القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية اوجاع الماضي الفصل الحادي والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم الكاتبه سلوي عوض حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية اوجاع الماضي الفصل الحادي والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم الكاتبه سلوي عوض حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية اوجاع الماضي الفصل الحادي والعشرين حتى الفصل الثلاثون بقلم الكاتبه سلوي عوض حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 



الطفل حامد بحزن: أمي ف الجنه يا أبا، عمتي جميله جالتلي كده.

شمس: من دلوك ورايح، ليكش صالح بالبت ديه، واصل.

الطفل: ليه طيب؟

شمس: اسمع اللي بجولك عليه، إيه؟ مش اعرف أربيك ولا إيه؟

الطفل: حاضر يا أبا، تحت أمرك، أنا هعمل اللي حضرتك تجوللي عليه، عشان ربنا سبحانه وتعالى أمرني إني أطيعك، زي ما عمتي جميله جالتلي.

شمس: متخلينش أمد يدي عليك.

ليبكي الطفل: انته عمرك ما مديت يدك عليا.

شمس: يبجا تسمع اللي اجوله، ياله.


وينزل شمس ومعه ابنه.

الجد: شد حيلك ياشمش، الشيخ جاه عشان يجرا.

شمس: الشده علي الله، ياجدي.


ليدخل عليهم عبدالرحيم، ممثلاً الحزن والبكاء:

عبدالرحيم: البجيه ف حياتك ياشمش، أدي حال الدنيا.

شمس: سبحان من له الدوام.

الاب: ياريتك تتعظ، وتعرف أن كلنا رايحين.

شمس: مش وجته دلوك ياجد، بعد العزا نبجو نجعدو ونتحددتو.


عبدالرحيم، موجها الحديث لأبيه:

انت كل متشوف خلجتي، تجعد ترصلي ف الكلام، مش عارف أنا، العيله الصغيره راحت، وانته جاعدلي.

شمس: حن عليك يا أبا، جدر اللي احنا فيه، تعالي يا ولدي نوجفو ف واجب أمك.


ليخرج شمس ومعه ولده خارج المنزل لتلقي العزاء.

ليبحث عبدالرحيم بعينيه عن حامد ابن أخيه، لينزل حامد ومعه أكمل من الدور الثاني.

عبدالرحيم: ازيك يا حامد؟

حامد بأدب: الحمدلله ياعمي، أحب اعرفك، أكمل خطيب جميله أختي.

عبدالرحيم: يا مرحب يا مرحب، تعالو ناخدو صوره مع بعض.

حامد: مش وقته يا عمي.

عبدالرحيم: نفسي اتشرف وأتصور مع اتنين ظباط، واد أخويا، وواد وزير الداخلية، تحرمني ليه؟

أكمل بأدب: خلاص يا حامد، مش مشكله.

عبدالرحيم: تشكر يا ولدي.


ليتصور عبدالرحيم مع حامد وأكمل، ثم يرسل الصوره إلى عجور.

عجور: والله عال، عيال عز، التنين النهارده هيكون موتهم علي يدي.

ليخرج عبدالرحيم: عن إذنكم، أروح أوجف ف الواجب.

ويتركهم، ويتصل بعجور:

عبدالرحيم: أنا عملت اللي عليا، وبعتلك التصويره، بس ابدء بعد العشا ف الربع الأخير.

عجور: اش عجب يعني؟

عبدالرحيم: عشان الناس الكبيره بيمشو جبل الربع الأخير، واللي بيبجو جاعدين أهل البلد الغلابه.

عجور: تمام.

عبدالرحيم: أروح أنا بجا أشوف حالي.


ليغلق عبدالرحيم الهاتف مع عجور، ويذهب إلى منزل عروسته.

العروسه: عريسي جاه يا أبا.

عبدالرحيم: خد يا راجل، انته الجرشين دول، وأنا هااخد عروستي وامشي.

والد العروسه: من غير فرح؟ وبعدين صح، ديه مرت شمش بيه، الواجب بتاعها النهارده.

عبدالرحيم: وانته دخلك إيه؟ الواجب واجبنا، والفرح فرحنا، ولا انته عاوزني أغير كلامي؟

الرجل: له، خلاص، خدها وروّح.


ليأخذ عبدالرحيم الطفله، ويخرج في طريقه إلى منزله.


---


أما في جناح العزا، نجد جميله حزينه على روضه، لتسمع طرق الباب.

جميله: ادخل.

لتدخل عليها عشق، وهي تبكي.

جميله: تعالي يا عشق.

عشق: جاعده وحدك ليه؟ الواجب إنك تكوني جاعده مع بسمه وتواسيها.

جميله تمسح دموعها: حاضر، تعالي نروح لها.

عشق: هيا جاعده ف الجنينه الصغيرة.


أما في الجنينه، نجد بسمه حزينه، وتحدث نفسها:

كده بردك يا خيتي، تهمليني؟ أنا كده معادش ليا حد، لا أم ولا أخت، حتي أبوي هملني من زمان، ومعاملته ليا كأني مش بنته.


لتجد جميله أمامها.

جميله تحتضن بسمه: يا ستي، اعتبريني أنا أختك، أنا والبت عشق، ولا إحنا مش عاجبينك؟ وبعدين ف عرف الصعيد، أنا أبجا عمتك، أخت جوزك.

لتضحك بسمه.

جميله: صدقيني، كله بيعدي، لا حزن دايم، ولا فرح دايم، ولازم نعيش حياتنا.

وبعدين، أنا لو اديتك أمانه، وجيت طلبتها منك، تزعلي؟

بسمه: لاء طبعًا، حجك تاخدي أمانتك.

جميله: أمال معترضه ليه إن ربنا استرد أمانته؟

بسمه: حاشا لله، بس الفراج صعيب جوي.

جميله: ده حال الدنيا.

عشق: لازم تبقي قويه، على الأقل عشان الطفل الصغير ده، أمانه أختك.

بسمه تمسح دموعها: حاضر.

عشق: خلاص، تعالي ندخل جوه، نستجبلو الحريم اللي جايين يعزو.

بسمه: حاضر، أنا جايه معاكم.

جميله: وكمان عشان أدهم ميتخضش عليكي.

بسمه: ربنا يصبّر جلوبنا.

أما عز، فكان يجلس في أول العزاء، وهو يحدث نفسه:

مش عارف ليه قلبي مقبوض كده؟ استرها من عندك يا رب.


ليقترب منه أدهم.

أدهم: مالك يا بابا؟

عز: والله يا ابني قلبي مقبوض أوي.

أدهم: إن شاء الله خير.

عز: خليك واقف جنب شمس، متسيبوش.

أدهم: أكيد طبعًا، ربنا يكون ف عونه.

عز: أمال حامد وأكمل فين؟

أدهم: واقفين مع نزار وجدي.

عز: طيب يا حبيبي، وأختك فين؟

أدهم: جوه مع البنات.

عز: والله حاسس إن وشنا وحش عليهم.

أدهم: متقولش كده، ده أمر الله.

عز: الشيخ هيبدء، تعالي نقعد جنبهم.

أدهم: حاضر.


وكان المقرئ يقرء القرآن، وشمس يبكي بحرقه.

أما ف الداخل، بدأت السيدات في الحضور إلى المنزل لتقديم واجب العزاء.

إحدى السيدات: أمال فين الست الهام؟

صافيه: من وجت ما عرفت الخبر، وهيا راجده عيانه.

السيدة: أمال مش مرت أخوها وصاحبة عمرها؟


وكانت سناء جالسه بجوار السيدات، لتقول:

سناء: الهام طول عمرها حنينه.

صافيه: أمال حضرتك مين؟

سناء: أنا صاحبة المرحومه، وكنا مع بعض ف المدرسه.

إكرام: مرحب بيكي يا بتي.

سناء: هيا المرحومه ماتت كيف؟

صافيه: الدكتور جال سكته جلبيه.

سناء: اه، يعني ماكانتش عيانه؟

بسمه: له، ماكانتش عيانه، زي ما عمتي جالتلك، سكته جلبيه. احترمي الواجب وكفاياكي سؤالات بجا.

سناء: عن إذنكم، أصلي فايته، ولدي بيرضع مع أمي، شدو حيلكم.


لتخرج سناء، وهي تفكر:

"أنا مش هجولهم سكته جلبيه، والله لازم أوجع جلبك يا الهام، وأجولها، أنا سمعتهم بيجولو إن الهام هيا اللي موتتها، وإنهم بيدورو عليها."


---


أما عبدالرحيم، ها هو قد وصل إلى منزله ومعه العروسه.

عبدالرحيم: نورتي يا عروسه، ياله غيري هدومك.

الطفله: ليه؟

عبدالرحيم: عشان الليله دخلتنا.

الطفله: يعني إيه؟

عبدالرحيم: يعني هنلعبو مع بعض.

الطفله: بجد؟

عبدالرحيم (بخبث): أمال إيه، خدي البسي الجميص ده.

الطفله: عيب، اجعد جدامك كده؟

عبدالرحيم: يبجا مش هديكي اللعبه اللي جيبتها لك، والحلاوه كمان.

الطفله: له، خلاص، هلبسه.

عبدالرحيم: جدعه، بتسمعي الكلام.

أما ملك، فكانت جالسه ف العزاء، لتنظر إلى جميله نظره معناها "عاوزاكي"،

لتفهم جميله، فتقترب منها.


ملك: أمشي أنا؟

جميله: تمشي تروحي فين؟

ملك: هقعد أعمل إيه؟ أنا قولتلكم على كل حاجه.

جميله: لاء، اصبري، بعد العزا نشوف هنعمل إيه، وكمان جدي لازم يعرف، اصبري.

جميله تدخل إلى المطبخ:

سعاد، عاوزاكي تندهي جدو من غير ما حد ياخد باله، وقوليله إني عاوزاه ضروري.

سعاد: حاضر.

جميله: تعالي يا ملك، ندخل الكُتب لغيت ما جدو يجي.


لتخرج سعاد، وتبلغ الجد.

الجد: طيب، روحي، وأنا جاي وراكي.


أما عند عبدالرحيم، فيضع الخط الجديد ف التليفون،

ثم يسجل رقم إكرام، ويرسل لها صور عبدالكريم مع عواطف،

ومعها تسجيل مكالمه بين عبدالكريم وعواطف،

ثم يخرج الخط ويكسره،

ويقول: هما كده وصلو، ياله، خليها تغفلج على الكل.


لتخرج عليه الطفله، وهي تلبس قميص نوم طويل وواسع جدًا عليها.

ليضحك عبدالرحيم: ده احنا ليلتنا فل النهارده.


---


أما في المنزل، فكان الجد يستمع إلى حديث ملك.

الجد بحسره: حسبنا الله ونعم الوكيل فيك يا عبدالرحيم، كل الشر ديتي مالي جلبك؟

ملك: سامحني يا حج، بس أنا عمري ما كنت هأذي حد، وكمان خايفه على أمي من عياش، ده ميعرفش ربنا.

الجد: متخافيش يا بتي، أنا هشيل أجيبها، بس اللي نفسي أعرفه: هو ليه عجور عاوز ياءذينا؟

ملك: عشان بيقول إن حضراتكم السبب ف موت مراته، أصل بيقول إنها انتحرت لما قولتوا عليها حراميه.

الجد: يعلم ربنا يا بتي إننا من دمها براءه، وبعدين هي اتكتلت، منتحرتش.

ملك: إيه؟ اتقتلت؟


ليسمعوا صوت صراخ وعويل.

الجد: مين اللي بيصرخو دول؟ حولنا الصراخ حرام.


لتخرج جميله: يا جماعه حرام كده، بتعذبوها ف قبرها.

لتنظر على يمينها، فتجد والدها ملابسه ملطخه بالدماء.


جميله بدهشه: إيه ده يا بابا؟ إيه الدم ده؟

عز: قتلو حامد، ابني! ابني وخطيبك اتقتلو!

لتصرخ جميله: بتقول إيه؟؟

ليخرج الجد: فيه إيه؟

عز: قتلو حامد ولدي يا أبا، وقتلو خطيب بتي يا أبا! كتلوهم!

الاب: إيه بتجول إيه؟


ليخرج الجد مهرولًا، ليجد حامد غارقًا في دماؤه، وأكمل أيضًا مضروب برصاصه ف قلبه،

ويجلس أدهم بجانبهم شاردًا، ليقع الجد على الأرض،

لتخرج جميله وملك.


جميله: حامد أخويا؟ أكمل حبيبي؟ مين اللي عمل فيكم كده؟ هو شمس؟

شمس هو اللي عمل كده؟ عشان ينتقم مني؟ هو فينه؟ أنا لازم أقتله!


لتحتضن أخيها، لتجده يحدثها بصعوبه:

مش شمس يا جميله، شمس ونزار جريو ورا القاتل.


لتترك أخيها، وتقترب من أكمل:

أكمل! أكمل! كلمني! رد عليا!

أكمل (بصعوبه بالغه): بحبك، بحبك أوي يا جميله، هتوحشيني.


ليفارق أكمل الحياه.

لتبدء جميله ف الصراخ والعويل:

أكمل، متسبنيش يا أكمل! قوم بالله عليك!

احنا هنتجوز ونخلف عز وحامد وأدهم وجميله!

قوم بقا! متبقاش رخم!


ولكن كان أكمل قد فارق الحياه.

لتصرخ جميله بأعلى صوتها:

لاء يا أكمل! حرام عليك، أوعى تسيبني!

عارف؟ أنا جهزت فستان كتب الكتاب،

وأنا وإنت هنبقى أجمل عرسان، قوم بقا،

أنا عارفه إنك عاوز تعرف غلاوتك عندي،

وحياة دمك اللي بيجري ف عروقي، أنا بحبك، ومحبيتش حد غيرك.

طاب، قوللي مين اللي هيوقف جنبي لما أعمل مصيبه ويحلهالي؟

قوم بقا، عارف؟ لو مقومتش هزعل منك وأخاصمك!

يعني مش عايز تقوم؟ طاب أنا مخصماك!


أدهم (ببكاء): كفايه يا جميله، أكمل خلاص راح.

خلينا ف أخوكي حامد، بين الحياه والموت، لازم ننقله مستشفى،

وبابا مصدوم!


ليقترب شمس منهم:

شمس: جومي يا جميله، حرام عليكي اللي بتعمليه ده،

جومي شوفي أبوكي، أبوكي هيروح مننا!


نزار: اتصل بالمستشفى، خليهم يبعتوا إسعاف بسرعه، بسرعه يا أخوي.

نزار (بحزن): حالًا، أهه.


أما عز، فكان في حاله صدمه.

شمس: أدهم، اتصل بناس أكمل.

أدهم: مش عارف أقولهم إيه.

شمس: أي حاجه!

أدهم: أي حاجه إزاي بس؟

نزار: جولهُم إن مرت واد عمك اتوفت، وعمي جالك، عرفهم عشان ياجو يعملوا الواجب.

أدهم (بحزم): حاضر.


ويتصل أدهم بوالد أكمل، ويبلغه بوفاة زوجه شمس:

كمال العصار (الوزير): البقاء والدوام لله. هو أكمل مش عندك؟

أدهم (بتهته): أكمل راح معاهم المقابر، وتليفونه فاصل شحن.

كمال: أنا جاي يا ابني، ساعتين وأكون عندكم.


لتأتي الإسعاف، لتأخذ حامد وجثه أكمل.

شمس: معاهم يا نزار، انته وأدهم، وأنا هشوف عمي وجدي.

ويذهب نزار وأدهم.


لِيدخل شمس، ليجد جده وعمه في حاله توهان.

شمس (بحزن): شد حيلك يا عمي، أكمل البقاء لله،

وحامد إنشاءالله يبجا زين.

عز: ولادي، ولادي يا أبا!

يا ريتني مرجعت! يا ريتني فضلت بعيد!

يا ريتني مرجعت!

شمس: أمر الله يا عمي.

عز: جميله فين؟

شمس: جميله بره جاعده، ومتوهه خالص.

الجده: خليك جارها يا شمش، بت عمك غلبانه،

وفرحتها انكسرت، والله معارفه إيه بيجرالنا ديتي،

ربنا يطمنا عليك يا حامد يا واد،

ولدي يا رب، ويصبر ناسك على فراجك يا أكمل.


شمس: اللي حصل ديتي يا جدّه، حاجه كبيره جوي،

واللي عمل كده جاصد يوجعنا،

ف مشاكل، عشان البلد كلها عارفه إن جميله مخطوبه لواد وزير الداخليه.

الجده: اه والله، كلامك صح يا شمش.

شمس: يا ترى الأيام مخبّيلنا إيه؟


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي 

بارت 22

شمس:

يا ترى الأيام مخبّيالنا إيه؟


أما عند عبدالرحيم، نلاقيه قاعد جنب جثة الطفلة اللي اتجوزها.

عبدالرحيم:

إنتي يا بتي، قومي! قومي! يخرب بيت اللي خلفوكي!

إيه ده؟ البت ما بتطلعش نفس؟!

إنتي موتي ولا إيه يا حزينة؟ أعمل إيه أنا دلوك؟ معجولة كده؟ خلصت خلاص يا عبدالرحيم؟

ده أنا ممكن أروح في حديد!

أحسن حاجة إني أبلّغ أبوها وأخوّفه، وهو يبقى يقول إنها طفشت منّي، وأديله قرشين.

الله يخرب بيتك، بوّظتي علينا الليلة!

ده أنا كنت أسد!

البت ماتت في إيدي، والله عفي يا عبدالرحيم.


صوت داخلي:

عادي نخلص من المحروجة ديه، وبعدين أشوف حالي تاني، البنات كتير.


عبدالرحيم:

وه يا عبدالرحيم، إنت نسيت إنك هتتجوز البت اللي عاملة زي الأجانب؟ ملك؟

اتصل بأبو البت ديه وبعدين أشوف حالي.


ليتصل عبدالرحيم بوالد العروسة الطفلة.


عبدالرحيم:

اسمع يا راجل، بنتك فطست في إيدي.


الرجل:

كيف يعني؟!


عبدالرحيم:

يعني ماتت بعد ما خدت منها حقي الشرعي.


الرجل:

يا مراري! يا بتي! يعني موتها؟!


عبدالرحيم:

موت مين يا مخبّل إنت؟!


الرجل:

أنا هبلّغ الحكومة!


ليضحك عبدالرحيم:

الحكومة هتاخدك إنت، عشان عقد الجواز مكتوب فيه إن بنتك سنها 19 سنة،

بس الطب الشرعي هيقول إنها 15 سنة بس، وأنا هقول إنك كدبت عليّ.


الرجل:

حرام عليك! يعني تموت بنتي وتسجنّي؟!


عبدالرحيم:

يبقى تسمع الكلام! إنت تاخدلك قرشين، ولما الدنيا تظلم جوي، تاخد بنتك تدفنها.

وكده كده إنتو مقطوعين، يعني محدش هيسأل عليها، وأحسن لك همل البلد كلها.


الرجل بقلة حيلة:

حاضر يا بيه، اللي تشوفه.


عبدالرحيم:

كده أنا أحبك لما تسمع الكلام.


---


أما في منزل الحج حامد اللي لبس السواد، وامتلأ بالمعزّيين، يوصل كمال العصار.


كمال:

البقاء لله يا عز.


عز ببكاء:

البقاء والدوام لله ليك إنت.

أنا مش عارف أقولك إيه، بس أكمل تعيش إنت.


كمال:

بتقول إيه يا عز؟!


عز:

والله أكمل اتقتل، وحامد ابني بين الحياة والموت.


كمال:

إنت عارف إنت بتقول إيه؟!


عز:

ولاد أخويا جريوا ورا القاتل.


كمال يقعد على أقرب كرسي وهو بيعيط بحرقة:

كده برضه يا عز؟

الواد ييجي يتجوز بنتك تقول لي إنه اتقتل؟!

ابني فين يا عز؟!


عز:

في المستشفى.


كمال:

يلا بينا، وقسماً بالله لأدمّر كل من له يد في موت ابني!


لتدخل جميلة وهي تايهة:

عمو! قتلوه! أكمل!

قتلو فرحتنا يا عمو!

أنا عاوزة أكمل!


كمال ببكاء:

ابني اتقتل!

قتلو عريسك يا جميلة!


جميلة:

وأنا كمان قتلوني معاه.


وهنا تقع جميلة على الأرض.


عز:

جميلة! بنتي!


لتنزل إكرام على صوت أخوها، وتلاقي جميلة ممددة على الأرض.


إكرام:

يا مري! البت شفايفها زرقا كده ليه؟!


الحج:

البنت يا عز شكلها سمّمت نفسها، عشان كانت في جناح شمس.


عز:

ليه كده بس يا بنتي؟ أنا مش ناقص!


كمال:

يلا ننقلها على المستشفى.


إكرام:

أنا جاية معاكم.


وهنا يرجع شمس ومعاه نزار.


شمس:

القاتل هرب مننا، بس طلع على الجبل،

معنى كده إنه من مطاريد الجبل.


كمال:

والله لأغربل الجبل كله باللي فيه!


شمس:

مالها جميلة؟!


إكرام:

بنت عمك سمّمت نفسها يا شمس.


ليشيلها شمس على إيده:

افتح العربية يا نزار! خلينا نطلع على المستشفى!


نزار:

حالاً، اهيه!


---


أما ملك، فسابت منزل الحج وراحت على بيت عياش،

لتفتح لها أمها.


ملك:

بسرعة يا أمي، لازم نمشي من هنا!

قتلو ابن وزير الداخلية، وكمان حامد اتضرب بالنار!


ليخرج عياش.


عياش:

وإحنا مالنا يا كش؟! يغوروا كلهم!


ملك:

اللي قتلهم أكيد عجور صاحبك!

يعني إحنا هنيجي في الرجلين!


عياش:

بتقولي إيه يا ملك؟!


ملك:

أنا نجّيت نفسي وأمي، وقلت لهم على الاتفاق.


عياش:

بتجولي إيه يا بت الحرام؟!


ملك:

زي ما بقولك كده.

إنتو لو عاوزين تأذوا الناس دول، دول طيبين أوي!

حرام عليك يا بابا، مترميش نفسك في تيار المجرمين دول.

صدقني، أنا عشت في بيت الناس دول، والله حنينين أوي.

أنا خايفة عليك، لأنهم أكيد هيعرفوا مين اللي عمل كده.


عياش:

أنا مالي! أنا ما عملتش حاجة لحد.


ملك:

يبقى تنجي نفسك وتروح تقول في القسم إن عجور وعبدالرحيم هما اللي قتلو!


عياش:

يا سلام؟ عشان يقتلوني؟!


ملك:

خلاص، أحسن حاجة إنك تيجي معايا عند الحج حامد، وتعرفه، وهو يقدر يحمينا منهم.


فضيلة:

بنتي عندها حق، اسمع كلامها، دول ناس كبار في بعض، وإحنا اللي غلابة هنروح في الرجلين!


عياش:

خلاص يا ملك، أنا وإنتي وأمك هنروح عند الحج حامد، بس تطلعيني منها.


ملك:

ربنا يخليك لينا يا بابا، مع إنك مش أبويا، بس والله مش هقدر أشوفك وإنت بيحصلك حاجة وحشة.


عياش:

معلش يا بنتي، أنا الطمع عمياني.


---


أما في بيت سناء، تدخل سناء.


عابد:

هاه، عرفتي إيه؟


سناء:

نصيبة كبيرة! عرفوا إن الهام هي اللي كانت بتديها العلاج!


الهام:

عرفوا من مين؟!


سناء:

البت الممرضة جرت على كل حاجة.


الهام:

يا نصيبتي! أعمل إيه؟!

إنت السبب يا عابد! إنت اللي جرّيتني وراك!


سناء:

اخرسي خالص! جوزي مالوش دعوة!

حد جالك تعملي كده؟!


عابد:

والحل إيه دلوقتي يا سناء؟


سناء:

حل بسيط! خلي المحروسة تكلم أبوها، يدبّر لنا مبلغ محترم، وهنهُجّ على مصر.


الهام:

أهمل بلدي وأروح مصر؟! أعمل إيه أنا هناك؟!


سناء:

مش عاجبك؟ روحي بيتكم!

ده شمس أخوكي حالف لينحرك نحر إنتي وجوزك وبناتك واللي جاي في السكة كمان!


سناء:

آه، وأوعي تقولي له أي حاجة!


الهام:

ليه بقى؟!


سناء:

عشان لو عرف، هيفكر إزاي ينجي نفسه ويسيبك إنتي تغرقي!


ليتتصل الهام بأبوها.


الهام:

آه يا أبا، أنا عاوزة فلوس، عشان أنا وجوزي هنُهمل البلد ونمشوا!


عبدالرحيم:

طيب، هبقى أشوف أنا الموضوع ديه.


الهام:

بجولك عاوزين نمشوا، تقول لي هبقى أشوف؟!


عبدالرحيم:

خلاص خلاص! عاوزة كام؟


الهام:

عاوزة 20 ألف جنيه.


عبدالرحيم:

طيب، بكره هحوّلك المبلغ.


الهام:

أوعي تنسى!


عبدالرحيم:

آه، جبل ما أنسى! هاتي رقم عليه محفظة أحوّلك عليه.


الهام:

حوّل على التليفون ديه.


عبدالرحيم:

طيب، غوري بقى.


---


الهام:

يعني بعد ده كله، أغور؟!


عبدالرحيم:

أنا في نصيبة كبيرة!


الهام:

نصيبة إيه تاني؟!


عبدالرحيم:

اتجوزت عيلة صغيرة، وماتت في إيدي بعد الدخلة.


لتردد الهام ما قاله عبدالرحيم، وتقول سناء:

يخرب بيوتكم!

إنتو إيه؟!

مافيش حاجة حرام ما عملتوهاش!

جبر يلمّكم!


الهام:

بت! إنتي مش وِجّتك دلوقتي خالص.


عابد (يغمز بعينه لـ سناء):


سناء:

أنا مش قصدي، بس أصلي خايفة علينا…

مش إحنا كلنا في مركب واحدة؟


الهام:

أنا عاوزة أنام.


سناء:

خشّي نامي جوّه يا حبيبة.


لتدخل الهام الغرفة وتغلق على نفسها.


الهام (لنفسها):

أنام أحسن… بلا وجع قلب.

(تحط إيدها على بطنها)

آه، ميّته تيجي يا ولدي، عشان أدي سناء ديه بالجزمة… وأرجع عابد تاني لحضني.


---


أما في الخارج، عابد بيتكلم مع سناء.


عابد:

طبعًا بعد ما عبدالرحيم يبعت الفلوس،

إنتي عارفة هتعملي إيه؟

هتبلّغي عنه.


سناء:

لأ، مش دلوقتي… خلينا نسحب منه قرشين كمان.


عابد:

إزاي بقى؟!


سناء:

أنا أقولك…

إنت تجيب خط جديد، وكده كده عبدالرحيم ميعرفنيش.

أنا بقى هكلمه، وأقول له إني جارة أبو العروسة اللي ماتت في إيده،

وإني عارفة كل حاجة، وعاوزة مليون جنيه…

يا كده، يا أبلّغ عنه.


عابد:

آه يا بت الشياطين!


سناء:

فرصة… وجات.


عابد:

برافو عليكي!

البهيمة اللي جوه ديه مبتعرفش تفكر واصل.

لازم أنا اللي أقولها تعمل إيه.


سناء:

لأ بقى، خد الكبيرة…

بعد ما يشيّع الفلوس، أنا هبلّغ عنه… ويغور في داهية.


عابد:

طب وأنا؟


سناء:

ما إحنا هنسافر مصر عند خالتي.

أما في منزل الحج حامد، نلاقي إكرام بتكلم نفسها:


إكرام (بضيق):

معجوله؟ عبدالكريم ما ييجيش يوقف معانا في المرار ديتي؟

أنا هتصل بيه…

تليفوني فين؟!


لتبدأ تدوّر على تليفونها.


إكرام:

والله الواحد عجلُه ساح!

التليفون في جيبي، وبدوّر عليه!


تطلع التليفون، وتلاقي عليه رسائل واتساب كتيرة من رقم مجهول، تفتح الرسائل… تلاقي صور لجوزها مع "عواطف"، وتسمع كمان تسجيل لمحادثتهم، وتقرا:

جوزك متجوز عليكي… خدامتك! وهيّا حبلى منه."


إكرام (بصوت مخنوق):

يا نصيبتي…

كده برضه يا عبدالكريم؟

وأنا اللي قلبي كان حاسس،

لما شفتكم وضحكتوا عليا، وخدتوني في دوكة!

لكن الله حبله كيف،

وانت يا عبدالكريم ما بتخلفش أصلاً…

وعجيم؟! آه يا عبدالكريم!


وأنا اللي صبرت عليك،

وعمري كله راح معاك من غير عيل،

ورضيت أقول لنفسي إني عاقر،

عشان ما أكسرش نفسك!


الله يجازيك على عملتك فيّ…


بس…

مش وقته!

لازم نطمن على ولد أخويا الأول…

وبعد كده يبقى لها حساب!


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي

بارت 23

أما ف المستشفى كان الجميع قد وصلوا، كمال بيجري مهرولًا:

كمال: ابني فين؟ عاوز أشوفه.

الطبيب: إهدى يا أفندم، للأسف ابن حضرتك جالنا وهو متوفي بالفعل، وهو حالياً في تلاجة المستشفى.

كمال (بدموع): عاوز أشوفه.

عز (ببكاء): تعالَ نشوفه ونودعه.

ويدخلوا مع الطبيب لتلاجة الموتى.

كمال: أكمل... ابني حبيبي، روحت غدر، بس أبوك هيجيب لك حقك.

كمال: يلا يا عز.

ويخرج عز وكمال من غرفة تلاجة الموتى.

كمال (بحزم): تعالَ نطمن على حامد، وبعد كده ربنا يحلها.

عز: ربنا يديك على أد غلاوته صبر.

كمال: اللهم آمين، بس لازم نلحق ابننا التاني.

عز (محتضن كمال): ربنا يخليك ليا يا أخويا.

كمال (للطبيب): فين غرفة الرائد حامد عزالدين؟

الطبيب: الحمدلله، الطلقة جات في دراعه، وخرجناها، وهو دلوقتي في غرفة الإفاقة.

عز: الولاد بيروحوا مننا واحد ورا التاني.

كمال: إهدى يا عز، إن شاء الله حامد وجميلة هيبقوا بخير.


أما شمس ونزار فكانوا وصلوا المستشفى:

شمس: أعمل معروف يا دكتور، شوفها مالها.

الطبيب: طيب دخلوها غرفة الكشف وانتظروني بره.

نزار: ربنا يستر، عمك ممكن يروح فيها، بنته وولده وخطيبها.

شمس: والله ما عارف أقول إيه.

ويخرج الطبيب:

الطبيب: ديه حالة انتحار واضحة، هنعملها غسيل معدة.

شمس: أعمل أي حاجة، المهم بت عمي تقوم بالسلامة.

الطبيب: إن شاء الله نقدر نلحقها.

نزار: تفتكر يا شمس أبوك هو اللي ورا كل ديه؟

شمس: أكيد هو، هو فيه غيره؟ مش ليه قلب أسود كده ليه؟

نزار: بس عمك جاي ناحيتنا هو والوزير.

كمال: شمس، هسألك سؤال واحد وتجاوبني عليه.

شمس: تحت أمر حضرتك.

كمال: مين اللي قتل ابني؟

شمس (متلعثم): أصل... أصل...

نزار: أبوي يا باشا، هو ورا كل اللي جرى.

عز: إيه؟ مش معقول للدرجة ديه!

شمس: للأسف هو فعلاً.

كمال: شوف يا شمس، أنا راجل قانون، وعمري ما خالفت القانون، حتى لو كان ابني هو الضحية.

شمس: قصد حضرتك إيه؟

كمال: عاوز نقعد مع بعض، عشان هقولكم على الخطة اللي بيها هنوقع القاتل.

شمس: أنا مع حضرتك في أي حاجة.

كمال: عاوز أعرف كل حاجة عن والدك.

شمس: يبقى نروح البيت، وجدي هو اللي يعرف كل حاجة.

كمال: يبقى ندفن أكمل وبعدين نبدأ التحرك.

عز: هكلم أدهم يجهز طيارة عشان نسافر القاهرة.

كمال: لا، ابني هيندفن هنا يا عز. ومعلش، هنقول إن حامد كمان توفي زي أكمل، والباقي متوقف على شمس.

عز: اللي تشوفه.

كمال: إنت ناسي إني ابن البلد ديه؟ يعني ابني هيندفن وسط أهله. بس لو جرالي حاجة، ادفني جنبه يا عز.

عز: بعد الشر عليك.

كمال: لو بتحبني بجد، ادعيلي أحصله واندفن جنبه، عشان مش هقدر أعيش من غيره. إنت عارف إنه وحيدي وماكانش ليا غيره.

كمال (بدعاء): اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرًا منها.


كمال: شمس، عاوز مدير المستشفى حالًا.

شمس: حالًا هجيبه لحضرتك.

عز: عاوز المدير ليه؟

كمال: لما ييجي هتعرف.

وها هو شمس قد أتى ومعه مدير المستشفى.

كمال: اسمع، عاوز تعتيم إعلامي على اللي حصل، مش عاوز مخلوق يعرف باللي حصل لابني، فاهمني؟

عز: مش المفروض تتعمل له جنازة عسكرية لأكمل؟

كمال: لا، ابني هيندفن في سكات، ويوم ما نقبض على اللي عملها، وقتها هنعمله جنازة عسكرية تليق بيه.

عز: اللي تشوفه.

وهنا يسمع نزار رنين هاتفه:

نزار: أيوه يا أما؟

صافيه: بقولك إيه، فيه واحد جه هنا اسمه عياش ومعاه مراته ومعاهم البت ملك، وعاوزين عمك عز والوزير حالًا، وقالولي صح أخبار عيال عمك إيه؟

نزار: بخير، ثواني يا أما، خليكي معايا.

نزار (لشمس): أمك بتقول إن ملك جات، ومعاها جوز أمها وأمها، وعاوزين عمي والوزير ضروري.

شمس: يبقى لازم نروح لهم، عياش ديه يعرف كل حاجة.

ليبلغ شمس عمه والوزير بما حدث.

كمال: يلا بينا على البيت بسرعة، بس إحنا هنقول زي ما اتفقنا، إن حامد بعد الشر.

عز: تمام، حاضر.

ويخرج الجميع من المستشفى ذاهبين إلى المنزل.

أما عابد، ها هو قد اشترى خط جديد وفعّل عليه المحفظة.

عابد: خدي يا سناء، اتصلي بعبد الرحيم وقولي له على اللي اتفقنا عليه.

سناء: عيني، أطلبه.

عبدالرحيم: إيه الرقم الغريب ديه؟ تلاقي البت ملك جابت خط جديد.

عبدالرحيم: أيوه يا ملوكة.

سناء: ملوكة مين يا عبدالرحيم؟ إيه يا راجل، يعني تشترك في قتل ولد الوزير ومعاه ولد أخوك، غير مرات ابنك، ولا كله كوم وجوازك من عيلة صغيرة وتموت في إيدك ديه كوم تاني.

عبدالرحيم: إنتي يا بت المحروجة!

سناء: زي الشاطر كده، تحول على التليفون ديه مليون جنيه.

عبدالرحيم: إنتي مخبّلة؟ مليون جنيه إيه؟ وبعدين تليفون إيه اللي يتحول عليه مليون جنيه؟

سناء: خليك معايا يا عريس.

سناء: كده مش هينفع التحويل.

عابد: خلاص، قولي له يجهز اتنين مليون، وفي عربية بعد ساعتين هتقابله بره البلد، العربية نص نقل بيضا، يحط المبلغ في الصندوق.

لتعيد عليه سناء ما قاله عابد:

سناء: ما كانوا مليون؟

سناء: لأ، غيرت كلامي.

عبدالرحيم: مش هدفع ولا مليم.

سناء: براحتك، تليفون صغير للوزير وبعدها مش هتشوف الشمس تاني.

عبدالرحيم: مين إنتي؟

سناء: أنا اللي شفت كل حاجة، وكمان مصوّراك.

عبدالرحيم (بخوف): خلاص، خلاص، حاضر... بس آخد التصاوير.

سناء: لما تجيب الفلوس، هتاخد التليفون باللي عليه.

لتغلق سناء الخط في وجه عبدالرحيم.

عبدالرحيم: يا ترى إنتي مين يا بت المحروجة وطلعتيلي منين؟

عبدالرحيم: أمري لله، هعمل اللي هي عاوزاه، وأبقى كمان بالمرة لإلهام الفلوس، قطعة تقطع الكل ولا أموت البت بتاعت التليفون.

عبدالرحيم: آه بس لو موتها، جايز يكون ليها شريك، أنا أحسن حاجة أعمل حالي مجهز الفلوس في شنطة بس ألاجيها.


أما في منزل الحج حامد، نجد الحج حامد جالس مع عياش وزوجته، أما ملك فتركتهم وطلعت عند بسمة تواسيها في موت أختها.

الحج حامد: قولي بقى، عاوز عز ولدي ف إيه؟

عياش: لمؤاخذة يا حج، لما ييجوا هجول كل حاجة.

إكرام: أكيد نصيبه من نصايب عبدالرحيم.

عياش: أنا مش هتكلم إلا لما آجي وآخد الأمان كمان.

الحج حامد: عليك أمان الله.

عياش: الله يكرمك يا حج حامد.

إكرام: أهم جم أهم.

عياش: أنا واجع ف عرضكم، احموني.

كمال: نحميك من مين؟

عياش: الحج الكبير إداني الأمان كمان، خلاص، هقول.

وهنا تنفّس عياش الصعداء وقصّ عليهم كل ما يعرفه.

كمال: اسمعوا بقى اللي هقوله، بس فين ملك ديه؟

إكرام: فوق مع بسمة.

عز: اندهيله يا خيتي.

إكرام: حاضر.

لتصعد إكرام وتنزل ومعها ملك وبسمة وعشق.

كمال: ملك، أنا تحت أمرك.

كمال: يبقى تساعديني آخد حق ابني.

ملك: أؤمرني حضرتك.

كمال: لو سمحت يا حج، عاوز نقعد في مكان محدش يسمعنا فيه.

الحج حامد: يبقى نطلع الجناح بتاعي، اتفضل حضرتك.

كمال: عاوز الكل معايا.

شمس: إحنا تحت أمر حضرتك.

كمال: معلش يا إكرام، اقعدي إنتي هنا، عشان لو حد جه.

إكرام: ما العزا خلص يا أبوي، والناس كلها روحت.

كمال: معلش، خليكي هنا أحسن، وأي حد ييجي، هتقولي له إن الحج نايم، وإن الباقي كلهم في المستشفى.

إكرام: حاضر من عيني.


أما في المستشفى، نجد جميلة تبكي بحرقة.

جميلة: مين قالكم أنقذوني؟ أنا عاوزة أروح لأكمل، حرام عليكم!

الممرضة: الحقونا يا دكتور، الحالة فاجت، بس عندها هياج.

الطبيب: أنا جاي أشوفها.

ليتصل الطبيب بولد جميلة.

الطبيب: حضرتك، بنتك فاقت بس عندها حالة هياج.

عز: أنا جاي حالًا.

كمال: فيه إيه؟

عز: جميلة حالتها وحشة أوي.

كمال: أدهم، من فضلك خد نزار وروح هات جميلة وكمان حامد.

شمس: هو حامد حالته تسمح؟

كمال: حامد لازم يبقى وسطنا، لأنه ممكن يحاولوا يخلصوا عليه هو وجميلة، هاتوهم من غير ما حد يحس بيكم.

الجد شمش: عيال عمك أمانة في رقبتك، وهاتهم من الطريق المقطوع.

شمس: أوامر يا جد، بس المستشفى؟

كمال: أنا هكلم المدير، يلا بسرعة، مفيش وقت.


شمس: يلا يا نزار.

ويخرج شمس ويروح المستشفى لأن الطريق المقطوع قريب منها.

وهنا يدخل شمس غرفة جميلة.

جميلة: جاي ليه؟ هاه؟ جاي تشمت فيا؟

جميلة: أهو بقينا في الهوا سوا، إنت مراتك اتقتلت وأنا خطيبي وحبيبي اتقتل، واتقتلت معاه كل حياتي، اشمت فيا براحتك بقى.

لتبدأ جميلة في الصراخ، ليرفع شمس يده ويصفعها بالقلم.

شمس: بس بقى، حياتك في خطر وتقوليلي شمتان؟ مش متشمتانش!

ثم يرفعها على يده ويخرج بيها، ويحطها في العربية الخاصة به.

وبعدها يخرج نزار ومعه اتنين أطباء وحامد مستند عليهم.

شمس: اركبوا يا حامد، يلا يا نزار، ركبه بسرعة.

فيركبوا ويأخذ شمس العربية ويطير بيها ويوصلوا للمنزل، ويصعدوا إلى جناح الجد.

الجد (بدموع): حمد الله على سلامتكم.

حامد (بتعب): الله يسلم حضرتك، بس أكمل راح... أكمل راح يا عمي... سامحني، يا ريتني كنت أنا.

كمال: أمر الله يا ابني.

جميلة: وإشمعنا أنا اللي حبيبي يروح مني؟ أنا عاوزة أكمل!

عز: حرام عليكي يا بنتي، متقطعيش قلوبنا.

كمال: جميلة، اسمعيني كويس، مش إنتي كنتي بتحبي أكمل؟

جميلة: أكمل روحي يا انكل.

كمال: يبقى تساعديني وتنفذي اللي هطلبه منك.

جميلة: إنت إزاي مش زعلان على موت ابنك كده؟

كمال: يعلم ربنا يا بنتي إن قلبي بينزف عليه، لكن لازم أجيب حقه الأول، وبعدها نبقى نقعد نبكي وننوح عليه.

جميلة: طيب، أنا مطلوب مني إيه؟ لو طلبت روحي في سبيل إن حق أكمل يرجع، أنا تحت أمرك.

كمال: يبقى الكل يسمعني كويس...


وبدأ كمال في شرح خطته للإيقاع بـعبدالرحيم ومعه عجور وعصابته.

كمال: أنا أقدر حالًا أستدعي أكبر قوة وأدك الجبل على العصابة ديه، لكن أنا عاوز ألعبهم بطريقتي، وكمان عشان محدش يروح في الرجلين وهو مالوش ذنب.

كمال: وطبعًا بعد ما عياش قالنا كل حاجة على الاتفاق، فأنا هكلّف كل حد فيكم بدور يؤديه.

الكل: تحت أمرك.

كمال: بالنسبة لشمس، إنت وجميلة كده عرفتوا أدواركم، ملك كمان عرفت هتعمل إيه.

كمال: عياش والمدام هيرجعوا بيتهم عادي.

كمال: يلا بينا يا عز عشان ندفن أكمل.

عز: تعالَ يا أدهم.

كمال (لنزار): نزار، إنت هتشيّع في البلد إن حامد...

نزار: يعني؟

عز: أنا عارف هعمل إيه، متقلقش، ربنا يقوينا.

جميلة: سلّملي على أكمل يا انكل.

كمال (ينظر إليها وهو مدمع): حاضر يا بنتي.

جميلة: ثواني يا انكل كمال.

كمال: خير يا بنتي؟

جميلة: طيب، ما تبدّل الخطط؟ وكل ده؟ حضرتك تستدعي قوة كبيرة وتخلّص على كل الأشرار اللي حرّموني من حبيبي، وضربوا أخويا بالنار؟

كمال: انتي عارفة يا بنتي إني أقدر أدك البلد كلها، بس مش عشان ابني راح، تروح كمان أرواح بريئة.

أنا إنسان قبل ما أكون وزير، ومؤمن إن ده عمر ابني... لو كان نايم على سريره، كان برضه هيموت.

جميلة: يعني إيه؟

كمال: يعني أنا كل همي إني أقبض على المجرمين من غير ما أي حد بريء يتأذي.

جميلة: أنا كده فهمت حضرتك.

كمال: كل اللي طالبه منكم، إنكم تدعوا لابني بالرحمة.

الجميع: ربنا يرحمه يا رب.

كمال: يلا يا عز.

ليخرج كمال ومعه عز، ليذهبوا إلى المستشفى ويأخذوا جثة أكمل، ليذهبوا إلى المقابر لدفنه.

وبالفعل يتم دفن أكمل.

عز: حقك عليا يا صاحبي... لو ما كانش أكمل جه البلد هنا... ما كانش... استغفر الله العظيم.

كمال: ده عمره يا عز، وأكيد ربنا ليه حكمة في كده، عشان البلد تخلص من المجرمين دول.

عز: لله الأمر من قبل ومن بعد.

---


ليمر الليل على أبطالنا وهم في حالة حزن شديدة،

أما عبدالرحيم فكان قد جهّز كل شيء، ليأتيه اتصال من سناء:


سناء: جهّزت الفلوس؟

عبدالرحيم: آه، جاهزة... بس تجيبي التليفون اللي عليه الصور؟

سناء: معايا أهو.

عبدالرحيم: ساعة ونتقابل.

سناء: تمام.

لتغلق سناء المكالمة مع عبدالرحيم.


سناء: يلا يا عابد.

عابد: لا، خليكي انتي، أنا هروح لوحدي.

سناء: لازم أكون معاك، عشان أكلّمه طول الطريق، وآخد الحاجة منه.

عابد: مش قولتيله يحطها في صندوق العربية؟

سناء: إنت هتاخدني معاك، بس هتغطي وشك، وتسوق العربية، وأنا هخليه يحط الفلوس في شنطة العربية، وأديله تليفوني البايظ، عشان ما ينفعش يشوفك.

عابد: آه والله... كلامك صح.


#سلوي_عوض

#اوجاع_الماضي بارت 24

لتخرج عليهم الهام:

ـ فيه ايه؟ شكلكم بترتبوا لحاجه ومش عايزين تعرفوني؟

سناء:

ـ اسمعي يا ضرتي وافهمي الكلام زين وعجّليه، احنا هننزل مصر، وعشان ننزل لازم يكون معانا فلوس كتير، نشتري شقه وعفش، ويبقى معانا مبلغ نصرف منه على ولادتك وولادتي، عشان كده أنا وعابد هنجابلوا أبوكي ونجيب منه اتنين مليون.

الهام بطمع:

ـ وايه يعني؟ عابد ليه بتعرفيها يا حزينة؟ ما هي ممكن تعرف أبوها!

الهام له:

ـ طبعًا، من النهارده مصلحتنا واحده.

عابد:

ـ جد ولا هتجولي له؟

الهام:

ـ وحياة ولدي اللي جاي ما هاجوله حاجه، يعني هو نفعني بإيه؟

عابد:

ـ كده تبقي مراتي وحبيبتي.

الهام:

ـ بس خلي بالكم، دي أول دفعه، بعد كده أنا هاجي أقولكم تسحبوا منه إزاي كل شويه.

سناء:

ـ باين عليكي محروجه منه جوي.

الهام:

ـ آه، محروجه جدًا، دي قليلة، عشان هو السبب في كل اللي عملته وفي الآخر ما وقفش جنبي.

عابد:

ـ مش أنا جولتلك من الأول؟ أبوكي كل همه نفسه وبس.

الهام:

ـ خلاص بقى، كل واحد يدور على حاله.

سناء بمكر:

ـ جوليلي بقى ناخد منه فلوس تاني إزاي؟

عابد:

ـ مش وقته دلوقتي، لما نرجعله هنتأخر عليه.

سناء:

ـ اصبر بس، أنا هكلمه وأجوله نخليها بالليل، عشان لما الهام تقوله نزود المبلغ.

عابد:

ـ والله باين عليا متجوز ريا وسكينة.

سناء:

ـ دي الهام دي حبيبتي، ولما تولد هخدمها برموش عيني.

لتتصل سناء بعبد الرحيم:

ـ بجولك، خلي المقابله بالليل، واستنى مني تليفون تاني، وأوعى تتحرك.

عبدالرحيم:

ـ ماشي، لما أشوف آخرك.

سناء:

ـ جولي بقى يا الهام، أصلك أبويا مزور حسابات كتير، وكمان عنده يجي خمسة كيلو دهب، وكمان عامل عمله في عجور، لو عجور عرفها هيخلص عليه.

سناء:

ـ جولي جولي يا وش الخير.

الهام:

ـ اسمعوا، أنا مره كنت ماشيه جنب مكتب جدي وكنت صغيرة، سمعت جدي بيتخانق مع أبويا، وبيقوله: أنا خلاص هبلغ عنك.

أبوي قاله: وأنا عملت حاجه؟

جدي قاله: أيوه، إنت اللي سرقت دهب مراتي، وخليتنا نتهم البت الغلبانة سارة.

أبوي قاله: كدب، محصلش.

جدي قاله: لأ، عزيزة الشغالة شافتك، بس ما قالتش غير بعد ما البت راحت المستشفى.

قاله: آه، سرقت، وتعرف عملت إيه تاني؟

كتلت سارة في المستشفى، عشان عجور ينتقم منك ومن مراتك وعيالك.

جدي قاله: أنا هبلغ عنك الحكومة.

أبوي قاله: والله ساعتها هقتل ولدك ومراتك.

جدي سكت، خاف.

أبوي قاله: إنت ناسي عملت في أمي إيه؟ جبتلها ضرة، وكنت بتعاملها معاملة وحشه، وخدت منها كل دهبها واديته لمراتك.

جدي قاله: محصلش، أقولك الحقيقة؟

أمك كانت خاينة، أيوه، خانتني مع جوز خالتك، وشفتهم بعيني.

أبوي قاله: طول عمرك كداب ومفتري.

جدي قاله: أمك خانتني، وسراجة سرقتني زيك، وكمان كانت عايشة مع جوز خالتك، وفيه اللي ماتت.

وأقولك الكبيرة كمان؟

خالتك وفيه ماتت لما شافتهم مع بعض، ما استحملتش.

تصدق كل ده عشان تبرئ نفسك من اللي عملته في أمي وناسها؟

جدي قاله: أمك وجدك كانوا ناس شر، جدك طول عمره مرابي وفايظلي، وكان يسرق الناس ويرجع يسلفهم بالفايظ.

وهمل خالتك أم عجور عايشة في الفجر هي وجوزها وولدها، بس أنا ربنا كرمني، واديتهم أوضتين عندي في البيت الصغير، لكن أمك طردتهم، ووقفت حال جوز خالتك، وكل ما يروح يشتغل عند حد يمشوه، والناس كانوا فاكرين حالهم بيعملوا كده كرامه ليا.

سناء:

ـ خلصتي؟ ولا لسه في مصايب تاني؟

الهام:

ـ كفايه عليكم كده.

عابد:

ـ يبقى تكلميه دلوقتي يا سناء، وتقولي له على موضوع مرات عجور، وتخليه يخلي المبلغ خمسة مليون.

سناء:

ـ وهو هيرضى؟

الهام:

ـ آه، هيوافق، عشان إنتي هتقولي له إنك هتروحي لعجور، وتاخديه وتروحي لجدي، يا إما تبلغي عليه الحكومة، وهما يعرفوا شغلهم.

سناء:

ـ كده حلو جوي.

سناء:

ـ اتصل دلوقتي.

عابد:

ـ يلا.

وتتصل سناء بعبدالرحيم:

ـ لتقص عليه موضوع زوجة عجور.

عبدالرحيم:

ـ إنتي مين يا بت؟ وعرفتي كل ده منين؟

سناء:

ـ مش سألت قبل كده؟ ها، هتجيب الخمسة مليون ولا أبلغ الحكومة؟ وقبل الحكومة أبلغ عجور؟

عبدالرحيم بخوف:

ـ خلاص، هجهزهم.

سناء:

ـ أيوه كده، إنت كده تعجبني.

ـ هقابلك في الليل على الساعة 12.

عبدالرحيم:

ـ هستنى تليفونك، وهقابلك فين؟

سناء:

ـ على أول الطريق الزراعي.

عبدالرحيم:

ـ كده تمام.

ويقفل التليفون، ويقول في نفسه:

ـ طيب، جيتي لجضاكم.

أما في منزل الحج حامد:

كمال بحزن:

ـ خلاص، هنبدأ الخطه، اعتمادي على الله وعليكم يا أولاد.

شمس:

ـ تحت أمر حضرتك.

كمال:

ـ الأمر لله يا ابني.

جميلة:

ـ لازم ننتقم لأكمل ولمراتك يا شمس.

صافيه:

ـ خلي بالكم على نفسكم يا أولادي.

جميله:

ـ ادعيلنا يا عمتي.

إكرام:

ـ أنا عاوزه أقول حاجه...

عبدالكريم طلع متجوز عليا عواطف.

نزار:

ـ انتي عرفتي يا عمتي؟

شمس:

ـ هو إنت كنت عارف؟

نزار:

ـ والله يا شمس أنا لما روحت أقول لعمي عبدالكريم يذيع في الميكروفون عن موت روضه، شفتهم ف موقف يعني...

وهو قال لي إنه من حقه يتجوز ويخلف.

إكرام:

ـ بس عبدالكريم مبيخلفش.

عز:

ـ بتقولي إيه؟

إكرام:

ـ آه والله، عبدالكريم عقيم، وأنا خفت أقوله عشان ماكسرش نفسه.

شمس:

ـ لازم عواطف دي تيجي هنا ونعرف منها إيه القصه.

أدهم:

ـ ممكن عمي كمال يكلم ظابط القسم يخليهم يقبضوا عليها.

شمس:

ـ بتهمة إيه؟ عشان اتجوزت جوز عمتك يعني؟

نزار:

ـ أنا فهمت، عمتي قصدها إن في حاجه ورا الموضوع ده.

الجد:

ـ أنا قلبي بيقولي إن عبدالرحيم ورا كل المصايب.

إكرام:

ـ هو عبدالرحيم، مفيش غيره.

كمال:

ـ شمس، أنا عاوز البلد كلها تعرف إنك عملت مشكله مع جدك وعمك عز، وإنك مش هتسكت، لأن جدك هيكتب الورث باسم عمك.

شمس:

ـ حاضر.

عز:

ـ قصدك إيه من كده يا كمال؟

حامد:

ـ اسمحلي أتكلم يا عمي.

كمال:

ـ قول يا ابني.

حامد:

ـ عمي كمال قصده إن عمي عبدالرحيم لما يعرف كده، وإن شمس عمل مشكله مع جدي ومعاك يا بابا، ساعتها هيعمل نفسه واقف مع شمس ضدنا.

كمال:

ـ برافو عليك، هو ده قصدي.

وكمان زي ما قولنا، بعد الشر يعني عنك يا حامد، إنك عز فعلاً، بكرا هنخلي حد يذيع في الجامع إن حامد وأكمل يعني ربنا يرحمهم.

حامد:

ـ وبكده نقدر نقبض على المجرمين كلهم.

لينظر إليه شمس بحزن:

ـ حامد، سامحني يا شمس، بس عمي يعني...

شمس:

ـ أنا عارف، هو يستاهل أي حاجه تعملوها، لأنه هو السبب في كل المصايب دي، بسبب إيه؟ مش عارف.

الجد:

ـ هو كده يا ابني، طول عمره شراني.

نزار:

ـ هنعمل إيه بس؟ ده أبونا، ومش هنقدر ننكر ده.

الجد:

ـ إنتوا ولادي، أنا اللي ربيتكم وكبرتكم، هو خلف بس.

شمس:

ـ مش وقته دلوقتي يا نزار.

نزار:

ـ حاضر يا شمس.

الجد:

ـ بت عمك يا شمس؟

شمس:

ـ متخافش يا عمي.

جميله:

ـ إنت لسه فاكر إني كنت السبب في موت مراتك؟

شمس:

ـ له يا بنت عمي، روضه كانت طيبه، والهام استغلت طيبتها.

كمال:

ـ أهم حاجه يا أولاد تتقنوا أدواركم كويس.

شمس:

ـ أنا هتصل بأبوي وأقوله إنه كان عنده حق في كل حاجه كان بيعملها.

الجد:

ـ يارب بس يصدقك، حاكم أبوك دلوقتي... يلا، هجول إيه بس؟

حامد:

ـ بعد إذنكم، أنا لازم أشارك معاكم، مش هقعد كده، حاطط إيدي على خدي.

عز:

ـ بس مجروح يا ابني، حامد اللي راح ده أخويا.

كمال:

ـ أنا مقدر مشاعرك يا ابني، بس جرحك لسه عليه وقت.

حامد:

ـ وأنا مش هغير كلامي.

شمس:

ـ خلاص، سيبوه.

حامد:

ـ أول حاجه، إعلان وفاتي، مافيش منه فايده، لأني بصراحه شفت القاتل.

كمال:

ـ إنت متأكد إنك شفته؟

حامد:

ـ وأقدر أطلعه من وسط مليون.

الجد:

ـ عبدالرحيم؟

ولدي مش كده؟

حامد:

ـ لأ يا جدي، مش هو.

الجد:

ـ إزاي يعني؟ مش هو؟

محدش يتجرأ يعمل كده غيره!

لو بتداري عليه عشان خايف أزعل، أنا بقولك عبدالرحيم هو القاتل.

حامد:

ـ أقسم بالله مش هو يا جدي.

شمس:

ـ هيكون مين طيب... لو مش هو؟

نزار:

ـ ما يمكن نكون ظالمين أبوي؟

الجد:

ـ ياريت يا ولدي، نفسي أكون أنا اللي ظالمه، فاكرين يعني إن قلبي مش واجعني عليه؟

مهما عمل، بردك هو ولدي...

بس هقول إيه؟ شيطانة راكباه وسايجاه.

عز:

ـ حامد، بما إنك يا ابني شفت القاتل، أرجوك احسم الجدل ده، مش عايزين نظلم أخويا.

ممكن توصفلنا القاتل؟

حامد:

ـ هو شكله حاد جدًا، ورفيع، وطوله وسط، وسوري يعني وشه رفيع.

شمس:

ـ لو وريتك صورته، تعرفه؟

حامد:

ـ بقولك أطلعه من وسط مليون.

شمس يفتح تليفونه بقلب جامد، ويفضل يقلب في الصور اللي عليه،

ليأخذ حامد التليفون ويقلب فيه... لحد ما يشوف صورة عجور.

حامد:

ـ هو ده! ده القاتل! وربي ما هرحمه.

شمس:

ـ وريني كده؟

حامد يشاور:

ـ شوف، هو ده.

شمس:

ـ أنا قلبي كان حاسس... عجور؟

يا جد، عجور هو الجاتل!

الجد:

ـ ما رحناش بعيد... عجور!

واد خاله عبدالرحيم، وطول عمرهم محراك شر.

كمال:

ـ مين عجور ده؟

الحج حامد:

ـ عجور ده يبقى ولد ليل، وسراج، وجاتل، وفيه كل العبر، هو وعبدالرحيم راسين في طاجن.

عز بحزن:

ـ كان نفسي أخويا يكون مظلوم... الأب هو اللي ظلم نفسه يا ولدي.

حامد:

ـ بعد إذن حضرتك يا عمي، أنا لازم أتحرك وأقيض عليهم.

كمال:

ـ اهدى يا ابني.

شمس:

ـ هو كده، الخطه هتتغير.

كمال:

ـ شوية تعديلات بسيطة.

حامد:

ـ طيب... ومصير ملك إيه؟

نزار:

ـ أش معنى يعني بتسأل على ملك؟

حامد:

ـ لابس عشان حرام تتأذي، وهي ملهاش ذنب في حاجه.

جميلة:

ـ وأنا يعني كان ليا ذنب لما يقتلوني ويحرموني من حبيبي؟

شمس:

ـ كلنا في الهوا سوا...

شمس:

ـ ما أنا كمان خدو مني مراتي، وحرموني أنا وولدي منها.

جميلة:

ـ طيب، هما ذنبهم إيه؟ يقتلوهم ليه؟ بدم بارد؟

كمال:

ـ الطمع عماهم.

شمس:

ـ عن إذنكم، أنا مصدّع وعاوز أريح.

الجد:

ـ مالك يا شمش؟ فيك إيه؟

شمس:

ـ جُول... مفيّاش إيه يا جد؟

شمس بقى جسم من غير روح...

شمس بقى عايش ميت.

الجد:

ـ روح ريّح يا ولدي.

ليسيبهم شمس ويطلع على جناحه، ويشوف قدامه صورة ليه هو ومراته وابنه.

شمس (محدثًا الصورة):

ـ كده بردك يا روضه؟ تفوتينا وتمشي؟

قلبي وجعني جوي عليكي...

بس وغلاوتك ف قلبي، لَأندم اللي عمل كده، ولَأحسره على أعز ما ليه...

ليغمض شمس عينيه وينام.

أما سناء، فها هي تتصل بعبدالرحيم.

عبدالرحيم:

ـ أنا جهزتلك المبلغ.

سناء:

ـ وأنا جاية في الطريق عليك.

عبدالرحيم:

ـ أهم حاجة التليفون.

سناء:

ـ معايا، متخافش، أول ما العربية توقف هتلاقي فيه التليفون في الصندوق...

حُط شنطة الفلوس وخد التليفون.

عبدالرحيم:

ـ تمام، أنا ساعة وتلاقيني في المكان.

سناء:

ـ وأنا بردك جربت.

لتغلق سناء الهاتف مع عبدالرحيم.

سناء:

ـ ياله يا عابد.

عابد:

ـ ياله بينا.

الهام:

ـ وأنا بقى هعملكم أكل زين، عشان نحتفل بالمبلغ اللي جاي.

سناء:

ـ طبعًا هنحتفل، يا وش الخير كله.

عابد:

ـ خلصي يا سناء.

لينزل عابد ومعاه سناء في طريقهم لعبدالرحيم.

عابد:

ـ إنتي صح، هتدي الهام من الغلة اللي جاية؟

سناء:

ـ أول مرة بس...

وكل ما نعرفه منها سر عن عبدالرحيم، ندوها مليمين...

وبعدين، إنت ناسي إنها متقدرش تغدر بينا؟

يعني في الآخر كله لينا، وهنهملها، وننزل مصر لوحدنا، وتبقى تدور علينا!

عابد والله انتي ام التفانين

سناء هات التلفون اما اكلم الكلب ده واشوفه فين

لتتصل سناء

عبدالرحيم فينك

عبدالرحيم انا واجف اهه

سناء وانا داخله عليك

عربيه بيضا نص نجل عليها صندوج ازرج

عبد الرحيم شقتك اهه جربي شويه

ليقترب عابد

سناء حط الشطنه ف العربيه ياله

عبدالرحيم بس كده من عيني

سناء هتلجي التلفون مرمي

حط الشنطه وخده

عبدالرحيم خليكي واجفه لما احط الشنطه

وهنا يضع عبدالرحيم الشنطه

ثم يشعل النار

لتحترق العربه

ويحترق أيضا عابد ومعه سناء

ليضحك عبدالرحيم

جال عاوزين مني فلوس

جال انا عرفت أن كل ديتي تخطيط عابد الكلب

عشان كده حطيت بنزين ف الشنطه بدل الفلوس

ياله جهنم مستنياك يا جوز بتي


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي 

بارت 25

عبدالرحيم بعد ما اشعل النيران ف العربه ظل ينتظر حتي التهمت النار كل شيء وبما إن الليل قد انتصف والمكان برضو شبه مقطوع، قال عبدالرحيم ف نفسه: لسه أمه مفكرتش تتجوز أبوه، اللي يضحك على ده يضحك على بلد بزييها، امشي انا بجا واروح، أكن ف مكان، أحسن حاجه اروح بيت نسايبي الجداد.

ونسيب عبدالرحيم بشره ونروح لمنزل الحج حامد، وبالتحديد في جناح شمس، نلاقي شمس غارقا ف النوم، وبيحلم بزوجته.

توقظه من النوم:

روضه: شمش، يا شمش، جوم، اجعد معايا، اتوحشتك جوي.

شمس بفرحه: روضه، حبيبتي ونور عيني، انتي هنا جنبي صح؟

روضه: آه، أنا جارك اهو.

شمس: الله، ايه التوب الجميل اللي انتي لبساه ده؟

روضه: عجبك يعني؟

شمس: طول عمرك عجباني، يا ياجلب شمش وروحه.

روضه: أنا ليا عندك طلب، يا شمش.

شمس: من عيني.

روضه: كفاياك حزن عليا، أنا الحمد لله زينه وزينه جوي كمان، أنا ف جنة ربنا الواسعه، ربنا رحمني من ظلم البشر وخدني لجنته، صدجني أنا مبسوطه ومرتاحه، لكن اللي واجعني حزنك عليا، يا شمشي.

شمس: مش بيدي، يا بنت جلبي.

روضه: شوف حالك، يا شمش، فكر ف حكمه ربنا، فكر ف حكمه ربنا، نصيبك الجديد جارك، هتحبك وتحافظ عليك، انته وحامد الصغير، نصيبك من دمك وجريبه منك.

شمس: أنا ما كنتش عاوز من صنف الحريم غيرك انتي، يا روضه.

روضه: وأنا خلاص، يبجا تفكر ف نصيبك وف حكمه ربنا.

شمس: جصدك ايه؟

روضه: جرب منيها، خفف عنيها، هيّا ملهاش ذنب ف اللي جرالي، أنا جولتلها متأخر جوي، خليها جارك، لو عاوز تفرحني خليني أطمن عليك وانته جارك، مع السلامه يا شمشي.


شمس يستيقظ:

شمس: روضه؟ يا روضه، روحتي فين؟

ثم يتذكر: استغفر الله العظيم، أنا كنت نايم وبحلم بيها، اتوحشتها جوي، يارب صبر جلبي على فراجها، اجوم أتوضى وأصلي ركعتين لله وأنزل اجعد ف الجنينه.

لينظر ف ساعته: يا ااه، الساعه تنين بعد نص الليل.

ليقوم شمس ليتوضا.


أما عياش، يلاقي تليفونه بيرن، يلاقي المتصل عبدالرحيم.

عياش بخوف: عبدالرحيم بيتصل دلوك، ليه ديتي؟

فضيله! جومي يا فضيلة، صحي بتك، عبدالرحيم بيتصل!

فضيله: متردش عليه، لما نشوف الجماعه هيجولنا ايه.

عياش: طاب، روحي خلي ملك تكلم شمش بيه ولا الحج الكبير.

فضيله: حاضر.


لتروح فضيله إلي جناح البنات:

فضيله: ملك، ياملك!

ملك: نعم يا ماما، فيه ايه؟

فضيله: عبدالرحيم شغال بيرن على أبوكي.

جميله: في حاجه يا طنط؟

ملك: عمك بيتصل على بابا.

جميله: ثواني، هروح أشوف انكل كمال.

لتروح جميله إلي جناح والدها وتلاقيه مستيقظ هو وكمال.

جميله: انكل كمال، اللي اسمه عبدالرحيم ده بيرن على بابا كتير.

كمال: خليه عياش يجيلي هنا.

جميله: حاضر.

جميله: روحي يا ملك، خلي باباكي يكلم انكل كمال.


وبالفعل، تروح ملك لعياش:

ملك: الوزير عاوزك.

عياش: استرها يارب.

ليروح عياش لكمال: حضرتك عاوزني؟

كمال: عبدالرحيم رن عليك كام مره؟

عياش: تلت مرات.

كمال: انته هترد عليه وتقوله إنك كنت نايم ومسمعتش التليفون عشان عندك برد.

عياش: حاضر.

كمال: كلمه وافتح الاسبيكر.


ليتصل عياش بعبدالرحيم، ممثلا النوم:

عياش: حجك عليا يا بيه، كنت نايم عشان داخل عليا دور برد.

عبدالرحيم: له، سلامتك يا أخواي، اسمع، بكره أنا جاي اجعد مع عروستي.

عياش: محضرتك عارف إنها ف بيتكم.

عبدالرحيم: عارف، خلي أمها تشيعلها حد.

عياش: كيف طيب؟

عبدالرحيم: خلاص، اتصلوا بيها، خليها تاجي على بيتكم.

لينظر عياش إلى كمال نظره معناها "أعمل ايه؟"، ليهز كمال رأسه بالموافقة.

عياش: حاضر، هتاجي نا ميته.

عبدالرحيم: أجي وجت ما أجي، ياك؟ هاخد الإذن منيك؟

عياش: العفو يا بيه، جصدي عشان نجهز له غدا محترم يليق بحضرتك.

عبدالرحيم: على بعد الضهر كده، ياله غور، كلت مخي.

ليقفل عياش مع عبدالرحيم.


يتكلم مع كمال:

عياش: هنعمل ايه يا باشا؟

كمال: اللي اتفقنا عليه، عز، لو سمحت، خلي عربيه توصلهم.

عز: هوديهم أنا، عشان محدش يحس بحاجه.

عياش: عن إذنكم، أخليهم يجهزوا.


ليروح عياش لزوجته:

عياش: ياله يا فضيله، جهزي حالك عشان هنمشو.

حامد: لو سمحت يا عمي، كنت عاوز أتكلم مع ملك.

كمال: طيب يا ابني.

حامد: أنا هنزل الجنينه، وهاخدها تقعد معايا عشان افهمها شويه حاجات.

عز: هتقدر تنزل يا ابني؟

حامد: اطمن يا بابا، ده جرح بسيط، الجرح الأصعب هو اللي ف قلبي على موت صاحب عمري.

كمال: هنجيب حقه، وهنريح الناس من الشر ده.

حامد: عن إذنكم.


ليروح حامد لملك، وياخدها وينزلوا الجنينه.

حامد: حضرتك كنتِ عاوزاني ف ايه؟

حامد: شوفي يا ملك، أنا احترمتك جدًا لما مرضتيش تشاركي ف خطه وضيعه...

حامد: شوفي يا ملك، أنا احترمتك جدًا لما مرضتيش تشاركي ف خطه وضيعه.

ملك: صدقني حضرتك، أنا عمري ما آذيت، أنا أملي ف الحياه إني أعيش زي باقي الناس.

لما والدي توفي، سابني أنا وأمي من غير ولا مليم، لكن أهل الخير كانوا بيساعدونا، وكتر خيرهم طبعًا، بس مافيش حد بيساعد حد طول العمر.

أمي اضطرت تشتغل، وعشان هي مش متعلمه اشتغلت ف مصنع، كانت بتسيبني طول اليوم، وكنت بقعد لوحدي، ويادوبك اللي كانت بتقبضه كان بيكفينا، بس أصرت تدخلني المدارس.

لغاية ف يوم، كنت راجعه من المدرسه فرحانه عشان نجحت بتفوق ف الإعدادية، لقيت أمي بتقول لي إنها هتتجوز، وهنسافر الصعيد، عشان قريب صاحب المصنع شافها وعجبته، وعاوز يتجوزها، وهيخليني أكمل تعليمي، وماكنّاش نملك حق الرفض عشان ظروفنا.

وفعلًا، أمي اتجوزت عياش، وجينا هنا الصعيد.

بصراحه، كان بيعاملني كويس أوي أنا وأمي، وماكنش بيحرمنا من أي حاجه، ودخلني المدرسه الثانوية، وخدت الثانوية، ودخلت كلية فنون جميلة.

بس بعد كده، بابا عياش، أنا كنت بقوله يا بابا، بدأ يتغير، وبقى مصاحب اللي اسمه عجور ده، وبقى ييجي يسهر معاه ف البيت، وكانوا بيشربوا مخدرات، لغاية ما ف يوم، عجور ده جاه عندنا ومعاه عبدالرحيم، وحصل اللي قولتلكم عليه كله.


حامد: ملك، هو انتي مرتبطة؟

ملك باستغراب: لاء، مش مرتبطة.

حامد: أنا مش عارف أنا سألت السؤال ده ليه... بس ممكن أطلب منك طلب؟

ملك: تحت أمر حضرتك.

حامد: أولًا بلاش حضرتك، ثانيًا، عاوزك تحافظي على نفسك وتخلي بالك منها...

هقولك رغم إنه مش وقته ولا مكانه، بس أنا جوايا مشاعر جميلة ليكي، وأتمنى تبادليني زيها.

لتبتسم ملك: حامد، أقدر أقول إن قلوبنا على خط واحد؟

ملك: تقريبًا كده.


حامد: هاتي موبايلك، أسجلك رقمي، ودائمًا طمنيني عليكي، ومتخافيش، طول ما أنا موجود، محدش يقدر يمس منك شعره.

ملك: ممكن أطلب منك أنا طلب؟

حامد: أوى أوى.

ملك: بابا عياش طيب أوي... ياريت يعني بلاش تأذوه.

حامد: اطمني، هو دلوقتي شاهد.

ملك: يعني براءة؟

حامد: براءة.

ملك: شكرًا ليك، طمنت قلبي عليه.

حامد: انتي جميلة أوي يا ملك.

ملك بكسوف: ميرسي أوي.

حامد: طيب، ياله، اطلعي عشان تجهزي وتمشوا.

ملك: حاضر.

حامد: هستناكي تكلميني.

ملك: هديلك التقارير أول بأول.

لتتركه ملك وتدخل المنزل.

حامد يحدث نفسه: إيه اللي أنا قولته ده؟ بس أنا فعلا حاسس ناحيتها بإحساس جميل أوي... فعلا ملك هي اللي حرّكت مشاعري ودخلت قلبي... إيه ده؟ أنا بقول إيه... أنا هطلع أحسن أنام.


أما شمس، قد أنهى صلاته، ليحدث نفسه:

شمس: أنا هنزل اجعد تحت، بس يارب الواد ما يجلجش.

ليضع شمس الغطاء على الطفل، ويتركه، وينزل إلى الأسفل.

شمس: هعمل كبايه شاي، على الله الصداع يروح مني.


وكانت جميله بتودع ملك.

جميله: خلي بالك من نفسك يا لوكا.

ملك: هتوحشوني أوي.

جميله: شكلنا كده هنبقى قرايب.

ملك: إيه؟

جميله: لاء، مافيش.


لتسمع جميله صوت صراخ الطفل حامد.

لتروح جميله إلى جناح شمس وهي تطرق الباب، ولكن لا أحد يفتح.

بتدخل جميله لتلاقي الطفل بيبكي بخوف.

جميله: مالك يا حبيبي، فيك إيه؟

الطفل: أنا جومت أشرب، ملجيتش أبوي، هو أبوي مات هو كمان؟ وسيبني زي أمي؟

لتحتضنه جميله بحنان.

جميله: لاء يا حبيبي، بابا ممكن يكون هنا ولا هنا، اطمن، بابا كويس وبخير.

حامد: طيب، خليكي جاره.

جميله: حاضر.

حامد: ممكن تجوليلي حدوته؟

جميله: حاضر.

لتبدأ جميله تحكي حدوته للطفل حامد، ليحضنها الطفل:

الطفل: خليكي نايمه جاره.

جميله: مينفعش، عشان باباك.

الطفل: عشان خاطري، أنا خايف جوي.

جميله: خلاص، حاضر يا سيدي، ياله نناموا بجا.

وفعلًا، تنام جميله بجانب الطفل حامد، ليغلبها النعاس وهي جانب الطفل.


وبعد نص ساعه، شمس محدثًا نفسه:

شمس: أنا هطلع أنام أحسن، جائز روضه تاجيني تاني ف المنام.

وهنا يدخل شمس المنزل، ويصعد إلى جناحه، ويدخل، ثم ينظر إلى السرير:

شمس: مين اللي نايم جار ولدي؟

ليقترب شمس من السرير، ويرفع الغطاء، ليرى جميله محتضنه ابنه وغارقين ف النوم.

شمس: إيه اللي نوم البت ديه هنا؟ وكمان حاضنه ولدي كأنه ولدها، وهيّا أمه ليهم؟


ليوقظها شمس:

شمس: جميله، يا جميله، إيه اللي نومك هنا؟ جومي، روحي الجناح بتاعكم.

لتستيقظ جميله: آسفه، معلش، نمت غصب عني، أنا هقوم حالا.

لتتحرك جميله من جانب حامد، ليشعر بها الطفل، ويحس بالفزع:

الطفل: لاااه، خليكي جاري، متسبنيش زي روضه، أمي، حنّي عليكي، خليكي جاري.

ليحس شمس بالحزن على طفله.

شمس: خلاص، خليكي جاره، أنا هروح أنام جار أمي.

جميله: شويه بس، يروح ف النوم وهقوم على طول.

شمس: له، خليكي براحتك.


ليخرج شمس من جناحه، متجهًا إلى جناح والدته، ليلاقيها مستيقظه.

صافيه: خير يا ولدي؟ هملت مكانك وجيت هنا ليه؟

شمس: أصل يعني، نزلت الجنينه، ورجعت، لجيت جميله نايمه جار حامد ولدي، وهو مراضيش يسببها، وكمان بيجولها "يا أما".

صافيه: والله، انته وجميله وولدك صعبانين عليا، بس حكمه ربنا حب يطبطب على جلب اليتيم، وحال البنيه الغلبانه ديه، وعليك انته كمان.

ليسرح شمس في حديث والدته.

شمس: تعرفي يا أما؟ إن روضه جاتني ف المنام، وجالتلي نفس الكلام.

صافيه: سبحان الله.

شمس: هنام أنا جارك يا أما.

صافيه: تعالي جاري زي زمان، يا جلب أمك، وعوضها ف الدنيا ديه.


ليتذكر شمس طفولته:

شمس: فاكره يا أما؟ لما كتي تنيمني أنا ونزار جارك، وتحكي لنا حواديت كتي، توكلينا جبل ما تاكلي، ووجفتي انتي وجدي ف وش أبوي عشان تعلمينا، وخليتيني بجيت مهندس كبير.

ولما جولتلك إني حبيت روضه، فرحتي جوي، وكتي بتعامليها ولا كأنها بتك.

صافيه: عالم ربنا يا ولدي غلاوتها ف جلبي، بس أجولك يا شمش، الحي أبجي من الميت، شوف حالك يا ولدي، لساتك شباب، وولدك محتاج أم تاخد بالها منيه، وانته محتاج مرا توجف جارك ف حياتك، وتجسم معاك العفش جبل الزين.

شمس: وروضة يا أما؟

صافيه: روضه، الله يرحمها، ف جنته، أنا عارفه وحاسه بجهره جلبك عليها، وعارفه إنها حب عمرك كله، بس ربنا خلق نعمة النسيان، ولو البكا طول العمر هيرجع الغاليين، كنا نجعدوا نبكوا طول العمر.

شمس: كلامك صح يا أما، خليني أنعس بجا.

صافيه: أنعس يا ولدي، ربنا يصبر جلبك ويبرد نارك.


أما عند الهام، نلاقي إن الهام قد أعدت الطعام، ووضعته على السفره.

الهام: اتصل بجا بعابد، عشان ياجي هو والمغدوره، يا كلولهم لجنه.

لتتصل الهام بزوجها، ولكن الهاتف مغلق.

الهام: ياترى التليفون مجفول ليه؟ ربنا يستر عليك يا عابد، جلبي متوغوغش جوي، استرها يارب، مش معجوله أبوي يديهم الفلوس بالساهل كده، أنا عارفه ألاعيب أبوي كلها، أنا أحسن اتصل بيه.


لتتصل سناء:

سناء: عبدالرحيم.

عبدالرحيم: عاوزه ايه يا وش النصايب؟

سناء: بطمن عليك يا أبا.

عبدالرحيم: بتطمني عليا ولا على الملعون جوزك؟ على العموم، البجيه ف جوزك، واللي كانت معاه، أنا ولعتلك فيهم.

سناء: يا نصيبتي السوده، انته ايه اللي عملته ديه؟ يتمت عيالي!

عبدالرحيم: طاب ما انتي يتمتي ولد أخوكي، وجتلتي أمه، ولا هو زين ليكي، وعفش لغيرك؟

سناء: والله ما هاسكت، وهوديك ف داهيه!

ليضحك عبدالرحيم: يبجا زي ما خلصت على جوزك واللي كانت معاه، أخلص عليكي وعلى عيالك، سهله جوي، الهاك، أجتل بتك، واجتل أبوي لو هيضر مصلحتي، غوري بجا، جاتك الهم.


الهام: أعمل بس ياربي؟ وأسوي ايه؟

لتشعر الهام بألم الولاده.

الهام: يا مري! بايني بولد! يا مري! معاييش حد!

لتخرج الهام وهي تصرخ:

الهام: الحجوني يا ناس! بولد! حد يغييتني! يا خلج هووه!


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي 

بارت 26

الهام: وهنا تصرخ من شده الالم

السيده: فيكي ايه يا خيتي ومين انتي

الهام: انا مرت عابد الاولانيه الحجيني انا بولد

السيده: امال فين سناء

الهام: راحت مع عابد البيت بتاعي عشان يجيبولي حاجات من هناك

السيده: طاب تعالي اوديكي المستوصف

الهام: اه اعملي معروف بس لو عنديكي حد يخلي باله علي بناتي

السيده: خليهم يجعدو مع مرت ولدي ياله تعالي

الهام: (تصرخ صرخه شديده)

السيده: صلاه النبي ولدتي يا بتي حمدالله علي السلامه واد يا بت

الهام: بفرحه واد

السيده: هنده علي مرت ولدي تيجي تجطعلك الخلاص وتشيل الواد

الهام: بتعب كتر خيرك

السيده: هما ناسك فين باين عليكي من بلدنا

الهام: اه انا من البلد بس ناسي سافرو مصر عشان عندينا حاله وفاه

السيده: انا هعملك حاجه سخنه تجوتك علي ما مرت ولدي تطبخلك فروجه حاكم العيل ينزل من هنا وتاكلي فروجه تسند جلبك مكانه علي طول

الهام: دخليني جوه بس

الهام: هاتي الشنطه بتاعتي ديه يا خاله

الهام: بتعب خدي يا خاله هاتي لبس لولدي وهاتي وكل ليا وللبنته وهاتي الواد ارضعه لبن السرسوب

السيده: خدي الواد اهه

السيده: هاتيه اوديه للدكتور مدام مراضيش يرضع

الهام: ينفع تجيبي الدكتور هنا

السيده: بس هياخد فلوس كتير

الهام: مش مهم بس اعملي معروف خليكي جاعد ه معايا

السيده: بس اصلي هعمل وكل

الهام: له هنشيعو نجيبو وكل جاهز

السيده: منين بس يا بتي ده احنا عايشين يادوبك علي الكد

الهام: افتحي التلاجه مليانه وكل خدي منيها اللي عاوزاه واجعدي معايا اخدميني وكله بحسابه بدل ما اجيب حد غريب انتي أوله

السيده: انا اخدمك بعيوني

الهام: شطفي الواد وغيريله

السيده: تعالي يا جدم السعد

السيده: الحمدلله لبس واد ولدي نفع اهو تعالي اوديك لامك

السيده: ايه ديتي الواد شكله غريب جوي وانا مالي دلوك الدكتور ياجي ويكشف عليه

الطبيب: فين الوالده

السيده: اهي جوه ف الاوضه بس امانه عليك شوف الواد ديتي حساه شكله غريب جوي

الطبيب: هاتيه كده

الطبيب: لا حول ولا قوه الا بالله الطفل ديتي مش طبيعي لازم يروح المشتشفي

السيده: طاب حضرتك اكشف علي أمه وجولها

الطبيب: ديه عنديها حمي نفاس لازم بردك انجلهم المشتشفي حضرتك تجربيلها

السيده: له انا جارتها

الطبيب: انا هطلب الإسعاف فورا

الهام: بتعب خلي بالك من بناتي

السيده: ف عيني

الهام: لو جرالي حاجه وديهم بيت جدي الحج حامد المحمدي وجوليلهم يسامحوني

السيده: بعد الشر عليكي يابتي

الطبيب: الطفل ديتي عنديه مرض التقزم وكمان نازل كفيف يعني هيعيش طول عمره كفيف

طبيب آخر: وحاله الام

الطبيب: الام حالتها بتتحسن وممكن تخرج بكره بس لازم تعرف حاله ولدها

الطبيب: احنا هنبلغها بس بكره خلي الطفل ف الحضانه

الممرضه: حاضر يادكتور

طبيب آخر: هنكتب ف الكشف اسم مين

المسعف: مش عارف الست اللي هناك كانت بتجولها الهام

الطبيب: طاب مافيش معاها بطاقه أو أوراق تثبت هويتها

المسعف: للاءسف له

الطبيب: خلاص خلاص خليها علي مسؤوليتي الشخصيه

المسعف: ربنا يكرمك يا دكتور

الطبيب: خلي الممرضه تتابع حالتها ولما تتحسن حالتها نكتبلها علي خروج

عوف: يااما فين الغدا

ام عوف: معملناش كنا مشغولين مع جارتنا

عوف: جاره ايه وزفت ايه انا جعان

نوال: اسكت بجا ده جارتنا ديه مرت عابد الجديمه وباين عليها راجده علي كنز

عوف: بطمع وهيا فين ديه

نوال: ولدت وراحت المشتشفي وسابت بناتها معانا وجالت لامك لوجرالها حاجه تودي البنته عند بيت جدها

عوف: تخبر مين

نوال: مين يعني حامد المحمدي

عوف: هو والله

نوال: بتجوللي ايه ده راجل مليونير

عوف: طاب هو عابد فين هو وسناء

نوال: منعرفش حتي هيا اتصلت عليه لجيت تلفونه مجفول

عوف: بطمع شكلنا كده هيبجالنا من الحب نايب

نوال: جصدك ايه

عوف: جصدي أن طاجه الجدر هتتفتح لينا

نوال: طاب لو عابد جيه

عوف: اسكتي بجا

ام عوف: ديه جالتلي لو جرتلها حاجه اجول لجدها يسامحها

عوف: اكيد عملت مع ناسها حاجه عفشه جوي

بسمه: الله يرحمك يا خيتي فوتيني ومشيتي

بسمه: بس متجلجيش علي ولدك انا هخلي بالي منه واحطه ف عيني

ادهم: بسمه في حاجه

بسمه: يا ادهم

ادهم: انتي هتفضلي كده كتير حزينه وشارده

بسمه: بحزن ولو محزنتش علي خيتي هحزن علي مين

ادهم: صلي وادعيلها

بسمه: حاضر

ادهم: ارجوكي يا بسمه انا قلبي واجعني عليكي

ادهم: فين بسمه المشاغبه اللي كانت بتفرح قلبي كل مبشوفها

بسمه: اللي حصل مش هين

ادهم: روضه ف احسن مكان ف الدنيا

بسمه: اكيد طبعا

ادهم: طاب انا جعان ومش هااكل الا لو كلتي معايا

بسمه: مليش نفس والله

ادهم: قولنا ايه

بسمه: طاب انا هحضرلك تاكل انته

ادهم: خلاص مش واكل

بسمه: خلاص هاكل معاك

ادهم: ايوه كده

بسمه: تفتكر يا ادهم أن شمش ممكن ينسي روضه ويعيش حياته

ادهم: هقولك حاجه

ادهم: اكبر مصيبه ف حياتنا هو الموت

ادهم: بيبدء كبير اوي لكن مع الوقت صدقيني بننسي

ادهم: والا لو كان كل حد فينا ماتله ميت حزن عليه وعاش طول موقف حياته علي كده

ادهم: الحياه مش هتستمر

ادهم: وبعدين ده كده بيبقا اسمه اعتراض علي أمر الله

ادهم: واحنا لازم نسلم باءمر الله

بسمه: ونعم بالله ربنا يدينا كد غلاوتها صبر

ادهم: ايوه كده

بسمه: طاب ياله عشان ناكلو


عوف: متسكتي العيله دول بدل ما اجوم اموتهم

نوال: تموت مين ده دول هيكونو وش علينا

عوف: اه والله كلامك صحيح بس وجعولي مخي وانا لسه ما اطتبحتش

نوال: لسه بردك الزفت اللي بتاخده

عوف: اسكتي لاجوم اكسر راسك

نوال: له وعلي ايه

ام عوف: بجولك ايه يا عوف عاوزين ناخدو الهام ديه تحت جناحنا

نوال: يا سلام طاب وعابد

عوف: عشان تعرفي انك بهيمه شكل عابد مش راجع تاني او جرتله حاجه

نوال: وعرفت منين يا آخر صبري

عوف: عشان هيا جالت لامي لو جرالي حاجه تودي البنته بيت جدها وتجولهم يسامحوها

عوف: ليه مجالتش لما عابد ياجي خليه ياخدهم

نوال: والله باين عليك بتفهم شكله المدعوج اللي بتشربه فتح مخك

عوف: طاب روحي بجا اشتريلي علبه سجاير خليني الفلي سجارتين وامخمخ

ام عوف: انته لازم تروح المشتشفي وتوجف جارها

نوال: نعم يا اختي جصدك ايه

ام عوف: جصدي كل خير

ام عوف: البت لما تفوج وتلجاه فوج رأسها وجتها

ام عوف: تعرف ان واجف جارها وتبجا ف يدنا زي العجينه

عوف: والله طلعتي بتفهمي يا اما

عوف: هو انتي بتشربي معايا ولا ايه

عوف: بس لازم انتي تاجي معايا

عوف: هيا متعرفنيش وتعرفيني عليها علي اني ولدك الصغير ومش متجوز

نوال: بتجول ايه انته

عوف: بس يابت خليني اخطط

نوال: يعني انا صابره عليك غلب

عوف: كل عشانك انتي وولدك

نوال: اما نشوف اخرتها معاك انته وامك اي

عوف: اخرتها خير وهلبسك الدهب واسيغك

نوال: بطمع ايوه كده هما اللي لابسين دهب احلي مني ف ايه

ام عوف: انا شريكتك ف كل اللي جاي

عوف: امال ايه يا امي


عياش: وهو انا اعرف حاجه

ملك: ازاي

عياش: جدام عبدالرحيم يعني

فضيله: ربنا يستر ومنتكشفش

ملك: إنشاءالله

ملك: وبعدين انتي ناسيه أن الوزير بحاله هو اللي راسم الخطه

عياش: طاب ياله ننامو ساعتين

عياش: حاكم الفجري ديتي هياجي من صباح ربنا

فضيله: اه والله كلامك صح

ملك: انا داخله اوضتي


حامد: نمتي ولا لسه صاحيه

ملك: لتضحك وهو انا لو نمت هرد عليك ازاي

حامد: اه صح

حامد: المهم انتي اخبارك ايه

ملك: الحمدلله

حامد: خلي بالك من نفسك عشان خاطري

ملك: طاب ونفسي تهمك ف ايه

حامد: مش عارف متلخبط بس حاسس انك مهمه اوي عندي

ملك: طاب تصبح علي خير

حامد: قبل متقفلي اوعي تخلي عبدالرحيم يلمس شعره منك

ملك: وهو هيلمِس شعره مني ليه

حامد: غيره ولا حتي تسلمي عليه بالأيد فاهمه

ملك: أوامر يا حضره الرائد

حامد: ديه مش أوامر ده شعور بالغيرة من اي حد عليكي

ملك: طاب تصبح علي واتمنالك احلام سعيده

حامد: وانا كمان بتمنالك احلام سعيده اوي


جميله: اكمل حبيبي انته عايش وموجود معايا انا مش مصدقه نفسي

اكمل: انا خلاص يا جميله رحلتي ف الحياه خلصت

اكمل: وعايزك انتي تكملي رحلتك تحبي وتتجوزي وتخلفي ولاد

جميله: وها اعيش من غيرك ازاي بس اكمل

اكمل: جميله عشان خاطري لازم تعيشي حياتك

اكمل: انا سعيد وفرحان ومبسوط بيكي

جميله: انا هستني كده لغيت ما اجيلك

اكمل: يبقا كده عاوزاني ازعل منك

جميله: لاء ارجوك اوعا تزعل مني

اكمل: فكري ف حكمه ربنا

اكمل: وفكري ف الطفل اليتيم اللي محتاجلك هو وأبوه

جميله: قصدك ايه

اكمل: عيشي حياتك

اكمل: سلام يا جميله عيشي حياتك

جميله: اكمل اكمل انته روحت فين

الطفل: مالك يا ماما جميله

جميله: بحزن مافيش يا حبيبي تعالي نكمل نوم

الطفل: طاب خليكي جاري اوعي تهمليني

جميله: طاب ممكن اساءلك سؤال

الطفل: اساءلي

جميله: انته ليه بتقوللي يا ماما

الطفل: عاوزه الصراحه

جميله: اكيد طبعا

الطفل: امي جاتني ف المنام وجالتلي من دلوك جميله هيا امك

الطفل: وجولها علي طول يا اما

الطفل: ولما ساءلتها وجولتلها بس انتي اللي امي

الطفل: جالتلي انا خلاص مشيت ومن دلوك وجاي جميله هيا امك

جميله: طاب ممكن تخلي الموضوع ده سر ما بينا

الطفل: حاضر

جميله: يبقا هتقولي ماما واحنا لوحدنا مش قدام اي حد

الطفل: ليه طيب

جميله: عشان خاطري اسمع كلامي

الطفل: حاضر

جميله: حبيبي انته


صافيه: شمس انتي لسه صاحيه يا اما

شمس: حاسه بيك وانت بتتجلب يا ولدي

صافيه: عاوزه اجولك علي بس متزعلش مني

شمس: انا عمري مزعل منيكي

صافيه: انا كنت بفكر يعني بعد منخلصو من اللي احنا فيه انك يعني تتجوز جميله بت عمك

شمس: بتجوللي ايه يا اما

صافيه: صدجني يا شمش لو دورت ف كل اللي جري هتعرف أن حكمه ربنا انك تتجاوزها وتكمل معاك مشوارك

شمس: عجيبه كلامك نفس كلام روضه

صافيه: روضه سلامه عجلك

شمس: والله يا اما روضه جاتني ف المنام وجالتلي كده

صافيه: حاسه بيك يا نضري وعاوزه تريح جلبها من ناحيتك انته وولدك

شمس: والله مبجيت فاهم حاجه

صافيه: ربنا يريح جلبك وبالك يارب

صافيه: ياشمش يا واد

شمس: ايوه كده يا امه ادعيلي دائما

صافيه: داعيالك ياولدي وجلبي راضي عنك


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي 

بارت 27

ويمر الليل علي ابطالنا وياءتي الصباح ولكل منهم حكايته

في منزل عياش

تستيقظ ملك من نومها علي صوت طرق علي الباب


ملك: مين؟

عبدالرحيم: الحب بيخبط عليكي يا برنسيسه

ملك في سرها: حبك برص ياشيخ

ملك: ثواني هصحي ابويا يفتحلك

عبدالرحيم: افتحي الاول وبعدين ابجي صحيه، عيوني مشتاجه تشوفك

ملك بتاءفف: حاضر


لتفتح ملك الباب


عبدالرحيم: عامله ايه؟

ملك: طاب قول صباح الخير

عبدالرحيم: صباح النور علي البنور

ملك بابتسامه: اتفضل تعالي

عبدالرحيم: يزيد فضلك يا حبيبتي

ملك: عن اذنك ثواني وجايه

عبدالرحيم: خليكي جاعده جاري

ملك: هغسل وشي بس

عبدالرحيم: هوانتي زي الجشطه كده ولسه مغسلتيش وشك، امال لما تغسليه تبجي ايه؟

ملك: تسلم


لتتركه ملك وتدخل علي عياش


ملك: أصحي يا بابا، الزفت قاعد بره مش عارفه ايه جايبه بدري كده

عياش: هنعمل ايه بس، جومي يا فضيله سويلنا فطور

فضيله: هو جاي مسروع كده ليه؟

عياش: جومي طيب، وانتي يا ملك معلش تعالي علي نفسك واضحكي ف وشه وجوليله علي اللي اتفجنا عليه

ملك: من عيني حاضر، هروح بس اغير هدومي


لتدخل ملك غرفتها لتجد رساله علي الواتساب من حامد


ملك بابتسامه: حب

وترسل له رساله

ملك: صباحك جميل، علي فكره عبدالرحيم جيه عندنا


ليرن هاتفها


ملك: ايوه يا حضره الظابط، المفروض تكون نايم دلوقت

حامد: ومين هيجيله نوم وهو جايلكم بدري كده ليه؟

ملك: بيقول اني وحشته

حامد بغضب: خلاص الغي الخطه ومتطلعيش تقعدي معاه وانا جايلك حالا

ملك: حيلك ايه ده وتيجي فين؟

حامد بغيره: ازاي تسمحيله يقولك كده؟

ملك: خليه يقول براحته، الهمم انا قلبي مع مين؟

حامد: مع مين؟

ملك: قلبي ياسيدي مع سياده الرائد


ليدق قلب حامد


ملك: اه والله، معلش بقا اقفل. عشان اغير وأخرج ابدء الخطه

حامد: تغيري؟ هو انتي قابلتيه بلبس النوم؟

ملك: لاء طبعا، كنت لابسه عبايه بتاعت ماما وفتحتله بيها

حامد: خلاص اخرجي بالعبايه متغيريش

لتضحك ملك

ملك: طويله عليا بتوقعني

حامد: والله محد وقع غيري، اقفلي يا ملك ومش ضحك ولا حتي ابتسامه قدامه

ملك: حاضر، هرسمله ميه وحداشر

حامد: ايوه كده

ملك: سلام بقا

حامد: اول ميمشي تكلميني علي طول

ملك: طبعا


ملك: طاب والله ما انا مغيره، خليني اطلع كده، راجل ابن وله بلاش


لتخرج ملك لتجلس مع عبدالرحيم


عبدالرحيم: تعالي اجعدي جاري

ملك: بعد ما اقولك علي اللي حصل عندكم ف البيت، حاجه مش هتصدقها

عبدالرحيم: ايه؟ ابوي مات وهنرتاح منيه؟

ملك: مش كده بس، شمس ابنك اتخانق معاهم خناقه كبيرة جدا

عبدالرحيم: اتخانج مع مين؟

ملك: اتخانق معاهم كلهم عشان والدك كان عاوز يكتب كل حاجه باءسم عز اخوك وولاده، وانا كمان ايه، وقعتلك اللي اسمه حامد ده وبقي بيموت فيا

عبدالرحيم بفرحه: جدعه، طاب وشمش عمل ايه تاني؟

ملك: هددهم أنه لوحد من ولاد عمه ولا حتي عمه خد اي حاجه أن هو هيقتلهم

عبدالرحيم: اخيرا فهم

ملك: انا عندي راءي

عبدالرحيم: جوللي

ملك: انك تكلم شمش ابنك وتحط ايدك ف أيده، هو وابنك التاني اللي اسمه نزار، بس عارف؟ شكلك اصلا باين اصغر من شمس ده بكتير، ازاي انته أبوه؟

ليفـرح عبدالرحيم

ملك: اه صدقني، وكمان انته احلي منهم كلهم وشكلك ارجل راجل ف الدنيا

عبدالرحيم: يا ابوي عليكي يا جشطه بالعسل انتي

ملك: هاه، قولت ايه؟

عبدالرحيم: انتي متوكده من حديتك ديتي؟

ملك: اه، بقولك الدنيا شايطه هناك، والوزير كمان قلب علي عز اخوك وقاله انته جيبت ابني الصعيد عشان يتقتل

عبدالرحيم بدهشه: وعز عمل ايه؟

ملك: ده كمان ايه، الوزير قاله هرجعك شحات زي ما كنت لسه جاي من الصعيد

ليفـرح عبدالرحيم

عبدالرحيم: احسن، يستاهل اللي يجراله

ملك: بس ايه بقا؟ شمس ابنك وقف ف نص البيت وحلف أنه هينتقم من جده ومنهم كلهم، وقالهم ابويا كان عنده حق ف كل اللي عمله

عبدالرحيم بفخر: يستاهل اللي جراله، عشان كت علي اجوله جدك ديتي راجل ظالم وعفش وفيه كل العبر، مكانش بيصدجني

ملك: لاء، ده هو حاليا بيكرههم كلهم، ولو كلمته صدقني انتو الاتنين هتاخدو حقكم

عبدالرحيم: وانتي مالك يعني بكل ديتي؟

ملك: مش حق جوزي وراجلي اللي هيبقا سندي ف الدنيا؟

عبدالرحيم: يا ابوي عليكي، ميته نتجوزو

ملك: بعد متاخد كل حاجه من ابوك وتربيهم، وخصوصا اللي اسمها ملك ديه، عشان كانت بتعاملني كاءني شغاله عندها

عبدالرحيم: انا هكلم شمش ولدي، اخليه ياجي هنا، ونشوفو هنرجعو حجنا كيف

ملك: هتجيبه هنا ازاي؟ ماهو كده هيعرف أن انا وانته نعرف بعض

عبدالرحيم: ولا يهمك، مش جولتي؟ هو جال اني عندي حج ف كل حاجه

ملك: اه، هو قال كده

عبدالرحيم: خلاص، بس ابجي ابعتيله العلوان

ملك: حاضر


ليدخل عليهم عياش


عياش: ياله، الفطور جهز بابيه

عبدالرحيم: هعمل تلفون وجايين وراك


ليتصل عبدالرحيم بشمس


شمس: ازيك يا أبا، اخبارك ايه؟

عبدالرحيم: انا تمام، بجولك في علوان، هياجيك دلوك، هات بعضك وتعالي

شمس بتمثيل الخوف علي والده: انته فيك حاجه ولا ايه يا أبا؟

عبدالرحيم: له يا ولدي، انا بس عاوزك

شمس: حاضر، ابعت

عبدالرحيم: حالا اهه، بس تاجي علي طول

شمس: مسافه السكه

عبدالرحيم: اوعاك تعرف حد انك جاي عندي

شمس: حد مين، جبر يلمهم كلهم؟

عبدالرحيم: ايوه كده ولدي، حبيبي البكري

شمس: حبيبي يا ابوي


ليغلق شمس الهاتف مع عبدالرحيم


شمس: يارب، انته عالم اني عمري ما كنت عاصي ولا عمري كنت عاق بابوي، لكن ابوي ده شر علي الناس، وبعد كل اللي عمله لازم يتحاسب


ليخرج شمس من جناح والدته ويتركها نائمه

ليطرق باب جناح عمه عز


عز: تعالي يا شمس

شمس: ابوي كلمني، وشكله كده جاعد عند عياش، عشان بيكلمني ويجوللي تعالي عندي، يبجا كده ملك نفذت المطلوب

كمال: انا مش هوصيك ياشمس

شمس: انا مش محتاج توصيه ياباشا، ربنا يخلصنا من كل الشر ديتي

عز: ربنا معام يا ابني

شمس: كله علي الله ياعمي

كمال: زي مافهمتك، عاوزك تدخل جواهم وتعرفلي كل حاجه عنهم

شمس: حاضر، من عيني، عن اذنكم انا بجا


ليخرج شمس تاركا كمال وعمه يفكرون، هل فعلا عبدالرحيم بلع الطعم ام هيا خطه جديده من خططه


أما نزار، كان جالس حزين يتحدث مع نفسه

نزار: ليه كده يا أبا؟ هتستفاد ايه من كل اللي بتعمله؟ خليتني انا وأخوي منجدروش نرفعو راسنا جدام الناس، وذنبه ايه اكمل يروح كده ف عز شبابه؟ وتحرج جلب أبوه عليه؟ وكمان حامد واد يضرب بالنار؟ وكسرت فرحه الكل؟ ولا يا عيني علي جميله اللي جلبها اتجهر علي عريسها؟ ولا اخوي اللي مرته راحت وفاتته؟ هيا كمان ماتت ف عز شبابها؟ شوف جتلت كام نفس؟ ولا الهام اختي اللي خليتها شيطانه؟ اجول ايه بس؟ واعيد ايه؟ والله معاوز اطلع من اوضتي ولا اشوف حد


ليسـمع رنين هاتفه


نزار: ايوه يا عشج

عشق: هو انته زعلان مني ف حاجه؟

نزار: له، ازعل منيكي ليه؟

عشق: امال حابس نفسك ف اوضتك ليه؟

نزار: يعني مشيفاش عمايل ابويا؟

عشق: وانته ذنبك ايه يا شيخ؟ اطلع من الاوضه وتعالي نجعدو مع البت بسمه، نهونو عليها، هيا وجميله

نزار: له، انا ليش نفس

عشق: طيب خلاص، اروح انا بيتنا بجا

نزار: ليه؟ هتمشي؟ خليكي جاعده

عشق: ما اللي انا جاعده عشانه معاوزش يجعد معاي

نزار: يعني انتي جاعده عشاني؟

عشق: له، جاعده عشان خيالك

نزار: طيب، روحي هاتي جميله وبسمه وادهم وحامد الصغير، عشان نفطرو مع بعضينا، وبعدين اخدكم افسحكم

عشق بفرحه: ايوه بجا


أما في جناح الجد والجده


جميله: جوللي ياحامد، بما يرضي الله، انا عمري فرجت بين العيال وبعضيهم؟ عمري حتي ف الوكل اديت نايب لعز اكتر من عبدالرحيم؟

حامد: بما يرضي الله، له، عمرك مجصرتي

جميله: امال ليه بس كارهني جوي كده انا وخواته؟ ليه كل اللي بيعمله؟ وعشان ايه؟ لو علي الارض، اديهاله، وكل اللي عندينا، ياخده، بس بكفايه بجا، ده حتي حرام، وميرضيش ربنا

حامد: انتي عمرك شوفتيني منعت عنيه اي حاجه؟

جميله: هو طالع كده، وحده نبته زينه اتزرعت ف ارض شيطان، هو طالع لامه

حامد: مجدرش اجول غير ربنا يهديه ويتعظ

جميله: اللي زي عبدالرحيم مش هيهدي واصل، ديتي راضع شر وكره وحجد

جميله: انا خايفه علي عز وعياله منيه، المره اللي عدت خطيب جميله اضرب بالنار وراح ف عز شبابه، وحامد واد عز كمان اضرب بالنار، خايفه المره اللي جايه تصيب حامد

حامد: تخافيش، إنشاءالله ربنا هيحرسهم ويحافظ عليهم، مش بعد العمر ده كله وهما بعاد عني يروحو مني، ربك حنين

حامد: انا نازل بجا


ليسـمعو صوت طرق علي الباب


حامد: مين؟

إكرام: انا يا أبا

حامد: تعالي يابتي


لتدخل إكرام


جميله: مالك يا بتي، حزينه وشارده كده، فيكي ايه؟

إكرام: مش وجنه دلوك يا اما، كفايه اللي احنا فيه

حامد: متجوللي يا بتي، مالك؟

إكرام: عبدالكريم اتجوز عليا، عواطف الخدامه

جميله: يا مري، عبدالكريم جوزك الطيب بتاع ربنا؟

إكرام: مش ديه المصيبه يا اما

جميله: امال ايه المصيبه؟

إكرام: عواطف حبلي يا اما

حامد: وماله يا بتي، الجواز شرع ربنا، وعبدالكريم عاوز يكون اب، معلش يا بتي، هو بردك صبر عليكي كتير، وانتي يعني مش بتخلفي

إكرام: له يا أبا، انا بخلف، عبدالكريم هو اللي عجيم، والتحاليل كلها جالت كده، بس انا عشان بحبه رضيت اعيش معاه وجولت جدري ونصيبي

حامد: انتي بتجوللي ايه؟

إكرام: والله يا أبا ديه الحجيجه

حامد: جصدك يعني أن عواطف مش حبلي وبتكدب عليه؟

إكرام: له يا أبا، للاءسف، عواطف حبلي، شوف كده الصور ديه، واسمع حديتهم مع بعضهم

حامد: وريني كده

جميله: اه، بطنها باينه اهي

إكرام: ايه العمل بجا؟

حامد: وانتي مين اللي بعتلك الحاجات ديه؟

إكرام: معرفش، تلفون غريب

حامد: اتصلي بيه وجوليله ابوي عاوزك

إكرام: له، مش هكلمه

حامد: وانا بجولك، اتصلي بيه وخليه يا جي


لتتصل إكرام بزوجها


إكرام: تعالي، ابوي عاوزك ضروري

عبدالكريم: خير، فيه ايه؟

إكرام: مافيش، ابوي عاوزك عشان يعرفك علي الوزير

عبدالكريم: انا جاي حالا اهو


ليغلق معها عبدالكريم


عواطف: انته رايح فين؟

عبدالكريم بفخر: الوزير ياستي، عاوز يتعرف علي

عواطف بطمع: روح اتعرف عليه، مين جاور السعيد يسعد

عبدالكريم: انا بجول كده بردك

أما ف المستشفي

نجد الهام تبكي بحرقه بعد أن ابلغها الأطباء بحاله طفلها

لتدخل عليها ام عوف ومعها ولدها عوف


ام عوف: مالك بتبكي ليه؟

الهام: ولدي اتولد كفيف، وكمان متعوج

عوف: وايه يعني؟ بكره يخف

ام عوف: امال جوزك فين؟

الهام: مات هو وسناء ف حادثه، يعني انا مبجيش ليا حد واصل

عوف: متجوليش كده، احنا اهلك وناسك ونخدموكي يعنينا

الهام: طاب، انا عاوزه أخرج

ام عوف: هتروحي بيت ناسك؟

الهام: له، هجعد ف الشجه

عوف: وامي تجعد معاكي وتخدمك

ام عوف: ده انا تحت امرها

الهام: ربنا يخليكي

عوف: طاب، ياله بينا

الهام: ماهما عاوزين مني ورج ف المشتشفي عشان أخرج

عوف: تخافيش، انا هخرجك انتي وولدك من غير ماحد يحس بينا، بس انتي جوليلهم هاتو الواد ارضعه

الهام: طيب


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي 

بارت 28

الهام: طيب بس ازاي؟

عوف: بالفلوس، كله بالفلوس، اندهي بس انتي على الممرضة.

(لتضرب الهام الجرس وتأتي الممرضة)

عوف: (يدس في يدها مبلغ من المال)

الممرضة: فلوس إيه ديه؟

عوف: اسمعي الكلام اللي هجوله زين.

الممرضة: جول.

(ليبلغها عوف بما يريد)

الممرضة: حاضر، من عيني.

(وتتركهم وتذهب)

عوف: وله يهمك يا ست الستات، ولدك هياجي ف حضنك وهنخرجه من المشتشفي من غير ماحد يحس بينا.


أما في منزل عياش

(يصل شمس)

شمس: أنا جيت يا أبا، وياريتني سمعت كلامك من الأول.

عبدالرحيم: عشان تعرف بس إن أبوك كان عنده حج ف كل اللي بيعمله.

(ثم ينظر شمس إلى ملك)

شمس: إيه ده؟ إيه جاب البت ديه هنا؟

عبدالرحيم: ما هو أنا اللي كنت باعتها عشان تجيبلي الأخبار.

(ليمثل شمس أنه تفاجأ)

عبدالرحيم: إيه رأيك ف أبوك؟

شمس: أيوه بس عز وعياله هياخدوا كل حاجه.

عبدالرحيم: على جثتي.

شمس: أنا فكرت ف حاجه.

عبدالرحيم: جول.

شمس: هخطف جميلة بت عز، ومش هخليهم ياخدوها غير لما جدي يكتبلنا كل حاجه.

عبدالرحيم: عافيه عليك، طالع لأبوك.

عبدالرحيم: ومين اللي هيخرجها من البيت؟

شمس: ملك هتروح لها وتقولها تعالي نتمشى شويه.

عبدالرحيم: براوه عليك.

ملك: وأنا تحت أمركم ف أي حاجه.

عبدالرحيم: نسيت أقولك، ملك تبقى عروستي، هنتجوز بعد ما ناخد كل حاجه.

شمس: ألف مبروك.

شمس: أمي تستاهل عشان واقفه معاهم.

عبدالرحيم: بكره نطرد الكل ونبقى إحنا أسيادهم.

شمس: اللي تشوفه يا أبا، ونزار كمان معانا.

عبدالرحيم: أيوه كده، أنا أقول إني خلفت رجاله صح.

شمس: حبيبي يا أبا.

عبدالرحيم: ياله يا ملك، انتي روحي خرجي البت جميلة من البيت.

شمس: طيب هنودوها فين؟

عبدالرحيم: عند عجور ف الجبل.

شمس: فكره زينه عشان محدش يعرف طريقها.

ملك: ها، أروح أنا.

عبدالرحيم: خلي بالك على نفسك يا قشطه بالعسل انتي.

ملك: عنيا يا قمر.


أما في منزل الحج حامد

(يصل عبدالكريم)

الحج حامد: تعالي نجعد ف المكتب.

عبدالكريم: حاضر.

إكرام: هاتي تلفونك وتعالي.

إكرام: حاضر يا أبا.

(ليدخلوا المكتب)

حامد: اسمع يا عبدالكريم، حجك إنك تتجوز مش عيب ولا حرام.

عبدالكريم: أتجوز؟ بس أنا...

حامد: اسمع الحديث للآخر، عشان انت ضحكوا عليك، وشرفك بقى ف الأرض.

عبدالكريم: بتقول إيه؟

حامد: تعالي يا إكرام، وهاتيلي التلفون واطلعي ناديلي على عز والوزير.

إكرام: حاضر.

(ليفتح حامد التليفون)

حامد: مش ديه صورك مع مراتك الجديدة؟

حامد: خدامة بنتي؟ مش ده صوتك؟

حامد: اسمع بقى...

(لكن المفاجأة لما عز ينده)

عبدالكريم: مين اللي بعتلكم الحاجات ديه؟

حامد: ولاد الحرام كتير.

حامد: تعالي يا عز، اتفضل يا باشا.

عز: خير يا أبا، فيه إيه؟

حامد: سلم على جوز أختك.

عز: لمؤاخذة... خُتش باللي إزيك يا عبدالكريم.

الوزير: أهلاً بيك يا شيخ، سمعت إنك شيخ الجامع؟

حامد: بعد إذن حضرتك يا باشا، شوف كده التحاليل اللي على التليفون.

كمال: هات يا حج.

(ليأخذ كمال التليفون ويقرأ)

كمال: التحاليل ديه باسم عبدالكريم، وبتقول إنه عقيم، وعنده عقم من الدرجة الأولى، يعني يستحيل يخلف.

عبدالكريم: حضرتك بتقول إيه؟ ده أنا اتجوزت، ومراتي حبلى!

عبدالكريم: وإكرام هيّا اللي عاقر.

(لتدخل عليهم إكرام)

إكرام: لا يا جوزي، انت اللي عقيم، أنا فيا الخلفة، بس قلت ده قدري، وعشت معاك، وما رضيتش أطلق منك واتجوز غيرك، عشان أبقى أم، وقلت أرضى بنصيبي.

عبدالكريم: ده أكيد ملعوب منك، عشان عرفتي إن مراتي حبلى، وانتي عاقر!

كمال: انت يا بني آدم، التحاليل اللي قدامي بتقول إنك عقيم، يعني عمرك ما هتخلف.

عبدالكريم: يعني قصدك إن عواطف مش حبلى مني؟

إكرام: (تمسك سلسلة فيها مصحف) ورب المصحف ديه، انت عقيم.

(ليتركهم عبدالكريم غاضب ومتجهًا إلى منزله)


---


وها هي ملك قد وصلت إلى منزل الحج حامد

ملك: إيه، هو مافيش حد ولا إيه؟

(لترى حامد ينزل من على الدرج)

ملك: ده انت كنت مستني بقى؟

حامد: شُفتك من الشباك، هاه، عامله إيه؟

ملك: الحمد لله، تمام.

ملك: فين الباشا؟

حامد: مش عارف، استني طيب لما أطمن عليكي.

ملك: مافيش وقت.

(لتخرج عليهم إكرام من المكتب)

حامد: أمال بابا وأنكل كمال فين يا عمتو؟

إكرام: جوه في المكتب مع جدك.

ملك: تمام، أنا هدخل لهم.

(لتدخل عليهم ملك)

ملك: الخطة نجحت، وشمس في البيت عندنا، وأنا المفروض أخرج جميلة عشان شمس يخطفها ويساوم عليها.

كمال: كده تمام أوي، اسمعي يا ملك، خدي الجهاز ده، اديه لشمس وخليه يسجل كل حاجه بتحصل.

كمال: ده جهاز حديث جداً، بعت جبته من مصر، بيسجل ويصور في نفس الوقت.

ملك: حاضر، هيّا جميلة فين؟

عز: مش عارف، الجد...

ملك: نايمه في جناح شمس مع حامد الصغير، الواد متعلق بيها جوي.

ملك: هطلع أندهلها، عن إذنكم.

(لتتركهم ملك وتصعد إلى جميلة، لتجدها محتضنة الطفل وتلعب معاه)

ملك: شمس، ياله، مافيش وقت، الخطة بدأت.

جميلة: حالاً، هغير وأجي معاكي.

الطفل: رايحة فين يا ماما؟

جميلة: هجيبلك حاجه حلوه وأجي على طول.

الطفل: أوعي تعملي زي أمي ومتجيش تاني.

جميلة: أوعدك، هاجيلك يا قلب ماما.

الطفل: وأنا هستناكي لغيت ما تيجي، بس أوعي تتأخري.

جميلة: (تقبّله) من عيني الاتنين، بس هنتفق اتفاق.

جميلة: تسمع الكلام وتاكل أكلك كله.

الطفل: حاضر.

جميلة: هروح أنا أغير هدومي.


(ثم تخرج جميلة ومعها ملك)

حامد: اخو جميله ملك خلو بالكم من بعض ولو حسيتو باءي حاجه مريبه اتصلوا بيا.

ملك:  تمام.

حامد: روحي انتي بقا يا جميله وسيبني مع ملك شويه.

(لتتركهم)

حامد: ملك انا عاوز اقولك حاجه

ملك: قول

حامد: هنا مش هينفع تعالي ندخل الجنينه

ملك: حاضر


(ليخرج حامد ومعه ملك الي الجنينه)

ملك: قول بقا عاوز ايه

حامد: انتي عمرك حبيتي؟

ملك: لا

حامد: ولا ارتبطتي؟

ملك: برده لاء

حامد: وأنا كمان زيك بس اول ما شوفتك قلبي دق دقه غريبه مش هقول أنه حب لكنه اعجاب واعجاب شديد كمان

ملك: طاب لما يبقا حب ابقا قوللي

حامد: انتي ايه مش حاسه؟

ملك: مش بتقول اعجاب

حامد: انا بقا اروح لعبدالرحيم هو بيحبني وبيدلعني ده بيقول لي قشطه بالعسل

حامد: بغيره ملك اظبطي انتي حبيبتي انا لوحدي

ملك: ايوه كده انطق يا حضره الرائد حامد

حامد: يعني كنتي عاوزاني اعترف

ملك: واعترفت من اول قلم

حامد: طاب عشان خاطري خلي بالك من نفسك

ملك: طاب انا بقا بحبك


(وتتركه ملك وتدخل المنزل)

حامد: هو اللي انا سمعته ده بجد ولا يمكن سمعت غلط؟


(ليدخل حامد المنزل ليجدها جالسه)

حامد: ملك انتي قولتي حاجه واحنا ف الجنينه؟

ملك: انا قولت ايه؟

حامد: قولتي بحبك

ملك: انا شاطره خليتك اعترفت بصره احنا الاتنين اعترفنا


(لتنزل عليهم جميله)

جميله: بتعملو ايه؟

حامد: جميله انا عارف انك هتفرحيلي انا بحب ملك

جميله: ما انا عارفه وهيا كمان بتحبك ياله ياست ملك خلينا نلحق

حامد: جميله انا معنديش اغلي منكم

جميله: ربنا يخليك ليا يارب

ملك: مش هتدخلي لجدك؟

جميله: هدخل اهو


(لتدخل جميله عليهم)

كمال: جميله لو عاوزه نغير الخطه ومتروحيش خليكي يا بنتي

جميله: حق اكمل يا انكل

الجد: متخافش عليها شمش معاها وربنا جبل الكل

عز: جميله

جميله: متقلقش عليا


(لتتركهم جميله وتخرج)

الجد: مش عارف اشكرك ازاي يا باشا

عز: هو فيه ايه؟

كمال: انا هقولك فيه ايه انا والحج اتفقنا اننا نقرب جميله وشمس من بعض الاتنين مجروحين وهما اللي هيداوو بعض

عز: قد ايه انته جميل يا كمل رغم اللي حصل لأكمل وبرده بتفكر لغيرك

كمال: ابني الله يرحمه ده قدره ومش عشان ابني مات يبقي جميله هيا كمان تموت أن عارف ان اكمل هيكون سعيد لما يشعر أن جميله سعيده ف حياتها

(ليحتضنه عز)

عز: ربنا ميحرمنيش منك يا صاحبي

كمال: انا انسان قبل ما اكون وزير

كمال: أما اكمل ابني انا عارف أنه ف مكان احسن ف جنه ربنا سبحانه وتعالى

عز: ونعمه بالله ايه ده احنا اتلهينا ونسينا عبدالكريم احسن يروح يعمل حاجه ف عواطف ديه

كمال: متقلقش إنشاءالله خير


أما في منزل عبدالكريم

(نجده يصل وهو غاضب)

عبدالكريم: عواطف يا عواطف فينك

عواطف: انا هنا اهه

عبدالكريم: عاوز اعرف الواد اللي ف بطنك ديتي واد مين؟

عواطف: واد مين كيف يعني ولدك ومن صلبك

عبدالكريم: ازاي وانا راجل عجيم

عواطف: جطع لسان اللي يجول عليك كده انته راجل وسيد الرجاله

عبدالكريم: التحاليل اللي علي تلفون إكرام بتجول اني عجيم وكمان ايه اللي وصلها صورنا مع بعض وحديتنا كمان؟

عواطف: بمثيل الزعل طاب وهو احنا عمرنا اتصورنا مع بعض؟

عبدالكريم: له عواطف

عواطف: طاب جول لنفسك تلجاه نزار ولد اخوها هو اللي عمل كده لما عرف أننا مجوزين هو سهانا وصورنا

عبد الكريم: والتحاليل؟

عواطف: طاب هما دول يخفي عليهم خافيه يدهم طايله وتلجاهم زورو التحاليل ولو مش مصدجني تعالي دلوك نروحو نعملو تحاليل عشان تتاءكد أن اللي ف بطني ولدك بس بعد متعرف انا ها اخد عيالي وامشي ما هو انا كده ماليش حظ ولا بخت مع حد

عبدالكريم: يعني هو ولدي؟

عواطف: مبجولك تعالي نعملو تحاليل حالا ياله


(ليشعر عبدالكريم أنه ظلمها)

عبدالكريم: انا طالع وجاي

عواطف: له تعالي نعملو التحاليل ياله عشان تعرف انك ظلمتني

عبدالكريم: له يا بت الناس انتي مرتي واللي ف بطنك ولدي ومن صلبي واللي مش عاجبه يخبط رأسه ف الحيط


(ليتركها عبدالكريم يذهب الي منزل الحج حامد)

أما الهام

(هاهي تصل إلي المنزل ومعها عوف ووالدته)

ام عوف: تعالي ارتاحي علي مسويلك الوكل

الهام: بحزن خدي الواد ديتي معوزاش اشوفه

ام عوف: رضعيه وهاتيه

الهام: له خدي هاتيله لبن صناعي انا جرفانه من شكله

ام عوف: هاتي اجيبله

الهام: البنات فين؟

ام عوف: مع مرت ولدي

الهام: هيا نوال مرت عوف؟

ام عوف: بخبث له عوف مش متجوز ديه مرت ولدي الكبير مسافر بيشتغل ف مصر علي باب الله

الهام: خدي فلوس بزيادة وهاتي كل اللي ناجص

ام عوف: بطمع هاتي ياحبيبتي


(لتتركها ام عوف وتدخل شقتها)

ام عوف: بت يا نوال خدي الواد ديتي شربيه اي حاجه أمه مرضياش ترضعه جرفانه من شكله

نوال: الواد ديتي شكله بخوف جوي

ام عوف: خلاص ارزعيه في أي حته واجفلي عليه

نوال: له يا اختي انا خايفه من شكله

ام عوف: يا بت ده مستكف

نوال: كمان مستكف

ام عوف: بجولك ايه سيبيه معايا وروحي هاتي الطلبات خدي نوال ديه فلوس المغدوره

ام عوف: بت روحي وانتي ساكته اه واسمعي شكلها عينيها علي عوف عشان ساءلتني انتي مرته جولتلها له ديه مرت الكبير وهو شغال ف مصر عوف مش متجوز

نوال: نعم يا اختي؟

ام عوف: عارفه لو كدبتيني جدامها هخلي عوف يجطع جسمك بالسكين وانتي مجربه ضرب عوف زين

نوال: وعلي ايه اسكت علي الأجل هينوبني من الحب جانب

ام عوف: طاب ابجي دخليلها بناتها عاوزاهم هيا

نوال: ده البنته لا بسين دهب كتير

ام عوف: كله هيبجا لينا واكيد كمان البت ديه معاها فلوس كتير ودهب

عوف: تمام جوي كده اتحنجل انا عليها

نوال: وبعدهالك

عوف: هتسكتي وله اجوم ابجك بالسكين اجيب مصارينك

نوال: وعلي ايه

ام عوف: ايوه كده خليكي عاجله


أما عبدالكريم

(ها هو قد ذهب إلى منزل الحج حامد)

عبدالكريم: بصوت عالي كلامي للكل عواطف مرتي وحبلي ف ولدي واللي يجول غيره ذنبه علي جنبه

عز: انته جصدك ايه؟

إكرام: همله يا عز خليه هو كده حابب يعيش كده زي الاطرش ف الزفه

عبدالكريم: انتي طالج يا إكرام وبالتلاته كمان

إكرام: والله لو معنديناش ميت كت رجصت وزغرت

عز: خليك بجا راجل وابعتلها ورجتها


(مع دخول بسيوني عليهم)

بسيوني: صوتكم عالي كده ليه؟

عز: عبدالكريم طلج إكرام

بسيوني: بسعاده باديه عليه طاب وايه يعني والله مكان يستاهلها الست إكرام ست الكل تعالي يا عز انا عاوزك


(عز: تعالي نطلعو نتمشو)

ليخرج عز ومعه بسيوني

عز: خير يا اخويا فيه ايه؟

عز: انا عارف أنه مش وجته

عز: انا كده عرفت انته عاوز ايه لساك رايد إكرام وبتحبها

بسيوني: يشهد ربنا اني زيك زي انته عمرك ما حبيت غير صافيه انا عمري ما حبيت غير إكرام لكن احنا التنين كتمنا الحب ف جلوبنا وجولنا نتجوزو ونعيشو وانا والله من بعد إكرام متجوزت عمري مبصيتلها اي نظره عفشه تجرحها أو تجرحني

عز: ما احنا ف الهوا سوا لكن الظاهر أن الجدر ليه جول تاني

بسيوني: اظاهر كده يا صاحبي ونسيبي

عز: اه يا اخويا ما لبستك خلاص

بسيوني: عنديك مانع؟

عز: بفرحه ده يبجا يوم المني والله بس نخلصو الاول من اللي احنا فيه ديتي ويحلها ربك إنشاءالله

بسيوني: ربنا يخرجنا من المرار ديتي علي خير ويجازي عبدالرحيم اس النصايب كلها


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي 

بارت 29

عز: انا خايف نكون ظالمينه

بسيوني: انته هتعيش طول عمرك طيب وممصدجش بعد كل اللي عمله فيك

عز: الواحد صعب عليه أنه يعرف أن اخوه مؤذي اوي كده وماشي يوزع شره علي الناس كلها

عز: عارف يا بسيوني انا عمري محبيت ست ف حياتي غير صافيه بنت عمي لكن لما رجعت البلد تاني كنت بخاف ابصلها أو اتكلم معاها عشان مغضبش ربنا لاءني لوكنت بصيتلها عيوني كانت هتفضحتي وهيا محرمه عليا حتي لما اتجوزت ام الولاد عمري ما خنتها حتي ف أفكاري

بسيوني: طول عمرك بتخاف ربنا وعمرك ماعملت حاجه حرام

عز: اه والله كنت بطحن نفسي ف الشغل عشان مفكرش فيها لغيت ما عملت ثروه كبيره والفضل يرجع لربنا سبحانه وتعالي وليك ياصاحبي

بسيوني: متجولش كده ربنا كرمك عشان انته تستحج وكمان شطارتك ف التجاره واحترامك لنفسك وللناس

عز: ايه المدح ده كله اكيد عاوز حاجه مني يا حما ابني

بسيوني: ما انته كمان هتبجا حمايا

عز: مش وجته دلوك اصبر شويه لكن جوللي بصراحه انته عمرك فكرت أن إكرام ممكن تتطلج؟

بسيوني: انا كنت بطلب من ربنا دائما أنه يجمعني معاها ف الحلال لكن عمري مااتمنيت الشر لغيري

عز: عارف يا صاحبي


(أما عبدالرحيم كان يتحدث مع عجور علي الهاتف)

عبدالرحيم: بجولك ايه أنا ولادي بجيو معانا

عجور: كيف يعني؟

عبدالرحيم: بعدين اجولك المهم جهز مكان نضيف عشان جايلك ضيوف

عجور: ضيوف مين؟

عبدالرحيم: البت المذيعه بت عز

عجور: مش فاهم انا

عبدالرحيم: شمس ولدي هيخطفها ويجيبها عندك

عجور: ده يبجا يوم المني عشان افش غلي فيها وابرد نار جلبي

عبدالرحيم: انتجم منيها براحتك هما اللي كتلو مرتك هما اللي خلوها انتحرت وماتت مظلومه ولا ولدك يا عيني اللي راح جبل ما يتولد

عجور: كفايه يا عبدالرحيم متولعش جلبي اكتر من كده

عبدالرحيم: حاسس انا بيك يا واد خالتي

عجور: بس هيا تاجي

عبدالرحيم: هيا جايه هنا مع عروستي

عجور: انته غبي وحمار هاتوها علي الجبل علي طول عشان عياش ميضرش واول ما تبجا معاكم اجفلو تلفونها

عبدالرحيم: صدج كلامك صح

عجور: متاجيش انته معاهم عشان تبعد الشبهه عنيك وياريتك كمان تروح بيت ابوك دلوك عشان تبجا معاهم وجت مياجيهم التلفون

عبدالرحيم: طاب

عجور: وملك؟

عبدالرحيم: هتاجي معاها كأنها مخطوفه

عبدالرحيم: بس اوعاك تجرب منيها ولا تاءذيها

عجور: تخافش علي عروستك ياله اجفل عشان اجهز حالي واستجبل ست المذيعه

عبدالرحيم: هنيالك يا عم عجور انا عمري ما هلمس واحده بعد ساره الله يرحمها انا بس هتفنن ف عذابها

عبدالرحيم: همل عذابها لشمش ولدي خد اهو معاك عاوز يكلمك


شمس: ازيك يا عمي عجور

عجور: شمش بنفسه بيكلمني

شمس: انا اسف اني كت واخد عنيك فكره عفشه بس فهمت متاءخر انك حتي لو جطعت لحمهم جطيع يبجا من حجك

عجور: رجوله والله ياشمش

شمس: ده بس من كرم اخلاجك ياعمي

عجور: هات انته بس البنته وتعالي

شمس: من عيني والله وهااخد حجي

عجور: ده انته محروج منيهم جوي يا شمش

شمس: جوي جوي

عجور: طاب ياله بالسلامه وانا مستني علي نار

شمس: سلام يا عمي


(أما في منزل ام عوف)

نوال: بتاءفف وبعدين ف الواد اللي مش مبطل بكيه ديتي؟

ام عوف: طفحيه اي حاجه

نوال: وانا مالي انا اخاف من شكله وديه لامه

ام عوف: جاتك المرض مفلحاش ف اي حاجه

نوال: بعد كل ديتي مفلحاش؟

ام عوف: يابت الكلاب خليكي واجفه معانا عشان ناخدو كل حاجه

نوال: والمعدول ولدك فين؟

ام عوف: عند الهام

نوال: ياسلام وايه اللي وداه عنديها؟

ام عوف: بس يا بجره ده بيرسم ويخطط


(أما عند الهام كان عوف جالس معها)

عوف: تعرفي عمري ما شفت واحده ف جمالك وحلاوتك جاته الهم عابد كيف يتجوز عليكي الجرده سناء ديه ده حتي انتي كف يدك بيها كلها

الهام: طفاسه رجاله تجول ايه

عوف: تعرفي انك صعبانه عليا همك تجيل جوي

الهام: وانا هعمل ايه بس؟

عوف: البنته دوله حملهم تجيل وكمان ولدك يعني

الهام: مش عارفه اعمل ايه

عوف: اجولك انا تعملي ايه

الهام: جول

عوف: تتجوزيني؟

الهام: وامك هترضي انك تتجوز واحده بتلت عيال؟

عوف: له ما انتي لو وافجتي مش هيبجا عنديكي عيال خالص وتخلفيلي واد زين

الهام: كيف يعني؟

عوف: بصي يا ستي فيه ناس معنديهمش عيال نبيعو لهم البنته والواد خليه بالجوع لغيت مايموت وتبجي خاليه يا ست جلبي

الهام: عاوزني ابيع عيالي؟

عوف: مش احسن متشيلي همهم وبعدين ما انا هتجوزك ونخلف غيرهم

الهام: خلاص انا موافجه

عوف: تمام هنزلهم علي النت

الهام: ده احنا كده نروحو ف داهيه

عوف: تخافيش انا مش هحط غير صورهم وهعمل حساب علي النت من غير اسم والناس اللي عاوزين عيال يكلموني

الهام: وهتتجوزني؟

عوف: هتجوزك حالا

الهام: خلاص موافجه بس افرض الواد مماتش؟

عوف: له ديه سيبيها عليا انا بس انا كت عاوز اشتري تلفون ايفون عشان محدش يراجبه

الهام: خلاص هاته

عوف: منين بس معاييش فلوس

الهام: انا هجيبلك فلوس


(لتفتح الهام الشنطه الخاصه بها وتخرج منها رزمه ماليه)

الهام: خد يا عوف هاتلك تلفون

عوف: وكمان عاوز اجيب كام جلابيه عشان انا العريس

الهام: خد ديه اخر فلوس معايا

عوف: خلاص بجا ناءجلو الجواز

الهام: له استني خد التلت غوايش دول بيعهم

عوف: طاب وانتي هيبجالك ايه؟

الهام: تخافش علي لسه معايا دهب كتير

عوف: مرتي وحبيبتي انتي يا ست جلبي بصي احنا هنكتبو ورجتين عرفي عشان انتي لسه ف العده

الهام: يعني لسه هصبر؟

عوف: له هندحلو اول متطيبي

الهام: كلها يومين

عوف: بس عاوزك تجيبي لبس مشخلع

الهام: ده هجيب اللي متجابش طاب جوللي اللي هيشترو البنته هيدفعو فلوس؟

عوف: اه بس فلوس جليله عشان بنته

الهام: ما انا بجا هجيب الواد منيك انته

عوف: ده هيبجا واد جمر زي أمه عن اذنك اروح افرح امي


(ليتركها عوف ويذهب الي والدته ليبلغها)

(لتزغرت أمه)

ام عوف: ايوه كده طاجه الجدر انفتحت لينا

عوف: خدي الغواشي دول

نوال: بتزغرتي ليه خير؟

ام عوف: جوزك هيتجوز الهام

نوال: نعم يتجوز مين؟

عوف: وطي صوتك يا بهيمه ليقص عليها عوف اتفاقه مع الهام

نوال: طاب اخد غويشه من دوله؟

عوف: خدي بس اوعاكي تشوفها ف يدك

نوال: له هدسها

عوف: والواد ولدها هملوه يبكي من الجوع لغيت مايموت

نوال: ميغور ف داهيه المهم الدهب

عوف: هروح اشتري التلفون عشان اصور البنته وانزلهم

نوال: يخربيها هتبيع بناتها؟

عوف: واحنا مالنا امها ساكته ومرت ابوها منطينه

نوال: بس الهام ديه ملعونه

عوف: ده كمان هسجلها وهيا بتجول انها موتت الواد وهتبيع البنته عشان أزلها بالتسجيل واخد منها كل اللي انا عاوزه

نوال: مش ساهل انته

عوف: وهجيب كمان ورجه واخليها تمضي عليها واجولها ورجه جوازنا بس انتي اوعاكي تخربطي اي حاجه فاهمه؟

نوال: حاضر حاضر عدس بترابه وكله بحسابه

عوف: ايوه كده وكله ليكي انتي وولدك

ام عوف: وبعدين بجا ف الواد الزنان ديتي

عوف: دخليه جوه ف اخر اوضه لغيت ميجطع النفس انا هروح ابجا اجيب التلفون

نوال: هاتلنا حاجه حلوه معاك

عوف: هجيبلك مانجه واجيب لالهام عنب ومانجه

ام عوف: ايوه كده ارسم وخطط

عوف: الا جوليلي صح يا اما هيا الهام تعرف ان الشجه ديه تمليك؟

ام عوف: مش عارفه

عوف: طاب ابجي جسي نبضها عشان لو كانت مش عارف هنبيعو الشجه

نوال: هتبيعها ازاي؟

عوف: بسيطه هزور امضه عابد

ام عوف: بالنص

عوف: طبعا بس اعملي زي مجولتلك

ام عوف: هروحلها دلوك واعمل حالي فرحانه عشان هتتجوزك


(أما جميله كانت قد وصلت قريبا من منزل عياش ومعها ملك)

ملك: انا هكلم عبدالرحيم أقوله أنك معايا بس اوعي تلخبطي الدنيا

جميله: صدقيني نفسي اخنقه بأيديا دول بس ما باليد حيله


(لتتصل ملك بعبدالرحيم)

عبدالرحيم: كله تمام؟

ملك: شربتهولها وهيا دايخه خالص

عبدالرحيم: هبعتلك شمش

ملك: انا قريبه من البيت ابعته بسرعه

عبدالرحيم: جوامك اهو


(لتغلق ملك الهاتف مع عبدالرحيم)

ملك: خلاص يا ستي شمس جاي اهو


(لياءتي اتصال ل جميله)

جميله: ايوه يا استاذ حسن

حسن: جميله في شبكه علي النت لبيع الاطفال وعاوزك تعملي تحقيق صحفي عنها

جميله: بيع اطفال؟ ايه ده معقول فيه كده؟

حسن: اه فيه اكتر من كده اظن بقا انتي استمتعتي باجازتك عاوزين شغل بقا

جميله: بحسره اه فعلا استمتعت اوي

حسن: هبعتلك الايميل اللي بيستقبل طلب بيع الاطفال ف لينك علي الواتساب

جميله: تمام ابعت

حسن: ديه شكلها مافيا كبيره عاوزين تنقذ الاطفال منها

جميله: حاضر ربنا يقدرنا عليهم


(لتغلق جميله الهاتف مع حسن)

جميله: في نفسها هو ده وقته يارب

ملك: فيه ايه؟

جميله: مطلوب مني تحقيق صحفي ولازم اعمله

ملك: هتعمليه جميله ازاي بقا وانا هبقا مخطوفه؟

جميله: سيبي الموضوع ده عليا انا

ملك: خلاص اما نشوف


ملك: شمس جاي اهو

جميله: والله ما بطيقه بس هعمل ايه

شمس: ازيك يا جميله

جميله: الحمدلله

شمس: بصي انتي هتعملي نفسك جميله عارفه ملك قالتلي كاءني واخده مخدر

شمس: خلاص طيب

ملك: طبعا انا معاكم

شمس: اه كل حاجه تمام الجهاز معاكي يا ملك؟

ملك: اه جهاز تصوير وتسجيل بس كان ليا طلب

شمس: جوللي طلب ايه؟

ملك: المفروض ان جميله عندها تحقيق صحفي ولازم تغطيه

شمس: كده مش هنطلعو الجبل اجولكم اصبروا


(ليتصل شمس بوالده)

شمس: اه يا أبا انا ليا رءي تاني ف موضوع جميله مش هنطلعو الجبل انا ها أخدها علي البيت الغربي بتاعك عشان اعذبها علي مذاج وكمان اول بكان هيدورو فيه الجبل

عبدالرحيم: ما انا بجولك انا جولت لعجور

شمس: يعني انته يا ابوي عاوز ملك تطلع الجبل وانته خابر زين أن الجبل فيه رجاله مطاريد كتير وبجالهم زمن مشافوش حريم نجوم نطلعلهم ملك تاجي ازاي بس ديه

عبدالرحيم: أخص علي عجلي كت هضيع عروستي بيدي

شمس: جول لعجور هما يومين وانا اللي هجيبله عز وعياله مكتفين يعمل فيهم ما بداله

عبدالرحيم: عافيه عليك راجل زي ابوك متسيبش حجك وانته بقا هتاخد البت البيت الغربي عشان تتشاجي زي ابوك

شمس: له يا أبا انا حرمت الحريم علي نفسي بعد روضه

عبدالرحيم: فجري زي عجور هو كمان حرم علي نفسه الحريم بعد مرته امال هتاخدها هناك ليه؟

شمس: مجولتلك عشان ملك وكمان عشان اربيها براحتي وملك عروسه ابوي تبجا ف الحفظ والصون

شمس: ولما نخلصو من الكل انا بجا اللي هجوزك ملك

عبدالرحيم: والله انته راجل ياشمش

شمس: هاذا الشبل من ذاك الاسد

شمس: هات بجا المفتاح جبل الحزينه ديه متفوج وتجرسنا

عبدالرحيم: خلي بالك علي عروسه ابوك

شمس: ف عيني يا كبير البلد كلها

عبدالرحيم: بفخر هبجا الكبير علي الكل وارميلك جدك ومرته ف دار مسنين

شمس: ايوه كده عشان يحرم يجول هكتب كل حاجه لعز افندي وعياله

شمس: اصل عز ناجص فلوس وكمان هطلب منيه حلوان عشره مليون جنيه عشان ارجع بته ليه

عبدالرحيم: ما انته لوحددتهم ف التلفون هيعرفو صوتك

شمس: وديه تفوتني بردك يا أبا جيبت تلفون بيغير الاصوات

عبدالرحيم: مش بجولك فارس انته كيف ابوك بس ابجا شيعلي صور للبت وانته بتعذبها

شمس: ده اناهوريها النجوم ف عز الضهر

عبدالرحيم: مبلاش عز ديتي

شمس: اصبر بس مش هيبجا فيه حاجه اسمها عز تاني

عبدالرحيم: يافرحه جلبي يا اما

شمس: ياله بجا انته روح البيت عشان لما أكلمهم تكون انته جاعد وسطيهم

عبدالرحيم: ياريتك حطيت يدك ف يدي من زمان ياشمش

شمس: كله باءوانه يا أبا انا رايح بجا اوريها الحجيم كله


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي 

بارت 30

شمس: خلاص تجدري تنفذي مهمتك

جميله: طاب ممكن اطلب منك طلب

شمس: بت انتي طلباتك كترت جوي

جميله: بس متقولش بت جاتك القرف

شمس: انا جاتني الجرف

ملك: بس بقا اسكتو شويا

شمس: طاب خلصي ف يومك ده، عاوزه ايه؟

جميله: عاوزاك تروح البيت تجيبلي اللاب توب بتاعي

شمس: شغال عنديكي؟ انا عاوزه شمش المحمدي يروح يجيبلك السخماط بتاعك؟

جميله: عنك ما روحت، انا هخلي ادهم يجيبهولي، ولا الحوجه ليك، انسان مستفز

ملك: مينفعش ادهم يجيبه

جميله: ما انتي شايفه اهو مش راضي يجيبهولي وعمال شمس وقمر

شمس: لمي لسانك بت بارده

ملك: خلاص هروح انا

جميله: انتي لاء برده

ملك: معلش ياشمس ديه خدمه انسانيه، عشان تعمل ايميل وتدخل علي العصابه دول بيبيعو الاطفال أعضاء

شمس: اعوذو بالله، خلاص هروح اجيبهولك، حطاه فين حضرتك؟

جميله: ف الجناح بتاعنا

شمس: خلاص، هوديكم البيت الغربي واروح اجيبهولك

جميله: شكرا ليك

شمس: مش عشانك، ده عشان العيال الغلابه

جميله: قليل الذوق

شمس: بتجوليلي حاجه؟

ملك: مقالتش

شمس: طاب ياله اركبو خليني اوديكم، ربنا يخلصني منيكي علي خير

جميله: ال يعني انا اللي عاوزه اقعد معاك، ياله يومين ويعدو

ملك: والله لو بطلتو نقار ما انا رايحه معاكم

شمس: ما انتي شايفه طوله لسانها

جميله: اه، وانته يعني اللي ملاك

شمس: خلصي ف دورك

(وبالفعل تركب جميله وملك العربيه مع شمس ليذهبو الي المنزل الغربي، وبعد نصف ساعه كانوا قد وصلوا)


شمس: خشو انتو وانا هروح اجيب اللاب توب

جميله: أنجز مافيش وقت

شمس: والله احلف ما اروح، شغال عنديكي انا

جميله: وانته تطول، انا اصلا مرضاش اشغل عندي واحد جاهل

شمس: مين اللي جاها يا مذيعه نص كم؟ انا معايا دكتوراه ف الهندسه المعماريه

جميله: ايوه هنبدء نكدب

شمس: وانا اكدب عليكي ليه؟ انتي يا بتاعه

ملك: من فضلك يا شمس خلصنا بقا، وأبقت سلملي علي حامد

شمس: حامد مين فيهم؟

جميله: حامد اخويا يا ناصح

(لينظر شمس إلي ملك)

شمس: اه جوللي كده

جميله: من فضلك من تسلملي علي مودي

شمس: مودك مين انتي كمان؟

جميله: حامد الصغير، ابنك

شمس: طيب ماشي، شوفو لو عاوزين حاجه اجيبها لكم

جميله: واحنا يعني نعرف فيه ايه هنا؟

شمس: نفسي اجصلك لسانك الطويل، خلاص هجيب حاجات بالزياده

جميله: شاطر، ياله بقا هوينا وخد الباب ف ايدك

شمس: همشي احسن بدل ما أمد يدي عليكي

جميله: ياله يا بابا

شمس: والله مجنونه رسمي

(ليخرج شمس ويتركهم ويذهب الي منزل جده)


جميله: انكل اسمعني كويس

كمال: خير

(لتقص عليه جميله ماحدث بينها وبين حسن رئيس التحرير)

كمال: لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم، انا هكلم القسم بنفسي عشان يعملو اللازم وهخلي رئيس المباحث يكلمك

جميله: ميرسي يا انكل

كمال: ربنا معاكي يا بنتي

(لتغلق جميله الهاتف مع كمال)


ملك: اناجعانه

جميله: شوفي اي حاجه كليها لغيت ماشمس يجي

ملك: تأكلي معايا؟

جميله: لاء ماليش نفس دلوقتي

ملك: خلاص هااكل انا

جميله: كلي يا مرات عمي، خبر الموسم: زواج ملك القمر من عبدالرحيم السفاح

ملك: بقولك انا هتجوز حضره الرائد حامد عزالدين المحمدي

جميله: ربنا يسعدكم يارب


(أما عند شمس فكان قد وصل إلى منزل جده...)

الجد: جيت ليه؟ بت عمك فيها حاجه؟

شمس: بت عمي عامله زي العفريته، فين عشج ولا بسمه؟

الجد: فوج

شمس: طيب عشان جميله عاوزه اللاب توب بتاعها

(ليخرج عليهم كمال من المكتب)

كمال: اه، عشان عندها تحقيق صحفي

الجد: احنا ف ايه وله ف ايه؟ جميله دي بت بميت راجل

كمال: جميله ديه احسن بنت ف الدنيا، رغم كل ده بتفكر ف غيرها

(لتنزل صافيه ومعها الطفل حامد وهو يبكي)

شمس: مالك يا حبيبي؟

الطفل: عاوز امي

شمس: امك راحت عند ربنا

الطفل: ما انا عارف

شمس: امال عاوزها كيف؟

الطفل: انا عاوز امي جميله

شمس: ماليش دعوه، جميله مين اللي امك؟

الطفل: ايوه امي وبحبها جوي وكانت بتحكيلي حواديت، وامي روضه الله يرحمها جاتني ف المنام وجالتلي أن ربنا عوضني باءمي جميله، وانا بحبها وعاوزها

صافيه: كفاياك بكيه جطعت جلبي عليك

الطفل: طاب هاتولي امي جميله وانا ابطل بكيه

شمس (بحزن على حال طفله): بص، هيا عنديها تصوير ف التلفزيون وهتاجي تاخدك عشان تطلع معاها ف التلفزيون، بس تبطل بكيه وتاكل

(الطفل يسمح دموعه)

الطفل: جد يا أبا؟

شمس: جد يا ولدي

الطفل: انا خلاص هسمع الكلام

شمس: اطلعي يا اما، خلي عشج تجيب اللاب توب بتاع جميله

صافيه: خلي بالك من بت عمك ياشمش

شمس: بتاءفف، حاضر يا اما

(صافيه في سرها): ربنا يجعلها من حدك ونصيبك يا ولدي، يارب

(لتصعد صافيه وتحضر اللاب توب الخاص بجميله)

شمس: هاتي يا اما

الجد: تعالي ياشمش، دجيجه عاوزك

شمس: حاضر ياجد، عن إذنكم

(ليدخل شمس مع جده المكتب)

الجد: خلي بالك من بت عمك ياشمش

شمس: ده هيا اللي تخلي بالها مني، ديه بميت لسان، سبحان ما ربنا يخلصنا من الموضوع ديتي علي خير، معارفش هجعد معاها وانا مش طايجها

الجد: بكره تاجيلي وتجوللي جوزهالي ياجد

شمس: أعوذ بالله، بتتمنالي الشر ليه ياجد؟ انا عمري زعلتك ف حاجه؟

الجد: طاب، بكره نشوفو

شمس: يبجا هتستني سنين كتيره، وربنا يديك العمر والصحه

الجد: طاب، متراهني يا شمش؟

شمس: أراهنك علي عمري

الجد: بعد الشر علي عمرك، هراهنك، يوم متاجي تطلبها مني هجولك له

شمس: وانا عمري مهطلبها

الجد: اما نشوفو

شمس: ديه بت بارده ودمها تجيل

الجد: مخلاص بجا، بس يوم متطلبها مني، هطلع عينك

شمس: عن إذنك ياجد، اروح اشوف النصيبه ديه

(ليخرج شمس من المكتب)

شمس: انا ماشي يا جماعه، ادعولنا

كمال: عز بنت عمك أمانه ف رقبتك

شمس: متجلجش ياعمي

(ليخرج شمس ويتركهم ويركب سيارته وهو يفكر)


شمس (في نفسه): ايه البت اللي الكل عاوزين يلزجوهالي ديه؟ بس مش معجوله، ولدي يتعلج بيها كده؟ والأغرب أن روضه الله يرحمها تاجيله ف المنام، وتاجيلي انا كمان؟ معجول؟ انا جلبي تدخله واحده تاني غير روضه؟ حب عمري وسنيني؟

ايه ده يا شمش؟ انته هتفكر فيها ولا ايه؟ لا لا، أعوذ بالله، انا مبطيجش اجعد معاها دجيجتين علي بعضهم، بس الغربيه حب ولدي ليها، معجوله يكون فيها حاجه انا مش شايفها؟

روضه دلوك روح، والأرواح مبتكدبش، يعني جاتني وجات لحامد ولدنا، وكل حاجه بتجري بتجربنا لبعض

يارب دلني علي الخير


(وها هو شمس يصل إلى المنزل، وأخذ شمس يتصل بجميله)


جميله: ايه، بترن كتير كده ليه؟

شمس: افتحي الباب يا مجنونه

جميله: مش معاك مفتاح؟ مدخلتش ليه؟

شمس: عشان فيه حريم ف البيت مثلاً

جميله: اه، صح، عدت عليا ديه

شمس: افتحي لشمس يا ملك

ملك: طيب

(لتفتح له ملك الباب)

شمس: خدي يا ستي اللاب بتاعك اهه

جميله: ميرسي جدا

شمس: العفو

ملك: علي فكره، جميله مكلتش خالص

شمس: ليه يعني؟

جميله: ماليش نفس

شمس: طاب انا جعان، اعملي وكل وناكلو مع بعضينا

ملك: طاب انا داخله جوه

شمس: بيسلم عليكي جوي

ملك: هو مين؟

شمس: حضره الرائد

ملك: بجد؟

شمس: بجد، وانتي يا جميله، حامد الصغير والكبير والكل بيسلمو عليكي

جميله: الله يسلمك، تحب تاكل ايه؟

شمس: اي حاجه وخلاص

جميله: انا هعمل مكرونه بشاميل

شمس: تعرفي تعمليها؟

جميله: اكيد

شمس: اصلي بحبها جوي

جميله: خلاص، هتدوق احلي بشاميل

شمس: طاب الحمدلله، انا جيبت حاجات كتيره

جميله: تمام، هعمل بس تليفون واجي اعمل الاكل علي طول

شمس: اعملي حالك مهمه بجا

جميله: (بحزن) ولا مهمه ولا حاجه، انا بس بحاول انقذ اطفال ابرياء، عارف يا شمس لما بعمل اي حاجه كويسه أو اساعد حد محتاج بفرح اوي بابويا

شمس: تفرحي بعمي ليه وانتي اللي عملتي الخير؟

جميله: بفرح عشان بابا ربانا انا واخواتي تربيه كويسه

شمس: (بحزن) يا بختك انتي وأخواتك بعمي، ونعم الاب، اما انا بجا، ياله الحمدلله، مجادرش اجول عليه حاجه عفشه، ف النهايه هو ابويا، كان نفسي يكون اب زين افتخر بيه جدام الدنيا كلها، مش اخجل كل متاجي سيرته

جميله: احنا مش بنختار اهلنا، لكن احمد ربنا أنك تربيه جدو حامد الكبير بذات نفسيه، يا واد عمي

شمس: (يبتسم) وكمان بتتكلمي صعيدي؟

جميله: ما اهو انا صعيديه، وكنت ف المدرسه والجامعه دائما اقول لاصحابي اني صعيديه وليا الفخر

شمس: للدرجه فخوره انك صعيديه؟

جميله: تعرف اني كنت وانا صغيره بقول اني هتجوز راجل صعيدي؟

شمس: واش عجب يعني؟

جميله: عشان الراجل الصعيدي لما بيحب، بيحب بجد، وكمان علي اد ما هو شديد، إنما قلبه قلب عصفور، حنين

شمس: وكمان بتجوللي شعر؟

جميله: علي ادي يعني

شمس: تعرفي اني بكتب اشعار؟

جميله: جملة مش باين عليك

شمس: له، ده انا بحب نزار قباني اوي، حتي انا اللي مسمي اخويا نزار علي اسمه

جميله: طاب متسمعني؟

شمس: كنت كاتب شعر ف روضه الله يرحمها جبل متتجوز

جميله: سمعني طيب

شمس: كنت بجول

تعالي وقف بنا يا ساري

كي اريك بديع حبيبتي الغالي

خلقها الله للحب

وهيا للحب أيضا تباري

فحبيبتي ليلي ونهاري

أقسمت بجمال عينيها

أني لن احب غيرها

وهيا لا تبالي

جميله: الله، ده شعر جميل اوي، انته اللي كاتبه؟

شمس: اه، جبل معرف أنها هيا كمان بتحبني، بس منهم لله، حرموني منيها

جميله: زي محرموني من...

شمس: كملي

جميله: انتي فعلاً كنتي بتحبيه؟

جميله: انا فتحت عنيا علي حبه، كان كل حاجه ف حياتي، بس الغريب أنه جاني ف المنام

شمس: باستغراب: وجالك؟

جميله: عيشي حياتك والعوض جارك

شمس: وعرفت منين؟ انا محكيتش لحد

جميله: عشان روضه جاتني ف المنام وجالتلي نفس الكلام

شمس: مش غريبه ديه

جميله: مش عارفه، هروح بقا اعمل كام تليفون

شمس: والمكرونه بالبشاميل؟

جميله: هعملها، وهعمل معاها كمان بوفتيك

شمس: انما ايه، حكايه

شمس: تعرفي اني بحب البوفتيك جوي، بس محدش كان بيعرف يعمله

جميله: عيب عليك، انا هعمله

شمس: اتهوي بقا عشان اشوف شغلي

جميله: ليه كل كلامك كده؟

شمس: ازاي يعني؟

جميله: يعني أنجز، اتهوي، فيه بنت المفروض انها متعلمه تعليم عالي تجول كده؟

جميله: ديه لغه الشارع، وانا مذيعه وصحفيه، وطول النهار ف الشارع

شمس: جميله، بقولك كفايه رغي، واحنا بناكل، ابقا ارغي براحتك

(ليضحك شمس)

شمس: بجول مجنونه، محدش مصدجني

جميله: ايه ده، انته بتضحك؟

شمس: ماهو حنانك بيضحك

جميله: مع انك بتقول عليا مجنونه، بس مش هزعلك

شمس: ليه يعني؟

جميله: عشان ضحكتك حلوه



الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الرابع والثلاثون من هنا



الفصل الأول حتى الفصل العاشر من هنا



تعليقات

التنقل السريع
    close