أمسكها من شعرها بغضب وقال بنبرة خطرة:
- دي آخر مرة تغلطي وتطولي لسانك.. ومتفكريش تعندي معايا لأني مبحبش العند وانتي في الآخر اللي هتتعبي.
وجذب شعرها أكثر وهو يقول : سامعة؟!.. سامعة يا بت؟
لتقول زهرة بألم وهي تبكي:
-سامعة سامعة.
تركها وجلس على الأريكة يُشعل سيجارة أخرى، وظل يدخن بغضب، ثم نظر إليها وقال:
- أنا هعرف أربيكي ازاي.
جلست على السرير، ووضعت يدها على وجهها وظلت تبكي بقهرة، أما هو بعدما انتهى من السيجارة قال لها بأمر:
- انزلي اعمليلي قهوة.
لم ترد عليه وظلت تبكي.
نهرها بغضب:
-سمعتي يا بت؟!
نظرت إليه بخوف، وقامت بسرعة وهي تمسح دموعها.
****
في المطبخ كانت تقف تُعد القهوة ودموعها تتساقط دون توقف، فجأة سمعت صوت أمينة من خلفها وهي تقول بسخرية:
- إيه يا عروسة معرفتيش تكيفيه قال أتكيف بالقهوة!
وهي تنظر إليها بشماتة.
الحادي عشر
- إيه يا عروسة معرفتيش تكيفيه قال أتكيف بالقهوة!
وهي تنظر إليها بشماتة.
أغمضت زهرة عينيها بغضب، ولكنها تمالكت أعصابها وبسرعة مسحت دموعها قبل أن تلاحظها أمينة، ثم أخفت آثار الكف على وجهها بشعرها، واستدارت لها حيث رسمت ابتسامة باردة، وقالت باستفزاز:
- لا يا حماتي انتي فاهمة غلط خالص. القهوة دي لزوم السهرة.
أكملت وهي تصُب القهوة:
-أصل ابنك محتاج يبقى فايق علشان كده طلب مني أعمل له قهوة.
اقتربت من أذنها وقالت:
- أصل اللي متعرفهوش يا حماتي.. ابنك مش بيقدر يقاومني.
ابتعدت وأمسكت الفنجان، وتابعت بابتسامة شاردة:
- مكنتش متخيلة إنه بيحبني أوي كده.
نظرت إليها مرة أخرى وقالت قبل مغادرتها:
- عن إذنك يا طنط هطلع بقى مش عاوزة أتأخر عليه أكتر من كده.. أصله مستنيني على نارررر.
وضحكت بشدة وغادرت
ظلت أمينة تضغط على أسنانها بغِل وهي تقول :
- يا بت ال...
ثم أكملت بغضب:
- طبعا ما انتي زي امك وانتي هتجبيه من بره فضلت تلف على أبوكي لحد ما اتجوزته وخلته خاتم في صباعها.. ودلوقتي دورك تعملي كده مع ابني..
لم تتحمل الفكرة فقالت بإصرار
- لكن لا.. دا بُعدك.. استحالة اسمح بكده ابدا واسيبك تاخدي ابني مني يا بنت آمال..
وهي تمسك خصلات شعرها من خلف غطاء راسها وتقول:
- وحياة مقاصيصي دول مبقاش أمينة ان ماطفشتك من البيت ده.. وقريب أوي.
بقلم فريدة احمد
****
في الغرفة دخلت زهرة وضعت القهوة على المنضدة، ثم تحركت وقفت أمام المرآة واخذت تنظر إلى وجهها بحزن؛ لتتساقط دموعها بحسرة على نفسها،
كان في الشرفة معه مكالمة هاتفية، بعدما انتهى دخل وجدها هكذا، أغمض عينه بغضب من نفسه على ما فعله بها، اقترب منها قبل رأسها بهدوء ثم قال بندم:
-آسف.. آسف يا زهرة.
ثم مد يده على خدها قائلا:
-بيوجعك؟
نظرت إليه بعتاب دون حديث ودموعها ما زالت تتساقط، أمسك يدها وقبَّلها، ثم رجع ينظر إلى عيونها المليئة بالدموع، فمد يده ومسح دموعها ثم قال:
- حقك عليا.
جذبت يدها وكادت ان تتحرك لكنه جذبها وقال:
- مش هسيبك تنامي زعلانة.
حرك يده على خدها بحزن وقال:
- عارف إني اتغابيت عليكي.. بس انتي يا زهرة اللي اضطرتيني لكده.. بس عموما انا آسف.
وقبَّل خدها مكان الكف ليبتعد وهو ينظر لعيونها بتوهان ويقول:
- انتي حلوة.. حلوة أوي يا زهرة.
كانت ستبتعد عنه ولكنها أحست بحركة خلف الباب، استنتجت أنها أمينة، فقررت ان تثير غضبها فتحدثت بصوت به دلال،كي تغيظها. وقالت لحمزة الذي كان قد اقترب من رقبتها بتوهان ويُقبلها.
- تؤ يا حمزة.. طيب اشرب القهوة الاول قبل ما تبرد.. هو انا هطير ما انا معاك اهو يا حبيبي.
ليتمتم حمزة بتوهان وهو مشغول بتقبيلها فهو لم يفهم مغزي كلامها:
- بحبك. بحبك يا زهرة.
لتسمعه امينة بالخارج لتتوسع عيونها بصدمة وهي تجز بغيظ علي اسنانها
اما حمزة فقد أفاق وهو مستغربًا من تغيرها المفاجئ، كان ينظر إليها بتعجب، كيف تبدلت هكذا؟!.. وما هذا الدلال؟!..
ولكنه لم يرد قطع تلك اللحظة، فقرر استغلال تلك الفرصة، مال عليها يُقبلها مجددا ولكن قاطعهم أمينة عندما دقت على الباب بقوة.
لتهمس زهرة:
- حمزة.. الباب بيخبط.
ليقول حمزة وهو مشغول بها:
- سيبك منه.
لكن الطرقات زادت على الباب، أغمض عينيه بغضب، وابتعد بصعوبة، ثم فتح الباب فوجدها والدته.
- احم.. خير يا ست الكل؟؟
- عاوزاك.
وهي تنظر إلى زهرة التي مثَّلت أنها تُهندم ملابسها، قاصدة فِعل ذلك أمام أمينة.
- طيب ادخلي ياما انتي هتقفي على الباب؟!
لتقول امينة وهي تنظر الي زهرة بغل مخفي:
-لا يا حبيبي أنا بس كنت هسألك..
لتقاطعها زهرة وهي تقول:
- معقول يا طنط هتقفي على الباب كده؟!.. طب ادخلي طيب.
لتقول امينة بابتسامة مصطنعة:
- تسلمي يا قلب طنط. كلك ذوق.. بس انا عايزة حمزة في حاجة صغيرة مش مستاهلة أدخل.
ثم نظرت إلى حمزة وقالت :
- كنت عاوزة أعرف انت نازل القاهرة الصبح ولا لا؟
ليرد حمزة باستغراب:
- أيوة نازل. بس ليه؟
- علشان عاوزاك تاخد حبيبة بنت خالتك في سكتك توصلها الجامعة.
ليقول حمزة متعجبا : واخدها ليه ما هي بتروح مع السواق.
لتقول امينة بغضب:
- ومفيهاش حاجة لما تاخدها في طريقك وانت رايح.. واهي تروح معاك احسن ماتروح مع السواق.
كانت زهرة تنتظر رد حمزة اكثر من امينة، ولكنها أرادت تصنُّع اللامبالاة، فتحركت ناحية المرآة وهي تتجاهل أمينة التي تعرف أن نظراتها عليها برغم حديثها مع حمزة إلا أن عيونها على زهرة تراقبها وتتابع كل حركاتها بغل،
بدأت زهرة تمشط شعرها، وتُهندم نفسها ومكياجها.
حملت أمينة عيونها من عليها ونظرت إلى حمزة قائلة:
- ها قولت إيه يا ولدي؟
ليقول حمزة بضيق:
-انا عندي شغل الصبح ومش فاضي لمشاويركم. خلي السواق يوصلها زي ما بيوصلها.
لتقول أمينة بزعل:
- كده برضه يا حمزة مش عاوز تاخد بنت خالتلك معاك.. دي خالتلك الله يرحمها موصياني عليها.. بس تمام يابني لو المشوار هيضايقك أوي كده.. خلاص.
ليمسح حمزة وجهه ويقول بضيق:
- خلاص ياما.. هاخدها بكرة معايا.. أي أوامر تانية؟
لتقول أمينة بابتسامة راضية:
: لا يا حبيبي.. ربنا يكرمك يا رب يا بن بطني.. يلا تصبح على خير.
ليقبَّل يدها ويقول:
- وانتي من أهله.
غادرت أمينة، ثم أغلق حمزة الباب و استدار الي زهرة ليقترب منها ويقول:
- ها كنا بنقول إيه بقى؟
وهو يمسك خصلة من شعرها، وكاد ان يقترب منها ولكنها دفعته بقوة، وقالت بغضب:
-اياك تفكر إنك تلمسني. سامع.
لينصدم حمزة ويقول بزهول:
- بسم الله الرحمن الرحيم.. بتتحولي والا ايه يا بت؟!... يا بنت المجانين.
وهو يضرب كف على الاخر ويقول:
- أومال ايه الدلع اللي كان من شوية ده؟!
حاول ترجمة ما فعلته، ليبتسم بسخرية عندما فهم أنها كانت تفعل هكذا حتى لا تشك بها والدته.
- لا تنفعي ممثلة.. طب والله برافو. دا انا صدقتك.
ليضيف قائلا :
- طب وليه التمثيل؟
ثم أكمل وهو يُمرر عينه بوقاحة على جسدها:
- لما ممكن نخليه حقيقه وهبسطك.
- دا بعدك.. عمري ما هخليك تلمس مني شعرة.. مش هسمحلك تقربلي يا حمزة .. بالذات بعد ما مديت ايدك عليا.
وهبت أخذت غطاء ووسادة، ونامت على الأريكة، ذهب هو الآخر ونام على السرير، وبعد دقائق لاحظ دموعها، تنهد وقال:
- انتي اللي بتجبيه لنفسك يا زهرة.. لو مكنتيش قليتي أدبك عمري ما كنت همد إيدي عليكي.
نظرت إليه بدموع ولم ترد، بل غطت وجهها ونامت.
****
صباحًا، وقف حمزة يرتدي ملابسه، بينما كانت زهرة تجلس على الأريكة، تنظر إليه فقالت بتساؤل:
- هو انت فعلا هتاخد بنت خالتك معاك؟
-اه.
تجمعت الدموع في عينيها، مسحتها بسرعة وأبعدت الغطاء من عليها وقامت تدخل المرحاض أمسك يدها اوقفها وقال:
- انا لسة عند كلامي.
جذبت يدها وقالت بجمود:
- وانا لو مش هرجع الجامعة تاني في حياتي مش هيحصل اللي في دماغك
ثم تركته ودخلت المرحاض
****
بعدما هبط حمزة الي الاسفل، كان في السيارة ينتظر حبيبة في حديقة الڤيلا، اقتربت وفتحت السيارة وركبت وهي تقول:
- اتأخرت عليك؟!
ليرد حمزة باختصار:
- لا.
وأدار السيارة وتحرك
أما زهرة فكانت تقف في الشرفة تنظر اليهم بضيق وهي تقول بحزن:
- ربنا يسامحك يا عمي.
ثم دخلت من الشرفة و ظلت تتحرك في الغرفة بملل وضيق
****
وقف حمزة بسيارته بعد ما أوصل حبيبة أمام باب الجامعة وقال:
- انزلي. ولما تخلصي السواق هييجي ياخدك.
- وانت؟!
-أنا مش فاضي احتمال مرجعش الصعيد النهاردة وأبات في الشقة هنا.
لتقترب منه وتمسك يده وتقول بإغواء:
- طب ممكن آجي معاك الشقة النهاردة؟
نظر إلى يدها ثم رفع نظره إليها وقال:
-تيجي تعملي إيه؟!
-احم.. يعني لو محتاج حاجه في الشقة انا ممكن أعملهالك.. أنضف لك.. أطبخ لك.
سحب يده بهدوء وقال:
- لا مش محتاج حاجة.
رفعت يدها وبدأت تحركها على رقبته بإغواء وقالت:
- طب مش محتاجني أنا أبقى معاك.
وهي تقترب منه أكثر كي تُقبله وتقول:
- حمزة.. انت عارف إني بحبك أوي.و.
ولكن فجأة صفعها حمزة كف شديد على وجهها؛ لتنزف شفاها إثره، ثم أمسكها من شعرها وقال محذرا اياها:
- أقسم بالله لو فكرتي تعملي الحركات دي تاني مرة لأكون دافنك.. سامعة.
دفعها وقال:
-يلا انزلي.
لتقول بدموع وهي تضع يدها على خدها:
- انت سيبتي وروحت اتجوزت بنت عمك وانت عارف إني بحبـ..
ليقاطعها بغضب:
- سمعتي قولتلك إيه؟.. انزلي.. يلا
نظرت له بغل ثم هبطت من السيارة سريعا
، اما هو أدار السيارة وغادر بغضب، نظرت إليه بعدما مسحت دموعها وقالت بتوعد:
- ورحمة أمي ما هخليكوا تتهنوا ببعض.
ثم دخلت الجامعة وهي تتوعد له هو وزهرة
****
وصل إلى معرض السيارات الخاص به، جلس على كرسي مكتبه، بعدما طلب قهوته ، بعد قليل دخلت السكرتيرة بالقهوة، وضعتها أمامه وقالت:
-تؤمر بحاجة تانية يا حمزة بيه؟
-حضرتي العقد والورق بتاع العربية اللي هيستلمها مختار الحلواني؟
-أيوة حضرتك.. هو كمان زمانه على وصول.
-هاتيلي الورق .
- حاضر.
****
بعد يومين، كانت تجلس زهرة على سريرها، تُقلب في هاتفها، حتى وصلت إليها رسالة من رقم مجهول، صُدمت حين رأتها، فكانت تحتوي علي صورًا لها وفيديوهات ليست جيدة، ومعها رسالة "محتواها"
"بكرة تقابليني في شقة في العنوان ده (....) وصدقيني لو مجيتيش الحاجات دي هتوصل لجوزك"
وضعت يدها على فمها، اثر صدمتها وظلت تبكي برعب.
الثاني عشر
كانت تجلس شيماء في سريرها تبكي بعدما تركها أحمد وتخلي عنها بعدما أخذها في الحرام، ظلت تحاول الاتصال به ولكن لم يرد عليها،
دخلت آمال وهي تنادي عليها لتتخض حينما رأتها تبكي، فاقتربت اليها بلهفة وهي تقول بقلق:
- مالك يا حبيبتي في إيه؟
- أحمد سابني يا ماما.
- يعني إيه سابك؟!.. وليه؟!.. إيه اللي حصل؟
ثم أكملت بجنون حينما تذكرت حملها:
-والمصيبة اللي في بطنك دي؟!
مسحت شيماء دموعها وقالت:
- أنا سقطت.. علشان كده سابني وخلع.
- انتي سقطي بجد؟!
هزت شيماء رأسها، فقالت آمال برتياح:
- طب الحمد لله.... الحمد لله إنه سقط قبل ما بطنك تبان وتتفضحي.. دا ابوكي ميعرفش بعملتك السودة لحد دلوقتي.
لتقول شيماء ببكاء :
-بس دي الحاجة الوحيدة اللي كانت هتخلي أحمد يتجوزني.. خلاص راحت.
-وسي زفت ده عمل معاكي كده ليه؟
صمتت لثواني وهي تستوعب ثم قالت بجنون :
- يعني ايه خلع؟!
شيماء وهي تبكي بشدة :
- سابني وقالي إنه استحالة يتجوزني.
ثم أكملت بخزي:
- قالي مش هتجوز واحدة سلمتلي نفسها.. اعمل ايه يا ماما؟.. أنا ضعت خلاص.
لتصرخ بها آمال بغضب وعصبية بعدما استوعبت حجم المصيبة التي وقعو بها:
- شوفتي.. شوفتي آخر مشيك اللي علي حل شعرك وصلنا لإيه!.. بس العيب عليا انا.. انا اللي دلعتك بزيادة.. انا الغلطانه اللي كنت مدلعاكي وسيبتك مشيتي على هواكي لحد ما جيبتيلنا العار.. ربنا ياخدك.. ربنا ياخدك فضحتينا.. ولسه هنتفضح بسببك أكتر وأكتر.. الله يحرقك ويحرق بطني اللي شالتك.
لتقول شيماء ببكاء:
- كفاية يا ماما انا مش ناقصة.. كفاية بقى.
- كفايه ايه يا بت؟!.. دا انتي عاوزة الدبح.
نهضت من مكانها وهي تلف حول نفسها وتقول بجنون وحيرة:
- اعمل ايه دلوقتي.. اقول لابوكي ايه.. دي اقل حاجة هيقولها. هيقولي تربيتك..
لتنظر لها وتقول:
-دي اختك اللي مشافتش ربع الدلع اللي اتدلعتيه عمرها ماعملت حاجة غلط برغم قسوتي معاها.. لكن انتي.. انتي حطيتي راسنا في الطين ربنا ياخدك
لتندفع شيماء بغل وتقول:
- اختي دي هي السبب.. لولا حبها هي مكانش هيعمل معايا كده.. انا بكرهها.. بكرهها..
اكملت وهي تحاول ان تشككها في زهرة:
- وبعدين انتي متعرفيش حاجه عن زهرة.. زهرة مش زي ما انتي فاكرة خالص.. زهرة دي زبالة أصلا.
- متحاولش تشككيني فيها.. هو انا اه مبحبهاش.. بس مش هنكر انها متربية.. مش زيك يا بنت ال****... يا اللي فضحتينا.
وهي تصفعها و تقول:
- فضحتينا ربنا ياخدك.. ربنا ياخدك جبتيلنا العار.. اعمل ايه دلوقتي؟.. اقول لابوكي إيبيه
- وظلت تضربها بقسوة
****
كان يجلس على كرسي المكتب، مغمض العينين، يسند ضهره للخلف، ليدخل شريكه وجلس على الكرسي المقابل له، ينظر له للحظات ثم يقول:
- مالك يا عريس؟
فتح حمزة عينه:
- وائل.. ازيك؟
- أنا تمام..
ثم أكمل باستغراب:
-انت ايه اللي جابك؟
رفع حمزة حاجبه:
-نعم.. مكنتش عاوزني آجي ولا ايه؟
- مش كده بس على حد علمي انت واحد لسه متجوز اول امبارح جاي الشركة تعمل ايه مش فاهم؟!
حمزة بتلقائية وبدون ما يشعر قال:
- وهقعد في البيت اعمل ايه برضو؟
رفع وائل حاجبه وابتسم باستهزاء:
- وانا اللي هقولك تقعد في البيت تعمل ايه.. يا جدع في حد يسيب الطراوة وييجي هنا.
ثم نظر إليه بشك وقال:
- اوعى يالا متكنش رفعت راسنا؟!
حمزة وهو يحاول تغيير الموضوع قال:
- بقولك ايه مختار الحلواني جاي بعد ساعة ابقي خلص انت معاه عشان رايح معرض اسكندرية كمان شوية.
- تمام بس ماتتوهش برضه.
ليقول باستفزاز:
- شكلك كده بيقول انك مرفعتش راسنا.
ضرب كف على الاخر وهو يقول:
-عليه العوض.. انت. انت يا حمزة؟!.. طب والله ما كنت أصدق.
-في ايه ياض ما انت عارف أخوك أسد.
ليقول وائل ساخرا:
اه ما هو باين وايه اللي جابك يا اسد تالت يوم جواز.. طب اتجوز انا وعليا النعمة ما كنت اخرج من البيت غير بعد سنة.. اوعدنا يا رب.
ابتسم حمزة وقال :
-هيوعدك يا خويا.. بس متبقاش تيجي تقول يوم واحد من أيامك يا عزوبية.
تنهد وحينما تذكر أكمل بتساؤل:
-صحيح هو فين رحيم مش شايفه من وقت ماجيت؟!
-هو ابن عمي انا ولا ابن عمك انت؟!
- ما انا مش شايفه اساسا بقالي يومين.
- هو تقريبا عندكم في الصعيد حاليا.. مجاش المعرض بقاله كام يوم ومعرفش عنه حاجة.
ثم تذكر وقال:
-اه.. رحيم مشغول في موضوع يوسف والناس اللي قتلوه.
ليتعجب حمزة ويقول:
-ناس مين هو مش خلص عليهم كلهم وخد بتاره؟!
-ما هو اللي انت متعرفوش في واحده جاتله الشركه هنا من يومين وسمعته تسجيل بصوت البنت اللي كان متجوزها زمان وهي بتتفق مع عيله الشاذلي على قتل يوسف الله يرحمه.
حمزه باستغراب:
- طب والبنت دي عملت كده ليه؟!
-مش عارف.. ده رحيم سمع التسجيل من هنا وكان عامل زي المجنون.
- وهو ناوي يعمل معاها إيه؟
ليكمل بقلق:
- ده ممكن يتهور ويقتلها.
ليقول وائل:
-هو خلى رجالته جابوها وحابسها دلوقتي حاليا في المخزن.
قلق حمزة بشدة فهو يعرف رحيم وتهوره أمسك هاتفه واخذ يتصل به
****
أوقف رحيم سيارته أمام باب الڤيلا، لف الناحية الأخري للسيارة وفتحها، ثم جذب ياسمين من شعرها وجرَّها حتى غرفة في الحديقة، كانت تصرخ؛ من شدة الألم، وهو غير مبالٍ بها.
-حرام عليك ارحمني.. والله ما عملت حاجة اقسم بالله ما عملت حاجة صدقني.. بقولك مظلومة.. انت ليه مش عايز تسمعني؟!
كانت تصرخ ياسمين بشدة وهي تبكي وتترجاه ان يرحمها ولكن بدون فائده لم يعطيها فرصة ولم يعطي نفسه فىصة ان يسمعها ليرد عليها ويقول وهو ممسك بشعرها وما زال يسحلها وراءه الي ان دخل بها غرفة بالحديقة
-أسمع ايه يا روح أمك بعد اللي سمعته؟!
وهو يحدفها علي الارض بشدة
-والله يا رحيم ما اتفقت معاهم على قتل أخوك.. صدقني يا رحيم.
ابتلعت ريقها وقالت:
- انا اه كنت عاوزة انتقـم منك عشان سيبتني وسمعت كلام ابوك وطلقتني وروحت اتجوزت بنت عمك.
لتكمل بحسرة:
- سيبتني بعد ما اخدت اللي انت عاوزة وبعدها رمتني لا حصلت بنت بنوت ولا حصلت مطلقة.. انت دمرتني.. كنت عاوزة انتقم منك بعد اللي عملته فيا.. بس متوصلش اني اشارك في قـتل .. استحالة اشارك في قتـل حد يا رحيم وخصوصا لو طفل مالوش ذنب.. انا اصلا كانت روحي في يوسف.. كنت بعتبره اخويا الصغير.. صدقني يا رحيم.. انا معملتش حاجة.. بالعكس انا زعلت عليه يمكن أكتر منك.
بقلم فريدة احمد
اما ليلى التي كانت واقفة في الشرفة وشاهدت رحيم ومعه ياسمين في الحديقة ، استدرات ونزلت سريعا وهي تقول بجنون:
- تاني يا رحيم.. تاني.. لسه ماشي معاها وكمان جايبها لحد هنا!.. هي حصلت!
وخرجت الي الحديقة وهي غاضبة للغاية ، لم تكن تعرف إلي أين يصطحبها؟!.. فقد نزلت بسرعة حينما رأته ينزل وهي معه من السيارة، ظلت تلف وتدور في الحديقة حتى رأت الغرفة الموجودة بالحديقة مفتوحة، اقتربت منها حتى وجدت رحيم يقف بظهره على بابا الغرفة .
- تاني يا رحيم؟!.. هي حصلت كمان جايبها لحد هنا؟!
كانت تتحدث بنبرة عالية وجنون وغضب، استدار ونظر إليها نظرة كفيلة تكتمها، تحدث بحدة وقال:
- مسمعش صوتك.. وادخلي جوا وعلى فوق.. يلا.
لكنها رفضت وقالت بغضب:
-مش هطلع يا رحيم.. لما اشوف جايب السنيورة لحد هنا تعمل بيها إيه؟!
ودفعته ودخلت لترى ياسمين، لتنصدم حين رأتها هكذا، كانت على الأرض مُبهدلة، وجهها كله كدمات، تبكي، وترتعش، ابتلعت ريقها ثم نظرت الي رحيم وقالت بزهول:
- هو انت عملت فيها ايه؟؟
-اطلعي فوق.
قالها بتحذير لأخر مرة لتهز راسها برفض وتقول:
- مش هتحرك من مكاني غير لما أفهم.. انت جايب دي هنا ليه؟!.. وعامل فيها ليه كده؟!
-سمعتي انا قولت ايه؟.. اطلعي.. يلا.
- لما أفهم الأول.
نهرها بغضب حينما نفذ صبره:
- اخفي من وشي قبل ما أتغابى عليكي.. يلا.
اتنفضت وابتلعت ريقها بخوف، ثم نظرت مرة اخري إلى ياسمين التي تدفن رأسها بين رجليها وتبكي، وبعدها خرجت سريعا من الغرفة بدون ان تتفوه بأي كلمة ، وصعدت الي غرفتها
****
كانت تجلس زهرة في الغرفة وتبكي، لا تعرف كيف تتصرف؟!..ولا تعلم من الاساس من هو الذي يُهددها؟.. ظلت تبكي وهي خائفة، مرعوبة، ليقاطعها اتصاله مرة اخري ، لتمسك الهاتف ويدها ترتعش، ثم تفتح الخط :
- أنت مين؟.. وعاوز مني إيه؟
- عاوزك.. وانا مين بقى.. انا واحد بيحبك ونفسه فيكي من زمان.. اهم حاجه متنسيش معادنا بكرة.. ومش عاوز افكرك باللي هيحصل لو مجتيش يا حلوة.
لتقول بغضب:
-انت مين يا حيوان؟.. انت تعرفني منين أصلا؟
- دا سؤال برضه دا انتي عز المعرفة يا زهرتي.. يااه لو تعرفي وحشاني قد إيه.. دا انتي وحشاني بشكل.
ليتابع باستفزاز ويقول :
- يلا هانت يا قلبي.. المهم بكرة متتأخريش.. عشان مشتاقلك أوي.
زهرة بغضب شديد:
-وانت فاكر اني هجيلك يا حيوان؟
- امم.. براحتك متجيش.. بس استحملي بقى رد فعلي لأن صدقيني فيدوهاتك وصورك هتوصل لحمزة بيه.
وفقط أغلق في وجهها.
****
في المساء عاد حمزة الي المنزل، صعد إلى غرفته، تعجب عندما لم يجد زهرة، خرج يبحث عنها لينادي علي شقيقته الصغيرة
-دينا.
أتت دينا سريعا:
- نعم.
-زهرة فين؟
- مش عارفة..
وحينما تذكرت قالت:
-اه كانت مع عمتو صفيه في اوضتها من شوية.
-طب روحي شوفيها.
-حاضر.
وذهبت تنفذ ما أمرها به حمزة.
*****
في غرفة صفية كانت تجلس زهرة عندها، تبكي وصفية تحتضنها وتحاول فهم ما بها، ولكن زهرة كانت ترفض الكلام، فقط تبكي.
-لو تقوليلي بس مالك يا قلبي وبتعيطي ليه كده؟!.. فهميني يا روحي بس ايه اللي حصل؟.. طيب هو حمزة زعلك؟.. اكيد هو اللي زعلك.. انا عارفة إنه عصبي.. بس انتي اسمعي كلامه وصدقيني مش هيزعلك.. وبرضه انا هتكلم معاه وأخليه ميزعلكيش تاني أبدا.
هزت زهرة رأسها بالنفي وقالت:
-معمليش حاجة يا عمتو.
-طيب في ايه وبتعيطي ليه كده؟!.. مالك بس وايه اللي حصل علشان تبقى حالتك كده.. احكيليي يا حبيبتي.. انا عمتو
أكملت وهي تُمرر يدها على شعرها بحنية:
- انتي عارفة طول عمري بعتبرك بنتي اللي مخلفتهاش. انتي غاليه علي قلبي أوي يازهرة.. قوليلي مالك؟.. فيكي إيه يا روح قلبي؟
لكن زهرة مازالت ترفض الكلام، كانت تحتضنها وتبكي فقط، في تلك اللحظة دقت دينا على الباب وهي تقول:
-عمتي.
لتمسح زهرة دموعها سريعا، وقالت صفية:
-ادخلي يا دينا.
فتحت دينا الباب نظرت لزهرة وقالت:
-كلمي حمزة يا زهرة.
نظرت زهرة إلى عمتها وهي ترتعش، ابتلعت ريقها برعب، ثم نظرت إلى دينا وقالت:
- هـ هو جه؟
- اه وقالي أشوفك.
كانت خائفة جدا ومرعوبة من أن يكون قد علم شيء.
فقالت صفية لدينا:
- طاب يا حبيبتي هي شوية وهتروح له.
دينا باستغراب وهي ترى منظر زهرة الذي يتضح أنها كانت تبكي:
- انتي كويسة؟
لترد زهرة وهي تحاول أن تكون طبيعية فقالت بهدوء:
-اه.. بس دماغي مصدعة شوية
- طيب خدي مسكن.. أو استني هقول لحمزة يشوفلك دكتور.
لتوقفها زهرة بسرعة:
- لا.
لتنقذها صفيه وتقول:
-أنا اديتها مسكن يا حبيبتي وشوية وهتبقى كويسة.
خرجت دينا ونزلت تخبر حمزة بأن زهرة عند عمتها.
اما في غرفة صفية نظرت لزهرة وقالت :
- يلا يا حبيبتي قومي اغسلي وشك كده وروحي شوفي جوزك.
لتهز زهرة راسها بخوف:
- لا لا أنا هبات معاكي النهاردة يا عمتو.
-وده اسمه كلام.. وجوزك!
في تلك اللحظة فتح حمزة الباب.
نظرت له صفية:
-حمزة.. تعالي يا ولدي
اما زهرة فتجمدت مكانها حينما رأته، لتبتلع ريقها برعب وهي تنظر له بخوف
-عاملة ايه يا عمتي؟
-الحمد لله يا حبيبي.
لينظر إلى زهرة ويقول:
- الهانم بقالي ساعة مستنيها.. بتعمل ايه هنا؟
- لترد صفية سريعا:
-مفيش يا حبيبي كانت قاعدة معايا شوية.
ثم نظرت إلى زهرة وقالت :
- يلا يا زهرة قومي مع جوزك.
لاحظ حمزة منظر زهرة فسألها في قلق:
-مالك؟.. انتي كويسة؟
- اه كويسة.
-طب قومي يلا.
ولكن زهرة ردت برفض:
- انا هنام مع عمتو النهاردة.
- لتقول صفية:
- بطلي هبل يا زهرة وقومي يلا مع جوزك.
لكنها تفاجأت عندما قال حمزة:
-خلاص يا عمتي
ثم نظر إلى زهرة وقال:
-خليها.. وعلى طول.
وفقط تركها وغادر، لكنه لم يدخل غرفته، بل هبط الي الاسفل و استقل سيارته وذهب إل طابق سكني في مكان راقٍ جدًا، صعد ووقف أمام شقة معينة، فتح بابها، ودخل بهدوء.
كانت هناك فتاة تجلس على الأريكة تتصفح هاتفها بملل،
عندما رأته تركت الهاتف وقامت عانقته بلهفة وهي تقول:
- وحشتني وحشتني موت.
ولكنها حين تذكرت ما علمت به ابتعدت وقالت بحزن :
- أخيرا افتكرت انك متجوز وجاي تشوف مراتك.. لا وكمان روحت اتجوزت عليا بنت عمك.
الثالث عشر
- أخيرًا افتكرت انك متجوز وجاي تشوف مراتك.. لا وكمان روحت اتجوزت عليا بنت عمك.
سحبها وهو يقول:
- مالك يا بت اتحولتي ليه؟
أبعدته عنها بحزن قائلة:
- ابعد عني.. انا عمري ما هسامحك.
أكملت بدموع وهي تنظر إليه:
- هو انت اتجوزت بجد يا حمزة؟.. اتجوزت عليا ولا مجرد إشاعة؟
وهي تتمنى بداخلها أن ينفي ما سمعته، تتمنى أن تكون إشاعة حقًا وأنه لم يتزوج، ولكنه لم يرد، تحرك وجلس على الأريكة بتعب، فقالت بعصبية وصوت عالٍ:
- اتجوزتها؟
وبجنون:
-رد عليا.. انت اتجوزتها فعلا؟
لينهرها بغضب:
- وطي صوتك بروح أمك.. انا جاي اريح دماغي. مش ناقص جنان على المسا.
أخرج علبة سجائره من جيبه، سحب سيجارة وأشعلها، وبدأ ينفث دخانها بغضب، نظر إليها، كانت تقف غاضبة ودموعها في عيونها،ولكن لم تقدر علي الكلام خوفا من بطشه
مسح وجهه وقال بهدوء:
- عاوزاني أأكدلك صح؟.. اه اتجوزت.
ثم أكمل ببرود:
- بس سواء اتجوزت او متجوزتش ده يخصك في إيه؟!
نظرت له بدموع:
-أنا مراتك.
ابتسم ساخرا بعدما أخذ نفسًا آخر من سيجارته وقال: مراتي؟؟.. طيب يا مراتي.. أنا اتجوزت.. عند الهانم اعتراض؟!
كانت تنظر له بقهر فقالت بدموع:
- أنت ازاي كده؟!.. هو انا للدرجادي ماليش عندك اي قيمة؟.. بتتجوز عليا عادي وكمان مش عاوزني أعترض؟!
- هو انتي مصدقة نفسك إنك مراتي بجد؟!
أكمل بغضب:
- ماتفوقي لنفسك يا بت.. انا متجوزك علشان مزاجي وتبسطيني وده كان اتفاقي معاكي .. ولا نسيتي انا متجوزك ليه؟.. واظن انا دافعلك فلوس انتي وامك مكنتوش تحلموا تمسكوها.
صرخت فيه بقهر وقالت:
- كفايه بقى.. كفاية.. مش كل شوية تفكرني انك اتجوزتني عشان أبسطك.. ليه كل شوية لازم تحسسني اني رخيصة.. يعني ذنبي اني حبيتك ووافقت اتجوزك في السر.. ده ذنبي؟!
مسح وجهه وقال بتعب:
-مش عاوز كلام كتير.. أنا جاي مزاجي مش متظبط ومحتاج أظبطه.. هتعكنني عليا همشي.
لتقول بسخرية:
- وهي العروسة معرفتش تكيفك ولا إيه؟
ببرود قال:
- لا أصلها تعبانة.
ثم أشار إليها:
-تعالي يا سهر.
ظلت واقفة مكانها قائلة بجمود :
-عاوز إيه؟
ربت جانبه:
- تعالي جمبي.
نظرت إليه لثوان ثم اقتربت منه بتردد، ليسحبها حتى التصقت به، دفن رأسه برقبتها هامسا:
-وحشاني يا بت.
وظل يُقبِّلها برغبة على رقبتها قبلات متفرقة، وهو لا يستطيع الابتعاد عنها، وهي أيضا استسلمت له وكأنها نسيت كل ما فعله، فأغمضت عيونها باستمتاع من قربه فهي تعشقه حد الجنون،
ليبتعد عنها بعد دقائق ويقول :
- بقولك إيه.. روحي البسيلي حاجة سـافلة واعملي جو حلو.. انا عاوز الليلة دماغي تبقى في السحاب.
لترد عليه بكل دلال:
- هنسيك اسمك لو عاوز.
-اوعى.. دي شكلها هتبقي ليلة عنب.. طب يلا يا فرس ومتتأخرش عليا.
قامت بحماس وهي تقول:
: هوا.
: مستنيكي على نار . حاسب يا بطل
قالها بوقاحة بعدما صفعها علي مؤ،خرتها لتضحك على إثرها ضحكة خليعة وهي تدخل.
ليقول حمزة:
-يخرب بيت صوت ضحكتك اللي هيلم علينا بوليس الآداب.
ثم وأمسك هاتفه يتصل على أحد، دخلت وأخرجت أكثر لباس نوم هو يفضله، وهي تقول في نفسها بغِل:
- ماشي يا حمزة بيه وحياتك عندي ماههنيك بيها.
وهي تتوعد:
-ويا أنا يا هي.
****
في اليوم التالي،كانت تهبط زهرة من الدرج ، لتقابلها أمينة التي نظرت اليها بسخرية وقالت:
- إيه ياعروسة؟!.. دا ابني طلع فعلا بييحبك خالص ومش بيقدر على بعدك فعلا.. لدرجة إنه سابك وبايت برا وانتوا لسة مكملتوش يومين متجوزين.
جاءت حبيبة أيضا وقالت وهي تنظر إليها باستهزاء:
- والليلة اللي قبلها نزل الشركة من تاني يوم جواز وبات في شقته اللي في القاهرة وسابك برضه يا حرام.. شكله بيموت فيها يا خالتي.
أمينة بسخرية وهي تنظر إلي زهرة:
- واضح يا قلب خالتك.
كانت زهرة تسمعهما بهدوء الي ان انتهو من الحديث، ثم قالت ببرود وثقة:
- انتوا أكتر اتنين عارفين إنه بيحبني.. وواثقين إني لو اديتله فرصة عمره ما هيتحرك من جمبي ولا هيبعد عن حضني.
أكملت باستفزاز وهي موجهة كلامها لأمينة:
- وأظن يا حماتي انتي بنفسك سمعتيه وهو دايب في هوايا.. واكيد اتأكدتي لما كنتي بتلمعي أُكَر على باب أوضتنا.. وسمعتيه بودنك كان بيعمل ايه معايا.. بس هو مش عيب برضه يا حماتي تتجسسي على ابنك ومراته؟!.. طب والله عيب. افرضي يعني كنا في وضع احم مينفعش انك تسمعينا فيه.. كنتي هتحرجي نفسك قدام نفسك.. عيب يا حماتي كده.. دا انتي حتى ست كبيرة.. مش لايقة عليكي الحركات دي.. احترمي سنك ومقامك كده.
ثم نظرت إلى حبيبة وقالت :
- وانتي يا روح خالتك تقدري تقوليلي لما انتي متلقحة قدامه بقالك سنين متجوزكيش ليه؟!.. بصي يا روحي نصيحة مني انا شايفة انك تلمي كرامتك اللي في الزبالة دي وتبطلي بقى تقلي من نفسك.. صدقيني مفيش راجل يستاهل الواحدة تهين نفسها ليه وتقلل من كرامتها علشانه.. بطلي بقى كل شوية تتلزقي فيه وهو يكسفك.. فين عزة نفسك؟.. إيه الرخص ده؟!
ونظرت إليهما بقرف، ونزلت اتوجهت ناحية عمتها التي كانت تجلس على الاريكة تحتس القهوة، جلست بجانبها والتي حينما رأتها قالت وهي تحاول الاطمئنان عليها:
- ها يا قلب عمتك.. أحسن النهاردة؟
- خديني في حضنك يا عمتو.
فتحت صفية يدها:
- تعالي يا قلبي.
وظلت تمسح علي شعرها بحنية
****
في الحديقة، فتحت واحدة من الخدم باب الغرفة التي بها ياسمين وهي معها طعام بأمر من رحيم، وضعته أمامها وقالت:
- رحيم بيه بعتني بالأكل ده ليكي.. يلا يا بنتي عشان تاكلي.
رفعت ياسمين وجهها وقالت: مش عاوزة آكل.. شيليه من قدامي.
لتقول الخادمة:
-مينفعش يابنتي لازم تاكلي..وبعدين رحيم بيه أكد عليا و
لتقاطعها ياسمين بعصبية:
- قولتلك مش عاوزة أطفح.
ثم أمسكت الأكل ومن شدة عصبيتها نثرته على الأرض بغضب .
نظرت الخادمة الي الاكل الذي تبعثر:
-ليه كده بس يا بنتي؟!
ونزلت تجمع الطعام من على الأرض، في تلك اللحظة دخل رحيم:
- بتعملي ايه يا أم أحمد؟
لتقول الخادمة بتوتر:
-ممم مفيش الأكل اتدلق مني غصب عني يا بيه.. انا هشيله وهجيبلها غيره و
رحيم وهو ينظر علي ياسمين بشَر:
- اتدلق منك ولا الهانم هي اللي دلقته؟
لترد الخادمة بخوف عليها:
-لا هو اتدلق مني.
-جرى ايه يا أم أحمد مش عيب برضه لما تكدبي في سنك ده.. أنا شايفها وهي بتحدفه علي الارض
همت الخادمة بالحديث ولكن قاطعها رحيم بحده:
- يلا روحي شوفي شغلك.
-حاضر يا بيه.. هشيل الأكل بس.
ومالت حتى تجمعه، ولكنه قاطعها آمرًا:
- سيبيه.. ومفيش أي أكل يدخلها غير لما تاكل اللي على الأرض ده.. مفهوم!
بقلة حيلة قالت:
-مفهوم يا بيه.
وخرجت
-انت بتعمل فيا كده ليه؟.. حرام عليك بقى.. حرام عليك.. قولتلك معملتش حاجة.. ليه مش عاوز تصدق.. ارحمني وخليني أمشي من هنا.. كفاية عذاب بقى.
قالتها ياسمين بعصبية وغضب لينظر إليها ويقول بجبروت:
- هو انتي لسه شوفتي عذاب!
ببكاء قالت:
-حرام عليك هتعمل فيا ايه اكتر من كده؟!.. ماما واخواتي زمانهم هيموتوا من القلق عليا.. أرجوك سيبني أرجع لأهلي.
- انتي مش هتخرجي من هنا غير على قبرك.. بس الأول لازم تشوفي الموت في اليوم مية مرة.. مزاجي يستكفي بعدها ابعتك لعزرائيل.
نظرت إليه برعب وهي ترتعش من الخوف؛ فهي تعرف جيدا أنه لا يُهدد،فقالت بتعب ومازالت تبكي:
- حرام عليك.. والله ما عملت حاجة.
مسحت دموعها بيأس وأكملت:
- بس لو عاوز تقتل،ني اقتلـني من دلوقتي وارحمني.
-أديكي بتقولي أهو أقتلك عشان أرحمك.. وانا مش ناوي أرحمك.
ظلت ياسمين تصرخ وتقول:
-حرام عليك بقى.. حرام عليك.. أحلف لك بإيه إني مظلومة!
كانت زهرة تتمشى في الحديقة، سمعت صوت صراخ؛ مشت نحو الصوت حتى وجدت غرفة مفتوحة، يقف رحيم بداخلها ومعه فتاة تبكي وتصرخ، وحينما رأت الفتاة جيدا اقتربت منها وقالت بصدمة:
- ياسمين.
وهي تنظر إلى رحيم:
-عملت فيها إيه؟
وسريعا اقتربت منها واحتضنتها، ثم نظرت إليها بذهول وسألتها:
- إيه اللي عمل فيكي كده؟!
نظرت إلى رحيم مرة اخري:
-انت اللي عملت فيها كده؟
-اطلعي يا زهرة.
لتهز زهرة رأسها برفض:
- أطلع ايه مش لما أفهم انت عامل فيها كده ليه؟
رحيم بحدة:
-قولت اطلعي.
****
كان حمزة نائمًا بتعب، وكانت سهر تجلس بجانبه، تمرر يدها على وجهه وهي توقظه بهدوء:
- حمزة.. حموزي. يلا اصحي
فتح حمزة عينه، فرفعت سهر هاتفه امامه وهي تقول:
- تليفوك مش مبطل رن.. وكمان حضرت لك الفطار.. يلا قوم.
اعتدل بكسل واخذ منها الهاتف ثم قال وهو يشعر بصداع:
- روحي اعمليلي قهوة.
- طب اتفطر الأول؟.. أنا حضرت لك الفط....
قاطعها بغضب:
- عاوز قهوة اخلصي.
لتنهض بسرعة:
- حاضر.
وذهبت تُعد له القهوة.
****
وجدت زهرة هاتفها يرن، وكان الشخص المجهول، ابتلعت ريقها بخوف وهي لا تعرف كيف تتصرف!.. ولكنها قررت ألا تُجيب، وعندما لم يجد رد أرسل إليها رسالة محتواها
"فاضل ساعة على معادنا.. وهقولك تاني مش عاوز أفكرك لو مجيتيش أنا هعمل إيه"
لتشعر بالرعب وظلت تبكي، وهي تتمشى في الغرفة بحيرة لا تعرف ماذا تفعل؟!.. ظلت تقول في نفسها بحيرة:
- يا ربي أعمل إيه؟!.. أتصرف ازاي؟.. طب أقول لحمزة؟
نفضت الفكرة من راسها بسرعة قائلة برعب:
-لا لا دا يقت،لني.
أكملت بتعب:
-طب أعمل إيه؟.. يا رب.. يا رب.
جلست على السرير، وظلت تبكي بخوف، وهي ترتعش من الرعب
****
في غرفة أمينة، كانت حبيبة تروح ذهابًا وإيابًا بغضب، نظرت إلى أمينة وقالت:
- شوفتي يا خالتي.. قولتلك إنه هيحبها.
- يحب مين يا بت؟.. انتي مصدقة كلامها؟!.. دي بت كيادة زي أمها.. وبعدين حمزة ابني وانا عارفاه كويس.. ابني بتاع حريم.. يعني بياخد مزاجو بس، إنما حب مابيعرفش يحب.. طب ايه رأيك اني متأكدة إنه كان بايت في حضن واحدة امبارح.
حبيبة باهتمام:
- بجد.. وعرفتي منين يا خالتي؟!
-يا بت بقولك ابن بطني وانا عارفاه.. حمزة ابني بيغير في الستات زي ما بيغير هدومه.
تنهدت حبيبة بهَم وخيبة أمل وقالت:
- انا كمان عارفة إنه كل يوم بيبات مع واحدة.. هو ابنك عاتق. بس بيجي لعندي انا ونفسه تتسد
لتكتم أمينه ضحكتها
لتنظر لها حبيبة بغيظ وبعدها تقول بقلق:
- انا حاسه إنه بدأ يحبها.. ولو حبها بجد مش هيشوف غيرها.. وزي هي ما قالت لو اديتله فرصة.. مش هيشوف غيرها يا خالتي.
لتنهد وتقول بحقد: طلعتلي منين دي بس ياربي؟.. ما كانت عايشة بعيد عننا.. كنت ناقصاها..
ثم أكملت بغل وهي تتوعد لها:
- بس ورحمة أمي ما هسيبها تتهني بيه.
أمينة وهي تطمئنها:
- أنا عاوزاكي تطمني.. لأني انا كمان مش هسيبها.. وغلاوتك عندي لجوزهولك يا حبيبة.
لتنظر إليها حبيبة بأمل:
-بجد يا خالتي؟
-بجد يا روح خالتك.. انا كده كده مش هرتاح غير لما أجوزهولك.
لتبتسم حبيبة بفرحة ثم تقول بفضول :
- طب هتعملي معاها إيه يا خالتي؟
لتقول أمينة بثقة:
-مبقاش أمينة ان ماخليته يطلقها ويرميها لكلاب السكك. بت آمال.. وحتي لو مطلقهاش.. هخليه يرميها بردو.. واجوزهولك عليها وأكسر ها.
لتكمل بتوعد:
-وحياتك عندي لأجيب مناخيرها الأرض.
لتبتسم حبيبة بشر وهي تتخيل ما سيحدث لزهرة
****
في آخر الليل كانت زهرة قد نامت مكانها من كثرة البكاء بعدما أغلقت هاتفها وقررت ألا تذهب إلى هذا الشخص، فتح حمزة الباب بهدوء ودخل، اقترب منها وجلس بجانبها،
بدأ يزيح شعرها من علي وجهها وهو يتأملها بحُب، ثم مال عليها وقبَّلها، ثم تمدد وجذبها لصدره وأغمض عينيه ونام بتعب، أحست به زهرة فقامت خائفة، لتتراجع للخلف وتقول برعب:
- معملتش حاجة.. معملتش حاجة.
كانت ترتعش والذعر واضح علي ملامحها ، فتعجب حمزة من حالتها وقال باستغراب:
- مالك ؟.. في إيه؟!.. في إيه يا بت مالك؟
كانت تنظر اليه بخوف ، هي تعتقد أنه علم بموضوع الصور، لذلك كانت خائفة ومرعوبة، ولكنها بعد لحظات استنتجت من هدوءه عدم معرفته بشيء، فحاولت أن ترجع لطبيعتها قبل ان يشك بها وقالت :
- انا.انا بس شوفت كابوس.
-طب قربي.
- أقرب فين؟
-جمبي.. تعالي يا زهرة.
كانت تنظر إليه غير قادرة على الحراك، لتشهق عندما جذبها من رجلها واحتضنها، ظل يمرر يده على شعرها براحة،
لتتنهد حينما تأكدت أنه بالفعل لا يعرف شيء، لتستكين ثوانٍ علي صدره، ولكنها أفاقت وحاولت الفلات منه، لكنه كان مرهق، فقد كان أغمض عينيه وبدأ في النوم، ولكن من حركتها فتح عينيه وقال:
-في ايه ما تنامي؟!,
-هنام على الكنبة.
لا خليكي.
وضمها إليه وأغمض عينيه مجددا
-لو سمحت سيبني أقوم.
-شش.. انا تعبت النهاردة ومحتاج انام في هدوء.. فبطلي حركة ونامي.
قالها وهو ما زال مغمض العينين
لتقول زهرة:
-طب سيبني ونام براحتك.. عاوز مني ايه مش فاهمة!.. ابعد كده
وحملت يده من عليها وقامت، ولكنها شهقت فجأة عندما جذبها وقعت عليه، أزاح شعرها من على وجهها وقال:
- أنا عاوزك تنامي في حضني النهاردة.. ممكن.
واقترب من خدها وقبلها برقة بالغة، تجمدت وخافت، أحس بخوفها ثم تنهد وقال:
- أنا مش هقربلك يا زهرة.. متخافيش.. عمري ما هلمسك غصب عنك.. مش انا اللي اخد واحدة غصب.. حتى لو مراتي فمتقلقيش.. انا بس عاوزك في حضني.
وقبل أن تنطق ضمها لصدره، وأغمض عينيه وهو يقول:
- مش عاوز حركة كتير واثبتي بقى.
استسلمت ونامت وهي تشعر أنها بحاجة إلى هذه الضمة حقًا، رغم خوفها ولكنها شعرت بالأمان في قربه.
****
في الصباح استيقظ حمزة اخذ حمامه ثم ارتدى ملابسه ونزل،
أما زهرة فظلت نائمة الا ان صدح صوت هاتفها، افاقت فمدت يدها اخذت الهاتف فوجدتها رسالة من ذالك الملعون، لتعتدل بسرعة وهي تشهق برعب عندما قرأتها
فكان محتواها:
(انا وعدتك ووفيت بوعدي.. دلوقتي الصور وصلت لجوزك يا حلوة)
ظلت تبكي برعب وهي تلطم علي وجهها فقد حان مصيرها علي يد حمزة
****
اما حمزة فقد كان بلأسفل يتحدث مع رحيم، وعندما قاطعه هاتفه حينما اعلن عن وصول رسالة، اشتعلت عينه عندما رآها، صورًا كثيرة وفيديوهات غير جيدة لزهرة، ليترك رحيم ويصعد بغضب إلى زهرة، حتى لم يسمع رحيم الذي ينادي عليه ليفهم منه ما حدث فجأة :
ولكن حمزة لم يكن يسمع أحد، ولا يرى أمامه، أخذ السلم في خطوتين، دفع الباب بقوة، كانت تحاول الاتصال بذلك الشخص المجهول، ولكنها وجدته قد اغلق هاتفه، قاطعها حمزة الذي اقتحم الغرفة بعيون مشتعلة، ابتلعت ريقها برعب وهي تراه يقترب اليها، ليسقط منها الهاتف؛ من ارتباكها
- ايه دا؟
وهو يرفع الهاتف امام عينيها
كانت تشهق برعب وهي تنظر إلى الهاتف، ثم نظرت إليه بدموع:
- كنت هقولك.والله كنت هقولك...
وفجأة شعرت بدوار وسقطت فاقدة الوعي،
وبعد وقت قصير كانت تفحصها الطبيبة، وجميعهم بالخارج قلقين، لتخرج الطبيبة أخيرا وتقول بابتسامة:
- ألف مبروك.. المدام حامل.
جميعهم بصدمة: إيه؟
يتبع.
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹💙🌺❤️🌹


تعليقات
إرسال تعليق