أخر الاخبار

أسيرة ظنونه السادس والعشرون حتي الثلاثون والاخيره بقلم إيمي نور كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


أسيرة ظنونه 

 السادس والعشرون حتي الثلاثون والاخيره 

بقلم إيمي نور

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


استيقظت فجر من نومها تفتقد الدفء الذى كان يحيط بها تتملل فى الفراش وهى تمد احدى يدها الى الجهة المقابلة لها دون ادراك منها تطمئن الى وجوده بجوارها  ليقابل يدها الفراغ والبرودة فوق الفراش فتفتح عينيها سريعا بادراك تسرع فى النهوض بحثا عنه بعينيها فى ارجاء الجناح لتجده قد وقف امام طاولة الزينة يرتدى بدلة رسمية سوداء اللون وقميص مماثل لها يعطى كل  انتباه لساعتهالتى يحاول ارتداؤها دون معرفته بأستيقاظها  

لتظل تتابعه بعينيها باهتمام لاتدرى هل تتحدث اليه تساله عن الى يذهب وهو مازال فى حالة المرضية هذه ام تلتزم الصمت خوفا من رده الاذع وسخريته والتى اصبحبت تلازمه فى كل اجابته عليها

لكنها اختارت الحل الاول وليكون مايكون لتتنحنح تحاول اجلاء صوتها من بحة النوم قائلة

= عاصم انت رايح فين دلوقت ؟الدكتور بيقول انك لسه محتاج للراحة فلو ممكن بس انك...... 

التفت اليها ببطء تتطاير من عينيه الشرر لتصمت قبل انتهاء جملتها ليسأل هو بسخرية = فلو ممكن ايه كملى؟ اقعد هنا جنبك وتفضلى تعمليلى ممرضة مش كده 

ثم التفت مرة اخرى الى المرأة يولى مظهره اهتمامه قائلا بصرامة

= خليكى فى حالك وتانى مرة متدخليش فى اللى ملكيش فيه مش على اخر الزمن هتقوليلى اعمل ايه ومعملش ايه 

وضع فرشاة الشعر فوق الطاولة بدوى عالى ثم التفت ناحية الباب مغادرا يغلق خلفة الباب بعنف لتهب فجر فزعا من دويه العالى تجلس مكانها تسرى البرودة فى انحاء جسدها تلتمع عنينها بدموع ابت عليها نفسها ان تخرجها من محبسها حتى ولو بينها وبين نفسها

ظلت مكانها عدة لحظات تجلس بتصلب ثم نهضت بأليه وجمود تستعد الى النزول الى اسفل تحاول بعث الشجاعة فى نفسها تدرك بان طريق مسامحته لها طويل وممتلىء بالعقبات هى تعلم كم هو خصم عنيد لن يقبل بالتنازل بسهولة ابدا

                💘💘💘💘💘

نزلت الدرج بهدوء تعلم ان مازال الوقت مبكرا لاستيقاظ احد من اهل القصر ومن الاكيد خروج عاصم هو الاخر متجها الى الشركة لتقودها قدميها الى غرفة الاستقبال حتى تنتظر بها حتى استيقاظ باقى العائلة ولكن ما ان اقتربت حتى سمعت تعالى اصوات عالية بغضب تبينت منها صوت عاصم وجدها لتتسع عينيها بصدمة فور معرفتها عما يدور بينهم النقاش وهى تسمع عاصم يهتف بغضب 

= قلت لا ياجدى الموضوع ده مرفوض وياريت بلاش كلام فيه تانى

عبد الحميد بغضب هو الاخر وصوت حاد  

= جرى ايه يا عاصم ايه اللى حصل لكل ده انت بقى مالك كده ما بقتش مستحمل حد يتكلم معاك وعلى طول غضبان

زفر عاصم بقوة يحاول تهدئة غضبه الشديد يضع اصابعه فى شعره يتلفت حوله ثم يلتفت الى جده قائلا بصوت حاولى جعله هادئا 

= حقك عليا بس برضه الموضوع ده لا ومش هيحصل 

عبد الحميد باستعطاف لم يستطيع مدارته 

= ليه ياحبيبي فيها ايه لو فجر تروح مع امك ومامتها للدكتورة تشوف موضوع الحمل ولو فيه حاجة مأخراه نبتدى فور العلاج انتم بقالكم اكتر من تلات شهور من تجوزين 

عاصم بعنف 

= لا قلت لا وبعدين انت قلتها بنفسك بقالنا تلات شهور يعنى مش عشر سنين مثلا

صمت عاصم يقترب من جده بعد ان رأى شحوب وجهه بعد عنفه الشديد فى الحديث معه ينحنى فوق جبهته يقبلها بحنان قائلا بأسف

= انا اسف يا جدى سامحنى بس انا اعصابى تعبانة بسبب المناقصة الجديدة واللى حصل معايا والشغل اللى اتعطل حقك عليا

عبد الحميد بحزن وألم 

عارف يا بنى عارف بس كمان انت عارف انى نفسى اشوف ولادكم قبل ما قابل وجه كريم 

تكلم عاصم بصوت حاول فيه الهدوء والتعقل 

= عارف ياجدى بس بصراحة انا فجر اتفقنا على اننا نأجل موضوع الحمل ده شوية كده وبعدين ربنا يسهل بس تكون الامور بينا اتحسنت انت عارف ظروف جوازنا جات ازاى

هز عبد الحميد راسه بمعرفة قائلا بندم 

= عارف يا بنى عارف ليكمل بعدها بامل 

طيب اتفقتم على مدة اد ايه كده 

عاصم بجمود وصوته كانه الجليد بعث البرودة فى جسد فجر الواقفة تستمع الى الحديث الدائر بينهم يصل اليها معنى حديثه كسكين بطرف بارد يدخل الى صدرها ببطء

=سنة بالكتير يا جدى وبعدها كل حاجة هترجع زاى ما كانت والمفروض تمشى  وهيحصل كل اللى انت عاوزه 

عقد عبد الحميد حاجبيه بعدم فهم يكاد يسأله عما يقصده لكنه فضل الصمت فهو اعلم الناس به لن يتحدث بشيئ الا بما يريد هو بالافصاح عنه ليقول بحنان 

= خلاص يا حبيبى اللى اتشوفه بس سيبهم يروحوا للدكتورة نطمن على فجر ونشوف ايه....

صرخ عاصم غاضبا يلتفت ناحية الباب يغادر بخطوات سريعة 

= تانى يا جدى يعنى بعد كل اللى قلته برضه مفيش فايد.....

لتتوقف خطواته يرى تلك الواقفة بجمود بوجهها الشاحب بشدة تتلتمع عينيها بالدموع ليدرك سماعها لكل حديثهم وخاصة الجزء الاخير ليتقدم دون ارادة منه بخطوة باتجاهها لكن توقف قبل اتمامها ينظر اليها لعدة ثوانى ثم يتحرك مغادرا تاركة لها تقف مكانها كتمثال نحت لتمثيل مدى المعاناة والالم التى قد يصل اليها انسان بالكلمات فقط

              💔💔💔💔💔💔

بعد عدة ساعات فى شركة السيوفى 

دخل سيف الى مكتب والده بهدوء ليتابعه صلاح بعينيه وهو يتحدث بالهاتف بكلمات سريعة ثم ينهى الحديث يضع السماعة ببطء قائلا بسخرية 

= اهلا اهلا سيف بيه ياترى بنتشرف بالزيارة دى لاى سبب

جلس سيف فوق المقعد قائلا بحدة

= بابا مش طالبة تريقة على الصبح والا اقوم بس ساعتها انت الخسران

صلاح بتساؤل وفضول 

= خسران ايه بالظبط ؟

نظر سيف الى اطراف اظافره باهتمام قائلا 

= اكبر مناقصة هتعملها شركة السيوفى اللى

هتجنن عليها ومش عارف توصلها من حصار عاصم عليها

قفز صلاح من فوق مكتبه قائلا بجشع 

= بجد يا واد يا سيف دانت ساعتها هيبقى ليك عمولة عمرك ما تحلم بيها 

ثم جلس مرة اخرى قائلا بشك وتساؤل

= بس ايه اللى غير رايك مانت من يوم واحد بس كنت عمال تقولى فى شعارات امانة ومش عارف ايه ايه اللى حصل جديد يعنى

وقف سيف من مكانه يتحرك الى النافذة ينظر خارجها قائلا بتفكير 

=مانا مش هفضل عمرى كله تابع لغيرى شويه ليك وشويه لعاصم انا عاوز ابقى سيف وبس عاوز اعمل اسم ليا وبس ومش هبقى تابع لاخد بعد كده 

نظر صلاح اليه قائلا بسخرية وتهكم

= وده هتعمله ازاى ان شاء الله ياسيف بيه

التفت سيف اليه تلتمع عينيه بقوة قائلا بلهفة 

=ههاجر وهسيب هنا خالص بعيد عن كل حاجة هاخد العمولة اللى هتطلع ليا من المناقصة دى على كل اللى معايا وهسافر من هنا ومش هتشوفوا وشى تانى

التفت صلا ينظر الة الاوراق التى على مكتبه قائلا بلا مبالاة وعدم اهتمام 

= اعمل اللى يعجبك بس خلصنى وهات الورق المناقصة هتجنن عليها اكتر من حوت من حيتان السوق وانا عاوز اشوف هترسى على مين  

ظهر الالم فى عينى سيف للمحة سريعة ثم عادت كما هى ترتسم فيها البرود قائلا 

= متقلقش بكرة بالكتير والورق هيبقى عند بس المرة دى هاخد التلت مش الربع زاى كل مرة

نهض صلاح بغضب يصرخ 

= نعم يا ابن شهير ليه ان شاء الله لااا مفيش الكلام ده 

هز سيف كتفه بلامبالاة قائلا =

براحتك بس زاى ما قلت فى كتير هتجننوا على المناقصة وانا مش صغير واقدر اتصرف بنفسى 

شحب وجه صلاح قائلا بغيظ 

= بقى كده ياسيف هي بقت كده

سيف بقوة وحدة 

= ايوه كده يا صلاح بيه ومن هنا ورايح هتبقى كده

ثم التفت مغادرا بخطوات هادئة تاركا لصلا ح ينظر فى اثره بغيظ شديد لم يجد امامه سوى احدى التماثيل الموضوعة لزينة ليقذفها وراه ليحاول تهدئة غيظه بها

           🌬🌬🌬🌬🌬🌬🌬 

ظلت فجر من بعد روية عاصم لها وخروجه بتلك الطريقة غير مبالى حبيسة غرفتها تستلقى فوق الفراش تشعر بالدوار الشديد لا تستطيع رفع راسها من فوق الوسادة لتتخذ من مرضها حجة حتى لا تغادر الغرفة فهى لا تستطيع التصرف بطبيعية بعد كل ماحدث وسمعته لاتستطيع الابتسام فى وجه اى احد وهى ترى حياتها تنهار امامها دون ان تستطيع فعل شيئ  تعلم جيدا ان لو باعتذارها ينحل الامر لفعلتها ومنذ وقت طويل لكنها تعلم بانه لن يقبل به ابدا وقد اصدر حكمه بالنسبة لحياتهم معا وانتهى الامر 

تشعرت بدموعها ساخنة تسيل فوق وجنتها ببطء تترك لها المجال علها تريحها مما تشعر به من الم فى قلبها لتظل تبكى وتبكى حتى جفت عينيها دموعها تسقط فى نومها مرهق لم تفق منه الا على دقات هادئة فوق الباب لتنهض بأستقامة تحاول التعديل من مظهرها قبل ان تسمح لطارق بالدخول لتجدها والدتها تتبعها زوجة عمها تسالها امها بلهفة وقلق 

= فجر فى ايه يا بنتى من الصبح حابسة نفسك هنا ومنزلتيش انتى تعبانة ولا ايه 

فجر وهى تحاول الابتسام قائلة بهدوء

ابدا يا ماما انا كويسة كل الحكاية حاسة بشوية صداع فقلت ارتاح شوية قبل ما عاصم يوصل

جلست صفية ترتب فوق يدها بحنان قائلة بتفهم 

= اكيد يا حبيبتى من سهرك مع عاصم اليومين اللى فاتوا انتى لما تنامى شوية هترتاحى على طول بس على الاقل تاكلى اى حاجة وهنسيبك بعدها تستريحى 

تضع فوق حجرها صنية كانت تحملها محملة بالطعام الذى ما ان نظرت اليه فجر حتى اسرعت بابعاده عنها تجرى فى اتجاه الحمام تفرغ ما فى جوفها تتاوه بالم تسرع اليها عواطف وصفية تراقبان ما يحدث بقلق حتى انتهت فجر لتسرع اليها عواطف لاسنادها حتى الفراش تساعدها لاستلقاء عليه براحة قائلة بقلق 

= انتى اخدتى برد ولا ايه يمكن تكونى اتعديتى من عاصم 

اسرعت صفية قائلة بلهفة

= انا هروح اتصل بالدكتور يجى فور ويشوفها

فجر وهى تحاول النهوض لتجلس مرة اخرى قائلة بضعف لاسناها عن ذلك

= لا ياا طنط انا كويسة هو بس يمكن علشان ماكلتش حاجة من الصبح وضغطى وطى شوية

صفية باصرار

= خلاص يبقى برضه الدكتور يشوفك ويطمنا 

هزت فجر راسها بالرفض قائلة 

= لا ملوش لازمة  انا هاكل و دلوقت هبقى هى كويسة 

لتتبع كلماتها باخذ الصنية مرة اخرى تاكل من محتوياتها دون شهية تجبر نفسها على الاكل تحت انظارهم المتابعة لها بأهتمام تشعر بكل لقمة تتناولها كقطعة نار تسرى فى جوفها

         💔💔💔💔💔💔💔

دخل عاصم الى الجناح بهدوء ليجده يعمه الظلام و الهدوء فاخذت عينيه دون ارادة منه تبحث عنها فى ارجاءه يجدها تستلقى فوق الفراش تغطى كامل جسدها بالغطاء ليعلم بخلودها للنوم ولما لا اكان ينتظر منها ان تظل فى انتظاره كل هذا الوقت بعد ان تعدت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل او ان تشعر بالقلق عليه بعد تركه لها صباحا  تقف فى ردهة القصر تنظر اليه بكل هذا الالم المرتسم فوق وجهها بعد سماعها لحديثه مع جده صباحا وتركه لها دون ادنى اعتبار لها او لالمها 

فلماذا اذا شعور بخيبة الامل الذى نمى بداخله منذ دخوله للجناح ورؤيته لها نائمة ولا تجلس فى انتظاره 

اخذ يتجول فى الجناح يحاول اصدار اكبر قدر من الضوضاء عله يقوم بأيقاظها من النوم ليس لشيئ سوى ان يقوم بتوبيخها على استماعها لحديث خاص بينه وبين جده خفية ولا شيئ اخر ابدا 

بعد فشله فى كل محاولاته تلك استسلم اخير يذهب الى الفراش يستلقى فوق بهدوء يغمض عينيه يحاول النوم لعدة  دقائق ساد خلالها الهدوء  ولكن تفشل كل محاولاته تلك ليقرر النهوض يمسك بالاغطية ليلقى بها  لكنه تسمر مكانه عند سماعه لتنهيدة بكاء ضعيفة تخرج منها فيظل مكانه ينتظر بصمت سماعه شيئ اخر لكن ساد الصمت التام الغرفة لعدة دقائق ليظن خطأسماعه لها وما ان هم بالنهوض مرة اخرى صدرت شاهقة بكاء عالية منها الى حد ما ولكنها لم تدع مجالا لشك هذ المره لتجعله يعلم ببكاءها ظنا منها بخلوده الى النوم 

زفر بقوة يلقى بالاغطية عنه ينهض جالسا فوق الفراش يشعر بتصلب جسدها فور علمها باستيقاظه بينما ظل هو يحدث نفسه انه لا يهمه ما تقوم به ولا يأثر بكاءها فيه بشيئ لعدة دقائق حاول خلالها ان يتجاهل علمه ببكاءها لكنه لم يستطع طويلا الاستمرار فى تجاهله هذا ليسرع بمد يده اليها يتلمسها برقة يناديها لكنه لم يجد اى استجابة منها بل قابله الصمت ليعتدل فى اتجاهها يمد يديه الاثنين يحيطها بهم يلفها اليه بشدة يجعل وجهها يقابله ليشعر بالصدمة والذهول من هول ما راى فعينيها مغلقةبشدة كما لو كانت انها بفعلها هذا لن تجعله  يرى انهيارها فوجهها باكمله مغطى بدموعها شديد الاحمرار من محاولاتها كتم شهقات بكاءها عنه يعلم انها تبكى ومنذ مدة طويلة جدا  

لم يشعر بنفسه سوى بجذبها اليها بشدة يحتضنها بقوة فوق صدره وهى تضع راسها فوقه وكانها كانت الاشارة لها لتطلق العنان لدموعها تشهق بقوة وهى تبكى بشدة ليتركها هو تفرغ كل ما يألمها فوق صدره اصابعه تتلمسه شعرها بحنان دون ان تصدره عنه كلمة واحدة يحاول بها ايقاف انهار الدموع تلك

فظلا على حالهم هذا حتى هدئت شهقات بكاءها لتصير تنهدات ناعمة خافتة بعد ان اغرقت دموعها صدره مبللة قميصه باكمله ليحاول مزاحها فى محاولة  تلطيف الاجواء بينهم

= عجبك كده اهو التشيرت اتغرق لو جالى برد مرة تانية بسببك مش هعديهالك ابدا 

رفعت فجر راسها تنظر الى صدره ثم تسرع فى النهوض قائلة بلهفة وقلق 

= ثوانى هروح اجيبلك واحد غيره حا...

شهقت حين جذبها اليها بسرعة لتستلقى فوق صدره مرة اخرى يهمس لها 

= رايحة فين مين قالك انى عاوز غيره  

ثم رفع انامله يبعد عن وجهها خصلات شعرها الملتصقة بوجهها قائلا بحنان 

= مش هتقوليلى كنتى بتعيطى بالشكل ده ليه 

اخفضت عينيها بعيدا عن عينيه ليرفع وجهها اليه ينظر اليها بجدية شديدة ليكمل 

انا عارف انك سمعتى كلامى مع جدى النهاردة 

بس اللى مش فاهمه انتى مضايقة ليه مش ده كان طلبك ليا من كام يوم اننا ننهى كل حاجة وان كل واحد يروح فى طريقه بعد سنة

لم تستطيع فجر الحديث بكلمة لتخفض عينيها عنه مرة اخرى ليناديها هو بهمس فترفع عينيها اليه فيسألها بنفس الهمس 

= ردى يا فجر على سؤالى انتى زعلانة ليه 

انفجرت فجر مرة اخرى بالبكاء تلقى بنفسها فوق صدره تحتضنه بشدة قائلة بتلعثم وبكلمات غير واضحة 

= لانى ...مش عاوزة كده ... انا مش عاوزة ده يا عاصم 

زفر عاصم بهدوء يلمس فوق شعرها يسألها 

= حتى وانتى فاكرة انى خنتك وانى اتفقت عليكى مع جدك

هزت فجر راسها بقوة بالايجاب ليبتسم عاصم برقة 

= مااشى وانا ياستى مش هسيبك تفضلى واخدة الفكرة النيلة دى عنى ده مش كويس فى حقى برضه وهقولك كل حاجة حصلت 

ضحكت فجر بمرح ترفع وجهها اليه تلتمع عينيها بدموعها ليقتله شوقه اليها فى تلك اللحظة يود لو يلتهمها فى قطمة واحدة لكنه حاول السيطرة على جوعه لها يبتلع لعابه بصعوبه يهمس بجدية 

= بس زاى ما هقولك انتى كمان تقوليلى كل حاجة ومن اللى دخل الكلام الفاضى ده فى دماغك 

هزت فجر راسها بالموافقة ليهمس لها يكمل بصعوبة

وكمان عاوزك تقعدى مع جدى وهو هيفهمك كل حاجة حصلت بينا علشان اى غلط منك بعد كده مش هسامح فيه يا فجر موافقة على ده

ابتسمت فجر تهمس له هى الاخرى برقة 

= موافقة ومهما كان اللى هيقوله جدو مش هيغير رائى ابدا

اخذ عاصم عينيه تجول فوق وجهها بأشتياق شديد فلم يستطع مقاومة شوق اليها ليهمس وهو ينحنى فوقها يأخذها معه ليجعلها تستلقى فوق الوسادة يدفن فمه عنقها هامسا بارتجاف

= بس انسى كل ده فى عندى كلام اهم لازم اقولهولك

اغمضت فجر عيونها هامسة بشوق

= وايه هو بقى الكلام ده

اخذ عاصم يقبل عنقها قبلات ملهوفة وبشوق شديد قائلا من بين قبلاته بصوت لاهث

= هقولك عليه حالا بس عاوزك تركزى معايا كويس اووووى

ليدخل معها فى محادثة طويلة طال انتظارهم لها اخذت منهم الكثير والكثير من الوقت

            💖💖💖💖💖💖💖

السابع والعشرون


استلقت فجر تضع راسها فوق صدر عاصم المستلقى بسلام وهدوء بعد ليلتهم العاصفة  تمرر اظافرها فوقه برقة هامسة بتوجس 

= عاصم 

همم عاصم رد عليها دون ان يفتح عينيه لترفع راسها اليه تسأله 

= هتعمل ايه مع صوفيا 

زفر عاصم بقوة قائلا بهدوء 

= هعمل اكتر حاجة ممكن توجعها اللى زاى صوفيا دى ملهاش عزيز غير اللى فى دماغى

رفعت فجر راسها تسأله بفضول 

= وايه هو بقى العزيز ده؟

اضجع عاصم على جنبه ياخذها بين احضانه  يدفن وجهه فى عنقها مقبلا اياه بشغف ومتعة متجاهلا سؤالها تماما لعدة لحظات كادت فيها ان تنسى هى الاخرى ما كانوا يتحدثون عنه لكنها افاقت من دوامة المشاعر حين اخذت قبلاته منحنى اخر تعلم منه ان لا نية لديه لاجابتها لتهتف به بلهاث

= عاصم احنا مش كنا بنتكلم وكنت هتقولى هتعمل ايه مع صوف..

قطعت كلماتها حين رفع راسه اليها بعينين تشتعل بنيران رغبته لها يهتف بها هو الاخر 

= طيب انتى شايفة ده وقت صوفيا ولا غيره ركزى معايا يافجر بقى

ليدفن وجهه مرة اخرى فى عنقها لكن فجر اخذت فى ابعاده تهمس بدلال 

= علشان خاطرى يا عاصم قولى هتعمل معها ايه 

رفع وجهه اليها مرة اخرى ولكن تلك المرة لم تكن عينيه مشتعلة بالرغبة بل نيرانها هذة المرة تشتعل بالشراسة اسنانه تضغط على كل حرف يخرج من بين شفتيه

= هخليها تندم على اليوم اللى اتولدت فيه مش هتلاقى حتى لقمة يتحن بيها عليها هتبقى زى الكلب الشارد اللى ملهاش مأوى وملجأ علشان تعرف اللعب مع عاصم السيوفى نتيجته ايه


بلعت فجر لعابها بصعوبة رعبا وخشية من رؤيتها وجها لعاصم تراه لاول مرة ليدرك عاصم بخوفها هذا لتسرع يداه بضمها اليه بقوة يهمس بخفوت برقة 

= متخفيش كده يا فجرى بس لازم تعرفى اللى يفكر يأذيكى انا امحيه من على وش الدنيا 

اشتدت ذراعه حولها بقوة وتملك كما لو كان يريد دمجها بداخل روحه يحميها من اى اذى محتمل قد يمس بها تستكين هى فى احضانه

ليظلا على هذا الحال عدة دقائق قبل ان تهمس فجر له تحاول طمئنته وهى تمرراناملها فوق راسه المستريح فوق صدرها 

= تعرف انى طول عمرى شيفاك الحامى ليا من وانا طفلة صغيرة 

رفع راسه ينظر اليها باستفهام وتساؤل لتهز راسها بالايجاب تقص عليه تلك الحادثة القديمة ما فعله معها ومع والدتها ودفاعه عنهم بتلك القوة  لتراه من وقتها كفارسها المغوار حتى يومهم هذا  وانها الى الان مازالت تحتفظ بتلك العروس باعتزاز ومحبة 

ليبتسم هو بسعادة يغمز بعينه لها بشقاوة قائلا

= ده حب قديم بقى وانا معرفش 

التهبت وجنتيها بخجل شديد تتخفض عينيها عنه خوفا من رؤيته لحبها له متجسدا فى عينيها بوضوح

ليعتدل فورا يسألها بذهول وعدم تصديق 

= بجد يا فجر ؟ بجد انتى بتحبينى انا ؟ 

ليمسك بها يرفعها اليه يكرر سؤاله بعد ان ظلت على صمتها ولكن تلك المرة بلهفة شديدة لم تجد معها حلا سوى ان تجيبه بهزة رأس ضعيفة خجلة منها فلم تشعر سوى وهو ينهض من الفراش  يجذبها معه يحملها بين ذراعيها يلف بها يصرخ بفرحة شديدة وهى تصرخ معه بنفس مقطوع وضحكة صاخبة 

= عاصم يا مجنون البيت كله هيسمعك اعقل والا هتلاقيهم كلهم على دماغنا دلوقت

انزلها من بين ذراعيه وهو مازل يضمها اليه بشده يهمس بشغف

= خليهم يجوا كلهم دلوقت علشان  يسمعونى وانا بقولك...

ليصرخ بصوت عالى 

=بحبييييييك

ثم اخذ يهمس بها يقبل كل انش من وجهها من بين كل همسة واخرى برقة وشغف

ليرفع وجه بعد حين عينيه تلتمع بشدة قائلا بحنان 

= تعرفى انا بقى اتمنيتك ليا من امتى

هزت راسها بالنفى ليكمل هو

= من اول مرة شوفتك فيها من اول مرة شوفت حورية بشعر دهب  نايمة على سريرى

اتسعت عينيها بذهول تشعر بضربات قلبها تتعالى بسرعة وصخب وهى تستمع الى كلماته تلك لها لاتستطيع التصديق انه هو من يقف امامها الان يتصرف معها كعاشق وله لم يذق للحب طعما الا معها 

تنهد عاصم ياخذها من يدهايتجه بها الاريكة يجلس فوقها ويجلسها فوق قدميه يزيح خصلات شعرها خلف اذنيها قائلا بحنان 

= انا عمرى فى حياتى ما قلت الكلمة دى لحد غيرك عمرى ما حسيت بكل اللى انا حسه دلوقت معاكى  انتى بقيتى كل حياتى يا فجر بقيت مش متخيل يوم ابعد فيه عنك ولو لثوانى

اسرعت فجر تحتضنه تلف ذراعيه خلف عنقه تهمس برقة له عينيها فى عينيه 

واناعمرى ما حبيت ولا هحب الا انت يا عاصم انا اتعلقت بيك بقلب طفلة زمان بس دلوقت بقولها ليك بقلب ولسان شابة معرفتش للحب طريق الا معاك

لم يستطيع عاصم ان يسيطر على مشاعره هو يستمتع الى كل هذا منها لينحنى على شفتيها يقتنصها بين شفتيه يقبلها بجنون ولهفة لمدة لم يعلما مداها غرقا خلالها فى بحور عشقهم الوليد ليفترقا بعدها بانفاس منقطعة لاهثة لعدة لحظات قال عاصم بعدها بشغف وهو يتلمس شفتيها بانامله بصوت لاهث

= عارفة لما قلت ليا انك مش طايقة لمستى ليكى  و قلتلى انك عاوزة تسبينى انا حسيت بايه وقتها  كانك كنت بتسحبى منى روحي ببطء وانا مش قادر حتى اقاوم واقولك لا

هزت راسها بالم هامسة له بأسف

= غصب عنى مقدرتش استحمل تكون مع غيرى وفي حضنها تعيش معها كل اللى كنت بحلم بيه لنفسى معاك انا كنت بموت لما....

وضع عاصم يده فوق شفتيها يسكتها قائلا بحزم

= وحياتك عندى لهندمها على كل لحظة اتوجعتى فيها بسببها هخليها تجيلك لحد عندك تطلب منك السماح ومطلوش وبقاش عاصم السيوفى لو ده محصلش

انحنت فجر عليه تقبله فوق شفتيه برقة تهمس فوقهم 

= وانا مبقاش يهمنى حاجة ولا عاوزة حد غير عاصم السيوفى وبس

زفر عاصم بقوة يغلق عينيه يهمس بشغف

= يخرب بيت عقلك يا فجر انتى عارفة كلامك ده بيعمل فى قلبى ايه دلوقت 

ابتسمت فجر بدلال تنحنى هامسة فى اذنه برقة 

= لا مش عارفة يا عيون فجر فياريت تعرفني

نهض عاصم سريعا يحملها بين ذراعيه يتجه بها الفراش مرة اخرى يزمجر فى وجهها

= شكلك هتتعبينى معاكى يابنت السيوفى  بس مش مشكلة ادمنا الليل طويل هقولك فيه كل اللى عاوزة تعرفيه وبرااااحتنا خالص

ليمضى ليلهم كله يخبرها بكل مايملك من خبرة وشغف وشوق لها ما تحتاج معرفته وجعلها تقتنع اقتناعا تام به ايضا

               ❤☺❤☺❤☺❤

صباحا اجتمعت عائلة السيوفى جميعها حتى عاصم المندمج فى حديث يخص الاعمال مع رجال العائلةبينما فجر والتى جلست بجواره بوجه شديد الشحوب بعد رؤيتها لمشهد الطعام المتراص امامها تقاوم رغبتها للنهوض سريعا والاستسلام لمعدتها الراغبة فى التقئ حالا لكنها اخذت تحاول تجاهل الامر حتى لاحظت عواطف شحوبها هذا تسألها بقلق

= مالك يا حبيبتى لسه برضه حاسة بالتعب

انتبه عاصم فورا لحديثها ليقطع الحديث الاعمال الدائر يلتفت اليها بلهفة وقلق يسألها

= تعبانة ازاى فيكى ايه بيوجعك ؟

وبينما هو يتحدث اخذت يديه تجس جبهتها بقلق وحيرة لتسرع فجر لطمئنته بخفوت

= مفيش حاجة يا عاصم متقلقش كده كل الموضوع كان شوية برد وراحوا

ارتفع صوت نادين بلغظة وحقد ومن رؤيتها لهفة الشديد عاصم قائلة 

= لما هو راح وانتهينا كنتى بتوجعوا دماغنا ليه انتى وامك بكلامكم الفارغ ده 

هب عاصم واقفا بغضب يصرخ بها بشراسة 

= انتى ايه دخلك اصلا باللى بيحصل انتى تقعدى مكانك تاكلى زيك زى الكرسى اللى قاعدة عليه مش عجبك يبقى ماشوفش وشك معانا على سفرة واحدة

اتسعت عينيها بصدمة من شدة اهانته لها لكنها لم تجد امامها غير حل واحد تلجأ اليه دائما دموع التماسيح تلتفت الى جدها باكية تستغيث به

= عجبك يا جدو كده عجبك يكلمنى بالشكل ده ادامك 

رفع عبد الحميد راسه لها ليسود الصمت انتظارا لحديثه القادم لتتسع الاعين دهشة حين تحدث بكل هدوء دون ان يلتفت لها 

= اللى قاله عاصم صح مش عاجبك الكلام تقدرى تبقى تكلى لوحدك لو تحبى 

شعرت نادين برغبة حقيقة فى البكاء هذه المرة تسعر بالاهانة الشديدة لكنها ظلت فى مكانها تخفض راسها بخزى بينما امها اخذت ترتب خفية فوق يديها مواسية خوفا من تعنيفها هى الاخرى ان تمت رؤيتها 

ظلت فجر تتابع ما يحدث باهتمام لكنها وعكس المتوقع لم تشعر بالسرور او الفرح وهى ترى نادين تسقى من نفس الكأس الذى ظلت تسقى هى منه لسنين طوال بل شعرت بالشفقة عليها فهى اعلم الناس جيدا بهذا الاحساس وما يكسره فى النفس لتظل تجلس بصمت لعدة لحظات اعلنت خلالهم معدتها التمرد عليها تتصاعد الرغبة فى التقىء لجوفها تسرع فى النهوض سريعا تجرى فى اتجاه الخارج تتعثر فى خطواتها هربا فى اتجاه الحمام .......

وقف عاصم خارج الحمام يستند بجهبته فوق اطار باب الحمام المغلق يستمع الى تهأوتها المتألمة من الداخل بينما الجميع ملتفين حوله ما بين قلق وغير مهتم وفضولى

ليصرخ فجاءة يدق الباب بغضب 

= هما قافلين الباب ليه مس عاوزنى معاها ليه 

اقترب منه عبد الحميد بضعف قائلا بهمس

= ماهو يا بنى مايصحش لينظر نظرة ذات مغزى الى شهيرة ونادين وثريا والوافقات يكاد الفضول والتساؤل ان يقفز من عينيهم قفزا ليكمل بهدوء 

= وبعدين انا كلمت سيف يطلب الدكتور وزمانه جاى فى السكة متقلقش كده 

زفر عاصم بقوة بنفاذ صبر لكنه ماان سمع تأوه  اخر منها يصل الى مسامعه يضرب اخر حصونه من الصبر ليهتف 

= لا انا مش هفضل واقف مكانى كده 

فتح الباب على اتساعه لتتسمر قدميه برعب وهو يراها تركع على ارضيه الحمام تفرغ كل ما فى جوفها فى الحمام تجاورها والدتها والدته تحاول التهوين عليها لتسرع قدميه اليها يركع هو الاخر بجوارها يراقبها بقلة حيلة حتى انتهت نوبة غثينها تتأوه بضعف فاخذها بين ذراعيه يضم جسدها الضعيف اليه راسها يستريح فوق صدره بينما اخذ هو يزيح خصلات شعرها عن وجهها المتعرق بشدة يهمس لها محاولا التهوين عليها 

تقدم عبد الحميد اليهم قائلا بقلق

= اطلع بيها يا عاصم على جناحكم لحد ما الدكتور يجى ويقولنا نعمل ايه

هز عاصم راسه بالموافقة يقبل جبهتها بحنان وهو يرفعها بين ذراعيه تضع راسها فوق كتفه باعياء مغادر يتبعهم الجميع معاد تلاثى الشر 

والتى هتفت نادين فور مغادرتهم تتابع بغل قائلة 

= شوفتوا مرعوب عليها ازاى وكان هيموت علشانها من خوفه عليها 

التمعت عينى شهيرة بشر قائلة  

=هو ده بس اللى اخدتى بالك ومختيش بالك من المصيبة التانية 

التفتت اليها نادين بتساؤل تهتف

= مصيبة ايه انا مخدتش بالى من حاجة غير سى عاصم ولهفته عليها

لم تعيرها شهيرة انتباهاتضيق عينيها بتفكير وشرود لتتلتفت نادين الى والدتها تراها شاحبة شاردة هى الاخرى لتسألها بفضول وقلق 

= عمتو بتقصد ايه ياماما مصيبة ايه اللى حصلت 

اجابتها ثريا بتوجس وخشية وهى مازالت تنظر امامها بشرود  

= مصيبة يا نادين لو طلعت حقيقى هنروح كلنا فى داهية

            🖤🖤🖤🖤🖤        

ابتسم الطبيب فى وجه فجر المستلقية بضعف بعد انتهاءه من الكشف قائلا بعملية 

= مفيش اى داعى للقلق يا مدام فجر ده شيئ طبيعى وخصوصا فى الشهور الاولة

اتسعت عين فجر بذهول تساله بعينيها ليومأ الطبيب لها قائلا بمرح 

= ايوه يا ستى مبرووووك انتى حامل بس مش هقدر احدد فى الكام بالظبط ده بقى تقولهولك الدكتور بتاعتك

ارتفعت صيحات الفرح من عواطف وصفيه فور انتهاء الطبيب من حديثه تسرع كل منهم فى تقبيلها بسعادة تهتف عواطف ودموعها تسبقها 

=مبرووك يا حبيبتى ياارب يكمل حملك على خير ياارب 

ثم تحتضنها بين ذراعيها بقوة فتنهض صفية تسرع فى اتجاه الباب تفتحه وهى تهتف بسعادة الى عاصم وعبد الحميد منتظرين ف الخارج بقلق 

= مبروووك يا حبيبى مبروك ياعاصم اخير فرح بولادك يا حبيبى 

اسرعت تجذبه اليها تحتضنه بقوة وبينما ظل هو ينظر بجمود امامه اسرع عبد الحميد الى داخل الحجرة تتبعه صفية يهتف بسعادة شديدة كمن ملك السماء بين يديه 

= الف حمد وشكر لله اخير هشوف ولادكم وهفرح بيهم  قبل ما اموت

فاخذ يتحدث الى الطبيب الواقف مكانه يسأله  عن كل التفاصيل بفضول لهفة اجابه عنها بصبر غافلين عن عاصم والذى اخذ يتقدم الى الداخل ببطء عينيه مسلطة فوقها هى فقط لاغير تتابع عينيه كل تعبير يرتسم فوق وجهها تتقابل عينيهم بينهم حوار دائر باكثر من سؤال غافلين عن خروج الطبيب وثرثرة الجميع الفرحة حتى لاحظوا  نظراتهم هذه لبعضهم وصمتهم الشديد لتنحنح عبد الحميد موجها حديثه لصفية وعواطف يغمز لهم خفية  قائلا بهدوء 

= طيب احنا نخرج دلوقت ونسيبهم مع بعض عما ترحوا تجهزوا اكلة كويس كده لفجر تعوض فطار الصبح

اسرعت عواطف وصفية بالموافقة يسرعوا فى المغادرة تاركين عاصم وفجر ومازالت عينيهم تتواصل غافلين عن كل ما يحدث حتى عن خروج الجميع مغلقين خلفهم الباب بهدوء شديدة

            💖💖💖💖💖💖  

يادى المصيبة السودا اللى وقعت فوق دماغنا

اخذت شهيرة تردد تلك الكلمات تجوب الغرفة بخطوات عصبيبة مجنونة منذ خروج الطيب واستفسرها منه عن حالة فجر ليقع الخبر فوقهم جميعا كصاقعة مميتة ومن وقتها وهى على هذا الحال ليسألها سيف ببرود شديد يجلس فوق الاريكة براحة 

= وانتى ايه اللى يزعلك فى كده يا ماما ولا كنتى انتى كمان فاكرة انى جدك هيكتبلك كل املاكه 

توقفت خطوات شهيرة  تلتفت اليه ببطء تتطاير الشرار من عينيها لتصرخ به بغضب 

= انت تخرس خالص  دلوقت مش طالبة غباءك ده دلوقت 

نهض صلاح فوق قدمه يقترب منها قائلا بلهفة 

= سيبك منه يا شهيرة دلوقت وخليكى معايا لازم نفكر هنعمل ايه دلوقت فى المصيبة دى 

صرخت نادين بغل 

= ودى محتاجة تفكير يا اونكل هنخلص من الحمل ده طبعا ونخلص من بنت الخدامة كمان لو قدرنا معاه

التفت صلاح اليها قائلا بعقلنية وهدوء 

=مينفعش نقول اى كلام المرة دى مش مش متحملة اى غلطة هتودينا كلنا ورا الشمس نعقل كده ونهدى ونفكر كويس هنعمل ايه

اسرعت ثريا تؤيد حديثه قائلة 

= صح كلامك يا صلاح المرة دى كلنا لازم نفكر كدماغ واحدة المصيبة المرة دى كبيرة علينا كلنا

هم صلاح بالرد عليها لكن وصل الى مسامعه صوت خطوات قادمة ليصمت فور يشير الى الجميع بالصمت والتصرف بطبيعية ولم تكد تمر لحظات حتى دخل الى الغرفة تتبعه صفية يحدثها قائلا باهتمام 

= كنتى روحتى معاها يا صفية علشان تساعديها 

صفيه وبهدوء

= اطمن عليك بس وهروح ليها حالا

ضحك عبدالحميد بفرحة وسرور 

= متقلقيش عليا انا حاسس كانى شاب فى العشرين اخيرا يا ولاد اخيرا حلمى هتحقق وهقدر اطمن على مجهود وتعب السنين مع ابن عاصم اللى هيشيل اسم السيوفى اخيرا كل الثروة والشركات ده هسيبها وانا مرتاح ان اسم السيوفى هيفضل عليها اخيرا هي....

قاطعت صفية حديثه المندفع بعد لرؤيتها لوجوه المحيطة بهم وقد انقلبت الى السواد بعد حديثه المندفع هذا قائلا بلهفة تحاول تغير مجرى الحوار بعيدا عن هذا الحديث الشائك

= ايه رايك تطلع ترتاح فى جناحك علشان لو حبيت تيجى معانا لما نروح لدكتورة 

نهض عبد الحميد فرح كطفل صغير  تم وعده باخذه الى نزهته المفضلة يهتف غبطة شديدة 

= بجد يا صفية ممكن اجى معاكم زاى ما قلتى 

ادارت صفية عينيها بقلق فى كل تلك الوجوه المتابعة بحقد ونظرات سامة لحوارهم تجيبه بتلعثم راغبة تسرع فى انهاضه من فوق مقعده ترغب فى اخراجه من الغرفة حالا قبل ان يعود الى حديثه السابق مرة اخرى  

= ايوه يا بابا تعالى اساعدك توصل لجناحك ترتاح فيه لخد ما بجى الميعاد 

اطاعها عبد الحميد تسير معها بخطواته البطيئة بضعف حتى خرجوا من  الغرفة لتصرخ نادين فور خروجهم بفترة اطمئنت خلالها عن ابتعادهم 

= شوفتوا بيقول ايه لسه مستنين ايه لما يكتب كل حاجة لعاصم وابنه ونروح كلنا ورا الشمس 

ضيق صلاح ما بين عنينه قائلا باقتضاب 

عندك حق يا نادين الوضع كده مابقاش ينفع معه سكوت ولازم نتصرف فورا

ثم اخذ الخديث يدور بيهم عما حدث وسيحدث غافلين عن ذلك الجالس بصمت يتابع حديثهم باهتمام دون ان بشارك بحرف واحد فى الحوار

              💔💔💔💔💔💔

الثامن والعشرون


وقف ينظر اليها بوجه خالى من التعبير لاترى اى لمحة من السعادة فوق وجهه بل كل ما تراه هو غموض يرتسم فوق ملامحه فاخذت ضربات قلبها تتقاذف بداخل صدرها تراقب تقدمه منها بعيون متسعة خائفة مما هو ات تهيئ نفسها لكلماته القادمةمهما كانت 

تراه هو يجلس جوارها فوق الفراش بصمت يخفض راسه ليظلا على هذا الحال عدة لحظات لتشهق بصدمه حين اقترب منها عاصم فجاءة ينحنى فوق بطنها يقبلها قبلة طويلة ثم يتنهد بعمق قبل ان يرفع عينيه اليها تخطف نظرته تلك دقات قلبها منها فما رأته لم يكن تحلم به فى اقصى احلامها طموحا فبداخلهم رأت اقصى درجات الفرح والسعادة مشاعره تتداخل بقوة وعنف بهم تسمعه يهمس لها بتوتر

=فجر اسمعينى كويس انا مكنتش عاوز ده يحصل دلوقت فى الوقت الحالى على الاقل كنت عاوز الامور كلها تتحل مابينا قبلها

صمت لبرهةتراه فى حالة من التخبط لم تراه عليها من قبل ليهتف بعدها بلهفة 

= بس غصب عنى يا فجر مش قادر مفرحش مش قادر اعرف ان فى حته منى جواكى بتكبر يوم ورايا يوم مش قادر ومفرحش يا فجر

ليخفض راسه مرة اخرى يقبل بطنها ولكن تلك المرة برقة وحنان يضع راسه فوقها برفق يكمل بهمس

= انا عارف ان كلام صوفيا لسه ماثر فيكى بس اقسم لك يا فجر انى مش عاوز من الدنيا دى كلها غيرك انتى وابننا اللى جاى وبس ولو طلبتى حالا انى اتنازل عن كل حاجة ونسيب القصر ده كله مش هتردد ثانية واحدة انى اعملها بس مش عاوزك .....

قاطعت فجر حديثه تهمس باسمه برقة وحب ليرفع راسه اليها ببطء ينظر اليها بتساؤل قلق فرفعت اناملها تتلمس ملامحه برقة وحنان تهمس له  

= ولو قلتلك انى اسعد واحدة فى الدنيا فى اللحظة دى لحظة معرفت انى شايلة حتة منك جوايا وان الدنيا مش سايعنى من الفرحة  دلوقت 

اعتدلت فور تحتضنه بقوه اليها تهمس 

= انا مش عاوزك تفكر غير فى ده وان اى كلام اتقال قبل كده اتمحى من عقلى  لحظة ما اعترفت بحبك ليا وده كان كفاية عندى يا عاصم 

اخذ عاصم يقبل وجهها بجنون ولهفة ليهتف بعدها 

= يعنى انتى مصدقة انى مش عاوز غيرك وبس وانى مستعد اهد الدنيا دى علشانك فى ثانية وانك عيونى وحياتى وقلبى وكل اللى ليا بحبك يافجرى بعشقك 

ضحكت فجر بمرح ثم تهز كتفها بدلال 

= عارفة بس ده ميمنعش انى احب اسمعها كل شويه 

امسك عاصم بوجهها بين كفيه يقبلها بشغف هامسا

= هقولها كل يوم وساعة ودقيقة وثانية من حياتنا قولها لحد ماتزهقى وتقوليلى كفاية

همست هى الاخرى امام شفتيه بحنان ورقة 

= وانا استحالة هزهق منها ابدا 

ابتسم لها بحنان ينحنى فوق شفتيها يقبلها برقة يهمس من بين كل قبلة واخرى بعشقه وحبه لها لوقت طويل لا يعلم مداه لم تمل خلاله من سماعها حتى ولو للحظة واحدة

     🌹❤🌹❤🌹❤🌹❤🌹 

فى مدينة نيويورك داخل احدى المقاهى جلست صوفيا بانهيار تنظر امامها بصدمة بينما صديقتها اخذت تحاول التهوين عليها قائلة 

= انتى متاكدة ان الموضوع مفيش فيه غلط ممكن يكون يعنى ... 

قاطع صوفيا حديثها تصرخ بحدة جعلت جميع انظار رواد المقهى تلتفت لهم 

= غلط ايه ما انتى شوفتى الفاكس بعنيكى شالنى خالص من الشركة اتطردت بره فاهمة يعنى ايه شركات السيوفى تفصلنى من الشركة يعنى استحالة حد يشغلنى هنا تانى

صديقتها بقلق 

= ولا عند حد من منافسينهم تقدرى انك ....

قاطعتهاصوفيا بضحكة مريرة 

= انتى بتصدقى كلمة منافسين الكل عارف عاصم وبيخاف منه ومعنى انه استغنى عن حد بالطريقة اللى عملها معايا دى يبقى الخبر انتشر فى كل سوق الاعمال وممنوع واستحالة انه حد يشتغلنى حتى ولو من منافسيه زاى ما بتقولى وياويله اللى يخالف الاوامر دى 

صديقتها بأسف وندم 

= قلتلك بلاش تلعبى معاه اهو فى الاخر خسرتى كل حاجة ادامه حتى اللى كنتى خايفة عليه

انفجرت صوفيا فى البكاء قائلة بمرارة 

= مكنتش اتخيل فى اسوء كوابيسى ان دى تكون نهايتى انا مش عارفة اعمل ايه 

انحنت صديقتها ترتب فوق يدها قائلة بأمل 

= مش ممكن تسافرى تتفهمى معاه تحاولى على الاقل تقللى خسايرك وانه يسمحلك بشغل بره مجموعة السيوفى

التمغت عينى صوفيا بأمل للحظة لينطفىء مرة اخرى 

= ده فى حالة لوكان سبب خروجى من المجموعة اللى حصل بينا فى اليونان بس لو كان بسبب اللى عملته مع مراته اعتقد يبقى مستحيل ده ممكن يقتلنى لو شافنى ادامه

حاولت صديقتها بث الامل فيها تسرع قائلة 

= بس اهو يبقى حاولتى وحاولى تدخلى السيوفى الكبير فى الموضوع مش بتقولى صديق لوالدك  انا لو منك مضيعش الفرصة دى ابدا 

عادت عينى صوفيا تلتمع بالامل تهتف قائلا 

= صح عندك حق يبقى اروح للسيوفى الكبير على طول وعاصم استحالة يرفض له طلب مهما كان 

لتنهض واقفة تحمل حقيبتها هاتفة 

= يبقى مش لازم اضيع ثانية واحدة وانزل مصر فورا


            ❤❤❤❤❤


تجمع ثلاثى الشر بعد خروج فجر وعاصم تصحبهم والدة كل منهم وعبدالحميد المتحمس كطفل صغير لذهاب الى الطبيبة لاطمئنان على فجر وحملها ليسود الصمت الشديد بينهم كل فى افكاره ضائع بداخلها حتى هتفت ثريا بغل وعصبية  

= انتوا هتفضلوا ساكتين كده ما تقولوا حاجة 

تنهدت شهيرة بقلة حيلة وحزن

= يعنى عوزانا نتكلم نقول ايه يا ثريا ما المصيبة حصلت واللى كان كان

تنهدت ثريا هى الاخرى تضع يدها تحت خدها صامتة وما ان رأت نادين حالة الاستسلام التى اصبحوا عليها حتى هبتمن مكانها  قائلةبغضب 

= يعنى ايه خلاص هتسيبوا بنت الخدامة تاخد كل حاجة هى والمحروس ابنها انتوا مسمعتوش بيقول ايه هكتبله كل حاجة فاهمين كل حاجة لتصرخ بكلمتها الاخيرة 

لترفع شهيرة ملوحة بها بعدم اكتراث 

= مقلش كده وبعدين فى اسوء الاحوال هيكتبله الشركات واحنا باقى الاملاك مش خسرانين كتير يعنى 

=لاا خسرانين يا ست شهيرة

هتف صلاح بتلك الكلمات بينما يدلف لداخل الغرفة عينيه تشتعل بنيران قادرة على احراق عالم باكمله من شدة توهجها وجهه شديد الاحمرار عروقه نافرة بشدة لتسرع شهيرة  تساله بلهفة وقلق 

= مالك يا صلاح ايه اللى حصل يخليك بالشكل ده 

صرخ صلاح بجنون وهو يدور بداخل الحجرة كنمر حبيس متلهف لانقضاض على اى فريسة ينهش منها ليفرغ كل مايشعر به غضب  فى تلك اللحظة

=ابوكى كلم المحامى النهاردة الصبح يجهزله الورق علشان هيكتب نص املاكه لفجر والنص التانى نصه لعاصم والباقى لينا كلنا فاهمة ربع التركة علينا كلنا ابوكى خرف ياشهيرة عاوز يرضى ضميره من وحقى وتعبى كل السنين ده معاه

ليتلفت لهم جميعا يدير عينيه بينهم بجنون 

= دانا اقتله واخلص منه قبل ما يعملها فاهمين هقتله ومحدش ليه حاجة عندى ساعتها 

ثم التفت يغادرا الغرفة سريعا تتبعه شهيرة بخطوات سريعة متلهفة بينما وقفت نادين وثريا بصمت تتابعان مغادرتهم لعدة لحظات حتى همست ثريا بتوجس 

= تعتقدى فعلا ممكن يعملها 

نادين بخبث 

= وحتى لو معملهاش احنا نساعده يعملها 

ثريا برعب وهستريا

= انتى اتجننتى يا نادين ايه اللى بتقوليه ده 

التمعت عينى نادين بحقد تضغط على كل حرف يخرج من فمها

= اللى سمعتيه مانا مش هستنى لما كل حاجة تضيع منى وتروح لبنت الخدامة كفاية اووى عاصم اللى سلمته لها على طبق من فضة مش هسيبلها ميراثى كمان 

           💀💀💀💀💀💀💀💀


اخذت شهيرة تحاول تهدئة صلاح والذى اخذ يدور فى انحاء الغرفة كثور هائج بيرطم بكلمات غير مفهمومة رافضا اى حديث معها حتى سمعت دقات فوق الباب ليدلف سيف داخلا يسأل بفضول 

= فى ايه مالكم حال القصر مقلوب ليه

لينظر فى اتجاه والده يراه على تلك الحالة ليكمل ببرود وسخرية 

= خير يابابا حصل ايه تانى غير طبعا خبر حمل فجر 

انفجر صلاح كمن وجد الفرصة امامه لتفريغ كل غضبه واحباطه فيه صارخا

= ااه وانت بقى يهمك حاجة ولا حد خلاص بقيت شارى دماغك وسيبنا احنا للبلاوى والقرف جتكم الهم خلفة تعر

اسرعت شهيرة تهتف

= جرى ايه باصلاح هو الولد عمل ايه لكل ده ولا انت مش لاقى حد تطلع فيه غلبك

ثم التفتت الى سيف تاخده من يده تتجه به فى اتجاه الاريكة تجلس وتجلسه بجوارها واخذت تقص عليه كل ماحدث ليظل سيف يستمع اليها بأهتمام لبضع لحظات ثم التفت الى ابيه يسأله 

= وانت متاكد من كلام المحامى مش ممكن يكون عاوزه لسبب تانى

زفر صلاح بغيظ قائلا 

= لا يا ابن امك متاكد من كلامه مان بقالى فترة مظبطه هدايا وعمولات علشان لما احتاجه القاه وبصراحة الراجل متاخرش اول ما جدك كلمه اتصل بيه على طول يبلغنى 

هز سيف راسه بتفهم فهم بسؤال اخر ليقاطعه صوت دقات سريعة فوق باب الغرفة فاسرعت شهيرة بفتح الباب فترى نادين الواقفة امامه لتسألها شهيرة بقلق 

= فى ايه يا نادين جدك رجع مع اللى ما يتسموا ؟

هزت  نادين راسها بالنفى تدخل الى الداخل بخطوات سريعة تهتف 

= لا بس كان عندى اقتراح كده وحبيت اخد رايكم فيه 

ضيق الجميع مابين عينيهم بتوجس ينظروا اليها فى انتظار باقى كلماتها لكنها وقفت تدير عينيها فى الغرفة تتأملها بفضول ليصرخ بها صلاح بغضب 

= ما تنطقى يا نادين عاوزة ايه ولا هو ده وقت تتأملى فيه ديكور الجناح

ابتسمت نادين بمرح تتجه الى الاريكة تجلس بجوار سيف قائلة بغموض

= انا لقيت الحل لكل اللى احنا فيه حل لو اتنفذ صح وتوقيت صح كل حاجة هتبقى بتاعتنا وبس لحد ما يقابل جدو وجه كريم وساعتها التركة هتتقسم بالمظبوط

التمعت عينى صلاح يتجه اليها يسألها بلهفة 

= وايه هو الحل ده الحقينى بيه

اخذت نادين تتلاعب بخصلات شعرهاتضع قدما فوق الاخرى تهزها براحة لعدة ثوانى مرت كدهر على الموجودين قبل تتحدث بصوت خفيض وببطء حتى تصل كلماتها اليهم جيدا

= حجر* هنرفع على جدو قضية حجر واعتقد مفيش اى محكمة هتشوف اللى هو عاوز يعمله ده طبيعى وخصوصا انه خلاص كبر فى السن وبمعنى تانى بدء يخرف

التمعت عينى صلاح بالجشع يهتف هو الاخر 

= برافو عليكى يا بت يا نادين واوقات كنت بتمنى بنت زيك مش خيبة الامل اللى قاعدة جنبك

اشتعل وجهه سيف لاحمرار من قسوة كلمات والده عليه لكنه فضل الصمت فليس الان هو وقت الحديث ليظل جالس يحاول رسم الهدوء على وجهه كمن اعتاد الاهانات دائما

لكن جاء الانفجار من شهيرة تهتف بغضب ورفض 

= لا طبعا انتوا بتقولوا ايه عاوزنى اقف ادام ابويا فى المحاكم وقول عليه خرف ده كان يموت فيها 

تبادل صلاح ونادين النظرات فيما يبنهم بامل ان تتحقق كلماتها ولكن لم ينطقوا بها اذ اسرع صلاح يجلس بجوارها قائلا بصوت ضعيف متألم 

= لا انا اللى اموت يا شهيرة بحسرتى وانا شايف ابوكى بيرمى شقى عمرى فى حجر بنت عواطف عواطف اللى كانت عاوزة تسرقنى منك زمان وانا رفضت علشان حبى ليكى وبيتى اللى مرضتش اخربه رغم انك عارف اد ايه عواطف جميلة وتغرى اى راجل بجمالها علشان تيحى دلوقت انتى يا حب عمرى وترفضى تضحى علشانى بتضحية صغيرة 

اخفض راسه بهزيمة واستسلام فلم تتحمل شهيرة رؤيته على هذا الحال فاسرعت بضمه هاتفة بحب 

= ابدا يا حبيبى دانا اضحى علشانك بنفسى مش بابويا اللى تشوفه صح انا موافقة عليه ومعاك فيه مهما كان

رفع صلاح راسه من فوق كتف سهيرة يغمز بانتصار الى نادين وسيف الجالسين يشاهدان مايحدث بعيون متسعة بانبهار من تلك القدرة العالية عند صلاح فى قلب الباطل حقا فى بحركة واحدة لم تستغرق منه ثوانى 

لكن لم يعلق اخد منهم لشيئ لتنهض نادين قائلة بحماس

= كويس اووى يبقى يا اونكل تشوف محامى بسرعة وطبعا مش محتاج توصيه يبقى بعيد تماما عن شركات السيوفى يغنى محامى اول مرة تتعامل معاه وتخليه يبدء الاجراءات فورا

نهض صلاح هو الاخر قائلا بهدوء  

= تماما وانا هكلم محامى جدك يحاول يماطل شوية فى الاجراءات لحد مانا نرفع القضية ونوقف بيها كل حاجة 

هزت نادين راسها بالموافقة ثم القت بتحية المساء مغادرة ليظل بعد خروجها الصمت سادا فى الغرفة كل فى افكاره الخاصة 

             $$$$$$$$$$$


=على فكرة الدكتورة دى بستعبط 

همس عاصم بتلك الكلمات فى اذن فجر الجالسة بجواره يمسك بيدها بين كفيه اثناء استماعهم لحديث الطبيبة فيما يخص المحظور والممنوع خلال شهور الحمل الاولى 

اشتعلت وجنتيها بشدة فور نطقه لهمسه هذا

تدير بصرها بين الحضور بخجل وهى تضغط على يده بتوتر تراهم مندمجين فى حديث الطبيبة اكثرهم منهم شخصيا ليهمس لها مرة اخرى 

= طب بذمتك اقوم اخنقها دلوقت بتقولى ابعد عنك لحد ماهى تقول هو حملك ده هيجى على دماغى انا ولا ايه 

التفتت اليه تهمس له باستعطاف باسمه حتى يصمت خوفا ان يسمعه الاخرون لكنه تجاهلها تماما يرفع صوته موجها حديثه لطبيبة مقاطعا سيل تعليماتها قائلا بحزم 

= معلش سؤال يعنى استنى اذنك بخصوصنا انا وفجر ليه؟؟

ساد الصمت ارجاء الغرفة فور نطقه لسؤاله هذا تمنت فجر وقتها لو تنشق الارض وتبتلعلها من شدة خجلآ لكن الطبيبة كان لها رأى اخر اذا اسرعت تخبره بصوت عملى سريع كمن اعتادت الاجابة عن هذا السؤال

=  فى شهور الحمل الاولى بنحب ناخد احتياطنا فى كل حاجة علشان كده طلبت منكم الطلب ده لتبتسم وهى تكمل انا عارفة انكم لسه عرسان جداد بس الاحتياط لازم فى الوقت ده 

هز عاصم راسه موافقا على مضض ليظل يسألها بعدها فى كل ما يخصها ويخص تعليمات الغذائية والدواء الخاصة بها حتى مرت الزيارة شعرت فجر ان الطبيبة على حافة الصراخ من كثرة اسئلة عاصم كانه ينتقم منها كما قال سابقا 

وجهت الطبيبة الحديث الى فجر قائلة بصبر 

= وانتى يا مدام فجر ياريت اشوفك كمان اسبوعين بس لو حسيتى باى مشكلة اى عارض تجيلى فورا

ليهب عبد الحميد هاتفا بلهفة 

= ليه يا دكتور انتى شايفة فى مشكلة او حاجة 

هزت الطبيبة راسها بالنفى قائلة

= ابدا ده اجراء طبيعى مع اى حمل ومع تقدم الحمل بتزيد المدة اللى بين كل متابعة وتانية يعنى مفيش قلق ابدا 

عبد الحميد بلهفة 

= طيب وهنقدر نعرف نوع الجنين امتى علشان... 

قاطع عاصم حديثه يهتف عاصم بقوة وحزم

= مش هنعرف نوع الجنين دلوقت ياجدى انا وفجر عوزة مفاجئة وقت الولادة

التفت الى فجر يسألها ضاغطا فوق يدها يهمس لها برقة وحنان

= مش كده يا فجرى 

نظرت فجر فى عينيه ترى نظرة الحنان والحب الموجهة لها هى فقط لتهز راسها بالايجاب ببطء تبتسم له بحب لكن عبد الحميد لم يستسلم قائلا بأمل 

= ليه يا عاصم خلينا نعرف...  

قاطعت صفية الجالسة بجوار بصمت حتى استدعى الموقف حديثها حديثه قائلة بهدوء 

= سيبهم براحتهم يا بابا وبعدين ولد ولا بنت هتبقى فرحتنا بيهم واحدة ولا ايه 

اسرع عبد الحميد يهز راسه بالتأكيد يهتف بلهفة 

= طبعا. طبعا يا يا بنتى انا كل منايا اشوف ولادهم وبس 

نهضت فجر تقف على قدميها تتجه اليه تقبله بحب وسعادة

= ربنا يخليك لينا يا جدو ياارب 

ابتسم عبد الحميد لها بحب يرتب فوق وجنتها بحنان

= ويخليكى ليا انتى وعاصم ياارب


             **********

بعد انتهاء زيارة الطبيبة مرت رحلة العودة سريعا ليدخلوا جميعا من باب القصر باتجاه غرفة الاستقبال بينما اخذ عاصم يؤخر فى خطواته حتى ضمن دخول الجميع وما ان همت فجر ان تتبعهم هى الاخرى حتى مد يده يشدها اليه فوق صدره يلف ذراعيه حول خصرها يضمها له لتصرخ فجر  من المفاجئة فوضع يده فوق فمها برقة يهمس 

= وطى صوتك هتلمى عليا البيت كله ايه  هتبقى انتى والدكتورة المفترية دى عليا النهاردة 

رفعت فجر عينيها اليه ترتسم الضحكة بيهم تحرك حاجبيها بمرح فانزل عاصم كفه عن فمها يتظاهر بالحزن قائلا 

= يعنى انا مش صعبان عليكى خالص 

ارتفعت فجر فوق رؤوس اصابعه حتى تقبله على وجنته برقة قائلة بمرح 

= لا ازاى ده انت صعبان عليا جداا وبصالحك اهو 

اخفض عاصم عينيه لها يسألها باستهجان 

= هو انتى كده بتصالحينى انتى هستعبطى يا فجر 

ابتسمت فجر له تساله بدلال 

=اومال عاوزنى اصالحك ازاى

شدد عاصم من احتضانه اليها يخفض شفتيه الى شفتيها يلتهمهم بلذة وشغف يقتل شوقه اليها بقبلته المجنونة تلك تبادله هى اياها بنفس الشوق والشغف غائبين عن كل ما حولهم 

حتى تصاعد صوت حاد يهتف من اعلى الدرج 

اعتقد ان ليكم جناح تعملوا فيه المسخرة دى 

رفع عاصم وجهه ببطء ينظر باتجاه صاحبة الصوت والتى لم تكن غير نادين الواقفة اعلى الدرج ترتسم كل الوان الغيرة والحقد فوق وجهها ليظل ينظر اليها عدة لحظات ببرودة ولا مبالاة ثم يلتفت الى فجر الواقفة بتوتر وخوف من تصاعد الموقف قائلا لها بصوت عالى مرح متجاهلا نادين تماما

= تعالى يلا ندخل ليهم وبلاش وقفتنا هنا اصل هبت فجاءة علينا ريحة مش كويسة كده مش عارف جت منين

ليضمها اليه بين ذراعيه مغادرا معها البهو بأتجاه غرفة المعيشة تاركين نادين خلفهم تشتعل بنيرانها اكثر مما كانت حتى كادت ان تتفحم من داخلها من شدة غيظها وحقدها

           💕💕💕💕💕💕💕

التاسع والعشرون


عاصم 

قامت فجر بالنداء على عاصم المستلقى فوق الاريكة بعيد عن فراشهم فهو منذ صعودهم الى جناحهم اصدر فرمان غير قابل للنقاش بنومه فوق الاريكة تاركا لها الفراش باكمله لها فاخذت تحاول اسناءه عن قراره هذا لكنه رفض بشدة يبرطم بخفوت بكلمات فهمت منها احدى الشتائم التى خص بها الطبيبة لتقرر الصمت فى الوقت الحالى لكنها لم تستسلم فبعد خلودهم للنوم بعدة لحظات قامت بالنداء عليه بدلال ورقة ولكن بمجرد نطقها به

حتى هب عاصم جالسا يلقى الاغطية ارضا يهتف بحنق

= يادى الليلة اللى مش عاوزة تفوت فى ايه فجر نامى بقى وارحمينى 

اعتدلت فجر هى الاخرى قائلة بنفاذ صبر

= مش عارفة انام خالص

قفز عاصم من فوق الاريكة يسرع لها يسألها بقلق

= ليه مالك فى حاجة بتوجعك؟ حاسة باى حاجة ؟

يتبع حديثه بجلوسه بجوارها يمسك يدها لتجذبه باتجاهها تهمس بلوم لطيف

= مش عارفة انام وانت مش جنبى اخدت على نومى فى حضنك  

طاوعها عاصم فى جذبها له عينيه لا تفارقها حتى كاد ان يستلقى بجوارها لكنه فجاءة توقف يجذب يده من يدها ينهض واقفا وهو يهتف 

= اعمل ايه هو ده الحل الوحيد علشان ننفذ كلام الدكتورةال... ولا بلاش ليكمل باستعطاف ساعدينى يافجر علشان خاطرى مش هيبقى انتى وهى عليا

تصنعت فجر الحزن تهز كتفها باستسلام هامسة 

= خلاص يا عاصم خليك على راحتك 

تلقى بنفسها فوق الفراش تستلقى عليه  تعطى له ظهرها لتظل ساكنه عدة لحظات حتى اتت حركة بجوارها تتدل على استلقاءه بجوارها لتبتسم خفية بسعادة وهى تشعر به يلفها باتجاهه هامسا بحب 

= طب خلاص متزعليش هنام هنا جنبك 

يرفع عينيه للسماء يهتف

= وربنا يصبرنى لحد الصبح

ضحكت فجر بمرح تندس فى احضانه تغمض عينيها براحة ليضمها هو بشدة يقبلها فوق شعرها يستنشق رائحته بعمق ثم يغمض عينيه هو الاخر يستند بذقنه فوق راسها بلطف ليسود الصمت ارجاء الغرفة لعدة دقائق لتعلم فجر المستيقظة من هدوء انفاسه استغراقه فى النوم لتقبله فوق صدره بحنان تغلق عينيها براحة وسلام ولكن تلك المرة اخذها سلطان النوم سريعا فى نوم عميق لم تستيقظ منه الا على صوت فتح الخزينة بهدوء لتفتح عينيها بنصف اغماضة ترى عاصم يخرج احدى بدلات العمل حتى يرتديها فظلت تتابعه باهتمام حتى انتهاءه واتجاهه ناحية طاولة الزينة ولكنه توقف يلتفت براسه فى اتجاهها كما لو كان احس بمراقبتها له يبتسم لها بحنان  لتنهض ببطء تستند فوق الوسائد وهى تبتسم له هى الاخرى فاسرع اليها يجلس بجوارها يبعد خصلاتها عن وجهها بحب يهمس 

= صباح الخير على احلى فجر 

ردت تحيته الصبحية بصوت هامس ضعيف ليسألها بقلق 

= حاسة بحاجة تحبى اساعدك تروحى الحمام 

هزت راسها بالرفض سريعا  وهى تعبس بشدة ليضحك هو بمرح يسألها 

= طب و مالك زعلانة كده وانتى بتقوليها 

فجر بصوت خفيض خجل 

= اقولك بس مش هتضحك عليا 

عقد عاصم ما بين حاجبيه بشدة قائلا باهتمام 

= لااا ده شكل الموضوع كبير اووووى 

اسرعت فحر بهز راسها بتأكيد تهتف 

= جدا بس عارف يا عاصم لو ضحكت عليا والله ما هكلمك تانى ابدا

رفع عاصم كفه كمن يدلى بقسم قائلا بجدية شديدة

= اوعدك انى مش هضحك بس قولى بقى قلقتينى 

زفرت فجر بحنق تهتف 

= كل ما ادخل الحمام بيبقى نفسى امسك الصابونة انزل عليها اكل لحد ما اخلصها كلها 

لتلتفت اليه تكمل بقلق 

= عاصم هو انا كده طبيعية ولا ايه الحكاية بالظبط 

ظل عاصم ينظر اليها بصمت متسع العينين بصدمة وذهول لعدة لحظات حتى هتفت باسمه بقوة ليهز راسه يحاول الخروج من ذهوله ترتعش شفتيه بشدة يقاوم رغبته الشديدة بالضحك لكنه لم يستطع المقاومة طويلا لينفجر بالضحك بصوت عالى يلقى بجسده فوق الفراش خلفه لتضربه فوق ذراعه بحنق ثم اخذت تحاول النهوض من الفراش هى تبرطم بكلمات حانقة ولكن قبل ان تتحرك جذبها من يدها اليه لتسقط فوق صدره تستلقى فوقه فاخذت تضربه بحنق تحاول الابتعاد عنه فاسرع يمسك هو بيديها مقيدا لهم فوق صدره يهمس باسف وهو مازل يضحك 

= طب متزعليش خلاص  بس والله غصب عنى اتخيلتك وانتى بتاكلى الصابونة ومقدرتش انى مضحكش 

لتتوقف فجر عن حركتها للحظات تنظر اليه قبل ان تنفجر هى الاخرى بالضحك تضع راسها فوق صدره قائلة 

= عندك حق بس اعمل ايه هتجنن واكلها ياعاصم 

مد عاصم يده اسفل ذقنها يرفع راسها اليها ينظر الى عينيها بحنان يهمس 

= خلاص كليها مش خسارة فيكى انا  ميهونش عليا جنانك يا قلب عاصم 

اخذت تنظر اليه بحب تبتسم بحنان ثم اخفضت راسها اليه تقبله فوق شفاه ببطء شديد بينما ظل عاصم مغمض العينين مستسلما لها تاركا لها المبادرة لاول مرة لعدة لحظات لكنه لم يستطع الصمود طويلا امام  شوقه لها يضع انامله فى شعرها يثبت راسها فى مقابل وجهه  يبادلها قبلتها بشغف شديد ليهمس بعدها برقة فى مقابل شفتيها 

= بحبك يا فجر بعشق وجودك فى حياتى 

لتعبث انامله فى خصلاتها برقة تتعالى دقات قلبه بعنف وهو يسمعها تهمس له هى الاخرى 

= وانا روحى فيك وحياتى كلها ملك ليك يا عيون فجر

       💘🌹💘🌹💘🌹💘🌹💘

فى مقر شركة السيوفى 

دخل سيف ببطء الى مكتب والده ليهب الاخر فيه بغضب 

= ما لسه بدرى يا سيف بيه اعتقد ان اقتراح اننا نخرج قبل عاصم للشركة كان اقتراحك انت وادينى ملطوع لجنابك من ساعتها

جلس سيف فوق المقعد يلقى الى والده بملف قائلا بهدوء 

= بس الانتظار كان يستاهل ملف المناقصة كامل اهو  انا بقى حقى هيوصلنى امتى 

اخذ صلاح الملف بلهفة وقائلا بجشع 

= برافو عليك ياواد يا سيف انك عرفت توصله ده عاصم عامل عليه حصار ولا كانه داخل حرب مش مناقصة 

ابتسم سيف بزهو وغرور

= انت ناسى انه بقى بيثق فيا ثقة عمية من بعد رجوعى للقصر

ضحك صلاح بسخرية قائلا بتهكم

= وهو اخد اكبر مقلب فى حياته علشان بعد كده مايثقش فى عيال

عقد سيف ما بين حاجبيه بغضب ليسرع صلاح هاتفا بمرح 

= معلش ياسيف مش معنى انك ابنى انى اكدب عليك واغشك

نهض سيف يتجه الى الباب مغادرا ثم  توقف فجاءة يلتفت الى والده قائلا بجمود 

= طيب العيل عاوز حقه ويااريت فى اقرب وقت يا صلاح بيه

اسرع صلاح بهز راسه يهتف بتقة 

= طبعا طبعا متقلقش اخر اليوم وفلوسك هتوصلك

        💔💔💔💔💔💔💔


بينما جلست عائلة السيوفى حول مائدة الافطار دخلت ام جمال الى الغرفة قائلا باحترام

= سيدى الكبير الست صوفيا طالبة تقابل حضرتك 

ساد الصمت فجاءة ارجاء الغرفة لتنظر فجر الى عاصم بتساؤل لكنه ظل على حالته يتناول طعامه بهدوء دون ان يعير ماسمعه ادنى اهتمام يسمع جده يسال بفضول وتعجب

= صوفيا! ودى عوزانى فى ايه 

ثم يلتفت الى عاصم يسأله بأهتمام 

= تعرف هى عوزانى فى ايه يا عاصم ؟

هز عاصم كتفه بعدم اكتراث قائلا بجمود 

= علشان طردتها بره المجموعة اكيد جايه تستعطفك

عبد الحميد بقلق واستغراب 

= طيب وليه كده يابنى انت عارف ان ابوها كان اقرب الناس ليا عملت ايه لكل ده

نهض عاصم ببطء قائلا بحزم

= فكرت تلعب من ورا ضهرى واللى زى دى ملهاش دية عندى

زفر عبد الحميد بقلة حيلة قائلا 

= طب اتصرف معاها ازاى واقولها ايه دلوقت 

عاصم بحزم 

= خليك انت انا اعرف اتصرف مع الاشكال اللى زي دى ازاي

ثم التفت لام جمال قائلا 

= ام جمال خديها اوضة المكتب خليها تستنى هناك

هزت ام جمال راسها تسرع فى تنفيذ كلامه ليجلس عاصم بجوار فجر والتى كانت تراقب كل مايحدث بخوف وتوجس يهمس لها 

= خلصى فطارك علشان عاوزك معايا  هنقابلها سوا 

هزت فجر راسها ببطء تخشى من تلك المقابلة بشدة لكنها لم تستطيع النطق بكلمة عن ذلك له وهى ترى نظرات الجميع المسلطة فوقهم بفضول واهتمام شديد 

          🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


ظلت صوفيا تجوب ارجاء الغرفة بعد ان ظلت جالسة لاكثر من نصف الساعة فى انتظار عبد الحميد السيوفى فقد اختارت ذلك التوقيت تحديدا لعلمها بخروج عاصم للشركة كما المعتاد واستحالة عودته فى هذا التوقيت 

لكنها ها هى تجلس منذ مدة طويلة حتى اصابها القلق والاحباط يصل اليها الشك من امكانية علم السيوفى الكبير بما حدث وتركه لها هنا هربا من مقابلتها حتى تمل وتغادر دون مقابلته لكنها لن تستسلم بسهولة ابدا

جلست مرة اخرى فوق المقعد تهز ساقيها بعصبية لعدة لحظات حتى سمعت صوت فتح الباب من خلفها فنهضت سريعا تلتفت له بابتسامة عصبية بهتت تماما حين رات عاصم يدخل الى الغرفة يصطحب معه زوجته تراقبه وهو يجلسها فوق الاريكة باهتمام يبتسم لها بحنان دون ان يعير صوفيا ادنى اهتمام ويتجه هو الى مكتبه يجلس خلفه بهدوء ينظر اليها بتقيم صامت لعدة دقائق صامتة ليجعلها تشعر بالتوتر  تنقل ثقلها من قدم الى اخرى بعصبية حتى تحدث اخيرا بحزم 

= افندم صوفيا هانم بلغنى انك طالبة مقابلتى

اخذت صوفيا تتلعثم بالكلمات لاتدرى ما تقول فهى توقعت اى شيئ الا لن تقف فى مواجهته هو شخصيا ليوقف عاصم تلعثمها هذا قائلا بقوة 

= ولا كنت طالبة مقابلة حد تانى بس احب اعرفك ان الموضوع اللى جايه علشانه فى ايدى انا مش فأيد حد تانى

جلست صوفيا فوق مقعدها تشعر بهزيمتها تهمس 

= طالباتك ايه ؟ اى حاجة هتقولها موافقة عليها لو عاوزنى ابوسك ايدك انا مستعدة

تراجع عاصم فوق مقعده قائلا بهدوء 

= مش انا اللى هتبوسى ايده يا صوفيا واعتقد انتى عارفة مين اللى المفروض تبوسى ايده بالظبط 

شحبت ملامح صوفيا بشدة تلتفت الى فجر الجالسة تتسع عينيها بصدمةوذهول من الحديث الدائر امامها ثم اخذت تهز رأسها برفض وهى تراقب صوفيا تنهض من فوق مقعدها تتجه اليها بخطوات بطيئة تقف امامها تنحنى عليها لتسرع فجر بالنهوض تبتعد عنها تصرخ بحدة 

= لااا يا عاصم انا مش عاوزها تعمل كده 

وقفت تنظر اليه ترى الجمود يكسو وجهه وعينيه مشتعلة بعنف فاسرعت باتجاهه تاركة صوفيا الواقفة تخفض راسها بذل ومهانة تهتف به برجاء 

= علشان خاطرى يا عاصم بلاش كده انا سامحتها خلاص من غير ما تعمل كده

عاصم بقسوة وعينيه لاتفارق صوفيا 

= وانا قلتلك هجيبها تحت رجلك تعتذرلك وده اللى لازم يحصل 

التفتت فجر الى صوفيا تشعر بالشفقة عليها قائلة برجاء 

= هى هتعتذر وانا هقبل اعتذارها بس من غير حاجة تانية لتلفت اليه مرة اخرى تهمس 

= علشان خاطرى يا عاصم 

زفر عاصم بحدة قائلا باستسلام يجلس فوق مقعده 

= ده حقك تاخديه بالطريقة اللى تريحك

اسرعت فجر قائلة بحزم

= وانا مش طالبة غير اعتذار 

رفعت صوفيا راسها تنظر الى فجر نظرة امتنان تقترب منها حتى وقفت امامها تهمس بخجل شديد

= انا اسفة يا مدام فجر مش على اللى عملته لاا على كل كلمة او حتى فكرة غلط  فى حقك جات حتى ولو فى تفكيرى بجد اسفة انى فكرت أذى انسانة نبيلة زيك 

ثم التفتت الى عاصم قائلة بحزم 

= وصدقنى يا عاصم بيه لو قلتلك انى اعتذارى ده علشان كل غلط غلطته فى حقها  مش لاى شيئ تانى حتى ولو كان رجوعى للشركة عن اذنكم

اسرعت تتجه ناحية الباب تنتوى المغادرة ليهتف عاصم بها فتوقفت خطواتها دون ان تدير نفسها اليه ليحدثها قائلا بحزم

= انتى عارفة ان رجوعك مجموعات السيوفى صعب بعد كل اللى حصل بس اتمنى ليكى التوفيق مع اى شركة تانية 

هزت صوفيا وراسها بالموافقة ببطء ثم اسرعت تغادر تغلق الباب خلفها بهدوء وما ان غادرت حتى صرخ عاصم بلوم فى فجر

= ليه مخلتيهاش تبوس ايدك ورجلك كمان ده  كان حقك ووعدى ليكى انا بصراحة مش قادر افهمك

رفعت فجر عينيها اليه تنظر اليها بحب تخاطبه بهدوء 

= مانا قلتلك انا مش عاوزة حاجة غير انت وكفاية عليا انك معايا و ليه لوحدى وبس

اغمض عاصم عينيه بقوة يهتف 

= ياااا فجر هيجى وقت وقلبى هيقف بسبب بكلامك ده 

ثم اسرع يجذبها له يهمس 

=  انا مستعد اعمل اى حاجة علشان افضل اسمع منك كلامك اللى بيقتلنى ده

اسرعت فجر تحتضنه هامسة 

= بلاش الكلام ده يا عاصم بيخوفنى حتى ولو بهزار

ضمها عاصم اكثر اليه يتنهد فى عنقها همسا 

= هتقتلينى بحبك يا بنت السيوفى 

           💕❤💕❤💕❤💕❤💕


في مقر احدى الشركات المنافسة 

جلس صلاح بداخل  احدى المكاتب والتى يرتسم عليها البذخ والترف امام رجل من الواضح انه من حيتان السوق يسأل صلاح بصوت اجش عميق

= متاكد يا صلاح من الورق ده انت عارف المرة دى مش زى اى مرة المناقصة دى بالذات لازم ترسى علينا والا هخرب بيتك ومش هيكفينى فيها عمرك

ابتلع عاصم لعابه بصعوبة قائلا بتحشرج 

= متقلقش يا سليمان بيه هى دى اول مرة هنتعامل فيها سوا 

هز سليمان راسه بالنفى قائلا بحزم 

= لا يا صلاح مش اول مرة بس برضه دى اول مناقصة تكون بالحجم ده ولو خسرتها بعد ما لميت فلوسى من السوق هيتخرب بيتى وبيتك قبل منى فاهم ياصلاح

هز صلاح راسه بالايجاب وهو ينهض من مقعده يهتف 

= متقلقش ابدا ابدا الحق انا امشى قبل ما يلاحظوا غيابى فى الشركة 

فتح سليمان احدى الادارج يخرج منه شيكا يمد به باتجاه صلاح ليسرع الاخير باختطافه يهتف بجشع 

= خلى يا سليمان بيه خيرك مغرقنا والله 

تراجع سليمان فى مقعده ينظر الى لهفته تلك باحتقار قائلا بحزم

= مع السلامة ياصلاح واقفل الباب وراك

اخذ يراقب خروجه من الغرفة ما ان اغلق خلفه حتى بصق عليه قائلا بأحتقار 

= بنى ادم حقير انا مش عارف السيوفى وافق يجوز بنته لكلب فلوس زى ده ازاى

ثم مد يده الى الهاتف يطلب رقم بسرعة قائلا لطرف الاخر 

= ايوه يا حازم   ورق المناقصة وصلنا عاوزك تقعد تظبط مناقصتنا على اساسه وتقدمها بكرة بالكتير مبقاش فاضل وقت ادمنا كتير

ثم يغلق الهاتف فور ينظر امامه شارد يفكر فى اهمية تلك المناقصة له ولشركته فى الوقت الحالى ويجب عدم ترك فرصة واحدة لكسبها مهما كانت

                     $$$$$$$$$$$$$

الثلاثون

انت بتقول ايه! رسيت علينا ازاااى ؟

جلس صلاح فوق مقعده يشعر بانسحاب روحه من جسده بعد ان وصل اليه هذا الخبر من احدى اعوانه وهو  يغلق الهاتف بايدى مرتعشة يهمس 

= يا خراب بيتك يا صلاح ياخراب بيتك 

ماان اتم جملته حتى على صوت الهاتف مرة اخرى فاخذ ينظر اليه برعب كما لو كان تحول الافعى عملاقة امامه تستعد لانقصاض عليه فى اى وقت  

ظل ينظر اليه عدة لحظات قبل ان يمد يده اليه يرفعه ببطء يسأل عن  هوية المتصل بصوت متحشرج خائف ليزداد شحوب وجهه هو يستمع الى صوت سليمان يصرخ بغضب وجنون

= بقى كده يا صلاح بتلعب معايا انا اللعب الوسخ ده وطب حياة دقنى ماطالع  عليك صبح تانى وهعرفك مين هو سليمان العشرى

حاول صلاح اثناء حديثه ان يجعله يستمع اليه لكنه اغلق الخط فى وجهه قبل نطقه بحرف واحد فظل يضع الهاتف لحظات فوق اذنيه زائغ العينين قبل ان يضعه بايدى مرتعشة وجهه شديد الشحوب يهمس 

= وقعت فى ايد اللى ما بيرحمش يا صلاح

نهض من فوق مقعده واخذ يجوب الغرفة بخطوات مرتعشة خائفة ثم توقف فجاءة يذهب بأتجاه مكتبه مرة يفتح احدى الادراج المغلقة بقفل يخرج منه عدة ملفات يضعها سريعا بداخل حقيبته يسرع فى المغادرة دون انتظار ثانية واحدة يعلم انه الان فى عداد الموتى ويجب عليه الفرار سريعا دون لحظة تردد واحدة  ولكن مان ان هم بفتح الباب حتى وجد رجل ضخم الجثة يرت امامه سادا باب الخروج يسأله بصوت اجش هادىء 

= صلاح بيه لو سمحت اتفضل معانا 

نظر له صلاح برهبه يهتف

= انت مين وعاوز منى ايه

الرجل بهدوء 

= ياريت تتفضل معايا من غير شوشرة وكل حاجة هتعرفها فى الطريق

ظل صلاح يقف عدة لحظات متسمرا مكانه ثم تقدم يسير بجواره  باستسلام يشعر بقدوم النهاية وانكشاف كل شيئ وحتما سيدفع الثمن غاليا 

           🏃🏃🏃🏃🏃🏃 

جلست شهيرة تجاورها نادين وثريا فى طرف الغرفة اما فى الطرف الاخر جلست كل من فجر  وصفية وعواطف وينما عبد الحميد جلس خلف المكتب بجسده الواهن ينظر الى الجميع بتفكير وشرود 

اخذت نادين تهز قدميها بتوتر تميل على والدتها هامسة 

= هو ايه حكايته معطلنا و جيبنا نتفرج عليه 

انتبه عبد الحميد لهمسها ليسالها ببرود

= بتقولى حاجة يا نادين 

اسرعت نادين ترسم ابتسامة زائفة فوق شفتيها قائلة 

= ابدا يا حبيبى بس انا كنت بسال عن سبب اجتماعنا ده

اخذ عبد الحميد ينظر اليها عدة لحظات بوجه  خالى من التعبير  شعرت خلالها نادين بتوتر والقلق حتى نطق عبد الحميد اخيرا 

= هتعرفى كل حاجة اول ما عاصم يوصل

ماان اتم كلماته حتى دخل عاصم يصحبه سيف ورجل فى اوساط الاربعين يحمل بيده حقيبة جلدية و ماان راته نادين حتى اصبح وجهها فى شحوب الموتى تنظر الى شهيرة والتى تحاكيها رعبا وشحوب وهى  تنظر اليه

ليبدء عصام فى تقديمه الى الحضورقائلا بهدوء

= اقدم ليكم الاستاذ عبد الجليل الاسعد المحامى 

ثم يلتفت فى اتجاههم يكمل بسخرية 

=المحامى المسئول عن قضية الحجر اللى عاوزين ترفعوها على جدى يا هوانم 

تكهرب الجو حالا داخل الغرفة فور نطقه لتلك الكلمات لتهب نادين صارخة بعنف 

= حجر ايه وكلام فارغ ايه انت اجننت وهتهبل باى كلام 

اقترب منها عاصم بخطوات ثابتة بطيئة حتى وقف امامها يتطلع الى عينيها ببرود بينما اخذت هى تبادله نظراته هذه بشجاعة حاولت اظهارها امامه قبل تهوى صفعة مدوية قوية فوق وجنتها امتزجت بعدها صرختها بشهقة صدرت عنها حين قبض فوق خصلات شعرها يشدها بعنف هاتفا

= ولسه ليكى عين تنطقى بعد اللى عملتيه عارفة لولا الدم اللى بينا انا كنت خنقتك حالا بأديه الاتنين دول ودفتنك مكانك

دفعها بقوة وعنف لتسقط صارخة فوق والدتها الجالسة بتجشب تراقب ما يحدث بعينين متسعة بذهول ليلتفت عاصم اليها قائلا بسخرية

= ايه يا ثريا هانم كلامى صدمك بس مش اكبر من صدمتى لماعرفت انى عمتى هى كمان كانت موافقة على اللى حصل ده ومشتركة فيه

اسرعت شهيرة تنهض من فوق مقعدها تهتف برجاء 

= صدقنى ياعاصم انا مكنتش موافقة ابدا على اللى هيعملوه 

ثم تلتفت الى والدها الجالس بصدمة يراقب ما يحدث بوجه شاحب تظهر ملامحه اكبر من سنوات عمره بمراحل ليظهر بمظهر عجوز طاعن السن ضعيف لتسرع اليه تبكى  هاتفة 

= سامحنى يا بابا غصب عنى مش عارفة انا عملت كده ازاى وسمعت كلام صلاح وخلانى اعمل كده

ادار عبد الحميد وجه عنها صامتا لتلتفت مرة اخرى لعاصم تصرخ برجاء 

= كلمه يا عاصم فهمه انه غصب عنى وصلاح السبب فى كل حاجة

   نظر اليها عاصم قائلا بهدوء 

= وهو اخد جزاءه على كل الى عمله

بهتت ملامحها تسأله بقلق وعصبية 

= تقصد ايه بكلامك !صلاح حصله ايه

لم يجيبها عاصم  يلتفت الى المحامى الواقف بقلق مراقبا ما يحدث بحرج يحدثه بهدوء شاكرا له مساعدته وتعاونه معه ليهز الرجل راسه بلا معنى يتمتم بكلمات متلعثمة ثم يسرع فى المغادرة فورا  

فور خروجه هتفت شهيرة بخوف ورجاء

= كلمنى يا عاصم صلاح حصله ايه وايه اللى جراله

لم تأتى الاجابة من عاصم بل من سيف الواقف فى احدى زوايا الغرفة يتقدم اليها قائلا ببطء

= بابا اتقبض عليا بتهمة الاختلاس وبيع معلومات تخص معاملات الشركة وهو دلوقت فى بيتحقق معاه

نهض عبد الحميد يهتف 

= ازاى ده وحصل امتى يا عاصم ومين اللى بلغ عنه

اتت اجابة عاصم حادة جازمة 

= انا اللى بلغت عنه البيه طول السنين اللى فاتت هو اللى كان المسئول عن كل المناقصات  اللى خسرناها والفلوس اللى كانت بتتسحب من غير ما نقدر نحدد الجهة اللى راحت فيها ولولا ان سيف فاق اخيرا وقالى على كل حاجة كان زمانا عايشين على عمانا العمر كله

جلس عبد الحميد بحدة فوق مقعده قائلا بصدمة 

= بس ازاى صلاح يعمل كده دانا طول عمرى معتبره ابنى ليه يخون

عاصم بهدوء 

= لنفس السبب اللى خلاه يأجر ناس من بلد فجر علشان يشوهوا سمعتهم بعد ما الست عواطف  رفضت انها تكون زوجة ليه فى السر وهددت انها هتبلغك عن مضايقته ليها وطبعا خاف وراح وسبق وخلاها تبان الست اللى سمعتها مشبوهة علشان اى كلام هتقوله استحالة  يتصدق بعد كده   

اتسعت عينى فجر تنظر الى والدتها التى اخفضت راسها صامتة لا تريد التفتيح فى جراح قديمة لكن شهيرة لم تستطيع الصمت لتصرخ بعدم تصديق وصدمة 

= كدب اللى بتقوله كدب دى هى اللى كانت بترسم عليه تتجوزه عمر صلاح ما يفكر فى واحدة تانية غيرى 

التفت عاصم الى سيف يشير اليه ليبدء سيف فى قص كل ما فعله صلاح من البداية حتى يومنا هذا ما ان انتهى حتى صرخت شهيرة بألم قائلة

=مستحيل صلاح يعمل كل ده ازاى انا كنت عامية كل السنين دى عنه 

شعرت شهيرة بالغرفة تدور من حولها فاهذت تقاوم تلك الدوامة لكنها لم تستطع الصمود طويلا امامها لتسقط ارضا مغشيا عليها ليهب الجميع لنجدتها يرفعها عاصم بين ذراعيه يهتف فى سيف 

= اطلب الدكتور حالا يا سيف 

ثم يغادر الغرفة حاملة لها يتبعه جميع الحضور عادا نادين وثريا والتى اسرعت تجذبها من يديها تنهضها سريعا

= قومى انتى لسه هتقعدى خلينا ننفد بجلدنا من هنا قبل ما يخدوا بالهم 

نادين وهى تتحرك معها بتخبط تصرخ بحقد وجنون

= وهنسيب كل حاجة لبنت الخدامة وامها   

ثريا بمرارة واستسلام 

= ما خلاص يا نادين احنا خسرنا كل حاجة من زمان وكفاية علينا نخرج من هنا  ومش عاوزة اكتر من كده

 

           🌹🌹🌹🌹🌹

بعد مرور اسبوع

لاسف المدام عندها انهيار عصبى حاد وانا افضل انها تتنقل المستشفى لان حالتها حرجة جدا وكل يوم بتسوء

نطق الطبيب تلك الكلمات باسف ليسود الصمت ارجاء المكتب يخفض عبد الحميد راسه بانهزام وهى يستمع الى تلك الكلمات القاسية توصف حالة ابنته الوحيدة اما عاصم فقد سأله باهتمام 

= وايه الافضل لحالتها نقدر نعمله ليها  

اجابه الطبيب

= فى مصحة فى الخارج متخصصة فى حالتها وهتكون افضل ليها عن اى مصحة موجودة هنا وانا برجح انها تكمل فترة علاجها هناك

هتف سيف بلهفة وتأكيد 

= واحنا مستعدين لاى حاجة تطلبها بس امى ترجع زاى الاول  

الطبيب بعملية

= تماما وانا هعمل اتصالاتى معاهم وارتب الامور هناك وابلغكم

هز عبد الحميد راسه بالموافقة لينهض الطبيب مغادرا فانتظر سيف لحظة اغلاقه لباب خلفه حتى هتف 

= انا اللى سافر معاها ياجدى وهاخد هنا معانا 

عاصم فى محاولة تهدئته 

= محدش فينا هيسبها لازم كلنا نكون معاها

اخفض سيف راسه يهمس بندم وبصوت باكى 

= انا السبب فى كل اللى حصل انا اللى عملت فيها كده

اسرع عبد الحميد ينهره بشده هاتفا 

= اوعى اسمعك تقول كده تانى ده قضاء ربنا وبعدين انت اتصرفت صح واخترت الطريق الخير والصح اما عن شهيرة فهى قبل ما تكون امك هى بنتى وان شاء الله محدش فينا هيسيبها لحد ما ترجع زاى الاول واحسن

ثم التفت الى عاصم يساله

=  الامور وصلت لفين مع صلاح والمحامى قالك ايه؟ 

زفر عاصم بقوة قائلا 

= الموضوع طلع اكبر من الاختلاسات واللعب باسرار الشركة صلاح طلع متورط مع حيتان كبيرة اووى الموضوع داخل فى تجارة فى حاجة ممنوعة يعنى الامر خرج من ايدينا خلاص

حدث سيف بصوت يحمل الكثير من الندم

= انا عمرى ما كنت اتخيل ان الامور هتوصل لدرجة دى وانه يطلع متورط بالشكل ده 

عبد الحميد محاولا التهوين عليه 

= هو اللى اختار طريقه يابنى وما فكرش وهو ماشى فيه هيدوس على حياة كام واحد علشان هو يوصل 

هز سيف راسه بالموافقة يهمس بألم 

= صح يا جدى واول اللى داس عليهم كان انا ابنه الوحيد

ساد الصمت حاد ارجاء الغرفة بعد حديثه هذا غرق خلاله سيف بداخل افكاره يتذكر كل مافعله والده معه من اهانات وعدم تحمل مسئوليته كأب له حتى كاد ان يسقط فى طريق الضياع ليأتى النجاة عن طريق عاصم لينتشله سريعا منه ودون لحظة تردد رغم كل ما فعله سابقا فى حق زوجته الا انه لم يترد للحظة واحدة لياتى لمساعدته حين طلبها منه لحظة القاء القبض عليه فى احدى السهرات المشبوهة التى تورط فيها ليسعى عاصم بكل جهده لاخراج من تلك الورطة ويجلس معه يحدثه حديث رجلا رجل لاول مرة فى حياته غير له الكثير من المفاهيم بداخله 

تنهد سيف بقوة يخرج نفسه من حديث الذكريات هذا ينهض واقفا قائلا بهدوء 

= عن اذنكم هطلع اشوف ماما واطمن عليها وبعدين اروح  للمحامى نشوف هنعمل ايه فى اللى جاى

هز عبد الحميد براسه موافقا يتابعه بعينيه هو وعاصم حتى لحظة خروجه من الغرفة ليلتفت عبد الحميد الى عاصم يسأله بلهفة 

= عملت ايه فى اللى اتفاقنا عليه 

عاصم بهدوء قائلا 

= زاى مانت اتوقعت وافقت هى وامها والسواق راح يوصلهم من ساعة وزمانهم وصلوا

هز عبد الحميد راسه يساله مجددا بلهفة اشد

= وسيبت البيت زاى ما قلتلك؟

ابتسم عاصم بمرح قائلا 

= طبعا محدش مد ايده فى حاجة ورفضت حتى ان حد يجى يساعدهم فى تنضيفه بس كان نفسى اشوف شكلهم لحظة ما دخلوا البيت وشافوه بحالته دى

ضحك عبد الحميد بمرح شديد 

= وانا كمان كان نفسى اشوف نادين وهى وثريا وهما داخلين يعيشوا فى نفس البيت  الا عاشت فيه البنت اللى دايما يقولها عليها هى او امها خدامة

عاصم باهتمام شديد 

= بس انت كنت متاكد اوى من انهم هيوافقوا على طلبك الثروة  والميراث قصاد انهم يعيشوا فى بيت فجر القديم 

التمعت عين بعد الحميد بندم واسف

= صدقنى يا عاصم اللى زاى نادين وامها يعملوا اى حاجة علشان الفلوس وانا لاسف معرفتش الحقيقة دى الا متاخر اووى وظلمت علشانهم ناس مكنتش تستحق ده منى 

نهض عاصم ليلتف اليه حول المكتب يقف بجوار يحنى راسه مقبلا راسه بتقدير واجلال قائلا بفخر 

= بس مهما كان هتفضل السيوفى الكبير الا عمره ما يرضى غير بالحق حتى ولو عدى الف سنه ولازم يرجع الحق لصحابهم

رتب عبد الحميد فوق يده قائلا بحنان

= واللى مطمنه انه سايب سيوفى صغير هيكمل من بعده كل اللى بناه وهيكبره ويرفعه و هيفضل طولةعمره فخور انه حفيده 

          💕💕💕💕💕💕💕

دخل عاصم الى جناحهم بخطوات هادئة يرى الظلام والهدوء سائدا بداخله فحاول عدم اصدار اى صوت حتى لايقلقها فى نومها ولكنه ما ان تقدم خطوتين الى الداخل حتى اسرعت هى فى النهوض تلقى بالاغطية عنها تسرع اليه تحتضنه بشدة هامسة

= وحشتنى اوووى كنت فين كل ده 

شدد  عاصم من احتضانه لها هو الاخر يزفر بقوة دون ان ينطق بكلمة لترفع فجر راسها عن صدره تنظر اليه بقلق ترى الارهاق مرسوم فوق محياه فاخذت بيده بين يدها تتجه به الى الفراش تجلسه فوقه بعد قامت  بخلع عنه جاكيت بدلته وربطة عنقه وحين امتدت انامله الى ازرار قميصه تحاول حلها حتى هتف بها بضعف وشك

= انتى ناوية على ايه بالظبط؟

ضحكت فجر برقة تهمس له بدلال 

= متخفش مش اللى فى دماغك  

لتستمر اناملها فى حل تلك الازرار واحد تلو الاخرض تخلعه عنه ثم تستدير تجلس خلفه فوق الفراش تستند بركبتيها عليه تمد اناملها الى حنايا عنقه تدلكها ببطء ورقة لتصدر عنه اه عميقة متألمة بلذة لتستمر فى عملها بصمت حتى شعرت باسترخاء عضلاته تحت يديها لتجد ان الوقت مناسب لسؤاله عما صار فاخذ يقص عليها كل ما حدث الى ان وصل لنقطة سكن نادين وثريا فى منزلهم السابق تهتف بصدمة 

= وهى بجد وافقت تروح تعيش هناك

هز عاصم راسه بالايجاب ليسود الصمت ارجاء المكان كانت اناملها  خلاله تعمل بشرود فوق بشرة كتف عاصم بينما ذاكرتها تعود بها الى سنين طفولتها فى هذا المكان وكم قاست  فى حياتها ليلاحظ عاصم شرودها هذا ليمسك بيدها يوقفها عما تفعل يلفها فى اتجاهه حتى اجلسها فوق ساقيه ينحنى يقبلها فوق جبهتها هامسا لها 

= بتفكرى فى يا عيون عاصم و سرحتى فيه بعيد عنى 

تنهدت فجر تهمس هى الاخرى بخفوت 

= فى الزمان اللى فى لحظة اتغير وبقت كل حاجة بالمقلوب 

ارجع عاصم خصلات شعرها خلف اذنيها قائلا بعقلانية

= اقصدك كل حاجة رجعت لاصلها وكل واحد اخد جزاءه واللى يستحقه بالمظبوط

ثم انحنى فوق اذنيها يهمس بحب 

= بس تعرفى ان نصيبى مفيش احسن منه عندى اغلى هدية ربنا هدانى بها بعد طول انتظار 

احنت همس راسها تهمس بخجل 

= وايه بقى هى الهدية دى؟ 

عاصم وفى عينيه نظرة مرحة قائلا بخبث 

= ودى عاوزة كلام جدى عبد الحميد طبعا 

رفعت فجر عينيها بصدمة تضربه فوق صدره بقوة تحاول النهوض من فوق ساقه

= بقى كده يا سى عاصم طب خلى جدى بقى يبقى ينفعك

التفت ذراع عاصم حولها يحاول تثبيتها فى مكانه يضحك بشدة قائلا بصعوبة من شدة ضحكه

= طب خلاص حقك عليا ميبقاش زعلك وحش كده

اخذت تحاول الافلات منه فما كان منه الا ان يحملها يضعها فوق الفراش يستلقى هو الاخر فوقها ذراعيه تحيط براسها من الجانبين يهمس بخفوت فى حنايا  عنقها 

= مانتى اللى بتسالى اسئلة غريبة ياقلب عاصم هو فى عندى اغلى واحلى والذ من فجرى واللى عندى بالدنيا كلها 

سكنت فجر تحت جسده تهمس له هى الاخرى 

بحب ترد كلماته لها 

= ولا فى عند فجرك اغلى ولا احلى والا الذ منك يا فارس وحلم عمرها 

اشتعلت عينيه بالنيران عشقه وشغفه وبها يهبط فوق شفتيها يقبلها بجنون قبلة خطفت منهم انفاسهم لوقت طويل ليرفع راسه بعدها يسالها بصوت متحشرج عاقدا حاجبيه بعبوس 

= هو الحصار هتفك عنى امتى انا خلاص شوقى ليكى هيقتلنى

ضحكت فجر بدلال قائلة 

= مش كتير خلاص كلها بكرة بالكتير وهنروح لدكتورة

تنهد عاصم باحباط يتدحرج فوق الفراش لينام فوق ظهره اخذا لها معه بين احضانه يهتف 

= ادينى هصبر وبس عارفة لو قالت حاجة تانى مش على هوايا والله محد هيرحمها من ايدى

رفعت فجر يدها تتلمس وجهه بحنان ورقة تهمس له بحب 

= لا سيب المرة دى عليا دانا اللى هقتلها لو قالت حاجة تبعدنى عنك تانى

زفر عاصم يغمض عينيه بنشوة هامسا بصوت اجش

= مش بقولك هتموتينى فى مرة بكلامك اللى بيقتل ده

اخذت فجر دون ادراك منها تشدد من احتضانه له بحماية تدعو الله حتى يحفظه لها الى ابد الدهر لا ترى فيه مكروها ابدا من اعاد لها الحياة وجعل لكل لحظة تعيشها معه بالعمر كله يحيطها بحبه وحنانه وحمايته 

🌹💘🌹🌹💘🌹🌹💘🌹🌹💘🌹

تمت

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close