![]() |
رواية "رُد قلبي"
الفصل التاسع
بقلم وسام اسامه
كامله على مدونه النجم المتوهج للروايات
" هل الضعف وسيلة!"
....................................
كتمت غزال أنفاسها بصعوبة وهي تري عُبيدة من شُرفتها كما إعتادت..راقبت وجهه المليح بطابع حُسنه..ذقنة الغير حليقة منذ يومان..وعيناه البُنية التي تخطف أنفاسها في كل مره تراه..اطلقت تنهيدة وهي تراه يقترب من البناية
وناشدته بقلبها المُلتاع..أنظر لي
وقد كان لها ما تمنته..رفع وجهه حيث شُرفتها ليراها
بكامل حُسنها تنظر إليه نظرتها المُعتادة..والتي تُشعره أنه الرجل الوحيد الذي خُلق..تعطية نظرة تجعله يشعر وكأنه معجزة سماوية
لذا لم يبخل عليها بإبتسامة صغيرة جعلتها تردها له علي الفور..لتظهر تلك الغمازة الوحيدة في خدها الأيسر
أمالت رأسها حينما اختفي عن ناظرها..لتضع يدها علي صدرها وتطلق زفير طويل قبل أن تدلف الي غرفتها
بينما عيون أخري تتابع هذا المشهد الصامت..ولكن بنظرات حارقة وغاضبة..لم تكن سوا عيون خالد..مُساعد الحاج كامل..لذا لم يتواني في إمساك هاتفة وضرب أحد الأرقام ليقول بصوته الخشن كما هيأتة الرجولية الخشنة..
-ايوة ياحج كامل
بينما غزال خرجت من غرفتها سريعا تستند علي الجدران خلفها من ألم ساقها..لتتجه الي الباب وتقترب من ناظر من"العين الساحرة" تنتظر رؤيته وهو يصعد لشقته
كتمت أنفاسها وهي تلمحه وصل الي طابقها..ولكن بدلاً من أن يُكمل صعوده..تزقف أمام الباب وطرقة
انتفضت وهي تدور حول نفسها بإرتباك..تحت نظرات ريشة التي تُرتب الزهور في المزهرية بملامح واجمة..
لتتجه غزال الي أحد المقاعد سريعا هامسة..
-افتحي الباب ياريشة
كادت ريشة تضرب كف بالآخر ولكن إتجهت لتفتح الباب بصمت ليقابلها وجه عُبيدة الذي إبتسم لها قائلا ...
-ازيك ياريشة..الحج كامل موجود
غمغمت ريشة بجمود..
-الحمدلله ياأستاذ عُبيدة..اتفضل ادخل وانا هنديلة
حمحم عُبيدة ودلف الي الشقة خلف ريشة
ليجد غزال جالسة علي أحد المقاعد وتتشاغل بإظافرها في حركة تمويهية...ضحك داخلة علي ماتفعلة
ولكن كتم ضحكته عندما هتف...
-السلام عليكم..ازيك يا أنسة غزال
رفعت وجهها له واعطته أجمل إبتساماتها هامسة بنبرتها الناعمة..
-عليكم السلام..انا كويسة الحمدلله
انتا عامل ايه..محدش بيشوفك
"محدش بيشوفك" جملة صريحة للعتب علية
هل كانت تنتظر منه أن يزورها ليطمئن علي ساقها !
أم كانت تنتظر أن يصعد السطح في أوقات وجودها به صباحًا..لا يدري ولكن لم يتأثر بعتابها ليعطيها إبتسامة مُجاملة قائلا...
-معلش بقا شغلي كتير اليومين دول
المهم انكم بخير
لم تقتنع بمُبرره ومقتت بسمتة المُجاملة التي رسمها علي وجهه..وشعرت بالغيظ منه فكلما شعرت انها اقتربت منه
إبتعد أكثر وأكثر..هل هذا الرجل مُحصن ضد جمالها ودلالها!
قطع شرودها خروج كامل إليهم حيثُ ألقي سلام جاف وجلس ليقول عُبيده..
-اخبار صحتك ياحج كامل
عُقدة حاجبي كامل زادت وهو يقول..
-انا كويس الحمدلله..خير ياعبيده
شعر عُبيده بمزاجه المُتعكر ليقول..
-زميلي في المستشفي حابب يأجر الشقة الي قدامي
عشان يتجوز فيها..فا كلمني اتوسط لحضرتك لو حابب تأجرله الشقة
همهم كامل بتفكير قائلا بجفاف..
-خليه يصور بطاقتة ويعدي عليا في المعرض
وانا هقعد معاه واشوفه
وقف عُبيده وقد فاض به الكيل من إسلوب كامل ليقول بإيجاز..
-تمام..بعد اذنكم سلام عليكم
هتفت غزال سريعا وهي تري ريشة تحمل المشروبات المُرطبة..
-طب استني اشرب حاجة
همهم عُبيده وهو يفتح الباب قائلا...
-ملوش داعي..سلام عليكم
وخرج وأغلق الباب خلفه..لتنظر غزال الي كامل بدهشة من اسلوبه في الحديث مع عُبيده..لتجد وجهه حاد مشدود وكأنه يُفكر بمُعضلة..لتقول بخفوت..
-بابا انتا كلمته كدا ليه..كان ناقص تطرد الراجل
نظر لها كامل بحده قائلا..
-ملكيش دعوه أكلم ازاي..الراجل دا ملكوش دعوه بيه تاني..وملمحكيش واقفة في البلكونه..ولا تخرجي لحد بمنظرك دا مفهوم
شهقت غزال بصدمه من حدته وحديثه الجديد علي مسامعها لتقول بغضب وقد إنتفضت هي الأخري..
-ودا ليه إن شاء الله..انتا شوفت منه ايه
الراجل محترم وذوق ومشوفناش منه حاجة
هتف كامل بحدة اكبر وهو يتأكد من شكوكة..
-ماشوفتش ولا عايز اشوف..كلمة وقولتها وتتسمع وتتنفذ ياغزال انتي وريشه مفهوم ولا لأ
نظر لريشة التي هزت رأسها وتحدثت بخفوت..
-مفهوم ياحج كامل
تلون وجهها بحمرة غاضبة وعقدت حاجبها بِعناد قائلة..
-انا بقا مش هقول مفهوم..الكلمة دي تتقال للخدامين مش ليا انا
صفعة قاسية هبطت علي وجنتها ليسود الهدوء الأجواء..فيما عدا شهقة ريشة متفاجئة من تلك الصفعة
وبدا كامل مُتفاجئ هو الآخر من نفسه..لترفع غزال وجهها لتظر وجنتها الحمراء أثر صفعتة لتقول بعيون دامعة تشع غضبًا وتمردًا..
-بتضربني !
اتجهت الي غرفتها سريعا تضغط علي قدمها المُصابة
وأغلقت الباب بعنف..بينما كامل لازال واقفًا بمحلة هو وريشة..ليجلس مرة أخري بملامح ضائعة وهو ينظر ليدة..التي لطالما ربتت علي غزال ولم تضربها أبدا
منذ موت ابوبها وهي إبنة الخمس أعوام وهو يُدللها فقط ويعطيها حنانه وحبه ووقته..والآن حينما ناهزته طولاً يضربها..شد علي كفه بندم وتألم لألم غزال
مالذي حدث لينقلب الأمر هكذا
مالذي قالته ليصفعها تلك الصفعة القاسية
ولِما دافعت عن عُبيده وتلقت صفعة لإجله...إذا كلام خالد صحيح...جز علي أسنانة بحنق وأغمض عينيه مُستغفرا
بينما ريشة تقف بمحلها مُتسمرة وكلمة غزال تضرب في عقلها"الكلمة دي تتقال للخدامين"
ألم ينهش قلبها من حقيقة كونها خادمة..ألم حارق
ومازادها ألمًا رؤية كامل جالس حزين من صفعة لحفيدتة المُدلله
لتقول ريشة بصوت أجوف..
-متزعلش ياحج كامل..شوية وتروق
هز كامل رأسه دون حديث وصمت
لتصمت هي الأخري..وتتجه الي غرفتها لتجلس علي فراشها وتبكي كما لم تبكِ من قبل..ولكن كاجميع بكائُها مكتوم بوسادتها كي لا يخرج لها صوت
ولم يقطع صوت أنينها سوا صوت الرسائل التي صدحت من هاتفها..ولم تكن رسالة واحدة بل رسالتين
أمسكت الهاتف لتجد رسالة من رقم غير مُسجل
"المرتين الي شوفتك فيهم كنتي بتعيطي..مش هستبعد تكوني دلوقتي بتعيطي..ماصدفك غريبة زيك ياريشة"
فتحت عيناها بصدمة لتقرأ الرسالة الثانية
"تكوني موجودة في بُرج الحمام بكرة...ياريشة"
لا تعلم لم أنقبض قلبها بعنف وهي تعلم هوية الراسل
ذاك الغريب..شَريف الصياد..بفتح الشين وليس كسرها
***
كانت تلك الفتاة الخجولة التي تعشق الشاب الذي يكبرها بأعوام..ذالك الفتي الذي تعشقة كل فتيات الحي
ناجي..حُب الطفولة والشباب..ومن صالحها أنه يحبها هو الآخر منذ الصِغر..تذكرت عندما علمت أنه تقدم لخطبة إحداهن وتم تحديد الخطبة
ذهبت لمحل والدة بمنتهي الحزم وطلب منه الحديث..تتذكر نظرة التعجب التي إرتسمت علي وجهه ليقول بقلق وقد وقفوا جانبًا..
-ايه ياأمنية عمي حسين حصلة حاجة
هزت رأسها بنفي وترتقت الدموع بعيناها لتقول..
-صحيح ياناجي هتخطب بدر..وانتا عارف إني بحبك
هتتجوزها ياناجي
إرتبكت نظرة ناجي وزجرها بحدة...
-عيب ياأمنية الكلام دا..انتي لسه صغيرة كل الي عندك خمستاشر سنة..ايه الي تعرفية انتي عن الحب والكلام الفارغ دا
انتحبت وهي تنظر إلية بضعف..
-صغيرة ! ..
هتف بها بحدة وهو يضغط علي مرفقها..
-أه عيلة صغيرة..وهتلمي نفسك ومسمعش كلامك دا تاني أبدا..وتركزي في مذاكرتك..وإلا اقسم بيمين ربنا لاقول لعم حسين يعرفك شغلك..يلا يابت انجري علي البيت
تتذكر جيدا كم الألم الذي شعرت به بوقتها
كم بكت وتألمت من حديثة..ولكن حين تمت خطبته وزواجة علي بدر إبنة عمه..حينها أدركت أن لا ألم يوازي ماشعرت به حينما أخذته غيرها..أو ذهب هو لها
وفي الحالين يزيد الألم ويكثر البُكاء
تذكرت حينما ذهبت له للمرة الثانية قبل زواجه بليلة واحدة..ذهبت له في محل العِطارة قبل إغلاقة
وقفت أمامة باكية كاطفلة أُخذت حلواها وعُنفت..
-أهون عليك ياناجي..تتجوز وتسيبني
حينها إنتفض كالملسوع واقفا ليقول بغضب..
-تاني ياأمنية الكلام دا تاني...عايزاني أقول لابوكي
عشان يديكي علقة موت
إنفجرت باكية ووضعت يدها علي وجهها مُتمتمة..
-ماانتا قولتلة لما جيتلك قبل خطوبتك..وضربني وقتها
وهتقوله تاني عشان بلومك ويضربني تاني..انتا مبتحبنيش ياناجي
كانت كلماتها غير مُترابطة..ولا وصل بينهم ولكن تتذكر حينما رقت نبرته وهو يواسيها..
-انا مقولتلوش ياأمنية ابويا سمعك وقاله عشان خايف عليكي..انتي لسة صغيرة..عندك خمستاشر سنة
وانا عندي خمسة وعشرين يعني قد اخوكي الكبير..يصح تقولي لأخوكي الكبير كدا
انزلت يدها من علي وجهها ونظرت له نظرة جعلته يرتبك ويشيح عيناه عنها..لتهمس بإستسلام...
-عندك حق..مبروك ياأبيه ناجي
وتركته وغادرت تحت نظراته الحزينة والمُشتتة
إستفاقت علي همسته الخشنة وهو يقول..
-بتعيطي ليه ياأمنية..حصل ايه
نظرت له بتفاجؤ ومسحت دموعها التي سالت رغم شرودها لتبتسم بشحوب قائلة...
-افتكرت زمان
خلع قميصة وهو يعقد حاجبيه..
-زمان!
تأملته مليًا بصمت..لازال كما كان في الماضي
ولكن تحول الشاب الوسيم قوي البنية..الي رجل قوي البنية وقد خالط الشيب رأسه..ولكنه ناجي الذي لازال يملك التأثير علي قلبها
لتهمس بنبرة شاردة..
-لما جيتلك العطارة قبل جوازك من...بدر
نطقت اسم المرأه بصعوبة.غ..خوفا من أن تري تأثيره عليه
ولكنه غمغم بهدوء قائلا..
-وانتي ايه الي فكرك بالكلام دا..دا عدي عليه يجي سبعتاشر سنة
تحدثت بإختناق ولازالت الدموع بعيناها..
-لسه بتحبها ياناجي
سؤال كان بمثابة القُنبلة التي جعلت وجهه يشحب..تتحدث إن كان يُحب زوجتة السابقة التي كان يعشق النظرة منها..بدر حبيبة الروح !
إلتفتت إليها بحدة هاتفا...
-تاني ياأمنية
حركت رأسها بإيجاب ولازالت الغصة بحلقها لتقول بألم..
-طب بتحبني انا..انتا بطلت تقولي انك بتحبني
أدرك ناجي من حالتها أنها ليست بخير.. لازالت تُصارع الأوهام برأسها..لازالت تُقارن نفسها ببدر
جلس ناجي جوارها وجذب رأسها الي صدرة..لتنفجر في بُكاء حاد..وشهقاتها تعلو وهي تتمسك برقبته بقوة
ليربت ناجي علي ظهرها هامسا..
-اهدي ياأمنية..
ايه الي حصلك..انا بحبك حتي لو بطلت أقول..انتي مراتي وبنتي ،متخليش الزعل يوديكي لحتت هتوجعنا
رفعت رأسها له بيأس قائلة ببكاء..
-يعني لسه بتحبني ياناجي..انا حاسة انك مبقتش تحبني من ساعة موضوع الخِلفة..
قاطعها ناجي بحزم قائلا..
-قولتلك الموضوع دا مقفول..ومتحوليش تفتحية ياأمنية
ربنا يحميلنا إبننا رامي..ولا إيه !
فكت يدها منه بإستسلام وحركت رأسها بخنوع وضعف كما إعتادت الرد دائما..ونظرت أرضا ولازالت الدموع تهبط بغزارة
قطع صمتهم طرقات رامي الذي دلف بقلق وحدق بأمينة الباكية ليقترب منها هاتفا...
-مالك ياماما..انا كنت بحسب العياط دا صوت التلفزيون
ايه الي زعلك بس
قبل يدها لتبتسم له بمحبة رغم ما يعتمل بصدرها
وربتت علي وجهه تحت نظرات ناجي الشاردة
ليقول رامي مُتذكرا وهو ينظر لوالدة...
-صحيح يابابا موبيلك مبطلش رن برا
وقف ناجي وخرج ليجلب هاتفه..بينما رامي أمسك وجنة والدته هاتفا بمرح وقد أدرك ان سبب بكائُها ناجي..
-دا ايه القمر دا ..تعيطي حلوة تضحكي حلوة
نعمل في جمالك ايه يا مُنمن
ضحكت ومسحت عيناها هاتفة..
-وبعد قصيدة الغزل دي عايز ايه بقا
عبس رامي ليقول...
-هي الحقيقة بقت وراها مطالب دلوقتي يامُنمن!
ضحكت أمنية بصدق هذة المرة
ولكن قطع ضحكاتهم دخول ناجي وهو يرتدي ملابسة من جديد..لتقول أمنية..
-انتا هتنزل الشغل تاني ياناجي
أجاب دون توضيح..
-ورايا كام مشوار وهتأخر..سلام
ورجع ناجي الي قوقعته من جديد
*
أنهت سارة مذاكرتها مع نورا إبنة عمها..ووقفت قائلة بإرهاق...
-لا يانورا انا تعبت نكمل بكرة بقا
الكلية طلعت أصعب من الثانوي
همهمت نورا نافية ولازالت تنظر في الأوراق...
-الكلية لا صعبة ولا حاجة..انتي الي فاشلة ياسارة
مخلصناش رُبع الكتاب وتبعتي..
هزت سارة رأسها بلا فائدة وهي تضرب علي جبهتها قائلة..
-يابنتي انتي سامعة نفسك بتقولي ايه !
خلصنا رُبع مادة وانتي بتقوليلي فاشلة
رفعت نورا رأسها من الأوراق وحدجتها بنظر مُستهزأة..
-امتحاناتنا كمان شهرين ياسارة..المفروض نكون مخلصين المادة مرتين وبنراجع..فاتح لو عرف اني بتلكع كدا مش هيسيبني1
جلست سارة من جديد لتقول بضيق..
-نورا والنبي متجبليش سيرته هو والملزقة بتاعته دي
هتفت نورا مُحذرة..
-سااااارة..فاتح اخويا الكبير،اكيد مش هسيبك تتكلمي عليه وحش
زمت سارة شفتيها بحدة ووقفت وجلبت حقيبتها وأوراقها قائلة بجمود ...
-تمام انا ماشية يانورا
تنهدت نورا بإستسلام ووقفت سريعا تمسك بيدها..
-طب استني بس متزعليش مني..ماانتي بردو عارفة فاتح بالنسبالي اية..خلاص اتكلمي عن الملزقة براحتك
خلاص بقا متكشريش
إبتسمت سارة نصف إبتسامة لتقول..
-حيث كدا روحي اعمليلي كوباية شاي بالنعناع
وهقعد أكمل معاكي صفحتين كمان
ضحكت نورا وهي تسير خارج الغرفة..
-انتي مش ماشية إلا لما نخلص نص المادة
انا كلمت طنط رُقية وقولتلها انك ممكن تباتي معايا كمان..ملكيش حجة..غيري الجينز الي لبساه دا بترينج من عندي علي مااعمل شاي وساندوتشات ونكمل
لتغلق الباب خلفها لتهمس سارة..
-يانهار ابيض..البت مبتزهقش من المذاكرة
نجيبة متولي الخولي في نفسها اوي1
ثم إلتفتت الي خزانة الملابس لتُخرج شيئا ما ترتديه
وبعد بحث لم يستغرق سوا دقائق وجدت أحد المنامات المُحتشمة باللون السماوي
لذا لم تتردد هي وتُبدلها سريعا..وتضع ملابسها جانبًا
وإنتهت من تبديل ملابسها..وخرجت من الغرفة لتتجه اليها في المطبخ ولكن صُدمت من وجود فاتح أمامها..من الواضح أنه لتوه عاد من العمل
كان يجلس مع عمها احمد وزوجتة وفاء..لتُهمهم مُلقية تحية باردة ...واستقبلها بأشد برودة مع نظرات حادة لا ينفك عن رمقها بها..ليقطع عمها ذاك التواصل قائلا..
-ها خلصتوا كام مادة لحد دلوقتي
ضحكت نورا وهي تخرج من المطبخ حاملة المشروبات والطعام..
- كام مادة ايه بس يا بابا الهانم خلصت ربع المادة وتعبت
لكن مش سيباها النهاردة إلا لما نخلص نص المادة
تحدث فاتح بجدية وإهتمامة لنورا..
-مش عايز تقصير يانورا..تركزي كويس ومتخليش حد يعطلك عن مذاكرتك
واتجهت أنظارة الي سارة التي توهج وجهها غضبًا
لتبتسم له نورا بسمة لائمة..
-متقلقش انا وسارة بنذاكر كويس..يلا بعد إذنكم
لتتجه سارة الي الغرفة..وتبعتها نورا
ليقول أحمد بضيق..
-بطل تعامل سارة كدا يافاتح..الكل ابتدي يلاحظ هجومك عليها..متعملش عقلك بعقلها البنت صغيرة
إبتسم فاتح ساخرا ولكن إكتفي بهز رأسه
وعقلة يعيد عليه وقوفها مع رامي وضحكاتها معه
ليزداد نفوره منها وخوفه علي شقيقتة من صُحبتها
لذا لن ينتظر كثير
..سيبدأ بما أراد ولن يضعف أمام دموعها هذة المرة
تعليقات
إرسال تعليق