القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أسير العشق الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم نور ناصر حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية أسير العشق الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم نور ناصر حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية أسير العشق الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم نور ناصر حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


مفيش عروسه بتكون منغير ورد يوم فرحها قالها بابتسامه ولابس بدلته السوده الانيقه

اسير-عروسه؟!! آدم... أنا مش فاهمه اى حاجه، اى الى بيحصل

-مش واضح اى اكتر من كده

نظرت له قرب منها اكمل

 - النهارده فرحنا

مسك ايدها وخرج علبه من جيبه نظرت له وفجأه كشف عن الخاتم الى جوه نظرت له اسير بشده مد ايده ليها قال

-اسير، تقبلى تتجوزينى

بتقف وسط ذهول مش قادره تشيل عينها من علبه ولا قادره تفهم الى عمله، كانت الناس بصالهم حتى الموظفين الى فى الفندق

اسير قالت- احنا متجوزين

- وبنتجوز تانى بس زى اى اتنين بيحبو بعض... ممكن ايدك

نظرت له والى الخاتم مكنش دهب كان مرصع بحجر بسيط غالى وشكله جميله جدا الى اصدمها انه يكون ماس ولو حجر ضئيل

  قالت-جبته منين

-ده خاتم جوازنا

لابسهولها قدام الناس اجمع بتسيل دمعه من عينها نظر إليها بشده ومسحلها قال

-لى كده

-انت خططت لكل ده، ازاى.. وامتى.. وفين...أنا..

-انا بحبك

نظرت له قبل يدها برقه وحب لينبض قلبها وتنظر إليه ليبتسم إليها ابتسمت بعدم تصديق من ما يحدث

ادم-يلا، ورانا بوم طويل... جاهزه

: لايه يا ادم

-للجواز الحقيقى

كان قلبها مس قادر يسعها كان الصدمات كتير عليه بصا لعينه وسط كلامه

ادم-النهارده يومنا يا اسير، فرحنا الحقيقى بيبتدى، الى فات كانت ظروف ودلوقتى اختيار... انا بختارك زوجتى قدام الدنيا كلها

-ادم..... انا

ابتسم وهو ينظر لها من سعادتها الى مش عارفه تعبر عنها

ادم- يلا عشان منتأخرش على الفرج

مسكت ايده بثقه وعينها لمعانه بيه مشيت معاه فتحلها العربيه ركبت وتبعها ادم صفق الناس لهم بابتسامه وكانهم يهنئوهم، انطلق السائق بالسياره فورا بعد عج المكان بالضوضاء على هذان الثنائى الرائع

بصيت اسير لسواق وبصيت لادم قالت- سواق خاص كمان

-ده بس الى لاحظتيه

بص لسواق اومأ إليه وداس على زرار فتح السقف من فوق بصيت اسير بصدمه لتجد ان الهواء بدأ يطيح بها بصيت لادم بشده الى ابتسم وسحبها ليه ابتسم إليها قال

-خليكى قريبه منى

ابتسمت وهى ماسكة طرف الفستان بإيد، والتانية ماسكه في إيده، والعربية ماشية وسط الشوارع ملفته للنظر… الناس بتبص عليهم، ووشوشهم بتضحك


وفجأة عربية جنبهم بتزمر، ست من الشباك تصرخ بفرحة: – ألف مبروووووووك يا عرايس!!


وزغروطة مدوّية خرّجتها من جوّا قلبها، خلت أسير تضحك بصوت عالي، وهي بتخبي وشها ف كفوفها.


آدم بص لها وقال وهو بيضحك: –والله انتى أول واحدة تباركلنا

قال راجل- احلى زفه اهو

وبقا حاطط ايده على الزماره ووهو ماشي يزفه معاه واسير ماسكه نفسها من الضحك من الى بيحصل

قال ادم-لسا الطريق طويا

بتنطلق السياره لمكانهم المتحدد بتكون اسير هتنزل وقفها ادم قال-خليكى قاعده

نظرت له لقيت بينزل ويلفلها ويفتحها الباب زى الاميره ضحكت ومسكت إيده ومشيت معاه بتلاقيها ف مكان جميل، جنينة كبيرة مليانة ورد أبيض، في نصها ترابيزة صغيرة متزينة بشمع، وفراشة فوقهم بتطير

اسير-احنا فين

لقيت بنت واقفه  جاهزه، شايل الكاميرا، أول ما شافتهم قالت: – أخيرًا وصلتوا

اسير-انتى مصوره

-اه، عايزاك تستنى الصور على أحر من الجمر انا مشهوره ع فكره

نظرت اسير إلى ادم قالت- مصوره لى؟!

-سيشن جوازنا، المفروض انك البنت والى تزنى عليا بيه مش تتفاجأ

-انا مفيش عقل افهم الأحداث الى انا فيها

-يمكن عشان فاجئتك بس كل ده كان حقك الى بيحصل  اقل مم المفروض يتعملك

نظرت له فى كلتا اعينه قالت- متقولش اقل

نظرت لهم الصوره من شكلهم خدتلهم صوره ابتسمت قالت

-تحفه، ممكن تيجى على الشمال يا استاذ ادم

وقف على شمالها قربت منه واخبرته ما عليه أن يفعله وتلتقط له صورا ولا اروع، كانت التقاطهم مليئه بلابتسامه والحب، واسير تحتضن وجهه بكفيها وتقربه منه وهى تنظر لاعينه، وفجأه حملها نظرت له بصدمه ضحكت المصوره والتقطتها لهم فورا

ابتدوا يتصوّروا… صورة وهو بيحضنها من ضهرها وسط الشجر، واحدة وهو بيبوس إيدها، واحدة وهي بتضحك بصوتها العالي وهو بيهمس في ودنها كلام مش مفهوم…

صورة وهي بتبص له كأنها شايفة الدنيا كلها جواه.


الصبح بدري، الساعة كانت قربت على ١٠…

عبير خارجة من أوضتها، لابسة روب بيت بسيط، بتكون جهزت الفطار واسير نلا آدم لسا نزلو


عبير (وهي بتنده بصوت عالي):

– آدم؟

(سكتت لحظة)

– أسيررر؟


مفيش رد.

راحت عل. فوق خبطت على الباب محدش بيرد استفربت لانهم بيصحو بدرى عسان شغل ادم استغربت جدا معقول يكونو مش جوه


عبير 

– يا رب خير… هما فين دول؟!


بتنزل في اللحظة دي، بيخرج عاصم من أوضته، لابس بيچام:


– في إيه يا ماما؟

– آدم وأسير مش فوق

-مش فوق ازاي يعنى؟!

- طلعت خبطت عليهم محدش بيرد، مفيش أي صوت من بدري… ولا حتى فطار، ولا قهوة


عاصم (باستغراب):

– يعني إيه مش هنا؟ يمكن نزلوا مشوار!


عبير

– من غير ما يقولوا؟!، وهينزلو امتى الفجر مثلا

سكت عاصم لانه ميستبعدش اجتمال زى ده قال

– يمكن


عبير (وهي بتقعد على الكرسي):

– يمكن اى، انت عارف هما فين

-انا اعرف منين

-طب رن على آدم كده يا عاصم

(بيطلع موبايله ويبدأ يتصل)


رن…

– الهاتف الذي طلبته مغلق أو غير متاح…

استغرب لان اخوه مش بيقفل تليفونه قال- قافل التليفون.... اتصل على اسير

لسا عيرن قالت عبير-لا، هرن انا

بيبص لأمه ومننعتها انه يتصل بيها قال-فرقت

-مفرقتش بس هرن انا افضل

بيفهم امه ويسكت بس بيضايق جواه وكأن اسير إلى كان هو مسؤول عنها واى حاجه يتواصل معاها قبل الكل بقيت حظر عليه

عاصم 

– ردت؟!!


رن…

– الهاتف مغلق أو غير متاح…


عبير بدهشه (بتحاول تضحك):

– هي كمان تليفونها مغلق، دول كأنهم اختفوا!

-انتى مش كنتى قلقانه مش شويه

– اكيد لان اسير متختفيش كده الا وف كار.ثه زى اخر مره وادم مبيقفلش تليفونه بس اختفائهم الاتنين وتليفونهم المقفول اتاكدت انهم مع بعض

-مع بعض؟!! منغير ما يقولو وينزلو الفجر

-ده الى انا مستغربه

بيفتكر عاصم حملة اخوه لريتاج" بس انا بقولك لا، أنا ومراتى هنسافر يومين معتقدش انك هستنينا لما نرجع" 

انظهش معقول اخوه كان بيتكلم صح-سافروه؟!!!

-عرفت منين

-ادم قال حاجه زى دى لريتاج لما كانت هنا بس بحسبه بيقول كده عشان يسكتها مش اكتر

-اه صحيح، طب ممكن يكونو راحو فين

-ويسافروه لى اصلا

بصتله عبير من سؤاله، قال عاصم- اقصد انى محتاجه محبكتش يسافر دلوقتى واى غاية السفر

- ممكن يكونوا محتاجين وقت لوحدهم… من ساعة ما اتجوزوا، كل حاجة كانت متلخبطة… يمكن قرروا ياخدوا يوم كده بعيد.


- هو ليه يخبّي؟ ليه ما قالش؟ ع الاقل يدينا خبر

- مش عارفه… لما يجو نعرف منهم بس انا عمتا اطمنت عليهم

ابتسمت قالت- اكيد الفكره دى من راس ادم

-ادم دايما من نوع الهادى

-بي مع اسير ممكن يرتكب جنون كتير

-بتبقى ف أفعال ادم مع اسير اوى يماما كأنك عارفه هو بيفكر ازاى من ناحيتها

-بيفكر بقلبه وف سعادتها، هو ده اخوك

نظر إليها قالت- لو رن عليك عرفنى، ربنا يرجعهم سالمين ومبسوطين

مشيت وسابته واقف لوحده جت جملة ريتاج فى دماغه

"مفيش واحده بتنسي الىاحل الى حبيته بس اسير نسيتك لانها محبتكش، حبها الحقيقى ظهر وهو لادم.. وباين ان اخوك بيعشقها"

انفض عقله من كلامها الى بيضايقه ومشي


مع مغادره الشمس وحل الليل، المصوره

-دى اول مره استمتع كده والصوره تطلع بالحلاوة دى مع عروسين انتو استثناء بجد

قالت اسير- شكرا

-الف مبروك ربنا يتمملكم على خير، معاد استلام الصور زى مقولت لحضرتك

اومأ بتفهم مشيت وسابتهم قربت ادم همسلها

-استثناء ها

أسير فضلت تبصله قالت- وبعدين، أنا جعانه

-الاكل جاي حالا

لقيت الانوار اشتغلت فجأه واتحول ديكور المكان لمكان هادى راقى بيجو جرسونين وفى ايدهم اطباق وبيادو اشموع بتكون اسير فى صدمه لا يعقل عليها

بصيت لادم بشده قالت- لا، متقولش

خدها لهناك وسحبلها الكرسي قعدت وهي مش مصدقة

قعد قدامها رأت العشاء كان لحم ستيك مع نجرسكو من الى بتعشقها، ابتسمت ونظرت لادم

قال الجرسون بابتسامه- مبروك

ادم-شكرا

بقو لوحدهم اخيرا قالت- لحقتىتعمل كل ده فى. يوم وليله

-كلى لانى مقدرش اشوفك جعانه

اكلت وهى تنظر إليه قالت- وفكرت ف كده امتى

-من اول متجوزنا

-متجوزين من اربع شهور

-لا جوازنا الحقيقى كان من شهر ونص

نظرت له ابتسمت قالت- انا معتقظش انى اظهرتلك شعور بالحاجة

-المفروض انى احس بيكى منغير متطلبى

-كنت مبقتعنش بكلمه احساس بس معاك اقتنعت ان بالحب ممكن تحس بالى بتحبه

قرب منها قال - مش احساس كله، صراحه فى ردود منك خلت الفكره دى تيجى ف عقلى

-ردود منى انا؟!

F

آدم كان قاعد على طرف السرير، بيبص ف صورة قديمة ليه هو وأسير، كانت واخداها من على الموبايل بتاعه الى مليان صور ليهم محافظ فيها

ادم-عجبينك

-احتفظت بكل دول ليك حق متعرفش تنسانى

-وكويس انى منستكيش

ابتسمت إليه ورجعت تقلب وقفت لما شافت صور فساتين وقاعات فرح كانت بتساله عنها وبتشيره فى جوازها من عاصم

نظر لها ادم من نظراتها ادته التليفون وقامت بس بيفكر هو آن الأوان يفرحو… بجد.


آدم كان بيشتغل طول الوقت، ساعات بينسى ياكل، يكدب على نفسه إنه مش مرهَق… بس كل ده عشانها، عشان يقدر يجيبلها حاجة بسيطة


كان شايل الشبكة اللي اشتراها بعد شهور شُغل، خاتم ناعم من دهب روز، مرصع بحجر صغير، بس شكله رقيق، فيه روحها.

دفع فيه كل اللي وراه… ومكانش فارق.


رجع من الشغل يومها، لقاها قاعدة بتقلب ف صور على موبايلها، صور فرح قرايب، بنات لابسين فساتين بيضا، ضحكهم باين، وعيونهم مليانة فرحة… بصّت له بسرعة وحاولت تخبي الموبايل، بس هو لمح.


قرب منها، وقال بهدوء: – نفسك تلبسي فستان أبيض؟

-بالعكس

-مس فاهم

-انى بكره للون ده واى يوم يفكرنى بفرح، أنا بكرهه

نظر لها من ما تعنيه قال-لى

قالت وهي بتضحك بتوتر: – عادي... مش فارق..... هقوم احط الاكل

لما بتسيبه خطرت فى باله انه مينفعش يديها خاتمتها بتلك السهوله فحبيبته لازم يتزوج بها امام العالم أجمع

B

اسير بدهشه- ايوه بس انا.. انا مطلبتش منك كل ده

-ونا مش مستنى انك تطلبيه انا شايف الى تستحقيه

سكتت بابتسامه قالت-بمناسبه اليوم الميء مفجأت، فى حاجه تانى

-اه

بصتله بشده مسح فمه وقام اخذ بيدها وهى مسكته باستغراب بيرفه ايده فتشتغل موسيقى هاديه لاغنيه جميله جدا بتحبها لعمرو دياب

سحبا ادم من وسطها ومسك ايدها ليريص معها برومانسيه عذبه وعينه فى عينها الى بتتامله بحبه وعدم تصديق

ادم بصوت هايم- الاغنيه دى ليكى

" تسوى حلاوة كلمة منك قولتهالي"

"عيد قولت إيه كده تاني وتالت، أنا قلبي كله" حنين

ولا يطفي ناره حبيبي غير لو عدتهالي

عارف بتعمل فيا إيه كلمة حبيبي؟

زي اللي أول مرة بيحس بأمان

خليك معايا

خليك معايا يا حبيبي مهما كان

خليك معايا

يا حلم عمري اللي في خيالي من زمان

عارف أنت أجمل حاجة تفرح الواحد هي إيه؟

إن اللي ياما حلمت بيه تلاقيه حبيبك

وأنا عيشت بحلم باللحظة دي، ده اللي بدور عليه

أنا أسيب حياتي ودنيتي ولا يوم أسيبك

عارف بتعمل فيا إيه كلمة حبيبي؟

زي اللي أول مرة بيحس بأمان

خليك معايا

خليك معايا يا حبيبي مهما كان

خليك معايا

يا حلم عمري اللي في خيالي من زمان

خليك معايا

خليك معايا يا حبيبي مهما كان

خليك معايا

يا حلم عمري اللي في خيالي من زمان

خليك معايا

"خليك معايا يا حبيبي مهما كان"

"خليك معايا"

"يا حلم عمري اللي في خيالي من زمان"


بتدمع اعينها من فرط تأثرها بيه وهى تنظر إليه وكأنه بيكلمها هي، بيحكيلها انها امنيه جلم بيها

حضنته قالت- ادم

-عيونه

-انا بحبك اوى

ارتمت براسها عند كتفه ابتسم بحب ولا يزالان يتحركان على إيقاع الاغنيه بانسجام وهما بعيد عن العالم ده كله


انتهت الموسيقى وانتهى الحفل وبقى العروسان فى سهرتهم بمفردهم، ابتعدت اسير عنه قالت

–إنت مجنون… تعرف كده

-معنديش مانع اكون مجنون بيكي

-انا عمرى محسيت الاحساس الى انا حساه دلوقتى.... أنا... أنا حسا انى فى حلم جميل مش عايزاه يخلص، النهارده… حسّيت إنّي اتولدت من جديد.. انت محيتلى اى وحش فى جياتى، اى وحش عمله حد غيرك انت ملكش يد فيه محيته فى لحظه

-ده لسه أول يوم من عمرنا الحقيقي... أنا مش عايز حد غيرك، أنا عايزك انتى من الدنيا دى كلها يا اسير، انتى امنيتى الى بدعى ربنا ليل ونهار تدوم ليا

نزلت دمعه من عينها مسحها ادم قال- تانى؟!

- دى دموع الفرحه

عدل طرحتها على شعرها رفعت وشها قالت- خلينا نروح، لبيتنا


**

فى الليل كانو راكبين العربيه لكم مقفوله، اسير ساكته ماسكه فى ايد ادم وقريبه منه وادم متملك منها بحب


وصلت العربيه على الفندق استغربت اسير قالت-اى الى رجعنا هنا

لفيت لادم الى قال- مش هنرجع البيت

-لى

-عندنا شهر عسل

نظرت إليه اخذ بيدها ودخلو شافها الموظف ابتسم قال -الف مبروك

رد عليه ادم بتحيه مبادله، بيوصلو على اوضتهم ويغلق الباب عليهم


اسير بتدخل الاوضه وتفك البنس الى ف شعرها، وتيص لنفسها ولفستانها الأبيض الذى عشقته منذ اختياره ليه، كل شيء احبته، انها عروسه الان

انسدل شعرها على ظهرها الناعم أتى ادم من خلفها نظر إليها من شكلها الجميل خلع جاكت بدلته وحطه على الكرسي

اسير- ادم، ممكن تساعدنى

نظر لها لفتله وشالت شعرها عن ضهرها بمعنى يفتحلها السوسته، قرب منها ونظر لها فى المرايا وهى مستنياه، فتحلها ليلمس بشرتها الناعمه بايده قرب منها ليتعمق فى راحتها الجميله بضعف قال

-نسيت اقولك انك كنتى اجمل عروسه شفتها عينى

نظر لها وهى مسالمه له لفيت وبقيت واقفه فى وشه رفعت وجهها إليه شبت على أطراف رجليها وبا.سته من شفايفها وفتحت ازرار قميصه، بعدت عنه بس مسكها ورفعها وقفها على رجله وبقت فى مستواه وبا.سها بحب شديد، بادلته اسير وهى تلف زراعيها حول رقبته قالت بهمس يملاه الخجل

-بحبك

-وانا بعشقك


فى الليل بعد الليله العاشقه، اسير واقفه ف البلكونه خرجت من الاوضه وسابته نائم منغير متزعجو

كان النيل شكله جميل والسما مليانه نجوم بمجرد ما اسير تبصلها تمون عايزه تبتسم فقط منغير اى حاجه

حسيت بحركه من وراها لفيت لقيت ادم قال

-قومتى من جنبى لى

-مش عارفه انام، قولت اجى اتأمل النجوم شويه

رجعت بصيت لطريق قالت- المنظر هنا حلو اوى، هيكون احلى لو نشوفه سوا

قرب منها وحضنها من ورا نظرت له بشده قالت

-ادم

-مالك، خايفه لى انتى مراتى

-ممكن حد يشوفنا

-محكش ليهةحاجه عندى، واحد بيحضن مراته

ابتسمت قالت- مش كانت أم صالح هتخرج تتفرج علينا

-ام صالح مش هنا ولا حد من الشارع

ضحكت يقرب وشه من رقبتها قال

-انا وانتى بس الى هنا

لمسته وشه بايدها الناعمه قالت- خليك حاضنى لأكتر وقت ممكن

ابتسم منها وسحبها اكتر ليه بتملك باسها برقه وابتسم بلحظه وحنان ونظرو الى السماء سويا وكأن حتى الرغبه فى انها تقف كده معاه محرمهاش منها وعملهلها بطريقته الساحره


الصبح اسير كانت بتلبس قالت - طب افهم نازلين بدرى على فين

-قولتلك شهر عسل يعنى اكيد مش هنقضيه هنا

-متقولش انك حجزت هنا شهر

سكت ونفى لها قال- لا بس لو كان ف مقدرتش احجزه شهر كنت عملت

--ادم مش ده إلى اقصده، أنا فعلا مستغرباك.. ازاى عملت ده كله.. صرفت كام ع كل ده، كل حاجه هنا غاليه ده غير ليلة امبارح وكم المفجات

-انتى لى يهمك صرفت كام، جوزك مش حالته موفقه لدرجادى انا بحوش من زمان يمكن دخلى مش عالى بس بعرف اقتصد ثم انا طنت عاين الفلوس دى لجوازى واديني اتجوزت

-بس

-الشغل الى طنت بشتغله زياده كان عشان اعيشك يوم زى ده

-والخاتم

-ماله

تنهد منه قالت- انت صرفت كل الى معاك

-هترجعى تتكلمى فى المصاريف تانى

-ايوه عشان حاسه بالخسارة

-خساره؟!

-مش ف الوقت الى عيشناه بس ف الفلوس، بلاش نصرف ببذخ على الخروجات والكلام ده

-هنعينه لمين يا اسير

-لولادنا

نظر لها من ما قالته ابتسم قال- يجو بس ومتشليش هم، ثم انا مبقتش على الجنط تقدرى تهدى... ثم ده يوم وانتى مش أقل من اى لنت يتعملها فرح وشهر عسل، يمكن محدش كان معانا ولا معازيم ولا عرفت حد بس ده لأنى عايز نبعد، عن العالم ده كله

-كفايه انك كنت معايا، ده كان أجمل فرح اتخيلت انى هعيشه

قرب منها قال- طب لى تنكدى عليا

-نا مقولتش حاجه تنكد عليك ولو زعلت فأنا اسفه

باسته من خده ابتسم قال-يلا عشان نفطر

-فين

-ف المطعم

ابتسمت بقلة حيلة ومشيو سوا وماسكين ايد بعض جت موظفه قالت- استاذ ادم ف مكالمه لحضرتك

نظر لها قالت اسير- اكيد من البيت

ادم-محدش ف البيت يعرف احنا ف الفندق ده اصلا

-امال مين

-اتمنى ميكونش الى ف بالى

راح ادم يرد -الو

-ابو الصحااااااب

تنهد ادم فكما توقع قال- عايز اى يا فؤاد

-بطمن على صحبى الى قافل تليفونه ومخلينا نلف عليه كأنه مخطوف

-انت هتألف منتا عارف انا فين

-عاصم اتصل سألني عليك قولتله فى شهر عسل

-تمم اى تانى

-من امتى وانت بتخاف من العين ومش قايل لعيلتك

-يعنى أنا إلى كنت قايلك

-انا مش تلميذ، عايز أوتيل وخلتنى اجبلك مصوره واحولك فلوس وهتسافر اربع ايام وفستان وبدله... يبقى بتتجوز جديد

-وانت عشان حجزت الفندق ترن عليا منه

-منتا قافل تليفونك قولت اتواصل عليك من هنا

-انت عايز اى متصدعنيش

-مبروك

قالها فؤاد بهدوء وجديه بابتسامه قال- الف مبروك ظعأنى كنت عايز احضر فرحك اكتر من اى حد يا ادم بس فرحنا لك

-تتعوض فى فرحك يا فؤاد

-انشاءالله، يلا اسيبك منغير ازعاج اكتر من كده

أغلق الخط لف لقى اسير تنظر إليه قالت

-فؤاد

-عرفتى منين

-سمعتك بتقول اسمه

-كان بيطمن عليا، بيحسبوكى خطفانى

-والله

-اخطفينى كده دايما

ابتسمت قالت-يا مسهل


 عاصم وصى الفيلا نزلت ريتاج قبلته بابتسامه قالت

 -اتاخرت لى

-خلصت الشغل وجيت، اى الى حصل امبارح

-مين حكالك، ادم؟!

-ادم متكلمش معايا ل حاجه اصلا، دى ماما

-اممم هو محصلش حاجه غير أن اسير جت معايا واحنا بنختار الفستان بس اتقلبت فجأه ونا بسالها رأيها ف الفستان ولقينا ادم موجود خدها ومشي... ده كل الى حصل، معرفش بقا اى الى ضايقها فجأه كده واى الى جاب ادم

-ريتاج، انتى معملتيش حاجه

-شاكك فيا يا بيبى

-عارفك

ضحكت قالت-معملتش حاجه المره دى، حتى هى الى جت معايا بارادتها

-تمم يلا عشان منتاخرش

خرجن سوى ركبت معاه العربيه قالت- انا بقول نعمل الخطوبه فى الفيلا عندنا اى رايك

-اه فكره حلوه

ابتسمت وحضنت دراعه قالت-مش مصدقه اننا هنتجوز

بصلها بادلها ابتسامه طفيفه وسكت بص قدامه


فى المساء اسير وادم ماشين لوحدهم بانسجام

ادم حاطط ايده على كتفها ومقربها منه، قالت اسير

-تعرف يا ادم انى متخيلتيش نقسي هنا معاك

سكت من معناها، قالت- ربنا ادانى اكتر من الى اتخيلته، برغم ان انا وانت كنا بعاد بس كنت بتمنى من ربنا حب من حبك ده، بتمنا انى الاقيه ومعرفش انه موجود بس ف صمت

-حبى بس

-وانت

ابتسم وكملو مشي سوا قال ادم- اوعدك أن أيامنا كلها هتكون كده

ابتسمت شافت مرجحيه من بعيد راحت هناك نظر لها ادم قعدت عليها بابتسامه طفوليه وقف وراها وزقها براحه بصتله بخضه بس اطمنت لما شفته

بيحلق فستانها بخفه مع حركه المرجيحة خرحت تليفونها بابتسامه وسحبته وصورتهم صوره سوا

ادم-بتؤمنى انتى بالذكريات

-زيك بالظبط، فكرنى اخد صور زمان منك لأنى بخب اتفرج عليها زيك

ابتسم وحركها بخفه ابتسمت قالت

-عارف يا ادم اللحظه دى محتاجه اى

-حضنى مش كده

-غيره

-لا احترت

-عصير قصب

وقف قال-عايزه تشربيه دلوقتى

اومات له ايجابا بص حواليه قال-خليكى هنا

نظرت له بشده قالت-هتلاقيه فين هنا يا ادم

مردش عليها فهو لا يبقى ساكنا وشافها عايزه حاجه،شافته بيعدى الطريق بعيد وبيقف عند رجل نظرت له ابتسمت عليه وتتأمله بحب كأنه انجاز عظيم حققته قالت

-محتاجه حضنك فعلا يا ادم

-ادم بس مينفعش حضنى انا

بتلاقى حد بيسحب المرجيحة اتخضت لما لقت شخص مجهول

-اى يا جميل خوفتى كده لى

قامت فورا ونظرت له منغير ما تتكلم انسحبت ومشيت لقته بيمسك ايدها زقته جامد قالت

-انت مجنون ف دماغك

-الاه، اهدى بس متتعصبيش

بتبص حواليها وتبص لادم الى بيكون واقف بعيد مشيت نظر لها ادم لقا فى شاب ماشي وراها وبيقف جنبها

-اتفضل يا فندم

ساب كل حاجه ومشي


-بقولك اى، اسمك اى طيب

بيقف فى وشها نظرت له قال بابتسامه- مش عايزه الحضن الى بتتكلمى عنه

فتحلها زراعه لقى الى بيجى فى وشه قال- فى حضن بس منى انا

ضر،به برجل فى صدره فاطاحه أرضا، نظرة اسير لادم بشده بيتعدل الشاب بغضب قال

-انت متعرفش انا مين، بتلعب بنا،ر يلا

خرج مط.وه فى ايده اتصدمت اسير بس ادم بيقرب منه قالت بخوف

-ادم.. لا

بيرفعها الشاب فى وشه بس ادم بيتفادها ويمسك ايده جامد ويلو.يها فيصر.خ بألم كأن دراعه اتكس..ر

بينزل عليه ببوكس ويرميه أرضا الناس بتتجمع وتشوف الى بيحصل ويجرو يحوشو تلك المعر.كه

بس بمجرد محد قرب من ادم ز.قه جامد وانقض نحو الشاب زى الوحش ونزل بالبو.كس على وشه، اتخضت اسير منه ومن شكل عينه الى حمرا زى الشيطان

اسير- ادم... خلاص

بينز.ف الشاب من مناخيره ويجاول يبعد ادم بس بيضر.به ضر.بات مم.يته

-هقت.لك... هندمك على اليوم الى اتودلت فيه وفكرت تقابلها يزباااله

وينزل بقوضه امبر وك.سى فكه فسالت دما.ء من فمه، الناس بتحاول تبعده لكن محدش قادر عليه ويخلص الشاب من ايده

اسير-ادم خلاص كفايه ارجوك

مكنش سامع حد كأنه ناو،ى على قت.له فعلا والشاب مبقاش فيه حركه ووشه اتشوه وادم مستمر

بتمسك اسير ايده قالت-بس كفايه خلاااص

نظر لها وبص لشاب بغضب جحيمى زقته الناس بعيد كأنهم مصدقه وقف، خدته اسير بعيد عنهم نظرت له بقلق ورجعت بصيت للناس الى بتشوف الشاب عايش ولا م.يت والشاب بيبص لادم وكأنه بيتوعدله

ادم كان هيرجعله خدته اسير قالت-امشي يلا


وقفو بعيد عن المعر.كه الى حصلت، بتكون معايا ازازة ميا بتمسك ايده الى كانت مجر.وحه ومليانه د.م الشاب وهو مش حاسس

كانت عينه لسا فيها غضب قال- مش هسيبه

اسير- ادم خلاص كفابه الى عملتخ

-انا معملتش حاجه، مش كفايه انه عايش

نظرت له من الى بيقوله- هقت.له... مش هرحمه هطلع روحه فى ايدى

كان ده الكلام الى بيقوله قالت اسير- ادم بس بقا كفااايه، انت بتخوفنى

نظر لها من عينها الى خايفه منه فعلا، حضنها فورا لما قالت كده قال

-انا اسف

-كلامك يخوف يا آدم وشكلك، انت كنت هتق.تله كان هيمو.ت ف ايدك... لو مكنش مشينا كنت جيت لنفسك مصي.به.... لو مكنتش بعدت كان زمانك قت.لته فعلا

-الى يقربلك امحيه

نظرت له قالت-ادم

مسح بايده على شعرها وبيحضنها وهو بيهدى نفسه قال

-متزعليش، أنا مش قصدى اخوفك

بعد عنها ونظر إليها قال- انتى كويسه، عملك حاجه، اتاذيتى

تنهدت من اسالته الى مليانه قلق قالت-انا كويسه يا ادم

ازاح شعرها عن وجهها وباس رأسها قبله تملأها تنهيده عميقه ثم عاد ليعانقها من جديد، حضنته اسير وده كان الى عايزه ادم، كان حاسس بنار ومضايق انه خوفها من غضبه تنهد بعمق وهى فى حضنه وقبلها بحب كونها سليمه


فى الفندق حطت اسير لازق طبى على ايد ادم المتعو.ره، نظر إليها ابتسمت قالت

-مبتوجعش مش كده

-لا

-كوويس... يلا عسان ننام

وقفت لثواني ولفيتله قالت- فين تليفونى يا ادم.. وتليفونك انت كمان

_عايزه حاجه

-اه، انزل استورى بالصور

ابتسم بقلة حيله عليها شاورلها على درج راحت فتحته وخرجتهم قالت

-قافلهم كمان

-مكنتش عايز حد يزعجنا

-زمان عمتو قلقانه

-معتقدش، فؤاد عرف عاصم فماما زمانها عرفت

-طب كويس

 بتفتح الصور الى خدتهم من التليفون بتاعه ونقلتهم ليها ابتسمت لفيت لقيت ادم بيفرد ظهره وباصص عليها قربت منه وسابت فى ايده، حضنته والقت رأسها على صدره بأمان من وجوده جنبها، حضنها ادم وادخلها بين اضلعه


 عاصم قاعد فى اوضته بيشرب سجاير والى الاوضه دخنه من كتر السجاير الى شربها

رن تليفونه اتنهد وفتح

ربتاج-حبيبى، فاضى بكره

-هننزل تانى ولا اى.. مش عجبك البيت

-عجبنى جدا بس انا كنت عايزه نتقابل، نسعر سوا... احنا وصحابنا

-حاضر هحاول

-تصبح ع خير

- وانتى من اهله ياحبيبتى

قفل معاها وخلص سيجارته وحطها فل الطفايه ودهسها وهو بيفتح جاتله ذكرى من من تليفونه لسنتين فاتو، كانت الذكرى عباره عن صورت ليه هو واسير، اللعنه معقول عينها كانت بتكدب ومحبتهوش... نرجسيته المريضه تجعله يظن انه فقط من كان يحبها... برغم انه عارف أنت فقط كان معجب بيها

بيجيله اشعار بيلاقى الايميل بتاعها فاتح، ونزلت استورى كمان، دخل عندها وفتحها لقاها عباره عن صوره ليها هى وادم قاعدين فى مطعم وابتسامه باينه فى عينهم، شال خاتم فى ايدها مكان الخاتم بتاعه بس كان ف صباع الجواز

معقول ادم اخوه هو الى جابه، انه لا يتصور غير معاها بل ياخذون صورا عفويه وتفعل بوز البطه ويضحكان... قفل تليفونه على صورتهم وحطه ع جنب


فى الروم التالى في شارع هادي عند الفندق، الشمس ساطعة، وأسير وآدم ماشيين جنب بعض، آدم ماسك إيدها

قالت اسير- كنا نعقد فى الفندق ونطلب الاكل

-مش عايزه تغيرى جو

-عايزت بس

-مالك يا اسير المطعم قريب مش هنبعد، معارضه الخروج لى مم امبارح

-مفيش حاجه بس بقول الأفضل

رن تليفونها لقيتها عبير

قال ادم-فتحتيه امتى

-لما صحيت، عمت. ملحقتش

ابتسمت وردت قالت-الو


عبير وهى ماسكه تليفونها- الو يا اسير انتى فين

-انا مع ادم دلوقتى رايحين نتغدا سوا

ابتسمت وبصيت فى الصوره ع النت قالت

-اه منا شوفت الصور الى نزلتيها، كده تسافرو منغير متقولو

-انا شخصيا مكنتش اعرف

-ده ازاى امال مسافرين لايه

-لما نيجى هعرفك كل حاجه يعمتو

-ماشي قدامكم قد اى

-اربع ايام

-ترجعو بالسلامه

قفلت معاها وابتسمت قالت-جهز نفسك لاسالت عمتو

-هوريها صور الفرح وهى هتفهم

-مبتحبش توجع دماغك انت يا ادم

اومأ ايحابا ابتسمت عليه وبصيت لخاتمها قالت

– الخاتم ده يجنن، زوقك حلو اوى ع فكره

-اكيد مش مختارك

-تعرف لولا انى اعرفك كنت شكيت فيك بسبب كلامك، وانك عندك علاقات سابقه كتير

-مش لازم يكون مبنى ع الخبره ممكن يكون من القلب فعلا

اومات له قالت-معاك حق

بيعدّوا سوا قدام محل ورد… أسير بتقف فجأة.

أسير:

– استنى، عايزة آخد صورة هنا… الورد شكله يجنن!

آدم:

– هنا؟!

-ايوه يلا يا ادم

ادته تليفونها وراحت وقفت ابتسم و ينظر لها كأنها تحفه فنيه بيرفع تليفون يصورها

صوت خبطة قوية جدًا بيكسر الهدوء

صرخة واحدة من بعيد…

بيبص ادم لناس الى بتجرى ويسمع صوت فرامل عربية نقل فى اشد سرعه ناحيته

بيمسك ايد اسير ويبعدها بسرعه بتقع على الارض وصرخت

-ادددم، خلى بالك

وسرعان ما انتشلته السياره اتسعت عيناها بصدمه


اسير العشق

بارت 17


بيبص ادم لناس الى بتجرى ويسمع صوت فرامل عربية نقل فى اشد سرعه ناحيته

 

صر.خة واحدة من بعيد… بيزق ادم اسير بسرعه

 بتقع على الارض وقالت

-ادددم، خلى بالك

وسرعان ما انقضت السياره اتسعت اعين أسير بصد.مه

عربية نص نقل مسرعة بشكل مجنو.ن بتبقى حائل بينها وبينه وبتفقد السيطرة…

تخبط في عربية تانية كانت راكنة العربية تفركشت ووقفت قبلهم بـ ٣ متر، غطا الموتور طار، والزجاج اتكس.ر، والد.خان بدأ يطلع من الكبوت!

أسير وقعت على الأرض من الخضة… وبصيت على الارض شافت د.م، قلبها وقف

-آدم


الناس كلها حوالين الحادث، وصوت الصريخ عالي… أسير بتقوم وعينها مليانه رعب وخوف

-آدم

صر.خت بصوت عالى-اددددم

بتسكت لما تلاقى ناس متجمعه عند ملقى أرضا، قلبها اتقبض وجريت على هناك

-انت كويس

بتزقهم وتشوف آدم رفع عينه ليها، كان بخير والناس بتتفحص سلامته بس أول ما شافها راحتله بسرعه بخضه

-آدم... انت...

مسك وشها قال-شششش، الحمدلله انك كويسه... اتاذيتى فى اى حته

-لا.. أنا بخير، انت.. انت إلى حالك حاجه... ف .دم.. انت سليم صح

قال راجل-لازم تروح تشوف الخبطه ممكن تكون فى كسو.ر داخليه

بتبصله بشده بالت-اتخبطت

-اهدى ملحقتش تكون خبطه مجرد جر.ح

بتبص على دراعه لقيته مجرو.ح عند كوعه قالت

-ده لما زقتنى صح

-لا ونا ببعد، العربيه كانت سريعه ونا نسيت عشان ابعد عن طريقها بء طان لازم اخرج باصابه والحمدلله انها جت ع قد كده

سكتت من الخوف وهى بصاله

قالت ست- الحمدلله يابنى ان انتو سلام، ده سواق متخلف لازم تعلموه الأدب.. ده كان هيقت.لهم

قام ادم فورا نظرو اليه جرى فورا ناحية العربيه قالت اسير بقلق

-اددم

لكنه اتجاهل وقعته والمه الجسدى وجر،حه وكان بيجرى زى الفهد لان حياتها اتعرضت للخطر يس سواق متخلف مش هيرحمه

بيفتح الباب جامد بغضب وكأنه هيخلعه فى ايده بس بيقف مكانه وتتبدل تعابير وشه

جت الناس واتفجات لما ملقتش سواق جوت اصلا، اتصدمو واحده قالت

-سلام قوى من رب رحيم، العربيت كانت سايقه نفسها

-مفهاش سواق معقول، ده كانت هتخبطنا

قال ادم بصيق-مفيش من الكلام الفارغ ده، ده هرب

قالت الرجاله- ايوه كلنا شنوفنا الى حصل معاك حق يا استاذ، بس مش معنى ان محدش اتصاب نسيه... ده احنا كنا هنموت.. ممش هيلحق يهرب

مشيو فورا يدورو عليه وادم واقف ف مكانه باصص لعربييه ويفتكر ازاى كانت جايه عليه بسرعه جنونيه كأنها قاصده تمو.ته، لولا انه زق أسير ونط بعيد عن الطريق كان زمانها دهست جسمه كله

لقى الى بتمسك ايده لف وشاف أسير عينها مدمعه من كتر الرعب الى حسل قالت

-خوفت عليك اوى الحمدلله انك قدامى

شدها في حضنه وهو بيبص حوالين المكان،ربت على شعرها قال

-انا بخير يا حبيبتى، متخافيش

 عربية سوداء راكنة بعيد، جواها شخص بيصور… وفجأة اختفى.


آدم (بصوت منخفض وهو بيبص لمكان العربية):

– في حاجة مش طبيعية…


أسير (مستغربة):

– في إيه؟! ده حادث خلاص عدى…

آدم سكت اومأ لها برغم عدم ارتياح قلبه

مسكت أسير كوعه قالت-خلينا نروح المستشفى نتطمن عليك

- انا بخير

- ادم، انت مش بخير.. كانت عربيه هتخبطك ووقعت وقعه جسمك اتكسر فيها... خلينا نروح نطمن مش اكتر، اى صيدليه توقف الجر.ح ده

آدم بيبص على الطريق، ومسك إيد أسير بإحكام أكتر ومشي معاها عشان يطمنها هي مش يطمن نفسه 

الصورة بتتهز… الجو اختلف… فيه حاجة غريبة بدأت… ولسه اللي جاي أعظم.


 فى الصيدليه قال الدكتور- الجرح بسيط بس لو عايز نصيحتي من وصف الى حصل فروح مستشفى اتأكد من سلامتك

ادم-شكرا يا دكتور

-العفو ده واجبى

بص لاسير الى كانت كل شويه تشوف ايده بقلق قال-هديتى

-لا سمعت الدكتور بيقول نروح نتطمن

تنهد قال- انا كويس طالما انتى كويسه

-ونا مش هكون كويسه لو فيك حاجه بسببى

سكت منها مسك ايدها ربت عليها قال

-عارف الل حصل رعبك بس نحمد ربنا على كل شيء، أنا بخير وانتى بخير.. عدت الحمدلله

-ونعم بالله يا ادم

- ملحقناش نتغدا بسبب إلى حصل تحبى نروح مطعم ولا نطلب الاكل فى الفندق

- احنا هنرجع البيت امتى

- البيت؟! كمان يومين.. لي

- عايزه ارجع

- بالسرعه دى

- البيت وحشنى، خلينا نرجع كفايه إلى قعدناهم

- ده بسبب إلى حصل يا اسير

- لا انا بس، انا بس عايزه ارجع.. ولا هنكون خسرنا الفلوس الى دفعتهم

- ملكيش دعوه بالفلوس لو ده إلى انتى عايزاه فهيحصل


فى الليل عبير كانت بتشرب ميا بارده سمعت صوت لقيته عاصم

-انت خارج ولا اى

-اه

-فى وقت زى ده

-عايزت حاجه يا امى

- ترتاح، ده انت من الشغل لريتاج لهنا

- بتمشي شويه وراجع، يلا يا حبيبتى تصبحي ع خير

باسها وخرج ابتسمت قالت-ترجع مبسوط المهم

خرج عاصم بيلاقى عربيه واقفه قدام البيت استغرب ولما قرب لقا الباب اتفتح وبينزل ادم ويفتح لاسير وتنزل برفقته

قال عاصم-ادم

نظر إليه حاسب السواق وخد شنطه اسير قال

-ازيك يعاصم، انت رايح فين بليل كده

-خارج مع صحابى شوبه كده

-دلوقتى

-اه يا ادم عادى...

بصلهم قال - انتو رجعوا من السفريه بدرى؟!

ادم-اه كفايه كده اسير متعلقه ف البيت اما لو عليا كنت اقضى بقيت الايام هناك

عاصم-بايع يعنى

استأذنت اسير قالت- انا هطلع

ادم-تمم نا جاي وراكى

بتدخل اسير وتقابلها عمتها وتندهش من رؤيتها -اسير

شافت ادم ررى شاورلها ابتسمت قالت

-انتو رجعتو، بحسبكم هتطولو لانك مقولتش لما كلمتك هترجعى امتى

-مكناش نعرف والله يعمتو

-ازاى انتو كنتو هتعقد تانى

-المفروض

-وحصل اى

-بادين عشان عايزه تخد دش يفوقنى

-تمم ادخلى


عاصم بتنظر لاسير قال-  انتو كنتو فين

ادم-هو فؤاد نش قالك

-موضحش، قال انكم طلعتو سفريه شهر عسل

-مهى السفره كانت شهر عسل

-طب لى مقولتلناش وتسيبنا نقلق عليكم وع اختفائكم

-تقلق عليا، يلا دنا اخوك الكبير مش انت

-اقصد

ابتسم قال-متقلقش انا خدتها فى الليل وفاجاتها يعنى مكنتش محضر ده كله جت فجأه يعنى

-ده كان ف مناسبه يعنى ولا ترفيه بس

-اه عملنا فرح

نظر له باستغراب قال-فرح

- اه، هبقا اوريك الصور لما تيجى

رن تليفون عاصم ربت عليه ادم قال- يلا عشان معطلكش، اخوك تعبان من سفر

سابه ومشي بيبصله عاصم شويه ويمشي


دخل ادم ملقاش اسير

قالت عبير-طلعت فوق، هتنامو ولا تنزلو

-هنام بقا، شكلنا صحناكى

-كنت هعقد اسمعكم بس هنام وتحكولى كل حاجه بكره

دخلت نظر ادم لها طلع فوق ودخل شقته حط شنطه اسير لقاها بتحضنه من ورا نظر لها

اسير-عايزه انام اوى... البيت كان وحشنى

لفها قدامه قال- شكلك تعبان

-اه مكنتش لعرف انام ف الفندق

-ده بجد؟!

-اه... يلا نش هتتيمنى

لفيت دراعها حوالين رقبته ابتسم فال

-كنتى جديه بطبعك شويه

-بس انت جوزى وحبيبى.. يعنى حقى ادلع عليك

-ادلعى براحتك

شالها وحطها على السرير وهو يعتليها طفى النور وخدها فى حضنه جامد بيتنفس ريحتها بعشق ابتسمت اسير وبادلته العناق فهى كانت ذعر الصبح انها ممكن تخسره، تلك الفكره مرعبه بحد ذاتها


عاصم بيطلع ع العماره إلى مجاش فيها من ساعة ما اسير شافته هو وريتاج

كانت دى العماره إلى بيتقابلو فيها لانها بتاعت ابوها ومحدش يقدر يتكلم معاه نص كلمه

لسا هيرن الجرس فتحتله الباب قالت

-اتاخرت لى

-كنت بتكلم مع ادم

دخل وهى قفلت وراه قالت- ادم؟! هما مش مسافرين؟!

-كانو، ورجعو دلوقتى.. بس انتى عرفتى منين

-من الاستورى بتاعت اسير... واضح انهم كانو فرحانين اوى

مردش عليها قلع الجاكت وقعد ابتسمت قعدت جنبه قالت

-كنت وحشنى اوى بقالنا كتير مقعدناش لوحدنا

-وانتى كمان

-انا كمان اى

حضنها قال-وحشتيني

ابتسمت قالت- بابا عجبه البيت اوى ولما عرف انى الى اختارته شكر فى ذوقى

-كان ممكن يعترض ع البيت

-اكيد مش هيقعد بنته ل اى حته ثم دى نقطه كويسه ليك

- ف اى بالظبط

- انك تبعد عن الحاره هناك واى ختلاط بعامة الشعب سواء ناسك او ليرهم، عشان تعلى لازم تعرف علبه القوم وتبقا منهم

- ده الى كنت ناوى اعمله.. كده كده مش مرتبط بالشارع وناسه.. أنا يهمنى نفسي وهدفى

مسكت وشه وخليته يبصلها قالت

-مش بحبك من شويه

نظر لها لمس وشها ليرى ضعفها امامه قربت منه ومسكت ايدها حطتها على وسطها، بتميل عليه قرب عاصم منها بس لم يقبل وقال بين شفايفها

-متخلنيش اشوفك سهله

وقفت ربتاج فتحت عينها ونظرت له من الى قاله، لمس شفايفها قال

-انا بحب الصعب، حافظى على نفسك منى لأنى لو خدتك..

بصلها بجديه قال- مستحيل اتجوزك حتى لو ابوكي هيخلينى رئيس دوله مستحيل اتجوز واحده سلمت نفسها ليا

-انت بتقول اى يعاصم انا بس...

-عارف ياحبيبتى انتى بتضعفى بس انا مش عايزك ضعيفه ممكن المرادي منعتك كنصيحه لكت المره الجايه انا ممكن الى اوقعك... متثقيش فيا نا و.سخ احيانا

بصلها وقال-بس هي كانت ثابته حتى انا ماضعفتهاش لأنها عارفه يعنى اى شرف

-بتتكلم عن مين

-اسير

نظرت له من كلامه عنها بعد قال- عايزك تكونى زيها فى النقطه دى بس... رغم أنها كانت بنت خالى والمفروض هتكون مراتى الا انى حاولت اقرب منها قبل كده بس كانت بتاخد موقف مقاطعه حتى فى حبها كانت تفركش بس انا اعتذرتلها وفهمتها ان ده شعور اى راجل قرب يتجوز الا انها كانت بتاخد حذرها منى لحد ما نتجوز لأنها عارفه انى مليش امان

احتنقت ريتاج من الاهانه

عاصم-وانتى لازم تعرفى ده، فهمتى كلامى الى عايز اقوللهولك

قالت بضيق-انا مش هكون زيها فحاجه، أنا ريتاج مش اسير... متحاولش تدور عليها فياا، ولو ع ضعفى والى كان هيحصل فأنا... أنا

سكتت ونظرت له بحزن -انا بس عشان بحبك ببقا شبه الغبيه

قال عاصم- فاهم

-انت عمرك مهتفهم كانك مبتحبنيش عشان كده قولت الكلام ده.... اطلع بره يعاصم

-اطلع بره؟! 

-اه

نظر لها من جملتها خد بعضه ومشي ببرود بتدمع عينها قالت

-غبيييه


ادم بيكون صاحى بيشرب ميا بارده كان حاسس باحتقان فى زوره

شافته اسير قالت-مالك

-مفيش اعتقد برد فى الطريق

قربته من جسيت حرارته نظر لها من ايدها الحانيه قالت

-حرارتك مظبوطه

-ممكن بتوهم

مشي على الحمام بصيتله قالت

-هتحتاج مساعده

نظر لها فهل تسأله حقا قال- نا داخل اخد دش

-بس مينفعش دراعك

-انا قادر احركه عادى بس...

قرب منها قال-لو عايزه تساعدينى ياريت تحضريلى الحمام

سكتت ودخلت تعمل الى عايزه نظر لها ابتسم لانه متوقعش انها تقبل

دخل وراها وهى بتظبطله مستلزماته قالت

-لو عوزت حاجه اندهلى

-انتى خارجه وسيبانى؟!

-عايزه حاجه تانى

-ممكن معرفش احرك دراعى او اقع ومسندش نفسي

نظرت له من خباثته قالت

-منتا كنت بتعرف تحركه من شوبه

-حالات وحالات، هتسبينى ولا...

تنهدت قالت-هفضل عشان لو احتجت مساعده

خل.ع ملابسه ادته ضهرها، نزل فى الماء ورشها قالت

-اددم

-لفى خلاص، هتدينى ضهرك كده كتير

قعدت على حرف نظر لها ولايدها معقول بعد ده كله ولسا بتتكسف منه

قال ادم-فكرينى نطلع مصيف الصيف الجاي

اسير-اشمعنا

-عشان هنزلك الميا غصب عنك

سحبها جامد انخضت وكانت هتجرى -ادددم لااا

مسكها من وسطها ونزل بيها فى البانيو صرخت حط ايده على بقها قال

-بس هتفضحينا

نظرت له فى عينه وهى فوقه مسح شعرها بابتسامه قال

-اهدى

عضت ايده اتوجع قال- لى كده

-انت غدااار، كنت عارفه انك هتعمل حاجه زى دى وبتكدب عليا

-اعمل اى بحبك، والحب جنون

نظر له من الى قاله قرب منها وخدودها الى هتنفجر قال

-اهدددي يا حبيبتى انتى فى حضن جوزك مش حد غريب

-كنت فى الاول تكسف منى بس ظهرت قلة ادبك

-معاكى انتى بس، ثم دى حقيقه كنت بتكسف وبخلف عليكى لانك قبل ما تكونى حبيبتى ومراتى.. انتى اختى وبنتى... ده كان شعورى ناحيتك مش كراجل بيضعف قدام بنت

سكتت من كلامه قالت- بتحاول تسكتني صح

-انا قادر اسكتك علطول

لمس شفا.يفها اتكسفت جدا


 خرجت اسير من الحمام وهى متغرقه ولابسه البرنص وبتربطه باحكام قالت بابتسامه

-طفل

تنهدت بقلة حيله سمعت صوت جرس وقفت شويه قبل اما تفتح

-ادم

سمعت صوت عمتها فتحتلها بهيأتها عادى

عبير بصتلها- اى ده، متلبسي بدرى متبردى حد يخرج مبلول كده

- ادم عدانى... خمسه وهنزل اساعدك ياعمتو

- ماشي يااسير بس انا عملت الفطار كنت عايزه أسأله يرن ع عاصم لانه مبيردش عليا ومرجعش من امبارح

- هقوله حاضر

مشيت قفلت اسير وهى مستغربه خرج ادم من الحمام شافها نظر لها قال

-مفتحتيش الباب كده صح

-كانت عمتو

تنهد قال-اسير... متتكررش حتى ولو لماما

نظرت له اومات إليه

ادم-كانت عايزه اى

- عشان ننزل نفطر وبتقولك اتصل بعاصم

- لى ماله؟!

-بتقول انه مرجعش من امبارح

-ماما دايما بتقلق عليه كتير وعاصم اصلا هتلاقيه سهران عند حد من صحابه ولا ع باله

-عمتو بتقلق علينا

صمت لانها متعلقه بعاصم اكتر غير هدومه بصيتله اسير قالت

-انت رايح الشغل ولا اى

-اه

-المفروض انك اجازه ولا عشان رجعنا

-عيزانى اعقد

قفل الدولاب وقرب منها رجعت ورا وزقته قالت

-لا خلاص امشي

خرجت على بره ابتسم ادم عليها قال-اسيييسر

-نعععععم

-لما عاصم بجى اطلعي

نظرت إليه وافتكرت جملته السابقه

ادم-لما اكون معاك تحت عادى اما وانا مش موجود خليكى فى الشقه

-لي

-مينفعش

-بكون عايزه اعقد مع عمتو

-ماما هتطلع تعقد معاكى هنا

سكتت ثم ابتسمت قالت- حاضر، وانت متتاخرش بليل

اومأ اليها بطاعه وكأنها ملكه ابتسمت ومشيت فتاملها بابتسامه


فى المجلس كان عاصم قاعد فى مكتبه

دخل مديره عماد باندفاع- عاااصم

بصله بشده قال-ف حاجه ولا اى

-انت ازاى متقوليش حاجه زى دى

استغرب قال-حاجه اي

-انك اتقدمت للانسه لريتاج وبقيت نسيب سيادة السفير

-لسا مأعلناش انا طلبتها ونجهز الخطوبه وكنت هعزم حضرتك اكبد

- اكيد طبعا هتعزمنى اول حد منا طنت السبب انك تتعرف عليها وتطور علاقتكم وتحبك

نظر له عاصم ببرود لانه بينسب الشرف ليه

-لو مكنتش خليتك انت إلى اتظربها مكنتش وقعت ف حبك وع العموم نا فرحنالك.، لو كنت خسرتها تبقى غبى وانا معرفش عنك كده

- انا بحب ريتاج ومقدرش اخسرها

- ايوه كده متنساش كنت الخطوبه والفرح.. اسيبك تكمل شغلك

خرج وهو مبتسم بيكون واحده سمعت الكلام خرجت سريعا قالت

-مش هتصدقو نا عرفت اى

قال شاب- هيكون اى يعنى

-عاصم والانسه ريتاج هيتجوزو

بصولها بشده فالت واحده- هما مش سابو بعض

-النفروض بس اى بقا الى يشقلبهم كده وبتجوزو

-الحب مثلا

-حب؟! ده كان فرحه ع غيرها

-عيوبنا الحق ريتاج دى اصلا حربايه وخرابيت ببوت، خدت عاصم من خطيبته

-متقوليش خدت بس، عاصم هو الى مستقبل يعنى الاتنين خونه وده طبع الرجاله

قال راحل-متجمعيش منا متجوز اهو ولخب مراتى

-يجدعان متنسوش ان ده عاصم وريتاج كانت علاقتهم باينه اوى لما كانت بتيجى هنا، ولو حصل مبينهم اختلاف فهيصلحوه عادى

-صح بس عاصم هيناسب سفير دلوقتى يعنى لما يتنقل مش هيعرفنا

-معاك حق ده كفايه المدير بيفضله علينا كأنه هو بس الى بيعرف يعمله الى عايزه

خرج عاصم سكتو قال صاحبه-اى يعاصم مش عايز تقول حاجه

عاصم- خطوبتى ع ريتاج الجمعه الجايه

نظرو اه بدهسه قال-مالكو مصدومين ع اساس انكم مش عارفين

زميلته-مبروك يعاصم

-الله يبارك فيك

بيمشي ويسيبهم نظرو لبعضهم


 اسير قاعده مع عمتها بتفرجها ع الصور قالت

- لسا ل صور الفرح

- الفرح؟! انتو عملتو فرح امتى

- هناك، ما ادم عمل فرح انا وهو بس

- طب ونا.. وعاصم.. ازاى متعزموناش

- هى كانت حفله صغيره لينا مش اكتر، يعنى لما سافرت معاه مكنش مفهمنى حاجه وكأنه فكر فى الموضوع غفله يعنى غصب عنه اكيد مقالكيش

سكتت بضيق قالت اسير- بس الأجواء كانت جميله اوى يعمتو، المصوره كانت لذيذه جدا

-اشمعنا مصوره، من امتى والبنات بتعرف تشتغل زى الرجاله

-بس هى شغلها جميل فعلا ومشهوره... ادم جبها لانه رافض فكرة مصور

-رافض؟!

-اه

افتكرت لما سالته"اشمعنا مصوره بنت" 

" اخلى راجل لى يصور مراتى ويعقد قدام الصور الليل كله عينه على الصور ويعدل فيها ويفصص فيها حته حته، نا مقبلش كده"

قالت عبير-اممم بعتى اختيار ادم، نى قولت ده تفكيره بردو

-سميت اليوم المفجات من كم الدهشة الى كنت فيها، حتى الفستان... الفستان الأبيض ده كان أجمل فستان لبيسته والخاتم.. انى بجد كنت مصدومه منه وانه عمل ده كله عشانى

-خاتم اى

-حاتم جوازنا

رفعته إليها قالت-اهو... جميل مش كده

نظرة عبير ليه وانه دهب ابيض لكن ما هذا الفص الصغير، هل ماس.. هل جن ابنها، من اين أتى به... بس اسير مخدتش اى حاجه كعروسه وادم جابلها خاتم جوزاهم باهظ كشبكه وتقدير ليها.. ده بسيط بالنسبه لشبكة بنت بس واثقه انه لو كان معاه كان جابلها ازيد من كده

اسير وهى تنظر للخاتم وتفتكر لما لبسهولها

-عارفه لما شعور بالخوف يتحول لامان وسعاده كبيره.. برغم الرهاب الى كان عندى انا فرحى استثناء لان ربنا رزقني بحب استثناء

بصتلها عبير قالت- شايفه السعاده فى عينك يا اسير، شوفتها فى الصوره قبل اما تيجو وعرفت ان ادم.. ادم نساكى كل حاجه وبنالك الجديد

-ادم محى حياتى بحياة برسمها ف خيالي قدام معاه هو بس

ابتسمت قالت- معانها جت متأخر بس الف مبروك، فرحنالكم وديما تبقو سعيدين كده

-شكرا يا عمتو

-ورينى بقيت الصور يلا

قعدت جنبها بابتسامه وهى بتفرجها


 بليل بينزل عاصم من عربيته لما يوصل البيت، بيقابل اخوه وهو داخل قال ادم

-راجع متاخر النهارده

-اه كان الشغل كتير شويه، انت روحت الشغل

-انتو كلكو مستغربين لى، مطبيعى انزل شغلى طالما رجعت..

اكمل داخله-والحالت محتاجه شغل مينفعش نعقد

نظر له عاصم، قال ادم-انت مرجعتش من امبارح لى

- كنت نايم عند صاحبى

- تمم ادخل طمن امك بتحسبك اتخطفت ولا حاجه

دخلو سويا وبتسمع اسير صوت الباب قالت-ادم

سابة الاكل وعمتها وخرجت من المطبخ شافت ادم وعاصم فوقفت نظر عاصم ليها وميعرفش لى افتكر ريتاج امبارح

قالت اسير- هنحط الاكل كمان خمس دقايق

حس انهم عايزين يتكلمو فقال- عن اذنكم

سابهم ودخل اوضته

بتحضن اسير ادم بيبادلها بحب وابتسامه، بيشوفهم عاصم بيقفل الباب بضيق

-ريتاج مش شبهك، ومش هتكون

فى فرق شاسع بينهم، اسير لطالما كانت زهره تخجل اما ريتاج فهى جريئه معه وعصريه زى نوعه بس ميعرفش ان اختلاف اسير يكمن فى حياء الفتاه وحبها الخجول... لماذا ريتاج ليست مثلها


بعدت اسير عن ادم نظر إليها بابتسامه قال

-وحشتينى

-وانت كمان... عملتلك عصير عنب

ابتسم قال-انا عايزه عنابي التانى

اتكسفت نادتها عبير- اسييير

-جايه يعمتو

سابته ومشيت بيبتسم عليها بحطو الاكل ع السفره وقعدوا سويا

قالت عبير- عاصم، كنت فين امبارح

-قولتلك انى خارج يماما ونمت برا

جت اسير تعقد سحبها ادم بالكرسي قربها منه نظرت إليه واتكسفت وفعل وكأن لا شيء مسك ايدها ابتسمت بقله حيله منه

عاصم نظر اليهم-السفريه كانت حلوه

ادم-اه لطيفه

-ورجعتم بدرى لى، مقعدتوش غير ٤ايام

-اسير البيت وحشها شويه

سكت غبير بصيت لاسير قالت-مبتكليش ى. يا اسير

-ها.. لا نفسي مسدوده شويه

ادم بقلق-مالك

-معرفش دايخه

عبير بابتسامه-يبقا حامل يا حبيبتى

نظر عاصم إليها وقال ادم- بجد

عبير-مش بجد لى انتو مش متجوزين، نروح نكشف ونتأكد

مبتكنش اسير مصدقه وادم ينظر إليها ان ممكن تكون حامل فعلا، عينهم التمعت

ادم-هنروح بكره، بس دلوقتى اجبلك حاجه تكليها

اسير-لا مفيش داعى انا هاكل ع قدى

عبير بابتسامه-مبروك

اسير-مش لما نتأكد يعمتو

ادم-انشاءالله يكون حقيقه

نظرت له من تشوقه اتكسفت وسكتت


بتقف قدام المرايه فى شقتهم وتبص على بطنها معقول تكون جواها روح بتتكون

ابتسمت من تلك الفكره وهى بتتخيل انها بقيت ام.. دى كانت امنيه نفسها تعيشها فكيف لو كانت من حبيبها

بتلمس بطنها بيدخل ادم ويشوفها ابتسم قرب منها قال

-مالك

-بتخيل ان يكون كلام عمتو حقيقى

لمس بطنها بابتسامه قال-تفائلى خير.. بحيث كده نلحق نوضب اوضته لاستقباله

-متحمس اكتر منى

-باين عليا

اومات له سحبها ليه قال- خليه يبان نا عايش ليكو.. ودلوقتى خلينا ننام عشان عندنا اهم مشوار ف حياتنا بكره


فؤاد وهو ماشي بيعدى ع الورشه يلاقيها قافله قال

-هيرجع بعد بكره ازاى نسيت

شاف شاديه من بعيد راحلها قال-هاي مزمازيل

-اهلا يا فؤاد، كنت رايح فين كده.. ادم ماشي من ساعه

-ادم مين الى ماشي من ساعه

-هو ف ميت ادم، ادم متفوق

-ادم صاحبى..هو فتح الورشه النهارده

-اه، متعرفش كان قافلها لى

استغرب قال- رجعو بدرى لى، ربنا يستر ميكونش ف مصيبه

-هو كان ف حاجه

-لا خالص يطنط شاديه كان بيتجوز بس

-ب؟! بيتجوز.... على مراته

حطيت ايدها على صدرها بصدمه قالت-ادم عمل كده.. هو ف راجل يقدر ع واحده عشان يعملها اتنين، يعنى عليك يابنى

-اصلا، انتى قلقانه عليه هو

-ايوه طبعا ده دخل عذاب، طب دان ياخد بنصيحتى الاول

-متقلقيش متجوز على مراته هو اتجوزها عمل فرح تانى يعنى، وبعدين فيها اى لما الراجل يتجوز اتنين وتلاته واربعه، مش ده حقه والشرع قال كده

-حقه طبعا يا خويا

قربت منه قالت-بس اى رايك تديها مهرها وتاخذها بشنطه هدومها او تجبهلها كمان ومتظفعش جنيه ف الجوازه زى ما الشرع قال

سكت قال- انتو بتجهزو بكام يعنى

-نص مليون... هتشيل كله ولا فيفتي فيفتي

-لا فيفتي فيفتى، أنا خاين اه بس هصون مراتى يا طنط شاديه متقلقيش واول حاجه هعملها مش هعرفها عليكى واخدها بره الشارع ده

ابتسمت عليه، بصلها وقال- فيها اى او يجهز الراجل شقته على قده

- اتلهى انتو لاقيين تاكلو ده احنا بنساعدكم، الله يرحم زمان مدفعتش جنبه ف جوازتى

- الجنيه ده كنتو بتتجوزو بيه


فى اليوم التانى رنيت عبير على لسير بس مبتردش

-هما اتاخر. لى

عاصم- هما راحو

-اه ادم حجز مع دكتوره وزمانهم ف الكشف 

معلقش ع كلامها وسكت


فى العياده ادم كان قاعد عند المكتب جت الدكتوره بعد ما كشفت على اسير

بتعدل اسير هدومها وتقوم زر لها ادم قعدت قدامه

قال ادم- خير يا دكتور

-اطمنو مفيش قلق ده شوية برد فى معدتها

سكت ادم ونظرت اسير ليها قالت-برد

-اه

-يعنى مش حامل

-لا للاسف

صمتت اسير من خيبة أملها ونظرت لادم الى عيونه اكفت لوهله لكن قال

-تمم شكرا ف دوا تاخده

-اه هكتبها لحضرتك

ادته الروشته خدها ومسك إيد أسير قال-يلا ياحبيبتى

خرجو من العياده اسير بتبصله قالت-زعلان

-هزعل من اى انا مش مستعجل ع الخلفه

-كنت مستعجل ف اول يوم جوازنا

سكت بابتسامه قال- نا مش قد المسؤوليه

كانت عارفه انه زعلان لان كان نفسه تكون حامل وهى كمان، بيعدو ع راجل بيبع بطاطا حلوه فى الشارع

ادم خد بايدها وراح ع هناك نظرت له لقيته بيطلب ليهم

قال ادم-اتمنى يكونو طعمهم حلو

الراجل- دوق بنفسك وهتعرف انها عسل

قطعلها قطع أكل ادم اسير قبل نفسه بصلها ابتسم من كعمها الحلو قالت

-جميله اوى

ابتسم وبصله قال- هات اربعه كمان

-عيونى، احلى بطاطا لمدام

نظر له ادم- مالك بيها

الراجل- انا برحب بيها

-لا كلامك يبقا معابا انا

مسكت اسير ايده قالت-خلاص يا ادم

سكت قال الراجل- ولا تزعل نفسك يا استاذ على عينى

بيحاسب ادم ويمشي نظرت له اسير وهى بتاكل قالت

-انت اى حد تتخانق معاه

-بيتكلم معاكى لى مش فى راجل واقف، هو هيلاغى مبحبش انا كده

قالت بتحاول تهدى عصبيته -خلاص يا ادم معلش

سكت ابتسمت اسير وبتحاول تخفى ضحكتها بصلها قال

-بتضحكى

-الراجل اتخض منك لما اتقلبت فجأه...

-بتفكرينى

-شكلك حلو اوى وانت متعصب

ابتسم وحط دراعه ع كتفها وقربها منه بابتسامه وهما بيتمشو قال

-بس طلعت طعمها حلو فعلا

-اه اوى


عبير قاعده بتتفرج ع التلفزيون سمعت صوت دخل ادم واسير

قامت وقالت-عملتو اى

كأنها كانت مستنياهم سكتت اسير 

عبير-مالكم، حامل ولا لا؟!

ادم-لا لسا بدرى

سكتت عبير شويه ونظرت لهم قالت-بدرى؟! امال لو مكنتوش متجوزين من اربع شهور وداخلين ع الخامس

ادم- عادى يماما بتحصل ده مده قليلة الى بتذكريها

سكتت خد ادم اسير قال-عن اذنك

طلعو ع شقتهم بتلف عبير لقت عاصم قال-  مش حامل؟!

نفيت له قالت-لا للأسف

-اممم مستعجلين ع اى انا شايف ان الخلفه بدرى مش كويسه

-وانت هتحدد هتخلف امتى

-اه

-عاصم انت شكلك هتتعب قلبى معاك انا عايزه الحق افرح بحفيد.. دنا مستنيا جوازك بلاش تفكيرك ده ياحبيبى

-انتو بعد اما بتخلفو بتستنو خلف مننا لى

-اعز الولد ولد الولد... لما يبقى عندك ابن هتحس بيا وممكن تبقى مسؤول شويه

ابتسم قال بلا مبالاه-ربنا يسهل


ادم غير هدومه شاف اسير قاعده ف مكانها قال

-مش هتغيرى ولا اى

-اه انا مكسله بس

-مالك اضايقتى من كلام ماما

-لا دى عمتو عادى نا عارفه كلامها ونها متقصدش

-طب قومى غيرى عشان نحضر الأكل سوا

-مش هناكل معاهم تحت

-لا عايز نتعشي سوى

ابتسمت بصيت لدراعه قالت-بيوجعك

-لا مش حاسس باى مضاعفات اهدى تعوير.ه وهتخف

-الحمدلله

باسته من خده وقامت ابتسم


يومين والموضوع اتنسي لانه متفتحش تانى، كان ادم رايح شغله هو وعاصم قال

-احتمال ريتاج تكلمك النهارده يماما

عبير-لى تانى

-معرفش بتقول انها عايزه تكلمك ف حاجه

-حاجة اى؟!

سكت نظرو إليه باستغراب حرك شفاه بالعافيه- قالت.. حاجه نسا.. نسائيه

كتم ادم ضحكته نظرت لهم عبير وقالت

-وهى بتقولك كده عينى عينك

-انا اصريت اعرف عشان متتعبيش او تحرجيها وتقوللها لا فقالتلى

ادم- اصرار ده بيوديك ف داهيه

عاصم- هبقى اسكت بعد كده

عبير-خلاص هبقا اشوفها عايزه اى

ادم- ماما... اسير بعيد تماما عن اى حاجه متعلقه بريتاج

عبير وهى بتبص لاشير- حاضر يا ادم هتوصينى عليها تانى

-لا

خد بعضه ومشي دخلت عبير قالت

-حاجات نسائيه قال


فى العصر اسير يتعمل عصير ليها هى وعمتها تليفون البيت بيرن قالت اسير-خليكى يعمتو

قامت ترد قالت-الو

-الو، ازيك يا اسير

كان ده صوت ريتاج قالت- اتوقعت ماما هى الى ترد هى عندك

ادت اسير التليفون لعمتها منغير كلام كتير

عبير-الو

-هاي مااامى وحشتينى اوووى

-هاي ياحبيبتى

رن الجرس بتفتح اسير وتتفجأ لما تشوفها

ريتاج ابتسمت-ازيك

بتبص عبير ف تليفونها وليها برعب-بسم الله

دخلت ريتاج وضحكت-لا انا الل بكلمك معايا الخط متقلقيش

-ف حاجه ولا اى

-كنت ف مشوار وقولت اعدى عليكى تيجى معايا

-اجى معاكى فين

-عند الدكتوره، هعمل فحص كامل عليا

-انتى فيكى حاجه ولا اة

-لا ده اهتمام يماما عسان اطمن ع نفسي وتيجى تطمنى ع نفسك اننى كمان وع مرات ابنك المستقبليه.. ولا اى

-ايوه طبعا اطمن ومطمنش لى انتى هتاخدى عاصم وده مش اى حد

ابتسمت-يعنى هتيجى معايا

-اه

-وانتى يا اسير اى رايك

اسير- رأي ف اى

-تيجى انتى كمان

-لا

نظرت لها حطت كوباية العصير ودخلت بتبصلها عبير وتقوم وراها

-اسير

-نعم ياعمتو

-متيجى معانا

-ده لى

-انتو مش ف تاخير ف الخلفه عندك انتى وادم.. روحو اكشفو لعل الموضوع يسرع

-انتى خلتيه تأخير يعمتو

-انتى مش شايفه كده؟!

سكتت بصتلها عبير قالت- بعدين ده فحص ذاتى يعنى مهم لينا بعيد عن الخلفه كمان

-مش عارفه

-ها هتيجى ولا لا.... بس ثانيه ادم ممكن يضايق

بتقف اسير لثواني قالت- لا اما عايزه اجى

-وادم

-هفهمه، نا راحه كشف مش مع ريتاج

-تمم البسي ونروح سوا


بيوصلو كل من ريتاج واسير وعبير على العياده

السكرتيره-انسه ريتاج

-اه كنت حجزه مع الدكتوره

-تمم اتفضلو

دخلو واستقبلتهم الدكتوره بتغير ريتاج هدومها وتخضع لفحص، اسير كانت مستلقيه

الدكتوره-انتى متجوزه

-اه

-بتعانى من مشكله او هو فى حاجه

-لا احنا كويسين، إحنا متجوزين من ٣ شهور فعليا يعتبر

نظرت لها فهل لم يلمسها جوزها شهران، قالت

-وبعدين

-ده عادى انى محملش لحد دلوقتى

-انا شايفه المده عاديه جدا وبتحصل ف بيعقدو ٣ سنين ميخلفوش، دى أرزاق

جت عبير قالت-ونعم بالله بس عايزين تشوف ف حاجه معطله الموضوع

تنهدت اسير لانها عرفت انها كانت بتسمعهم

دكتوره- امم هو لو مفيش اى مشاكل جسديه ممكن يحصل حمل ف اول يوم عادى، ممكن تعمل فحوصات انتى وهو

سكتت اسير قالت عبير- يعملو وميعملوش لى

-تمم يا مدام اسير

اومات لها وبيخلصو كل حاجه ويخرجو

ابتسمت ريتاج قالت-الانيميا عندى عقده

عبير- مبتبعيش مع دكتور

-بتابع بس انا بيستهبل وباكل اى حاجه... انتى يا اسير عندك اى

-لسا تحليل بكره

-اوكاي

قالتها وهى بتبصلها وبتفتكر كلام عاصم عنها الى بيشعلها نارا "اسير كانت تصدى كانت ثابته وقويه حتى ف حبها ونفسها عاليه، عايزك تكونى زيها "

جمعت قبضتها وبتبص لشباك وتكتم جواها


فى الليل ادم لابس ترنج وخارج من اوصته شاف اسير ف المطبخ بتعمله القهوه

ادم-الفيلم بدء

-حاضر

كانت لابسه روب وردى جميل قرب منها وابعد شعرها وباس رقبتها اتكسفت اسير منه

اسير- بتحلوى كل يوم عن قبله

ابتسمت وحطيت القهوه ف الفنجان قالت

-كنا عند الدكتوره النهارده

بصلها بقلق قالت- مفيش حاجه روحنا مع ريتاج عملت فحوصات نا كمان

-مع ريتاج، روحتى معاها تانى

-كنت راحه عشانى، الموضوع ف اهتماماتى هى متفرقليش

-اممم وبعدين

-كلمتها علبنا وقالتلي نعمل تحليل

لقيته بيبصلها وقفت قدامه قالت- متعارضش

-الى يريحك اعمليه طالما مفيش اذيه عليكى

باسته من خده قالت-شكرا يا حبيبى

خرجت قعدت ع الكنبه خد قهوته وقعد معاها بتديله لب ليتسلو هما الاثنان


فى العياده قالت الدكتوره-تمام النتيجه هتطلع يومين كده

-تمم شكرا يا دكتور

ابتسمتلها وخرجت من هناك وهى راجعه البيت بتلف من شارع تانى وتعدى ع ورشة ادم بتقف من برا وتشوفه وهو شغال، كان الجهد عليه اوى، حتى الازق الطبى الى ع التعو.يره وقع من حركته

بتنظر إليه وتدخل وهى تتامله من شغلنته القاسيه الى بتجعله متسخ وبتدخل ياخد شاور قبل ما يلمسها لكى يزيل رائحه الشحم

بيتنهد ادم ويسند على شنطة العربيه بيقف لما يشوف اسير نظر إليها واتفجأ من وجودها

-اسير... بتعملى اى هنا

-قولت اعدى عليك اشوفك

نظر لها فليس هذا المكان الى بيحب تشوفه فيه وقفت قدامه ولمست وشه بعدها عنه قال

-متلمسنيش عشان متو.سخيش ايدك

حدقت به ولمسته رغما عنه قالت- شرف ليا المسك وانت كده يا ادم

مسحت وجهه العرقان بغزاره وازالت الغبار الى على رقبته وهى لا تقرف منه بل تلتمسه بكل حب فكل ذرة عرق سبب فى رزقه مم مال حلال

ابعد ادم ايدها قال-اسير

-بيبقى شكلك وسيم وانت بتشتغل وده بيخلينى اغير... ان واحده تشوفك فتغرم فيك زى الزفته فاتن الى كانت ف وشك

-مشيو

-مشبو؟!

-عماد خدها معاه مم مشاكلكها

-احسسسن

قالها بفرحه وراحه قالت-تصدق كنت بفكر ف الى حصلها كل يوم واختفت فين

ابتسم مسكت ايده قالت- فاضلك كتير، ممكن استناك ونروح سوا

-لسا قدامى ساعه ونص

سحبت كرسي فى ركن قالت- مش مشكله هعقد هنا اتفرج عليك

-انتى كنتى فين

-عند الدكتوره منا قيلالك

-اه قالتلك ايه

-لسا لما النتيجه تطلع هتبلغنى

اوما بتفهم بيرجع ادم لشغله بيبص لعينها ابتسم عليها فهى تصب تركيزها ع عضلاته باعجاب اتكسفت ولفيت وشها الناحيه التانيه كأنها لم تنظر اليه


بتمشو سوا بليل ويروحو

اسير- الحاره دى فيها ذكريات كتير اوى.. لحد دلوقتى فاكره بابا لما كان بيجبنى هنا، ذكرته مشوشه لأنى كنت خمس سنين بس فكره لعبنا سوا

-انا بعانى انى مبفتكرش اى حاجه بسهوله

-بجد

-عداكى

ابتسمت ولفيت دراعها حوالين دراعه فلا يوجد احد سيقول كلمه عليهم وبيكنلو مشيهم للبيت


بعد مرور ثلاث ايام ادم بيكون خارج من البيت بيقابل فؤاد ف وشه اول ما يفتح الباب

استغرب قال-فؤاد

-الاه الاه انت رجعت فعلا

-بتعمل اى هنا

-جاى اسلم عليك، راجع من امتى ع كده.. معرفتش اجيلك عشان شغلى وتليفون مشغول كتير، بتحب ولا اى

-امشي يا فؤاد

-مش هتضايفنى... ده انا قليل لما بجيلك حتى

خرجو الاثنان اسير كانت واقفه ف البلكونه قالت-ادم

بس مبتلحقش تناديله لانه مشي، بصيت للبوكس الى ف ايدها وحطاله سندوتشات لانه ملحقش يفطر

دخلت جوه وبتبص للبوكس بتنهيده -كان واضح انه مستعجل

رن تليفونها بصيت اسير للمكالمه ردت

-الو.. النهارده... تمم نا جايه علطول مش هتاخر

بتدخل سريعا وتغير هدومها وتلاقي البوكس الاكل بتاخده معاه عشان تديه لادم فى طريقها


فؤاد ع القهوه-كويس ان محصلكوش حاجه وجت ع اد الخر.بوش ده..بي ده علاقته بأنكم ترجعو

-اسير عازت كده

-انا المصوره بعتتلى ان صوركم خلصت وكانت هتبعتهالى

نظر له ادم قال فؤاد-يعم مبعتتهاليش قولتلها منك لادم

-تمم هعدى عليها..  أسير مستنيه الصور اكتر من اى حد


فى العياده كانت اسير تجلس على الكرسي وساكته لكن عينها فيها صمت لا واعى وف ايدها ورق نظرت إليه وسالت دمعه من عينها نظرت لها الطبيبه فكما اخبرتها عن النتيجه وشرحت لها اومات اسير بتفهم بدون اى كلام قامت بتعلن مغادرتها وبتسيبها وتمشي


ادم خرج من مكتب بيخرج برواز من حقيبه ف ايده وكان البرواز متخلف كويس

كانت صورته هو واسير وهى بفستان ابيض وهو ببدلته والابتسامه على شفايفهم وهما ينظران لبعضهم، كان أجمل صوره شغوفه مرحه

خرج تليفونه ورن عليها بس مبتردش بيكون عارف انها مستنيه الصور اكتر منه عشان كده خلص شغله وراح استلمهم

وصل على البيت دخل لقى والدته لوحدها قال

-ازيك يا امى، اسير مش هنا

-لا منزلتش النهارده خالص قعدت معايا

اومأ بتفهم وطلع فتح باب ابشفه ولما دخل فى هدوء غريب مصمت لا يوجد حركه لانه جه او تهليل تجاهه او تريه وجهها

استغرب فاين هي قال-اسير

حط الحقيبه ع الترابيزه وراح اوضته بيلاقيها قاعده على السرير وظهرها ليه نظر لها قال

-بحسبك نايمه!!

مرديتش عليه قرب منها قال- اسيير، نا جيت.. انتى سمعانى

-اه

استغرب من نبرة صوتها قال-مالك

قامت أسير وهى بتجر قبضتها قالت- تطلقنى يا ادم؟!

نظر لها بشده من الى قالته قال- انتى بتتكلمى بجد ولا زلة لسان

-انا بتكلم جد دلوقتى، رد..

- ارد ع اى منا مش فاهم سؤالك، أنا أعوذ اطلقك ازاى.. متعقلى كلامك يا اسير

- -انا عقلاه وبقولك الى هتقوله بعد سنه قدام

نظر لها بشده-الى هقوله؟!

-اه

-اه ايه، أنا عمرى مقول حاجه زى كده وانتى بتتكلمى ع لسانى لى.. بتعرفي المستقبل

مرديتش عليه مسكها ادم ولفها قال- ف اى يا اسير متفهمينى، طلاق اى وبعد اى الى بتتكلمى عنه

-انا بديك فرصه تقرر من دلوقتى، هعرفك الحقيقه لانها من حقك ومينفعش اخبى عليك لأنى هكون بظلمك

نظر لها من انطفاها قال-اسير، اتكلمى.. حقيقة اى

بص لهدومها الى مغيرتهاش من لما رجعت قال

-انتى كنت بره

سكت باستيعاب وقلبه بيخفق قال بتردد- انتى روحتى العياده، النتيجه كانت النهارده؟!

-اه

قرب منها قال- ف حاجه زعلتك، قولتلك انى مش مستعجل ف اى وقت نخلف ونجيب عيال

نظرت له من كلامه وحطيت عينها ف عينه هذه المره قالت

-مش هبجو اصلا يا ادم، مفيش وقت خالص لانهم مش هيجو

توقف ادم وبصلها باستيعاب- مش فاهم

-عايزنى افهمك، تمم يا ادم انا مبخلفش

قربت منه وأكملت - انا عقيمه


اسير العشق

بارت 18

-انا مبخلفش يا آدم لا دلوقتى ولا بعدين انا عق.يمه

بتقع جملته عليها زى الصا.عقه شاف دموعها الل ف عينها


اسير-فهمت دلوقتى يا ادم... فهمت الى عايزه اقولهولك


سكت وصمته كان مهيب ينظر اليها استوعب الى بيحصل قال اخيرا


-الدكتوره قالتلك اى


نظرت له قرب منها قال-ورينى التحاليل


-تانى يل ادم.... عايز تشوف اى فيها قولتلك الخلاصه... أنا مبخلفففش


آدم اتجمد مكانه... مكنش لسه مستوعب، وبيحاول يمسك أي خيط في دماغه يربطه بكلامها.


قال بهدوء مصدوم:


– أنتي... بتقولي إيه يا أسير؟ أنتي بتتكلمي بجد؟!


لفت عنه... عينيها مش ثابتة، وصوتها طالع بارد، شبه الآلة:


– آه، بقولك الحقيقة، اللي لازم تعرفها


وقفت لحظة وكملت:


-لى بتقولى كده لى


-عشان مفيش امل، انت عارف يعنى اى عقم.. حتى انت مش قادر تستوعب عرفت لى بخيرك نطلق


-ازاى هانت عليكى تقوليها


نظرة له من الى قاله قرب منها قلل-ازاى تقولى ع نفسك كده وازاى تفكرى انى ممكن اطلق عشان حاجه زى دة


-شايف انها قليل.. قلبى إنك تتحرك من الخلفه


-قليله ع حبى ليكككى


سكتت قرب منها وهو بيبص لها كأنها بتضيع قدامه:


– لما عرفتى حاجه زى دى اول حاجه طلاق يا اسير... مش نفكر ونحلها سوا... طب وبعدين؟ يعني خلاص؟ دا معناه إيه؟ إننا نرمي كل حاجة؟ نسيب بعض؟!


قالت له وهي بتحاول تمسك أعصابها:


– معناه إنك تبص لقدام... وتقرر، لأنك تستاهل تكون أب. والموضوع ملوش حل


قال بغضب من حبه-ولو ملوش تنهينااااا


-أنا عارفة إنك بتحب الأطفال... وعايز أسرة...وأنا مش هقدر أديك ده.


قاطعها بسرعة وهو صوته مهزوز:


– ومين قال؟! مين قال إني عايز أسيبك عشان كده؟


– آدم...


– لأ، اسمعيني ومتقطعنيش


سكتت وهى تنظر اليه


ادم- بلاش تقرري عني.


مسك إيديها وقال لها وهو بيبص جوا عينيها:


– أنا بحبك يا أسير... من زمان... من قبل ما تتخيلي حتى.أنا حبيت ضحكتك، وشخصيتك، وغضبك، وسكوتك، وكل حاجة فيكي.... وأنا اتجوزتك مش علشان أخلف... أنا اتجوزتك علشانك إنتي.، لو ربنا رايد نخلف، خير وبركة، مش رايد، أنا راضي...


أنا عايزك إنتي... مش عايز طفل من أي حد، أنا عايز نكمل حياتنا سوا.


بصت له بعيون فيها وجع عميق، وقالت:


– وده كلام دلوقتي... بس بعد سنة؟ بعد سنتين؟


لما تلاقي صحابك حواليك، معاهم عيال، وانت كل يوم ترجع تلاقيني أنا بس...


مش هتحس بحاجة؟ مش هتتوجع؟


-طول ما انتى معايا انا الدنيا ف ايدى


دمعت عينها بصلخا آدم فهل كلامه هيخليها تبكى


قرر منها بحزن حضنها قال-اهدى عسان خاطرى


-هديك مهله تفكر يا ادم مهله تحسم قرارك ومش هضغط عليك


-قرار اى يا اسير قولتلك مستحيل اطلقك.... عارف انك زعلانه مش هاخد بكلامك، الطب اتطور كتير، هنروح مع دكتوره تاني... هتابعلك مع دكاتره من بره ونحاول تانى وتكي، ربنا هيرزقنا


-كلامك مبنى ا الأمل ليه..لى بتوجعنى أكتر لييييييه


انها لا تبكى فقط دموعها متحجره


اسير- حاسن قرار تكون معايا ع امل يبقى شيله لان ولا محاوله تانيه وتالته ورابعه الى هتخلينى اخلف


أسير وقفت قدام آدم، ملامحها هادية بس البرود فيها مش طبيعي... مش برود عناد، ده برود الصدمة، اللي بيخلي الكلام يطلع آلي وناشف.


قالت بصوت ثابت:


– النتيجة وصلت النهاردة.


أنا رُحت للدكتورة... بعد ما التحاليل خلصت.


أربع أيام كنت مستنية، وأول ما وصلت كل حاجه انتهت، رُحت لوحدي...


قالتلي ببساطة كده... "مافيش فرصة."


أنا مبخلفش يا آدم.. اعرف ده ان لحد ما نموت هنموت لوووحدناااا


آدم حس كأن الكلام ضربه في قلبه... مش علشان النتيجة، بس علشان اللي حاسه بيه جواها زال قناع الحزن ق،ام حزنها والى ممكن تكون حاسه بيه


قرب منها وقال وهو صوته بيرتعش:


– أنتي لسه راجعة من عندها؟


– أيوه، كنت هناك الصبح...قاعده مستنياك مكنتش قادره اقول بس مضطره


سكتت، وبعدين قالت بهدوء:


– أنا مش هظلمك، ولو عايز تمشي، لو شايف إن دي مش الحياة اللي كنت مستنيها...


أنا مش هعترض.من حقك يكون عندك ولاد، وأسرة... وأنا مش هعرف أديك ده.


آدم قرب خطوة كمان، وقال بنبرة ثابتة مليانة حب:


– أنا مش متجوز عشان الخلفه يا اسير إلى جوايا كببيييى 


مسك ايدها ابعدته قالت– آدم، ما تقولش كلام دلوقتي تندم عليه بعدين.


– أنا مش بقول كلام، دي الحقيقة.


أنا الىةطلبت ايدك وعملنا فرح واخترتك تكونى شريكى لحد ما نكبر ونجيب سوا يا اسير... أنا اخترتك انتى مس اخترت الخلفه والعيال


-مش ندمان ع اختيارك


-لو الزمن رجع بيا... هعمل كده تاني، حتى لو عارف من الأول إنك مش هتخلفي.


أسير بَصّت له، عينيها بتلمع قالت بجديه


قالت له:


– بس الكلام ده حلو دلوقتي، وأنا عارفة إنك بتحبني يا ادم ومشككتش ف حبك...


بس يا آدم، في وقت هتيجي تبص وراك، وتقول "كان لازم أفكر صح"


أنا مش عايزة أوصلنا للوقت ده.


آدم قال بسرعة وبحسم:


– ومش هييجي.


أنا واخد قراري، ومش عايز منك غير إنك تبقي جنبي...


مسك وشها قال-عيال؟! فى ستين داهيه الخلفه .. مش عايزها نا من زمان بحلم اعيش مرفهه لوحدى معاكى


أسير كانت بتنهار من جوا، بس لسه صوتها ثابت:


– ولو في لحظة جواك فكرت تتجوز... علشان تخلف؟


بصلها بشده قال– مستحيل اعمل كده.


– بس لو فكرت...


-وانا بقولك مستتتحيل يا اسير


(بصّت له بنظرة كلها وجع بس صدق)


– اسمعنى للاخر يا ادم... انت خايف من البعد ونا مش هبعد...أنا بحبك وعايزه اكون معاك


-لى حاطه البعد حل


-لأنى بفكر فيك بس نا عايزك بردو.. بس لو في لحظة جواك حسيت إنك محتاج طفل، ومش قادر، وعايز تتجوز...


أنا مش همنعك.


آدم بص لها بصدمة:


– إيه؟!


– آه...أنا مش همنعك...لو حبيت تكون أب، وعايز تتجوز، أنا هفضل على ذمتك


-انتى بتقولى اى يا اسير


-أنا ممكن أتحمل ألم إني مبخلفش،ولسانك أتحمل إنك تكون مع غيرى


-انا مش عايزك تتحملي حاجه زى دى.. أنا مش هقول اكون مع واحده غيرك اصلا واخده عان بس تخلف، الجواز أعظم من كده.. الجواز حب وشراكه


آدم وقف قدامها مصدوم، حزين، ومتوجع أكتر منها...


بس في عينيه إصرار.


قال:


– بصيلي كويس...شايفاني؟أنا بحبك، وبحبك كفاية تخليني أتنازل عن أي حاجة...


حتى الأطفال...


أنا اختارتك، وهفضل أختارك... كل يوم، فكرة انى ممكن اشوف واحكه غيرك تكون مراتى دى مض ممكنه... قلبى يقت.لنى قبلها


باسها بعمق بادلته اسير ولم بكن هنالك ذرة حزن بل عشق فقط


ادم- حبك كبير يا اسير، حبى ليكى ميتوصفس، مش طالب منك حاجه غير وجودك جنبى.. انام وانتى ف حضنى و اصحى كل يوم ع وشك  


اسير وهى تنظر اليه بتأثير من كلامه وابتسامه ممتنه– وأنا كمان بحبك يا آدم...


آدم حضنها...


حضنها كأنه بيحاول يطمن قلبها، ويرجع فيه الحياة.


– ما تخافيش...


أنا وأنتِ، كفاية لبعض


ربت عليها بيحاول يزيل حزنها واسير بتحضنه  


أسير بصت له قالت


– بس المجتمع، والناس، وأهلك، ومامتك حتى… كلهم هيستنو منك ولد…


– وأنا عمري ما كنت ابن الناس، أنا طول عمري باخد قراراتي بقلبى…


ورب العالمين عارف ان أنا قلبي معاكي.


-مش هتسيبنى ده قرارك


– ، مش هسيبك ولا هتجوز، ولا هشوف غيرك، ولا حتى أحلم بحد غيرك.


خليكي مراتي وامى،حتى لو الدنيا ما سمحتلناش نكون أم وأب.


لحظة طويلة من الصمت، مفيهاش غير صوت أنفاسهم…


أسير حطت راسها على كتفه حضنها ادم جامد


اسير لاخر كلماتها بتحاول تمس رفضه من جواه– حتى لو بكرة صحيت وقلت…


قاطعها– هصحى أبصلك، وأقول "الحمدلله أنك مراتي".


وفي اللحظة دي اختفى برودها وابتسمت اسير وهى تختبأ، داخل صدره مكنتش ابتسامتها مفهومه وغريبه مليانه سعاده وراحه كأنه مخيبش اكلها


حضنته بلا خوف ولا وجع قالت آخر كلمه ليها بامتنان ليه من كل قلبها الى مخذلهوش


-شكرا


الساعة قربت ٤ الفجر…وادم متحركش من مكانه ضامم اسير لحضنه وساكت


بيبصلها وهو بيتاملها ويفتكر الحزن الى كان ف عينها، بل الابتلاء الى حل عليها وخفى ابتسامتها العمر كله..مكنش زعلان ا نفيه كان ما يهمه هي فقط


مع شروب الصباج الشقة هادية، مفيش غير صوت بسيط جاي من المطبخ…


صوت معالق تتحرك، وصوت تقطيع خفيف…


وآدم واقف بشورت قطني وتيشيرت خفيف، شعره مبعثر من السهر، وعينيه فيها لمعة نعاس…


بس قلبه صاحي.


كان بيحضر فطور بسيط: بيض، جبنة، عيش سخن، وكوبايتين شاي بلبن.


في اللحظة دي، أسير صحت فجأة من النوم، مدت إيدها على السرير تلاقيه فاضي.


– آدم؟


قامت وهي متلخبطة، لبست روبها وخرجت تدور عليه…


وبصوت ناعم، قالت:


– آدم… انت فين؟


لقته واقف في المطبخ، ظهره ليها، والريحة طالعة تدفّي القلب.


قربت بخطوات هادية، وقالت بضحكة ناعسة:


– انت بتطبخ ولسا الشمء مطلعتش؟


بص وراه، وعينيه نورت:


– كنت لسا هصحّيك بعد دقيقتين عشان ناكل سوا


-انت بتعمل اى بجد يا ادم


-فطار


-انا معرفش انك جعانكنت صحينى اعملك


-نا طنت خايف اقلقك واصحيكى تاكلى تقوليلى صحينى اعملك اكلك


-فقمت انت حضرت الفطار بنفسك


-مفجأه حلوه


ابتسمت من عيونه قالت- مش عارفه الدلع ده هيستمر لحد امتى


-العمر كله، نا عايش عشان ادلعك وبس


-يبقى عيشلى انا بس


قال بجديه-نا بتنفس بيكى


قربت منه وهي مبتسمة، وقالت: لى عملت فطار لجد وب ساعه زى دة.. انت منمتش


-لا


نظرة له فهل بسبب الليله الماضيه  قالت-لى، بسببى


-اه فضلت اتأملك الليل كله باسها من خدها قال


-انتى عارفه انك اجمل ما رأت عينى


اتكسفت رجع مكانه خد الاطباق- نا عملت الاكل عشان متعبكيش... يلا عشان ناكل


شالت الاطباق معاه قعدوا على السفرة الصغيرة…


أسير بتاكل وهي بتبص له من تحت لتحت، قلبها بيتقرّص من كتر الحنان، وقالت له


:


– مين فينا المفروض يتعب ويفكر يبعد من الزهق؟


آدم قال بهدوء:


– ولا حد…إحنا نفضل سوا… حتى لو الدنيا كلها قررت تبعدنا.


سكتت وهى بصاله نظره مجهوله فيها رفق وشفقه ابتسمت وهى تنظر لطعام انها محظوظه بهذا الرجل كثيرا اانه يعاملها كملكه


بثلها اسر من ابتسامتها فرح قال-ف اى


-مفيش


كلت وقد اعجبها الاكل الى اتعملها بكل حب وده شيء اسعده انه يعمل كتير عشان بس ابتسامه زى دى


آدم واقف ف المطبخ بيتفرج ع اسير وهى بترتب الاطباق وبتعملهم مشروب


كانت لابسة ترينج واسع، شعرها مرفوع كعكة عشوائية… تنهدت قالت وهى بتضحك


– ايه يا أستاذ، النوم مأثر عليك ولا بتفكر ف حاجه


جه من وراها حضنها قال– بفكر إني محظوظ، ومش عايز من الدنيا غير اللحظة دي.


– بتحبني كده ليه؟


آدم بصّ لها وقال:


–اوقات بقول انى اتخلقت بحبك، يمكن عشان كل حاجة فيكِ، بتكملنى ويمكن عشان لما بكون جنبك، بنسى أنا مين وبفتكر بس إني بحبك.


أسير سكتت شوية، وبعدين قالت وهي تبص في عينه:


– أنا كمان بحبك… بطريقة مكنتش أتخيل إني أحب بيها حد. بحبك وانت ساكت… وانت بتبصلي وعينك بتتكلم… حتى وانت مش هنا، ببقى حساك جوايا.


مد إيده، شال خصلة من على خدها قرب منها بعدت اسير نظر إليها قال


-عقاب تانى ولا اى


ابتسمت قالت-لا بس لازم اركز ف الايس كوفى


استغربت حطت الشاليموه وادته لنجان بس لشكله الغريب قعدت اسير على الرخامه وشربت قالت


-احلى حاجه ف المشروب ده ينفع شتا او صيف


شرب آدم وسند على الحيطه بابتسامه وهو يتاملها


اسير-انت مش وراك شغل؟! هتلحق تنام وتروح وترجع


-انا مش رايح الشغل النهارده


-بجد؟! لى


سند دراعه على الحوض وحاوطها قال -عايز اربح شويه واقضي يوم مع زوجتى عشان وحشتنى


حط ايدها على كتفه قالت-هتعقد النهارده معايا


- اه، الا بقا... لو إنتى لسا مصره ع الطلاق


كان بيوضح كلامها الى قالته وانه مضايق منها


قالت- انت شايل بقا


-جدا


-وعايز تطلقنى..فاضل طلقتين عارف كده


استغرب جدا من الى بتقوله مانها بتفكره بردو بالى عمله


قال- مش هحتاجهم ف حاجه لان بينا فراق المو.ت.. ونتقابل ف الاخره بردو


سكتت وهى بتلمس رقبته باناملها وباصه فى عيونها سحبها ادم وباسها نظرت له بشده حط ايده زرا رقبتها وضغطت عليها فتعمق فى قبلتها فغرقت فيه وغمضت عينها وبادلته


مكنش قادر ييبعد عنها ولا يديها حتى فرصه تتنفس، شالها من على الرخامه وقع المشروب من ايدها لكنه مخلهاش تلتفت او تبعد


خلاها تاخد نفسها نظرت لهةقالت-ادم


سكت وهو بيشوفها بيضعف هدا نفسه لكنها عانقته بادلها بحب


 عاصم خرج قال- ادم جه ولا اى


-اه كان بيسأل على اسير قولتله انها منزلتش خالص النهارده


-اممم ومنزلوش هما الاتنين عشان نتعشي


-شكلهم هيتعشو فوق يلا ناكل احنا


سكت وبص للشقه فى الأعلى


قالت عبير-مورتنيش البيت الى شفته يعنى


-انتى عرفتى منين


-انت كمان مكنتش عايز تقولى


-انا بسأل يماما مش اكتر


-ريتاج خطيبتك


-اه انا لسا معملتش العقد


-ده بكام بقا


-شوفى الصور الاول


عرضه عليها نظرت له قالت-حلو اوى بس ده ع المحاره


-اه محنا هنوضبه احنا


-استنى بس كده


رفعت الشاشه بصدمه قالت- ٧٠٠ الف طب حلو بالنسبه للبيت


-٧٠٠ الف اى يماما انا هاخده ملبوس ده مقدم بس


-مقدم؟! انت هتاخده قسط،


-اه


-اه اى با عاصم هتعقد زى المأجرين


-منا معيش مليون ونص حاليا


سكتت وبتحاول تفهم الى قاله -مليون اى


مكنش عايزه يقولها بصتله بصدمه قالت


-هو البيت بمليون بنص


-كه اقل حاجه يماما


-انت اتجنننت عايز تودى نفسك ف داهيه


-ماما


-حالا تلغى العقد ده ولا تقسط زلا زفت وف ستين داهيه دى جوازه


-ماما انا شارى البيت ليا انا


-انا مبهزرششش


-الأسعار أعلى من كدت بكتير انا خدته بالمناهده وموقعه جميل وقريب من شغلى بدل بنزين العربيه الى كل شويه اغيره


 انت هتشيع مرتبك كله لى تسديد.. هتضيع القرشين الى حوشتهم منتا عندك شقته ماك اعقد فيها ومحدش هيجى ناحيتكم


-لو زنقت هبيعيها


-تبيع اى معلش، الشقه


- اه


- بعد صرفت عليها ووضبتها اخر تنصيب وكم الفلوس الى صرفتها ف الجوازه الأولى هتضيع الباقيه ع التانيه... انت لاقيهم فى شيبسي


- انا بقول لو زنقت


- مين قالك انى هوافق ناس اغراب يدخلو بيتى، شقتك موجوده تبقو تيجو فيها زياره لكن متتباعش يعاصم


- ماما ممكن تهدى لى الانفعال ده ياحبيبتى


- ابعد، قرض وتقسيط وبيت بعيد.. لى ده كله


- ريتاج مش عايزه تعقد هنا ف المنطقه


- منطقه؟! قول كدت بقا مش حوار بيت الهانم متكبره وقرفانه تيجى فى حتتنا


-ماما ده حقها اتكلمنا وخلصنا


-حقها؟! تقوم واخده ابنى منى وتخلص ع كل الى عمله... روح يعاصم ربنا يسامحك زى محرقت دمى


مشيت قال-طب الاكل يماما


-كل انت، مش واكله


اتنهد منها ولعن نفسه انه قالها وعارف انه امه لا تدرك أرض الواقع


[


 عدى الصبح والمساء. حل واسير وادم نايمين، كانت صاحيه مفتحه عينها باصه للسقف لفيت ونظرت إليه لانه نايم بعمق وحاضن وسطها


عيونه وهى نايمه انه مرهق كأنه مصدق يرتاج عارفه انه سهر الليل بيتاملها وعارفه انه منامش وكان بيحن عليها ف نومها وقام حضرلها اكل


لمست دقنه رفعت عينها لوجهه، قامت من جنبه راحت عند الدولاب بتعها فتحته وكان فى ظرف كبير من معمل بتفتح اسير وتبص فى الى مكتوب


-شكرا انك مخذلتنيش


تنهدت وحطيت الورق فى الملف


-اسير


وقع الملف من ايدها لما سمعت صوته نظر لها ادم نزلت بسرعه خدت الملف ورجعته مكانه قالت


- نعم


- بتعملى اى هناك


- مفيش


حطيت النلف ف مكانه وقفلت الدولاب وراحت ع السرير لمكانها فى حضنه ضمها ادم وكأنها دميته الى صحى لما لقى انها مش ف حضنه


فى اليوم التانى فى المكتب عاصم قاعد بيفكر ف كلام امه وغضبها منه


اتفتح الباب - مشغول


بص لصوت لقاها ريتاج كانت لابسه جيبه وبلوزه كان نظام لبسها شبه اسير وفكرته بيها


قام حضنها نظرت له بدهشه بيبص الموظفين بفضول


اتقفل الباب ف وشهم وابتسمت ريتاج وحضنته قالت


-بقالك كتير محضنتنيش


-وحشتينى


-وانت كمان، برغم انى مش طيقاك


محبش يفتح الموضوع قال- خير، ف حاجه


اتفتح الباب قال أحمد ثاحبه- خير اجنا بس هنسهر مع بعض كلنا بكره


شاف زمايله معاه كأنهم متفقين


عاصم- ف مناسبه


-اه مخصوص خطوبتكم حبينا نحتفل بيكم بطريقتنا


ابتسم قال- ريتاج مش جايه


بصيتله ريتاج قال- هاجى انا بس


-اممم ماشي يبرو يلا باى


خرجو وقالت ريتاج-مش جايه لى


-بلاش تختلطى بيهم اكتر من كده


-يعنى تروح انت وتشرب والله اعلم هتعمل اى


-ريتاج، أنا بغير عليكى زميلنا كلهم شباب انا هخلى سوزان ومريم ميجوش لأننا عايزن ناخد راحتها.. هتيجى تعملى وسطينا


سكتت كان جملته هديتها


ريتاج- راحتكم دى تخوف..انا عارفه انت مش عايزنى اجى لى لانك بتعمل بلاوي.. نا عارفه سهرتكم ممكن توصل لايه


-مش واثقه فيا


قربت منه قالت- عارفه لو فكرت تخونى هعمل فيك ايه


ابتسم اضايقت من بروده


فى اليوم التانى بيخلص عاصم شغله وينزل يتقابل هو وزمايله قال


-مش كانت البنات تيجى معانا


عاصم- مقولنا لا


احمد-عاصم فكر صح مش هناخد راحتنا، السهره النهارده مع اتنين اجانب


-حلو ده نشوف مين هيوصل الاول


ركبو سيارتهم وانطلقو بها


عاصم فى النايت مع صحابه دخل كانت فى تلات بنات سعرهم اصفر ولابسين لبش شبه العا.رى وبيشاورلولهم


قال احمد-اى رأيكم


-احسن من الى فاتو


بصو لعاصم ابتسم عرفو انهم حلوين لانهم بيثقو ف زوقه


قعدو معاهم قال أحمد- هتشربو


-هنشرب كلنا طبعا


قربت واحده من عاصم وقعدت جنبه وبدأت الملاغاه بينهم


فى المساء نزل ادخل مع اسير شاف امه قاعده لوحدها قال


-عاصم مش هياكل


-برن عليه مبيردش


-هو لسا مرجعش.


-لا ومقاليش انه هيخرج.. سهره كتر اوى


 سكت ادم رن عليه لقاه مبيردش


فؤاد بيكون واقف قدام نايت قال


-أدى آخرة مقابلات الشغل.. المكان كان حلمى بس اخلاقى متسمحليش


رن تليفون رحع تانى قال- بس مفيش مانع نجر.ب منغير منعمل حاجه غلط


دخل وهشي ان يمنعه البودل جارد بيشوف جرسونه واقفه بعيد بتشاورله راحلها


كانت امرأه فى التلاتين- اتاخرت لى


فؤاد-كنت بتاكد من المكان بس


-معلش جبتك مكان شغلى... بس ف حجات جديده عن قضية خ.لع من جوزى


-زى مقولتلك الحضانه هتكون ف ايده لأمك ببساطه هتتجوزى.. مش هتعرفى تاخدى بنتك لما تخلعيه


-ده مش هيصرف عليها ده معفن انا لو معايا فاعرف اذله واخد حقها


-مبتتحسبش كده


قربت منه نظر لها رجع ورا قربت منه تانى قالت- عشان خاطرى حاول نعمل اى حاجه


-انا قولتلك الحلول


-هجبلك حاجه تشربها اعقد هنا


مشيت نظر فؤاد لناس ابتسم قال


-انا دخلت ال.نار ولا اى


قعد بيلف باستمتاع وقف لما شاف عاصم استغرب ومسح عينه كان فعلا هو وف واحده معاه هو وصحابه


-عاصم؟!!!


خرج تليفون وعمل مكالمه


ادم كان قاعد مع اسير فى شقتهم وبيعقد ع السرير لينام


اسير- عمتو بتقلق عليه اوى


-اه وعاصم مبيريحهاش


رن تليفون ادم قالت-مين بيتصل ف ساعه دى


- ممكن هو


بص لقاه فؤاد رد عليه- الو يا فؤاد


-انت عاصم عندك ف البيت


- برا لى؟!!


-يبقى هو الى قدامى


-قدامك، انتو خرجتو


-لا ده مكان حفلات كده


-حفلات اى، ابعتلى العنوان


-مبلاش يا ادم عشان مش هيناسبك


-مش هيناسبنى لى


-هتتقفش متلبس المره دى يا ادم


استغرب وافتكر الشقه فهل اخوه ف حته زى دى، اتصدم قال بضيق -فؤاد؟! ابعت العنوان


قفل معاه قالت اسير- ف اى


-عندى مشوار هخلصه وارجع


-دلوقتى


قام خد تليفونه ومشي منغير ما يرد بصيتله بقلق


بيوصل ادم على المكان وأما بينزل من التاكسي بيبص بشده انه هو ده الموقع إلى اتبعتله لقا فؤاد خارجله شافه راحله قال


-وصلت بسرعه


-انت اى الى جايبك


-روح شوف اخوك بس لانها بقيت مليطه


دخل فورا ع جوه بيخبط ف حد قال أحمد


-هتسكرو علينا ولا اى


بيكمل ادم مشي ويسكت أحمد لما يلاقيه اخو عاصم قال


-اى الى جالو هنا


رفع تليفونه بسرعه رد عليه عاصم


-اى يلا بتكلمنا من الحمام ولا اى


ضحكة البنات الى معاه قال احمد-اخوك هنا


-العب ع حد غيرى


-اخوك هنا بجد


-انت سكرت ادم هيجى هنا لى...


سكت لما لمح طيف ادم من بعيد وفعلا هو اتفجأ وقام بصله صحبه قال


-ف اى


بيلاقى اخوه بيدور عليه بعينه قال عاصم -بقولك اى.. إلهي ادم من طريقى دلوقتى


-ادم.. مين


-اخويا... انجززز


خد مفاتيح عربيته ومشي، بيبص ادم حواليه بيقف لما يشوف طيف اخوه نظر إليه راحله فورا لقا صاحبه جه ف وشه قال


-ادم مش كده


بصله انه يعرفه قال- عاصم فين


-اتفضل... واحد عصير لو سمحت


راح الجرسون جاب عصير بيبص ادم لقا الترابيزه مبقاش فيها حد غير البنات دى قال


-راح فين


-اشرب وهو زمانه جاي


-انا مش جاي اشرب


زقه ومشي جه أحمد قال- اى ف اى... اهلا استاذ ادم، رفضت مشروب ضيافه لى


-بتعملو اى هنا


-بترفهه عن نفسنا شويه


-هنا.. ومع دول


قالها بقرف قال- هاتلى عاصم حالا


-طب اشرب بس ده عصير مش اكتر، أنا هرنلك عليه


اداله احمد العصير نتشه ادم بغضب وشربه دفعه واحده وزقهم جامد من طريقه وبيروح عند المدخل مبيلاقيش حد، استغرب لانه متأكد انه شافه


جه فؤاد من بعيد شاف آدم قال- ادم


مبيكنش سمعه راحله لقا واحده بتيجى من وراه وتحضنه وقف باستغراب


كان أحمد وصاحبه واقف بص للبنين التانين وشاورلهم راحو هناك


-واحنا هنتسلى بمين


-سيبه بي دلوقتى، هنشوف السكر فى البدايه عامل ازاى


-سكر اى هو شرب اصلا


-اه ده مش عصير


نظر له بشده شافو عاصم واقف ع الباب شاورلوه بمعنى يطمن استغرب وشاف أخيه بيسند على الحيطه استغرب جدا


لقا البنات ال كانو جايبنهم قريبين منه، اتعدل ادم وبعدهم عنه قال


-راح فين


قالت بنت- زمانه جاي


-سيبينى انا عارف أسند نفسي


مشي كان هيقع لحقته قالت- امشوا انتو انا هكون معاه


نظرو لها ابتسمت ومشيو وسابوها


عاصم رن على أحمد قال- انت عملت اى


-معملتش حاجه بس باين اخوك شرب وعجبته سوزان


سكت عاصم وبص لادم لقا شبه نائم عليها


أحمد-هنمشي ولا اى


-اه يلا


خرج وقف لما شاف فؤاد بصله واحتنق وحهه قال- انت إلى قولتله


-قولة اى.. وبعدين ادم راح فين


-دور عليه


بيرن تليفونه بص لقاها اسير بص عاصم لرقم بشده قال-ده رقم..اسير؟! بتعمل اى عندك


-هرد ع ادم لو سألني سؤال زى ده


-ونا ابن خالها وأخوه


احمد-عاصم يلااا


مشي عاصم بدون اهتمام بيرد فؤاد ع اسير قال- الو


-ادم راح فين


-والله معرف هشوفه اهو


-متعرفش يعنى اى


-كان قدامى بس اختفى فجأه


 -انتو فين اصلا، وديته فين يا فؤاد


تنهد بضيق وعارف انه هيرتكب حماقه بس قالها ع المكان


ادم بيبص يمين وشمال تليفونه بيرن بص فيه لقاها اسير شعر بشعور اليقظة وبص لتلك المرأه الى سنداه بعد عنها قال


-انا فين


-انا بساعدك


-اخرج منين


لف تانى وهو بيطوح ومش موزون فى مشيه  وعايز يرجع مكان ما جه وكان المكان مس مكانه ولا الحورات دى شبههه


بتوصل اسير وتدخل لجوه وتبص فى المكان بصدمه


فؤاد- متفهميش غلط انا إلى جبته...


اسير- فيييين ادممم


قالتها بحده قال- هنعرف دلوقتى


جه الجرسونه الى مع فؤاد قالت-مراتك


فؤاد- لا، يلا بس قوليلى ف اماكن اى هنا غير الرقص ده


- رقص؟!! ف كذا دور هنا حسب الطلب


فؤاد -انا شوفته اخر مره هنا وف واحطه معاه


بصيتله اسير بشده


-اه الطريق ده يبقى انترستينج او سول


مشيت اسير فورا لهناك وتسيبهم


ادم كان هيقع مسكته سوزان قالت- ممكن تسند عليا عقبال ما نوصل


-عايز اخرج


-هخرجك


خدته ومشيت اتبعتتلها رياله شافتها ابتسمت وكملت بيه


اسير بتوصل وتلاقي طريقين فؤاد- اعتقد طوالي


كملو طريقهم بس هي مشيت من التانى ومتعرفش لى حاسه بالخوف، بتجرى تلاقى واحد ماشي سكران نظر لها نظره قذره يتفحصها بابتسامه بتقدم وتبعد عن المكان بتشوف من بعيد واحده ماسكه واحده، اللعنه انها ملابس زوجها قفلت الباب جريت اسير على فوق


بتعقد سوزان على السرير وبيترمى من تقله فتحتله زراير قميصه مسك ايدها يمنعها وكانت يده قويه


-بتعملى اى


ارتبكت قالت- اهدا مش هعمل حاجه


شالت ايده من عليها فبرغم انه سكران لسا فيه قوه للاستيعاب، بترجع تفتح زرايره وترى صلابه جسده الى عجبتها بشده، سمعت صوت رساله من تليفونها رميته وكأنها مبقتش مهتمه وانه فعلا عجبها


قربت منه حضنته وهى بتق.لعه قمي.صه وترميه من عليه


اسير بتكون بتجرى فتحت اوضه ملقتش فيها حد مشيت فتحت الاوضه الى بعده لقت اتنين قفلت الباب سريعا بقرف بتبص ع الاوضه الاخيره بتجرى سريعا


بتقف سوزان امامه وتمسك سحاب فستانها وتفتحه من عليها وسرعان ما اتفتح الباب بقوه بتبص وكانت اسير


نظرت لها بشده وهى تخل.ع ملابسها وبصيت الى ادم عار.ى الصدر الى مرمى على السرير جمعت قبض.تها واعينها تحولت إلى احمر قالت بحنق


-تانى


نظر لها ادم واتضحت رؤيته -اسير


سوزان قالت- انت مين اخرجى بدل ما احبك الأمن ازاى يدخلوكى باللبس ده


بتبصلها اسير وقالت-شيلى ايدك من عليه


بصيتلها من الى قالته قربت منها ومشيت بخطواتها الهاديه جه فؤاد ونظر اليهم وبص لاسير سكت بخو.ف وحس بالكا.رثه


اسير بتقف قدام سوزان قالت- سمعتى قولتلك اى


مسكت ايدها جا.مد وعو.جتها صر.خت سوزان 


اسير قالت-عايزه تعرفى انا مين


رفعت رأسها بابتسامه وبعدين اديتها بر.وصيه فى دماغها جا.مد بتقف سوزان عن الحركه وت.قع أرضا بيحط فؤاد ايمه على بقه بصدمه


اسير- انا مراته يعنيا


فتحت الباب بعصبية لقت واحدة واقفة قدام آدم، ولبسها لا يوصف، وهو مرمي على السرير صدره باين ومش واعي.

بص لها آدم برؤية مشوشة:

– أسير؟

قالت سوزان

– إنتي مين؟ امشي بدل ما أبلغ الأمن، إزاي دخلوكي باللبس ده؟!


بصتلها أسير بنظرة قاتلة وقالت:

– شيلي إيدك من عليه.


قربت منها بخطواتها الهادية، وظهر فؤاد اللي وقف مصدوم ووشه اتقلب لما شاف أسير، حس إنها كارثة جاية.


وقفت قدام سوزان وقالت بهدوء مرعب:

– قولتلك شيلي إيدك.


مسكت إيدها بشدة، سوزان صرخت، فأسير قربت منها، رفعت راسها بابتسامة صغيرة، وفجأة ضربتها خبطة قوية على دماغها، وقعت سوزان على الأرض من غير نفس.


أسير: 

– أنا مراته... يعنى فاهمة؟ مراته.


فؤاد اتجمد مكانه، حط إيده على بُقه من الصدمة، وفضل يبص لها بخوف.


قربت من آدم وهو بيقول بصوت مهزوز:


– أسير...


قالتها وهي بتمسك قميصه اللي مرمي على الأرض، ساعدته يلبسه وحطت دراعه على كتفها تسنده، وهو بيترنح عليها.


قالتله بهدوء:


– حاول تمشي لحد ما نوصل.


فؤاد حاول يساعدها، لكنها قالت بجمود:


– لأ، أنا هقدر أشيله.


وهما ماشيين، بص فؤاد على سوزان اللي مرمية على الأرض وقال:


– دي... ماتت؟!


بص ناحيته بخوف، وخرج بسرعة من المكان وقفله 


خرجت اسير بأدم من ذلك المكان القذ.ر، بيكون فؤاد بيدور على تاكسى وبص يمين وشمال


بصيتله اسير قالت-اطلب من على اي ابلكيشن


لسا بيخرج تليفونه وقفت عربيه عندهم كانت عارفه العربيه كويس دى بتاعت عاصم الى نزل وبصيتله بشده من وجوده هنا


فؤاد- اى الى رجعك؟!


اسير- رجعه؟! انت كنت هنا كمان


عاصم-نا جيت عشان حد قالى انه شاف آدم هنا


قال فؤاد- بتكد.ب على مين دى اسير يعنى عرفاك أكتر مننا، ادم مبيجيش هنا ولما جه هنا كان عشانك


عاصم-عشانى؟! لى هو حد قاله انى كنت هنا.. نا قاعد ف المكتب ف الشغل


-مكتب؟!!


اسير- مش وقته


فتحلها عاصم باب العربيه بص لاخوه الى كان نايم ع نفسه ومش فى وعيه قال


-كوباية تعمل فيه كده... اساعدك اشيله عنك


-سوق انت انا هخليه جنبى


سكت لما مانعت ودخلت وهى ماسكه فيه بص لفؤاد الى كان مضايق منه قال


-الى اخوك فيه بسببك


-بسببى انا ولا انت

- جه من قلقه عليك


-وانت تقوله لى انى هنا، فكرنى عيل ولا برياله عشان تعرفه مكانى


-انا كنت بساله عليك لانى مصدقتش انى شوفتك ولما سألني انت فين مخبيتش عليه وعرفته ممكن ينتشلك من الى انت فيه


-ينتشلنى؟!! لا وانت الى قاعد فى المسجد وفى ايدك سبحه... منتا كنت فى نفس المكان الى انا فيه


اسير قالت- هتمشي ولا لااا


بص فؤاد لاسير مشي عاصم وركب العربيه وانطلق بيها اضايق فؤاد قال


-غبى مش مدرك انه بيضيع نفسه


فى العربيه كان عاصم بيسوي وبيبص فى المرايا على اخوه الى حاضناه اسير كان بيفتكر الى عملته لما شافت سوزان واضايق انه ساب اخوه هناك عسان كده رجع وشاف الل كان هيحصل بس اسير قامت بالواجب.. كانت شبه الأنثى الشرسه، انها لم تفعل هذا معه لما شافت ريتاج ام انها كانت متيقظه انه خا.ين اما ادم.. ادم ملكها ولما شافت واحده حاولت تلمسه وتاخذه غصب عنه ضربتها بعنف وكأنها بتقولها ده جوزى انا بس


كانت اسير تح.ضنه وبتمسح بايدها على وشه وهو نايم على نفسه مبيقاومش لانه ببساطه فى حض.ن مراته


قال عاصم- بتحبيه


نظرت له اسير من سؤاله فهل يتحدث إليها وكانت عينه ف عينها


عاصم-بتحبيه اوى كده


اسير- لو عندى حب زياده هحبه فوق حبى


-من امتى


-من اليوم الى حسيت معاه بلامان وبقيت عايزاه هو بس


نظرت الى ادم سكت عاصم وكأن كلامها كان كافى يسكته خالص بص قدامه وزاد سرعته


وصِلوا أخيرًا للبيت، وأسير نزلت من العربية وهي شبه شايلة آدم، التعبان بين إيديها كأنها بتحميه من العالم كله.

قرب عاصم منها، وعيونه مليانة تناقض، وقال:


– ابعدي، هساعده.


– أنا هعرف أطلّعه.


– وانا متضايق... شوفت شكله؟!


– ليه؟ هو انت السبب فـ اللي حصله؟


سكت شوية، ونظرلها كأنه بيبحث عن براءة ما، ثم قال بصوت منخفض:


– لا.


مدّ إيده وخد أخوه من بين إيديها، شايله بهدوء، وطلع بيه على شقته.

أسير فتحت الباب، ومشيت وراهم، دخلت الأوضة، وهو نزل آدم على السرير بلُطف، وقالت له:


– شكرًا.


قربت من آدم علشان تعدّل وضعه، وقلعت له الجزمة، وعاصم كان واقف بيتفرج في صمت.

التفت آدم في نومه، وعاصم حس بالثقل، كأن شقيقه بيحمله مش بس بجسده، بل بكل اللي كتمه جواه.

خرج عاصم وقفل الباب وراه.

الحمد لله إنه ما شربش، لأن وقتها كان شكله هيبقى باين... وهيتورّط أكتر، وهيبان على حقيقته.


أسير قرّبت من آدم، ورفعت راسه بحنية، حطّته على المخدة، وغطّته كويس.

نطقت بصوت ناعم:


– أنا آسفة...


بصّ لها آدم من بين غيم النعاس، قال بصوت مبحوح:


– آ... أسير...


قعدت جنبه، ومدّت إيدها تطمّنه، حضنته برقة من غير كلام.

قالت وهي بتلمسه:


– خلاص... انت معايا، في بيتك.


مدت الغطا عليهم، وهو بهدوء قرب منها، وحط راسه على حضنها كأنها أمانه الوحيد.

كان بيخبّي وشه فيها وكأنه بيهرب من كل تعب الدنيا.


نظرت له، عيونها مليانة حب ووجع، ومدّت إيدها تمشيها على شعره الأسود الناعم،

وبإيد تانية كانت بتلمس وشه بحنية ساكنة، بتحاول تسرق من الوقت لحظة فيها كل الونس اللي كان مفتقده.


مرت صوابعها على خصلات شعره بهدوء، وهو في سكونه كأن نفسه ارتاح،

وهي حاسّة إنها أول مرة تشوفه كده... هش وضعيف... لكن حبيبها.


 


صحى آدم وهو حاسس إن دماغه بتلف، فتح عنيه على نور الشباك اللي داخل بهدوء، ولاقى نفسه في بيته… على السرير، متغطي وهدوء غريب حوالين المكان.

قعد على طرف السرير، حاطط إيده على راسه، والصداع كأنه طالع من قلبه مش من جمجمته، افتكر شظايا من اللي حصل… الصور اللي شافها، المواقف، الصوت… وكل حاجة كانت ضباب.


دخلت أسير، وقالت بابتسامة مغموسة في القلق:

– صحيت أخيرًا.


بصّ لها، وافتكر نظرتها، ولمستها، وكل اللي حصل قبل ما يغمى عليه.


قالت وهي بتقرب منه:

– دماغك مصدعة، مش كده؟


مدّت له كباية ميه وقرص مسكن، وحطّتهم في إيده بلطف.

– خد ده… هيهدي الصداع شوية، غالبًا من اللي حصل امبارح.


سكت، وخد منها اللي بتدهوله، وبصلها بصوت محمّل بالندم:

– أنا فاكر… كل حاجة.


– كويس.


– أسير… أنا معرفهاش البنت دي، معرفش جات منين، ولا إيه اللي حصل، أنا حتى مش فاكر إني دخلت المكان ده أصلًا…


كان باين عليه التوتر، وحاسس إنه في موقف مش قادر يثبّت فيه رجليه.

– عارف إنك مضايقة، بس… صدقيني…


قاطعته بهدوءها المعتاد:

– متبررش، يا آدم. أنا عارفة إنك مش النوع ده، وواثقة فيك. وبالنسبة للزبالة اللي حاولت تدخل حياتنا، فـ أنا اتصرفت.


اتفاجئ من كلامها… ومن شجاعتها.


قربت منه، ومسكِت إيده، وقالت:

– بس قولي، إيه اللي خلاك تروح هناك؟ وشربت إيه؟


– أنا؟… ما شربتش حاجة بإيدي… بس يمكن، اتقدّم لي حاجة معرفش عنها حاجة… يمكن كان في حاجة متظبطة.


افتكر هي الشابين اللي كانوا موجودين هناك، وافتكر الكوب اللي اتمدّاله بدون تفكير…

"عاصم زمانه جاي"، قالتها في نفسها، وقلبها بيشد.


اسير– آدم؟


– أنا اتغبيت… صدقتهم… كنت فاكّر إني لو شاركتهم هيسيبوني أعدّي، كنت فاكر إني بحمي نفسي… بس لقيت نفسي في حفرة.

-اتغبيت ف اى


–  إزاي رجعت؟ فؤاد هو اللي ساعدك؟


– لا… عاصم.


تجمّدت ملامحه، والشر بان في عينه، افتكر اللي شافه: عاصم، البنات، الضحك، الأذى، وكل حاجة كانت ماشية فيه زي السكاكين.


– عاصم فين دلوقتي؟


– طلعك هنا، وخرج بعدها.


وقف آدم بسرعة، الغضب بيتدفق من كل خلية فيه، ولما مرّ جنبها، قالت بخوف:

– رايح فين؟!


نزل آدم اول ما دخل لقى عاصم قاعد قدام أمه


عبير– إنت كمان ما رحتش شغلك ولا إيه؟


ماستناش رد، ومسك أخوه من دراعه وجذبه جنبه، عينه مش بتفارق عينه وقال بصوت عالي:


– عملت فيا إيه؟ إزاي تسيب أصحابك يدوّقوني حاجة من غير ما أعرف، وتخلوا واحدة تاخدني أوضتها كده؟


عبير بصت فيهم بتوتر، وقامت وقالت:


– آدم! في إيه؟!


عاصم حاول يفك نفسه من قبضة أخوه، وقال بنبرة هادية مصطنعة:


– سيبني نتكلم، في إيه؟! أنا ما عملتش حاجة.


آدم انفج.ر فيه:


– إنت كنت موجود… بعينك شُفتك وسط اللي بيحصل، ومع كده ما وقفتش!


– يا جدع إنت اللي رحت المكان ده برجلك!


عبير حطت إيدها على صدرها وقالت بدهشة:


– حد يفهمني في إيه بيحصل!


عاصم قال بنبرة باردة:


– آدم كان في سهرة امبارح، و…


آدم قاطعه بغضب:


– بطل تلف وتدور! قول الحقيقة… قول إنك كنت موجود، وإنك سايب أصحابك يعملوا اللي هما عايزينه!


– ما حصلش! أنا جيت لما سمعت إنك هناك، وجيت أخرجك.


– لأ، انت كنت هناك من الأول، وشوفتك… فؤاد شافك قبلي، وانت قاعد معاهم وانتو بتضحكوا وبتتفرجوا!


عاصم اتنرفز وقال:


– وماله! أنا مش طفل! كنت مع أصحابي في سهرة عادية.


آدم بص له بصدمة وغمغم:


– سهرة عادية؟! وسط بنات، وضوضاء، وحاجات تبوظ العقل، دي تبقى عادية؟!


عبير حاولت تهدي:


– معلش يا آدم، هو لسه صغير، اندفع شوية، بس بيتعلّم.


آدم لفلها وقال:


– بقى دا اسمه شباب؟! أنا محسس إني أنا اللي عجزت! ومش معنى إنه صغير يعمل كده!


عاصم حاول يتكلم:


– آدم…


آدم رفع صوته:


– جاوبني على سؤال واحد… لو أصحابك كانوا موجودين، كانوا هيتضايقوا من اللي حصل؟

وسؤال تاني… لو اللي حصلي امبارح كان مُدبّر؟… وكان ليك يد فيه؟


سكت عاصم، ما قدرش يرد. ساعتها آدم بص له بنظرة كلها وجع، وقال:


– خلي بالك… أنا مش هعدّيها تاني.

عبير بصوت متوتر:

– اهدى يا آدم، ماينفعش كده.


آدم بانفعال وهو بيرفع صوته:

– أهدى؟! أنا شربت حاجة غريبة دخلت جسمي وأنا مش في وعيي، بسبب مين؟ بسببهم! شافني وأنا متلخبط ومش قادر أقف، خد بعضه ومشي، سابني كده كإني ماعنديش قيمة!


عاصم وهو بيحاول يدافع عن نفسه:

– أنا ما هربتش.


آدم بسخرية موجوعة:

– ما هربتش؟! بعد اللي حصل ده وتقول ما هربتش؟!.. أنا هسألك سؤال واحد: لما شوفتني كده، في الحالة دي، ليه ما وقفتش جنبي؟!


سكت عاصم، ملامحه تشوشت لما افتكر المشهد... أخوه بيقع، وواحدة من البنات بتحاول تمسكه، وأصحابه بيستعجلوه يخرج... وساب آدم وراه ومشي.


آدم بص له بقهر:

– انت إزاي بقت أناني كده يا عاصم... إزاي؟!


عاصم بصوت واطي:

– ماكنتش أقصد، اللي حصل خرج عن إيدي...


آدم بقهر وغضب:

– متدخلش حياتي تاني... أنا عرفت دلوقتي إيه اللي ضايقك من وجودي امبارح... بس ولا عذر، ولا سبب، ممكن يخليني أبلع اللي عملته.


مد عاصم إيده كأنه هيهديه، بس آدم زقه بعنف، وقال بصوت عالي:


– متقربليش... لو كملت ممكن أخرج عن شعوري أكتر، وساعتها مش هضمن نفسي.


عاصم بانفعال:

– أنا ماكنتش أعرف اللي هيحصل! صحابي كانوا بيهزروا، هزارهم تقيل، و…


آدم قاطعه بحدّة:

– ده مش هزار... ده تهور وقلة ضمير، اللي عملته معايا ملوش وصف غير إنه خيانة وغدر.


قرب منه، وبص له في عينه وقال بنبرة هادية لكنها موجعة:


– الطريق اللي انت ماشي فيه... آخره مش حلو، واللي بيبدأ بالضياع بين سهر وبنات، بينتهي بخسارة كل حاجة حقيقية.


بص لأمه وقال:


– فهميه... يمكن يسمعك.


عاصم شد نفسه وقال بحدة:

– أنا قولتلك، ما تتدخلش ف حياتي تاني... نصايحك دي مش عايز أسمعها.


سكت آدم لحظة، وبعدين قال بجفاف:


– أنا مش زعلان على اللي حصل ليا، قد ما موجوع إن مراتي كانت مضطرة تدخل مكان زيه، وتشيلني بالمنظر ده... بسبّبك.


خرج آدم وهو بيكتم غضبه، وساب الباب مفتوح وراه.

عاصم بص له بعجز، وعبير دموعها نزلت على خدها وقالت:


– إزاي تعمل كده في أخوك؟ إزاي تسيبه في مكان زي ده؟


عاصم بانفعال:

– ماما... ماكنتش متوقّع اللي حصل، صحابي كانوا بيهزروا معاه، وكنت هطلعه.


عبير بحدة:

– تقوم تسيبه هناك لوحده؟!


– ما سبتوش، كنت راجعله...


– طب ازاي أسير جابته؟


عاصم اتنرفز وقال:

– يوووه بقى!


دخل أوضته وقفل الباب وراه بعصبية


ادم قاعد مع اسير فى شقتهم


اسير شايفاه مضايق اليوم كله قالت


-لسا الصداع موجود


مكنش حابب يذكر موضوع الصداع وانه كان سكران


وقفت اسير وراه وعملتله مساج بايدها فى راسه نزر لها ادم 


-اسير...


قاطعته قالت- اهدا مفيش حاجه مستاهله تضايق نفسك عشانها


-شايفه الموضوع عادى، بعد الى سمعتيه كل الى حصلى امبارح كان من وراه.. ةنا روحت هناك عشانه وقلقان عليه اخد ده منه


-عاصم رجع وكان شايلك امبارح وقلقان علبك بردو


-مكنش قلقان هو عمل كده عشان الى اتسبب فيه


-ماشي بعنى اضايق من نفسه وحس بالذنب


-الى حصل مش عادى يا اسير


سكتت اومات له قالت-خلاص متزعلش نفسك، الى حصل حصل وخلص


سكت من مساجها الى بيخليه مسترخى تنهد عمق نظرت له وحسيت انه ارتاح شويه لما مسك ايدها تكمل كملت بابتسامه


كان أحمد واقف جنب عربيته، قال بابتسامة:


– مقالكش كان عايزنا ليه؟


– لا، ماقاليش.


– أكيد هيشكرنا على سهرة امبارح، كانت د.مها خفيف.


– وسوزان؟ ماكلمتكش؟


– لا، بس واضح إنها كانت مبسوطة.


– زي ما كانت مبسوطة بعاصم، ولما ملقتهوش، راحت لأخوه.


ضحكوا سوا، وفجأة وقفت عربية ونزل منها عاصم، ملامحه كانت مش طبيعية.


قال أحمد وهو بيضحك:


– يا هلا باللي جانا...


لكن قبل ما يكمل، عاصم وجه له لكمة مباشرة في وشه. اتصدم أحمد، وقال:


– إيه اللي بتعمله ده؟!


قبل ما يلحق يستوعب، كانت اللكمة التانية نازلة على صاحبه التاني، واللي وقع خطوتين لورا من المفاجأة.


قال أحمد بغضب:


– إنت داخل تتخانق ولا إيه؟!


عاصم بص لهم بنظرة نار وقال:


– إنتو حطيتوا إيه لأخويا؟!


قال صاحبه وهو بيعدل نفسه:


– حطينا له إيه إزاي؟! ماحصلش...


– لو اللي شربتوهوله كان فيه حاجة ممنو.عات، أنا مش هسكت، اللي حصل لان ده مفهاش استهبال، والنتيجة ممكن كانت تكون مصيبة.


– ده كان مجرد حاجة خفيفة ويس.كى... زي ما بيتقال عليه حاجة أجنبية... مش أكتر.


عاصم بص له بحدة:


– حاجة خفيفة؟! ده أخويا وقع وهو مش واعي، واللي أنقذه مراته وصاحبه. تخيلوا لو ماكانش حد هناك! كنتو هتتحاسبوا إزاي؟


سأل أحمد بدهشة:


– مراته؟!


– آه، مراته شالته من المكان اللي أنتو كنتو فيه، بعد ما بهدلتوه. أنا قلت تلهوه، مش تعملوا فيه كده. ده كان أول مرة يشر.ب، وإنتو عارفين يعني إيه أول مرة.


سكتوا، فقال التاني:


– اتخانق معاك؟!


– أكيد اتخانق معايا، وعرف إني كنت هناك، وفؤاد شافني، فبقت الصورة كاملة.


– فؤاد مين؟!


– جارنا، وكان هناك وشفنا. الموضوع كبر، وأنا مش طايق نفسي من اللي حصل.


أحمد قال وهو بيحاول يهدّي الموقف:


– طيب ما هو جه برجله، وإحنا يمكن زودناها في الهزار، بس أخوك كمان كان متحفز أوي، دخل كأنه بيواجهك... على فكرة، الحركات دي مش لايقة على سنك، إنت مش عيل.


عاصم بص له وقال بحدة:


– مين قالك إنه شايفني كده؟ الموضوع بيني وبينه، ومتدخلش.


أحمد رفع إيده وقال:


– براحتك 


فى اليوم التالى، كان آدم فى الورشة فى بريك القهوة. لابس هدومه النظيفة وبيجهز كأنه ماشي.

وقف قدامه عربية نزل منها عاصم. بص له آدم وقال ببرود:


– غرببه جيت الورشه وانت مبتقبلش تمشي فى شارعها


عاصم:

– جايلك إنت، مش الورشة.


آدم بخفة ظل ساخرة:

– طب حاسب على هدومك، الوحل هنا مش بيرحم.


دخل آدم الورشة، ولحقه عاصم.


– هتفضل تدي ضهرك كده؟


– جاى تقول إيه يا عاصم؟


عاصم قال بجدية وهو بيقرب:

– بكره أنا وريتاج هنروح نختار الشبكة.


آدم، بدون انفعال:

– مبروك.


عاصم بسرعة:

– اللي حصل امبارح أنا مكنتش أعرفه. والله ما كنت أعرف، وهزقتهم النهارده الصبح... أنا مكنتش سبب. ولا شاركت في اللى حصل. هزارهم السخيف هو اللي ودانا في داهية.


آدم ساكت.


عاصم، بابتسامة مريرة:

– لو عايز تشفى نارك وتضربهم، تعالى وأنا أوديك ليهم.


آدم، بحدة هادية:

– أنا عايز أضربك إنت.


عاصم اتفاجئ، وسكت. بص له آدم وكمل:

– شوفتني يا عاصم؟

شوفتني ولا لأ؟

اديتني ضهرك ولا لأ؟


عاصم، وهو بيكدب علشان يعدّي الموقف:

– لا، مشوفتكش... لو شوفتك كنت رجعتلك، والله.


آدم عارف الحقيقة، لكنه ما كملش الجدال.

قالها بهدوء:


– خلاص يا عاصم.


عاصم، متردد:

– خلاص بجد؟


– قلتلك خلاص، ومتفتحش الموضوع تاني.


عاصم حضنه، آدم ربت على ضهره بجفاف. مش قادر يسامح بسهولة.


آدم بص له وقال ببرود:

– اعتذر صح، يا عاصم.


عاصم، وهو بيبلع غروره:

– أنا آسف... تمام كده؟


آدم، بابتسامة باهتة:

– اعقل شوية.


عاصم ضحك وقال:

– أكتر من كده إزاي؟!


– اعقل في طريقك... إنت هتتجوز وهتبني بيت.


عاصم، وهو بيحاول يخفف الجو:

– هشوف من وراك... لو طلعت خلفتك كويسة، هفكر أجيب!


آدم سكت من كلامه، واتأثر بكلمة "خلفة" اللي لسه بيوجع منها.

سلم عليه عاصم ومشي.

آدم بص لنفسه، وقال جواه:


– لو كنت لابس هدومي المتوسخة... كان زمانه ما حضنيش أصلاً.


في الفجر، كانت أسير نايمة جنب آدم، لكن عينيها كانت مفتوحة، وذهنها سارح في حاجة تانية.


فضلت تبصّ على الدولاب وهي غرقانة في تفكيرها.


آدم سأل بهدوء وهو مغمض:


– بتفكّري في إيه؟


بصّت له، وقالت بابتسامة خفيفة:


– إنت صاحي؟


– أهو، ردي بقى ع السؤال.


– كنت بفكر ألبسلك إيه النهارده لما ترجع من شغلك.


فتح عينه ونظر لها وقال بلُطف:


– طب أقوم أنا أختار!


ضحكت وقامت، وقالت:


– بما إنك صحيت، قوم نقعد شوية مع بعض.


– إنتِ صاحيّة بقالك كتير؟


– لأ، لسه زَيّك، بس معرفتش أنام تاني.


– تحبي نخرج؟


نظرت له وقالت بنعومة:


– لا، أنا بحب أقعد هنا جنبك... أكتر من أي خروجة.


ابتسم وهو بيبصلها،


– آدم، مش شايف إن الصور اتأخرت قوي؟


استغرب وقال:


– الصور معايا من يوم السبت.


– السبت؟! ليه ماورّتنيش؟


– نسيتي؟! الأيام دي بتنسَي كتير.


– عادي، المهم... فين الصور دلوقتي؟


– في الدُرْج.


قامت بسرعة، وبدأت تفتح الأدراج، ولما لقت شنطة الاستوديو، عينيها لمعت، ورجعت على السرير، وولّعت كل الأنوار.


– اصحى بقى، لازم نشوفهم سوا!


فتحت ألبوم الصور وابتدت تتصفح، أول صورة كانت ليهم سوا، بصّت ليها


– شايف كنا حلوين قد إيه!


– كنااا؟! هو إحنا عندنا كم سنة يعني؟! بتحسسيني إننا بنتفرج على صورنا واحنا في التسعين.


– أتمنى يعدي علينا ميت سنة، ونفضل قاعدين كده جنب بعض، نفتّح الصور ونضحك ونفتكر.


ابتسم آدم لها وهو مستلقي على السرير، رجعت أسير تقلّب في الصور، ووقفت عند صورة هو شايلها فيها، فنكزته في كتفه بابتسامة.


آدم قال بنبرة مشاكسة:


– تراهنيني إنها طلعت حلوة؟


– إنت مستفز، عارف كده؟ كان لازم نبقى عاقلين شوية لحد ما نخلص الصور.


ضحك وهو بيشاور على رأسه:


– أنا مجنون... زي ما بتقولي دايمًا.


اتغاظت منه، لكن ضحكت وهي بتكمل تقليب الصور واحدة ورا التانية، وهو بيبصلها كأنه مش مصدق إنها لسه معاه... وإنه فعلاً قدر يخطفها من فرحها، ومن صور كانت هتتوثق فيها مع حد غيره.


أسير قالت وهي بتتأمل إحدى الصور:


– كان يوم حلو جدًا... دي كانت أجمل ليلة ممكن أتخيل إنها تحصل ليا.


بصّت له بخجل لما لاحظ إنها سرحت، قالها:


– نعم؟!


قالت بسرعة علشان تغيّر الموضوع:


– عايزين نعمل صورة كبيرة ليا وليك نعلّقها على الحيطة.


– حاضر... تؤمري.


قالت وهي بترفع شنطة الصور:


– الشنطة دي تقيلة، ولسه فيها صور تانية.


فتحتها، وفجأة وقفت مكانها لما لمحت صورة متبرّوزة، اندهشت وهي بتطلعها من وسط الصور، وتأملت تفاصيلها، والتفتت ناحيته وقالت بدهشة:


– عملتها إمتى؟


– كنت موصي عليها بعد ما خلّصنا تصوير.


– شكلها حلو أوي... فعلاً تحفة.


– فرحان إنها عجبتك... وعقبال ما نطبع صورة أكبر ونعلقها زي ما بتحلمي.


قربت منه وباست خده وقالت:


– عارفة إنك بتتريق، بس أنا مبسوطة، ومش هتستفزني.


خدت البرواز وراحت تحطه على الكومود جنب السرير، وبصّت له وقالت بابتسامة فيها دلال:


– شكله حلو أوي هنا... عشان تشوفني كل شوية.


ضحك وقال:


– ما إنتي قدامي على طول، هعوز الصورة ليه؟


– يبقى نحط صورة في محفظتك.


وقف آدم، وشالها فجأة على ذراعيه، فصرخت بدهشة وضحكت:


– آدم! أنزلني!


قال وهو بيبصلها بحنية:


– صورك كلها معايا... في قلبي قبل أي حاجة.


نظرت له برقة وقالت:


– طيب نزلني بقى.


– تدفعي كام؟


– اللي إنت عايزه.


قالها وهو بيقربها ليه أكتر:


– اللي أنا عايزه ف إيدي.


ضحكت، وحاولت تهرب منه بلُعب، وهو لسه شايلها وضاحك.


وفي الصباح، كان آدم بيستعد للخروج للشغل، وفجأة رن جرس الباب.


آدم قال وهو بيقفل أزرار قميصه:


– خليكي... أنا هفتح.


فتح آدم الباب فلقى أخوه واقف، باصص له بنظرة فيها حيرة.


قال آدم باستغراب: – عاصم؟ إنت مش رايح الشغل؟


رد عاصم وهو بيعدّل جاكتته: – رايح... بس كنت عايز أتكلم معاك قبل ما أروح.


– طب اتفضل.


دخل عاصم وقعد، وقال بصوت منخفض: – ماما...


– مالها؟ حصلها حاجة؟


– مضايقة.


– من خناقتنا امبارح؟


– لا... من موضوع تاني.


آدم بص له ينتظر يكمل، فقال عاصم:


– ماما حالفة لو اتجوزت ريتاج مش هتدخل بيتي.


– نعم؟ ليه؟ مالها... إنت عملتلها حاجة؟


– لا طبعًا... انت عارف إني مقدرش أزعلها، بس هي رافضة الجوازة دي تمامًا.


– طب فهمني بقى على طول.


– عرفت سعر البيت اللي هنشتريه... واللي لسه ف تقسيط. خوفت.


آدم عقد حواجبه وقال: – بيت؟ بيت إيه؟


– واحد ف أكتوبر... رحت أنا وريتاج وعجبها، وكنت ناوي أمضي العقد، بس لما عرفت ماما... وقفت كل حاجة.


– بس هي كانت حاضرة الاتفاق، وموافقة من الأول!


– أيوه بس لما عرفت المبلغ اتوترت.


– كام يعني؟


– مليون ونص.


آدم بص له بحدة وقال: – مليون ونص؟!!!


– أيوه، ما تقوليش كتير... إنت عارف أسعار الشقق اليومين دول.


– بيت إيه اللي بمليون ونص يا عاصم؟! إنت متأكد إنك هتعرف تسدّده؟


– زي ما حوشت مليون، هقدر أكمل.


آدم سكت وبص له، ونظراته كلها تساؤل وريبة. دايمًا عنده إحساس إن دخل أخوه مش مفهوم... وإنه بيصرف أكتر بكتير من شغله الحقيقي.


عاصم قال بتوتر: – أعمل إيه دلوقتي؟


رد آدم بصوت ثابت: – اعمل اللي شايفه صح.


– طب وماما؟


– ماما؟! هي معاك... ومش هتزعل منك. حتى لو كانت زعلانة دلوقتي، مستحيل تقاطعك عشان الجوازة، ولا تمنع نفسها من إنها تشوفك. دي أكتر واحدة هتكون أول زوّارة ليك ف بيتك.


عاصم قال وهو بيبص له بقلق: – واثق كده ليه؟


: – عشان بتحبك... نسيت بابا كان دايمًا بيقول عليك إيه؟


سكت آدم للحظة، ونظراته راحت بعيد... كأنه رجع بالزمن.


فلاش باك


عبير كانت قاعدة ف الصالة بتقطّع فاكهة وبتأكّل عاصم في فمه وهو قاعد بيذاكر، وقالت له بحنان: – كل يا حبيبي علشان تتغذى وتفضل مركز.


في نفس الوقت، الباب اتفتح ودخل زوجها من الشغل، وكان آدم معاه، لابس هدوم متسخة شوية من الورشة اللي بيروحها مع أبوه.


قالت عبير وهي بتقف بسرعة: – البسوا جزمكم، أنا لسه شايلة المشمّة ومسحاها... مش عايزة شحم يمشي ف البيت.


آدم لبس جزمة تانية من غير ما يقول ولا كلمة.


أبوه دخل وبص لعاصم، وقال: – مش ناوي تنزل معانا يا عاصم؟!


هزّ راسه بتردد. عبير ردت بسرعة: – سيبه يذاكر، آدم بيساعدك خلاص. يلا يا آدم علشان تتعشى.


ضحك الأب وقال: – أنا بقول ينشف شوية وياخد حرفه زيي.


ردت عبير وهي بتأكّل عاصم: – لسه صغير، وهو عارف يعمل إيه. ثم عاصم شاطر، مكانه في الجامعة... ده هيبقى دكتور أو مهندس.


ضحك الأب وقال وهو بيبص لآدم اللي بيغسل وشه ورجليه: – آدم الوحيد اللي شايلني... بيشبهي، وعشان كده أنا راضي عنه طول العمر. إنما عاصم شبهك، يا رب دلعك ما يبوظهوش.


قالت عبير، وهى بتحاول تخبي الغضب: – ابني الصغير، وأعمل اللي يريحني. ده فلذة كبدي.


ضحك الأب وقال: – كلّيه بقى... بدل ما يفلت منك، (قلب أمه).


رجع للمشهد الحالي


عاصم قال بحزن: – الله يرحمه...


كان لقب "قلب أمه" دايمًا ملازم له من أيام الطفولة، مش بس عشان عبير كانت متعلقة بيه، لكن لأنه دايمًا كان بيخليها تبتسم، وكانت شايفاه ابنها اللي حيوصل للقمة.


آدم قال: – يعني بابا مكانش بيستحملك من فراغ... وماما بتحبك، أكيد بتقولك كده عشان تشدك تقعد معاها شوية.


عاصم بصله وقال: – ولو كانت بتتكلم جد؟


آدم اتنهد وقال: – خلاص، هننزل دلوقتي ونوفّي موضوع المليون ونص ده.


عاصم قام وهو بيقول: – بس متجبش سيرته قدامها... بتتغير لو سمعت الرقم. هستناك تحت.


– ماشي.


قام عاصم، وقبل ما يخرج، عينه وقعت على المرايا، فشاف فيها انعكاس أسير وهي واقفة جوه، لابسة بيجامة قصيرة من الساتان، شكلها هادي وبيشبه البيت.


اتسمر شوية مكانه، حس بغرابة من فكرة إنها دلوقتي مراته أخوه، وبتعيش معاه تحت نفس السقف... رجع بص قدامه ونزل من الشقة كلها وهو حاسس بتقل مش مفهوم ف صدره.


دخل آدم الأوضة، قال بهدوء: – هناكل تحت.


ردت أسير: – عادي، كنت هنزل... ما نزلتش لعمتو خالص امبارح، ولا حتى سلمت عليها.


بصت له وقالت: – ممكن أنزل أساعدها في العشا بدل ما تجهز كل حاجة لوحدها؟


ضحك وقال: – هننزل سوا، يلا.


أومأت له، وراحت تلبس فستان بسيط ناعم، ونزلوا سوا. لما وصلوا الصالة، كانت عبير قاعدة على الأرض، بتقطع البسلة بهدوء، وعاصم قاعد على الكرسي، ماسك تليفونه.


لما شاف أسير وهي نازلة، افتكر صورتها اللي شافها من فوق، وحاول ينفض تفكيره عنها، لكن اتضايق من نفسه إنه اتشتت كده.


آدم ابتسم وقال: – إزيك يا ماما؟


-مروحتش شغلك بقالك كتير


-هما يومين الى غيبتهم


-بقيت تعقد كتير يا ادم


سكتت وكأنها بتلمح لسبب وهى اسير انها بتضر.ه


اسير-اساعدك يا عمتو


نظرت لها خدت منها الطبق تكمل بدالها قعدت عبير وبصيت لولادها


اسير قامت وسابتهم لسا عبير هتقوم قال ادم-استنى يماما


-عايز حاجه باادم


-اعقدى عايز اعرف انتى مضايقه لى


-هو مقالكش


-قالى


-ولسا بتسالنى؟!!!


-عشان مش شايف سبب لضيقك


نظرت له بشده قالت-بتقول اى يا ادم


-انتى مش عارفه ان عاصم هينقل لبيت هو وريتاج وطبيعي يشترى


-بمليون ونص والله اعلم غير الفوائد الى بالقسط


نظر ادم لاخوه قال-  ف أكتوبر يعنى منطقه راقيه وجديده والمساحة والبيت والموقع كل حاجه تقول ان يستاهل اكتر من مبلغ ده، أنا ممضيتش غير لما اتاكدت


قالت عبير-بعنى مضيييت


تنهد قال ادم-ماما الاسعال عاليه ف الشقق


-ده ع المحاره لسا هيتوضب ب٥٠٠الف غيرهم، ابوها بقا هيساعده ولا احنا واخدنها من المريخ


-عاصم موافق مش معترض ودى حياته، انتى مش دايما مقتنعه برايه


-الا ف الجوازه دة


-عشان الفلوس


-انتو عارفين ممكن يحصل اى


عاصم-مش هيحصل حاجه متقلقش فؤاد اصلا هو الى جايب البيت وهيضمنه بنفسه يعنى بيساعدنى عكس منتى فاكره


سكتت قال عاصم- ماما صدقينى البيت جميل وريتاج كويسه بس بتعمل تصرفات غبيه شويه.. بس بتحبك


-متطلعنيش انى بكر.هها


-انا مقولتش كده ياحبيبتى بس هى مش هتاخدنى منك ولا تبعدنى عنك مفيش واحده تقدر تعمل كده


سكتت قرب منها تنهدت قالت-انت حر بس مترجعش تندم بعدين


قامت قالت روح غير عشان ناكل


اوما لها بصتلهم الاثتنين قالت- انتم اتصالحتو.. ادم انت لسا زعلان من عاصم


سكت ادم وبص لعاصم قال- قفلنا الموضوع بلاش تذمريه تانى


مشيت بص عاصم لادم قاا- شكرا يا ادم انك وضحتلها


راحت عبير المطبخ قالت-اما نشوف اخرتها


بصيت لاسير قالت-مااك اختفيتى يومين لى كده


-لا مفيش كنت تعبانه شويه 


-عقبال ما يرزقك بتعب الحمل


سكتت اسير من الى قالته عمتها


عبير-انتى بتخرج كتير لى الفتره الى فاتت


- كنت بجيب طلبات


- وهتروحى امتى لدكتوره مش المفروض ادتك معاد.. طولت اوى.. ده على اسبوع


سكتت اسير نظرت لها عبير


ادم-ماما، قدامكم كتير


عبير-لا هنحط الاكل اهو


اوما لها بص لاسير وخرج بيخلصو تحضر فى الاطباق ويرصو ع السفره


ادم قرب من اسير- مالك


-ماليش


كانت ملامحه باهته فجأه، قعدو على السفره وهما بياكلو


عبير-بقالكم كتير منزلتوش


ادم- اسير كانت عامله اكل ومقدرتش اقاومه وانزل


ابتسمت اسير لانها معملتش حاجه ونامو


عبير-طبعا هتعمل اكل حلو منا الى معلماها


كان عاصم مستمع لهم فقط


عبير-مارديتش صحيح يا اسير


-ف اى يا عمتو


-ع الدكتوره انتى لما خرجتى روحتلها ولا اى


سكتت اسير وزالت ابتسامتها


ادم- ممكن نخلى كلامنا لبعد الاكل


عبير مش اطمن


اسير-اه روحتلها


-يعنى النتيجه طلعت مقولتيش ليه

-نسيت

-دى حاجه تتنسى


عاصم ينظر اليهم وهو لايفهم شيء


عبير- ها عملتو اى ف الخلفه، طمنتكم...انتو الاتنين تمام، انت عملت يا ادم

-اه

-وبعدين

ادم-احنا تمام يماما عملنا تحليل وطلع هو بس تاخير مس اكتر

-ف وسائل تقولكم عليها


اسير - الوسائل متنفعش معايا

عبير-لى

-للاسف ف مش.كله فيا مش هعرف اخلف


نظرو لها جميعا وبصلها ادم من الى قالته


عبير بقلق-مشكله اى


ادم-مفيش مشاكل يماما انا بس...


اسير- انا مبخلفش


اتصدمت والتقى عاصم الصدمه مثلهم


عبير-مبتتلفيش ازاى يعنى


اسير-هى دى النتيجه


عبير-يعنى اى مبتحلفيش متردى، طلع ف عيب منك


ادم بغضب- ماما


نظرت له عبير قالت-انت بتزعق لى، مش لازم افهم


ادم-مفيش حاحه مش مفهومه خلاااص


-خلاص؟! مش هعرف اشوف ولاد ليك يا ادم


تنهد بضيق قال- دى حاجه وبيت اسير، ارجوكى متدخليش


سكتت وهى تنظر لهما وباين انهم اتفقوا هيكملو والموضوع مش فبالهم رجعت قعدت مكانها وبصيت لاسير الى كان كلامها جادل وقالتها ف وشهم ومهماش


ادم بص لاسير - كلى


كان هياكلها وقفت ايده قالت ابتسامه هادئه


-كل انت انا شبعانه


كانت هتقوم مسك ايدها قال- كملى اكلك


-قولتلك شبعانه عشان كده اكلتى خفيفه... عن اذنكم


قامت وراحت الحمام تغسل ايدها ادم نفسه اتسدت هي كمان مش عشانه بل عشانها هب وأنها مطلتش واكيد زعلت من كلام امه


عاصم-الكلام ده بجد يا ادم


نظر اليه قال-مش وقتك خالص يعاصم


قام  هو كمان عبير- كل يا ادم


-بالهنا والشفا يماما


نظرت له مشي بصيت لعاصم ال قال


-مش هيخلفو


-متقولهاش ف وشي ي يعاصم كفايه انا قلبى وج.عني خلقه


افتكرت غضب ابنها والاتنين مكالوش قالت


-نا قولت حاجه غلط.. سدمتى مكنتش تستحق الانفعال ده ولا انا قولت حاجه تزعل.. نا على ما قدر سكت.. خدت الصدمه وسكت ونا بجور جوايا بيغلى من الى قالته


تنهدت قالت-كان مستخبلنا ده فين بس


اسير طالعه ع السلم مسك ادم ايدها قال


-لى قولتى كده


-لى قولت اى


-لى منعتينى اتكلم واتكلمتى انتى


-ادم انا مش فاهمه قصدك


دخى الشقه وهى ف ايده وقفل الباب غشان يعرفو يتكلمو، قال ادم


-بتقولى حاجه زى دى لى يا اسير


-عمتو سألتني وانا كان لازم اقولها


-تقوللها انا مبخ.لفش


-مش دى الحقيقه


-ولو الحقيقه كده تفصل مبينا احنا ومتقوليش كده لحد


- عايزنى اكد.ب يعنى واحطها بأمل فارغ


- انتى لى بتمحى قدرة ربنا ف ثانيه وخلتيها مستحيل


 نظرت له من كلامه قالا-انت كمان لسا حاطط امل يا ادم


-اسيى انا عندى امل طول منا عايش


-ولو املك اتك.سر ترجع تلومني


-انا عمرى معمل كده لى فكرانى انى قرار مبنى ع الأمل انا بحبك يا أسير


- ومضايق لى من الى قولتتته، مش لازم يعرفو


- كنا نقول اى حاجه ان هنتابع مع دكتور ف مشاكل والمشاكل دى منى انا... أنا إلى مب.خلفش عشان متتلاميش انتى


- انا معملتش كل ده عشان ف  الاخر اخليك تقول ان العيب منك


نظر لها ادم من قولها ضاقت ملامح اسير قالت


-ادم، لو زعلان ا زعلى فمتزعلش انا متقبله كل حاجه


-هتعانى من كلام ماما يا اسير بالى قولتيه


-نا ميهمنيش كلام حد، الى يهمنى كلامك وقرارك انت


قالت ده بإنهاء الحديث فال ادم


-ونا مش عايز غيرك


قرب منها ومسك وشها قال-متزعليش من كلامى انا بس اضايقت انك قاطعتينى واتكلمتى انتى


-لما نقول الحقيقه دلوقتى هنكتم كلام كتير قدام


-الى انتى شايفاه يا اسير


-انا مش زعلانه منك


-وماما، اتمنى ميكونش ماما زعلك


-مزعلتش حصل خير...مش هتروح شغلك، اتاخرت


- خلى بالك من نفسك


اومات له ودنها ومشي بصيتله امه وهو نازل بس هو خرج علطول


فى المساء ادم قاعده فى الورشه وفؤاد معاه قال


-انا قولت هسمع خبر وف.اتك ف الاخبار


-لى بعنى


-لسير تد.بحك ولا حاجه


نظر له ادم قال فؤاد-يعم انت مشفتهاش دنا كنت قلقان عليك اسيك معاها... ده مسكت واحده قدها مرتين لو.يت دراعا واديتها حتيت رو.صيه... البت اتر.مت على الارض مغم.ى عليها


نظر له ادم، فاى فؤاد


-بس انا اتاكدت من نبضها لقيتها تمام اسير بس كانت ف حاله لا يعلى عليها.. قالتها ده جوزى شيلى ايدك من عليه


ابتسم ادم قال فؤاد- نا بفكر احب واجرب حوارات المتجوزين


-انا بقول انك كفايه كده فعلا بقينا ف التلاتين لو مكنتش اتجوزت اسير طانت ماما جوزتنى من الشارع زى العانس


-خير خير


-مالك راجع بظرى وشكلك متعكنن عليك


-كنت ف قض.يه مع الست الى كنت رايح المكان ده عشانها وقبل ما تقولى شغلك هيوديك فى دا.هيه فأنا كنت مضطر اروح وحصل الى حصل بقا


-كمل


-المهم كنت معترض معاها ع شوية حجات فى القضيه لانها هتخسرها النهارده جتلى بورقه لزوجها متجوز عر.فى وطلعت متفبر.كه


-وهى تعمل كده لى


-حببت تخل.ه جوزها وتاخد بنتها وتتجوز فزوجها هتكون معاه الحضانه وبكده تقول ان جوزها مش كويس وبيخو.نها والبنت غلط تكون معاه


-وزجوها فعلا مش كويس


-كلهم عايزين يحرقو ف بعض


-الورقه اكيد هتبان انها مز..وره


-لا مهى من الحك..ومه


بصله بشده قال- ده ازاى وبتقول انها مز..وره


-لانها مش حقيقه هى عرفتنى كل حاجه، راحت مكتب ور.شيت موظف هناك خلصلخا الورقه فى يومين وخد الى فيه النصيب


نظر له ادم قال- مر.تشي يعنى


-اه اومال، بيمشي مصالح بعض.. أنا مره شوفت واحد بنى على أرض مخا.لف ودفعلهم عشان يسكتهم وميوقعوش البيت عليه والموضوع خلص


-انت ازاى تقول كده.. المشكله انهم موظفين يعنى امانه


جه ف دماغه ادم جملة اخوه


"وانت هتعىف تحوش كليون يعاصم"


"هحوشهم زى جبتهم قبل كده"


وكأن فلوسه الى صؤفها ع جوازته الاولى شهل يعوضها، لى افتكر اخوه بكلام صاحبه.. مستحيل يكون اخوه كده لانه عافر ومش عيضحى بوظيفته بالساهل


فؤاد- فئه حقيره هتلاقى فلوس بتجيلهم هوا، كلهم كده يا ادم عشان كده مبتكنش عارف مصدر فلوسهم دى منين.. بيكون من تقض.ية المصالح


-متقولش كلهم، البلد كويسه هما دول بس الى مبوظينها


-هتفرق بقا.. اه صم انا نسيت ان اخوك ف مجلس كمان مش موظف عادى


سكت ادم سرح فؤاد قال- بيكسبو كام دول، الوفات اكيد


ف اليوم التالى عبير قاعده معملتش فطار


خرج عاصم قال- ماما


-نعم


-انا هفطر ف الشغل


-كدا كده معملتش فطار النهارده


-ده لى


-مش قادره


-مش قادره ولا ملكيش نفس


نظرا إليه قالت-هيكون ليا نفس ازاى


-انتى زعلانه ع ادم


-اكيد نش كنت عايزه افرح بولاده


- ادم يقدر يبقا عنده ولاد عادى.. اسير هى الى هتعانى وتزعلى عشانها


- انا زعلانه عشانهم الاتنين فكرك ان ادم بس الى يهمنى.. ثم انت قصدك اى، يتجوز مثلا


- هيعملها


-ادم بيحب اسير يعاصم.. وأعتقد انت بتشوف الحب ده دلوقتى


نظر لها قال- انا مقولتش هبكرهها او يسيبها، قولت يخلف من غيرها وده إلى بيعمله اى راجل وتفضل هي ف قلبه عادى


-فكرك ان اسير ممكن تقبل ان يبقالها ضره


-قصدك انها ممكن تكلب الطلاق


-اكيد


سكت عاصم لانه عارفها فعلا، عبير قالت


-انا بس لو افهم منهم، يا اما ناس دكاتره قالتلها مبتخلفوش وربنا رزقهم بعيل واتنين وخمسه


-بتبقا حالات يماما


-خلاص يعاصم اقفل ع الموضوع


-وادم رأيه اى، مش معترض


-مفيش حد يعارض ع القضاء ومن زعله من كلامى واضح انه قابل زراضى ومتفقين ع ده عشان كده اسير اتكلمت لان ادم عادى بالنسباله


-امممم الكلام سهل بس معتقدش انه هيستمر


-يعنى اى


-انا مقتنع بكل حاجه يماما لكن ان حط يتنازل بكون اب.. اسير مثلا بتعشق حاجه اسمها أطفال لو العيب من ادم هتسيبه او هيوصلك لحل للانفصال دلوقتى اة بعدين


عبير -بتقول لى كده يعاصم


-انا مش قصدى افول على علاقتهم


-بس انا عايزه اقولك ان حب ادم استثناء


نظر إليها قالت بثقه- ادم بتنازل عادى عشان اسير يتناول عن الدنيا كلها.. حبه ليها دام سنين لجد مناله فكرك هيفرط فيها...


سكتت لما فالت كده نظر لها عاصم بشده قال


-سنين؟! سنين ازاى يعنى هما مش متجوزين من خمس شهور


عبير بتقوم قال عاصم-ماماا


وقفت قال عاصم- هو ادم... ادم كان معجب باسير لما كانت خطيبتى


مش عارفه تقوله ازاى انه بيحبها من طفولته من قبل ما تحبه ومن قبل ميرتبطو


عاصم-اييه


عبير- انا بقولك انهم حبو بعض وانت عارف ادم مستحيل يزعل اسير وده من زمان ولو ع حساب الخلفه... بس مش اكتر، ثم انت بتسال لى عن زمان ودلوقتى


-لأن كلامك ف ثقه غريبه كأنهم متجوزين من سنين


-الحب ملهوش مده، ولا انت مش مقتنع بده مع ريتاج


وكتمت تقصد انه حبها فى وقت قصير واتنازل عن فرحه بسببها بس كيف يخبرها انه مسبش الفرح بايده قال


-لو كان بايدى احضر...


-تحضر؟! الموضوع اتردم بتراب متفتحوش خلاص يا عاصم، انت خاطب واخوك اتجوزها.. اموركم استقرت بلاش تتلغبط

سكت خد بعضه ركب عربيته ومشي ع شغله


ادم كان خارج من البيت

-ادم

نظر لصوت حبيبته لقاها واقفه ف البلكونه رفعت البوكس بتاعه ابتسم ووقف ولسا هيدخل مشيت هي خرج ونزلتله دخل وخده منها قال


-حاسس انى رايح المدرسه


-مش مهم المهم مسيبكش منغير اكل ابقى زوجه وحشه اوى


خده منها قال- جبنه روحى سايحه


اومات له بابتسامه قالت- متتاخرش


-حاضر، خليكى فى الشقه لحد ما ارجع


باس رأسها دق قلبها خرج وهى نظرت له بابتسامه بتتامله وهو بيمشي دخلت شافت عمتها كانت قاعده بتتفرج ع التلفزيون قالت


-اسير


-نعم


-لنا تفضى انزلى اعقدى معايا شويه


بتردد لانها مش عايزه تغتح معاها سيرة خلفه تانى وادم قالها تعقد فوق عشان كده، قالت


-حاضر


 عاصم فى مكتبه بيفتكر كلام امه وهى بتستهبل ميفتحش سيرة فرحه هو واسير


لى ميفتحوش، لى مقتنعين انه هر.ب وسابها ومكنش عايزها، لو مكنش عايزها هيكمل لى


سكت لانه دلوقتى خاطب لى بيفكر ف الى فات دلوقتى، مش ده ال. كان عايزه.. اسير بقيت لادم وهو هيتجوز ريتاج.. لى بيرجع حسباته لورا.. كأنه..  كأنه ند.مان


رن تليفونه نزل قابل ربتاج لما شافته ابتسمت حضنها لأنها جت ف الوقت المناسب تمنع تفكيره


دق قلبها من حضنه قالت- عاصم احنا ف الشارع

بعد تنها وابتسم لانها بقيت تهتم بالنقطة دى

-جايه لوحدك


-لا ماما كعابا ب العربيه قالت إن مينفعش نروح نشوف البيت لوحدنا

- انت مقولتليش ان اسير جت معاكم عن الدكتوره

-اه معأنى عرضت عليها كده وخلاص بس واضح انها كانت مهتمه تيجى وخدت جلسه اطول مع الدكتوره

-متعرفيش لى

-اممم مش فاكر بس اعتقد عن تحليل... بس ظه كان مم يومها والدكتوره قالتلها تتواصل معاها... لى ف حاجه

-استغربت بس لما عرفت

-عرفت اى، انها جت معانا.. ولا انت بتسأل لى اصلا

-عادى مجرد سؤال

نزلت امها سلم عليها عاصم قالت- يلا هنروح نلا اى


ربتاج- هركب انا مع عاصم وخلى السواق يلحقنا


ركبو سوا هنا الاتنين ومشيو 


اسير نزلت قعدت مع عمتها لما العشا قرب عشان تساعدها لو محتاجه حاجه، كانت عبير ساكته مفتحتش كلام بتبص ف الساعه قالت


-عاصم اتاخر لى


رجع ادم من شغله شاف اسير مع أمه قال


-هغير وانزل


اومات له طلع ع فوق بيدخل الحمام يغسل وشه بيخرج يفتح الدولاب ياخد هدومه بس بيقف لما يلاقى ظرف معمل فى هدوم اسير خده وبيفتحه بيعرف انه نتيجه التحاليل


اتنتش من ايده وكانت اسير


ادم- ده من المعمل


اسير- بتفتح دولابى لى يا ادم، ده فى خصوصياتي


-خصوصيات، مبينا؟!!


استغرب منها قال- كنت بدور ع هدومى ولقيته


-وبتفتحه لى


-كنت عايز اشوفه


-تشوف اى انا قيلالك كل الى فيه ولا كلمة عقي.مه عايزه تشوفها بنفسك


-اسير، قولتلك متقوليش غ نفسك كده.. أنا كنت عايز اشوفه مش اكتر


-هتغير حاجه مثلا، اتفضل اقرأ


-ف اى يا اسير مالك


سكتت تنهد وعرف ان الموضوع حساس بالنسبالها وبتتعصب لما بيرجع يتفتح قال


-انا كنت عايز اخد هدومى مس اكتر لو انى اشوفه هيضايقك فارمى بلاش حد مننا يشوفه


تنهدت قالت- متزعلش منى انا حاده شويه الفتره دى


-محصلش حاجه


خد هدومه من الدولاب ودخل الحمام بتطبق اسير الملف وتروح ترميه فى الز.باله


بيوصلو على البيت وكان ف شخص مستنيهم يوريهم المكان


-اتفضلو


دخل وامها بصيت للبيت قالت- ده ليا عيتوضب


علصم-اه اكيد مش هيكون كده


دخلت ريتاج قالت- هنعمل ف شغل كتير ده يا ادم.. ونبنى دور فوق لا دورين


نظر لها قال- نبنى؟!!


-اه


-ده لى


-نكبر بيتنا يبقا بسلالم زى الى برا


-ريتاج.. أنا بعد الجواز مش هيكون معايا فلوس ابنى


نظرت له قالت- يعنى اة


-يعنى هصرف فلوسي كلها ع البيت وتوضيه والفرح هتعمل ف قاعه بسيكه لبنا احنا كعائله


-انت بتهزر يعاصم صح


قالتها بضحك لكنه نظر لها بجديه قال- مظنش ف هزار ف كلامى


-لا مهو انت لازم تكون بتهزر لأنى مش هعمل فرح عادى انا هعمله كبير يلم صحابى ومعارف بابا كلهم عايزهم يقولو عليا اى


سكت عاصم وهو باصصلها


ريتاج- معلش فلوس ازاى امال هنصرف منين اكيد مش هنعيش ع القد صح


-انا مبقولكش هشحت انا بقول هقتصد ومعايا مرتبى يعيشنا مرتاحين.. التوصيل هيكون خفيف لحد ما ظبط امورى يعنى مش هعرف اعمل ديكور كويس اصلا عشان تقولى نبنى


-انت.. انت لازم تكون بتهزر يعاصم، ده بيتى بيت عروسه هتتجوز


-انا جبته عشانك شقته كانت جاهزه من كله وممكن اغيرلك كل حاجه فيها


-أنا مش هعيش ف البيت ده وف الشارع هناك


اضايق عاصم قال- الى قدامك عايش ف البيت ده والشارع هناك


- دى حياتك انت مش حياتى انا،نو واي اعيش هناك


جت امها قالت- ف اى مالكم


ريتاج- عاصم


عاصم-انا قولت الى عندى اى كلمه تانيه نكملها بعدين لوحدنا


سكتت لما قالها بحده ومشي بصتلها امها قالت- هونا غريبه


-مفيش حاجه يمامى


عاصم خرج فى الجنينه الصغيره وخرج سجايره ودخن


" عاصم الشقه تحفففه"


جه صوت اسير فى عقله افتكر زمان لما كانت أول مره تطلع الشقه بعد اما سمحتله امه يوريهالها


كانت وقتها الشقه على الصوت ناقصها تكسير حيطان لان نظامها مش مظبوط


عاصم"لسا يا اسير معملتش فيها حاجه"


"بس تخيل لما نعمل اى حاجه خفيفه هتكون جميله اوى، هى مش محتاجه اصلا ممكن نلونها احنا"


" كمان، وانتى الفن مقوى قلبك"


" متستقلش بيا ممكن اقلبهالك جنه، هى جنه اصلا.. الهوا فيها حلو اوى"


مانت تلتف يمينا ويسارا وكأنها واقفه فى قصر مش شقه على الطوب الأحمر، لقد كانت تريد العيش معه فى اى مكان حتى ولو ف اوضته تحت عند امه كانت تستقبل هذا إلا أن تتحسن ظروفه رغم أنه ميسور الحال


نفس دخان سيجارته دفعه واحده


-عاصم


جت ريتاج نظر. لها قال- اتفرجتو عليها


-اه، انت زعلت منى


-لا هزعل لى؟!عشان حتة التقدير يعنى


-انا بقدرك يا عاصم


-كنتى عرفتى انى كده بسببك


-نا مكنتش اقصد،متزعلش منى نا معاك ف اى حاجه هنوضبها خفيف ونحاول نلاقي سعر كويس مع القاعات


تنهد منها قربت منه قالت- مش زعلان صح


-يلا عشان نمشي


فى اليوم التانى صحى ادم ملقاش اسير جنبه قام باستغراب، خرج قال-اسيير


مرديتش عليه لانها مكنتش ف البيت بص فى الساعه شاف رساله مكتوبه على الترابيزه زى مكان بيسبلها رساله يعرفها ان سايب فلوس ليها


"أنا نزلت اجيب مستلزمات البيت وجايه" 


ابتسم دخل المطبخ يشرب بيقفل باب التلاجه وقف لما لقى زباله مركونه ع جنب ومش محطوطه فى مكانها


اسير فى السوبر ماركت بتمسك زبدة الفول السودانى


-هتبقى حلو... بس لا، ادم عنده حساسيه منها


جابت زلده عاديه وحاسبت


بتخرج من السوبر ماركت بعد اما جابت طلابات الى محتاجاها بتدخل البيت وتطلع ع شقتها وتقفل الباب


-نا رجعت


كأنها بتبلغه بوجودها ابتسمت من الهدوء الغريب بالت- متأخرتش صح.. انت نايم ولا اى


دخلت اوضتها لقيته قاعد على الكنبه قالت


-هعمل النهارده الاكله الى بتحبها


حطيت الشنط على الترابيزه لقيته صامت ملامحه غريبه مافيه قالت

-لسا صاحى ولا اى


بتشوف الملف الى ف ايده وهنا بينقطع صوتها وتبصله بقلق


ادم تحدث اخيرا- هى دى نتيجة التحاليل


بينبض قلبها رفع عينه ليها المنطفيه واتمنيت متشوفهاش


قالت-ادم...


-ردى عليا ده التحليل الى مكنتيش عايزانى اشوفه


سكتت رفعه ادم ليها قال- العيب كان منى انا... أنا إلى مبخلفش!!


اسير العشق


اسير العشق


بارت 19



– ده التحليل اللي مكنتيش عايزاني أشوفه؟
ماعرفتش ترد... شفايفها اتحركت بس الكلام ماطلعش. سكتت.
رفع صوته شوية: – يعني أنا... أنا اللي مبخلفش؟ والعيب فيا؟
بصّ ناحيتها باستنكار، عينيه ضايعة: –ردى دى الحقيقه.... وانتى ساكته من يومها... لا انتى مسكتيش، انتى كدبتى
قالت بسرعة، بنبرة فيها توتر: – أنا مكدبتش أنا خبيت
: خبيتى اى وانتى حاطه العيب عليكى انتى... ده كله ومكدبتيش... الكدب بالنسبالك اى
-عارفه انك مضايق منى يا ادم... نا بس كنت خايمه عليك
ضحك ضحكة قصيرة مليانة وجع: – خايفة عليا؟ ولا خايفة على صورتى في عيني؟انتي كدبتي عليا، يا أسير. انتى خبيتى حاجه مهمه زى دى عليا وكدبتى انها فيكى انتى.... لى كدبتى ليييييه
قالت وهي بتقرب، بتحاول توصله: – مكنتش اقصد اكدب! كنت محتارة أقولك إزاي... خفت تبعد... خفت تكسرني لو عرفت إنك مش هتقى اب وتفكر بطريقه مش صح... ف الاول كنت بحسب السبب منى
– بس طلعتي مش السبب... وسكتي؟ جودته من عندك وقولتى إنك انتى... خوفتى منى اناا؟!! أنا يا اسير... لى... هكون بخرف.. ولا الموضوع هيجى على حسياسيتى وهكون شخص همجي... انتى بكدبك وجعتينى أكتر.. حتى كدبتى على امى واخويا وع الكل قولتى إنك الى مبتخلفيش شيلتى الحمللل كله وف الحقيقه انا المعيو.ب
حطت ايدها على بقه قالت-متقولش ع نفسك كده ارجوك... اياك تكون كده
نظر إليها لمست وشه بجنان وعينها مدمعه قالت- انت مفيش حاجه.. هى كلها مسأله وقت.. قت مش اكتر وهما..  هحمل منك
-انتى الى بتقولى كده وانتى قايله لا محاوله تانيه وتالته تنفع... دلوقتى بتقولى وقت
بعد ايدها قال-انتى عارف ان مفيش وقت لأنى عقيييم.. والعقم مبيخلفش.. أنا مبخلفش يعنى مستحيل تحملى
-ادم
-بتضحى ب ايه... بتضحى بامومتك عشاانى... ليه؟!! لى تعملى كده
-نفس السؤال متوجهلك لى وافقت لما قولتلك ان العيب منى
-الامر بيختلللف
: ف اييييه... اى الاختلاف طالما بنحب بعض وعايزين بعض تفتكر الخلفه هتفرقنا.. انت الى قولت كده
مردش عليها قالت- آدم... أنا غلطت بعترف بده، بس ما قصدتش أوجعك.. لى مقولتش كلامك دهه
لف وشه عنها، صوته انكسر: – أنا كنت معاكي حتى وانتي بتقولى إنك مبتخلفيش... المشكلة في الكدب، فى المكتبه نفسها وغرضك اى.
كانت العصبيه فى عينه وهى بيشد على التحليل ف ايده قال
-لى... لى تبصيلى برفقه كدههه ليييييه
نظرت له بشده من كلامه قالت-انت بتقول اى يا ادم
-مفيش معنى لكدبك غير ده... اى.. خوفتى على مشاعرى... نا ضعيف لدرجه دى ويترحمى عليا
أسير بصوت مخنوق: – ماكنتش رحمة… ولا شفقة… كانت صدمة، وخوف، و... حب، بس بطريقة غلط.
أنا كدبت، بس ماكنتش بضحك عليك... كنت بختبرك، يمكن غصب عني، يمكن عشان أتأكد إنك فعلاً بتحبني واتخليت عن الخلفه عشانى
لف ناحيتها فجأة، صوته عالي لأول مرة: – وع اى كل دههه.. مش واثقه من حبى...انتي سمممتيني بالكدب ده! أنا لما عرفت، أول حاجة فكرت فيها إنك يمكن كملتي معايا من باب "الواجب"!... انتي متخيّلة حجم الضربة دي؟... أنا راجل يا أسير، وراجل حاسس إنه اتحط في خانة الشفقة، مش الحب... خانة "صعبان عليا"
– لااا، متقولش كده... أنا بحبك يا آدم، وبحبك بكل وجعي نش عايزه حك غيرك...، ومش هممني الخلفه!مش عايزة أطفال… عايزة انت.
ضرب صدره بإيده، بنبرة مكبوتة: – بس أنا همّني!أنا بقولك الحقيقة اللى مخنوق بيها… أنا مش قادر أعيش وأنا فاكر إنك بتضحي…أنا مش حلمك اللي ناقص… ولا وظيفة في حياتك…أنا راجل... كنت شايفك بتكمليني، مش بتستحملي نقصي.
نظر له من كلامه قالت- يعنى اى با ادم
سكت منها يربت منه قالت-عايزنا نبعد...دلوقتى... عايزنا نسيب بعض وكنت بتقول عليا غبييييه
أسير قربت، بإصرار وسط الدموع: – وإنت كنت شايفني كده لما افتكرت إني عقيم؟كنت شايفني شفقة؟كنت شايفني ناقصة؟ولا كنت شايفني "مراتك" وبس؟ردّ عليا بقى يا آدم! ساكتتت لى
سكت لحظة... عينه نزلت على الأرض، وقال بصوت أهدى: – كنت شايفك نصي التاني…
بس الكدب... كسّر الحتة دى
سكتت، قربت أكتر، همست: – وأنا مستعدة أبنيها من أول وجديد…
حته حته بس بلاش تفكر فيا كده.. نة عمرى مكان قضدى الى ف دماغك
-بء عملتى منغير ما تفكر فيا
-عملت اى يا ادم..  عملتلك اى غلط عشان تبصلى كددده.. لى فاكرنى اذيتك أو كان قصدى اذيك... انت عارفنى
عارفني
قال بغضب -انا مش عارف نفسسسسسي
نظرت له م نبرته قالت-ادم
بعد عنها من غضبه الى مش عايز يحوله لغلط كبير قال- سيبنى لوحدى... محتاج اعقد مع نفسي محتاج أصدقك من اول وجديد
سكتت اسير بس كلامه جرحها، مشيت بضيق منه وفضل لوحده زى ما هو عايز.. سألت دمعه من عينه وقد ظهر حزنه وضعفه، بص ف الأوراق وبص الى نفسه وحالته... العيب منى.. لقد ابتلى ابتلاء كبير.. ابتلاء ميعرفش اذا كان قده أو لا... لن يصبح ابا ولا ف اى يوم... بص لدبلته وافتكرها لانه نسي الخلفه كلها ونسي الأطفال لما كان العيب فيها... بس دلوقتى...شايف نفسه ظلم كبير ليها

بعد المواجهه المؤلمة اللي حصلت، والهوى ما بينهم بقى تقيل، والحزن مالي المكان...
جه الليل وكل واحد منهم بعيد عن التانى
في أوضة النوم – منتصف الليل
أسير كانت قاعدة على طرف السرير، ضهرها منحني وكتفها نازل… لابسة بيچامة بسيطة، شعرها مفكوك ومبلول من دموعها.
بتبص كل شويه ع الاوضه التانيه وادم الى مشافتزش من ساعتها
ولا هو كلمها…
كل واحد دخل أوضته، وقفل الباب كأنه بيقفل على وجعه لوحده.
وبصت على السرير الفاضي… مكانه لسه دافي، بس هو مش هنا.
همست لنفسها:
– هو بيهرب… مش مني… من نفسه.
قامت تمشي شوية… لفت حوالين الأوضة، فتحت الدولاب، شافت هدومه… قميصه اللي لبسه أول يوم جوازهم… سحبته بإيديها، وحضنته كأنه هو.
قالت وهي بتهمس:
– ماكانش قصدي أكسرك.
أنا كنت بحاول أحميك من تفكيرك ده… حتى من الحقيقة الى كنت خايفه منها واهو ده إلى حصل
بصّت للباب، وخرجت بهدوء… الشقة ساكنة، بس أنفاسها واهية، مش منتظمة.
وقفت قدام أوضته… مدت إيدها على الباب، بس ما خبطتش…
كانت هتتكلم، بس سكتت…
رجعت خطوة لورا، وحطت إيدها على بطنها وقالت بصوت مسموع
– مش لازم أكون أم عشان أكون ست… ومش لازم تكون أب عشان يكون راجل.
ملقتش اى رد منه، رجعت أوضتها، قفلت الباب وراها…
نزلت على الأرض، وقعدت على السجادة…
مسكت ورقة فاضية، وبدأت تكتب… مش رسالة، ولا اعتذار…
لكن كانت بتحاول ترتب مشاعرها… لأن اللي بينها وبين آدم محتاج أكتر من اعتذار.

في الوقت ده... آدم كان واقف في البلكونة، شايف نور أوضتها من بعيد… والنور مطفي، بس حاسس بيها.
شد نفس عميق من سيجارته
 السكوت بيملأ المكان…
آدم قاعد على الكنبة، ظهره منحني، ضهره لتليفونه، وللملف، ولكل شيء…
بس مش قادر يهرب من صوته الداخلي.

بيمد إيده ببطء للورقة… نفس التحليل… نفس الكلمة اللي كأنها لعنة مكتوبة فوق اسمه:
"عقم"
غمض عينيه، وصوت أسير بيترن في ودنه:
"أنا بحبك يا آدم... ومش عايزة غيرك."
بس بدل ما يرتاح، قلبه بينقبض أكتر…
بيقوم، يمشي ناحيه المراية… يقف قدامها، ويبص في نفسه…

قال لنفسه بهمس:

– مين انت عشان تفكر تحرمها تبقى ام

سكت لحظة، حس بنبض قلبه في ودانه، ودقات سريعة من الضعف، الخوف، الخزي...

رجع قعد، بص حوالين الاوضة الفاضيه وفجأة، حس بيها…
ريحة أسير في الهوى ف انفاسه
ضحكتها اللى كانت بتكسر سكوته... خطواتها حوالينه...
رفع راسه فجأة، وقال بصوت مكسور:
– أنا مش زعلان بس عشان كدبتي…
أنا زعلان إني بقيت شايفك تستحقّي أكتر...
أنا اللي شايف نفسي قليل جنبك...
وساكت
كان مضايق بس في الآخر، بص لتليفونه… وفتح صورة ليهم… صورة ليها وهي بتضحك في حضنه.

 فى الفجر بيفضل صاحى خرج يتوضى يشيل الحمل الى ع قلبه
بيروح المطبخ ويكون حاسس بدوخه وهبوط، بيحاول يفتح برطمان عسل، إيده فيها جرح بسيط من امبارح، والدوران في دماغه مش سايب له تركيز.
دخلت أسير فجأة من ورا، ناوية تعمل لنفسها قهوة…كانت هى كمان صاحيه نظرت له
شافت الدم، ووقفت.
قالت بهدوء:
– إيدك بتنزف
-مفيش حاجه.
حاول يفتح الغطا تاني، بس صباعه اتعور أكتر.
قربت منه وقالت بنبرة تلقائية فيها خوف عليه:
– سيبه… هاته.
مدت إيدها، خدته من إيده، وجابت قطنة وميه دافية من غير كلام.
قعد على الكرسي وهي وقفت قدامه، مسكِت إيده، وبدأت تنظف الجرح…
نفسها كان بيرتجف، بس كتمته.
آدم كان ساكت، عينه مركزة على إيديها، بتتهز خفيف من التوتر…
حس بنبضها، وحس بيها.
قالت بنبرة هادية:
– اتعورت ازاى
-ضربت الحيطه
سكتت بحزن لطن ابتسمت بخفة حزينة،وما رفعتش وشها.
قالت-لسا منمتش لى
– السؤال ده ليكى
رفعت شسها ليه قالت– آدم.. مش عارفه انام ونا حاسه انك زعلان منى
قعدوا ساكتين شوية، الصوت الوحيد كان صوت غلاية القهوة…
وبعدين، قامت بهدوء… وراحت تحضر له كباية.
رجعت حطّتها قدامه وقالت:
– دي سادة… زي ما بتحبها.
بص للكوباية، وبص ليها…
وقال فجأة: انتى عارفه انى متزعلش منك نا مجروح من خذلانك
سابت البهوه على جنب قالت -لى يا ادم.. نا معملتش حاجه اقصد اخذلك ببها او اكسر ثقتك
–بتهيألك
مشي نظرت له اسير وسكتت

بتدخل اوضتها وتشوفه قاعد على السرير قعدت على الناحيه التانيه
ادم-لى عملتى كده
-انا مكنتش اقصد حاجه غير انى..
-لى كدبتى واتقبلتى تعيشي معايا وانتى عارفه انى مبخلفش
-لانك مش احسن منى يا ادم.. نا حبيتك بجد واما كدبت كان غرضى اختبرك قبل كل حاجه.. اتا اخت تك أنا يا ادم من الأول بس كنت عايزه اعرف هل انت هتختار بردو.. هتتنازل عن حاجه مهمه زى دى
-ولى اتنازلتى انتى
-لأنى بحبك ومقدرش اعيش من غيرك... فكرة انك تخذلني ف الاختبار خوفت منها.. خوفت من البعد
-بس احنا لازم نبعد.. نا مش هظلمك معايا ظلم كبير زى ده
-قصدك اى يا ادم اننا نبعد
قال وقلبه لا يطاوعه -انتى تستحق حد حد احسن منى.. حد.. قادر يعيشك مرتاح يكونلك عيله بس انا
-انت لا مش كده.. عايز تسبينى اروح لغيرك
مردش عليه وقفت قدامه قالت- مترد يا ادم
-انتى مش قادره تفهميني
-مستحيل افهمك ولا احطلك تبربر واحد، لكلامك غير إنك بتبعينى
-انا يا اسيررر... انااا
-اه انت... كل ده ليه
-مستهينه بأنك تبقى ام
-قولتلك مش عايزه.. مش عايزه ابقى ام زى ما انت اتخليت تكون اببب
-الموضوع أصعب مما تتخيلي
-لو ليا تصير اخلف ويكون عندى طفل هيكون منك غير كده لا.. أنا عايزه اكون معاك انت بس ...كدبى كان عشان وكدبت عليهم عشانك... معنديش مامعنى يقولو مبتخلفش.. مش عايزه حد يقولو ان السبب منه وهى الى مستحمله
-بس يقولو دى رابطاه جنبها وسهرانه..  بنتقدوكى وانااا
-ف ستين داهيه اى حد
-مس هتستحملى كلام شخص واحد.. لى عملتى كده
-عمرى ما اشفقت عليك... : – أنا شفتك أكتر من أي حد... بس خوفت أخسرك، خوفت تفكر زى دلوقتل
هو كان بيبص لها، بس نظرته مش فيها عتاب... كانت مليانة خيبة ووجع، مش منها، من نفسه.
قال بهدوء متكسر:
-اسير لما اخترتك تفرق انا
-وانا كمان اخترتك... اخترتك وانت فاكر إني ما بخلفش، واخترتك دلوقتي وانا عارفة إنك ما بتخلفش، ميفرقش ااموضوع عندى... انا وانت لبعض، وخلاص
قعدت جنبه طان هيقوم قالت -بتدينى ضهرك ليه... ع الاقل قولى نهاية القعاد لوحدنا ده ايييه.. أنا مطيقتش اليوم وعدى عليا زى السنه... مش عايزه أعيش كده… مش عايزه نبقى في نفس البيت وكأننا غرب.
مسكت وشه وبصيت عينه قالت- مستقبل بحبك قدام حبك.. فاكر انك بس الى بتحبنى.. أنا مقدرش اعيش من غيرك
قرب منه وهى بتبوس رقبته بانوثه فنبض قلب ادم
همست فى ودنه- وحشتينى اوى
بعدت وبسيت فى عينه ونزلة على شفايفه وباسته وهو مسالم أمره ليها بيمسك وشها ويبدلها بعشق وتملك يمحى الكلام الى قاله عن البعد، نظرت له اسير وهو بيقربها جامد منه ومفيش شبر يفصلهم اغمضت اعينها وهى بتحضنه بزراعيها فلقد رأته حله الحقيقى خلف كلامه المزيف

 كانت نايمه فى حضنه بتملك رفعت عينها ليه وهو ساكت قالت
-هقوم اعمل اكل.. نا جعانه مكلتش النهارده بسببك
-مكلتيش لى
-مش عارفه اكل لوحدى.. انت كمان مكلتش ونا متأكده من ده
-انا مش مهم
-بس مهم عندى
قامت من جنبه وهى لابسه التيشرت بتاعه قالت
-هعملك الاكله الى بتحبها دلوقتى بدل عشا امبارح
مسك ادم ايدها قال- اسير
-ف حاجه يا ادم
-انتى عارفه انى بحبك
استغربت منه
ادم-وعشان بحبك مش هاين عليا الى هعمله فيكى
اتبدلت ملامحها لحزن قالت-افتكرت ان الموضوع خلص... عابز تسيبني؟
رد بعد تفكير:
–  محتاج نفهم احنا رايحين على فين… مع بعض… ولا من غير بعض.
قالت ببرود – وأنا هستناك… لو لسه في مكان ليا.
مشيت بس سحبها لحضنه قال- انا مبقدرش ابعد عنك... نا ضعيف اوى لدرجة الانانيه انى مش هعتقك من حبى
-مش فاهمه يا ادم
-انتى مستعده تعيشي معايا.. حتى لو مخلفناش
-قولتلك ايوووه، نا عايزاك انت بس با ادم وانت عايز تبعدنى
-انا بس كنت عايز اسمع قرارك
-قرارى هو انت
مسك وشها وبص ف عيونها قال- انا بحبك... اكتشفت حاجه أصعب من وجعى امبارح وهو وجع بعدك
حضنته بادلها فورا بحب وتملك
اسير- انت حبيبى وعيلتى... نا كمان بحبك يا آدم

 حطت الاكل وكان مكرونه بشاميل الى عرفا انه من زمان بيحب يأكلها لما كانت تعملها مع عمتها دايما
اسير بابتسامه-دوق هتعجبك
خدت معلقه ومدت يدها تأكله كل منها بابتسامه
اسير-حلوه
-انتى مبتعمليش حاجه وحشه 
ابتسمت كانت هتعقد على الكرسي سحبها وقعدت على رجله لف دراعه حولين بطنها
اسير-ادممم
-خليكى قاعده
-انا كده مش هعرف اكل
-اكلك انا
لفة وشها ليه حط ايدها فوق دراعه الى حضنها بيه قالت
-خليك زى ما انت
اخذت معلقه واكلته وبياكل من ايدها بتسمتاع ويلقى راسه عند عنقها كانت تبتسم عليه وتاكل معاه وكان منبهر بطعامها زى العاده

 عاصم فى مكتبه ما مديره عماد قال
-اى الاوراق دى
-عايزك تخلص الارض لاستثمارى كبير.. المفروض يتعملها إعادة تأهيل والمكان بيشتكو من المبنى الغلط
-وهو هيشتريها
-هيشترى المنطقه كلها
نظر له قال- واشتراها ولا لسا
- لسا ف منهم بيقول انه كش عايز يبيع برغم ان معروض عليهم مبلغ كويس... بيقولو بيتهم اولى بيهم، تفااهات
- وبعدين؟! المطلوب منى
- دى مهمه للمشروع يعاصم والاستثمارى واخدها بالفعل مننا وعايز زقه ثم ظه مشروع يخدم الوطن والسياحه يعنى مهمه نفضيله المنطقه غشان يبدأ فيها
- عايزنى اخرج الناس دى يعنى
- انت وطريقتك بقا... سايسهم هددهم المهم الى قولتلك عليه يحصل.. نا ما مقولتش لحد غيرك لأنى واثق انك هتنجز كل حاجه بأكمل وجه والموضوع ف ترقيه كبيره ماديا ومكانه
خد الأوراق من ايده قال-اعتبره خلص
خرج وسابه ابتسم عماد وقعد مرتاح البال

عاصم ماسك الأوراق ف ايده رن تليفونه كانت ريتاج مكنش بيرد عليها من ساعة موصلهم ورجع، عدم اهتمامها بيه وأهمية الفلوس قبله خليته مضايق برغم حبها الشديد إليه لكنها مغروره وهو سيكسر الغرور ده
رد لما رنيت تانى- الو يا ريتاج
-مبتردش لى
-مشغول
-ممم تمم كنت عايز اطمن عليك بس
سكت عاصم قال-نا كويس اكلمك بعدين
-تمم ياحبيبى
قفل معاها بتبص لتليفونها وترجع لأصحابها
-كلمتيه
ريتاج-اه باين علبه مشغول اوى
-انتى الى بتديله اهتمام زايد
ربتاج بضيق-بتقولى ايه
سكتت وقالت صحبتها- خلاص.. خلينا شكل الديزاين الى انتى عايزاه

ادم كان بيشتري شويات مستلزمات للورشة من معرض
قال راجل-دى احسن قطع.. لانها مستورده وتكمل معاك
أخذها ادم وعينها كانت فعلا شكلها قيم برغم مبلغها الباهظ
ادم-مفيش اقل من كده
-بص متسترخسش ف قطع الغيار لان ده بيعمل حوادث طتير وبردو لو شغلك بيهم ف ده هيزيد معرفتك اكتر.. مفيش اقل بصراحه لان هنا حاجتنا كلها مستورده
سكت لكن اوما بتفهم قال- تمم هخدهم
-معاك فيزا
-لا كاش
اومأ بتفهم وشاورله ع الكاشير بيشوف ناس برا بتجرى استغرب لقى عربيه بتسوق بسرعه متهوره
افتكر اسير وهو فى اليوم ده
 -اتفضل يا فندم
خرج ادمن المعرض وبص للعربيه كأنه نفش السواق كانت بتخوف الناس وخلاص ومش متعمده حد المره دى وهو بيلف وبيدور زهر وشه... بصله وعينهم جت فى بعض
أتقدم ادم لكن العربيه مشيت وجه ظابط المرور وبيكاول يسجل رقم اللوحه
قال رجل بغضب- منك لله، حسبى الله ونعم الوكيل
شافه عجوز واقع ع الارض ساعده ادم قال- أسند عليا
مسكه العجوز وشاورله لقى عكازه راح جهاله قال- تحب اتصلك
-ربنا يجازيك خير يا بنى ويرفع عنك ابتلاء الدنيا والاخره
مشي نظر ادم إليه فتلك الدعوه مريحه، ،خل وخد مشترياته قال
-معلش، الحساب اهو
اداله الفلوس وخرج بيفتكر العربيه فتح المذكره وكتب رقم... طانت لوجة العربيه الى قدر يشوفها بوضوح

بيمشي ادم يرجع للورشة ويبص للأغراض الى دفع فيها كتير بظل الى اتهلكت معاه
وقف ولف مطنش ف حاجه مشبو.هه، سكت وبص قدامه ومشي وصل على الورشه وفتحها بيبص وراه.. اللعنه ليه حاسس إن ف عين عليه
-صباح الخير يهندسه
-صباح الخير ياعم صالح
دخل وهو بيستبشر بيومه ويبدأ شغله

  عبير قاعده وف ايدها دفتر وبتكب فيه
اسير- مفيش حد بيجيب فاكهه ف الخطوبه يا عمتو
-ده واجب
-انا عارفه بس نجيب جاتو افضل
-امم صح
-ده لازم، مش مشكله الاتنين كويس ليهم
-نجيب فاكهه وجاتو
-مش ده واجب
سكتت عبير لأمها عارفه بتتريق عليها قالت
-حتى مقاليش ع الشبكه الى جبتها.. اكيد اختارت الشي ء الفلانى
مرديتش اسير عبير قامت قالت- تعالى ساعدينى يلا بكره ورانا حجات كتير لازم نخلصها قبل يوم الخطوبه
جه عاصم ولما دخل وشافهم قال
-اى الى بيحصل
عبير- رجعت بدرى
-اه عريس بقى
بص لاسير الى قامت قالت-عايزه حاجه يعمتو
-راحه فين
-هطلع احضر العشي لادم زمانه راجع
-خلاص ماشي
مشيت عاصم بيبصلها لانها لاحظ لما بيكون فيها هنا بتطلع يا بتمشي هل ادم من قال لها ذلك
عبير بتبص لابنها وعينه الى ع اسير قالت
-واقف عندك لى يعاصم
دخل وقعد معاها قال- مفيش بس كنت عايز اقولها تقول لادم ميتأخرش بكره
-زمانه راجع وتقوله انت...  ها قولى الحجات دى كويسه
بص لطلبات قال- ده لمين
-لريتاج وعيلتها
-اه تمم بس لى ده كله
-ده تقدير يابنى
-تمم يماما الى تشوفيه..  الخطوبه اصلا على الضيق بين عيلتنا بس
-ده لى
-انا إلى اقترحت عليها كده
-انت حر بس الفرح هعزم الناس كلها، ع الله بس متكسفناش تانى قدام حد
نظر عاصم ليها قامت عبير - اما روح اشوف الأكل
بيبص عاصم للأعلى ويتنهد ويترمى ع الكنبه

فى القهوه شاديه-براحه ع الكراسي بدل ما تنكسر هخصمها من مرتبتكم
كانت بتقفل قهوتها بعد ما الساعه عدت ٢ وبتلم أغراضها باشوف حد من بعيد
بصيت لقيت شخص رايح جاي من ناحية ورشة ادم استغربت قالت
-انت عايز مين يا اخ
بصلها وارتبك قال- هو مقفول من امتى
-انت عايز المهندس ادم.. ده بيفتح الصبح مش دلوقتى
-تمم شكرا
مشي بتبصله وان ايده خاليه ملهوش لا عربيه ولا ماتور واحد عايز يتصلح قالت
-ولااا
جه صبى من صبيانيه قال-نعم ياست الكل
-الوش ده المنطقه
بيبص على الراجل قال- لا عمرى مشوفته قبل كده
سكتت لما لقيته بيبص للورشة تانى وكأنه بيبدور ع حد تايه وماشي ماشيه قوة وبدون خوف.. مين ده وجاي للورشة ف وقت زى ده لى.. ممكن شخص عطل بيه الطريق ولا حاجه
 لما بيلاحظ نظراتها بيمشي بتسيب شاميه كل حاجه وتروح وراه قالت
-يا اخينا
بيقدم وكأنه بيحرى منها ومبتلحقوش ويختفل
بتقف وتعرف ان ف حاجه كبيره ورا الشخص ده
بيقف الشخص ف مكان لوحده قال- ايوه يباشا...اه طلع فعلا من المنطقه
-الورشه دى بتاعتو
-اه... واسمه ادم.. معرفتش اى حاجه تانى لان ف ست رصدانى منةساعة مشفتنى كانى براقب حد من عيالها
-تمم امشي انت من هناك
-هنعمل اى
قال بابتسامه-اجهزو لان عندكم طالعه
قفل معاه ومشي الراجل من المنطقه

فى اليوم التالى بتكوى اسير بدلة سودا الخاصه با ادم، كان لسا فى الحمام بياخد شاور علقتها على الشماعه برفق رن تليفون وكان لادم
خرج وهو بينشف شعره
اسير-تليفونك
-عارف اكيد عاصم، مش عارف بيستعجلنا لى ولسا بدرى
بص لبدلته ابتسم قال- شكرا يا اسير
-ع اى
- مس هتلبسي
- ادم... هو لازم اروح
- مش هتسبينى اروح لوحدى مش كده
سكتت قرب منها قال- ممكن واحده تخطفني منك
-انت مشاكلك ملهاش اخر... ثم انا واثقه ان مفيش واحده تقدر تعمل كده
- واثقه فيا
- واثقه ف حبك ليا
ابتسم قال- طب يلا اجهزى
خد بدلته يلبسها ف أوضة تانيه وسابها لتحت الدولاب تلاقى فستان رقيق برغم انها مش عايزه تروح لكن لازم ينتهى الامر ده.. عقدتها هتتشال

ادم بيخلص ويكون قاعد مستنى اسير تخرج رن تليفونه
عاصم-نا مستنيك تحت نا وماما
- حاضر نازل اهو
قفل معاه قال-اسير مش يلا
خرجت وقالت-خلصت
كانت لابسه فستان وردى رقيقه اكنه كان صك ومماثل لجسمها حتى من الأسفل سكت ونظر إليها
كانت جميله للغايه وشعرها عاملاه تسريحه خفيفه ولماه وحطه ميكب خفيف جدا يكاد يكون معدوم
اسير- اى
لكنه عقد حاجبيه قال- مفيش غير ده
كانت ملاحظه نظرته بصيت لنفسها قالت- لى ماله.. شكلى وحش
-جميل بزياده بس... ضيق شويه
سكتت قالت- مينفعش يعنى
-للاسف
ابتسمت من هدوئه قالت- طب ثانيه اغيره
-انا مستنى
دخلت وفضل مستنيها خرجت تانى لكنه كان قصير قليلا فنفى لها رجعت دخلت تانى وفضل هو قاعد خرج وهى لابسه فستان اسود واسع وجميل عليها ومظبوط وحاطه وشاح على كتفها يكفى زراعيها
اسير- كويس
ابتسم قال- تحفه فنيه
مسك ايدها ولفها ضحكت غصب عنها قالت
-هتفضل تدلعني كده كتير
-مش كتير، عمرى كله مثلا
ابتسمت وبصيت ف عينها الى بتبصلها بانبهار ولمعة حب فهذه العين الى بنيت ثقه اتكسرت فيها مم زمان بسبب حب مسموم كان بتمتع وهو بيحبطها
اسير- متبعدش عنى وانا هناك
مسك ايدها قال بحنان- يلا
مشيت معاه بابتسامه نزلو على تحت قابلو عبير قالت-ده كله كنت لسا هطلعلكم
ادم-اسير بس كانت محتاره شويه
عبير- طالعه قمر يا اسير
اسير-شكرا
ادم-عاصم فين، مشي؟!
-لا واقف عند العربيه
خرج وشاف اخوه الى قال- هنمشي
ادم- اه يلا
بص عاصم لاسير من شكلها
ادم- اركبى مع ماما ورا واحنا قدام
اومات له دخلت هى وعبير عاصم بص لاخوه ركبو العربيه ومشيو
ادم-امال صحابك فين
-واقفين ع باب الفيلا مستنينى
-تمم

 وصلو على الفيلا ونزل عاصم سلم على صحابه الى مستنينه ويسلمو ع ادم لانهم عارفينه لكنه مبيشفش الاتنين الى شافهم
عاصم لما فهم قاله- معزمتهمش
ادم-كويس
دخلو على جوه كانت ريتاج لابسه فستان جميل واقفه مع صحابها وامها والوها بيحبو بالضيوف
-امال عاصم فين كده
-بيتقل ولا اى
ريتاح- دلوقتى تشوفو حبيبى
ريتاج لما باشوف عاصم بتبتسم- جه
كانت عايزه تجرى عليه بس بتلاقى امها بتشاورلها تبقى هاديه لمره واحده عشان الناس بتروحلهم بهدوء
توفيق- اهلا اهلا، المفروض تكونو اول ناس ول اى
عاصم- معلش ياعمري الطريق
-ولا يهمك... ريتااااج
مصدقت وجت بابتسامه بصيت لعاصم الى نظر إليها
توفيق بيسلم على ادم قال- ازيك يا ادم...
بيبص على اسير قال- انا معرفش أن عندكم اخت بنت... اكيد دى مراتك
ادم - اه مراتى
رحبت بيهم شيرين زوجته قالت- دى اسير طانت بتساعدنا فى الفستان وراحت جلسة الدكتوره مع ريتاج
توفيق- صحاب يعنى
-اه، تعالو نعقد سوا جوا اعرفكم بالعيله
عبير- وماله
مشيو معاها واسير بتبص لادم لانها مكنتش عايزه تسيبه لكنهم بيقفو بعقد بس عنهم وسط الستات

عاصم واقف مع ريتاج قال- شكلك حلو
-وانت اوى... هى اسير مجتش ولا اى.. نا قولت مش هتيجى بردو
-اسير قاعده ورا
بصيت فورا وراها وتلاقيها بتبص على فستانها الحلو لكن لونه قالت
-اسود... لابسه فى خطوبتى اسود
-واى يعنى
-ملقاش لون غيره يعنى ولا اى، كتلبس اى حاجه تانى ولا عايزه تاخد اللقطه وتفول علينا
-تفول؟! انتى مش كنتى بتتريقى ع الكلام ده
-ايوه بس مش اسود يعنى وخصوصا انها كانت خطيبتك زى ما يكون بتعزينى وعايزه تغزينى
-ريتاج
-مرات اخوك مش هتجبها لبر.. لابسالى اسود قال
عاصم بضيق- مخلاص يريتاج، محدش بصلها ع اللون غيرك
سكتت لما شافته اضايق عليها قالت- انت بتزعقلى عشانها يعاصم.. بتزعقلى ف خطوبتنا
-انتى الى بتقولى كلام سخيف ف وقت مهم ف حياتنا
جه توفيق قال- اى يولاد مالكم
سكت عاصم وبص لريتاج الى قالت بضيق- عاصم يبابا بيقول على فكرى فلاح
-فلاح؟! وبنتى انا
-اه ينفع حد يلبس اسود ف خطوبتى
استغرب من الى تقصده لف شاف واحده لابسه عبايه سوداء خليجيه قال
-دى مرات صاحبى وقد والدتك
-مش دى يبابا.. اسير
-اسير؟!! اه مرات ادم
عاصم- انت اتعرفت عليها
-لقيتها واقفه مع ادم وقالى انها مراته.. بس فستانها ف اى يا ريتاج عادى يعنى ياحبيبتى
اتغاظت ريتاج كأنها محروقه منها وخلاص ابتسم عاصم عليها قال
-اتمنى تفهمى وجهة نظرنا
ضحك توفيق قال- هما السلايف كده معلش يعاصم.. بكره يبقو صحاب ثم عرفت انهم بيخرجو سوا
ريتاج-بنخرج اه
جت امها قالت- ف ناس عايزنك يا توفيق 
-اسيبكم انا
راح بعيد بصيت ريتاج لعاصم قالت- انت ضايقت
-خلى بالك
-من اى
-حياتنا هتكون تعب
-تعب؟!!
-بسبب اسير وتفكيرك فيها
-اسير مين دى الى افكر فيها.
 مش فارقه معايا
-واضح انها مش فارقه
وقفت قدامه قالت- انا بغير عليك افهم يعاصم
مسك ايدها نظرت له قال- خمس دقايق وتلبسين خاتم يخليكى متغيريش عليا
-عارف لو قلعته.. هعرف انك بتخونى
-متقلقيش.. نا مبتقفش بسهوله
نظرت له من الى قاله بجديه برغم انها بتهزر
-ريتاج
سمعت صوت امها قالت- مش يلا يا ولاد نلبس الدبل
مسك عاصم ايدها راحو قعدو على كرسي شكلهم شيك من ديكور رائع عملته فى الفيلا
اشتغلت موسيقى هاديه وصحابها ابتسمو وهللت الاصوات، بيخرج عاصم الشبكه وكان خاتم ماس وانسيال
نظر لها الجميع وعبير اندهشت قالت- عشان كده مكنتش عايز توريهالى.. جبتها منين دى.. ابنى خلص فلوسه
اسير- وطى صوتك يعمتو
-نا هتجلط
-هو حر
-حر
-اه مش فلوسه
سكتت بيلبس ريتاج بتبسم ويسقف ليهم الكل وباركولهم جميعا، ريتاج بتكون فرحانه تترفع ايدها بالخاتم والانسيال
ادم بيسلم على اخوه قال- مبروك
-الله يبارك فيك
بص اددم لشبكة ريتاج فهل عاصم كان معه فلوس من بعد عقد البيت، افتكر كلام فؤاد صاحبه معقول يكون شغل عاصم جنب وكيفته، بيرتشي؟! كل الفلوس دى ليست قبض حكومى؟!! يتمنى يكون ظالم.. أخوه مش كده ومش هيضحى بمستقبله

اسير قاعده مع عبير مع ستات قريبهم تلع الحفله كانت بتتلاشي سخافة ريتاج هى وصحابها وكل شويه عمالين يبصولها وكانهم بيتكلموا عليها، كانت سقتها بنفسها بتعميهم وتغيظهم اكتر
-بنتك جميله وهاديه اوى مش مى بنات اليومين دول
قالتها ست لعبير ابتسمت قالت- اكيد انا إلى ربيتها ع ايدى.. بنت اخويا
-هى مخطوبه
اتكسفت اسير قالت عبير- اه دى متجوزه ابنى... لا متفكريش
-امم اه خاتم جوازها ف ايدها.. ربنا يسعدهم
بتيجى بنت قالت- انا مبقتش عارفه اعقد لوحدى كل شويه يزن يزن
كانت شايله طفل كثير البكاء وعايز ينزل يسحف
-ممكن اسيبه معاكى يماما
-الست- تمم هاتيه وروحى انتى
خدته منها وحاولت تهديه قالت- الأطفال مبقناش ليهم صحه
بتبص اسير لهذا الطفل بعين متأمله وصعبان عليها عياطه، عبير بتلاحظ نظراتها قالت
-اديه لاسير بتعرف تتعامل معاهم
-هى مخلفه
اتوترت قالت-ل..لا بس ربنا هيكرمها... خديه يا اسير
نظرت اسير لها بشده مصدقت الست وادتهولها قالت
-متخافيش ياحبيبتى بكره تتعلمى
بتشيله اسير وتنظر لهم بشده وكانهم دبسوها، بتبص لطفل وهى بيمد دراعه الصغيره ليها مفهمتش بس قربته منها وحضنها وكأنها كان عايزها تحضنه، ربتت عليه براحه وقلبها بيدق جامد

كان ادم واقف بعيد مع الشباب وعينه على اسير والطفل الى بين ايدها، نظرت إليه وهى متوتره وكانت نظرته ليها بمعنى تهدى وتستمر فهى لا تمسك وحش

فضلت تربت على ضهره سكت الطفل رويدا رويدا وهو يخرج لسانه من فمه ويسير لعابه ببرائه، مسحت دموعه بايدها الناعمه وابتسمت ابتسامه مبتسمتهاش قبل كده... كم تبدو الأطفال كالملائكه

بتكون ادم عينه عليها وعلى الطفل الى ف ايدها وكأنها امه، كانت بتخليه يمسك صوبعها بقبضته وبتبتسم بسعاده وتبص لادم بمعنى تعالى شوفونى لو بقيت ام هكون ازاى... كان بيتأملها باعين حانيه وقلبه بيتمزق من جوه.. ان الشعور ده اتحرم منه واتحرمت هى كمان منه

الست-مشاءالله سكت معاكى علطول
ضحك الصغير لما اسير لمست رقبته باناملها ضحك الستات قالت
-كمان، لا واضح ان الموضوع عجبه اوى
ابتسمت عبير وبصيت لاسير كانت صعبانه عليها وحاسه بالشفقه وشافت ادم وهو بيبصلها هو كمان جوه عينها وعينه شعور بالحرمان... قلبها اتوجع ودعيت ربنا يكرمهم 

فى نهاية الحفله كانت اسير قاعه ع الكنبه لوحدها بعيدا عن الكل وهما بيحتفلو
كانت بتلمس راس الطفل الناعمه وهو نايم بهدوء وكأنه مصدق حد حن عليه وكان بيزن عشان ينام
بصيت لصباعها الى مش راضى يسيبه وقافش فيه
-عجبته النومه ولا اى
وبصيت لصوت لقيت ادم الى قعد جنبها قالت
-سيبتهم لى
-الحفله خلصت من نص ساعه وعاصم بيودعهم وهنمشي
رفعت وشها لانها مغيبه ف عالمها
جت امرأه لما شافت اسير ابتسمت قالت- هو معاكى
اسير قامت تدهولها قالت- براحه عشان ميصحاش
-ده بينام معايا بصعوبه... شكرا جدا تعبتكم
- لا مفيش حاجه
مشيت واسير ابتسمت قالت- جميل مش كده.. مشاءالله ربنا يخليهولها
اوما ادم قال- كان شكلك كأم حلو اوى
نظرت له اسير من قوله
جت عبير قالت- يلا ولا اى.. عاصم ودع صحابه واقف برا الفيلا
ادم-جايين
خرجو الفيلا سوا وهما ماشين
عاصم بص لعبير الى كانت بصاله تنهد قال- ماما مش دلوقتى
-ماشي يعاصم... ماشي
-هما قدام لى كده.. حصل حاجه
عبير- سيبهم يمكن كلامهم هو وسيلة راحتهم مع بعض
مفهمش عاصم لكن عبير كانت فاهمه احساسهم

اسير كانت بتبص لادم وقلقانه يكون لما شافها فرحانه حس انه بيظلمها وأنها مشتاقه تكون ام، لا شك انه حزن لانه يريد أن بكون اب ايضا
اسير- ادم انت بتقدم لى
-انتى الى خطوتك قصيره
ا-اممم ممكن.. دراعى بيوجعنى مش الشنطه
بصلها لان الشنكه خفيفه جدا خدها منها ابتسمت بص عاصم لاخوه وهو زاخد شنطتها وشايلها هو
عبير- بيشلها الشنطه كمان

كانت اسير عايزه تغلس عليه وتعرفه ان مش همهما وتزيل الغم هذا
قدمت بسرعه منه قالت- انت بتجرى، ارأف بيا انا امرأه ضعيفه
-دلوقتى بتقولى عليكم ضعاف
-مقصدش الضعف المعنوي، لكن الجسد.. الرسول " عليه الصلاه والسلام" وصاك بيا يا ادم
حطت دراعها على كتفه ابتسم ومره واحده نزل بايده عند مؤخرتها وشالها بدراع واحد مسكت ف رقبته بخوف ودهشه
اتفجأ عاصم جدا وبصلهم واى الى قالته اسير يشيلها ادم قال- اى الى حصل
عبير- مش عارفه.. مبقتش الشنطه بس

نظرت اسير اليه قالت- وده اى بقا
ادم- كده حلو.. بما انك مش قادره تلحقينى هشيلك
-نا بعرف امشي
-التعب مبيلقش عليكى
كانت عايزه تضحك وهى متعلقه فى رقبته ومش هامه اى حد يشوفهم
عبير- خير يا اادمم
ادم- نعم يا امى
- اسير رجليها فيها حاجه ولا اى.. طب الشنطه وقولنا ماشي
اتكسفت اسير بس قال ادم- معلش اصلى مدلعها
ابتسمت وحاولت تكتم ضحكتها وبيكمل ادم مشيه واسير بتبصله قالت
-غنيهالى
- هى اى
- الاغنيه... صوتك حلو فيها
- دلوقتى
- اى تعبان من وزنى.. ده انتى شايلنى بايد واحده
- هنقع على وشنا دلوقتى
ضحكت قالت- طب غنى
ابتسم وبصلها وقال
"أنا في عينيها أحن الناس وأجدعها"
"إن خدت خطوة معجبتهاش براجعها"
لو رايحة جاية في أي مكان بتابعها
وإن مرة قالت يلا جنان بطاوعها
ودول يقولوا هتعيشها عليك
ودول يقولوا هتطمعها
أروح أخدها في حضني وأقول
معلش أصلي مدلعها
معلش أصلي مدلعها
تعوزني وسط حاجات بالكوم أفضالها
وتقول يا حكي في وقت النوم أصحالها
تزعل وترمي عليا اللوم أصفالها
اللي يعاديها ظالم مظلوم بحاميلها
ودول يقولوا هتعيشها عليك
ودول يقولوا هتطمعها
أروح اخدها في حضني وأقول
"معلش أصلي مدلعها"
"معلش أصلي مدلعها"

 وصلو على البيت وبيطلعو لشقتهم وابتسامتهم على شفايفهم
ادم-انا جعان، كنا نتعشي برا لازم تعترضى
-مش وقت اكل
راحت فتحت اغنيه هاديه نظر إليه مدت ايدها ليه ابتسم عليها وراحلخا وسحبها من وسطها ورقصو سوا
ادم-بتفاجئينى انتى يا اسير
-بعلقك بيا
-اكتر من كده
اومات له بابتسامه لفها حوالين نفسها وقربها منه ضحكت وهى بترقص معاه بعشق قالت
-وانت جواك شخص قمه ف الرومانسيه
-اتخلق الشخص ده ليكى
-ولو بقى لغيرى...
شاورت على قلبه قالت بجديه-هقت.له
نظر لها تدم قرب منتا قال -شر.سه
ضحكت وقالت- علي ملكيتى بس
ابتسم وشالهاىمن وسطها ودوخها ليكملون سهرتهم الجميله ف منزلهم

 فؤاد كان شايل شنطه ومعظى من قدام الورشه لقاها مقفوله
-ازاى نسيت انك مش جاي النهارده
بيبص على حلويات الى ف الشنطه بص للقهوة ابتسم قال
-نصيبك يا طنط شاديه
راحلها بابتسامه لما شافته ابتسمت قالت
-اى الغيبه دى
-قولت اريحك منى.. قوليلى بتحبى امو على
-هو ف حد مبيحبهاش
خرج علبه وادهالها وخد عليته وكل منها ضحكت قالت
-تصدق كان نفسي فيها
ابتسم - شوفتى مبحرمكوش من حاجه
-قولى ادم قافل لى النهارده
-متعرفيش ان اخوه بيخطب
-استاذ عاصم
اومأ ايجابا قالت- من مين
-بنت سفيييير
-بتتكلم جد
-ايوه امال بكدب عليكى
-لا جدع بيقع وهو واقف... الف مبروك
-باركيله هو بقا لما اتجوز ابقى باركيلي
-انت مش ناوى ولا اى
سكت بصتله عبير قالت-انا لى بحسبك عشقان يا فؤاد ومخبى
-ده ادم مش انا
-انتو الاتنين طلعتو مش سالمين وبتخبو ع بعض وف الآخر بقفشكم
ابتسم قال- انا هعرف مين منتى عارفه
-طب هتقولى امتى
ابتسم قال- لو بقيت ليا
-ولى لا
-لانها متعلقه بشخص تانى متجوز وشخص ده عزيز عليا
-اعز من حبيبتك
-ميعزش بس.. كل واحد ف مكانته ننا مش عايز اترفض
-بلاش جبن.. جرب وسيبها ع ربنا بدل ما تضيع من ايدك وتندم
سكت ابتسم قال- انشاءالله لا... كلى كلى

 فى الفجر وسط سكون الليل الهادى دان الجميع نايم بأمان من ليلتههم الطويله
وسط الصمت بيكون فى خبط جامد اوى على بوابة البيت، خبط بيزلزل البيت كله مت قوته وكترته على الباب
صحيت اسير بقلق قام ادم قال- ف اى
خرج من الاوضه

بتصحى عبير بخضه ويخرج عاصم بغضب قال
-مين الغبى الى بيخبط كده
كان الخبط مستمر وبكثره عاصم- متصببببر
فتح عاصم الباب نظر إلى الرجل الى واقف قدامهم وعينه مليانه فجع بينزل ادم على السلم ويلص ع الباب ويشوف الرجل ويبصلخ اخوه باعين تملاها الكارثه والشر الى احتله هو الاخر

بيجرى ادم فى الشارع وسط الليل ومكنش لابس حذائه مم شدة صربعته، كان بيجرى وانفاسه بتلهث وجبينه بيتعرق من الى سمعه وقلبه بينبض خوفا
انكسر الصمت وعج بضوضاء الحاره، كان بيجرى وهو مش لابس حتى جزمه بيشوف الشارع كله صاحى وصريخ ورجاله بتحول فى جادل ميا ونور اصفر عالى منور الشااارع كله.. نور العذاب فى الاخره
تقدم ونظر الى اليافطه الى وقعت أرضا من النيرا،ن الى كلتها، كانت تلك هى ورشه ادم... ورشته بتو.لع

اسير العشق
بارت 20

آدم زاغ بنظره ناحية الدخان،ولقى اليافطة…
يافطة حداد قديمة،واقعة، محرو.قة، متفحمة،كانت دى ورشة ادم.. ورشته بتو.لع
رِجله اتراخت، قرب أكتر…ولقى الناس متجمعة،عيونهم عليه، لكن مفيش حد بيقول ولا كلمة،كأنهم شايفين في وشه حاجة أفظع من النار.
كانو بيملو ميا ويحاولون يطفو لكن مش عارفين، عاصم بيجى ويقف مصدوم ويبص للورشه بدهشه بيبص لاخوه الواقف قدامها
واقف ساكن وشافها… الورشة، حلمه، عمره، عرقه، كلها النا.ر بتاكلها وتحولها لرماد
اندفع زي المجنون، رمَى نفسه في قلب النار،
كأن اللى بيتحرق جوه مش حيطان حديد…
دي روحه.
بصوله الناس بشده لقوه بيكسر مسورة الشارع
-بتعمل اى يا ادم
سحب جردل وملاه وبيجرى يرميه فى المار لطنها كان بتأوج فى وشه، بيرجع يملا ويجرى بيحاول يطفيها باي طريقه، رجلُه كانت بتخبط في صفيح سخن مولّع،
لكن ولا وجع حسّه، كله كان ساكت جواه… إلا صوت بيصرخ:
"مش هسيبها، مش هسيبها!"
الناس جريت عليه، شدوه من ضهره،
– "يا بني إهدى! هتموت!"
بس هو بيزقهم، بيرجع تاني ناحية الورشة،
عيونه كانت مولّعة أكتر من النار… والجردل من اللعب بيسيح
فكيف يكون جسده وأيده اتحرقت، هدومه اتشقق منها جزء، والدخان لف وشه، سعاله كان بيقطع صدره،بس هو مستسلمش.
دخل الورشه اتصدم عاصم قال-اددددم
-اخرج يااابنى
 بيشيل صناديق متفحمة، بيزق السور،
بيحاول يمنع النار توصل للمكان اللى فيه المعدات الجديدة،اللى لسه شاريها من اول امبارح!
كل خطوة بياخدها كانت بتسيب علامة نار على جلده،بس هو مش شايف…
شايف بس عمره بيتاكل. فجأة…
إيد قوية زقّته بقوة لورا وكان عاصم الى قال
-انت اتجننت عايز تدخل جوه
مردش ادم عاصم مكنش مصدق عينيه مش إن آدم بيرمي نفسه في الموت بالشكل دا.. أخوه فى حاله يرثى لها

ادم بيقوم ويرجع لنار تانى قال- لازم اوقفها
عاصم- جسمك اتحرق اهدى بقا هتو،لع فى نفسك عشانها ما فستين داهيه ده حته صفيح
قالها عاصم بجهل لانه مش مدرك الصحيح دى اى
ادم- حياتى بتو.لع جوه
كانت جمله كفيله تسكت عاصم وتعرفه انه مش ساذج يمو.ت نفسه صفيح بل ده شغله وحياته ومصدر رزقه.. الصفيح كانت دخله الوحبد
عاصم بضيق
– المطافى زمانها جايه.. كفاية عليك كده! دي حاجات بتتعوّض… إنما إنت… مش هنعرف نجيبك تاني!" 
آدم بيصرخ بصوت مخنوق
– "أنا اللى بنيت دا، بإيدي!دي مش ورشة…دي أنا يا عاصم!"
-هتستريح يغنى لما ترجع لماما مو.لع.. ولا.. ولا اسير
سكت ادم من ذكر اسمها
علصم-هتفرح من ال بتعمله ده لما تتأذى

الناس بتساعد، المياه بتتضخ،لكن النار كانت متمسكة،زي ما تكون بتنتقم..كان مشهد مرعب…بس الأشد منه كان آدم صامت والجلد بتاعه متفحم، والحريق بيخمد…
بس الحريق اللى جواه،لسه بيولع.النار كانت بتاكل الحديد،بتنهش الخشب،بتخبط في السقف،وهو واقف… بيتحرق بصمت.إيده اترجّت،مش عارف يمدها ولا يسحبها،عايز يرمي نفسه في النار يطفّيها بجسمه،بس رجليه مش طاوعاه.
الناس حوالين منه، بيقولوا كلام مش بيوصل،الدنيا دوشة…بس دماغه فيها صوت واحد:"كل حاجة راحت."
مشهد ما بين الموت والجنون،
وأقسى من الحريق…
كان شعوره بالعجز.

عاصم بيرن على المطافى بغضب "انتو فين مش معقول ده كله مبلغين ولسا.. النار هتمسك فى المبانى كلها
-تمم يافندم احنا ع اول الشارع
قفل عاصم بضيق بيبص لآدم الى محاولش تانى وبقا ساكن واقف كأنه مش سامع،كأنه أطرش،
بس الحقيقة؟هو كان سامع كل حاجة…بس جوه قلبه.
كل صوت كان صدى بعيد،والنار؟كانت واخدة كل انتباهه، شعاها كان منعكس جوه عينه،
كأن الشرار ماسك فى سواد عنينه، والوهج الأحمر بيرقص على سطح دموعه،بيولّد منظر يخوّف…
عين بتبص على جنازتها.

راجل-هى المطافى هتوصل امتى
راجل تانا-البيوت هتخخخخرب
صوت صفارة الإطفاء قطّع الجو،
وبان النور الأحمر والأزرق بيكسر ضلمة الليل.العربية وصلت،رجالة نزلت بسرعة،خراطيم بتتفرد،مياه بتتدفّق على اللهب،
الناس بتتدفع ورا وبيهدو لما المطافى تتصرف بخراطيمها العملاقه وتهدى الحر.يق..بس النار كانت عنيده بتقوم وبتنهش كل خشبه وكل نفس فى المكان... ادم بس قال جواه"خلاص.. مفيش فايده"
النار بتزوى حولت الورشه لجومة سواد زى القبر المفتوح

  النار بتخمد شويه شويه…بس نورها لسا شغال جوه عبن ادم المقتو.له
 الضوضاء لسا شغافه والناس ىىحه جايه
بس هو؟واقف زي ظل.

عينيه فيها لمعة دمعة خفيفة،مش دمعة صريخ،ولا دمعة انهيار…دي دمعة "الوجع الهادئ"…النوع اللي بينزل من غير صوت،
وبيخلّي كل اللي في القلب يتعرّى.
النار انعكست خلاص…بقت بس ذكرى محروقة في عينه..وجوههم بتتحرك في عينه زي صور باهتة…لكن هو ماكنش شايفهم،كان شايف حد تاني.

Flash
 ضوء ذهبي دافئ، ورشة صغيرة بعجل مفكك وصوت أدوات]

كان طفل صغير… يمكن عشر سنين.
لابس بنطلون واسع، ووشه متسخ بالشحم،
قاعد جنب أبوه،
الراجل اللي كان صوته خشن… لكن ضحكته دافية.
– "امسك المفك كده يا آدم… لأ، لأ، بص، إيدك لازم تبقى ثابتة… الحديدة دي ما ينفعش تتهز وإنت بتفكها."
آدم الصغير بص له بعين بريئة،
وبيحاول يقلّد بحذر…
ضحك أبوه وهو يطبطب على راسه:
– "هتاخدها شطارة… بس الأهم من إيدك يا بني، هو قلبك."
– "قلبى؟!"
قالها آدم باستغراب طفل.أبوه مسح إيده في القماشة،وجلس على الأرض جنبه،
وحط إيده على صدره:
– "اللي بيشتغل من هنا… عمره ما يخسر.
الورشة دي مش حديد ومفاتيح،دي أكل عيش… وكرامة… واسمك."
آدم رفع وشه ليه، وسأل ببراءة:
– "وإنت هتفضل فيها على طول؟"
ضحك أبوه بحنان،
– "هفضل فيها لحد ما إنت تبقى راجل، وتكمّل…
وأنا فخور بيك طول حياتى وراضر عنك دنيا واخره."
Back

ادم رجع للواقع من ذكرياته،الورشة اتحرقت ورشة ابوه معرفش يحافظ عليها…بس الذكرى؟لسه متشالة جواه،زي ختم محفور على قلبه.
بص للرماد،وحس كأن أبوه واقف وراه،بيطبطب على كتفه،وبيهمس:
 "ما تخليش النار تطفيك… اللي اتبنى من القلب، بيعيش جوّه."

آدم خفض راسه ببطء…وكأنه بيعلن استسلامه..
وصوته خرج مبحوح لنفسه:
– "مفيش حاجة فضلت… حتى صوتي اتحرق."
واقف على رجليه نظر عاصم إليه فبرغم ان أخوه فى حاله يرثى لها لكن موقعك لحد دلوقتى ولا أظهر انهياره لحد.. هو مستنى اللحظه الى هينهار فيها بس ادم معملش كده وساكت وهادى.. ميعرفش اذا كان متقبل الى حصل او.. مش هيظهر ضعفه لحد حتى لو هو

كان الليل بينشقع ونور للصبح طالع
أسير كانت قاعدة على طرف الكرسي،
إيديها مشبوكة في بعضها،وضهرها مفروض أكتر من اللازم،كأنها بتحاول تمنع قلبها من الهبوط.. بتغتكر الخبط والرزع فى الفجر وبعدها ادم وعاصم خرجو ومرجعوش من ساعتها
كانت قلقانه وبتدعى ربها يكون كل حاجه بخير، نزلت تحت شافت عمتها قاعده قلقانه زيها ومناموش من ساعة الى خصل، السكون ده وراه كارثه اكبر
عبير-ادم مرنش عليكى
-سايب تليفونه اصلا، من كتر صربعته
-عشان كده مبيردش طب وعاصم واخده مبيردش لى هو كمان.... استر يارب
بصت عسير لعقارب الساعة اللي بقالها دقايق بتعدّي بتقل،وسألت بنبرة فيها محاولة تطمّن
– اى ممكن يخرجهم بليل كده
-ربنا يستر يا اسير
أسير عضّت شفايفها،صوت في قلبها بيقولها إن فيه حاجة غلط
عبير قلبها خايف لأن قلب الأم بيحس وبيخاف قبل ما يفهم.

الصمت تملّك المكان،وأسير كانت على وشك تقوم،لما فجأة…
"دَبدَبة رجلين سريعة، وخبطة على الباب!"
القلوب نطّت.أسير قامت فورًا، جريت للباب،
فتحته وهي بتقول:
– "مين؟!"

لقيت جارتهم ام مصطلى
ست طيبه دايمًا موجود وقت اللزوم وصاحبة عمتها
بيتسغربو منها عبير-ازيك ياحبيبتى
ام مصطفى– "الحمد لله إنكم بخير… والله أنا جيت أطمن… قلت يمكن سمعتم حاجة."
أسير اتفاجئت،– "سمعتم إيه؟!"
لسا بتتكلم وعرفت انهم ميعرفوش حاجه من الوش الى برا
– "يعني عشان الورشة… من الفجر والمطافي هناك!"

سكتو بصدمه غبير بصّت لها.
أسير اتجمدت.الكلمة خرجت… ولسه بتدوي في البيت.
عبير– "الورشة؟!"
ام مصطفى– متقلقيش الرجاله واقفه معاهم و...
بس ماكانش فيه تبرير
اسير-مطافى بتعمل اى هناك
. ام مصطفى– "آه يا أختي… الورشة حصل فيها حريق كبير، من الفجر والمطافي بتحاول تطفي، وآدم كان هناك من بدري… بس الحمد لله، هو كويس، هو بخير إن شاء الله!"
بس الكلمة دي ماطمنتش حد.لأنها جت متأخرة…أسير حطت إيدها على بُقها بصدمه
ام مصطفى– "أنا… أنا ماكنتش أقصد أقول كده… ماكنتش عايزة أخوّفها…"
عبير - ورشه اتحرقت
امةمصطفى- عن اذنكم
مشيت وسابتهم فى صدمتهم

طلع الصبح…والليل اللي شاف فيه آدم عمره بيتفحّم،اتبدّل بنور شمس خفيف، دافي…
بس مالوش طعم.
الشارع كان لسه صاحي بالعافية،ريحة الحريق لسه في الهوا،والدخان لسه سايب آثار سودة على الحيطان…لكن الورشة؟كانت سكون…سكون أسود
آدم قاعد على الرصيف،كتفه ملفوف بشاش،
هدومه مشدودة على جسمه، متسخة، مبلولة،
ووشه؟كان خالي من أي تعبير.

عنياه متعلقة بالركن ده…الركن اللي كان بيقف فيه دايمًا وهو بيفتح الورشة،
بيسحب الباب الحديد ويقول:
"بسم الله."
بس النهاردة…الركن مش موجود.النار كلّته.
ومعاه، كل حاجة كان بيتمسك بيها.
المطافي بتلم خراطيمها،العربية بتستعد تمشي،والرجالة بيسحبوا أدواتهم في صمت،كأنهم بيودعوا حرب خسروا فيها…لكن ماحدش خسر زي آدم
شادية واقفه باصه على الورسه وتشوف ادم…راحتله
وقعدت جنبه على طرف الرصيف.
مدّت إيدها على كتفه بحنية لقيته كتوجعش كن جروحه المكشوفه
– "يا بني، بص لجروحك… جسمك مولّع وانت ساكت!".
لكن آدم ما اتكلمش.ما حتى رمش.عنيه كانت ميتة،مش مكسورة بس…كانت مدمّرة.

عاصم، اللي واقف وراهم،ساكت من ساعة الليلة دي.عينه على أخوه،أول مرة في حياته يشوف نظرة زي دي في عيين آدم
شاديه- ازاى حصل كده بس.. أنا قافله امبارح بليل وكل حاجه كانت زى الفل.. استغفر الله العظيم
عاصم وقف جنبه اتنهد قال
– آدم.. خلاص الى حصل حصل
آدم اتكلم اخيرا-شايفنى بشد ف شعرى
-مش مستهله تزعل عليها اصلا
نظر له ادم حس عاصم انه غلط ف كلامه
شاديه-انت اتحر.قت جامد ده هدومه اتمزعت وجلدك سايح.. تعال نروح المستشفى، نشوف جرحك يا آدم
مردش قال عاصم- ادم لازم نشوفهم جروحك دى.. قوم معايا
آدم ما ردش.ولا حتى لف له وشه.كان لسه عينه على الورشة.على الحيطان اللي سقطت،
على السواد اللي غطّى الأرض،وعلى خُرم كبير…فتح في قلبه ومابيتقفلش.

رن تليفون عاصم كان شغله الى بيرنو عليه من الصبح
عاصم– "طب يلا نروح اى الى مقعدنا مش فاهم، إحنا من امبارح بليل واحنا واقفين.. خلينا نمشي ونغكر نعمل اى
عدّت لحظة صمت طويلة…
وبعدين…آدم اتكلم أخيرًا.
بص له، بصوت أجش، متكسر، طالع من جوّه نار:– "امشي."

عاصم وقف مكانه،ما فهمش في البداية قال
-هتروح معايا مفيش فايده لقعادك هنا...
بس آدم قالها تاني، بصوت أوطى، لكن أقسى:
– "امشي يا عاصم."
سكت عاصم من حدته، آدم ما بصّش له تاني.
كان بيقوم ببطء،جسمه بيتقوّس، كتفه بينزف،لكنه قام، ومشي…كأن رجليه ما بقيتش ملكه،بيتحرك في اتجاه واحد:البُعد.
 

البيت كان هادي، لكن القلوب جوا كانت بتدق كأنها بتصارع الخوف.الصمت مش راحة…كان انتظار.
أسير كانت قاعده وإيديها مضغوطة في بعضها بشدة،ورجليها… ماكانتش قادرة تشيلها،
كل شوية تقوم وتقعد،كأن جسدها نفسه مش قادر يتحمّل السكون.
عينها كانت سابحة…بس مش في الدنيا.
كانت هناك…في الحارة،قدام باب الورشة،قدام النار،وسط الرماد…شايفة آدم واقف لوحده،واللهب حواليه
كانت من ساعة ما عرفت الخبر…قلبها مش بيرجع مكانه.كأن في إيد خفية ماسكة ضلوعها من جوه

جنبها، كانت عبير،وشها شاحب، ووش التعب باين حتى وسط النور. كانت قاعدة ساكتة،وكل شويه تبص للباب،والساعة،
وبعدين تعاود تبص للباب تاني…كأنها مستنية تدق
عبير– "اتأخروا…ولادي اتأخروا اوي.. فينهم؟!"
قالتها بصوت واطي،لكن الخوف فيه كان عالي.

أسير ما سمعتش…أو يمكن سمعت، بس مش قادرة ترد،لأن في اللحظة دي، كانت في مكان تاني…في حضن آدم،بتحضنه بخوف،
وبتشم فيه ريحة نار وهو ساكت.

قامت مرة واحدة،زي اللي أخد قرار،
– "لازم أروح له.. مش ههدى غير لما اشوفه
لكن قبل ما توصل لباب الشقة،
رن جرس الباب.القلوب قفزت.
عبير جرت على الباب،صوتها مبحوح من اللهفة:
– "عاصم؟ عاصم ولا آدم؟!"

فتحت الباب بسرعة…ولقيته عاصم.
هدومه باينة عليها آثار الليل الطويل دخلته بقلق قالت
-انت كويس يعاصم
-نا كويس
اسير بصتله ونظرت خلفه قالت وقلبها مقبوض– "فينه؟ آدم؟!"
عاصم بص لها من سؤالها وقلق ف عينها قال
– قاعد هناك.. مرضيش يجى معايا
نظرت اليه دخل عاصم البيت واتخطاهم،
كان وشه باين عليه السهر،لكن جسمه سليم، لانه ماقربش للنار ولا خاطر بحياته زى ما عمل اخوه، ولا طالته
عبير قربت منه بسرعة، كانت بتفتش بعنيها على أي حرق، أي خدش،
– "إنت كويس؟ فيك حاجة؟ قربت من النار؟!"
– "أنا كويس يا أمي… كنت بس واقف معاه… طول الليل."
جابت له كباية مية بإيدها قالت
– "اشرب… اشرب ياحبيبى
أخدها، شربها على مرتين،وسكت.
أسير كانت واقفة بعيد شوية،ماقدرتش تقرّب،لكن صوتها خرج أخيرًا…كان مبحوح، متلخبط، وفيه لهفة مكتومة:
– "آدم… فين يعاصم؟"
– "لسه هناك قولتلك… في الورشة."
عبير– "لسه هناك؟! طب ليه ما رجعش معاك؟!
اسير-لوحده
اومأ اليها، عبير- إنت سبتّه هناك لى؟!"
– هو اللي رفض ييجي.ماكلمنيش… ولا حتى بصّ لي،قاعد وسط الفحم… ساكت.. مش فاهم لزمة قعاده اى ف رماد
اسير الوحيده التى تدرك شعور ادم الان
عبير-اى الى حصل
عاصم-معرفش.. انا قعدت ع ما البوليس يجى لكنه مجاش.. أنا سمعت من الجيران ان الورشه كان تمام بس من الحريقه وظهرها فجأه ده باين انه ماس كهربى
عبير- اتحرقت كلها
-النا.ر كانت شديده اوى يماما كانت هتدخل على مبانى تانيه لو المطافى موصلتش.
عبير حطت إيدها على وشها،
– "يالهوى... وادم قاعد هناك
-اه
مرضيش يحكيلهم ع الى عمله امبارح وانه اتتحر.ق
عبير-الورشة اتحرقت كلها.. زمانه هناك لوحده؟!"
عاصم هزّ راسه بس،وقال
– كان هيعرض حياته الخطر امبارح.. فاكر نفسه بشوية ميا هبهدى نار زى دى
كانه بيسخف ع اخوه من ضيقه انه خاطر بحياته لكنها فقط من فهمة الامر قالت
-ادم حصله حاجه
سكت شويه قال-كويس
رن تليفونه قفله بضيق وفرد صهره قلل- لو حد رن يماما اقفليه، مش هروح الشغل كده كده
-حاضر يعاصم.. لو تعبان نام.. بس اصبر لما تاكل الاول
اسير باصه علىىالباب وتتخيل ادم وهو هناك لوحده، وسط كومة رماد بيشوف مكان شغله اتدمر.. لا شك انه محتاجها.. زمانه لوحده ولازم تكون جنبه.. انها قلقه عليه للغايه
مشيت بصيت لها عبير قالت-اسير
خدت تليفونها لقيت الل بيمسك ايده بصيت لعاصم قال
-راحه فين
-هروحله... راحه لادم
عاصم- هتروحى هناك تعملى اى 
-هرجعه اكيد قاعد هناك لوحده
-فاكره ان وجودك هيساعده ف حاجه، ادم عايز يبقى لوحده ويفكر صح فى الى هو فيه.. مش وقت محن على الفاضى احنا ف اى ولا ف اى
بصيتله قالت-محن؟! نا خايفه عليه
-يبقى متروحيش هو مش ناقص
عبير- هتؤوحى تعملى اى يا اسير، الرجاله زمانهم هناك والدنيا متبهدله
-انا مبيش دعوه بحد نا ليا دعوه بادم.، هو محتاجلى
-هيحتاجلى اكتر منك.. أنا عارف اخويا وبقولك سيبيه ف حاله دلوقتى، وجودك هناك مش هيشكل غير ضغط عليه وجرح اكتر... ادم عايز يبقى لوحده
ساب ايدها قال- افهمى ده كويس واستنى لحد ما يرجع يكون الموضوع هدى.. بلاش تفتحى الموضوع بمرواحك هناك
سابها ومشي بتبصله اسير من رفضه وتطلع على فوق نظر لها عاصم
عبير- عاصم.. هو مفيش حاجه
-اه.. مفيش

قعدت اسير فى اوضتها بتخرج تليفونها وتفتكر انه مخدش تليفون معاه
اضايقت وفكرت فيها وقلبها خايف وحزين، بصيت لصورتهم على الكمود تنهدت قالت 
-ياترى انت فين وازاى يا ادم

 انسحب الصباح بهدوء…والشارع بدأ يرجع لطبيعته،أبواب اتقفلت، شبابيك اتفتحت،والناس… كل واحد رجع يشوف حياته.
كأن اللي حصل ماكانش غير كابوس عدّى…
بس آدم؟لسه محبوس جواه.
وقف قدام الورشة،اللي كانت بيته قبل بيته،
وبابها الحديد متاكل،اتقدّم بخطوة،ريحة الرماد لسه في الهوا…وسخونة النار ما بردتش،كانت لسه عالقة في الجدران،
وفي الأرض،وفي صدره.
دخل.كل شيء جوّه كان مطفي…لسه فيه حرارة بتتسلل من تحت الركام،زي أنين بارد…ادم وقف لحظة…عينه بتدور على كل ركن،
كل حاجة سقطت.المعدات… الفحم غطّاها.الخشب… سايح.الحوائط… سودة، مشققة
نزل على ركبته بهدوء مدّ إيده في الرمادكان قاعد وسط الخراب،عنَيِه اتعلقت بحتة حديدة كانت زمان جزء من المنضدة
قعد وكأن الجلوس هو الشيء الوحيد اللي بيقدر يعمله.كأن الركوع للرماد هو الطريقة الوحيدة ليفهم معنى النهاية.
ما كانش فيه غيره…هو والخراب…وذكرى نار خلّصت مهمتها…وسابته قاعد،لوحده،

 فؤاد كان بيجري.بيسأل كل وش يقابله،
كل جار واقف،كل طفل ماسك أمه:
– "الورشة؟ حصل إيه؟ آدم فين؟!"
الناس كانت بتبص له لأن الورشة حديث الحاره
عينه وقعت على البوابة اللي اتعرّت،
والحيطة اللي كانت بتشيل اليافطة…
وقعت.ورشة آدم.
اللي كانت زمان بتلمّ ريحة شغل،
وصوت معادن،وضحك صحبة،واتحولت لسواد.
قرب ببطء…عينه دخلت قبل رجله،
وفي اللحظة دي، شاف ظلّ بني آدم قاعد جوا،وسط الرماد.
بس فؤاد ما اتفاجئش.هو الوحيد اللي يعرف مين ممكن يقعد جوا الخراب ده.مين اللي مش هيهرب من النار،لأنه عمره ما هرب من حاجة…آدم.
وقف عند الباب شوية،ماقدرش يدخل على طول.فيه رهبة…رهبة تشوف صاحبك وهو منهار وانت مش عارف تنقذه.

دخل.لقى آدم قاعد،وسط بقايا الخشب،
والمعدات المتفحمة،ما قالش ولا كلمة.
وقف جنبه اتنهد قال
أخد نفس، وقعد جنبه قال
– "كنت بدعي تكون إشاعة…لحد اما شوفتك
فؤاد كمل، بصوت متكسر– "أنا… أنا مش عارف أواسيك.بس اللي أعرفه،إن دي كانت أكتر من ورشة.دي كانت… عمرك، وأبوك، ومصدر رزقك
ادم-ازاى يحصل كده يافؤاد وليه؟!
فؤاد- انت معرفتش اى حاجه ولا حصل اى
-معرفش.. معرفتش لحد دلوقتى ده حصل ازاى وامتى.. نا سيبت شغلى يوم عشان خطوبة عاصم وصحيت على خبر زى ده
مسك مفك قال- انا صرفت اخر جنيه معايا فيها
– مش مهم يا ادم هنعدلها.. بص نلاقى مكان تانى لحد ما دنيا تظبط هنا وترجع تجددها.. طول عمرك تبني من تحت الصفر، آدم…
ما تنساش ده."
-منيننننن
قالها بغضب بصله فؤاد، ادم-نا بقيت تحت الصفر

سكت فؤاد، كان صوت تدم مجروح لكن ثابت
ادم– "كنت ناوي أخلّص الباقي من المعدّة الشهر الجاي.كنت بدوّر على بنط تانية،وكان في زبون جاي بكرا يسلّم عربيتين…"

سكت وقال بغصه-الخساير كبيره اوى.. خساير انا مش قدها.. المفروض انى شغال فيها ٤سنه..٢٠ سته عايش هنا اكتر مبعيش معاهم ف البيت.. لى تخرب فى بوم وليله

آدم بص للحوائط السودة وافتكر ابوه،وقال بهمس:
– "فاكر لما كنت بصنّفر معاه وأنا عندي ١٠ سنين؟كنت بنام جنبه على خشبة الطبلية.كنت بسمع دق الشاكوش زى لحن،
وصوته وهو بيقول لي:
"ما تبصش في جيب الزبون، بص في ضميرك.""

اتنهد قال- "كل ده اتحرق، يا فؤاد.
إزاي أرجّع اللي مات؟"
فؤاد ما قدرش يرد،بس حط إيده على كتف آدم،رغم الحرق…ورغم الرماد.
وقال له جملة واحدة:
– "اللي مات ما بيرجعش…بس اللي عاش جواك،ما بيموت
ادم بعد ايظه عنه قال- منغير طبطبه عشان دى اكتر حاجه نا بكرها فمتخلنيش اندم انى كلمتك
سكت فؤاد بحزن من اجله
ابتسم ساخرا قال- قتل وانا الى كنت عايز اخلف.. هونا هخلف لى.. عشان امرمطهم معايا... حتى اسير.. اسير ذنبها اى تتجوز واحد حالته بالعافيه زى... دلوقتى حتى العافيه مبقتش موجوده
فؤاد- بتفكر فيها قبل نفسك
-افكر فيها لانها حياتى.. أنا هعمل اى ف حياتنا
رفع راسه قال- يااارب.. لى كددده... أنا كنت راضى بحالى بس تخلينى انزل اكتر من كده
فؤاد-اسنغفر ربك يا ادم
تنهد ادم بوجع جت شاديه ع الباب
-ادم
لف شاورت قالت- بوليس بيسأل عنك
نظر فؤاد ليه بقلق خرج شاف عربيه بوليس جايه نحوه لما ارشدوه للمكان
نزل ظابط قال- فين ادم
ادم-انا
فؤاد-ف حاجه يافندم
-متقلقش احنا بس عايزين نساله عن الحر.يقه
ادم-نا معرفش اى حاجه عن الى حصل
ظابط-مكنتش ف الورشه امبارح مش كده
-اه، جارى قالى الفجر ومن ساعتها ونا هنا زى منتا شايف
-المطافى قالت إنه ماس كهر.بى
-معرفش تقدر تتأكد بنفسك
-انا عارف انك خسرت ورشتك بس ساعدنا عشان نعرف نساعدك
-المساعده ف ايد ربنا.. أنا قولتلك معرفش حاجه
-ولا لو مطلعش ماس
نظر له ادم قال ظابط- ممكن حد سبب النا.ر دى
فؤاد-ازاى يافندم.
-واحد متهور رمى سجار.ه مثلا وهى مولعه ومسكت ف اي حاجه
ادم سكت لانه كان بيحسب استنتاج غير ده حد مثلا قاصد الى حصل
ظابط-هنسال الجيران كمان ونحقق ف الموضوع
ادم- الى انت شايفه اعمله
مشي ادم بصله الظابط قال- مش هتكون معانا؟! هتسيبها مفتوحه كده
-مفتوحه؟! هخاف اى يتسر.ق مثلا، الى قدامك خراب
مشي بيرجع الظباط لشغله وفؤاد بيبص لادم

 عبير قاعده قلقانه-ياترى انت فين يا ادم
اتفتح الباب دخل عاصم
عبير-جبته؟! هو فين
-مش هناك، لقيت البوليس بس وكان ماشي سالته عليه قالو انه ماشي من العصر ومرجعش
-مكنش لازم تسيبه من الأول
-المفروض كنت اخده غصب عنه
-انت عارف ادم لما بيكون مضايق هيرجعلنا بعد سنه
-هبقا اسأل فؤاد بكره عليه
-بكره؟! هنسيبه لحد بكره
-ادم مش واخد اى وسيلة اتواصل معاه بيها، اعمللل ايه
سكتت بضيق وقلق قالت- اسير زمانها قلقانه عليه.. منزلتش من ساعتها بسببك
-بسببى؟!
-خلاص يعاصم
-هو خلاص فعلا
 خد بعضه وطلع ع فتق بصتله عبير، بيقف عاصم عند شقة اخوه بيبص قليلا بعدين بيكمل طريقه لفوق ويقف قدام الباب، السجاده الى اخترتها اسير دلالة ع حبهم.. لقد امتلأت بالاتربه
فتح الباب ودخل ساف كل حاجه ف مكانها كل حاجه اختارتها هى، قعد وافتكر ضحكتها فى اخر مره كانو هنا
"اناىمش مصدقه يعاصم، خلاص بعد بكره هنتجوز"
"طب بما اننا هنتجوز مفيش عربون محبه"
"أخرس يسافل بدل متشوف متى وش تانى"
"انتى فهمتى اى، أما اقصد حضن"
"لا بردو"
"على فكره ربنا امرك بطاعة الزوج"
"لما تبقى جوزى"
"٤٨ ساعه بس وهنشوف الطاعه"
" عمتتتتووو"
افتكر ضحكته وقتها ومرحهم سوا، اللعنه لى بيفتكر ده دلوقتى.. لى بيفتكرها كل شويه... كأنه خسر حاجة كبيره.. ندم على خساره اكبر حاجه كان هياخدها..
بص لدبلته وافتكر ريتاج، انه معجب بها بس ولا مره عرف يكون معاها ويضحك قد اسير، لقد راي حب صادق ف عينها بس هو كان بيحسها عاميه بنسباله بس انبهارها بيه، كان شايف نفسه زياده طلعت هى زياده عليه لما خسرها... خسرها وبقيت لاخوه
مسك راسه قال- تفكيرك ده هيوديك ب داهيه.. مش ده الى كنت عايزه..خلاص هتتجوز ريتاج عايز اى منها
ندم كبير ف قلبه لانه هيتجوز فعلا بس بسبب طايشته وطمعه للمنصب والعلى خسر حبه.. لطالما كانت اسير حبه لكنه غبى ويلعن نفسه على ده.. يحترق لما بيشوفها مع اخوه
رن تليفون كانت ريتاج اتنهد حتى المكالمه مش عايز يرد عليها، معندوش شغف
بعتلها رساله"هكلمك بكره عشان عندنا ظروف ف البيت"
كان وكأنه بيسكتها

اسير النوم مغفلهاش للحظه كانت قاعده ف ايدها التليفون لاى مكالمه ممكن تحيلها، عينها مكنتش راضيه تقفل منغير مطمن عليه
قلبها كان بيدق بخوف وبتدعى ربنا يرجعلها سالم
فى الفجر اتفتح الباب اول ما اسير بتسمع صوت خرجت فورا بتشوف اظم واقف قدامها، نظرت إليه ولملابسه المشققه المحرو،قه والدم المتجلط عليه وجرو.حه، بوجعها قلبها فهو ليست بحالة عاصم المثاليه
بتيجى عين ادم فى عينها وكأنه رجع متاخر عشان تمون نامت بس هىىكانت لسا صاحيه
اسير بحزن قربت منه قالت- ادم
صوتها اضعفه قربت منه بقلق قالت
-اتاخرت ليه.. لى تقلقنى عليك كده
مردش عليها قالت- تعالى احطلك مرهم

بتدهن اسير المرهم على جرو.حه وجسمه، كان صامت
اسير-بتوجعك
مردش عليها بتاخد التيشرت وتلبسهوله قالت
-هعمل الاكل.. اكبد مكلتش من ساعتها
كانت هتمشي مسك ادم ايدها قال- متمشيش
نظرت البه وانت اتكلم اخيرا قال- محتاج اتكلم معاكى
اسير قعدت جنبه قالت- ادم.. الى حصل حصل
-الورشه اتحر.قت
شعرت بالحزن من نبرته قالت- عرفت، ده قدر هنعمل اى
-دى مصدر دخل الوحيد يا اسير
سكتت نظر لها اخيرا وشافت الدمع المتجمع فى عينه والكسره الكبيره قال
-مكنتش مجرد ورشه كانت سبب عيشتنا وشغلى كله.. الورشه اتحر.قت بكل حاجه فيها
مسكت ايده وبتمنع نفسها تضعف قالت- المهم انت بخير، احمد ربنا لو كنت فيها وقت الحر.يقه كان هيحصلنا اى لو حصلك حاجه
-لو كنت فيها افضل من العجز الى انا فيه
-بتقول اى يا ادم، سلامتك اهم من ميت ورشه
-انتى مش فاهمه حاجه مش فاااهمه
-مفيش حاجه هتعوضنى عن خسارتك
-ولما منلاقيش ناكل وجودى زى عدمه
نظرت له إليه اعين ادم دمعت بحق وظهر ضعفه قال- انا عاجز حتى أوقف الحر،يقه، سولت اانا.ر وهى بتاكل تعبى وشغلى جوه جوه ونا معرفتش اخرج اى حاجه.. معرفتش انقذ حاجه منها.. كل حاجه رماد
-دى حاجه خارجه عن ارادتك، ده قضاء يا ادم.، هنعمل اى
-دى كانت دخلى الوحيد.. دى الىةكانت ممشيا البيت ده ولو بمبلغ بسيط... هنعمل اى بعد كده.. نا معيش غير الفين ج.. الفين ميكفوناش شهر.. ميكفوض حق غاز وميا
لقد اباح لكل ما ف صدره وعلى كاهله
اسير- متفكرش ف بكره سيبها ع ربنا
-هنعمل اى يا اسير، هناكل منين ونشرب منين... نا خسرت كل حاجه
سألت دمعه من عينه اخيرا وقد انهار امامها وكأنه فى امان معاها
ادم-كل حاجه خسرتها فى لحظه انا ادمرت وانتى معايا هتعانى اوى.. نا
اسير-ادم
نزلت دموعه وبص لايده الى لاحول لها ولا قوه قال
-مش عارف اعمل اى... مش عااارف انا بقيت عاجز ضعيف
لأول مره ترى اسير ضعيف هكذا ويبكى امامها، قربت منه وحضنته بدون اى كلمه خدته فل حضنها ونزلت دموعها غصب عنها وقد انهارت معه لانها لم تستطع مواساته فحزنه اكبر بكثير فبكت معه
حضنته بحزن وحنان قالت- مستحيل اعانى معاك... نا معاك فى اى حته فى جنه، ربنا هيفرجها، صدقنى هتفرج بس قول يارب
حضنها ادم وسقطت دموع من عينه ويدفن وشه فى عنقها وكأنه مصدق خد هذا العناق، لقد أظهر ضعفه لأول مره لحد.. ليها هي بس
اسير-خرج كل الى فقلبك... ده هيكون مبينا، وانت فى حضنى أبكى زى ما انت عايز... المهم تستريح
ضمها اكتر وهى حضنته بحنان كبير وبتربط على ظهره بحنان وشجن كبيره كأنه ابنها جالها تايه وبيبكى من الضياع وبتخبيه فى حضنها من الدنيا القاسيه الى جت عليه... ادم من كان يحتويها لأول مره يضعف هكذا ويظهر انهياره.. ويظل ع ان الى فيه كارثه كبيره مش قادر يشيلها لوحدها
ادم-كنت محتاجك اوى هناك
سكتت فهى كانت ستذهب ليه بس عاصم قالها لا بتحسب انه هيضايق متعرفش انه مستنى يشوفها
ادم-متبعديش ارجوكى.. هعمل اى حاجه هتلاقى حل عشان متعانيش بسببى
-اياك تقول كده، نا وانت واحد.. يهمنى بس تكون جنبى بخير.. لو هعانى معاك المعاناه هتبقى بنسبالى نعيم
-اسير..
-ششش نام دلوقتى انت تعبان
بتربت عليه بحنان وقلبها بيبكى بداله، مبتقدرش تنام لكن لما تشوفه غفى بتستريح كأنه مصدق يقفل عينه قليلا عن الدنيا دى، لمست شعره بحب وجهه المرهق كأنه كبر ٢٠سنه بين يوم وليله
بتبعد اسير براحه عنه وتخرج من الشقه بتنزل تحت عند عمتها تلاقى الباب مفتوح، دخلت وراحت تمد اوضتها الى كانت قاعده فيها، بتفتح الادراج وتكون بتدور على حاجه
بترفع المخده وتفتح مكتب الىىكانت بتدرس عليه وتلاقى دوسيه خرجت الورق الى فيه وتبص لشهاده الى بين ايدها..كانت شهاده تخرجها كلية اعلام

عاصم بينزل من العربيه وهو بيترنح بيحط ايده على بقه من الريحه، تنهد باسنقامه عشان لو قابل حد ودخل

اسير بتخرج من الاوضه وهى خارجه على برا بتقف لما تلاقى عاصم فى وشها قدام الباب، نظر إليها من وجودها هنا قرب منها قال
-بقالى طتير مبشوفكيش هنا
بتنظر إليه بعدت عشان يدخل انحنى عاصم عند وشها وبص فى عينها قال
-لى مصبرتيش... كان النجاح هبعم عليا انا وانتى، دى كاتت زى اى خطه بعملها عشان اترقى
استغربت اسير منه قالت- شربت تانى
وكأنها ليها اسبقية معرفه بالموضوع

شمّت أسير ريحته المميزة اللي عرفاها قالت- شربت تاني؟
وكأنها كانت عارفة ومتوقعة ده من قبل.
عاصم: يهمك؟
ما ردّتش عليه، وفجأة جه صوت من وراهم:
عاصم!
بص ناحيتها، وكانت أسير بتتجاهله.
عبير: أسير، كنتِ بتعملي إيه؟
مفيش يا عمتي، كنت باخد حاجة من أوضتي بس.
أوْمَأت لها وطلعت، وعاصم دخل، وأسير بتبص له، ريحته لسه في أنفها، ريحة اتعرفت عليها قبلكده، وكان بنفسه اعترف لها في مرة إنه جرب يشرب، ساعتها كانت شايفاه مثالي، وافتكرت إنها كانت مجرد غلطة، لكن... الواضح إنها كانت عادة، وعاصم مش بيبطل.
حتى المكان اللي شافته فيه قبل كده وهو في الحالة دي، والكلام اللي سمعته من فؤاد، كل ده خلى في عقلها يقين إن عاصم هو السبب في إن آدم يقع في دا، وهو اللي وصله لأول الطريق ده.
ولا لحظة شكّت في آدم، ولا كذّبت إن عاصم ليه يد في اللي حصل، لأن ريحة السهر كانت واضحة منه.
ومع كل ده، ومن حبها، كانت بتتقبله، وبتتمنى إنه يتغير.
أوقات كانت تبص لآدم وتحمد ربنا إنه هو اللي بقى جوزها، مش عاصم...
آدم راجل بحق، بيحبها، وبيخاف ربنا، وما بيعملش حاجة تغضبه..

فى اليوم التانى ادم بيصحى من جنب اسير مش بيلاقيها، خرج لقاها عامله فطار خفيف بتخبط فيه نظرت له قالت
-صحيت.. يلا عشان ناكل
-مش جعان كلى انتى
مشي مسكت ايده قالت-ادم.. انت مكلتش من امبارح
-مش جعان يا اسير
-نا مكلتش من ساعتها
نظر لها قالت- ولو مكلتش مش هاكل
-اسير
-مهمكش؟!
سكت راح قعد معاها اسير بتعقد جنبه كانت هتاكله منعها نظرت له لأنه لاول مره يحرجها
ادم-كلى انتى، تسلم ايدك
سكتت اسير قال- طب انت قاعد معايا تقضيه واجب.. كل اى لقمة يا ادم
-نا قولتلك مش جعان
- انت مكلتش حاجه، هتعفد كده كتير
- اسيييير.. مليش نفس خلاص بقا
- الاكل مش مقاطعه لو عايز تفكر صح لازم تاكل.. عشان خاطرى
 ادم بياكل من بعد جملتها لانه مش عايزها تتحايل عليه كتير، بتاكل اسير معاه وتلاحظ ان اكله بطىء كأنه بيبلع بالعافيه وعينه شارده.. كأنه سابح ف أفكاره
ادم- شايلتك الحمل معايا امبارح
نظرت له قالت- حمل؟! اعتقد احنا متجوزين يعنى حتى الحمل هيكون بالنص..برغم انه مكنش حمل ولا حاجه، لو متكلمتش معايا هتتكلم مع مين
مسك ايده وادم بيقبض عليها وقال
-شكرا

عاصم بيغسل وشه بنعاس وبيفتكر اسير لما شافها امبارح
"لى مصبرتيش كان النجاح هيعم علينا"
اضايق قال- اتمنى متكنش فهمت كلامى
افتكر الشهاده الى شافها ف ايدها

بيعقد اظم فى الصاله لوحده فى ايده ورقه وقلم وكأنه بيفكر هيعمل اى ويخرج من الى هو فيه ازاى، طان بيسجل أرقام وف ايده التليفون
كأنه بيمشي الخسائر او المصاريف الى هيخرجها الشهر ده بيحسب الزنقه الى هو فيها
بيسيب كل حاجه ويمسك راسه الى مضغوطه وممكن ينهار فى اى وقت، كان بيحاول يخفى حزنه
بس اسير كانت واقفه من بعيد وشايفاه وهو بيعانى، رن الحرس راحت  فتحت لقيتها عبير
عبير -بقا عامل اى
-كويس الحمدلله
-نا عايزه اعقد معاه، اطمن عليه
-برحتك باعمتو بس معتقدش انه هيتكلم.. تدم مبيتكلمش حتى معايا.. الى فبه مكفيه
تنهدت عبير بحزن قالت- ماشي هجوله وقت تانى.. طمنيني عليه
-حاضر
مشيت عبير واسير بتقفل الباب بترجع لادم قالت
-انت كويس
-كل حاجه غلط.. مفيش حاجه لصالحى... يارتنى مشتريت بالى معايا العيارات دى..
 لو اعرف ان ده هيحصل مكنتش صرفتهم
بتحزن اسير قالت-مالك يا ادم.. احنا ممكن نفتح مشروع صغير مثلا
-مشروع اى اللى بالتلتلاف الى معايا
سكتت لقيته بيجمع قبضته قال- نا لازم الاقى شغل، لازم فى اسرع وقت... اشتغل اى حاجه
بيصعب عليها وبتبص لايدها وتشوف الخاتم بتبص لادم والمحنه الى هو فيها، قلعته فورا منغير متردد قالت
-خد يا ادم
نظر إليها لقاها بتقلعه اتصدم قال- بتعملى اى
مسك ايدها فورا قال- اياكى يا اسير
-خده، أنا مش عايزاه.. هعمل بيه اى وانت محتاج كل جنيه دلوقتى
-اسير، نا مش بتكلم معاكى عشان عينى على الحاجه الوحيده الى ادتيهالك
-انت ادتنى حجات كتير يا ادم، مش خاتم الى هيتقارن بيها
-ده خاتم جوزاك اياكى تفرطى فيه، بدل مجبلك زياده اخده منك
-بكره تجبلى بس احنا فى النهارده.. هعمل بيه يا ادم، نا مش هقدر اشوفك محتاج وف ايدى حاجه تساعدك.. بيعه واعمل بيه اى حاجه انا مش عايزاه
-الخاتم مش هيكون فرق كبير لمشروع يا اسير، خليه معاكى
-عشان خاطرى خده
مسك ايدها جامد واتنهد قال-عشان خاطرى خليه
سكتت نظر لها قال بجديه-متخلنيش اندم انى بتكلم معاكى... الخاتم ده خيفضل ف ايدك وربنا يقدرنى واجبلك غيره... ادعيلي انتى بس
عينها دمعت اومات له قالت- مش عايزنى اعمل اى حاجه ليك
-خليك جنبى ده كفايه... ونا الى هعمل.. أنا إلى لازم اعمل عشانك وعشان حياتنا.. هنزل ادور على شغل،، هتصرف واشتغل شغلنتين... مش هعقد واستنى لحد ما أمد ايدى
-متبهدلش نفسك، لاقى شغلانه واحده كفايه
سكت فهى لاةتعلم شيء عن العمل وراتبه، قال
-الشغل كله بهدله
نظر له اسير ربت على ايدها قال- ممكن تعمليلى قهوه بس
اومات له فورا بابتسامه قالت-حاضر
ابتسم لها ولما مشيت اختفت بيتنهد بعمق قال-ياااارب

 
عاصم شاف عبير نازلة، فقال:
جه إمتى؟
باين من امبارح بالليل، لما قلت لأسير تنزل تفطر معانا ومتعقدش لوحدها، قالتلي مش هتسيب آدم، وعرفتني إنه رجع... من ساعتها وأنا قلبي ارتاح عليه.

سكت عاصم، وفضل يتساءل... يا ترى أسير قالت له إنها شافته امبارح وهو مش في حالته؟

عاصم:

كويس... طب مش هينزل يتكلم معانا؟

أنا معرفتش أتكلم معاه، حتى أسير كلامها قليل معاه... أكيد مش قادر يتكلم، الله يكون في عونه، مش معروف اللي جواه، بس يا رب...

رن تليفون عاصم، فقالت عبير:

مين؟

ريتاج.

وش السعد علينا! يدوب خَطَبها من هنا، والفجر جت لنا مصيبة... أمال لما يتجوزها هيحصل إيه؟ البيت يولّع؟

عاصم:

متربطيش الخطوبة باللي حصل، ده اسمه تفكير مش منطقي.

مش منطقي؟! من يوم ما دخلت حياتنا ما شفناش حاجة عدلة!

ماما بعد إذنك... خلاص، كل ده عشان ورشة؟! أنا مش فاهم آدم عامل كده ليه في نفسه... يعني كانت بتدخله قد إيه على التعب ده كله؟

كانت بتدخل اللي يعيّشني.

بُصّوا على الصوت، لقوا آدم واقف.
بص له عاصم، وآدم وقف في وشه وقال:

يمكن مرتبي مش زيك يا عاصم، لا مكانة ولا مركز، بس الورشة كانت مخلّياني عايش مرتاح، من غير ما أمد إيدي لحد... مش لازم أكون في شركات، أو في وظيفة كبيرة... كنت عايش والحمد لله، لكن دلوقتي؟ زي ما إنت شايف... الورشة راحت، الورشة اللي بتتريق عليها... دي ورشة أبونا، الله يرحمه.

عاصم:

أنا مقصدش حاجة يا آدم، أنا بس مضايق علشان زعلك عليها... وممكن تشتغل بحاجة تانية بشهادتك.
آدم:

أنا لو لقيت شغل، كنت قلت لأ؟! ده كان شغلي، معرفش غيره... العربيات، والشغل اللي كنت إنت بتتقرف منه.

عاصم:

إنت كده بتخلط الأمور ببعض يا آدم...
-لانك شايف الحياه سهله لمجرد انك فى وظيفه ومتأمن.... أنا عمرى ما ابصلك ف حياتك واتمنى تستمر فيها وتكون فلوسك من حلال يعاصم
نظر له عاصم حين قال ذلك قال -حلال؟! حد قالك انى بشتغل فى الحرا.م.. 
-انت ادرى
-فهمنى كلامك ده اى.. أنا بس فاهم انك مضايق بسبب إلى انت فيه لكن كلامك توضحه يمتتكلمش
-الى انا فيييه، لا انا تمام اوى بس ياريت نسكت.. طالما مش هتقول كلمه كويسه يبقى تسكت لان انا مش ناقص حد... متزودهاش على اخوك
عاصم خد مفاتيحه وقال- عن اذنكم اتاخرت على الشغل
مشي وسابهم قالت عبير- كمل اكلك يعاصم
مردش عليها بصيت لادم بعتاب قالت-لى كده يا ادم
ادم-لى؟!!
-عاصم كان مضايق ليك مش قصده يقلل من حجم الى حصل بس قصده ان حزنك أغلى
-بتبرريله زى عادتك
-انت شايف ان اخوك بيتريق ع زعلك فعلا تبقى غلطان لأنه كان بيفكر فيك امبارح وخرج يشوفك فين وملقكش
-ونا مقولتش حاجه غير إنه يسكت
-مش تزعله وتمشيه...
ادم بغضب- خلاصصص ف ايييه
نظرت له عبير قال ادم- كفايه يا امى.. خلاص مش ناقص
عبير- اطلع ع شقتك يا ادم لان واضح أعصابك تعبانه
-هطلع.. ومش نازل تانى
نظرت له طلع ادم واتخطى اسير إلى كانت واقفه مش عايزه تدخل فيضايق منها، بصيت لعمتها بعتاب قالت
-مش هيبقى انتو والدنيا يعمتو... حرا.م
-انتى مش شايفه ماله
-شيفاكم مش مقدرين ولا بتحاول تفهموه.. وده مش دلوقتى بس ده من زمان
مشيت اسير تلحق بيه

 اسير بتفضل الليل كله متابعه ادم الى كان ساكت وباصص بس ف التليفون والدفتر كانت تتثاوب قالت
-مش هتنام يا ادم
-اقفلك النور
-لا عادى خليك قاعد معايا
اتقلبت وهى عينها عليه راحت ف النوم غصب عنها وكان هو مغلبهوش النوم من كثره الأحمال الى شايلها، قعد الليل كله يكتب فى الدفتر أرقام منقوله من التليفون
بيبص لاسير قام وراح جنبها حسيت بيه فتحت عينها -هتنام
-تعالى
خدها فى حضنه وهى قربت منه بحب وحضنته متعرفش انه عايز حضن يستمع من الطاقه عشان يكمل زى الطفل الى بيستخبى فى حضنها

في اليوم التاني، آدم كان بيسجّل أرقام كاتبها في التليفون، وبيعمل مكالمة، جاله الرد:

ألو... كنت عايز أسأل عن إعلان الوظيفة اللي نزلتوه.

جبنا حد خلاص.
سكت آدم، فالرجل قال له:

لو في وظيفة فاضية، هبلّغ حضرتك.

تمام، شكرًا.

قفل معاه وبدأ يشوف رقم تاني يرن عليه، كان خلّص تقريبًا نص الأرقام اللي كتبها... كلهم قالوا إنهم خلاص جابوا حد ومش محتاجين.

أسير: مش هتاكل يا آدم؟
ما ردّش، وكان باين عليه إنه مشغول.
قالت وهي بتقرب منه:

إيه الأرقام دي؟

دورت على الإنترنت على شغل، ولقيت شوية أرقام وسجّلتهم... بس كلهم استكفوا.

بصت له وهو بيرن على رقم تاني، وعينها متابعاه... كان بيقفل ويكلم اللي بعده من غير ما ياخد نفس، كأن ماعندوش وقت يزعل، ولا يبص وراه.

الوظيفة لسه موجودة؟

أيوه، المرتب بيتحدد في المقابلة.

تمام، إمتى؟ أنا ممكن أجي دلوقتي.

هتلحق توصل في ساعة؟ عشان المدير هيمشي.

تمام، هلحق.

قفل، ودخل يلبس بسرعة.
قالت أسير:

هتروح؟

آه.

طب إنت ماكلتش.

كلي إنتِ، ماتستنيش... عشان ممكن أتأخر.

ليه؟ هو إنت هتستلم الشغل النهاردة؟

لو أمكن، آه.

سكتت وهي شايفاه بيلبس وبيخرج، وقلبها معاه... بتتمنى ما ميرجعش زعلان، أو مجروح.

ادم خارج من العماره لقى اخوه بياخد عربيته وماشي على شغله
عاصم شافه وقبل ما يتحرك قال- رايح فين؟!
-شغل
-شغل؟!! فين
-فمطعم على الطريق العام
-طب متركب نت عارف ان بمشي من هناك.. هنزلك عنده
سكت ادم بص فى الساعه لانه مش عابز يتأخر ولسا هيشوف مواصلا، ركب معاه ومشيو
قال عاصم-لقيت الشغل ده فين
-ونا بدور على النت، جه قدامى
-والنرتب؟! خلى بالك لانهم بيكونو عايزين شباب يرضو بنرتبات قليله
-عارف انا مش عيل... قالى المرتب هيتحدد هناك
نظر له عاصم قال- يبقى مش هيعجبك
-مش هقدر عن دى بس هشتغل اتنين عادى
-اتنين؟! هيبقى عندك وقت
-هشوف الدنيا فيها اى
وقف عاصم عربيته وصل ادم
عاصم- ابقى عرفنى عملت اى
اوما له قال-امشي ع شغلك بدل متتاخر
مشي عاصم وادم دخل المطعم لقى محاسب سأله عن الوظيفه شاورله على جوه لقى واحد قال
-انت إلى كلمتني
-اه
-طب ادخل استاذ محمد جوه
دخل وشاف رجل قال- عندك خبره كتم سنه
-لا نا مشتغلش فى مطاعم كانت عندى ورشه ميكانيكا
-بس الشغل هنا مساعد شيف، هتعرف تتعلم؟!! عندك كان سنه
-٢٨
-متجوز؟!!
-اه
-المرتب٢٥٠٠، سعات ٩... يناسبك
وكانما بيده الاختيار لكن هذا المرتب البغيض لن يكون بحجم وقته الذى يهدر معندوش وقت حتى يشتغل شغلانه تانيه
ادم-شكرا
قام ومشي من هناك ولم يلتحق باي وظيفه، ماشي صامت لكنه مش هيرجع البيت ويده فارغه لازم يكون فى شغل
 شارع مزدحم – منتصف النهار – الجو حار
كان ماشي بخطوة بطيئة، وجبهته باينة فيها العرق، مش بس من الشمس، لكن من التفكير والضغط والهم.

آدم وقف قدام ورقة معلقة على باب محل كبير مكتوب فيها:
"مطلوب مساعد – 12 ساعة عمل – المرتب 1800"
ضحكة يائسة طلعت منه، وقال بصوت واطي:ـ "يعني يومي كله بـ60 جنيه؟ دا حتى المواصلات والعيشة أغلى..."
كمل مشيه، عينه بتدور على أي إعلان، أي باب مفتوح، أي فرصة، لكن كل حاجة كانت يا إما فوق طاقته، يا إما مش مناسبة... يا إما "مطلوب خبرة"، يا إما "لا يزيد السن عن ٢١"، أو "بنات فقط"، أو المرتب قليل أوي كأنهم بيشحتوا منه مجهوده.
فرك وشه بإيده، وقال لنفسه:
ـ "هو أنا قليل؟ ولا الدنيا هي اللي قاسية؟ ولا أنا اللي مش عارف أزق الباب اللي ورا الفرصة؟"
وقف... خد نفس عميق، بص لنفسه في زجاج عربية معدية وقال بصوت مخنوق:
ـ "أنا تايه..."
وبدون ما ياخد قرار، رجله كملت تمشي في الشارع... لا عارف رايح فين، ولا هيلاقي إيه، بس ماشي... يمكن المشي أرحم من الوقوف في نفس المكان اللي مش لاقي فيه غير الخنقة

اسير قاعده فى المساء مستنيه رجوع ادم لكنه بيكون اتاخر بتتسائل لو استقر هناك او اين يكون هو
-ازاى ممكن اساعدك وانت رافض اتدخل ف اى حاجه

بيسير في الشوارع بالليل، دخل كذا محل وكذا مكتب يسأل عن شغل، وماكانش فيه حاجة، ولو فيه، المرتبات قليلة جدًا، وتاخد منه يومه كله.
مش عارف يرجع ويقولها إنه رجع زي ما راح، من غير فايدة.

كان ماشي ساكت، شايل همه، بيعدّي قدام الورشة ووقف عندها...
تخيّل نفسه وهو بيقفلها في وقت زي ده عشان يرجع بيته، أو يقعد مع صاحبه، أو يروح المسجد.

حس بغُصة قوية جواه وهو شايف شغله اللي راح، وبقى بيدور على باب في كل اتجاه، ويتخبط في الحيط.

اتنهّد تنهيدة عميقة كأنها طالع من قلبه لحد الأرض...
بس فجأة استوقفه شيء، رفع إيده وقرّبها من وشه...

ريحة... بنزين؟!

بص للورشة، وجت شادية وقالت:

بنعمل إيه هنا كده؟
بصلها آدم وقال:

مفيش... كنت بس ببُص على الخراب.

قالت له:

-مش هتطلع الحاجات اللي جوه؟ الحديد ده لو جمعته ممكن يجيبلك مبلغ كويس، أو حتى تجدده وتبدأ من جديد، يمكن يرجع أحسن من الأول.
ما ردّش، فبصت لإيده وسألته:

-إيدك فيها إيه؟

-في ريحة بنزين على الأرض.

-طبيعي يكون فيه بنزين، دي ورشة عربيات. تقصد إن البنزين ده حصل من حريقة؟ حد كان ممكن يرمي حاجة؟

-ممكن، بس البنزين جه منين؟ أنا دايمًا كنت حريص جدًا ما يحصلش أي تسريب، ولما بخلص أي عربية كنت بنضف مكانها تمام.

يمكن نسيت؟ أو حد تاني كان ساب عربيته والبنزين فيها سايب؟
سكت آدم، لأنه متأكد إن الغلطة دي مستحيل تحصل منه.
كان دايمًا حريص، وبيتأكد من كل حاجة بنفسه، وبيبعد أي حاجة ممكن تسبب خطر.

افتكر يومها... آخر يوم ليه، وهو بيفتح الورشة، كان حاسس إن في حد بيراقبه، أو ماشي وراه، أو حتى عنيه عليه من بعيد...

شادية:

مالك؟ سرحت في إيه؟

-لا، مفيش...

ربتاج قاعده بتتعشي مع عيلتها ونش باصه غير فى التليفون
شيرين-متسيبى التليفون ده واكليه
 بتحط التليفون بغضب قالت- مبيرددش... مش عارفه ليه
توفيق-عاصم؟!
-اه.. برن عليه من الصبح.. وحتى بليل.. بس مبيردش.. من آخر مكالمه لما نام متكلمنيش تانى.. حتى وقت البريك فى شغله مردش عليا
كانت مضايقروماسك المعلقه بغضب بتبص شيرين لجوزها الى قال
-مش عايزك تدلقى نفسك عليه يا ريتاج
ريتاج-بنقول اى يبابى
-الى سمعتيه، اجنا بنحب الحريه وخليها نيصحه منى.. حساكى متعلقه بيه بزياده
سكتت قالت- وعاصم كمان بتحبنى
-بس بيتقل عشان كده انتى علطول بتفكرى فيه
-انا وعاصم بنحب بعض ومفيش الكلام ده ف علاقتنا
-نا عرفتك واتمنى تهدى شويه.. لأن أعصابك ابتدت تتعب ياحبيبة قلبى
مرداش بس بصيت لوالدتها وتليفونها رن وكان عاصم ابتسمت وبصيت لابوها قال
-قولتلك مفيش مبينا الكلام ده، كان مشغول وبيرن عليا
وريته المكالمه كانها بتثبت وقامت ترد، شيرين
-لى قولت كده
-نا بتكلم معاها عادى وهى فعلا بتحرى وراه.. وهو مين الراجل فيهم
-هما بيحبو بعض ياتوفيق بلاش نتدخل احنا
-دى بنتى يعنى اتدخل ف كل حاجه ف حياتها
سكتت بياكل توفيق بلا مبالاه

عاصم وهو راجع عدى من قدام المطعم بس ملقاش ادم عرف انه متعينش ومشي، روح البيت وهو داخل شافه من بعيد جاي 
ادم شافه استغرب قال- اى الى مرجعك متأخر
-كان عندى ميتنج برا.. انت لقيت شغل ولا
-لا..ملقتش حاجه مناسبه
-والمطعم ده
-قالى الفين ونص
-اى المبلغ الحقير ده، وعدد السعات كام طيب
-بلاش تعرف
بصله عاصم قليلا قال- جربت تشتغل من شهادتك... انا ممكن اشوفلك شغل ك محاسبه.. بنك مثلا
نظر إليه ادم قال- قدامك
-لو لقيت هعرفك علطول وهتتقبل لان شفل البنك واسطه
ابتسم ادم قال- وانت الواسطه
-متستقلش بيا علاقاتى كتير
-عارف حاجه زى دى ومش مستغربها
جه صوت امهم- بما انكم هنا يلا ناكل سوا بدل مبقالى كتير باكل لوحدى
ادم- هاكل مع اسير، مستنياني من المغرب
طلع بصيت عبير لعاصم قالت- بتتكلمو عادى
-هنتخانق يعنى.. انتى عارفانى نا وادم
ابتسمت قالت-ربنا يخليكم لبعض

 الباب بيتفتح بهدوء… آدم دخل بخطوات تقيلة، باين عليه التعب مش بس من المشي، من الدنيا كلها
أسير طلعت له من المطبخ، لابسة حاجة بسيطة، شعرها مربوط، ووشها فيه شوق وقلق، أول ما شافته ابتسمت وقالت بحنان:
ـ "اتأخرت يا آدم… كنت مستنياك…"
قربت منه، حاولت تاخده بالحضن، لكنه بادلها بارهاق بصتله وحسيته مش كويسه
ادم ـ معلش… مش قادر دلوقتي…
أسير بصت له وقلقها زاد، قالت بهدوء وهي بتقفل باب الشقة وراه:
ـ مالك.. انت اشتغلت ولا لا
-لا
-امال اتاخرت لى انا بحسبك هناك
-كنت بدور
 بيقعد على الكنبة، حط وشه في إيده وقال بصوت مبحوح:
ـ "لفيت نص البلد… كل حاجة يا إما مرتبات تكسف، يا إما شغل بـ12 ساعة كأنك عبد… كأنك مش إنسان…"
قربت منه، حطت إيدها على ضهره بحنية وقالت:
ـ "مش مشكله إنت حاولت… وده لوحده يكفي النهاردة
رد بسرعة، صوته فيه نبرة يأس:
ـ "محاولة؟! هحاول تانى بس… هل كل مرة هرجع زي ما أنا… حاسس إني بتكسر حتة حتة… الورشة اللي ولعت خدت مني كل حاجة يا أسير… شغلي… تعبي… حتى كرامتي.
أسير سكتت لحظة، لكنها ما استسلمتش، قربت أكتر، بصت له بعنيها اللى مليانة إيمان وقالت بهدوء:
ـ ربنا بيحبك يا ادم...
نظرت له قال- بيحبك عشان كده بيبتليك وعارف انك قدها... ان الله اذا احب عبدا ابتلاه... ولا اى
بصلها، مستغرب الكلام، وقال بسخرية متعَبة:
ـ ونعم بالله بس الابتلاء صعب يا اسير...بيحبني؟! طب إنتي شايفة دا حب انا بعانى من زمان؟"
مسكت إيده، وضغطت عليها برفق وقالت:
ـ "آه حب بلاش الى حصل يضعف ايمانك… ربنا بيجهزك لحاجة أكبر… بيصقلك… بيقويك… مش بيكسر قلبك، دا بيصلحه… آدم، إنت راجل أنا فخورة بيه… وبكره، لو مش النهاردة، هتلاقي… وهقوم أقولك: شفت؟ ربنا مابينساش."
سكت شوية… وبص لها
ـ "أنا تعبت يا اسير من زمان ونا الدنيا بترمينى لسابع ارض
حضنته، وهو سايب نفسه ليها لأول مرة من مدة… كأن الحضن دا بيجمع كل القطع المكسورة جواه، وهي بتهمس في ودنه:
ـ "وأنا معاكي، لحد ما التعب دا يبقى مجرد ذكرى."

 على السفره كانو بياكلو سوا واسير بتبص لادم من وقت لتانى وده لاحظ ادم وقال
-عايزه تقولى حاجه
-لا
-اسير
مانه عارب ما بها قالت- امبارح نزلت الشهاده بتاعتى وافتكرت صحابى، ممكن اسال منهم الى اشتغل لو ف شغل معاهم
نظر اليها، أسير (بهدوء)
ـ "أنا كنت بفكر… يمكن لو نزلت اشتغلت، أساعدك شويه… يعني… إحنا اتنين، مش لازم كل الحمل عليك لوحدك
آدم بص لها ببطء، صمته كان مرعب أكتر من أي رد… رفع عينه ليها وقال بنبرة مخنوقة وهو بيحاول يثبت نفسه:
ـ "يعني أنا مش مكفي؟"
أسير (بسرعة وبقلق)
ـ "لا! لا طبعًا مش كده! بس أنا…"
ـ "بس إيه؟!"
لقيته الضيق بأن عليه، ادم
ـ "حسيتي إنك ناقصة؟ إني مش راجل كفاية؟
ـ "آدم بلاش تقول كده… أنا بس بفكر فينا! مش ضدك…"
ـ "طب قوليلي معن. كلام اى.. حد قصر معاكي؟ قوليلي يمكن فعلاً أنا مش واخد بالي؟!"
أسير (عينيها بتملى دموع بس بتحاول تبان قوية)
ـ "أنا بساعدك… مش بلومك… ولا في دماغي أي حاجة غير إنك ترتاح شويه…"

آدم (بصوت مكسور لكن فيه قسوة)
ـ "طب ليه دلوقتي؟ لما خلاص الدنيا بقت ضدي؟ تفتحيلي موضوع الشغل وانتى عارفه انى رافضه من زمان، بعد اما اتجوزتك اخليكى تنزلى... الصلح كان خاتم جوازك ودلوقتى شغل... بتخلينى اندم انى بحكيلك حاجه
أسير (بصوت منخفض)ـ "أنا آسفة… بس بلاش تفهمني غلط فيها اى الشغل…"
ـ فيها انى رافض وعايزك تعقدى ف البيت زى الملكه
سكتت اسير كان ادم هيقوم من ع الاكل منعته اسير قالت
-ادم.. انتى لى شخصنت الموضوع
-اسير بعد إذنك
تنهد وقال بهدوء عشان ميتعصبش- الموضوع منهى

أسير خدت نفس عميق دخلت الاوضه لقيته قاعد، راحت ناحيته… بخطوة هادية، قلبها بيقولها: "دا الوقت اللي لازم أكون فيه حضنه مش خصمه".
قعدت جنبه، وحطت إيديها على إيده وهو مش بيبصلها.
أسير (بصوت هادي)
ـ "بصلي…متزعلش منى
-عارفه كويس انى مستحيل ازعل منك
ـ طب لى مفهمتنيش صح.. نا مش بقلل منك… بالعكس، أنا فخورة بيك… كل يوم، وإنت بتقوم وبتحاول، وبتقاتل رغم إنك مكسور… أنا كنت فاكرة إني بدعمك، مش بأذيك… آسفة يا آدم."
ـ "أنا حسيت إني مش كفاية ليكي… حسيت إنك بتدوري على حل غيري…عايز انا بس الى تحتجيلى
أسير (بحنية وهي بتلمس وشه)
ـ "الحل هو إحنا… مش الشغل، ولا الشهادة، ولا أي حاجة. أنا مش عايزة حاجة غيرك… الشغل في فستين داهية انا بحب افضالك انت بس
-انا بحبك.. راحتك هى كل الى تهمنى يا اسير
- عارفه وبحبك اكتر
حضنها أخيرًا… حضن طويل، ساكت… لكنه بيصرخ بكل المشاعر اللي اتكتمت، وبكل اللي اتقال واتفهم، واللي ما اتقالش بس وصل
وهي قالت في ودنه:
ـ "كلنا بنقع، بس طول ما إيدينا في إيدين بعض، هنقوم… وكل باب مقفول، هيتفتح… بإيدك."
بيصدر صوت رن بيلاقيه فؤاد رد-الو
-اى يا ادم، بقولك...ف شغل مندوب بكره تبع ناس اعرفهم
-مندوب
-اه انت عندك خبره من آخر مره
-تمم امتى وفين
-هبعتلك رساله بتفاصيل
-شكرا يافؤاد
-العفو ع اى بس
بينهم المكالمه قال- شغل
اسير-خير انشاءالله

 آدم ماشي في شارع الساعة قرّبت على ١٠ الصبح. ماسك في إيده ورقة عليها عنوان مطعم، رايح على المعاد الى اتفق عليه مع الراجل
فجأة، سمع صوت شاف راجل فى الأربعين بيتكلم ف التليفون
-بقولك مفيش حد هنا قريب والعربيه وقفت معليش حتى اوديها اى معرض... اتصرف ابعتلى اى حد
كان مضايق واقف جنب عربيته واللي باين إنها اتعطلت وبيبص على الطريق يمين وشمال
آدم وقف لحظة، يبص للوقت، بعدين خد نفس عميق وقال لنفسه:
– "المقابلة مش هتطير… الراجل محتاج حد يساعده."

بيقف الراجل ويشوف اى عربيه معميه بيقرب ادم منه وقال:
– "محتاج مساعده؟"
الراجل لفّ عليه وقال بانفعال:
– "العربية وقفت فجأه، ومعرفش ليه… وأنا ورايا مشوار مهم أوي."
آدم قرب من العربية وبص تحت الكابوت وهو بيقول:
– "لو تحب أبصلك عليها،
-مش مشكله هوقف تاكسي وابعت اى مهندس يصلحها بعدين
-متقلقش انا ميكانيكى مش هبوظها
الراجل اتفاجئ شوية وقال:
– "بجد؟ طب والله يا ابني لو تعرف تبص عليها تبقى خدمتني جامد."
آدم لف كمّه، وبدأ يفحص الموتور بحركة خفيفة وسريعة
الراجل- اسمك اى
-آدم
 لمّح سلك مفكوك– دي المشكله
-هى اى؟!
-السلك ده مش راكب مظبوط. لحظة واحدة."
بأطراف صوابعه وباستخدام اصابعه الماهره بصله الراجل قليلا رفع ادم وشه قال
-جرب
-عملتها؟!
شاورله ادم راح قعد وشغلها دارت فورًا.
الراجل اندهش وقال بإعجاب:
-دى اشتغلت... انت دماغ عاليه فعلا بالسرعه دى.. واضح انى استقليت بيك
شريف نزل وهو مبسوط قال بيفتح محفظته:
–  إنت ساعدتني جدًا، ووقفت جنبي من غير ما تعرفني… خد دول، أقل حاجه."
مد إيده بمبلغ صغير، آدم بص للفلوس، وبعدين رفع عينه لوش الراجل، وملامحه اتغيرت قال بجديه
– "أنا ساعدتك عشان محتاج مساعده… مش عشان آخد مقابل."
الراجل اتفاجئ، وسحب إيده ببطء، حس كأن تصرفه ضايق آدم. قال
– "أنا آسف... كنت فاكرها لفتة تقدير مش أكتر... مفيش حد بيعمل حاجه بدون مقابل
-حصل خير
الراجل سكت، وشه فيه لمعة احترام.
فضل ساكت ثواني، وبصله كأنه بيشوف فيه حاجة نادرة.. خد باله من ورقة في إيد آدم… كانت مطوية نصين، بس العنوان واضح.
قرب منه وقال بابتسامة:
– "إنت كنت طالب أوردر من المطعم؟"
آدم هزّ راسه وقال بهدوء:
– "لأ… دي ورقة عنوان، كنت رايح أقدّم فيها شغل."
الراجل استغرب وسأله وهو بيقفل كابوت العربية:
– "أمال إنت مش ميكانيكي؟ مش لسه قايللي إنك كنت بتشتغل في ورشة؟"
آدم اتحرج شوية، اتنهد وقال:
– "سابقا... حصل ظروف ومبقاش ف ورشه ف نزلت اقدم أدور على أي شغل، أي حاجه أبدأ منها من تاني."
الراجل بص له باهتمام أكتر، وسأله:
– إنت خريج إيه
– "تجارة
الراجل اتفاجئ، فتح عينه باستغراب وقال:
– "تجارة؟! وإشتغلت ميكانيكي؟!"
ادم ابتسم قال، وقال:
– قليل الى بيشتغلو فى مصر بشهادتهم... ونا كنت واخد مهنه من والدى من زمان وأنا بحب أفك وأركّب.. بس مفيش شغل ف مجالى، وكنت لازم أساعد في البيت، فاشتغلت في ورشة جنبنا، وكنت بحبها بصراحة، حسيت فيها إنى بنجز وبفيد… بس لما الدنيا لخبطت، قلت أبدأ من أول وجديد في أي مكان تانى
-والراتب، يكفيك انت ومراتك وعيلت
-عرفت منين انى متجوز
-الدبله الى ف ايدك
-اه.. المرتبات قليله بس تمشي
بص ف تليفونه لساعه قال– أنا لازم أمشي... عشان متأخرش
لسا هيمشي قال رجل :
– استنى يا ادم
نظر له قال- ممكن رقم تليفونك
-اه بس لى؟!
-هحتاجك فى شغل
نظر ادم إليه سجل رقمه فى تليفون بيرمي الراجل عربيته ويمشي نظر له ادم بيروح على المطعم
فؤاد-اتاخرت ليه
-حصل حاجه ف الطريق
-تمم انا اتفقت معاهن بدالك إنت ادخل استلم الشغل وخلاص.. مندوب وانت اشتغلتها قبل كده والقبض ٥٠٠٠
نظر له ادم قال-١٠سعات
اوما إليها تنهد ادم قال- تمم شكرا يفؤاد
-هتستلم
-اه لحد ما الاقى فرصه احين مس هعقد ل البيت كتير
-ربنا معاك

عاصم واقف مع راجل باين عليه الثراء والقوه كان قاعد فى كمبواند والنادل بيحطله مشروب
راجل- لما عماد قالى ان حد مسك الموضوع معرفش انه شاب قولت حد كبير متمكن
عاصم- الشاب ده عنل حجات كتير وخلصها ف اقل من اسبوع
-يعنى بتقولى اعتمد عليك
-عرفنى غرضك بالظبط
-هو مفهمكش، منطقه سكنيه بيئه عايز احولها لحي سياحى كبير
-وعرضت علبهم فلوس
-ف كتير رفضو بحجه الوفاء الغبى
-تمم انا هخلصلك الموضوع ده بس محتاج راس مالى.. هرواغ السطان ونحط ان مفيش حل غير الفلوس بدل ميخرجو خسر.انين
-فلوسي تحت امرك... بعيدا طبعا عن اتعابك لو خلصت الموضوع
-يبقى اتفقنا
صافحه الرجل بابتسامه وثقه فيه لان باين على عاصم انه مش سهل وده إلى طمنه

ادم بيكون بيوصل اوردرات يوميا، كان من ضمن توصيلاته انه يشوف شغل اضافى بجانب الطلبات
كانت الشمس حاميه فوق رأسه مباشره بيوصل الصبح وبليل اوقات كان بيعق، وقت اضافى غرضا منه لزياده قيمه يوميته
اسير كانت بتنستناه لحد ما يرجع رغم ان ادم كان يأكد عليها انها تأمل وتنام لكن يتفجأ بيها مستنياه
اسير - هسخن الاكل عشان ناكل
كان بيضايق من نفسه انه قعدها ده كله، وهما بياكلو اسير بتساله باهتمام
-عملت اى النهارده...شغلك مشي كويس
-الحمدالله.. اسير
-نعم
-ابقى كلى متستننيش.. بلاش تعقدى ده كله
-انا بحب السهر ثم نا بكون قاعده اليوم كله زهقانه مبعملش حاجه فيها اى استناك... لحظه رجوعك ونس يا ادم ولا انت مبتحبش تاكل معايا
-بستنى ارجع اشوف عينك
مسك ايدها وقبلها بحب احمرت وجنتيها بابتسامه قرب من عينها قال
-بتتكسفى ها
ضحكت عليه بادلها بخفو للحظه هاديه برفقتها

فى يوم اجازة ادم كان فى الورشه واسير معاه، نظرت إليه دخلت هى قبله وشعرت بالحزن على شكل الورشه لطن لم تظهر هذا
قالت- المفروض كنا نلم الحجات دى يومها.. مش هتبقى خساره وخسارة
ادم- هيجيبو كام يعنى
-يجيبو الى يجيبو لكن منسبهاش كده
انحنت وشالت أغراض من على الارض وطلع ادم صندوق محترق واتفتح بالسهوله كان ف معدات حديد، ابتسم اسير لتخفف عنه وحطيت الأشياء فيها
اسير- انت مش ناوى تفتحها تانى
ادم-صعب يا اسير
-لو بقا معاك مش هتفتح تانى
سكت ونظر إليها قال- معتقدش
-طب اى رايك نأجر المكان للوقت الحالى.. يبقى محل تجاري مثلا.. هيتجدد ويرجع احسن من الاول
-ايجار؟!
-اه.. بدل مهتكون فاضيه لا منك بتشتغل فيها ولا فيها نفع
-هشوف كده حاضر
-ادم...
نظر إليها قال باعين تاملها الامل
-اياك تيأس، الدنيا وحشه بس انا شايفه قدام آدم رجل أعمال مشهوووور
ابتسم قال-واى كمان
-مش رجل اعمال خلاص معرض عربيات كبيرر.. عمتا النجاح ياين ف عينك
-انا ناجح بيكى
ابتسمت قالت- اممم بتسكتنى هاا
كملو ما يفعلوه وجمعو أغراض الورشه الصالح والغير ف هناك من يبحث عن معادن كتلك، شالهم ادم وحطهم ع جنب ونظر للورشه الى بقيت خاليه كأنه بيودع كل ركن فيها
خرج وكانت اسير مستنياه روحو سوا قالت-تيجى نسهر مع بعض النهارده
-الشغل بكره بدرى.. للاسف مش هعرف
سكتت فلقد انتظرت يوم إجازته بفارغ الصبر، ادم كان هيتكلم قالت اسير
-صحينى قبل ما تمشي بلاش الوداع الخطفى ده
-ربنا ميجيب وداع
-ادم... لو انا مش معاك هتعمل اى
-اى السؤال ده
-عادى مجرد هرمونات
-هضيع... دى اجابه كافيه
-جدا
ابتسم واكملو سيرهم

في مكان السهر، كان عاصم قاعد مع ريتاج، فقالت بانفعال:

-أوه ماي جاد! اتحرقت كلها؟ إزاي؟

-ماس كهربائي.

-عشان كده مكنتش بترد عليا؟

-ماقدرتش... كان في ضغط كبير في البيت.

-تمام، عادي يا حبيبي، أنا بس كنت قلقانة عليك... وآدم ناوي يعمل إيه دلوقتي؟

-هيشتغل... سألت عماد لو فيه وظيفة فاضية محاسب او بنك بس اتأخر لحد دلوقتى ف الرد
-آدم يشتغل في بنك؟!
-آدم خريج تجارة.
-آه عارفة، بس البنك مش بيقبل أي حد، ده شغل عالي، وآدم كده هيبقى في مكان تاني خالص.
قربت منه وقالت له بنبرة فيها لمحة:
-يعني لما تساعده... هتخليه زيك؟
-زيي؟! دي مجرد وظيفة، عمرها ما تكون في مستواي.
كأنه اتخيل آدم هيبقى في نفس مستواه، وإن أسير تبدأ تشوف فيه حاجة أكتر وأكتر...
عاصم:
-وبعدين... إنتي تقصدي إيه؟
-مفيش، مقصدش حاجة...أنا بس
-اياكى تدخلى ف حاجه بينى وبين اخويا يا ريتاج، لا دلوقتى ولا حتى لما تبقى مراتى
-بتتكلم معايا كده لى يعاصم
- هو محتاج الوظيفة دي، ومش هسيبه محتاج، ادم كان أبويا اللي عمره ما قصّر معايا.
-اعتبرني متكلمتش خلاص
عاصم شرب، متجاهل كلامها، بس كلامها علق في دماغه...
رجعته الذكريات لزمان، وهو صغير، وكان آدم دايمًا بيساعده.
افتكر يوم تقديمه في الكلية، لما كان محتاس، وآدم هو اللي خلص له الورق.
حتى وقت الجيش، ما سبهوش، وكان أول حد يطمنه.
هل النهارده ينكر اللي عمله علشان غيرته من ناحيته؟
علشان عايز أسير تشوفه هو بس، وتفتخر بوظيفته الكبيرة؟
هزّ دماغه، ونفض أفكاره، واتجاهل كل ده.

فى اليوم التالى ادم بيوصل ركضا على المطعم
المدير-اتاخرت لى
-المواصلات
-كنت تنزل بدرى المفروض شغلك يبدأ من نص ساعه المفروض اشيله انا
نظر له ادم من طريقته قال ببرود- انت بتتكلم كده لى.. قولتلك الطريق
-هتعرفنى اتكلم ازاى، مخصوم منك يومين
ابتسم ادم ونظر اليه قال- يومين هو الشهر ف كام يوم... تخصملى بتاع اى، كنت بتدفع حق بنزين بتاعى
جه شاب قال- خلاص يا ادم المدير بس متعصب النهارده
ادم قلع التيشرت وادهوله قال- معاملة العبيد مش معايا
خرج من هناك جمع قبضته ورجع البيت
نظرت اسير إليه من رجوعه قالت- ادم اى الى رجعك بدرى
-سيبينى دلوقتى
سكتت تنهد ادم فهو لا يقبل احد ان يتعالى عليه، هل كان يجب أن يلكمه.. لكنه فى مقام والده واخلاقه لن تسمح له
بيرن تليفون ادم من بقم غريب بيحسبه زميله فى الشغل فاتجاهل لكن بيرن تليفونه تانى.. رد بتنهيده
-أزيك يا ادم
-بخير مين؟!
-انا شريف
-شريف مين؟!!
-اممم خلينى افكرك، العربيه المتعطله فى نص الطريق
استوعب ادم من هذا اومأ إليه قال
-اه افتكرتك معلش بس دماغى
-ولا يهمك
-خير ف حاجه
-فاضى تقابلينى
-لى، ف حاحه يعنى
-اتكلم معاك، ده لو برا معاد شغلك
سكت ادم لانه موريهوش حاه قال
-تمم امتى
-النهارده لو حابب
-تمم ابعتلى العنوان
-دلوقتى... تمام انا فى المصنع خد عنوانه ونتكلم هناك

بيوصل ادم على العنوان نظر إلى ذلك المصنع الى بيعج برائحه اللحام
دخل نظر له رجال الأمن قال- شريف هنا
-استاذ شريف
جه صوت من بعيد قال- تعالى يا ادم
نظر له انه ذات الرجل، دخل سلم عليه شريف قال
-ده اول سلام بينا المره إلى فاتت كنت مستعجل نسيت حتى اعرفك أسمى... شريف رضوان
-اهلا
-تحب تتفرج على المصنع واحنا بنتكلم
-معنديش مانع
-تشرب اى الاول
-قهوه
شاور للعمال قال- قهوه للمهندس
مشيو هما الاتنين سوا بص ادم للعمال بل حدادين، بيلف ويشوف اجزاء سياره لا تغيب عن اعينه انها من اجود انواع السيارات التى تصنع هذا العام
شريف- اعتقد انك عرفت احنا فين.. ده مصنع حداده للعربيات، هنا بنشكل ويتم نقلها للمهندسين تجهيز مع مجموعه مهندسين وتنزل السوق
-المعنى
-شركة عربيات "kfg"
نظر إليه ادم اومأ إليه قال- هى الشركه الام الاجنبيه وده الفرع الى فمصر
اومأ له بتفهم جه العامل اداله القهوه
قال شريف- اشرب قهوتك
ادم- شكرا
-اى رايك يا ادم
-شغل حلو بس سؤال انا مالى
-مش قولتلك هتصل عليك احتاجك لشغل....
نظر له ادم حين قال ذلك
شريف- انت عملت اى ف شغلانتك ف المطعم
سكت بضيق من التذكر قال
-مش مهم
-يعنى تقدر تسيبها وتشتغل معايا
-اشتغل هنا؟! ف المصنع
-مش بالظبط كده... فى فرع المصنع التانى حصل ضغط كبير أو عشان اكون واضح خلل.. ورئيس محتاج حد اداره يشرف هناك ويكون فاهم الدنيا كويس ونا ملقتش غيرك يا ادم
-ف اى بالظبط
-فاهم فى العربيات والميكانيكا وكمان خريج تجاره... بس الاولويه هتشتغل بشهادتك، مدير حسابات هناك مش مع العمال متقلقش
حت. لو قال مع العمال لكان وافق قال
-اشمعنى انا
-عادى دى وظيفه انت مناسب ليها وردا لجميلك معايا يومها.. وعشان اكون صريح معاك ده كان المفروض وظيفة ابنى بس هو رفض وهو بطبيعته لعبى مش عايز اخسر وظيفتى نا كمان بسببه
سكت ادم ونظر اليه والى المكان
شريف- المرتب مجزى وفى تأمينات شخصيه، بلاش تضيع فرصه زى دى
-الفرع التانى ده فين
-دى المشكله الى ممكن تواجهك
-مشكله اي؟!

اسير قاعده مع عمتها عبير قالت- كويس والله الإيجار احسن من قفلتها كده
اسير- باين انه مش مهتم، لو كنتى اتكلمتى معاه انتى كان هيفهم انك الى عايزه
-نا بقولك تدخله اى قرش ينفع...وهو فين دلوقتى
-زمانه جاي، بعتلى رساله انه ف الطريق
اومات بتفهم بصيت عبير قالت- جه
شافت ادم ع الباب نظرت له اسير، دخل راحتله قالت
-روحت فين
-فى مشوار تبع شغل فى شركه كبيره
اندهشت اسير قالت- شركة اى، وعملت اى فيها
-هستلم الشغل بعد بكره، لو جهزت شنطه بدرى
كانت اسير هتبتسم بس قالت باستغراب
-شنطه اى
-هسافر


تابعووووووني 







بداية الروايه من هنا




رواية منعطف خطر كامله من هنا



رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا



رواية نار الحب كامله من هنا



رواية الطفله والوحش كامله من هنا


رواية منعطف خطر كامله من هنا


رواية فلانتيمو كامله من هنا



رواية جحيم الغيره كامله من هنا



رواية مابين الضلوع كامله من هنا


رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا


رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا



الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺







تعليقات

التنقل السريع
    close