أخر الاخبار

رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم شارع خطاب الفصل السادس والأربعون بقلم fatma_taha_sultan حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم شارع خطاب الفصل السادس والأربعون بقلم fatma_taha_sultan حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم شارع خطاب الفصل السادس والأربعون بقلم fatma_taha_sultan حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


اذكروا الله.

دعواتكم لأهلكم في فلسطين والسودان وسوريا ولبنان وجميع البلاد العربية.


أُحبُّكَ والحُبُّ عندي جَناحٌ يَرفرفُ

كَأَنَّني على دُروبِ الهوى أُرتعِبُ

فَلا أَنتِ تُدنيني وَلا أَنا أَقرَبُ

وَكُلُّنا في الهَوى فَوقَ نارٍ نَحترِقُ


مقتبسة


تعالَ .. العالمُ لايستحقُّ كُلَّ هـٰذا التمنّعِ والبُعدِ .


مقتبسة


أيقالُ عِندَ الوَداعِ " مَع السَلامةِ " ؟

أينَ السَلامةُ في وَداعِ المُحبينَ ؟


#مقتبسة


‏"وفي نهاية الأمر لم تستطع تلك المحبة العظيمة أن تكون قادرة على حمايتنا من الفراق"


مقتبسة


_________________


...حسن الحظ...


كان من حسن الحظ بأن نضال معه، ليس بمفرده، هو حينما أدرك الوضع ورأى ما حدث، شاهدها نضال...


كما أنه شعر وشاهد الشر الذي يتواجد في عين صديقه مما جعله يدفع الحساب سريعًا، وأخبره بضرورة الرحيل؛ لم يستجب له ولكنه أخذه عنوه تقريبًا؛ ولم تكن ريناد على مسافة قريبة منهم لرؤيتهما بل كانت في عالم أخر تسمع أحاديث الشاب الذي يتواجد أمامها....


هتف دياب وهو يجلس مع نضال في السيارة وكأنه يستوعب الآن ما حدث هو كان مأخوذًا:


-هو أنتَ ازاي تسحبني وراك بالشكل ده، أنا مكنتش عايز امشي، كان المفروض....


قاطع نضال حديثه وكأنه يدرك بأنه هو نفسه لا يعرف ما كان على وشك فعله، هو فقط مُثار وغاضب إلى أقصى درجة:


-المفروض إيه؟؟ مكنش المفروض حاجة، ولا دي حاجة هتحلها لما تعمل مشكلة زي عوايدك، أنتم مفيش أي حاجة ما بينكم مهما شوفت مش من حقك تفتح بقك، أي حاجة كنت هتعملها مش هتكون غير أنك بتعملها مشكلة وبتقلل من نفسك مش أكتر....


كان محقًا...

من هو؟!!

من هو حتى يعترض؟؟!

هو لا شيء كان نضال محقًا للحد الذي جعله يجرحه...


 تمتم دياب بنبرة جادة:


-اقف في أي حتة على جنب ونزلني...


كان نضال يعطي تركيزه للطريق الذي لم يكن حتى الآن طريق رئيسي بل يستطيع بالفعل تلبية رغبته ولكنه غمغم بنبرة هادئة:


-هتروح فين يا دياب؟؟ هو ده وقت عصبية...


هتف دياب بنبرة لا تقبل النقاش وكان يشعر به نضال لذلك لبى رغبته بعدما انتهى من حديثه:


- أنا عايز أكون لوحدي...


نزل من السيارة بعدما توقف نضال في نهاية الشارع وتركه مُرغمًا وشاعرًا بالذنب كونه السبب بأن يراها، فو من أتى به إلى ذلك المكان....


لكن من أين له معرفة بأن هذا سوف يحدث؟!!..


 رُبما هناك بعض المواقف والظروف، وجودك فيها لا يحل شيء بل رُبما قد يزيد الأمر تعقيدًا...


 هناك بعض المشاعر قد يحتاج البشر مواجهتها بمفردهم...


..بعد مرور ساعة تقريبًا..


كان يقف دياب في أحدى الشوارع الهادئة نوعًا ما، في تلك المنطقة فهو لم يبتعد كثيرًا عن المكان الذي تركه فيه نضال؛ اتصل بها وهو يضع الهاتف علي أذنيه....


في الوقت ذاته كانت ريناد قد قامت بتوديع مروان ثم ركبت سيارتها وقبل أن تقودها وتتحرك من مكانها وجدت هاتفها يعلن عن اتصال؛ لم يجد هذا الشيء الغريب بل شيء طبيعي جدًا...


الغريب في الأمر هو صاحب الاتصال..

كان"ديــاب"، لماذا يتصل بها؟؟!


رغم كل التساؤلات التي تتواجد في عقلها لكنها في النهاية أجابت:


-الو..


جاءها صوته بطريقة غير مفهومة:


-خلصتي قعدتك ولا لسه؟!..


لم تفهم ما يقوله لكن انتابها شك غير مفهوم:


-خلصت قعدتي إيه مش فاهمة؟! وأنتَ متصل ليه أساسًا بيا؟؟..


وضح لها دياب الأمر:


-متصل علشان أسالك وافهم منك.. 


للمرة الثانية هي لا تفهم حديثه لذلك قالت بغضب طفيف فهي أصلا غاضبة كونها جلست في تلك الجلسة التي لم تكن ترغب فيها:


-بقولك إيه أنا مش ناقصة ألغاز، عندك حاجة عايز تقولها قولها، قول متصل تسأل على إيه وعايز تفهم إيه؟..


تحدث دياب بانفجار تلك المرة ونبرته كانت حادة جدًا:


-مين اللي كنتي قاعدة معاه أنا شوفتك، شوفتك يا ريناد، مين اللي كنتي قاعدة معاه؟!.


لاحظت انفعاله..

شعرت بالغضب المدفون بداخله والذي يحاول كبته، هو بركان ثائر جدًا الآن...


هذا ما جعلها في رد فعل تلقائي تنظر حولها وكأنها تتأكد من أنه لا يتواجد حولها أو سوف يظهر في وجهها مرة واحدة، تحاول التفكير في ما الذي كان دياب يفعله هنا؟!...


لم يجد منها رد هذا ما جعله يقول بانفعال:


-ردي عليا.


عقبت ريناد على حديثه بنبرة حمقاء:


-أنتَ كنت بتعمل إيه هنا من أساسه؟؟..


جاءها صوته غاضبًا جدًا لكنه ليس مرتفعًا:


-أنتِ هتفضلي تردي عليا سؤال بسؤال؟ قولتلك كنتي بتعملي إيه هناك ومين اللي كان قاعد معاكي ده...


صاحت ريناد هي الأخرى مستنكرة وهي مازالت جالسة في سيارتها:


-وأنتَ مالك، ومتعصب ليه كده؟، أنتَ مين أصلا علشات أبرر ليك أنا قاعدة مع مين ولا بعمل إيه؟؟ عايزني اجاوبك بصفتك إيه؟!...


لم يكل ولم يمل من تكرار سؤاله، يرغب في إجابة واضحة ولا يهمه تجريحها حتى ولو كان صحيحًا:


-مين اللي كنتي قاعدة معاه؟...


أرادت أن تغضبه لذلك غمغمت بنبرة منفعلة هي الأخرى وهائجة:


-هجاوبك علشان أخلص منك، ده عريس، بابا جايبلي عريس وقاعدة معاه، أنا مش مطالبة إني اجاوبك، وملكش دعوة بحياتي أكون قاعدة مع اللي قاعدة معاه واتصور مع اللي اتصور معاه، أنتَ ملكش أي دخل بيا ولا يحق ليك تتصل بيا تسأل على أي حاجة..


لم تكن تنتظر تلك الإجابة منه أبدًا كانت إجابة مستسلمة لا تحمل وعد ولا تحمل أي شيء تلك المرة:


-أنتِ معاكي حق...


أنهارت وهي ترد عليه ودموعها تسبقها:


-مدام أنا معايا حق، متتصلش بيا تاني وأنا هقفل ولعلمك هعملك بلوك من كل حتة، مش عايزة اسمع عنك حاجة، لا بـخير ولا بـشر...


أغلقت الهاتف في وجهه وهي مجروحة من حديثه ومن دون أن يرف لها جفن قامت بحظره من كل شيء وصلت لها يدها وهي تبكي بقهر كبير....


هي تستحق أن يحارب من أجلها..

أن يحارب نفسه والظروف..

أن يطمأنها ويجعلها تشعر بأن مشاعرها تستحق أن يعاني من أجلها وأن يعترف بكل شفافية لها بما يكنه....باختصار هي تستحق أن يحارب من أجلها......


بينما هو وضع الهاتف في جيبه، يسأل نفسه لماذا الأمور معقدة إلى تلك الدرجة؟؟


ألم يجد قلبه فتاة سواها؟!

ألم يجد فتاة قد يستطيع الوصول لها...


هو يراها صعبة...

أموره تتحسن ليس بنسبة كبيرة، الأمور تتحسن لكن ليست إلى الدرجة التي تجعله يمنحها وعدًا.........


الاختلاف بينهما كبير في كل شي ناهيه عن الاختلاف المادي الشاسع بينهما، هناك العديد من الاختلافات هي بها كل ما لم يحبه في أي فتاة قد تخصه، لا يحب ظهورها في مواقع التواصل الاجتماعي....


 لا يحب أن تكون هناك فتاة يحبها يتغزل بها المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، له تحفظات كثيرة على ملابسها في بعض الأحيان بالنسبة له ليست مقبولة...


هي بها كل ما يجعله يفقد صوابه ويطلق غيرته ولا يقبله...

لكنه يحبها.......

فـهل هناك سبيل من أجل الوصول لها؟!!.

وهل من الممكن أن تكون لغيره حقًا؟!!!!


______________


بعد مرور ثلاثة أيام...


هي ليست بخير...

شجارها معه فاق كل التوقعات...

شيء لم يخطر على عقلها حتى بأنه من الممكن أن يراها.....


المكان يبعد عن منطقته لكنه قريب من المكان الذي يتواجد فيه منزلها ووالدها من اختار المكان..


هل انتهت الأماكن ولن يصبح إلا ذاك حتى يأتي ويراها؟!...


حاولت أن تتصنع بأنها بخير، تنهض وتقوم بترتيب غرفتها فهي لم تعد شخص اتكالي مثل السابق..


 أصبحت تستطع الاعتماد على ذاتها ونفسها أكثر من السابق بكثير.....


رتبت الغرفة وجهزت المكان للتصوير وجهزت ذاتها؛ أخذت أخر صندوق تم إرساله لها عن طريق أحدى الشركات التي تقوم بالدعاية إلى منتجاتهم.....


فتحتها وجهزت كل شيء ثم بدأت في التصوير...


أعادت الأمر أكثر من خمس مرات تحاول الحديث بتلقائية وابتسامة لا تفارق ثغرها لكنها كانت مصطنعة في كل شيء...


كلما تقوم بالتصوير، تحذف المقطع وتعود للتصوير مرة أخرى، وهكذا حتى جلست على الفراش وكانت على وشك أن تبكي...


لماذا أمرهما صعب إلى تلك الدرجة؟!.

ولماذا الحب مؤلم وشاق؟!..

ألم يجدر بها أن تقع في حب شخص قد تكون الحياة بينهما أسهل من هذا؟!!..


هي تحارب...

من دون حتى كلمة جيدة...

تحارب من دون أمل في النصر..

حرب باردة وصامتة لكنها مهلكة...

تحارب من دون الألف والراء...


صديقاتها والجميع مر بقصص حب عادية حتى ولو كانت تقليدية..


لما وقع فؤادها في أمر معقد إلى تلك الدرجة؟!.

هي مثل الحمقاء تشعر بالندم أنها قامت بحظره.....

ولا تعلم حقًا ماذا كانت تنتظر منه؟!...


سمعت صوت سيارة، يبدو أن والدها قد جاء من أجل تناول الغداء؛ لذلك حاولت أن تبدو طبيعية حتى تهبط وتتناول الطعام معه وتخبره بقرارها....


بالفعل هذا ما حدث...


كانت تجلس بجواره على الأريكة حينما قامت بإنهاء الطعام برفقته....


كان يتناول أحدى مشروباته الساخنة المفضلة وهو جالسًا على الأريكة تشاهد التلفاز....


-بابا أنا عايزة اتكلم في الموضوع بتاع مروان...


نظر لها، فـفهمت بأنه يعطيها الإذن وينصت لها جيدًا لذلك أخذت نفس ثم حاولت الحديث بطريقة منطقية:


-مروان حد كويس جدا وألف بنت تتمناه لكن أنا مش مرتاحة أو مش حاسة أن ده الشخص اللي عايزة أكمل معاه حياتي، علشان كده أنا حبيت أبلغك علشان تقولهم، أنا روحت وقعدت معاه وعملت اللي حضرتك قولت عليه وأنتَ وعدتني أنك مش هتجبرني..


رد عليها محمد بيأس لأنه يعلم بأن خلف كلماتها أشياء لا تفصح عنها، لكن بالرغم من ذلك كانت نبرته هادئة:


-أكيد مش هجبرك على حاجة ولا في حد ينفع يتجبر على الجواز أنتِ حرة، صحيح أنا شايف مروان شاب ميتعوضش وقليل لما تلاقي زيه بس براحتك...هعملك إيه يعني...ربنا يعملك اللي فيه الخير...


________________


بعد مرور شهر ونصف....


يجلس زهران كالعادة مع ابنته وفاء، يُدرك مخاوفها وقلقها تحديدًا كلما يقترب العام الدراسي الجديد، هذا يقلقها من أن يضيع عام جديد منها...


حياتها الجديدة كلها تشعرها بالخوف ليس هذا فقط...


تمتم زهران بنبرة هادئة وهو ينظر لها بحنان يحاول أن يبث الطمأنينة بها:


-متقلقيش يا بنتي أنا بتواصل مع المحامي كل شوية وقالي بإذن الله قبل ما الشهر ده يخلص هتكون معاكي بطاقتك وكل حاجة هتخلص، فات القليل واللي باقي قليل أوي.


دقات قلبها كانت متسارعة وتشعر بالقلق لكنها فقط تأخذ الأمل منه:


-يارب يا بابا يارب...


"بابا"

أصبحت تخرج منها بسهولة جدًا وهذا شيء يسعده ويروق له...


-ان شاء الله خلاص وهنظبط موضوع الجامعة وتبدأي أول السنة، كل حاجة بتتظبط يا بنتي متقلقيش أبدًا...


أردفت وفاء بتمني حقيقي:


-ان شاء الله.


أسترسل زهران حديثه بنبرة هادئة:


-البت هدير والبت حور النتيجة بتاعتهم ظهرت بقالها كام يوم وأنا عايز اجيبلهم هدية، محدش هيرضى ياخد فلوس بالذات الواد دياب الفقري ده وهيقرفني مش عارف أجيب إيه ليهم...


سد دياب دينه منذ مدة، سدد الدين الذي دفعه زهران في المستشفى من أجل والدته، الحمدلله قد شفيت والدته بعد رحلة طويلة من العلاج...


 رحلة استمرت شهور وشهور، تعبت أعصابهم، وتم إرهاقهم فيها بشكل كبير...


في نهاية الرحلة الحمدلله تمت بالشفاء، و عمت الفرحة في أرجاء المنزل، وانتشرت الزغاريط بنجاح حور، نجحت في الثانوية العامة بنسبة ثمانية وتسعين بالمئة، أما هدير قد حصلت على سبعة وثمانين بالمئة، في وسط الأحزان كان هناك أمل، وفرحة قد تنسيك مرارة الأيام التي مرت...


أردفت وفاء بتفكير:


-دياب ده شكله صعب أوي.


رد عليها زهران بسخرية بعدما سحب نفس من أرجيلته:


-اهو الطيور على أشكالها تقع عامل زي صاحبه، المهم معندكيش أفكار؟!..


تحدثت وفاء بتلقائية:


-يعني الأفكار كتير، أغلب البنات بتشتري لبس وحاجات كتير أوي بما أنهم داخلين مرحلة جديدة بس فكرة اللبس دي صعبة شوية لأنها في النهاية أذواق وصعبة عليك، بس عندي اقتراح حلو..


سألها زهران بفضول كبير:


-إيه هو؟؟..


ردت عليه وفاء بنبرة عفوية وهي تخبره بوجهه نظرها:


-في الغالب الكل بيكون عايز يغير الفون بما أنه داخل مرحلة جديدة سواء متاح انهم يغيروه في فترة الدراسة ولا لا، الأهالي بيكونوا مش عايزين موبايل جديد أو حاجة تشغلهم...


ابتلعت ريقها ثم أخبرته بوجهه نظرها:


-ممكن فون جديد وحلو لكل واحدة فيهم، يكون مش غالي أوي بشكل يكون مبالغ فيه علشان ميحسوش أنها حاجة كبيرة او اللي اسمه دياب ده يضايق ومش قليل يعني يكون موبايل وسط وإمكانياته حلوة وجديد هتكون كده كده ثمن أي فلوس ممكن تديها ليهم..


قال زهران بفرحة عارمة وهو يشير ناحيتها:


-بنتي فعلا، فنانة ومخك نور زي أبوكي، طالعة ليا بتفهمي، كانت تايه عني الموضوع ده، فعلا دي أنسب حاجة هقول للواد نضال لما يجي يروح يشتري ليهم موبايلين حلوين كده....


_______________


في اليوم التالي...


 العلاقة بينهم أصبحت باردة..

غير متزنة..

ليست مُفعمة بالحب كالسابق....

أو كما كانت تظن...


خلال هذا الشهر حاول حمزة أن يُنسيها ما حدث لكنه لا يدري مدى الجرح الذي أحدثه بداخلها جرح لن يشفى أبدًا مهما حاول، ومهما هي تصنعت بأنها قد عادت إلى السابق...


هناك صدع.....


لذلك توقف عن المحاولة وحاول أن يكون رد فعل معها، إذا كانت جيدة اليوم وتمارس حياتها بشكل طبيعي معه سيفعل المثل؛ إذا كانت تتجاهله سيفعل المثل، ليست لديه طاقة حتى يبذل مجهود، هو بداخله لا يشعر بأنه أخطأ في حقها إلى هذا الحد بل هو قد يكون مقتنع بما قاله ولكنه يدعي العكس، هي ليست المرأة المثالية في نظره مثل النساء الذي يشاهدهم...


لكنه يحاول تجنب الدخول في تلك النقطة أو الوصول إلى أي شيء قد يحدث شجار كبير يجعلها تذهب إلى بيت عائلتها، كان يدرك في بداية زواجه منها من أنها فتاة إذا أراد الاستفادة منها سوف يفعل هذا بمنتهى البساطة لكنه لم يدرك قوة عائلتها....


مازالت تهديدات زهران البسيطة وغير البسيطة في حديثهما الطويل "الذي لم يذكر كله" تشعره بالخوف، هو لم يدرك بأن عمها يتدخل بهذا الشكل في كل شيء أو هي تهمه إلى تلك الدرجة....


كان يظن أن العلاقة بينهما سيئة كما كانت تخبره قبل زواجهما، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا، ويبدو أنه يقدر على فعل أي تهديد يقصده...


ما جعله يشعر بالرعب الحقيقي وقتها بأنه يفعل هذا من أجل ابنه أخيه، فإذا علم بعلاقته بابنته ماذا سيفعل وقتها؟؟!!!!!


لذلك هو يحاول تجنب فعل أي شيء مع سامية حتى لا تترك المنزل كما يتمنى أن تظل وفاء ملتزمة الصمت كما هي....


جاءت سامية من الداخل بعدما ارتدت ملابسها  وكان هو يجلس على الأريكة يتناول أحدى مشروبات الطاقة المعروفة والتي يحبها جدًا، تمتم حمزة بنبرة هادئة:


-خلصتي بسرعة يعني؟؟...


تمتمت سامية بنبرة عادية وهي تجلس على المقعد:


-عادي علشان منتأخرش زي كل مرة..


هتف حمزة باعتذار طفيف:


-معلش يا قلبي مش هقدر اجي معاكي المرة دي عندي ميعاد مهم، هوصلك لهناك وابقي خدي أوبر أنتِ وطنط للبيت وهبقى اعدي اخدك بليل....


قالت سامية بلا مبالاة وهي تنظر له:


-عادي وصلني وأنا عربيتي هناك لما سيبتها أول امبارح لما اخدتني؛ هروح أنا وماما، الدكتورة قالت اسوق عادي بس مش مسافات طويلة وهي أصلا قريبة من هناك، وتبقى تيجي تاخدني من هناك زي ما قولت..


تمتم حمزة بنبرة موافقة:


-ماشي اللي يريحك يا حبيبتي، معلش مرة تانية لو مجيتش معاكي...


هزت رأسها بهدوء بأنه ليس أمر هام، هي تعلم جيدًا بأنه لا يرغب في أن يكن له طفل، وليس راضيًا عن حملها، ولولا الموقف والوقت لكانت حدثت مشكلة بسبب هذا الأمر لكنه يعلم في كرارة نفسه  أنه قد أخطأ ربما لذلك صمت ولم يعبر عن تذمره لكنها تشعر به جيدًا....


هتف حمزة بحماقة كعادته تلك المرة رُبما لأن الطبع والأصل يظهر مهما حاول الانسان التظاهر:


-ابقي قولي للدكتورة تشوفلك حل...


نظرت له سامية بعدم فهم تلك المرة:


-تشوف ليا حل في إيه مش فاهمة؟؟...


رد عليها حمزة ببساطة شديدة لا يدرك مدى الجرح الذي يحدثه من جديد:


-يعني حاسك تخنتي وأنتِ لسه في بداية الشهر التالت، أومال لما توصلي للتاسع هيحصل إيه؟؟، قوليلها أكيد في حل مش كل الستات بتتخن من الأول كده ده في ستات مش بتبان عليها إلا في السادس مثلا..


حقًا صدمها!!..

نظرت له بعدم فهم..

هو لن يتغير....

نعم رُبما ازداد في وزنها لكن بشكل بسيط جدًا غير ملحوظ، حتى أنها لم تظهر عليها علامات الحمل حتى الآن، عن أي زيادة يتحدث؟! وكأنها قاربت أن تكون في وزن الفيل أو زادت عشرة كيلو جرامات مرة واحدة...


رغم كل شيء، سامية قوية وسليطة اللسان رُبما لم تستعمل هذا الوجه كثيرًا معه لكن رُبما حان وقته لذلك تحدثت بسخرية وهي تنظر له بقوة رغم أنها بالفعل شعرت بالضيق:


-معلش أنا مش عروسة بلاستيك، واحدة طبيعية حامل، وحتى لو تخنت أو لسه هتخن وجسمي هيتغير ده شيء طبيعي مرت بيه أي واحدة، عارفة إني بخرب ليك مقاييسك، أصل أنا مش زي اللي بتشوفه، وعينك اتعودت عليه بس خد بالك كل ده مش حقيقي، ولو أنا طلعت فيك عيوب هطلع كتير أوي ومش هنخلص.


جحظت عيناه لم يصدق وقاحتها ولكن بالرغم من غضبه إلا أنه قال وهو ينهض منفعلا من تشكيكها به:


-مش هنخلص من الموضوع ده؟؟؟ هتعمليلي موشح وكل ده ليه؟؟ علشان بتكلم وخايف على صحتك على فكرة التخن الاوفر ده غلط عليكي حتى لو حامل أنا غلطان إني خايف عليكي فعلا...


للحق أنها شعرت بالانتصار اللحظي كونها أغضبته، جرحته وحتى إذا لم يجرح، لكنها وضعت الشك في رأسه، ردت عليه سامية ببرود:


-متقلقش يا حبيبي على صحتي أنا بعمل تحاليل والدكتورة بتوزني وبتابع معايا كل حاجة متقلقش يعني لو في حاجة مش طبيعية هتقولي عليها أكيد..


كز على أسنانه وهو يخبرها:


-أنا نازل هستناكي في العربية حصليني..


_____________


كسبت الحضانة والنفقة الخاصة بأطفالها...

هذا بالنسبة إلى القضية...


أما بالنسبة إلى جواد خلال تلك المدة لم يفعل معها أي شيء، ونادرًا ما رأته حينما يأتي لو كان مريض في الطوارئ أو شيء عاجل، او من قبيل الصدفة اثناء مروره، وكلها مرات تعد على الاصبع، لم يزعجها كما وعدها وأخبرها..


هذا كان شيء جيد في نظرها رغم أنها بالفعل لا تنكر بأن تشعر بشيء تجاهه، لكن ليس كل ما نشعر به يقدر علينا اتباعه..


ذهبت من أجل أن تتناول طعامها في الحديقة وتشرب قهوتها، وقت "البريك" يكون بالتبادل مع أحدى زميلاتها، حينما ينتهي وقتها وتتناول فطورها تعود ويبدأ الوقت الخاص بـ شيرين...


رُبما من أكثر الأشياء التي أعجبتها في المستشفى هنا هي الحديقة، كانت رائعة ويبدو أنه يتم الاهتمام بها والعناية بها على أكمل وجه، وكانت تلك وصية الطبيب عز الدين كما سمعت كان يرغب في أن يكون المكان جيد للمريض إذا أراد أن يخرج من غرفته أو ينتظر بها ميعاده...


وكان هناك جزء مخصص به أزهار كثيرة ومختلفة، كل يوم تأتي تقف وهي تشرب قهوتها وتتناول شطيرتها هنا بالقرب منه أو تلتقط صورة بجواره حتى يظهر في صورتها...


اليوم أيضًا التقطت صورة، صور تلتقطها دون أن ترسلها لأي شخص، حتى صديقاتها التي عادت تتحدث معهم لم تعد العلاقة كالسابق كل شخص له حياة وكلما يكبر الإنسان يدرك بأن لا شيء قد يعود للسابق لكن فقط تبقى العلاقة طيبة لكن ليس بالقرب الذي كان في الماضي تحديدًا بعدما ابتعدت هي عنهم لسنوات أثناء زواجها..


الحديقة جميلة لكنها مؤسفة...

ليت الجميع لديه تلك الرفاهية، أو لديه القدرة على العلاج في تلك المستشفى والتمتع بمزاياها، فـهناك من يقف طوابير بالساعات تحت أشعة الشمس في انتظار دوره في المستشفيات الحكومية أو الجمعيات الخيرية التي يتبرع الأطباء للتواجد بها يوم في أسبوعهم المشغول.


هي تدرك بأن الأمر باهظ الثمن جدًا حتى ولو كان قد فعل معها خصم، لكنه يظل باهظ الثمن لقد استنزف شقيقها ليقوم بتوفير ثمن العلاج لعدة أشهر؛ ولعدة أشهر قد تكون أقل منها كان يقوم بتجميع دين زهران للأيام القليلة جدًا الذي دفعها ثمن مكوث والدتها هنا..


ابتسمت وهي تحدث حالها؛ يبدو أن أفكارها سوداء إلى درجة كبيرة تمنعها من أن تمتع نظرها ولو لمدة دقائق...


نظرت على الساعة في هاتفها، فوجدت بأن وقتها للراحة على وشك الانتهاء لذلك أخذت نفسها وذهبت إلى مكان عملها؛ غافلة تماما هما كانت يقف خلف شرفة والده يراقبها؛ نعم هو يراقبها في الكثير من الأحيان لكنه مستمر على العهد، والوعد الذي قطعه لها؛ بأنه لن يضايقها أو يزعجها...


لكن لا مانع من تأملها..

كل يوم يدرك بأن بها شيء مختلف، كما بها شيء يمنعها وتخاف من المخاطرة، رُبما لأنها أم في النهاية لم تخرج من تجربتها الأولى بمفردها..


هو في وجهه نظره أن أحلام ليست سبب كافي لابتعادها عنه هي فقط تخاف من المخاطرة كأي أنثى تعرضت للخذلان يصعب عليك كسبها بسهولة أو اقناعها بأن هناك أمل، وهذا كونها لا تعطيه فرصة من الأساس....


منذ أيام يلاحظ اهتمامها بالزهور وجدها أكثر من مرة تلتقط صورة معه لذلك خطرت على باله فكرة، رُبما سوف تجعلها تتشاجر معه لكنه بات معها يحب المخاطرة ويفكر لأجلها....


 في علاقاته السابقة لم يكن يفكر أو يحاول، كان ينفذ أو يأتي برغبة من معه مهما كانت صعبة، لكن معها هو يبدع في التفكير، معها يجتهد ليس مجرد شخص يقوم بتنفيذ ما قيل له...


بعد رحيلها بوقت ليس كبير...


بحث..

ثم فتح رابط ما، مكان يعرفه جيدًا وأعجبه شيئًا ما لذلك قرر الاتصال بنفسه بدلا من الطلب من الموقع من أجل طلبه الخاص...


قبل أن يضغط على شاشة هاتفه بإصبعه كانت السكرتيرة الخاصة به هنا في مكتب والده الخاص بالإدارة...


هو لم يذهب إلى الدور الخاص بالكشوفات بعد لقد أتى مبكرًا، طرقت الباب فأذن لها وهنا ولجت مغمغمة:


-دكتور جواد.


-إيه؟...


قالت الفتاة بابتسامة قلقة فهي تدرك بأنه لا يحب ذلك اللقاء:


-مدام رانيا برا..


رانيا!!

مرة أخرى!!

ألم تختفي منذ مدة...

ما الذي أتى بها من جديد؟!..


أردف جواد بنبرة هادئة أمام الفتاة فهي عكرت مواجه وصفوه:


-عشر دقائق ودخليها...


في الجزء الخاص بالاستقبال، جاءت شيرين قبل أن ينتهي الوقت الخاص بالراحة لها:


-اهو مهوا أنا لما بصطبح بوشها مش بيحصل خير والله أنا عارفة..


رفعت إيناس رأسها عن الحاسوب بعفوية وهي تسألها:


-أنتِ بتتكلمي عن مين؟؟.


قالت شيرين بثرثرة بعدما ولجت وحاولت أن تقوم بجمع متعلقاتها الشخصية وتضعها في حقيبتها الجلدية:


-رانيا اللي كانت متجوزة دكتور جواد، في الأول كنت  فاكرة نفسي ظلماها لغايت ما أتأكدت أن اليوم اللي بشوفها فيه لازم يحصل حاجة، شوفتها وهي داخلة المستشفى راحت ماما اتصلت وقالتلي أن عبدالله اخويا رجله اتكسرت...


ماذا تفعل هنا؟!

هل هو كاذب معها؟!

لم يكن صادقًا...

ولماذا تشعر بالضيق من حقه أن يفعل ولو أتت نساء العالم له هنا ليست طليقته فقط، ليس من شأنها أن تنزعج..


تمتمت إيناس بنبرة جادة:


-طب اخوكي عامل آيه؟؟.


ردت عليها شيرين بعدم فهم:


-والله ماما قالت رجله اتكسرت تقريبا وقع من على سلم الجامعة ومتعور في دماغه باين، مفهمتش منها تفاصيل يدوبك عرفت اسم المستشفى وروحت أخذت إذن من مدام نادين..أنا بس كان أنا عندي ساعة زيادة لو ينفع تقعديها؟؟؟..


هتفت إيناس بنبرة هادئة ومهتمة:


-ماشي خلي بالك من نفسك أنتِ بس وطمنيني لما توصلي ان شاء الله خير، ومتقلقيش هقعد عادي أهم حاجة أنتِ تاخدي بالك من نفسك وأنا هكلمك...


عودة مرة أخرى..


إلى مكتب الدكتور عز الدين الذي لم تُمحى "اللافتة" المكتوب عليها اسمه من أمام الغرفة، ولا حتى اسمه تم إزالته من المكتب كل شيء كما هو...


كانت تجلس رانيا أمامه بعدما ألقت التحية عليه ثم جلست على المقعد المتواجد من المكتب مغمغمة:


-هتفضل ساكت كتير؟؟.


أردف جواد بسخرية وهو يعتدل ويستند على المكتب يشير لها:

-والله حضرتك اللي جاية عندي مش أنا اللي جاي، يعني المفروض يكون الكلام عندك أنتِ وفي حاجة عايزة تقوليها مش أنا اللي ساكت....


تحدثت رانيا بتهكم طفيف:


-مفيش تشربي إيه؟ شكلك بقيت مفتقر أداب الضيافة، حتى عمو الله يرحمه لما كنت اجي هنا كان....


قاطعها جواد بنبرة غاضبة وهو يكز على أسنانه:


-رانيا بقولك إيه لخصي وقولي اللي عندك إيه اللي جابك؟؟.


قالت رانيا بنبرة جادة:


-هتخطب، في واحد اتقدم ليا وهيخطبني وهعمل خطوبة على الضيق بس يعني أنتَ مش غريب فأنا جاية اعزمك....


تبدلت ملامحه حتى أنه ضحك، تلك المرأة غير معقولة، مما جعله يعقب بسخرية:


-واضح أن عندك حس فكاهي مظهرش غير لما اطلقنا.


أردفت رانيا بانزعاج:


-أنا بتكلم بجد مش بهزر...


تحدث جواد بنبرة جادة وهو يرد عليها:


-ياستي هتتخطبي ولا هتتجوزي ألف ألف مبروك مفيش مشكلة كملي حياتك وربنا يسعدك لكن جاية تعزميني أنتِ كده محتاجة تتعالجي، أنا هاجي امسكلك بوكية الورد ولا همسك ديل الفستان ما تعقلي بقا يا رانيا...


قالت رانيا بنبرة موضحة:


-أنتَ ابن عمي المفروض تقف جنبي مليش قرايب غيرك يعني..


غمغم جواد بنفاذ صبر:


-اه دي حقيقة بس في معلومة أنتِ نستيها، أنا طليقك برضو وبعدين أنهى راجل ده اللي هيوافق يحضر خطوبته طليق مراته ده كده تقلقي منه..


-هو معندهوش مشكلة أنتَ اللي عندك...


ثم أسترسلت حديثها بنبرة خبيثة:


-جواد أنتَ زعلان وغيران عليا مش كده...


حقًا أصبحت أمراة غير معقولة سوف تفقده صوابه.............


تحدث جواد بنبرة غامضة:


-اه فعلا أنا زعلان...


ابتسمت لكن سرعان ما اختفت ابتسامتها وهي تسمعه:


-زعلان عليه هو ربنا يكون في عونه، يلا يا رانيا روحي شوفي شغلك وعيشي حياتك ومش كل شوية تنطي ليا أنا مش ولي أمرك، عايزة تتجوزي ربنا يسعدك لكن سيبك مني وخرجيني من دماغك.....


أنهى حديثه وهي أمسكت حقيبتها ورحلت دون استئذان أو التفوه بحرف هي لا تعلم لماذا أتت؟!...

هي لا تريد منه الحضور بقدر ما كانت تريد منه أمل حتى لو ضئيل يجعلها تقوم بإلغاء الأمر كله.....


"عودة مرة أخرى إلى الاستقبال"...


كانت إيناس جالسة في مكانها، تقوم بـ عملها بإرهاق كبير لأنه وقت غياب أحد الأفراد يصبح هناك ضغط على الباقيين...


سمعت صوت رجل من الأمن في عمر الخمسون عامًا تقريبًا تلقي التحية عليه كل يوم في الصباح..


-إيناس..


رفعت إيناس رأسها عن الحاسوب لتجد الرجل الخمسيني يحمل باقة من الزهور قد تراها في الأفلام والمسلسلات الأجنبية التي تشاهدها شقيقتها حور فقط، باقة تجمع بين الزهور الحمراء والبيضاء ملفوفة بعناية كبيرة، حتى أن الجميع قد لفتت انتباهه ليست هي فقط...


 فاقت من شرودها وهي ترد عليه بابتسامة صافية:


-نعم يا عم محمد؟!..


-الورد ده حد جابه على البوابة برا وقالي اسمك وأنا استلمت...


لم تصدق الأمر فأخذت تنفيه وهي تخبره:


-لا أكيد غلط، يمكن في حد هنا اسمه إيناس غيري..


أكد لها الرجل ما قاله له مندوب التوصيل:


-لا قالولي اسمك وأنك في الرسيبشن ومفيش إيناس هنا غيرك يا بنتي، اتفضلي علشان أنا ورايا شغل.....


وضع الورد على الكاونتر الخشبي الذي تجلس خلفه فنهضت وأخذته مما جعل زميلة لها تعقب:


-أنتِ مصممة أنه مش ليكي ليه؟.


قالت تعقيب عفوي وبسيط جدًا:


-يعني مين هيبعته ليا أصلا...


نهضت الفتاة من مكانها بفضول حتى تلمس الزهور وتعقب:


-مش عارفة بس أنا حاسة إني شوفت الموقع اللي مبعوت منه مشهور بس غالي أوي مش فاكرة اسمه بس سهل ادور ده مش بوكية عادي يعني، وممكن تتواصلي مع المكان لو عايزة تعرفي....


حاولت البحث بين الورود عن أي شيء لكن لا شيء قد يدل على هوية الشخص غير ذوقه الرفيع جدًا، أتى في البداية بأنه طليقها لكن أبتعد الاحتمال حينما أخبرتها تلك الفتاة بأنها باقة غالية الثمن قد تصل إلى راتب شهر أو شهرين من راتب طليقها حسب ما فهمت..   


 كما أنه لا يهتم بتلك الأشياء لم يفعلها حينما كانت مازالت مخطوبة له ويحاول إبهارها، لم يفعلها في زواجهما، لماذا سوف يفعل شيء كهذا الآن؟؟؟..


هذا الذوق والأناقة المبالغ فيها لا تجدها إلا منه هو، ولولا أنها لا ترغب في أن تلفت الأنظار لكانت ذهبت به وتشاجرت معه، أو شكرته، هناك جانب منها كان يود شكره كونه لمس جزء أنثوي منها قد فقدته منذ سنوات، لم تكن تطلب في السابق هدايا مبالغ فيها من زوجها لم تكن تطلب شيء وتغاضت عن الكثير من النواقص، فقط كانت تطلب منه أن يلمم بقايا أنوثتها بكلمة طيبة، وأن يشعرها بحبه فقط..


حاولت التفكير في كل الاحتمالات الغريبة بل تكاد تكون مستحيلة حتى لا يصلح هو صاحب الباقة رغم يقين قلبها بأنه هو....


تنهدت وحاولت أن تشم رائحة الزهور في منظر جعلها أشبة بالمراهقة، ثم وضعت الباقة على المقعد الخاص بشيرين الفارغ وهي تفكر كيف ستعود بها إلى المنزل؟!!!!!!!


أنسب حل أتى في عقلها أن تضعها في المنزل عند هدير....


لو عادت بها إلى المنزل سوف تثير العديد من التساؤلات وهذا ليس شيء طبيعي لديهم...


"في حجرة الكشف الخاصة بجواد"


كان يتجهز من أجل أن يبدأ يومه، لكن قاطع هدوئه وصمته صوت هاتفه فذهب ليجد أنه اتصال من أحلام، وكانت هنا تكمن الدهشة...


 قام بحظرها هو لا ينقصه أحلام مع رانيا في يوم واحد....


-هي ورانيا بيظهروا مع بعض تقريبًا ويختفوا مع بعض باكدج.


_______________


خلال تلك المدة...


حدثت بعض التطورات في علاقة سلمى ونضال، أتى خالها منذ أسبوعين تقريبًا حينما جاءت شقيقة زوجته للجلوس معها؛ جلس لمدة خمسة أيام تقريبًا في منزل شقيقته برفقة سلمى وجهاد حاول مواساتهم....


كما حاول الإعتذار كثيرًا على تأخره عليهما لكن لم يكن شيء بيده أبدًا، لكل شيء ضريبة ورُبما تلك الضريبة في الغُربة.....


وقتها جلس معه زهران متحدثًا بعقل وحكمة بخصوص علاقة سلمى ونضال، وأخبره بأنه من الأفضل أن تتم الزيجة حينما ينتهي نضال من شقته على أن يفرشها بنفسه كاملة وأن يعطي سلمى المهر الذي يقرره خالها، وأن تتم الزيجة وتستمر وفقًا للشريعة الإسلامية، بدلًا من استخدام العادات والتقاليد.....


لم يعترض خالها وقتها بل أخبره بأنه سوف يأخذ رأي سلمى، إذا كانت توافق على هذا، وأن توافق على اتمام الأمر بتلك الطريقة، حينما تنتهي الشقة، لا يجب  انتظار مرور عام على الأقل على وفاة والدتها....


وقتها جلس معها خالها تحدث معها مطولًا أخبرها بأنه يرى زهران محقًا، وهذا أفضل الحلول في النهاية هي زوجته من الأساس لما المماطلة؟؟..


غير أنه يعرف أن سلمى ليست من الفتيات الشغوفة بعمل حفل زفاف ضخم مثل جهاد، هي نفسها طوال عمرها تخبرهم بذلك، حتى أنها تذهب إلى حفلات الزفاف المختلطة بغير رضا لأسباب كثيرة....


لم توافق سلمى في البداية هي أساسًا لا تدري كيف تقوم بتلك الأمور، كيف تقوم بشراء ما تريده من دون والدتها، كل تفصيلة سوف تكون بمفردها هذا شيء مؤلم جدًا بالنسبة لها...


لكن أخبرتها جهاد محاولة التهووين عليها ومواساتها بأنها معها، لن تتركها وكل خطوة ستكون معها فيها، وحاولت جهاد مع خالها إقناعها...


وافقت في النهاية..

لم تكن مقتنعة مئة بالمئة لكنها حاولت أن تنظر إلى الأمر كما ينظر إليه الجميع، وفي النهاية لن تنتهي الشقة وكل متعلقاتها بين ليلة وضحاها....


كل شيء سوف يأخد وقته ولعلها تقتنع بنسبة مئة بالمئة......


عادت إلى عملها بعد نصائح نضال وشقيقتها، جلوسها في المنزل ليس شيء جيدًا، في النهاية عملها ليس مُرهقًا ولا تهبط إليه كل يوم....


ها هي تقف مع نضال وشقيقتها في شقتها تقوم بمشاهدة المطبخ والموقد بعدما وُضع كل شيء تقريبًا حتى الأجهزة الكهربائية ذهبت قبل ثلاثة أيام وأتت بها مع نضال ما عدا "الميكرويف" لم يجد نضال ما يريده فـطلبه من أحد المواقع وكان يخبرها:


-بكرا الميكرويف هيجي وهنحطه في مكانه وكده المطبخ خلاص، ننزل نشوف الحلل والحاجات اللي من جوا بقا..


هزت سلمى رأسها بإيجاب وموافقة، هنا عقبت جهاد وهي تضع يدها على بطنها المنتفخة نوعًا ما فهي بدأت في الظهور للناس منذ شهرها الخامس وهي الآن في شهرها السادس:


-مبروك عليكم ربنا يتمم بخير يارب، بجد حلو جدًا وطلع زي ما سلمى كانت عايزة..


رد الاثنان تقريبًا في الوقت نفسه:


-الله يبارك فيكي..


ثم عقبت سلمى بنبرة جادة:


-هو فعلا مفيش غلطة، الراجل كان سريع زيادة عن اللزوم..وشغله حلو..


ضحك نضال قائلا بنبرة مرحة بعض الشيء وهو عاقدًا ساعديه ويستند بظهره على الرخامة السوداء:


-أنتِ كان نفسك يجي فيه غلطة أنا عارف بس الحمدلله اتكسفتي....


هتفت جهاد بنبرة عفوية:


-الرخامة كمان حلوة أوي ما شاء الله شكلها غير الدنيا خالص...


قالت سلمى بجدية وهي تشير له:


-قوليله علشان مكنش عجبه..


هز نضال كتفه بلا مبالاة ثم أردف:


-حلوة وزي الفل مقولتش حاجة، بس أنتِ اللي هتتهلكي كل يوم وأنتِ بتمسحي فيها ده لو معملتهاش كذا مرة في اليوم نفسه، التراب بيبان فيها بشكل واضح وأوفر.....


قالت جهاد بنبرة لطيفة نوعًا ما:


-نضال أنتَ واقعي أوي، سيبها على عماها، اهو دي عيب اما تتجوزي حد فاهم، بالك أنتِ لو كان مش فاهم حاجة زي سلامة كده، تقعدوا أنتم الاتنين مش فاهمين وفي نعيم الجهل والدنيا ماشية، وتكتشفوا بقا كل حاجة فيما بعد..


تمتمت سلمى متبرمة:


-هو بيحب يصدمني بالحقيقة..


كان رده عليها بسيطًا وهو ينظر لها محركًا رأسه بطريقة اضحكتها:


-أنا راجل صادق...


ثم أسترسل حديثه مغمغمًا:


-السفرة جاية أخر الاسبوع ان شاء الله وهو شغال في باقي الحاجات قربت تخلص...


قالت سلمى بعدم فهم:


-هو أنتَ بتعمل إيه مع الناس دي علشان تخلص الحاجة بالسرعة دي بجد؟؟.


كان يدرك بأنها ترغب في تأخير الأمر وكان يعلم بكل شيء هي، لا تخفي عنه رغبتها لذلك هي منزعجة وهو يقدر ما تمر به فتحدث ببساطة:


-أهم حاجتين بعملهم، اختار ناس محترمة وليهم كلمة وميعاد وشغل حلو، تاني حاجة كمان بخلي نيتي خالصة وصافية..


هتفت سلمى وهي تضيق عيناها:


-هو الكلام فيه تلقيح عليا ولا أنا متهايقلي؟؟..


ردت جهاد بعفوية تمنت بعدها أن ينقطع لسانها:


-أنتِ لسه بتسألي مهي واضحة زي عين الشمس..


-خليكي محضر خير يا جهاد بلاش تبقي زي جوزك ربنا يرجعه بالسلامة...


كان هذا رد نضال على حديثها مما جعلها تتحدث بانزعاج:


-وماله جوزي حبيبي؟؟ طول عمره محضر خير؛ وبعدين يعني أنا بقالي ساعة واقفة وجاية على نفسي وأنا ست حامل واتهزق أنا وجوزي في الأخر...


هتف نضال بنبرة جادة:


-هو ليه عايزة تخلينا جايين عليكي طيب؟ ما أنتِ واقفة بمزاجك، لو تعبتي روحي شقتك خلاص خلصنا..


أردفت جهاد بنبرة درامية من الدرجة الأولى:


-والله بطرد من بيت اختي كمان؟ وهي واقفة سامعة كلام جوزها ومش بتنطق تدافع عني أنا ماشية اريح رجلي فعلا أحسن..


تحدث نضال بنبرة مرحة وهو يشير لها نحو الخارج:


-اتكلي على الله..


قالت جهاد بنبرة طفولية:


-ما تتكلمي يا سلمى ولا عاجبك الكلام، طب والله أنا..........


نظرت لها سلمى بحدة محذرة أياها من الرحيل، فهي أخبرتها بأن تظل معهما ولا تغادر  إلا معها مما جعل جهاد تبتلع ريقها بخوف وحذر وتستبدل كلمة "ماشية" إلى:


-قاعدة، أنا قاعدة والله...


بدأ نضال يفهم ما يحدث لم يكن يعطي لهما تركيز كبير، إلى حين أن صدع صوت هاتفه الذي كان يتواجد في يد سلمى، فهي ترغب في أن تلتقط صور للمطبخ به لأنها تركت هاتفها موصل بالشاحن في شقة شقيقتها التي كانت تركت هاتفها هي الأخرى..


أخذ نضال الهاتف منها ليجد أن المتصل هو شقيقه لذلك أجاب عليه:


-ازيك يا سلامة؟..


جاءه صوت سلامة من الهاتف منفعلًا:


-الحمدلله بقولك إيه أنتَ فين؟..


رد عليه نضال بنبرة هادئة:


-في البيت اهو..


قبل أن يستكمل حديثه كأن يأتي صوت سلامة:


-اطلع شوفلي جهاد في الشقة ولا فين عمال اتصل بيها ومبتردش حتى كلمت سلمى مبتردش برضو وقلقت انا بقالي ساعة واكتر..


تحدث نضال ببساطة:


-هي وسلمى معايا بنشوف المطبخ بس تقريبًا موبايلاتهم مش معاهم، يلا سلام هي هتروح ترد عليك اهو....


ثم أغلق الهاتف في وجه شقيقه مما جعل سلمى تتحدث:


-ما تديها التليفون تكلم جوزها قفلت ليه...


كان رده عليه مُبهم:


-لا تروح تكلمه في بيتهم..


هنا أردفت جهاد معتذرة:


-يلا أنا مضطرة امشي..


نظرت لها سلمى فأردفت جهاد بسرعة قبل أن تعطي لسلمى أي فرصة، فهي كانت ترغب في الرحيل معها:


-لا متبرقيش ليا ما أنا لو ممشتش هطلق، تعالي ورايا....


بالفعل رحلت جهاد وكادت سلمى أن ترحل خلفها من دون التفوه بحرف لكن منعها نضال حينما أمسك يدها مغمغمًا:


-أنتِ لسه مصورتيش المطبخ....


" بـداخل شـقـة جهاد "


وضعت الهاتف على أذنيها واتصلت به ليغمغم بنبرة منفعلة:


-أنتِ بقالك ساعة مبترديش عليا، وأخر ما زهقت اتصلت بسلمى هي التانية مبتردش...


تحدثت جهاد وهي تفسر له:


-ما بقالنا ساعة هناك في الشقة، لما روحنا وكان لسه بيحطوا الأجهزة بعد ما ركبوا المطبخ ففضلنا قاعدين والناس مشيت والكلام خدنا...


-طب إيه اللي حضرتك بعتهولي ده؟..


لقد نست تمامًا ما أرسلته له وهي تشاركه مشاعرها:


-بعت إيه مش فاهمة؟!..


رد عليها سلامة منفعلًا:


-إيه اللي مش عايزة تولدي ولا طبيعي ولا قيصري ولا اي طريقة من الطرق عجباكي، أومال هنجيب الواد منين؟!! من زورك مثلا، إيه اللي مش هولد دي أنا مش فاهم...


لقد اتضح جنس الجنين، كان ذكرًا...


هتفت جهاد بنبرة واضحة:


-أنا قولت قراري...


-قرارك في إيه؟ هو أنتِ يا بت وقعتي على دماغك وأنتِ صغيرة؟! الواد هيجي  يعني هيجي، متجننيش...


انقلب الحديث تمامًا وهي تسأله بجدية شديدة:


-سلامة أنتَ مبقتش تحبني كل اللي عايزه مني أكون مراتك وأم عيالك وخلاص، وأخلف ليك الواد لكن غير كده أنا كـ جهاد مليش لازمة عندك..


لم تجد رد سوى ضحكاته الشديدة مغمغمًا:


-فعلا أنا مبحبكيش، لو أنا بحبك بجد كنت مشيت معاكي أو سيبتك ومتجوزناش ولا عوزت منك عيال ولا حاجة أنتِ صح..


ردت عليه جهاد بمرٍح:


-ياريت تكون عاقل في ردودك شوية، طريقتك مش عجباني...


-صح أنا اللي مش عاقل واللي بعتالي عشر مرات أنا مش عايزة أولد وأنا في عز شغلي هي ست العاقلين.


-ده أكيد...


تحدث سلامة بنبرة جادة:


-كده كده هتولدي بمزاجك أو غصب عنك، لو مولديش بمزاجك هتولدي لوحدك كده زي ما الستات كانت بتولد زمان، فكك بقا من ده كله علشان أنتِ وحشاني جدًا..


-أنتَ خرجت من الشغل صح؟..


أخبرها مؤيدًا ظنها:


-ايوة لسه ماشي انا أول ما بخرج من المكان اللي فيه الشغل بحس بطاقة حب وبشوف الحياة كلها حلوة...


"عـودة مرة أخرى إلى داخل شقة سلمى ونضال"


-نضال لو سمحت أبعد عني من فضلك، بعد أذنك...


كانت ذات أخلاق عالية في جملتها، وطريقتها مهذبة جدًا وهي بين يده يحتجزها صدقًا..


-لا.


تحدثت سلمى وهي تكز على أسنانها:


-أنا بتكلم معاك لغايت دلوقتي بالذوق...


أردف نضال وهو يرفع حاجبيه:


-لا بلاش تستعملي معايا الذوق، خليها بالعافية أحسن، وبعدين مش أنتِ موقفة أختك حارس مرمى باين، ودايما تسمعيني مقولتك الشهيرة أنا بثق فيك كأنسان مش بثق فيك كراجل..المشكلة إني معملتش ليكي حاجة فعلا أومال لو عملت وهو حقي هتعملي إيه؟؟..


تراجعت ومن النادر أن تتراجع سلمى وهي تخبره بابتسامة متوترة وخجولة وهي تحاول أن تبعده بـ يد، واليد الأخرى مازالت تحمل الهاتف الخاص به بين يدها التي كانت تلتقط به الصور قبل احتجازها:


-لا ده أنا كنت بهزر ساعتها أنا بثق فيك ثقة عمياء، مش بثق في حد في الدنيا دي قدك..


قال وهو يشاغبها ناظرًا لها:


-يا راجل، طب والراجل اللي جوايا ظروفه إيه؟؟..


ردت عليه بعفوية:


-ده حبيب قلبي ده، محترم..


رغم توترها والموقف العبثي الذي يحدث بينهما إلا أنه كلماتها البسيطة جدًا لمست قلبه، لذلك أخبرها بعفوية ومشاعر صادقة...


-سلمى..


ردت عليه بنفاذ صبر تلك المرة:


-نعم...


قال الرد الذي أسعدها دون أن تنتظره، جاء من دون انتظار حقًا، هو منذ مدة يعبر عن حبه من خلال أفعاله لكن في الكلمات الاثنان ليسوا جيدين بها...


-أنا بحبك، وبحبك أوي كمان....


لمعت عيناها، تزايدت ضربات قلبها، خفق وبشدة، نظرت له بعاطفة قوية، أقوى حتى من أية كلمات كانت من الممكن أن تخرج من بين شفتيها....


كانت المشاعر تطوف حولهما وقبل أن تزيد من حدة العواطف وأن يحصل هو على قُبلة منها تزين هذا الاعتراف وتهدأ من شوقه لها أو رُبما تجعله يتفاقم أو حتي تعترف مثله...


سقط الهاتف متهشمًا من بين يدها حينما سمعت صوت زهران في الخارج...


"المطبخ لما كان مفتوح كان احسن مش كده يا وفاء، هي الرجالة كده بقت تمشي ورا النسوان"


ضحكت وفاء ثم أردفت:


"كده برضو حلو يا بابا"...


ابتعد عنها نضال فهو سمع الصوت الذي أخرجهما من سيمفونية المشاعر القوية، هبط ليأخذ هاتفه الذي أُحُدث شرخ على ما يبدو فيها كبير..


-نيتك عمرها ما كانت خالصة يا سلمى، أنا كده عيشتي معاكي هتكون غالية في كل حاجة هاجي اعملها، الحمدلله فعلا أننا قفلنا المطبخ..


لم تفهم مقصده ولم يكن هناك وقت أن تسأل حينما خرج نضال حتى يتحدث مع أبيه ويجعله يدخل يعدما تلملم شتات نفسها حتى يرى المطبخ كما طلب منه ابنه........


في الدور الأرضي...


بداخل الشقة كانت هدير تضحك رغمًا عنها وهي ترى باقة الزهور الأنيقة للغاية التي كانت موضوعة في كيس بلاستيكي أسود كبير لا يتم وضع الزهور فيه بل القمامة...


هتفت إيناس بارتباك طفيف:


-بطلي ضحك، ما أنا مكنتش عارفة اجي بيه اعمل إيه يعني ده كان الحل الوحيد اللي يخليني ادخل بيه المنطقة واجي هنا...


سألتها هدير الذي استبعدت كليًا أن تكون تلك الباقة من طليقها:


-طب مش ناوية تقوليلي مين اللي جابها، يعني أنا هخلي الورد عندي على الفاضي كده..


ابتسمت لها إيناس بخجل لكنها تحدثت بنبرة مرهقة:


-حد مش متأكدة منه بس صدقيني الموضوع طويل يوم الاجازة هقولك وحور عارفة لو ضغطتي عليها هتبيعني في أول قلم، بس أنا لازم اروح، شكرًا يا هدير..


ردت عليها هدير بتفهم مغمغمة:


-العفو على إيه بس، ربنا يكتر من الورد بس بلاش شنط الزبالة علشان لو اللي جابه شافه محطوط فيها هيتجلط أكيد..


_________________


الواحدة بعد منتصف الليل...


جاء إلى المنزل بعدما اتصل به زهران بأنه يرغب في رؤيته وبعد حديث طويل ومحاضرة تهذيب من زهران أخذ منه الهاتف بعد رفضه الصريح باستقبال هدية كهذه.


لكنه أخذها في النهاية على أن يعطي زهران هدية هدير له..


وضعه دياب أمام شقيقته حور التي سعدت جدًا به، كانت جالسة هي ووالدتها بينما خلدت إيناس هي وأطفالها إلى النوم منذ ساعة تقريبًا...


كانت حور سعيدة بالهاتف جدًا، رغم أنها لم تفكر في تغيير هاتفها من قبل، فـ كان الأمر بالنسبة لها رفاهية في وجود تلك المشاكل والمصاريف، الآن أدركت بأنها بالفعل لم يكن بين يدها هاتف أبدًا....

بل يجب وضعه في القمامة...


تحدثت حُسنية بنبرة هادئة وابتسامة حنونة:


-فيه الخير المعلم زهران..


ذهبت حور بالهاتف إلى الغرفة حتى تضع الهاتف في الشاحن وهي بالفعل سعيدة جدًا...


بعد رحيلها تحدث دياب بنبرة جادة:


-بصراحة مكنتش ناوي أخده ومش عايز أخده بس اعمل إيه بقا..


-عادي يا ابني دي هدية، واكيد هيجي مناسبات وأنت كمان هتردها فيها....


صمت ولم يعقب على حديث والدته فهو مُنهك نفسيًا ومتعب كل يوم لا يستطيع التواصل معها بطريقة طبيعية يؤلمه...


قاطعت والدته حبل أفكاره مغمغمة بنبرة مُرهقة:


-احطلك تأكل يا ابني؟؟ احنا اتعشينا مع بهية تحت.


رد عليها دياب بنبرة عادية:


-لا تسلمي ليا، أنا كلت مع نضال ومش جعان دلوقتي خالص ولو جعت هسخن لنفسي..


-ماشي يا حبيبي أنا هقوم أنام بقا تصبح على خير..


تحدث دياب ببسمة مزيفة:


-وأنتِ من أهل الخير يا امي...


لم تخرج حور من الغرفة التي تنام فيها مع والدتها وظلت بها تعبث في هاتفها الجديد بسعادة وبساطة كانت دومًا أحلامها بسيطة وأي شيء يسعدها...........


بعدما غير دياب ملابسه ثم أخذ حمامه وجلس على الأريكة....


فتح الحساب المزيف الذي صنعه من أجل مراقبتها، يراقبها على مواقع التواصل الاجتماعي وجد نشاطها قليل جدًا حتى المقاطع التي تقوم بتنزيلها يبدو عليها الحزن لم تعد ملامحها طفولية وسعيدة كما كانت....


الشيء الوحيد الذي لم يستطع مراقبتها فيه حساب "الفيس بوك" كان خاص ومغلق لا يطلع عليه إلا الأصدقاء...


استطاع منذ عدة أيام فتحه من هاتف شقيقته حور أثناء وجودها في الحمام وجدها لم تقم بتنزيل أو مشاركة شيء منذ هذا اليوم!!!!


تنهد بانزعاج...

لقد اشتاق لها حد الجنون....

لماذا أموره معقدة إلى تلك الدرجة؟؟.

ولماذا أصبحت مشاعره عميقة تجاهها..

متى حدث هذا كله؟!!!!!!!!


وجدها قد قامت بتنزيل مقطع تعلن عن تواجدها في "event" تبع أحدى الشركات التجميلية في مول تجاري ما.......


______________


في اليوم التالي...


تجلس إيناس على مقعدها بجوار زميلاتها تقوم بعملها بطريقة روتينية، تجيب على الهاتف وتقول...


-ماشي، هدخلك مدام بسمة دلوقتي...


ثم تنادي على اسم المريضة وتخبرها هكذا أستمر  الأمر  إلى أن صدع صوت هاتفها الشخصي وكان المتصل هو شقيقها فأجابت:


-الو يا دياب...


جاءها صوت دياب:


-إيه الاخبار عاملة إيه؟!.


ردت عليه بهدوء ونبرة منخفضة نسبيًا:


-الحمدلله؛ هو في حاجة ولا إيه؟..


كان رده عليها:


-لا، أصلك نمتي بدري قبل ما ارجع والمفروض النهاردة كنتي هتروحي لامك وحور عند خالتك بعد الشغل زي ما كنت متفق معاكي أننا هنجيب ليها الموبايل مفاجأة، بس امبارح عم زهران جاب ليها موبايل هدية علشان نجاحها واديتهولها...


-خلاص تمام...


سمعته يخبرها باهتمام شديد:


-اسمعيني كويس، هبعتلك مبلغ كده انستا باي، خدي امك وخالتك واختك وعيالك اتغدوا برا وهاتوا لبس وحاجات ليكي ولأمك ولـ حور، أنتِ عارفة هدومها كلها عايزة تترمي واتهلكت...


ابتلع ريقه ثم سمعته يسترسل حديثه:


- فرحيها وهاتي اللي نفسها فيه متركزيش في الفلوس ولا حاجة اصرفي اللي هبعته ليكي كله أنا مش عايزهم، وابقى اطلبوا حاجة تجيبكم لغايت هنا عشان متتبهدلوش بالعيال والشنط، متسمعيش كلام أمك لو فضلت تقولك غالي أو وفري، متعوا نفسكم...


ابتسمت بسعادة، شقيقها لن يتوقف أن يبهرها، بتحمله المسؤولية وأن يكونوا هم الأولوية له دائمًا:


-ماشي يا حبيبي تسلم ربنا يخليك لينا يارب بس أنا مش عايزة كفايا حور وماما......


قاطعها دياب بانزعاج:


-متخلنيش أعيد كلامي، متعوا نفسكم وهاتوا كلكم اللي نفسكم فيه..


أردفت إيناس بهدوء:


-طيب أنا عموما خلاص قربت امشي، اول ما اخلص هتصل بيك وأقولك إني في الطريق ليهم..


-ماشي لما يوصلك الفلوس ابعتيلي رسالة علشان أعرف..


-حاضر...


هكذا انتهت المكالمة بينها وبين شقيقها، والبسمة لا تفارق ثغرها، لكنها اختفت وهي تسمع صوت رغم اختفائه عنها منذ مدة  إلا أنها تعرفه جيدًا، فرفعت وجهها بصدمة وهي تسمع صوت أحلام:


-إيناس أنتِ بتعملي إيه هنا؟!

لو وصلتم لغايت هنا دمتم بألف خير ونتقابل في فصل جديد ان شاء الله❤️❤️

متنسوش الفوت والكومنت وترفعوا ريتش الرواية...

❤️❤️❤️ تابعوووووووني 



بداية الروايه من هنا



رواية نار الحب كامله من هنا



رواية الطفله والوحش كامله من هنا


رواية منعطف خطر كامله من هنا


رواية فلانتيمو كامله من هنا


رواية جحيم الغيره كامله من هنا



رواية مابين الضلوع كامله من هنا


رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا


رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا



الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close