يلا بينا صلوا علي النبي عشر مرات
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد
بسم الله نبدأ
رواية جواز اضطراري بقلم هدير محمود الفصل الاول والتاني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
كان قلبها يخفق بشدة..كانت تخشى من تلك الكلمة التي سينطقها القاضي بعد قليل هل سيطلق سراحها أم ستظل تحت هذا القيد اللعين ل شهور آخرى ..عند تلك اللحظه سمعت الحاجب يقول محكمة أغمضت عيناها وكأنها ب هذا تصم أذنيها ايضا عما سينطق به القاضي بعد ثوان إنها لحظات لكنها تشعر وكأن الدهر كله مر عليها واذا بها تسمع القاضي يقول : بعد النظر إلى القضيه المرفوعه أمامنا حكمت المحكمه ب تطليق المدعيه من زوجها
عند تلك اللحظه لم تستمع مريم لأي كلمه أخرى بعد ذلك ..الآن أصبحت حرة طليقه انتهى هذا المسلسل الدرامي الحمد لله انه انتهى عند تلك النقطه.. خرجت من قاعه المحكمه مسرعه واذا به يلحقها نظر داخل عيناها نظرة أفزعتها كثيرا ثم أمسكها من معصمها بقوة قائلا :
- أوعي تفتكري انك بكده خلصتي مني يا مريم لا تبقي بتحلمي انا لا يمكن أسيبك أبدا حتى ف أحلامك هتشوفيني
- سيب أيدي أنتا عايز مني أيه أنا مش عايزة منك أي حاجه غير أنك تسيبني ف حالي مش مكفيك كل اللي عملته فيا أنتا أزاي كنت بالقذارة ديه وأنا مكنتش شايفاها
- أنا بحبك يا مريم بحبك أوووي صدقيني أنا مقدرش أعيش من غيرك
- أنتا واحد كداب وخاين بتحبني! انتا مبتحبش غير نفسك وبس زيك زي كل الرجاله
- عشان مرة واحده بس غلطت تخسريني
- هههههه هو انتا بتكدب على نفسك ولا عليا ده اللي أنا أعرفه بس هوه اللي مرة لكن أنتا مش طبيعي يا مروان أنتا خاين انتا مش سوي اللي حصلك زمان أثر فيك أنا مش مستغربه اللي بيحصل أنا مستغربه نفسي أزاي مفكرتش قبل كده مش قولتلك هبله
- مروان بحدة: أوعي تفتكري إني ممكن أسيبك ل راجل تاني غيري أه ممكن متبقيش ليا لكن عمري ما هسيبك لحضن راجل تاني ابدا
- ههههههه أنتا مش هتسيبني ل حضن راجل تاني وبس لا انتا هتشوفني بعينك ف حضن راجل تاني والله لأقهرك يا مروان بس المرادي هيبقا راجل مش زيك
نطقت كلمتها الاخيره ثم جرت مسرعه قبل أن يتهور عليها ركبت سيارة من كريم كانت تنتظرها ف الخارج بينما كانت في طريقها ل بيت والدها أمالت رأسها للخلف وأغمضت عينيها كم المرارة التي تشعر بها في حلقها جعلت عيناها تدمع سقطت دمعتين عل وجنتيها وكانت البدايه لسيل من الدموع تتسائل هل هذا هو مروان الذي وعدها بأنه سيجعلها أسعد إمرأه جعلها الأتعس خيانته كانت الأصعب لم تتوقعها منه ألبته كانت تتوقع أي شيء إلا الخيانه يبدو أن كل الرجال بهم تلك الصفه اللعينه إنها لن تسمح لآخر أن يدخل حياتها لن تسمح لأحدهم أن يجرحها مرة آخرى بينما كانت في أفكارها سمعت الشاب الذي كان يقودها حيث شقة والدها
- يا مدام وصلنا مش هو ده المكان
- أه هوه شكرا
صعدت الدرج وإذا بها أمام باب الشقه ترددت كثيرا قبل الدخول فإنها أصبحت تكره هذا المكان أيضا لكن ليس لها مكان غيره ف هي قبل أن تتزوج تعيش فيه مع والديها قبل أن يتوفيا ..كانت مريم وحيدة والديها وكانوا من الصعيد وأتوا جميعا إلى القاهرة منذ ولدت كانوا يذهبوا للصعيد كل سنة تقريبا في أجازة والدها لها عم وحيد وخال وخالات لكن علاقتها وطيده اكثر بعمها أما أهل والدتها خاصة خالها تكاد تكون العلاقه منعدمه لانه كانت هناك العديد من المشاكل بين والدتها وخالها معهم لانه رفض اعطاءها ورثها من والدها بحجه أن النساء لا ترث وبعدما تزوجت من ابوها ازدادت المشكلات أكثر لذا قرر والدها أن يترك الصعيد ويأتي للقاهرة وبالفعل عاشوا هنا وكانوا لا يذهبوا هناك الا الزياره السنوية وكان عمها عل اتصال دائم مع والدها لكن منذ عامين توفى والدها وبعدها بأقل من سنة آخرى توفيت والدتها وبقيت مريم وحيدة جاء وقتها عمها إليها وطلب منها أن تذهب لتعيش معهم في الصعيد لانها بنت ولا يصح أن تعيش بمفردها لكنها أقنعته بأنها طبيبه ولا يمكن أن تترك عملها وكانت قد تعرفت على مروان وأخبرت عمها أنه سيخطبها بعد مرور فترة الحداد كان مروان صيدلي وكان يتعامل مع المستشفي التي تعمل بها تقابلا عده مرات ودارت بينهما العديد من المحادثات كان مروان شابا وسيما لم يكن طويلا للغايه لكنه كان لا بالقصير ولا بالطويل أبيض البشرة ذو عينان عسليه كان قوامه ملائم له كان لبق الحديث معسول الكلام تذكرت مريم المرة الأولى التي رأته فيها
- أهلا دكتورة لوسمحتي ممكن تستلمي الأدويه ديه
- فين الورق بتاعها
- هبقى أجيبه ل حضرتك بكرة
- آسفه مش هقدر أمضي بالاستلام الا لما أراجع الورق لأن ده مش مكاني أنا واقفة مؤقتا لحد ما دكتورة منى تيجي
- بهمس "أوووف هي ناقصة بنات معقدة"
نظرت إليه فأصابت عيناه كانت تنظر في أوراق أمامها ولم يكن يراها وحينما نظرت إليه شعر بأنها خطفته ربما لأنها تشبه والدته كانت مريم ذو بشرة بيضاء مشربة ببعض الحمرة الطبيعية وعينان شديدة السواد واسعه ورموش طويلة وأنف دقيق وثغر صغير وشفاه مكتنزة بعض الشيء لكنها تشبه شفاه الأطفال وكأنها كبرت ولكن شفتيها ظلت كما هي بلونها الوردي الفاتح وكانت ترتدي حجاب يظهر برائتها أكثر كانت كأميره جميله في بالطوها الابيض كانت قصيرة بعض الشيء
- مريم بجدية : مالك يا دكتور قولت حاجه؟
- قولت هو في عيون حلوة كده
- نعم ! ميصحش كده يا دكتور..وهنا وقفت مريم
عندها ضحك مروان قائلا :
- هو في ميدالية كده
لم تستطع مريم ان تخفي ابتسامتها التي أضاءت قلب مروان
- عل فكرة انا مش قصيرة خالص انا طولي 158 سم
- ههههههه خالص مين قال قصيره
- وهو أنتا يعني اللي طويل
- نظر إليها ضاحكا بالنسبه للناس كلها عادي بس بالنسبالك طبعا
نظرت لفرق الطول بينهما وقالت بثقه وعفوية شديدة :
- أنا طولي مناسب جدا وبيقولوا أن طولي ده هو الطول المثالي للست
- مروان غامزا : هو بصراحه مثالي أووي
- مريم بجدية :أحممم كنت عايز أيه يا دكتور ...
- مروان ..دكتور مروان وحضرتك
- وعايز تعرف اسمي ليه؟
- عادي مش زمايل
- لا مش زمايل أنا دكتورة جراحة وحضرتك دكتور صيدلي وبعدين أتفضل بقا يا دكتور خليني أشوف شغلي وأهي دكتور منى جت تاخد مكانها بعد أذنك
- يعني بردو مش هتقوليلي اسمك
- لا
- مسيري هعرف وسهلة أوي
لم يكمل جملته وسمعت مريم في مكبر الصوت بالاستقبال يهتفون باسمها " دكتورة مريم مطلوبة ف الاستقبال "
- بعد أذنك عندي شغل
- حلو مريم على فكرة
جرت مريم مسرعه وعل وجهها ابتسامه لا تعلم سببها قد خطفها مروان منذ اللحظة الأولى ..مرت الأيام وتقابلا فيما بعد كثيرا كان والد مريم قد توفى شعرت وقتها بأن مروان ملأ جزء من الفراغ الذي تركه والدها في قلبها حتى أتى ذلك اليوم الذي أتصلت بها والدتها وأخبرتها بأنها تشعر بتوعك شديد ذهبت وهي تسابق الريح كي تصل إليها ولكن حينما وصلت كانت أمها في الرمق الاخير لفظت أنفاسها الأخيرة بين يديها شعرت حينئذ أنها أًصبحت وحيده كانت كالغريق لم تعرف ماذا ينبغي عليها أن تفعل فاتصلت بمروان الذي جاء إليها في بضع دقائق كان باب الشقه مفتوح ما أن رأته حتى استسلمت ل نفسها ومشاعرها ارتمت بين أحضانه وكأنها الطفل الصغير في حضن أمه بدأت تنتحب بشدة وكان يحنو عليها كأب لحظات لا يمكن أن تنساها أبدا مرت عليها أيام صعبة كان بجوارها طيلة الوقت كان يأتي ليصلها إلى عملها ثم ينتظرها ل تنهي عملها ليعيدها إلى منزلها كان يحاول أن يقترب منها أكثر لكنها كانت تحاول وضع الكثير من المسافات لانها تخشي من اقترابه ف هي امرأه تجلس بمفردها وهي أيضا تخشى الله كانت دوما تحافظ عل أداء صلواتها وتتسم بالالتزام في علاقتها مع الجميع أما مروان ف كان يصلي لكن ليس بانتظام كان دوما يحاول ألا يتعدى تلك الحدود كان يسعى أن يريحها وفي أحدى المرات كانت تجلس معه كانت حزينة شاردة نظر إليها في ألم قائلا :
- و بعدين معاكي يا مريم هتفضلي كده لحد أمتا ماما متوفيه من شهر وأنتي زي ما أنتي حالتك من سيء لأسوأ مبتتكلميش غير قليل ودايما ساكته والدموع ف عينيكي عارف اللي أنتي حاساه ومريت بيه بس صدقيني لازم تعيشي
- أنا تعبانه تعبانه أوي يا مروان حاسه إني بره الدنيا حاسة بغربة بوجع بخوف أمي وأبويا ف سنه واحدة مكنتش متخيلة أبدا أن ده يحصلي أنا عارفه أنه اكيد خير وأني لازم اصبر واحتسب بس الفراق واجعني أوي أنا مش قادرة ولا عارفة ولا عايزة أعيش
- عارفة ..أنا بحسدك عل إيمانك ده ياريتني كنت زيك كانت حاجات كتير ف حياتي اتغيرت
- حاجات ايه؟
- مش مهم دلوقتي المهم أنك لازم تبقي قويه لازم تعيشي عشاني لو مش عشانك أنا مش هقدر أعيش من غيرك أنا بحبك يا مريم بحبك من أول لحظه شوفتك فيها
- مش للدرجادي يا مروان
- والله يا مريم أنتي شدتيني من أول مرة يمكن لأنك شبه أمي الله يرحمها
- هي مامتك متوفيه ؟
- أه
- طب وباباك فين ؟
- متوفي هوه كمان ..بعدين هحكيلك كل حاجه
عند تلك اللحظه رن هاتف مريم
- ده عمي.. أنا عارفه أنه هيلح عليا أني أروح أعيش معاه
ألوأزيك يا عمي ..أه أنا الحمد لله كويسه وبخير ..ما أنا قولتلك يا عمي إني مقدرش أسيب شغلي وحياتي هنا ..مروان ! تقابله ليه ؟ ..ماشي يا عمي هقوله وهبقا أكلمك تاني وأخليه يكلمك..ماشي يا عمي حاضر مع السلامه
- مروان بتساؤل :أيه خير ؟
- مفيش بيطمن عليا
- بس أنتي قولتي مروان كان عايزني في حاجة؟
- عمي عايز يقابلك ومرضيش يقولي ليه
- طيب نكلمه بكره ونحدد معاد
- ماشي يلا بينا نروح الوقت اتأخر
- الساعه 8 الوقت اتأخر !
- كفايه أصلا أني وافقت أننا نخرج متنساش أني صعيدية
- هههههه صعيديه إيه بس انتي هتستهبلي عمري ما سمعتك بتتكلمي ولا كلمة صعيدي حتى
- وه مهو لو هتكلم صعيدي مش هتفهم حاجة واصل
- هههههه وه مرة واحده و واصل ! لأ كده صدقت طب يلا بينا
عاد معها لبيتها وعند باب الشقة نظرا لها بحنان قائلا:
- ممكن تيجي ف حضني يا مريم أنا عايز أشيل الحزن اللي جواكي أقسم الوجع بيني وبينك
- مريم بحزم ممزوج بغضب :مع السلامه يا مروان
- مريم ..مريم بصيلي أرجوكي أوعي تفهمي طلبي غلط والله ما قصدت حاجه غير أني أشيل عنك بس
- روح بعد أذنك يا مروان دلوقتي أحسن أنا مش عايزة أتكلم
- معقول يا مريم تفهميني غلط كده
- أنا مش فاهمه غلط ولا صح بس مش عايزة اتكلم
- أوك هسيبك براحتك وأمشي أنا
- ماشي تصبح على خير
- وأنتي من أهله مش عايزك أهم حاجه تبقي زعلانه
- أنا كويسه
- ماشي نتكلم بكره
- بإذن الله
انصرف من أمامها وظلت هي تفكر فيما طلبه منها هل هي مخطئة حينما اقتربت منه هكذا لكنها لم تفعل أي شيء خاطيء حتى لم يلمس يدها سوى تلك المرة الوحيده التي ألقت نفسها بين أحضانه يوم وفاة والدتها لكنها لم تقصد ذلك أبدا كانت في غير وعيها ظلت الأفكار تراودها حتى شعرت بالاختناق الشديد لم تجد ملجأ ولا سكن سوى الله فقامت وتوضأت ووقفت بين يدي الله تناجيه وتدعوه أن يغفر لها تلك الضمة التي حدثت منها دون قصد وأن يلهمها الصواب وبعد الصلاه والبكاء شعرت براحة جعلتها تنام في هدوء وفي صباح اليوم التالي قابلت مروان في العمل كانت معاملتها معه غير المعتاد كانت أكثر رسمية وشعر هو بذلك
- زفر مروان بضيق قائلا :هتفضلي تعامليني كده لحد أمتا والله ما قصدت أي شر ..
- مروان لو سمحت بلاش نتكلم ف الموضوع ده تاني
- أنتي اللي بتخليني اتكلم انتي متغيرة معايا أوي من امبارح وحتى مش عايزة تخرجي معايا
- مش هينفع نخرج تاني خلاص لما نتجوز نبقا نخرج
- شوفتي بقا انك اتغيرتي
- أنتا خلتني راجعت حساباتي واكتشفت انه مكنش ينفع نخرج مع بعض إلا لما أبقا مراتك وأنا بعمل الصح دلوقتي
- طيب هنكلم عمك امتا؟
- حالا
اتصل مروان ب عمها وهي كانت بجواره وحددا موعد يوم الخميس القادم ليتقابلا وحينما أغلق الهاتف تسائلت مريم قائلة :
- تفتكر عمي عايزك ف ايه؟
- مش عارف بس أكيد حاجه مهمه جدا
- أكيد كلها كام يوم وهنعرف
وجاء يوم الخميس ومريم تتعامل بحذر مع مروان وكانت تشعر براحه شديده تجاه هذا التصرف ..وصل عمها إلى منزل أبيها الساعه الرابعه عصرا وكانت مريم قد أعدت طعام الغداء ل عمها والذي اتصل ب مروان وطلب منه أن يأتي ليتناول الغداء معه وبالفعل جاء بعد مرور فترة قصيره وبعد تبادل التحيات جلس الجميع وتناولوا الغداء وجلس عم محمود ل يشرب الشاي مع مروان وطلب من ابنه أخيه أن تتركهما بمفردهما وما إن خرجت حتى تحدث عمها قائلا :
- أنا طلبت أننا نتحدت مع بعضينا جبل ما مريم تحضر حديتنا
- اتفضل يا عمي
- بص يا ولدي مريم مش بنت خوي وبس لا ديه بتي انا مخفلتش غير رجالة ومخلفتش بنات ومريم بتي فعلا هي طيبه وجلبها ابيض وربنا عيحبها جوي
- عارف يا عم محمود والله أنا لمست ده
- بص يا ولدي اخرت الحديت أنا مش رايد إن بت اخوي تجعد لحالها رايد أطمن عليها يعني لازمن نكتب الكتاب بالكتير بعد أسبوع والدخله كمان ولا أنتا مش جاهز؟
- لا جاهز بس اعتقد أن مريم مش هتوافق يعني عشان ظروف وفاة والدتها
- وهوه أحنا عندينا البنته توافج أو متوافجش الرجاله تتفج والبنته تمشي اللي هنجوله
ثم هتف مناديا بإسمها :
- مريم مريم
- ايوه يا عمي
- كتب الكتاب والدخله بعد أسبوع يا بتي
- ايه مستحيل ازاي يا عمي ده ماما لسه متوفية من مفيش أزاي أفرح وألبس فستان فرح أزاي؟
- هوه كتب كتاب واشهار عندينا ف البلد وتدخلوا عندينا بردك وتجعدوا معانا كام يوم لحد السبوع
- يا عمي افرح أزاي بس أنتا كده بتضيع فرحتي
- يا بتي أنا بحافظ عليكي أحنا صعايدة ومنجبلش بناتنا يجعدوا وحديهم ولا يعرفوا رجالة
- يا عمي أنا عمري ما هعمل حاجه غلط
- حاشا لله .. أنا خابرك زين يا بتي بس عوايدنا أجده يا أما تاجي تجعدي حدانا لحد السنوية بتاعت المرحومه وبعدين تتجوزي
- وشغلي وحياتي؟
- يبجا تختاري؟
- خلاص يا عمي أنا موافقه بس مروان
- مروان موافج وأهوه جاعد جدامك وسامع حديتي
- أجابه مروان بتأكيد : موافق يا عمي لو مريم موافقة
وانتهى الامر بموافقتها رغما عنها.. تذكرت ذلك اليوم الذي كان من المقرر إقامه كتب الكتاب ائنذاك في الصعيد كان كل شيء حولها لايوحي بالفرح لانه من الاصل لم يوجد فرح احتراما لحاله الوفاة لم يوجد زغاريد لم يوجد فستان الزفاف الأبيض الذي طالما حلمت به حتى فرحتها لم تشعر بها ليس هذا فحسب بل تحولت فرحتها ل حزن ووجع شديدين لانهما كانا في انتظار وصول خالها الذي تأخر عن موعده في حين كان الجميع حاضرين إلا هو وحتى المأذون قد حضروبعد أكثر من ساعة من الانتظار الموجع جاء خالها وما هي إلا لحظات حتى انتهت الاجراءات وأصبحت مريم زوجه ل مروان ، جاء خالها ليهنئها أو بالأحرى ليسمم بدنها وروحها بكلامه الذي لا يوجد به أي رحمة قال لها ساخرا :
- مبروك يا بت أختي بس مش جادره تستني ل سنوية أمك ولا متستهلش منيكي صبر
كانت مريم في أوج غضبها وحزنها لكن احترامها منعها من سب خالها وإن كان هذا كل ما تتمناه الآن لم تستطع أن تفعل شيء سوى أن تستأذن في الانصراف ودخلت شرفه المندرة تبكي بحرقة جاء خلفها مروان وقد شعر بألمها ف ضمها لصدره بشدة وظل يربت فوق حجابها بخفة محاولا تهدئتها قائلا :
- أهدي يا مريم معلش كان لازم نتجوز عشان محدش يقدر يتكلم عليكي اوعدك إن حياتك اللي جايه هتبقى كلها فرح مش هيكون شغلي حاجه ف الدنيا غير إني بس أسعدك
- مريم بعصبية وبكاء: هوه فاكر نفسه ايه هو لو كان بابا وماما عايشين مكناش هنسأل عنه لولا عمي محمود مكنتش عزمته أصلا جاي متأخر ساعة وكمان بيقطمني وبيجرحني بكلامه هو فاكرني فرحانة بالجواز بالشكل ده فين الفرحه اللي أي بنت بتتمناها أنا مش عارفه أحس أصلا إني عروسة أنا حاسه أني مدبوحه جرحي بينزف ومطلوب مني افرح طب أزاي؟! ..أزاي اليوم اللي بستناه طول عمري يكون بالشكل ده يكون بالوجع ده ازاي يجي يوم فرحي من غيرهم أصلا وحشوني أوي أوي يا مروان كنت بدور عليهم بعنيا ف وسط كل اللي قاعدين بس ملقتهمش لقيت ناس تانيه غيرهم أنا اتحرمت من حضنهم وفرحتهم بيا وفرحتي ف وسطهم قلبي وجعني أووي
- هما معاكي وحواليكي والله شايفينك وحاسين بيكي أهدي عشان خاطري يا حبيبتي
- مروان عشان خاطري أنتا لو بتحبني مشيني من هنا دلوقتي عايزة أروح أرجوك
- حاضر هستأذن عمك ونروح
ذهب مروان ل عم محمود
- معلش يا عمي احنا لازم نرجع القاهرة دلوقتي
- دلجيت فين يا ولدي ميصحش أنتو تجعدوا معانا كام يوم وأحنا نشيلكم على روسنا
- مريم مش قادره تقعد هنا وخصوصا بعد الموقف بتاع خالها هي تعبانه جدا ولازم نروح
- والدخله يا ولدي؟
- يا عمي تفتكر في الظروف ديه هينفع يحصل حاجه الحاجات ديه مش بالغصب
- براحتكوا يا ولدي بس مينفعش تمشوا جبل الصبح لما الناس تاجي تبارك وبعدين اعملوا اللي انتو رايدينه عشان محدش يتكلم
- حاضر يا عمي اسمحلي أخدها الاوضه عشان ترتاح
- طبعا يا ولدي الدار داركوا
- شكرا يا عم محمود تعبناكوا معانا والله
- مجولتلك يا مروان يا ولدي مريم بتي ..بس أمانه عليك حطها ف عنيك
- ف عنيا والله ..بعد أذنك
- اتفضل يا ولدي
ذهب مروان إلى مريم التي مازلت تنتظره في الشرفة
- مريومه حبيبتي يلا بينا
- مريم بلهفة :هنروح؟
- لا يا حبيبتي مش هينفع نروح دلوقتي عشان الناس أنتي ناسيه إن النهارده دخلتنا
- مريم باندفاع: دخله أيه يا مروان أنتا شايف أنه ...
- قاطعها مروان قائلا : أنا مش قصدي حاجه يا حبيبتي أنا اتفقت مع عمك أننا هنمشي الصبح بس عشان محدش يتكلم لكن صدقيني مفيش أي حاجه هتحصل غصب عنك
- شكرا طيب ممكن أطلع أنام أنا حاسة إني تعبانه أوي
- أنا فعلا طلبت من عمك أننا نطلع ننام وهو محضرلنا الأوضه بتاعتكوا
ذهبا العروسان معا لغرفتهما التي كانت معده لاستقبالهما من قبل زوجة العم محمود الحاجة عفاف وحينما دخلت مريم الغرفة تجولت بعيناها كل أرجاء المكان كأنها تبحث عن أحد حتى جلست على السرير بخيبة أمل ودفنت وجهها بين كفيها وظلت تبكي بحرقه اقترب منها مروان وضمها بين ذراعيه نظرت إليه بصوت أنهكه البكاء
- بردو مش هنا يا مروان كنت فاكرة إني أول ما ادخل الأوضه هلاقيهم كنت فاكره إني هلاقي حضن أمي وضحكة بابا مستنياني بس بردو ملقتش حد
- خلاص يا حبيبتي تعالي نامي ف حضني أنا هكون حضنك وسندك وأمانك هكون ليكي بابا وماما وابنك كمان
ارتمت مريم بين أحضانه حتى استكانت وراحت في ثبات عميق وفي مساء اليوم التالي انصرف العروسان إلى شقه مروان بعد توديع عم محمود وزوجته مع وعد بزياره آخرى قريبا ..وهناك في شقه مروان ظلت مريم تحاول مداوة جروحها حتى تستطيع أن تعود لطبيعتها وساعدها زوجها عل ذلك حتى أتت الليله التي قررت أن تنهي علاقة الاخوة التي بينها وبينه ويبدو أنه ليس علاقه الاخوة فقط التي انتهت بل أنها كانت البدايه ايضا لانتهاء علاقتهما الزوجية كانت مريم تظن أن مروان سيكن معها في منتهى الرقه لكنه كان قاسيا للغايه وكأنه أراد تعذيبها هل هو سادي في عشقه إنها لم تشعر بأي شيء سوى الألم وظلت تبكي كثيرا وحاول مروان الاعتذار لكنها كانت خائفه منه بشدة وهنا بدأ هو الآخر في البكاء تعجبت مريم كثيرا ظنت في البدايه أنه يبكي من أجلها ف جلست بجواره وربتت عل كتفيه قائلة:
- أنا كويسه خلاص يا حبيبي أكيد غصب عنك أكيد مكنتش تقصد
- والله ما كان قصدي أكون كده يا مريم بس غصب عني
- أنا عارفه أنه أكيد غصب عنك
- في سر ف حياتي لازم تعرفيه أنا محتاجك أوي يا مريم محتاج تسمعيني وتحسي بيا وتشاركيني وجعي
- قول يا مروان في ايه ؟أحكي أنا سمعاك
- أنا أمي عايشة وبابا هوه اللي مات بس أنا قولتلك أنها ماتت لأنها ماتت بالنسبالي ماتت بعد ما موتت مروان ماتت لما سابتني وأنا عندي عشر سنين عشان تتطلق من ابويا ..بابا كان صعب اوي كان بيضربها ويتخانق معاها كتير ولما طلبت الطلاق منه اشترط عليها تسيبني معاه عشان يلوي دراعها كان متخيل انها هترفض لكن هي خالفت توقعاته وتوقعاتي ووافقت سابتني وبابا مستناش بعدها بشهر وااحد كان متجوز واحده تانيه غير أمي وكانت فعلا خير مثال لمرات الأب والغريب أن بابا اللي كان مبهدل ماما أتحول لواحد تاني ضعيف الشخصيه قدامها وبدأ يسمع كلامها ف أي حاجه تقولهاله عني حرمتني من حاجات كتير أوي ..أنا فاكر مرة طلعت رحله هي مكنتش عايزاني اطلعها بهدلت الدنيا وكسرت البيت كله لمجرد أنها افتكرت أن أبويا كان عارف ووافق بالرغم أنها رفضت ويومها سابت البيت وراحت قعدت عند اهلها فضلت هناك اسبوع لحد ما أبويا راح وفضل يترجاها ترجع ورجعت فعلا ولما شافتني بابا غصبني اعتذر لها ولما اعتذرتلها ضربتني بالقلم القلم ده عمري ما نسيته أبدا هو اللي خلاني بقيت دكتور وهو اللي خلاني كرهت كل الستات واللي خلاني أقرر أنتقم منهم أكتر أمي دورت عليها كتير لما دخلت الجامعه وبابا مات قولت لازم أدور على أمي افتكرت إني أكيد وحشتها زي ما هي وحشتني بس خايفه منه وعرفت أنها أتجوزت وسافرت الكويت وخلفت كمان عارفه لما كلمتها قولتلها انا مروان قالتلي مروان مين أمي نسيتني نسيت ابنها قالتلي بالحرف الواحد أنتا بتفكرني ب أسوء أيام حياتي ..أيام نفسي انساها ..أمي بتعتبرني غلطه عايزة تنساها أمي شايفاني ذنب ..نسيتني بكل إرادتها عشت وقررت إني هوجع كل الستات واعاقبهم عشان أخلص من الوجع اللي أنا حسيته الوجع والجرح اللي عمره متقفل ابدا عرفت بنات كتير وخلتهم يحبوني ولما ده بيحصل كنت ب كسر قلبهم واسيبهم بعد ما أعذبهم لكن بردو ناري مبردتش لحد ما قابلتك حبيتك حبيتك أوي شوفت فيكي أمي اللي صورتها مفارقتنيش من آخر مرة شوفتها
- قاطعته مريم قائله : اتجوزتني عشان تنتقم منها فيا ؟
- لا والله أبدا اتجوزتك عشان صورة أمي اللي كنت بحبها ترجع تاني بس وأنا معاكي معرفتش أسامحها معرفتش يا مريم شوفت فيكي مرات ابويا وأمي وكل الستات اللي بكرههم مشوفتش مريم اللي بحبها أنا آسف سامحيني ارجوكي متسيبنيش ساعديني
عندما أنهى مروان كلماته أستقبلته مريم داخل احضانهاوكأنه طفل صغير تهدهده
ومنذ ذلك اليوم عاشت مريم معه لحظات كثيرة من الوجع والألم ليس في علاقتهما الخاصة فحسب بل ف حياتها العاديه كان مروان شكاك ..غيور لا يثق بأحد وفي كل مرة يعتذر وتقبل هي اعتذاره ظنا منها أنه سيتغير حتما سيكتسب الثقه رويدا رويدا بدأ يتغير معها وبدأت علاقتهما تتحسن لم يصبح عنيفا كما كان بل اصبح اكثر رقه لم تكن مريم تعلم سبب التغييرالذي طرأ عليه السبب الذي كان بمثابه القشه التي قصمت ظهر البعير لا بل كانت الطوبه التي هدمت تلك الحياة الخاوية هدمت ذاك البيت الذي طالما حاولت مريم الحفاظ عليه سنة كاملة ....
أفاقت مريم من شرودها وقد قطع سيل ذكرياتها تلك صوت رنين هاتفها المحمول وكان المتصل عمها محمود كان يطمئن عليها وعل زوجها ف هي لم تخبره بما حدث ولم تخبره بقضية خلعها منه لأنها تعلم أنه لن يسمح لها بأن تعيش بمفردها وهي لا تستطيع العيش هناك اضطرت أن تكذب عليه.. وعادت لعملها فقد كان مروان قد طلب منها أن تنقطع عن عملها ووافقت بعد العديد والعديد من المشكلات معه ولكن لم يستمر انقطاعها أكثر من ثلاث أشهر وكانت تري مروان هناك كثيرا كان طوال الوقت يطاردها حتى بعد الخلع كان دوما في وجهها مرة بالكلام المعسول والاعتذارات ومرة اخرى بالتوعد والتهديد كانت بداخلها ترتعد خوفا منه لكن أمامه تتظاهر بالقوة واللامبالاة لحديثه لم تكن تعلم ماذا يتوجب عليها فعله حتى تتخلص منه وبينماكانت تجلس بمفردها وحيده مع ذكرياتها سمعت جرس الباب يدق شعرت بانقباضة شديده في صدرها ف لا أحد يزورها سألت الطارق فأتاها الصوت الذي جعلها تشعر بالدهشة الممزوجة بالقلق ف لقد كان الطارق هو عمها محمود فتحت له الباب قائلة بتوتر :
-أزيك يا عمي حمدلله على السلامه
- الله يسلمك يا بت أخوي إنتي هنيه ليه مش ف دارك؟
- أصل مروان مسافر ف شغل و..
- قاطعها عمها قائلا : من متا عاد بتكدبي عليا يا بت اخوي أني خابر كل شي بس رايد أسمع منيكي يا بتي عشان اللي عرفته أكيد محوصلش
- أيه اللي عرفته يا عمي؟
- جولتلك رايد اسمع منيكي يا بتي
وجدت نفسها ترتمي بين أحضانه وكأنه والدها جلسا سويا وقصت عليه كل ما حدث من البدايه للنهاية
- ياااه يا بتي استحملتي كل ده وف الآخر كان جزائك اللي جاله عنيكي
- قاله عني!قال أيه يا عمي ؟؟
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
متنسوش اللايك والكومنت ب رأيكم
سبحان الله وبحمده سبحاان الله العظيم
البارت 2
- كلم خالك أحمد وجاله أن أنتي خلعتيه عشان على علاجة ب رجال غيره ورايده تتجوزيه وأنك كمان مرضتيش تخلفي منيه عشان أجده
- مريم بصدمة : أيه ؟ هو قال كده ازاي ؟ازاي يقول عني كده وهوه أيه مش راجل عارف إني بحب واحد تاني وعادي وكان عايش معايا كده وبعدين خلفة أيه هوه اللي مكنش عايز يخلف لأنه مكنش مستعد ل ده وأنا وافقته عشان اللي حكتهولك يا عمي وبدمعة مختنقة بداخلها قد غالبتها في النزول أزاااي يا عمي ممكن يشوه سمعتي كده أزاي وهوه عارف خالي وكرهه ليا ولأمي قدر يقول عني كده بعد كل اللي عملته واستحملته عشانه
- بصي يا بتي الموضوع ده ملهوش غير حل واحد
- أيه هوه يا عمي؟
- لازمن تتجوزي عشان تجطعي لسنت الكل
- أيه أتجوز تاني! يا عمي انا قررت مش هتجوز تاني خلاص أنا كرهت كل الرجالة
- لازمن يا بتي وبعدين أنتي مش هتتجوزي أي راجل عاد ده واحد أنتي تعرفيه زين وهيصونك
- يا عمي....
- قاطعها قائلا : يا بت اخوي لما هتعرفي مين مش هتتكلمي واصل
- ماشي يا عمي مين ؟
- أدهم ولد عمك
- أدهم ؟!َوأشمعنا أدهم؟
- أيوه يا بتي أدهم وأشمعنا عشان ولد عمك وأنتي خابرة أنه الوحيد ف خواته اللي لسه متجوزش
- أيه ذنب أدهم يتجوز بالطريقة ديه واحدة متجوزة وكمان متحطمة من جواها ادهم يستاهل واحده يحبها وتحبه
- هو موافج يا بتي وبعدين متجوليش أجده عل نفسك هوه ميلاجيش واحدة زيكيي
- ماشي يا عمي "قالتها بيأس وهي تعلم أن عمها لن يتراجع عن قراره"
- تحبي تجعدي مع ولد عمك متى ؟
- مريم بإنكسار: ونقعد ليه يا عمي هو لو أنا قولت لأ في حاجه هتتغير؟
- لازمن الجوازة ديه يا بتي حتى لو مش عشانك عشان بوكي الله يرحمه وسيرته الطيبة
- خلاص يا عمي يبقا ملهاش لازمه نقعد ولا نتكلم
- خلاص يا بتي اللي يريحك كتب الكتاب هيكون الخميس الجاي بعد صلاه المغرب
- بالسرعة ديه ؟ طب نأجلها شوية
- وه ! وهننطر ايه ؟
- ماشي يا عمي اللي أنتا شايفه بس بعد أذنك مش هحضر كتب الكتاب
- اللي يريحك يا بتي
وفي الموعد المحدد كان في تلك المرة خالها أول الحضور كان يتمنى أن يستغل الفرصة ليوجعها بحديثه لكنها لم تحضر ورفضت أن تقابل أحدا جلست وحيده في غرفتها كانت غرفة آخرى غير التي كانت تجلس فيها دوما قالوا أنه فال شؤم أن تتزوج ف نفس الغرفة التي تزوجت فيها من قبل ..لم تكن مريم في حالة تسمح لها ب جدال أو حتى حديث لم يفرق معها شيء كان يدور بخلدها ليله فرحها السابقه مرت أمامها على هيئة ومضات سريعه هل كتب عليها دوما أن تحزن في ليلة عرسها لماذا ؟ لكنها سرعان ما استغفرت ربها وقالت في نفسها لعله خير مسحت دمعه كانت قد سقطت رغما عنها و لكن الفكرة الوحيده التي سيطرت عليها كيف لها أن تتزوج أدهم وتكن له زوجة وهي غير قادرة نهائيا على الدخول في أي علاقه الآن لكنه حقه كيف تحرمه من حقه الشرعي وأخيرا استقرت على أنها ستطلب منه مهلة حتى تجمع قلبها ونفسها وتعود ل طبيعتها وإذا رفض فلن تحرمه من حقه أبدا وبينما كانت في شرودها حتى سمعت باب غرفتها يفتح وإذا به أدهم يدخل في صمت نظر لها نظرة سريعه وما لبث أن صرف بصره عنها واتجه ناحيه الشرفة الموجودة بالغرفة وجد بعض الاناس في الشارع فاضطر أن يدخل ويغلقها جلس على الفوتيه الكبير الموضوع في جانب الغرفة نظرت له مريم نظرة طويلة ف هي لم تره من سنين ف لقد كان في أمريكا منذ فتره كبيرة .. كان أدهم رفيق طفولتها وكان بينهما عشق طفولي حتى انه كان يغار عليها بشدة ويرفض أن تلعب مع غيره كان ينتظر قدوم عمه ل زيارتهم حتى يتثنى له رؤياها واللعب معها حينما وصلا لمرحلة المراهقة كانت زيارة والدها للصعيد قد قلت وبعدها التحقا كلا منهما ب كلية الطب لكن أدهم التحق بكلية طب الاسكندرية ولم تعد تراه منذ ذلك الحين لانه بعد انتهاء سنوات دراسته بالكلية سافر لأمريكا لاتمام دراسته العليا هناك وانقطعت أخباره عنها وقد انشغل كلا منهما بدنياه الجديدة ولم يتقابلا حتى اليوم وها هي الآن تراه أمامها من جديد وهو شاب طويل عريض البنيان ذو بشرة تميل إلى السمرة عيناه شديدة السواد لامعه ورموش طويلة وحاجبيين كثيفين وشعره غزير ناعم شديد السواد أيضا كان وسيما حقا وملامحه مصرية خالصة تكاد تنطق لتخبر ناظرها أنه من الصعيد اضطرت أن تبتسم له وقالت له مختلقه أي حوار :
- شكلك متغيرش كتير عن زمان
- أدهم ببرود :بس أنتي بقا شكلك اتغير كتير
- يا ترى أحلى ولا أوحش ؟
- مفيش أحلى من ملامح الطفولة كفايه برائتها وطهرها
- ودلوقتي أنتا شايف أنها مبقتش موجوده
- مهو اللي جوه بيظهر عل ملامحنا
- مريم وقد عقدت حاجبيها في دهشة: تقصد ايه؟ لتكون صدقت الكلام اللي قاله الزفت مروان ؟ هو عمي مقالكش الحقيقة ؟ ادهم انتا شايف إني بنت مش كويسه ؟أنتا بتشك في أخلاقي !أنا مريم بنت عمك ؟ مريم يا أدهم ؟!
- عمك قال كلام كتيير ملوش لازمة وموضوع أخلاقك والكلام اللي أتقال وكل ده سؤال أنتي اللي تجاوبي عليه مش أنا وعل فكرة مش عايز أعرف ميهمنيش ..وبعدين أيه مريم يعني مش السيدة مريم حضرتك أحنا متقابلناش من سنيين كتيير كفيلة تغير بلاد مش أشخاص
- يعني أنتا مصدق؟!
- مش هتفرق
- هنا بدأت نبرة صوتها في العلو قائلة :أزاي مش هتفرق ؟ وأزاي أصلا تتجوزني وأنتا شاكك فيا !ها اتجوزتني ليه ؟
- أولا وأنتي بتكلميني متعليش صوتك ثانيا والله أنا مكنتش عايز عمك هوه اللي أصر وقالي بقا شرف العيله وبنت عمك والناس والكلام ده وأنا وافقت عشان سمعة عمي الله يرحمه هوه مش ذنبه أنه خلف بنت والبنت ديه معرفتش تحافظ عل اسمه
- قاطعته مريم بعنف : وأنا مسمحلكش لحد هنا وتقف أنا أخلاقي محدش يقدر يتكلم عنها أنا ب 100 راجل من عينت الحيوان اللي اتكلم عني واللي يصدقه يبقا أكيد زيه
- أدهم ساخرا :بصي يا دكتورة مش دكتورة بردو ولم ينتظر رد فهو كان يسأل بغرض السخريه بصي بقا أنا لا عايز أصدق ولا مصدقش زي ما قولتلك مش فارقه اعتبريني مش موجود معاكي أصلا هتعيشي معايا ف شقتي اللي ف القاهرة من غير ما يكون ليكي علاقة بيا ف أي حاجة لحد ما الموضوع يتنسي وبعدها ترجعي شقتك ونتطلق خلصت سهلة أهي ؟
- حرام عليك يا أدهم أنتا كده بتموتني بشكك فيا .. ليه أصلا اتجوزتني ؟ليه وافقت ؟كنت قولت لأ
- ياااه ايه مش هتقدري تعيشي من غير راجل عشان كده وافقتي تتجوزيني بالسرعة ديه طب ومتجوزتيش ليه اللي كنتي تعرفيه على جوزك؟
- مريم بصدمة : أنتا بتقول أيه فوق أنتا عارف أنتا بتتهمني بأيه ؟أنا عمري ما عرفت حد عل جوزي وهو أنا لوكنت على علاقة ب راجل تاني أنا اللي هخلعه ولا هوه اللي هيطلقني ؟العقل يقول أيه وبعدين مين قالك أصلا إني عايزة منك حاجه ولا إني شيفاك راجل أصلا عشان مقدرش أعيش من غيرك و...
لم تنتهي من جملتها تلك إلا ووجدت يد أدهم قد امتدت إليها لتصفعها على وجهها ثم وجه لها حديثه قائلا بغضب :
- أوعي تطولي لسانك عليا تاني أو تفكري تغلطي فيا فاهمة ؟ أنا اللي سترتك وكان المفروض أقتلك بس عمك الطيب هوه اللي حماكي وعشان عمي الله يرحمه أنا معملتش كده كلكم خاينين ومتستهلوش حد يعمل فيكوا خير..
كانت مريم صامته من هول الصدمة كانت قد جلست على السرير المقابل للفوتيه الذي كان يجلس عليه أدهم وقد وضعت يدها عل خدها من أثر اللطمة والبكاء ينهمر من عينيها كأنه المطر في صمت شديد ومالبث أن نطقت بكلمه واحدة:
- طلقني
- أدهم ببرود :مش أنتي اللي هتقرري ومن دلوقتي لحد منرجع شقتي مش عايز ولا كلمه
سكتت مريم لقد خافت منه كثيرا كان يبدو عليه الغضب الشديد عينيه يتطاير منهما الشرر نظراته تكاد تحرقها وكأنه شخص لا تعرفه خافت منه ف هي لم تراه منذ أكثر من خمسة عشر عاما ولا تعلم ما الذي تغيرفيه ويبدو أن الذي تغير كثيرا ف أدهم التي كانت تعرفه لا يمكن أن تمتد يده لتضرب إمرأة قط خاصة وإن كانت هي تلك المرأة يبدو أن سفره ل أمريكا قد أبدله بشخص آخر قاسي القلب ذهبت ل شرفة الغرفة وفتحتها وجلست في أرضيتها تبكي بكاءا شديدا..لم يكن صوتها بالعالي لكن كان يصل ل أذن أدهم الذي انفطر قلبه بشدة من صوت بكاؤها ونهنهتها كان يشعر وكأنها طائر مذبوح يترنح قبل أن يسقط صريعا كيف فعل هذا بها ؟وكيف قال لها تلك الكلمات اللاذعة؟ لقد أخبره والده بما قالته هي عن زوجها هل هذه هي الوصية التي وصاها له والده ؟ كما أنه يعلم ابنه عمه جيدا ويتأكد في قرارة نفسه أنها لم تفعل شيء وإن ما يقوله طليقها ليست سوى أكاذيب يعلم ذلك جيدا لكنها إمرأة وكل النساء خائنات لابد ألا يتعاطف معها أبدا لكن مع ذلك كان لابد ألا يمد يده عليها كيف فعل هذا وهولم يضرب إمرأة قط لكنها استفزته ، مهما استفزته لم يكن عليه فعل ذلك كان هذا هو الحوار الدائر بداخله صوت بكاؤها كان يمزق قلبه ف هو يكره أن تبكي بسببه إمرأة وانها ليست أي امرأة انها مريم رفيقه طفولته وصباه !.. إن ملامحها مازلت بريئة كما هي؟! نفس نظرة عينيها القديمة لا يمكن لهذا الوجه الملائكي البريء أن يقترف إثما قط ..عند هذه النقطة نهر نفسه بشدة قائلا :لا لا لابد ألا أفكر بهذه الطريقه كلهن خائنات لكن علي الاعتذار بسبب ضربي إياها ثم أعود لتنفيذ ما عزمت عليه ،ذهب إليها وجدها تجلس ضامه ركبتيها إلى صدرها ودفنت وجهها بين كفيها شعر بفجاعه ما فعله أكثر وازداد شعوره بالذنب تجاهها أكثر وأكثر اقترب منها وجلس بجوارها على الأرض وما أن شعرت به حتى خافت بل فزعت وابتعدت عنه
نظر إليها نظرة حزن وشفقه و ألم كيف له أن يؤذي تلك الطفلة
- زفر بضيق من نفسه قائلا :متخافيش مني..أنا ..أنا آسف مكنش قصدي بجد أمد ايدي عليكي أنا عمري ما مديت ايدي على ست ابدا بس أنتي اللي استفزيتيني بكلامك مكنش ينفع تقوليلي كده
- بصوت انهكه البكاء:جملة واحده من كلامي استفزتك أمال كلامك اللي قولته عني أيه! مستني مني أيه بعد اللي أنتا قولتهولي؟
- خلاص سيبك من الكلام ده وادخلي نامي جوه الجو برد عليكي وعشان نعرف نسافر الصبح
- لو سمحت طلقني
- يبقا محلناش حاجة أنا أتجوزتك ل سبب والسبب لسه موجود لازم يعدي شويه وقت ووعد مني عمري ما همد ايدي عليكي تاني أبدا وكلها فترة وكل واحد فينا يرجع ل حياته ف هدوء
- بس أنا مش...
- قاطعها قائلا : لو سمحتي بطلي عياط وأدخلي جوه وألحقي نامي شويه قبل ما نسافر الصبح ولا عايزة تفضلي هنا
- لا لا عايزة أرجع مصر
- ضحك بصخب من كلمتها ثم نظر لها بتهكم قائلا:ههههه مصر وهوه أنا خدتك أمريكا قومي قومي
- مريم بغضب : متتريقش عليا لو سمحت وملكش دعوة بيا وبعدين أنام أزاي ؟وأنتا هتنام فين؟
- أكيد مش جنبك هنام عل الفوتيه اللي جوه
- لا مش هينفع نام على السرير وأنا هنام عل الفوتيه أنا واخده عل كده في المستشفى
- والله ده عل أساس إني سباك مثلا ما أنا كمان دكتور وواخد عل كده
لم تستطع أن تخفي ابتسامتها من أثر دعابته الغير مقصودة
- طيب تصبح على خير
- وأنتي من أهله
ذهبت مريم لتنام ب ملابسها ف نظر لها أدهم قائلا :
- هتنامي بهدومك! على فكرة أنا ممكن أفضل هنا ف البلكونة وتقفليها عليكي لحد ما تغيري
- لأعادي أنا أصلا مش معايا هدوم
وما أن دخلت إلى الفراش وغطت نفسها حتى قام أدهم بتغيير ملابسه ف لمحته وقتها شعرت بخجل شديد يعتريها فأغمضت عيناها ونامت لا تعلم لماذا شعرت بالأمان في وجوده ف نامت كما لم تنم من قبل حتى استيقظت فزعة على صوت ضوضاء في الخارج وصوت طرقات عل الباب كان أدهم قد استيقظ قبلها ولما وجدها فزعة هكذا وقد جلست على الفراش ضامة ركبتيها إلى صدرها وانزوت في أحد أركان فراشه تعجب كثيرا ف نظر إليها مطمئنا إياها :
- متخافيش احنا مش ف المقابر عشان تخافي كده .. ديه أمي وأكيد جايبلنا الفطار
أومأت رأسها بالايجاب وبدأت ملامحها في الارتخاء وتنفست الصعداء ثم جلست بأريحية ..ذهب أدهم ليفتح الباب لأمه التي قالت بفرحة :
- صبحيه مباركة يا ولدي
- شكرا يا أمي
- وسع أجده لما أبارك للعروسه
حاول منعها من الدخول لكنها لم تمهله فرصة لذلك
- أيه يا بتي أنتي لسة بخلجاتك من عشية؟"قالتها والدته بدهشة"
- رد أدهم لينقذ مريم :عادي يا أمي هي مش معاها هدومها هنعدي نجيبها قبل ما نروح على شقتي أو حتى نجيب هدوم جديدة
- أيوه يا ولدي اشتريلها خلجات جديدة عشان فال عفش تدخل شوجتك ب خلجات جوزها الأولاني ..ثم تحدثت وكأنها تذكرت شيئا آخر: بس ياولدي أنتو أجده مدخلتوش؟ "قالت كلمتها الاخيرة بهمس "
- جذبها من يدها للخارج قائلا بصوت هامس لا يخلو من الحدة : دخلة أيه بس يا أمي اللي ندخلها أنتي شايفة انها في حالة تسمح للكلام ده؟! لو سمحتي متتكلميش معاها ف حاجة زي كده ومتهيألي أحنا كبار كفاية
- ماشي يا ولدي براحتكوا يعني مليش صالح ومدخلش بنتكوا
- مش كده بس...
- قاطعته قائلة : افطروا وهننطركوا تحت لو هتجعدوا معانا
- لا هنفطر ويدوب نلحق نسافر
- هتسافروا دلجيت كيف يا ولدي بس؟
- يا أمي شغلي وكمان شغلها لازم نسافروبعدين هي مش حابة تقعد هنا
- يا ولدي ونجول للناس ايه؟!
- قوليلهم طز محدش فارق معانا ف حاجة
- يا ولدي بس عوايدنا
- عوايدكم أنتو ولا أنا ولا هي
- أنا هروح أجول لأبوك عاد وهو يتصرف معاك
دخل أدهم ووجد مريم تنتظره وهي تخشى أن يطلب منها أن تظل هنا ف هي قد سمعت والدته وهي تتحدث عن سفرهم وعلمت أنها ترفضه
- أوعى تقول أننا هنقعد هنا تاني
- لا متخافيش هنمشي بس افطري
- طيب معلش هستأذنك نعدي على شقتي أجيب هدومي من هناك
- لا
- ليه ؟
- هنشتري هدوم جديدة
- ليه ؟
- زفر أدهم بضيق قائلا : هو كل حاجة ليه
- مش لازم افهم
- لأ
- مريم بإصرار :وأنا مش عايزة أجيب هدوم جديدة
- أدهم بنفس الاصرار: وأنا عايز
- ليه هو أنتا اللي هتلبسهم ولا أنا؟!
- زفر بضيق شديد من مجادلتها :أنتي وعشان أخلص من الاسئلة مش هتلبسي هدوم راجل تاني في بيتي حتى لو مش هتكوني مراتي فعليا بس بردو أنا محبش أن يكون في بيتي أي حاجة تخص راجل تاني
- أنا مش هشتري هدوم تاني
- أيه خاايفه يوحشك طب وكنتي اتطلقتي ليه ولا هي الخيانة في دمكوا وخلاص؟
- خيانة أيه ! لو سمحت اسكت واسمع الأول قبل ما تعك أصلا كل هدومي ديه جديدة أنا مخدتش أي حاجة من هدومي القديمة لأني مش عايزة أي حاجة فيها ريحته أو حتى لمسها ف يوم من الأيام أكتر منك
- طب يلا افطري خلينا نلحق نسافر أنا حاجز الطيارة عل الساعه 4
- طيارة ليه؟ مكنت حجزت قطر مش مستاهلة
- أنا حر هو أنتي اللي هتدفعي ولا أنا؟!
- أنتا ..بس أنا مش عايزة حد يدفعلي حاجة
- أنا مش حد أنا جوزك
- نعم !جوزي ايه؟
- جوزك ف أي مصاريف وف أي حاجة تحتاجيها أكيد مش هتصرفي على نفسك أنتي متجوزة راجل
- بس....
- قاطعها وهو يزفر بملل قائلا : أنتي زهقتيني الواضح أنك مجادلة ومبتزهقيش اسكتي شوية وافطري وخلصيني بدل ما نبات هنا
- عقدت ذراعيها حول صدرها قائلة :مش عايزة افطر
- أنتي حرة ثم استطرد قائلا :طيب أنا عايز أغير هدومي ممكن تطلعي البلكونة ولا تحبي أغير وأنتي واقفة؟
- مريم بخجل : لا لا لا أنا هخرج
ابتسم أدهم رغما عنه على خجلها الشديد لا يمكن أن تكن تلك المرأة خائنة هذا ما حدثته به نفسه ..ارتدى ملابسة وخرج من الغرفة ودخلت مريم عدلت من ملابسها وحجابها الذي لم تخلعه منذ البارحة وبينما هي واقفة أمام المرآة فردت شعرها خلف ظهرها لتعيد ربطه مرة آخرى كي لايظهر من الحجاب فإذا بأدهم يدلف فجأة للغرفة مرة آخرى لأنه قد نسى هاتفه اغتاظت مريم منه وشعرت بالاحراج لرؤيته لها دون حجاب فقالت :
- ايه مش تخبط حد يدخل كده؟
- آسف نسيت بس ديه أوضتي أصلا ومش متعود أن حد فيها وبعدين عادي يعني إني أشوف شعرك مش حرام أحنا اتجوزنا امبارح على فكرة وأكيد مش هتفضلي قعدة بالحجاب طول الوقت
- متجوزين لمدة معينة وعلى الورق يعني مش جواز أصلا
- لأ عادي جواز شرعي وحلال احنا بقا حرين عايزين نكمله براحتنا مش عايزين ده ميخليهوش باطل
كان أدهم مازالت عيناه معلقة على شعرها إنه رائع ناعم طويل يصل إلى نهاية ظهرها أو أطول قليلا لونه حالك السواد بدو انهما ورثا نفس لون العين و الشعر من عمه والدها تذكر حينما كانوا أطفال كان يعشق شعرها الأسود الفحمي الطويل وأحيانا كثيرة كان يساعدها في تصفيفه ...
- أخرجته هي من شروده وتفحصه بها قائلة :طب ممكن تتفضل بقا خليني اعدل حجابي وأنزل وراك
- ماشي متتأخريش فاضل حوالي ساعتين
قال جملته الاخيرة ولم ينتظر ردها وهبط لوالده الذي كان بإنتظاره بالأسفل
- صباح الخير"قالها أدهم وهو ينظر ل والده "
- تتصبح بالخير يا ولدي أنتا هتسافر دلجيت صوح ؟
- أه يعني ممكن نصايه كده ونتحرك ما أنتا عارف المطار مش قريب من هنا ومش عايز نتأخر عل الطيارة
- مكنتوا جعدتوا معانا يا ولدي يومين أجده
- معلش يا حج لازم أسافر
- براحتكوا يا ولدي دير بالك على بت عمك هي ملهاش غيرنا يا ولدي ديه ولية بردك ومن لحمنا ودمنا أوعاك تنسى أجده
- صباح الخير يا عمي" قالتها مريم "
- يسعد صباحك يا بتي ان شالله تكوني نعستي زين أنا وصيت أدهم عليكي ولو ضايقك ف أي حاجة كلميني
- شكرا يا عمي
وفي تلك الأثناء طرق أحدهم الباب وكان الطارق هو خال مريم ولم تستطع الهرب من تلك المواجهة المحتومة ، نظر لها خالها قائلا بتهكم:
- أيه يا بت أختى مش رايدة تجابلي خالك كنت جايلك عشية وجالوا مشغولة
- معلش يا خالي كنت تعبانة شوية
- من أولها اجده تعبانة وبعدين أيه أنتو مهملين البلد ولا أيه؟
- أه راجعين القاهرة
- هو أنتي لحجتي ده يدوب عشية كانت دخلتك
- عادي ورانا شغل هناك
- على العموم يا بت أختي مبروك للمرة التانية على الله المرادي بجا تعرفي تصوني بيتك وجوزك
عند تلك اللحظة خرجت مريم عن هدؤها المصطنع فقد انتهى كل صبرها ولم تستطع الاحتمال أكثرف ردت بحدة قائلة :
- بص يا خالي أن كنت جاي تبارك ف شكرا لكن هتتكلم عني كلمة تانية أنا مش هسكت
كان أدهم قد ابتعد قليلا عندما وجدها تتحدث مع خالها لكن حينما سمع صوتها الذي بدأ يعلو اقترب منهما قائلا:
- خير يا جماعه في أيه ؟خير يا عم أحمد
- خالها ببرود :أسأل مرتك يا ولدي
- مريم بعصبية :والله يسألني! وكأنك متكلمتش ده كأني مش بنت أختك لأ وكمان بتتهمني ف شرفي
- خالها بحدة :اتحشمي يا بت
- مريم بحدة مماثلة :أنا مش بت أنا الدكتورة مريم ..
وجهت نظرها ل أدهم قائلة :
- خالي يا أدهم بيقولي ياريت تصوني بيتك المرادي جاي يتهمني في أخلاقي ثم لوت شفتيها بسخرية قائلة : وقال ايه بيباركلي
- قال خالها بحقد :كل البلد بتتحدت عنيكي وعن اللي حوصل وأنك كنتي على علاجة ب راجل تاني غير جوزك وأن عمك جوزك ل ولده عشان يتستر عليكي
- قالت مريم ببكاء وغضب : حسبي الله ونعم الوكيل فيك أنا بكرهك أنتا ....
وقبل أن تكمل كلامها رفع خالها يده كي يصفعها على وجهها فأغمضت هي عيناها بذعر شديد لكنها وجدت يد أدهم قد سبقته لتمسك يده بقوة لتمنعه ثم نظر له بغضب قائلا :
- ديه مراتي واللي هيفكر يقربلها أو حتى ينطق حرف واحد عنها هقطع لسانه وياريتك تبلغ اللي بتقول بيتكلموا دول فاهم ..مش بنت الحج محمد اللي حد يتكلم عنها بكلمة وحشة وبدل متيجي تقولها الكلمتين دول لو انت خالها صح كنت خرست أي واحد يفكر يتكلم عن بنت أختك
لم ينتظر رده بل نظر لوالده قائلا :
- بعد أذنك يا حج عشان نلحق الطيارة ..يلا يا مريم "قالها بحزم "
وكأنه تذكر شيئا لم يقوله ل خالها الذي استفزه كثيرا ..عل فكرة يا حضرت احنا مسافرين نقضي شهر العسل في شرم بس كنت عاملهالها مفاجأة بس أنتا بقا اضطرتني أحرقلها المفاجاة
نظرت له مريم بعدم فهم واستغراب شديدين ..فلمحها أدهم ف جذبها من يدها وقد طوقها بذراعيه ولفرق الطول بينهما ظهرت وكأنها قد أختبأت بين أحضانه وخرجا من بيت والده على تلك الهيئة وسط دهشة والده وخالها وأمه ومريم نفسها
- أيه اللي قولته ده ؟"قالتها مريم متسائلة "
- شششش اسكتي لحد ما نوصل للمطار
- شرم أيه اللي هنروحها؟
- الله مش عروسة وفي شهر العسل هتروح فين يعني بالعقل كده هتروح الشغل!
- أنا مش فاهمة حاجة
- بعدين هتفهمي
وبالفعل وصلا للمطار وكانت الطائرة متجهة للقاهرة وليس شرم الشيخ وبعدما ركبا الطائرة نظرت له مريم بدهشة قائلة :
- ممكن تفهمني بقا ما أحنا رايحين القاهرة أهوه أمال أيه الي قولته هناك ده ؟
- وأنتي عايزاني أقول أيه قدام خالك ده ما كان لازم أقول كده عشان محدش يتكلم وعشان اخرسه وبردو اخليه يوصل للناس كلها أننا مسافرين وهنقضي شهر العسل وب كده هيكون كل الكلام هري ملهوش معنى ولا فايدة فهمتي؟
- أها ..على العموم شكرا ليك جدا أنك رديت على خالي أنا مكنتش عارفة أعمل أيه ولا أقوله أيه؟
- ليه عشان هو على كلامه صح؟
- يعني انت بعد الكلام اللي قولته ل خالي ده بردو لسه مش مصدقني طب دافعت عني قدامه ليه؟ أنتا أيه عندك انفصام؟
- أجابها ببرود قائلا :لا بس أنا قولتلك أنا اتجوزتك ليه وده نفس السبب اللي خلاني اتكلمت كده مع خالك وبعدين أصلا هو شخص مستفز مش أكتر
- براحتك أنتا حر تصدق أو متصدقش مش هدافع عن نفسي لأني أصلا مش موضع اتهام
صمتت وعقدت ذراعيها على صدرها وأعادت رأسها للوراء وصمت هو الآخر ونظر في الاتجاه المعاكس لها وما أن هبطا بالطائرة كانت هناك سيارة تنتظره لتتوجه بهما حيث ركن سيارته وما أن وصلا لمكان السيارة حتى أشارإليها قائلا :
- اتفضلي خليني ألحق أروحك عشان أروح العيادة وبعدها المستشفى عشان عندي سهر النهارده
- عايزة أروح شقة بابا أجيب هدومي
- لازم يعني النهاردة؟
- طبعا أمال هفضل قاعدة كده وبعدين عادي اركب انتا عربيتك وروح بيتك وأنا هروح أحضر هدومي وأبات في شقتي النهارده وبكرة ف أي وقت تبقى تعدي تاخدني
- نعم !أنتي عبيطة ولا أيه؟
- لو سمحت مسمحلكش تغلط فيا
- أنا آسف مقصدتش بس مهو أكيد مش هسيبك تروحي لوحدك لا وكمان تباتي في شقة تانية بردو لوحدك
- بجد ؟؟ ما أنتا هتسيبني أبات لوحدي في شقتك وبعدين هو أنتا صدقت أنك جوزي أفرق معاك في أيه أروح لوحدي ولا تروح معايا وبعدين أنا مش طفلة يعني
- بقولك أيه مش عايز جدال كتير خلصي قوليلي العنوان خلينا نروح نجيب الهدوم ونخلص
- هنروح أزاي ببوزك الشبرين ده؟
- زفر أدهم بضيق قائلا :أنتي مالك ببوزي ولا بغيره هو أنا بقولك حبيني خلصي بقا واركبي
- هو انتا أصلا راجل يتحب هو في ست عاقلة تحب واحد زيك مستفز وشكاك وكلامك زي الدبش
- أنتو بس اللي صنف نمرود ومبيعجبهوش العجب خلصينا بقا
ركبت السيارة بتأفف وجذبت باب السيارة بعنف نظر لها بغيظ قائلا :
- بالراحة بس شوية ده مش ميكروباص
- أوووف ممكن تتحرك
اتجه أدهم حيث منزلها وحينما وصلا للمكان نظر لها قائلا :
- هنا ؟
- أه ..اتفضل بقا خليني ألحق أجيب الهدوم
- لأ اطلعي وأنا هستناكي هنا
- وليه متيجي معايا عشان لو طولت متقعدش كل ده في العربية
- أيه كل ده ؟ !أنتي بالكتير قدامك نص ساعة مفيش وقت وأبقي تعالي مرة تانية هاتي بقيت حاجتك
- نص ساعه أيه مش هلحق وبعدين قولتلك خليني أبات هنا
- قولت لا وبعدين أنتي بتجادلي كتييير ليه خلصي بقا
ترجل من سيارته وذهب ل بابها ففتحه لها قائلا:
- اتفضلي ..ياريت تخلصي بسرعة ومتتأخريش
عجبتها تلك الحركة الرجولية التي فعلها ولكنها مع ذلك لا تطيقه بطريقته المستفزة لها ..صعدت ووضعت جزء من ملابسها الضرورية حتى لا تتأخر عليه لكن في أثناء نزولها الدرج قابلت جارتها العجوز التي ظلت تتحدث معها لأكثر من نصف ساعة ولم تستطع مريم التملص منها وإذا ب أدهم يأتي ليجدها تتحدث مع تلك الجارة رأت شرارات الغضب تتطاير من عينيه ف هتف بإسمها قائلا :
- مريم أيه مش هنمشي؟ متأخرين
- حاضر بعد أذنك يا طنط
- اتفضلي يا حبيبتي ده جوزك صح؟
- أه يا طنط بعد أذنك
وما أن ذهبت معه واستقلت السيارة التي لم ينسيه غضبه منها أن يفتح لها بابها وما أن دلفت حتى انطلق مسرعا لمنزله لم يتحدثا حتى وصلا للشقه التي ما أن فتحها حتى فاحت برقيها وذوقه الرفيع في اختيار كل شيء فيها من الاثاث حتى الديكورات والفرش وألوان دهانات الحائط لكن لم تستطع مريم أن تتأمل جيدا لأنه ما لبث أن دخلا للشقه حتى بدأ في اظهارغضبه قائلا :
- أقولك نص ساعه تقعدي أكتر من ساعه لأ وواقفة تتكلمي ولا كأن في واحد مستنيكي أيه هو عند وخلاص ولا سخافة ولا أيه؟
- عند ايه بس! أنا كنت خلصت ونزلت فعلا بس جارتي وقفتني ومعرفتش اتحججلها بإيه واتكسفت احرجها هي ست كبيرة وملهاش حد
- أه بتتكسفي أوي أنتي" قالها بسخرية لاذعة"
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
تابعووووني للروايات الكامله والحصريه
تعليقات
إرسال تعليق