expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية زواج اضطراري الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم هدير محمود حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية زواج اضطراري الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم هدير محمود حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

رواية زواج اضطراري الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم هدير محمود حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


اللهم اجرنا من النار وعذاب النار 

اللهم اجرنا من النار وعذاب النار 

اللهم أجرنا من النار وعذاب النار 


البارت 15


-مريم ..يا نهار أسود 


وقتها نظر أدهم حيث ينظرصديقه وجد مريم أمامه بتلك الهيئة ف جن جنونه وقال بصوت عال أفزعها وهي لم تلحظ وجودهما من الأساس لأن الصاله كانت مظلمة إلى حد كبير 


- مريم ؟!


- فقالت فزعة :أدهم !


ثم تذكرت أنها مازلت ترتدي بيجامة دينا ودون حجابها ف جرت مسرعة على غرفة النوم مرة آخرى وقد لاحظ أدهم أن هذه غرفة نوم دينا وسيف معنى ذلك أنها نامت بها ولم تفعل ما طلبه منها ف أغتاظ منها كثيرا ووصل غضبه إلى قمته كانت دينا قد خرجت من الغرفة الأخرى مرتديه الأسدال فقال لها أدهم دون أن ينظر إليها :


-لو سمحتي يا دينا قولي ل مريم تلبس هدومها بسرعة وتنزلي تحت هستناها ف العربية 


-قالت دينا : طب نفطر مع بعض الأول 


- لأ معلش مرة تانيه عشان أتأخرنا 


كان سيف مازال مصدوما وغاضبا مما حدث من دينا ومريم يبدو أنه قد أخطأ فعلا حينما لم يتصل بهما قبل أن يحضرا وشعر بمدى الحرج الذي سببه ل أدهم ومريم وأيضا زوجته التي رآها صديقه بتلك الهيئة 


ارتدت مريم ملابسها سريعا وسلمت على دينا وانصرفت دون أن تنظر ل سيف لخجلها الشديد منه وهبطت على الدرج ولا يوجد ببالها سوى الاعصار الذي ستواجهه بعد ثوان حينما تلتقي ب أدهم ...


أما سيف ف نظر ل دينا والغضب يملؤه : أنتي أزاي يا هانم تفتحي الباب كده أنتي أتجننتي يا دينا بتفتحي بقميص النوم؟!


-كنت متأكده أنه أنتا والله وأعرف منين أن أدهم معاك مهو أنتا متصلتش 


-والله وعرفتي منين بقا أنه أنا إن شاء الله أفرضي الزبال ولا حد من الجيران 


-ريحة البيرفيوم بتاعتك كانت ماليه المكان وقلبي كان حاسس وبعدين ما أنتا عارف الزبال مبيجيش النهارده وجيران أيه اللي هيخبطوا الساعة 7 الصبح 


-ومشمتيش ريحة البيرفيوم بتاعت أدهم ديه بتبقا قالبه المكان 


-أنا مهتمتش ومركزتش إلا فيك يا سيف أنتا كنت وحشني أوي ومفكرتش ف أي حاجة غير إني محتاجة حضنك اللي وحشني بس 


لان قلب سيف من حديث دينا ودموعها التي سقطت على وجنتيها برقة فاقترب منها لأنه هو الآخر قد أشتاق إليها كثيرا ف مد يده إلى وجهها ومسح دموعها ثم ضمها إلى صدره وحضنها بقوة وهي الآخرى تشبثت به بقوة ثم قالت بلهجة طفولية باكية :


- متسبنيش تاني لوحدي يا سيف 


-سيف بغيظ : دينا أنتي اللي قولتيلي روح بات مع صاحبك


-متسمعش كلامي أنا واحدة هبله وبقول أي كلام


-حاضر يا حبيبتي بس بعد كده أوعي تفتحي الباب لحد تاني إلا وأنتي لابسة الأسدال فاهمة ؟


-فاهمة يا حبيبي وأنا أصلا مش بعمل غير كده بس غصب عني والله بعدك عني نساني وخلاني مركزش ف أي حاجة غير إني أفتح بسرعة وأترمي ف حضنك 


-ومريم كمان ليلتها هتبقى سودة ومهببة 


-مريم مسمعتش أصلا جرس الباب ولما ملقتنيش جنبها خرجت تدور عليا لقيتكوا ف وشها 


-أنتي مشوفتيش شكل أدهم ده هيبقا يوم زي الفل 


-طب كلمه وقوله يهدا عليها شويه


-مينفعش هو أصلا مش طايقني لأنه قالي أتصل بيكم قبل ما نيجي لكن أنا مرضيتش وقولت أعملهالك مفاجأة بس الواضح أنها كانت مفاجأة منيلة على الكل ....


في الناحية الآخرى كان أدهم مازال واقفا منتظرا مريم وكان يضرب على سيارته بعنف كلما تذكر الهيئة التي رآها بها سيف جن جنونه كيف لها أن تفعل ذلك ؟ لقد رآها صديقه في تلك البيجامة التي كانت رائعه عليها بحق وشعرها المنسدل خلف ظهرها إنه لم يراها هكذا منذ أول يوم زواجهما ثم اعتادت مريم أن تربط شعرها ، جاءت مريم ووجدت أدهم أمامها وهو مازال يضرب بيده على سيارته ف علمت أنها على وشك الدخول في الحرب وأن نظراته لها تكاد تحرقها حينما رآها فتح لها باب السيارة ثم ركب هو الآخر ولم يتحرك بل نظر إليها قائلا بعنف وغيظ 


-أنتي اتجننتي يا مريم أزاي تخرجي من الأوضة كده هو أنتي ف بيتك ده حتى وأنتي في البيت مبتلبسيش بيجامات كده 


-ديه بيجامة دينا وأنا مكنتش أعرف والله أن في حد بره أنا قومت من النوم ملقتش دينا جنبي والأوضة بعيد عن الصالة شوية ومسمعتش أي صوت خرجت أدور عليها لقيتكوا ف وشي معرفش جيتوا أمتا ولا أزاي 


-والله ومسمعتيش جرس الباب 


-والله أبدا أنا كنت نايمة خالص لأننا نمنا متأخر ف غرقت في النوم ومحستش ب حاجة 


-ونمتي بردو ف أوضة النوم صح 


ترددت مريم برهة وفكرت أن تكذب عليه لكنه رآها وهي تدخل الغرفة مرة آخرى ف قررت أن تصارحه ب حقيقة ما حدث 


-بصراحة يا أدهم أنا والله كنت ناوية أنام ف الأوضة التانية وكنت مصدعة عقبال ما دينا راحت تجيبلي الدواء كنت غرقت في النوم ومحستش بنفسي 


-يعني سيف شافك بمنظرك ده وكمان يجيي ينام في أوضته يلاقي ريحتك ملياها وأتجنن أنا بقا ولا أولع ف نفسي عشان حضرتك نمتي على نفسك ,أصلا تقعدي ف الأوضة ديه ليه أتفضلي كلمي دينا حالا وقوليلها تغير ملاية السرير وأكياس المخدات عشان ريحتك متكونش على السرير 


-لأ أتكسف 


-تتكسفي من أيه يا مريم متجننيش عليكي خلصي وأتصلي بيها حالا قبل ما يناموا


لم تجد مريم مفر من الاتصال ب دينا وأخبارها بما طلبه أدهم وبالفعل أتصلت بها وطلبت منها ذلك تعجبت من طلبها هذا لكنها فهمت إنها رغبة أدهم وحينما أغلقت الهاتف ضحكت كثيرا فسألها سيف 


-بتضحكي على أيه ؟ 


-على أدهم صاحبك تصور قال ل مريم تخليني أغير فرش السرير والمخدات عشان نامت عليه ومقفلتش إلا لما خلتني أحلف إني هغيرها 


-وده ليه يعني؟


-عشان ريحتها متكونش على السرير اللي هتنام أنتا عليه بيغير يا حبيبي


-ولما هو بيغير عليها وبيحبها أوي كده أمال أيه حكاية البت التانية ديه 


-صحيح أنتا افتكرت وجرجرته في الكلام


-أه افتكرت وقالي نفس الكلام تقريبا اللي قاله ل مريم البت ديه أنا عارفها أدهم فعلا كان بيحبها أيام الجامعة بس متهيألي أنه عايز ينتقم منها عشان سابته مش موضوع حب وبتاع ده اللي حسيته من كلامه


-وبعدين ؟


-مريم الوحيدة اللي في ايدها تخليه بتاعها لو عايزة شوية دلع هيلين وهيعترف ويسلم أنه بيحبها لكن بقا جو كرامتي ومعرفش أيه هتخسره ..طب أيه مش يلا ندخل أوضتنا نريح شويه ؟


-أه ننام عشان أنا همووت وأنام بس لازم أغير الفرش الأول 


-سيف غامزا :ننام أيه يا دينا هو ده وقت نوم أنا واخد أجازة من الشغل عشان تقوليلي ننام 


-مهو مش هينفع يا سيفو يا حبيبي غير ننام ديه حاااليا هااا فاهمني با قلبي 


-يالهوووي لأ متقوليش هوه حصل طيب روحي غيري الفرش عشان ننام بقا أهو نرتاح 


-ههههههه حاضر 


-اسكتي متضحكيش يا أختي أنا مش ناقص ..يا حظك الزفت والهباب يا واد يا سيفو 


أما على الجانب الآخر تحرك أدهم بسيارته وكان مازال الغضب يعصف بكيانه لكنه لا يتحدث وتذكر أنه أخذ مريم دون أن تتناول فطورها فأوقف سيارته وقال :


-هروح أجيبلك حاجة تفطري بيها وعصير عشان متتعبيش وضغطك يوطى


-لأ شكرا ملوش لازمة لما أروح المستشفى أبقا افطر هناك


-هجبلك أي حاجة من الكشك اللي هناك ده تصبيرة عشان ممكن تلاقي شغل ومتلحقيش تفطري خليكي هنا ثواني وجايلك 


-ماشي 


وأثناء جلوسها في السيارة سمعت جلبة في الخارج إمرأه تصرخ وتستغيث ب تاكسي ليقف ورجل آخر بجوارها يسند رجلا آخر يبدو أنه مريض وملابسه عليها دماء ليست بالقليله توقعت مريم أنها دوالي مريء ف هبطت من سيارة أدهم ونادته ف أتي إليها مسرعا وطلبت منه أن يسأل المرأة التي تصرخ عن حالة المريض وإن كان مصاب ب دوالي المريء أم لا ؟وبالفعل ذهب وسأل الرجل الذي يتكأ عليه المريض وأكد ظنونها ف هو بالفعل مصاب ب دوالي المريء نظرت لهما مريم قائلة :


-بسرعة يا أدهم ساعد الراجل يركب ورا ومعاه بنته وحضرتك أركب قدام متخافوش أحنا دكاترة والمستشفى مش بعيدة من هنا ثم وجهت نظرها للرجل الذي يجلس بجوار أدهم وسألته قائلة :


- هو رجع دم ؟


-أجاب الرجل الجالس في الكرسي الأمامي :أه رجع دم كتير 


-مرة واحدة ؟


-أه 


-بسرعة يا أدهم الراجل ده لو رجع تاني ممكن منلحقوش 


-أجابها أدهم : متخافيش إن شاء الله خير ربنا يستر 


-نطق المريض : متتعبوش نفسكوا أنا خلاص هموت 


-بكت ابنته الجالسة بجواره : متقولش كده يا بابا 


-حاولت مريم تهدئة الفتاة وطمأنه المريض : متخافش هتبقى كويس إن شاء الله بس خليك فايق معايا كده 


-أدهم خد تليفوني وأتصل ب خالد وأفتح الاسبيكر بسرعة 


-خالد أشمعنا ؟


-مفيش وقت يا أدهم خالد هو اللي كان سهران أمبارح ويارب يكون لسه هناك ومروحش في حاجات لازم يحضرها عقبال ما نوصل يارب بس ميرجعش دم تاني لأن وقتها ممكن يدخل ف shock وهبوط في الدورة الدموية ووظايف التنفس تقف


لم تكمل جملتها وكأن المريض سمعها وقرر أن يجيبها فورا ف تقيأ دم مرة آخرى طلبت مريم من ابنته أن تميله على جنبه وأن يتصل أدهم ب خالد بسرعة وبالفعل اتصل به من هاتفها وماهي إلا ثوان وقد رد عليها خالد قائلا:


-ألو صباح الخير يا ....


-قاطعته مريم قائلة :دكتور خالد أنتا لسة في المستشفى ؟


-أه 


-طب اسمعني بسرعة مفيش وقت أنا معايا مريض نبضه مش محسوس وضغطه واطي وكمية الدم اللي مغرقة هدومه بتقول أن دوالي المريء انفجرت ونزفت بنسبة كبيرة ورجع دم مرتين يعني لازم يتعلقله دم ف دقايق ومحاليل ونركبله انبوبه وبالونة في المريء ولازم ياخد سانجستين عشان نوقف النزيف وعل الأقل حقنتين جلبيرسين جهز الحاجات ديه بسرعه عقبال منوصل وكمان بلغ الاستقبال يدخلونا علطول هو مش معاه بطاقة بلغهم بالاسم اسمه فسألت بنته فقالت سيد أحمد ابراهيم خليهم يدخلونا على الأفاقة علطول عشان هو shock وجايب massive bleeding


خالد بالله عليك نيجي نلاقي كل الأدوية جاهزة لأن أي تأخير مش هيبقى في فرصة تانية احنا دقايق ونكون عندك


-خالد :حاضر يا دكتورة عقبال متوصلي هتلاقي كل حاجة جاهزة 


-ماشي شكرا سلام ثم ألتفتت لأدهم ل تسأله :ها فاضل كتير ؟


-خلاص أهوه 5 دقايق بالكتير ونكون هناك 


وبالفعل ما هي إلا دقائق ووصلا للمستشفى ساعد أدهم أخو المريض في حمله ودخلا به على غرفة الافاقة وكان خالد قد جهز ما طلبته مريم وساعدها في أنقاذ حالة عم سيد ..كان أدهم مازال واقفا ينتظر أن يطمئن على حالة المريض وبعد حوالي ساعة خرجت مريم من الغرفة ونظرت لأهل المريض قائلة :


-الحمد لله قدرنا ننقذه بفضل ربنا وهننقله العناية النهارده لحد ما الحالة تستقر 


نظر لها أدهم مبتسما وقال في سره : الحمد لله كما حمد أهل المريض الله كثيرا وشكرا مريم بحرارة شديدة ثم ذهب أدهم ليبدأ عمله لكنه كان معجبا بما فعلته زوجته وطريقة تعاملها مع الحالة مر اليوم بسلام وأخذها وعادا إلى منزلهما وهناك كانت مريم تهم لمساعدته في اعداد الغداء لكنه أخبرها أن تستريح وأنه اليوم سيطلب طعاما جاهزا من مطعم قريب لانها منهكة منذ ليلة أمس ولم تسترح بالقدر الكافي وبينما كانا يتناولا غداءهما نظر لها قائلا:


-أنا فخور بيكي أوي يا مريم أول مرة أشوفك وأنتي بتشتغلي المرة اللي فاتت لما اشتغلنا سوا مكنتش مركز غير مع الحالة بس بجد المرادي انبهرت بيكي أزاي كنتي قادرة تسيطري على الحالة وعلى اللي حواليها وتردي عليهم وأزاي عرفتي تتصرفي بسرعة 


-أنا معملتش حاجة أنا كنت سبب بس ربنا هو اللي بعتنا للراجل ده ويمكن سيف ودينا أتخانقوا وحصل كل اللي حصل ده عشانه ربنا قدرله أن يعيش وسخرنا عشان ننفذ مشيئته وده كان دورنا زي ما سخرني لعلاجه سخرك عشان توصلنا بسرعة وسخر خالد عشان يجهز الحاجة كل ده عشان الراجل لسه ليه عمر 


-نظر لها بهيام ووله ظهر بعيناه رغما عنه :أنتي جميلة أوي يا مريم مش بس من بره لأ جواكي أجمل ويمكن الجمال اللي جواكي هو اللي بينعكس على ملامحك ويخلي أي حد يشوفك يحس قد أيه أنتي جميلة ويحبك 


-خجلت مريم من ثناء زوجها فقالت وقد تحاشت النظر في عينيه : أيه الكلام ده يا أدهم مش للدرجادي ..ثم صمتت برهة وأردفت قائلة: عارف 


-أيه ؟


-أنا دايما عندي يقين أن مفيش حاجة بتحصل في الكون صدفة كله بتدبير ربنا سبحانه وتعالى عارف حكاية سيدنا موسى والخضر 


-طبعا 


-أهوه أنا دايما بحس أن ورا كل ابتلاء خير يمكن نكون مش شايفينه دلوقتي ويمكن نشوفه بعدين أو حتى منشوفوش أصلا بس لازم يكون عندنا يقين أن طالما قضاء ربنا وقدره يبقا أكيد خير


أخذت نفسا عميقا ثم أردفت قائلة : زي ما ربنا بعتك ليا وبعتني ليك يوم ما عمي جه وقالي أنه هيجوزنا رفضت في الأول ولما عمي أصر وافقت غصبن عني لأني كنت متأكده أنه مش هيسبني غير لما أوافق ولما قعدت بيني وبين نفسي صليت استخارة وحسيت أن جوازي منك خير وإن طالما ربنا حطك ف طريقي يبقا أكيد ده لمصلحتي ..عارف يا أدهم بالرغم من معاملتك الصعبة ليا وشكك المتواصل فيا وغضبك اللي بيظهر من أقل حاجة إلا إني معرفتش أكرهك حسيت معاك بالأمان اللي افتقدته بعد موت بابا الله يرحمه واللي مقدرش مروان أنه يحسسني بيه أو يمكن حسيته ف وقت من الأوقات بس مكنش احساس حقيقي لأني لما أتجوزتك عرفت معنى الأمان الحقيقي كنت عارفة دايما أنه ورا العصبية الأوفر والكلام الدبش قلب طيب يمكن حصلتله حاجات عكرته لكن الأصل صافي وحنين أنا متعودتش أخد الناس بالظاهر اتعودت أبص على اللي جواهم ويمكن لأن صورة أدهم القديمة كانت مترسخة في عقلي مقدرتش أصدق أدهم التاني 


-علق أدهم بضيق قائلا :ممكن أطلب منك طلب؟


-اتفضل ؟


- ممكن متجبيش سيرة الزفت اللي كنتي متجوزاه ده وتقولي أسمه قدامي


-أمال أقول ايه ؟


- قولي الحيوان وأنا هفهم علطول ولا أقولك متقوليش حاجة أصلا ولا تحاولي تفكريني أنك كنتي متجوزة واحد تاني 


-أشمعنا يعني ؟


-كده وخلاص من غير أشمعنا يا مريم ممكن ؟


-ممكن 


-ألا قوليلي صحيح هو أنتي أتجوزتي الحيوان ده ليه ؟


-الله أنتا مش لسه قايلي متجبيش سيرته أديك أنتا اللي عايزني اتكلم عنه أهوه


-لأ مش عايزك تتكلمي عنه بس عايز أعرف يعني أيه اللي شدك فيه


أعادت رأسها للخلف ثم أغمضت عيناها لبرهة وأطلقت تنهيدة حارة 


ثم قالت :مروان ظهر ...


- قاطعها أدهم قائلا : قولنا متتهببيش وتقولي أسمه قولي الحيوان 


- ابتسمت مريم ثم أردفت قائلة : مش هقول الحيوان ولا غيره حرام بص أنا هتكلم بضمير الغايب "هو" ظهر ف أكتر وقت كنت محتاجة فيه لحد يكون سند وضهر ليا بعد وفاة بابا كنت محتاجة أحس بالأمان كنت تايهة أوي يا أدهم والأمان كان طول عمره بالنسبالي يعني راجل وأنا مليش أخوات وبابا مبقاش موجود ف جه هو ف الوقت ده حسسني بإهتمامه وبرغبته ف أنه يقرب مني وكل ده بردو وهو بيحترمني ومبيتعداش حدوده معايا شدني ب كلامه الحنين ..بخوفه عليا وبعدها ب وقفته جنبي بعد وفاه ماما حسيت إني بحبه وأنه هيقدر يعوضني عن اللي راحوا صدقت كل حاجه كان بيقولها وكان بيعملها صدقت أنه هيكونلي الأمان والحماية والسند كنت خايفة أبقى لوحدي لأني مبحبش الوحدة لكن طبعا بعد الجواز اكتشفت أن هو اللي محتاج يحس بالأمان وفضلت فاقدة الشعور ده لحد ما قابلتك يمكن يكون هو حبني لكن مقدرش يخليني أحس بإني مطمنة ويمكن تكون أنتا محبتنيش بس خلتني مطمنة و .......


عند تلك اللحظة كان أدهم يردد بداخله أنه لا يحبها حقا بل إنه يعشقها ..هو لم يعرف الحب إلا معها سواء في طفولته أو حتى الآن حتى مع الآخرى لم يكن حب كان يظنه كذلك لكن حينما عادت مريم وأصبحت زوجته علم أن كل شيء معها مختلف كان يود أن يحتضنها بشدة أن يخبرها أنه لم يحب إمرأة سواها وأيضا كان بداخله شعور آخر بالغضب والغيظ وهي تحكي عن حبها لهذا المروان الحقير حزن لأنها أحبت رجلا آخر قبله لا لم تحبه ف حسب بل كانت زوجة له كانت تنام بين أحضانه كان يستنشق أنفاسها كان يغمر نفسه فيها شعر بالغضب والغيرة تجتاحه من تخيله لها وهي مع ذاك الحيوان فأغمض عينيه وأطلق زفرة حارة محاولا تهدئة نفسه وإخماد تلك النيران التي أشتعلت في صدره لاحظت مريم أنه قد شرد ولا يستمع إليها ف صمتت ثم هتفت بإسمه :


-أدهم أنتا معايا ..سرحت ف أيه ؟


-معاكي يا مريم لأ مفيش معلش خلاص أنا آسف متكمليش كلامك 


-ليه ؟


-أجابها بغضب : كده يا مريم وبطلي بقا كل شويه ليه ليه زهقتيني 


-أنا آسفة ..أنا هروح أنام الظاهر أنا رغيت كتير وصدعتك بس أنتا اللي سألتني..على العموم تصبح على خير 


تركته وهمت بالانصراف وقد أخذت الأطباق التي تناولا الغداء فيها ودخلت المطبخ وكان هو مازال جالسا وهو يردد بداخله : وأيه ذنبها هي يا أدهم بتزعقلها ليه أنتا اللي سألت ملهاش دعوة بقا بغيظك وغيرتك دول ومش هتفهم كده قوم صالحها حرام عليك لسه بتقولك سندها وأمانها غبي صحيح 


أسكت أدهم صوت نفسه وقام متجها للمطبخ حتى يعتذر لها وكانت هي في طريقها ل غرفة النوم فأمسك يدها قائلا : 


-مريم ..أحم أنا آسف مقصدتش والله 


-نظرت له وقد دمعت عيناها : هو أنتا كل شوية تزعلني وتقولي آسف ومقصدتش أنا مش عارفة أنا عملتلك أيه 


-معملتيش وممكن متعيطيش تعالي نقعد نتكلم جوه 


دخلا سويا غرفتها وأجلسها على السرير وجلس هو الآخر مقابلا لها ثم أمسك راحتيها بيد واحدة وبالآخرى مسح دمعها المتساقط على وجنتيها 


ونظر لها قائلا باعتذار وحب : خلاص بقا عشان خاطري متعيطيش أنا عارف أنك معملتيش حاجة بس كلامك عصبني غصب عني اتنرفزت ومعرفتش أسيطر على غضبي 


-ردت بصوت باكي : وأنا قولت أيه يعصبك بس ؟


-قال بإبتسامة ساحرة :مريومة أنا راجل صعيدي صحيح معشتش في الصعيد كتير بس بردو مش قليل يعني حوالي 15 سنة ودول شكلوا شخصيتي مش بس كده أنا كمان كل الجينات والصفات اللي جوايا صعيدي وصعيدي قفل كمان ولما اتكلمتي عن الحيوان ده وعن أنك حبتيه وفكرتيني أنك أتجوزتيه ده جنني وطلع العرق الصعيدي وخلى الدم غلي ف عروقي 


-مش أنتا اللي سألتني يا أدهم وبعدين على فكرة أنا محبتهوش بالمعني الحرفي لو كنت سمعت بقيت كلامي كنت هتفهم إني أتوهمت حبه لكن أنا ..ثم تنحنحت وأستطردت بخجل :أنا محبتش غيرك يا أدهم ومش من دلوقتي من زماان 


سر أدهم كثيرا لهذا الاعتراف ولم يستطع أن يخفي سعادته تلك عن عيونها ولم يستطع أيضا أن يخفى بسمتة التي ظهرت أثر اعترافها بحبها لها وأنها لم تحب سواه كما لم يحب هو سواها نظر لها ف رأى ما يحب أن يراه فيها وجنتيها المتوردة من اعترافها له ف لم يستطع أن يمنع نفسه من أن يلمس خديها بأصابعه فاقترب منها أكثر وظل يحرك اصابعه برقة على وجنتيها ب ظهر يده وبينما هو يحرك أصابعه عليها نظرت له نظرة أطاحت بصموده شعر برجفة تسري في جسده كله وكأن نظرتها أخترقته شعر بخفقان قلبه الذي ظن أنها تسمعه من شدته وبدأت أنفاسه في العلو والهبوط فأبعد يديه عنها ثم هب واقفا وهم بالخروج من غرفتها لكن صورتها وهي جالسة بالقرب منه لايفصلهما سوى شبر واحد ونظرتها العاشقة له قبل قليل أبت عليه أن يخرج ف عاد مسرعا إليها وكانت مازالت في مكانها ف باغتها ب قبلة طويلة لم يقطعها سوى رنين هاتفه الذي أفزعه وأعادهما إلى أرض الواقع مجددا ابتعد عنها بصعوبة بالغة وهو بالكاد يتنفس ثم قال لها وهو يخرج من غرفتها :


-يلا نامي بقا عشان متتعبيش وأنا هشوف مين اللي بيتصل وهنام تصبحي على خير


-ردت عليه بأنفاس متقطعة : وأنتا من أهله 


خرج أدهم وهو يحاول السيطرة على نفسه وعلى صوته قبل أن يجيب المتصل الذي لم يكن سوى سيف صديقه لا يعلم هل يشكره أم يسبه وأخيرا أجابه بضيق قائلا :


-أيه يا زفت عايز أيه ؟


-أيه يا أدهوم جيت ف وقت مش مناسب ولا أيه ؟ 


-أنتا هتستعبط عايز أيه يا سيف 


-بس قولي الأول كنت بتعمل أيه ها ؟ الصراحة التيجر اللي عندك ده ميتسبش" قالها سيف ليثير حفيظة أدهم "


-أتلم يا قذر الموضوع ده بالذات مفيهوش هزار وقسما بالله يا سيف لو جبت سيرة الموضوع ده تاني ل هقطع علاقتي بيك ثم صمت برهة وأكمل قائلا ليضايقه هوالآخر مهو أنا كمان ممكن أعمل زيك بس مش أخلاقي فاتعدل أحسنلك


اغتاظ سيف لأنه تذكر أن أدهم أيضا رأى زوجته بملابس مكشوفة اكثر من الملابس التي كانت ترتديها مريٍم ف أراد تغيير دفة الحوار قائلا : 


-طب بص بقا أنا بكلمك عشان أسألك على حاجة سلمى أختى سألتني عليها قولتلها هعرف منك وأرد عليها 


-هي سلمى رجعت ؟


-لأ ديه كانت بتكلمني فويس بص هبعتلك الفويس اللي بعتتهولي وأنتا أبقا ابعتلي الرد ماشي ؟


-ماشي يا سيف ابعت 


-هقفل وابعتلك 


-طيب 


-يلا سلام تصبح على خير روح كمل اللي كنت بتعمله آسف على المقاطعة 


-أبو شكلك.. سلام 


انتظر أدهم رساله سيف سمعها ثم أرسل له الرد وأغلق هاتفه وتوجه إلى غرفته لينام 


كانت مريم مازالت مستيقظة وكيف تستطيع النوم وشفاه أدهم إلى الآن تشعر بها كأنها مازالت تحتضن شفتيها كانت تضع يدها عليها كأنها لا تريد أن تفيق من تلك اللحظة ليت سيف لم يتصل الآن علها قد ظلت بالقرب منه أكثر تمنت لو أنها ظلت بين ذراعيه بقية عمرها تمنت ألا تفارقه ألبته لكن هيهات لهذا الرجل الذي تشعر بحبه يغمرها ومع ذلك يصر دوما على الابتعاد لا تجد تفسير لما يحدث حاولت أن تغمض عينيها رغما عنها لكنها أبت عليها ذلك حتى الصباح 


أما أدهم حينما دخل غرفته ظل الصراع بداخله على أشده وجهاده لنفسه ليبتعد عنها قد بلغ أقصاه تمنى لو لم يتصل سيف حتى يعيش بين أحضانها ولو لمرة واحدة لكنه عاد ف تذكر السبب الذي يمنعه عنها ف حمد الله أنه انسحب في الوقت المناسب أنه يعلم جيدا إنها لو أصبحت زوجته فعليا فلن يستطيع أن يتركها ولو ظلت معه ف لن يستطيع أخفاء سره عنها لا لا لا يمكن أن تعلم سره حتى تظل صورته في عينيها كما هي ويظل حبها له كما هو لذا البعد أفضل ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا نام أدهم من كثرة الأفكار التي راودته وحينما أستيقظ في الصباح طرق بابها ليوقظها فأجابته بصوت منهك علم بأنها مستيقظة وبعد لحظات خرجت من غرفتها وغير بادي على وجهها آثار نوم يبدو أنها لم تنم ليلتها تلك فقال لها محاولا تحاشي النظر إليها :


-أيه منمتيش ولا أيه ؟شكلك تعبان 


-لأ نمت بس كنت قلقانة شوية مكنش جايلي نوم 


-طب خلاص افطري وأدخلي نامي شوية لسة قدامنا وقت لحد معاد الشغل النهارده الشفت مسائي 


-ماشي 


تناولا فطورهما سريعا دون حديث منها حاول أدهم أن يتعامل بشكل طبيعي ويتحدث إليها فقال :


-مش سيف كلمني بالليل أخته كان عندها مشكله بس حاجة بسيطة يعني 


-أيه خير مشكله أيه ؟وبعدين هي رجعت من السفر ؟


-لأ ده هي بعتتله فويس كانت حاجة طبية بسيطة 


-أها تمام طيب أنا هقوم أنام شويه 


-ماشي تحبي آجي أقرالك شوية قرآن لحد ما تنامي 


-لأ شكرا أنا هنام علطول تصبح على خير 


-وأنتي من أهله 


نامت مريم حوالي ثلاث ساعات وبعدها ذهب أدهم إليها طرق باب غرفتها لكن يبدو أنها لم تسمعه فاضطر أن يدخل ليوقظها كانت نائمة ب قميص النوم الموف دون الروب بالطبع وكانت خصلات شعرها قد غطت عيناها فاقترب منها ثم ابعد شعرها من على عينيها ثم جلس على ركبتيه ليوقظها دون أن يفزعها ف ظل يربت على كتفيها بهدوء ورقة وينادي عليها بهمس :


-مريم ..مريم أصحي 


-فتحت مريم عيناها ببطء وكأنها كانت في حلم جميل فقالت ب همس : أدهم هو أنا لسه نايمة بحلم 


-لأ أنتي صاحية يلا قومي بقا عشان هنتأخر على الشغل يلا فوقي بقا 


"قال جملته تلك وخرج ينتظرها في الصالة فلا يتحمل أن يرها بتلك الهيئة أكثر من ذلك "


-وما إن قال كلمة "شغل " علمت مريم أنها حقيقة وليست حلم فأفاقت من نومها ثم اعتدلت في جلستها وقد نست أنها لا ترتدي الروب ثم عبثت في شعرها وأعادته إلى الخلف ومدت يدها لتفرد ظهرها فوجدت يداها قد اصطدمت بذراعيها المكشوفة وليس الروب ففتحت عيناها ونظرت تذكرت أنها لا ترتدي سوى قميص النوم عاري الكتفين مفتوح الصدر ف وضعت يدها على صدرها بحركة تلقائية وقامت وأحضرت الروب وهي خجلة للغاية أن أدهم رآها هكذا وحينما رآته وهو جالس نظرت له قائلة بعصبية :


-أنتا أزاي تدخل عليا الأوضة وأنا نايمة كده أنتا بتستهبل يا أدهم 


-ما أنا عمال أخبط بقالي ساعة وبعدين يعني أنتي مراتي متكبريش الموضوع


-والنبي بلاش أسطوانة مراتي مراتي اللي كل شوية تشغلها وبعد كده متدخلش عليا وأنا نايمة تاني إلا لما أقولك تدخل


-ماشي ..ممكن يلا بقا عشان أتأخرنا 


-طيب هخلص علطول 


ارتدت ملابسها سريعا وصلت الظهر وأنصرفا سويا وأصرت أن تركب سيارتها اليوم ف هي لا تريد أن تبقى معه كثيرا ووافقها لأنه علم رغبتها في عدم الاجتماع به أو التحدث إليه وتركها تفعل ما يريحها ..


كان اليوم في بدايته يبدو طبيعيا لكن كان هناك من يدبر ليصبح اليوم هو الأسوء على علاقة مريم وأدهم ....


ماذا سيحدث بين أدهم ومريم ومن مصلحته الايقاع بينهما ؟؟ وهل سينجح ؟؟ هل سيكن هذا اختبار لثقة أدهم ب مريم ؟؟ وهل سيجتاز أدهم هذا الاختبار بنجااح بالرغم من قسوته عليهما معا أم أن تهوره كالعادة سيهد كل ما بناه طيلة الأيام الماضية ؟؟ انتظروا أحداث أكثر أثارة وتشويق الحلقة القادمة ....


استغفر الله العظيم وأتوب إليه 


تفتكروا ايه اللي هيحصل ومين اللي هيحاوا يوقع بينهم ويا تري هينجح ؟؟؟


البارت16


كان اليوم في بدايته يبدو طبيعيا لكن كان هناك من يدبر ليصبح اليوم هو الأسوء على علاقة مريم وأدهم لم يكن هذا الشخص سوى مروان الذي كان يخطط منذ يوم فرح دينا وسيف كيف يفسد علاقتهما وأخيرا أكتملت كل أركان خطته اليوم وشرع في تنفيذها هو ومجموعة من أصدقاؤه الذي تعرف عليهم مؤخرا ولم يكونوا سوى أصحاب سوء معرفة الملاهي الليلية التي بدأ يتردد عليها في الآونة الأخيرة 

بدأت الخطة بإتصال هاتفي ل مريم من أحد أقرانه : 

- ألو دكتورة مريم 

- أيوه حضرتك مين ؟ 

 - أنا جارك في الشارع في شقة والدك عم عزت صاحب الكشك اللي قدام العمارة أنا كلمتك عشان الميه مغرقة الشقة عندك وبتنزل كمان على سقف جارتك احنا تعبنا جدا لحد ما وصلنا ل رقم حضرتك لازم تيجي فورا عشان تشوفي ايه اللي حصل ممكن تكوني ناسية حنفية مفتوحة أو حتى حنفية أتكسرت 

 - طيب حاضر هآخد أذن من الشغل وآجي علطول مسافة السكة ..شكرا لحضرتك 


اتصلت بأدهم لتخبره عما حدث وتعلمه ب ذهابها إلى هناك وكان مروان يعلم جيدا أنها ستفعل ذلك ف أرسل إحدى الفتيات ومعها أختها الحامل لأدهم لأشغاله وطلب منها أن تطلب منه اجراء مكالمة من هاتفه ل طمأنه زوجها لأنها خرجت بدون أذنه ونسيت هاتفها في المنزل وذلك أثناء كشفه على أختها ثم ترد هي على مريم وتخبرها أنها اخت مريضة وأنها تستخدم هاتفه لأجراء مكالمة ضرورية ثم تعطيه الهاتف حينما ينتهي من الكشف على أختها بشرط أن تؤخره هي وحالة آخرى قد أرسلها مروان حتى تصل مريم لبيتها القديم قبل أن يتصل بها أدهم وحدث ما أراد كانت الخطة تسير كما خططها تماما وساعده على ذلك أن مريم لم تكن تريد الحديث لأدهم أو حتى أن يأتي معها لشقتها وحينما أجابتها المرأة فلم تحاول الاتصال به مجددا أما عند أدهم فقد أنهى كشفه على الحالة التابعة لمروان وشكرته أختها وأعطته هاتفه وأخذت اختها الحامل وأنصرفت ودخلت بعدها الحالة الآخرى التابعة له أيضا .... 

 أما مريم فقداستقلت سيارتها ووصلت بعد حوالي ساعه إلى شقة والدها وحينما صعدت الدرج وقفت أمام باب شقتها لم تجد صوت ماء ولا أي صوت آخر بل وجدت مروان يقف لها أمام باب الشقة صعقت لتلك المفاجأة فقالت ومازلت المفاجأة تعقد لسانها : 

- مروان ؟ 

 - أيوه يا مريم مروان متخافيش مني أنا مش هنا عشان أأذيكي ..... 

- قاطعته مريم قائلة : أنتا اللي اتصلت بيا وعملت الفيلم ده 

- بصراحه أه بس مش أنا اللي كلمتك حد من طرفي 

- طيب بعد أذنك قالتها وقد همت بالانصراف 

 - أمسك مروان يديها محاولا منعها من ذلك قائلا : استني بس أرجوكي 

 - مريم بحدة وقد أفلتت يدها منه قائلة : سيب أيدي يا مروان أنتا اتجننت أنتا ناسي إني ست متجوزة 

 - آسف مقصدتش حاجة وحشة بس أنا عايزك تسمعيني هما 10 دقايق بس نتكلم فيهم جوه وسيبي الباب مفتوح بس لازم اتكلم معاكي 

 - أتكلم معاك في أيه وبتاع أيه أقعد أتكلم مع راجل غريب لوحدنا 

 - يمكن تكون آخر مرة تكلميني أو حتى تشوفيني خلاص هترتاحي مني خالص كلها أيام وأسيب الدنيا باللي فيها ومش هضايقك تاني 

- نظرت له مستفهمة : تسيب الدنيا ؟ 

 - للأسف أه ولا ليه للأسف أنا كمان مبقتش عايز الدنيا من وقت ما بقيتي أنتي مش فيها 

- مريم بحزم :لو سمحت ... 

 - قاطعها مروان قائلا : مريم وحياة العشرة اللي كانت بينا ف يوم من الأيام خليني أتكلم معاكي للمرة الأخيرة أنا اكتشفت أن عندي سرطان في الغشاء البلوري وف مرحلة متأخرة وكلها شهور أو يمكن كمان أيام قليلة وأموت بس لازم قبل ما أموت أتكلم معاكي وتسامحيني 


تأثرت لحديثه ولم تشك لحظة واحدة أنه يخدعها ف بالرغم من كذبه عليها أكثر من مرة لكنها ظلت دوما ساذجة كالأطفال تصدق كل البشر فقالت بكل براءة : 

 - خلاص سامحتك وإن شاء الله تخف وتبقا كويس ملوش لازمة الكلام 

- مرة أخيرة يا مريم ووعد مش هأخرك  بحق كل لحظة حلوة أدخلي وخلينا نتكلم 


وأمام توسلاته ضعفت ورأفت لحاله وكانت هذه هي الغلطة التي ستدفعها لمزيد من الأخطاء نظرت له قائلة : 

- طيب أرجوك هما 10 دقايق بس 

- حاضر أتفضلي 


فتحت باب الشقة وتركته مفتوحا وجلست على الاريكة الموجودة في الصالة وأستأذنها مروان أن يدخل المرحاض ل يغسل وجهه وبالفعل دخل لكنه قبل أن يدخل صورها دون أن تراه وكان قد كتب رسالة لأدهم وأرفق معها صورتها وهي جالسة في الصالة في منزلها القديم كانت الرسالة فحواها الآتي : 

 " أحب أقولك أن مراتك في شقتها القديمة معايا وبعتلك صورتها عشان تتأكد الظاهر إنها زهقت منك أصل مروان ميتنسيش وعلى فكرة لو كلمتها دلوقتي هتقولك أصل حد كلمني وقالي الشقة متغرقة ميا ولو قولتلها أجيلك هتقولك لأ أصل بنت الجيران معايا وهتتكسف منك لو جيت" مروان عملك الأسود ثم أرفق الصورة مع الرسالة النصية وضغط زر أرسال ثم خرج سريعا ل مريم ،أما أدهم ف حينما قرأ رسالته جن جنونه وما هي إلا لحظات حتى اتصل بها ليتأكد من كلام هذا الحقير وحينما رن هاتفها بأسمه ارتبكت كثير ا ونظرت لمروان قائلة : 

- ده أدهم جوزي هقوله ايه أنا دلوقتي ؟ 

- هو أنتي كنتي قولتيله أنك جاية هنا ؟ 

- لأ معرفتش أوصله 

 - خلاص قوليله حد كلمك وقالك الشقة متغرقة وجيتي بسرعة عشان تشوفي في أيه ولقيتي حنفية مفتوحة الظاهر نسيتيها وبنت الجيران جت تساعدك عشان تلمي المية ولو قالك هجيلك قوليله مش هينفع عيب البنت تتكسف يلا ردي بسرعة عشان ميقلقش 

- قالت بتردد : طيب 

 كانت تشعر بخوف شديد يجتاحها كانت تعلم أنها على وشك أن تكذب على أدهم كذبة لن يسامحها أبدا إذا علمها ولو علم بوجودها هنا مع مروان لن يصدق أي شيء سوى أنها تخونه معه ف لا مفر من أن تخبره بما قاله لها هذا الواقف أمامها ف أجابت على هاتفها بتردد : 

- ألو أيوه يا أدهم 

- أنتي فين يا مريم سألت عليكي قالولي أستأذنتي ومشيتي  ؟

 - ابتلعت ريقها ثم قالت بتلعثم : أنااا ..أنا روحت شقتي القديمة عشان حد من الجيران قالي أن المية مغرقة الدنيا ف ...ف روحت عشان أشوف في أيه 

- والله روحتي كده من نفسك من غير ما تقوليلي 

 - ما أنا حاولت أكلمك كان تليفونك مشغول وبعدين رديت عليا واحدة قالتلي أنها أخت مريضة وأنها بتستخدم تليفونك فقولت أنك أكيد هتكلمني لما تخلص كشف 

 - أه فعلا الموبايل كان مع واحده أخت مريضة بتكلم جوزها بس مقالتليش أن في حد اتصل بيا ولا إنها ردت 

- عادي تلاقيها أتكسفت بس 

- طب أجيلك ؟ 

- قالت بصوت ملؤه الاضطراب : لأ لأ لأ 

- ومالك أتخضيتي كده ليه ؟ 

 - أتخضيت! ..ثم ابتلعت ريقها وأردفت بتلعثم :لأ ولا اتخضيت ولا حاجة بس أصل بنت الجيران جت تساعدني عشان نلم المية اللي غرقت الشقة وأكيد هتتكسف من وجودك أنا هخلص وهاجي علطول 

- ماشي يا مريم خلصي وكلميني 

- حاضر ..سلام 

- سلام 

أغلقت الخط وتنهدت بخوف قائلة : 

 - أنا أيه اللي هببته ده أيه اللي يخليني أكدب على جوزي ويخليني أصلا اسمع كلامك وأدخل معاك هنا أدهم لو عرف هيقلب الدنيا وهيبقا حقه 

- بتحبيه أوي كده ولا خايفة منه ؟ 

- وأنتا مالك ..أنا قايمة ماشية 

- أنا آسف أستني بس أرجوكي 

- عايز مني أيه يا مروان ؟ 

 - عايز أقولك أن أمي رجعت وطلبت مني إني أسامحها وأعيش معاها ومع أخويا وأنا وافقت أعيش معاهم أيامي الأخيرة أعيش ف حضنها اللي اتحرمت منه 

- طب كويس ربنا يهديلك الأحوال 

 - مهو لما أمي رجعتلي وسامحتها حسيت قد أيه أنا ظلمتك ووجعتك وقولت لازم أشوفك وأعتذرلك وأترجاكي تسامحيني 

- قولتلك مسمحاك يلا بقا خليني أرجع شغلي 

 - مريم أنا عارف أن غلطاتي معاكي كانت كتيرة اوي بس بجد كان غصب عني كرهي وغيظي من أمي كانوا عميني 


صمت للحظة وبدأ يتنفس بصعوبة بالغة وصدره بدأ يعلو ويهبط بسرعة وبالطبع كان هذا جزء من خطته وكان ممثلا بارعا وكانت هي بلهاء كعادتها فزعت مريم ل حالته تلك وسألته بخوف : 

- مروان مالك في أيه ؟ 

 - مفيش يا مريم بقا بيحصلي كده كتير شوية وهبقى كويس "قالها بصوت متهدج وبأنفاس متقطعة " 

- طيب أقدر أعملك حاجة 

 - مريم أرجوكي أدعكيلي صدري وضهري بسرعة عشان اقدر اتنفس 

 - جرت مريم باتجاهه وحاولت تدليك قلبه وصدره ثم اتجهت إلى ظهره وأثناء تدليكها لقلبه كما طلب منها صورها مرة آخرى دون أن تنتبه وهي تظهر في الصورة كأنها تحتضنه 

 - نظر لها قائلا : معلش بس تساعديني أريح جوه على السرير خمس دقايق أخد نفسي وهمشي مش هضايقك 

- أكيد طبعا أتفضل 

 تصنع أنه سيقع على الأرض فاضطرت هي أن تسنده فوضعت يدها خلف ظهره وأمسكت بيده الآخرى ف صورها مرة آخرى ..حينما دلفا للغرفة ,ساعدته للجلوس على السرير طلب منها أن تصنع له مشروبا دافئا وبالفعل ذهبت هي للمطبخ لتعد له المشروب الذي طلبه وفي تلك الأثناء قد أرسل ل أدهم الرسالة الثانية مرفقة بالصورتين التي التقطهما ل مريم دون أن تلحظ ما فعله 

 " ياريت تلحق تيجي بسرعة لأني مش عايز ألمسها بصراحة أصل مبحبش الخاينين بس لو أتأخرت مش هقدر أقاوم نفسي أكتر من كده " 

 ثم خرج من الغرفة وأخذ هاتف مريم من شنطتها وأغلقه حتى لا يحاول أدهم الاتصال بها وأغلق هاتفه هو الآخر وأخذ أيضا مفتاح الشقة 


أما أدهم ف البداية مع الرسالة الأولى جن جنونه وتذكر الخائنة الأولى ولكن نفسه حدثته بأن مريم ليست خائنة لكن لما تكذب عليه ولما هي معه الآن وبعد دقائق قليلة أتته الرسالة الثانية وما أن قرأها ورأى الصور التي التقطها مروان حتى هب واقفا من مكانه وجرى مسرعا نحو شقة عمه وفي أثناء خروجه من المستشفى لمحه سيف ف سأله عما به ف طلب منه أن يأتي معه وسيشرح له كل شيء وهما في الطريق طلب سيف من أحد زملاءه الاستئذان له ثم أنصرف مع صديقه وركبا معا وفي الطريق نظر لأدهم الذي يقود سيارته بجنون : 

 - أدهم بالراحة شوية كده هنعمل حادثة ممكن تفهمني في أيه وأحنا رايحين فين ؟ 

- رايحين شقة عمي 

- ليه ؟ 

- مريم هناك ومعاها الحيوان اللي كانت متجوزاه 

 - سيف بإندفاع : تاني يا أدهم بتشك فيها تاني مريم عمرها ما تعمل كده مش كل شوية تتهمها بالخيانة وهي مفيش ف أخلاقها المرادي بجد مش هتسامحك و...... 

 - قاطعه أدهم قائلا : أسكت يا سيف أنا مش بشك فيها ولا حاجة أنا خايف عليها مريم ف خطر 

- خطر ؟!..خطر أيه ومن مين ؟ أنا مش فاهم حاجة 

 - أفتح الموبايل وأقرا آخر رسالتين وشوف الصور وأنتا هتفهم كل حاجة 


فتح سيف هاتف أدهم وقرأ أخر رسالتين ورأى الصور التي أرسلها مروان لأدهم 

ثم قال : 

 - أنا مش فاهم حاجة أيه اللي ودى مريم هناك ؟ وأيه اللي جاب ده معاها ؟وخطر أيه اللي بتقول عليه؟ 

 - هو بعت الرسايل والصور ديه عشان يشككني فيها أنا أول رسالة قريتها أتخضيت واتاخدت وشكيت ف مريم لكن عقلي قالي لا يمكن مريم تعمل كده اتصلت بيها وقالتلي نفس الكلام اللي قالهولي أتجننت أكتر وحاولت أفكر أيه اللي بيحصل ده دققت ف الصورة وبعدها في الصور الأخيرة فهمت أن اللي بيقوله كله كدب لو ركزت ف أول صورة هتلاقي في جنب الصورة من ناحية اليمين طرف باب الشقة باين أنه مفتوح وكمان الصور التانية أول واحدة مريم لسة بحجابها وباب الشقة لسه مفتوح وده مش منطقي لو واحده خاينه أكيد مش هتفضل لابسة الحجاب وكمان هتكون حريصة أكتر من كده مش سايبة الباب مفتوح !والصورة اللي بعدها تبان أنها حضناه لكن لو ركزت هتلاقيها لسة بالحجاب وبنفس الهدوم وكمان أيديها مش حضناه تبان كده لكن الحقيقة شكلها بتسنده أو حاجة ..وليه بقول مريم في خطر لأن ده واحد مجنون ومش عارف ممكن يعمل فيها أيه ومش عارف هو عايزيوصل لأيه ؟ 

 - عندك حق يا أدهم فعلا خدت بالي من الحاجات اللي قولت عليها في الصور بس تفتكر ممكن يأذيها لو كان عايز يأذيها مكنش كلمك ولا بعتلك 

 - ده واحد مريض متتوقعش أفعاله أحنا خلاص قربنا نوصل وربنا يستر وميكونش عملها حاجة 

- طب متحاول تكلمها يا أدهم 

 - حاولت موبايلها اتقفل والموبايل كمان اللي بعتلي منه بردو مقفول وده اللي مخوفني عليها أوي بس اللي مجنني ليه مريم راحت هناك وليه كدبت عليا ممكن يكون مهددها بحاجة ؟ 

- ممكن.. إن شاء الله خير 


عند مريم ومروان كانت قد خرجت من المطبخ وقد أعدت له كوب من اليانسون وحينما رآها قادمة نحوه تصنع أنه نائم ف نادت عليه : 

- مروان مروان أنتا كويس ؟ 

- فتح عينيه ببطأ ثم قال بصوت متهدج : الحمد لله 

- طب أتفضل أنا عملت ينسون ده اللي لقيته هنا والله 

 - تمام شكرا أوي تعبتك معايا أخذه منها ووضعه على الكمود بجانبه ثم اعتدل في جلسته وباغتها بحركة سريعه ف أوقعها على السرير ثم خرج مسرعا من الغرفة وقد أوصد بابها بالمفتاح 

- مروان أفتح أنتا قفلت عليا ليه؟.. أنتا عايز مني أيه ؟ 

 - معلش بقا يا مريومة سامحيني هتفضلي جوه شويه لحد ما حبيب القلب يجيي على العموم خلاص زمانه جاي كلها شوية صغيرين ويشرف أما نشوف هيعمل أيه في مراته الخاينة 

- مريم بصدمة :أدهم ؟؟ 

 - أه أدهم مش ده حبيب القلب اللي روحتي أترميتي ف حضنه دلوقتي يجيي يقتلك يا خاينه 

 - أخرس يا حيوان أنتا اللي خاين وقذر وحقير أنا غلطانة إني صدقتك بعد كل اللي عشته معاك 

- ههههه عشان هبلة يامريومة يا حبيبتي 

 - أوعى تنطق أسمي على لسانك أبدا خرجني من هنا بدل ما أصوت وألم عليك الناس 

 - مروان بضحكة شيطانية : هههههه والله! طب صوتي ولميهم أهو يتفرجوا على الست المتجوزة اللي جايبة طليقها بيت أبوها أنتي اللي هتتفضحي يا روحي ف أقعدي ساكته أحسنلك 

 - يا قذر يا حقير أنتا ليه بتعمل معايا كده؟ حرام عليك أنا عمري ما أذيتك 

- بس هي آذتني وأنتي كمان زيها مجرد ما أتطلقتي  روحتي وأتجوزتي واحد تاني واترميتي في حضنه كلكم زي بعض متقدروش تعيشوا من غير رجالة 

- أفتح أرجوك أدهم لو شافني هنا هيقتلك 

 - وماله أهلا بيه المهم يخلصنا منك أنتي الأول ..بطلي رغي بقا وأقلعي هدومك يلا 

 - بحركة لاإرادية أمسكت مريم ملابسها جيدا وكأنها تخشى أن يقترب منها ثم قالت : مش هتقدر تلمسني ولو فكرت هموت نفسي وهموتك يا حيوان 

 - لا متخافيش مش هلمسك لأني خلاص مبقتش طايق ريحتكم خلصي واقلعي هدومك قدامك دقيقتين بالظبط وهفتح الباب آخد الهدوم ملقتهاش الدقيقة التالتة هدخل أقلعك بنفسي وممكن بقا أعمل أي حاجة تانية "قال كلماته الأخيرة بصوت هامس أشبه بفحيح الأفاعي " 

 - بالله عليك متفضحنيش أنتا عارف كويس إني معملتش حاجة متاخدنيش ب ذنب مامتك أنا مليش دعوة 

 - على فكرة عدى نص دقيقة خلصيييي" قالها بصوت عالي أفزعها " 

 كانت مريم ترتعد خوفا منه وكل ما مرت به معه يمر الآن أمام عينيها كشريط السينما ف لم تجد مفر من خلع ملابسها خوفا من جنونه وبعد انتهاء الدقيقتين فتح الباب وأخذها منها وقذف لها ب قميصه ل ترتديه ثم عاد وأغلق الباب مرة آخرى بعدما قال لها بصوت ماكر : 

 - ألبسي قميصي استري بيه نفسك بدل ما تقعدي كده يا مريومة يا روحي وعشان حبيب القلب ميتخضش لما يشوفك بالمنظر ده

 - أنتا حقير وزبالة أنا بكرهك وبكره اليوم اللي قابلتك فيه منك لله يا أخي 

- ششششش أسكتي بدل ما آجي أخرسك بطريقتي هاااا 

 صمتت مريم خوفا منه لكنها لم تستطع أن ترتدي قميصه شعرت بنفور شديد منه ورغبة عارمة في التقيؤ ما إن لمسته فتحت دولابها تبحث عن أي شيء يخصها لكن أدهم قد أحضر له كل ملابسها الموجودة هنا فلم تجد سوى ملاءة السرير لتلتف بها حتى تستر جسدها ... 


أما مروان ف في تلك اللحظة وجد مكالمة هاتفية من هاتف آخر غير الهاتف الذي أرسل الرسائل منه لأدهم وكانت المكالمة من الحرس الذي أستاجره لهذا اليوم تخبره بأن الشخص المنتظر قد وصل وبرفقته رجل آخر كان ينتظر مكالمتهم ليعلم بوصوله ثم طرق باب غرفتها عدة طرقات أخافتها بشدة وقال : 

 - حبيب القلب وصل أما نشوف سبع الرجال هيعمل أيه مع المدام 


ركن أدهم سيارته وصعد الدرج سريعا وخلفه سيف وخلفهما الحرس الذين لم يلحظهم أثناء صعودهم ..كان باب الشقة مغلقا ف طرق أدهم الباب بعنف ففتح له مروان بكل برود قائلا : 

 - أتأخرت ليه يا أدهوم سامحني بقا مقدرتش أقاوم جمالها ورقتها و.... 

قاطعه أدهم بلكمة في  وجهه قبل أن ياتي الحرس ويمسكون به أثنان مع أدهم وواحد مع سيف قال أدهم وهو يحاول التملص من قبضة الحارسان اللذان يتمتعا بضخامة جسدهما :

 - أقسم بالله لو كنت لمست منها شعرة لأقتلك يا كلب 


أجابه مروان ليزيد من غيظه وغضبه : لأ متخافش أنا ملمستش شعرة واحدة أنا لمست كله وبعدين عايزني تجيلي واحدة وتفضل تتحايل عليا تقابلني وتعمل معايا كل حاجة عشان أبقا معاها واسيبها صعب أوى وبعدين مقولتلك قبل كده يا أدهم إنها مش أي ست ومتتقاومش وبعدين مقدرتش قصاد دلعها ورقتها وبصراحة كنت مشتاقلها أوى ..وبعدين أنتا جايب معاك صاحبك يتفرج على مراتك الخاينة جديدة ديه هههههه 

 - كان الغضب قد وصل بأدهم لأقصى درجاته وهو يسمع هذا الكلام من ذاك الحيوان : الخاينة ديه تبقى أمك اللي جابت واحد وسخ زيك ويا عالم جابتك منين وديني يا مروان الكلب لأخليك تتمنى الموت ومتطلهوش 

-  مروان ببرود : أمي هو أنتا تعرف أمي ثم لكمه في أنفه ثم اردف قائلا :ديه عشان بس جيبت سيرة الست الوالدة على العموم وقت الحساب لسه مجاش ثم أكمل حديثه قائلا طب أيه مش عايز تدخل تطمن على المدام ههههه ثم نظر للحارسان اللذان يمسكا بأدهم وقال :ودوه الأوضة اللي هناك وافتحوله الباب بس متدخلوش معاه عشان المنظر مش لطيف ولما يدخل أقفلوا الباب وراه ثم عاد ونظر له مرة آخرى قائلا : خد هدوم مراتك أهيه ثم استنشق رائحتها ل يثير حفيظة أدهم أكثر واستطرد حديثه : ريحتها كانت وحشاني أوي خد استرها بيها بقا عشان مش معقولة هتخرج بقميصي ولو أنه هيآكل منها حتة 


أدهم كان يشعر أن قلبه يكاد ينخلع من مكانه مع كل كلمة ينطقها هذا الحقير ولم يعد يقوى على تحمل هذا الموقف أكثر من ذلك وباله منشغلا بما حدث ل زوجته يخشى أن يدخل لها الغرفة ويراها يتسائل في نفسه هل هذا الحيوان قد أغتصبها أم أنه يثير غضبه فحسب ذهب الحارس للغرفة وفتحها وأدخل أدهم ثم أغلقها خلفه وحينما دخل بحث بعينيه عنها فوجدها تجلس في أحد أركانها تنتفض خوفا كالعصفور الذي يطارده الصياد وقد فرهربا منه لتوه ، كانت قد ألتفت بملاءة سرير وما أن رأته حتى جرت عليه واستخبت بين أحضانه قائلة : 

 - أدهم والله ما عملت حاجة صدقني ده كداب " كانت تتحدث ببكاء مرير وجسدها يهتز بإرتجافة بين يديه " 


قد أفزعته هيأتها تلك ولم يقوى على التفوه بكلمة واحدة ثواني مرت أو دقائق لا يعلم لكنه أخيرا نطق وسألها قائلا بكل الخوف الذي يعتمل في صدره : 

- عمل فيكي أيه الحيوان ده ؟ 

 - مريم من بين شهقاتها بصوت متقطع : م ..مم ..معمليش حاجة 

 - رفع وجهها ونظر في عينيها ليتأكد من صدق كلماتها ثم سألها في لهفة : مريم ..قربلك ؟ لمسك ؟ 

- أماءت برأسها أن لا 

- أدهم بإلحاح :مريم متأكده مجاش جنبك 

- والله ما لمسني والله يا أدهم ما حصل أي حاجة 

- أدهم مستفهما : طب أنتي كده ليه ؟؟ 

 - هو ..هو دخلني الأوضة وقفل عليا وقالي أقلع هدومي وهددني لو معملتش كده هيدخل هو يقلعني هدومي بالعافية ف خوفت خوفت أوووي يا أدهم 

 كانت تتحدث وهي ما زالت ترتعش ف حاول طمأنتها بالرغم من النيران التي تشتعل في صدره قائلا 

- شششش اهدي متخافيش وألبسي هدومك بسرعة 

- مريم بخجل وتردد : طب ممكن تبص الناحية التانية ؟ 

 - زفر أدهم زفرة حارة ثم قال بصوت حاول أن يكون هادئا : حااضر ..حاااضر يا مريم 


بعدما ارتدت ملابسها طرق أدهم باب الغرفة بعنف شديد ففتح له الحارس وجذبه مرة آخرى للخارج وقيده جيدا وهم الحارس الآخر بالامساك مريم لكن أدهم صاح به ليبتعد عنها قائلا : 

- أبعد أيدك عنها أوعى حد يفكر يقربلها 

 - ضحك مروان ليستفز أدهم أكثر :ههههههه محدش يلمسها يا شباب سيبوهالي أنا بس اللي ألمسها خليكوا أنتو معاه هوه 

 حاول أن يجذبها مروان من يدها لكنها أختبئت خلف ظهر أدهم وتشبثت بقميصه ف ردعليه قائلا - - ابعد عنها والله لو ليا عمر مش هرتاح إلا لما اقتلك عشان بس فكرت تلمسها 

 - مروان قائلا ليثير حنقه أكثر :يا حبيبي تصدق خوفت عامل عليا راجل ده أنتا معرفتش تبقا راجل عليها شايفها من غير هدومها وهي اللي جاية برجليها وعارف أنها ضحكت عليك و معرفتش حتى تاخد رد فعل على اللي عملته ده وجاي تهبهب قصادي بأي كلام يا أخي ده أنتا مش مالي عنيها خالص لكن مارو ميتنسيش طبعا 

 - ردت مريم محاولة الدفاع عن نفسها : أنتا كداب والله ماحصل أي حاجة يا أدهم متصدقهوش كل اللي بيقوله كدب 

 - مروان بإبتسامة صفراء :ميصدقنيش ليه يا مريومة يا حبيبتي ها ؟ جذبها في تلك اللحظة بعنف من خلف أدهم وشدها من حجابها وألقاه على الأرض بعدما قيد يداها بيد واحدة قائلا : الشعر الجميل ده ميتغطاش ده عشان كلنا نتفرج وظل يعبث بين خصلاته بيده الآخرى وهوينظرل أدهم ل يستفزه أكثر ثم حرك أصابعه على وجنتها وهو يقول :بس بصراحة يا مريومة أنتي كمان كنتي وحشاني أوى 


كان أدهم يصرخ به و يحاول التملص من هؤلاء العمالقة لكن دون جدوى فقال بكل الغضب الذي يعتمل في صدره: 

-  لو دكر سيبها وفكني وابعدهم عني وأنا أوريك مين فينا اللي راجل 

 - نظر له مروان بكل برود قائلا : أنتا كده بقا هتخليني اتعصب واسيبها هههه عل العموم مليش مزاج اتخانق وحابب بصراحة تشوفني وأنا بلمسها قدامك كده 

 - قال سيف : أنتا هتستفاد أيه من اللي بتعمله وهو عمره ما هيسيب حق مراته وهتبقى يا قاتل يا مقتول سيبها وسيبنا وأمشي أحسن 

 - وماله يبقا صاحبك هو اللي هيكون المقتول أنا كنت فاكره دكر لو عرف أن مراته بتخونه هيقتلها أوحتى يطلقها لكن كده لأ متوقعتش خالص الصراحة الظاهر أنه مش قادر يستغني عنها صح يا أدهوم مش أنا قولتلك المرة اللي فاتت ثم غمزله وكأنه يذكره بكلماته التي قالها سابقا حينما لكمه أدهم عند المستشفى ثم أردف قائلا: وزعلت وضربتني أديك طنشت أنتا كمان خيانتها ليك لأ وأيه قافشها بمنظرها ده عايز أيه تاني بس 

- أخرس يا قذر  يا ابن ال...... مريم أشرف منك ومن كل عينتك "قالها أدهم " 


كانت مريم في تلك اللحظات تحاول التملص من يد مروان والابتعاد عنه حتى لا يلمسها لكن هيهات لهذا الجسد الضئيل أن يقاوم رجل 

 - قال مروان : تؤتؤ بس بقا يا حلوة حابة تعملي شريفة قدام الزبون هوه ده راجل أصلا ده ... " قال لفظ بذي ء" 

- ردت مريم بعنف : قذر وحقير وحيوان.. منك لله 

 - رد مروان : تؤتؤ عيب تقولي على مارو حبيبك كده أنتي كده غلطتي وعقابك وقتي ف أمسك وجهها بيده وقد ضغط على فكها بقوة وهم بأن يقبلها أمام أدهم وسيف 


أغمض أدهم عينيه بشدة حتى لا يرى ما يحدث أمامه كان كالثور الهائج يحاول التنصل ممن يمسكون به يركل بقدميه يحاول بجسده كل هذا دون جدوى يصرخ في مروان وأخيرا فتح عينيه حينما سمع صوت صراخه وهو يقول : 

 - أأأأأه ...يا بنت العضاضة بقيتي شرسة كده من أمتا " فقد عضته مريم قبل أن يلمس شفتيها " 

- أجابته مريم بعنف : أياك تقربلي تاني 

 - أما أدهم ف صرخ مجددا : وديني لأادفنك حي يا ...... " قال لفظ بذيء " 

 - طيب متزودهاش بقا بدل ما أخليهم يعملوا حفلة عليها بصراحة مكنش ف نيتي بس أنتا كده هتعصبني وتخليني أعمل حاجات مش ف دماغي على العموم مش هعمل كده مش عشانك بس أنا كمان مقدرش أشوفها بيتعمل فيها كده قلبي ضعيييييف هههههههه 

 - والله لأندمك على كل لحظة فكرت بس تضايقها فيها أوتفكر فيها بدماغك الوسخة ديه " قالها أدهم بغضب " 

 - طيب عشان أنا تعبت من المجهود اللي بذلته مع مريومتي والهري بتاعك ده ف أنا همشي وهقفل عليكوا ومتخافش هبعتلكوا المفتاح بس قبل ما أمشي هاخد حقي بتاع المرة اللي فاتت فاكره ؟ ثم لكمه مرة آخرى في أنفه حتى نزفت الدماء منها وكانت مريم تصرخ به ليتركه ف نظر لها مروان قائلا : 

 - خلاص خلاص هسيبه عشان خاطرك بس الشباب كمان لازم يسيبوله تذكار بسيط 

 ضربه كلا منهم أحدهم في وجهه والآخر في بطنه وفي رجله لم يتركا مكانا واحدا في جسده إلا وضربوه فيه كانت مريم تصرخ بهم ليتركوه وأخيرا نظر لهم سيدهم آمرا : 

 - خلاص كفاية عليه كده يلا دخلوه هو وصاحبه الأوضة اللي هناك وأقفلوا عليهم وتعالولي وقبل أن يدخلوهم الغرفة مال على أذن أدهم قائلا : على فكرة بعشق اللون الأحمر أوي في الحاجات ديه أووووف بيبقوا عليها أيييه وهم 

وما أن انتهى من جملته حتى ضربه أدهم برأسه في أنفه  ف نزف هو الآخر منها ثم قال له مروان : 

 - مش هحاسبك على ديه كفاية اللي حصلك وأخرج منديلا من جيبه ليوقف نزيف أنفه وأشار للحرس بيده قائلا: 

- يلا دخلوهم الأوضة بسرعة 


وبالفعل أدخل الحرس سيف وأدهم الغرفة بعد جهد ومعافرة شديدة منهما وأغلقا عليهما الباب بالمفتاح وأعطوا ل مروان المفتاح كما أمرهم نظر إليها قبل أن يغادر قائلا بصوت هامس : 

 - متبقيش ساذجة كده وتصدقي أي حد يلا أنا ماشي ولما أنزل هبعتلك مفتاح الشقة والأوضه مع أي حد يفتحلكوا سلام يا مريومة يا روحي 

- ردت مريم : أتفو عليك يا جبان يا حقير ف ستين داهية 

- أجابها مروان : ههههه مش من قلبك  سلاموز أه صحيح موبايلك أهوه ملوش لازمة خلاص ثم تركها وأغلق الباب خلفه ف جرت هي مسرعة نحوالغرفة الموجود بها أدهم وسيف هتفت بأسمهم : 

- أدهم ..سيف 

- أجابها أدهم بصوت أنهكه الضرب : مريم أنتي كويسه ؟ 

 - أه أنا كويسة هما مشيوا هيبعتولي المفتاح دلوقتي وهطلعكوا سيف شوف جرح أدهم 

- متخافيش يا مريم بنكتم الدم اللي نازل من مناخيره أهوه 


في تلك اللحظة وجدت مريم الباب يفتح وكان من فتحه طفل في الثامنة من عمره نظر لها قائلا : 

- عمو قالي أفتحلك الباب وأديكي المفتاحين دول أتفضلي 

- شكرا يا حبيبي 

 جرت مريم مسرعة إلى الغرفة لتفتحها وتخرجهما نظرت لأدهم وحينما رأت منظره بكت كثيرا وأختبأت داخل حضنه ظل يهدهدها ويطمئنها أنه بخير كانت مريم مازلت دون حجابها وقد نسيته ف نظر أدهم ل سيف الجالس بجواره وقال له : 

 - سيف لو سمحت هات حجاب مريم من بره وخليك في الصالة لحد ما تلبسه 

- حاضر ثواني 

 خرج سيف مسرعا وأحضر لها حجابها وانتظر في الخارج ..أما مريم ف ربطت شعرها مرة آخرى وارتدت الحجاب بسرعه ثم نادت سيف 

- سيف تعالى بسرعة 

- أجابها سيف :في أيه يا مريم؟ 

- يلا ساعدني خلينا نودي أدهم المستشفى 

 - فأجابها أدهم : لأ مش هروح مستشفى أنا هروح على البيت ساعدني يا سيف أنزل وسوق أنتا العربية 

- اعترضت مريم قائلة: بس يا أدهم أنتا لازم ... 

 - قاطعها أدهم بحزم: أنا اللي أقول أيه اللي لازم وأيه اللي لأ وأنا قولت مش هروح مستشفى وهروح شقتي 

 - قال سيف محاولا أن يثني أدهم عن قراره : بس يا أدهم أنتا حالتك كده صعبة ولا... 

 - قاطعه أدهم مرة أخرى : كفاية رغي بقا ويلا نمشي من هنا الموضوع مش مستاهل شوية كدمات هتاخد وقتها وتروح هعمل أيه في المستشفى يلا خلينا نغور من هنا 


علما كلا من مريم وسيف أنهما لن يستطيعا تغيير رأيه ف ساعده صديقه على النهوض وترك هذا المكان وكانت هي خلفهما ركب ثلاثتهم السيارة وانطلق بهم سيف متجها إلى بيت أدهم ، جلسا مريم وأدهم في الكرسي الخلفي وقد حاولت الاقتراب منه لكنه ابتعد عنها ف علمت أن الأمر لم ينتهي بعد وأنها على وشك خوض حرب آخرى حين عودتها ... 


أوصلهما سيف وطلب منه أدهم مساعدته في تغيير ملابسه وكان نزيف أنفه قد توقف شكره وطلب منه أن يتركه لأنه يريد أن يتحدث مع زوجته و قبل أن ينصرف سيف نظر له قائلا : 

 - بالراحة عليها والنبي يا أدهم كفاية اللي شافته بلاش حتى تتكلموا النهارده اتكلموا الصبح تكونوا أهدى 

- ربنا يسهل يا سيف سلملي على دينا 

- الله يسلمك سلام 

- سلام 


وما أن انصرف سيف حتى نظر أدهم ل مريم وتلاقت أعينهما للحظات كان يود أن يتحدث إليها لكن نظرة الخوف والقلق التي في عينيها دفعته لأن يؤجل الحوار للغد فقال لها : 

- أدخلي نامي أنتي تعبتي النهارده 

- وأسيبك كده ؟ 

 - وأنا مالي عادي شوية كدمات بسيطة وهحطلها أي كريم وهتهدا لوحدها ياريت كانوا دول كل الحكاية كان يبقا أهون 

- والكلام اللي عايز تقوله مش هتقوله 

- هقوله بكره عشان لو قولته النهارده يمكن متستحمليهوش 

- أدهم أنتا بتشك فيا ولا واثق إني مخنتكش ؟ 


هل أدهم يثق ف مريم بالفعل ؟ هل على يقين أنها لم تخنه أم أن مروان قد نجح في زعزعة تلك الثقة ؟؟ وهل أدهم سيرى مريم أمامه أم صورة الخائنة الأولى هي من تتحكم في انفعاله الآن ؟؟ نور وخالد هل يمكن أن يربطهما علاقة آخرى غير الزمالة ترى ماذا بانتظارهما الأيام القادمة ؟؟ وأخيرا سيف ودينا ستحدث لهما صدمة عنيفة هل سيستطيعان تجاوزها معا ؟؟ وهل لأدهم ومريم دور في اجتياز هذا الاختبار الصعب ؟؟ كل هذا وأكثر سنعرفه الحلقة القادمة فانتظرونييي ...... 


 تابعووووني للروايات الكامله والحصريه



تكملة الرواية من هنا




بداية الروايه من هنا



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close