القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أشواك الورد الفصل الرابع والخامس بقلم الكاتبه رشا روميه قوت القلوب حصريه وجديده

 رواية أشواك الورد الفصل الرابع والخامس بقلم الكاتبه رشا روميه قوت القلوب حصريه وجديده 


رواية أشواك الورد الفصل الرابع والخامس بقلم الكاتبه رشا روميه قوت القلوب حصريه وجديده 

وقف "عبد المقصود" أمام غرفه الطوارئ في إنتظار الإطمئنان على "ورد" ، فمنذ أن دلفت إلى الداخل لم يطمئنه أحد عنها ولا يعلم بعد ماذا حدث لها ليقف بتوتر وخوف شديد ....


لم تسقط "ناهد" نظرها عنه بل ظلت تحملق به بتوجس شديد تتمنى لو أن أحدهم يخرج لهم ليقطع هذا التوتر بالإنتظار فهى تخشى أن مكروه يصيب "حسام" بسبب تلك المعتوهه "ورد" ....


بقلم رشا روميه قوت القلوب 

قطع إنتظارهم الطويل خروج الطبيب من غرفه الطوارئ ليسرع "عبد المقصود" متعلقاً بذراعه برجاء شديد كالطفل الصغير حين تحدث بنبره مهتزه خائفه للغايه ....

ابو محمد: دكتور طمنى بالله عليك .. أخبار "ورد" بنتى إيه ...؟!!!


تطلع به الطبيب لوهله ثم تسائل بمهنيه ..

الطبيب : أنت والدها ....؟؟


ابو محمد: أيوه أنا ...؟؟ طمنى  الله لا يسيئك ...


لم تتوانى "ناهد" أن تقفز إلى جوار زوجها تسترق السمع بتلهف خوفاً من أن تكون ماتت بالفعل ووقتها سينساق "حسام" للشرطه لا محاله ...


أجابهما الطبيب وهو يتطلع بوجوههم بتأثر شديد ...

الطبيب : للأسف حالتها مش كويسه أبداً ... بس إن شاء الله حتتحسن وتبقى كويسه إطمن ...


تهللت أسارير "عبد المقصود" بفرحه لتيقنه أن "ورد" مازالت على قيد الحياة ليهتف بسعاده ...

ابو ورد: بنتى عايشه الحمد لله .. الحمد لله ..


الطبيب : للأسف هى إتعرضت لإعتداء شديد جداً .. وده سبب لها شرخ فى أيدها اليمين و كسر فى رجلها اليمين وجرح فى رأسها .. دة غير االرضوض والكدمات .. وبعض الجروح سطحيه الحمد لله بس حتاخد وقتها وتلتئم وتبقى كويسه ..


ابو محمد: الحمد لله .. قدر الله وما شاء فعل ...


الطبيب : بس للأسف ...


تجهمت ملامح "عبد المقصود" لسماعه تلك الكلمه من الطبيب ليردف بتخوف ...

ابو محمد : خير .. فى إيه يا دكتور ... ؟!!


الطبيب : هى لحد دلوقتى مفاقتش .. أظن ده نوع من الإغماء و إللى حيحدد ده الدكتوره النفسيه لأن واضح إنها إتعرضت لإنهيار نفسى شديد .. يعنى هى إللى رافضه تفوق .... زى ما تكون نايمه كدة ....


ابو محمد: أى حاجه مطلوب مننا نعملها حنعملها .. المهم "ورد" تقوم بالسلامه ...


الطبيب : إن شاء الله .... الدكتوره النفسيه حتمر عليها عشان تقيم حالتها بالضبط وتكتب تقريرها عشان نبدأ العلاج ... لكن من الواضح إنها إتعرضت لضرب شديد جداً ....   والعنف إللى من الدرجه دى أنا آسف إنى أبلغ حضرتك إننا بلغنا النيابه وهى حتيجى تحقق فى الموضوع ده ...


ابو محمد: طبعاً طبعاً .. فاهم يا دكتور ... لازم إللى عمل كده ياخد عقابه ..


أنهى "عبد المقصود" عبارته وهو يرمق "ناهد" بعينيه قاصداً ولدها المدلل "حسام" بنظرة ذات مغزى جعلها تتوتر للغايه  ...


لم تتمالك "ناهد" غضبها من تهديد "عبد المقصود" الواضح بالإبلاغ عن ولدها لتسرع بالإتصال بـ"حسام" لتبلغه بالأمر ...


ام حسام:  أيوه يا حسام .. تعالى المستشفى ..


حسام: طمنينى إيه ... ؟؟ ماتت ...؟؟


نظرت "ناهد" تجاه "عبد المقصود" الذى مازال يتحدث مع الطبيب حتى لاينتبه لحديثها مع "حسام" فأخفضت صوتها للغايه مستكمله حديثها ...

ام حسام: لا متخافش لسه عايشه .. تعالى بس عشان نخلص الموضوع مع أبوها أحسن حيعملوا بلاغ ...


إرتعب "حسام" مما قد يحدث له لو أن "عبد المقصود" أبلغ عنه بالفعل ليهتف بإنهيار ...

حسام : يا نهار إسود ... حيبلغ ...!!!


نهرته "ناهد" بحده حتى يتمالك أعصابه قائله ...

ام حسام : أمسك نفسك كده أمال .. يلا مستنياك ... سلام ...


إستدارت "ناهد" مره أخرى نحو "عبد المقصود" فهى تود أن تلهيه عن هذا المحضر فهى لن تخسر ولدها مطلقاً ....


ام حسام: جرى إيه يا أبو "محمد" .. إنت ناوى على إيه ...؟؟


ابو محمد: حكون ناوى على إيه يعنى ... ؟..  مصلحه بنتى طبعاً .. بس المهم أطمن عليها الأول ...


حدجها "عبد المقصود" بنظرة جامده قبل أن يدلف إلى داخل الغرفه التى تقبع بها "ورد" التى لا تدرى عن كل ما يحدث حولها ...


زمت "ناهد" شفتيها بغيظ وهى تغمغم بسخط تسُب "عبد المقصود" على نواياه التى يبيتها لولدها "حسام" لكن ليس بيدها شئ الآن سوى إنتظار مجئ "حسام" أولاً للتفكر بحل بتلك المشكله التى لم تحسب لها حساب وعليهم تدبر أمر هذا الرجل ...


____________________________________


شركة الأقصى ....

بعد فترة من الغياب عن العمل عاد "يوسف" لعمله بالشركه ليقابل فور دخوله لزميله وصديقه "شريف" ليلقى عليه التحيه أولاً ....

يوسف: السلام عليكم ...


شريف: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ... حمد الله على السلامه ...


" شريف شاب ثلاثينى نحيف أبيض البشرة ذو شعر بنى مميز يتمتع بخفه ظل وروح محبه .. إجتماعى جداً تعرف على (يوسف) بالشركه وتصادقا بسرعه ليرتبط كل منهم بالآخر فى العديد من المواقف التى قربتهم ووطدت من صداقتهم... "


يوسف: الله يسلمك يا "شريف" .. أخبارك إيه ...؟؟


شريف : أنا كويس الحمد لله .. إنت إللى عامل إيه بعد دور الأنفلونزا الجامد ده ...؟!!!


يوسف: الحمد لله ..


بلوم لطيف أخذ "شريف" يطلب من "يوسف" الإهتمام أكثر بصحته وتغذيته ...

شريف: الصراحه يا "يوسف" لازم تاخد أى حاجه تقوى مناعتك شويه .. إنت الدور بيجيلك من هنا ويرقدك على طول ...


يوسف: أنا كده من صغرى .. الحمد لله على كل حال...


حاول "شريف" إخبار "يوسف" بصورة ملتويه عن سفرهم المقرر إلى أوروبا ...

شريف: لا .. إتجدعن كده ... أمال لما تسافر حتعمل إيه ... ؟؟   ... دى أوروبا يا أبنى ..


تعجب "يوسف" لسماعه خبر سفره دون علمه ليردف بتساؤل ...

يوسف: أسافر .. أسافر فين ...؟؟


شريف: نسيت اقولك مش إحنا إختارونا نسافر تبع لجنه المشتريات مع الوفد الإيطالي ندرس العقود قبل التوقيع ...


صدم "يوسف" لهذا القرار المفاجئ فهو حقيقه لا يستطيع السفر مطلقاً ...

يوسف: بس أنا مقدرش أسافر و أسيب أمى وأختى ... دول ملهمش حد غيرى ...


شريف : دول أسبوع ولا إتنين بالكتير مش فتره طويله يعنى ...!!!


يوسف : طب ما تروح أنت كفايه ...


بطريقته المازحه خفيفه الظل أجاب "شريف" صديقه المتجهم قائلاً ...

شريف : كان على عينى ... أنا خيبه فى الإنجليزي زى ما أنت عارف والعقود كلها مكتوبه بالإنجليزى ولو سافرت لوحدى حبوظ الدنيا ...


يوسف: أنا مش مصدقك والله ... يا جدع أنت ما تاخد كورس ولا حاجه ..!!!


شريف: طب ما تعلمنى أنت ينوبك فيا ثواب .. ده إنت الإنجليزي بتاعك إيه ...


يوسف : ححاول معاك .. بس برضه لازم تاخد كورس .. بيرفع معانا فى الشغل أوى ...


لمعت عينا "شريف" ببريق مميز وخفه ظل معهوده وهو يرحب بحفاوة زائده عن الحد بعودة صديقه بعد غياب لعده أيام ...

شريف: ماشى ماشى ... المهم إن إنت جيت دلوقتى المكتب كان مضلم من غيرك ..


رفع "يوسف" حاجبه الأيمن وقد فهم مقصد "شريف" المتوارى خلف ذلك الترحيب المبالغ فيه ليردف مازحاً ...

يوسف: المكتب برضه ... ولا وحشك الغداء كل يوم ...!!!


شريف: ما أنت عارف مبحبش أكل لوحدى ... والمطعم إللى تحت ده أكله حلو أوى .. يرضيك صاحبك يروح جعان ...


يوسف: لا يا سيدى ..فى البريك ننزل نتغدى زى كل يوم ...


شريف : أيوه كده طمنت قلبى ...


ضحك "يوسف" من محبه "شريف" العجيبه لتناول الطعام على الرغم من نحافته الظاهره ليبدأ عمله الذى تراكم عليه لأسبوع كامل ....

بقلم رشا روميه قوت القلوب 

____________________________________


فرنسا ....

تقدمت نحو منضده الطعام حيث جلس والديها يتناولون كوب من الشاى الصباحى لتلقى عليهم تحيه الصباح بإسلوبها المميز الذى يدل على رقيها البالغ ...

لامار: صباح الخير يا بابا .. صباح الخير يا ماما ....


" لامار فتاة سمراء جذابه ذو عينان عسليتان وأهداب طويله وشعر أسود فحمى أعطاها سحر وجاذبيه ... مرحه للغايه تحب الضحك ولها العديد من العلاقات الإجتماعيه نتيجه تعرفها الدائم وبسرعه على أصدقاء جدد .. مما سهل لها التفكير فى إنشاء شركه جديده خاصه بها ..."


ام لامار: صباح الخير يا "لامار" ..رايحه فين من بدرى كده ...؟؟

لامار: رايحه أشوف توضيب الشركه وصل لحد فين ... نفسى أبدأ الشغل بقى ..


والد لامار: مستعجله على طول كده يا بنتى ...


لامار : طبعاً مستعجله .. ده أنا بدأت أحدد أول الإجتماعات كمان بس مستنيه آخر فرش فى الشركه عشان أبدأ ...


ام لامار: يااه .. يا بنتى أنتى بتلحقى تعملى ده كله إمتى ...؟!!


رفعت "لامار" هامتها بثقه وهى تتغنج بوقفتها بإعتزاز بقدراتها الإجتماعيه المييزة بكسب الأصدقاء ...

لامار : أنا واحده بيزنس وومن دبلوماسيه وبنت راجل دبلوماسى على أعلى طراز عايزانى أعمل إيه يعنى ...!!


نظرت والدة "لامار" نحو زوجها المعجب بإبنته وتفكيرها العملى لتلومه بشده قائله ...

ام لامار: إنت يا "نشأت" إللى عملت فى البنت دى كده ...


بإعجاب واضح أجاب "نشأت" زوجته متفاخراً بإبنته الوحيده ...

والد لامار: "لامار" مش زى أى حد .. لازم تكون واثقه من نفسها كده .... دى عندها معارف أكتر منى فى السلك الدبلوماسى ....


عقبت والدة "لامار" ضاحكه ...

ام لامار: فعلا والله .. إنت بتقول فيها ...


تطلعت "لامار" بساعه يدها لتهتف بعجاله ...

لامار: أنا كده إتأخرت .. يلا سلام بقى ..


قبّلت "لامار" والديها بسرعه ثم إتجهت نحو مقر شركتها الجديده لتطمئن على آخر التطورات فى تجهيز المكتب لتبدأ عملها ...


____________________________________


المستشفى ....

دلف "عبد المقصود" لغرفه إبنته ليتمزق قلبه حزناً على هيئتها النائمه بإستكانه فوق هذا السرير المعدنى البارد وقد إختفت ملامحها تماماً وسط تلك الفافات من الشاش الأبيض حول رأسها وتلك الجبائر التى إحتلت ذراعها وقدمها ...


لمعت عيناه بدمعه حزينه ترقرقت على جفنيه من هيئه إبنته الغاليه ... 


دنا منها  قليلاً متمعناً بالنظر فى وجهها الجميل ، وجهها الذى تبدلت ملامحه تماماً فقد تورم كلياً أحاط اللون الأزرق والأحمر قسمات وجهها الجميل لتختفى كل ملامحها بصورة محزنه للغايه ...


امسك يده إبنته بحنان أبوى بالغ هامساً بقربها  ....

ابو محمد: سامحينى يا بنتى ... أنا إللى طلبت منك تتجوزيه .. معرفش إنه حيوان وحيعمل فيكى كده !!! ... أنا كنت بفكر فى مصلحتك .. وإنك تتجوزى وتفرحى زى البنات إللى فى سنك ...  معرفش إنى ظلمتك أوى للدرجه دى ...!!!  بس أنا أعرف منين ؟!!  ده كان فى منتهى الأدب والرجوله .. مش عارف إيه إللى قلبه كده ؟؟!!!!!!! .. سا محينى يا بنتى .. فوقى عشان خاطرى ... أنا مقدرش أستحمل إللى إنتى فيه ده ...


أسند "عبد المقصود" رأسه بحافه الفراش شاعراً بالأسى والأسف على حاله وحيدته الغاليه ....


خارج الغرفه ....

وقفت "ناهد" برفقه "حسام" الذى وصل للتو وقد توجس من رد فعل "عبد المقصود" تجاهه بعدما فعله بـ"ورد" ...

ام حسام : كويس إن أنت جيت ..


حسام : أنتى جبتينى ليه ؟!!! .. أنا خايف ليقبضوا عليا ...!!!


ام حسام: متخفش ..."عبد المقصود" ده مش من النوع القوى يعنى .. نقدر نضحك عليه ونخليه يتنازل عن المحضر ...


تسائل "حسام" بغير إقتناع لما تقوله والدته ...

حسام : إزاى يعنى .. مش شايفه منظر "ورد" ..؟؟


ام حسام: ما أهو أنا جبتك عشان كده تتمسكن عليه وتفهمه إنها عصبتك وكان غصب عنك ... وهو مش حيهون عليه جوز بنته يترمى فى السجن ...


أكمل "حسام" بغير إقتناع مرة أخرى ..

حسام : إنتى شايفه كده !!! .. وده حيدخل عليه برضه ..؟؟؟


ام حسام: أمال أنا بقولك إيه ... ده طيب وينضحك عليه بسرعه ..


لمعت نظرة خبيثه بعينا "حسام" مردفاً بموافقته لوالدته ...

حسام : ماشى .. إللى تشوفيه ...


ام حسام : يلا إدخل معايا الأوضه وإعمل نفسك متأثر من حاله "ورد" ...


حسام : بس كده ... متقلقيش ....


داخل الغرفه ....


أخذ "عبد المقصود" يربت على كف صغيرته محاولاً بث الطمأنينه بها و إشعارها أنه إلى جوارها ولن يتركها لأى شئ يظلمها بعد الآن ....


دلف "حسام" ووالدته إلى داخل الغرفه محاولين تمثيل تأثرهم بما حدث لـ"ورد"....


ضيقت "ناهد" عيناها وعقصت ملامحها كمن يبكى تأثراً برؤيتها لـ"ورد" وما أصابها ...

ام حسام: حبيبتى يا بنتى ... حتبقى كويسه خالص إن شاء الله ...


تلا حركات "ناهد" المصطنعه إقتراب "حسام" من "ورد" راسماً قناع المحبه والعشق المتيم شاعراً بالذنب لما إقترفته يداه بحبيبته دون قصد ووعى منه ... 

حسام: "ورد" حبيبتى .. فوقى بالله عليكى ...


فور أن سمعت "ورد" لصوت "حسام" وهى مازالت تغيب بإغمائتها عن الواقع حتى إرتعشت يدها بيد والدها  الذى شعر برجفتها على الفور كما لو أنها فزعت لسماع صوته مما جعل "عبد المقصود" يزجره بغضب ...


ابو محمد : إنت جاى تعمل إيه هنا ؟!! .. مش كفايه إللى عملته فيها !!!!!  ... إبعد عنها ملكش دعوه بيها ...


بقلم رشا روميه قوت القلوب 


ام حسام : جرى إيه يا أبو "محمد" .. يعنى هم أول ناس ولا آخر ناس يحصل بينهم سوء تفاهم ... وحد الله كده ..


ابو محمد: لا إله إلا الله ... خلى إبنك يبعد عن "ورد" وملهوش دعوه بيها .. كفايه إللى عمله .. ومش حسيبه على فكرة ....


نظر "حسام" بتخوف نحو والدته التى لكزته بمرفقه وهى تشير له بعينيها على التقدم بالإعتذار لـ"عبد المقصود" ليفهم "حسام" مقصدها على الفور فيدنو من زوج والدته يدعى التأثر والحزن ... 


حسام : يا عمى .. أنا غلطت وإتهورت غصب عنى ... بس أنا زى إبنك برضه ودى غلطه ومش حتتكرر تانى ...


ام حسام: أيوة يا أبو "محمد" ..و"حسام" إبنى زى إبنك برضه ميرضكش يتبهدل عشان غلطه صغيره ...


نهض "عبد المقصود" من جلسته بإنفعال شديد هاتفاً بغضب ...

ابو محمد: صغيره .. بقى كان حيموت بنتى وتقوليلى غلطه صغيره ...!!!!!!


ام حسام: وأهى كويسه أهى وحتقوم بالسلامه ... ده بدل ما تهدى ما بينهم ...


ابو محمد: أنا مش حسيب حق بنتى أبداً ....


قاطعت حديثهم إمرأه أربعينية ترتدى معطف الأطباء الأبيض فى حده ...


"مينفعش كده يا جماعه .. ده مش كويس عشان المريضه .. متنسوش إن إحنا فى مستشفى برضه ..!!!" 


صمت الجميع بعد تدخل هذه الطبيبه التى بدأت بالتعريف عن نفسها فوراً ...


الطبيبه : أنا الدكتورة "سماح" ..الدكتورة النفسيه فى المستشفى وجيت عشان أشوف الحاله بتاعه المريضه وأعمل التقرير ... بس من الواضح إن الحاله باينه من الحوار الغريب إللى أنا سمعته ...


ابو محمد: يا ريت تطمنينا الأول على حاله "ورد" وتقوليلنا هى حتفوق إمتى ...؟


سماح: طيب لو سمحتم سيبونى لوحدى معاها وحبقى عايزة أشوفكم كلكم وأسالكم على إللى حصل ....


خرج الجميع من الغرفه وبقيت "سماح" فقط ومعها إحدى الممرضات التى لحقتها مباشرة بعد دخولها ...


سماح: لو سمحتى عايزه حد يعمل لها كشف عذريه لأن واضح إن فيه إعتداء عنيف هنا ولازم نحدد كل حاجه قبل الشرطه ما تيجى وتقفل المحضر ..


الممرضه : حاضر يا دكتوره ...


____________________________________


خارج الغرفه ...

وقف "عبد المقصود" بنفس إنفعاله يهدد "حسام" بحده ...

ابو محمد: أنا مش حسيب حقها فاهم ...!!!


ام حسام: يا أبو "محمد" زى ما أنت خايف على "ورد" ومصلحتها انا كمان خايفه على "حسام" وعلى مصلحته ... ومينفعش نبقى أهل ونعمل كده فى بعض ..!!!!!


ابو محمد: يعنى أنتى عايزة إيه دلوقتى ....؟؟


ام حسام: تتنازل عن المحضر ...


صمت "عبد المقصود" للحظات متفكراً ثم هتف بالموافقه قائلاً ...

ابو محمد : موافق  ..حتنازل عن المحضر بس بشرط ...


ام حسام بإستنكار: شرط ...؟؟ شرط إيه ....؟؟!!!!!!!


الفصل الخامس 


وقف "عبد المقصود" قباله كلاً من حسام وأمه متحدثاً معهم بحدة وقوة تفاجئت بها "ناهد" بشدة حتى "عبد المقصود" نفسه تعجب لقوته التى طرأت عليه ...


لكنه لن يترك غاليته تضيع منه بتلك الطريقة ويجب أن يأخذ حقها من هذا المتوحش الغير آدمى ليقف مهدداً إياهم ولا ينتوى نيه التراجع مهما حدث ...

ابو محمد: أنا مش حسيب حقها فاهم ...


ام حسام: يا أبو محمد زى ما أنت خايف على "ورد" ومصلحتها أنا كمان خايفه على "حسام" وعلى مصلحته ... ومينفعش نبقى أهل ونعمل كده فى بعض ..


ابو محمد: يعنى أنتى عايزة إيه دلوقتى ....؟؟


ام حسام: تتنازل عن المحضر ...


صمت "عبد المقصود" لبعض اللحظات متفكراً بتأنى قبل أن يهتف بالموافقه ...


ابو محمد : موافق  .. حتنازل عن المحضر بس بشرط ...


ام حسام بإستنكار: شرط ....؟؟ شرط إيه ...  ؟؟


أعلى "عبد المقصود" من عنقه بصرامه لم تعتادها "ناهد" منه مطلقاً خلال سنوات زواجهم  ...

ابو محمد: "حسام" يطلق "ورد" ...


شعر "عبد المقصود" أن تلك هى رغبه "ورد" خاصة وقد شعر بخوفها المكنون لحظه دخول "حسام" الغرفه منذ قليل ، لكن "ناهد" شعرت بأن كل ما خططت له يضيع سدي لتهتف بصدمه ...

بقلم رشا روميه قوت القلوب 

ام حسام : يطلقها .... ؟؟!!! إنت بتقول إيه ؟!!!!!!!!! .. إنت واعى للى بتقوله ده فرحهم كان إمبارح ..!!!!!!!


ليؤكد لها "عبد المقصود" أن هذا ما يريده بالفعل وهو يعي تماماً لعواقب هذا الشرط المفاجئ ...

ابو محمد: أنا معنديش إستعداد أخسر بنتى لأى سبب ...


تهدجت أنفاس "ناهد" بقوة فخسارتها الآن فادحه للغايه لتحاول إثناء "عبد المقصود" عن هذا الشرط المجحف لها ولولدها ...

ام حسام: إهدى كده وإفهم الأمور كويس .. لأن أكتر حد حيتضرر فى موضوع الطلاق ده هو بنتك "ورد" .. الناس حتقول عليها إيه ...؟


ابو محمد: مصلحه بنتى وحياتها أهم عندى من أى حاجه فى الدنيا ...


ضمت "ناهد" شفاهها بغيظ وهى تعقب بتحدى وقد جحظت عيناها بإنفعال ..

ام حسام : طب لو مطلقهاش .... ؟؟؟!


ابو محمد: يبقى خلاص هو الجانى على نفسه ... أنا كده كده مش حسحب البلاغ إللى قدمته المستشفى وحقول لهم إن "حسام" كان عايز يموتها ...


هتف بتلك اللحظه "حسام" بإرتعاب شديد مترجياً "عبد المقصود" ألا يفعلها ...

حسام : لأ... أبوس إيدك يا ابو محمد .....


ثم نظر "حسام" نحو والدته مستنجداً

حسام : ماما .. إلحقى ...


أخذت "ناهد" تقلب نظراتها بين "حسام" المرتعد خوفاً وبين "عبد المقصود" المتشبث برأيه بقوة عجيبه لتهتف بغيظ مرغمه على ذلك ...

ام حسام : ماشى ... حيطلقها ... بس لما تتنازل الأول ...


ليجيبها "عبد المقصود" بإصرار شديد ...

ابو محمد: لأ ... يطلقها الأول اتنازل فوراً عن المحضر ...


أمسكت "ناهد" نفسها من ألا تنفلت منها ما يظهر ما بداخلها من غضب مشتعل فهذا غير الذى تخيلته ورسمته فى مخيلاتها مطلقاً ...


ثم ردت من بين أسنانها ...

أم حسام  : ماشى يا أبو محمد ..."حسام" حيطلقها ... ماشى ...


____________________________________


فى غرفه ورد بالمستشفى ...


أوقعت الطبيبه النفسيه "سماح" بالكشف عن "ورد" وحالتها النفسيه لتتحقق من السبب النفسى المسبب لهذه الإغماءه حتى تستطيع مساعدتها ....

لكنها أيقنت فى داخل نفسها أن السبب لابد أن يكون من هذا المدعو زوجها كما سمعت قبل قليل قبل دخولها غرفه "ورد" ....


خرجت "سماح" من غرفه "ورد" لتجد ثلاثتهم ينتظرون أمام باب الغرفه وقد بدا على ملامحهم الإنفعال والضيق لتردف بمهنيه شديدة ....

سماح: لو سمحتم عايزة حضراتكم فى المكتب عندى ...


ابو محمد: حاضر .. يلا بينا .....

أنهى "عبد المقصود" عبارته ناظراً نحو "حسام" ووالدته وكأنه يهددهم بضرورة الذهاب معها لينصاعا لهما مرغمين على تلك الجلسه لإنهاء تلك الأزمه ....


____________________________________


مكتب الدكتوره سماح ....


أشارت لهم "سماح" بالجلوس بينما جلست هى خلف مكتبها ممسكه بقلمها لتدون أهم المعلومات التى ستستخلصها منهم للوقوف على حاله "ورد" بدقه ...

سماح: إتفضلوا أقعدوا .. ممكن أفهم إيه إللى حصل لـ "ورد" بالضبط ...؟؟؟


أسرعت "ناهد" بالإجابة على سؤال الطبيبه وقد رسمت إبتسامه كاذبه على ثغرها قبل أن يتفوه "عبد المقصود" بشئ يدين ولدها ..

ام حسام: ولا حاجه ... النهارده كان فرحهم وهم بس إتدلعوا على بعض شويه ... بتحصل عادى ...


حدجها "عبد المقصود" بنظرات غاضبه فكيف قلبت كل الحقيقه بكذبها الواهى حتى لا تورط ولدها ليهتف بها بإنفعال شديد ...

أبو محمد : هو إيه إللى عادى !!!!! ... النهارده يا دكتوره كان فرح بنتى "ورد" و"حسام"  .. وبعدين لقينا "حسام" بيكلم والدته بيقولها إنه ضرب "ورد" وبقت زى ما إنتى شايفه .... رحت البيت عنده لقيتها غرقانه فى دمها من ضرب "حسام" ليها وجبتها على هنا ...


تابعت "ناهد" حديث "عبد المقصود" بغيظ شديد وترقب لرد فعل تلك الطبيبه حين وجهت "سماح" سؤالها التالى لـ"حسام" ...

سماح : و إيه سبب إنك تضربها بالصوره دى ....؟؟


بقلم رشا روميه قوت القلوب 

فرك "حسام" كفيه بإضطراب وهو ينظر لوالدته أولاً قبل أن يجيب بإرتباك واضح ...

حسام : إحنا .. اااا ... يعنى كنا لسه ما أخدناش على بعض .. هى بس إستفزتنى وأنا إتعصبت .... غصب عنى مدرتش بنفسى والله ...


سماح: طيب ممكن لو سمحتم أقعد مع الأستاذ "حسام" لوحدنا ...


أومأ "عبد المقصود" تفهماً ليدعو "ناهد" للخروج من مكتب "سماح" بينما ظل "حسام" بالداخل منتظراً أن ينتهى من تلك الجلسه التى تسبب ضيق نفسه بشده ...


حاولت "سماح" الإبتسام برسميه لتحث "حسام" على التحدث بينما تشعر بالغضب من داخلها لتصرفه المتوحش مع تلك الضعيفه ....

سماح: أظن كده تقدر تتكلم براحتك ....


بإنكار شديد حاول "حسام" الثبات على ما تفوه به منذ قليل كما أوصته والدته ...

حسام: مفيش حاجه أقولها غير إللى أنا قلتها ...


سماح: طيب وطبيعه العلاقه بينكم إيه ....؟؟


إستمر "حسام" بإنكار ما حدث فهو لن يثبت شئ يمس رجولته وبالتأكيد "ورد" لن تتفوه بشئ فعليه الكذب فلن يكشف كذبه أحداً ...

حسام: لا ... "ورد" مراتى ... أيوة طبعاً .. إحنا بس شدينا فى الكلام .. بس ...


سماح: فهمت .. عموماً متقلقش يا أستاذ حسام .. بإذن الله زوجه حضرتك حتفوق وتبقى كويسه ...


هز "حسام" رأسه بتوتر عده مرات ليستأذن خارجاً من المكتب ليدلف بعدها "عبد المقصود ليتحدث بدوره مع "سماح" ليصف لها حاله "ورد" الحقيقيه لتساعدها على الشفاء مما وصلت إليه ....

ابو محمد: بصى يا دكتوره .."حسام" و"ورد" ميعرفوش بعض كويس وهى وافقت على الجواز منه عشان أنا قلت لها أنه كويس وأنى نفسى أفرح بيها ... ده حتى جه من السفر قبل الفرح بيوم بس ... عشان كده أنا حاسس أنى ظلمتها .. أرجوكى إعملى أى حاجه عشان "ورد" تفوق ...


شعر "عبد المقصود" بدوار شديد مرة أخرى ليجلس بإنهاك فوق المقعد ممسكاً برأسه التى بدأت تؤلمه إثر هذا الصداع الذى تملكه مرة أخرى ...


حين إستطردت "سماح" حديثها قائله ...

سماح: عموما حضرتك أنا بدأت أفهم ليه "ورد" رافضه الواقع بالصوره دى ... لأنها حساسه جداً و إللى حصل النهارده فى ليله فرحها سبب لها صدمه كبيره ... بس أحب أوضح لحضرتك إنها لما تفوق محتاجه رعايه من نوع خاص عشان نقدر نعيد التوازن تانى لنفسيتها بعد الصدمه الكبيره دى ...


ابو محمد بألم: طبعاً إللى تشوفيه حنعمله .... لو سمحتى معندكيش أى حاجه مسكنه للصداع لأنى تعبان جداً ...


أخرجت "سماح" حبه مسكنه من درج مكتبها ومدت بها إلى "عبد المقصود" ...

سماح: أيوه حضرتك ... إتفضل .. أكيد النهارده كان يوم مرهق ليك جداً ....


أبو محمد : جداً جداً...


تناول "عبد المقصود" ذلك القرص المسكن محاولاً التخفيف من أثر هذا الألم قبل أن يعود لـ"ورد" مرة أخرى ...


بقلم رشا روميه قوت القلوب 

____________________________________


المطعم ....

جلس "يوسف" متعجباً من "شريف" الذى كان يتناول طعامه بشراهه لا تتناسب وحجمه الضئيل مطلقاً ...

يوسف: سبحان الله يا أخى .. مع إن إللى يشوفك ميفتكرش إنك بتحب الأكل أوى كده ....


شريف: يا راجل ... محدش واخد منها غير اللقمه الحلوة ...


ضحك "يوسف" ساخراً من صديقه الذى يستحوذ الطعام على كل تفكيره ..

يوسف: اللقمه الحلوة !!! ... ده بس إللى أنت عايزه من الدنيا ..؟!!


توقف "شريف" عن مضغ الطعام ليجيب "يوسف" بوله مازحاً ...

شريف: لأ طبعاً ... يا سلام بقى لو ربنا يكرمنى كده بواحده حلوة ونحب بعض من أول نظره زى ما بيقولوا ونتجوز وتطبخ لى هيا بقى ...


يوسف: يبقى أنت مش عايز عروسه إنت عايز طباخ  .. أنا عموما مش بقتنع بموضوع أول نظره ده .. لازم الواحد يكون عارف إللى قدامه كويس عشان يحبه ...


لوح "شريف" مستنكراً حديث صديقه معقباً ...

شريف: يا عم إنت عايش فين !!! ... موضوع الحب من أول نظره ده مؤكد ....  ياما ناس وقعت ولا حدش سمى عليها ... إنت قلبك إللى بيختار مش عقلك ...


بإقتناع تام بأنه ليس هناك ما يسمى بالحب من النظرة الأولى فالعشق لابد وأن يتوغل بالقلب ولن يتوغل بالقلب إلا بعد أن يعرف الشخص الذى يقابله جيداً حتى يعشقه ... فكيف سيعشقه وهو لا يعرفه بعد ...

يوسف: لأ طبعاً غلطان ... لازم الجواز والإختيار يبقى بعقلك .. بلاش كلام الناس الضعيفه إللى إنت بتقول عليه ده ... الواحد يقدر يتحكم فى اختياراته كويس ويدرسها زى العقود إللى بندرسها فى الشركه كده ....


شريف بسخريه: عقود ...!!! هو أنت حتعمل مناقصه على عروسه ....!!


يوسف: خليك إنت فى أوهامك دى ... وحنشوف فى الآخر ...


شريف: بس ألاقيها بس ... الواحد داخل فى الثلاثين أهو ومش لاقى بنت الحلال إللى تلمنى من أكل الشارع مع أمثالك ...


يوسف بصدمه: بقى كده !!! ... طيب أبقى شوف مين حيهاودك ويتغدى معاك تانى ....


نهض "يوسف" من مقعده مستعداً للذهاب حين أمسكه شريف من ساعده متوسلاً ...


شريف: خلاص يا يوسف بالله عليك ... أقعد مبحبش أكل لوحدى كفايه عيشتى لوحدى أنت ما صدقت يا أخى ولا إيه ..؟؟!!!  ... إلا الأكل .. هزر فى أى حاجه إلا الأكل ... أقولك .. أنا سحبت فكره العروسه أهو .. بس خلينا نتغدى ...


ضحك "يوسف" من خفه دم صديقه المعهوده وبساطه تفكيره وجلس مره أخرى يستكمل تناول طعامه معه فقد أصبحت عادة يوميه بالنسبه لهما ...


____________________________________


حسام وأمه ....


إنصرفا من المستشفى بضيق بعد طلب "عبد المقصود" وإصراره على أن يطلق "حسام" إبنته  "ورد" ....

ام حسام: إتفضل قدامى خلينا نخلص ....


حسام: مش عارف حظ إيه ده ...؟؟


ام حسام: حظ !!! ... لا مش حظ ...دى غباوة .... أنا مش مفهماك كل حاجه !!! ..... دلوقتى حنتصرف إزاى ؟!!!!!! .. و أهو حط لنا العقده فى المنشار ولازم تطلقها ..!!!


بتملل شديد من لوم والدته المستمر أردف "حسام" ...

حسام: خلاص بقى ... مكنتش فى وعيى ... مع إنها خسارة والله ..


ام حسام: المهم دلوقتى تطلقها ونجيب ورقه الطلاق عشان يتنازل وبعد كده كل حاجه حيبقى ليها ترتيب تانى ...


حسام: ماشى يا ماما .. يلا خلينا نخلص ...


____________________________________


المستشفى.....

مكتب سماح....

دق باب مكتبها لتسمح للطارق بالدخول ...

سماح: إدخل ...


الممرضه: اتفضلى يا دكتورة التقرير إللى حضرتك طلبتيه ...


سماح: شكراً ...


نظرت "سماح" بتمعن بذلك التقرير الذى طلبته والذى يخص حاله "ورد" ، ذاك التقرير الذى طلبت به إثبات ما إذا كانت عذراء أم لا لتتسع عيناها بصدمه غير مصدقه لما قرأته ....

سماح بدهشه: إيه ...؟؟ أمال جوزها بيقول ليه كده ... معنى كده أنها لسه عذراء ... أكيد فيه حاجه مش مفهومه خلته يعتدى عليها بالشكل القاسى ده ...


____________________________________


غرفه ورد....


جلس "عبد المقصود" إلى جوار إبنته بإنهاك شديد وحزن دامس على حالتها التى وصلت إليها بسببه ، أمسك يدها الصغيره بيد يديه محاولاً التحدث معها لحثها على الإستيقاظ من هذه الإغماءه الطويله ....

ابو محمد: بنتى ...قومى بقى متتعبيش قلبى أنتى عارفه أنى ماليش حد فى الدنيا غيرك ... قومى .. قومى قوليلى إنك سامحتينى حبيبتى .. و أوعدك مش حظلمك كدة تانى ... أنا خلاص حبعدك خالص عن إللى إسمه "حسام" ده وحيطلقك و تبقى حره ... مش حضغط عليكى تانى بس فوقى وأرجعى لى ... كل إللى أنتى فيه ده مش حيحصل تانى ....


بكى بوهن على حال إبنته وما وصلت إليه بسببه ...شعر برعشه يدها فى يده وكأنها تطمئنه عنها ....


رفع بصره تجاه وجهها المتورم وأحس بأنها تتألم فضغط على زر التمريض على الفور لتلبى أحد الممرضات طلبه مهروله ...

ابو محمد: هى مالها إيديها بترتعش وكأنها بتتوجع ....


الممرضه: ثوانى حنادى الدكتور يشوفها حالاً ...


دلف الطبيب بعد قليل ليفحص "ورد" قائلاً ...

الدكتور : إطمن حضرتك هى بدأت تستجيب وبتفوق إن شاء الله .. حخلى الدكتوره "سماح" تكون موجوده عشان تتعامل معاها أول ما تفوق ...


أرسل الطبيب فى طلب "سماح" للتعامل النفسى مع حاله "ورد" حين تفيق ....


ورد...

أحست بثقل كبير فى جسدها وألم غير محتمل ... حاولت أن تفتح عينيها المثقلتان لكنها لا تستطيع ... لكنها مازالت تسمع صوت والدها الحانى يتحدث إليها ويطمئنها ... نعم هى فى أمس الحاجه إليه وإلى طمأنته .. حاولت كثيراً وهاهى تفتح عينيها المتورمتين بألم يعاكسها ضوء ناصع يؤلم عينيها فتغلقهما مره أخرى بشده ...


ثم تحاول هذه المره فربما ترى والدها فهى تريده الآن .. تريد أن تتأكد من وجوده وأنه ليس حلم عابر ....


فتحت عيناها محاوله إدراك أين هى؟!!   ...فبالتأكيد عرفت لأول وهله من هذا المكان وألوان الحوائط ورائحه المطهرات القويه أنها بالمستشفى ...


نظرت إلى حالها بضيق لترى جبيره يدها وقدمها مسببان ثقلاً لا تستطيع تحريكهم ...

لكن هناك ألم لا يجبر ...  ألم بداخلها كبير للغايه ...


بحثت عن مصدر الصوت الذى تنتظره ..ها هو يقف أمامها ممسكاً بيدها بحنان عيناه ممتلئتا بالدموع ينظر إليها بحب تنتظره بشغف ..


ابو محمد: "ورد" ... حبيبتى ... حمد الله على السلامه ...


لم تستطع "ورد" الرد كأنها فقدت شهيتها للكلام حتى دموعها تحجرت لا تستجيب لها لتعبر عن حزنها وآلامها ...فصمتت ..


ابو محمد: ردى عليا يا بنتى .... طمنينى ....


فقط نظرت إليه بحزن و إنكسار ونكست رأسها للأسفل ....


سماح: "ورد" ... عامله إيه دلوقتى ....؟ .. أنا الدكتوره "سماح" .....


مدت "سماح" يدها لتربت على كتف "ورد" و التى ما أن رأت حركه يدها تمتد ناحيتها حتى حاولت الإبتعاد بذعر وخوف ...


أرجعت "سماح" يدها فهى لا تريد توتر "ورد" الآن ...


سماح: خلاص ... خلاص .. متخافيش ... أنا بس بطمنك إن أنتى كويسه ومتخفيش والدك أهو جمبك ومعاكى وأنا كمان لو إحتجتى مساعدتى ...


ابو محمد: كلنا جمبك يا بنتى ومحدش حيقدر يقربلك ولا يأذيكى تانى ... و"حسام" ده إنسيه نهائى ... ولا حتى حخليكى تشوفيه ....


وكأن "ورد" كانت تنتظر هذا النوع من الإطمئنان حتى تستجيب دموعها فى صمت لتسيل على خديها للتنفيس عن هذا الحزن المكتوم بداخل صدرها ...


إبتسمت "سماح" لهذا التعبير وسقوط دموع "ورد" فهذا مؤشر جيد وخطوة إيجابية ولو مؤقته لإظهار حزنها بالتدريج ... فذلك سوف يساعدها فى جلسات العلاج النفسى لهذه المحطمه الصغيره .....


،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



الفصل الرابع والخامس من هنا



اللي بيحب الروايات الكامله والحصريه من هنا 👇 ❤️ 👇 

روايات كامله وحصريه



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم



❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹






تعليقات

التنقل السريع
    close