رواية جحيم الغيره البارت التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرون بقلم الكاتبه أماني سيد حصريه وجديده
رواية جحيم الغيره البارت التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرون بقلم الكاتبه أماني سيد حصريه وجديده
دخلت ابتهال العمارة الجديدة، خطواتها مترددة كأنها داخلة على حياة مش عارفة تبدأها منين.
كان الباب مفتوح، وصوت العمال واضح… كراتين، ومناورات نقل، وصوت رجل بيصرخ:
ـ خلي بالك من المرايا دي!
دخلت، شافت عمران واقف وسطهم، عرقان، لابس تيشيرت سادة وبنطلون رياضي، لكنه بيتصرف كأنه صاحب البيت، مش مجرد مساعد.
لما لمحها، سكت للحظة، ثم قال:
ـ اتأخرتى ليه؟
ـ كان عندى شغل متأخر بسبب الاجازه وصعب أعرف اخد اجازه تانيه هيطردونى وقتها
متنساش انى دى مصالح ناس ترضى حد يعطلك مصالحك
ـ لأ طبعاً... غلبتينى فى الكلام
نظرت ابتهال حوالينها
ووجدت الشقه اصبحت مقلوبه رأساً على عقب
كيف ستتمكن من فرشها بمفردها ؟؟
هى تحتاج لشهر حتى تستطيع أن تنظمها
ـ سرحانه فى ايه مالك ؟؟
قالها عمران بابتسامة خفيفة، وهو بيستقبل عفش الغرفه القديمه فهو قد تخلص من غرفتها القديمه واشترى لها واحده جديده
نظرت ابتهال لتلك الغرفه الجديده باستغراب
ـ دى مش الاوضه بتاعتى انت مجبتهاش
ـ روحت اجبها لقتها قديمه ودايبه بعتها وجبتلك مكانها واحده جديده
ـ طيب مش تاخد رأيى افرض مش معايا فلوس أكمل
ـ اعتبريها سلف وبعدين ماتقلقيش انا تاجر شاطر ودفعت فرق بسيط
الاوض الجديده لقيت سعرها حلو اوى تقريبا مقارب لسعر اوضتك القديمه
اقتربت ابتهال من الغرفه الجديده وقامت بالكشف عليها ثم نظرت له بقله حيله وسخريه
ـ لا طلعت شاطر فعلا الاوضه القديمه بتاعتى خشبها ارو دى mdf
- يعنى ايه
ـ يعنى ورق 😬😬
ـ قصدك ايه
ـ قصدى انك اتضحك عليك 😁😁 ماتبقاش تعمل شاطر تانى
صمت عمران واقترب من الغرفه يعاينها من قرب ووجد ابتهال محقه
ـ خلاص وقت ما نفرش شقتنا هسيبك انتى تنقى الخشب وكل حاجه على ذوقك طلعتى شاطره بس انتى عرفتى الحاجات دى ازاى
ـ من صحابى وقت ماكانوا بيجهزوا كنت بنزل معاهم اساعدهم وكده ...... وبعدين استنى مين قالك انى وافقت عليك
ـ قلبى يا قلبى اللى قالى وكاد أن يقترب منها حتى يناكشها لكن
قطع اللحظة عامل بينادي من البلكونة:
ـ يا باشا، التلاجة مش داخلة من الباب دا!
ـ هنطلعها من البلكونه … استنوا شوية!
بصت ابتهال لعمران وقالت:
ـ يلا اتصرف على ما ارص الهدوم جوه الدولاب على الأقل اخلص من حاجه
دخلت ابتهال أوضتها الجديدة، قفلت الباب وراها، ووقفت لحظة تبص حوالينها…
الدولاب لسه فاضى، والستارة متعلقة نص تعليق، والمرتبة موجوده على السرير بشكل عشوائي.
فتحت الشنطه اللى فيها الفرش
وعدلت المرتبه وفرشتها وبعد كده علقت الستاره ... وبدأت ترصّها جوه الدولاب، واحدة واحدة، وهي بتكلّم نفسها:
ـ ده مش بيت… دى ورشة شغل.
فجأة سمعِت خبطة خفيفة على الباب:
ـ ممكن أدخل؟
ـ ادخل
دخل عمران وهو شايل زجاجة مية وعلبة عصير ووجبه طعام
ـ جبنا حاجه ساقعة، وغدا انا جوعت جدا واكيد انتى كمان جعتى
ـ شكرا يا عمران انا هموت من الجوع
وشكرا على تعبك وواقفتك مع العمال انهارده وأنك سبت شغلك عشانى
سكتوا لحظة… وبعدين قال:
ـ ماتشكرنيش على واجبى معاكى يا ابتهال بالعكس .... انا اللى أشكرك إنك وثقتى فيا مره تانيه وسماحتيلى انى اساعدك
حاول عمران أن يغير الحديث
ـ يلا ناكل بقى ونكمل بعدين
جلسوا سويا ليتناولوا طعامهم وترحوا باب الغرفه مفتوح
نظر عمران حوله وعلى ترتيب ابتهال لغرفتهت
ـ شكلك بتعرفى ترتبى .
ـ أيوه… أنا اتعلمت اعتمد على نفسى من سنين،
ـ انسى السنين اللى عدت وخلينا فى بدايتك الجديدة
ـ يعنى خلاص؟ دى بداية جديدة؟
ـ آه… من غير ماضى، من غير حمل، من غير حد يحملك فوق طاقتك
ـ عندك حق .... خلص بقى اكل بسرعه عشان تلحق تخلص
انتهوا من طعامهم وعادت ابتهال لرص دولابها مره اخرى وذهب عمران ليقف مع العمال ليكملوا نصب الاثاث
كان الهدوء غريب فى بيت ابتسام.
أوضة ابتهال فاضية، والصالة فيها صوت التليفزيون شغال على مفيش.
فردوس قاعدة على الكنبة، بتقلب فى موبايلها بعصبية،
وابتسام قاعدة على الكرسى المقابل، باصه للفراغ
قطعت فردوس الصمت فجأة:
ـ يعنى عمران يسيب شغله وينقل عفشها بنفسه؟
ابتسام بصّت لها بحذر:
ـ هو كان بيساعدها وخلاص
ـ مساعده إيه؟! واحد وواحده فى شقه لواحدهم يبقى بيساعدها فى ايه
ـ فردوس كفاية بقى الكلام ده ، عيب كده انتى
البارت على صفحتى التانيه
البارت العشرون
فى اليوم التالى لعزال ابتهال كان يوم اجازه وقرر بعض اصدقائها المقربين ان يذهبوا ويساعدوها فى فرش منزلها الجديد
ظلت ابتهال طوال الليل تفرش غرفتها وتضع اشيائها فى اماكنها إلى أن شعرت بارهاق شديد وخلدت فى نوم عميق لليوم التالى إلى أن قرر اصدقائها أن يذهبوا اليها ويساعدوها
وفى منزل ابتسام اتصلت بعمران والحت عليه أن يأخذها لمنزل ابتهال
تحت ضغط من ابتسام قرر عمران أن ياخذها ولكن أتصل بوفاء أولا واخبرته أن يجعلها تذهب
مر عمران على منزل ابتسام وجدها جالسه تنتظره اخذها وتوجهوا لمنزل ابتهال
فى منزل ابتهال كان الجميع منشغل
أتت منى صديقتها المقربه وقررت أن تساعدها فى فرش المطبخ
والاخريات الصاله ومساعده منى فى المطبخ
وتركت ابتهال الغرفه الثانيه فارفه هى اكتفت فقط بالاساسيات التى تحتاجها
وصلت ابتسام برفقه عمران لمنزل ابتهال ووجدت أصوات ضحك آتيه من شقتها
طرقت ابتسام على الباب وفتحت لها إحدى اصدقاء ابتهال
ـ مين حضراتكم
ـ انا ابتسام مامت ابتهال وده عمران ابن عمها
ـ أهلا يا طنط اتفضلى
دخلت ابتسام وتركت عمران خارج المنزل حتى تنبه باقى الفتيات وجدت ابتهال تمزح مع اصدقائها
لأول مرة ترى ابتسام الابتسامه على وجهه ابنتها
وقفت ابتسام فى منتصف الصالة تنظر حولها…
تشعر انها غريبه
ضحك، حكايات متداخلة، وأصدقاء بيحاولوا يخلقوا فرحة وسط شقة لسه ما دبتش فيها روح.
كانت ابتهال واقفة جنب منى، بتضحك من قلبها وهى بتحكى موقف حصل لهم أيام الجامعة.
وفجأة لمحت والدتها…
سكتت لحظة، نظراتهم تقابلت…
لكنها ما قالتش حاجة،
مش عارفه تعمل ايه .
شعرب منى بالتوتر الذى بدأ يظهر عليهم
و اقتربت من ابتسام بابتسامة خفيفة:
ـ حضرتك أم ابتهال؟
ـ أيوه…
ـ أهلا يا طنط إحنا اول مره نشوف حضرتك انا منى صاحبه ابتهال من ايام الجماعه ودول اصدقائنا وبدأت تعرفهم على المتواجدين
ـ اتفضلى اقعدى يا طنط تشربى ايه .
شعرت ابتسام انها غريبه بجوار ابنتها
من المفترض أن يكون ذلك دورها أن تسالهم ماذا يشربون وليس العكس
حاولت فتح جو من الافله
ـ لا يا حبيبتى أنا مش هشرب انا جايه اساعدكم ...
ايه رايكم هعزمكم انهارده على الغدا
اجابتها منى
ـ شكرا يا طنط انا ماما هتجهز الغدا وهتبعته مع اختى لما يخلص ...
إحنا بيتنا قريب من هنا وماما بتحب ابتهال وهى عامله الاكل اللى بنحبه
البارت العشرون بدون لينك
البارت العشرون بدون لينك
فى اليوم التالى لعزال ابتهال كان يوم اجازه وقرر بعض اصدقائها المقربين ان يذهبوا ويساعدوها فى فرش منزلها الجديد
ظلت ابتهال طوال الليل تفرش غرفتها وتضع اشيائها فى اماكنها إلى أن شعرت بارهاق شديد وخلدت فى نوم عميق لليوم التالى إلى أن قرر اصدقائها أن يذهبوا اليها ويساعدوها
وفى منزل ابتسام اتصلت بعمران والحت عليه أن يأخذها لمنزل ابتهال
تحت ضغط من ابتسام قرر عمران أن ياخذها ولكن أتصل بوفاء أولا واخبرته أن يجعلها تذهب
مر عمران على منزل ابتسام وجدها جالسه تنتظره اخذها وتوجهوا لمنزل ابتهال
فى منزل ابتهال كان الجميع منشغل
أتت منى صديقتها المقربه وقررت أن تساعدها فى فرش المطبخ
والاخريات الصاله ومساعده منى فى المطبخ
وتركت ابتهال الغرفه الثانيه فارفه هى اكتفت فقط بالاساسيات التى تحتاجها
وصلت ابتسام برفقه عمران لمنزل ابتهال ووجدت أصوات ضحك آتيه من شقتها
طرقت ابتسام على الباب وفتحت لها إحدى اصدقاء ابتهال
ـ مين حضراتكم
ـ انا ابتسام مامت ابتهال وده عمران ابن عمها
ـ أهلا يا طنط اتفضلى
دخلت ابتسام وتركت عمران خارج المنزل حتى تنبه باقى الفتيات وجدت ابتهال تمزح مع اصدقائها
لأول مرة ترى ابتسام الابتسامه على وجهه ابنتها
وقفت ابتسام فى منتصف الصالة تنظر حولها…
تشعر انها غريبه
ضحك، حكايات متداخلة، وأصدقاء بيحاولوا يخلقوا فرحة وسط شقة لسه ما دبتش فيها روح.
كانت ابتهال واقفة جنب منى، بتضحك من قلبها وهى بتحكى موقف حصل لهم أيام الجامعة.
وفجأة لمحت والدتها…
سكتت لحظة، نظراتهم تقابلت…
لكنها ما قالتش حاجة،
مش عارفه تعمل ايه .
شعرب منى بالتوتر الذى بدأ يظهر عليهم
و اقتربت من ابتسام بابتسامة خفيفة:
ـ حضرتك أم ابتهال؟
ـ أيوه…
ـ أهلا يا طنط إحنا اول مره نشوف حضرتك انا منى صاحبه ابتهال من ايام الجماعه ودول اصدقائنا وبدأت تعرفهم على المتواجدين
ـ اتفضلى اقعدى يا طنط تشربى ايه .
شعرت ابتسام انها غريبه بجوار ابنتها
من المفترض أن يكون ذلك دورها أن تسالهم ماذا يشربون وليس العكس
حاولت فتح جو من الافله
ـ لا يا حبيبتى أنا مش هشرب انا جايه اساعدكم ...
ايه رايكم هعزمكم انهارده على الغدا
اجابتها منى
ـ شكرا يا طنط انا ماما هتجهز الغدا وهتبعته مع اختى لما يخلص ...
إحنا بيتنا قريب من هنا وماما بتحب ابتهال وهى عامله الاكل اللى بنحبه
ثم نظرت لباقى البنات
ـ يلا يا بنات احنا كده مش هنخلص انهارده يلا ماما عملتلكم محشى اللى مش هتخلص مش هتاكل معانا
بدأ البنات فى المزاح مره اخرى وبدأوا يسرعوا فى عملهم حتى ينتهوا فى اقرب وقت
اجابت احدى صديقات ابتهال
ـ بقولكم ايه احنا سايبين عيالنا مع اهالينا عشان نقعد براحتنا وننبسط عايزين نخاص بسرعه عشان نلحق نقعد مع بعض شويه
بدأو البنات فى المزاح وكلا منهم ذهبت لتكمل عملها
كانت تنظر لهم ابتسام لا تعلم ماذا تفعل أو من هم هؤلاء الاصدقاء من منهم من يحب ابنتها حقا ومن يتظاهر لم تستطع أن تصبح لها أما تنصحها فى مراهقتها كما كانت تفعل مع فردوس ...
تذكرت وجود عمران ووقوفه خارج الباب
خرجت له ابتسام وطلب منه ان يوصلها لمكان تجلب منه بعض الحلوى والمشروبات
وبالفعل ذهبت ابتسام برفقه عمران واشترت تورته كبيره وبعض المشاريب الغازيه
وعادت لمنزل ابتهال وطلبت من عمران أن يذهب وشكرته ...
ولكن عمران صعد معها وتحدث مع ابتهال وسالها إذا احتاجت شئ وتركها حتى تظل براحتها مع اصدقائها
ظل الجميع يعمل على قدم وساق الى أن انتهوا وحاولت ابتسام الاشتراك معهم فى احاديثهم وظلت تسالهم كيف عرفوا ابتهال
واخبروها أن ابتهال صديقه قديمه لهم من ايام الدراسه وقبلها من ايام الثانويه و أن مساعدتهم لها جزء مما فعلته معهم ابتهال فهى كانت تقف مع الجميع ولا تبخل بمساعده أحد منهم
ووجودهم اليوم معها جزء من رد جميلها اليهم
انتهوا اخيرا من تنظيف وتنظيم المنزل وأتت اخت منى ومعها الطعام الذى احضرته والدتها
وبعد الانتهاء من الطعام احضرت ابتسام الكعكه التى جلبتها وظلت تتحدث مع ابتهال واصدقائها واندمجت معهم فى الحديث واكتشفت انها لا تعلم شيئا عن ابنتها
مر اليوم سريعا وانصرف البنات وظلت ابتسام جالسه مع ابتهال
وساد الصمت فى المكان
ـ ابتهال انا لاحظت إن فى اوضه واحده بس مفروشه
ـ أه انا جبت حاجات بسيطه وافرشها بقى بعدين
ـ طيب انا هبات فين
نظرت لها ابتهال بتعجب فهى ظنت انها ستنصرف أو سيأتى عمران ليوصلها مره اخرى
ـ نامى فى الاوضه وانا هبات فى الصاله
ـ طيب ما نبات انا وانتى فى الاوضه هو عيب انا مش غريبه انا مامتك .
نظرت لها ابتهال للحظات…
نظرة فيها اندهاش،
كانت بتحاول تفهم، هل فعلاً والدتها عايزة تقرب؟
ولا دي لحظة عابرة من لحظات الندم اللي بتيجي وبتروح؟
تنهدت وقالت بهدوء:
ـ لا يا ماما… مش عيب…
بس يمكن أنا اللي مش متعودة.
ـ متعودة على إيه؟
ـ متعودة أنام لوحدي
ـ معلش استحملينى انهارده بقى كان يوم مرهق وطويل وماتخافيش انا مابتحركش وانا نايمه
اماءت ابتهال رأسها لا تعلم ماذا تفعل فوالدتها تحاول اقتحام حياتها
خلدت ابتسام وابتهال على السرير ولم تستطع ابتهال النوم عكس ابتسام فاخذت احد الاغطيه وخرجت لتنام فى الصاله
و أثناء خروجها وجدت اتصالا من عمران ،
ابتسمت ابتهال واجابت عليه
ـ ألو عمران
ـ روح عمران وقلبه
ـ عمران لو سمحت ماينفعش كده وبعدين عيب على سنك
ـ ماله سنى 😅😅 يسمح على فكره انتى بس اللى مكسوفه بزيادة بس معلش بكره تتعودى
ـ أنت متأكد إنك دكتور
ـ اه وبعد بكره افتتاح العياده ولازم تكونى موجوده عشان اعرفك على زمايلى
ـ حاضر زى ماوقفت جمبى لازم اقف جمبك
ـ لا يا ابتهال ماينفعش يبقى وجودك معايا رد جميل ...
انا ماليش جمايل عليكى عشان ترديها
انا عايزك جمبى بصفتك حبيبتي وخطبتى وبنت عمرى وشركتى ومراتى المستقبيله اللى ببنى حياتى ونجاحى معاها خطوه بخطوه وحابب انها تكون حاضر كل نجاح بعمله
ابتسمت ابتهال بخجل، وهي لا تزال تمسك بالهاتف في يدها كأنها تخشى أن تهرب منه الكلمات التي قالها منذ لحظات.
حديثه لم يكن فقط كلمات،
كان دفء ناعم تسلل بين ضلوعها،
دغدغة رقيقة مست حياءها الأنثوي، وأربكت سكونها.
لم تكن معتادة على هذا النوع من الاهتمام،
كلامه اخترق كل الجدران التي بنتها حول نفسها،
ولمسها من الداخل…
لمسة لم تكن خادشة، بل حنونة… مطمئنة… ومُربكة في ذات الوقت.
كل حرف خرج منه كان كأنّه بيت له مكان خاص في صدرها،
وصوته…
كان أشبه بموسيقى بطيئة تُعزف على وتر قلبها المنكمش،
فجعلته ينبض على إيقاع جديد… إيقاع فيه نبض اسمه "أنثى مرغوبة… ومحبوبة".
انهت المكالمه بخجل من ذلك الحديث
نظرت لوجهها في مرآة امامها ،
ورأت بنتًا جديدة تولد من قلب الخجل،
وعيونًا تتألق بشيءٍ يشبه الاعتراف الخفي…
اعتراف لا يُقال… لكن الدمعة الصغيرة اللي لمعت في زاوية عينها كانت شاهده عليه.
دمعه سعاده وفرح وليست دمعه حزن
فى اليوم التالى
استيقظت ابتسام اولا ووجدت ابتهال تنام فى الصاله
دخلت المطبخ ووجدت يعض الاساسيات غير متواجده
ذهبت لتشترى بعض الاطعمه والشاى ومستلزمات الطعام لتضعها فى منزلها الجديد
بالرغم أن منزل ابتهال صغير عكس منزلها
إلا انه كان مريح وذلك الاثاث البسيط جعله اكثر راحه
فهو فقط عباره عن غرفتين صغيرتين ومطبخ وصاله
وضعت ابتهال ركنه فى الصاله والمطبخ ليس به كثيراً من الاشياء يكاد يكون فارغاً فقط احضرت به المستلزمات الأساسية وغرفه نومها وغرفه اخرى فارغه
انتهت ابتسام من شراء بعض الاشياء وعادت للمنزل وقامت بتحضير الطعام ووضعته على الطاوله الصغيره أمام الركنه التى تنام عليها ابتهال وقامت بإيقاظ ابتهال لتأكل معها
استيقظت ابتهال واستغربت من تصرف والدتها
تناولوا الفطور فى جو هادئ وبعدها دخلت ابتهال المطبخ وجدت تلك الاشياء التى جلبتها والدتها
خرجت لها مره اخرى لا تعلم بما تناديها
فقررت الدخول فورا في الحديث
ـ هو حضرتك اشتريتى الحاجه دى امته
ـ وانتى نايمه نزلت اشترتها وجيت
ـ طيب حسابها كام
ـ نعم
ـ حضرتك جبتى حاجات فى بيتى طبيعى اسالك حسابها
ـ أنا امك لو ناسيه
ـ انا متعوده على كده مش هعرف اخدهم
ـ لا يا ابتهال اتعودى على كده مافيش بنت بتدى فلوس لانها المفروض العكس لو احتاجت حاجه انا اللى اديكى
قطع صوت حديثهم اتصال فردوس بوالدتها وطلبت منها أن تأتى لتجلس مع ابنائها حتى تذهب لوفاء
ـ حاضر جايه مش هتاخر اجهزى انتى عشان لما اجى تنزلى على طول
ـ ابتهال انا ماشيه دلوقتي لكن هاجى تانى والكلام اللى قولتيه من شويه ده مش عايزه اسمعه تانى
كلدت أن تعترض ابتهال مره اخرى ولكن تركتها ابتسام ورحلت
فى منزل فردوس كانت متردده فى الذهاب لوفاء تفكر الف مره
هل تذهب وتفعل كما فعلت ابتهال هل ستساعدها وفاء أن تتغير كما ساعدت ابتهال
انهت ذلك الصراع بقراراها بالذهاب لوفاء
اتت والدتها وتركت فردوس معها ابنائها وذهبت لوفاء كما اتفقت معها امس عندما اتصلت بها ....
فعندما
تركتها والدتها وذهبت لابتهال بدأت تشعر فردوس بالخوف من ضياع كل شئ من يدها وظنت أن والدتها ممكن أن تتخلى عنها
فقررت الذهاب لوفاء لعلى تساعدها أن يعود إليها كل شىء كما فى السابق
دخلت فردوس العياده واستقبلتها وفاء وكانت ترى التردد في عينيها
دخلوا الغرفة الخاصة بالكشف
جلست وفاء على مكتبها وكانت امامها فردوس
ـ ازيك يا فردوس عامله ايه
ـ الحمد لله بخير
ـ انا مبسوطه انك جتيلى انهارده ...
ومش هسالك عن السبب اللى خلاكى تيجى طالما جيتى يبقى اكيد انتى محتاجه تتكلمى مع حد صح
ـ لأ مش كده .... انا جيت عشان حاسه انى تايهه وكل حاجه بتروح منى
ـ إزاى
ـ جوزى راح وماما حاليا بتقرب من ابتهال ولو ماما راحت انا مش هلاقى حد جمبى
صمتت وفاء تركت لفردوس المجال للحديث فهى من البداية تريدها هى لانها هى من تحتاج للمساعده
ـ فردوس اننى مكنش ليكى اصدقاء وانتى صغيره
ـ لأ
ـ ليه ؟؟؟ احكى يا فردوس وأنا سمعاكى ماتقلقيش كلامنا مش هيطلع بره الاوضه دى
ـ وأنا صغيره ماما وبابا كانوا بيخافوا عليه أوى مكنوش بيخلونى العب مع حد بيخافوا حد يذقنى او يضربى او يضايقنى
حتى ابتهال كان بينى وبينها حاجز دايما زيها زى باقى قريبنا
كبرت وخفيت بس هما مش شايفنى بكبر ولا بخف
كانوا قريبنا بيجوا يزورونا ومعاهم ابتهال كنت بشوف ازاى ابتهال بتلعب معاهم وتتفاعل معاهم
عكسى اللى مكنش ليه صحاب بسبب خوف أهلى
اتملمنى شعور أنى عايزه ابقى مكان ابتهال زيها
عايزه صحابها عايزه قرايبنا عمامى وعمتى وتيتا يحبونى زيها
ـ بس انتى كنتى بتتمتعى بحب باباكى ومامتك عكس ابتهال
باباكى ومامتك كانوا بيحبوكى عشان كده بيعاملوكى بالطريقه دي
انما ابتهال كانوا بيشفقوا عليها وهى كانت بتحس بده
وفى فرق كبير بين الحب والشفقه
الحب بيكون مستمر مدى الحياه انما الشفقه وقت وبتروح والدليل فين عمتك دلوقتي ؟؟؟
حتى عمك بيحب ابتهال وبيشفق عليها وبيعتبرها زى بنته
بس ..... عمرها ما هتكون فى مكانه بنته
كملى انا عايزاكى تطلعى كل اللى جواكى انا سمعاكى ومش هقاطعك
بعد ما كبرت جت ابتهال تعيش معانا بعد وفاه تيتا
وقتها حسيت انى ممكن اكون زيها وقرايبنا يحبونى زيها
بما فيهم عمران
ـ وقدرتى تعملى كده
ـ فى الأول قدرت وانا وعمران بقينا اصدقاء حتى مرات عمى لاحظت اننا قريبين من بعض وبدأت تلمح بارتباط وماما كانت بتشجعها وبابا كان عمى لأ عشان هو بيحب ابتهال أكتر وعايز يجوزها عمران
ـ طيب عمران عمل ايه
ـ بعد عنى وبعدها سافر
ـ فردوس انتى بتحبى ابتهال ؟؟ طيب بلاش عايزاكى تحكيلى من الاول خالص من بدايه طفولتك كل حاجه بالترتيب ممكن وانا هسمعك مش هقاطعك تانى والمره دى بجد ؟؟
ياترى فردوس هتقول ايه
وهل تلك الاسئله والاجابات العشوائية هتساعد وفاء تعرف الماضى بشكل صحيح وبعيون فردوس
البارت الحادى والعشرون
كانت فردوس تجلس فى غرفة الكشف ومُترددة…
تشعر بتوهان… لا تعلم من أين تبدأ.
تحاول ترفع عينيها، لكن في حاجة تقيلة جواها بتشدها لتحت.
إزاي ممكن تشرح اللي عمرها ما فهمته؟
وإزاي تحكي عن شئ جواها هى متعوده بدون شرح او طلب الحاجه تكون عندها ...
كل اللي جواها متلخبط… كأنها داخلة أوضة مليانة تراب، وكل ما تبدأ ترتب مكان تروح لغيره من غير ماتكمله
وبعدها الكركبه ذادت
شعرت وفاء بذلك التوهان فبدأت بسؤالها عن طفولتها
سألتها وفاء بهدوء:
ـ احكيلي عن طفولتك… كنتي بتحبي إيه؟
كنتِ شايفة نفسك إزاي؟
سؤال بسيط…
بس وقع في قلب فردوس زي حجر تقيل اتحدف على سطح ميّة راكدة.
طفولتي؟!
يعني أبدأ من فين؟
من وأنا ماسكة لعبة وشايفة ابتهال قاعدة في الركن، مش لاقية لعبة ليها؟
ولا من أول مرة قلت لماما إنها ضربتني، وهي ما كانتش عملت حاجة؟
ولا من نظرة الرضا اللي كانت ماما بتدهالي لما أبكي علشان هي قربت منها شوية؟
أنا اتربيت على إني "الأهم"
اللي لازم تتحب
اللي لو زعلِت، الكل يتعاقب
واللي لو ابتسمت، الكل يتهنى
أنا كنت البطلة في الفيلم
وهي الكومبارس اللي ميهمش حتى وجوده
وفاء كررت السؤال بنبرة أهدى:
ـ بتحسي إنك كنتي مميزة؟
أيوه… وكنت بفتخر بده…
بس كمان…
كنت بخاف
أخاف إن اللحظة اللي ابتهال تاخد فيها نفس، تاخدني معاها للظل
أخاف إنها لو نجحت، تبقى أحسن مني
لو اتكلمت… يسمعوها، ويسكتوني
تابعووووووني