القائمة الرئيسية

الصفحات

أسيرة ظنونه الحادى والعشرون حتي الخامس والعشرون بقلم إيمي نور كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات

 


أسيرة ظنونه 

الحادى والعشرون حتي الخامس والعشرون 

بقلم إيمي نور

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


تمللت فجر بقلق وصوت هامس اجش فى اذنيها يدعوها للاستيقاظ لتتقلب فوق الفراش تننهد بخفوت وهى تحتضن الوسادة بين ذراعيها قائلة برقة 

= سبينى شوية كمان وحياتك ياماما 

وصل الى مسامعها ضحكة رجولية خافتة تدغدغ اذنيها  

= رايحة فين هو انا كنت بصحيكى علشان تجرى تقومى من جنبى 

 

***********★★★★★***********

هو عاصم اتاخر كده ليه فى النزول 

نطق عبد الحميد بتلك الكلمات الى صفية الجالسة فقط معه فوق مائدة الافطار لتقول وهى تضع بعض الطعام فى طبقه امامه = اكيد مرهق من سهرة امبارح وخصوصا اننا كلنا نمنا وش الصبح 

هز عبد الحميد راسه بتفهم قائلا 

= عندك حق كانت ليلة من اولها لاخرها غريبة 

بس كنت عاوز اتكلم معاه ومع صلاح على سفرية اليونان واشوف ناوى على ايه 

لم يكد يكمل جملته حتى دخل صلاح الى الغرفة يرتسم االتجهم والارهاق على وجهه يلقى بتحية الصباح بجمود ثم يجلس فوق مقعده يتناول طعامه بصمت 

اخذ عبد الحميد يراقبه لعدة دقائق ثم قال بصوت هادئ 

= ايه يا صلاح مالك شكلك تعبان 

صلاح بجمود

= ماهو ده الموضوع اللى عاوزك فيه يا عمى انا بصراحة مرهق جدا اليومين دول ومش قادر اركز فى حاجة فانا كنت بستاذن حضرتك اخد شهيرة ونروح فيلا الساحل كام يوم لانها هى كمان اعصابها تعبانة من بعد موضوع سيف واللى حصل

عقد عبد الحميد حاجبيه بغضب 

= بتعاقبنى انت ومراتك يا صلاح 

اسرع صلاح ينحنى فوق يديه يقبلها قائلا بلهفة = ابدا والله يا عمى انت عارف انا مش ممكن اعمل كده ابدا انت عارف انا بعتبرك والدى بالظبط

زفر عبد الحميد يحاول الهدوء يسأله 

= طب وسفرية اليونان مين هيطلعها مع صوفيا لما انت تااخد اجازة 

اسرع صلاح قائلا = عاصم يقدر يطلع هو السفرية دى وان كان على شغل الشركة فى غيابه انا هتابعه ولو جد اى شيئ يحتاج وجودى لحظات واكون موجود بس اهو اكون موجود جنب شهيرة لحد ما الازمة دى تعدى 

لم يجد عبد الحميد ما يستطيع به الحديث فهو يعلم يقينا ان من المؤكد سوء حالة ابنته بعد قراره المتعلق بابنها امس فلم يجد فى نفسه ان يرفض ايضا وجود زوجها معها فى تلك اللحظة ايضا لينتهد قائلا = 

خلاص يا صلاح لما ينزل عاصم نبقى نشوف هنعمل ايه فى الحكاية دى

هز صلاح راسه بالموافقة يتمنى موافقة عاصم حتى تنال صوفيا ما ارادت ويتخلصوا سريعا من تلك المعضلة المسماة زوجةعاصم 

💀💀💀💀💀

فجر مش هتقوم تجهزى علشان تنزلى معايا

همس عاصم بتلك الكلمات الى فجر المستلقية فوق الفراش تهز راسهابضعف دافنة لوجهها اكثرفى الوسادة هامسة بأرهاق

= لااا انا عاوزةانام كمان شوية جسمى كله بيوجعنى 

ضحك عاصم بمرح يجلس بجوارها فوق الفراش تعبث انامله بشعرها المتناثر بجنون حول وجهها وفوق الوسادة ليبعدا اياه خلف اذنيها لينحنى يقبل كتفيها الظاهر من الاغطية الملتفة بها قائلا بحنان 

= طيب خليكى براحتك وانا هنزل اروح الشركةومش هتاخر علشان نخرج نتغدى سوا بره

ما ان ان نطق بكلماته حتى هبت جالسة تركع بركبتيها فوق الفراش هاتفة بلهفة وفرح 

= بجد يا عاصم كلامك هنخرج سوا 

لم ينطق عاصم بحرف  لتتعالى الدقات هذة المرة بقوة تتبعها صوت والدته قائلة باهتمام = عاصم فجر انتوا لسه مصحتوش يا ولاد 

انتبهت فجر لصوت زوجة عمها الاتى من الخارج فاخذت تنبه عاصم تهتف باسمه بضعف لكنه تجاهل محاولاتها تلك غارقا فى عالمه اخر لتتعال الدقات ولكن بقوة وشدة هذة المرة فلم تجد فجر حلا اخر سوى ان تحاول ابعاده عنها قائلة بخجل 

= عاصم طنط صفية وافقة بره رد عليها علشان خطرى

لم يعير عاصم حديثها انتباه لعدة لحظات لم تجد فجر خلالهم القدرة على الطلب مرة اخرى لكن ما ان همت بالحديث مرة اخرى حتى وجدته يريح راسه فوق صدرها يتنفس بسرعة وخشونة محاولا التقاط انفاسه لعدة لحظات قبل ان ينهض فوق قدمه يعدل من وضع ربطةعنقه و ملابسه يرجع خصلات شعره الى الخلف بعد ان عبثت بها اصابعها يغمض عينيه لعدة لحظات ثم يتوجه الى الباب بخطوات بطيئة يفتحه مواربا له حتى لاتصل الى انظارها الى فجر المستلقية فوق الفراش يحيى والدته بهدوء التى تقف بارتباك خلف الباب يلقى لهابتحية الصباح بصوت متحجرش لتسرع صفية باعتذار مرتبك 

= معلش يا حبيبى بس جدك مستنيك من بدرى عاوزك حالا فى اوضة المكتب وطلب انى اطلع بنفسى اصحيك

انحنى عاصم مقبلا وجنتها بحنان قائلا

= ولا يهمك يا حبيبتى انا صاحى من بدرى اسبقينى انتى وثوانى وهنزل وراكى احصلك 

هزت صفية راسها ترتب فوق وجنته بحنان ثم تتجه للنزول سريعا بينما عاصم يغلق الباب بهدوء يلتفت الى تلك الجالسة فوق الفراش تشتعل وجنتها بخجل ليتقدم منها مرة اخرى فتتراجع هى تهز سبابتها بخوف 

= عاصم علشان خطرى كفاية اللى حصل انا اصلا مش عارفة هوريها وشى تانى ازاى

اخذ عاصم يتقدم اليها دون ان يعير حديثها ادنى اهتمام ليقترب منها يهمس فى اذنيها

=لو حضرتك مش واخدة بالك فانتى مراتى يا مجنونة ودى اوضتنا لوناسية انا عندى استعداد حالا افكرك 

فجر برعب تهتف = لااا خلااص عارفة بس علشان خاطر ى ياعاصم انزلهم بسرعة ليبعتوا حد تانى وكفاية اوووى اللى حصل

غمز عاصم لها بعينيه بخبث قائلا 

=خلاص موافق بس على شرط 

فجر بتوجس وخوف = وايه هو ؟

اقترب عاصم منها اكثر ينظرالي شفتيها بشوق 

لتبتلع فجر ريقها بصعوبة تعلم ماهو ات لكنها فوجئت به يتراجع عنها قائلا بمرح

= انا هنزل حالا بس مش فاطر اللى لما تنزلى ونفطر سوا اتفقنا

تنهدت فجر براحة تسرع فى هز رأسها بالموافقة ليبتسم هو بحنان قائلا برقة 

= متتاخريش عليا 

ثم تحرك بخطوات سريعا مغادرا يفتح الباب وقبلةخروجه التفت اليها مرةاخرى يلقى لها بقبلة فى الهوا ثم يغلق الباب خلفه بهدوء 

لتسرع فجر بالقاء نفسها فوق الفراش تهتف بسعادة

= بحبه ااااوى يااااناس 

لتتسع عينيها تضع يدهافوق شفتيها بذهول وصدمة سرعان ما تحولت الى ضحكة فرحة وسعيدة تهمس 

= ايوه بحبه ومن اول يوم عنيا شافته فيه علشان يبقى كل دنيتى من بعدها

لتنهض سريعا بعد ان جعلها اعترافها هذا تتحرك بخفة كما لو كانت فراشة لتستعد حتى تنزل اليه سريعا

💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕

جلست فجر بجوار والدتها وزوجة عمها امام مائدة الافطار فى انتظار خروج عاصم لتناول كما طلب منها ليطول انتظارها له كثيرا لتزفر بقلق جعل صفية تلتفت اليها قائلة بحنان

=شكلهم هتأخروا جوه افطرى انتى يا حبيتى وهو يبقى يجى يفطر براحته 

هزت فجر راسها بالرفض تضع كفها اسفل وجنتها تستند عليها ليظلا على هذا الحال يسود الصمت الغرفة حتى تعالت فجاءة اصوات غاضبة استطاعت تميزها بانها تخص عاصم وجدها تقترب منهم ليدخل عاصم فجاءة الغرفة قائلا 

= استحالة اللى بتقولوه ده يحصل ولو لازم يبقى سيف هو اللى هيجى معايا 

تبادلت فجر النظرات بينها وبين والدتها وزوجة عمها بحيرة وهم يستمعون لحديث الجد قائلا لحدة 

= جرى ايه ياعاصم مانت عارف ان سيف ساب القصر من امبارح بليل وقرارى انه يسيب الشركة مش هرجع فيه

التفت اليه عاصم بغضب صارخا 

= وانا محدش يقدر يجبرنى اعمل حاجة مش داخلة دماغى حتى لو كان التمن نلغى الصفقة دى خالص

شحبت ملامح عبد الحميد يترنح حتى كاد ان يسقط ارضا قائلا بألم وضعف 

= كده يا عاصم دى اخرتها بتزعق لجدك اللى رباك وخلاك راجل واخرتها تزعق فى وشه 

اسرع عاصم بالامساك به يقوم باسناده حتى احد المقاعد يجلسه عليه ثم يجلس على عقبيه امامه قائلا بأسف

=سامحنى يا جدى ليكمل بحزم بس لازم تفهم ان اللى بتطلبه ده انا......

قاطع عبد الحميد حديثه بلهفة 

= ده شغل ياعاصم مفيش حاجة اسمها مينفعش وانت عارف ان الصفقة دى اد ايه مهمة و صلاح فاهم ده و فاكر انى مش عارف هوبيعمل كده ليه بيضغط علياويلوى دراعى علشان خاطر ابنه فاكر انى هرجع فى كلامى 

زفر عاصم بقوة بقلة حيلة ثم قال هو يلتفت ناحية فجر الجالسة تنظر اليهم بحيرة 

= خلاص فجر هتيجى معانا

عبد الحميد بغضب 

= جرى ايه ياعاصم هتاخد مراتك رحلة شغل وبعدين انت عارفة انها معندهاش جواز سفر وانكم لازم تكونوا فى اليونان بكرة بالكتير 

انتبهت فجر لصيغة الجمع التى استخدمها جدها لتدرك فجاءة سبب كل هذة الجلبة ولتتأكد شكوكها حين قال جدها بلطف لتنزل كلماته فوقها كما لو كانت سكين يقطع احشائها بقوة 

صوفيا هتفيدك هناك اكتر حتى من لو كان عمك صلاح معاك والموضوع كله اسبوع بالكتير يا عاصم 

اخفض عاصم راسه يزفر بقوة ثم نهض على على قدميه قائلا باستسلام 

= خلاص يا جدى تمام انا موافق 

ما ان نطق عاصم حتى شعرت برغبة شديدة فى الصراخ لترفض هى هذا وبالفعل كادت ان تقف يشتعل وجهها بغصب لكن امدت ايدى امها خفية تضغط فوق ذراعيها لتتلتفت لها فجر بعنف لتهز عواطف راسها تهمس 

=اياكى تعملى اللى فى دماغك 

اتسعت عين فجر تمتلأ عينيها بالدموع لتنظر لها والدتها بعطف يستمعوا الى الجد قائلا بهدوء

= تعال معايا علشان نجهز الورق ونشوف هتعمل ايه قبل ماتسافر 

وماان انهى كلماته حتى دخلت صوفيا تلقى بتحية الصباح بمرح ليقابلها عبد الحميد ناهضا من مكان قائلا دون مقدمات 

يلا يا صوفيا تعالى معانا على المكتب نشوف هنعمل ايه 

ليغادر مسرعا تتبعه صوفيا بأبتسامة سعيدة بينما وقف عاصم مكانه ينظر الى فجر الجالسة تخفض راسها خوفا من رؤيته لدموعها ليقف عاصم لعدة لحظات بحيرة لايدرى كيفة التصرف ليزفر بقوة ثم يغادر الغرفة هو الاخر بخطوات سريعة تاركا الصمت والوجوم خلفه سيدا للموقف

💔💔💔💔💔💔💔

جلس عاصم خلف المكتب يقلب فى الاوراق الصفقة امامه تقف صوفيا بجواره بدعوة مساعدته تستغل الامر من حين الى اخر لتتلمس يد او كتف عاصم لتظهر كانها لمسات عرضية لكنها ادركت من نظرات عاصم العاصفة لها بانه ادرك نيتها لتقف بعدها بثبات وتكمل الحديث بعملية لاتريد المخاطرة الان بادراكه لنويها فيرفض الذهاب معها بينما عبد الحميد جلس فى مقعده امام المكتب بتعب لينهض بعد حين يقف بضعف قائلا 

= انا هقول انا ارتاح فى اوضتى ولما تخلصوا ابقى اطلع يا عاصم عرفنى هتعمل ايه 

نهض عاصم سريعا من خلف مكتبه يتقدم منه يسنده من مرفقه قائلا بحنان

= تحب اطلع اوصلك لجناحك ؟

هز عبد الحميد راسه يرتب فوق وجنته بحب قائلا 

= لا خليك انت انا هطلع لوحدى مش عاوز اعطلك

لتتقدم بخطوات مرتعشة يغادر الغرفة تتابعه عين عاصم بقلق حتى غادر مغلقا الباب خلفه 

لتقول صوفيا بحنان تحاول تهدئة الاجواء بينهم 

= شكلك بتحبه اووى يا بخته بجد ان عاصم السيوفى بنفسه بيحبه بالشكل ده 

التفت اليها عاصم ببطء قائلا ببرود وصرامة

= مش نشوف شغلنا احسن من الكلام الفاضى ده 

لتتحرك باتجاه مكتبه تاركا ايها تنظر فى اثره تصغط شفتيها بغيظ ثم تغمض عينيها لثوانى لتفتحهم بعدها ترسم ابتسامة فوق شفتيها وتعود لمكانها بجواره ما ان اقتربت حتى قال لها دون ان يرفع راسه عن اوراقه بجمود 

= اقعدى على الكرسى هناك 

تجمدت مكانها لثوانى تشتعل عينيها بغضب ثم تحركت الى المقعد تلقى بنفسها فوقه بعنف تزفر بخشونة 

لم يمر وقت كثير حتى اندمجوا خلاله فى ترتيب اوراق الصفقة حتى صوفيا اصبحت لا يشغل عقلها سوى امور العمل ليقاطع اندماجهم طرق رقيق فوق الباب ليجيب عاصم الطارق بالدخول دون ان يعرف عينيه عن اوراقه

لتدخل فجر بخطوات مترددة تهمس باسمه بخجل ليلتف هو وصوفيا اليها ينهض سريعا يتجه اليها بلهفة يسألها بقلق 

= فى حاجة يا فجر ؟ محتاجة حاجة ؟ 

هزت فحر راسها بالنفى تهمس برقة 

= لااا ابدا بس انت لسه مفطرتش وانا كنت مستنياك نفطر سوا زاى ما اتفقنا

اقترب منها عاصم يحتضنها برقة بين ذراعيه يبتسم لهت بحنان 

= انتى لسه مستنيانى كل ده طيب مفطرتيش انتى ليه 

فجر بخجل تهز كتفهاقائلة = احنا اتفقنا نفطر سوا 

لم يشعر عاصم الا وهو يشدد من احتصانه لها ينحنى فوق اذنيها هامسا 

= بس انا فى دماغى حاجة تانية احلى من الفطار بكتير

شهقت فجر بذهول تبتعد عنه قائلة هامسة

= عاصم اعقل

ثم تشير بعينها باتجاه صوفيا التى وقفت تتابع ما بحدث بقلب يشتعل بالغيرة والحقد 

ليلتفت لها عاصم قائلا بصوت اجش 

= صوفيا احنا هنروح نفطر تحبى تيحى معانا 

هزت راسها بالرفض ببطء ليلتفت عاصم بجذب فجر لين ذراعيه يخرج من الغرفة وهو يهمس مرة اخرى لها بكلمات جعلت من وجنتيها تشتعل بالخجل مرة اخرى لتراقبهم صوفيا وهى تصغط فوق القلم بين يديها حتى تهشم متحطما من قسوة قبضتها تهمس بعد خروجهم بغل وغضب 

= ماشى يا عاصم اما نشوف انا ولا حتة اللعبة بتاعتك دى

💀💀💀💀💀💀💀💀

الثانى والعشرون

مع بزوغ فجر يوم جديد حاول عاصم النهوض من بجوارها بهدوء يحاول قدر الامكان ولا يتسبب فى ازعاج نومها فهى لم تنم الا منذ وقت قليل بعد ان قضى طوال ليلة امس يبثها شغفه وجنونه بها حتى تسقطت بعدها فى نوم  قلق مرهق اما هو ظل الباقى من الليلة  مستيقظا يتأملها بحنان عينيه لا تستطيع عينيه الابتعاد عنها لايدرى كيف له من قدرة أن يبتعد عنها لمدة اسبوع كامل بعد ان شعر بحلاوة قربها ودفئها  تشعل كل حواسه بالاثارة بهذا القرب

وقف يتأمل وجهها بملامحه الرقيقة الناعمة لتتوقف فوق شفتيها الرائعة المنتفخة بشدة من جنون قبلاته لها طول االليل ليبتسم بعبث حين عادت به ذاكرته  الى جنونها  ليلة امس  حين حاول معرفة رأيها فيما يخص بسفره بعد صعودهم الى جناحهم اخيرا لكنها  صدمته حين قابلت اسئلته بهدوء وعقلانية قائلة انه عمله ومهم له وان صوفيا ماهى الا زميلة عمل وانها ليست بطفلة لتغضب لسفرها معه وتمنت له رحلة سعيدة ليشعر هو وقتها بالغضب والاحباط من اجابتها العقلانية لتلك ليوسوس له شيطانه بأثارة غيرتها قائلا لها بلامبالاة 

= فعلا كلامك صح علشان كده بفكر بعد نبقى نخلص الشغل نبقى ننزل  انا وصوفيا نتفرج على البلد سوا وهو نخرج شوية من جو الشغل مااحنا زمايلزاى ما بتقولى ومفهاش مشكلة 

اشتعلت عينيها بالغضب تنهش الغيرة قبلها بعنف من كلماته تلك تشعر بالغباء فى انها السبب فى ادخال تلك الافكار الحمقاء الى عقله بعد محاولتها اظهار نفسها بأنها امراة عاقلة لا يهزها سفر زوجها مع امراة اخرى لكن محاولتها تلك بائت بالفشل فلم تستطع التظاهر طويلا لتصرخ بعنف 

= عاصم انت هتستهبل فسح ايه اللى عاوز تتفسحها مع ست صوفيا بتعتك دى طب والله ياعاصم لو حصل لا.........هااا........

اخذت تتلعثم بباقى جملتها لاتسعفها كلماتها من شدة غضبها بينما وقف هو يتابعها بعينين تشتعل بنيران الشغف وهو يراها امامه بهذه الحالة من الغضب ليسرع بشدها من حصرها بقوة لتلتصق بجسده تشهق بذهول وهى تراه ينحنى فوق وجهها هامسا بتحجرش =

انا مش قلتلك لوسمعتك بتقولى صوفيا بتعتك دى تانى هزعلك 

اخفضت فجر عينيها بخجل قائلا 

= مانت بتضايقنى وتقولى هخرج واتفسح معاها عاوزنى يعنى اقولك ايه

مد عاصم يده اسفل ذقنها يرفع وجهها اليه هامسا

= طيب وانتى كمان متعمليش فيها ست العاقلة وتقوليلى كلام فارغ زاى اللى قولتيه من شويه ده

اشتعلت عينيها بالغيرة مرةاخرى قائلة بحنق = يعنى عاوزنى اقول ايه يعنى اقولك انى انا نفسى اروحى اخنقها بيدى لحد ما روحها تطلع فى ايدى

لتكمل جملتها وهى بالفعل تضغط فوق اصابعها كما لو كانت تقوم بخنق شيئ بالفعل 

لينفجر عاصم  بضحكة رجولية صاخبة سعيدا برؤيتها غيرتها هذه  لكنه توقف  عن الضحك فجاءة تتغير ملامحه للحنان قائلا بأبتسامة وعينيه تمر بشوق فوق ملامحها 

= هتوحشينى يا فجر بجد انا مش عارف الاسبوع ده هيعدى عليا ازاى من غيرك

اشرق وجهها بالسعادة من كلماته الرقيقة هذه تشعر بضربات قلبها تتسارع بفرحة لتهمس وهى تخفض عينيها بخجل 

= وانت كمان هتوحشنى اووى 

بعد كلماتها الخجلة هذه ورأيته لوجنتيها المشتعلة بالاحمرار لم يستطع عاصم مقاومتها لفترة اطول من ذلك ليهبط فوق شفتيها يلتهمها بشغف وجنون لم يفيقا منه الا مع ساعات الصباح الاولى لتستلقى بعدها بين ذراعيه نائمة بهدوء بينما ظل هو يراقبها بشوق كما لو كان يتمنى حفر ملامحها بداخله 

هز عاصم راسه يحاول ان يخرج من دوامة افكاره يزفر بقوة فهو ان ظل  يقف امامها يتأملها كثيرا لن يتحرك من مكانه ابدا ليسير باتجاه الحمام يغلقه خلفه بهدوء 

فزعت فجر من نومها تنظر الى جهته فى الفراش لتراها فارغة لتشعر بالحزن والالم يهاجم قلبها تلعن نفسها  بعنف فا هى قد استغرقت فى النوم ليغادر هو دون ان تراه وتودعه لتعنف نفسها بغضب 

= غبية يا فجر كده تنامى وتسبيه يمشى من  قبل حتى ما تشوفيه 

لتتسع عنييها بصدمة وهى تستمع الى صوته الاتى من امام طاولة الزينة تراه يقف امامها يعدل يرتدى ساعته ويضع متعلقاته بداخل البدلة قائلا بحنان

= وتفتكرى هو يقدر يمشى من غير ما ياخدك فى حضنه قبل ما يسافر 

تراه يتقدم منها بخطواته الواسعة الواثقة عينيه لا تفارق عينيها حتى وصل اليها ليجلس بجوارها يجذبها الى صدره بحنان لتضع راسها بسكينة فوق صدره تشعر بالدموع تحرق عينيها تصل الى مسامعها صوته الاجش 

= عاوزك تخدى بالك من نفسك وانا كل يوم هتصل بيكى اكلمك واطمن عليكى اتفقنا

هزت فجر راسها بضعف لا تقوى على الكلام خشية ان تخونها دموعها لكنه ادرك مابها ليرفع وجهها اليه يرى عينيها الممتلئة بدموعها تنساب ببطء فوقه لتنهد عاصم قائلا برقة 

= ليه الدموع دلوقت كلها اسبوع وهبقى معاكى بس علشان خاطرى بلاش اخر حاجة اشوفها هى دموعك 

رفعت ذراعيها تلفها حول رقبته تتضغط جسده اليها بقوة تهمس بصوت متحشرج باكى

= غصب عنى والله اصل انت هتوحشنى اوووي 

ظل عاصم بين احضانها يتنمى ان يظلا هكذا لاطول وقت ممكن لكنه بعد حين ابعدها عن برقة يمرر انامله فوق  جفونها برقة يهمس 

= عاوز قبل ما امشى اشوف ابتسامتك ليا ومش عاوز دموع خالص 

هزت فجر راسها بالموافقة تبتسم برقة اليه تلتمع عينيها بدموعها ليظل هو يراقبها لعدة لحظات قبل ان ينهض سريعا من فوق الفراش قائلا 

= انا نازل وزاى ما اتفقنا هكلمك كل يوم 

ثم اسرع بحمل حقيبته يتجه الى الباب بخطوات سريعة مغادرا دون ان يلتفت خلفه ابدا يغلق الباب خلفه بهدوء 

لترتمى فجر فوق الفراش تبكى بقوة  لمدى طويلةحتى غفت من مرة اخرى ودموعها ترتسم فوق وجهها من شدة ارهاقها 

         💕💕💕💕💕💕💕💕

مر ثلاث ايام منذ سفر عاصم كانت الامور فى القصر هادئة خاصة بعد سفر عمتها وزوجها معهم هنا الى فيلا الساحل للمكوث هناك  لبضع ايام ولم يتبقى سوى ثريا ونادين معهم بالقصر لكنها استطاعت تجنبهم وتجنب تعليقاتهم الخبيثة المتعلقة  بعاصم وسفره مع صوفيا  بمفردهم تدرك محلولتهم لتعكير صفو علاقتها الحديثة بعاصم حتى اتى يوم كانوا جميعا مجتمعين داخل غرفة الاستقبال معهم الجد ليسأل صفية لكن كانت انظاره موجهه الى فجر كانه يسالها لكنه يستعلى سؤالها هى شخصيا

= هو عاصم ما تصلش النهاردة خالص 

لم تقوم فجر بالرد تاركة الامر لزوجة عمها التى اجابت بقلق 

=ابدا يا بابا مع انه متعود يكلمنا اكتر من مرة فى اليوم

هز عبد الحميد راسه قائلا بهدوء ومازالت عينيها فوق فجر يتابعها 

= متقلقيش تلاقى بس المفاوضات بدات والوقت سرقه معرفش يتكلم

ليصمت قليلا يهمس بسؤال كانه شيئ عرضى

= وانتى يا فجر ماكلمكيش النهاردة برضه 

اسرعت تهز راسها بالنفى هى الاخرى 

ليعقد عبد الحميد حاجبيه بقلق  وهنا اسرعت ثريا قائلة بخبث

= الله يكون فى عونه مشاغله كتير برضه 

انطلقت من نادين ضحكة ساخرة قائلة هى الاخرى 

= طبعا هيلاقيها من الصفقة ولا مين اللى بيساعدوه فى الصفقة حاجة بصراحة متعبة جدا 

هبت فجر واقفة تسالها بغضب 

= انتى تقصدى ايه بكلامك ده 

نهضت نادين هى الاخرى تهتف بغل 

= اللى فهمتيه يا بنت عواطف ولو مش شايفة اللى بيحصل تبقى غبية

اسرعت عواطف هى الاخرى تقف على قدميها تحاول جذب ابنتها للخروج من الغرفة قائلا بخفوت 

= نادين ملوش لازمة كلامك ده 

ضحكة نادين مرة  الاخرى قائلة بحقد 

=ليه خايفة بنتك تعرف اللى كلنا عرفينه و شيفينه بعنينا من ساعة ما صوفيا جات البيت فتزعل من سى عاصم

لتكمل بحقد اكبر تضغط فوق حروفها بشدة 

= متخافيش مش هيحصل عارفة ليه علشان بنتك معندهاش كرامة زيك بالظبط ومش هتقدر تضيع فرصة عمرها من ايديها 

لم تدرى فجر سوى وهى تهجم فوق نادين تحاول الفتك بها ونادين هى الاخرى اسرعت تحاول الامساك بيها لتقف كل من صفية وعواطف محاولة السيطرة على فجر والتى اصبحت كالوحش الهائج بيما ثريا اسرعت بجذب نادين تحاول ابعادها تصرخ 

= نادين خلاص كفاية لحد كده

اما عبد الحميد جلس فوق مقعده يحاول النهوض اكثر من مرة والهتاف بهم بغضب لكنه صوته خرج ضعيفا خافتا يشعر بالام فى صدره تزحف بقوة داخله كما لو كان الالف الانياب تنهشه فاخذ بالمحاولة حتى خرج صوته اخيرا لكن مستغيثا بصفية قائلا بالم 

= الحقينى بسرعة يا صفية هموت 

همدت الاصوات بعد صرخة عبد الحميد لتسرع اليه فجر وصفيه تلحقهم عواطف بينما وقفت نادين وثريا  بتخشب يتابعان صفية وفجر وهم يوقفون عبد الحميد برقة مغادرين الغرفة قبل تلتفت اليهم صفية بقلق وخوف 

= ثريا اطلبى الدكتور خليه يجى حالا 

هزت ثريا راسها تسرع فى اتجاه الهاتف تحدث الطبيب عدة لحظات ثم تغلق بعدها الهاتف لتسألها نادين بخفوت 

= تفتكرى هيحصل المرة دى 

هزت ثريا كتفيها بعدم المعرفة قائلة بخفوت هى الاخرى 

= مش عارفة بس شكله تعبان اوى ياريت يحصل قبل ما يلحق يكتب اى حاجة لحد اهو نص البلى ولا البلى كله 

اسرعت نادين تهتف برجاء 

= ياااارب نخلص بقى بسرعة انا مليش فى جو العيانين ده

رفعت ثريا عينيها هى الاخرى الى السماء برجاء ثم تلتفت الى ابنتها قائلة بلهفة  

= ايه رايك احنا نستنى نشوف الدكتور هيقول ايه ونتحجج باى حجة ونخرج من هنا بدل ما يدخلونا فى شغل تمريض وسهر جنبه والشغل ده 

هزت نادين راسها بالموافقة سريعا لتسألها بعدها بحيرة 

= بس هنقول ليهم ايه ؟

عقدت ثريا حاجيبها بتفكر لعدة لحظات ثم هتفت 

= بس لقيتها هنقول ان جدتك هى كمان تعبت فجاءة ولازم نسافر لها لان خالك سافر وهى هناك لوحدها ايه رايك

اسرعت نادين بالموافقة لتكمل ثريا بتفكير 

=بس نستنى نشوف الدكتور هيقول ايه وانا هكلم جدتك تكلمنى ادامهم ونظبط السيناريو صح مانا مش هقعد امرض فحد كفاية عليه الست صفية

لتهز راسها لابنتهابالموافقة ثم يسرعا بالمغادرة حتى يقوموا بتمثيل القلق والخوف امام الحميع قبل البدء بتنفيذ خطتهم 


🖤🖤🖤🖤🖤               

بعد خروج الطيب جلسوا جميعا بصمت يتابعوا بقلق عبد الحميد المستلقى فوق فراشه شاحب الوجه يبدو عليه التعب الشديد لتغمز ثريا نادين ثم تغادر الغرفة بخطوات هادئة تحاول عدم لفت الاتباه اليها لكن عينى صفية لمحتها لكنها فضلت الصمت عن سؤالها 

اقتربت عواطف من صفية تهمس بهدوء 

= مش كان الاحسن يروح المستشفى لحد ما نطمن على صحته

هزت صفية راسها  بقلة حيلة قائلة بخفوت 

= مانت شوفتى بنفسك عمل ازاى لما الدكتور طلب يروح المستشفى اهو احنا جنبه لحد ما ماالدكتور  يبعت الممرضة اللى قال عليها 

هزت عواطف راسها تعود الى مكانها مرة اخرى بصمت 

اما فجر فظلت تنظر الى جدها المستلقى فوق الفراش بوجه لا تظهر اى شىئ من مشاعرها عليه لكن بداخلها تموج المشاعر بشكل عاصف لاتستطيع التصديق انه جدها بكل جبروته وقوته ينهار فجاءة امامهم بذلك الشكل لا تدرى هل ما تشعر به الان هل قلق وخوف عليه ام شىئ اخر لكن ما هى متأكدة منه انه رغم كل قسوته معها الا انها لا تحب رؤيته بهذا الضعف ابدا  

دخلت ثريا بعد عدة لحظات الى داخل الغرفة تجلس بصمت حتى تعالى رنين هاتفها بعد نصف ساعة لتنظر الى المتصل وتنهض بقلق هاتفة 

= دى ماما ايه اللى هيخليها تتصل بيه متاخر اووى كده 

اسرعت نادين وصفية بالوقوف لتهتف الاخيرة 

= طيب ردى عليها الاول نطمن 

فتحت ثريا الهاتف ليشحب وجهها بتمثيل رائع تهتف برعب

= يعنى انتى لوحدك فى البيت طيب فين هشام  

لتصمت قليلا تستمع الى محدثها لتقول بعدها برعب

= مسافر طيب انا هعمل ايه دلوقت بابا عبد الحميد تعبان هو كمان جدا هو...... 

لتقاطع صفية حديثها بجدية هامسة

= احنا هنا مع بابا روحى انتى ليها بسرعة مدام لوحدها

تلعثمت ثريا بكلامها تتدعى التردد

= بس... يا صفية 

رتبت صفية فوق يديها برقة قائلة بهدوء 

= مفيش بس يلا روحى اجهزى على ما اكلم حسن السواق يجى يوصلكم 

هزت ثريا راسها بالموافقة بخنوع تلتفت الى نادين تهمس 

= هتيجى معايا يانادين ولا هتخليكى مع جدو 

اسرعت نادين بلهفة مصتنعة 

= لا روحى انتى انا هقعد مع جدو  لحد ما اطمن عليه 

صفية بهدوء  

= روحى مع ماما يا حبيبتى متسبهاش لوحدها واحنا معاه كلنا هنا واكيد هنطمنكم عليه

نادين ببراءة وحيرة مصتنعان

= يعنى انتى شايفة كده يا طنط 

هزت صفية راسها برقة لتسرع نادين قائلة

= طيب يلا يا ماما نجهز علشان نلحق آنا

لتغادر سريعا تتبعها ثريا 

ليسود الصمت بعد خروجهم تدور الافكار بعقل صفية تدعو فى نفسهاا الا يكون ما يدور فى راسها صحيح و هو كل شكوكها

          ❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣❣

همست برقة تهز زوجة عمها النائمة فوق كرسيها بتعب بعد اصرارها ان تقوم هى بالسهر بجواره حتى حضور الممرضة لتجلس معها فجر هى الاخرى تصر بشدة بعد رفض صفية عدة مرات بينما ذهبت والدتها الى غرفتها بعد ان شعرت بالتعب والارهاق

لتستمر السهرة بينها وبين فجر حتى سقط راس صفية فوق صدرها تنام بتعب لتشعر  فجر  بالشفقة عليها وهى تراها  بهذة الحالة لتطلب منها الذهاب الى غرفتها لتستريح وهى ستجلس هنا بجواره وبعدة  محاولات  منها لاقناعها نهضت صفية ببطء قائلة بهمس تعب 

= طيب يا حيبتى بس لو احتجتينى تعاليلى على طول 

هزت فجر راسها بالموافقة لترتب صفية فوق وجنتها برقة تبتسم لها بحنان ثم تغادر بخطوات متثاقلة من الارهاق

لتجلس فجر فوق المقعد الذى كانت تحتله منذ قليل صفيه بعد ان قامت بتقريبه من فراش جدها بهدوء تمسك بكفه المستريح فوق الفراش بحنان تقبله برقة هامسة 

= انا ماكنتش اعرف انى بحبك اووى كده رغم كله اللى عملته معايا انا وماما بس برضه بحبك مش متخيلة انه ممكن فى يوم ما مش الاقيك معانا انا مستعدة اعمل اى حاجة بس تقوم لينا  بالسلامة حتى ولو كنت هتزعقلى وتكرهنى كل يوم انا موافقة بس متسبنيش يا جدو 

لتخفض راسها  تقبل كفه مرة اخرى لكن هذه مرة شعرت بيد حنونة ترتب فوق شعرها تتلمسه بضعف لتشهق بذهول ترفع راسها سريعا ترى جدها فاتح لعينيه يرتسم فيها لاول مرة الحنان لها قائلا بلهاث وضعف 

=  يااه يا بنت ماهر لاول مرة حد يحسسنى اد ايه انى ظالم وحش بعد كل اللى عملته فيكى وفى امك بتعيطى علشانى و خايفة  عليا من الموت 

اسرعت فجر بمسح دموعها تبتسم بحنان 

= بعد الشر عنك ياجدو متقولش كده احنا من غيرك ولا حاجة 

مد عبد الحميد يدا مرتعشة يرتب بها فوق وجنتيها برقة يتأملها لعدة لحظات يهمس بعدها 

=طيبة وقلبك ابيض زاى امك عمرها برضه معرفت تكره حد او تتمنى لحد الشر 

ثم اخذ نفسا عميق قائلا بعده بصوت اجش متسأل 

=اومال فين صفية مش شايفها لاهى ولا الباقين

نهضت فجر بهدوء تعدل من وضع الغطاء فوقه قائلة 

= طنط صفية وماما راحوا جناحهم بعد ما تعبوا من السهر وانا قلت ليهم يروحوا يرتاحوا وانا هقعد معاك 

عبد الحميد بخشونة

=طيب ونادين وثريا

قالت فجر بهدوء قدر المستطاع  

= مامت طنط ثريا تعبت واضطرت تروح ليها لان على ما اعتقد محدش معاها هناك

التمعت عين عبدالحميد بمشاعر لم تستطيع فجر التعرف عليها هامسا بتفكير 

= بقى كده .. فجر معلش ممكن تصحيلى طنط صفية وبعدين روحى انتى نامى

شحبت ملامح فجر بشدة ظنا منها برفضه لمكوثها هى بجواره لتهز راسها بضعف قائلا   هامسة بالم تغادر الغرفة بخطوات مثقلة 

= حاضر ثوانى وهروح اصحيها 

ادرك عبد الحميد مايدور فى افكارها ليناديها مرة اخرى بحنان لتلتفت اليها تراه يبتسم برقة لها قائلا  

= بس هستناكى الصبح بدرى بالفطار علشان نفطر سوا اتفقنا 

شعرت فجر بالفرحة لتهز راسها بتاكيد وهى تبتسم بسعادة ثم تغلق مغلقة الباب خلفها بهدوء

ليعقد عبد تلحميد حاجبيه بتفكير قائلا بأسف 

= يا ترى يا عبد الحميد حسبتها غلط فى ايه وظلمت مين تانى 

ليغمض عينيه يتنهد بقوة يشعر بالم ينهش صدره لكنه لم يكون هذه المرة الم المرض بل شيئ اخر يخشى ان يتعرف عليه

                 💔💔💔💔

مر يوم اخر ظلت فجر تتناوب فيه والدتها  وزوجة عمها الاهتمام بجدها  بعد ان رفض وجود الممرضة بجوار قائلا بصرامة انه يرفض ان يهتم به احد غير افراد اسرته وهو يشملها هى ووالدتها بنظراته بايحاء وصل للجميع ليمر اليوم سريعا دون اتصال من عاصم مرة اخرى ليدب القلق فى قلوبهم وقلب فجر التى تمنت لو باستطاعتها الاتصال به لتطمئن عليه لكنها لاتجد الجراءة فى نفسها  لفعلها تشتاق بشدة الى صوته الاجش وهو يهمس باسمها لكنها فضلت الانتظتر لعله يقوم باتصال تلك الليلة ولكن اثناء جلوسهم جميعا فى غرفة الجد و سؤاله صفية  عنه لتهز راسها بالنفى ثم تنهض بقلق تمسك بهاتفها 

= انا هتصل بيه وماهو مش هنفضل نستنى يتصل هو 

الجد بصرامة يحاول اخفاء قلقه بصرامته هذه 

= اقعدى يا صفية هو عيل صغير امه هتخاف عليه وبعدين احنا مش عارفين ايه ظروفه هناك  احنا هنستنى لبكرة ولو متكلمش هنكلمه احنا 

جلست صفية مرة اخرى باحباط لا تجروء على مخالفة اوامره تنظر الى فجر الجالسة هى الاخرى يرتسم فى عينيها القلق والاحبااط 

لتتنهد باستسلام تجلس بجوار عواطف وفجر يتبادلوا اطراف الحديث بذهن شارد اما فجر فقد قررت الاتصال هى بيه ليلا بعد خلود الجميع الى النوم فهى لن تستطيع الانتظار حتى الصباح حتى تستمع الى صوته لتطمئن نفسها

        💘💘💘💘💘💘💘

دخلت فجر الى جناحها تغلق الباب خلفها بهدوء بعد خلود جدها الى النوم ومكوث زوجة عمها معه هذه اللية هى والدتها طالبين منها الخلود الى الراحة فى غرفتهاهذه الليلة  لتستغل فجر هذه الفرصة لتخرج هاتفها فورا تضغط زر الاتصال به تستمع الى الرنين فى الطرف الاخر لفترة ليست بالقصيرة لكنها تعلم فرق التوقيت بينهم فاذا كانت الساعة الان التانية بعد منتصف الليل هنا فهناك الثالثة ومن المؤكد خلوده الى النوم لكنها لم تستطع غلق الاتصال ابدا تعلم انها لن تأتيها الفرصة لتفعلها مرة اخرى بسبب خجلها 

انتبهت على صوت فتح الاتصال من الطرف الاخر لا تسمع الا صوت انفاس بطيئة ثم ساد الصمت لتتكلم فجر بصوت قلق ملهوف هاتفة باسمه ليقابلها الصمت عدة ثوانى ثم وصل الى مسامعها اخر صوت ظنت انها قد تسمعه فى تلك اللحظة 

صوفيا بصوت ناعس اجش من اثر النوم قائلة ببطء 

= عاصم نايم دلوقت تقدرى تطلبيه بكرة لما يصحى او لو تحبى استنى وهو هيطلبك هو

ثم اغلقت الخط سريعا تاركة فجر العالم يدور من حولها بقوة تشعر بانسحاب الروح منها شيئا فشىئ تغلق عينيها بقوة تقاوم تلك الدوامة السودا التى اخذت تجذبها بقوة بداخلها لكنها لم تستطع المقاومة كثيرا ليسقط الهاتف من يدها بقوة تتبعه هى ايضا تسقط فوق السجادة بعنف مغشيا عليها مستسلمة لها لتبتلعها بداخلها سريعا

                💔💔💔💔

الثالث والعشرون


تحركت فجر وهى تتأوه بألم تمسك برأسها تحاول النهوض لتعى لنفسها راقدة فوق ارضية الغرفة هاتفهابجوارها محطم لتندفع الى راسها بقوة لحظات ما قبل سقوطها لتشعر بالالام تنهش قلبها بعنف وهى تتذكر صوت صوفيا الناعس فى اذنيها وهى تحدثها بكل ثقة لتنهار فى بكاء مرير لعدة ساعات شعرت خلالها بأنسحاب الروح منها تتسأل بصدمة هل ماحدث وسمعته منذ قليل حقيقة احقا خانها عاصم احقا تحققت كل مخاوفها وفعلها 

ليجيبها عقلها 

وهل مازلتى لا تصديق ماذا تنظرين اكثر من سماعك لصوتها الناعس على هاتفه فى تلك الساعة المتأخرة فماذا تردين اثبات اكثر من هذا هل تريدين رؤيتك لهم معا حتى تستطيعين التصديق

اخذت تهز راسها بالنفى بألم حتى تستطيع طرد تلك الصور التى اخذ عقلها يصورها لها بلا رحمة كما لو حقيقة امامها بينما يحاول قلبها نفيها قائلا بامل =لاا من المستحيل ان يفعلها عاصم فهو ليس بتلك القسوة حتى يقوم بخيانتها بعد ان عشا معا اجمل لحظات حياتهم سوا واذا كان يريدصوفيا حقا لماذا طلب منها ان يتتموا زواجهم لماذا لم يدعها وشأنها ان كان يريد غيرها

اخدت الافكار تتصارع بين قلبها وعقلها لتشعر كما لو كانت فى بحر هائج تتلاطمها امواجه بقسوة وعنف لتظل على حالتها هذة حتى بزغ فجر اليوم التالى وهى لاتعى شيئ تجلس فوق ارض الغرفة تضم ركبتيها اليها لتمر بها الساعات وهى على حالتها هذه حتى سمعت طرقا هادئ فوق باب الغرفة ليخرجها من حالة الذهول هذه تنهض سريعا لتقف فوق اقدامها تعدل من وضع ملابسها ثم تأذن للطارق بالدخول لتدلف ام جمال الغرفة قائلة بهدوء

= ست فجر سيدى الكبير عاوزك فى اوضته بيقولك انه مستنيكى علشان الفطار 

هزت فجر راسها ببطء ووجه شاحب لتلاحظ ام جمال حالتها هذة للتقدم الى داخل الغرفة ببهدوء تسألها بعطف 

= مالك يا بنتى انتى تعبانة ولا حاجة 

هزت فجر راسها بالنفى ببطء لا تقوى على اخراج صوتها لتسالها ام جمال مرة اخرى

= تحبى اندهلك ست عواطف او الست صفية 

اجابتها فجر تلك المرة برفض قائلة بلهفة 

= لااا يا خالتى انا كويسة متقلقيش حد انا بس حاسة بصداع علشان سهرت شوية

هزت ام جمال راسها بتفهم ثم تجيبها 

=طيب ياحبيبتى انا هنزل حالا اجيبلك حباية هضيع كل ده عما تحضري نفسك

ثم التفتت لتخرج من الغرفة بخطوات متثاقلة انفجرت فجر فى البكاء فور اغلاقها للباب خلفها تضع يدها فوق فمها تحاول كتم شهقاتها الباكية تشعر بالعجز لاتدرى كيف لها ان تتعامل وتتصرف بطبيعةوهى تشعر بكل هذا الالالم بداخلها

💔💔💔💔

جلس عبد الحميد شارد الذهن يفكر فى ما فعله فى طوال ايام حياته السابقة وكم ظلم وكم اهان من لم يكن يستحق و كيف رفع واحب اشخاص لم يتصور يوم ان يكونوا بتلك الحقارة فازمة مرضه الاخيرة والتى كانت الاسوء منذ اصابته بالمرض التى ظن انه لن يستطيع النهوض منها بسلام كانت كفرصة اخيرة من الله حتى يستطيع اصلاح ما قد افسده طوال حياته فمن الان يجب البحث وبدقة عن كل الامور التى تركها دون بحث او اهتمام لانها كانت تسير على هوا افكاره وقتها فهو لن يترك تلك الحياة الا وقد قام باصالح كل اخطاءه هذه حتى يستطيع بعدها ان يقابل وجه كريم بقلب مطمئن 

سمع دقات خافتة فوق غرفته ليأذن للطارق بدخول ليراها تدخل بخطواتها الهادئة تتقدم الى مكان جلوسه تقف بهدوء دون ان تحاول الحديث كما لوكانت تخاف ان يكون ماحدث منه امس ماهو الا طفر من المشاعر لن تعود مرة اخرى ليبتسم لها بحنان وهو يمد يده اليها يجذبها للجلوس بجواره قائلا بمرح 

= ايه يا بنت يا بكاشة انتى كده تخلينى استناكى من غير فطار كل ده

ابتسم فجر ابتسامة شاحبة تجيبه بصوت منخفض

= سامحنى ياجدو اصل نمت متاخر وصحيت على صداع جامد

ابتسم عبد الحميد بتفهم قائلا برقة 

=عارف اللى قلقك ومخلكيش تنامى بس اطمنى يا ستى هو كويس وكلها بكرة ولا بعده هينزل مصر

رفعت فجر وجهها تسأله بلهفة 

= هو اتكلم طيب امتى ومكلمنيش ليه

ابتسم عبد الحميد بحنان وهو يعى للهفتها تلك ليشعر بالفرح هو يجيبها 

= من شوية ولو كنتى جيتى بدرى زاى ما اتفقنا كنت كلمتيه انتى كمان 

اخفضت راسها مرة اخرى ولكن تلك المرة باحباط ليسرع عبد الحميد قائلا محاولا طمئنتها

= هو حاول يكلمك بس تليفونك كان مقفول عموما كلها بكرة و يوصل مش وقت كتير يعنى 

ليكمل بمرح 

= يلا علشان نفطر انا اصلى جعان جدا وتبقى صفية وامك يصحوا براحتهم يفطروا 

ثم اخذ يتناول من الطعام امامه بشهية غافلا عن تلك الشاردة بعالم اخر تتقاذفها افكارها بعنف وتبعث بالم الى قلبها لتمزقه اربا 🖤🖤🖤🖤 

بعد انقضاء اليوم وخلود جدها الى النوم استقلت فجر فوق الاريكة رافضة الاستلقاء فوق الفراش مرة اخرى لاتريد الشعور به ولا استنشاق رائحته العالقة فوق اغطية الفراش والتى كلما وصلت الى رئتيها شعرت بالحنين اليه يهاجمها وهى لا تريد الضعف تريد ان تكون قوية لا يهزها شوقها اليه فقد توصلت اخيرا انها ستاخذ الامور بعقلانية و ستجلس معه وتتحدث اليه عما سمعته فى تلك الليلة فيجب انه يكون لديه تفسير له وهى على استعداد لاستماع حتى ولو كان ما سيقوله سيؤلمها لكن يجب ان ترتاح من دوامة افكارها هذه

اغمضت عينيها بأرهاق تتضافر عليها كل ما مرت به ليلة امس واليوم لتسقط فى نوم مرهق عميق لعدة ساعات لم تعى فيهم لشيئ حتى شعرت بلمسات رقيقة تداعب وجهها بحنان وهمس اجش يناديها لتزفر بقوة تنادى باسمه وهى تمرمغ وجهها فى وسادتها تتقلب بجسدها لتنحسر عنها بيجامتها تكشف عن جسدها لتشعر بيد دافئة تتلمس بشرتها ببطء ورقة

لكنها ظلت على نومها تظن بانها داخل حلم جميل معه وهى تسمعه يهمس بصوته الاجش الممتليء بالرغبة 

وحشتينى يا عيون عاصم 

هزت فجر راسها برفض تتمتم بكلمات غير مفهومة لتشعر بعدها بجسدها يطفو فوق سحابة متحركة ثم تحط بها فوق شيئ ناعم بين احضانه الدافئة لتهمس فى نومها بارهاق تحدثه 

= عاصم وحشتنى اوى خلينى فى حضنك ماتسبنيش ابدا

شعرت به يضمها بقوة يهمس فى حنايا عنقها برقة 

= نامى يا عيون عاصم وانا هنا جنبك مش هسيبك ثانية بعد كده

تنهدت بقوة تدفن نفسها اكثر واكثر بين احضانه تنعم بحلمها الجميل هذا لاتريد الاستيقاظ منه ابدا

❤❤❤❤

فتحت فجر عينيها بصعوبة تحاول ازالة 

خصلات شعرها التى تحجب الرؤية عنها لتصدم عينيها بصدر عارى وذراعين تضمها اليه بقوة لتشهق برعب سرعان ما تحول لدهشة وهى ترى عاصم مستغرق بشدة فى النوم بجوارها فشعرت بالحيرة فمتى حضر وكيف انتقلت هنا لتنام بجواره فى الفراش حتى تذكرت حلمها ليلة امس وهمساته لها لخلاله لتدرك انه لم يكن حلم وانه قد اتى اليها يشتاقها ويضمها اليه فور وصوله ليخبرها قلبها 

اوليس هذا دليلا اخر على براءته

اسرعت تهز راسها ببطء تقرر انها تتحدث اليه عماحدث و تسمع منه تبريره وروايته هو عما حدث 

اخذت تحاول الخروج من بين زراعيه دون ان تحاول ازعاجه وقد كان مستغرق فى النوم يبدو فوق وجهه الشحوب فامتدت يدها دون ارادة منها تتلمس تلك الملامح لكنها توقفت فى منتصف الطريق خشية من استيقاظه وفهى لاتريد ذلك الان تحتاج اولا الى استجماع شجاعتها قبل تلك المواجهة الحتمية بينهم 

فاستطاعت اخيرا الخروج من بين ذراعيه تنهض سريعا فى اتجاه الحمام تغلقه خلفها بهدوء تستعد ليوم لا تدرى ماذا يحمل لها هل السعادة ام حزن وشقاء لن ينتهوا

خرجت من الغرفة بهدوء وهى تلقى نظرة اخيرة عليه تراه مازال نائم بعمق لتغلق الباب خلفها بهدوء تسرع فى النزول الى بهو القصر تعلم انه مازال الوقت مبكرا على استيقاظ احد لكنها فوجـئت بصوفيا تنزل هى ايضا الى البهو تحمل بيدها حقيبتها لتقف امام فجر تنظر اليها بدهشة اولا سرعان ما تحولت الى ابتسامة انتصار وتشفى قائلة بهدوء

= صباح الخير يا فجر هانم ياارب تكونى 

كويسة

نظرت فجر الى الحقيبة فى يدها لتسالها دون مقدمات

= انتى رايحة فين بالشطنة دى 

وضعت صوفيا حقيبتها ارضا ثم اعتدلت مرة اخرى تنظر الى اظافرها قائلة ببرود 

=مسافرة تانى زاى ما اتفقت مع عاصم 

فجر بتلعثم

= اتفقتى... مع... عاصم 

وضعت صوفيا يدها فوق فمها باسلوب مسرحى تهتف برعب مصتنع 

=يا خبر هو لسه مقلكيش على اتفقنا 

لتكمل وهى تقترب من فجر بخطوات بطيئة =عموما هقولك انا اهو يكون عندك فكرة برضه بدل ما تتصدمى بعد كده 

لتنحنى فوق فجر تهمس فى اذنيها بتشفى قائلة بفحيح 

= عاصم قالى على ظروف جوازكم والفضيحة اللى اتعملت ليكى قبل ما يوافق وتجوزك

ثم تراجعت الى الخلف تنظر الى وجه فجر كمن تريد رؤية وقع كلماتها التالية عليها ترى وجهها الشاحب بشدة لتكمل ببطء وتشفى

= وقالى كمان على اااه ...

لتبتسم بخبث

= على اتفاق جده معاه واللى من الواضح مقاليكيش حاجة عنه

فجر وهى تحاول التظاهر بالتماسك امامها قائلة بهدوء يخفى ورائه الكثير من الخوف 

= اتفاق ايه اللى ممكن يكون بين عاصم وجدى 

اقتربت منها صوفيا مرة اخرى قائلة بهمس 

= الحفيد اللى لو وصل فى اول سنة جواز ليكم كل حاجة هتتكتب لعاصم اما لو محصلش تتطلقوا وتتطردى بره انتى والست ماما

اخذت فجر تهز راسها بقوة مع كل كلمة تخرج من فم صوفيا لترفض بها ما تسمعه لا تستطيع التصديق ان كل هذا من الممكن ان يكون حقيقة فاخذت تحرك شفتيها تحاول الحديث ترفض كل ما يقال لكنها لم تستطع اخراج حرفا واحدة لترى صوفيا حالتها هذه لتسرع بالترتب فوق وجنتها بقسوة قائلة بغل = فوقى ياماما وعرفى انتى بتلعبى مع مين واعرفى انه مهما طال الزمن او قصر بينك وبين عاصم فهو ليا وبتاعى واخره معايا انا

وقفت فجر تنظر اليها بجمود تشعر كانها مغيبة عما كل ما حولها لاتدرى بماذا تقول اوتفعل لتسرع فجاءة تغادر الى خارج القصر تاركة صوفيا تنظر فى اثرها بغل وحقد تقف تتابعها لتقفز فجاءة الى عقلها ما حدث فى تلك الرحلة المشئومة الى اليونان 

فلاش باك

بعد وصولهم الى فندقهم والاستراحة كل فى غرفته قليلا اخذتهم دوامة الاجتماعات والمفاوضات حتى منتصف الليلة لتطلب صوفيا من عاصم الذهاب معها لتناول العشاء فهم لم يتناولوا شيئ طوال اليوم فوافقها عاصم بهزت راس رسمية منه وهذه كانت معاملته لها طوال اليوم الرسمية والتحفظ لكنها عقدت العزم بينهاو نفسها انها لن ترجع من تلك الرحلة خالية والوفاض ابدا ولن تكون صوفيا الا لم يكن عاصم لها فى نهاية تلك الرحلة 

اخذها الى مطعم الفندق لتناول طعاهم والذى ظلت خلاله تحاول التحدث اليها باغراء ورقة مستغلة كل اسلحة انوثتها قابلها هو بجفاء وجمود ليصيبها الاحباط وهى تراه ينهض متعلاا بتاخر الوقت وحاجتهم الى الراحة ولكن ما ان خرج من المصعد امام غرفة عاصم حتى راته يمسك ببطنه يتأوه بالم يسقط ارضا فوق ركبتيه من شدة الالم فاسرعت اليه صوفيا تنحنى جالسة بجواره تساله بقلق عما به لكنه لم يجيبها يغمض عينيه بشدة وهو مازال يتأوه 

اسرعت الى داخل غرفتها تسرع فى طلب خدمة الغرفة تطلب بلهفة سيارةالاسعاف ثم تسرع للخروج اليه مرة اخرى تجلس بجواره تراه ينحنى على نفسه من شدة الالم ليمر بهم الوقت بطيئ وهو تحاول التهوين تقوم بمسح عرقه الغزير حتى اتى اخيرا رجال الاسعاف ليحمل الى المشفى ليمضوا ليلة ويوم داخلها بعد ان اصابته حالة من التسمم الشديد من وجبة العشاء بعد تماثله الى حد ما الى الشفاء اصر على الخروج من المشفى ليصلا فى وقت متاخر الى الفندق تساعده هى فى الوصول الى فراشه ليسقط فى النوم فجاءة بعد تناوله لتلك الادوية وظلت هى تجلس بجواره تتابعه من الحين والاخر لتسقط فى النوم فجاءة لم تستقظ منه الا على اهتزار هاتفه معلنا عن اتصال فاسرعت بحمله تنظر الى المتصل عدة لحظات وعند رؤيتها لهاوية المتصل اشتعلت عينيها بالغيرة والحقد لتنظر الى الهاتف عدة لحظات ثم فتحت الاتصال ترد عليها بصوتها الناعس بكلمات ارادتها طبيعية لكنها توحى بالكثير ثم تغلق الخط تبتسم بحبور وسعادة من الواضح ان الحظ يخدمها دون اى مجهود منها رفعت نفسها لتستلقى بجواره تضع راسها فوق صدره تنحنى تقبله برقة تهمس له انه لها مهما حدث ثم تغرق فى النوم مرة اخرى تضم نفسها اليه لكنها لم تحسب حساب ان بستقظ عاصم ليجدها على هذا الوضع فاخذت تحاول الشرح له انها كانت مرهقة من اعتنائها به طوال ليلة امس لتلين ملامحه يشكرها بخشونة فاخذت بالاقترتب منه ببطء تضع راسها فوق صدره تهمس بحبها له واحتياجها له ثم تقف على اطراف اصابعها تحاول تقبيله ليقوم فجاءة بابعادها عنه بعنف وخشونه واخذ يعنفها بعضب ثم يخرج من الغرفة تاركا لها تقف مكانها بصدمة وذهول ولم ترى وجه طوال الباقى من الرحلة بعد ان ارسل اليها بورقة انه لا يحتاج اليها فى مفاوضات العمل وان تستعد للنزول فورا الى مصر وليصدمها وهم فى رحلة العودة برغبته فى تركها للقصر فورا الى احد الفنادق لتكمل الباقى من اجازتها هناك ويخبرهاايضا عن عدم احتاجه لها فى العمل وان لها ان تفعل ما تريد فى تبقى من رحلتها كما تريد طالما بعيدا عن قصر السيوفى وشركاته

وهاهى تنهض فى الصباح الباكر للمغادرة حتى لا يراها احد تجنبا لاية اسئلة لكنها لم تكن تتخيل فى اقصى طموحها اكون من حظها مقابلتها لتلك الحمقاء فى هذا الصباح الباكر لتجدها فرصة لبث سمومها فى اذنها فى محاولة اخيرة منها للربح لم تخبرها خلالها طبعا ان مصدر ماعرفته عن ظروف زواجهم هو زوج العمة ولا ان خبر اتفاق عاصم مع الجد هو الجد نفسه بعد ان ارادة التباهى امامها بأنه مازال المتحكم فى كل امور من يعيشون فى هذا القصر لايدرى عن نوايها شيئ وبانها قد تستغل تلك المعلومة لصالحها يوما ما 

لذلك هى قررت عدم السفر والمكوث فى احدى الفنادق لترى نتيجة مافعلته اليوم وكم تتمنى ام يؤتى بثماره فتسرع هى بقطفها لتنعم بها اخيرا 

💔💔💔💔💔💔 

بعد خروج فجر بخطوات متعثرة وقفت خارج ابواب القصر تلفحها ببرودة هواء الصباح بقوة لتبرد من سخونة وجهها ودموعها المتساقطة بعنف تنظر حولها بتيه وشرود لاتدرى ان يمكنها الذهاب فكل ما تريده الان هو الابتعاد وحالا عن هذا القصر وبكل ساكنيه فهى لم تعد تستطيع التحمل لم يعد بامكانها التظاهر بان شيئ لم يحدث يكفيها ما عانتيه على ايديهم جميعا من الالام ومهانة فحتى هو من ظنت انه الحامى لها من وجدت فيه الامان بعد الكثير من الظلم والذل لها لتصدم فيه هو الاخر بقوة تدرك بانها لم تكن سوى لعبة بين يديه طريق لابد له ان يسير به حتى يصل من خلاله الى هدفه كان اتمام زواجه هو هذا الطريق

ظلت تسير بغير هدى فى ارجاء حديقة القصر حتى اخذها التعب لتجلس تحت احد الاشجار ارضا تبكى وتبكى على كل مامر بها فى حياتها حتى لم تعد لديها القدرة على البكاء مرة اخرى تشعر بالفراغ بداخلها لتظل مكانها تضم ركبتيها الى صدرها تسند براسها عليها تنظر بشرود امامها تفكر فيما هو اتى ومايجب عليها فعله فى القادم من ايامها لتظل على حالها هذا لفترة طويلة تعصف بها افكارها بقوة

لتنهض فجاءة سريعا يرتسم العزم فى عينيها تدرك ان ليس امامها حلا سوى المواجهة وقد حان وقتها الان وحالا

نعم ستبداء بمواجهته بكل شيئ وستضع جميع النقاط فوق الحروف لاول مرة فى حياتها ولن تظل تتدارى خلف خوفها بعد الان 

💔💔💔💔💔

الرابع والعشرون

دخلت الى جناحهم تسير بخطوات ضعيفة متثاقلة تنظر باتجاه الفراش لتجده خاليا لتعلم من صوت المياه الجارية فى الحمام باستيقاظه لتجلس بضعف فوق احدى المقاعد فى انتظار خروجه تشعر بضربات قلبها عاصفة تدوى بصوت عالى فوضعت يدها فوقه تحاول تهدئة تلك الضربات تخفض راسها باستسلام لتنسدل خصلات شعرها حول وجهها كستار تحجبها عن كل ما حولها فى انتظار ما سيحدث

فجلست مكانها لبضع دقائق شاردة الذهن لا تعى شيئ حولها حتى سمعت صوت الباب يفتح فرفعت راسها سريعا تحاول رسم القوة والعزيمة فى عينيها استعدادا لما هو ات فهى فى اشد الاحتياج لهم فى مواجهتم القادمة هذه

راته يخرج من الحمام يلف منشفة سوداء فوق خصره بينما بيده  واحدة اخرى يضعها فوق راسه يقوم بتجفيه شعره بها غير واعى لوجودها يتحرك باتجاه الفراش يجلس فوقه فظلت تتابعه بعينيها تمررها فوقه باشتياق فهى و رغم كل ما عرفته مازالت تشتاقه تود لو ترتمى بين ذراعيه علها تنسى كل ما يوجعها ويألمها بينهم

شعرت بالم عاصف فى قلبى وهى تعى ان سبب وجعها الان هو ما صنعه لها وانه لم يعد من الممكن لها  ان تختبئ فى احضانه بعد الان

خرجت منها تنهيدة عميقة بصوت عالى وصل الى مسامعه ليرفع راسه فورا باتجاها يراها جالسة بجمود لينهض فورا يقترب منها سريعا ترتسم ابتسامه فرحة فوق شفتيه ويده تمدت تجذبها اليه بشوق فيضمها بقوة الى صدره هامسا بخشونة

=كنتى فين بدرى كده صحيت ملقتكيش فى حضنى

ظلت فجر تقف بجمود ذراعها متهدلة بجانبها لا تبادله عناقه بينما هو يقتل شوقه ولهفته اليها بقبلات رقيقة متفرقة فوق وجهها يهمس من بين كل قبلة واخرى بمدى شوقه وحنينه لها لتشعر هى بكل قبلة يضعها فوقها كوشم من نار يحرقها بعنف يدميها فلم تشعر سوى ويدها ترتفع لتدفعه بعنف صارخة بألم 

= ابعد عنى انا مش طايقة لمستك ولا انك حتى تقرب منى 

ابتعد عاصم عنها ببطء ينظر اليها بجمود لكنه لم يتحدث بشيئ تشتعل عينيه بنيران عاصفة وهو يراها تقوم بمسح وجهها بعنف كانها تشمئز من لمساته لها قائلة بعنف 

= انت ازاى كده ؟ ازاى قادر تكون مع واحدة وترجع تمثل اللهفة والحب لواحدة تانية 

ضاقت عينى عاصم بشدة قائلا ببرود

= تقصدى ايه بالظبط

صرخت فجر بهستريا 

اقصد انى

عرفت كل حاجة يا عاصم بيه عرفت عن علاقتك بصوفيا واتفقاكم سوا واللى هيتم طبعا بعد المغفلة ماتجيب ليك الابن اللى هيخليك تاخد كل حاجة ومن غير ولا مجهود ولا تعب. الخادمة بنت الخادمة اللى عملت فيها معروف واتجوزتها وهو بالمرة تستفيد منها بحاجة فى مقابل ده

وقف عاصم ينظر اليها لعدة لحظات ترى فى عينيه الكثير والكثير من المشاعرالمتلاحقة لكنها لم تستطيع قراءة اى شيئ منهم وهى فى حالتها هذه تراه وهو يتراجع للجلوس فوق الاريكة خلفه يخفض راسه مستندا بمرفقيه فوق قدمه لاينطق بشيئ لوقت طويل

ظلت فجر تتابعه بعينيها تشعر برجاء ضعيف ان يقوم بنفى عنه كل ما قالته تتمنى ان يتحدث باى شيئ ينقذ به ما يمكن انقاذه لكنها فوجئت بصمت طويل منه جالسا بجمود لا يتحرك من مكانه كما لو اصبح تمثالا من حجر نحت على وضعه هذا 

لكنها لم تستطيع تحمل هذا الصمت طويلا لتهتف به بقوة وعنف

= ايه مفيش حاجة تقولها  مش عاوز تتكلم مش عاوز تقولى كلامى ده صح ولا غلط

ارتفعت راسه بعنف عينيه تشتعل بعضب مكبوت قائلا بصوت ساخر 

= وده هيفرق معاكى ؟! انا شايف انك شاطرة وعرفتى كل حاجة من نفسك يبقى اى كلام تانى هتقال ملوش اى لازمة بين

لينهض واقفا ببطء يتقدم منها قائلا بجمود 

= السؤال اللى مفروض اساله انا ايه اللى مفروض منى اعمله دلوقت

ابتلعت فجر لعابها بصعوبة تشعر بخيبة املها تصعد الى حلقها بغصة جعلت من الصعب عليها الحديث فهى تصورته و يحاول ان ينفى ماعلمته او حتى يطلب منها المغفرة والبدء من جديد اى شيئ الا ان يقابل كلامها بكل هذا البرود وعدم الاهتمام 

اخفضت راسها تهمس بصوت اجش من اثر محاولاتها عدم البكاء امامه

= انا ... مش هقدر اكمل بعد كل اللى عرفته فانا عاوزة.... 

ظلت تحاول نطق تلك الكلمة مرات ومرات لتتصاعد الغصة لتخنقها مع كل محاولة منها لكنها لم تقدر على نطقها ابداط

ليكمل هو بتساؤل خشن

= الطلاق ؟هو ده اللى انتى عوزاه ؟ 

هز راسه بالموافقة يكمل بجمود وجدية  

وانا موافق بس زاى ما انتى طلبتى بنفسك فى اول جوازنا مفيش طلاق الا بعد سنةلنفس الاسباب اللى قلناها قبل كده و بعدها تقدرى تعملى اللى يعجبك ومش هتلاقى منى اى اعتراض وقتها 

ليكمل مقتربا منها يضعط على حروف كلماته بقوة قائلا بسخرية

= وابقى بكده رديت ليكى تمن الايام اللى استحملتى فيها وجودى معاكى

ثم تحرك فى اتجاه  خزانته يخرج منها ملابسه بهدوء وبطء شديد تاركت لها تقف مكانها دون حراك تشعر تشعر بالبرودة تزحف الى اوصالها وهى تعلم بخروجها من تلك المواجهة خاسرة بكل الاحوال

💔💔💔💔💔 

مرت بهم الايام بعد مواجهتهم هذه اصبح هو خلالها شديد البرودة فى تعامله مع الكل حتى لاحظ الجميع معاملته تلك محاولين تبين حقيقةما حدث منها لكنها ادعت عدم معرفتها بما به تفضل الصمت عن اى حديث قد يجلب للجميع الاوجاع فهو يخرج فى الصباح الباكر ولا يأتى الى القصر الا فى ساعات الصباح الاولى يجدها وقد تظاهرت بالنوم تراقبه بعينين نصف مغمضة من تحت الاغطيةوهو يتحرك بهدوء فى ارجاء الغرفة يبدل ثيابه تم يتجه الى الاريكة يستلقى فوقها دون كلمةاو نظرة يلقيها باتجاها فمن بعد ليلة مواجهتم اصبح هو من ينام فوقها بعد ان القى لها باغطية التى وضعتها لنفسها ارضا  ثم نام هو فوقها تاركا لها الفراش باكمله يستلقى بهدوء لاتكاد تمر عدة دقائق حتى تسمع بعدها اصوات تنفسه الهادئة دليلا على استغراقه فى النوم لتغمض هى الاخرى عينيها بارهاق تذهب فى نوم متعب مضطرب 

تدور ايامهم سويا فى دوائر من نفس الاحداث 

وبعد عودة الجميع الى القصر مرة اخرى حتى سيف بعد اعتذاره وابدائه لندمه على ما فعله للجد وتدخل عاصم المباشر فى تلك المصالحة اصبح من الصعب عليها التظاهر بان الامور طببيعية فيما بينهم بعد ان لاحظ الجميع جفائه الشديد فى التعامل وغيابه المستمر عن المنزل ليدور الهمس بين الجميع ما بين قلق وشامت لنا يحدث بينهم

حتى اتت ليلة بعد تناولهم للعشاء وغيابه عنه كما العادة ليطلب جدها حضورها اليه فى غرفته فصعدت اليه بخطوات متثاقلة تقف امام الباب لعدة لحظات تتنفس بقوة تحاول تهدئة ضربات قلبها قبل ان تطرق الباب برقة 

تدخل الى الغرفة لتراها مظلمة الا من ضوء شاحب يأتى من المصباح المجاور للفراش تجده مسلتقى فوق الفراش يشير اليها بالتقدم يرتب لها فوق الفراش بجواره فتقدمت منه ببطء تجلس وهى تخفض راسها ليسألها جدها بحنان

= مالك يا فجر حالك مش عجبنى ابدا بقالك كام يوم لا انتى ولا عاصم فى حاجة حصلت بينكم 

رفعت فجر راسها تهزها بالنفى لا تجروء على محادثته عن معرفتها بحقيقة اتفاقه مع عاصم فيكفيها شعورها بالخزى لحظة اعترافها لعاصم بحقيقة معرفتها بهذا الاتفاق لا تريد تكرار تلك التجربة مرة اخرى

اعتدل عبد الحميد فوق الفراش يمد يده للامساك بكفيها الباردة بينهم قائلا بنبرة مترددة 

= انا عارف انك لسه مش قادرة تنسى كل اللى عملته فيكى وانتى ومامتك وتفتحيلى قلبك بس صدقينى يا حبيبتى انا نويت اعوضك عن كل اللى حصل منى انا خايف اقابل وجه كريم وانا شايل ذنبك وذنب كل اللى عملته فيكم 

اتسعت عين فجر بخوف تهز راسها برفض لكلماته قائلة بلهفة 

=ماتقلش كده يا جدو ربنا يخليك ليناوصدقنى انا مش زعلانة منك ابدا 

ابتسم عبد الحميد بحنان قائلا 

=محدش بعيد عن الموت وانا مش خايف منه انا كل اللى خايف منه اسيبك وسط كل الكره والحقد ده كله واللى كنت انا السبب فيه بجبروتى وظلمى ليكى بس اللى مطمنى ان عاصم معاكى ومش هيسيبك ابدا مهما حصل

شعرت فجر بطعنة عنيفة فى قلبها من كلماته هذه لاتستطيع اخباره ان حتى هذا الامر اصبح من المستحيل استمراره هو الاخر

ليكمل عبد الحميد حديثه بامل ورجاء 

=عاوزك تسامحينى يافجر عاوز تحاولى تنسى كل حاجة وحشة حصلت ليكى بسببى فى يوم وافتكرى دايما انى رغم كل اللى عملته معاكى انى ابقى جدك اللى ندم ندم عمره على كل حاجة قاسية عملها فى حقك 

اندفعت فجر تر تمى فوق صدره تحتضنه بقوة وهى تبكى قائلة 

= انا عمرى ما زعلت منك ابدا صدقنى انا طول عمرى بعتبرك اب ليا حتى لما كنت بتقسى عليا بس ارجوك بلاش كلامك ده لانه بيخوفنى 

ابعدها عنه عبد الحميد يمسح دموعها قائلا بحنان 

= متخافيش ياحبيبتى من النهاردة مش عاوزك تخافى ابدا من اللى جاى انا....

قاطع حديثهم دقات سريعة فوق الباب لتدخل نادين فورا دون انتظار لاذن تنظر الى وضع جلوسهم بريبة وهى تقول بعصبية 

= انا كنت جاية اطمن عليك ياجدو قبل ماتنام بس مكنتش اعرف ان فى حد معاك

لتنهى كلماتها الاخيرة وهى تنظر الى فجر باستعلاء ليقول عبد الحميد بجمود 

= غريبة اووى يا نادين يعنى مفيش سهرة الليلة ولا حد تعبان محتاج تروحوا تقعدوا معاه

اهتزت نادين من سخرية جدها خاصة امام تلك الفتاة لتدخل الى الغرفة قائلة بمرح تحاول تمرير تلك الكلمات 

= يااا جدو لسه زعلان مانت عارف ان آنا كانت لوحدها ومكنش ينفع نسيبها وبعدين دى كلها اسبوع ورجعنا على طول 

ابتسم عبد الحميد بسخرية مريرة

=فعلا اسبوع مفكرتيش فيه تتكلمى حتى تسألى فيه عليا لا ومن اول يوم رجعتى فيه لحد النهاردة كل يوم فسح وخروجات ولسه فاكرة تيجى تقعدى معايا 

نادين وهى تنظر الى فجر بتوتر تنقل ثقلها من قدم الى اخرى

= مانا جيت اهو علشان اصالحك بس الظاهر كده مش هينفع كلامنا دلوقت

لتهب فجر واقفة قائلة بهدوء توجه حديثها الى عبد الحميد 

= انا هروح دلوقت يا جدو وهبقى اجيلك الصبح 

رتب عبد الحميد فوق يدها بحنان قائلا 

= طيب يا حبيبتى بس متتأخريش عليا 

نهضت فجر تخرج من الغرفة تتابعها عين نادين بحقد واستعلاء حتى خرجت تغلق الباب خلفهابهدوء تنزل الى البهو مرة اخرى لتجد حالة من الهرج بداخل عرفة الاستقبال بينما عاصم يجلس بضعف فوق احد المقاعد وجه شديد الشحوب بجواره سيف وصفية القلقة بشدة  لتسرع اليه تسال بلهفة 

= مالك يا عاصم ايه اللى حصلك؟ 

اخذت يديها تجوب جسده بقلق ولهفة تحاول معرفة ما به لكنه امسك بيدها الوضوعة فوق

صدره يضعطها بعنف يبعدها عنه قائلا بجمود 

=مفيش حاجة شوية برد وهيروحوا لحالهم انا مش فاهم ليه كل الهيصة دى

ابتعدت فجر عنه تعتدل فى وقفتها بينما 

صفية تتحدث قائلة 

= برد ايه يا بنى دانت تقريبا كان مغمى عليك وسيف داخل بيك هنا وجسمك كله مولع ناار

حاول عاصم النهوض لكنه تراجع مرة اخرى جالسا بعد شعوره بالدوار لكنه عاود المحاولة مرة اخرى لكن هذة المرة اسرع سيف باسناده قبل سقوطه مرة اخرى لتهتف صفية برعب 

= لازم ناخده للمستشفى حالا انا مش مرتاحة استحالة يكون ده برد

هز سيف راسه قائلا بجدية 

= حاولت معاه كتير واحنا جاين رافض تماما موضوع المستشفى انا هطلع بيه لجناحه وحد يطلب الدكتور يجى يشوفه هنا 

هزت صفية راسها تسرع فى اتجاه الهاتف بينما التفت سيف الى فجر الواقفة تنظر الى عاصم بخوف وقلق لا تجروء على الاقتراب يسالها برسمية 

= لو ممكن يا مدام فجر تيجى معانا علشان تغيرى ليه هدومه قبل الدكتور ما يوصل 

اسرعت فجر تهز راسها بالايجاب تسرع 

فى الامساك بعاصم من الجانب الاخر وقد وجدتها فرصة لن يستطيع فيها ابعادها مرة اخرى وهو لم يكن اساسا بحالة تسمح له بالرفض 

اخذا يصعدا درجات الدرج ببطء وتعثر بعد ان كادت ان تسقط عدة مرات من ثقل وزن عاصم فوقها لكنها رفضت بشدة عرض سيف ان يقوم هو بمفرده بتلك المهمة فاستمرت رحلة صعودهم بصعوبة واجهاد حتى وصلا اخيرا الى الجناح ليستلقى عاصم بجسده فوق الفراش شبه مغشيا عليه فهمس سيف بصوت اجش وانفاس متعالية 

=انا هنزل استنى الدكتور تحت تكونى انتى غيرتى ليه هدومه 

ثم اسرع بالمغادرة فورا لتلتفت فجر فور مغادرته الى عاصم تراه فى عالم اخر وجهه شديد الشحوب والاحمرار يتنفس باجهاد فاسرعت باتجاه الخزينة تخرج منها ملابس خفيفة له ثم تقدمت منه لكنها توقفت حائرة لا تدرى من اين تبدء فقررت البدء فورا بقميصه تحل ازراره ببط ورهبة مهابة من استيقاظه فيقوم بنهرها لكنه لم يفعل بل ظل على وضعه دون حراك حتى استطاعت بصعوبة من تغير كل ملابسه تجلس بجواره تلمس باناملها فوق شعره الاسود المشعث فوق جبهته المشتعلة بالحرارة تتمنى لو استطاعت سحب كل الامه لداخلها هى ولاتراه بتلك الحالة فهى لم تتعود رؤيته ابدا بهذ الضعف ومهما كانت غاضبة منه  تشعر بخداعه لها كسكين فى احشاءها الا انها مازالت تحبه بل تعشقه و لاتستطيع ابدا رؤيته يتألم مهما كان 

سمعت همسه باسمها فتنبهت حواسها كلها تظنه قد استيقظ طلبا لشيئ لكنها راته مازال على وضعه شبه عائب عن العالم فانحنت تقبل جبهته بحنان تهمس بكلمات مطمئنة له لا تعلم هل تصل اليه ام لا لكنها شعرت بحاجتها للتهوين عليه 

مرت عدة دقائق وهى جالسة على وضعها هذا حتى سمعت طرق خفيف فوق الباب لتأذن للطارق بالدخول لتدلف صفيةمعها رجل فى اوساط الاربعين من الواضح انه الطبيب والذى وقف بعدها ليسألها عدة اسئلة لم تعرف كيفية الاجابة عنها لتشعر بالحرج فتسرع صفية لاجابته بلهفة 

=اصل هو لسة راجع من السفر من كام يوم فامحدش فينا عارف حاجة

هز الطبيب راسه بتفهم ثم شرع فى القاء الكشف عليه لعدة دقائق كان عاصم خلالها قد فاق وتنبه لما حوله ليسأله الطبيب اسئلته واخذ هو يجيب عنها بصوت ضعيف غير واضح النبرات وكلما اتسمر فى حديثه شعرت هى كما لو كانت سيغشى عليها بما علمت به ينفجرفى عقلها كالعاب نارية شديدة الدوى لتفيق كما لو كانت فى غيبوبة سوداء 

  فور انتهاءه من الحديث قال الطبيب بعد حين 

= من الواضح اهملك لعلاجك فى الفترة اللى فاتت من حالة التسمم اللى حصلتلك وانك مكملتش كورس العلاج خلى مناعة جسمك ضعيفة جدا علشان كده حصلت الانتكاسة تانى مع اول بوادر لبرد بسيط فى معدتك

عموما احنا هنبتدى كورس علاج من اول وجديد ويفضل لو يكون فى المستشف...

اخذ عاصم بهز راسه برفض لحديث الطبيب ليكمل الاخير بعملية 

=خلاص مفيش مشكلة ممكن نبتدى فيه هنا بس المهم عندى نمشى على مواعيد الادوية مظبوط وان شاء الله الامور كلها هتبقى تمام

ثم اخذ يكتب عدة اشياء ليعطيها الى صفية وموجها حديثه الى فجر 

=مش هكرر تانى اهم حاجة يا مدام الانتظام فى مواعيد الادوية والاكل خفيف جداوانا هعدى عليه تانى علشان نشوف درجة تقبله لكورس العلاج والا هضطر احجزه فى المستشفى 

هزت فجر تهز راسها بالايجاب وهى تؤكد على اهتمامها مراعتها له

خرج الطبيب يصحبه سيف المنتظر فى الخارج بينما اخذت صفية فور مغادرته  فى البكاء  تهمس 

=ياحبيبى يا بنى كل ده حصله وهو بعيد عنا ومش عاوز يقلقنا ويعرفنا بلى حصل ليه

لتسرع فجر فى احتضانها برقة تشعر هى الاخرى برغبة شديدة فى البكاء  بعد كل ما حدث وعلمت به فى الدقائق الاخيرة  لا تستطيع تصديق ان عاصم كان قد تعرض للمرض الشديد وهو فى رحلته تلك وليس كما صورت لها تلك الحية عن خيانته لها معها تشعر كما لو كان دلو من المياة الباردة تساقط فوقها وهى تقف تستمع الى تفاصيل مرضه منه تربط الاحداث فى عقلها مرورابفترة غيابه الطويلة وعدم اتصاله بهم  ثم صوت صوفيا الناعس والذى من المؤكد الان انها كانت تحمل هاتفه معها وقت مرضه مستغلة تلك الفرصة لصالحها احسن استغلال تساعدها هى بتصديقها لكل كلمة قالتها لها لتدرك الان كم هى بلهاء متسرعة لا تملك ادنى ثقة فيه او فى نفسها 

جلست بجواره بعد خروج صفية لاهتمام بطعامه تنظر اليه وقد عاد الى نومه الثقيل بانفاس متسارعةووجهه شديد الشحوب لتسمح لاول مرة لدموعها بالتساقط تخرج معها كل ما تشعر به من حمق وغباء لتزداد حدة بكاءها وهى تتذكر ليلة مواجهتها له وكيف لم تعطى له ادنى فرصة للحديث والتبرير بل اخذت بقذف اتهاماتها عليه تدفعها غيرتها الشديدة واحساسها بالنقص والتى استغلته تلك الحية احسن استغلال ليبرز فى عقلها سؤال اخر خشيت الاجابة عليه هو كم من اشياء اخرى كاذبة قالتها صوفيا لتصدقها هى كما البلهاء 

🖤🖤🖤🖤🖤🖤

الخامس والعشرون

ممكن اعرف حالك مقلوب ليه من يوم مارجعت؟

وجه صلاح تلك الكلمات الى سيف المستلقى براحة على الاريكة الموجودة فى غرفة الاخير بعد ان فتح الباب عنوة دون انتظار لاذنه وهو يتقدم الى الداخل بخطوات غاضبة ناظرا اليه بحدة ليجيبه سيف بلامبالاة دون ان يتحرك من مكانه 

= اهلا يا صلاح بيه لسه فاكر ان ليك ابن تسال عليه

تقدم صلاح اليه يجلس فى المقعد المقابل له يساله بمعرفة 

= اااه هو ده بقى اللى قالب حالك وطب وكنت اعملك ايه هو حد كان يعرفلك مكان مانت مشيت وانا امك افتكرنا انك فى فيلا الساحل 

اعتدل سيف فى جلسته يهتف بخيبة امل 

= ورحتوا هناك وملقتوش انى موجود تفضلوا اكتر من اسبوع محدش يسال فيا ولا حتى بالتليفون ولا خلاص يا صلاح بيه بقيت ورقة محروقة عندك مينفعش يتلعب بيه

هز صلاح راسه بعدم اهتمام قائلا 

= انا قلت اكيد قاعد عند حد من اصحابك وعموما خلصنا واديك رجعت تانى للشركة وللقصر 

سيف بمرارة 

= وياترى ده حصل بفضل مين ؟

ليكمل عندما استمر صمت صلاح 

= اقولك انا بفضل مين بفضل عاصم اللى فضلت طول عمرى تفهمنى انه بيكرهنا ومش عاوزنا نشاركه فى حاجة عاصم اللى فضل يدور عليا وقعد معايا وتكلمنا راجل لراجل لاول مرة فى حياتى اتعامل كبنى ادم مش ورقة بتلعب بيها 

عاصم يابابا اللى صمم ان جدى يسامحنى ورجعنى للشركة تانى عااصم مش ابوى ولا حتى امى اللى ولا حتى همهم انا فين

نهض صلاح فوق قدميه بغضب قائلا 

=يعنى ايه يا ابن شهيرة خلاص هترمى ورقك كله لعاصم وهتلعب ضد ابوك

ارتفعت ضحكة سيف الساخرة تهز ارجاء المكان قائلا بعدها 

= شوفت اديك خلتها ورق ولعب من تانى مش قلتلك احنا فى حياتك مجرد ورق بتلعب بيه لصالحك الورقة اللى تتحرق تترمى وميبقاش ليها عازة

اخذ صلاح ينظر اليه بغيظ وغضب ثم نهض يتوجه ناحية الباب مغادرا بخطوات عنيفة ليتوقف فجاءة يلتفت الى سيف مرة اخرى قائلا بنرة تحذرية 

= اعمل اللى انت عاوزه يا سيف بس عقلك يقولك تلعب ضدى ساعتها هنسى اننا اب وابنه وانت عارف لما اخلى حد عدو ليا بيكون مصيره

ثم غادر مرة اخرى يغلق الباب خلفه بعنف ارتجت له ارجاء القصر جميعها 

بينما سيف وقف يهمس بسخرية والم

= مش بعيد عليك اى حاجة يا....بابا

🖤🖤🖤🖤🖤🖤 

ظلت فجر تتابع بعينيها زوجة عمها والتى اخذت رأسها بالتثاقل لتسقط بين الحين والاخر فوق راسها من شدة نعاسها لتنهض فجر بهدوء ترتب فوق يدها برقة لتفز صفية بفزع تتلفت حولهاتسال بلهفة 

= عاصم فيه حاجة ؟جرله حاجة اروح اجيب الدكتور

فجر برقة وهمس حنون 

= عاصم بخير يا طنط متقلقيش بس قومى ارتاحى فى اوضتك وانا هنا سهرانة معاه

اسرعت صفية تهز راسها بأرهاق تهمس

= لا يا حبيبتى انا قاعد معاكى وبعدين ازاى نام وانا شيفاه بالحال ده 

اصرت فجر قائلة بحزم 

= متقلقيش انا معاه وبعدين انتى تعبانة من فترة سهرك مع جدو روحى نامى انتى وانا هسهر والصبح تبقى تاخدى مكانى 

ظهر التردد فوق وجهه صفية لتنهض بعد حين قائلة بألم وارهاق 

= عندك حق علشان نقدر نواصل بدل ما نتعب احنا الاتنين 

هزت فجر راسها بالموافقة تدرك بانها استحالة ان تترك مكانها من جواره ابدا لكنها وجدتها حجة تستطيع بها اقناعها بها بعد ان رات شدة الارهاق التى اصبحت عليها 

نهضت صفية تتجه الى عاصم المستلقى بعالم اخر تنحنى فوقه طبع قبلة حنون فوق جبهته ثم تلتفت الى فجر قائلة بألم 

= وجعنى اووى انى اشوفه كده ومش قادرة اسيبه

اقتربت منها فجر تحتضنها بحنان قائلة 

= اطمنى ان شاء الله هيبقى كويس وبعدين الدكتور طمنا 

صفية بهمس متحشرج

= يااارب يا فجر يابنتى 

ثم ابتعد عن فجر هامسة 

= انا هروح ارتاح فى اوضتى بس مش هنام ولو احتاجنى اى حاجة ابعتيلى 

هزت فجر راسها بالموافقة وهى تراقبها تخرج من الغرفة بخطوات متثاقلة كمن زاد عمرها مائة عام لتتنهد بحرقة تلسع عينيها الدموع والتى ظلت تحبسها طول الوقت خوفا من انهيارها امام زوجة عمها فتنهار هى الاخرى 

اقتربت بخطوات مرتعشة من الفراش تتابعه بعينيها وهى تراه على نفس حالته ان لم يكن اسوء تشعر بخوفها وقلقها عليه كالسكاكين تنهشها دون رحمة اوشفقة بها 

جلست بجواره تتلمس وجهه بحنان تهمس بداخلها بالف اعتذار له ولا تقدر شفتيها على نطقبواحد منهم فقط تعلم ان ذنبها عظيم وانها السبب فى كل ماحدث له واهماله لنفسه ولصحته

انحنت تقبله فوق شفتيه تتلمسها برقة هامسة باسمه فوقهم لتفاجىء به هو الاخر يهمس بصوت متألم باسمها لترفع راسها تنظر اليه ظنا منها انه قد استيقظ لكنها وجدته مازال على وضعه لكنه اخذ يتحدث كما لو كان فى بداخل حلم يهمس بكلمات متقطعة 

= فجر ...انا تعبان اووى....فجر ....متبعديش عنى ....ابعدى عنى....انا ....لااا تعالى ...فجر

ظل طول هذيانه يتقلب فى الفراش بعنف يبعد عنه الاغطية بغضب تجده وقد اخذ جسده يتصبب عرقا فلم تجد حلا امامها سوى بالاستلقاء فى الفراش بجواره تضمه الى جسدها تحاول السيطرة على انتفاضة جسده العنيفة وهى تهمس بكلمات مطمئنة وتخبره بوجودها الى جواره ليظل على حالته هذه لعدة دقائق حتى همد جسده فجاءة هو يحتضنها اليه بقوة واضعا راسه فوق صدرها يغرق بعدها فى النوم فاخذت تملس خصلات شعره المبعثرة تبعدها عن جبهته بحنان ورقة ليظلا على هذا الوضع لفترة طويلة تراه خلالها وقد عاد تنفسه لهدوءه فتظلت تتابعه بعينيها حتى اثقلها الناعس لتغمض عينيهابارهاق تحس بالدفء يتسلل اليها فتغرق فى نوم عميق 

استيقظت فجر منه على لمسات فوق وجهها رقيقة ويد تبعد خصلات شعرها عنه بحنان لتتنهد براحة وهى تمرمغ وجهها فى ذلك الدفء تفتح عينيها ببطء لتجد نفسها هى من يستلقى فوق صدر عاصم تضع ذراعيها حوله بحماية ترفع وجهها سريعا اليه تجد مستيقظ هو الاخر فارتسمت السعادة فوق وجهها وهى تراه بحال افضل عن الامس تهتف بأبتسامة فرحة

= صباح الخير . الحمد لله شكلك احسن عن امبارح كتير

لم يرد عليها تحيتها بل ارتفع فوق وجهه قناع البرودة والجمود قائلا بخشونة 

= ايه اللى نيمك جنبى كده اتفضلى قومى من هنا

اسرعت فجر بالنهوض من مكانها تعتدل فى الفراش قائلة وهى ترجع خصلاتها خلف اذنيها بحرج 

= اصل انت امبارح كنت تعبان وانا....

قاطع عاصم كلماتها هاتفا بسخرية 

= فا قولتى تريحينى ؟

ليكمل بقسوة وهو يعتدل هو الاخر فوق الفراش يضع اكبر مسافة بينهم

شكرا يا ستى بس ياريت ماتكررش تانى انا مستغنى عن خدماتك

شعرت فجر بألم من قسوة كلماته تلك تنهض سريعا من الفراش تحاول مدارات المها قائلة بهدوء 

= انا هنزل اجهزلك حاجة خفيفة علشان تاخد الدوا......

قاطع عاصم حديثها وهو يتحرك للخروج من الفراش ببطء 

=مش عاوز حاجة

ليسالها بغلظة بعدها هى الساعة كام دلوقت

فجر وهى تنظر الى الساعة الموضوعة بجوار الفراش بصوت منخفض 

= الساعة داخلة على ستة الصبح

تأوه عاصم بألم فور ان استقام واقفا يمسك بمعدته لتسرع فجر اليه بلهفة تحاول تبين ماحدث له فحاول هو الابتعاد عنها رفضا لمساعدتها لتصتدم قدمه بالفراش خلفه ينهار فوقه يتأوه مرة اخرى لتقفز فجر فوق الفراش تحاول رفع جسده اليها فلم يقاومها هذه المرة بل اخذ يرفع جسده معها لتضع راسه فوق حجرها تساله برقه وهى تملس فوق خصلاته 

= قولى عاوز تعمل ايه وانا اعملهولك انت لسه جسمك ضعيف 

اغمض عاصم عينيه مستسلما للمساتها الحنون قائلا باجهاد 

= عاوز اجهز علشان لازم انزل الشركة النهاردة فى ورق لازم يتمضى 

كادت ان تصرخ فجر تعنفه على حديثه هذا لكنها تراجعت فى اللحظة الاخيرة تفضل الحديث اليه بهدوء تعلم انه ليس من الافضل لهم الان تلك الطريقة فى التعامل لاتريد ان تفقد لحظة هدوئه هذا معها لتقول بمداهنة كما لو كانت تحدث طفل صغير 

= خلااص سيبنى اساعدك علشان تقدر تخلص بسرعة انما لو كنت لوحدك انت شايف مش هتقدر ازاى

صمت عاصم عدة لحظات كما لو كان كبريائه يأبى عليه بالموافقة لكنه استسلم لصوت العقل بداخله يهز راسه بالموافقة لها 

لتنهض على ركبتيها ترفعه معها حتى استقام جالسا هو الاخر فتنهض سريعا امامه تجذب اليها برفق حتى استطاع ان يستقيم واقفا تضع يدها حوله ليسيرا باتجاه الحمام بخطوات بطيئة حتى وصلا اليه ليقف عاصم فجاءة قائلا بصوت حاول جعله حازما رغم ضعفه 

= خلاص انا هكمل بعد كده خليكى انتى 

هزت فجر راسها بالموافقة تتركه ببطء لا تحاول مجادلته تراه يستند فوق اطار الباب يتقدم بضعف حتى اغلق الباب خلفه لتظل تنتظره خارجه بقلق لعدة لحظات كادت ان تفتح فيها الباب اكثر من مرة من شدة قلقها ثم تتراجع فى اللحظة الاخيرةخشية من غضبه وتعنيفه لها 

مرت دقائق طويلة حتى استمعت اخيرا الى صوت الباب وعاصم يخرج منه بصعوبة وضعف وجهه شديد الشحوب كما لو كان هذا المجهود البسيط استنزف كل الطاقة التى اكتسبها فهبت اليه تسرع فى اسناده تتجه به الى الفراش مرة اخرى ليحتج بهمهمة ضعيفة تجاهلتها هى كما لو كانت لم تسمعها حتى وصلت به الى السرير لتجعله يستلقى فوقه براحة ليقول باحتجاج 

=عاوز اجهز علشان الشركة 

اسرعت فجر قائلة وهى تعدل من وضع جسده بهدوء

=طيب انا عندى اقتراح ايه رايك نكلم سيف او عمى صلاح وهما يشوفوا الورق ده ولو الموضوع محتاج وجودك يقدر سيف يجيبلك الورق لحد هنا

ارتفعت عينيه ينظر اليها ترتسم الصرامة داخلهم رغم مرضه لتكمل هى بصوت حاولت جعله طبيعيا 

= ده مجرد اقتراح بس طبعا انت اللى تقرر ايه الانسب

ثم وقفت بجواره صامتة تعدل الفراش من حوله لجعله يظن انه صاحب القرار الاول والاخير لتتنهد براحة خفية وهى تسمعه قائلا 

= انا شايف ان سيف يقوم بلازم ولو احتجنى يقدر يجيلى هنا

ابتسمت بفرحة اسرعت تداريها لترفع له وجه شديد الجدية 

= طيب وعما سيف يصحى تكون انت اخدت العلاج وارتحت شوية علشان تقدر تتكلم معاه

هز راسه بالموافقة بضعف لتسرع هى فى النزول لاسفل لتحضير افطار خفيف ليبتسم هو برقة فور مغادرتها الغرفة يدرك محاولاتها جيدا لكنه اراد ان يجاريها فيها يتابع بتسلية كل ما تفعله 

❤❤❤❤❤

مر اليوم بيهم ما بين شد وجذب كانت فيه الغلبة لها تعلن انتصارها بعد كل جولة بينهم حتى ولو ظن هو انه صاحب القرار فى النهاية ليمر اليوم مابين حضور الطبيب لاطمئنان على استجابة عاصم للعلاج والذى ابدى استحسانا شديد لتقبله له وبين حضور الجميع لاطمئنان عليه حتى الجد الذى اتى متحاملا فوق عكازه يمضى وقتا طويلا معه تركتهم فيه لتنزل الى اسفل تتناول طعام العشاء مع الجميع فى الاسفل لتهب نادين فور دخولها الغرفة تعلن عن انتهاءها من تناول طعامها وتسرع فى المغادرة فورا ليظل الحديث من بعد خروجها هادىء لا يشوبه اى شائبة على غير العادة 

انطلقت بعد انتهاءها تسرع بلهفة للمغادرة لتستوقفها زوجة عمها صفية قائلة لها بحنان 

= روحى يا حبيبتى انتى ارتاحى شوية وانا هطلع لعاصم انتى سهرانة طول الليل معاه

اسرعت فجر ترفض قائلة 

= لا انا مش حاسة بتعب ابدا .انا هطلع اشوفه لو محتاج حاجة ولو احتاجت لحاجة هقول لحضرتك

اسرعت امها قائلة بحنان وهى تبتسم لصفية 

= سبيها يا صفية هو استحالة هتسيبه لثانية دى بنتى وانا عرفاها

تبادلت ثريا وشهيرة نظرات الغيظ لتسرع ثريا قائلة بخبث 

=طبعا تربية امها عارفة امتى وازاى تظهر حنيتها وحبها

ضحكت شهيرة بسخرية بصوت عالى لتهم فجر بالرد عليهم لكن اوقفتها نظرة عين من والدتها تنهيها عن هذه لكن ارتفع صوت صفية قائلة بغضب هادىء

= فعلا ربتها كويس على الطيبة والحب مش مش ملت قلبها قسوة حتى على اقرب الناس ليها وفعلا هى بتبقى تربية الام

احتقن وجه ثريا بالغضب تدرك معنى حديث صفية لها والمقصود منه تلتفت سريعا الى شهيرة تلتمس منها العون لتهز الاخيرة كتفها بعدم اكتراث دليلا على عدم تدخلها

التفتت صفية الى فجر قائلا بحنان

= اطلعى انتى يا حبيبتى وحاولى ترتاحى شوية 

هزت فجر راسها تسرع فى المغادرة تاركة للغرفة سريعا تصعد الدرج فى اتجاه جناحهم تقف امام بابه عدة لحظات تحاول التهدئة ورسم ابتسامة فوق شفتيها تستعد لدخول 

لكن ما ان فتحت الباب حتى تسمرت مكانها وهى ترى الغرفة فارغة الا من عاصم و...نادين

💔💔💔💔💔 

انت بتعمل ايه عندك لحد دلوقت

تقدم صلاح الى داخل حجرة المكتب الموجودة بالقصر يرى سيف منهمك فى الكتابة فوق عدة اوراق بسرعة واهتمام ولم يرد عليه ليقترب صلاح يضرب بعنف فوق المكتب قائلا

= انت يا بنى مش بكلمك بتهبب ايه عندك

رفع سيف راسه ببطء تاركا القلم من بين يديه قائلا بهدوء 

= بجهز اوراق المناقصة الجديدة علشان اطلع لعاصم بيهم 

التمعت عين صلاح بجشع قائلا بلهفة 

= حلو اوووى قبل ما تتطلع بيهم ليه اعملى نسخة منهم علشان نشوف شغلنا احنا كمان

نطق سيف بكلمة واحدة بكل حزم 

= لا 

صلاح بدهشة وصدمة =

لا بتقولى انا لا ياسيف

نهض سيف من خلف المكتب يقف فى مواجهة والده 

= ايوه بقولك لا لان دى امانة واللى كان بيحصل زمان مش هكرره تانى

ارتفعت ضحكة صلاح الساخرة تشق ارجاء الغرفة قائلا بعد ان توقف جاهدا عنها 

= والله عال وكانت فين الامانة لما كنت بتلهف منى على كل مناقصة بنسربها ربع العمولة هاااا ولا ده مش فاكره

اعتدل سيف فى وقفته قائلا بجدية وصرامة 

= مانا قلتلك يا صلاح بيه من هنا ورايح امور كتير اتغيرت واولهم انا سيف ابنك اللى كان طول عمره عايش فى ضلك لحد ما بقاش عنده شخصية ولا عارف يبقى حاجة فى حياته غير انه ابن صلاح العمرى

التمعت عين صلاح بالشر وهو يستند بكفيه فوق المكتب مقتربا من سيف 

= بقى كده يا سيف بيه طيب ماشى بس ما متنساش انت اللى اخترت ومترجعش تعيط لابوك لما الامانة تضيع يا بو امانة 

نطق بكلمته الاخيرة بسخرية ثم يتحرك مغادرا الغرفة بخطوات سريعة غاضبة تاركا سيف يفكر فى حديثه يعرف ان والده لن يوقفه شيئ ان وضعه فى عقله من المؤكد انه اصبح هذا الشيئ

🖤🖤🖤🖤🖤🖤🖤 

كادت ان تتراجع الى خارج الغرفة مرة اخرى هربا مما تراه لكنها تراجعت ترسم ضحكة سعيدة لا تصل ابدا الى عينيها تتقدم الى داخل الغرفة وهى ترى نادين تجلس بجوار عاصم تمسك بيدها كوب للعصير تحاول ان تجعله يرتشف منه بدلع ودلال اما هو على وجهه يرتسم الجمود لكن ما ان رأها حتى انفرجت ملامحه يهمس الى نادين فى اذنيها لتنفجر تلك الاخيرة بالضحك تهز كتفها بدلال قائلة 

= لا يا سيدى كفاية عليك كده مراتك اهى وانا هنزل بقى 

نظر عاصم باتجاه فجر الواقفة تتابع ما يحدث دون ان يظهر على وجهها اى تعبير قائلا ببرود 

= لا بس انا عاوز اشرب العصير من ايدك انتى وبعدين فجر وراها حاجات تانية اهم

تقدمت فجر سريعا منهم تهتف وهى تجذب نادين من ذراعيها بقسوة تنهضها من مكانها بابتسامة مصطنعة قائلة 

= لاا خالص انا مفيش حاجة ورايا روحى انتى يا نادين يا حبيبتى شوفى وراكى ايه

لتجلس هى مكانها سريعا تمسك بكوب العصير المتروك فوق الطاولة الصغيرة 

تقربه منه لترجع بانتباها مرة اخرى الى نادين الواقفة يكاد الشرر ان يتطاير من عينيها تكمل قائلة بادب مصطنع 

= روحى انتى يا نادين يا حبيبتى متعطليش نفسك اكيد ورراكى الاهم

ظلت نادين تنتظر اى ردة فعل من عاصم على وقاحة زوجته لكن وجدته وقد ارتسمت ضحكة فوق شفتيه حاول اخفاؤها بصعوبة لتدب الارض بقدميها قبل تغادر الغرفة بخطوات غاضبة تلاحقها شياطينها تغلق خلفها الباب بعنف 

ظلت فجر تنظر فى اثرها عدة ثوانى قبل ان تلتفت اليه تقرب الكاس من فمه لكنه تجاهلها لتقربه اكثر بعنف منه وهى تهتف 

= اشرب العصير ولا من ايدى انا مابينفعش وبيبقى وحش 

التفت عاصم ينظر اليها بصرامة وجدية لتسرع هى قائلة بطفولية

= لا مانا مش هخاف من نظرة دى واسكت وبعدين براحتك مش عاوز تشرب انت حر 

لتضع الكاس فوق المنضدة مرة اخرى بغضب تريق نص محتوياته فوقها تنهض بغضب وهى تتمتم بكلمات عاضبة غير مفهومة تتبعها حركات تمثيلية تحاكى حركات نادين فعلم منها انها تعيد تمثيل المشهد مرة اخرى ولكن بطريقتها هى فظل يتابعها بعينيه وهى تتحرك فى ارجاء الجناح تحدث نفسها بطفولية كاد ان ينفجر بالضحك ليضيع معه كل ما شعر به من غضب وغيظ منها خلال الايام الماضية

لتألى له النجاة فى صورة دقات هادئة فوق الباب لتتوقف هى مكانها بصمت لثوانى ثم تهتف بغضب وهى تتقدم لفتح الباب 

= عارف لو رجعت تانى هنا والله ها.....

قطعت كلماتها وهى ترى سيف يقف امامها يشعر بالتوجس من الغضب المرتسم فوق وجهها قائلا بتلعثم 

= انا.. كنت جاى ...يعنى اطمن على عاصم ويشوف الشغل

اسرعت فجر ترسم ابتسامة مرحة سعيدة تهتف مرحبة بيه بطريقة مبالغ فيها تفسح له المجال ليتقدم الى الداخل فورا الى عاصم الجالس بتجهم فوق فراشه يتابع فجر بعينين يكاد ان يخرج منها النيران 

جلس سيف فى المقعد المجاور الى الفراش بعد القاء التحية والاطمئنان على عاصم اخرج الملف يبدء الحديث ليقاطعه عاصم يوجه الحديث الى فجر والتى اقتربت من مكانهم تقف بجوار مقعد سيف تتابع عينيها باهتمام ما يحدث قائلا بجمود 

= فجر انزلى اقعدى مع ماما ومامتك تحت لحد ما نخلص شغل 

هزت فجر كتفها بالرفض وهى مازالت تصوب نظراتها عليهم 

= لا انا هقعد معاكم يمكن تحتاجوا حاجة 

انفجر عاصم غاضبا قائلا بشدة 

= لا مش هنحتاج لحاجة واتفضلى انزلى بقى 

زفرت فجر بجنق ثم تحركت ببطء فى اتجاه الباب تقدم قدم وتأخر الاخرى قائلا ببراءة مصطنعة 

= طيب اسال سيف الاول يمكن يحب يشرب هو من العصير اللى مش عجبك وابقى اعملك انت غيره

اسرع سيف بالرفض غافلا عن الجو المتوتر بينهم والحديث المزدوج المعنى ونظرات عاصم التى لو كانت تقتل لقتلتها فى الحال وهو يضغط على حروف كلماته التى تخرج من فمه كحمم من شدة غضبه 

= انزلى يا فجر انزلى يا حبيبتى واحنا اول ما نخلص هبعتلك على طول علشان عاوزك فى حاجة مهمة

ضغط فوق حروف كلمته الاخيرة بقسوة لتدرك انها قد اوصلته للحافة لتترك الغرفة سريعا خوفا من ان يقوم بقتلها فعلا دون ذرة ندم

💖💖💖💖💖 

بعد مرور ساعة وبعد ان حاولت تأخير صعودها اليه قدر الامكان دخلت جناحهم بهدوء تتلفت حولها بتوجس لترى انواره مغلقة ويعم السكون ارجاءه فلتفتت الى الباب تغلقه تتنفس براحة وهى ترى انه قد خلد الى النوم ولن تضطر الى سماع تعنيفه لها على ماحدث اثناء زيارة نادين وسيف 

لكن فجاءة شعرت ليد تجذبها تلفها تسندها الباب لينغلق بعنف بعد ان حصرت بينه وبين جسدا قوى يضغطها فوقه فاخذت تحاول التحرر من بين تلك الذراعين التى التفت حولها بهستريا وغضب ليزداد الضغط فوقها وهى تسمع انفاس لاهثه بجوار ها اذنيها تهمس بغضب 

= بقى عاوزة تعرفى رائى سيف فى العصير بتاعك حاضر انا هعرفك رائه

لتهبط شفتيه فوق عنقها يقبله بقسوة وعنف تتنقل فوق سريعا كما لو كان يربد ان يدمغها بوشمه كملكية خاصة بها لكل من يراها

يبنما توقفت فجر عن المقاومة تغلق عينيها باستسلام يستكين جسدها براحة بين ذراعيه بعد ان علمت هوية مهاجمها ترتفع ذراعها دون ارادة منها تضمه اليها

تغيرت طبيعة قبلاته لها بعد حين لتصير ارق واعذب وهو يتنقل بشفاه محمومة فوق بشرتها برقة وشغف كاد ان تذوب معه حتى توقفت انفاسه فوق شفتيها تشعر بها برغم اغماضها لعينيها تسمعه يهمس بخشونة 

= انتى بتاعتى انا كلك على بعضك ليا

طول مانتى مراتى اياك اسمعك تتكلمى معاه او مع غيره كده تانى فاهمة 

هزت راسها توافق برقة تنفرج شفتيها بتنهيدة فى انتظار قبلته لها تشتاق اليه بشدة 

ليطول انتظارها لها فتفتح عينيها ببطء تتطلع اليه تراه يجوب وجهها بعينين مشتعلتين بشغف نار قد تحرق الاخضر واليابس فابتسمت له برقة تبادله نظراته لعدة ثوانى زفر هو بعدها بقوة يخفض راسه بجوار عنقها يحاول بعث الهدوء فى نفسه

ثم تحرك مبتعدا عنها بعنف فى اتجاه الفراش دون ان يوجه اليها كلمة اخرى

وقفت فجر تستند الى الباب عدة دقائق تتنفس بخشونة تعلم انه مازال يضع ماحدث منها فى حقه منذ عدة ايام حاجزا بينه وبينها وهى لن تستطيع تخطى ذلك الحاجز بسهولة بعد ان كل ما اتهمته به لذلك يجب عليها التروى والتفكير جيدا فى كيفية الاعتذار له

افاقت من افكارها على صوته يهتف بها بغضب 

= هتفضلى واقفة عندك كتير ومش هنام 

هزت راسها بالايجاب وهى تتحرك من مكانها لتجده وقد استلقى فوق الفراش يضجع على جنبه استعدادا للنوم 

اسرعت الى الحمام لتخرج منه بعد دقائق ترتدى احدى قمصانها البيتية القصيرة ترى الهدوء يعم المكان فعملت باستغراقه فى النوم تقدمت ببطء وهدوء من الفراش تحاول سحب اغطية لها من فوقه ولكن ما ان امسكت بها حتى هبت فزعة وهى تسمع صوته الناعس يسالها دون ان يتحرك من مكانه 

=واخده ده ورايحة بيه على فين بالظبط

تمسكت بالغطاء بقوة ظنا منها انه سيقوم بطردها نهائيا من الغرفة 

لتحاول اظهار الشجاعة فى صوتها تقول بتلعثم طفولى

= هروح .... علشان ....هنام على الكنبة 

عاصم وهو مازال على وضعه مغمض العين 

= سيبى اللى فايدك ده مفيش نوم على الكنبة تانى 

صرخت فجر بحنق وصوتها على حافة البكاء 

= اومال هنام فين طيب 

نهض عاصم مرة واحدة من يتكأ على ذراعه يمد اليها يده ليجذبها بشدة اليه لتسقط فوق الفراش نائمة عليه بوجهها يهتف 

= هتنامى هنا من هنا ورايح واياكى تتحركى من مكانك تروحى فى حتة تانية

ليتركها مكانهاثم يعتدل مرة اخرى يرجع الى مكانه يعطى ظهره لها دون كلمة اخرى

اعتدلت فجر فى مرقدها تحاول الاعتراض تفتح فمها ولكن قبل نطقها بكلمة واحدة هتف بها مرة اخرى كما لو كان يراها

= نامى يا فجر خلى يومك يعدى كفاية اوووى لحد كده 

استلقت فوق الفراش تحدث نفسها بغضب انه لن تقبل منه بتلك معاملة وان لن تستمع ابدا اليه وستذهب من هذا الفراش اللعين فور استغراقه فى النوم و....و....

اغمضت عينيها بأرهاق وهى مازالت تحدث وتعدد لنفسها بكل ما ستفعله به ولكن ماهى ثوانى حتى سقطت فى النوم سريعا عميق ولم تفعل شيئا واحدا بما حدثت به نفسها لاتدرى شيئ عن الذى التفت اليها بجسده واخذ يراقبها طوال الليل دون ان يغمض له جفن

❤❤💕💕❤❤💕💕❤❤💕💕

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇👇👇👇


من هنا


تعليقات

التنقل السريع
    close