القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية اوجاع الماضي الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه سلوي عوض حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية اوجاع الماضي الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه سلوي عوض حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية اوجاع الماضي الفصل الحادي عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه سلوي عوض حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


يخرج عبدالرحيم الطبنجة بتاعته ويصرخ:

"أي حد هيجربلي هغربله! وسّع يا اد، وهوّه من طريقي! مش عبدالرحيم المحمدي اللي يتلمس له كرامة!"

عز يحاول يهديه:

"اهدى شوية ياخويا!"

عبدالرحيم بانفعال:

"مش جيت ولعتها، عاوزين إيه تاني؟"

الأب بصوت عالي:

"انت رافع الطبنجة في وشي؟!"

عبدالرحيم:

"أمال إيه؟ عاوز الغُفر يجروني زي البهيمة؟! طلااااق تلاته لأبندج الكل!"

شمس يدخل بسرعة:

"خلاص يا أبوي، ميصحش كده!"

عبدالرحيم:

"أمال إيه اللي يصح؟ أبوك يتجر، وانت واقف تتفرج؟!"

شمس بهدوء:

"بعد إذنك يا جدي، ميتفرجش علينا حد."

الجد بصوت حاسم:

"اطلعوا برا يا رجالة!"

عز:

"خلاص يا أخويا، هم خرجوا."

عبدالرحيم ببصة كلها غضب:

"قولتلك ليكش صالح انت!… أنا خارج، بس هربيكم كلكم، وأولكم انت يا عز… يا وش الخراب!"

شمس:

"حجّك على راسي يا عمي."

عز:

"ولا حج ولا حاجة يا ابني، ربنا يهديه."

الأب بحزن:

"أنا خلاص تعبت منه… طول عمري فرع معووج في شجرتي."

عز:

"خلاص يا أبوي، متزعلش نفسك."

الأب:

"والله الواد ده هيقصف عمري."


بعد ما خرج عبدالرحيم، اتصل بعجور:

"فينك يا واد خالتي؟"

عجور:

"نازل عند واحد صاحبي."

عبدالرحيم:

"أنا عاوز أقعد معاك."

عجور:

"خير؟"

عبدالرحيم:

"لسه متعرك مع أبوي وعز، عشان جابوا سيرتك، ولما زعقت معاهم، أبوي لم الغفر وكانوا هيحبسوني في المخزن!"

عجور:

"أخوك موراهمش غير المصايب… قابلني أول البلد."

عبدالرحيم:

"حاضر يا أخويا."

وساعتها عبدالرحيم قال لنفسه:

"والله لأوجعكم كلكم ف بعض… وأخلص منكم."


يتصل عجور بعياش:

"أنا جاي، ومعايا واد خالتي عبدالرحيم المحمدي."

عياش فرح:

"بيتك ومطرحك يا غالي."

وبصوت عالي لمراته:

"فضيله! عاوزك توضّبي غدا زين، حاجة تشرّف كده… وخلي بنتك تلبس لبس شيك وتطلع تخدم ع الضيوف!"

فضيله:

"من عيني."

وتدخل الغرفة على بنتها:

"يا ملك، عمك عياش جاي له ضيوف تقال أوي… عاوزاكي تلبسي أحلى حاجة عندك وتخدمي على الضيوف."

ملك بتأفف:

"حاضر… يا رب أمتى أتخرج وأغور من هنا!"

فضيله:

"يا أختي، ماهو لولا عمك كنا شحاتين في مصر!"

ملك:

"ما قولنا حاضر!"

فضيله:

"افردي وش أمك ده!"

ملك:

"حاضر حاضر."

فضيله:

"خلي عمك عياش يرضى عنك."


في بيت الحج حامد…

شمس:

"أنا طالع يا جدي أريح فوجي، عن إذنكم."

الجد:

"اذنك معاك."

يصعد شمس لجناحه، يلاقي روضه قاعدة حزينة.

شمس:

"مالك يا روضه؟"

روضه:

"سلامتك يا شمش… ما فيش، انت اللي مالك؟ شايل الهم ليه؟"

شمس:

"والله تعبت… أبوي زوّدها ومشاكله بقت كتير، وجدي طهق منه خلاص."

روضه:

"ربنا يهديه."

شمس:

"افردي رجلك، عاوز أنعس عليها."

روضه تبتسم:

"تعالى يا نظري."

شمس:

"تعرفي يا روضه، شمش مبيلاقيش راحته غير معاكي، بنسى هموم الدنيا، جارك انتي نور قلبي."

روضه:

"انعس… وأنا هرجيك."

شمس:

"ربنا يحفظك ليا، يا روح قلبي."

روضه:

"هو أنا لو مُتّ، هتحزن عليا؟"

شمس:

"اسم الله عليكي، ربنا يجعل يومي قبل يومك، أوعي تقولي كده تاني!"

روضه:

"بتحبني قوي كده يا شمش؟"

شمس:

"ولا عمر قلبي دخل فيه غيرك، يا حب العمر كله!"

روضه:

"تعرف؟ أنا حبيت حياتي عشانك."

شمس:

"انتي حياتي كلها."

روضه:

"جميلة بنت عمك مخطوبة، صح؟"

شمس:

"آه، مخطوبة لظابط كبير، وأبوه وزير الداخلية."

روضه:

"باين عليها طيبة."

شمس:

"طيبة ومهبّلة كمان."

روضه:

"ربنا يسعدها."

شمس:

"ويسعدك يا نور قلبي… همليني أنعس بقى."

روضه:

"انعس يا قلبي."


في جناح عابد والهام…

عابد:

"أعاوزك اليومين دول تخففي الدوا اللي بتديه لروضه… خليها فايقة."

الهام:

"ليه يعني؟"

عابد:

"عشان الضيوف اللي هنا… وعيال عمك متعلمين، ومعاوزش حد يشك، ويقولوا يودوها لحكيم، ولعبتنا تتكشف!"

الهام:

"كلامك صح."

عابد:

"وكمان، ماتروحيش للحكيمة، متعرفيش نوع العيل."

الهام:

"ليه بجا؟"

عابد:

"معاوزش نعرفه دلوقتي… خليها مفاجأة وقت الولادة."

الهام:

"حاضر."


في الدور اللي تحت…

الأب:

"تليفونك بيرن يا عز."

عز:

"ده حماه، جميله… سيادة الوزير!"

يرد عز:

"أيوه يا عصّار؟"

عصّار:

"عاوزين نيجي الأسبوع الجاي عشان الخطوبة."

عز لوالده:

"عاوزين يجوا يا أبا."

الأب:

"يشرفوا وينوروا يا ولدي."

عز:

"هشرفك، وهبعتلك اللوكيشن عشان متتوهش… سلام يا غالي."

عز:

"وبالمرة يا أبا، عاوزك تعلّق الكتافات بتاعة حامد."

الأب:

"والله انت وعيالك تشرفوا بلد بزيكم."

عز:

"كتر خيرك يا أبا."


تنزل جميلة ومعاها البنات:

جميلة:

"جدو، الجميل هيعملنا فرح كبير!"

الجد:

"طبعًا يا حبيبة جدك!"

نسمه:

"وهتجيب ناس تغني، يا جدو؟"

الجد:

"حاضر يا ستي."

نزار:

"جدو، عاوز أخطب عشج."

عشق تتكسف.

جميلة:

"وهي موافقة يا جدو!"

نسمه:

"عيني عليا، كلهم هيتخطبوا إلا أنا!"

أدهم:

"أنا مستعد أكسب فيكي ثواب واخطبك!"

نسمه بفرحة:

"بجد؟ أنا موافقة!"

جميلة:

"يا بت انتي مدلوقة كده ليه؟"

نسمه:

"ما هو أنا ماحدش عبرني قبل كده… بس بجولك، هتخطبني من جدي حامد؟"

الجد:

"كيف بس؟ وأخوكي؟"

نسمه:

"جول انت بس موافق، وأخويا مهيصدق يخلص مني!"

الجد:

"على خير الله."

عز:

"مش ناقص غير حامد ولدي!"

نسمه تزغرد:

الجدّة:

"جميلة، الزغاريد ديه عندنا!"

إكرام:

"باين كده يا أما!"

الأم:

"تعالوا ننزل نشوف فيه إيه… صافيه، تعالي يا مرت عمي، نفسنا في فرحة!"


ينزلوا الأم، صافيه، وإكرام.

إكرام:

"خير؟ فيه إيه؟"

نسمه:

"خير يا عمه، أدهم خطبني!"

إكرام:

"يا مرك! يا واد أخويا، ملجيتش إلا المجنونة دي؟!"

نسمه:

"كده برضك يا عمه؟! لما أعضّك دلوقتي!"

إكرام:

"له خلاص!"

نزار:

"باركيلي يا أما، أنا خطبت عشج!"

صافيه:

"ألف مبروك! عشج زينة البنات!"

عشج:

"تسلمي يا خاله."

جميلة:

"ونسيتوني أنا!"

الجدّة:

"له، ده كله إلا انتي! جيتي وجيبتي الفرح كله معاكي يا قلب جدتك!"

الجد:

"شوفت يا عز، جيت وجبت الفرح كله معاك إزاي؟"

عز:

"ربنا يخليك لينا يا أبوي."


وفي أول البلد، يتقابل عبدالرحيم مع عجور.


عبدالرحيم:

"هنروح فين؟"

عجور:

"عند عياش… صاحبي."

عبدالرحيم، وهو مش مرتاح:

"صاحبك ده؟!"

عجور يطمنه:

"متجلجش… ده صاحبي وأخويا، من أيام الزمن الصعب."


وبعد نص ساعة، يوصلوا عجور وعبدالرحيم لبيت عياش.


عياش يفتح الباب وهو فرحان:

"أهلًا وسهلًا بالغاليين! نورتوني يا رجالة!"

عجور:

"بنورك يا صاحبي!"

عياش يمد إيده لعبدالرحيم:

"عبدالرحيم بيه بنفسه عندنا!"


عياش ينادي:

"يا ملك! الشاي للضيوف!"

ملك من جوه:

"حاضر!"


تجهز الشاي وتخرج عليهم.

عبدالرحيم أول ما يشوفها، يبصلها باندهاش:


"الله أكبر… مين الجَمَر ديه؟!"

عياش، وهو بيضحك:

"ديه ملك، بنت مراتي."

عبدالرحيم من غير تفكير:

"أنا مستعد أتجوزها… وهدفع المهر اللي تقول عليه!"

بعد ما عبدالرحيم شاف ملك واندَهش من جمالها، حصل اللي محدش كان متوقّعه.


عبدالرحيم، وهو بيقول بطَفاسة وعينه ما زالت على ملك:

"البت حلوة جوي!"


عجور ضربه بكوع خفيف وقال:

"اهدى يا واد خالتي! مش وجتها الكلام ديتي!"


عياش لاحظ اللي بيحصل، ورفع صوته:

"يا ملك! روحي حضّري الغدا مع أمك، يلا يا بت!"


خرجت ملك من المكان، ولسه عبدالرحيم مش قادر يشيل عينه من وراها.

عياش قرب منهم وسأله وهو بيضحك بمكر:

"كنت بتقول إيه يا بيه؟"


عجور دخل في الكلام وقال:

"خليك معايا أنا، يا عياش، ملك ديه ليها دور مرسوم ف دماغي."


عبدالرحيم استغرب وبص له بحدّة:

"أوعى تكون ناوي تتجوزها انت!"

ثم أضاف بنبرة غيورة:

"ده أنا أخسرك فيها يا واد خالتي!"


عجور حط إيده على كتفه وقال بهدوء:

"اهدى على نفسك كده… واسمعني زين."


"عز… عنده واد ظابط… وظابط كبير. وإحنا مش هنسيبه بسهولة. الخطة إن ملك تتعرف عليه، وتوقعه في شباكها، وتخليه يحبها."


عبدالرحيم قاطعهم بحدة:

"له! أنا اللي هتجوزها!"


عجور بكل هدوء وثقة:

"هجوزوهالك… بس بعد ما ننتقم من عز!"


عبدالرحيم رمقه بنظرة كلها حسم:

"وعد؟"


عجور:

"انته عارف كلمتي زين."


عبدالرحيم:

"خلاص، وأنا موافج."


عياش دخل على الخط وقال:

"طيب، بس الموضوع ديتي محتاج مصاريف كتير!"


عبدالرحيم مد إيده في جيبه وقال بثقة:

"بُكره يكون عندك خمسين ألف جنيه… بس ملك تبجا بتاعتي بعد كده!"


عجور ضحك وقال:

"ما جولنا؟ هنجوزوهالك!"


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي

بارت 12


---


ليبرم عبدالرحيم شنبه ويبتسم:

ـ أيوه كده... البت الملوّنة الجمر ديه هتبجى مراتي، والله شكلها أحلى من كل اللي اتجوزتهم.


عجور:

ـ اصبر بجا يا واد خالتي، لما أتفج معاها.


يتوجه عجور بالكلام لملك:

ـ اسمعي حديثي كويس يا عروسة.


ملك:

ـ نعم، خير، في إيه؟


عجور:

ـ في عيل جاي من مصر، اسمه حامد عز المحمدي، عاوزك تشاغليه، معرفش كيف، المهم يوجع في غرامك.


ملك باستغراب:

ـ وأنا هعرفه إزاي ده؟ عبدالرحيم بت نبيهة وبتفهم.


عجور:

ـ بصي يا حلوة، يا عروستي، الواد ديه ولد أخوي، بس أنا بكرههم كلهم، وعاوزك تخليه يعشجك ويبجى مدمن مخدرات، وبعد كده تفوتيه ونتجوزو.


ملك:

ـ أيوه... بس أنا هعرفه إزاي برده؟


عجور:

ـ ما إنتي مش بتجولي إن بتك الهام ممكن تساعدنا؟


يضحك عبدالرحيم:

ـ آه، أصلها طالعة زَيّي.


عجور:

ـ تمام، اتصل عليها وقولها إن في واحدة من طرفك هتكلمها، واديها ملك، وبعد كده خد التليفون وفهمها.


عبدالرحيم:

ـ أفهمها إيه؟


عجور:

ـ أقولك أنا... هيا هتقول إنها صاحبتها اللي اتعرفت عليها من النت، وهتيجي الصعيد زيارة، وبكده ملك هتجعد في البيت حداكم وتشاغل حضرة الظابط.


عبدالرحيم:

ـ والله برافو عليك يا عجور.


عياش:

ـ فهمتي الكلام يا ملك ولا لأ؟


ملك:

ـ آه فهمت، بس بنتك هتبقا عارفة أنا رايحة ليه؟


عبدالرحيم:

ـ عادي، علشان تساعدك.


ملك:

ـ وأنا ماعنديش مانع.


عبدالرحيم:

ـ بس اوعي تحبي الواد ديه، متنسيش إن أنا عريسك.


ملك:

ـ أكيد طبعًا، إنت اللي عريسي.


ملك:

ـ بس كده... أنا هحتاج موبايل، عشان تليفوني بايظ.


عبدالرحيم:

ـ من النجمة ييجي أغلى تليفون لست البنات.


عجور:

ـ والله بت مرتك شكلها هتنجح وتوجع الظابط.


عياش:

ـ أمال إيه! تربية إيدي.


ملك:

ـ بس كده؟ ده أنا هخليه مدمن مخدرات إنما إيه!


عجور:

ـ اتصل ببتك ياله.


ليتصل عبدالرحيم على الهام


الهام:

ـ إيه يا أبوي؟ فينك إنت؟ هتهمل كل حاجة كده لعز ديه وعياله؟


عبدالرحيم:

ـ اسمعي زين، في واحدة من طرفي هتكلمك، افهمي منها واعملي اللي تقولك عليه، وخدي كلميها الأول عشان تتعرفي عليها.


الهام:

ـ مين ديه؟


عبدالرحيم:

ـ بعدين... كلميها واتعرفي عليها دلوقتي، وبعدين هي هتكلمك من تليفونها... خدي يا ملك كلمي الهام بتي.


---


وننتقل إلى منزل عبدالكريم:


عواطف:

ـ مالك يا جلبي، مين مزعلك؟ وفين براهيم؟


عبدالكريم:

ـ جاعد مع حامد الصغير.


عواطف:

ـ طيب وشك مغبّر كده ليه؟


عبدالكريم:

ـ الزفت عبدالرحيم بيعايرني بجلّة الخلف، وكمان بيقول لي: يا فجي، يا اللي بتجري ع التُرب.


عواطف:

ـ بس كده؟ وهو حد بردك ياخد عليه المهوي ديه؟ إذا كان عالخلفة... شكلي كده هسمعك خبر زين جريب. وإن كان ع شغلتك القديمة... لا عيب ولا حرام، مش أحسن منه وهو داير ورا البنات الصغيرين؟ لا شغلة ولا مشغلة! وبعدين إنت دلوقتي بجيت صاحب أملاك... وجلة الخلف مش منك، ديه من أخته العاجر. لكن إنت سيد الرجالة كلهم.


عبدالكريم:

ـ صوح يا عواطف...


عواطف:

ـ وإنت ما تعرفش قيمتك؟ إياك!


عبدالكريم:

ـ ربنا يخليكي ليا يا عواطف، ويخليكي لي يا سيد الرجالة.


عبدالكريم:

ـ طيب، اعملي لنا لجمة زينة لحسن أنا جعان جوي.


عواطف:

ـ من عيني.


---


أما في جناح الهام، بعد ما قفلت التليفون مع ملك، جلست تفكر وتحدث زوجها:


الهام:

ـ بقولك إيه يا عابد؟ إحنا لازم نوجف جار أبوي.


عابد:

ـ أبوكي اللي معادي الكل!


الهام:

ـ اسمع بس، إحنا ناخد كل واحد على عَجلة ونفهمه إننا معاه... بكده نكسب أكتر.


عابد:

ـ والله طلعتي بتفهمي يا الهام.


---


أما في الأسفل، نجد إكرام تتحدث إلى والدها:


إكرام:

ـ مش عارفة يا أبوي، إزاي عبدالكريم مييجيش لحد دلوقتي يسلم على عز؟


والدها:

ـ جاه... بس اللي منه لله، حرج دمه بالكلام خلاه يمشي زعلان.


إكرام:

ـ أكيد عبدالرحيم...


والدها:

ـ هو فيه غيره يا بتي؟ وش أذية.


إكرام:

ـ طيب، عن إذنك يا أبوي، أنا لازم أروح لجوزي أطيب خاطره بكلمتين.


والدها:

ـ روحي يا بتي، وخدي براهيم واد عواطف معاكي، كان بيلعب مع حامد واد شمش.


إكرام:

ـ حاضر يا أبوي.


والدها:

ـ بس معلش يا بتي، متعوجيش، عشان أمك ما تقدرش توقف مع الشغالين، وصافيه بت عمك يادوبها، وعدد عيلة الهام كبير، والبيت معبّي ناس.


إكرام:

ـ دايمًا البيت مفتوح بحسك يا أبوي. حاضر، هروح أطيب خاطره ومش هعوج.


لتخرج إكرام من المنزل متجهة إلى الجنينة وتنادي على إبراهيم:


إكرام:

ـ تعال يا براهيم أروحك.


إبراهيم:

ـ حاضر يا خالة.


حامد الطفل:

ـ إنتي ماشية يا عمة إكرام؟


إكرام:

ـ لأ، أنا رايحة وراجعة تاني.


حامد:

ـ أجي معاكي وأعاود معاكي تاني؟


إكرام:

ـ طيب، خش خد الإذن من جدك الكبير.


ليدخل حامد الطفل ويخرج:

ـ ياله يا عمة، جدي قال لي روح.


إبراهيم:

ـ تعرفي يا خالة؟ أنا بحبك جوي، وكمان بحب عمي عبدالكريم، أصل هو قال لي أجوله "يا أبا"، بس جدام الناس أجوله "يا عمي" عشان أنا يتيم.


إكرام بحنان:

ـ وماله يا ولدي...


---


أما في جناح شمس:

شمس يفتح عينيه:

ـ ياه... أنا نمت كتير.


روضه:

ـ مش كتير جوي.


شمس:

ـ ومن ساعتها وانتي قاعدة كده؟


روضه:

ـ وماله يا نور عيني، أهم حاجة إنك تبقى مرتاح.


شمس يبص ع الساعة:

ـ تلت ساعات وأنا نايم؟ كنتي صحيتيني، ظهرك هيوجعك من القعدة.


روضه تلمس شعره بحنان:

ـ ومين يتعب ف قرب الحبايب؟ راحتي وراحة قلبي ف قربك.


شمس بحب:

ـ تعرفي يا روضه؟ أنا بتنفس حبك... قلبي وعقلي وروحي كلهم عشجانك.


روضه:

ـ طب ما جوعتش؟


شمس:

ـ والله حبك وحنانك شبعوني.


روضه:

ـ طيب أنا جعانة.


شمس:

ـ أخليهم يطلعوا الأكل حالًا.


روضه:

ـ لأ، نفسي أجعد مع البنات، وكمان نسمه خيتى من وقت ما جات جعدت معايا حبة صغيرين، عاوزه أشوفها، لحسن انت عارفها مجنونة، لا حد يضايق منها.


شمس:

ـ والله خيتك ديه تجنن محافظة بحالها.


تضحك روضه:

ـ أنا هطلعلك غيار على ما تتسبح، وأنا كمان أستحمى، وننزل نشوف الناس ونجعد معاهم.


شمس:

ـ أوامرك يا قلب شمش.


---


ونرجع تاني... في منزل عبدالكريم، كانت إكرام وصلت وهو بيتغدى مع عواطف. تدخل إكرام بغضب:


إكرام:

ـ من ميته يا عواطف؟ بتجعدي وتاكلي مع عبدالكريم؟! وكيف جاعدة جدامه بملابس البيت الشفافة ديه؟!


عبدالكريم يحاول يهدّي:

ـ أنا اللي قلتلها تجعد تاكل معايا... خبر إيه يا إكرام؟ عواطف ديه زي أختي الصغيرة، يعني لو مكشوفة... أغطيها! البنية كتر خيرها، لما لجيتني داخل البيت، ما شفتش جدامي من اللي عمله أخوكي فيا وكسر نفسي... سندتني وحطتلي الأكل، يعني لولاها... الله أعلم كان جرالي إيه. وإنتي بدل ما تطمني على جوزك... جاية تتحججي؟!


إكرام بتهته:

ـ أنا... عبدالكريم... إنت إيه بجا؟ بعد العمر ده كله... تشكّ فيّا؟ والله عالي... أخوكي يمسح بكرامتي الأرض... وإنت تشكّ فيّا؟


عواطف تمثل البكا:

ـ أنا غلطت إني سمعت كلام حضرتك يا عم الشيخ..

...

--


إكرام:

ـ معلش يا عبدالكريم… حجك عليّا.

(وبتبص لعواطف)

ـ وانتي كمان يا عواطف… سامحيني يا بتي، مخي كان مندار من عمايل عبدالرحيم.


عبدالكريم بنبرة فيها خبث:

ـ ربنا يسامحه… على كسر النفس اللي أنا فيها.


إكرام بنبرة طيبة ومكسوفة:

ـ معلش يا عبدالكريم… أنا لازم أروح بيت أبوي، عشان جالي أجعد حداهم للضيوف اللي جايين لعز أخويا.


عبدالكريم:

ـ روحي انتي يا بتي، عشان أبوكي ما يزعلش.


عواطف تقوم تقف بأدب:

ـ عن إذنكم.


إكرام بسرعة وهي بتحاول ترد لها الجميل:

ـ لا والله، اجعدي… كملي وكلك يا عواطف، عشان بس حضرتك متزعليش.


عواطف تبتسم بخجل:

ـ له يا بتي، وابجي تعالي ساعدينا، عشان أبويا هيعمل ليله كبيرة لضيوف عز.


عبدالكريم:

ـ ربنا يكتر أفراحكم… روحي انتي، عشان ما تتعوجيش.


تخرج إكرام وهي بتلوم نفسها في سرها:

ـ أنا إيه اللي جرالي؟ كيف أزعل عبدالكريم مني؟ الراجل الطيب اللي استحملني وأنا مبخلفش، وعمره ما زعلني! وكمان عواطف الطيبة اللي خدماني؟

أنا لازم أجيب لها هدية أرضّيها بيها.


---


أما في بيت عبدالكريم، بعد ما خرجت إكرام، عواطف تضحك بخفة وتقول:

ـ الحمد لله إنها ما لاحظتش حاجة.


ثم تلتفت لعبدالكريم:

ـ بس بجولك إيه… أنا عاوزة بيت ليا لوحدي، أنا مش عارفة أجعد معاك براحتنا.


عبدالكريم وهو بيهز راسه:

ـ من عيني يا عواطف… حاضر.


عواطف تكمل:

ـ وكمان عشان لما ولدك ييجي، يلجى أمه عندها بيت لحالها.


عبدالكريم بابتسامة فيها أمل:

ـ يسمع منك ربنا يا رب.


---


أما في بيت الحج حامد…


شمس نازل من فوق مع زوجته روضه، فبيقول:

ـ انتي لساكي جاعدة يا نسمه؟!


جميلة ترد بحماس:

ـ نسمه هتقعد معانا هنا، وكمان أدهم أخويا خطبها.


روضه بفرحة:

ـ جد والله؟ ألف مبروك يا نسوم!


شمس وهو بيضحك:

ـ الله يكون في عونه على جنانها.


جميلة بابتسامة بريئة:

ـ ممكن يا روضه نبقى أصحاب؟


روضه وهي فرحانة:

ـ ده أنا يشرفني إن الجمر ديه تبقى صاحبتي.


لتنزل عليهم الهام وهي بتتكلم بلهجة مستفزة:

ـ جرا إيه يا بتي؟! انتي طايحة في البيت كأنه بيت اللي خلفوكي؟!

وبعدين روضه مبتصاحبش حد، ولا إيه يا روضه؟


روضه بترد بحذر:

ـ اللي تشوفيه يا الهام…


شمس بتعجب:

ـ مالك يا الهام؟ بيهم إيه اللي مزعلك؟

وبعدين روضه براحتها.


تنظر الهام لروضه بنظرة فيها تهديد… نظرة أفزعتها، كأنها بتقول "لو اتكلمتي… أنا هفضحك".


روضه تهدّي الموقف بسرعة:

ـ الهام خيتك… متزعلهاش يا شمش.


جميلة تتكلم بصدق:

ـ بقولك إيه يا الهام؟ انتي كرهاني ليه؟ وليه سودة من جوه كده؟


الهام بسخرية:

ـ قصدك إني بغير منك؟

له يا حبيبتي… انتي ولا تفرجي معايا، يا صفرا!


نسمه تتدخل بضحكة ساخرة:

ـ بجا ملكة الجمال ديه صفرا؟!

طيب بصي في المراية قبل ما تتكلمي!


روضه بحدة:

ـ بطلي قلة أدب يا نسمه… وروحي البيت، ياله!


نسمه بدموع:

ـ انتي بتطرديني يا خيتي؟


روضه بجمود:

ـ أي حد يزعل الهام… يبقى زعّلني أنا.


شمس يعترض بهدوء:

ـ عيب يا روضه… نسمه خيتك، وضيفتنا.


فجأة يدخل الجد بصوته العالي:

ـ إيه ده؟ إيه الصوت العالي ده كله؟!


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي 

بارت 13 

الجد: مال صوتكم عالي كده ليه؟

جميلة (بلطافة): لا يا جدو ده إحنا بنهزر.

إلهام: لا يا جدي، البت ديه من ساعة ما دخلت البيت وهي واخدة الكل تحت جناحها.

الجد: أولاً دي بنت عمك، وغير كده، إنتِ تزعلي يعني لما البيت يكون هادي؟

إلهام: آه، أزعل، هي خدت حب الكل والاهتمام، وأنا بقيت على الرف، وكمان إنت بتحبها أكتر مني.

الجد: له كلكم واحد عندي.

شمس: خلاص يا إلهام، روحي شوفي بناتك اللي سايباهم لامك ليل نهار، وجاية تتضايقي من الناس!

إلهام: وهي أمي اشتكتلك؟

شمس (بأدب): أنا بتكلم بأدب.

إلهام: أنا وامي حرين مع بعض، وبعدين أنا حامل، المفروض الكل يخدمني.

نسمة: ليه يعني الكل يخدمك؟ هتجيبي اللي محدش جابه؟

إلهام: ومالك إنتي؟ قاعدة في بيتنا ليه؟ ولا الست جميلة لمّت اللي مالهمش لازمة وجعدتهم جارها؟

عشق (بكسوف): معلش يا جميلة، أنا لازم أرجع بيتنا. شكراً يا إلهام.

إلهام (بضحك): والله في واحدة طلعت عندها دم!

(تلتفت لنسمة)

إلهام: أنا بقا ماعنديش دم وقاعدة ما بمشيش؟

الجد (بحزم): اطلعي فوق يا إلهام، وإياكِ تتحدي ضيوفي تاني. كده حجك عليا يا عشق يا بنتي.

لياءات نزار: مالها عشق يا جد؟ بتحجّ نفسك ليها ليه؟

نسمة: أصلك أختك طردتها.

روضة: تتشلّ في لسانك يا بعيدة.

نزار: بعد إذن جدي وأخويا شمس، عشق تبقى عروستي، وأي حد يضايقها يبقى بيضايقني أنا.

إلهام: والله عال! ما بقاش إلا العيال.

شمس: يعني إنتي عاوزة إيه دلوقتي؟ جَدِّك قالك اطلعي، ما سمعتيش؟ عاوزاني أمد إيدي عليكي يعني؟

نسمة (بسخرية): قلبك أبيض يا جوز أختي! ولا أقولك: اديها جلمين تتعلم تحترم الكبير.

روضة: يابتي اسكتي، ما تولعيش.

الجد: خدي البنت يا جميلة واطلعي عند جدتها، وانت يا شمس خد مراتك واطلعوا. هملوني أنا وإلهام.

شمس: حاضر يا جدي.

جميلة: تمام، يلا يا بنات.

نسمة (بضحك): أحسن، خلي جدي يربيها بتجيله!


(يصعد الجميع فوق)


الجد: اقعدي يا إلهام، وقوليلي مالك بتضايقي من بنت عمك؟

إلهام: دي مش مربّاية، شايفة لابسة إيه! وفاشلة كمان.

الجد: جميلة؟ دي المذيعة الكبيرة، والمخطوبة لضابط وابن وزير، دي فاشلة؟! ولا اللي ماخدتش الإعدادية؟

إلهام (ببكاء): بتعايرني يا جدي!

الجد (بحزم): اسمعي يا إلهام، لو ضايقتي بنت عمك تاني، تاخدي جوزك وبناتك وتسبي البيت من سكات.

إلهام: إيه يا جدي، بتطردني عشان بنت ولدك الصايعة دي؟

(الجد يصفعها بالقلم)

الجد: انتي يابتي! محدش جادر عليكي، طالعة زي أبوكي، شرانية وقلبك أسود.

(تصعد إلهام تولول)

إلهام: والله يا جميلة لأربيكي وأطفّشك من هنا واطلعك بفضيحة!


(عابد يصحى)


عابد: مالك؟ خدك أحمر كده ليه؟

إلهام: جدي ضربني عشان البت جميلة!

عابد (بعصبية): عملتِ لها إيه؟

إلهام: عاملة نفسها صاحبة بيت، ولمّة البنات حواليها، وبجول عليها صايعة، جدي يضربني ويجوللي "خدي جوزك وبناتك وامشي!"

عابد: الله يخرب بيتك، إنتي جاموسة؟ بتخربي كل اللي بخططله؟

إلهام: إنت كمان عليا؟

عابد: يابتي افهمي! جميلة مش هتاخد على عيشتنا، وهتمشي. وعداوتك ليها مش ف مصلحتنا. كفاية علينا شمس، ولا عاوزاني أهج ومحدش يعرفلي طريق؟

إلهام (بخوف): لا لا خلاص.

عابد: يبقا تسمعي كلامي.

إلهام: طيب، بس نسمع برضو كلامها ونزار كمان هيتجوزها؟

عابد: اهي كده طربجت من كل ناحية. لازم تاخديهم كلهم تحت جناحك.

إلهام: والله عال! أنا إلهام بنت عبدالرحيم أوطي نفسي ليهم؟

عابد: مافكيش فايدة.

إلهام: آه عاوزة أعفص عليهم كلهم.

عابد: هخليكي ست الكل لو سمعتي الكلام.

إلهام: أمري لله.

عابد: تنزلي تعتذري للكل.

إلهام: بس…

عابد: مفيش بس. انزلي لجَدِّك واعتذري ليهم.


(تنزل إلهام بتمثيل)


إلهام: أنا آسفة يا جدي، وعاوزة أعتذر لكل البنات، أصل كنت غيرانة من جميلة، وفاكرة إنك بتحبها أكتر.

الجد: يا بتي، جُلتلك كلكم واحد عندي.

(تُقبّل يده)

إلهام: خلاص، انده عليهم.


(الجد ينده عليهم، وتنزل جميلة ومعها البنات)


إلهام: حجكم عليا يا بنات، أنا آسفة ليكم، إنتو أخواتي من النهاردة.

نسمة (بهمس): والله البت السودة دي بتخطط لحاجة.

جميلة (بطيبة): محصلش حاجة، وأنا بكرة أعمل الغدا للكل.

الجد: جميلة، انتي مستقلة بيا ولا إيه؟

جميلة: لأ، ما فيش تعب، هو بابا فين؟ وحامد وأدهم؟

الجد: طلعوا يتمشوا.

الجد: نزار خيك يا إلهام.

إلهام (بخبث): حاضر يا جدو.

الجدة: ربنا يهديكم.

إلهام: تعالوا نقعد في الجنينة.

نسمة: هطلع أنده روضة أختي.

تكمِلة المشهد في بيت الجد بعد النزول للجنينة)


الجد: نسمه، طلعي وقولي لشمش: جدك عاوزك.

نسمه: من عيني.

(تصعد نسمه لجناح شمس)

نسمه: شمش، يا شمش! كلّم جدك، وانتي يا روضة تعالي اقعدي معانا في الجنينة.

روضة (بتردد): له! إلهام تزعل.

نسمه: إذا كانت الهام الحرباية ذات نفسها اللي نزلت واعتذرت وقالت نجعد ف الجنينة!

روضة (بفرحه): ربنا يهدي! بس انتي قصري لسانك.

نسمه: هبقى أشوف شمش، خبط على نزار عشان يقعد معانا.

شمس: ماشي.


(تنزل روضة ونسمه، وينضم ليهم نزار، ويقعدوا كلهم في الجنينة، وشمس يقعد جنب جده)


شمس: خير يا جد؟

الجد: مش عارف يا ولدي، جلجان من أبوك، خايف يتصرف تصرف من تصرفاته.

شمس: ربنا يستر يا جد… بس عامل نفسك زين قدام الناس عشان اليومين دول يعدّوا على خير.

الجد: وانا ميّت يا ولدي، عاملته عفش! هي عمايله السودة اللي مخلياني مش طايقه.

شمس: أقولك إيه بس… ربنا يهدي.

(يضحك الجد)


الجد: بس إنت ما شاء الله عليك، إنت ومراتك، وشكم منور! وهي كمان البنيه ما بقتش تنام زي الأول، بقت مفنجلة على طول.

شمس (بضحك): يعني عشان صحيت يومين بقت خلاص؟

الجد: العشق باين ف عيونك يا شمش، والبت تستاهل.

بس عارف أنا شفقان على مين؟

شمس: على مين؟

الجد: على أدهم، ولد عمك. وجع ف البت نسمه، ميعرفش جنانها، ولا يعرف إنها بتعض، ومعلمة على عيال البلد كلها!

شمس: آه والله يا جد، دي سنانها حامية زي الموس.

الجد (بضحك): وه! أوعى تكون عضّتك؟ راحت هيبتك ف البلد يا ولدي؟

شمس (يضحك): لا طبعا… بس عضت مرات أخوها! وإيه يا عيني… كانت ناقصة تاخد واحد وعشرين حُجة، وكمان كسرت رجلين!

الجد: معتمد كلمني فيديو، وراني يد مراته ويد بنته اللي عضّتهم.

(يضحك الجد ويفتكر)

الجد: فكرني قبل ما يتجوز أدهم، نطعّموه!


(يدخل عز مع أولاده)


أدهم (بقلق): تطعموني من إيه يا جدو؟

شمس (بضحك): أنا ف عرضك يا جدو، الجوازة هتبوظ!

الجد (بضحك): له يا ولدي، فيش حاجة… ده أنا قصدي على الناموس.

عز: والله يا أبويا، البلد بقت جميلة جوي.

الجد: أمال إيه يا ولدي!

أدهم: أمال جميلة فين؟

شمس: كلهم في الجنينة، نسمه معاهم.

الجد (بضحك): آه، معاهم.


(يفرح أدهم ويمشي)


أدهم: عن إذنكم، أصل "جيمو" وحشتني.


(ينزل أدهم للجنينة)


أدهم: مساء الخير على الجميع.

الكل: مساء النور.

(يجلس جنب نسمه)

أدهم: إيه القمر ده؟ يخربيت جمالك!

نسمه (تمسك يده): تعالى أقرألك الكف!

أدهم: بتعرفي؟

نسمه: أمال إيه!

(تمسك يده وتحطها في بُقّها وتعضه عضّة شديدة)


أدهم: آآه! يا بنت العضّاضة!

نسمه: علشان تحرم تعاكسني تاني.


(يدخل أدهم البيت وهو بيصرخ)


عز: مالك يا أدهم؟

(شمس يبص في إيده ويضحك)


شمس: خلاص يا جد، أدهم مش محتاج تطعيم، نسمه عضّته!

عز (بضحك): عضّته؟

شمس: أصل نسمه أليفة، مبتعضش غير اللي يضايقها.

الجد: بس يا شمش، ما تولّعش الدنيا.

عز: هي فعلاً عضّتك؟

أدهم: آه، عضّتني! ضحكت عليا وقالتلي هات إيدك أقرالك الكف، راحت عضّاني!

عز: أنتَ لو كنت ضايقتها، تبقى تستاهل.

أدهم: الله! دي مش خطيبتي؟

الجد: يا حبيبي، دي عندكم ف مصر كده. حتى شمش، جعد يحب ف روضة كذا سنة، لحد ما كبرت وجوزتهاله.

(أدهم ينسي وجع إيده، ويبص لشمس)

أدهم: أوبا! ده إنت طلعت حبيب يا ابن عمي؟

شمس (بضحك): كده بردك يا جدو؟ تفضحني؟

الجد: ما البلد كلها عارفة قصة غرامك لروضة.

أدهم: الله يسهلها، بس مراتك يا شمش ما شاء الله هادية، غير أختها خالص.

شمس: الله يكون ف عونك يا أدهم.

الجد: يلا هنعمل إيه؟ جدرك ونصيبك.


(يدخل حامد)


الجد: أحسن، هيا ديه اللي هتربيه، والله أنا فرحان فيه.

الجد (بضحك): باين عليك متعب يا أدهم؟

عز: فعلاً يا أبا، أكتر واحد تعبني في تربيته… شقي أوي.

أدهم (يمثل الزعل): يعني كلكم عليا؟

شمس: بقولك إيه، أوعاك تزعل نسمه. أديك شايف عز، وهو بيقدر يتكلم معاها؟

الجد: تعالوا نجعد معاهم، ولا خايف يا أدهم؟

أدهم: أخاف؟ أخاف من إيه؟ يلا بينا.


---


المشهد ينتقل إلى بيت عيّاش:


(بعد ما مشي عجور وعبدالرحيم)


عجور: ملك، فرصة وجاتلك لغيت عندك، أوعي تضيعيها.

ملك: أضيع إيه؟ لأ طبعًا، ده أنا ما صدقت! نطلع على وش الدنيا زي الناس.

عجور: لما عبدالرحيم يبعت الفلوس، أنا هاخد نصهم… ولا انتي ليكي كلام تاني؟

ملك: كلام إيه؟ أنت تاخد عنيا يا أبا!

فضيلة: ربنا يهديكم على بعض.


(عبدالرحيم وعجور في الطريق)


عجور: مش هتبطّل لهفتك على البنات الصغيرين؟ كل ما تشوف بنت حالك يتشجلب؟

عبدالرحيم: كلهم كوم، والبت ديه كوم تاني! دي جَمره، وشها مورد ومنوّر.

عجور: مش هتكبر أبدًا!

عبدالرحيم: يا راجل! روح… مش أحسن مني؟

عجور: معرفش أنا ليه كاره صنف الحريم… دول نعمة يا ولد خالتي.

عبدالرحيم: لسه بتحبها؟ دي ماتت وشبعت موت.

عجور (بغضب): اقفل خشمك! ما تجيبش سيرتها تاني على لسانك.

عبدالرحيم: إنت زعلت؟ خلاص… ياسيدي، متزعلش.

عجور: خلص، إنت جاي معايا؟

عبدالرحيم: لأ، أنا مروح.

عجور: عاوزك تجيل، ومتعملش مشاكل مع أبوك ولا مع عز.

عبدالرحيم: مزاجي رايق، ومعايزش أعمل مشاكل مع حد. هروح أنعس، وأحلم بالعروسة الجديدة.


(يترك عبدالرحيم المكان، وعجور يقعد على صخرة ويفتكر حبيبته)


عجور (بحنين): يا بت يا ساره…

ساره: نعمين، يا نور العين.

عجور: أنا في إيدي مصلحة، وهخلصها وأجيلك أتجدم لك.

ساره: أوعى تكون هتسرق تاني! كفاية سنين عمرك اللي قضيتها ف الإصلاحية.

عجور: لأ، خلاص… توبت.

ساره: تعال نتجوز على طول. إنت عارف ماكانش ليا غير أمي، واهي توفت.

تعال نعيش على لقمة بملح.

عجور: يابت ده انتي غالية جوي، أنا نفسي أجيبلك الدنيا كلها.

ساره: أنا عاوزاك إنت بس.

عجور: يعني نتجوز في الأوضة بتاعتي؟

ساره: آه، وماله!

عجور: من غير عفش ولا حاجة؟

ساره (بضحك): أنا موافقة يا سيدي.

عجور: خلاص، نروح للمأذون؟

ساره: يلا بينا.


#سلوي_عوض

#اوجاع_الماضي 

بارت 14

ساره (بفرحه): يالا بينا يا عجور... يا فرحة قلبي! أنا مش مصدقة نفسي، كان نفسي أعملك فرح وأشورك أحسن شوار.

عجور: بس يا ساره، إنتِ زعلانه؟

ساره: لا يا عجور، أنا راضية ومبسوطة، أهم حاجة المحبة والعِشرة الطيبة، وكل حاجة تيجي بعدين.

عجور: ربنا يحرسك يا رب.

وبالفعل يروح عجور ومعاه ساره للمأذون، ويكتبوا كتابهم.

عجور (بسعادة): خلاص، بقيتي مراتي.

ساره: ربنا يخليك ليا.


ولما يوصلوا لبيت عجور، يطلع عبارة عن أوضة بسيطة مفروشة بحصيرة بالية.

عجور: ربنا يقدرني وأجيبلك قصر.

ساره: وأنا هخليلك الأوضة دي جنة.

عجور: تعالي ناكل اللقمة البسيطة دي.

ساره: فضل ونعمة.


تمر الأيام، وعجور عايش فرحان مع ساره، بس شغله بالكاد يكفي أكل اليوم.

وفي يوم، كانت ساره قاعدة مستنيا، ليدخل عجور.

ساره: حمد الله على السلامة.

عجور: سلامة إيه! أنا مش قادر أأكلك حتى.

ساره: طب، أنا هقولك على حاجة بس توافقني.

عجور: قولي.

ساره: أنا بفكر أرجع أشتغل خدامة في بيت الحاج حامد، جوز خالتي.

عجور: ترجعي تخدمي تاني؟!

ساره: وإيه يعني؟ الشغل مش عيب، وأنا بخدم بشرف، وأهو إيد على إيدك، وربنا يكرمنا.

عجور: كنت عايزك تعيشي معايا مكرمة، مش ترجعي تشتغلي في البيوت... أمال أنا لزمتي إيه؟

ساره: كفاية عليا إنك جوزي، وخدتني على اسمك.

عجور (بحب): والله ما في أطيب من قلبك.

ساره: يبقى وافقت؟

عجور: حاضر، بس لو حسّيتي إن الشغل تقيل عليكي، تقعدي فورًا.

ساره: من عيني، هروح أقول للست جميله.


وتروح ساره لبيت حامد، تستقبلها الحجة جميله.

جميله: تعالي يا بنتي... كده تتجوزي من غير ما تقولي؟! كنا وقفنا جنبك وفرحنا لك.

ساره: معلش يا حجة... أمر الله.

جميله: طيب خشي خدي فروجة من التلاجة، وبطاطس وطماطم وسمن ورز، واعملي أكلة لجوزك.

ساره (بكسوف): كتر خيرك يا حجة.

جميله: وخدي المتين جنيه دول هاتي بيهم فاكهة وانتي راجعة.

ساره: ربنا يسترك يا حجة.

جميله: الصبح بدري تيجي.

ساره: حاضر.


تاخد ساره الحاجات وتروح.

عجور (مندهش): إيه ده كله؟ وجيتي بسرعة!

ساره: الست جميله كتر خيرها ادتني الأكل والميتين جنيه. خد، خليهم معاك.

عجور (بحزن): بدل ما أصرف عليكي، تصرفي أنتي؟

ساره: إحنا واحد، وأنا عارفة إنك لو معاك هتديني.

عجور: هعملك أحلى أكلة.

ساره: طب ماتتأخرش، عشان ناكل سوا.

عجور: حاضر.


يخرج عجور ويقابل عبد الرحيم.

عبدالرحيم: إزيك يا واد خالتي؟

عجور: بخير.

عبدالرحيم: جميله وولدها هما الكل في الكل، وواد خالتك مالوش مكان.

عجور: الحجة جميله ست طيبة، ومراتي بتشتغل عندهم، وادوها أكل وفلوس.

عبدالرحيم: طيبة؟ دي اللي موتت خالتك بحسرتها! وولدها اللي دخلك الإصلاحية!

عجور: خلاص، أنا مسامح.

عبدالرحيم: تسامح؟! أنا عمري ما هسامح.

عجور: في شغل عندك؟

عبدالرحيم: هشوف وأسألك.

ويمشي عبد الرحيم وهو بيقول لنفسه: لازم أتصرف، عجور بقى ف صف جميله!


تمر الأيام وساره شغالة ف بيت حامد، وف يوم:

ساره (بفرحة): عجور! أنا حامل.

عجور: بجد؟!

ساره: آه والله.

عجور: يبقى تسيبي الشغل.

ساره: أما قرب أولد، بس لو أنت مرتاح في شغلك.

عجور: كله مرار، طول اليوم ف الزرع وآخره ملاليم.

ساره: الحمد لله.

عجور: ربنا يرزقني بشغلانة كويسة.

ساره: إنشاءالله. أنا رايحة دلوقتي عندهم عزومة.

عجور: خلي بالك من نفسك ومن ابننا.

ساره: من عيني.


تروح ساره بيت حامد، تقابلها جميله.

جميله: خشي حضري الأكل، وطلعي هاتيلي ألف جنيه من الدولاب.

ساره: حاضر.

تطلع ساره وتجيب الفلوس وتديها لها.


في الليل، تطلع جميله لجناحها،

جميله: يا ماري! دهبي اتسرق!

حامد: مين دخل هنا؟

جميله: أنا شيعت ساره تجيب الفلوس...

حامد: يبقى هي اللي سرقت! هبلغ الحكومة.


الشرطة تيجي وتاخد ساره القسم.

ساره: والله ما سرقت، أنا بريئة!

الظابط: اخرسي! مش أنتي مرات عجور الحرامي؟

يضربها بالقلم وتغمى عليها.


عند عجور:

عجور: ساره اتأخرت...

يقابله عبد الرحيم.

عبدالرحيم: جاي أقولك، حامد بلغ الحكومة، وجال إن مراتك سرقت.

عجور: إيييه؟!

يجري عجور القسم، يلاقي الإسعاف بتنقل ساره للمستشفى.

عجور (بيصرخ): ساره! عملتوا فيها إيه؟

الدكتور: للأسف، كانت حامل وسقطت، وضغطها عالي جدًا.

عجور: عاوز أشوفها!

العسكري: ممنوع، دي متهمة في سرقة.


يروح عجور لحامد:

عجور (بيتوسل): يا حج... مراتي بريئة، أنا أخد مكاني، بس سيبوا ساره.

حامد: مراتك حرامية زيك.

عجور (لجميله): والله ماسرقت.

جميله: خلاص، يا حامد، عشان خاطري سيبها.

حامد: هنقول للظابط إننا لقينا المصاغ، بس تمشي من البلد.

عجور: حاضر، بس سيبوها.


يروحوا القسم.

الظابط: خلاص؟ لقيتوا الحاجة؟

حامد: أيوه.

الظابط: هبلغ المستشفى ونقفل المحضر.


لكن فجأة يتغير وش الظابط.

الظابط: أنا آسف... ساره انتحرت!

عجور (يصرخ): مستحيل!!

يجري المستشفى.

عجور (للممرضة): عاوز أشوف مراتي... أفرحها، هنسيب البلد.

الممرضة: للأسف، هي دلوقتي في تلاجة الموتى.

عجور: لاء! دي مغمي عليها!

يدخل ويشوف جثتها.

عجور (بيبكي): ظلموكي يا ساره... والله هنتقم ليكي!


الممرضة: هتدفنها فين؟

عجور: ماعنديش مدفن.

الممرضة: الدكتور هيدفنها في مقابر الصدقة.


يعود عجور يبكي:

عجور: والله هجيب حقك يا ساره، ويا اللي كان في بطنك...

بس اللي محيرني... إزاي ساره تنتحر وهي كانت بتصلي وعارفة ربنا؟!


عجور: بس بردو، هنتقم ليكي، وهفضحهم زي ما فضحوني...

---


ونسيب عجور وسط أحزانه ونروح على بيت الحاج حامد...

وهنا يوصل عبدالرحيم للبيت وهو بيغني بصوت عالي:


عبدالرحيم (وهو بيغني): افرحي يا عروسة... أنا العريس أنا العريس!


تقابله صافيه عند الباب.


صافيه (بنبرة باردة): ربنا يفرّح قلبك.


عبدالرحيم (بتهكم): بعدي إنتي عني... وأنا أفرح!


صافيه (متضايقة): هو أنا كلمتك؟ ده أنا بقول ربنا يفرّحك وخلاص!


عبدالرحيم (بغلا): أنا هفرح... وهفرح جامد كمان! أنا طالع فوج، ومش عاوز أشوف خلقتك العفشة دي.


صافيه (في سرها): يعني أنا اللي عايزة أشوفك؟ ربنا يخلصني منك عن قريب!


ويطلع عبدالرحيم على جناحه الخاص، وبعد شوية تدخل إلهام البيت.


إلهام (باستغراب): كنتي بتتحكّدي مع مين يا أماه؟


صافيه: مع أبوكي.


إلهام: فين أبوي؟


صافيه: طلع الفوق.


إلهام: أنا طالعة أشوفه... بس قوليلي الأول، البنت فين؟


صافيه: كلتهم وسبحتهم وناموا.


إلهام: ماشي.


وتطلع إلهام على جناح والدها، تلاقيه موجود.


إلهام: إنت جيت يا أبا؟


عبدالرحيم: أيوه... اسمعيني كويس.

بُكره تكلمي جدك وتقولي له إن فيه واحدة صاحبتك جاية من مصر، هتقعد عندنا يومين.


إلهام (مستغربة): طيب ما هو هيقوللي عرفتيها منين؟


عبدالرحيم: قولي له إنك عرفتيها من النت، وإنها من ناس كبيرة قوي في مصر.


إلهام: لا يا أبا، ميصحش أقول من النت، جدي هيقول نضمنها منين؟

أقولك... أنا هقوله إنها قريبة عابد جوزي من ناحية الأم.


عبدالرحيم (بفرحة): برافو عليكي!

أنا اديتها رقم تليفونك، وهي هتكلمك بُكره.


إلهام: لما تكلمني، هكلمها فيديو علشان أشوف شكلها، وخلي عابد كمان يشوفها ويروح يجيبها.


عبدالرحيم: وحاولي تقربيها من عيال عز... قطعة تقطعهم، وخصوصًا حامد!


إلهام: من عيني يا أبا.


عبدالرحيم (بحسم): خلي بالك منها، دي هتبقى مرات أبوكي.


إلهام (بهدوء): بس كده... هحطها في عيني.


---عبدالرحيم (وهو بينهي الكلام): روحي بجا وسيبيني أحلم بالعروسة الجديدة.


إلهام (بتضحك): احلم يا أبوي، بس قولي... هي حلوة؟


عبدالرحيم (بنظرة حالمة): فلجة... جَمر يا بت!


إلهام (بتغيظه): يعني هتشيل ستك في عيونك وتنزل التانية مكانها؟


عبدالرحيم (بابتسامة ماكرة): الست دي خلاص راحت ف حالها... واللي جايه هتبجا تاج فوق راسي... هتشوفوا.


إلهام (بتضحك وهي نازلة): ماشي يا حج عبدالرحيم... نحجزلك كرسي ف الكوشة من دلوقت!


عبدالرحيم (وهو يضحك): هاتوا الطبل والزمر يا عالم... العريس ناوي يخربها!


#سلوي_عوض

#اوجاع_الماضي 

بارت 15


ويمر الليل على أبطالنا، ويأتي صباح جديد حاملًا معه أشياء وأشياء، منها الجيد ومنها السيء...


في أسفل المنزل، نجد الجد حامد جالسًا يتأفف.

الجدة جميلة: مالك يا حامد؟ فيك إيه؟

الجد حامد: يعني عاجبك عمايل شمش دي؟ مهمل حالنا ومالنا من وقت ما مراته بقت فايجه على طول.

(يدخل صفوان وهو يتنحنح)

صفوان: يا عم الحج حامد...

الجد حامد: تعالى يا صفوان، التاجر اللي هيأخد الزرع قاعد في الأرض من بدري مستني شمش بيه، وبيقول بيتصل بحضرته، وحضرته ما بيردش!

الجد حامد: يا بت يا سعاد! إنتي يا سعاد! اطلعي صحي سيدك شمش بسرعة.

سعاد: حاضر يا حج.

الجد حامد: وانت يا صفوان روح ضيفه، وقوله إن شمش جاي وراك.

صفوان: حاضر يا أبا الحج.


(تصعد سعاد لتوقظ شمس)

سعاد: سي شمش بيه، الحج عاوز حضرتك بسرعة.

شمس: اديني نازل أهو.

روضه: استنى أنزل معاك، أحضّرك الفطور.

شمس: ما تتعبيش حالك.

روضه (ضاحكة): ده أنا أخدمك بعيوني.

شمس: طيب يلا يا قلبي.


(ينزل شمس ومعه زوجته إلى الدور الأول)

شمس: صباح الخير.

الجد (بغضب): وييجي منين الخير وإنت قاعد جار مرتك ومهمل كل حاجة؟ والتاجر بيرن عليك وحضرتك نايم في العسل؟

شمس: والله كنت عامل التلفون صامت.

الجد: طيب خلّص الحِجّة.

شمس: حاضر حالًا أهو.

روضه: طيب يفطر الأول يا جدي.

الجد: وهو التاجر هيستنى حضرته لما يفطر؟ خلّص يا شمش!

شمس: بعدين يا روضه لما أجي أفطر. بس إنتِ روقي يا جد، ما عاوزكش تزعل مني.

الجد: وإنت همك زعلي؟

شمس (مبتسمًا): خلاص بقى يا جد. قولي حاجة يا جدّه.

الجدة: خلاص بقى يا حامد.

حامد: مش هو الكبير؟

شمس: والله إنت قلبك طيب يا جد ليهم.

(شمس يقبّل يد جده)

شمس: ها يا جد، راضي عني؟

الجد: ربنا يرضى عنّا كلنا يا ولدي، بس آخر مرة تهمل حالنا!

شمس: حاضر، عن إذنكم.


(يذهب شمس إلى الأرض)

الجدة جميلة: بقولك إيه يا روضه...

روضه: نعم يا جدّه؟

الجدة: عاوزاكي يا بتي تساعدي جميلة النهارده، عشان هي اللي هتعمل الوَكْل.

روضه: سامحيني يا جدّه، أصل أخويا معتمد عاوزني أروح أشوف مراته بعد ما الست نسمه كسّرتها هي وبِتّها.

(الجد يضحك)

الجد: روحي يا بتي وسلمي عليهم.

روضه: أروح يا جدّه؟

الجدة: روحي يا بتي، بس ما تتأخريش، وخدي معاكي زيارة زينة.

الجد: والله البت نسمه مجنونة رسمي، ربنا يكون في عونك يا أدهم.


(تنزل جميلة)

جميلة: صباح الفل على أحسن جدّو وتيتة في الدنيا.

الجد: صباحك ورد يا بتي.

جميلة: فطرتوا؟

الجدة: لسه.

جميلة: حلو أوي، نفطر مع بعض.

روضه: طيب أروح أنا يا جد.

جميلة: مش هتفطري معانا؟

روضه: والله رايحة لأخويا.

(الجد يضحك)

الجد: أخوها اللي نسمه كسرت مراته وبِتّه!

الجد: خدي عربية بالسواق.

روضه: البيت مش بعيد يا جد.

الجد: اسمعي الكلام.

روضه: حاضر.

جميلة: سلّمي بقى على الضحايا.

روضه (ضاحكة): والله كلامك صح، ضحايا بجد.

الجد: أنتي النهارده اللي هتعملي الغدا يا جميلة.

جميلة: آه، هتدوق بقى أحلى أكل من إيد "جيمو".

الجدة: ربنا يحلّي دنيتك يا بتي.


(تنزل إكرام)

إكرام: صباح الخير... صاحية بدري يا جميلة.

جميلة: عشان النهارده هطبخ الغدا، بس عاوزة ألبس زيكم كده.

إكرام: من عيني، أجيبلك جلابية من عند إلهام.

جميلة: لأ شكرًا، أنا عاوزة ألبس من لبس تيتة.

الجدة: بس جلاليبي واسعة عليكي.

جميلة: مش مهم.


(ينزل عز ومعه أولاده، ثم تنزل نسمه وعشق)

جميلة: بعد الفطار كلكم تخرجوا تقعدوا في الجنينه لغاية ما أخلص الغدا.

الجميع: موافقين، ممكن نفطر الأول؟


(ينزل نزار)

نزار: أنا بعد إذنك يا جد، هفطر وأروح أوقف مع شمش في الأرض.

الجد: وخد عمك وعياله معاك.

نزار: حاضر.


(بعد الإفطار يذهب الرجال إلى الأرض)

الجد: بقولكم إيه، أنا طالع أريح، صحّوني على الغدا.

الجد: يلا يا حجة، اطلعي معاي.

جميلة: هطلع معاكم آخد حاجة ألبسها.

الجدة: تعالي نجيب اللي عاوزاه.

جميلة: وانتوا يا بنات، أنزل من فوق ملاقيش ولا واحدة فيكم!

عشق: هاخد بسمه ونروح بيتنا، ونيجي على الغدا.

جميلة: بالسلامة.

إكرام: طيب وأنا؟

جميلة: انتي بقى يا قمر تقعدي معايا.


(تصعد جميلة مع جدتها لتأخذ عباءة وإيشارب)

جميلة: وعاوزة كمان إيشارب.

الجدة: نجيبه اللي يليق عليكي.

(ترتدي جميلة الملابس)

الجدة: شكلهم حلو جوي عليكي، بس الجلابية واسعة.

جميلة: بس عاجباني أوي، يا قمر إنتي.


(تنزل جميلة، تراها إكرام)

إكرام: الله أكبر! قمر يا بِت أخويا.

جميلة: أهو انتي اللي قمر. يلا بقى نجهز الغدا.

اكرام: حاضر يا ست البنته.

في منزل عيّاش...


فضيلة: بقولك إيه يا ملك، إنتي هتروحي امتى بيت الحج حامد وجميلة؟

ملك: لما التليفون ييجي وأكلم إلهام بنت عبدالرحيم.

فضيلة: أوعي تضيّعي الموضوع ده من إيدك. إحنا هنقبّ على وش الدنيا!

ملك: أكيد طبعًا، ده أنا ما صدّقت!

فضيلة: أوعي تعملي حاجة تزعل أبوكي عيّاش منك.

ملك: هو أنا أقدر؟


(يدق الباب)

فضيلة: استني أشوف مين على الباب.

(تفتح الباب)

فضيلة: الله! ده عبدالرحيم بيه! اتفضل يا بيه، خش البيت بيتك.

عبدالرحيم: تشكري يا حماتي. خدي يا ملك، التلفون أهو... آيفون من الغالي، والفلوس أهي عشان تجيبي اللي ناقصك.

ملك (بابتسامة): شكرًا ليك.

فضيلة: هصحيلك عيّاش حالًا.

عبدالرحيم: لأ، خليه نايم، أنا هتّصل بإلهام بتي، عشان تكلّميها، هنكلّمها فيديو عشان تعرف شكلك.

ملك: تمام كده.


(يتصل عبدالرحيم بابنته)

إلهام: إيه يا أبوي؟

عبدالرحيم: سلّمي على عروسة أبوكي... ملك.

إلهام: أهلا بالجَمر المنوّر.

ملك: ده انتي اللي سكر وشهد مكرر.

عبدالرحيم: هاه، ليّا حج بجا أوجع في غرامها؟

إلهام: ألف حج يا أبا!

ملك: هرن عليكي من رقمي عشان نتفق نتقابل إزاي.

إلهام: تمام.


---


أما في منزل معتمد، نجد روضة قد وصلت...

روضة: سلامتك يا مرت أخويا، معلش ما تزعليش من نسمه. إنتي عارفة إنها مجنونة بس طيبة والله.

زوجة أخيها: يعني عاجبك عمايلها دي؟ تكسّرني أنا والبت كده، كل ده عشان لبسنا من خلجه؟

روضة: معلش وخلاص، هي قاعدة حدانا، وأدهم واد عم شمش خطبها من جدي حامد، وهو وافق.

زوجة أخيها: أحسن برضك، أهو نرتاحوا منيها.

روضة: ربنا يهدي الكل.


---


أما في منزل عبدالكريم، نجد عواطف تجري بفرحة...


عواطف (بفرح): يا عبدالكريم، افرح! افـــرج! أنا حـــــــبلى!

عبدالكريم: إيه؟ بتقولي إيه؟

عواطف: أنا حبلى والله! عملت التحاليل وعرفت إني حبلى.

(يخر عبدالكريم ساجدًا على الأرض)

عبدالكريم: اللهم لك الحمد والشكر! أخيرًا يا رب! هبقى أب! الحمد لله!

عبدالكريم: من النهارده تقعدي هانم... عواطف هانم!

عبدالكريم: كيف بقى؟ هاخدلك بيت من بابه، وأجيّبلك اللي يخدموكي، يا ست الكل... يا أم الغالي.


---


أما في الأرض، نجد الجميع جالسين مع شمس...


شمس: يا مراحب بيكم! الخير جه على وشكم، لسه بايع المحصول كله، والحمد لله، بعته بتمن كبير.

عز: ما شاء الله، ربنا يباركلك يا ابني.

شمس: ربنا يوسع أرزاق الناس كلها.

عز: يا رب. بقولك إيه يا شمس، عاوز أشتري قطعة أرض نعملها جامع.

شمس: وتشتري ليه؟ ما إحنا حدانا أراضي كتير.

عز: لا يا ابني، أنا عاوز أشتري من حر مالي أنا.

شمس: على راحتك يا عمي. في أرض زينة شرجينا، وصاحبها عارضها للبيع، ممكن أكلمه لحضرتك وتشتريها.

عز: تمام، كلمه يا ابني. لو كده نروح نشوفها.

شمس: حالًا أهو.


(يتصل شمس بصاحب الأرض ويأخذ منه ميعاد للصباح الباكر من الغد)

عز: إن شاء الله نقابله بكرة ونخلص.

عز: هاروح أنا بقى أقعد شوية مع بسيوني.

شمس: طيب، أنا مروح، حد جاي معايا؟

الشباب: آه، خدنا معاك.


(يذهب شمس إلى المنزل، أما الشباب فيدخلون الجنينه)


(يرى شمس جميلة وهي ترتدي العباءة الصعيدية، وعلى رأسها إيشارب جدتها، وشعرها يخرج منه، وبيدها سكينة، وفي اليد الأخرى تمسك بصلاية)


شمس (ضاحكًا): إيه اللي جابك هنيه؟

جميلة: جابني منين؟ أنا جميلة.

شمس: والله فكرتك فكيهة المجنونة اللي سارحة في البلد، شكلك... الخلجي الناضج!

جميلة: بتقول إيه يا أخينا إنت؟

(تخرج إكرام من المطبخ)

إكرام: إنت جيت يا شمش؟ مالك يا ولدي بتضحك على إيه؟

شمس: بذمتك يا عمه، مش كلها فكيهة المجنونة؟

جميلة: اتكلم كويس يا أخ!

إكرام: بس يا شمش، بت عمك تزعل.

شمس: قصدي فكيهة، والله عيال البلد لو شافوكي ليعطوجي بالطوب!


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي

بارت 16

جميلة: شايفة يا عمتي بيقول عليا إيه؟

شمس: طيب والله فكيهة أحلى منك.

(لتقذفه جميلة بالبصلة)

شمس: والله مجنونة! بقولك إيه يا فكيهة، خلصي الأكل، جعان أنا.

جميلة: طيب بالعند فيك بقى، مافيش أكل.

شمس: جعان يا عمّه!

جميلة: اعتذر الأول.

شمس: أنا أعتذر ليكي إنتي يا مخبّلة؟ روحي، كانك رايحة!

إكرام: ميصحش كده يا بتي شمش، مهما كان، ده كبير.

(لتضحك جميلة)

جميلة: آه كبير المتخلّفين.

شمس: اللهم طولك يا روح… هناكل في يومنا ده


لتدخل بسمة ومعاها عشق)


روضة: انتي جيتي يا وش المشاكل!

بسمة: كلمتك أنا؟

روضة: حرام عليكي، مرات أخوكي وبنتها خلصانين خالص!

بسمة: طيب ده أنا حتى كنت حنينة عليهم.

روضة (بسخرية): آه، حنينة جوي! وسّعيلي خليني أطلع أصحي شمش، بت وش إذا!

عشق: حرام عليكي يا بسمة، خفي على الخلط.


(ليدخل عز ومعاه أولاده وبسيوني)


إكرام: ولاد حلال، لسه كنا هنحط الأكل.

أدهم: أنا جعان أوي يا عمّتو!

إكرام: سلامتك من الجوع، حالًا هنحط الأكل.

(أدهم ينظر لبسمة)

أدهم: أنا جعان حب وحنية.

بسمة: اتحشم يا واد، ولا عاوزني أعملها معاك؟

أدهم: قلبك أبيض خلاص.

جميلة: طيب يلا ع السفرة.


(لينزل شمس والجد والجدة وكل العيلة يتجمعوا)


جميلة: دوقوا بقى وقولوا رأيكم إيه في أكلي؟

الجد: (يتناول من الطعام) الله أكبر! نفس وكل جدتك بالظبط. طالعة فَلّاحة زيها!

جميلة: بصراحة، بابا هو اللي علمني أطبخ الأكل الصعيدي ده.

شمس: والله وبجالك عازة يا فكيهة.

جميلة: شايف يا جدو؟ شمس بيقول عليا فكيهة المجنونة!

(تضحك بسمة)

بسمة: والله كلامك صح يا شمش، شكلها الخالج الناضج!

الجد: بس يا شمش، بس يا بسمة! دي جميلة جمر الدنيا بحالها.

جميلة: مش عارفة ليه حاسة إنك معاهم في كلامهم ده يا جدو؟

الجد: أصل الصراحة الجلابية واسعة عليكي جوي، والإيشارب كمان، اللي شعرك طالع منه مخلّيكِ عَجَبَه!

شمس: جولتلك أنا حاجة بجا؟


(تنظر إلهام للجد)


إلهام: جدو، كنت عاوزة أطلب من حضرتك طلب.

الجد: خير يا قلب جدك.

جميلة: أصل بصراحة، في واحدة قريبة عابد، جوز إلهام يعني، جاية من مصر… وكانت هتنزل عند أهل عابد، بس أنا قلت لإلهام: بعد إذن جدو إنها تقعد معانا.

(ينظر الجد لجميلة بخبث)

الجد: وماله يا بتي، خليها تيجي، تقعد، تنوّر.

بسمة: هو الجَسْط ناقص مغرفة؟

روضة: وانتي مالك؟ انتي كان بيت أبوكي؟

بسمة (بتضحك): له بيت جدي!

روضة: انتي ما بتحسيش يا بت؟

شمس: خلاص بقى يا روضة!

(لتقوم بسمة تعضّه)

شمس: والمستشفى مافيهاش تطعيم من كتر الناس اللي بسمة عضّتهم!

بسمة: كده بردك يا شمش؟

(تقوم وتقف جانبه)

بسمة: إيه اللي في إيدك ده يا جوز أختي؟

شمس: فين ده؟

بسمة: أهوه! (لتمسك إيده وتحطها في بُقها وتعضه)

شمس: آه يا بت الكلاب!

بسمة: شوف بقى، هيلجولك تطعيم منين؟

أدهم (بغضب): مكفايه بقى، واقعدي! إيه الهيافة ديه؟

(يترك الطعام ويقوم)

بسمة: ماله ديتي؟

روضة: بصراحة، قلّة أدبك زادت جوي!

الجد: سيبوها! دي بسمة، ديه بت زي العسل!

بسمة: حبيبي يا جدو، إنت اللي ناصفني في البيت ديتي!

جميلة: طيب، قومي بقى، الحقِّي أدهم، شكله زعل أوي… أصله بيغير!

بسمة: يغير ليه؟ كان كتب عليّا يعني؟

الجد: خلاص، لما ييجي عريس جميلة، نكتب الكتاب!

الكل: جميلة!

جميلة (محرجة): قلبي والله يا جدو…

نزار: وأنا…

عشق: وأنا كمان يا جد…

الجد: شوف عمك بسيوني.

بسيوني: اللي تشوفه حضرتك.

عشق: بعد إذنكم، لما أدهم يوافق.

بسمة: يغير إيه؟ يا بت هقوم أعضّك!

أدهم: مالك؟

عشق: وانتي مالك يا عضّاضة؟

صافيه: خلاص بقى يا بسمة.

بسمة: يعني يا خالة؟ من الصبح ساكتة، وأول ما تتكلمي تقولي خلاص؟

جميلة: أصلك حمارة!

عشق: انتي ناسيه إن عشق وأدهم إخوات في الرضاعة؟

الجدة: ربنا يحلي أيامكم يا أولادي.

جميلة: اتصلي يا إلهام بقريبة جوزك، خَلّيها تيجي.

إلهام: اتصل يا جدي؟

الجد: مش بت عمك قالتلك اتصلي؟

(لتتصل إلهام بـ "ملك")

ملك: طيب، تمام، ساعة وأكون عندكم.


(بسمة تخرج ورا أدهم)


جميلة: مالك؟ قومت وهِملت الأكل ليه؟

أدهم: أنا مبحبش مراتي تهزر كده.

بسمة: طيب، وهو أنا مراتك؟

أدهم: هتبقي مراتي! وأنا بغير عليكي، وبطلي العض ده، إنتي إيه؟ ماشية تعضي في الناس كده ليه؟

بسمة (بضحك): ما هو أنا لازم أعضّلي كل يوم اتنين تلاتة!

أدهم (بحزم): شكلي أنا اللي هربّيكي!

بسمة: نعم يا خويا؟ تربي مين؟ اتكلم عدل! أنا متربّية أحسن من أي حد!

أدهم: ما هو باين.

(بسمة تتركه وتدخل)

بسمة: عن إذنك يا جدي، أنا هروح بيتنا.

الجد: ليه يا بتي؟

بسمة: لو سمحت يا جدي…

(كانت الدموع قرب تنزل من عنيها)

الجد: طيب يا بتي، براحتك.

جميلة: شكله أدهم نيلها على الآخر…

شمس: خليها تروح أحسن.

روضة: روحي يا خيتي…

جميلة: ما تخليكي يا بنتي…

بسمة: لأ، هروح.

(تتركهم وتخرج)

(ليدخل أدهم)

أدهم: هي بسمة رايحة فين؟

شمس: إنت قلتلها إيه؟ زعلت كده ليه؟

أدهم: عاجبك يعني عمايلها؟

روضة: قلتلها إيه؟

أدهم: قلتلها إني هربّيها.

روضة (بحزن): ليه كده بس 

أدهم:

وإيه اللي يزعل في كده يا روضة؟


روضة:

أصل أمّنا ماتت وإحنا صغيرين، وأبونا اتجوز بعدها على طول، ومرات أبوي كانت بتعامل بسمة معاملة عفشة جوي، كانت بتضربها على طول. وأبوي كان ييجي يكمل عليها!


وبعد كده، خد بيت لمراته الجديدة وراح عاشوا فيه لوحدهم، وسبنا نعيش مع أخونا معتمد.

وأنا بعد ما خلصت علامي، اتجوزت شمش، وأبوي ومراته ما صدقوا.

كان بيخلي بسمة لما ترجع من المدرسة تخدم مراته، وخيتنا شافت المرار جامد.


شَمش، ربنا يبارك له، جابها تعيش معانا، وهو اللي علمها تعضّ اللي يضايقها.

يعني خيتنا اتربت يتيمة الأم، ورغم شقاوتها دي، إلا إنها حساسة جوي.


أدهم:

يا الله... كل ده حصل لك يا بسمة؟


جميلة (غاضبة):

روح اعتذرلها يا حيوان!


روضة:

سيبها دلوقتي، لما تهدى.


أدهم:

لأ، هاروح حالًا.

يا شَمش، ممكن تزعلك.


شَمش:

ماشي.


أدهم:

هستحملها. أنا كمان اتربيت يتيم الأم... يعني الحال من بعضه.


(وهنا يدخل صفوان)


صفوان:

عم الحج، في واحدة هانم واقفة بره، بتقول اسمها ملك الهاك.


الجد:

آه، خليها تدخل.


(تدخل ملك)


ملك:

هاي عليكم.


شَمش:

هاي ورحمة الله.


الجد:

تعالي يا بتي.


ملك (تبص لجميلة):

إيه ده؟ مش حضرتك المذيعة جميلة عز الدين؟


جميلة:

أيوه، أنا.


ملك:

أنا معجبة بيكي أوي!


شَمش (ساخرًا):

والله عال، فكيهة بقى ليها معجبين!


جميلة:

وبعدين بقى؟!


الجد:

اطلعي غيري هدومك يا بتي، أحسن شمش هياخدك مشوح ملوح.


جميلة (منزعجة):

إيه ده بقى!


ملك:

يعني بيتريق عليّا؟


حامد:

انتي بتتكلمي قاهري؟


ملك:

آه، أنا عايشة في القاهرة، بس جيت زيارة عشان عندي أرض هابيعها.


شَمش:

نورتي يا أستاذة.


(ينزل عابد من فوق)


عابد:

أهلًا وسهلًا.


ملك:

أنا ملك، بنت عمتك.


عابد:

أهلًا بيكي يا ملك.


إلهام:

تعالي أطلعك تغيري هدومك.


(ينزل عبدالرحيم)


عبدالرحيم:

مين ديه؟


عابد:

بنت عمتي يا عمي.


عبدالرحيم (ساخر):

والله عال! البيت بقى عامل زي الزريبة!


(ملك تتضايق)


ملك:

أنا ممكن أمشي لو بسبّب إزعاج لحد...


الجد:

لا يا بتي، بيتك ومطرحك.


(يبص للعبدالرحيم بحدة)


الجد:

وبعدين معاك انتَ يعني؟!


عبدالرحيم:

فين الأكل؟ خلوني أطفّح لجومي!


إكرام:

السفرة عليها الأكل، بنت أخوك طبخت. وكل زي العسل.


عبدالرحيم:

هاكل جبنة قديمة وفطير بلا عك فاضي!


شَمش:

تعالَ يا جدي عشان نتحاسب، ودي حضرتك فلوس المحصول.


عبدالرحيم:

أنا جاي معاكم.


الأب:

ما تجيش... تعالَ انتَ يا عز.


عبدالرحيم:

أنا ليا حق في المال دي، وهآخده!


الأب (يائس):

ارحمني يا رب...


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي

بارت 17

عز: خلاص يا أبا، هدي نفسك.

عبدالرحيم: أيوه، اعمل نفسك إنت الصدر الحنين، أبو قلب طيب.

شمس: خلاص يا جد، نتحاسب بعدين.

عبدالرحيم: له دلوك، أنا عاوز فلوس، مش كفاية بمد إيدي واخد الفلوس من ولدي بعد ما كبرته؟

الجد: إديه اللي عاوزه يا شمس، خلينا نخلص.

عبدالرحيم: نص الفلوس.

الأب: نص الفلوس؟ إزاي يعني؟

عبدالرحيم: هو كده.

عز: خلصنا يا شمس، خليه يغور من قدامي.

شمس: أمرك يا جدي.

عز: أنا هروح مع بسيوني يا أبا عشان أشوف الأرض.

شمس: أرض الجامع؟

عز: لأ، أرض المستشفى.

الأب: جامع إيه ومستشفى إيه؟

عز: أصل أنا إن شاء الله ناوي أبني جامع ومستشفى لأهل البلد.

الأب: بارك الله فيك يا ولدي.

عبدالرحيم (بحقد): ليه يعني؟ ما الجوامع مالية البلد، وفيه مستوصف، ولا إنت عاوز تبعزج يمين وشمال؟

الأب: وإنت مالك؟ هو هياخد منك حاجة؟ ربنا يبارك له، بيعمل لآخرته، مش زيك... لا دنيا ولا آخرة.

عبدالرحيم: خلاص، مادام عنده مال كتير، ما يورثش فيك، أخد أنا نصيبه في الورث بعد ما تودع، إنت وجميلة مراتك.

عز: أعوذ بالله منك، إنت إيه؟ عاوز تموت أبوك علشان تورث؟

الأب: دي مش أول مرة يقولها لي يا ولدي.

عبدالرحيم: وبرضه مافيش حاجة بتجرالك.

شمس: يا أبوي الله يهديك، خد القرشين وخلصنا على كده.

عبدالرحيم: هات يا أخوي، اللي منيكم أحسن منيكم.

الأب: مش خدت اللي عاوزه؟ غور بقى.

شمس: متأسف، حجكم عليا، والله يا أبوي مسود وشي مع الدنيا كلها.

عز: وإنت ذنبك إيه بس يا ابني؟ ربنا يهديه.

الأب: عمره ما هيهدي، قلبي وربّي غضبانين عليه.

شمس: اعمل معروف يا جدي، ارضى عن أبوي.

عبدالرحيم (شاله وما رضي): أروح أنا أشوف حالي. (ويخرج)

الأب: ربنا يسترها معاك يا عز يا ولدي.

عز: ربنا يبارك لنا في عمرك يا أبا.

الأب: يعني إنت مش زعلان مني على اللي حصل زمان؟

عز: مقدر ومكتوب يا أبا، الحمد لله على كل حال.

شمس: إيه رأيك يا عمي، نتشارك في المستشفى؟

عز: معلش بقى يا شمس، أنا ناوي على الموضوع ده من زمان... إيه رأيك إنت؟ نتشارك في مجمع مدارس؟

الأب: فكرة زينة. نعمله مجمع مدارس على أرض المباني بتاعتنا اللي غرب البلد.

شمس: الله يباركلك يا عمي، إنت وجدي، ده أهل البلد هيفرحوا جوي. ربنا يجعله في ميزان حسناتكم.


---


أما في منزل معتمد

تصل بسمة، لتراها زوجة أخيها.


زوجة الأخ: جيتي ليه يا بسمة؟ لساكي عاوزه تكملي علينا؟

بسمة (بحزن): اعملي معروف، همليني لحالي.

زوجة الأخ: مالك يا بسمة؟ مين زعلك؟ طيب خلاص، خدي دراعي التاني أهو، كسريه!

بسمة: متزعليش مني يا مرات أخويا.

زوجة الأخ: يا بت مالك؟ فيكي إيه؟

(يسمعوا طرق على الباب)

زوجة الأخ: شوفي مين؟

بسمة (تفتح الباب): خير؟

أدهم: لسه في كلام تاني عاوز أقوله.

بسمة: لأ، أنا مش خطيبة حد، خليه يتكل على الله.

أدهم: لا بقى، خطيبتي وحبيبتي كمان.

بسمة: لا، أنا منفعكش، أنا ناقصة تربية.

أدهم: خلاص بقى، قلبك أبيض، والكلمة طلعت غصب عنك، وبعدين إنتي كمان غلطانة، ماشيه تعضي وتضربي في الناس، وأنا بصراحة بغير عليكي.

بسمة (بضحكة): خلاص، عفونا عنك.

أدهم: تعالي نروح بقى، أحسن جدي مش هيدخلني البيت لو ما رجعتيش معايا.

بسمة: إنت عرفت بيتنا كيف؟

أدهم: شمس بعت معايا غفير... المهم، يلا بقى.

زوجة الأخ: طيب، مش تصبر لما معتمد ييجي وتتعرّف عليه؟

أدهم: ما أنا إن شاء الله هاجيله ومعايا جدي ووالدي ونخطب الجمر ديه رسمي فهمي.

زوجة الأخ: والله وباضتلك في الجفص يا بسمة!

بسمة: هتحسديني؟ أقوملك دلوقتي؟

أدهم: تاني؟ متبطليش بقى الجنان ده.

بسمة: خلاص متزعلش، مش هضرب حد تاني.

أدهم: أيوه كده، شاطرة... يلا بقى.

بسمة: يلا يا زوجي المستقبلي.

أدهم: والله مجنونة.

بسمة: أهو شوفت؟ إديك بتغلط أهو.

أدهم: بس أحلى مجنونة في الدنيا.


---


أما في منزل الحج حامد


جميلة: قوليلي يا ملك، إنتي كنتي عايشة فين في القاهرة؟

ملك: في مصر القديمة.

جميلة: ووالدك ووالدتك عايشين؟

ملك: آه، والدتي عايشة، بس والدي متوفي.

حامد: إيه يا جيمو، بقيتي وكيل نيابة؟ (يضحك)

جميلة: لا والله، بندردش.

ملك: أنا حبيتكم أوي.

إلهام (في سرها): آه يا بت الحرام، لحجتي طويتهم، والله برافو عليك يا أبا.

إلهام: مخطوبة على كده إنتي يا ملك؟

ملك: لأ، لسه، النصيب ما جاش.

إلهام (تبص لحامد): مع إنك زي الجمر، وألف مين يتمناكي... ولا إيه؟

جميلة: عندك حق.

حامد: إنتي خريجة إيه يا ملك؟

ملك: أنا يا سيدي خريجة فنون جميلة.

جميلة: يعني فنانة، وبتعرفي ترسمي؟

ملك: على قد إيدي.

إلهام (بخبث): طيب مترسمي حامد، واد عمي حضرة الظابط؟

ملك: ده أنا ليا الشرف.

جميلة: آه، ياريت ترسميه وهو لابس بدلة الظابط ومكشر... أصله كشري أوي.

حامد: جميلة، وبعدين معاكي؟

ملك: بهزر معاك يا باشا... حضرتك موافق إني أرسمك؟

حامد: آه، موافق.

جميلة: ده إنتي سرك باتع أوي يا لوكا.


---


أما في خارج المنزل

كان عبدالرحيم بيتكلم مع عياش:


عبدالرحيم: بت مراتك وصلت يا عياش، والكل فرحان بيها... وبعد ما وجع واد عز في شباكها، هتجوزها عليه!

ما خدش باله إن نزار كان واقف وراه، وسمع كل حاجة.


نزار (في نفسه): بقى كده يا أبوي؟ طبخت الحكاية وعاوز تغرق عمي وعياله؟ أعمل إيه أنا دلوقتي؟ أحسن حاجة أقول لشمش، وهو يتصرف.


---

نزار يدخل البيت، تقابله صافيه أمه:


صافيه: مالك يا ولدي؟ وشك مغبر كده ليه؟

نزار: مافيش يا أما.

صافيه: له فيه.

نزار: مصدع بس شوية يا أما.

صافيه: اسم الله عليك... هعملك شاي وأجيبلك برشامة.

نزار: آه يا أما، وحياتك، لحسن مصدع جوي.

صافيه: حالًا يا ضنايا.

نزار: هو شمش فين يا أما؟

صافيه: اسكت يا ولدي، ده يا دوبك بيتحاسب مع جدك... إلا وأبوك غفلجها عليهم، ووالله بالدين خد نص الفلوس، وبردك خدها.

وشمش يا قلبي ما بقاش عارف يسد وراه إيه ولا له إيه.

نزار: ما هو أبوي طول عمره كده، موطي روسنا جدام خلق الله.

صافيه: يهديه ربنا... إنت كنت عاوز شمش في حاجة؟

نزار: آه يا أما.

صافيه: خير؟ يعني وشك ميُبشرش بالخير.

نزار: له يا أما، أصل بقالي كتير ما جعدتش معاه.

صافيه: ربنا يخليكم لبعض يا رب، خشله، هو جوه ف المكتب مع جدك وعمك.

نزار: هخشلهم.


يدخل نزار المكتب...


نزار: السلام عليكم.

الجميع: وعليكم السلام.

نزار: شمش، كنت عاوزك في موضوع كده.

شمس: قول، مافيش حد غريب.

نزار: له، عاوزك لوحدك.

شمس: طيب، أنا خارج يا جدي مع نزار، أشوف واحد عاوزني برا.

الجد: روح يا ولدي.


خرج شمس مع نزار...


نزار: تعالَ نجعد في الجنينه.

شمس: مالك يا واد؟ فيك إيه؟

نزار: فيه نصيبه يا أخوي.

شمس: نصيبه إيه؟ جُول.

نزار: تعرف البت اللي جات دي تبقى مين؟

شمس: آه، قريبه عابد جوز أختك.

نزار: لا... مش قريبته.

أنا سمعت أبوي... (ويبدأ يحكي له كل اللي سمعه من عبد الرحيم)


شمس (منصدم): يا نصيبه سوده! هي حصلت؟

يا أبوي! اسمع يا نزار، أوعاك تجول أي حاجه لحد.

نزار: وهتعمل إيه يا شمش؟

شمس: هتصرف... وربنا يعيني.


وهنا تدخل عليهم ملك...


ملك: أنا آسفه، معرفش إن فيه حد هنا، أصلي كنت بدوّر على مكان أرسم فيه.

شمس: دوري براحتك... بس خدي بالك.

ملك: ممكن أتكلم مع حضرتك لوحدنا؟

شمس: عاوزه إيه؟

ملك: عاوزاك لوحدك.

نزار: طيب، أنا داخل جوه.


يسيبهم نزار...


شمس: جوليلي بقى... إنتي مين؟ وجايه هنا ليه؟

ملك: أنا كنت عاوزه حضرتك... علشان كده جيت.

شمس: أنا سامعك، جولي.

ملك: بصراحه... أنا


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي

بارت 18

شمس:

– انتي إيه؟ اتكلمي، أنا سامعك.

ملك:

– بص، أنا مش هعرف أتكلم هنا خالص. خد الورقة دي واقراها، وبعد إذنك نفّذ اللي مكتوب فيها... بس بسرعة. عن إذن حضرتك.


(ملك تترك شمس وتدخل المنزل. شمس يفتح الورقة ويقرأ:)


الرسالة:

"من فضلك، أنا عاوزة أقابلك بعيد عن البيت والبلد. ولو سمحت، كلّم حامد بينك وبينه، وأكد عليه إنه يخرجني معاه بأي طريقة. ولما نتقابل، هاعرفكم كل حاجة. أرجوك، مفيش وقت."


شمس:

– يا ترى وراكي إيه يا ملك...


(شمس يدخل المنزل، يبحث عن حامد، يقابل عمته إكرام.)


شمس:

– فين حامد يا عمه؟

إكرام:

– فوج، قاعد فوق.

شمس:

– طيب هاطلعله.

إكرام:

– في حاجة؟

شمس:

– له، عشان موضوع الأرض.


(شمس يتركها ويصعد للدور التاني، يلاقي حامد قاعد مع جميلة.)


شمس:

– تعالي يا حامد، عاوزك.

حامد:

– خير، في حاجة؟

شمس:

– له، عشان الأرض، تعالي بقا.

جميلة:

– فيها إيه؟

شمس:

– له، عاوز حامد بس.

جميلة:

– وأنا معاكم.

حامد:

– معلش يا شمس، أختي وأنا عارفها، لازم تقعد على الخبر.

شمس:

– طيب، اقفلي الباب وتعالي.

حامد:

– ليه يعني؟ هو سر؟

شمس:

– آه، سر... وسر كبير كمان.

حامد:

– أهو الباب اتقفل، قول. قلقتني.

شمس:

– اقرأ الورقة دي.


(يأخذ حامد الورقة ويقرأها.)


حامد:

– مش فاهم...

جميلة:

– الحاسة الصحفية عندي بتقول إن البت دي وراها حاجة.


شمس:

– إنت يا حامد، هتقول لملك قدّام الكل: "تعالي أفرجك على البلد، وأنا هكون في جنا مستنيكم."

جميلة:

– وأنا هاروح مع مين بقى؟

حامد:

– تعالي معايا أنا، عشان محدش يقول إني خرجت معاها لوحدي.

جميلة:

– شكلنا داخلين على خبطة صحفية!

شمس:

– بس ياريت متحشريش مناخيرك اللي زي حجر الجوزة فيها.

جميلة:

– رخيم أوي.

حامد:

– وبعدين يا جميلة؟

جميلة:

– مش شايف بيقول عليا إيه؟

حامد:

– انزل انت يا شمس، وبعد شوية أنا هنزل وراك.

جميلة:

– وأنا معاك.

حامد:

– حاضر.


(يتركهم شمس وينزل، يلاقي جده.)


الجد:

– إيه يا شمش؟ مالك؟

شمس:

– مافيش يا جدي.

الجد:

– يا واد عيب عليك، ده أنا اللي مربيك، وأبص في وشك أعرف فيك إيه.

شمس:

– بعدين يا جدي، لما أجي من جنا.

الجد:

– رايح جنا ليه؟

شمس:

– موضوع كده يا جدي.

الجد:

– أنا عارف إنك طول عمرك بتعمل الصح، تربيتك يا جدي.

الجد:

– ربنا معاك يا ولدي.


(يخرج شمس ويركب سيارته متجهًا إلى قنا. بعد شوية، حامد ينزل ومعاه جميلة.)


حامد:

– بعد إذنك يا جدو، هاخد جميلة وملك ونتمشى شوية.

الجد (ضاحكًا):

– وماله يا ولدي.

جميلة:

– هطلع أندهلها.


(تصعد جميلة، تلاقي ملك قاعدة مع إلهام.)


جميلة:

– بقولك إيه يا لوكا، تعالي روحي معايا أنا وحامد نتمشى في البلد.

ملك:

– حاضر.

إلهام (فرحانة):

– روحي يا ملوكة، روحي.


(تنزل ملك مع جميلة. إلهام تتصل بوالدها.)


إلهام:

– الخطة باينها نجحت يا أبا، البت ملك هتخرج مع حامد وجميلة.

عبدالرحيم:

– عال عال، اجفلي أما أكلم عجور أفرحه.


(يتصل عبدالرحيم بعجور.)


عبدالرحيم:

– افرح يا واد خالتي، البت خرجت مع حامد.

عجور:

– أيوه كده، هاتلي الأخبار الزينة، خليني أنتجم منيهم.

عبدالرحيم:

– اجفل بقى عجور، ليه يعني؟ وراك إيه؟

عبدالرحيم:

– عروسة جديدة، على ما ملك تخلص موضوعنا.

عجور:

– يا أخي، إنت ما بتتهدش!

عبدالرحيم:

– بعد الشر عليّا.


(يذهب عبدالرحيم إلى منزل العروسة الجديدة – طفلة لا تتجاوز 15 سنة.)


عبدالرحيم:

– هاه يا حمايا، العروسة جاهزة؟

الرجل:

– جاهزة يا بيه.

عبدالرحيم:

– هنكتب ورجتين عُرفي عشان البت صغيرة.


(العروسة الصغيرة فرحانة بالملابس الجديدة.)


عبدالرحيم:

– الدخلة في بيتي اللي أول البلد، خد اقبض المهر.

الرجل (فرحان):

– حاضر يا بيه.

عبدالرحيم:

– ابصم على عقد الجواز، المحامي كتبهولي.

الرجل:

– حاضر.

عبدالرحيم:

– أسبوع وأجي آخد عروستي. وضبوها بقى، ووكلوها كويس، خليها تسمن.

الرجل:

– حاضر يا بيه.

عبدالرحيم:

– هشيلكم فاكهة ولحم وفروج، عاوز عروستي تفتح النفس.

الرجل:

– ربنا يوسع عليك يا بيه.

عبدالرحيم:

– كُلي كويس يا عروستي.

الطفلة (بفرحة):

– حاضر، بس هتجيبلي لعب كتير؟

عبدالرحيم (ضاحكًا):

– أمال إيه، وألعب معاكي كمان.


(في قنا، شمس منتظر حامد والبنات على كافيه. يصل حامد ومعاه البنات.)


شمس:

– تعالوا نتغدى الأول وبعدين نتكلم، عشان شكل الحديث هيطول.

ملك:

– بعد إذن حضرتك، أتكلم الأول؟

شمس:

– طيب، قولي.


(ملك تحكي لهم كل اللي حصل من أول الخطة لحد دلوقتي.)


حامد (متعجبًا):

– وإيه اللي خلاكي تعرفينا اللي حصل؟

ملك:

– عشان أنا عمري ما أذيت حد، ولا حتى فكرت. وغير كده، إنتو ما تستاهلوش الشر ده كله.

شمس:

– آسف والله، أنا غلبت مع أبوي، مش عارف ليه الكره ده كله ليكم... والغربية كمان!

إلهام:

– خيتي! كيف توافقه على كده؟

جميلة:

– شمس، أنا بمناسبة اللي قالته ملك، عاوزة أقولك على حاجة مهمة.

شمس:

– من ناقص هيافتك أنا؟

جميلة:

– شكراً، بس والله موضوع مهم، وما كنتش عارفة أقولك إزاي. بس ملك شجعتني.

شمس:

– فيه إيه؟

جميلة:

– أختك إلهام بتدي مراتك علاج يضعف المناعة، ومعاه موانع حمل، وبرشام منوّم تركيزه عالي جدًا.

شمس:

– بتقولي إيه إنتي؟

جميلة:

– والله العظيم، وهقولك عرفت إزاي.


(جميلة تفتح محادثة بينها وبين دكتورة صديقتها.)


جميلة:

– خد اقرا.

شمس:

– وأنا أعرف منين إن الكلام ده على مراتي؟

جميلة:

– ماتقرا.

حامد:

– أيوه، إنتي عرفتي منين؟

جميلة:

– هقولكم... كنت قاعدة بكتب تقرير عن شغلي، ودخلت عليّا روضة مراتك، وقالتلي إنها بتاخد علاج من إلهام عشان مرض وحش، وإنه بيخليها نايمة على طول، بس الغريب إنها لما بطّلت العلاج بقت فايقة ومافيش ألم، بس دايمًا تعبانة.

لما خدت منها الأدوية وسألت صديقتي، وبتعتلها الصور، كتبتلي اللي إنت قريته ده.


(شمس مصدوم جدًا، يخبط على راسه ويبكي بحرقة.)


شمس:

– ليه كده يا إلهام؟ ليه كده يا أختي؟

جميلة:

– والمشكلة الكبيرة، إن مراتك الأدوية دمّرت معظم أجهزة جسمها. لازم تروح بيها لدكتور حالًا.


(يأتي اتصال لجميلة من أكمل خطيبها.)


أكمل:

– جيمو، فينك يا قلبي؟

جميلة:

– أنا مع حامد، بنتمشى.

أكمل:

– طيب مفاجأة بقى... أنا وصلت البيت عندكم، وبابا هيحصّلني بعد يومين

جميلة (بفرحة):

– بجد نورت الدنيا كلها يا كيمو! إحنا جايين على طول.


جميلة (بحماس لحامد):

– كيمو وصل البلد، وإنكل جاي بعد يومين!


حامد (مبسوط):

– طيب يلا بينا، ده واحشني أوي.


جميلة (بلهفة):

– أنا آسفة يا شمس، فرحتي بأكمل نسّتني... هتعمل إيه دلوقتي مع روضة؟


شمس (بقلق وحزن):

– مش عارف... ديه لو جرالها حاجة، أنا ممكن أموت فيها.

احميها يا رب، عشانها... وعشان ولدها.

والله يا إلهام، لهندمك ندم عمرك.


حامد (بحزم):

– بس إحنا مش عايزين أكمل يحس بأي حاجة.


ملك:

– وأنا معاك في الرأي ده.


شمس:

– أنا هاخد روضة المستشفى، يمكن نلحقها قبل ما يحصلها حاجة.


(فجأة، يرن هاتف شمس... يتطلع فيه، يجدها عمته "إكرام").


شمس (يرد بسرعة):

– خير يا عمه إكرام؟


إكرام (بصوت مفزوع):

– إلحقنا يا شمش! مراتك وجعت وغمي عليها!


شمس (بخضة):

– بتقولي إيه يا عمه؟!


إكرام (بتأكيد):

– بقولك إلحقنا!


(شمس يغلق المكالمة فجأة، وجهه متوتر.)


حامد:

– فيه إيه؟

شمس:

– يلا بينا، روضة تعبانة جدًا!

استرها علينا يا رب!


حامد (وهو ينهض بسرعة):

– يلا بسرعة!


شمس (وهو بيجري):

– لو روضة جرالها حاجة، عمري ما هسامحك يا جميلة... عشان كنتي عارفة وسكتي!

وانتي يا إلهام...

اطمني على روضة، وربنا يقدّرني عليكي!

في المنزل:


نجد صافيه تبكي بحرقة على حال زوجة ابنها، والقلق باين على وشها.


صافيه (بحزن):

– مالِك بس يا بِتي؟ إيه اللي صابِك؟


إكرام (بحزم):

– أنا كلّمت شَمش، وهو جاي وهيجيب معاه الدكتور.


إلهام (بخوف وتوتر):

– هو شَمش جاي دلوقتي؟!


صافيه:

– آه يا بِتي، جاي عشان يشوف مراته.


إلهام (مرتبكة):

– طيب... أروح أطمن على بناتي.


(تخرج إلهام مسرعة من الغرفة، وتمسك بهاتفها، تتصل بزوجها عابد.)


إلهام (بصوت منخفض):

– يا عابد! روضة تعبانة قوي، وشَمش هيجيب الدكتور... ولعبتنا هتتكشف!


عابد (بانفعال):

– هاتِي بناتك بسرعة واطلعي من البيت! ولمّي دهبك وأي فلوس تلاقيها! بسرعة يلا يا إلهام!


إلهام:

– حالًا، أهوه...


(تستغل إلهام انشغال الكل بروضة، وتبدأ تلمّ حاجتها بسرعة: الذهب، الفلوس، شنطتها، وتشدّ ولادها من إيديهم، وتخرج من البيت بسرية تامة.)


(تقابلها عربية زوجها عابد عند أول الشارع، تركب بسرعة.)


إلهام (بقلق):

– هنروح فين دلوقتي؟!


عابد (وهو سايق بسرعة):

– هأقعدك عند واحدة من قريباتي، أهمّ حاجة خلّصي وهمي


#سلوي_عوض

#اوجاع_الماضي 

بارت 19

الهام: استني! هو انت ليك جرايب أنا معرفهمش؟ وحَريم كمان؟


عابد: شوفي إحنا في إيه وهي في إيه! بقولك خلّصي قبل ما حد يعرف إنك إنتي اللي كنتِ بتدي الدوا لروضه.


الهام (بخوف): أمي عارفة وشافتني كذا مرة وأنا باخد العلاج من المُمرضة بتاعة الصيدلية.


عابد: نهارك مُجندل! ده لو أمك قالت لشمش، هيخلّص علينا!


الهام: يا مري لو شمش عرف، ده روحه في روضه! كله منك، إيه اللي خلّاني سمعت كلامك ومشيت وراك؟!


عابد: ما تِبطليش رَط وامشي!


الهام: ياله ياخويا...


أما في منزل العائلة، يصل شمس مُهرولاً ليصعد إلى الأعلى ليطمئن على زوجته، ليجد الجميع يبكون حولها وبسمه ممسكة بيدها:


بسمه: فوقي يا خيتي فوقي، ورحمة أمك بصّي، قومي... أهو شمش جه! مش كنتِ دايمًا تقوليلي "شمش ده شمشي وحدي، وبيضلل عليا وحدي"؟ قومي بقى!


صافيه: قومي يا بسمه، خلّي جوزها يقعد جارها...


شمس (بحزن): روضه أول ما تسمع أنفاسي هتقوم، هتشم ريحتي وتقوم...


ليقعد شمس جنبها، فتفتح روضه عينيها:


روضه: شمش، إنت جيت؟ كنت خايفة أمشي قبل ما أشوفك...


شمس (يبكي بحرقة): تمشي تروحي فين؟!


روضه: خلاص يا شمش، عمري خلص لحد كده... تعرف، أمي جاتلي ف المنام، وخدتني معاها، وورّتني الجنة. دي الجنة جميلة جوي جوي يا شمش... بس كان نفسي أكمل معاك، ونربّي حامد ولدنا... بس خلاص. خلّي بالك من ولدي يا شمش، ولو هتتجوز، اتجوز واحدة حنينة تحن على ولدي... أوعى تتجوز واحدة تعذبه زي مرات أبوي... خلّي بالك منّي، وابجى تعال زورني يا شمش... أنا بس كل اللي مزعلني إني مش هشوفك تاني...


شمس (يبكي): لا، إنتِ هتعيشي، وتربّي حامد، ونعجّز سوا...


روضه: مع السلامة يا شمش...


شمس: لا، لا، افتحي عينك... وأنا هعيش لمين بعدك؟! روضه! يا روضه! يا قلب شمش وروحه!


صافيه: خلاص يا ولدي، مراتك سلّمت الأمانة...


شمس (بصراخ): لاااا، روضه! لاااااا! فوتيني ليه؟! هملتيني لمين يا روضتي؟!


لتسقط بسمه مغشيًا عليها...


عز: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...


حامد: اعمل يا ابني إجراءات الدفن...


شمس: تدفنو مين؟! حدش هياخد روضه مني! هي عايشه! بس تلاقيها نايمة! هي بتحب تنام كتير! صح؟! يا أما مش روضه نايمة؟!


الجد: يا ولدي، حرام عليك، إنت كده بتعذبها... إكرام الميت دفنه...


شمس: أنا بقولك عايشة يا جدي، حتى إيدها دافية... اهي!


عز: قوم يا ابني، الله يرضى عليك... تعال يا أدهم، شيل بسمه، انقلها في الجناح بتاعنا...


صافيه (بحزن): حاضر...


الجدّة جميله (بحزن شديد): يا عيني عليكي وعلى شبابك يا روضه... رحتي صغيرة يا بتي...


ليعمّ الحزن المنزل بأكمله...


---

أما أكمل فكان منتظر في الجنينه علشان يشوف جميله، وهو مش عارف اللي حصل:


عز: روحي يا جميله، هاتي أكمل، خليه يدخل البيت علشان يحضر معانا الدفنه...


الأب: عاوز أعرف منك حاجه يا شمش، هي مراتك مش كانت خفّت وبقت زينه؟


شمس (بحزن): مراتي اتكتلت يا أبوي!


الناس اتفاجئت... لِيقترب حامد من شمس:


حامد: كده مش هينفع... لو ممكن، الطب الشرعي يشرح الجثه؟ يرضيك يعني إنها تتبهدل؟ أنا هطلّع تصريح الدفن، وأخلّي الدكتور يكتب "هبوط حاد في الدورة الدموية"...


شمس (بحزن): اعمل الصالح يا حامد، خلاص، كل حاجه راحت...


حامد: معلش يا شمش، لازم تصلب طولك... الدفنه والعزا وبعد كده أنا هتصرف...


شمس: هملوني لحالي مع مراتي...


الجد: هملوه يودّع مراته... تعالوا ننزله...


لينزل الجميع، ويتركوا شمس مع زوجته...


شمس (يبكي): هان عليكي شمش يا روضه؟ تهمليه للدرجه دي؟ جلبك جاسي؟ طيب مشيتي ليه؟ وانتي عارفه إني مجدرش أعيش بلاكي؟ طيب أقولك... قومي، وهاخدك ونسافر، أفسّحك... قومي بقى يا روضه، متخلعيش جلب شمش عليكي... طيب، قوليلي، شمش إيه لازمه عيشته بعديكي؟ قوليلي، شمش هيعيش لمين؟ ده أنا كنت عايش علشانك... طيب أقولك... خذيني معاكي...


شمس (بكاء): قومي يا روضه... يعني خلاص؟ فوتي شمش؟ يعني خلاص؟


شمس بقى وحديه، وكان بيبكي بكاء شديد، ليمسح دموعه:


شمس: طيب... بصي... أنا مش هبكي خلاص...


ليمسك إيدها:


شمس: يلا قومي بقى...


لتسقط إيدها من بين إيديه:


شمس (بحزن): يعني خلاص... معوزاش شمش...


لينظر إليها:


شمس: معقول... دي تكون آخر مره شمش يشوفك فيها؟! لكن والله، لاحرّج كل اللي حرّجوا جَلبي عليكي... الله يرحمك يا جلب شمش وروحه...


---


أما في الجنينه، تنزل جميله وملامح الحزن باينه عليها...


أكمل: جيمو قلبي، أنا جيت وقلت أعملك مفاجأة، بس شكلك مش فرحانه إنك شفتيني...


جميله: لأ، طبعًا فرحانه أوي... بس أصل مرات شمس ابن عمي توفّت...


أكمل: لاحول ولا قوة إلا بالله... إزاي ده؟ وأمتى؟


جميله: إزاي؟ أمر الله... لسه حالًا...


أكمل: ده كده يبقى وشي وحش عليكم أوي...


جميله: متقولش كده، ده عمرها... تعالَ بس ندخل جوه، عشان تعزّي شمس وتوقف معاهم في الدفنه...


أكمل: أكيد... ده واجب...


ليدخل أكمل معاها:


أكمل: البقيه في حياتكم يا جماعة... ربنا يجعلها آخر الأحزان...


الجد: محدّش يعزّيك في غالي يا ولدي...


عز: تعالَ اقعد يا أكمل... حامد راح يطلّع تصريح الدفن...


أكمل: طيب شمس فين؟ علشان أعزّيه...


الجد: فوق يا ولدي، جار المرحومه... مش مصدّق إنها ماتت...


صافيه: أصلها كانت حب عمره...


أكمل: ربنا يصبّره على فراقها...


الجد: روح يا نزار لعمّك عبدالكريم، خلّيه يذيع في الجامع يا ولدي...


نزار: حاضر يا جدي...


---


يذهب نزار لبيت عبدالكريم، لكنه ما يلاقيش حد... يدخل، يلاقي عبدالكريم بيهندم هدومه، وتخرج عواطف من وراه من غير ما تاخد بالها من أكمل...


نزار (باندهاش): مالك يا عمي؟ شكلك مبهدل كده ليه؟


عبدالكريم (بلججه): خير يا نزار...


نزار (بحزن): مرات شمش أخويا توفّت... وجدي قاللي أجي أقولك تذيع في الجامع... بس شكلي جيت في وقت مش مناسب...


عبدالكريم: يا ولدي، أوعى تفتكر إننا بنعمل حاجه حرام، لا سمح الله! عواطف مراتي على سنة الله ورسوله... وحبلى مني كمان!


نزار (بدهشه): بتقول مرّتك؟! إنت اتجوزت الخدامه بتاعة عمتي عواطف؟!


عبدالكريم: وماله؟ لا عيب ولا حرام! وبعدين، أنا دلوقتي بقيت صاحب البيت...


ليتركهم نزار ويخرج...


نزار: وادي نصيبه... جديدة كمان... استرها يا رب...


---


أما عابد والهام، فكانوا وصلوا عند بيت سناء...


عابد: تعالي، خشي، دخلي البنت يا الهام...


الهام: وكمان معاك المفتاح؟!


سناء (بدلال): عابد حبيبي، إنت جيت...


عابد (بحرج): آه جيت...


الهام: حبيبك كيف يعني؟!


سناء: أنتي الهام، مش كده؟ طيب، أحب أعرّفك، إني أنا بقيت ضرتك... ومرّة عابد... وحبلى كمان، في الواد اللي معرفتيش تجيبيه!


الهام: إنتِ اتجوزت عليا يا عابد؟ عملتها؟! يا خاين!


عابد (بحزم): اخرسي خالص! وإقعدي هنا، أجل من الجزمه القديمة! آه، سناء مراتي! وانتي فاكره بعد اللي عملتيه إني أأمنلك؟! أنا سايبك على ذمتي عشان البنات... وعشان الواد اللي في بطنك! إنما لو طلعت بتعرفي شغلك...


الهام: أنا هخلّي أبوي يربّيك! وهقول لـ شمش كمان!


عابد: شمش؟! ده لو شافك ولا سمع صوتك، هيخلّص عليكي!


الهام: بقى انت بتستغل الموقف؟! عادي أروحله، وأقولله إنك إنت اللي قلتلي!


عابد: خدي التليفون، كلميه، وقولي له...


الهام: آه، أكلمه! أنا خيته، وممهونش عليه...


سناء (تضحك): بعد اللي عملتيه في مراته، متهونيش عليه؟!


الهام: اخرسي إنتي خالص!


سناء: بجولك إيه؟! انتي توقفي معوجة، وتتكلمي عدل أحسنلك! أنا هوافج إنك تقعدي هنا بس، علشان خاطر عبودي... غير كده لأ!


عابد: سناء، خدي تليفون سعاد الشغالة، واطلبيها... واعملي حالك غلطانة في الرقم...


سناء: جول النمرة...


الهام: وهي تتصل...


سناء: علشان أفهم، مراته عايشة ولا ميته؟! إنتي غبية جوي...


تتصل سناء بسعاد، ترد عليها سعاد وهي تبكي:


سناء: هو ده تليفون أم سيد؟


سعاد (ببكاء): لأ...


سناء: إزاي ده؟!


سعاد: هي اللي مدّياني النمرة... والله ده تليفوني... النمرة غلط... عن إذنك، عندنا حاله وفاة...


سناء: وه يا خيتي... مين اللي اتوفى؟!


سعاد: مرات شمش بيه...


تغلق سناء الخط:


سناء: الحج يا عابد، مرات شمش ماتت!


عابد: يا خبر اسود! بقولك إيه يا سناء، إنتي تروحي هناك، تعملي حالك رايحه تعزّي، كإنك من أهل البلد... وافهميلي الدنيا فيها إيه، وهما هيعملوا إيه...


---


أما في البيت، كانت صافيه بتدور حوالين نفسها:


صافيه: غريبة! البت الهام فينها؟! كيف متاجيش توقف جار أخوها؟!


تنده على سعاد:


صافيه: اطلعي يا سعاد، اندهي على الهام...


سعاد: حاضر...


تصعد سعاد لجناح الهام، وتنزل مسرعة:


سعاد: مافيش حد! فوج! والجناح مكركب وكله على بعضه!


صافيه: راحت فين بس؟! يا ربي استرها علينا... جلبي مناقصش وجع...


---


نزار يدخل وهو مهموم...


إكرام: روحت لعمك عبدالكريم؟


نزار (بحزن): آه، يا عمّه، روحت، وقاللي هيذيع في الجامع، وراجِي...


إكرام: طيب، كنت جبت عواطف معاك، غلبانة، هتقعد لحالها! كانت سابت البيت وجات قعدت معانا لغاية ما ننجطو لروضه...


يتركها نزار، ويدخل على جده في المكتب:


الجد: أوعى تهمل خيك يا ولدي...


نزار: حاضر يا جدي... أمال فين عيلة عمي؟


الجد: حامد راح يطلّع التصريح... وأدهم طلع مع خطيب جميله علشان يغيّر هدومه... وجميله قاعدة مع نسمه...


نزار: أنا عارف إن ده مش وقته يا جدي، بس لازم أقولك...


الجد: فيه إيه تاني؟


يقص نزار على جده كل اللي شافه...


الجد: إنت واعي لحديثك يا ولدي؟


نزار: والله زي ما بقولك كده يا جدي...


الجد: كده بردك يا عبدالكريم؟! هانت عليك إكرام وعشرتها؟!


نزار: والعمل إيه؟


الجد: والله ما بقيت عارف... المصايب نازلة ترفّ علينا... ليه كده؟!


نزار (يفكر): أمال لو عرفت موضوع ملك، هتعمل إيه؟


الجد: روح، واقف مع خيك... ومتجبش سيرة لمخلوق بموضوع جواز عمتك...


نزار: حاضر...


يخرج نزار، يلاقي عشق قاعدة جنب الطفل حامد...


نزار (بحزن): يا عيني عليك يا واد أخويا... اتيتّمت بدري...


عشق: بقولك إيه؟ خدي حامد واطلعوا فوق، في جناح جدتي جميله...


عشق (بحزن): حاضر... تعالَ يا حامد، نطلعو نلعب فوق...


يطلعوا، والطفل يبص على جناح والده:


الطفل: إيه ده؟ الجناح بتاعنا مفتوح؟ يبقى أمي صاحيه! هدخل أقعد معاها شويه...


عشق: لأ، تلاقيها نايمه، بس نسيت تقفل الباب...


الطفل: هدخل أشوفها...


يدخل الطفل، يلاقي والده قاعد جنب أمه بيبكي:


حامد: مالك يا أبا؟ بتبكي ليه؟ وأمي نايمه... إنت في حاجه وجعاك؟


يبص له شمس من غير ما يتكلم...


الطفل: بحدّة: يا أبا، بقولك متبكيش جار أمي، أحسن أمي تتخض عليك!


شمس (ببكاء): أمك هملتنا يا حامد...


الطفل: هملتنا كيف؟! أمي نايمه أهي!


شمس (ببكاء شديد): أمك ماتت وسابتنا يا ولدي... أنا وإنت خلاص... معدش لينا حد...


الطفل (بصرخه): أمااااااااه! يا أمااااااااه! فوجي يا أمااااااه!


شمس: مش هتفوج... هي خلاص مشت...


---


أما عشق، فنزلت للدور الأول...


عشق: نزار! نزار! حامد الصغير جري ودخل الجناح بتاعهم، وقاعد مع شمش، وبيبكي...


#سلوي_عوض 

#اوجاع_الماضي 

بارت 20

نزار: ليه بس سيبتيه يا عَشج؟


عشق: والله هو اللي أول ما شاف باب الجناح مفتوح، هملني وجري على جوه...


نزار: هحاول آخده أنا...


ليصعد نزار إلى جناح أخيه، ليجد شمس محتضن زوجته وابنه، وبيبكي والدموع مغرقه وشه ووشها...


نزار: شمش، أخويا... حرام عليك اللي بتعمله ده... ديتي ممنوش عازه... روضه خلاص راحت لربنا... وكلّنا مصيرنا الموت...


شمس (بحزن شديد): عارف يا أخويا... بس جلبي واجعني جوي...


نزار: سلامة جلبك يا أخويا... ادعيلها بالرحمة... الدموع بتعذّب الميت... وكمان علشان وِلدك، حرام عليك... الواد مخضوض... شد حيلك يا أخويا...


شمس: والله ماعاد فيّ حيل ولا روح... العافيه راحت مع روضه...


نزار: الله يكون في عونك... أمر الله، مالناش فيه أي حيلة... تعالَ يا أخويا، علشان هيجوا دلوقتي يغسلوها...


شمس: يعني خلاص؟ روضه خلاص؟ طيب أقولك... أنا هحاول أصحيها... يمكن نايمة ولا غمي عليها...


نزار: متوجعش جلبي عليك يا أخويا... أمر الله نُفِذ...


شمس: طيب... هملّوني معاها...


نزار: ماينفعش يا أخويا... أقولك تعالَ نصلي وندعيلها... إن ربنا يرحمها... روضه طول عمرها طيّبة وغلبانة، ما أذتش حد... ليه يئذوني فيكي يا جلبي؟


شمس: هما مين؟


نزار: خد حامد وانزل... وأنا نازل وراك...


شمس (بقله حيله): حاضر...


الطفل: لا، أنا هقعد مع أمي وأبوي...


ليمسح شمس دموعه:


شمس: انزل مع عمّك يا حامد، وأنا جاي وراك...


حامد (بأدب): حاضر يا أبا...


لينزل نزار ومعاه الطفل حامد، ويتركوا شمس بجانب زوجته، ليحدثها:


شمس: روضه، بصي يا جلبي... أنا هنزل تحت علشان جايين يغسلوكي... علشان تلبسي توبك الأبيض وتتزفي للجنة... تعرفي يا روضه، طول عمري كنت بجول: "يا رب، اجعل يومي قبل يومها"... بس إنتي ضحكتي عليّا ومشيتي...


(ويزداد في بكاءه)


شمس: طيب، أنا عاوز أعرف... لما الدنيا تجسى عليّا، أترمي في حضن مين؟! ولو حاجة وجعتني، مين اللي يداوي وجعي؟! طيب، وأنا نايم وبحدّف الغطا، مين يغطيني؟! جوليلي، ليه توجعي جلب شمش عليكي؟!


عارفة؟ لما كنت أجي ألاجيكي نايمة، كنت آخدك في حضني وأطبطب عليكي... وعارفة كمان؟ كنت بتلكّك علشان أقعد جارِك... حتى لما جدي كان يقوللي "روح شوف الأرض"، كنت أقولّه "حاضر"، وأجي أرقد جارِك...


بس أقولك... سامحيني... لو كنت في يوم زعلتك... سامحيني...


شمس (يبكي): سامحيني علشان كنت أناني... ودائمًا عاوزك جارِي... بس أنا زعلان منِكِ... واخد على خاطري... ليه ما قلتليش لما عرفتي إنك عيانه؟ وروحتي قولتي للملعونة الهام؟ ليه خبيتي على حبيبك؟ وبعدها قولتي للبِت اللي لسه جاية له؟!


بس... أنا مسامحك... ومش زعلان منك... أنا عارف إنك كنتي خايفة عليّا من الزعل...


بس إنتي ما كنتيش عيانة... الملعونة ضحكت عليكي... واستغلت طيبة جلبك...


مع إنك متعلّمة... إيه اللي خلاكي صدّقتيها؟


بس تعرفي يا روضه؟ إنتي مكانك مش هنا... مش في الدنيا ديه... إنتي مكانك في الجنة... مع الملائكة اللي زيّك...


ليمسح دموعه مره أخرى:


شمس: أنا هنزل علشان يطلعوا يجهزوكي... بس كل يوم، هتلاقيني قاعد على جبرك...


آه يا جلبي...


ليتركها شمس، وينزل إلى الدور الأول...


صافيه: اجمد يا ولدي... عمرها وأجلها...


شمس: الحمد لله على كل حال، يا أما...


صافيه: حاجه غريبة... الهام وعيالها وجوزها مش في البيت... والجناح بتاعهم مقلوب على بعضه...


الجدّة جميله (بطيبة): تلاقيها يا عيني متحمّلتش فُراق روضه... ما أنتو عارفين إنهم كانوا أصحاب الروح بالروح...


شمس: آه، فعلاً...


نزار: خد... تعالَ، عاوزك...


نزار: خير يا أخويا؟


شمس (هامسًا في أذنه): عاوزك تجيبلي البلد على الملعونة الهام...


نزار: حاضر...


شمس (بعجلة): ياله...


صافيه: في حاجه يا شمش؟


شمس: لا يا أما... إكرام، المغسلين جم...


صافيه: اطلعي معاهم... حنّ عليكي، مجدرتش أشوف المرحومة وهي كده...


شمس (بحزن): خليهم يغسلوها براحة يا عمه...


إكرام (بحزن): حاضر يا ولدي...


ليدخل حامد ومعاه تصريح الدفن...


وتنزل عشق وهي تبكي:


عشق: هي خلاص؟ روضه، خيتي، ماشيه؟!


الجدّة جميله: أمر الله يا بتي...


لينزل أدهم ومعاه أكمل، خطيب جميلة.


أكمل: أنا آسف يا جماعة إني جيت في الظرف ده...


أدهم: ربنا يرحمها... تعالَ ندخل نقعد مع جدي لحد ما نروح ندفن...


أكمل: حاضر...


أما جميلة، فكانت جالسة في الجناح الخاص بيهم، تؤنب نفسها:


جميلة: ياريتني كنت قلت لـ شمس من وقت ما عرفت... كان ممكن يلحقها... استغفر الله العظيم...


---


أما عبدالرحيم، فكان بيتكلم مع شخص ما في التليفون:


عبدالرحيم: عال عال... وشرب المجلب حلو جوي... خلينا ننتجم من عيال جميلة...


ليقفل عبدالرحيم التليفون، لكنه فجأة يلاقي إلهام بنته بتتصل عليه...


إلهام (باكية): أبا... روضه ماتت... وأنا مشيت... والكلب عابد طلع متجوز عليّا...


ويسمع عابد كلام إلهام مع أبوها، فييجي ياخد منها التليفون ويقفله، ويكسره وهو غاضب:


عابد: أنا كلب يا بت الكلاب؟ يا خاينة ناسك؟! اديني كسرت التليفون... وريني بقى هتكلمي أبوكي إزاي؟!

وبعدين بتشكيله ليه؟! طيب ما هو كل شوية يتجوز ويطلّق!!


إلهام: بيتجوز من ماله مش من مال مراته وناسها... أنا أي جنيه كان بييجي تحت إيدي، كنت بديهولك!


سناء (بسخرية): يا أختي... احمدي ربنا وانتي مجشفة كده...

ده لولا المال اللي حداكم، ما كانش عبودي حبيبي عبرك، وكان زمانك قاعدة زي البيت الواقف!


إلهام (بانفعال): اخرسي... وجصري لسانك!


عابد: همّليها تهاتي... وروحي انتي شوفي فيه إيه...

عاوزك تجيبي الأخبار كلها...


---


أما عبدالرحيم، فكان بيتصل بـ عجور:


عبدالرحيم: بقولك إيه... البت مرت شمش ولدي ماتت... وهيعملوا العزا النهارده...

وأكيد عز وعياله هيبجوا في الواجب... عاوزك تشد حيلك... أهي جاتلك طايبة أهي!


عجور: وانت هتكون فين؟


عبدالرحيم: أنا لازم أروح أوجف مع شمش، وأعمل حالي زعلان على مراته...


عجور (بخبث): طول عمرك صاحب واجب...


عبدالرحيم: أمال إيه؟! اقفل بقى... خليني أروح...


عجور: طبعًا... الواجب هيبقى بعد صلاة المغرب؟


عبدالرحيم: آه... وأكيد أبوي هيعمل صوان كبير جوي...


عجور: خلي بالك بقى...


عبدالرحيم: طيب... إنت حداك تصويره لعيال عز؟


عجور: هاصورهملك... وأبعتلك الصور... خَلّي الجنازة تبقى جتازتين!


عبدالرحيم (ضاحكًا): البقية في حياتك مقدمًا...


ليضحك الإثنين بخبث...

أما في المنزل...


الجد: تعالَ يا شمش، نجعد في المكتب...


شمس (بحزن): حاضر يا جدي...


ليدخل شمس مع جده المكتب...


الجد: أنا عارف إني مهما جولت، مافيش لا جول ولا فعل يقدر ينسيك همّك وحزنك على فُراق الغالية...


شمس: الضربة صعبه جوي... وخصوصًا لما تيجي من أقرب الناس...


الجد: ضربة إيه يا ولدي؟ الموت أمر ربنا...


شمس: ونعم بالله... بس الهام... هي اللي كتلت روضه...


الجد (بدهشة): الهام؟! وكتلت؟! كيف يعني؟!


ليقص شمس كل اللي قالته له جميلة...


الجد: انت متأكد؟


شمس: آه يا جدي... متأكد...


الجد: طيب، متتكلمش خالص... إلا بعد ما نخلص الواجب...


شمس: ما هي فاتت البيت وهربت...


الجد: الهام هربت؟!


شمس: آه يا جدي... وأكيد إن أبوها ليه في اللي حصل ديه...


الجد: حسبي الله ونعم الوكيل فيهم...


شمس: أنا شيّعت نزار يدور عليها هي وجوزها...


الجد: اعمل معروف يا ولدي... احنا عندنا ضيف، وضيف مش قليل... ده ظابط وواد وزير الداخلية... يعني لو حسّ بأي حاجه، الدنيا هتتقلب علينا...


شمس: نلجاها بس، وربنا يحلها يا جدي...


الجد: والله يا جلبي، حاسس إن كل اللي حصل، واللي هيحصل، من تدبير الملعون عبدالرحيم...


شمس (بذهول): معقول يا جدي؟ يبقى أبوي بالشر ده كله؟!


الجد: وأكتر كمان، يا ولدي... إنت لو تعرف عمل إيه زمان، كنت صدّقت فيه أي حاجة...


تعالَ نطلع برا، عشان نروح ندفن روضه ونحتسبها عند الله...

ومتخافش، ربك عليه خلاص الحجوج...

ربك يمهل ولا يهمل...


شمس (بحرقة قلب): يا رب... أنا عمري ما آذيت حد... ولا ظلمت حد...

لكن أكيد يا رب، ليك حكمة في اللي حصل ديه...


الجد: أيوه كده، يا ولدي... جول: "يا رب"... إنت المنتقم الجبار...


---


أما عبدالرحيم، فبيقول في نفسه:


"أنا أضرب كام عصفور بحجر واحد؟ هبعت لـ عجور صورة حامد وواد عز الملعون...

وكمان صورة واد وزير الداخلية، خطيب الغندورة جميلة...

وبعدين أبلغ عنيهم... وأكيد الدنيا هتتقلب، عشان واد الوزير...

وكده أبقى كسّرت ضهر عز، وخلصت من عجور...

والله أنا، الشيطان يقولي: يا عمي!"


ويحط إيده على جنب راسه، ويقول:


 "فكرة زينة!

أروح أمتع نفسي وأتجوز البت الصغيرة،

وبكده مش هيبقى عليّ أي شبهة...

والله، عقلي يتوزن بالألماظ يا عبدالرحيم!

ويا سلام كمان، لما إكرام تعرف إن عبدالكريم متجوز عليها،

ومراته حبلى؟

مسكين عبدالكريم... مايعرفش إنها حبلى مني أنا!

آه يا كلاب... أرواحكم كلكم بقيت في إيدي!"

عبدالرحيم (بخبث):

.وبعد ما حامد واد عز يموت... وخطيب الغندورة جميلة يموت معاه...

عز هيموت بحسرته... وأبوه هيحصله...

وأنا آخد كل حاجه... وأتجوز البت ملك...

وأطرد صافيه وجميله الكبيرة... وف وجهم شمش ونزار ولاد الحرام اللي ماشيين ورا جدهم...

خليه ينفعهم بجا!


وأخلّف عيال... وأربيهم على مزاجي...

أنا كده بجا أشتري خط تليفون جديد...

وأبعت منه رسالة لـ إكرام... وأعرفها إن جوزها متجوز عليها...

وأبعتلها كمان الصور اللي عواطف بعتتهالي وهي قاعدة مع عبدالكريم وهمّا منسجمين...

ياله... خليها تغفلج على الكل...

 وأنا أبقى سيد الكل... وسيد البلد.

بس لأ... أنا أحسن أطرد جميله وصافيه...

وأشغلهم خدامين عندي وعند العروسة!

والله وهتبيضلك في الجفص يا عبد الورد!

ونترك عبدالرحيم مع شرّه... ونرجع لبيت العائلة...


بعد ما انتهت المغسّلة من تغسيل جسد روضه، تنزل صافيه وهي بتبكي:


صافيه: خلاص... المغسّلة خلصت... والعروسة جهزت للجنة...


الجد: ياله يا نزار مع خيك... عشان تشيلوا النعش...


شمس (ببكاء): يعني خلاص؟ خلاص يا جد؟


الجد (بحزن): ربنا يربط على جلبك يا ولدي...


ويحمل الرجال النعش، وقبل ما يخرجوا للمقابر يتكلم الجد بصوت عالي:


الجد: مافيش حرمه منكم تصرخ... ولا هتطلعوا معانا الجبّانه...


ويخرجوا الرجال حاملين النعش... واقتربوا من المقابر... ليتم دفن روضه وسط بكاء شمس الشديد...


الجد: ياله بينا يا ولدي...


شمس: معلش يا جد... هملوني إنتو وروحوا... وأنا هجعد شويه واجي وراكم...


الجد: من غير بكا يا شمش... هي دلوقتي محتاجه دعاء...

ولو إنها طول عمرها طيبه... وما أذتش حد...


ويتركوه... ويجلس شمس على قبر زوجته، يناجي القبر بصوت مخنوق:


شمس:

 أمانة عليك يا جبر... تكون حنين عليها...

أمانة عليك يا جبر... دي الروح، والروح فيها...

خليك حنين على روحي اللي جواها...

متخافيش يا روضه من ظلمة الجبر ولا ضمته...

عملك الزين هينوّره...

 متخافيش يا جلب شمش وروحه..

أنا جايلك جريب... عجل بموتي يا رب...

هو أنا هعيش لمين بعديها؟!

بيقولوا: عيب الراجل يبكي...

طيب لو مبكيتش عليكي... هبكي على مين؟!

بصي... أنا هسيبك دلوقتي... بس هجيلك كل يوم...

استنيني يا شمش... يا جلب شمش...


بس هقولك حاجه قبل ما أمشي...

أمانة عليكي... تاجيني في المنام...

تعرفي؟ أنا نفسي أنام على طول... عشان تاجيني...

مش إنتي هتاجيني؟!

أنا عارف إنك حنينه...

ومش هيهون عليكي شمشك...


 مش إنتي كنتي دايمًا تجوليلي: "يا شمشي"...؟

و"شمش الدنيا"...؟


شمس (بدموع بتنزل ع التراب)

 مع السلامه يا جلبـي.

مع السلامه يا روضتي...

ويترك شمس المقابر وهو بيبكي على حبيبته وشريكة روحه، ومتجه للمنزل وهو شايل فوق جلبه حزن الدنيا...


يوصل شمس للبيت، يفتح الباب، يلاقي النسوان كلهم متشحات بالسواد...


شمس: ولدي فين يا أما؟


صافيه (بحزن): ولدك مع جمعية، بت عمك، في الجناح بتاعهم...


شمس (بعصبية): البت ديه ملهاش دعوه بولدي واصل... سامعه يا أما؟!


ويطلع شمس على فوق بخطوات تقيلة، ويقرب من جناح عمه... يسمع صوت جميلة وهي بتكلم الطفل حامد بصوت حنين:


جميلة:

 عارف يا حامد؟ أنا كمان مامتي اتوفت وسابتني وأنا صغيرة...

بس أنا صمّمت أذاكر وأنجح، عشان ماما تبص عليا من الجنة وتفرح بيا...

تعرف؟ لما كنت بعيط عليها، كانت تجيلي ف المنام وتقولّي:

"متبكيش عليا، الدموع بتأذيني... وأنا عاوزه أفرح بيك... ذاكِر، وصلّي، وادعيلي"...


حامد (بدموع): يعني... أنا لو بكيت على أمي... تتأذّى؟!


جميلة: آه طبعًا يا حبيبي... وكمان حرام...


يمسح حامد الطفل دموعه بإيده الصغيرة، ويقول:


حامد: اشمعنّه أنا؟ أمي تتوفّى وأنا صغير... وأبجى يتيم؟!


جميلة (بحنان): طيب أقولك حاجه؟

سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، اتربّى يتيم...

والده اتوفّى، ولما تم ست سنين، والدته اتوفت...

واتربّى مع جده، وبعدها مع عمه...


حامد: ما أنا عارف... وبصلّي كمان مع أبوي وجدّي حامد الكبير...


جميلة: يبقى متقولش "اشمعنّه" يا حبيبي...

ربنا سبحانه وتعالى ليه حكمه في كل حاجه...

يبقى احنا نقول:

"اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلفنا خيرًا منها"...


فيردد الطفل وراها الدعاء بصوت صغير حزين...


فجأة، يدخل شمس عليهم، ووجهه كله غضب وحزن...


شمس: وانتي بقى... عارفه ربنا كويس كده...

ليه خبيتي عليا إنك كنتي عارفه؟!


جميلة (بحزن): أنا عرفت قبلها بيوم...

وحتي لو كنت قلتلك وقتها... كنت هتقدر تمنع قدر ربنا؟


شمس (يحاول يتمالك نفسه): حاشا لله...


جميلة: يبقى متعاقبنيش... لأن أمر الله نافذ لا محالة...


شمس (بصوت حاسم): تعالَ يا ولدي... ومتقعدش مع البت ديه تاني...


الطفل حامد (ببراءة): ليه بس يا أبا؟ ديه طيّبه جوي...


شمس: اسمع اللي بجولك عليه...

انته ماعدتش صغير...

خلّي عمتك إكرام تسبّحك وتغيّرك...

عشان توجف معايا... تاخد عزا أمّك...

تابعووووووني 



الفصل الحادي والعشرين حتى الفصل الثلاثون من هنا



الفصل الأول حتى الفصل العاشر من هنا









تعليقات

التنقل السريع
    close