رواية اوجاع الماضي بقلم الكاتبه سلوي عوض الفصل الاول حتى الفصل العاشر بقلم الكاتبه سلوي عوض حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية اوجاع الماضي بقلم الكاتبه سلوي عوض الفصل الاول حتى الفصل العاشر بقلم الكاتبه سلوي عوض حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
لكل بيت حكاية، ولكل قلب وجع دفنه الزمن بين أنفاس الأيام. ولكن بعض الأوجاع لا تموت، بل تبقى تنبض في الظلال، تنتظر لحظة لتطفو على السطح، فتقلب السكون عاصفة.
في قلب الصعيد، حيث تتوارث العائلات المجد كما تتوارث الأسرار، وُلدت الحكاية. هناك، بين جدران بيت البدري، يسكن ماضٍ لم يُروَ بعد، ماضٍ ترك ندوبًا على الأرواح، وخلف وجعًا لا يزول. وفي ذلك البيت، كان الغدر يأتي من أقرب الناس، من أولئك الذين يفترض بهم أن يكونوا الأقرب حمايةً، لكنهم تحولوا إلى خنجر في ظهر الأمل.
"أوجاع الماضي" ليست مجرد قصة، بل هي مرآة تعكس كيف يمكن لذكرى واحدة أن تهدم ما بناه العمر، وكيف للحقيقة أن تُحرر أو تُدمر، حسب من يملك الجرأة ليُخرجها للنور. لكن في هذا الطريق، نجد أن الغدر يمكن أن يأتي من أكثر الأشخاص براءة، من الأشقاء الذين يفترض بهم أن يكونوا الحصن، فيتحولون إلى أعداء دون رحمة..
#اوجاع_الماضي
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 1
في صعيد مصر، حيث الأصالة تمتزج بعبق الأرض الخضراء والقلوب البيضاء، يقع منزل قديم وعريق يُعد من أقدم وأعرق منازل الصعيد، يشبه في هيئته القصور القديمة. إنه منزل عائلة البدري، تلك العائلة الصعيدية الأصيلة.
تتكون الأسرة من الجد حامد البدري، والجدة جميلة الصاوي، والابن الأكبر عبد الرحيم البدري وزوجته صفية البدري، وبطل قصتنا شمس البدري، إضافة إلى أخته رضوى البدري، وأخيه نزار البدري.
رضوى متزوجة من عابد عبد العال، وهو من أقاربهم وإن كانت قرابة بعيدة. أما شمس، فهو متزوج من روضة، ابنة خال والدته، وقد أنجب منها ولداً أسماه "حامد" تيمنًا بجده الكبير، حامد البدري.
________________________________________
في الساعة الثامنة صباحًا في جناح "شمس"، كان شمس يرتدي ملابسه، وبينما ينتهي من ارتدائها، حاول أن يوقظ زوجته روضة:
شمس: "بت يا روضة، انتي يا أم النوم..."
ثم يحدث نفسه:
شمس: "والله ما عارف يا أخي بتجيب النوم ده كله منين. تجول البت بتعزج طول النهار. صبّرني يا رب..."
ويعود ليناديها مرة أخرى:
شمس: "انتي يا أم النوم، قومي فوجي شوفيلي مداسي فين."
وكل هذا وروضة لا تزال مستغرقة في النوم.
شمس: "أمري لله، أدور عليه أنا... الاسم متجوز، بس متجوز ازاي وأنا بجوم لحالي وألبس لحالي، والست مخمودة ليل نهار."
بحث عن حذائه، فوجده، ثم انتعله ونزل وهو مهموم، ليجد والدته "صافيه" تلاعب "حامد" ابنه.
شمس: "صباح الخير يا أما."
صافيه: "صافية، صباح النور يا شمس. مالك؟ وشك مغبر ليه يا ولدي من صباح ربنا؟"
شمس: "مافيش يا أما... جدي فينه؟"
صافيه: "جدك وأبوك جوه في المكتب. ياك مشايفش حامد ولدك ده؟"
شمس: "لمؤاخذة يا حامد، تعالَ يا حبيبي."
يحمل ولده على يده ويقبله:
شمس: "والله يا أما تعبت... البت ليل نهار نايمة، حتى لو الدنيا اتغفلجت حواليها، برضك نايمة... في غيبوبة."
صافيه: "مرتك حالها ماعاجبنيش... خست النص يا ولدي."
شمس: "سألتها مرة من شهرين بالصدفة، لجيتها صاحيه، قلتلها: إيه خسسك كده؟ جالت: عاملة ريجيم... جال عاوزه تبجى حلوة في عيني... قلتلها: وهو أنا بشوفك من أصله؟ مافيش يا أما، دجايج وراحت في النوم."
صافيه: "ابجى خدها يا ولدي واكشف عليها، شكلها عيانه ومجايلاش."
شمس: "عيانة كيف يا أما؟"
صافيه: "معرفاش... ديك النهار جاتلها البت هدي اللي شغالة في الأجزخانة، وكان معاها علاج، واختك حاسبتها وخدته منيها وطلعته لمرتك، ولما سالتها اتلجلجت في الكلام، وجالتلي: علاج جال بيخسّوا بيه... بس حسيتها كذابة."
شمس: "طيب يا أما، أشوف جدي وأبوي، وبعدين ابجى أشوف حكايتها إيه ديه كمان... آه يا أما، بجولك طلعتوا الفطور لجدتي جميلة؟"
صافيه: "وديه تفوتني برضك يا ولدي؟"
شمس: "كتر خيرك يا أما... طيب، ولدك قلبه غطس من الجوع."
صافيه: "اسم الله عليك يا حبيبي، وإيه اللي مجعدك بالجوع؟ من قلة الوكل عندنا يعني؟ ده حتى الحمد لله، الخير كتير جوي."
شمس: "له يا أما... جيت عشية، جولت أتعشى مع مراتي وأجعد معاها شوية... جعدت أصحي فيها، وبعدين تعبت ونمت جارها، وهي ولا هي هنا."
صافيه: "حالا يا ولدي نجهزوا الفطور."
شمس: "آه يا أما، بالعجل، عشان عندي حاجات كتيره جوي النهارده."
صافيه: "حاضر يا حبيبي."
فجأة، يسمع شمس صوتًا عاليًا:
شمس: "إيه الصوت العالي ده؟"
صافيه: "مش عارفة... ده باين أبوك وجدك بيتعاركوا... استرها يا رب."
شمس: "خدي حامد، وأنا هشوف مالهم."
صافيه: "ربنا يهدي."
يدخل شمس المكتب على جده وأبيه.
شمس: "حسكم عالي ليه من صباح ربنا كده؟"
جده: "أبوك يا شمش هيجصف عمري بعمايله."
عبد الرحيم: "وانت يعني بيجرالك حاجة؟ ما انت كيف السبع أهه."
شمس: "عيب كده يا أبوي."
عبد الرحيم: "إيه؟ هتعلّمني الأدب يا واد؟"
صافيه: "آه، ما العيب مش عليك، العيب على اللي عملك كبير علينا ومسكك كل حاجة."
حامد: "أخص عليك، وعلى تربيتك... كبير سن، صغير في التربية والأدب."
عبد الرحيم: "اسمع، أما أجولك... حياتي وأنا حر فيها."
أبوه: "حياتك وحدك، انت حر فيها، أما اسم عيلتنا اللي شجيت عشان أكبره وأعملكم أملاك يتحاكى بيها الصعيد كله، ليكش فيهم حاجة. غور من جدامي... حسبي الله ونعم الوكيل فيك."
عبد الرحيم: "انت بتدعي عليا جدام ولدي؟"
حامد: "وأضربك بالمداس كمان."
عبد الرحيم: "مالك انت بيا؟ أتجوز ولا اتهبب على عيني؟ دخلك إيه انت؟"
شمس: "تتجوز كيف يا أبوي؟"
حامد: "جول لولدك الكبير اللي عريتنا وسط الناس. أبوك كل أسبوعين يتجوز عيله صغيرة ويطلجها ويتجوز غيرها... البيه ولد حامد البدري حط راسنا في التراب. رجالة البلد بجيو يخبّوا بناتهم منيه، خايفين، أحسن يلف عليهم."
عبد الرحيم: "كذب اللي جالك كده... كداب، وعاوز يوجع بينتنا."
حامد: "انت اللي كدّاب وضلالي وباطلي."
يفتح درجًا من أدراج المكتب، ويخرج منه أوراقًا كثيرة.
حامد: "تعالَ يا شمش، شوف... وأجرا... كل ديه عقودات جواز باسم أبوك... شوف، اتجوز كام مرة، وخلى سمعتنا في التراب."
عبد الرحيم: "انت جيبت العجود دي منين؟"
حامد: "من المحامي الفاسد اللي زيك."
عبدالرحيم: آه، جول بجى ، إنت ممشي ورايا جواسيسك في كل مكان. عاوز مني إيه؟ متهملني لحالي. إنت إيه؟ مكفاكش كل اللي عملته فيا؟
حامد:عملت إيه فيك؟ ربيتك أحسن تربية، علمتك، ومسكتك حالي ومالي، بس إنت اللي منفعتش في حاجة طول عمرك، ملعون زي أمك.
عبدالرحيم: آه، أمي اللي موتها بجهرتها لما اتجوزت عليها جميلة اللي راجدة فوج وعملتها ست البيت. والبلد كلها
حامد : أنا كان من حاجي أتجوز، إمك مكانتش مريحاني.
عبد الرحيم : آه، عشان كانت فجيرة على كد حالها، وعاشت معاك في المرار كله، وأول ما ربنا اداك، روحت اتجوزت عليها.
حامد: عمري ما ظلمتها ولا ظلمتك، بس إنت طالع زيها بالضبط، نكار خير. أمك اللي أول ما ربنا اداني، سرجتني. أيوه، سرجتني، وكانت بتودي لناسها. أمك اللي بتقول ماتت بجهرتها، كانت بتحول كل حاجة على بيت ناسها. ولما قلت لها نفسي نخلف ونجيب أخ أو أخت، قالت لي "له، أنا معايزاش عيال منك تاني، روح اتجوز." أمك كان كل همها الفلوس والأرض، حتى الدهب اللي جبتهولها كله ودته بيت ناسها.
شمس: كل ده جري يا جدي.
حامد: وأكتر كمان يا ولدي. بس أعمل إيه في خلفه العار.
عبدالرحيم: إنت اللي طول عمرك ظالم ومفتري، إيه ده؟ حتى الموت مجادرش عليك.
شمس: أبوي، عيب الكلام ده. ربنا يديله الصحة وطول العمر ويخليه لينا.
الجد: سيبه يا شمس. الحمد لله إنك إنت وخيك ما طلعتوش زييه.
عبدالرحيم: آه، طلعولك.
حامد: يلا بينا يا شمس، نهمل البيت باللي فيه ونروح نفطر عند عمتك إكرام.
عبدالرحيم: إكرام؟ هي اللي بتك، يعني أنا واد الفجيرة مش واد جميلة.
حامد: طول عمرك جلبك أسود، طالع لأمك، كانت زيك تكره الخير لكل الناس.
شمس: ما يصحش كده يا أبوي، إنت غلطان من ساسك لراسك، اللي عملته غلط وعيب وحرام، كمان إنت مش صغير على عمايلك دي.
عبدالرحيم: والله عال، ما عادش غيرك كمان. آه، ما إنت ولده مش ولدي. أنا مخلفتش، كلكم خلفه تمرض،
حامد: خلفه تمرض. ليه إنت مخلف رجاله ورجاله محترمين، وبدل ما تجولهم ما يعملوش الغلط اللي إنت بتعمله؟ ذنبها إيه مرتك تجهرها؟
عبدالرحيم: آه، مرتي، مرتي اللي اتجوزتها عشان أستر عليها. لما ولدك هرب
حامد: كلمه تانيه وهضربك بالنار. إنت إيه؟ حدش جادر عليك، غور من جدامي، الله يلعنك في كل كتاب.
شمس: تستر على مين؟ وولده مين اللي هرب يا أبوي؟ هو إنت يا جدي عندك حد تاني غير أبوي وعمتي؟ ولو فيه، هو فين؟
الجد: اعمل معروف يا شمس يا ولدي، تعال نهمّلو البيت ونمشي من وشه. تعال نروح لعمتك نفطر عندها ونجعد معاها. أنا لو قعدت أكتر من كده هنا هموت.
شمس: حاضر يا جدي، بس فهمني فيه إيه.
الجد: بعدين يا شمس، هجولك بعدين.
شمس: أمرك يا جدي.
ليخرج شمس مع جده متجهًا إلى دار العمة إكرام، وهنا صافيه توقفهم:
صافيه: "على فين مش هتفطروا؟"
حامد: "يا بتّي، افطري إنتِ وصحي بتك وعيالها وافطري."
حامد الصغير (الطفل): "أنا هروح معاكم عند عمتي إكرام."
صافيه: "وتسيب جدتك؟"
الطفل حامد (بأدب): "يا جده، أنا هروح معاهم عند عمتي، أقعد شويه صغيرين وبعدين أجي أقعد معاكي عشان حرام، هي ما عندهاش عيال، لكن حضرتك عندك عيال عمتي رضوي وأنا كمان."
الجد: "الله أكبر عليك يا حامد يا صغير، طالع فصيح اللسان وحلو الجلب، ربنا يحرسك."
شمس: "طيب، تعالى يا حبيبي."
يفرح الطفل: "يلا بينا!"
ليخرج الطفل مع والده وجده إلى منزل العمة إكرام.
أما في المنزل، يخرج عبدالرحيم من المكتب ليجد صافيه.
عبدالرحيم: "يا فتاح يا عليم، صباح إيه المجندل دي؟"
صافيه: "وأنا، كلمتك؟"
عبدالرحيم: "جومي، عاوز أفطر لحالي."
صافيه: "حاضر، أقعد أفطر نفسك مفتوحة جوي بعد عمايلك دي كلها."
عبدالرحيم: "اخفي من جدامي، روحي عند بتك ولا اترزعي في أي مكان بخلجتك اللي تسد النفس دي."
صافيه: "كتير خيرك، أنا طالعة أقعد مع أمي جميلة."
عبدالرحيم: "غوري، داهية تاخدك وتاخدها."
صافيه: "ربنا يهديك، صبرني يا رب على ما بليتني بيه."
عبدالرحيم: "بتبرطمي، تقول لي إيه؟ أجوملك أكسر راسك."
صافيه: "لا بجول ولا بعيد، أنا جايمه خالص من جدامك."
عبدالرحيم: "ياكش، تجيكي شوطة تجصف عمرك."
________________________________________
أما عند إكرام، كان شمس وجده وولده وصلوا.
إكرام: "الله أكبر، الغاليين عندنا، يا مرحب، يا مرحب، والدها مرحب بيكي يا بتّي."
شمس: "بقولك يا عمة، جعان وعاوز أفطر، ما جادرش."
إكرام: "من عيني، بس أسلم على نوارتنا."
حامد الصغير: (تحمل إكرام حامد الصغير على يدها) "حامد، اتوحشتك جوى يا عمة."
إكرام: "جلب العمة، يا ناس،
شمس :خلصي ياعمتي ."
إكرام: "من عيني، حظكم حلو، لسه خابزين عيش
شمسي هروح أجسملك رغيف واحشيهولك سمن وسكر زي زمان. على ما نحضر الفطور."
شمس: "بالعجل، يا عمة
إكرام :اسم الله عليك، كيف يا ولدي تهمل حالك جعان جوي كده؟"
والدها: "منه لله. عبدالرحيم
"إكرام :ماله يا أبوي؟"
شمس: "يا أبوي، يا عمة، أروح أشوف لي مكان تاني أفطر فيه؟"
إكرام: "له خلاص، جوامك، أه."
لتذهب إكرام لتحضر الفطور، ومعها حامد الصغير.
حامد: "يا عمة، فين إبراهيم صاحبي؟"
إكرام: "راح مع عمك عبد الكريم الجامع."
لتنادي إكرام على عايده التي تساعدها في أعمال المنزل.
إكرام: "عايده، يا عايده، تعالي، خدي حامد الصغير، فرجيه على الجنينه."
عايده: "حاضر يا خاله."
ليفرح حامد.
عايده : تعالى يا غالي،"
ليسألها حامد: "أمال فين زينب بتك يا خاله؟"
عايده: "زينب كانت بتلعب هنيه، بس الحج عبد الكريم جالها: 'احفظي الفاتحة وهجيبلك حلاوة.'"
حامد: "طب، عاوز ألعب معاها."
عايده: "حاضر، هنادملك عليها."
لتنظر خلفها لتجد ملك فرحانة.
زينب: "أما أنا حفظت الفاتحة وصورة الإخلاص كمان."
عايده: "شاطرة كده، عمك عبد الكريم هيجيبلك حلاوة."
حامد: "أنا حافظ كتير."
زينب: "عشان إنت كبير، إنت عندك 8 سنين وأنا عندي 6 يعني أكبر مني بسنتين."
حامد: "شاطرة، بتعرفي تحسبي؟"
زينب: "آه، أنا بروح المدرسة مع إبراهيم أخوي."
عايده: "الحج عبد الكريم والحاجة إكرام الله يراضيهم دخلوا المدرسة ومتكفلين بيهم."
حامد: "بفصاحة: تعرفي يا خاله، اللي يتكفل بيتيم، يجاور النبي محمد عليه الصلاة والسلام."
عايده: "عليه أفضل الصلاة والسلام."
زينب: "عليه أفضل الصلاة والسلام."
حامد: "تعالي بجا نلعبوا شوية."
زينب: "أروح ألعب معاه يا أما؟"
عايده: "روحي يا حبيبتي، بس جدام عيني، متروحيش بعيد."
زينب: "أنا هفرجك على الكتاكيت اللي أنا بربيهم."
حامد: "إنتي عندك كتاكيت؟"
زينب: "آه، وجربوا يكبروا."
_________________________________________
في القاهرة - منزل عز البدري
نجد حامد:
حامد: أنا جيت يا بشر، محدش هنا ولا إيه؟
أدهم (أخوه): وبعدين بقى ف الدوشه ديه، أنا لسه راجع من ساعه ولسه كنت طالع أريح.
ليخرج عليهم أبيهم عز: مالكم يا أولاد؟ فيه إيه؟
حامد (بفخر): باركلي يا زيزو، ابنك بقى رائد.
عز (بدموع وفرحة): ألف مبروك يا حبيبي، عقبال ما أشوفك لواء.
أدهم: مبروك يا ميدو، كبرتي يا أختي وبقيتي رائد.
ليمسكه من خدوده الحلوة: كبرت يا أولاد.
حامد: بطل بواخه، عيل غتت أوي.
أدهم: أنا عيل؟ ده أنا يا ابني أدهم عزالدين البدري، طيار محصلتش.
عز: ربنا يباركلي فيكم يا أولادي.
أدهم: فينك يا جميلة؟ تسمعي زيزو؟
عز: كلكم غلاوة واحدة ف قلبي. تعرف يا حامد؟ نفسي جدك هو اللي يعلّقلك الكتافات.
حامد: جدو تاني يا بابا؟ ما حضرتك قولت إنه غضبان عليك.
عز: ربنا يهدي النفوس يا ابني. أمي وحشتني أوي، وعمتك إكرام كمان وحشتني أوي.
تعرفوا يا أولاد؟ إكرام أختي ديه أحن وأطيب قلب ف الدنيا.
أدهم: تعرف يا بابا؟ أنا حبيت عمتو إكرام أوي ونفسي أشوفها.
ليخرج عز المحفظة ليُخرج منها صورة تجمعه بأمه وبإكرام، ليشير على إكرام:
عز: هي ديه يا سيدي، عمتك إكرام، كرمله جلبي.
حامد: إيه يا زيزو؟ انت قلبت صعيدي؟
أدهم: بس عسل ف الصعيدي يا زيزو، وعمتو إكرام شكلها فعلاً جميلة وطيبة أوي، وكمان تيته قمر أوي.
عز: ربنا يجمعنا بيهم على خير.
_______________________________________
في الصعيد - منزل إكرام
نجد الجد يتحدث إلى شمس:
الجد: افتح التلفزيون يا شمش، ميعاد برنامج المذيعة جميلة.
شمس (يضحك): والله ما عارف يا جد، انت كانك واجع ف غرام المذيعة ديه.
الجد: ماعرفش يا شمش، أول ما بشوفها جلبي بيفرح، وكان الدنيا كلها بتضحكلي.
شمس: حاضر هنفتحو التلفزيون.
لتأتي إكرام بالإفطار:
شمس: الله يرضي عليكي يا عمه، جلبي غطس من الجوع.
إكرام (بحنان): اسم الله عليك يا جلب عمتك يا شمش، الدنيا كلها.
الجد: اسكتوا بجا، المذيعة الجمر جات أهيه.
ليضحك شمس هو وعمته إكرام:
شمس: أنا كمان يا أبوي بحبها جوي، تحسها كده بتخطف العقل والجلب.
شمس: للدرجة ديه؟ ده جدي مبيفوتش ولا حلجة ليها.
لتطل جميلة على الشاشة بوجه بشوش وتقول:
جميلة: صباح الخير والرضا والجمال على حبايبي ومتابعين برنامجنا "جولة في بلدنا".
طبعاً يا حبايبي، انتم عارفين إننا كنا من يومين في محافظة الشرقية، وشوفنا مع بعض الريف المصري وجماله، وقد إيه بلدنا ناسها طيبين، وقد إيه كرم إخواتنا الشرَقاوية كبير.
والحمد لله كمان ربنا قدرنا إننا نجمع من بلدنا الشرقية تبرعات لإخواتنا المحتاجين.
وأنا بشكرهم طبعاً على حسن استقبالهم لينا وحسن ضيافتهم.
والأسبوع الجاي إن شاء الله جولتنا هتكون في محافظة من محافظات الصعيد الجميلة.
وأول متصل معانا هو اللي هيتكرم ويستضيفنا.
الجد (بحماس): بسرعة بسرعة يا شمش، اتصل بيهم.
شمس: اتصل بمين؟
الجد: بالبرنامج، وجولهم إننا يشرفنا إنهم ياجوا بلدنا.
شمس: أفطر يا جد، أفطر.
الجد: خلص الأول، كلمهم، قبل ما حد يسبق.
شمس: حاضر، أمري لله.
ليتصل شمس بالبرنامج، ليُجيب عليه الإعداد، ثم يحوله على المذيعة جميلة، وكأن للقدر رأي آخر:
جميلة: ألو، مين معايا يا أفندم؟
الجد: معاكي الحج حامد المحمدي من الصعيد.
جميلة (باستغراب): أهلاً وسهلاً بحضرتك.
حامد: ياريت يكون لينا الشرف وتاجوا تزورونا ف الصعيد، ده كان الصعيد كله ينور بيكم والله.
جميلة: شكراً جداً لحضرتك، وبما إن حضرتك أول متصل، فإحنا إن شاء الله هنكون ضيوف على أهلنا في الصعيد.
حامد: تشكري يا ست البنات، تاجوا على راسنا من فوق.
جميلة: الإعداد هيكلم حضرتك عشان ترتيب الزيارة، وشكراً ليك يا حج حامد.
#اوجاع_الماضي
#بقلم_سلوى_عوض
بارت 2
ليتصل شمس بالبرنامج، ليُجيب عليه الإعداد، ثم يحوله على المذيعة جميلة، وكأن للقدر رأي آخر:
جميلة: ألو، مين معايا يا أفندم؟
الجد: معاكي الحج حامد المحمدي من الصعيد.
جميلة (باستغراب): أهلاً وسهلاً بحضرتك.
حامد: ياريت يكون لينا الشرف وتاجوا تزورونا ف الصعيد، ده كان الصعيد كله ينور بيكم والله.
جميلة: شكراً جداً لحضرتك، وبما إن حضرتك أول متصل، فإحنا إن شاء الله هنكون ضيوف على أهلنا في الصعيد.
حامد: تشكري يا ست البنات، تاجوا على راسنا من فوق.
جميلة: الإعداد هيكلم حضرتك عشان ترتيب الزيارة، وشكراً ليك يا حج حامد.
وبعد ما جميلة قفلت مع جدها، فرحت جدًا إنها أخيرًا هتقدر تفرّح أبوها، وإنهم لازم يسافروا البلد، والشمل يتلم تاني. لأنها حاسة بحزن والدها على فراق أهله وبلده، ونفسها تعرف السر اللي خلّى والدها يسيب بلده من زمان أوي، وليه محدش من أهلهم بيزورهم، وليه عايشين بعيد عن بلدهم.
جميلة في نفسها:
"أنا لازم أفهم كل حاجة قبل ما نسافر."
وبتنهي جميلة برنامجها، ويتكلم المخرج:
جميله
"أنا لازم أروح، يا أستاذ"
المخرج
"مالك يا جميلة؟ زي ما تكون في حاجة شاغلاكي، وشكلك اتحوّل بعد المكالمة. لو مش حابة تسافري الصعيد، مش لازم تسافري."
جميلة (بحماس):
"حضرتك بتقول إيه؟ ده أنا ما صدقت!
حضرتك أنا بقالي سنتين بقدم البرنامج وبسافر بلاد كتير، وما صدقت إن المكالمة ديه جات عشان أسافر بلدي!"
المخرج (مستغرب):
"مش فاهم حاجة!"
جميلة:
"أنا جميلة... مش مهم، بعدين هفهمك. سلام بقى!"
وتخرج جميلة من الاستوديو متجهة إلى منزلها.
__________________________________________
أما في الصعيد:
نجد أن الجد فرحان جدًا، وبيقول لشمس:
الجد:
"تعرف يا شمش، أنا الفرحه مش سايعاني."
شمس (ضاحك):
"إيه يا جد! شكلك واجع في البت المذيعة!"
الجد:
"بس يا واد إنت! أنا بس بارتاح لما بشوفها، وشّها مريح جوي."
إكرام:
"تعرف يا أبوي، أنا كمان بحبها ومتابعاها، تحسها بتدخل الجلب على طول."
شمس:
"ده البت ديه على كده ليها جمهور كبير من العيلة. فين الشاي يا عمة؟"
إكرام:
"من عيني، يا جلب العمة."
الجد:
"إحنا هنشرب الشاي ونروح نشوف اللي ورانا.
وانتي يا إكرام، هتيجي معانا البيت عشان توضّبي وتجهّزي، عشان الضيفة اللي جاية."
إكرام (ضاحكة):
"لسه سبوع بحاله يا أبوي!"
الجد:
"السبوع بيفوت جوامك يا بتي."
إكرام:
"من عيني يا أبوي."
شمس:
"يا أبوي، عليكي يا عمة، متجيبي الشاي إلا جدي مستعجل جوي، والود وده المذيعة تيجي دلوقتي!"
الجد:
"والله عال، يا شمش، عما ترمي على جدك بالكلام!
طب، بالعند فيك، آه مستعجل، ونفسي تيجي دلوقتي قبل كمان شوية."
إكرام:
"حاضر، هنشرب الشاي، يكون عبد الكريم جاه وأخد إذنه، وأروح معاكم. أوامرك يا كبير."
شمس (ضاحك):
"واكل الجو من الكل إنتي يا عمة!"
إكرام:
"كده بردك يا شمش؟ الشموش مش لادد عليك. كلام عمتك!"
شمس:
"بضحك معاكي يا كرملة."
وتدمع عين إكرام، وتسرح شمس.
شمس:
"عمة، يا عمة، مالك؟ بتبكي ليه؟"
إكرام:
"هاه؟ مفيش حاجة... ربنا يرد الغايب.
كان دايمًا يجوللي، يا كرملة، جلبي شمس."
شمس:
"مين هو الغايب ده يا عمة؟ اللي الكل بيتحدث عنه؟"
الجد:
"الله يسامحك يا بتي... جلبتي عليا المواجع، وفكرتيني بوجع الماضي."
إكرام:
"وجع الماضي عمره ما هملني، ولا غاب عني لحظة واحدة.
ومصير الغايب يرجع، وتعرف إنك ظلمته يا أبوي. حسبي الله ونعم الوكيل."
الأب:
"بتحسبني على وشي يا بتي؟"
إكرام:
"له، مش إنت يا أبوي...
أنا بحسبن على اللي فرّج الشمل، ووجع جلوبنا، وكان السبب في طعم المرار اللي ساكن في جلبي، وجلبك، وجلب أمي.
اللي من وجعها... أمي رقدت، وما جامتش."
شمس:
"يا ناس، فهموني إيه فيه؟!"
الجد:
"بعدين يا شمش... بعدين يا ولدي."
شمس (بدهشة وقلق):
"بعدين إيه، يا جد؟! أنا مخي هيطج!
يكونش... واحد كان عمتي بتحبه، وإنت رفضته؟!
بس لو واحد كان عاشج عمتي... جدتي تتعب ليه؟!
يا ناس، جُولولي... مين الغايب؟ وعلاقتُه إيه بينا؟
ده حتى أمي جالت لخيتي لما تولدي، سَمّي ولدِك عز... على اسم الغايب!"
الجد (بغضب وقهر):
"خلاص يا شمش! جوّلنا... مش وِجته!
يالا بينا نروّح بيتنا... الله يجازيكِ يا بتي، يا إكرام!"
إكرام (بألم):
"عملت إيه أنا يا أبوي؟! حرام عليك!"
الأب:
"خلاص يا شمش... جاي معايا وله أروح وحدي؟"
شمس (بقلب مكسور):
"بقلّة حيلة... جاي معاك يا جد."
إكرام:
"طَب، اصبروا! لما تشربوا الشاي، ويكون عبد الكريم جاه."
الأب:
"ما كنا هنقعد نستنّوه!
بس إنتي اللي نبشتي ف الماضي... ووجعه."
ليدخل عبد الكريم:
عبد الكريم (بابتسامة):
"يا مرحب! أنا أجول... البيت منوّر!"
شمس (مبتسم):
"منوّر بيك يا عمي!"
الجد:
"يالا يا شمش!"
عبد الكريم (مستغرب):
"هو أنا جيت... وإنتو هتمشوا؟"
الجد:
"له يا ولدي، إحنا بس مستعجلين."
عبد الكريم:
"طب، اجعدوا لما نتغدى مع بعضينا."
شمس (ضاحك):
"فينك وفين الغدا، يا عمي؟!"
إكرام:
"أنا هروح مع أبوي وشمش، أشجّر على أمي، وأجعد معاهم كام يوم... بعد إذنك طبعًا، عشان أبوي جاي له ضيوف من مصر."
عبد الكريم:
"من إذن، روحي واجعدي براحتك، شمس.
وإنت كمان يا عمي، تعالى اجعدلك معانا يومين."
الجد:
"إن شاء الله أخلص مصالحي، وأبجا أجيكم."
إكرام:
"هروح أجهز حالي أنا."
ليدخل حامد الطفل عليهم، ويتحدث إلى والده:
حامد:
"أبوي، ينفع تهملوني؟!
أجعد ألعب هنا مع إبراهيم، وأبجا أجي مع عمي عبد الكريم؟"
ليتغير وجه عبد الكريم، ويتحدث بهدوء:
عبد الكريم:
"وماله يا غالي؟! اجعد، وأنا أبجا أروّحك."
شمس (بحنان):
"مينفعش يا ولدي، لازم تروح معانا، عشان جدتك ما بتعرفش تجعد من غيرك."
حامد (مطيع):
"حاضر، يا أبوي.":
أما في القاهرة، نجد أن جميلة وصلت إلى منزلها، لتصيح بصوتها العالي:
جميلة:
"يا أهل المنزل! جيمو وصلت!"
أدهم (ساخر وهو يضع يده على رأسه):
"يا ربي... الصداع كله جيه!
خشّي يا حلوة، جهّزي الغدا!"
جميلة (متأففة):
"مش فاهمة أنا!
الحمد لله عندنا طباخ وسفرجي، وليه بابا يصرّ إنّي أنا اللي أطبخ بإيدي؟!
لأ... وإيه!
وكل صعيدي ليأتي!"
والدها (داخل فجأة):
"مش عاجبِك يعني؟!"
جميلة (تضحك):
"طبعًا عاجبني يا بوي!
إلا قولي... حضرتك شفت البرنامج بتاعي النهارده؟"
الأب:
"لأ... بصراحة ما شفتوش."
جميلة (تمثّل الزعل):
"كده يعني؟!
على العموم... أنا عندي ليكم مفاجأة حلوة أوي!"
أدهم (بفضول):
"خير يا ست المذيعة؟"
جميلة (منزعجة من مقاطعته):
"بس يا أهبل!
تعرِف يا بوب... مين عمل معايا مداخلة في البرنامج؟ وهيستضيفنا عنده؟"
الأب (مهتم):
"مين يا ترى؟"
جميلة (بحماس):
"جدو حامد!"
الأب (متفاجئ ومذهول):
"بتقولي مين؟!"
جميلة:
"جدو حامد!"
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت 3
جميلة: عز، إنت بتقولّي إيه؟
عز: جميلة، بقولك جدو حامد اتصل بالبرنامج، وأنا كلمته، وطلب إننا نستضيف البرنامج في البلد، وأنا وعدته إننا هننزل الصعيد.
عز: ليه كده بس يا بنت؟
جميلة: مش حضرتك طول عمرك نفسك ترجع البلد، وتشوف تيتة وجدو وعمتك؟ وإحنا كمان لازم نعرف أهلنا، وأهلنا يعرفونا.
عز: نفسي طبعًا... بس خايف من المواجهة.
يدخل حامد
حامد: هو اللي أنا سامعه ده بجد؟ إحنا مسافرين البلد؟
عز: إزاي يعني؟ خلاص يا جميلة، سافري إنتي... ومتعرفيش حد إنك بنتي.
جميلة: ليه يا بابا؟ مش حضرتك كنت دايمًا بتتمنى إن جدي هو اللي يعلّق لي الكتّافات؟
عز: ياريت يا ابني... بس جميلة ما سابتش ولا حاجة!
جميلة: طب حضرتك ليه ما قلتلناش؟ إيه السبب اللي خلاك تسيب البلد؟ وليه جدو والعيلة كلها قاطعينك؟
إحنا عمرنا ما شفنا حد من أهلنا. مفيش غير قرايب المرحومة ماما.
إحنا من حقنا نعرف ليه.
أدهم: حقيقي يا بوب، أوعى يكون عليك تار وهربان منهم؟
يتاخد من حضرة الظابط حامد وميتاخدش منك إنت؟ ليه يا فالح؟
أدهم: لأ، أنا مش فاضي، ممكن بعدين.
جميلة: يا ابني، إنت هتعيش طول عمرك أهبل؟ احكي بقى يا بابا. فعلاً حضرتك عليك تار؟
عز: تار إيه بس... ده موضوع تاني خالص.
حامد: طب، عاوزين نعرفه.
الأب: حاضر، وإحنا بنتغدى هحكي لكم كل حاجة.
حامد: مش وقت غدا يا بابا، عاوزين نعرف.
عز: حاضر...
عز: من حوالي ٣٥ سنة، لما كنت في البلد، كنت خاطب بنت عمي، وكنا بنحب بعض. وجدكم كان فرحان جدًا، خصوصًا لأنها كانت يتيمة، وعايشة معانا.
كانت هي وإكرام أختي أصحاب.
لكن أخويا غير الشقيق... عبد الرحيم.
جميلة: هو حضرتك ليك أخ غير عمتو إكرام؟
عز: آه يا بنتي، أبويا كان متجوز والدته أيام ما كانت ظروفه بسيطة، وخلف منها عبد الرحيم.
وبعدها بكام سنة، لما ربنا وسّع عليه، اتجوز أمي، وكانت من المنصورة، جاية تزور خالها، وأبويا شافها وحبها واتجوزها.
لأن أم عبد الرحيم كانت من عيلة فقيرة وما كانتش حلوة زي أمي، كانت بتغير من أمي، وزرعت في قلب عبد الرحيم كره ناحيتي أنا وإكرام.
ولما ماتت أمي، عبد الرحيم ربيته معانا، بس كان بيكرهنا، ومرضيش يتعلم.
أما أنا دخلت المدرسة، واتعلمت، ودخلت كلية الهندسة، واتخرجت، وخطبت بنت عمي.
وفي يوم كتب الكتاب، جه لي عبد الرحيم وهو بيبكي، وقاللي إنه بيحب صفية بنت عمي، وإنه لو ما اتجوزهاش هينتحر.
صعب عليا أخويا، فسبت البلد كلها، وهربت من غير محد يعرف أنا مشيت ليه، غير إكرام أختي، وحلفتها ما تقولش لحد.
واللي ساعدني كان عمكم بسيوني، ووقف جنبي، واداني عنوان خاله، اللي هو جدكم والد مامتكم، وسكنت عندهم في البيت، واشتغلت معاه، لأنكم عارفين إن جدكم كان مقاول كبير.
وبعدها اتجوزت المرحومة والدتكم، وبقيت أعرف أخبار أهلي من بسيوني.
وعرفت إن عبد الرحيم اتجوز صفية بنت عمي، وخلفوا ولدين وبنت.
لكن اللي وجع قلبي لما عرفت إن أمي ماتت من ساعة ما سبت البلد، وإن أبويا اعتبرني ميت وخد عزاي.
أدهم (ببلاهة): أما قصة عبرة...
حامد: بس يا حيوان! إنت إيه، ما بتحسش؟
أدهم: طيب، ما كنت تقول لجدو إن أخوك عاوز يتجوز خطيبتك، وكنا خلصنا.
عز: جدك ما كانش هيوافق، لأنها كانت أمانة عنده، وكان عارف إن عبد الرحيم مش هيصونها، وده فعلًا اللي حصل.
يعني أنا كده شايل ذنبها.
جميلة: نفهم من كده إن حضرتك ما حبيتش ماما؟
عز: لا يا بنتي، والدتكم الله يرحمها، كانت ونِعم الزوجة، وعوّضتني عن فراق أهلي.
حامد: يبقى لازم نسافر كلنا، وتفهم جدو ليه حضرتك عملت كده.
عز: تفتكروا هيسامحني؟
جميلة: سيب دي علينا إحنا
جميلة: وبعدين حضرتك كنت قاصد خير؟
عز: والله يا بنتي، أنا فعلاً كنت قاصد خير.
قلت إن شاء الله أخويا حاله هيتعدل، وهيبقى بني آدم كويس.
وبعدين دول خلفوا، وشمس ابنهم ما شاء الله بقى كبير البلد، وعندهم كمان نزار وإلهام.
بس للأسف...
عبد الرحيم كسر قلب مراته، وكل شوية يتجوز عليها عرفي، وسمعته وحشة جدًا في البلد.
جميلة: أنا خلاص خدت القرار... وهنسافر كلنا. لازم تواجه جدو يا بابا.
حامد: وأنا مع كلام جميلة.
أدهم: وأنا كيس جوافة وسطكم كالعادة.
عز: خلاص يا أولاد... على خيرِة الله. الظاهر إن الأوان جه... وربنا يستر.
بس تفتكروا جدكم هيسامحني؟
أدهم: أقولك حاجة؟ تاخد كفنك على إيدك وتقدّمه لجدو!
حامد: يخربيت بواختك يا أخي!
عز: يا ابني، إنت إيه؟ الإحساس معدوم عندك؟
جميلة: سيبك منه... اعتبره مش موجود.
أدهم: شايف ولادك يا بوي؟
عز: ما هو بصراحة... إنت عيل بارد.
حامد يضحك: فعلاً، خليه هو اللي يقعد هنا.
أدهم: وأنا اللي كنت هسفّركم طيران!
جميلة: قلبك أبيض يا حبيبي.
أدهم: عشان خاطرك إنتي بس يا جيمو.
بس نسيب عز وأولاده ونروح الصعيد؟!
---
ينتقل المشهد إلى بيت شمس، يدخل الغرفة ليجد زوجته نائمة...
شمس: روضة... قومي يا روضة.
وحشتيني، وعاوز أقعد معاكي.
يا ريت أعرف فيكي إيه؟
يسمع طرقًا على الباب
شمس: خش يا اللي بتخبط.
إلهام (أخته): كنت فين أمال يا شمش؟ إنت وجدك؟
شمس: كنا عند عمتك.
إلهام: طيب، بقولك صح، أخوك نزار اتصل، وقال إنه جاي بكرة، وبيقول إنه نجح.
شمس: طيب، الحمد لله، مبروك! عقبالك لما تولدي ونفرح بولدك.
إلهام: ادعي يا أخويا يطلع ولد... العابد ما بيقوليش غير "يا أم البنات"!
شمس: كل اللي يجيبه ربنا زين يا خيتي
إلهام: آه صحيح، في ضيوف جايين لجدو، وعمتك جات معانا عشان تروّج الجناح المقفول.
شمس: نفسي أعرف الجناح ده بتاع مين.
إلهام: والله ما عارفه، كل ما أسأل حد يقوللي: "ما تنبّش في الماضي، وتقلّب المواجع."
شمس: طيب، مين عز ده اللي كلهم عايزيني أسمي ولدي على اسمه، ما عدا أبوك؟
لما قلتله: هسميه عز، قالي: "قطّع عز واسمه!"
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت 4
الهام (تحط يدها على خدها كأنها بتفكر):
أنا عرفت عز ديته يبجى مين.
شمس:
مين يا أم مخ نضيف؟
الهام:
يبجى خالنا... أخو أمنا.
شمس:
جايز، الله أعلم... بس كيف يبجى خالنا، وعمتك إكرام كانت بتبكي وهي بتتكلم عليه؟
الهام (متلجاها):
كان هيتجوزها وطفش من خلجتها العفشة.
شمس:
احترمي حالك واتكلمي زين على عمتك، بلاش قلة ربّاية!
الهام:
بضحك معاك يا خيي.
شمس:
طيب روحي ساعدي عمتك، خلصي.
الهام:
حاضر، اديني رايحة.
شمس:
صح يا الهام، علاج إيه اللي خدتيه من البِت اللي في الصيدلية؟ وروضة مرّتي بتاخده؟
ليظهر القلق على وجه الهام
الهام:
ده علاج تخسيس... أصل مرتك بتعمل ريجيم عشان تبجى حلوة في عيونك.
شمس:
هو أنا بشوفها من أصله؟ طيب، هو علاج التخسيس بيخلي الواحدة تنام كل النوم دي؟
الهام:
معرفش أنا.
شمس:
طيب روحي، آه صوح... جوزك فين؟
الهام:
عابد؟ جوزي نزل جنا.
شمس:
نزل جنا ليه؟
الهام:
راح يجيب تجاوي للزرع. مسكين جوزي، موخدش نفسه من كتر الشغل، خف عليه يا أخوي، انت شايل الهم كله.
شمس (يضحك):
حاضر، هخف عليه، هبجى أخليه يقعد جارَك ونهملو حالنا عشان يعجبك.
الهام:
خلاص اللي تشوفه يا شمش يحجلك، ما انت الكبير وأبو الواد المتجلع اللي على الحجر.
شمس:
بكره ربنا يديكي واد زيه.
الهام:
هجيب الواد وأجهر الكل!
شمس:
ربنا يعينك على مخك يا خيتي...
---
في قنا – شقة عابد
سناء:
إيه يا عبودي؟ هتبيت معايا النهارده؟
عابد:
يابِت، مش قلتلك لازم أروح عشية عشان أبجى قدّام عيونهم؟
سناء:
قدام عيونهم ولا تقعد جار مرتك الهام؟ أم البنات، هتهملني وأنا حبلى في الواد اللي نفسك فيه، وتروح لها؟
عابد:
والله أنا الود ودي أقعد جارِك طول عمري، بس إنتي خابرة، الخير كله حداهم هناك.
سناء:
آه يا أخوي... تلقاك بتحبها أكتر مني!
عابد:
يابِت، يا مهبّلة، ده أنا روحي فيكي يا نونة.
سناء:
جد يا عبودي؟
عابد:
جد يا جلب عبودك! انتي عارفة إن الهام هي الطريج عشان أكوش على كل حاجة.
سناء:
صح! قولي... لسه الهام بتدي علاج النوم لمرت شمش؟
عابد:
أه، أمال إيه؟ ومخلينها نايمة مدهولة على طول... مبتقومش، وكمان علاج منع الحمل.
سناء:
وطب ومرت شمش معرفاش ده علاج إيه؟
عابد:
يابِت، مش قلتلك؟ خليت الهام تتفق مع دكتور قليل الذمّة، وخدت روضة ليه، وعملت أشعة... والدكتور قالها إنها عندها مرض عفِش ولازم تاخد العلاج ديتي.
سناء:
يا مري عليك! كل دي يطلع منك؟
عابد:
أه، أمال إيه؟ انتي عاوزه شمش يخلف تاني؟ وده بيجيب ولاد!
سناء:
طب... محدش خد باله إنها نايمة على طول؟
عابد:
له، أنا خليت الهام تقولهم إنها بتاخد علاج للتخسيس.
سناء:
وصدّقوا؟
عابد:
أه، صدقوا.
(يتلقى عابد اتصال من الهام)
عابد:
أيوه، قلبي؟
الهام:
بقولك إيه يا عابد، شمش سألني على العلاج اللي روضة بتاخده، أنا خايفة يكشف الملعوب بتاعنا!
عابد:
طيب اقفلي، أنا ساعتين وجاي.
(يغلق الهاتف مع زوجته)
عابد:
نجّيتي فيها يا فالحه، أهو شمش بيسأل على نوع العلاج ديتي!
سناء:
أقولك؟ متخليش الهام تديها المنوّم لمدة يومين، وهي تبجى فايقة، وانتو كده كده بتدوها منع الحمل، يعني مش هتحبل.
عابد:
كلامك صوح... قومي هاتيلي جلابيتي، خليني أروح أشوف الهم ديتي.
سناء:
طب، هتيجني ميته تاني؟
عابد:
بكره هاجيكي، بكره...
---
عند شمش في شقته
(يجلس بجوار زوجته ويحاول أن يوقظها)
شمس:
روضه؟ بت! يا روضه، قومي يا جلب شمش... قومي فوجي واقعدي معاي... نفسي تقعدي معاي يا نور عيني.
معايزكيش تخسي... انتي عاجباني على كده... ومليّه عقلي وقلبي كلّه.
(روضه مستغرقة في النوم)
شمس (يحدث نفسه):
لله الأمر من قبل ومن بعد، أقوم أنزل أقعد مع جدي.
(ينزل للأسفل، يجد والدته مع عمته إكرام)
إكرام:
إيه يا شمش، هي روضة منزلتش معاك ليه؟
شمس:
نايمة يا عمّة...
إكرام:
إيه يا ولدي، حكاية النوم دي كلها؟
شمس:
مش عارف يا عمّة...
والدته:
يكونش يا ولدي عندها تعب في الغدّة؟ الدكتور في التلفزيون كان بيقول الغدة دي بتخلي الواحد ينام كتير، خدها ووديها للدكتور.
(تخرج الهام من المطبخ)
الهام:
يا أمّه، هو علاج الريجيم بيعمل كده، أنا كلمت الدكتور وقال لي خليها توقفه.
شمس:
أوعاكي تخليها تاخده تاني!
الهام:
حاضر يا أخوي.
---
في بيت إكرام
(عبدالكريم يتحدث مع الخادمة عايده)
عبدالكريم:
مرتي الغالية.
عايده:
يا سلام يا أخوي! مرتك اللي مشغلها خدامة وطالع عينها مع إكرام؟
عبدالكريم:
ما انتي عارفة إني مقدرش أعرّف حد بجوازنا، أنا مش إكرام وناسها...
انتي عارفة إني كنت أجري عندهم ورسمت وخططت لغاية ما أبوها جوزها لي، لكن انتي... الحلاوة الطحينية بتاعتي.
عايده (بدلال):
تسلملي يا سيد الرجالة.
عبدالكريم:
إيه؟ فيش حاجة جايه في السكة كده وله كده؟
عايده:
جريب جوي... هتبجى أب!
عبدالكريم:
نفسي أبقى أب بعد ما ضيعت عمري كله مع إكرام العاجر دي.
عايده (تضحك):
طب ما هو عيالي زي عيالك برضك!
عبدالكريم:
عيالك صوح زي عيالي، بس أنا نفسي في واد من صلبي وضهري!
عايده:
هياجي الواد اللي يقولك: "يا أبا عبدالكريم... يا أبوي... يا أنا!"
عبدالكريم:
ده أنا وجتها أرقص من الفرحة!
عايده:
وتكتبلي البيت!
عبدالكريم:
البيت بس؟ ده البيت وصاحبه وكل حاجة يا قطعة الحلاوة بتاعتي!
---
في القاهرة – جميلة ووالدها
جميلة:
يقولك إيه يا زيزو؟ ميعاد السفر بقى بعد بكره.
عز:
مش كان الأسبوع الجاي؟
جميلة:
بصراحة، خليته بعد بكره... لأني نفسي أشوف أهلي أوي، وكمان البِت عشق وحشتني... الجبانة بقالها أسبوع مكلّمتنيش، وتليفونها مقفول!
عز:
آه صح! أنا نسيت أقولكم إن عمك بسيوني عنده نزلة برد شديدة، وعشق خدت البرد منه.
أدهم:
وليه ما قلتش بس يا بوب؟ كنا اتطمنّا عليهم!
جميلة:
ما احنا كده كده مسافرين...
عز:
تعرفوا يا أولاد؟ بسيوني ده أكتر من أخ، وصاحب عمري بجد.
جميلة:
فعلاً يا بابا... وبعدين حضرتك ناسي إنه ف مقام خالنا؟
جميلة:
قوللي بقى... أنا فعلاً شبه تيتا جميلة؟
عز:
آه يا حبيبتي، إنتي شبهها أوي، وحامد شبه جدو حامد.
أدهم:
وأنا بقى شبه مين؟
جميلة (تضحك):
إنت شبه البوبي!
أدهم:
جميلة، هقوم أكسرك! ده أنا قمر يا بنتي، والبنات كلها بترتمي تحت رجلي!
جميلة:
آه فعلاً... بيترموا تحت رجلك! تلاقيهم شبهك!
عز:
بس بقى خلينا في المهم...
جميلة:
آه، سيبك منه... ده عيل تافه.
حامد:
خير يا بابا؟
عز:
أنا بقول بلاش أنا أسافر البلد...
جميلة:
تاني يا بابا؟ ما احنا اتفقنا خلاص!
عز:
خايف يا بنتي...
جميلة:
أرجوك يا بابا، وحياتي عندك...
عز:
حاضر يا ستي، خلاص... جهّزوا نفسكم عشان نسافر، وربنا يسترها بقى.
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت 5
---
جميلة:
متقلقش يا بوب، بس حضرتك لازم تقول لجدو ليه سافرت وسيبت فرحك وعروستك؟
عز:
بقولك يا بنتي، أبويا خد عزايا وقال للبلد كلها إني موت، لأني سبت بنت عمي ومشيت. ودي فضيحة كبيرة عندنا، إحنا صعايدة يا بنتي! وأكيد الناس كلها مسكت سيرتها وقالوا عريسها فاتها يوم كتب الكتاب، يعني أكيد شاف حاجة عليها.
لكن يشهد ربي إن صافيه نعم الأدب والأخلاق، دي تربية أمي ست الكل، ومربّية معانا ومع أختي إكرام.
أنا ضحيت بحبي، وفوّت أهلي وناسي، وكسرت قلبي وقلبها، علشان ما أكسرش قلب أخويا.
ادهم (بتأثر):
خلاص يا بوب، قطعت قلبي... يبدأ في البكاء اهيء اهيء...
جميلة:
يخرب بيت برودك! إنت إيه؟ ما عندكش أي إحساس؟
ادهم:
خلاص بقا! حضرتك بتقول إنها اتجوزت عمي، وكمان خلفوا تلت عيال! عامل مناحة ليه بقا؟
وبعدين الموضوع ده عدى عليه كتير أوي، واديك أهو خلفت بغلين وجحشة صغيرة!
ليجري ادهم من أمامهم
حامد (بحدة):
والله لأقطعلك لسانك الطويل ده، ادهم! ده لو حصلتني!
عز:
ربنا يهديك وتعقل يا ادهم.
جميلة:
لأ، متحلمش! ده هيفضل طول عمره أهبل!
ادهم:
طاب كده يا جحشة!
ليدخل غرفته ويغلق على نفسه الباب
---
جميلة:
شايف ابنك يا بابا؟
عز:
معلش، سيبكم منه دلوقتي...
---
ننتقل إلى الصعيد – منزل العائلة
الجد حامد يجلس مع زوجته جميلة
حامد:
إيه يا غالية، لساكي زعلانة مني ومحارباني؟
جميلة:
ربنا يرد الغايب المظلوم!
حامد:
لو أعرف بس عملنا ليه كده، وسابلنا الفضيحة؟
جميلة:
ولدي مش جليل الأصل، وقلبي محدّثني إنه مظلوم.
حامد:
طاب خدي علاجك علشان ترجعي زي زمان.
جميلة:
هاتلي ولدي، وأنا أخف وأجُوم أرمح في البلد كلها...
جميلة (تتضرع):
يا رب، يا ولدي، عمل إيه الزمن فيك؟ يا ترى عايش؟ ولا بعد هانت عليك أمك يا عز؟ طمّني عليه يا رب...
حامد:
أنا نازل أشوف حالي. ربنا يهديكي ويشفيكي...
---
ينزل حامد للأسفل، ويجد "صافيه" تجلس حزينة
حامد:
يا صافيه، مالك بس يا بت أخوي؟
صافيه:
مافيش يا عمي... بس قلجانة على روضة، مرت شمس. البت فيها حاجة!
حامد:
أنا هخلّي شمس يوديها للحكيم.
صافيه:
آه يا عمي... البت مبتقومش خالص من رقدتها، وشمس، ولدي، حالته تقطع القلب.
حامد:
فينه شمس؟
صافيه:
فالمكتب جوه، قاعد لحاله.
حامد:
هخشله أنا واتحدث معاه.
صافيه:
أعملك قهوة يا عمي؟
حامد:
ياريت يا بتي.
صافيه:
من عيني، حاضر...
يتركها حامد ويدخل المكتب على شمس
---
الجد حامد:
مالك يا شمس؟ الدنيا كلها!
شمس:
سلامتك يا جدي...
الجد:
الله يسلمك يا ولدي، أبوك فينه أمال؟
شمس:
من عشية مشفتهوش...
يسمعوا صوت عالي
الجد:
أهو جبنا سيرة القط بيزعق! ليه الغجري ديتي؟
شمس:
أنا هطلع أشوفه.
---
يخرج شمس ويجد والده يتحدث مع والدته بغضب
شمس:
فيه إيه يا أبوي؟ حسّك عالي ليه؟
عبدالرحيم:
بس انته يا واد! جدك أنا بتحدث مع مراتي، ليكش صالح!
صافيه:
حاضر يا عبدالرحيم، هعمل القهوة لعمي وأحضّرلَك غيارك.
عبدالرحيم:
جُلت غوري، طلعي الغيار، مفاضيش أنا ليكي، ولا لعمك! جيري لمّي العفش كله!
صافيه:
كتر خيرك يا واد عمي...
عبدالرحيم:
خلّصي غوري، مره فجر!
شمس:
مش عاوزين الحديث ديتي يا أبوي!
عبدالرحيم:
والله عال! هتعلّمني أتحّدث مع مراتي كيف؟
شمس:
مش قصدي يا أبوي، إنما بس بقول إن أمي مبجتش صغيرة على الشتيمة كل ساعة والتانية!
عبدالرحيم:
طاب إيه جواك؟ أشتها وأضربها بالمركوب كمان؟! العايبة دي بتاعت عز!
صافيه:
وايه لزمة الحديث دي؟ ما كل حاجة راحت لحالها من زمن الزمن...
شمس:
مين عز ديتي؟ وإيه صالحتها مع أمي؟
صافيه:
خلاص يا شمس، خش انت لجدك يا ولد. يالله يسامحك يا عبد!
شمس:
يعني محدش راضي يقوللي عز ديتي مين؟!
تدخل إكرام فجأة
إكرام:
ما تتكلم زين مع مرتك يا عبدالرحيم!
عبدالرحيم:
والله عال! ماناقصش كمان غيرك إنتي، يا عاجز، يا جليلة الخلف! إيه اللي مجعدك هنا؟ متغوري على بيتك!
يخرج الأب على صوت عبدالرحيم العالي
الجد:
بقولك إيه يا واد؟ لما يبجالك بيت، ابجا اتحكم مين يقعد ومين يِهمِل!
عبدالرحيم:
معارفش، أنا الموت تايه عنيك فين!
يدخل نزار على صوتهم
نزار:
يا أهل الدار! إيه مالكم؟ صوتكم جايب لغاية مصر!
الجد:
الحمد لله على السلامة يا ولدي.
شمس:
ليه ما اتكلمتش؟ كتّ بعتلك عربية تجيبك من المحطة!
نزار:
أنا جيت بعربيتي.
شمس:
مش قلتلك ألف مرة ما تسوقش مسافات طويلة؟! سواقتك زفت!
عبدالرحيم:
والله عال يا شمس! عامل كبير على خيك وأنا واقف!
نزار:
له يا أبوي، أخويا بس، خايف عليا!
عبدالرحيم:
طاب يا أخويا، خليه ينفعك!
يتحدث إلى زوجته
عبدالرحيم:
متغوري، طلّعي الغيار!
صافيه:
أسلّم بس على ولدي...
نزار:
اتوحشتك يا أمي...
إكرام:
وعمتك له!
نزار:
ده كله إلا إنتي يا عمه... إنتي أمي التانية!
عبدالرحيم:
أمك كيف يا واد؟ ديه عاجز مبتخلفش!
إكرام (بدموع):
كتر خيرك يا أخوي...
نزار:
استهدوا بالله بس... ميصحش كده يا أبوي!
عبدالرحيم:
نعم؟! انت كمان هتعلّمني الأدب يا واد؟
صافيه:
غوروا كلكم، خلّف يعر!
يتركهم ويخرج خارج المنزل
---
الجد:
أخبارك إيه يا نزار؟
نزار:
الحمد لله يا جدي... تخبّرو، قابلت مين وأنا جاي؟ عمي بسيوني، ومعاه بنته عشج إكرام...
الجد:
بسيوني ده كان صاحب الغالي وشجيجه...
شمس:
الغالي؟ والغايب؟ مين هو يا ناس؟!
---
الجد (بحدة):
خلصنا بقا! ماعادش عاوز أسمع ولا حد منكم يتحدث!
وانتي يا إكرام، كفاية، جلبتوا مخي... الله يجازيكم.
---
في القاهرة – جميلة تتصل بالمعد
جميلة:
بقولك إيه يا برنس، فاكر المكالمة الأخيرة بتاعت الراجل الصعيدي اللي قال إنه هيستضيفنا عنده؟
المعد:
آه فاكر طبعًا! احنا نسّقنا معاه، وأخدنا العنوان، وكله تمام.
جميلة:
طاب، كلّمه حالًا، وقوله إننا هنوصل عندهم بكرة إن شاء الله.
آه، وبالنسبة لفريق البرنامج، احجزلهم في فندق، علشان أنا مسافرة أنا والعيلة.
المعد:
ليه يا جميلة؟
جميلة:
بعدين أفهمك... بس اتصل بيهم حالًا وبلغني.
المعد:
حاضر!
يغلق المعد الهاتف ويتصل بـ شمس
---
شمس:
تشرفوا في أي وقت، تحت أمركم...
الجد:
مين دول اللي يشرفوا؟
شمس:
ده البرنامج بتاع المذيعة حبيبتك، بيقولوا جايين بكرة.
الجد (بفرح):
طاب عال عال!
يالله، وضّبوا البيت!
اطلعي يا إكرام، افتحي الجناح المجفول، ووضّبيه!
إكرام:
جناح إيه؟ الجناح المجفول؟!
الجد:
جُلت!
إكرام:
تقصد جناح الغالي، الأب؟
الجد:
اسمعي الكلام وخلصي!
إكرام:
أمي لو عرفت، هتزعل مني جوي!
الجد:
مالكيش صالح بأمك، اسمعي الحديث!
---
في القاهرة
جميلة:
خلاص يا بوب، أنا خلّصت كل حاجة، وإن شاء الله هنسافر بكرة.
عز:
برده عملتي اللي في مخّك؟
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت 6
---
جميلة: خلاص يا بابا، كفاية هروب بقى. وبصراحة، أنا نفسي اكمل ييجي يخطبني من جدو وسط أهلنا وناسنا.
عز: خلاص يا أولاد، جهزوا نفسكم.
أدهم: أنا الحمد لله واخد إجازة طويلة.
حامد: وأنا كمان، عندي ترقية ومعاها إجازة.
عز (مازحًا): شكلكم كلكم اتفقتوا عليّا!
جميلة: حاجة زي كده.
أدهم (مازحًا): اللقاء المرتقب... أب يذبح ابنه ومعاه أولاده الثلاثة!
عز: اخرس يا حيوان! أبويا مش سفاح!
حامد: هو حضرتك برده بتاخد على المتخلف ده؟
جميلة: أنا عندي فكرة.
عز: قولي يا أم الأفكار!
جميلة: حامد يلبس بدلة ظابط، وأدهم يلبس لبس طيار، وحضرتك يا بابا تلبس اللبس الصعيدي. وإحنا البنات هندخل الأول، وبعدها تدخل حضرتك.
أدهم: وليه ده كله؟
جميلة: عشان جدو يعرف إن بابا ربى أولاده أحسن تربية ولسه معتز بأصله الصعيدي.
عز: برافو عليكِ يا جيمو!
أدهم: إحنا هنسافر طيران، وهبعت العربية الكبيرة على البلد عشان نتحرك بيها.
جميلة: والله وبقالك فايدة أخيرًا.
جميلة: يلا يا حلوين نجهز حالنا عشان نسافر.
أدهم: المسافة ساعتين بالطائرة.
عز: هدخل أريح شوية.
جميلة: تمام، وأنا هجهز شنطتي وبعدها شنطة حضرتك.
---
في الصعيد:
وصل عابد المنزل ليجد الجميع مجتمعين.
عابد: متجمعين على خير إن شاء الله؟
إلهام: الحمد لله على السلامة.
عابد: الله يسلمك. عن إذنكم، أنا طالع أرتاح.
(يصعد مع زوجته)
عابد: إيه الكلام اللي قلتيهولي ده؟
إلهام: والله زي ما قلتلك، أنا كلمت الدكتور، وقاللي هيبعتلي دوا يخلي روضة تفوق من النوم، وقاللي أوقف المنوم كام يوم.
عابد: وبعت الدوا؟
إلهام: آه، خدته من الممرضة من الباب الوراني واديتهولها من غير ما حد ياخد باله.
عابد: تمام.
إلهام: على فكرة، جدي جاي له ضيوف بكرة.
عابد: ضيوف مين؟
إلهام: معرفش، بس قالهم يوضبوا البيت والجناح المقفول.
---
في جناح شمس:
بدأت روضة تتحرك.
روضة: يا ربي على الصداع... اشفيني يا رب، عشان جوزي وولدي. أقوم أشوف شمس وحامد فين... وحشوني.
في الدور الأول:
شمس: أنا طالع أطمن على روضة.
صافيه: روح يا ولدي، ربنا يطمنك عليها.
(شمس يدخل جناحه)
شمس: راحت فين البت دي؟ مش على السرير؟ (يسمع صوت مياه)
شمس (بفرحة): الحمد لله، قامت.
(تخرج روضة من الحمام)
شمس: إيه يا قلب شمش! عاملة إيه؟ صوتك وحشني.
روضة: الحمد لله يا شمش، أنا بخير.
شمس: نفسي أعرف مين اللي جالك وقالك تخسي؟ أنتي حلوة ف عيني يا بت الناس.
روضة: يعني أنا عاجباك؟
شمس: أنتي مهبّلة يا بت! ده أنا كنت أستناك من المدرسة، ولما أطمّن إنك وصلتي بيتكم، أجري على جدي أقول له "فتحت يا جد، نورت!"، وكان يضحك عليّ ويقولي "الشمش بردك ولا روضة بت أبو المكارم؟"
روضة (تبتسم): وأنا خفت أقولك على المرض اللي عندي، بس بخاف عليك من الصدمة يا نظر عيني.
شمس: سرحتي ف إيه؟
روضة: مفيش حاجة.
شمس: أنا هخليهم يطلعولنا العشا هنا.
روضة: حامد ولدي وحشني جوي.
شمس: و"أبو حامد"؟
روضة: ده إنت الدنيا كلها، يا شمش!
شمس: ربنا يخليكي ليا يا نوار حياتي.
---
في الدور الأول:
صافيه: نحضّر العشا يا عمي؟
حامد: آه يا بتي، حضّريه.
(يُسمع صوت شمس ينادي)
شمس: أماااه، حضّروا العشا وطلعوه، هتعشى مع مراتي.
صافيه (بفرحة): هي قامت؟ الحمد لله، ربنا يفرحكم يا ولدي.
الجد: الله يسعدكم يا ولدي.
إكرام (ضاحكة): يعني إحنا هنتعشى لوحدنا يا بت عمي؟
صافيه: له، الهام وجوزها هينزلوا يتعشوا معانا.
إكرام: وحياتك، بتك هتندم، وهتقول "طلعوا العشا".
صافيه: يا كُش بس مايجيش عبد الرحيم يمرمط علينا اللقمة!
---
في القاهرة:
يتصل عز بصديقه بسيوني.
عز: بسيوني، أخبارك إيه؟
بسيوني: بخير يا غالي.
عز: اسمعني كويس، أنا وولادي نازلين البلد بكرة إن شاء الله.
بسيوني: تنوروا الدنيا! بس إيه اللي خلاك تغير رأيك؟
عز: آن الأوان يا صاحبي... العيال يشوفوا أهلهم.
بسيوني: ومش خايف من رد فعل أبوك؟
عز: ربك يستر. هقوله على كل حاجة.
بسيوني: تحب أكون موجود؟
عز: لا، خليك إنت بعدين.
بسيوني: براحتك، بس طمّني لما توصل.
عز: حاضر.
بسيوني: يا فرحة قلب عشج بنتي لما تعرف إنكم جايين!
عز: ربنا يباركلك فيها، هقفل أنا عشان أرتاح شوية.
---
ويمر الليل، ويأتي الصباح:
جميلة: خلاص يا بابا، كل حاجة جاهزة!
عز: والله اللبس الصعيدي لايق عليّا.
أدهم: يلا يا جماعة، الطيارة راكنة صف تاني.
حامد: يلا بينا عشان نرتاح من الظريف ده.
عز: زي ما اتفقنا، أول ما نوصل، تدخلوا أنتم الأول، وأنا هدخل بعدكم.
جميلة: نوصل الأول وبعدين يحلها الحلال.
---
في الصعيد:
حامد الكبير: ها يا صافيه، وضبتم كل حاجة؟
صافيه: آه يا عمي، كل حاجة تمام.
حامد: طيب، اعملي قهوة وهاتيها المكتب، وخلي شمس يدخل لي لما ينزل.
صافيه (ضاحكة): شمس عريس، وصباحيته النهارده! هييجي براحته!
(تنزل إلهام ومعها بناتها)
إلهام: أماااه، فطّري البنات، أنا هكمل نوم.
(ينزل نزار)
نزار (يهمس لأمه): أماه، كلمي جدي في موضوع جوازي من عشج... أنا بحبها جوي.
صافيه: طيب، في الليل لما الضيوف يمشوا.
(ينزل شمس مع زوجته روضة)
روضة: صباح الخير يا جماعة.
إكرام: صباحك ورد يا قمر.
صافيه: نوري الدنيا!
(تنزل إلهام وزوجها، ويخرج الجد)
الجد: حضّروا الفطور!
إكرام: همو معايا يا بنتي.
---
(يدخل الغفير صفوان)
صفوان: يا حج حامد، في برا واحدة زي القمر، ومعاها اتنين لابسين حكومة.
شمس: خليهم يدخلوا.
(تدخل جميلة وأخواتها)
الجد: يا مرحب بالمذيعة القمر!
جميلة: أهلًا بحضرتك.
شمس: وجايبة معاكي الحكومة؟
جميلة: ده واحد ظابط، والتاني طيار.
الجد: طب وين أبوكِ؟
جميلة: برا منتظر الإذن.
الجد: طبعًا ينورنا.
جميلة: روح نده بابا يا أدهم.
(يخرج أدهم، وبعد خمس دقائق يدخل عز)
عز: السلام عليكم.
الاب: عز ولدي؟
(ينظر إليه الجميع...)
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت 7
حامد (الأب): عز ولدي.
إكرام تجري على أخيها: عز! أخويا حبيبي، شقيقي! الحمد لله إنك رجعت، يا نور عيني، صلّوا على النبي، عيالك دول ما شاء الله، الله أكبر!
(تحتضن إكرام أخاها وهي تبكي وسط دهشة الجميع، ثم تجري مسرعة على السلم وتدخل جناح والدتها)
إكرام: أماه! يا أماه! عز، ولدك رجع! عز، أخويا جيه ومعاه عياله: ولدين وبنت زي القمر، شجرة زيك يا أمي!
الأم (مذهولة): إنتي بتقولي إيه يا بتي؟ عقلك خف؟
إكرام: والله يا أماه، عز أخويا جاه!
جميلة (بفرحة): ساعديني يا بتي أنزل أشوفه.
إكرام: على مهلك يا أماه.
جميلة: يارب يكون كلامك صحيح.
إكرام: والله صحيح يا أماه، تعالي شوفيه بنفسك.
(تستند جميلة على يد ابنتها لتنزل للأسفل)
جميلة: صحيح! ولدي... اهو! عز... ولدي ونور عيني! الحمد لله على سلامتك، كده بردك يا عز؟ تهمل أمك ومتسألش عليها العمر ده كله يا ولدي؟
(يبكي عز)
عز: سامحيني يا أماه، سامحوني كلكم...
جميلة (بفرحة): صلوا على النبي، عيالك دول!
عز: آه يا أماه، ده ابني الكبير حضرة الرائد حامد عز الدين المحمدي، وده حضرة الملازم أول طيار أدهم عز الدين المحمدي، ودي الأستاذة المذيعة والصحفية جميلة عز الدين المحمدي... أحفادك يا أماه.
(دهشة وذهول باقي العائلة)
الأم: الله أكبر عليهم! يعني المذيعة اللي أبوك بيحبها تبقى بنتك؟ يا زين ما خلفت وربيت يا ولدي!
الأب: إيه اللي رجعك يا عز بعد اللي عملته؟ تفتكر يعني لما تسمي ولدك على اسمي إني هسامحك؟ لا يا ولدي، غلطتك كبيرة وذنبك مالوش غفران.
جميلة (الأم): كفاية بقى... وسامحه يا حامد.
عز: أنا جاي أطلب رضاكم يا أبوي، وأعرف ولادي على أهلهم.
(ينزل عبدالرحيم على السلم)
عبدالرحيم (بحدة): إيه ده؟ إيه اللي رجعك تاني بعد الفضيحة اللي عملتهالنا يا عايب؟
إكرام: اخرس! انقطع لسانك، والله ما العيب إلا فيك!
عز: خلاص يا إكرام.
عبدالرحيم: أنا العايب يا بنت المركوب إنتي!
الأب: عبدالرحيم! الزم حدك.
عز: خلاص يا أولاد، يلا بينا... احنا مالناش مكان هنا.
إكرام: أوقف عندك يا عز! الكل لازم يعرف الحقيقة... سامحني يا أخويا، أنا هفك وعدي معاك وهتكلم، لازم أزيح الجبل اللي على قلبي من سنين.
عز: أرجوكي يا خيتي...
إكرام: لا يا عز، الكل لازم يعرف مين العايب! اسمعوني كلكم...
إكرام: يا أبوي، إنت عارف إن عز كان خاطب صفية بنت عمي، لكنه سابها يوم كتب الكتاب... تعرفوا ليه؟ أنا هقولكم!
(الجميع يلتف حولها)
إكرام: عبدالرحيم دخل على عز في جناحه وهو بيجهز حاله، ومعاه طبنجة، وكان بيبكي. قاله: "أنا جاي أودعك قبل ما أقتل نفسي. مش قادر أشوف البنت اللي بحبها تبقى مراتك، بس أرجوك خلي بالك منها. صفية دي أغلى من روحي."
عز، اللي طول عمره طيب، قاله: "تنتحر ليه؟ صفية ليك، وأنا هسيب البلد."
عبدالرحيم قاله: "أبوك مش هيجوزني ليها، خد فلوس من دولابه وهرب، لما الجاضي ييجي يكتب الكتاب، مش هيلاقيك، وأنا هتجوزها عشان الفضيحة."
عز وافق عشان ما يخسرش أخوه.
عز: والله العظيم ده اللي حصل. وأنا كنت مع صفية بنوضبها للفرح، وجه عبدالرحيم وخدني، وحكالي كل اللي حصل. حاولت أقنعه ما يسيبهاش، لكنه قال لي: "أنا مستحيل أخسر أخويا." وساب البلد.
عبدالرحيم: كدابة! أنتي كدابة! والأرض اللي شايلاكي كدابة! ده جزاتي؟ عشان سترت عليكِ من الفضيحة بعد ما المتجَلَع سابك؟ وبعد ما سرجك وتلاقيتي معاه؟ ده جاي دلوقتي يورث؟ فاكرينه مات وجاي يتاجر بالعيال دول؟ هو مين اللي هيديله بنته؟ ده فاشل وصايع!
الأب: جاي ليه؟ ورث وأرض؟ ملكش حاجة عندي.
عز: بأدب، أنا يا أبوي مش محتاج لا ورث ولا أرض. وكل كلام إكرام صح، ورغم إن زعلان إنها فتحت السر، لكن خلاص... وعايز أقولك يا عبدالرحيم، يا أخويا، اللي أنا ضحيت عشانك... أنا الحمد لله دلوقتي صاحب أكبر مصانع سيارات ف البلد، وبصدر كمان. "المحمدي جروب". وولادي ناجحين. اللي ناقصنا كان العيلة. كنت أتمنى تشوفوا حامد ابني والدبابير على كتفه.
(تتحدث صفية)
صفية: اسمعوني أنا... أنا الوحيدة اللي اتظلمت. عز سابني يوم كتب الكتاب، وجه عبدالرحيم، قال لي: "عز سابك وأنا هتجوزك عشان أستر عليكي، بس بشرط تكتبيلي نص ورثك."
كنت خايفة من الفضيحة، ووافقت، وكتبتهاله. كمان خلاني أقول لعمي يوافق عشان الفضيحة، وخلى عمي يكتبله أرض وفلوس.
وبعد كتب الكتاب، في الليلة، أول ما دخلنا الجناح، نزل ضرب فيا. قال لي: "عز فاتك، فرطتيله ف إيه؟ يا فاجرة!"
وكمم خشمي، وضربني، وقال لي: "لو اتكلمتي، هقول إنك مش بنت."
وكان كل يوم على كده، لحد ما كرهت عيشتي. ولما حملت في شمس، وبرضه كان يضربني. وبعدها خلفت إلهام ونزار، ومازال بيهيني.
وفي يوم، وهو سكران، قال لي نفس الكلام اللي قالته إكرام. قال لي: "أنا اللي انتقمت من جميلة، ومن أبويا، وخليت ولدهم يسيب البلد."
أنا الوحيدة اللي خسرت! عز جامل أخوه، لكن على حسابي.
(تسقط صفية وتقول): حسبي الله ونعم الوكيل فيكم كلكم تسقط علي الأرض ليجري عليها شمس اما مالك عبدالرحيم ياله عليها ويسهل ياكش يكون أجلها جيه والده اخرس جطع لسانك فوج امك ياشمش ليحمل نزار كوبا من الماء ويرش وجه والدته لتفوق صافيه وتتحدث دلوك كل واحد فيكم جال اللي عنده وانا مين هيعوضني علي الذل والمرار اللي شوفته وجتتي اللي اتهرت من كتر الضرب عبدالرحيم عاوزه ايه يعني صافيه تطلجني وتهملني لحالي عبدالرحيم : يضحك ضحكه شريره عشم ابليس ف الجنه انا خارج وفايتكم اروح اروج علي حالي اظن انت كده ارتاحت ياعز لما خربتها
جميلة (الأم): كل ده يخرج منك يا عبدالرحيم؟ ليه عملت فينا كده؟ عملنا فيك إيه؟
الأب: انتي بتكلمي مين؟ دي خلفت عار!
(يتحدث إلى عبدالرحيم)
الأب: انت إيه يا أخي؟ ده الشيطان ميعملش كده.
شمس: ليه كده يا أبوي؟ ظلمت الكل، عملت فينا إيه؟ أمي عملتلك إيه عشان تعمل كده؟
عبدالرحيم: خلاص، خلصتوا كلام؟ أنا الشيطان؟ كلكم ملايكة؟ نسيت يا أبوي أمي اللي ماتت بحسرتها لما اتجوزت جميلة؟ نسيت لما طردتها لبيت أبوها؟
لما جميلة حملت في عز، أمي سمعتك بتقول: "اللي جاي ديتي هو اللي ولدي، وهكتبله كل حاجة."
الاب: أمك كذابة، طول عمرها كذابة! كانت تسرقني، وتروح عند ناسها... أمك كانت ملعونة، وانت طلعت زيها!
---
---
إلهام(بغضب): مكفايه بجا كلكم على أبوي، خلاص اللي حصل حصل.
شمس (بانفعال): اكتمي خالص انتي يا إلهام!
إلهام: ده بدل ما تدافع عن أبوك؟ وانتي كمان يا أما، احمدي ربنا إن أبوي اتجوزك وستر عليكي!
شمس(منفجر): انتي إيه يا الهام؟ براس حمار؟! إذا كان أبوكي هو اللي عمل كل ده!
عبدالرحيم (صارخًا): اخرس يا واد! انته شايف يا عم عز، جيتك عملت فينا إيه؟ متغور، ارجع من مطرح مجيت!
الأب (بعصبية): وليك عين كمان تتكلم بعد عمايلك دي كلها؟! الله يلعنك في كل كتاب!
عبدالرحيم (ساخرًا): خلاص، اهو ولدك جالك، جبر يلمكم كلكم!
شمس (منهار): مخلاص بقا يا أبوي، متجصرش رجبتي أكتر من كده.
إكرام (محاولة تهدئة الجو):
تنظر إلى جميلة وتقول:
بجا انتي يا جمر… انتي بت أخويا.
جميلة (تضحك):
آه، تصدقي يا كرملة جلبي…
وتحتضنها:
حدش كان بيقوللي كده غيرك يا عز
عز:
ما أنا حكيت للولاد عنكم كلكم.
الهام تنظر بغيظ إلى جميلة.
الهام:
تلاجي كل اللي انتي فيه ده صناعي… مركبة شعر ورموش!
جميلة (بضحك):
لو كانت تيتة جميلة مركبة شعر ورموش، يبقى أنا كمان مركبة!
الجد:
تعالي لحضن جدك يا جميلة… يا صغيرة.
أدهم (بمزاح):
وبعدين بقى كده؟! أنا هتلخبط!
عندنا حامد مكرر وجميلة مكررة! يعني لما أحب أنده حامد أخويا، أقول "جامد مكرر"؟ وجميلة أقولها "يا مكررة"؟
نزار:
ولأ، وكمان واد شمش أخويا اسمه حامد!
أدهم:
أعمل إيه أنا بقى؟
جميلة:
أقولك أنا!
أنا جيمو زي مانا… وحامد أخويا مودي، وحامد الصغير ميدو، وبكده حلينا المشكلة!
الهام (بضحك):
يا أبوي… على تجل دمك!
أدهم (بحماس):
ممكن بقى نتعرف على العيلة الجميلة دي؟
يشاور على إكرام:
حضرتك عمتي… أخت بابا.
يشاور على الجد والجدة:
وحضرتك جدو، وحضرتك تيتة.
ثم يتوجه إلى صفية ويقول بابتسامة:
والقمر ديه برده عمتي.
نزار:
أنا نزار، ابن عمك. وده شمش، أخويا الكبير، ودي الهام… أختنا.
يبدأ هاتف عز يرن، يخرج التليفون.
عز:
ده بسيوني!
الأب:
بسيوني بتاعنا؟
عز:
آه يا أبا… ثواني أرد عليه واحكيلكم عمل معايا إيه…
يرد على الهاتف:
أه يا حبيبي، وصلنا وكل حاجة تمام، والحمد لله.
لا يا حبيبي، احنا تمام والله…
أدهم (ينادي):
بوب، يا بوب! خليه يسلملي على البت عشق… وحشتني أوي، المجرمة دي!
نزار ينظر بضيق ويتحدث في نفسه:
يا ترى… أدهم ولد عمي… علاقته إيه بعشج؟---
عابد (بمزاح):
جري إيه يا نزار؟ يعني عرّفتهم على الكل ونسيتني؟
نزار (مبتسمًا):
هاه، لمؤاخذة يا جوز أختي!
شمس (بمرح):
ده بجا يا عمي… يبقى عابد جوز إلهام أختي.
ثم يشاور على زوجته:
والجمر ديه تبقى مراتي روضة… أم حامد الصغير.
جميلة (بإعجاب):
ما شاء الله… ديه عسل أوي!
عز (ينظر لإلهام):
وانتي يا إلهام، يا بنتي… عندك ولاد من عابد؟
إلهام:
آه يا عمي، عندنا بنتين…
ثم تكمل بغيظ وهي تنظر إلى جميلة:
بس أنا حامل في ولد… وهسميه "حامد" أنا كمان!
الجد (بفرحة):
تعيشي يا بتي… تعيشي وتفرحي بولادك!
نزار (يلتفت لعز):
الأجولنا يا عمي… انت علاقتك إيه بعم بسيوني؟
أدهم (باستغراب):
الحج بسيوني؟ يبقى خالنا!
الجد (مستغربًا):
كيف يعني؟
عز:
بسيوني يبقى ابن خال المرحومة أم ولادي.
الأب (مندهش):
هو انت كنت متجوز "ليلى" بنت عزيز بيه؟ اللي كانوا عايشين في مصر؟
عز:
أيوه يا أبويا… الله يرحمها بقى.
الجميع (بصوت واحد):
ربنا يرحمها.
إلهام في سرّها:
"شكلك وجعت ووقفت يا عز…"
الجد (متأملاً):
يعني على كده… انتو كنتوا جيران بسيوني؟
اللي دايمًا كان بيسافر مصر؟
ولما مراته ماتت… همل بنته تتربى عندكم؟
جميلة (تبتسم):
بالظبط كده يا جدو… عشق ديه أختي وصاحبتي.
نزار يظهر عليه الضيق فجأة، ويقول بعصبية:
يعني هي كانت عايشة حداكم؟!
أدهم يشعر بغيرة نزار فيرد سريعًا وهو ينظر لصافيه شوشو ديه… روح قلبي من جوه.
صافيه (مصدومة):
بتقول إيه؟!
أدهم (يكرر):
بقول شوشو ديه… روح قلبي من جوه.
صافيه في نفسها:
"يامرك يا صافيه… شكل الزمن هيعيد نفسه، بس المرة ديه… ولاد العم هيوجعوا في بعض!"
نزار (بحِدّة):
أنا خارج… عن إذنكم.
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت 8
ليخرج نزار من المنزل وهو يسأل نفسه:
"معجوله يكون أدهم وعشج في بينهم حاجة؟ بس إزاي؟ عشج مؤدبة جدًا، وعيونها مبتترفعش من الأرض! إيه الحيرة دي يا ربي؟ يا رب، لو هي من نصيبي، خليني أتعلق بيها، لكن لو من نصيب غيري، خليني أنساها ومتوجعش قلبي على حبيب مش ليا..."
أما في المنزل، فكانت إكرام تتحدث إلى عز:
"خد ولادك واطلعوا ارتاحوا يا أخويا، وغيروا هدومكم. ولما نجهز الغدا هابعتلكم البت صابرة تناديلكم، عشان تنزلوا تاكلوا لقمة معانا. أبويا خلانا نضفنا الجناح بتاعك، وبقى زي الفل."
عز: "كتر خيركم... يلا يا أولاد."
ليصعد عز مع أولاده إلى الجناح الخاص بهم.
جميلة: "بقولك إيه يا أدهم، انت خدت بالك لما جت سيرة البت جميلة؟ نزار ابن عمك شكله اتغير إزاي؟"
أدهم: "آه فعلاً."
جميلة: "أقولك أنا هتصل بيها وأفهم منها."
أدهم: "تمام."
لتتصل جميلة بعشق، وبعد ما تسلم عليها، تقول لها:
"تعالي اقعدي معانا شوية."
عشق: "هشاور أبويا وأبقى أشوف."
جميلة: "إذا خالو نفسه جاي عندنا؟"
عشق: "خلاص، هاجي معاه."
أدهم: "يا بايخة، ما سألتهاش ليه على نزار؟"
جميلة (بخبث): "هفهمك... وادينا بنتسلى."
أدهم: "فهمتك أنا! وأنا بقى عليّا أتقل العيار أوي مع شوشو عشان نفرّس الواد نزار ده."
عز: "مالكم؟ شكلكم ميطمنش. مش عاوز مشاكل أنا مع حد هنا."
أدهم: "إحنا؟ لا أبدًا يا بوب! أنت عارف إن ولادك عاقلين."
عز: "آه ما أنا عارف... يلا نرتاح شوية."
أدهم: "نرتاح إيه؟ هو إحنا كنا جايين على جمل؟ ده أنا جاييكم طيران! ولا إنتَ عجّزت يا زيزو؟"
حامد: "بطل رخامة."
أدهم: "حاضر... أنا هقعد في الفراندة."
جميلة: "وأنا كمان."
حامد: "أنا هريح ساعة، وبعدين نبقى ننزل."
جميلة: "آه ريّح إنتَ مع البوب."
لتدخل جميلة ومعها أدهم إلى الفراندة.
أدهم: "إيه الخطة يا معلّمة؟"
جميلة: "بص بقى... البت إلهام بنت عمك دي صفرا ورخمة أوي، فلازم نضايقها. والواد نزار شكله عاشق ولهان، برضه لازم نغاظه. أما شمس ومراته، شكلهم طيبين، والباقي يعني... تمام."
أدهم: "يعني نويتي يا ريسه؟"
جميلة: "عيب عليك!"
أدهم: "طيب... ضمنا إن العيلة كلها هتقع ف بعضها؟"
جميلة: "خلينا نضحك شوية."
أدهم: "أوك."
---
أما في جناح شمس وزوجته...
شمس: "شوفتي بقى لما قعدتي معانا، وشّك نور إزاي؟"
روضه (بابتسامة): "ربنا يخليك ليا يا شمش... إنت دنيتي كلها."
شمس: "لو بتحبيني بجد، أوعي تاخدي علاج الرجيم ده تاني!"
روضه: "حاضر."
شمس (بنبرة حب): "أنا عاوزك على طبيعتك، صاحيـة ومنورة حياتي كلها... يا ست الكل."
تشعر روضه بالصداع، لكنها بتحاول تتحامل على نفسها، رغم إن الألم باين على ملامحها.
شمس (بقلق): "مالك يا قلبي؟"
روضه: "شوية تعب خفاف... وهيروحوا لحالهم."
شمس: "إن شاء الله... أنا هاخدك وننزل مصر، نكشف عند أكبر الدكاترة ونتطمن عليكي. يومين كده نستقبل الضيوف، وبعدها آخذك أفّسحك ونتعالج في نفس الوقت."
روضه (بقلق داخلي): "إن شاء الله."
كانت روضه خايفة زوجها يعرف إنها مريضة بمرض ما لوش علاج، زي ما أوهمتها إلهام، وده كان مقلقها جدًا.
روضه: "شمش، ينفع أريح شوية من غير ما تزعل مني؟"
شمس (بحنية): "أنا؟ أنا أزعل منك؟! ده أنا زعلان عليكي يا قلبي."
روضه: "هريح شوية وهقوم أبقى زينة."
شمس: "طب ريّحي إنتِ، وأنا هنزل أراجع الحسابات مع جدي."
ينزل شمس، وتبقى روضه وحدها، وتبدأ تحدث نفسها:
"أعمل إيه بس يا ربي؟ لو رحت معاه لأي دكتور، هيعرف أنا عندي إيه، وهيضايق ويزعل... وأنا مقدرش أشوفه زعلان ولا متضايق. أنا هشوف إلهام... تكلّم الدكتور، وهو يقولنا نعمل إيه."
---
ينزل شمس، ليجد والدته جالسة بجوار عمته إكرام، فيقترب منها ويقبّل رأسها:
شمس: "حقك عليّا يا أمي، وحياة غلاوة شمش عندك متزعليش... أبوي ربنا يهديه. أنا عارف إنك اتحملتي اللي محدش يتحمله، بس متخافيش، أنا هكون له بالمرصاد، ولو عمل معاكي أي حاجة تاني، أنا اللي هقفله."
صافيه (بهدوء حزين): "خلاص يا ولدي، أنا الحمد لله ماعُدتش عايزة حاجة من الدنيا. يشهد ربنا إني طول عمري صاينة أبوك، وصاينة شرفه، لكن هو... ياله، ربنا يجازيه، لأني عمري ما هسامحه على اللي عمله فيّ.
وإنتي يا إكرام، كنتي عارفة وساكتة، لكن خلاص... ماعادش للكلام لازمة."
إكرام (بحزن): "سامحيني يا بنت عمي... كان غصب عني، والله."
شمس (بتنهيدة): "خلاص بقى... اللي عدّى، عدّى."
تدخل الجدة جميلة على المشهد:
جميلة: "بقولك إيه يا شمش... والله يا ولدي، عمري ما فرّقت في المعاملة بين عيالي وبين عبد الرحيم، لكن هو طول عمره أعوج... وكارهني، وكاره خواته."
شمس: "عارف يا جدّه، بس أقول إيه؟ ربنا يهديك يا أبوي."
إكرام: "طيب، خش شوف جدّك، وقوله إننا هنحضّر الغدا، عشان ياخد العلاج بتاعه قبل ما ياكل."
ثم تنهض إكرام وتتوجه لتحضير السفرة، وتنادي على صابرة، الخادمة:
إكرام: "روحي يا صابرة، ناديلي على عز أخويا وعياله عشان ينزلوا."
صابرة: "حاضر يا خالَه."
لتصعد صابرة وتُبلّغهم بما قالته لها إكرام، فينزل عز ومعه أولاده.
شمس يتصل بزوجته: "انزلي يا روضة، عشان الغدا."
لتتجمع العيلة كلها على سفرة الغداء.
تضحك جميلة وهي تقول:
"أوعى بقى يا زيزو، بامية باللحمة الضاني... عشقك! هيص بقى يا عم."
إلهام: "إنتِ بتقولي لأبوك يا زيزو؟ بدل ما تقولي له: يا أبا!"
عز: "عادي يا بنت أخوي، أصل ولادي عندي زي إخواتي."
إلهام: "آه، تربية مصر بقى وكده!"
يدخل نزار، فيقول له الجد:
"تعال اتغدى مع عمك وعياله يا نزار."
نزار (على مضض): "حاضر يا جدّي."
لتغمز جميلة لأدهم، ثم تهمس له:
"اسكت يا أدهم! مش البت عشق جاية مع خالك بسيوني؟ ده أنا أول ما قلتلها إنك نفسك تشوفها، كانت هتنط من الموبايل وتيجي عندنا هنا!"
ليشرق نزار فجأة ويسعل:
"كح كح كح!"
أدهم: "اشرب يا ابن وكل على مهلك."
نزار: "آسف، شرقت غصب عني."
الجد: "الأقول لي يا عز... حدّ من عيالك خاطب ولا متجوّز؟"
حامد: "وإحنا هنتخطب ونتجوّز من غير حضرتك تعرف، يا جدو؟"
عز: "مافيش غير جميلة يا أبوي، مجري الفاتحة بتاعتها على ابن واحد صاحبي، والولد كمان يبقى صاحب حامد... الروح بالروح."
إلهام: "مخطوبة يعني! بس لمؤاخذة يا عمي، البِت بتلف في البلاد كل يوم، يعني ف بلد مين ياخدها دي؟! ولا اللي زييها حتى تعرف تفتح بيت؟"
جميلة: "عندك حق، أنا بقول كده برضه... أقولك حاجة؟ إديني إنت المفتاح وأنا أفتح على طول!"
الجد (بحدة): "إلهام! وبعدين معاكي؟!"
ثم يتحدث إلى عز:
"ناسهم كويسين؟ يعني العريس ديتي؟"
ليقاطعهم اتصال يصل إلى جميلة:
جميلة: "أهو يا جدو، جيبنا سيرة القط... الو؟!
أيوه يا كيمو، عامل إيه؟
إحنا الحمد لله تمام، أخبار إنكل حبيبي إيه؟
إحنا في البلد يا ابني، عند جدو وتيتة...
هات إنكل بقى، متبقاش بايخ!
إنكل حبيبي، وحشتني أوي! بقولك إيه؟
ما تيجي نفركش خطوبتي أنا وابنك الغلس ده، ونتجوز أنا وإنت؟!"
ماجد (يضحك): "بتقولي إيه؟ موافق!"
جميلة: "طب خد زيزو أهو، اطلبني منه!"
ليضحك عز على ابنته:
"معلش يا ماجد، إنت عارف إنها لاسعة."
ماجد: "آه الحمد لله، اتصالحنا مع العيلة، وقاعدين بنتغدى كمان.
وإنت لازم تجيب أكمل وتخطبوا جميلة من جدّها، بس تيجوا ملكي مش ميري!
خد الحج أهو، سلّم عليه واستأذنه إننا نيجي."
عز: "اتفضل يا حج."
الأب (جد جميلة): "أهلًا وسهلًا بيكم يا ولدي... تنوروا الدنيا."
ماجد: "منوّرة بأهلها يا حج. خلاص، هخلي أكمل ينسّق مع جميلة، وجميلة تبلغ حضرتك بالميعاد.
خد، أكمل عاوز يكلّم حضرتك."
أكمل: "إزيّ حضرتك يا جدو؟"
---
الجد: "الحمد لله يا ولدي."
أدهم يغمز لجميلة غمزة معناها: "انتِ هتضايقي إلهام دلوقتي"، فتضحك جميلة.
أدهم: "إزيك يا كيمو؟ إيه؟ هو علشان إنت ابن وزير الداخلية، متسألش على عمك أدهم؟"
لينظر أدهم إلى الجميع، فيجدهم فاغرين أفواههم من الصدمة!
أدهم (وهو يحاول يغيّر الموضوع): "اطرق انته بقى... عشان بنتغدى."
الجد (متفاجئ): "كلام إيه اللي بيقوله أدهم ده يا عز؟ مين واد وزير الداخلية؟!"
عز: "أكمل، يا حج."
أكمل: "ماجد العصّار، يا جدي... أبويا."
الجد: "ابن الوزير؟! صح يا جميلة؟"
جميلة: "آه يا جدو، فيها إيه يعني؟"
إلهام (بصوت متضايق): "وجيهتيه كيف دي وانتي ناشفة وكلك صناعي؟!"
أدهم: "ده قعد يتحايل علينا 6 شهور علشان جيمو توافق عليه!
وعلشان إنكل ماجد صاحب بابا أوي، وكيمو متربي معانا وفيلته جنب فيلتنا، بابا وافق، وجميلة وافقت...
بس كان شرطهم إن لما الأمور تتصلح بين بابا وحضرتك، يطلبوها رسمي من حضرتك."
الجد (باندهاش): "وهو حد يطول يناسب الباب العالي؟!"
ليأتي صفوان، الغفير، مسرعًا:
صفوان: "يا عم الحج، عم بسيوني بره ومستني الإذن بالدخول."
حامد: "خليه يدخل يا ولدي."
فيدخل بسيوني ومعه ابنته عشق، لتجري جميلة نحوها وتسلم عليها بحفاوة، بينما يأخذ عز صديقه بسيوني بالأحضان.
أدهم (مازحًا وهو يكلّم عشق): "آه يا واطية! فين الحضن بتاع أدهم حبيبك؟!"
نزار (بغضب): "إيه قلّة الأدب دي؟! إحنا هنا مش في مصر يا أستاذ أدهم!"
أدهم (بلا مبالاة): "وإنت مالك إنت؟!"
جميلة (محاولة تهدئة الموقف): "خلاص بقى، خف عليه."
ثم تضحك وتقول: "معلش يا نزار، أصل أدهم وعشق... إخوات في الرضاعة!"
---نزار (متفاجئ): "إيه؟ إخوات في الرضاعة؟! كيف؟!"
ليقف أدهم بجانبه ويبتسم ماكرًا:
"كنت عايز بس أشوف الغيرة في عيونك... يا قمر!"
نزار: "طيب والله ما هسيبك!"
لينطلق أدهم جاريًا، ويجري نزار خلفه، وسط ضحكات مكتومة.
الجد (بتعجّب): "مالهم دول؟! على كده؟!
لمؤاخذة يا بسيوني، ما رحبناش بيك يا ولدي."
بسيوني (بهدوء): "أنا مش غريب يا عمي..."
أما إلهام، فكانت في عالم تاني... الغيرة مولعة في قلبها، وضغطها عالي من اللي شايفاه على جميلة.
يتحدث إليها زوجها عابد بنبرة غيظ:
"شايفة البت؟ مذيعة ومشهورة وحلوة... وكمان عريسها ابن وزير!"
إلهام (بحدة): "قصدك إيه يعني؟"
عابد: "مجصدش..."
إلهام (بحدة أشد): "وأنا كمان حلوة! وأبوي غني!"
عابد (بغضب): "أنا لازم أكلّم أبوكي وأحكيله اللي حصل."
ليترك السفرة ويصعد إلى الجناح مع زوجته، ثم يتصل بعبد الرحيم:
عابد: "بقولك إيه يا عمي... البت بت أخوك طلعت مخطوبة!"
ليبدأ يقص على عبد الرحيم كل اللي حصل.
عبد الرحيم (بعصبية): "طيب... اجفل انته دلوقتي.
عبد الرحيم طول عمرك حظك في رجليك يا عز...
لكن وحياة أمك، لأخربطلك كل حاجة!"
في تلك اللحظة، يمسك عبد الرحيم هاتفه ويتصل بعجور، زعيم المطاريد.
عبد الرحيم: "واد خالتي الغالي... وأخويا!"
عجور: "إيه يا عبد الرحيم؟ أخبارك إيه؟"
عبد الرحيم: "سيبك من دلوك واسمعني زين...
عز رجع البلد، ومعاه عياله!
بنته صحفية كبيرة، وبتظهر في التلفزيون، وولده كمان ظابط...
والنصيبة الكبيرة؟ إنه بيصاهر وزير الداخلية!
وأنا سمعت بوداني إنه نازل بنفسه علشان يتقدّم للبت من أبوها!"
(يقولها عبد الرحيم بخبث):
"أنا خايف عليك... وعلى رجالتك يا واد خالتي!
ده شكله ملعوب كبير، ومش داخل دماغي!"
عجور (بغضب): "يبقى عز جه لقضانا؟
يعني هو مكفهوش اللي عمله زمان؟ راجع يولّع النار من تاني؟
مش كفاية قضيت سنين من عمري في الأحداث لما خلاهم يمسكوني؟
كنت بسرج ليه يعني؟ مش علشان أسد جوعي وجوع أمي؟
اللي ماتت بحسرتها عليّا لما دخلوني الأحداث!
والله، يا عز... ما هتفلت من إيدي، حتى لو كنت مناسب مين!"
ليجلس عجور في عزلته، وتعود به الذكريات إلى الماضي الأليم، ويحدّث نفسه:
"آه يا وجع الماضي اللي مش راضي يسيبني...
أهو، بقيت غني... ومعايا فلوس كتيرة جوي،
بس لساني ما نسيش الجوع،
ولا نسي كنا أنا وامي مشتهيين اللقمة إللي فيها لحاف!"
عجور (بغضب وألم داخلي):
"وهما عايشين حياتهم، ولا كأنهم عملوا فينا حاجة!
هما كانوا على قدّهم في الأول... زينا كده، بس حامد المحمدي كان راجل عِجر.
وأنا وامي كنا بنستنى فضلتهم...
ولما شدّيت عودي وقالولي خلّي بالك من نفسك،
جالي وقالي: كفاية عليك كده... جاعد جنب أمك ليه؟ انزل اشتغل، ووكّل نفسك ووكّل أمك!"
(يصمت لحظة، ثم يكمل بمرارة):
"آه من المرار والوجع اللي شوفته!
آه يا عز... انت وأبوك، عمري ما هنسى اللي جرالي، واللي جرى لأمي بسببكم!"
---
أما في المنزل...
كان أدهم يتحدث مع والده:
أدهم: "بقولك إيه يا بوب؟ أنا هكلم تيمو ييجي!"
الجد (مستغرب): "مين ده كمان؟!"
جميلة (بحماس): "ده الفنان تامر حسني، يا جدو!
أصله صاحب أدهم أوي."
عز (بهدوء): "خد رأي جدك الأول يا أدهم."
جميلة (بحركة مفاجئة): "أوبا! إحنا نسينا حاجة مهمة أوي!"
عز: "نسينا إيه؟"
الجد (ساخرًا): "تلجى بتك عاوزة تعزم عبد الحليم حافظ!"
لتضحك جميلة: "لأ يا جدو، الله يرحمه من زمان!
أنا قصدي... الحلقة اللي حضرتك سجلتها للتلفزيون!"
عز: "آه والله، أنا نسيت!
افتحي التلفزيون يا جميلة."
فيجلس الجميع أمام التلفاز لمشاهدة الحلقة.
ويبدأ صوت المذيعة:
"مساء الخير أعزائي المشاهدين.
النهارده ضيف حلقتنا رجل من أهم رجال الصناعة في مصر والعالم العربي.
معانا المهندس عز الدين المحمدي، صاحب مصانع المحمدي جروب.
أهلاً بحضرتك يا فندم."
عز (بابتسامة): "أهلاً بيكي وبالسادة المشاهدين."
المذيعة: "حضرتك قبل الحلقة قلت إن جذورك صعيدية؟"
عز: "أه طبعًا، وباعتز بده جدًا.
أنا والدي راجل عصامي، بنى نفسه بنفسه، وكافح كتير عشان نكون في المكان اللي إحنا فيه دلوقتي."
المذيعة: "وهل فعلاً اتعرض على حضرتك منصب وزير الصناعة... ورفضت؟!"
عز: "أيوه، فعلاً."
المذيعة: "اسمحلي... هو في حد بيرفض منصب وزير؟!"
عز (بثبات): "والله يا حضرتك، أنا بحب أعيش حر، طليق.
وبعدين... مش عاوز حد يقول إني استغليت منصبي في يوم من الأيام لمصلحتي الشخصية."
ينظر الجد لعز وأولاده، ثم يلتفت إليهم بهدوء، لكن نظرته حادة:
الجد: "ممكن تعرفوني...
إنتوا مين بالضبط؟!"
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت ٩
---
عز: مش فاهم حضرتك، تقصد اي ؟؟
الأب: ما شاء الله عليك وعلى ولادك. بنتك مذيعة كبيرة ومخطوبة لابن وزير الداخلية، يعني الباب العالي! وانته، اهي المذيعة بتقول على حضرتك "رجل الصناعة الأول"، وولدك الكبير ظابط، والتاني طيار، وصحابكم من عليه القوم.
بسيوني (مبتسم): اسمحلي ياعمي، عز ولد حلال مصفّى، يستاهل كل خير.
عشق: وتعرف يا جدي؟ كمان بيعملوا خير كتير قوي. عمي عز عامل جمعية خيرية بتساعد المحتاجين، وبيجهز البنات الغلابة للجواز، غير المرتبات الشهرية.
كل ده وعبدالرحيم واقف ساكت، لكن فجأة قال وهو بيضحك بسخرية:
عبدالرحيم: احمد ربك إنك متجوزتش البومة الفجرية دي! أنا كده أكون عملت فيك معروف، المفروض أبقى شريكك في كل اللي عندك!
الأب: دي ناس ليها بخت، وناس ليها مرار.
عبدالرحيم: يا أخي، قول ما شاء الله، انت هتحسد أخوك؟
عبدالرحيم: أحسده؟ ده أنا حاقد عليه!
شمس: يا أبويا، ما انته كمان الحمد لله، اللي عندك كتير.
صافيه: ما هي البومة دي كتبتلك نص ورثها من أبوها، يا إكرام وهي ميتة.
عبدالرحيم: والله ما يشبع، ولا مال قارون يشبعه!
في اللحظة دي نزار كان بيبص لعشق بنظرات كلها هيام.
أدهم: إيه يا نزار، إحنا هنا!
نزار: هااه؟
ليضحك أدهم: بقولك إيه يا نزار، ما تيجي تفرجنا على البلد؟
جميلة: آه ياريت، نفسي أشوف بلدنا.
أدهم: بعد إذنك يا جدو.
الجد: روحوا اتفرجوا على البلد يا ولدي.
نزار: يلا بينا يا شباب!
جميلة: يلا!
عشق: أروح معاهم يا أبا؟
بسيوني: روحي مع إخواتك يا بتي.
خرجوا كلهم ونزار قال بحماس:
نزار: تعالوا نشوف أرض الأحلام بتاعتي!
جميلة: أرض الأحلام؟ إزاي يعني؟
نزار: تعالوا وشوفوا!
راحوا لقطعة أرض صغيرة مزروعة ورد.
نزار: إيه رأيكم؟
عشق (مبهورة): الله! فيها كل أنواع الورد!
نزار يقطف وردة ويديها لعشق:
نزار: عارفة الوردة دي اسمها إيه؟
عشق (بخجل): لا؟
نزار: اسمها "عشج".
تحمر خدود عشق وتبتسم.
جميلة: إحنا هنا يا نزار، خلّيك حلو بقى!
وفي الجهة التانية، أدهم لاحظ بنت بتجري بخوف، جري وراها وسألها:
أدهم: فيه إيه يا آنسة؟ بتجري كده ليه؟
نسمة: ومالك؟ أجري ولا ماجريش؟
أدهم: لا، بس شكلك مش من البلد؟
نسمة: فعلاً. بس سيبني أكمل جري.
أدهم: طب بجدي، بتجري من إيه؟
نسمة: من أخويا! ضرب مراته وعايز يضربني.
أدهم: وضربتيها ليه؟
نسمة: خدت جزمتي وخرجت بيها!
أدهم (ضاحك): تضربيها علشان جزمتك؟
نسمة: وكسر عضامها كمان! المسوسة دي!
أدهم: مسوسة؟ يعني إيه؟
نسمة: يعني سوسة، بتقوم أخويا عليا!
أدهم: طيب تعالي اقعدي مع أخواتي هنا.
نسمة: نوعهم إيه إخواتك؟
أدهم: بنات، يلا شوفي بنفسك.
دخلت نسمة الخص وقالت:
نسمة: يا بوي على الهم! نزار! واد عبدالرحيم الضلالي! والبت عشج السهتانة!
بصت لجميلة:
نسمة: أوبا، مين البت الأجنبية دي؟
جميلة: أجنبية؟ والله انتي عسل!
عشق: دي عسل؟ دي لسانها طويل ويدها أطول!
نسمة: يا بت، هجملك!
نزار: ما تلمي دورك يا نسمة!
نسمة: أنا أعضك والله!
أدهم: إيه البت دي؟
نسمة: إنت كمان!
نزار: جوليلي، ضربتي مين النهاردة؟
نسمة: مرات أخويا، وكمان بنتها.
أدهم: ليه الافترا ده؟
نسمة: لازم يتربوا!
أدهم: انتي بنت مين؟
نسمة: وانت مالك! إيه الفضول ده!
نزار: يا نسمة، ده أدهم، ابن عمي عز، كان عايش في مصر.
نسمة: يعني ضلالي زي أبوه؟
نزار: اقفلي خشمك!
أدهم (مغتاظ): انتي مبتحترميش حد؟
نسمة: بحترم شمس بس، راجل بصح!
أدهم حس بغيرة من شمس، ومش عارف ليه.
جميلة: بس باين عليكي طيبة.
نسمة: أنا طيبة مع الطيب، أما قليل الحيا بعرفه شغله.
عشق: خلاص بجا، ربنا يهديكي.
نسمة: بجولك إيه، يا عشج؟ نلعب سباج، واللي تكسب تضرب التانية!
أدهم: حتى في اللعب عندك ضرب؟
نسمة: ما لك؟ بكلم عشج، خليك في حالك!
جميلة: إيه بس يا نسمة، ده أدهم طيار!
نسمة: يعني بيسوق طيارة؟ ده شكله مدرس ألعاب!
أدهم: لا يا أختي، طيار كبير كمان!
نسمة: طيب هنشوف!
أدهم: عندك طيارة أركبك؟
نسمة: لا، انت اللي هتجيبها وتركبني!
أدهم: لا والله، انتي في المهلبية خالص!
نسمة: ما تخلنيش أعملها معاك!
نزار: شمس في البيت، بس المرة دي مش هيتدخل بينك وبين أخوكي.
نسمة: شمس بيعزني وميرفضليش طلب!
أدهم: إيه العشم ده؟
جميلة (بضحك): قابل يا أدهم!
أدهم: أنا مروح!
نسمة: خدني معاك بيتكم.
أدهم: روحي لوحدك.
نسمة: أروح ليه؟ عايزة أشوف خيتي روضة، وحامد حبيب خالته.
أدهم: إيه؟ انتي أخت مرات شمس؟
نسمة: أيوه، وشمس في مقام أخويا الكبير.
أدهم: مش تقوللي من الأول؟
نسمة: هتوديني ولا لأ؟
أدهم: تعالي يا فالحه!
جميلة (ساخرة): أوبا! أدهم وقع في المجنونة! ياعيني عليك يا أخويا!
أدهم: قدامي يا أختي.
نسمة (بتتأفف): طيب ما تزقش! ما كنتش عاوزة أروح معاك أصلاً! كنت هاروح لوحدي، بس والله لولا خوفي من معتمد أخويا كنت مشيت من زمان. أنا مش عارفة عملتله إيه!
أدهم (ضاحك): ولا حاجة! ده إنتي يا دوب كسرتي مراته وبنته... حاجة بسيطة يعني!
نسمة: وشكلي هكسر حد تاني كمان!
أدهم: لا بقى... قلبك أبيض!
---
في منزل إكرام، كان إبراهيم بيكلم والدته.
إبراهيم: بقولك إيه يا أما، أنا خالتي إكرام وحشتني جوي.
عايدة (بحدة): ولا خالتك إكرام، ولا ربراب!
إبراهيم (بتعجب): هو انتي ليه بتكرهيها؟ دي طيبة قوي، وبتعاملني أنا وأخواتي البنات كأننا ولادها، ويمكن أكتر! وإحنا يعني شغالين عندها!
عايدة (بغضب): إحنا مش شغالين عند حد، وبكره كله يبقى بتاعنا!
إبراهيم (منبهر): يعني كل العز ده يبقى بتاعنا؟
عايدة: بس اللي في بالي هو اللي هيحصل!
إبراهيم: طيب، أنا عاوز أروح ألعب مع حامد.
عايدة: روح مع عمك عبد الكريم، ولما تكلمه، قوله "يا أبا".
إبراهيم (بتردد): بس هو مش أبويا...
عايدة: اسمع الكلام زي ما بقولك.
إبراهيم: حاضر.
يدخل عبد الكريم فجأة.
عبد الكريم: السلام عليكم.
عايدة: وعليكم السلام.
عبد الكريم: إزيك يا إبراهيم؟
إبراهيم يبص لأمه، وبعدين يقول بفرحة:
إبراهيم: الحمد لله... يا أبا!
عبد الكريم (مبسوط): إنت قلت "يا أبا"؟ هو أنا زعلت؟ ده أنا كنت مستني أسمع الكلمة دي من زمان!
عايدة (بخبث): لمؤاخذة يا حاج، أصل الواد نفسه يجول "يا أبا"، وانت عارف إن أبوه مات وهو صغير.
عبد الكريم (فرحان): زعلت إيه؟ ده أنا فرحان جوي!
عايدة: روح العب مع إخواتك يا إبراهيم.
إبراهيم: حاضر يا أما... بس يا أبا، لما تروح البيت الكبير عند حامد، خدني معاك.
عبد الكريم: حاضر، أغير هدومي ونروح سوا.
إبراهيم يجري يلعب، وتتحول عايدة لعباراتها بدلال:
عايدة: شكلك فرحت قوي لما إبراهيم قالك "يا أبا"!
عبد الكريم: آه والله... فرحت جوي.
عايدة: أمال بقى لما يجيك اللي من صلبك، هتعمل إيه؟
عبد الكريم (مندهش): ده أنا ممكن أجيبله الدنيا كلها! ده أنا ممكن أجن من الفرحة!
عايدة: اسم الله عليك، يا أبو ولدي...
عبد الكريم (بابتسامة فيها حسرة): كنت أتمنى إبراهيم يبقى من صلبي، عشان أبقى أبو ولدك بجد.
عايدة (بهدوء): ما هو هتبقى أبو ولدي... بجد.
عبد الكريم (مستغرب): بتقولي إيه؟
عايدة (بهمس): حامل... والله حامل.
عبد الكريم (بصوت عالي وفرحان): يا فرحة قلبي! يا ناس... حامل بجد؟!
عايدة (بتأكيد): آه والله.
عبد الكريم (بحماس): من النهاردة، أوعي تعملي أي حاجة! ترتاحي وتدلعي!
عايدة: ومراتك؟
عبد الكريم: هقولك إيه؟ هاخدلك بيت من بابه... ليكي انتي وولدنا وعيالك.
عايدة (بطمع وفرح): ميته في الشهر الجاي، بس انت متأكد إنك مبسوط؟
عبد الكريم (بحزم وفرحة): بس إنتي حامل صح؟
عايدة (بضحكة ماكرة): وغلاوتك عندي... حامل!
عبد الكريم: طيب، أنا لازم أغير هدومي وأروح أسلم على عز، ولما أرجع نحتفل بولدنا اللي جاي!
عبد الكريم: يلا يا إبراهيم، عشان نروح سوا.
إبراهيم (بفرحة): يلا يا أبوي!
عبد الكريم (وهو بيبتسم بس صوته جدي): بس اسمعني يا ولد... ما تجولش "يا أبا" قدّام حد، مفهوم؟
إبراهيم (موافِق وهو يومّي برأسه): حاضر يا أبوي.
عبد الكريم (بصوت مليان شوق وفرحة): بُكرة... بُكرة ييجي اللي يجوللي "يا أبا" وهو من صُلبي...
آه يا عبد الكريم... خلاص، هتبقى أب، وهييجي محمد عبد الكريم أبو الكرم!
(يرفع إيده للسماء): الله أكبر!
وقال عبد الكريم في نفسه، وهو ماشي جنب إبراهيم:
"يا ترى... لو إكرام عرفت؟ هي؟ ولا حد من ناسها؟
أنا كده بكون كسرتهم... بس أنا من حقي أبقى أب!
كفاية عمري كله اللي ضاع معاها.
لو كانت خلفت من زمان، كان زمان ولدي دلوقتي نِد لشمش، واد عبدالرحيم.
إيه العجب يعني؟ كل الناس حواليها عيال... إلا أنا؟!"
نظرة فيها وجع وفرحة، وأمل أخير، رسمت ملامحه، وسابها في صمت.
#سلوي_عوض
#اوجاع_الماضي
بارت10
---
هنا يصل أدهم ومعه نسمة إلى المنزل ليجدا شمس أمامهم.
شمس (باستغراب): لِجيتها فين المجنونة دي؟
نسمة (بحدة): كده برده يا عم شمش؟ أنا مجنونة؟ طيب ده حتى أنا نسمة، واسمي نسمة!
شمس: خير يا آنسة نسمة؟
نسمة: خير طبعًا!
شمس (بحدة): عيني في عينك كده، قولي إيه وراكي؟
نسمة: أصل أنا ضربت مرات معتمد وبنته.
شمس (مندهش): ليه يا وش الأذى؟
أدهم (ضاحكًا): دي بتقول إنها عضّتهم وكسرت رجل مرات أخوها!
شمس: تاني يا نسمة؟ والله شكلي هفتح مكتب شكاوى باسمك.
نسمة: هما اللي غلطانين!
شمس: آه ما أنا عارف.
يخرج عليهم عز من المكتب.
نسمة (منبهرة): الله! إيه الجمر ده؟! يا بوي، إنت مين يا عم الحج؟
شمس (محرجًا): اتحشمي، ده عمي عز.
نسمة: معقولة الجمر ده يبقى أخو عبد الرحيم؟
شمس: نسمة!
عز (ضاحكًا وهو يمد يده): أهلاً وسهلاً بيكي يا بنتي.
أدهم (محذرًا): خلي بالك يا بوي، دي بتعضّ!
تهجم نسمة على أدهم، تمسك يده وتعضّه عضة شديدة.
أدهم: آه يا بنت الإيه!
تجري نسمة وتقف خلف شمس.
شمس: إيه اللي عملتيه ده؟
نسمة: هو اللي قال إني بعضّ، فقلت أوريه العضة على أصولها.
عز (ضاحكًا): والله برافو عليكي، أحسن، يستاهل.
نسمة (بجرأة): بقولك إيه يا جمر، إنت مرتبط؟
عز: لا، كنت متجوز، ومراتي توفت.
نسمة: طيب تتجوزني أنا؟ أبقى مرات أبو الواد ولدك ديتي، وأربيهولك، وكمان أكسب فيك ثواب بدل ما انت قاعد عازب.
شمس: اطلعي فوق لأختك يا نسمة!
نسمة: مش لما أعرف رأي العريس؟
أدهم: أقسم بالله عاوز العباسية رسمي!
نسمة (واقفة): بس الجمر ده ييجي معايا.
شمس (بحدة): بقولك اطلعي فوق!
نسمة (بخوف): حاضر حاضر.
تصعد نسمة إلى جناح روضة. يدخل عليهم عبد الكريم.
شمس: يا مرحب يا عمي عز.
عبد الكريم: أخبارك إيه يا راجل؟
عز: الحمد لله، نورت بلدك.
ثم ينظر إلى أدهم: ده ابنك؟
عز: آه، ده ابني أدهم، وعندي كمان حامد وجميلة. سلم على عمك عبد الكريم، جوز عمتك إكرام.
أدهم (باحترام): أهلاً بحضرتك يا عمو.
عز: اتصل بجميلة يا أدهم، خليها تيجي تسلم على عمها.
أدهم: حاضر.
(يتصل جميلة)
جميلة: جايين.
عز: أطلع نادِ على حامد، أخوك.
أدهم: حاضر.
عبد الكريم: ما شاء الله، عرفت تربي يا عز. أمال فينها إكرام؟
شمس: عمتي قاعدة مع أمي وجدتي فوق.
عز (ينظر إلى إبراهيم): مين العسل ده؟
عبد الكريم: ده إبراهيم، ولد عايدة اللي بتساعدنا في البيت.
عز: ما شاء الله.
إبراهيم: ممكن يا عم شمش ألعب مع حامد؟
شمس: آه يا حبيبي، روح هو في الجنينة اللي ورانا.
عبد الكريم: روح يا ولدي.
يذهب إبراهيم إلى الجنينة.
عز: تعال اقعد يا عبد الكريم، واحشتني.
عبد الكريم: الله يحفظك يا غالي.
ينزل عبد الرحيم من على السلم.
عبد الكريم (بتعجب): إيه اللي جابك؟ خلصت جراية على التُرب؟
شمس: وبعدين معاه يا بوي؟ ليه معادي كل الناس؟
عبد الرحيم: هو حد جالك إن التربي دي ناس؟ ده كبيره، يجري على التُرب، يلم برتكان وفايش!
عز: تعال يا عبد الرحيم نقعد بعيد عنه.
عبد الكريم: اتلم الأعمى على المكسّح وقاله تعال نتفسح.
شمس: تعالوا يا جماعة نقعد في المكتب مع جدي.
عبد الكريم: أنا مروح، بس لما تنزل عمتك قولها إني جيت وسألت عليها.
عز: اقعد معاي.
عبد الكريم: معلش، أنا مروح. إبراهيم بعد ما يخلص لعب ييجي على البيت.
ينظر شمس إلى والده.
شمس: كده برده يا بوي؟ عمتي هتزعل دلوقتي.
عبد الرحيم: تتفلق!
تنزل نسمة من فوق.
نسمة (لعز): هو الجمر لسه قاعد؟
عبد الرحيم (منفعل): إيه جاب البت المكحلة دي هنا؟
نسمة: بتقول حاجة يا أبو شَمش؟
عبد الرحيم: بقولك إيه، ما تيجي أتجوزك بدل ما أنتِ قاعدة معنّسة كده؟
نسمة: لا خليني معنّسة، أنا مرتاحة كده!
يدخل أخوها معتمد.
معتمد: إنتِ هنا يا وش الأذى؟
نسمة: أيوه، مرتك وبنتك ضربوني وقطعوا شعري.
شمس (مستفَز): شوف إزاي؟
نسمة (تغمز): مش أنا لما جيت لبسي كان مقطّع؟ شعري قطعوه!
شمس (ضاحكًا): والله انتي محد يقدر عليكي!
معتمد: يلا روحي معايا ونشوف مين الغلطان.
عز: اقعد يا ابني، ارتاح.
معتمد: كتر خيرك. مين ديتي يا شمش؟
شمس: نسمة، وده عز بيه، عم شمش وبيه كبير جوي في مصر، وقال خليكي قاعدة عندنا مع بنته جميلة. صح يا عم عز؟
عز (مبتسمًا): آه آه، صح.
تدخل جميلة ومعها نزار وعشق.
نسمة (بفرحة): بقولك إيه ديتي، أخويا عاوزك تقولي له إنك عاوزاني أقعد معاكي هنا، وحياة أبوكي!
جميلة: ماشي، بس بشرط.
نسمة: هعملك اللي انتي عايزاه، بس قولي له.
معتمد (منبهر): إيه ده؟ حضرتك المذيعة المشهورة؟
جميلة (بغرور): أيوه أنا. وكنت عاوزة نسمة تقعد معايا تونسني، عشان خطيبي ابن وزير الداخلية جاي في زيارة.
نسمة: يا بت، متعرضيهاش جوي!
معتمد: حاضر حضرتك، تؤمري.
نسمة: يا بت انتي فشّارة جوي!
نزار (بفرحة): وانتي يا عشق، هتقعدي معانا؟
نسمة: لا، خليها تروح بيتهم، إحنا مش فاتحينها لوكاندة!
نزار: ده بيت أبوكي يا شيخة، مالك؟
نسمة: شايف يا شمش؟ أخوك بيعامل نسيبته ازاي!
شمس: بس يا نزار.
جميلة: وانتي يا شوشو، خليكي قاعدة معايا. ممكن يا بابا تكلم خالو يخلي شوشو تقعد؟
عبد الرحيم: والله عالي، بنتك بتعزم بجلب جامد كأنها لها حج هنا!
شمس: آه يا بوي، ليها، وليها كتير كمان.
عبد الرحيم (لشمس): انت واد حرام، دايمًا مخالفني!
يخرج الجد من المكتب.
الجد (غاضبًا): اخرس، جطع لسانك!
بتجول على ولدك واد حرام؟ بتسب عرض؟ وليه عرض مراتك وبنت عمك؟
انت مخليتش حاجة عفشة إلا وعملتها، لكن تيجي لحد سب الأعراض؟
(ينظر إليه نظرة حادة وينده بصوت عالي على الحراس)
الجد: صفوان!
صفوان: أيوه نعم يا حج حامد.
الجد: هاتلي مخمير وسالم وعطوهم حالًا.
صفوان: أوامر!
عبد الرحيم (مرعوب): إيه؟ بتجيب رجالتك يضربوني؟
شمس: خير يا جدي، عاوزهم ليه؟
الجد لا يرد.
الجد: جميلة، خدي البنت واطلعوا فوق.
جميلة: حاضر يا جدي.
الجد: وانته يا نزار، خد ولاد عمك وشوفولكم مكان تروحوه.
نزار: حاضر يا جدي.
(ويعلم نزار أن جده حين يغضب، لا يراه أحد)
وننتقل الآن إلى مشهد جديد...
(يتبع... مشهد عجور وأمه أسرار وزوجها نجيب،
---في مكان بسيط، نلاقي عجور قاعد، بيتمرجح بين الجوع والحزن، ويتذكر أمه أسرار
عجور (بأنين): أنا جعان يا أما...
أسرار (بحنية): حاضر يا ولدي، اهو أبوك راح يدور على شغل، وإن شاء الله هيشتغل ويجيب لنا أكل.
عجور (متألم): بس مش قادر من الجوع يا أما...
أسرار (تفكر): أقولك إيه... أنا هروح لخالتك، أجيب منها أي أكل عندها. خليك هنا، إنت بس متطلعش من الخص.
عجور: حاضر.
تخرج أسرار، تروح لأختها فادية. وبعد شوية، ترجع وهي بتبكي.
عجور (مذعور): مالك يا أما؟ بتبكي ليه؟
أسرار (وهي تمسك رجلها): أصل وأنا رايحة لخالتك، رجلي اتلوّت، ووجعتني، ومعرفتش أكمل الطريق.
عجور (بحزن): سلامتك يا أما... بس هو أنتو ليه سميتوني "عجور"؟
أسرار: أصل يا ولدي، كل ما أحبل العيل يسقط... قاموا قالولي المرة دي لو ولدتِ والعيل نزل سليم، سميه "عجور" عشان يعيش!
يدخل نجيب، جوزها، شايل لفافة في إيده.
أسرار (بلهفة): إيه يا نجيب؟ جبت أكل؟
نجيب: آه، خدو كلو.
يفتح اللفافة، فيها حتة عيش صغيرة، ومعاها قطعة جبنة متواضعة جداً.
أسرار: خد كل يا عجور.
عجور (بحسرة): ودي هتشبعني يا أما؟
أسرار: كلها بس يا ولدي، براحه عشان تشبع...
أسرار تتحدث لجوزها: هو انت ملقتش شغل؟
نجيب (محبط): كل ما أروح لحد يشغلني، يقولي: "معنديش مكان ليك".
أسرار: طيب والعمل؟
نجيب: ده أنا حتى رحت لحامد، جوز أختك.
أسرار: طيب تعال نطلع برا الخص.
(يخرجوا هما الاتنين، وعجور يفضل قاعد، يفكر...)
عجور (يحكي لنفسه): والله يا أبوي، لازم أنتقم... لنفسي وليك، من حامد وولده عز. لازم يدوقوا المر اللي دوقوني زمان. أنا عمر الوجع مفارقني. جال وعز راجع بيه كبير ومعاه عياله... بس الانتقام هيكون في عياله، عشان الوجع يبقى أكبر!
يمسك عجور تليفونه ويتصل بصاحبه عياش.
عجور: إزيك يا عياش؟
عياش: بخير طول ما انت بخير يا صاحبي.
عجور: أنا عايزك ضروري.
عياش: من عيني يا أخويا، أطلعلك الجبل بالليل؟
عجور: لا... أنا اللي هنزلك، وأجيك بيتك.
عياش: يا فرحة قلبي، تنور الدنيا كلها!
يقفل عياش السكة، ويبص لمراته:
عياش: بقولك إيه... عجور صاحبي جاي عندنا الليلة. خلي بنتك "ملك" تجهز نفسها، يمكن تعجبه ويتجوزها.
أم ملك: من عنيا، حاضر... بس تفتكر البت هتوافق؟
عياش: بس يارب هو يرضى بيها، ولو رضي وهي قالت له آه، يبقى تاخدها وترجعوا بلدكم... تشحتوا ولا تشتغلوا خدامين.
أم ملك (بتنقلب): أنا الغلطانة اللي اتجوزتك، ودخلت بتك مدارس لحد الجامعة! كان زمانكم لسه مذلولين للناس، بيأكلوكم بجنيه ولا بقايا هدوم!
عياش: يا ستّي، أنا في مقام أبوها... وبحبها كأنها بنتي. ما أنا مبخلفش، وملك ديه غالية عليا.
---
أما في منزل حامد، الرجالة يدخلوا المكتب.
أحدهم: خير يا حج؟ أوامرنا؟
حامد (بغضب): عايزكم تاخدوا الكلب ده، وتكتفوه، وترموه في المخزن!
شمس (بدهشة): يا جدي، أرجوك!
حامد: أنا بربي ولدي، يا شمش، ما تتدخلش انت!
تابعووووووني
الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون من هنا
تعليقات
إرسال تعليق