رواية أشواك الورد الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه رشا روميه حصريه وجديده
![]() |
رواية أشواك الورد الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه رشا روميه حصريه وجديده
(بيت يوسف) ... أخذت "دعاء" تحضر طعام الغذاء بينما جلست والدتها على المقعد الموضوع بالمطبخ تتحادث مع إبنتها بإنصات بالغ حين تسائلت "دعاء" وهى تتلمس ذقنها بتفكير ....
دعاء: طب إيه رأيك يا ماما فى "علا" ....؟؟
ضغطت والدتها عيناها بتمعن تحاول تذكر من هى تلك الـ"علا" التى تتحدث عنها ثم أردفت بعدم معرفه ...
أم يوسف: مين "علا" ...؟؟
إتسعت عينا "دعاء" بإندهاش وهى تذكر والدتها بتلك الفتاه ...
دعاء: "علا" يا ماما بنت طنط "سهير" ... جارتنا إللى تحت ....ناظره المدرسه ...!!
ام يوسف: ااه .. إفتكرتها ... بس دى صغيره أوى على أخوكى "يوسف" ...!!!
فغرت "دعاء" فاها بصدمه ولمعت عيناها الواسعتان ببريق مندهش وهى تشهق بغير تصديق ...
دعاء: يا واقعه بيضاء ... أنتى بقالك قد إيه يا حاجه مطلعتيش بره البيت ده ....؟؟!!! دى أصغر منه يجى كده بثلاث أو أربع سنين بالكتير ...
تعجبت أم "يوسف" من عدم إدراكها لذلك لتعقب مبرره ذلك ...
ام يوسف: والله !!!!! ... الواحد يا بنتى من يوم ما رجليا تعبتنى ومبقتش أخرج ولا أعرف حاجه عن حد ... بس هم ناس كويسين وفى حالهم خالص ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
بصوتها المرتفع ونبرتها الشقيه إستكملت "دعاء" حديثها ...
دعاء : أه .. أينعم "يوسف" أخويا قمر كده وقوى ورياضى وعسل والبت "علا" دى أأقل منه بصراحه بس هى كويسه والله ... رغايه شويه بس كويسه ...
عقبت أم "يوسف" ممازحه إبنتها وهى تتهكم على وصف "علا" بالثرثاره قائله ..
ام يوسف: هى برضه إللى رغايه ... ميصحش يا بنتى تتكلمى عن الناس كده ...
دعاء: بهزر والله ... بس إيه رأيك فيها ...؟؟
ام يوسف: والله هى أمها وأبوها أحسن ناس وعلى قد حالهم زينا والبنت على ما أفتكرها كانت كويسه والله ...
دعاء: خلاص ..نبقى نكلم "يوسف" لما يرجع من الشغل ولو عجبته نروح أنا وأنتى نزورهم وكده يعنى .. شغل حموات بقى ...
ضحكت أم "يوسف" مؤكدة حديث إبنتها ..
ام يوسف: أنتى بتقولى فيها .. ده إللى يشوفك كده يقول أنتى أمه .. مش أنا ..
دعاء: الله ...مش أخويا حبيبى ... أمال إيه يعنى نرميه كده وخلاص ...
ام يوسف: ترمى مين ؟!!!! ... يا بنت صونى لسانك إللى متبرى منك ده لو أخوكى سمعك حيبهدلك ..
إلتفتت "دعاء" حولها متصنعه الخوف من مجئ "يوسف" فجأه ثم أردفت بمزاح شقى ...
دعاء: أه صح ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
____________________________________
المستشفى ...
تقابل "عبد المقصود" بمكتب "سماح" وقد تغلب عليه القلق من حاله "ورد" التى لا تتحسن مطلقاً ليتسائل بتوجس ...
أبو محمد: هى حتفضل كده يا دكتوره مبتتكلمش معانا ...؟!!!!
سماح: لا ده بس وضع مؤقت وأنا حبدأ معاها الجلسات عشان منتأخرش عليها فى العلاج وأحاول أخليها تتكلم وتحكى عن إللى حصل لها عشان ترتاح ...
ولمرة أخرى شعر "عبد المقصود" بدوار عنيف تلك المرة وتزايد بألم رأسه بصورة ملحوظة ظهرت جلياً على ملامحه المتألمه ، إسترعى ذلك إنتباه "سماح" على الفور ...
سماح: خير يا أبو محمد .. إنت كويس ...؟!!
لم يستطع "عبد المقصود" إخفاء تألمه الواضح كعادته ليجيبها بتألم ..
ابو محمد: شويه صداع ودوخه تانى ...؟؟
سماح: لا إنت لازم تكشف .. مش معقول تبقى فى المستشفى ومتكشفش ... أقله قيس الضغط يمكن ضغطك عالى ولا حاجه ...!!!
بتفهم لوجه نظر الطبيبه فهى مصحه للغايه بهذه النقطه فهو يشعر بالإنهاك والإعياء منذ قبيل زفاف "ورد" وعليه أن يطمئن على حاله ...
ابو محمد: ممكن صح ... أروح أنا أقيس الضغط وأرجع أطمن على "ورد" ... شكراً يا دكتوره ...
سماح: لا شكر على واجب ... أنا كمان حروح أطمن على "ورد" وأحاول أتكلم معاها ....
____________________________________
بعد أن تبعثرت آمالهم أدراج الرياح وهوت مطامعهم أرضاً إنتهى "حسام" من توقيع وثيقه طلاقه من "ورد" بعدما أجبرهم "عبد المقصود" على ذلك بوضع تحرير "ورد" من قبضه "حسام" بمقابل حريته وعدم الإبلاغ عنه ....
وقف "حسام" برفقه والدته التى لم تنكف عن التوبيخ واللوم منذ لقائهما بالمستشفى ليزفر بتملل وهو يزم شفتاه بضيق قائلاً بلا إكتراث ...
حسام: أنا حروح على شقتى ...
لمعت عيناها ببريق غاضب وهى توبخه بصوتها الحاد ...
ام حسام: تروح شقتك !!!!!!! ... يعنى إنت تورطنى وتسيبنى ..؟؟
إلتف "حسام" نحو والدته يصرخ بها فلم يعد يتحمل كل هذا التوبيخ أمام مرأى ومسمع من الماره حولهم ...
حسام : أنا إللى ورطتك .....؟؟!!!!!!! أنا إللى أجبرتك على الجوازه دى من واحده لا أعرفها ولا تعرفنى ... أنا إللى جبتينى على ملا وشى من أستراليا عشان أتجوز بنت جوزك بسرعه !!!! ... جرى إيه يا ماما مإنتى فاهمه ...!!!!!
أخفضت "ناهد" من صوتها قليلاً لكنها إستمرت تعنفه بنفس الحدة فخسارتها الآن كبيرة للغايه ...
ام حسام: يعنى أنا دلوقتى بقيت أنا الغلطانه .... ؟!! ... أنا كنت بضمن لك مستقبلك ... لكن إنت ضيعتنا بقله عقلك دى ... كنت أصبر شويه وأمسك نفسك ...
صمت "حسام" فعلى الرغم من ضيقته منها إلا أنها محقه تماماً ، هو بالفعل كان يسعى للثراء بأى صورة وكان زواجه من "ورد" سيحقق له ذلك وبسهوله تامه ليتغاضى عن توبيخها اللاذع قائلاً ...
حسام: أنا ماشى ... وحروح أقعد فى شقتى ...
لم تجد "ناهد" بُد من الهدوء نوعاً فعليها التفكير وحُسن التصرف لتملى عليه تعليماتها قبل أن يعود لشقته ...
ام حسام: طب حود على البيت إطمن على "محمد" والمربيه الأول وبعدين روّح ... وأنا حروح المستشفى أدى "عبد المقصود" الورقه بتاعه الطلاق عشان يتنازل عن المحضر ونخلص ...
حسام: ماشى .. سلام ...
____________________________________
المستشفى ...
غرفه ورد ....
حان موعد مرورها بمريضتها "ورد" فربما تستطيع كسر ذلك الحاجز النفسى الذى يعيق اخراج مكنونات نفسها المهشمه و التعبير عما يجول بداخلها ...
دلفت "سماح" وقد إرتسمت إبتسامه خفيفه فوق ثغرها وهى تدنو من "ورد" المستلقيه بصمت شديد تحملقان بالسقف بنظرات بارده لا حياة فيها ....
حاولت "سماح" كسر حاجز هذا الصمت قائله ...
سماح: "ورد" ... أنا جيتلك تانى ... إرتحتى شويه ...؟!!!
لكن كان الصمت إجابتها لتعيد "سماح" توجيه حديثها إليها حتى لو لم تتجاوب معها ، فبالتأكيد ستنفعل بلحظه ما وتبدأ بالتحدث وإخراج كل ما في جعبتها ...
سماح: أنا عارفه إنك متعرفنيش كويس بس ا؟عتبرينى واحده صاحبتك وفضفضى معايا شويه عن إللى مضايقك ... عارفه ... إحكى لى عن أى حاجه عن الفرح .. عن باباكى ... عن جوزك ....
أنهت "سماح" كلمتها وترددت صدى كلمه ( جوزك) فى أسماع "ورد" ، تلك الكلمه كانت موجعه قاسيه للغايه ، كلمه أثاره حنقها وترقرقت الدموع بمقلتيها فور سماعها ، أهذا هو من يسمى زوجها ...؟! أهذا من المفترض أن تقترن حياتها به بقيه عمرها ..؟!! ستظل تحيا مع هذا الحقير المتوحش شارب الخمر ....
رؤيه "سماح" لتلك العبرات بعينا "ورد" كانت إشاره إستجابه لحديثها معها لتستكمل حديثها ...
سماح: أنا عارفه إنك متضايقه وزعلانه .. إتكلمى معايا شويه .. جربى يمكن ترتاحى ... قوليلى .. إنتى عرفتى حسام إزاى ...؟!!
نظرت لها "ورد" بإنكسار محاوله التحدث مع "سماح" فقد شعرت بالراحه لوجود هذه السيده إلى جوارها الآن لتخرج الكلمات بنبرة خفيضه منكسرة للغايه ....
ورد: أنا معرفوش ... هو إبن مرات بابا ...
سماح: ومشفتيهوش أبداً قبل كده ...؟!!!
ورد: لأ .. كان مسافر أستراليا ...
سماح: ها وبعدين ...
حاولت "ورد" رفع جزعها للأعلى بإنهاك لتساعدها "سماح" على ذلك ثم بدأت تقص لها ببطء متذكرة ما حدث ...
تذكرت كيف أن "حسام" تقدم لطلب يدها من والدها عن طريق والدته فرحب به والدها لدوم شكر زوجته به وبأخلاقه ، تذكرت يوم طلب منها والدها أن تتفكر ملياً بزواجها من "حسام" وهذا ما لم تفعله مطلقاً فقد كانت "ورد" تثق تماماً بصورة مطلقه وعمياء برأى والدها وأن إختياره سيكون أفضل من إختيارها فهو لا يريد سوى سعادتها ، كانت واثقه أنه يدرك الكثير عنها ... لكن ما لا يعمله والدها هو بالفعل هذا الشخص الغريب الذى ظن به خيراً لم يستحقه ...
شعرت "سماح" أن "ورد" فتاه بسيطه بريئه للغايه ، بريئه في زمن لا يناسبها مطلقاً لتنتظر منصته بإصغاء تام لـ "ورد" تحثها على إستكمال حديثها ...
سماح : كويس ... يعنى إنتى شفتى إن والدك راجل مدرك وكنتى واثقه فى إختياره لما وافق على "حسام" ... إيه بقى إللى حصل إمبارح وخلى "حسام" يخرج كدة عن شعوره ...
زفرت "ورد" بإرتعاش وهى تتذكر تفاصيل تلك الليله المؤلمه الطويله التى لن تنساها مطلقاً مهما حيت ...
بدأت تسرد لها بواقع ما حدث وسط إندهاش شديد وربما صدمه مما تسمعه مؤكدة عليها بأن ما تسرده لها من تفاصيل سيظل سراً بينهما ولن يعرفه غيرهما فقط فإستطردت "ورد" بحريه بكل التفاصيل لتلك الليله المشؤمه حتى إنتهت تماماً ...
سماح: يمكن كانت تجربه قاسيه جداً ...بس أكيد فيه درس كبير إتعلمتيه .. مفيش حاجه بتحصل لنا من غير سبب .. أنا عايزاكى تكونى قويه وتحاولى معايا نتغلب على إللى حصل ده وترجعى أحسن من الأول ...
بتحسر على حالها أجابتها "ورد" بيأس تام ...
ورد: أحسن من الأول !!!! .... أنا حاسه إن كل حاجه فى عنيا وحشه أوى ... دى كانت ليله فرحى ... عارفه يعنى إيه ليله فرحى .. اليوم إللى بتستناه كل بنت عشان تفرح .. بقى أسوأ وأبشع يوم فى حياتى ....
سماح: واحده واحده حنعدى الأزمه دى مع بعض ....
إكتفت "ورد" بدموعها رداً على ما تشعر به بينما سعدت "سماح" بقدرة "ورد" على التعبير عن كل ما حدث و إعتبرت ذلك بدايه إستجابتها للخطه العلاجيه الموضوعه لها لتتخطى هذه المحنه ...
وإكتفت بهذه الجلسه مؤقتاً ....
خرجت "سماح" من الغرفه وظلت "ورد" بمفردها ... إنهارت باكيه بنشيج تتقطع له القلوب ... شهقاتها العاليه والمسموعه إستطاعت "سماح" سماعها من خارج الغرفه بعدما أغلقت الباب ...أومأت "سماح" بخفه فتعبير "ورد" عن حزنها أفضل من كتمان ذلك ... طلبت "سماح" من الممرضه ألا تسمح لأحد بدخول الغرفه حتى تهدأ أولاً ...
كما طلبت أن ترسل لها والدها حين عودته ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
____________________________________
عبد المقصود ...
ظن أن وجوده بالمستشفى فرصه سانحه للذهاب لأحد الأطباء المتخصصين لمعرفه سبب هذا الدوار الذى يلازمه منذ فترة ...
إستغل "عبد المقصود" وقت جلسه "سماح" و "ورد" ليتجه لأحد الأطباء بالمستشفى ليطمئن عن حاله ...
دلف "عبد المقصود" لغرفه الطبيب الذى جلس خلف مكتبه بعمليه شديد منتظراً المريض التالى ...
ابو محمد: السلام عليكم ....
الطبيب : وعليكم السلام ... إتفضل ... خير ... بتشتكى من إيه ...؟!!
ابو محمد: أنا حاسس بصداع بقالى كام يوم ودوخه فبقول يمكن الضغط عالى شويه فممكن بس حضرتك تقيس لى الضغط وتطمنى ...
الطبيب : تمام إتفضل يا فندم ......
نهض الطبيب من مقعده حاملاً الجهاز الخاص بقياس ضغط الدم بينما إستلقى "عبد المقصود" على السرير الخاص بالكشف ليفحصه الطبيب جيداً ...
بعد أن إنتهى الطبيب من فحص "عبد المقصود" عقب ببعض التساؤلات ...
الطبيب : هو ضغطك مش عالى بالصوره إللى تتعبك كده !!! .. ممكن تقولى إنت حاسس بالأعراض دى بقالك قد إيه ...؟؟
ابو محمد: مش فاكر بصراحه .. لأنى أساساً مريض ضغط عالى ومن وقت للتانى ضغطى بيعلى وبيجيب لى شويه صداع .. بس بقالى كام يوم الصداع زايد معايا شويه ...
الطبيب : طيب عشان نطمن أكتر .. ممكن حضرتك تعملى التحاليل دى والأشعة إللى حطلبها منك وترجع لى تانى ..
ابو محمد: قلقتنى يا دكتور .. هو فيه حاجه ولا إيه ...؟؟
الطبيب : لا متقلقش .. ده بس عشان نطمن أكتر وبما إننا فى المستشفى الموضوع ده حيبقى سهل جداً ..
ابو محمد: إللى تشوفه يا دكتور حعمل التحاليل والأشعة وأجيبها لحضرتك ...
____________________________________
ناهد ...
وصلت للمستشفى بعد أن تركت "حسام" منذ قليل لتهاتف زوجها أولاً ، وبعد عدة محاولات أجابها "عبد المقصود" أخيراً..
ام حسام: ألو .. أيوة يا أبو محمد ... برن عليك من بدرى كنت فين ....؟؟
ابو محمد: ولا حاجه ... كنت مع "ورد" ...
ام حسام: طيب أنا تحت فى الإستقبال ... تعالى عاوزاك ضرورى ...
ابو محمد: نازل أهو على طول ....
انتظرت "ناهد" قليلاً حتى أقبل نحوها بخطواته المتباطئه منتظراً منها إخباره بما توصلت له ...
ابو محمد: عملتى إيه يا أم "حسام" ..؟؟
دارت بعينيها بضيق وهى تلوح بأحد الأوراق بوجهه قائله ...
ام حسام : ورقه الطلاق أهى ..
شعر "عبد المقصود" بالراحه فور إمساكه لورقه خلاص "ورد" ...
ابو محمد: كويس أوى ... حطلع أطمن على "ورد" وأرجعلك نروح سوا عشان نطمن على "محمد" ....
ام حسام : ماشى ... مستنياك متتأخرش ...
إطمئن "عبد المقصود" سريعاً على حال "ورد" التى وجدها نائمه ، ثم مر بمكتب "سماح" فور أن علم بأنها تنتظره هناك ...
طلبت منه "سماح" إبقاء "ورد" بالمستشفى لفتره حتى تستطيع إكمال جلسات العلاج النفسى ....
توجه بعد ذلك نحو المنزل للإطمئنان على الصغير "محمد" و إنهاء هذا اليوم الطويل ....
___________________________________
شقه يوسف ....
تأخر "يوسف" كثيراً عن موعده لتهتف به والدته حين عودته بقلق ...
ام يوسف: إتأخرت ليه كده النهارده يا "يوسف" ...؟؟
ألقى "يوسف" بجسده بإنهاك مردفاً ...
يوسف : الشغل النهارده كان كتير بصوره متعبه ... بقالى أسبوع مرحتش بقى ...
ام يوسف: ربنا يقويك يا حبيبى ....
إعتدلت "دعاء" بجلستها وهى تدعى التأثر قائله ..
دعاء: مبقناش نشوفك خالص .. بتوحشنا ... بتوحشنا أوى والله ..
إرتسمت إبتسامه عريضه على محيا "يوسف" وهو ينظر تجاه "دعاء" بنظرة تفحصيه غير مصدقه لهذا التأثر المزيف ...
يوسف: أيوه ... أنا عارف الدخله دى وراها حاجه ... أؤمرى ..
توسطت "دعاء" خصرها بكفيها بإستنكار ...
دعاء: يا سلام ... ليه يعنى .. مينفعش أقولك كده من نفسى يعنى ... مش أخويا وبتوحشنى ....
يوسف: والله ...!!
أدركت "دعاء" أنه قد كشفها تماماً لترتبك بحديثها ...
دعاء : يعنى ....!! أصل ....!!!!
يوسف بإبتسامه : قولى قولى .. هاااا ...
دعاء: عايزة أطلع رحله ...؟؟ بالله عليك متقولش لأ ... إله ربنا ينولك إللى فى بالك ...
يوسف: أنتى حتشحتى ... أنتى عارفه مش بحب موضوع الرحلات ده ...
دعاء بطفوليه وهى تتصنع البكاء تحاول ترجى "يوسف" أن يوافق ولو لمرة واحدة ...
دعاء : بلييييز .... إله يا رب تحج ....
يوسف بضحكه اظهرت بياض أسنانه الناصع ....
يوسف: بحب أشوفك وأنتى بتعملى كده .....
دعاء: ليه ....؟؟؟
يوسف: عشان بتبقى شبه المجانين ....
وقفت "دعاء" بتذمر من تهكم "يوسف" قائله بسخط ...
دعاء : بقى كده ... طب وربنا منا قايلالك على العروسه ...
ضيق "يوسف" بين حاجبيه بإستراب متسائلاً...
يوسف : عروسه ...!!! عروسه إيه ... ؟؟
ام يوسف: لا أبداً يا إبنى ... هى كده مسحوبه من لسانها على طول ...
دعاء: بقى كده ... طب أنا داخله أنام ... ويكون فى علمكم .... أنا حموتكم كلكم ... وححطلكم المسدس فى الشوربه ... هاه ...
دلفت "دعاء" إلى غرفتها متصنعه الغضب فهى بالفعل تود الذهاب لهذه الرحله فلقد تعبت كثيراً من تصنع هذه البهجه وهى تشعر بوحدتها دائماً ومسؤليتها التى حملتها مع أخيها منذ صغرهم بالإهتمام بوالدتهم المريضه ...
ضحك كلا من "يوسف" ووالدته ....
يوسف : مجنونه ...
ام يوسف: ربنا يهديها ...
يوسف: إيه حكايه العروسه دى .. هى "دعاء" جاى لها عريس ولا إيه ...؟؟؟
ام يوسف: لا أبداً ... دى عروسه عشانك إنت ... نفسنا نفرح بيك بقى ...
يوسف: تفرحوا بيا ولا تخلصوا منى ...؟؟ بصى يا ماما أنا مش حتجوز إلا لما أطمن على "دعاء" الأول ...
ام يوسف: ومالها "دعاء" ؟!!!!! ... ماهى برضه حتبقى تحت رعايتك وعينك ...
يوسف: مينفعش يا ماما .. دى أمانه فى رقبتى ....
ام يوسف: بس آن الأوان أفرح بيك وبعيالك بقى .. وبعدين العروسه دى كويسه أوى ...
يوسف: إنتوا كمان إخترتوا العروسه ...
ام يوسف: دى بنت جارتنا .. "علا" بنت "سهير" ناظره المدرسه ...
يوسف: خلى موضوع الجواز ده شويه كده يا ماما .. مش بفكر خالص فى الموضوع ده دلوقتى ..
ام يوسف: طب فكر طيب ... دى بنت كويسه و محترمه ...
يوسف بملل: حاضر يا ماما ...
ترك "يوسف" والدته بعد تناول الطعام ليرتاح فى غرفته وينال قسطاً من النوم ليستطيع الإستيقاظ لصلاه الفجر فى المسجد كما إعتاد منذ صغره مع والده رحمه الله ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
الفصل السابع
أخذت "ورد" تنتفض بإرتجاف شديد فى نومها وكأنها ترى كابوساً يطبق أنفاسها ... إستفاقت فجأه مفزوعه لتتأكد أنها مازالت بالمستشفى بعيداً عن "حسام" ... وأن كل ما رأته ما كان إلا حُلماً لا أكثر ...
تمتلكتها نوبه بكاء أخرى حتى أنهكت قواها وبدأت تلك النوبه تضمحل حتى هدأت نفسها قليلاً لكنها لم تكن قادره على إيقاف سيل الدموع الذى مازال ينهمر من زرقاوتيها المتورمتين ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
تذكرت ذاك اليوم الذى جلست به برفقه والدها وهو يسألها بحماس عن رأيها بزواجها من "حسام" فصغيرته عروس الآن ..
(( ابو محمد: ها يا "ورد" إيه رأيك ...؟؟؟
ورد: بس أنا مشفتش "حسام" ده خالص يا بابا ....
ابو محمد: والله يا بنتى شكله راجل محترم .. هو عايش فى أستراليا بقاله كتير وعامل شغل كويس ليه مركزة زى ما أم "حسام" بتقول ...
ورد: إللى تشوفه يا بابا ... أنا بثق فى رأيك دايماً ....
ابو محمد: على خيرة الله .. هو كمان جهز هنا شقه وحينزل أجازة نعمل الفرح وتسافروا سوا ...
ورد: إن شاء الله ...))
عادت "ورد" إلى الواقع لترى نتيجه تسرعها بقرار الزواج دون أن تعرفه أو تعرف عنه شيئاً فقط لأنها تريد البُعد عن زوجه أبيها وظنت أن ولدها الذى كان رافضاً لزواج والدته من والدها أفضل من والدته ومن العيش معها تحت سقف واحد ...
____________________________________
بيت عبد المقصود العالى .....
لم تمرر "ناهد" طلاق "حسام" و "ورد" بتلك السهولة بل ظلت تؤنب زوجها على تسرعه بحكمه على ولدها و الإشتراط عليه بطلاقهما فقد حاولت "ناهد" لشهور طويله التمهيد وإقناع زوجها بقبول هذا الزواج الذى لا مثيل له ...
ام حسام: مبسوط إنت دلوقتى يا أبو "محمد" ... يعنى كده تفرق ما بينهم عشان غلطه صغيره ...؟؟
لم يكترث "عبد المقصود" لثرثرتها التى ظلت لساعات وأجابها بهدوئه الشديد ولا مبالاه أثارت حنقها للغايه ...
ابو محمد: من جهه مبسوط أنا مبسوط جداً .. وأنتى عارفه ومتأكده إنها مش غلطه صغيره .. ونقفل بقى كلام فى الموضوع ده عشان ميحصلش بينا مشاكل أكتر من كده ...
إبتلعت "ناهد" لسانها بغيظ فلن تسمح لنفسها بخسارة كل شئ ولن تتسبب بأزمه تقع بينها وبين "عبد المقصود" الآن لتلتزم الصمت بغيظ شديد وهى تردف مجبرة ...
ام حسام : حاضر يا أبو محمد ... حاضر ... حتعمل إيه فى المحضر ...؟؟؟
ابو محمد: بكره الصبح وأنا رايح المستشفى لـ"ورد" حعدى على القسم و أتنازل عنه .. وأبقى أنا كده وفيت بوعدى ..
إتجه نحو غرفته تاركاً إياها تحترق من بركان غضبها المستعر بداخلها فقد أتت الدنيا بعكس ما كانت تريده وتدبر له على الإطلاق ....
دارت حول نفسها عدة مرات تريد التنفيس عن هذا الغضب لتتصل بولدها تخبره بما حدث بينها وبين "عبد المقصود" منذ قليل ...
حسام: أيوة يا ماما ... إيه الأخبار ...؟!!
ألقت "ناهد" نظرة بإتجاه غرفتهما أولاً لتطمئن أن "عبد المقصود" لا يستمع إليها ثم أجابت بخفوت شديد ...
ام حسام: أيوه يا "حسام" ... خلاص إطمن .. بكره حيروح ويتنازل ...
حسام: متأكده يا ماما ...؟؟
ام حسام: لا متقلقش .. الراجل ده مبيكدبش ... حيروح متخافش ... بس بقولك إيه إنت لازم تصلح إللى إنت عملته ده ...
بحيرة شديده وضيق تملك نفسه أجابها ...
حسام : إزاى بس ...؟؟
ام حسام: مش عارفه ... عموماً كام يوم بس تطلع "ورد" من المستشفى وأكون لقيت حل .. مش لازم نخسر كل حاجه دى لوحدها معاها فلوس على قلبها قد كدة ... ده غير نصيبها فى ورثها من أبوها ده ... يعنى حاجه متتسابش ...
لمعت عيناه ببريق طامع وقد عادت وتيره الهدوء لنفسه مستمتعاً بما سيصل إليه إذا إستطاع إصلاح ما أفسده مع "ورد" ليجيبها بإيجاب شديد ...
حسام : و أنا معاكى ..
ام حسام: خلاص يبقى إتفقا .. يومين تلاته كده ونشوف حنعمل إيه ... يلا سلام بقى دلوقتى أحسن حد يسمعنا ...
أنهت مكالمتها لتدلف إلى داخل غرفتها بعد أن إرتسمت إبتسامه مزيفه على محياها تشعره بها أن هذه المشكله لم تغير بينهم شئ ، فهى لا تريد خسارة كل شئ ....
____________________________________
اليوم التالى ....
أقبل "يوسف" من صلاه الفجر كعادته ليقابل "دعاء" التى تنتظره منذ خروجه من المسجد محضره له طعام الإفطار على الطاوله ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
نظر نحوها "يوسف" بإستراب شديد فليس من عادتها أن تستيقظ مبكراً إلى هذا الحد ، وما زاد تعجبه هو نشاطها الزائد وتحضير الفطور وإنتظاره بتلك الإبتسامه العريضه ليدرك بفطنته أن هناك شئ ما خلف كل هذا الإهتمام ...
يوسف : هو إيه الرضا ده على الصبح ...؟؟
دعاء: والله لو عملتلكم إيه مش عاجب برضه ...!!!
يوسف: لا يا ستى .. أنتى كلك بركه ... بس هو الأكل ده كله لله فى لله كده ...؟!!
لم تجد بُد سوى أن تخبره بما تريده صراحة فلا داعى للإلتفاف حول الأمر كثيراً ...
دعاء: أصل .... اااا ... بص بقى ... من غير لف ولا دوران .. نفسى أروح رحله إسكندريه دى .. ميرضكش يبقى كل علاقتى بيها صور من النت والتليفزيون وعمرى ما شفتها ...!!!
يوسف بجديه: طب وماما يا "دعاء" ... حتسيبيها كده طول اليوم لوحدها ... ما إنتى عارفه هى مش بتقدر تقف على رجليها من التعب ....
رغم شقاوتها ومعارضتها الدائمه له بمزاح إلا أنها لا ترفض له أمر ولابد أن تنصاع لرأيه حتى لو كان ذلك ضد رغبتها ...
نكست عيناها بتعاسه وتملل وهى تردف بإنصياع وهدوء ..
دعاء : حاضر يا "يوسف" .. إللى تشوفه ....
لم يتعامل معها يوماً كأخ أكبر بل كان يشعر أنها إبنته ليمسك بمرفقها بحنو ليطيب خاطرها بوعد حقيقى ...
يوسف: معلش .. و أوعدك حعوضك بخروجه حلوة قريب ...
إبتسمت "دعاء" بحزن فقد كانت بالفعل تود الذهاب لهذه الرحله مع أصدقائها بالجامعه لكنها لن ترد له أمر وحاولت تغيير مجرى حديثهم قائله بهدوء ....
دعاء: طب أفطر بقى قبل ما الأكل يبرد وأنا حـ....
قاطع حديثهم حين أتت والدتهم تتكئ إلى عصاها ببطء ...
ام يوسف: خليها تروح يا "يوسف" ... وأنا متخفش عليا حنرتب أنا وهى كل حاجه قبل ما تروح وهو يوم واحد وحترجع فى نفس اليوم ... متحرمهاش عشانى ...
تهللت أسارير "دعاء" من الفرحه وهى تقفز بطفوليه نحو والدتها لتعانق والدتها بإنفعال وفرحه شديده قائله ..
د
عاء : حبيبتى حبيبتى يا ست الكل ... ربنا يخليكى لينا يا رب .. إلهى تحجى وتفرحى بيا ...
ضحكت أم "يوسف" لرد فعل "دعاء" خفيف الظل ، بينما شعر "يوسف" بالقلق تجاه والدته فكيف يتركاها إثنيهما طوال اليوم بدون رعايتهما لها وهى لا تستطيع التحرك بهذا الشكل ...
يوسف بقلق: بس يا ماما ... أنتى متقدريش ... تـ...
ام يوسف: متقلقش ...حنرتبها إحنا مع بعض .. متخفش بقى ...
يوسف: خلاص إللى تشوفوه ... حفطر أنا بقى وألحق أروح الشغل عشان متأخرش ...
____________________________________
المستشفى ...
سأزيل الشوك من طريق الورد ، سأحمى غاليتى الناعمه من تلك الأيادي الخشنه وذلك هو أول طريقى ، أن تنتهى تلك الزيجه وتتحرر "ورد" من ذلك الخطأ ...
مر "عبد المقصود" أولاً بقسم الشرطه للتنازل عن المحضر الذى قدمه بالمستشفى ضد "حسام" بعد أن أمسك وثيقه طلاق "ورد" الرسميه بيديه ...
ثم إتجه بعد ذلك إلى المستشفى ليلقى نظره على غاليته المسكينه ...
فتح باب غرفتها ليجدها نائمه بسكينه ، كم يتألم قلبه لما أصابها ، تلك الفتاه التى لم تعنف يوماً أصبحت هشه محطمه بسبب هذا المتجبر الوحشى ...
ضم "عبد المقصود" شفاهه بتحسر ثم توجه لمكتب "سماح" ليطمئن عن علاجها النفسى ...
ابو محمد: صباح الخير يا دكتوره ..
سماح: صباح الخير يا أبو محمد ...
ابو محمد: أخبار "ورد" إيه النهارده أنا عديت عليها لقيتها نايمه ....
سماح: إحنا بدأنا معاها العلاج النفسى بجلسه بسيطه كده والحمد لله كانت كويسه جداً ... بس إمبارح بالليل تعبت بكوابيس فإضطرينا نديها حبايه منومه كعلاج مؤقت عشان تستغرق فى النوم شويه بس برضه زى ما قلت لحضرتك خليها فى المستشفى على الأقل إسبوعين تاخد جلسات مكثفه للعلاج النفسى .. وبعدين تخرج ونبقى نكمل باقى الجلسات بجدول محدد ..
ابو محمد: أه طبعاً .. إللى فيه مصلحه "ورد" حعمله على طول .. أنا حتى خليت "حسام" يطلقها عشان متحسش إنها فى ضغط ...
سماح: إللى عرفته إن جوازها من "حسام" كان فجأه وملحقتش تتعرف بيه صح ...؟!!!
ابو محمد: أيوه مظبوط ...
أومأت "سماح" رأسها بتفهم فيبدو أن والد "ورد" إتخذ خطوة سليمه تماماً فى علاجها النفسى لتشيد بهذا التصرف المصيب ...
سماح: كويس أوى ... أظن إن موضوع الطلاق ده حيريحها كتير جداً ... وحيساعد فى علاجها النفسى بصورة كبيرة ...
ابو محمد: أنا قلت كده برضه .. وجاى مخصوص أبلغها بالخبر ده ...
سماح: تمام .. ممكن حضرتك تبلغها أول ما تفوق وأنا إن شاء الله معادى معاها بعد الضهر عشان جلسه النهارده ...
بحفاوة شديد شكر "عبد المقصود" مجهود "سماح" مع ابنته فيبدو أن جروح "ورد" النفسيه عميقه للغايه وستسبب لها ضرراً بالغاً ووجود "سماح" معها ربما يجعلها تتخطى تلك الأزمة وتعود كسابق عهدها ...
ابو محمد: شكرا لحضرتك يا دكتوره على إللى بتعمليه مع "ورد" ...
سماح: بعيداً عن الطب أنا فعلاً حبيتها و إرتحت لها زى ما تكون أختى الصغيره ..
ابو محمد: ربنا يجعله فى ميزان حسناتك يا رب ... حروح انا اطمن عليها يمكن تكون صحيت ...
____________________________________
غرفه ورد ...
بدأت تستفق من نومتها المتعبه طوال الليل لتجد والدها يجلس إلى جوارها فى حنان منتظر إستيقاظها ليبتسم لها بمحبه ..كم شعرت بالهدوء والراحه عند رؤيته ، وجوده فقط سنداً لها ولروحها ، عيناه المرهقتان مصابيح تضئ طريقها الممتلئ بالأشواك لكن يكفيها وجوده لتشعر بالطمأنينه والأمان ....
دنا "عبد المقصود" من جبهتها ليطبع قبله حانيه إهتز لها قلبها المتألم أغمضت عينيها تلتمس من حنانه قوة لتكمل دربها فعلاجه بقربها يسكن ألامها و يتغلغل بها بصورة أقوى من أى علاج بالأدوية والمسكنات التى تتناولها ..
ابو محمد: عامله إيه النهارده حبيبتى ..؟؟؟
أجابته "ورد" رغم إعيائها الشديد ...
ورد : الحمد لله يا بابا ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
إبتسم "عبد المقصود" إبتسامه حزينه على حال إبنته ثم أردف يزف لها خبر طلاقها فربما يسعدها ما فعل ...
ابو محمد: عندى ليكى خبر حيفرحك أوى ....
ورد : خير إن شاء الله ...
ابو محمد: "حسام" طلقك .. وورقه الطلاق أهى ...
تعمقت نحوه بنظرة ثابته وتهدجت أنفاسها بغير تصديق لتضئ عينيها ببريق حياة مرة أخرى ...
لم تصدق "ورد" نفسها ، لم تظن أنها حين تستمع إلى خبر طلاقها ستكون بمثل تلك السعاده ...
ترقرقت دمعه بزرقاوتيها لكنها دموع مختلفه تماماً فقد كانت دموع من شدة فرحتها بخلاصها من هذا الشخص المنفر المتوحش ..
نعم لم تعرفه جيداً لكنها فى ليله واحده رأت فيه كل الصفات التى تكرهها على الإطلاق ....
شعر "عبد المقصود" بالسعادة لرؤيه إبتسامتها تعلو شفتيها المجروحه ، شعر بأنه أعاد إلي صغيرته الحياة مرة أخرى ....
أخذ يتحدث معها بموضوعات عده محاولاً إخراجها من حاله الحزن والإنكسار التى أصابتها فى تلك الليله اللعينه ...
إنتهى الوقت سريعاً وإنتهت زيارته لها وأخبرها أنها ستبقى بالمستشفى أسبوعين آخرين حتى تسترد عافيتها ثم يعودان بعد ذلك إلى بيتهما مره أخرى ...
إرتاحت "ورد" لخبر بقاءها بالمستشفى فهى لا تود مقابله زوجه والدها فى هذا الوقت أبداً .. فهى تفضل الإبتعاد عنها قدر الإمكان فالطالما لم ترتاح لها لكنها كانت رغبه والدها للزواج من هذه السيده ولم تعارضه "ورد" فربما تسعده هذه المرأه ....
____________________________________
فرنسا ....
مكتب لامار .....
دلفت "لامار" إلى مكتبها الجديد ترتدى تنورة سوداء أنيقه وكنزه حريريه بيضاء برباط من العنق مميز للغايه أكسبها رقى وعمليه شديدين ...
ألقت تحيه الصباح على مساعدتها الجديده "ليزا" بفرنسيه طليقه ...
لامار : صباح الخير "ليزا" ...
ليزا : صباح الخير مادموازيل(آنسه) "لامار" ....
لامار : هل هناك أى ميعاد اليوم ...؟؟
ليزا: نعم .. هناك موعد واحد فقط ...
لامار : حسناً .... فعندى اليوم موعد على الغذاء ولا أريد أن أتأخر ...
ليزا : حسناً ....
دلفت "لامار" إلى داخل غرفه مكتبها الخاصه لتنهى بعض الأوراق قبل إنصرافها لموعد الغذاء الذى ترتبط به ..
بعد قليل دلفت "ليزا" لمكتب "لامار" لتخبرها بوصول صاحب الموعد الذى أخبرتها بخصوصه .....
ليزا: مادموازيل (آنسه) "لامار" ...مسيو (أستاذ) "آدم" وصل هل أدخله إليكِ ....؟؟
لامار: حسناً ....
دلف إلى داخل مكتبها شاب متوسط الطول أبيض البشرة ذو أنف مدبب وعينان بنيتان وشعر يماثلهما تماماً ...
تقدم بعمليه نحو مكتب "لامار" يمد يده مصافحاً إياها قائلاً بفرنسيه تتمتع بلكنه غريبه نوعاً أرجعت "لامار" ذلك ربما لنشأته بضيعه ما بعيداً عن باريس ...
آدم: صباح الخير مادموازيل(آنسه) ... أنا "آدم" من شركه (النجوم الزرقاء) للعطور ...
إستكملت "لامار" حديثها معه بالفرنسيه مشيرة له بالجلوس أولاً ...
لامار : أهلاً .. تفضل بالجلوس ...
آدم: يسعدنا أننا نتعامل سوياً مع شركتكم للتسويق والتصدير .. فلقد سمعنا عن علاقاتكم الرائعه التى سوف تساعد شركتنا فى تسويق العطور ...
لامار : تأكد أنكم لن تندموا بالتعامل معنا مسيو (أستاذ) "آدم" ....
آدم : معى بعض الكتالوجات لعرضها عليك ..
فتح "آدم" حقيبته ليخرج الكتالوجات التى تبرز منتجاتهم من العطور حين وجد أوراقاً فقط ولم يجد الكتالوجات فعلى ما يبدو أنه قد نسي وضعهم بالحقيبه معه قبل خروجه من الشركه ...
تمتم "آدم" بلهجه مصريه دون وعى منه ظناً أن "لامار" فرنسيه لا تدرك اللغه العربيه ...
آدم: يا نهار إسود على دماغى ... أقولها إيه دى دلوقتى ...؟؟
قهقهت "لامار" بضحك هستيرى بصوت عالٍ للغايه ثم أردفت بلهجتها المصريه الخالصه ...
لامار : بالراحه كده على نفسك ... إنت مصرى ...؟؟؟ مش تقول يا راجل ...!!!
إندهش "آدم" للغايه بل صدم من نطقها بالعاميه المصريه ليهتف بأعين متسعه ...
آدم: إنتى مصريه ....؟؟!!!
أجابته "لامار" بفخر وإعتزاز شديدين ..
لامار : مصريه بنت مصريه ... بنت مصرى ...
آدم : غريبه ... كنت فاكر إنك فرنسيه .... و إيه إللى جابك فرنسا ....؟؟
لامار: أنا عايشه هنا بقالى أكتر من 20 سنه ... والدى الدبلوماسى المعروف "نشأت يحيي" سفير فى السفاره المصريه هنا ...
آدم: أنا إتشرفت بيكى جداً والله ..
هدأت "لامار" من ضحكتها لتكتفى بإبتسامه خفيفه وهى تردف بلطافه ...
لامار : نكمل بالمصرى أسهل بقى ..
أجابها "آدم" ممازحاً إياها ..
آدم: يبقى كتر خيرك والله ...
لامار : أنا من حبى لمصر عندى إستعداد أنى أعمل شغل مع كل المصريين هنا .. وإن شاء الله حتنبسط أوى من الشغل معانا ..
آدم: ده شئ أنا متأكد منه .. أينعم إنتوا لسه شركه جديده بس سمعت عن شبكه العلاقات إللى عند حضرتك .. ودى حاجه تخلينى متفائل جداً بالتعاون معاكى ...
لامار: أكيد إن شاء الله ... أنا كمان حنزل مصر قريب أعمل شغل هناك مع شركه جديده ...
آدم: أكيد حيبقى شغل ممتاز ... وعموماً أنا سعيد جداً بمعرفتك وسعيد جداً بالشغل معاكى وإن شاء الله بكره حجيب لك الكتالوجات عشان نتفق على طريقه الشغل والتسويق إللى حضرتك تشوفيها مناسبه ....
لامار : تمام ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
____________________________________
المستشفى ....
لجلسه أخرى جمعت بين "سماح" و"ورد" وإستماع بإهتمام لكل ما تتفوه به "ورد" عقبت عنه "سماح" بسؤال متحير ...
سماح: وأنتى إنبسطتى من خبر الطلاق ده ...؟؟!!!
هنا وبدون أدنى تفكير أجابتها "ورد" إجابه قاطعه لم تتردد بها للحظه واحده ...
ورد: أكيد ... ده يمكن أكتر خبر فرحنى فعلاً .. أنى حبعد عن الشخص ده ومش حشوفه تانى .. أنا مش عايزة أشوفه تانى ابدااااااااا ...
كانت كل كلمه تخرج من فم "ورد" يحمل آسى وحزن شديد ، دون إدراك ما مرت به تستطيع رؤيه تحطمها وألمها فحاولت "سماح" وضع بعض التفاؤل بالمستقبل أمام أعين تلك المحبطه المنكسره ...
سماح: بكره إن شاء الله تتجوزى وتفرحى مع الأحسن منه ....
مجرد ذكر فكرة الزواج أمامها وجدت نفسها تلقائياً تتذكر ليله زفافها ، تلك الليله التى كانت بالعمر كله ، ليله لن تنسى مطلقاً لتهتف بفزع رافضه برفض مطلق لإعادة ليله مثل تلك بحياتها مرة أخرى ...
ورد : لأ ... لأ طبعاً ... إستحاله .... إنتى بتقولى إيه ..!!!!! ولا عمرى حكرر التجربه البشعه دى تانى ...
ثم أضافت بنبره متألمه موجعه : أنا !!! ... أنا أتجوز تانى .. وأعيش المأساه دى تانى ... لا .... لا طبعاً ...
سماح: بس مش كل الناس زى "حسام" ... مش كل الناس وحشه كده ... مش معنى إنك مريتى بتجربه سيئه مع شخصيه زى دة .. إن إنتى تحكمى على كل الناس بنفس المنطق ...
علت عينا "ورد" نظرات يائسه للغايه وهى تردف بصوت مرتجف ...
ورد : أنا خلاص معنديش القدرة أنى أتعامل مع إللى زيه ...ولا مع غيره ... أنا جوايا وجع وشرخ فى قلبى كبير ... مقدرش حتى أحاول ... مقدرش أعيد التجربه دى تانى ...
شعرت "سماح" بأنها تضغط على "ورد" الآن بفكره تجربه جديده فتوقفت تماماً عن الحديث معها بتلك النقطه .. و بدأت تتحدث معها عن مواضيع أخرى حتى تستعيد "ورد" هدوئها قليلاً ...
بعد وقت قليل مستكملات حديثهن ..
سماح: تفتكرى عشان والدك ترمى نفسك مع واحد متعرفيهوش بالشكل ده ...؟؟
ورد: أنا مقتنعه إن بابا مكنش عايز غير مصلحتى بس "حسام" هو إللى طلع .... وحش ميتعاشرش ... عايش فى الحرام ...
بكت "ورد" مره أخرى لتذكرها هذه الليله المشؤمه فمازال لا يسيطر على تفكيرها سوى تلك الليله وما حدث بها ، تلك الليله التى تظن انها لن تنساها أبداً ..
فكلما تحدثن بأى موضوع تعود أدراجها وتفكيرها لتتحدث عما حدث فى هذه الليله وكأنها لن تنتهى ولن تخرج منها مرة أخرى ستبقى بقيه حياتها حبيسه تلك الليله فقط ....
ورد: مكنتش عايزاه يقرب منى غصب عنى .. كنت خايفه منه .. بس هو كان أقوى منى ... ضربنى ووجعنى ... حاول إنه ... يعنى ...
سماح: حاول إيه ... إللى أعرفه إنه يعتبر مقربش منك ... وإنك لسه عذراء زى ما إنتى ...!!
بحياء شديد إكتسى وجه "ورد" بحمرة غير طبيعيه وهى تحاول إيصال فكرة ما حدث لـ"سماح" دون التلفظ بالمعنى الحرفي لما حدث بينهما ..
ورد: هو ... يعنى ... من الخمره إللى بيشربها بقى عاجز ... لكن الإحساس نفسه أنه يقرب منى كده غصب عنى ... كنت حاسه أنى بموت ... إتمنيت فعلاً وقتها أنى أموت ... بس الحمد لله ربنا أنقذنى منه ...
رفعت "سماح" رأسها بتفاؤل لتتمسك بالعبارة الأخيرة التى تلفظت بها "ورد" ..
سماح: أيوه كده هى تجربه صعبه لكن لازم نبص للحاجات الكويسه إللى فيها .. إن أنتى لحد دلوقتى زى ما إنتى ... وربنا أنقذك من بين إيديه ... وكمان إتطلقتى منه ... إعتبريه تجربه سيئه وخلصت خلاص ...
ورد: خلصت ...؟؟!! خلصت بعد ما خلصت على كل حاجه حلوة جوايا ... إحساس بتتمناه أى بنت فى ليله فرحها ... عمرى ما حفكر أنى أعيد الإحساس ده تانى .. مش عايزة .... مش عايزة أتجوز تانى ابدااا ...
سماح : "حسام" ملقاش أى حاجه تانيه يدافع بيها عن عجزة ده إلا إنه يضربك وده دليل قوى على ضعفه لكن إنتى قويه ... مش لازم تستسلمى للضعف إللى جواكى ده وتحاولى تكونى أقوى وأقوى متبقيش صيد سهل للحزن واليأس .. عموماً كده كويس أوى النهارده وبكرة إن شاء الله حجيلك تانى نتكلم سوا ....
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
الفصل الثامن
كاد اليوم أن ينقضى ولم يتحرك "عبد المقصود" بعيداً عن غاليته وكيف ذلك وهى سبب حياته وفرحته ، تلك الفرحه التى أهدرت غدراً ...
بعد أن إطمئن على حال "ورد" لهذا اليوم متجاهلاً ألم رأسه الذى إشتد به منذ الصباح وقف أمام إحدى الصيدليات بطريق عودته ليبتاع بعض الأقراص المسكنه للآلام فيبدو أن ضغط الدم لديه غير مستقر وبالتأكيد سبب ذلك لا يتعدى قلقه على غاليته فإحساسه بالذنب يكاد يقتله فهو متيقن أن ما حل بـ"ورد" نتيجه إختياره هو الخاطئ ...
تناول أحد الأقراص المسكنه على الفور أثناء إتخاذ طريقه نحو المنزل ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
ظل يفكر فى حال إبنته وما وصلت إليه ، خاصه بعد طلاقها بيوم واحد من "حسام" ليحدث نفسه بحيره ....
ابو محمد: اكيد أنا ما إتسرعتش فى طلاقها ... مكنش ينفع أخليها تكمل مع إنسان همجى بالشكل ده ... بس هى برضه إتظلمت معايا فى موضوع طلاقها ده غير كلام الناس عليها .... أستغفر الله العظيم ... دبرنى يا رحيم ...
مر الوقت سريعا دون أن يشعر "عبد المقصود" بذلك لثقل همومه وكثره تفكيره فى مستقبل إبنته الذى اصبح ضبابى بالنسبه له فكيف ستتعامل مع الناس فهم ألسنتهم لا ترحم ...
إقترب موعد صلاة الفجر فبدلاً من أن يتوجه إلى البيت قرر الذهاب للمسجد لتستكين روحه قليلا ويصلى ويصفى ذهنه بذكر الله كما إعتاد دوماً ....
____________________________________
فى المسجد ....
بصفاء نفس شديد جلس " عبد المقصود" بهذا المكان الوحيد الذى يطهر قلبه من كل شوائبه وهمومه ، ليت تلك الراحه تعم حياته بأكملها ...
زفر بقوة وذهن شارد بتلك المسكينه التى أصبحت ملقاه بالمستشفى بين ليله وضحاها ، لم يجد سوى الإستغفار سبيلا ليتمتم به بسكون منتظراً حلول وقت صلاة الفجر ...
لم ينتبه "عبد المقصود" لصوت "يوسف" من خلفه وهو يلقى عليه التحيه بصوت شجى ...
جلس "يوسف" إلى جوار "عبد المقصود" وهو يعيد على مسامعه بصوت أعلى لينتبه له "عبد المقصود" ...
يوسف: السلام عليكم ... إزيك يا أبو محمد ...؟؟
ابو محمد: يوسف!!! ... وعليكم السلام ورحمه الله .. معلش يا إبنى مأخدتش بالى ...
إبتسم "يوسف" إبتسامه خفيفه تجاه "عبد المقصود" وهو يردف بود بالغ فهذا الرجل يقف مقام والده محبه وإحتراماً ...
يوسف: ولا يهمك .. مالك يا أبو "محمد" شكلك متضايق !!!! ... أنا قلقت عليك بقالك يومين مجتش المسجد ودى مش عادتك بصراحه ... خير إن شاء الله ...؟؟
نكس "عبد المقصود" عيناه بأسى وهو يردف بنبره منكسره للغايه ...
ابو محمد: الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه ...
كلماته لم تكن مطمئنه بالمرة ليعتدل "يوسف" بمقابله "عبد المقصود" متسائلاً بقلق وإهتمام شديد ...
يوسف : مكروه ....!! خير يا أبو "محمد"... طمنى إنت بخير ....؟!!
أجابه "عبد المقصود" بغموض أكبر لم يستطع به "يوسف" فهم أى شئ ...
ابو محمد: أنا كويس الحمد لله بس بنتى ...!!!!!!! ... الحمد لله على كل حال ..
ضغط "يوسف" على عيناه قليلاً محاولاً فهم عما يتحدث "عبد المقصود" ليردف مستفهماً ...
يوسف: بنتك مين ....؟؟ العروسه ....؟؟!!
بإبتسامه ساخرة جانبيه أجاب "عبد المقصود" بحزن عميق ...
أبو محمد : أيوه العروسه ....!! قال عروسه قال !!!! .. إتطلقت خلاص ...!!!
إتسعت عينا "يوسف" بصدمه شديده فهى لم يمر على زواجها يومان فقط ، كيف تطلقت ... ؟! كيف حدث ذلك ... ولماذا ...؟!!!
يوسف : إتطلقت .....!!!!! معقول ده .... ؟!! دى فرحها كان من يومين ...؟؟
لم يشأ " عبد المقصود" أن يزيدها ألماً على نفسه بإسترجاع تفاصيل ما حدث ليجيب بغموض أكبر ...
ابو محمد: مش عارف يا إبنى ... هو قدرها كده .... الأمر لله من قبل ومن بعد ...
دارت أسئله عديدة برأس "يوسف" حول سبب طلاقها بعد زفافها مباشرةً وقبل أن يتفوه بكلمه سُمع المنادى ينادى بإقامه الصلاه ...
فنحى أفكاره جانباً وإعتدل بالصف الى جوار "عبد المقصود" ليصلى الفجر ...
إلتزم بعدها "عبد المقصود" بالصمت التام فقد شعر بالإنهاك الشديد ليتجه بعد الصلاة مباشرة إلى المنزل فلا طاقه له بالحديث الآن ، خاصه وقد إشتد به ألم رأسه وتملك الصداع منه بشده وشعر برغبه قويه بالراحه والنوم فإستاذن من "يوسف" تاركاً إياه بعد خروجه من المسجد مباشرة ...
____________________________________
يوسف....
إتخذ طريق عودته بشرود تام متفكراً بحال هذا الرجل الطيب متألماً لرؤيته بهذا الحزن والإنكسار تأثراً بطلاق إبنته ليتسائل بغرابه عن سبب ذلك ...
يوسف: بنت زى دى يا ترى تتطلق ليه بعد فرحها على طول كده ؟!! ... معقول !!! ... يا ترى المشكله فيها ولا فى جوزها ؟!! ... دول حتى مكملوش أسبوع !!! ... بس أبو "محمد" ونعم الناس والأخلاق معقول تبقى بنته ...؟؟؟!!
نهر "يوسف" نفسه بشده على تفكيره بسوء بإبنه هذا الرجل الطيب ليحرك رأسه رافضاً موبخاً نفسه على ظنه السئ ...
يوسف : أستغفر الله العظيم ... إيه إللى أنا بقوله ده ؟!!!!!!!!!! ... أنا برضه أظن فى الناس كده ؟؟!!!! ..أنا بس الراجل الطيب ده صعبان عليا أوى انه يتكسر بالشكل ده ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
وصل "يوسف" بتلك اللحظه إلى البيت الذى يقطن به ليصعد درجات السلم ومازال ذهنه شارداً بـ"عبد المقصود" وطلاق إبنته حين فوجئ بصوت أحد الأبواب يُفتح فجأه إلى جواره وهو يعبر تلك الردهه المتوسطه لدرجات السلم ...
صوت صرير الباب المفاجئ إلى جواره جعله ينتفض فزعاً قليلاً فسكون البيت بهذا الوقت يضخم من الأصوات من حوله ...
يوسف: بسم الله ....!!!!
توقف "يوسف" عن حركته للحظه وهو يرفع ببصره تجاه باب الشقه الذى فُتح للتو ناظراً لتلك الفتاه المطله بملامحها الهادئه تردف بصوتها الرخيم المميز ...
علا : يوسف ....!!! أنا أسفه والله خضيتك مكنش قصدى ....
" (علا)فتاه خمريه جذابه متوسطه الطول هادئه الملامح لها أسلوب لبق للغايه بالحديث ، يعمل والدها محاسباً بإحدى الدول العربيه منذ فتره طويله ووالدتها ناظره المدرسه الإعداديه بالمنطقه ، تعشق "يوسف" منذ زمن طويل لكنها لم تُصرح له بذلك فخجلها يمنعها دوماً لكنها تنتظر فرصه حتى ينتبه لوجودها ليشعر بها وبعشقها المتيم له .. "
أجابها "يوسف" بعدما نكس عيناه أرضاً بتأدب بالغ ...
يوسف: لا أبداً .. أنا إللى كنت سرحان ...
تمنت لو أن يرفع وجهه نحوها وتلاقيه بتلك النظرات العاشقه المتلهفه نحوه لكنه دوماً بعيد عنها ، يعاملها بتحفظ شديد وتأدب مبالغ فيه ...
تسائلت "علا" بإهتمام شديد ..
علا : خير فيه حاجه ؟؟
يوسف: لا أبداً ...
لن تترك تلك المقابله تمر كغيرها ، يجب أن تستطرد بالحديث معه ، كم تعشق وجوده الذى لا يشعر بوجودها لتهتف بنبره ودوده للغايه لو أنه فقط يرفع بصره نحوها ليدرك وله عشقها المتيم بعيونها المسلطه نحوه ..
علا : معلش فتحت الباب مره واحده أصلنا رايحين نجيب بابا من المطار ...
يوسف: بجد .. حمد الله على سلامته ... بعد إذنك ...
أنهى بسرعه كعادته هذا اللقاء القصير لتزم "علا" فمها بقوة وتحسر على ضياع فرصه جديده لها معه ، بينما صعد "يوسف" درجات السلم إلى شقتهم بالأعلى وسط متابعه "علا" له بعينيها حتى غاب عن نظرها تماماً ...
سمعت صوت والدتها من خلفها قائله بإستراب ..
ام علا : بتتكلمى مع مين يا علا ...؟؟؟
إنتبهت "علا" لوالدتها من خلفها لتستدير على الفور وهى تغلق باب الشقه من خلفها ...
علا : ده ...ااا ... ده "يوسف" جارنا يا ماما ... تقريبا كان راجع من الصلاه...
ام علا : الشاب ده ما شاء الله عليه أدب وأخلاق والله هو وأخته ...
بتذمر شديد وقفت "علا" تتعجب بضيق بالغ ...
علا: أنا مش فاهمه ..... يعنى إحنا جيران بقالنا سنين أهو .... ليه مش بنزورهم ويزورونا ونود بعض كده ...؟؟
ام لمياء: يا بنتى هم مقتصرين أوى خصوصاً بعد وفاه أبو "يوسف" ووالدته تعبانه طول الوقت برجليها .. وأنا زى ما إنتى شايفه الحِمل عليا كبير من ساعه سفر أبوكى ده غير الشغل فى المدرسه ومفيش وقت لا للروحه ولا الجايه ... بس هم ونعم الناس بصراحه ...
ضيقت "علا" حاجبيها بترجى ...
علا : طيب ما نبقى نودهم ونزورهم كده ...!!
ام علا : إن شاء الله ... يلا نادى أخوكى عشان نلحق نروح نجيب باباكى من المطار معاد الطياره قرب ....
____________________________________
المستشفى ....
إستقبلت "سماح" يومها بالمستشفى بالمرور بـ"ورد" مريضتها وصديقتها الجديده أولاً والتى ما أن وجدتها مستيقظه أقبلت نحوها ببسمه خفيفه فوق ثغرها ..
سماح: صباح الخير يا "ورد" ...
ورد: صباح الخير ...
تمعنت "سماح" أكثر بملامح "ورد" الهادئه نوعاً ما قائله ...
سماح: لا أنتى النهارده أحسن كتير ...
أمالت "ورد" رقبتها بصعوبه بالغه وهى تردف ساخرة من رؤيه "سماح" لها بالتحسن ...
ورد : تفتكرى ...؟!!!
سحبت "سماح" المقعد إلى جانب "ورد" وهى تلومها بلطف لتحثها على تقبل الأمر بصورة أكثر تفاؤلاً ....
سماح: وبعدين يا "ورد" ... مش لازم تبقى متشائمه كده !!! ... بقى فيه واحده زى القمر كده تبقى زعلانه أوى للدرجه دى .....؟؟
بإيمان شديد وثقه بأرزاق الله المقسمه على عباده ...
ورد: كل واحد فى الدنيا له نصيب زى التانى بالظبط ويمكن كان نصيبى فى شكل بيعجب الناس ... بس حظى ......!!!
سماح: يا "ورد" مفيش حاجه بتيجى بالساهل كده حتى الورد الجميل إللى زيك كده بيبقى حواليه شوك .. لازم متخليش الشوك ده هو كل حياتك بالعكس حوليه لحاجه إيجابية تدفعك للأحسن ....
لم تكن مطلقاً من تلك الشخصيات السلبيه التى تلقى باللوم على كل ما يحيط بها ، لم تكن متشائمه أو كئيبه قط لكن ما أصابها بالفعل أثر عليها بصورة مخيفه ...
ورد: أنا بحاول والله بس مش عارفه أنسى ... ده أنا كل ما أغمض عينى بشوف "حسام" قدامى .... مش عارفه أنام ...
سماح: دى فترة مؤقته بس ومع الوقت حتنسى وتحبى وتتحبى وحياتك حتتغير ....
عقبت "ورد" بلا إهتمام برأى "سماح" العجيب وربما تحثها على ذلك دون درايه بالفعل بما تشعر به ، فالمصاب مصابها هى فقط ، هى من تألمت وتحطمت وليس غيرها ...
ورد: إللى أنتى بتقوليه ده صعب أوى .. يمكن كمان مستحيل ...
بفطنتها أدركت "سماح" مقصد "ورد" لتستكمل دفعها للأمام وتجاوز تلك المحنه ...
سماح: ليه مستحيل ....؟؟ هم يعنى إللى مروا بتجربه وحشه كانت هى بس إللى فى حياتهم ... ياما ناس عدوا بتجارب سيئه وقوتهم للأحسن ...
ورد: ده كلام ... مش على أرض الواقع ...
بذكاء شديد ألقت "سماح" تساؤل مفاجئ تاركه "ورد" تتمعن به ..
سماح: طيب لو أنتى شايفه إن كل الناس زى "حسام" ... أمال باباكى ده إيه ...؟؟
ورد: بابا ده مفيش منه فى الدنيا أبداً ... ولا فيه حنيته ولا طيبته وخوفه عليا ....
سماح: هو كده بالضبط زى ما الدنيا فيها "حسام" فيها باباكى ... مش كل الناس زى بعض ....
تركت "سماح" "ورد" تتمعن بحديثها لبعض الوقت فربما رغم عدم إقتناعها إلا أنها تعطيها الفرصه لرؤيه نظرة بعيده عن وضعها الحالى ...
لكن "ورد" ظنت أنها ستظل حبيسه تلك التجربه الفاشله طوال حياتها لكن عليها أن تدرك أن الدنيا بها "حسام" وبها أيضاً والدها هى لا تنكر ذلك ...
____________________________________
فلتسقط الراحه أرضاً و ينحى الجميع جانباً فليس هناك أهم من وردتى اليانعه التى تحتاج إهتمامى ورعايتى ...
فور إستيقاظه بعد أن غفا بإنهاك شديد إتجه "عبد المقصود" إلى المستشفى مباشرة غير مبالى بغير غاليته ...
طرق الباب بخفه وهو يطل بوجهه المتعب وإبتسامته المحبه العطوفه ...
ابو محمد: صباح الخير على أحلى ورده ....
ببسمه رقيقه فوق ثغرها المجروح أردفت "ورد" بنبرتها الحنونه الناعمه ...
ورد : بابا ... صباح الخير ...
بتفاؤل شديد دنا "عبد المقصود" من إبنته معقباً ...
ابو محمد: لا ... ده إحنا بقينا بنبتسم كمان أهو ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
ورد: ربنا يخليك ليا يا بابا ....
ابو محمد: أنا شايف إن أنتى بقيتى بتتحسنى أهو الحمد لله ...
بإمتنان بالغ أومأت "ورد" وهى تثنى على مجهود "سماح" معها ...
ورد: والله يابابا "سماح" دى إنسانه كويسه أوى ... وبجد برتاح أوى لما بتكلم معاها .. بس أنا زهقت أوى من النوم على السرير كده ....
ابو محمد: معلش هم بس كمان عشر أيام ونخرج من المستشفى على بيتك ...
تهدجت أنفاسها للحظات وهى تتسائل بتخوف واضح ...
ورد: بيتى ... !!! إللى هو إيه يعنى ..؟؟
ملامحه المطمئنه أكسبتها راحه فوريه حين تلفظ بعبارته موضحاً ...
ابو محمد: بيتك ... بيتنا يا "ورد" ...
ورد : أيوه .. أنا إفتكرت إن لسه "حسام" .... يعنى .. اااا .. !!
ابو محمد: لا متخافيش أنا كمان حقول لـ أم "حسام" متخليهوش ييجى البيت نهائى وأنتى هناك ...
ورد: حبيبى يا بابا ... مش عارفه من غيرك كنت حعيش إزاى ....
ابو محمد: ربنا يفرح قلبك يا بنتى ...
شعر "عبد المقصود" بدوار مفاجئ و إستند إلى طرف السرير المعدنى لتفجع "ورد" برؤيه والدها بهذا الحال هاتفه بتخوف وفزع ....
ورد: بابا !!! .... مالك يا بابا ...؟؟؟
ابو محمد: مفيش يا بنتى ... حرتاح أهو ...
تلمس "عبد المقصود" المقعد بيده ليرتمى فوقه بتألم ظاهر على ملامحه الممتعضه محاولاً إخفاء تألمه عن صغيرته لكن رغماً عنه كان بادياً بوضوح إعيائه الشديد على تقاسيم وجهه الشاحب ...
أمسك بكوب الماء الموضوع فوق المنضده ليرتشف منه قبل أن يسند رأسه للجنب قليلاً متلمساً بعض الراحه ....
رؤيه هذا السند القوى يتراخى أمام أعينها جعلها تشعر بالخوف الشديد لتهتف بقلق عميق ...
ورد : بابا إنت تعبان ؟؟!! ... فيه إيه ؟!!! .. إيه إللى حصل ....؟؟
ابو محمد: أبداً يا بنتى متقلقيش ده بس من تعب اليومين إللى فاتوا الضغط عالى شويه ...
قلبت "ورد" شفتيها بحزن طفولى وهى تعده بأنها ستتحسن فقط حتى لا يشعر بالتعب ...
ورد: طب خلاص متزعلش نفسك أنا حبقى كويسه ومتشيلش همى خالص بس أنت متتعبش ....
ابو محمد: ربنا يراضيكى يا بنتى أنا ميهمنيش فى الدنيا غير سعادتك أنتى وأخوكى ....
مر وقت الزيارة كاملاً ثم خرج "عبد المقصود" من المستشفى وهو ينظر لتلك الورقه المطويه التى كان يحملها بجيبه ، تلك الورقه التى قد أعطاها له الطبيب والمسجل بها أسماء التحاليل المطلوبه والتى لم يتسنى له أن يقوم بها لإنشغاله بـ"ورد" ....
ابو محمد: مبدهاش بقى أروح أعمل التحاليل والأشعة دى وأبقى أوريهم للدكتور لما تطلع النتيجه وأشوف سبب الصداع والدوخه دول إيه ....؟؟
إتجه "عبد المقصود" لقسم التحاليل للقيام بهذا الفحص وإجراء التحاليل والأشعة التى طلبت منه لينتظر نتيجتها بعد يومين ....
____________________________________
شركه الاقصى ...
أمسك "شريف" بورقه يتمعن بها قليلاً ثم تسائل مستفهماً من صديقه المنكب فوق مكتبه يدقق بأحد العقود الموكله إليه ...
شريف: شفت الفاكس ده يا "يوسف" ...؟؟
يوسف: فاكس ..!! لا مشفتهوش خير ..؟؟
شريف: الشركه الإيطاليه باعته لنا عايزة المواصفات بالتفصيل ...
يوسف: كويس أوى ... يعنى هانت أهو ونمضى العقود ....
نهض "شريف" بخفه من فوق مقعده متقدماً نحو مكتب "يوسف" قائلاً بعمليه ...
شريف: أيوه يا "يوسف" بس الموضوع ده بالطريقه القديمه حياخد وقت كبير .. معنى كده إننا لازم نحضَّر المواصفات ونراجعها عشان نمضى العقد ...
ضم "يوسف" ذقنه بإصبعيه متفكراً ثم أردف ...
يوسف : مضبوط ... والموضوع ده قدامه على الأقل إسبوعين ...
شريف : يعنى إحنا كده قدامنا حوالى أسبوعين نحضر العقود ونحدد معاد السفر على طول ...
يوسف: مش عارف !!!! ... موضوع السفر ده صعب أوى ...حسيب أمى وأختى لمين بس ...؟؟
بوجهه المازح أجابه "شريف" ببساطه فعليه ألا يعقد الأمور ...
شريف: متكبرهاش بقى ... ده إحنا مش حنكمل أسبوع .. متعملهاش مشكله ...
يوسف: طيب سيبها على الله دلوقتى خلينا نخلص بس إللى المفروض نعمله هنا ...
إعتدل "شريف" بوقفته وهو يغمز بإحدة عينيه قائلاً بغموض ...
شريف: طب إيه ...؟؟؟
تطلع به "يوسف" بعدم فهم لمقصده ...
يوسف: إيه ....؟؟؟ عايز إيه ....؟؟
شريف: مش حناكل ولا إيه ...؟؟
فور إدراكه لمقصد صديقه هتف "يوسف" بإندهاش ...
يوسف: يا ساتر يا رب .. إنت جُوعت ...
شريف: أووى ...
أغلق "يوسف" الملف الموضوع أمامه قائلاً بمزاح ...
يوسف: يلا يا أخويا .. أنا اخاف على نفسى لتاكلنى ...
عقب "شريف" بمزاح مماثل وهو يتطلع نحو "يوسف" بتقزز ...
شريف: مش للدرجه دى !!! .. إنت مش النوع إللى بحبه ...
ضحكا الصديقين من ثم توجها إلى المطعم المجاور لتناول الطعام فى منتصف اليوم كعادتهم ... ليعودا بعد ذلك إلى مقر الشركه ليكملا عملهما حتى المساء ....
____________________________________
فى المساء ...
شقه يوسف ...
ألقى "يوسف" التحيه على والدته وأخته وهو يتمعن بهما حين وجدهم يتهامسون كمن يخططون لشئ ما ...
يوسف: مال شكلكم النهارده بيخطط لحاجه ...
دعاء : ولا بنخطط ولا غيره ... الرحله بس يوم الخميس وكنت برتب مع ماما حنعمل إيه ...
تذكر "يوسف" الرحله التى ستذهب بها "دعاء" برفقه أصدقائها قائلاً ...
يوسف: ااااه ...الرحله ... ماشى ماشى ...المهم فيه غدا النهارده ولا إيه ... ؟؟
دعاء: يا سلام ... إنت تؤمر ... أدخل بس غير هدومك كده عقبال ما أحضر لك الغدا ...
يوسف: ده إيه الرضى ده كله .. ماشى يا ستى ...
نظرت "دعاء" إلى والدتها كمن تطلب منها التدخل وإخبار "يوسف" عن مرادها الحقيقي ...
ام يوسف: لا هى بس مش عايزة تقولك إنها عايزة فلوس تجيب حاجات قبل الرحله ...
يوسف: اااه ... صح كده... خدى يا مستغله ... لما نشوف أخرتها ...
أخرج "يوسف" محفظته وأعطى "دعاء" بعض المال لتشترى ما يلزمها قبل الرحله فهو لن يتركها تحتاج لشئ مطلقاً دون أن يلبيه لها ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
الفصل التاسع
وظننا أن الوقت لن يمر من الألم لكن ما أسرع من مرور الأيام ، وظننا أن النسيان مستحيل لكن الوقت للنسيان كفيل ...
فبعد مرور أسبوع كامل على تلك الليله البشعه التى فرقت بين "ورد" و"حسام" وصولاً لنهايه الأسبوع بعد أن مر الوقت بكل ما فيه من لحظاته المؤلمه و البدايه الجديده ...
يوم الخميس ..
تقابل "يوسف" مع "عبد المقصود" بصلاة الفجر بكل ليله لكنه لم يجرؤ على سؤاله الذى شغل تفكيره كثيراً عن إبنته خوفاً من تدخله فيما لا يعنيه خاصه فى مسألة شديده الخصوصيه مثل هذه لكن لا ينكر أنها سببت عنده نوع من الفضول لمعرفه ما حدث فقط للإطمئنان على هذا الرجل ذو الأفضال والطيبه ...
وبتلك الليله خاصه بعدما إنتهى من أداء فريضته وإتخذ طريقه عائداً إلى منزله لترتسم إبتسامه مداعبه على ثغره وهو يتابع أخته الصغرى "دعاء" وهى ترتب حقيبتها بعشوائية تماثل حياتها الفوضاويه التى تعيش بها ...
يوسف: ده إيه النشاط ده كله !!! ... يا ريت كل يوم رحله عشان نشوف النشاط ده ...
رفعت "دعاء" كفيها ملوحه براحتهما أمام مرأى "يوسف" وهى تردف بإسلوب مازح مرح للغايه ..
دعاء: إيدى على كتفك .... لو على الرحلات معاك من الفجر ...
ألقى نظرة خاطفه على حقيبتها وهو يردف بنوع من الجديه ..
يوسف: خلاص حضرتى كل حاجه ...؟؟!!
بقلم رشا روميه قوت القلوب
دعاء: كله تمام متقلقش ....
ليبدأ "يوسف" تعليماته وتنبيهاته المشددة على مسامع "دعاء" التى تلقتها بود ومحبه فهى تدرك أن "يوسف" يتشدد بتلك التعليمات خوفاً عليها وليس تحكماً وفرض سيطرته بالقوة ...
يوسف: تليفونك معاكى ومشحون كويس ...؟!! أنا حكلمك كل شويه أطمن عليكى ..
دعاء: والله ما تخاف ... إنت وراك رجاله ...
تطلع بها "يوسف" بنظرة مازحه يسخر من إجابتها ...
يوسف: ما أنا عارف ...
إتسعت عينا "دعاء" الواسعه بشقاوة وهى تردف بنوع من التهديد اللطيف ...
دعاء: قصدك إيه بقى ؟!! ... أنت إللى بتجر شكلى على الصبح أهو ...!!!
يوسف: خلاص خلاص .. يلا عشان أوصلك للباص ...
هزت "دعاء" رأسها بطفوليه وهى تغمز بعينها بمرح ...
دعاء: ماشى كلام الحلوين ...
ضربها "يوسف" بخفه على رأسها ثم أردف مصطنعاً الجديه ...
يوسف: يا بنت إتأدبى ... يلا قدامى ...
أصطحب "يوسف" أخته إلى الحافله التى تنتظرهم ليطمئن أولاً على تحرك الحافله بأمان لتنظر صديقه "دعاء" نحو "يوسف" بإعجاب قائله بهيام لصديقتها وهى تجلس إلى جوارها ....
مريم: "دعاء" .... جوزهونى أبوس إيدك ...
رفعت "دعاء" رأسها بتعالى قائله ...
دعاء: بعينك ...
مريم: بقى كده ... وأنا إللى حاجزه لك الكرسى جمبى من الصبح وجايبالك شيكولاته .. خساره فيكى ...
دعاء: إيه شيكولاته ... سحبناها سحبناها ... تعالى أول الشهر وأنا أجوزهولك ...
إستمرت "دعاء" تمازح صديقتها الحميمه "مريم" حتى إكتُملت أعداد الطلاب بالرحله وبدأت الحافله فى التحرك نحو الإسكندريه .....
____________________________________
فى شركه الأقصى ....
تهللت أسارير "شريف" وهو يهتف فرحاً بصديقه ..
شريف: أبسط يا عم ... السفر إتحدد بقى كمان أسبوعين بالضبط ...
بهدوء شديد أجابه "يوسف" وهو يميل رأسه قليلاً حتى يستطيع النظر لـ "شريف" الذى يقف بمقابلته أمام مكتبه الذى يجلس خلفه ...
يوسف: كويس .. وحنقعد أد إيه ...؟؟؟
رفع "شريف" مقلتيه للأعلى متفكراً قبل ان يردف بتخمين ...
شريف: أسبوع تقريباً .. أو منين ما نخلص نرجع على طول ...
يوسف: تمام ... حظبط أنا أمورى هنا عشان والدتى وأختى إنت عارف ...
شريف: ماشى ...
عاد "شريف" بإتجاه مكتبه لينشغل هو الآخر بعمله قبل حلول موعد الراحه لتناول الطعام كالعاده ...
____________________________________
المستشفى ....
بعد مرور أسبوع كامل بدأت بعض التورمات فى الإختفاء وأخرى إضمحلت بشكل ملحوظ لتظهر عيناها الزرقاوتين كبحر من الموج الأزرق ، حتى جرح شفتيها المتوغل أصبح أقل حجماً وتأثيراً ...
إستندت "ورد" جالسه تتابع أحد المشاهد الهزليه المضحكه بالتلفاز الموضوع بغرفتها بالمستشفى كنوع من التسليه حين دلفت "سماح" تطل بوجهها الضحوك تجاه "ورد" ثم أردفت بإعجاب حقيقى ...
سماح: لا ده إحنا كل يوم أحلى من الأول ... ده أنا كده أغير بقى ...
كان بـ"سماح" جمال من نوع آخر ، جمال لا يقل ولا ينضب ، جمال يقبع بروحها العذبه ونفسها الشفافه ...
ولكن لم يمنع ذلك من ملامحها الرقيقه المحببه التى تدلف للقلب بدون حاجز أو إستئذان لتجيبها "ورد" بإعجاب مماثل ..
ورد: هو فيه زيك إنتى ... ده أنتى قمر ...
لم تجلس "سماح" بالمقعد المعتاد بل إتخذت موضع إلى جوار "ورد" بالفراش مردفه بأريحيه شديدة ...
سماح: مش عارفه ليه مش بعتبرك مريضه عندى وحاسه إننا بقينا أصحاب ده ماسك فى قلبى كدة ...
ورد: وأنا كمان .. أنا طول عمرى ماليش أصحاب ...
سماح : إزاى ده ...؟؟
لم تكذب "ورد" بهذا الشأن فهى كانت دوماً محط أنظار الجميع لكنها لم تكن صديقه لهم مطلقاً ، كانت دوماً تشعر بأنها تعيش بعالم آخر منزويه عن الجميع وربما يتخوف الجميع من مصادقتها حتى لا تقارن إحداهن بها ، لكنها كانت حقيقه تسعى لصداقه حقيقه بملء قلبها لكنها لم تجد سوى النفور منها ...
ورد: طول عمرى لوحدى كده ليا زمايل كتير بس ماليش أصحاب قريبين أوى ...
سماح : وأنا يشرفنى إننا نكون أصحاب ...
ورد: أنا مش عارفه من غيرك كنت إرتحت كده إزاى ...!!
تماثل "ورد" للشفاء و إرتفاع روحها المعنويه بهذا الشكل جعل "سماح" تستثمر ذلك فى تحفيزها على الإستمرار بالعلاج ...
سماح: أنا عايزاكى ترجعى أحسن من الأول كمان ... متخافيش من حاجه ...تتعرفى على أصحاب جداد وتعيشى حياتك ومتفكريش فى إللى فات خالص ...
ورد: يا ريت أقدر ...
سماح: أكيد ... وعموماً أنتى باقى لك أسبوع كمان فى المستشفى وتفكى إيدك دى ويتبقى بس رجلك والشرخ البسيط إللى فى إيدك التانيه .. أهو حتى تعرفى تتحركى شويه فى البيت لما تروحى ... وقتها حيكون العلاج مختلف وتبدأى حياتك ويومك من جديد وسط الناس ..
بقلم رشا روميه قوت القلوب
شعرت "ورد" لوهله بالتخوف مما هو قادم ، وكيف ستستمر حياتها بعد ما حدث ...
ورد: أنا خايفه أسيب المستشفى ...
سماح : لا دى خطوة ضروريه جداً إنك تواجهى الدنيا دى من تانى .... وأنا طبعاً حبقى معاكى خطوة بخطوه على التليفون .... ولينا جلسه كل أسبوع هنا فى المستشفى ...
أومأت "ورد" بتفهم لتتسائل بإستراب عن والدها الذى تأخر اليوم على غير عادته بالأيام الماضيه ...
ورد: هو بابا إتأخر النهارده كده ليه ....؟؟؟
سماح: الغايب حجته معاه .. يمكن جاى فى الطريق ... أنا حروح مكتبى بقى ورايا شغل كتير النهارده ...
____________________________________
بيت عبد المقصود العالى ....
شعوره ببعض التحسن بالأيام الماضيه جعله يتراخى نوعاً ما من عرض نتائج تلك التحاليل والأشعة على الطبيب كما طلب منه ، لكن مع إستيقاظه هذا الصباح شعر بدوار أقوى من سابقيه وعاد ذلك الألم مرة أخرى ليتخذ قراراً بعرض تلك التحاليل على الطبيب اليوم أثناء زيارته لـ"ورد" بالمستشفى ...
إرتدى ملابسه متحضراً للذهاب حين سألته "ناهد" بفضول ...
ام حسام: إنت خارج يا أبو محمد ...؟؟
ابو محمد: أيوه حروح لـ "ورد" المستشفى ويمكن أتأخر شويه ...
بإبتسامتها الغير مريحه للنفس عقبت "ناهد" ...
ام حسام: طيب أنا نازله وسط البلد عايزة أجيب شويه حاجات ضرورى ...
ابو محمد: ماشى .. حروح أنا بقى عشان متأخرش على "ورد" ....
إستقل "عبد المقصود" سيارته متجهاً إلى المستشفى ليقف بمنتصف الطريق بعد إحساسه بوخز مفاجئ جعله يشعر بخلل غريب بالرؤيه وكأن كل شئ أصبح ضبابى للغايه ...
صف سيارته جانباً حتى بدأت تلك الضبابيه أن تنقشع عن عيناه ليدير محرك السيارة مرة أخرى عائداً إلى البيت فهو غير قادر تماماً على الذهاب الى المستشفى ....
لم يكن مر وقت بعيد لكن حين عودته وجد "ناهد" قد خرجت بالفعل ليدلف إلى غرفته مباشرة باحثاً عن تلك الأقراص المسكنه التى إعتاد عليها كثيراً فى الآونه الأخيره ....
تناول بضعف وإعياء شديد إحدى تلك الأقراص ومن ثم أراح جسده الضئيل فوق فراشه قليلاً لإستعاده نشاطه فربما وقتها يستطيع الذهاب مره أخرى إلى المستشفى ....
____________________________________
فرنسا...
نظرت "لامار" لأحد تلك الملفات قبل أن تردف بالفرنسيه تجاه مساعدتها "ليزا" ...
لامار: جيد يا "ليزا" ... سأحضر أنا ذلك ... وأنتِ رتبى هذه المواعيد جيداً ...
ليزا: حسناً مادموازيل (أنسه) "لامار" ... حقاً ...مسيو (الأستاذ) "آدم" ينتظرك بالخارج ... هل أدخله ...؟؟!
لامار: حسناً ... دعيه يدخل ...
فتحت "ليزا" باب المكتب تدعو "آدم" للدخول الى "لامار" ...
ليزا: تفضل مسيو (أستاذ) "آدم"...
آدم: شكراً ...
بلحظه تحول حديث "لامار" الفرنسى الشيق إلى اللهجه المصريه ترحب بـ"آدم" بعمليه وجديه بنفس الوقت ...
لامار: أهلاً مسيو (أستاذ) "آدم" ... إيه الأخبار ... عجبك الجدول إللى عرضته على حضرتك ..؟!!
آدم: الصراحه ممتاز .. الطريقه والعرض بتاعه الشركه عندكم بجد مبهر ...
لامار : إن شاء الله دايماً نكون عند حسن ظنكم ..
تنحنح "آدم" بإرتباك قبل أن يردف بإبتسامه قد لاحظت "لامار" بها نظرات إعجاب خفيه ...
آدم: أنا بس ... كنت حابب أدعوكى إننا نتعشى سوا .. حاجه كده بره الشغل يعنى ...
بإندهاش بسيط وإعتذار دبلوماسي أجابت "لامار" برفض للدعوة بلباقه قائله ...
لامار : مسيو آدم .. أنا أسفه جداً أنى أرفض عرض حضرتك الجميل ده ... لأنى مسافره بكرة الصبح ... أوعدك أكيد لما أرجع من السفر أعوضها لحضرتك وعلى حسابى كمان ...
آدم: فى إنتظارك طبعاً .. وإحنا مصريين مينفعش إنتى إللى تدفعى ... عندنا الراجل راجل ..
لامار بابتسامه: وهو كذلك ...
آدم: شكراً ليكى ..
لامار: العفو ...
خرج آدم من مكتب "لامار" وتنفست الصعداء بخروجه فهو على الرغم من كونه مصرى مثلها وخبير فى الأعمال بالفعل إلا أنه ثقيل الظل تماماً ... ولهذا فهى تحاول وضعه دوماً فى مكانه الملائم فهى تحب العلاقات والصداقات بالفعل ، لكن هذا الشخص لا تدرى لم شعرت أنه من النوع المستغل للمكانه والمنصب .....
___________________________________
الاسكندريه ....
وصلت الحافله بطلاب الجامعه إلى الإسكندرية بعد عدة ساعات مرحه مبهجه ..
تحركت بهم الحافله نحو عدد من المعالم الرائعه بهذه المدينه الساحره حتى وصلوا إلى قلعه قايتباى ...
ترجل الطلاب من الحافله منهم من توجه إلى متحف الأحياء المائيه وآخرون للتصوير أمام هذه القلعه البهيه العريقه ..
بينما إتجه البعض نحو تلك الصخور الكبيره المطله على مياه البحر للنظر عن قرب لتلاطم الأمواج بها ...
شعرت "دعاء" برهبتها من أمواج البحر المتلاطمه فى الصخور فهى غير معتاده عليه وإزداد خوفها من أن تسقط فى الماء أو تنزلق قدميها فوق تلك الصخور ..
تراجعت إلى الخلف قليلاً لتجلس فوق هذا السور المحيط بتلك الصخور بينما إقتربت صديقاتها من الصخور الكبيره للإستمتاع بتلك الأمواج الرائعه ...
لم تشعر بجلوس أحدهم قربها إلا عندما إستمعت لصوته يتحدث معها بدون سابق معرفه ببعضهم البعض ...
" خايفه من المياه ولا إيه ... إنتى أسمك إيه ...؟؟"
نظرت له دعاء بإستراب وتقزز فمن هذا المتطاول الذى يعطى لنفسه الحق فى الجلوس والحديث معها بهذا الشكل ...
دارت بوجهها مره أخرى بإتجاه صديقاتها متجاهله وجوده تماماً حين إستكمل غير عابئ برد فعلها المحرج له ....
" مش بتردى عليا ليه بس ؟!!! ... أسمك إيه طيب ..؟!!"
إلتزمت "دعاء" الصمت وهى تتابع صديقاتها بلا مبالاه لهذا الذى يثرثر إلى جوارها حين هتفت "مريم" صديقه "دعاء" بصوت عالٍ ....
مريم : "دعاااء" ... ما تيجى ...ده المنظر تحفه ...
إقتنص هذا الشاب تلك الفرصه التى واتته على طبق من ذهب ليعقب بعد معرفته لإسمها ...
" (دعاء) ... إسمك حلوة أوى .. ما تردى عليا يا بنتى فيه إيه هو أنا حاكلك ..."
إلتفتت نحوه "دعاء" بغضب شديد من تطاول وتدخل هذا السمج بدون إستئذان مقتحماً جلستها وخصوصيتها قائله بحنق ....
دعاء: بنتك ....؟؟!!!! لااااا .. أنا مش بنتك ... أنا ستك وتاج راسك ... يا خفيف ...
تركته "دعاء" مجبره على الذهاب نحو أصدقائها متحامله على نفسها إرتعابها من السقوط فى الماء ...
أقترب الشاب منها حيث وقفت برفقه صديقاتها لكنه قرر التعرف عليها فقد جذبت إنتباهه وبشده هذه الفتاه المميزة ...
" مرزوق أحمد مرزوق ...."
ضحكت جميع الفتايات بصوت عال على إسم هذا الشاب الغير متداول ....
بينما أخفت "دعاء" ضحكتها المكتومه بعيداً عن وجه هذا الشاب حتى تثبت على مظهرها القوى الغير مبالى حين إستكمل الشاب ضاحكاً مدعياً المغلوب على أمره ...
مرزوق: أعمل إيه طيب .. لعنه وحلّت عليا وسمونى بإسم جدى .. ده أنا غلبان و أستاهل الصدقه والله ... متبقوش إنتوا وإسمى عليا ....
مريم: يا حراام .... والله صعبت عليا ... إنت عملت إيه فى دنيتك عشان يسموك "مرزوق" ...
بإدعاء الطيبه إستكمل "مرزوق" مزاحه ...
مرزوق: شفتى بقى ... قولى لصاحبتك إللى قلبتنى دى ... ده أنا أستاهل الشفقه والله ...
مريم: إنت معانا فى الكليه ...؟؟
مرزوق: أيوة .. أنا فى سنه رابعه وإنتوا ...؟؟
مريم: لا إحنا لسه أولى ...
أومأ "مرزوق" بتفهم مستكملاً حديثه مع تلك الفتاه التى لم تعترض إسلوبه للتعرف عليهن ...
مرزوق: ااااه ... وأنا بقول برضه الناس الحلوة دى أنا مشفتهاش معانا قبل كده ...
مريم: إنت قسم إيه ...؟؟
مرزوق: آداب تاريخ ...
مريم: لا إحنا لغه عربيه ...
مرزوق: لا كده بقى إنتوا إللى صعبتوا عليا ...
كانت "دعاء" تستمع إلى الحوار بين مريم ومرزوق دون أن تشترك معهم بالحديث فقط تستمع فى صمت ....
بإبتسامه جذابه باغتها "مرزوق" متسائلاً ...
مرزوق: مالك مش بتتكلمى معانا ليه ...؟ هو أنا دمى تقيل أوى كده ...؟
دعاء : لا أبداً ...
مرزوق: إحنا زمايل عادى يعنى .. ولاااااا .... أنا مضايقكم فى حاجه ..؟؟
أسرعت "مريم" تنفى ذلك مطلقاً وهى تلكز "دعاء" بقوة بمرفقها حتى تعدل من وجهها المقلوب منذ أن رأت هذا الشاب ...
مريم: لا أبداً .. هى بس "دعاء" مش بتحب الإختلاط قد كده ...
مرزوق: بجد ... آسف طيب لو كنت ضايقتك ...
دعاء: لا عادى محصلش حاجه ...
بعد إنتهاء جولتهم والمرور بعدد كبير من المعالم والمتاحف ومكتبه الإسكندريه و قرب الموعد المقرر للعوده .. إستعد الجميع بالصعود إلى الحافله للعوده مره أخرى إلى القاهرة ....
جلست "دعاء" إلى جوار "مريم" استعداداً لتحرك الحافله بهم حين إقترب منهم "مرزوق" طالباً من "مريم" تبديل الأماكن معه ليستطيع التحدث مع "دعاء" حين رفضت ذلك بصورة قاطعه ...
دعاء: لأ طبعاً .. .هو فيه إيه ....؟؟
مرزوق: عادى يعنى كنت عايز أتكلم معاكى بس ...
لوحت "دعاء" بإصبعها السبابه بغضب شديد لتضع حداً لتدخله وتطفله عليها بتلك الصورة ...
دعاء: لو سمحت كفايه كده أنا مش بحب الكلام ده ...
مرزوق بضيق: خلاص تمام .. متضايقيش نفسك ...
عاد "مرزوق" مره أخرى إلى مقعده بينما شعرت "مريم" بأن "دعاء" قد زادتها قليلاً فى رد فعلها مع "مرزوق" ...
مريم: كسفتيه يا "دعاء" والله ...
دعاء: أنا مش بحب كده وأنتى عارفه يا "مريم" ... بتضايق ..
مريم: ماشى بس كنتى يعنى قوليهاله بالراحه ..
تطلعت بها "دعاء" بتهكم وهتفت بضيق ...
دعاء: لا يا شيخه ... طب ما أروح أطبطب عليه وأعتذر له أحسن ...؟؟
مريم: خلاص خلاص ... براحتك ... بس الواد شكله كيوت كده مش شكل "مرزوق" خالص ..
دعاء: خلصنا بقى اقفلى على السيره دى .....
____________________________________
بيت عبد المقصود العالى ....
بصوتها الحاد نادت "ناهد" تلك المربيه التى تعمل بالبيت ...
ام حسام: "نجاح" ... داده "نجاح" ....
نجاح: أيوه يا ست أم "حسام" ...
ام حسام : خدى "محمد" و إنزلى هاتيله شويه حلويات من آخر الشارع ...
نجاح : حاضر ....
أمسكت المربيه بكف الصغير "محمد" وخرجت من البيت كما أمرتها "ناهد" لتلتفت "ناهد" نحو "حسام" الذى جلس للتو فوق الأريكة حين إستطردت "ناهد" قائله ..
ام حسام: وأدى الداده كمان مشيت ومفيش حد غيرنا هنا ...
حسام : إيه أمال جوزك راح فين ..؟؟
ام حسام : نزل من بدرى راح المستشفى عند "ورد" ...
تنفس "حسام" براحه وهو يعقب مؤكداً ...
حسام: يعنى إحنا كده فى الأمان ....
ام حسام : إطمن .. ركز معايا إنت بس ...
أخرج "حسام" من جيبه أحد الأقراص ثم إبتلعها سريعاً قبل أن يكمل حديثه مع والدته لترمقه "ناهد" بتقزز قائله بعصبيه ....
ام حسام: ما تبطل بقى القرف إللى بتبلبعه ده وتفوق لى كده ...!!!
حسام : يوووه يا ماما ... ما أنا معاكى أهو .... هو أنا إتكلمت ولا فتحت بوقى ...
ام حسام: ما أنت مش راضى تفوق لنفسك ....
عبد المقصود ...
شعر ببعض الراحه وقد زال الألم بصورة ملحوظه لينتبه لصوت "ناهد" الرنان تحدث ولدها بالخارج ليتقدم بضع خطوات حتى يستوضح حديثهم جيداً فعلى ما يبدو أن "ناهد" غاضبه للغايه ...
ام حسام: إحنا دلوقتى عملنا إللى "عبد المقصود" عايزة وطلقت "ورد" صح ...؟!!!
حسام: أيوه صح ...
ام حسام: يبقى أنت دلوقتى لازم ترجع "ورد" لعصمتك تانى برضاها أو غصب عنها ...
بإنتباه شديد وتلهف لما تخطط له والدته أردف ...
حسام : حلو ...إزاى بقى ...؟؟
أم حسام : أنا أقولك ... بس فتح ودانك معايا وتعمل إللى حقولك عليه بالحرف الواحد ...
حسام: وأنا من إيدك دى ... لإيدك دى ...
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
الفصل العاشر
أصبح الجو خالياً للتفكير بمخططهم الذى أفسده "حسام" من قبل وعليهم العودة للسباق مرة أخرى فـ "ناهد" لن تترك فرصتها السانحه دون أن تحقق مرادها ولو بشق الأنفس ...
ام حسام: إحنا دلوقتى عملنا إللى "عبد المقصود" عايزة وطلقت "ورد" صح ...؟!!!
حسام: أيوه صح ...
ام حسام: يبقى أنت دلوقتى لازم ترجع "ورد" لعصمتك تانى برضاها أو غصب عنها ...
بإنتباه شديد وتلهف لما تخطط له والدته أردف ...
حسام : حلو ...إزاى بقى ...؟؟
أم حسام : أنا أقولك ... بس فتح ودانك معايا وتعمل إللى حقولك عليه بالحرف الواحد ...
حسام: وأنا من إيدك دى ... لإيدك دى ...
ام حسام: إحنا لازم نشوف صرفه ونجيب بيها "ورد" عندك فى الشقه ولازم تردها تانى ... وبعد كده تمضيها على توكيل ..
حسام : توكيل !!! ...توكيل ليه ... ؟؟
إستكملت "ناهد" حديثها بتذمر من سطحيه ولدها التى لن تفيدها إطلاقاً ...
ام حسام: إسمعنى كويس .... أم "ورد" كانت شريكه "عبد المقصود" فى المصنع وكتبت نص المصنع بإسم "ورد" ... ده غير إللى حتورثه من أبوها .... والبت دى خايبه ويتضحك عليها بسرعه .... يبقى إحنا أولى بالفلوس دى ... تمضى هى على التوكيل ونبيع نص المصنع بإسمنا ما هو مينفعش نطلع من المولد بلا حمص زى ما بيقولوا ....
رفع "حسام" حاجباه إنبهاراً بتفكير والدته الدقيق وقدرتها على وضع مخططات كتلك ...
حسام : ماشى ...نشوف طريقه ونجيبها الشقه بس لما تطلع من المستشفى الأول ...ده حتى فرصه كويسه عشان تتأكد أنى تمام وإن إللى حصل ده ظروف وعدت ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
ضغطت "ناهد" عينيها دون فهم مقصد "حسام" بهذا الحديث الغامض لتردف مستفسرة عما يقول ...
ام حسام : إنت بتقول إيه ؟؟!!! ... أنا مش فاهمه حاجه ..!!!
لوح بكفه بلا مبالاه وهو يردف بتمتمه بحديثه الغير مفهوم مرة أخرى ...
حسام : متشغليش بالك .. المره دى مش حسيبها ... دى خلاص دخلت دماغى ومش حتطلع .. بفلوس بقى ولا من غير فلوس .. هى عاجبانى ...
حركت "ناهد" رأسها يمنه ويساراً بإنزعاج من هذا الضعيف ثم زفرت بعدم تحمل قائله ...
ام حسام: ربنا يشفيك ... أنا مش عارفه أنت بتتكلم على إيه ....؟؟ ... بس المهم "ورد" متروحش من إيدك المره دى ..
حسام : متخافيش ... مبقاش "حسام" لو سبتها تروح من إيدى ...
إنتبهت "ناهد" أن فرصتهما ما هى إلا شهور العدة فقط وإلا عليه أن يعقد عليها مرة أخرى كما تظن لتنبه "حسام" بجديه وتحذير شديد ...
ام حسام: "حسام" خد بالك عشان تردها قدامك فتره العدة بس ... بعد كده لازم تكتب عليها من أول وجديد ... فاهم ...
حسام: فاهم فاهم ...
____________________________________
لم يصدق "عبد المقصود" ما سمعته أذناه للتو ، كيف تخطط زوجته وولدها لإستغلال "ورد" بتلك الصورة ، كيف سمحت لضميرها الغافل بذلك التفكير المجرم ، أكل ما تفكر به هو مال "ورد" ...؟!؟
كم شعر بأنه خُدع بتلك المرأة التى إختارها لتعوض "ورد" حرمانها من والدتها بعد وفاتها ، كيف خدعته بحنانها الزائف وإهتمامها المصطنع بتلك السهوله ...
شعر بحقارة ما تفعله أمام المال ولا يهمها سوى مصلحتها ملقيه بغاليته ضحيه أفكارهم الشيطانيه ...
لا لن يترك صغيرته تشقى بطمع هؤلاء المستغلين لها ، قرر "عبد المقصود" التصدى لهذه السيده الطامعه و إبنها المستغل ، لن يترك إبنته "ورد" لتكون فريستهم بهذه السهوله لكنه لن يبين الآن ما قد عرف منهم حتى يتسنى له تحديد ما الذى سيفعله معهم بالضبط ....
إنتظر "عبد المقصود" قليلاً متمهلاً أن ينصرفا دون الإنتباه له أولاً من ثم تسلل دون ان يشعرا به أو يعلما بوجوده من الأساس...
فور خروجه إتجه مباشره نحو المستشفى ليطمئن على "ورد" أولاً ....
____________________________________
المستشفى ....
نظر "عبد المقصود" تجاه إبنته المبتسمه بنظرة إشفاق وتخوف من برائتها التى غرسها بها نادماً على ذلك بشده ، ليلوم نفسه بقوة على تربيتها بتلك الصورة الهادئه لتتفتح نقيه بريئه للغايه ، كيف ستواجه شرور الدنيا وشياطينها ، ليته رباها بإسلوب آخر فتستطيع وقتها التصدى لهؤلاء عديمى الشرف والأخلاق ...
بعد أن إطمئن على حالها مر بالطبيب لإستشارته فى أمر تلك التحاليل التى قام بها ....
قلب الطبيب بتلك الفحوصات وأوراق التحاليل بين يديه ثم تنفس بعمق قبل أن يردف ..
الدكتور: والله يا أبو "محمد" أنا عندى مبدأ أنى أصارح المريض بحالته ...
تفكيره المشتت تجاه "ورد" وقلقه عليها جعله يظن أن الطبيب يتحدث عنها فأردف بتخوف إهتز له قلبه ..
ابو محمد: خير يا دكتور ... "ورد" فيها حاجه ...؟!!!
الدكتور: "ورد" كويسه جداً وبدأت تتحسن وتستجيب للعلاج .... و الأسبوع الجاى إن شاء الله تخرج من هنا بعد فك الجبس إللى فى إيديها ... لكن ...!!
وللمرة الثانية ظن أنه يتحدث عن غاليته ليهتف بقلق ...
ابو محمد: لكن إيه يا دكتور قلقتنى ...!!!!
كعمله كطبيب توجب عليه قولها مباشرة صريحه حتى يتوجب على المريض إدراك ما يمر به ..
الدكتور: التحاليل والأشعة إللى قدامى دى مش كويسه خالص ... وللأسف الصداع إللى عندك ده مش من الضغط العالى ..
ابو محمد: أمال إيه ...؟!!!
الدكتور : للأسف .. زى ما توقعت .... دة كانسر ... المشكله إننا إكتشفناه متأخر أوى يعنى مرحلته متأخره ولازم نبتدى ناخد العلاج الكيماوى فوراً عشان نحاول نقلل من حده الورم فى المخ ...
لم يكن يتحمل صدمه أخرى الآن فيكفيه تلك الصدمه من قليل ، كيف سيتعامل مع الأمر بعدما علم بإصابته بهذا المرض الخبيث خاصه فى هذا الوقت الذى تحتاجه فيه إبنته لحمايتها ورعايتها ، صدمه أخرى لم تكن فى الحسبان ..
كيف سيتركها ورده فى مهب الريح تحيط بها الأشواك ولا تستطيع مقاومتها ، تهدج صدره بقوة مردفاً محتسباً ...
ابو محمد: لا حول ولا قوة إلا بالله ... اللهم إنى لا أسالك رد القضاء لكنى أسألك اللطف فيه ....
الدكتور : أنا آسف جداً يا أبو "محمد" .. بس مكنش عندى اختيار تانى غير إنى أفهمك الوضع بالضبط ..
ابو محمد: كتر خيرك يا دكتور ... أنا راضى بقضاء الله ربنا هو اللطيف الخبير .... الحمد لله ... على كل حال ... الحمد لله ... بس لو سمحت يا دكتور أنا مش عايز أى حد من أهلى يعرف بالموضوع ده ..
الدكتور : زى ما تحب ... المهم نبدأ الجلسات على طول ... العلاج لازم ميتأخرش عن كدة ...
توقف تفكيره تماماً إلا من شئ واحد فقط هو ما يستحق منه الإهتمام والتفكير .. "ورد" ليردف مجيباً الطبيب ...
ابو محمد: أنا لازم أظبط أمور عندى الأول ... بعد كدة آجى آخد العلاج ... بس فيه أمور الأول لازم تتعدل ...
لم يحبذ الطبيب مطلقاً هذا التراخى الذى يلمح له "عبد المقصود" ليردف ناصحاً بقوة ...
الدكتور : منصحكش بالتأخير لأن الحاله متأخره جداً يا أبو "محمد" ..
ابو محمد: إن شاء الله ...
____________________________________
فى المساء ...
شقه يوسف ...
إنتظرت والدتهم عودتهم فهم قنديلها المضئ الذى ينير حياتها ...
أقبلت "دعاء" فرحه بعودتها ومازال الحماس يغلبها لقضائها هذا الوقت المميز والممتع ، دنت من والدتها تقبلها أولاً حين همست والدتها بحنان ..
ام يوسف: حمد الله على السلامه يا "دعاء" ...
دعاء: الله يسلمك يا ماما ... أما كانت حته رحله ...
ام يوسف: يا رب دايماً مبسوطه كده ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
تربعت فوق المقعد إلى جوار والدتها بفوضيتها المحببه لتردف بإبتسامه عريضه ...
دعاء: أه والله إدعيلى ... إلا بقولك ... وأنا طالعه قابلت "علا" وقلت أعزمها بكرة عندنا أهو برضه يمكن يحصل فى الأمور أمور والأخ "يوسف" يبتدى يحن ...
إستحسنت أم "يوسف" تلك الفكرة فربما يتقبل "يوسف" تلك الفكرة ويوافق على زواجه ويفرح قلبها به ...
ام يوسف: فكره برضه ... أهو أشوفها أنا كمان ... ده أنا من زمان أوى مشفتهاش .. و"يوسف" يقعد معاها يمكن ساعتها يوافق ...
دعاء: أيوه كده ونفرح بقى ....
ام يوسف: على خيرة الله ..
دلف "يوسف" قادماً لتوه من الخارج ملقياً التحيه عليهم ضارباً رأس "دعاء" بخفه ...
يوسف: السلام عليكم ... حمد الله على السلامه يا "دعاء" ..
دعاء: الله يسلمك .. قال يعنى سبتنى ده إنت كل دقيقتين بترن عليا ..
يوسف: الحق عليا بطمن عليكى ...
ام يوسف: إتأخرت أوى كده ليه يا إبنى ...؟؟
يوسف: بنجهز عقود جديده وكنت براجعها كويس قبل عرضها على مدير الشركه قبل السفر ...
بقلق شديد إستطردت أم "يوسف" متسائله ..
ام يوسف: إنتوا حددتوا السفر إمتى ....؟؟
يوسف: أيوة كمان أسبوعين ...
دعاء: حتغيب كتير يا "يوسف" ...؟؟
يوسف: أسبوع بالكتير ... عايزك تاخدى بالك من ماما كويس ..
دعاء: متقلقش ... ماما حبيبتى فى عنيا ...
يوسف: طب أنا حدخل أرتاح بقى .. أنا أكلت فى الشغل لما إتأخرنا ... يلا تصبحوا على خير ....
"وانت من أهله ..."
____________________________________
يشعر بالراحه خالى البال فقط لكن مثقل الهموم لن يقربها قط ، وكيف يهنأ بعد كل تلك المصائب متواليه ، لا ... لن يهنأ البال ولن يشعر بالراحه حتى يخلص غاليته من هؤلاء المتربصين بها ...
لقد حانت نهايته ولن يتركها ضعيفه بهذا الشكل لكن ما باليد حيله ، ربما ظهر كل شئ على حقيقته الآن حتى يستطيع إنقاذها قبل الرحيل ...
بقلم رشا روميه قوت القلوب
سار بالطرقات متفكراً مهموماً يحدث نفسه ...
ابو محمد: مش عايز أضيعك تانى يا بنتى مع إللى إسمه "حسام" ده .. وخايف عليكى أنتى ضعيفه مش قد شرهم .... لازم أتصرف بس إزاى بس !!!!! ... ومرضى إللى جه فجأه دة .. أنا مش مهم عندى أعيش ولا أموت بس أنتى يا "ورد" وأخوكى إللى لسه صغير ده أعمل فيكم إيه ....؟!!
هداه تفكيره بأن عليه بيع المصنع دون أن يُعلم أحداً ثم يضع المال كوديعه بالبنك بإسم "ورد" و"محمد" الصغير حتى يَسهُل على أولاده إيجاد ما يستطيعون التصرف به ...
إتصل على الفور بالمحامى الخاص به ليبدأ فى إجراءات بيع المصنع أولاً حتى يرتب ما يتوجب عليه فعله بعد ذلك لضمان حياة مستقره لأبناءه من بعده ....
____________________________________
مساء اليوم التالى ..
شقه يوسف ...
بطرقات خفيفه بباب الشقه وقفت "علا" بقلب مضطرب تنتظر أن يُفتح لها الباب بعد دعوة "دعاء" لها بالأمس لزيارتهم ...
كانت سعيده للغايه فكم تتوقت لتلك الزيارة منذ أمد بعيد ، فيا لحسن حظها لو قابلته اليوم ...
بأحلام اليقظه التى سرقتها تخيلت "علا" بأن "يوسف" هو من يفتح لها الباب ويقابلها بعيون تلتهب عشقاً كعيونها ...
أفاقت من حلمها الجميل بصوت "دعاء" المرح يرحب بها ...
دعاء: "علا" ... تعالى حبيبتى إتفضلى ....
علا : شكراً ....
مع تقدمها لخطوات بسيطه هتفت "دعاء" بصوت واضح يحمل نبره فرحه بقدومها ...
دعاء: ماما دى "علا" جت ...
أقبلت أم "يوسف" تتكئ على عكازها بخطوات ثقيله للغايه حتى توقفت قرابه أريكتها المفضله تنتظر "علا" التى أقبلت عليها بإبتسامه لتقابلها أم "يوسف" بمثيلتها مرحبه بها بحفاوة ...
ام يوسف: أهلاً أهلاً ... تعالى يا بنتى نورينا ...
علا : ده نورك يا طنط ... إتفضلى ...
أنهت عبارتها وهى تقدم علبه ما تجاه أم "يوسف" ...
ام يوسف: إيه ده يا بنتى ...؟؟
علا: ده كيك بالشيكولاته أنا إللى عملاه حتعجب حضرتك أوى ...
حملتها "دعاء" بإنبهار شديد قائله ...
دعاء: واو ... شيكولاته ... أنا بحبها أووووى ...
شعرت "علا" بالتفاخر وهى تردف بتساؤل لطيف ...
علا: طب دوقيها كده وقوليلى رأيك فى عمايلى ...!!!
من فرط حماس "دعاء" لتناول تلك الحلوى الشهيه أسرعو نحو المطبخ لتحضر بعض الأطباق وبدأت بتقطيع الكيك الشهى لتتذوقه كلاً من أم "يوسف" و"دعاء" بتلذذ شديد ..
دعاء: تسلم إيدك بجد حلو جداً .. عمرى ما أكلت كيك شيكولاته حلو كده .. مش كده يا ماما ...؟؟؟
ام يوسف: جميل جداً بصراحه تسلم إيدك يا بنتى تعبتى نفسك ليه كده بس ..؟؟؟
بخجل شديد من إطراء أم "يوسف" و"دعاء" بما صنعته خصيصاً لهما أردفت "علا" ....
علا : تعبك راحه يا طنط ...
هل تساق السعادة لمشتهيها ، هل يكون المرء طيب الحظ بتلك الصورة ...
دق قلبها بقوة فرحاً بسماع تلك الخطوات التى أقتربت من باب الشقه لترفع بصرها نحو الدالف حين فتح الباب ... إنه هو ... معشوقها الوحيد .... "يوسف" ....
عندما أقبل "يوسف" ليدلف للشقه إستمع لصوت غريب لكنه مألوف على مسامعه للغايه ليطرق الباب مستئذناً للدخول أولاً فيبدو أن لديهم صحبه غريبه اليوم ...
دعته والدته بالدخول وهى تخبره بأن ضيفتهم ما هى إلا جارتهم الرقيقه ...
ام يوسف: تعالى يا "يوسف" ... مفيش حد غريب دى "علا" ...
يوسف: السلام عليكم ...
بمجرد أن تحرك لبضع الخطوات للداخل نهضت "علا" وقد علا ثغرها إبتسامه خافقه مع قلبها المضطرب لتلاحظ والدة "يوسف" و"دعاء" تلك الفرحه التى رسمت بأعينها فور حضور "يوسف" ....
مالت "دعاء" على أذن والدتها تهمس بصوت خفيض للغايه ....
دعاء: شكل الصناره غمزت يا أم "يوووسف" ... يا رب إبنك يتلحلح بقى ...
إبتسمت أم "يوسف" لحديث إبنتها مستكمله حديثها مع ولدها ...
ام يوسف: أقعد يا "يوسف" .. "علا" مش غريبه ... مش كده ولا إيه .. ؟؟
تلون وجه "علا" بحمرة خجله على الفور وهى تنحى عيناها قائله بإبتسامه خفيفه ...
علا : طبعاً يا طنط ...
مدت "دعاء" يدها بأحد الأطباق بوجه "يوسف" وهى تدعوه لتناول الحلوى معهم قائله بمزاح شقى ...
دعاء : يلا بقى دوق كيك الشوكلاطه إللى عملته علا بأيديها ....
رفع "يوسف" كفه رافضاً بلباقه قائلاً ...
يوسف : شكراً يا "دعاء" ما أنتى عارفه مش بحب الشيكولاته ...
عقصت "دعاء" ملامحها بشكل غريب وهى تردف بتعجب ...
دعاء : والله أنا مش فاهمه الناس إللى مش بتحب الشيكولاطه دول عايشين إزاى !!! .. دى أحلى حاجه فى الدنيا ...
ظنت "علا" أن "يوسف" من هؤلاء الذين يرفضون الأطعمة المصنعه خارج المنزل لتعقب مطمئنه إياه ...
علا : متقلقش يا "يوسف" .. دى أنا إللى عملاها مش جاهزة يعنى كل حاجه فيها مضمونه ...
بإبتسامه متكلفه للغايه حاول "يوسف" رسمها على محياه أجابها بدبلوماسيه حتى لا يكون فظاً معها فعليه التحلى باللباقه ليردف مجاملاً ....
يوسف: طبعاً أكيد جميله تسلم إيدك .. بس بجد أنا ماليش فى الشيكولاته نهائى مش بحبها خالص ...
علا : معقول ... غريبه ...
أمسكت أم "يوسف" طبقها وتناولت منه قضمه بسيطه ...
ام يوسف: فايتك حاجات حلوة كتير يا "يوسف" .. لو تحاول بس ..
قالتها أم "يوسف" وقد تعلقت عيناها بتلك الفتاه كما لو ترسل له رساله لا يفهمها إلا سواهما ...
مع عدم إنتباهها لموضع المنضده حاولت أم "يوسف" وضع الطبق من يدها لكن القدر لم يكن يحالفها فإنزلق الطبق من يدها وأختل توازنها ....
إنتبهت "دعاء" لتهرع تجاه والدتها تلحق بالطبق قبل أن يسقط أرضاً لتلقفه بيدها حينما أسرع "يوسف" تجاه والدته يسندها قبل أن يصيبها مكروة بسبب عدم توازنها ...
يوسف: على مهلك يا ماما ...
دعاء: أنتى كويسه يا ماما ....؟؟
ام يوسف: الحمد لله مفيش حاجه ربنا يخليكم ليا يا رب ...
لم تتحرك "علا" من موضعها لتقف مكتوفه اللأيدى تنظر تجاههم جميعاً دون إدراك ما يجب عليها فعله ...
قام "يوسف" و "دعاء" بإسناد والدتهم بعد فقد توازنها قبل أن تسقط أرضاً حين سألت "علا" بهدوء ...
علا : حضرتك كويسه يا طنط ...؟!!!
ام يوسف: الحمد لله يا بنتى ...
يوسف: طب بعد إذنكم حدخل أرتاح أنا بقى ...
"إتفضل ..."
إنصرفت بعد ذلك "علا" مودعه أم "يوسف" و"دعاء" وهى تدعو "دعاء" لزيارتهم يوماً ما لقضاء بعض الوقت معها ....
أغلقت "دعاء" باب الشقه من خلفها وهى تستدير بقوة تجاه والدتها تسألها عن رأيها وهى تصفق بكلتا يديها بمرح ..
دعاء: ها إيه رأيك ...؟؟
ام يوسف: والله شكلها طيبه وكويسه ...
دعاء : مش قلتلك .... لما نشوف بقى رأى الأستاذ يوسف إيه ...؟؟
أسرعت "دعاء" حامله بقيه الكيك ثم دلفت غرفه "يوسف" ممازحه إياه ...
دعاء: ما تاكل شيكولاطه يا عم .. البونيه تاعبه نفسها عشان توريك إنها شاطره كده تكسفها ...!!!!
يوسف: وبعدين بقى .. مش حنخلص من الموال ده .. بلاش وجع دماغ ... أنا مش عايز أتجوز دلوقتى خااااالص ...
رفعت "دعاء" أنفها بإستياء وهى تميل فمها جانبياً قائله ...
دعاء: يعنى ولا عايز تتجوز ...ولا عايز تاكل شيكولاطه .. إنت عايش ليه بس ...!!!!
تركته "دعاء" مبتسما فقد ازاحت عنه بمزاحها تعب اليوم الطويل ....
،،، ويبقى للأحداث بقيه ،،،
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر من هنا
اللي بيحب الروايات الكامله والحصريه من هنا 👇 ❤️ 👇
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹
تعليقات
إرسال تعليق