![]() |
أحببت فريستي
البارت الحادي عشر حتي البارت الخامس عشر
بقلم بسمه مجدي
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
_ شعوراً فريد _
_ 11 _
القت المجلة التي بيديها بضجر فقد ملت من البقاء بالمشفى ما يقرب ال4 أيام ولكن ما يثير حيرتها حقاً هو "يوسف" فمنذ استيقظت من غيبوبتها المؤقتة وهو يهتم بها بعنايه ويطالعها بنظرات تجزم انها لم تراها بعينيه من قبل ولكن ربما حزن عليها من إصابتها هذا ما اقنعت به عقلها ليتوقف عن التفكير بالأمر , ليقطع تفكيرها وهو يدلف اليها ويهتف بمرحه المعتاد :
- يا صَباح الجُلاش !
أخفت ابتسامتها وهتفت بعبوس زائف :
- كويس انك افتكرت ان ليك زوجه تعبانة والمفروض تيجي تطمن عليها !
قطب جبينه لينظر خلفه وحوله ويعيد النظر إليها ويهتف بتعجب :
- انا يا ميرا.؟! سلامه عقلك يا حبيبتي دانا كنت بايت معاكي امبارح وطلعت قبل ما تصحي اشوف الدكتور وأسالوا علي حالتك
اردفت بعبوس زائف :
- انا افتكرتك مشيت
هتف بحنان وهو يغمزها :
- لا يا حببتي مقدرش اسيب القمر ده لوحده وأمشي !
أخذت تطالعه بغرابه كأنها تراه لأول مره وهي تجزم ان نظراته نحوها تغيرت , هتف باستغراب :
- مالك يا ميرا ؟! بتبصيلي كده ليه ؟!.
- مش عارفه حساك متغير كده من ساعه ما اتصبت !
صدم من ملاحظتها الهذه الدرجة تحفظ نظراته وملامحه ألمه قلبه لحديثها وازداد ندماً كيف كان ينوي أذيه من تحبه بهذه الشكل ه بالفعل تغير وقرر ان يكمل زواجه بها هتف بارتباك حاول إخفاءه :
- ايه الي هيغيرني يعني انتي بس متهيئلك يا روحي من التعب...
تنهدت لتقول بضجر :
- يوسف انا زهقت من قعدة المستشفى مش هخرج بقي ؟!
رد بحزم :
- الدكتور قال انك لسه تعبانة ومفيش خروج قبل يومين
لتسبل عينيها وهي تقول بتوسل :
- عشان خاطري انت لو قلت هتخرجني محدش هيكلمك !
اقترب من وجهها هامساً بخبث :
- يعني عايزة تخرجي ؟!
اردفت باندفاع :
- اه جداا
ليقول بعبث وغرور زائف وهو يرفع كفه امام وجهها المصدوم :
- يبقي بوسي ايدي الاول !
اتسعت حدقتيها في دهشة لتبتسم بخبث وهي تهتف بطاعة مزيفة :
- اه طبعاً دانت سيدي وتاج راسي ولازم ابوس ايدك كل شوية...
امسكت بكفه وعضتها بقوة جعلته يصيح ألماً ، سحب كفه بصعوبة من تلك المفترسة وهو ينظر لها بتوجس و مزاح :
- حد يعض تاج راسه كده ؟!.
قالها لينفجر كلاهما ضاحكين بقوة
هدأت ضحكاته ليردف بابتسامة :
-عموماً لو انتي زهقتي فعلاً من المستشفى انا هخرجك النهاردة ليكمل بصرامة...بس مفيش شغل ولا حركة وكلامي هيتسمع !
اومأت متجاهلة اوامره الأخيرة حتي لا تبدأ نقاش حاد عن حقوق المرأة وانها لا تتلقي الاوامر والذي بالتأكيد سينتهي بقراره بالبقاء بالمشفى ! اتسعت ابتسامتها لتردف براحه :
- أخيراً انا مليت اووي من رقده المستشفى , اوك هروح أغير هدومي واجاي
هتف ببراءة ذئب وهو يغمز لها :
- محتاجه مساعده يا قلبي ؟!
هتفت بمرح :
- لا تسلم يا حنين انا هتصرف !
خرجت بعد مده من المرحاض لتهتف بهدوء :
- يلا يا يوسف انا خلصت
لم يرد واقترب منها بهدوء ليباغتها بانحنائه وحملها بين ذراعيه لتشهق بصدمه وتهتف :
- ايه الي بتعمله ده يا يوسف نزلني... !
نظر لها بحب وهتف :
- هنزلك في بيتنا يا مزتي !
*************
وصل بها الي المنزل وهي تتشبت به وتدفن وجهها في صدره خجلاً فقد حملها من المشفى الي المنزل وكم أثار استغراب الكثيرين , وصل الي الفراش ليضعها برفق ويغادر, عاد اليها حاملاً طعام فنعم هي لم تأكل منذ أمس فهي منذ أصيب وهي تمتنع عن الأكل وهو يجبرها علي الأكل, جلس بجانب الفراش ليهتف :
- يلا يا حببتي عشان تاكلي انا عارف انك مكلتيش من امبارح !
اتسعت حدقتيها بصدمه جليه فمنذ متي وهو يعاملها بذلك الاهتمام بل ويحضر الطعام للفراش نعم هو يعاملها جيداً ولم تري منه سيئاً لكن هذا الاهتمام والحنو جديداً علي علاقتهم , بدأ يطعمها وهي تنظر له باستغراب , الي ان انتهت لتجده يرحل حاملاً الصحون ليعد إليها ويدثرها جيداً بالفراش ويعطيها دوائها ويهتف بحنو :
- ارتاحي يا حببتي انا هسيبك تنامي شويه عشان الجرح ميتعبكيش..
قبل جبينها ليسرق قبلة من شفتيها ويغادر الغرفة ليتركها محدقة به بصدمة لتقول في نفسها :
- يوسف بقي حنين كده امتي ؟! ولا الحرامية خبطوني علي دماغي !
********
ارتدت معطفها الأبيض وهي تبتسم بسعادة فأخيراً استردت حياتها وعملها كطبيبة فاقت علي نداء أحد الممرضات :
- دكتورة سارة محتاجينك في جناح 13
عدلت البالطو الأبيض عليها لتباشر عملها وصلت الي الغرفة التي أخبرتها بها الممرضة لتجده شخص يرتدي الزي الميري (زيّ رجال الشرطة) وذراعه ينزف اقتربت لتباشر عملها وتبدأ في اخراج الرصاصة من ذراعه الغريب انه لم يهتز فقط يغمض عيناه بقوة لتقول بلطف :
- متقلقش بسيطة انشاء الله...
لم يجيبها لتحضر عدتها لتبدأ في تقطيب الجرح ليقول أخيراً بصوت رجولي ذو بحه مميزة :
- بتعملي ايه ؟!.
رفعت حاجبها لتقول بسخرية :
- هرسم ! هكون بعمل ايه هخيطلك الجرح !
غامت عيناه بغضب لترتجف قليلاً فيقول بهدوء نسبي :
- انا قصدي علي البينج...مش عايزه خيطي عالطول من غيره !
- أفندم !
هتفت باستنكار فمن يتحمل تقطيب جرحه بلا مسكن مؤقت أيظن نفسه الرجل الحديدي!! ليكمل بنفس الهدوء :
- كلامي واضح مش عايز بنج انا حر !
نهضت من جواره لتقول بجمود :
- هبعتلك دكتور غيري اصل مليش في التعذيب !
وغادرت دون أن تنتظر رده لينظر بأثرها بحنق ويشيح بوجهه بعيداً...
**********
بعد مرور شهرين
وضعت اللمسات الأخيرة علي زينتها البسيطة فهي تمتاز بالجمال الطبيعي ولا تحتاج لمساحيق التجميل التفتت لتصدم بوقوفه مستنداً بجذعه علي الحائط ويتطلع اليها بابتسامة وهو يتأملها..، اقتربت منه ووجهها يعلوه ابتسامة عاشقة لتنهدم بذلته برقة ليقول بإطراء :
- هتفضلي مجنناني بجمالك كده كتير!؟!.
اتسعت ابتسامتها لتجيبه بمكر :
- عارف يا چو ايه الي مصبرني علي جنانك ؟!.
ليحيط خصرها بذراعيه لتصدم بصدره وهو يقول بتسلية :
- ايه يا قلب چو ؟!
لفت ذراعيها حول رقبته لتجيبه بهمس :
- كلامك الحلو.! دي احلي حاجة فيك..... من يوم ما اتجوزتك وانت واكل بعقلي حلاوة.....!
ليقهقه بخفة وبعد ثواني اظلمت عيناه ليلتقط شفتيها بقبلة خاطفة ... ليبتعد ويقول بأنفاس متقطعة ونبرة عابثة وهو يستند بجبينه علي جبينها :
- ما تيجي نخلع من الفرح ونخلينا هنا أكلك حلاوة للصبح !
ضحكت بخفوت و دفعته من صدره بخفه وهي تجيبه بشماته :
- لا يا حبيبي ده فرح صاحبتي ومينفعش محضرش ويلا علشان اتأخرنا !
لتسبقه للأسفل تحت نظراته الحانقة والمتوعدة....
بعد قليل وصلوا الي قاعة الحفل ليدلف "يوسف" بوسامته المعتادة التي تخطف الابصار وهو يحتضن كفها ويده تلتف حول خصرها بتملك أثار دهشتها ف"يوسف" ليس بمتملك.! لا تدري لما شعور قوي بداخلها يخبرها بتغيره حتي نظراته لم تعد متلاعبه بل صادقة..! قطع شرودها صياح احدهم :
- مش معقول ميرا السويفي..!
لترتسم ابتسامة بسيطة علي ثغرها قائلة بدهشة :
- رامي.! ازيك ؟!. أنا متوقعتش اشوفك هنا..!
احس بشعور غريب..جديد.. قوي.. يشعر بنيران مشتعلة بقلبه.! رغبة ملحه بلكم ذلك الابله المدعو "رامي" وطرحه ارضاً..! لا يدري ماهية شعوره ربما غضب او ربما ضيق او....غيره...! ، لم يتمالك نفسه حين اقترب ليصافحها وقف امامها وصافحه قائلاً بابتسامة سخيفة من بين اسنانه :
- معلش ميرا مش بتسلم...!
قطبت جبينها في دهشة من تصرفه الغريب ليتنحنح "رامي" قائلاً :
- أصل انا زميل ميرا من ايام الجامعة ومتعود اسلم عليها بس انت مين ؟!
ليضغط علي كفه بقوة حتي كاد يكسره قائلاً بابتسامة السخيفة :
- انا ابقي جوزها !
لتتدخل ميرا في تلك اللحظة بابتسامة متوترة :
- معلش يا رامي يوسف كده بيحب يهزر !
لم يرد فقط طالعها بنظرات غاضبه وكأن الجحيم تمثل بعينيه لا تنكر ان هذه النظرة جعلت الرعب يدب بقلبها لكنها تجاهلته موجهه بصرها ل"رامي" الذي اردف بمرح :
- لا بس شكلك اتغير كتير عن أيام الجامعة بقيتي زي القمر يا مي....
لم يكد يكمل جملته حتي قاطعه "يوسف" بلكمة قوية افقدته توازنه من المفاجأة..! فهو لم يستطع السيطرة علي رغبته في لكمه اكثر من ذلك وليته اكتفي بذلك بل انهال عليه بالضرب المبرح..! بعد ان استطاع المدعوين فض الاشتباك سحبها من يديها مغادراً وانفاسه الغاضبة تسبقه..!، توقف بالحديقة خارجيه هادراً بغضب :
-انتي اي حد يجي يكلمك تهزري معاه بالشكل ده..!و كمان سيباه يعاكسك..؟!.
انتزعت ذراعها من بين قبضته لتصيح بشراسه :
- اتكلم باسلوب أحسن من كده..! ده زميلي من ايام الجامعة وكان بيسلم عليا انت الي مش عارفه مالك اتعصبت وضربته ليه من غير سبب..... !
ليجذبها من خلف رأسها قابضاً علي خصلاتها لتصدم بوجهه ولم يفصلهم سوي انفاسه الغاضبة ليزمجر بحده :
- يعني واحد بيعاكس مراتي قدام عيني عايزاني اسكت..؟! ولا ارح اجبلكم اتنين لمون !
قابلته بنظراته الشرسة المتحدية وكأن كلماته لا تؤثر بها ولكن من داخلها تكاد تبكي من صراخه الهادر..! ومظهره الغاضب ولكنها لم تعتاد علي الخوف لتصيح بحده :
- يعني تضربه بالشكل الهمجي ده..؟!
ليهمس بأذنها بشراسة تراها لأول مرة..! :
- انتي ملكي ومراتي انا وبس ومش من حقك تكلمي حد غيري ولا تضحكي لغيري ولا تبتسمي لحد وعيونك متلمعش لحد غيري انا وبس...!
طوال حياتها تغضب من تحكم وتسلط الرجال وقد اخذت عهداً علي نفسها بالا تترك رجل يتملكها كغرض من اغراض منزله. ولكنها تشعر بشعور مختلف لا تدري ماهيته وللعجب أحبته..! أحبت نبرته وتملكه واعلانه لملكيته لها..! هو فقط شعوراً فريد..!قطع حيرتها قبلته العنيفة التي لم تعهدها من قبل..!وكأنه يثبت ملكيته بها..!
#أحببتُ_فريستي_بسمة_مجدي
بعد تلك الليلة تأكد "يوسف" انه يعشقها حد النخاع فقرر تعويضها عما كان ينتويه فأخذها في عطلة الي منزل صيفي كان قد ابتاعه من قبل ويكاد يجزم انه لم يري الحياة قبلها ! قطع شروده ألم في وجهه ليقول بغيظ لتلك الجالسة علي قدميه وتقوم بحلاقه ذقنه في شرفه المنزل :
ابوس ايدك ارحميني انا وشي باظ.....!
- علفكره ده خدش صغير ميعملش حاجة !
هتفت بها "ميرا" بلا مبالاة مصطنعة , نظر لها بغيظ وهتف بغضب طفيف :
- بزمتك ده خدش بسيط دانا وشي متبقاش فيه حته سليمه يا مفتريه
ضيقت عيناها وهي تزمجر بضيق :
- بقولك ايه اثبت بقي عايزه اخلص !
هتف بحده وهو يستقيم :
- لا بقولك ايه اضبطي كده بدل ما اقوملك !
لتقول مسرعة وهي تثبته مكانه بابتسامة سخيفة :
- لا مكانك والنبي ما انت قايم دانا بهزر معاك ايه مبتهزرش يا رمضان !
ابتسم ابتسامه جانبيه وهو يهتف بتهديد :
- ايوه كده اتعدلي ولو عملتي اي خدش تاني لهقلبلك وشك خريطة
أومأت لتكمل وبعد دقائق معدودة قالت بابتسامة راضيه وهي تقف وتضع امامه مرآه :
- خلاص يا باشا متزعلش نفسك انا خلصت اهو !
ليغمغم ببطء وعيناه تحمران بغضب ودهشه :
- نهار ابوكي إسود ايه دا دانتي شوهتيني خالص !
هتفت بابتسامة متوترة وهي تتراجع بخوف :
- ما ما انت حلو اهو !
التقط اداه الحلاقة الحادة وهو يهتف بوعيد :
- مهو انا بقي علشان حلو لازم اخليكي حلوة زيي !
لتصيح بخوف وهي تركض بأقصى سرعتها وهو يلحق بها بخطوات غاضبه :
- لا بقولك ايه اعقل يا يوسف دانا مراتك حبيبتك !
اخد يعدو خلفها بتوعد وهي تصرخ بفزع حتي خرجت من المنزل الصيفي الذي يتصل بالبحر وكانت تبعد خطوه واحده عن البحر هتفت بخوف :
- خلاص يا چو قلبك ابيض...
ابتسم ابتسامة جانبية قائلاً بوعيد :
- انا بقي قلبي اسود ومبسامحش في حقي أبداً !
هتفت ببراءة وهي تتوسل الا ينتقم من تلك الخدوش التي احدثتها في وجهه :
- كده هقع في البحر والجو تلج اهون عليك يا چو دانا حبيبتك
رمي من يده اداه الحلاقة وهو يقترب ببطء وحذر ويهتف بحنو مصطنع :
- لا طبعاً متهونيش يا قلب چو !
تنفست الصعداء حتي باغتها بجذبها اليه بسرعه وحملها الي صدره لفت زراعيها حول رقبته تلقائيا ًفهتف بمرح :
- متهونيش عليا تقعي في المياه الساقعة..... وغمز لها بابتسامة ماكره واكمل:
- لوحدك !
استعت حدقتيها في فزع وهي تصرخ به برعب ما ان ادركت معني حديثه :
- لالالا يا يوسف بلاش جنان.!
ولكن سبق السيف العزل فقد عزم علي سباحتهم في تلك المياه الباردة فهتف بمرح وهو يقفز بقوه في تلك المياه الباردة وصوت صراخ ميرا يكاد ان يصم الاذان :
- امسكي كويس يا مُزه !
#يُتبع...
#أحببتُ_فريستي
#بسمة_مجدي
_ خطر _
_ 12 _
- حسبي الله ونعم الوكيل فيك يالي في بالي !
هتفت بها "ميرا" وهي ترتجف من البرد وتلف حولها غطاء سميك وتنظر لذلك الجالس بغطاء أخر امامها بغضب وهو يجلس ببرود أخفي نظراته المستمتعة بغضبها ليقول ببرود :
- عيب تحسبني علي جوزك !
هتفت بغيظ :
- يا برودك يا اخي انت مش شايف حالتنا بقي في حد ينزل البحر في عز الشتا !
هتف بابتسامة سخيفة :
- مش أحنا نزلنا ؟!
ردت بعفوية:
- اه
اتسعت ابتسامته ليهتف بمرح :
- يبقي في !
ودت لو تلكمه بعنف وتهشم وجهه تركها لينهض ببرود ويعود حاملاً تبدو مألوفة بالنسبة لها لتقول بتساؤل :
-ده ايه ده يا يوسف ؟!.
جلس جوارها ارضاً ليحيطها بذراعه قائلاً وهو يرتشف من هذه الزجاجة :
-دي شامبانيا يا بيبي !
شهقت رادفه باستنكار :
-خمرة يا يوسف !
نظر له بضيق ليقول بلامبالاة :
-اه خمرة ايه المشكلة ؟!.
جذبت الزجاجة لتصيح بغضب :
-انت بتهزر يا يوسف ! بتشرب خمرة قدامي عادي كدا ؟!.
تأفف ليجيبها بحنق :
-بقولك ايه يا ميرا انا مش فايق لمحاضرات الاخلاق بتاعتك سبيني اشرب بمزاج !
كادت تصرخ بوجهه لكنها ادركت ان الحده ستولد عناده لتقول بهدوء نسبي :
-يوسف خلينا نتكلم بالعقل الخمرة دي محرمات ! وانا مش هقبل ان جوزي يكون بيشرب !
جذب الزجاجة ليقترب من وجهها هامساً بنبرة ثقيلة :
-سيبك من الكلام ده خلينا في القمر الي قدامي ده داحنا ليلتنا فل !
اقترب وما كاد يلامس شفتيها حتي شعر بكفها يوقفه ليجد نظراتها لم تقل حدتها لتنهض قائلة بعنف ونبرتها القوية :
-كمل ليلتك مع الشامبانيا انا ميلمسنيش واحد خمورجي !
اتسعت حدقتاه بصدمة أحقاً ما قالته أم انه يتوهم فاق من صدمته علي صوت اغلاف باب الغرفة بعنف ! منذ زواجهم لم ترفض قربه ولأول مرة تحدثه بتلك النبرة منذ زواجهم لينهض ويدق الباب صائحاً بغضب :
-لا دانتي اتجننتي رسمي ! افتحي يا ميرا وخلي ليلتك تعدي !
لم ترد ليلكم الباب ويصيح بتحدي غاضب :
-طب ايه رأيك بقي اني هقضي الليلة شُرب !
جاءه صوتها ببرود :
-Have fun يا بيبي !
ركل الباب بغيظ ليجلس علي الاريكة ويتجرع الزجاجة كاملة حتي راح في سبات عميق من كثرة الشرب هو بالفعل تغير لأجلها ولكن لا شئ يتغير بليلة وضحاها....
********
عدل من ياقة قميصه ليستعد للخروج ليجدها تراقبه بحسره فيقول ببرود :
-بلاش النظرات دي أمي انا زي الفل ومش ناقصني حاجة !
اقتربت لتقول بحزن :
- لا طبعاً ناقصك...ناقصك زوجة تبقي جمبك وتاخد بالها منك وترعاك !
-وانا جربت مشروع الجواز ده قبل كده وفشل ولا يلدع المؤمن من حجر مرتين يا أمي !
ربتت علي كتفه بحزن :
-مش كل الستات زيها يا إلياس في ستات أصيلة وبنت ناس وتوقف جمب جورها في اي وقت !
اختفي بروده ليقول بأسي :
-الموضوع مش موضوع بنت ناس اصل مفيش واحدة هتقبل براجل مبيخلفش !
نظرت له بإشفاق هامسه بحب :
-قدر الله وما شاء فعل يا حبيبي ربك كريم وهيرزقك وتقول فتحية قالت !
قبل كفها ليغادر متجهاً لعمله ليختي حزنه ويرتدي قناع الخشونة والبرود فالبرود ليس طبعاً بل قناعاً يخفي خلفه ألف وجه...
********
تغاضت عما فعله مع وعد بالامتناع عن الشرب تدريجياً وكعادتها منذ قابلته يقود قلبها زمام الأمور وإختفي صوت العقل...
بعد مرور شهر
بعد عودتهم من رحلتهم الذي اصرت علي العودة من أجل العمل جلست تتابع التلفاز بملل نقلت بصرها نحوه لتجده مشغولاً بالعبث بهاتفه كعادته..! لتهتف بضجر :
- يوسف انا زهقانة احنا تقريباً مش بنعمل حاجة يوم الاجازة غير الفرجة علي التليفزيون..!
اجابها ببرود وهو مازال ينظر بهاتفه :
- وانا أعملك ايه يعني انا قولتلك اتفرجي ؟!
لتلكمه بكتفه بغيظ قائلة :
- بطل برودك ده..! انا قصدي نعمل حاجة مختلفة !
تأوه بخفوت وهو يرد لها لكمتها لتصيح بألم :
- آه ايدك تقيلة ايه الغباء ده ؟!.
ليرفع حاجبه في تحدي قائلاً بحده :
- قولتي ايه ؟!.
لترد بابتسامة مصطنعة وهي تدلك كتفها بألم طفيف :
- بقول تسلم ايدك يا سيد المعلمين !
ليبتسم بسخرية فتردف بحماس مفاجئ :
- طب ايه رأيك ننزل نعمل شوبينج بقالي كتير مشترتش هدوم...
ليقطب جبينه في تساؤل :
- بس انتي عندك هدوم كتيره يا حبيبتي ؟!.
اجابته بملل :
- ايوة بس في حاجات طالعة جديد !
ليومأ بتفهم ويقول بهدوء :
- اوك براحتك خدي الكريديت بتاعتي وانزلي هاتي الي انتي عايزاه !
لتجيبه بخبث :
- انا مش بتكلم في فلوس لان ده أمر مفروغ منه انا بتكلم انك تنزل معايا ونقضي اليوم مع بعض...
ليصيح باستنكار :
- ايه..! انا انزل أعمل شوبينج والف علي المحلات مستحيل طبعاً...!
*********
يشعر ان قدماه تصرخان من الألم فيذكر انهم لم يتركا متجراً الا ودلفوا اليه..! ليقول بضيق :
- ميرا ده تاسع محل ندخله ومفيش حاجة عجباكي انا رجلي ورمت ارحميني شوية...!
لتجيبه باستخفاف :
- في ايه يا يوسف احنا مكملناش ساعتين يعني..!
ود لو صفعها بقوة او صدم رأسها بأحد الحوائط كبت انفعاله وهو يقول من بين اسنانه :
- هما الساعتين دول قليلين...! ليه الهانم بتبات في المول ؟!.
لم تنظر لتعابير وجهه الحانقة والمتوعدة وهي تكمل بلا اهتمام :
- لا مش للدرجة بس بلف بال5 او 7 ساعات علشان اعرف اجيب حاجة كويسة !
كاد ان يصيح بغضب الا ان فكرة التمعت بعقله ليجبرها علي الرحيل بل والتوسل اليه للتوقف ليجيبها بابتسامة زائفة :
- خلاص يا بيبي زي ما تحبي تعالي كده نشوف المحل ده !
قالها وهو يشير لاحد المتاجر ويجذبها للداخل ، نظرت له بدهشه فقد توقعت ان يصمم علي الرحيل..! ، دلفوا الي الداخل لتجده يتجه نحو العاملة ويحدثها بلطف استغربته.! :
- بعد اذنك يا قمر كنت عايز فستان سواريه لمراتي ومفيش مانع تجيبه علي زوقك..!
نظرت له العاملة بانبهار بجماله ووسامته واسلوبه اللبق ايضاً لتجيبه بنعومة ورقة :
- أكيد يا فندم حضرتك نورتنا..قصدي نورتونا !
ليقول بإطراء :
- المحل منور بالي فيه يا...
لتسارع بلهفة :
- جميلة
نظر بطرف عينيه ليجدها وجهها احمر من الغضب وتكاد تنفث نيراناً من اذنها من الغيظ ليكمل بلطف وابتسامة :
- اسمك جميل اووي مشاء الله اسم علي مسمي...
الي هنا ويكفي هي تعلم بكونه قد كان متعدد العلاقات وبطبعه اللعوب ولكن لم يسبق لها ان رأته يغازل احداً من قبل..! لتصيح بشراستها المعهودة وهي تلوح بيدها في حركه عصبية وهي ترفع حاجبها الايسر وتسند يدها الأخرى علي خصرها في حركة سوقية لا تمت للرقي بصلة ونظراتها لا تبشر بخير..:
- اروح انا ادعيلكم بالذرية الصالحة بقي !
#أحببتٌ_فريستي_بسمة_مجدي
********
تنهد بسأم وهو يستمع لها منذ ساعة كاملة..! لم يتفوه بحرف وتركها تتحدث كما تشاء ، استشاطت غضباً من بروده لتردف بغضب :
- انت مش هتبطل بقي ! انا مش هفضل ماشيه ابعد الستات عنك...وانا الي فكرتك خلاص توبت عن الحريم وبطلت تبص بره بس هقول ما هو ديل الكلب عمر....
قطعت كلماتها عند نهوضه المفاجئ من الاريكة اقترب منها بهدوء حذر وتعابيره جامده ارتبكت لتقول بتلعثم :
- ايه ؟!..مالكَ؟!.ط طب انا هدخل اغير هدومي بقي
قالت كلمتها لتهرع للداخل لكنها توقفت حين هتف بحده وأمر :
- أقفي عندك !
لا تنكر ان صوته الحاد دب الرعب بقلبها حاولت اخفاء خوفها لتهتف بنبره مهزوزة جاهدت لجعلها ثابتة :
- ايه ؟! عايز ايه ؟!
اقترب ببطء وهو يمنع نفسه بصعوبة من الضحك علي مظهرها الخائف كالأطفال فلم يخف عليه رجفتها يدها وتوترها ومحاولتها الخرقاء للهروب ليتسأل بحده :
- كنتي بتقولي ايه من شوية ؟!.
ازدرت ريقها بخوف لتجيبه بتوتر :
- أأأانا بس كنت متضايقة ومش قصدي يعني ان ااا...
اتسعت ابتسامته لتصدع ضحكاته بقوة فمن النادر ان يري جميلته خائفة.! نظرت له بحنق وكادت ان تغادر ليمسك بكفها بعد ان توقف عن الضحك ليردف بجدية :
- لازم تعرفي انك مراتي واي واحدة غيرك اخرها معايا كلمتين حلوين وخلاص !
صمتت لثواني وهي تطالعه بغموض...توجس من نظراتها الغير مفهومة لتباغته بدفعه علي الأريكة خلفه وتقترب وتضع كلتا يديها علي جانبي الكرسي وتهمس بأذنه بنبرة متملكة :
-اوعي تفتكر اني زي أي حد أنا واحدة مبتقبلش حد يقرب من الي يخصها ! انا غيرتي صعبة اوي منصحكش تحاول تجربها !
قبلت وجنته تحت صدمته من فعلتها لتكمل هامسه بإغواء :
-غيرتي زي النار لو خرجت بتحرق كل حاجة واولها انت !
ابتسمت بخبث لتعض علي شفتيها وتبتعد فجأة وتدخل غرفتها تحت صدمته! حقاً هذا المرأة مما صنعت؟!.يقسم انه لم يري بقوتها! انها تستحق لقب المرأة الحديدة بجدارة! فاق علي صوت إغلاق الباب ! أفعلتها مجدداً ؟!.نهض ليطرق الباب صائحاً بتحذير :
-بقولك ايه مش معني اني عديتلك الحركة دي في الساحل يبقي تكرريها ! افتحي أحسنلك !
لم ترد كاد ان يصرخ لكن لمعت بعقله فكره ان مفتاحه الاحتياطي بالغرفة الأخرى ليقول بخبث :
-ماشي يا ميرا بس مترجعيش تندمي !
غيرت ثيابها وهي تبتسم بمكر لتتجه نحو الفراش وتمدد جسدها وما كادت تغمض عينيها حتي شعرت بيد تلتف حول خاصرتها اتسعت عينيها ليضع كفه علي فمها هامساً بنبرته الرجولية التي تعشقها :
-انا مش ناوي اقضي ليلتي مع الشامبانيا تاني !
#أحببت_فريستي_بسمة_مجدي
********
خرج الصغيرين من مدرستهم الجديدة لتقول مشرفة حافلة المدرسة :
-يلا يا حبايبي كله يطلع الباص
ركض الأطفال ليصعدوا الي الحافلة عائدين الي منازلهم وبوسط الزحام أفلت الصغير يد أخيه الأكبر " مازن" يتذكر انه رغب في شراء بعض الحلوى ليقول بصوت ضعيف لم يسمعه احد بسبب ضوضاء الأطفال :
-ميس انا هروح اشتري حاجة وارجع...
ذهب الي ذلك المحل الصغير ليشتري ما رغب به عاد ليجد ان حافلة المدرسة رحلت !
بداخل الحافلة
التفت السائق للمعلمة قائلاً بصوته الغليظ :
-مش هتعدي العيال يا ابلة ليكون حد ناقص ؟!.
نظرت الي المرآه لتتأكد ان زينتها لم تفسد وهي تقول ببرود :
-لا مش لازم اعدهم العيال كلها طلعت متقلقش !
*******
دمعت عيناه خوفاً فالطريق خاليٍ ومدرسته أغلقت ولم يبقي أحد ليشرع في بكاء عنيف منادياً علي أمه...اقترب منه أحد الرجال ليقول بابتسامة شيطانية :
-انت تايه يا صغنن متقلقش انا هرجعك بيتك تعال معايا !
امسك الصغير بيده ليسير معه غير مدركاً لعواقب ذلك...
*******
أخفض صوت الاغاني ليجيب علي اتصالها وهو يقود سيارته متجهاً للشركة فقد قرر الالتزام بالعمل ليقول بمرحه المعهود :
-ناموسيتك كحلي يا عم ضبش !
فركت عيناها لتستيقظ لتتسع عيناها وتهتف باستنكار :
-ضبش ! في واحد يصبح علي مراته يقولها ضبش ؟!.
ضحك بمرح ليردف :
-أصل بصراحه انتي دبش اوي يا بيبي فقررت اسميكي ضبش !
نهضت لتعد قهوتها الصباحية وهي ترد بانزعاج :
-بطل رخامة يا يوسف ! انت فين صحيح ؟!.
التوي ثغرة بابتسامة متسلية قائلاً :
-رايح الشركة !
لمعت عيناها لتقول بفرح :
-بجد يا چو ؟!. روح يا أخي اللهي يسترك ويجعلك في كل خطوة سلامة و...
قطب جبينه ليقاطعها باستنكار :
-ايه يا ميرا انتي بتشتغلي شحاتة بعد الضهر ولا ايه ؟!.
ضحك كلاهما ليوقف السيارة ويترجل أكمل حديثة علي الهاتف وهو يدلف من بوابة الشركة غافلاً عن الضوء الأحمر الذي يشير الي ظهره صادراً من أحد البنايات المقابلة للشركة ولنكن أكثر دقه من سلاح ملثم !
*******
تشاجر "مازن" مع أحد رفاقه في الحافلة ولم ينتبه لغياب أخيه حتي وصلت الحافلة لتصيح المعلمة :
-يلا مازن ويزن ينزلوا !!!
التفت مازن حوله ولم يجد أخيه الصغير "يزن" ليقول بخوف :
-ميس ! يزن مش موجود في الباص !
انتفضت المعلمة لتبحث عنه فلم تجده لتقول بارتباك :
-طب روح انت يا مازن يا حبيبي وانا هرجع مع الباص ونشوف يزن !
ترجل بخوف ليهرع الي المنزل دق الباب بارتعاش لتفتح والدته "سارة " بابتسامة حانية وما كادت ان تتحدث حتي ارتمي بأحضانها ليصيح ببكاء لتختفي ابتسامتها ويهوي قلبها أرضاً :
-يزن ماركبش الباص ومش لقينوه يا ماااااما !
*******
يعني ايه الواد مش موجود !
صائحت بها المعلمة بارتياع ليردف السائق بقلق :
- الواد مالوش أثر المدرسة فاضية ومفيش حد !
شهقت بخوف وهي تندب حظها قائلة :
- يا مصيبتي ! انا كده هترفد واهل الواد مش هيسبوني !
تركها لثواني ليقود والرعب يرتسم علي ملامحه ليقول باقرار :
- الراجل بتاع الكشك قالي انه شاف الواد ماشي مع واحد وركبوا عربية ومشيوا !
وقع قلبها أرضاً لتقول بصدمة :
- يعني الواد اتخطف !
*********
قبل بضع دقائق بداخل المبني المقابل للشركة
جهز سلاحه حين وجده يترجل من سيارته ابتسم بخبث وهو يجيب علي هاتفه قائلاً بصوت أجش :
متقلقش يا باشا يوسف الحديدي هيبقي في خبر كان !
اغلق الهاتف لينخفض يصوب تجاه ظهره مستغلاً تحدثه بالهاتف ليطلق رصاصته !
# يتبع...
#أحببتُ_فريستي
#بسمة_مجدي
_ بلا رحمة _
_ 13 _
حدد هدفه بدقة لتنطلق رصاصته وتستقر بظهر حارس "يوسف" الذي ظهر فجأة ليتلقى الرصاصة عوضاً عنه ابتعد للخلف بصدمة ليخفي سلاحه ويفر هارباً قبل ان يلمحه أحد...
*******
دخل الياس الي مقر عمله ومنها الي غرفة الاجتماعات ليقول بجدية وحزم :
-إنهارده هنهجم علي الوكر بتاعهم...بس افتكروا هدفنا الأول والأخير نطلع باقل الخساير في ارواح اطفال متعلقة في رقبتنا !
ليردف أحد الضباط :
-احنا لازم نلحق في اسرع وقت يا فندم كل دقيقة بنتأخر فيها بنخسر طفل ! العصابة دي مش بتضيع وقت !
أومأ مكملاً :
-كل واحد فيكم عارف دوره ومتنسوش الاسعاف هيبقي موجود حوالينا اي طفل تشوفوه تاخدوه بسرعه علي الاسعاف !!
صاحوا بصوت واحد قوي :
-تمام يا فندم !
انطلقت القوات نحو المكان المنشود في مهمه انسانية أكثر منها وطنية فبراءة الأطفال لن تندثر أبداً خلف عقول مريضة تسعي لتشويه أجسادهم...
******
جلس بالمشفى يفكر بتوتر من له مصلحة في قتلة ؟!. لا يذكر أن له أعداء نعم هو رجل أعمال لكنه نادراً ما يتدخل في عمله سمع وقع اقدامها ليرفع بصره ليصدم بهيئتها المزرية طالعته بأعين دامعه وشهقاتها تعلو ليخرج صوتها متحشرج :
- يوسف..! إنت كويس ؟!.
اقترب ليحتضنها بهدوء مهدئاً اياها فهي استمعت لصوت طلقات النيران وكادت تجن لو لم يحادثها واصرت علي المجيء ظلوا لبضع دقائق حتي هدأت لتنسل من بين احضانه وهي تسأل بحيرة :
- مين الي كان عايز يقتلك ؟!.
لتنهد ليردف بحيرة :
- مش عارف يا ميرا انا ماليش عداوة مع حد !
صمتت لبضع دقائق لتتسع حدقتيها في صدمة ما ان توصلت لشخص قد يكون له مصلحه بذلك ومن غيره كابوسها الذي لن ينتهي لتقول بجمود :
- يوسف انا هروح مشوار وبعدين هبقي اسبقك علي البيت !
- مشوار ايه ؟!.
اجابته مسرعة وغادرت :
- هبقي اقولك بعدين...
انتفض هاتفه ليجدها "سارة" وما ان جاب حتي صدع صوتها ببكاء ممتزج بصراخ عالٍ هب واقفاً ليقول بقلق :
-في ايه يا سارة ؟!. حصل حاجة ؟!.
لم يفهم شئ سوى بكاءها وشهقاتها العالية ليصرخ بها بغضب :
-اخرسي وفهميني في ايه ؟!.
اتسعت عيناه حين صرخت بألم ام مكلومة علي صغيرها :
-يزن اتخطف يا يوسف ابني اتخطف !!!
************
غادرت بغضب وهي تتوعد له صعدت لسيارتها وقادتها بسرعة جنونية ، توقفت لتترجل بخطوات سريعة غاضبة مخيفة..! دقت الباب وانتظرت لثواني حتي فتح ليصدم بوجودها ليقول بسخرية :
- ايه الي جابك ؟!. لتكوني جاية تزوريني وانا معرفش ؟!.
دخلت وهي تتماسك ألا تصيبه بمكروه لتهتف بجمود :
- ليه عملت كده ؟!.
قطب جبينة ليهتف باستفهام :
- عملت ايه ؟!
اقتربت بضع خطوات لتقول بحده :
- بلاش لف ودوران يا محسن بيه انت عارف كويس انا بتكلم عن ايه...!
أجابها بحده مماثلة :
- اتكلمي من غير الغاز ووضحي كلامك !
لتصيح بغضب وقلبها ينتفض رعباً ماذا لو اصابته رصاصته :
- قصدي علي محاولتك لقتل جوزي !
صدم وازدرد ريقه بصعوبة وأجابها بارتباك :
- انتي اتجننتي هو انا مش ورايا غيرك انتي وسبع البرومبة بتاعك ده ؟!.
أجابته ببطء وهمس كفحيح الأفعى :
- أنا أكتر واحدة في الدنيا فهماك يا محسن بيه وحركاتك مش هتخيل عليا..!
أخفي ارتباكه حول قناع الجمود والعصبية قائلاً :
- انا مش عايز دوشة..! جوزك ومجتش جمبه خلاص انا رميت طوبتك من زمان !
تركها ليجلس علي مكتبه مدعياً انشغاله بأوراق العمل لينتفض حين تطرق بقوة بقبضتيها علي مكتبه وهي تصيح بانفعال لا ينكر انه شراستها أخفته :
- ميرا بتاعة زمان الي كانت بتخاف وبتستخبي ماتت ، ميرا بتاعة دلوقتي لو حد قرب من حاجة تخصها تدفنه مكانه وخصوصاً لو كان انت !
اتسعت حدقتيه من تصريحها المباشر وتهديدها ومن يراهم لا يصدق انهم أب وابنته ! ليردف بصدمة جلية :
- انتي بتهدديني....؟!
لتقول من بين أسنانها وعيناها أصبحت تضاهي عين الصقر في حدتها ! :
- انا لحد دلوقتي عامله حساب لصلة الدم ومش عايزة أضرك والمرادي اه بهدد....بس المرة الجاية وعد مني هنفذ عالطول !
خرجت كالإعصار كما جاءت وهو ينظر لأثرها بصدمة مازالت مسيطرة علي حواسه ولما الصدمة فهذا الوحش هو من صنعه ! هو من علمها القوة بقسوته ! هو من علمها الحده بعنفه ! هو من علمها ألا تتألم بكثرة ضربته وصفعاته ! قيل قديماً ان "طباخ السم بيدوقه " فلم صانع الوحش لا يجرب قسوته ؟!..
********
مساءً في منزل سارة
جلست تحتضن "سارة" التي جفت عيناها من كثرة البكاء ليصرخ عليها بانفعال :
-بطلي عياط ! ابنك هيرجعلك والمدرسة دي انا هوديها في داهية !
خرج بعصبية مفرطة وهو يقسم ان يحطم المعبد علي رؤوسهم جميعاً...، قالت مواسية :
-متقلقيش يا سارة انشاء الله هيلاقيه يمكن تاه ولا حاجة لأنه لو اتخطف كان زمانهم كلمونا !
رفعت بصرها وقائلة بانهيار :
-ابني راح مني ! اشرف لو خده هيأذيه !
ضمت اليها وهي لا تدري ماذا تقول فهي ليست معتادة علي المواساة فهي دائماً تهرب نعم تهرب لا تتحمل التواجد بعزاء أحد لهذا لم تدري ما تقول سوي كلمات معدودة واكتفت بدعائها سراً ان يعود طفلها سالماً...
********
بأحد المباني المهجورة
انتهي من تعاطي ممنوعاته ليلتفت لصديقه هاتفاً بصوت أجش :
-هو دكتور البهايم ده هيخلص أمتي عايزين نلحق نرمي الجثث قبل ما الصبح يطلع !
اجابه ببرود :
-يعم انت فاكر الموضوع سهل دي تجارة اعضاء هو لعب عيال !
-مانا عارف ياض بس بردو في عيل من العيال كان لابس لبس مدرسة وشكلها نضيفة افرض طلع ابن بهوات وزمانهم قالبين الدنيا عليه !
استنشق المخدرات بنشوه ليردف :
-متقلقش ربك هيسهلها !
وكأن خشية الله تعرف الطريق الي قلوبهم حتي يتوسمون توفيق الله فيما حرمه !
**********
لم يشعر بنفسه وهو يصفع المعلمة بقسوة ويهدر بعنف :
-لو الواد مرجعش قسماً بربي ما هرحمك !
تدخل الشرطي قائلاً بمهادنة :
-مش هينفع كده يا يوسف بيه انت لازم تهدا !
التفت له ليرمقه بنظرات مشتعلة ليضرب علي مكتبه مثيراً بسبابته قائلاً بنبرة خافتة مخيفة :
-يزن بقاله 8 ساعات مخطوف لو مش قادرين تجيبوه قولوا وانا أجيبه بطريقتي !
أجاب الشرطي بضيق :
-انا مقدر وضعك بس احنا بنعمل اقصي جهدنا علشان نلاقيه !
قاطعه رنين هاتفه اجاب لتقول ميرا بقلق :
-ها يا يوسف عرفتوا حاجة ؟!.
خرج من غرفة الضابط ليقول بضيق :
-لا يا ميرا مفيش جديد... سارة عاملة ايه ؟!.
اجابته بحزن :
-مسكينة فضلت تعيط وتصرخ فاضطريت احطلها منوم في العصير !
مسح وجهه بإرهاق قائلاً :
-كويس انك عملتي كده خليها نايمة علي الاقل لحد ما نلاقيه المهم خليكي جمبها وجمب مازن!
-متقلقش انا هفضل معاهم...
********
استعدت القوات للمداهمة بقيادة "الياس" رفع صمام سلاحه ليركل الباب بعنف ويقتحم المكان برجاله ويبدأ اطلاق النار من الجهتين وبالطبع انتصر فريق "إلياس" لكثرة عددهم وقله عدد افراد العصابة ليصيح بقوة :
-فتشوا المكان بسرعة !
القي القبض علي القلة الذين لم يموتوا ودخل إلياس وأخذ يفتش في جميع الغرف حتي وجد غرفة مليئة بجثث الأطفال في منظر تقشعر له الأبدان فهم غارقون بدمائهم بأجساد خالية تمالك نفسه ليقترب ويتفحصهم محاولاً ايجاد طفل حي ! وبالفعل وجد أحدهم جسده مازال دافئاً عكس الباقيين فأجسادهم باردة كالثلج ! انتزعت ارواحهم بلا رحمه من اجل أوراق لا تغني ولا تفيد تسمي اموال ! ... رفع جسد الصغير ليجده مازال يتنفس لكن جسده عاري كالباقيين وملطخ بالدماء حمله وخرج ليصيح بأحد رجاله :
-ده لسه عايش الحقه بسرعه علي الاسعاف وانا هشوف بقية العيال واحصلك !
حمل الطفل ليخرج به وعاد إلياس ليتفحص الأطفال بقلب نازف وإيدي مرتعشة حتي خيل له انه سمع صوت شهقات بكاء ارهف السمع لربما هناك طفل أخر حي بحث جيداً ليوجهه حدسه الي أسفل أحد الأسرة...جثي علي ركبتيه ليصدم حين رأي طفلة صغيرة لم تتعدي الاربع سنوات تخبئ وجهها وجسدها ينتفض برعب وقد ظنته أحد القاتلين ويبدو انها استطاعت الاختباء هنا ولم يطالها أذي ليقول بنبرة مرتعشة :
-تعالي ! متخافيش انا...انا هساعدك !
زادت رجفتها وهي تطالعه بأعينها الخضراء برعب والدموع تجتمع بعيناها ليكمل بحنان غريب علي طبعه وهو يمد يده :
-الوحشين خلاص مشيوا انا مش هأذيكي تعالي متخافيش مني !
نظرت ليده بتردد لتمسكها فيجذبها للخارج ويحتضنها بقوة لتشرع في بكاءً عنيف ألم قلبه وهو يشعر بحنان جارف تجاه تلك الصغيرة ربت علي خصلاتها البنية الطويلة وهو يهمس بحنو مغادراً بها للخارج :
-ششش...خلاص خرجنا وهروحك البيت اهو...
اقترب أحد رجاله ليأخذ الطفلة لكنها زادت تشبثها به ليقول للرجل :
-خلاص سيبها انا هروح بيها علي المستشفى !
**********
وصل الي المشفى ليجلس بأحد الغرف فتدلف احدي الطبيبات لتقول بجدية وهو مازال يحتضن الصغيرة :
-لو سمحت سيب البنت واتفضل بره علشان أقدر اكشف عليها !
لم يستطع اخراجها من احضانه لتزداد بكاء ليهمس بحنو وارتجاف :
-بصي انا مش هروح بعيد انا هقف بره بس استني لحد ما الدكتورة تكشف عليكي وتشوفك كويسة ولا لأ ؟!..
ابتعدت بتردد وهي تطالعه بأعين دامعه هامسه بارتجاف :
-انا خايفة الحرامية يجيوا تاني يقتلوني يا عمو !
يالله علي هذه البراءة التي جعلت عيناه تدمع حزناً عليها ليقول بابتسامة مرتعشة :
-متخافيش انا هفضل معاكي والحرامية مش هيرجعوا تاني !
قبل وجنتيها برقة وخرج ليطمئن علي باقي الأطفال الذي تم انقاذهم ليقول الطبيب :
-بصراحه يا حضرة الظابط في 3 من الاطفال الي جم كانوا ميتين وفي اتنين بيصارعوا الموت للأسف وفي طفل واحد الي اتاخد منه كليه واحده وقدرنا نلحقه !
تنهد بحزن لينهض ويدلف غرفة الصغير الذي قام بإنقاذه ليجده طفل وسيم ذو شعر بلون البندق ابيض الوجه الذي يبدو شاحباً قليلاً حمدلله علي كونه حي علي الرغم من فقدانه لكليته لابد وان عائلته تموت قلقاً عليه....
******
لم يجيب علي تساؤلاتها وهرع خارج المنزل ما انا جاءه اتصال من أحد رجال الشرطة يبلغه بالعثور علي بعض الأطفال المخطوفين وجميعهم بالمشفى سواء أحياء او اموات ! وصل الي المشفى ليصعد ركضاً حتي وصل لأحد الاطباء ليقول بانفعال وهو يلتقط انفاسه بصعوبة :
-فين ؟!.فين الاطفال الي كانت مخطوفة ؟!.
اشار له الطبيب بأحد الغرف وهو يطالعه باشفاق فيبدو انه أحد اباء هؤلاء الأطفال ، ... كاد ان يدخل ليقطعه طريقه رجل ضخم البنية ويرتدي ثياباً رسمية قائلاً :
-الاطفال الي لقيناها في ناحيتين الناحية دي العناية المركزة والناحية دي...صمت ليقول بخفوت المشرحة !
ابتلع غصة بحلقة ليومأ له بصعوبة ويدلف الي العناية المركزة وهو يرتجف داخلياً ولا يتمني سوي ان يجده هنا حتي لو كان مصاباً خيراً من ان يكون ميتاً تفحص وجوه الأطفال بعينه ودمعة هاربة فرت من عينيه حبن لمح بعض الأطفال اختفت اعينهم ليدرك انهم وقعوا بعصابة تجارة أعضاء ! صاح بصراخ حين لمحه علي أحد الأسرة غائباً عن الوعي بوجه شاحب :
-يزن !!!
اقترب من الفراش ليحتضنه بألم وكأنه فقد السيطرة علي دموعه ليبكي بألم يقطع نياط القلب علي الرغم انه لم يعرفه منذ زمن لكن منذ عادت أخته حتي اعتبر صغارها أطفاله ومسؤوليته ليتلفت للطبيب وهو مازال محتضنه :
-حالته ايه ؟!.
اجابه الطبيب بأسي :
-للأسف فقد كليه بس هيعيش طبيعي الانسان بيقدر يعيش بكليه واحدة !
اغمض عينيه بألم ليردف بنبرة مرتعشة :
-مفاقش ليه ؟!.
اجابة بنبرة عملية :
-الجرح بتاعه لسه جديد فاضطرينا نديله منوم علشان ينام اكبر وقت ممكن وميحسش بألم !
-أقدر اخده ؟!.
-أه تقدر بس بعد ما تثبت صلتك بالولد....
*******
وصل الي المنزل وهو يحمل الصغير وما ان انفتح الباب حتي صرخت " سارة " و " ميرا " بصدمة لتقترب محاولة احتضانه ليوقفها قائلاً :
-اصبري الولد تعبان هدخله اوضته وافهمكم كل حاجة !
لتقول "سارة" برعب :
-تعبان ليه ؟!. وهو ليه نايم ومصحيش من الصوت ؟!. ابني ماله ؟!. رد عليا ؟!.
صرخت بقلق وهي تدلف معه الي الغرفة وضع الصغير علي فراشه ودثره جيداً ليمسك كفها ويقول ببطء ناظراً لعينيها :
-قضا أخف من قضا ! ابنك كويس بس...
همست بخوف ودموعها تتساقط :
-بس ايه ؟!.
جذبها لأحضانه قائلاً :
-خدوا كليته ! بس كويس والله كويس ويقدر يعيش بكليه واحدة
بكت بقوة بصدره لما حدث لصغيرها ليكمل هامساً بحزم :
-ابنك لما يصحي ويلاقيكي منهارة بالشكل ده هيتعب ولو مش موجوع هيحس بوجع !
شدد عليها ليكمل :
-نفسيته اكيد هتبقي تعبانة من الي حصل لازم تبقي جمبه وتتعاملي طبيعي وكأن مفيش حاجة حصلت
ظلت تبكي وترتجف بقوة وكأنها لا تسمعه ليحيط وجهها بكفه قائلاً بتحذير حازم :
-سارة انتي لو مفوقتيش علشان تقفي جمب ابنك انا هاخده عندي البيت واخلي انا بالي منه لو انتي مش هتقدري !
نفت برأسها لتقول بتوسل :
-لا يوسف متحرمنيش منه خلاص انا هسكت ومش هعيط قدامه ابداً !
اومأ له لتتركه وتتجه لفراش صغيرها تحتضه وتستشعر دفئه بين ذراعيها فلا يوجد اصدق من مشاعر الأم تجاه ابناءها...
********
لم ينسي منظر الأطفال الذي شاهده اليوم بحياته ! لم يضع لمشاعره حسباناً يوماً كان لا يفكر سوى بمصلحته الخاصة ويبدو انه تعلم درساً قاسية اليوم فاق علي صوتها الهادئ وهي تملس علي خصلاتها فقد طلب منها ان ينام علي صدرها كالطفل الذي فقد امه :
-يوسف هو مين ليلي ؟!.
اتاها صوته ضعيفاً منهكاً :
-سمعتي الاسم ده فين ؟!.
اجابته بشرود :
-ساره كانت بتهلوس بالاسم ده وهي نايمة !
اغمض عينه ليتذكر حادثة قديمة حين كانوا اطفالاً تاهت اخته الصغيرة المشاغبة ليجدوها بعد مرور بضع ساعات من الرعب والقلق ليقول بتعب :
-أختي الصغيرة ! وقبل ما تكملي اسأله انا حاولت اتواصل معاها معرفتش ليلي كسرت خطها وقطعت كل صلة بينا !
صمتت تعلن نفسها فالوضع لا يسمح باي مواضيع اخري قد توجعه ربتت علي ظهره تنظر امامها بشرود...
***********
بلندن (عاصمة بريطانيا )
اوقف السيارة ليترجل صافعاً الباب خلفه ، عدل سترة بذلته ليدلف الي ذلك الملهي الليلي بحث بعيناه عنها حتي رأها ترقص بصخب غير واعيه لما حولها اقترب ليجذبها من كفها خلفه وهي غير واعيه ليقف امام الملهي حين صاحت بصوت مخمور :
- اتركني أيها اللعين...لا أود الرحيل !
التفت ليخلع سترته ويلبسها إياها التي احتوتها لصغر حجمها بالنسبة لطوله ليشدها من مقدمة سترته ويهمس بصوت آمر :
- فقط اصمتي ليلي ! أنا اتمالك نفسي ألا أكسر كل عظمة بجسدك فلا تجعليني افقد سيطرتي يا صغيرة... !
نظرت له بانزعاج وأعين مغلقة من كثرة الشرب انحني ليحملها لتتعلق برقبته عفوياً وهي تهمس بحزن :
- لا أود الرحيل ! ارغب انا اتمايل علي انغام موسيقي الراب حتي يحل الصباح !
صعد السيارة وهي مازالت بين احضانه امر السائق بالرحيل كعادته يومياً يأتي ويأخذها لمنزلها ضمها اليه مستنشقاً عبيرها ، وصل الي منزلها ليصعد بها الي غرفتها وضعها علي فراشها ليدثرها جيداً بالغطاء ليجدها مازالت تتشبث بعنقه هامسة بنوم :
- أنا مازالت احبك دانيال لا تتخلي عني !
اغمض عينيه ليفك ذراعيها قائلاً بتنهيده حاره :
- نامي مطمئنة يا صغيرتي...فروحي ستفارق جسدي قبل ان افارقك !
#يتبع...
#أحببتُ_ فريستي
#بسمة_مجدي
رأيكم وتوقعاتكم ؟!.😌🙈
💜 تفاعل بقي يا حلوين وياريت بلاش قرأءة صامتة وتتفاعلوا وتقولوا رأيكم وتوقعاتكم للي جاي ❤
#بسمة_مجدي
قرأءة ممتعة 🌸🌸
******
_ مجهول _
_14_
لا تري سوي ظلام دامس وهدوء مريب ، بدأ الظلام ينقشع (يختفي) شيئاً فشيئاً حتي اتضحت الرؤية لتجد "محسن" والدها المزعوم جالس علي ركبتيه وبيده سكين بلون الدماء بجوار جسد مسجي علي الارض..! اقتربت ببطء حذر حتي وصلت اليه لتصدم بذلك الجسد انه جثه يوسف..! الغارق بدمائه اتسعت حدقتيها وتحولت تلقائياً لذلك القاتل لينظر لها بشماته وابتسامة شيطانيه :
- مش هسيبك تتهني وهحول حياتك لجحيم يا ميرا..! جحيم..!
انتفضت مذعورة لتجد نفسها بفراشها ، تنفست الصعداء لكونه ليس سوي حلم سيء او كابوساً مريع..! رغماً عنها انهمرت دموعها قهراً وهو لا يتركها بحالها حتي بأحلامها..! أجهشت ببكاءً مرير متناسية "يوسف" الذي كان ساهراً يعبث بهاتفه وافزعه صوت بكاءها ليدلف من الشرفة ويقترب قائلاً بفزع :
-ميرا انتي كويسة ؟! في ايه ؟!
جلست بجوارها محاولاً جذبها لأحضانه لترفض بعنف وتتطلع اليه بأعين حمراء وتهتف بصراخ :
- انت كنت فين ؟!. سبتني لوحدي ورحت فين ؟!
صدم من صراخها ليقول بمهادنة :
- حبيبتي انا مروحتش في حته انا بس كنت سهران برا شوية اهدي بس..
حاول ضمها مرة اخري لتصرخ بصوت اعلي وبكاءها يزداد حده وهي تصيح بهستيرية :
- انت كمان عايز تسبني ؟!. ابعد عني.! انا مبقتش عايزة حد ولا محتاجة حد !
اضطر لاستخدام قوته البدنية ليحكم سيطرته عليها بأحضانه حتي تهدأ فهي لا تقارن بجسده القوي الرياضي ضمها بقوة ليصدم بصراخها العالي وكأنه صادر من اعماق قلبها صرخت حتي نبحت أحبالها الصوتية..! يقال ان لكل شخص قدرة علي التحمل وحينما تنتهي ينهار تماسكه الزائف ويكون كالحطام..!
*****
استيقظت لتفرك عيناها بنوم ، نظرت بجانبها فلم تجده وجدته يلج الي الغرفة حاملاً طعام الإفطار جلس بجوارها ليقول بحنان وابتسامة بسيطة :
-هنفطر دلوقتي وبعدين نتكلم علشان في حاجات كتير لازم نوضحها !
ازدردت ريقها بصعوبة لتومأ له ، تناولت بضع لقيمات صغيرة ليحمل الصحون الي المطبخ ويعود بعد قليل حاملاً كوبين من القهوة ليقول :
-تعالي نطلع نقعد في البلكونة الجو حلو النهاردة !
نهضت لتلحقه بالشرفة ، ليقول بعد صمت دام لثواني :
-ميرا انا لازم أفهم كل حاجة حصلتلك زمان...انا فهمت المشاكل الي بين والدك ومامتك الله يرحمها بس مفهمتش ليه بيكرهك انتي ؟!.
اغمضت عيناها لتقول بارتباك :
-مانا قولتلك قبل كده وبعدين ده خلاص ماضي وانتهي ومفيش داعي نتكلم فيه !
أجفلت من صراخه الغاضب :
-مانتهاش يا ميرا الماضي لسه موجود انتي مش شايفه نفسك ؟!كوابيس كل يوم وعياط وتصرفات غريبة شايفة نفسك دلوقتي عاملة ازاي مجرد بس ما طلبت نتكلم عن الي فات !
تمسك بمقعدها بخوف لينهض ويجلس أمامها علي ركبتيه قائلاً بهدوء نسبي ويديه تداعب وجنتيها :
-ليه بتترعشي كده ؟!. ليه مش قادرة تردي ؟!. ايه الي حصل قوليلي يمكن نقدر نعالج الي حصل سوا !
فتحت عيناها بغضب لتصيح :
-انت فاكرني مجنونة ! ايه يعني بيجلي كوابيس بليل ما كل الناس بتحلم بكوابيس انت بس مكبر الموضوع !
صاح بغضب مماثل قاصداً الضغط عليها :
-لا مش طبيعية ! ايه الي حصل والدك عمل ايه مش قادرة تنسيه اتكلمي كفاية اسرار بقي !
حاولت النهوض بغضب ليجلسها جبراً وهو يقول بقوة :
-مفيش هروب ! هربتي كتير انطقي ايه الي حصل !
صرخ بجملته الأخيرة بعنف ليصدم بها تتراجع بمكانها وتنكمش صارخة ببكاء :
-لا يا بابا علشان خاطري متضربهاش ! حرام عليك !
همس بصدمة :
-ميرا !
لكنها ظلت تقاومه بصراخ وهستيرية :
-لا لا حرام عليكي دي تعبانة ! ابعد عنها !
جذبها بقوة ليضمها لأحضانه وهو مازال تحت تأثير الصدمة ليصيح :
-ميرا فوقي ! انا يوسف فوقي !
هدأت حركتها قليلاً لتهمس بتعب :
-كفاية...هتموتها !
اغمض عيناه بقوة لتفر دمعة هاربة ألهذه الدرجة تتألم ليهمس بألم :
-انا يوسف !
-ليه تعمل فينا كده ؟!.
-بحبك !
-حرام عليك !
-بحبك !
-بكرهك !
نظر لها ليجدها فقدت الوعي بين ذراعيه حملها ووضعها علي الفراش ليهاتف الطبيب ويجلس بجوارها يطالعها بشفقة وحزن ولمحة من غضب مما صنع ذلك الرجل ليؤذيها وهي صغيرة حتي حينما نضجت لم يكف عن اذيتها ! ، حضر الطبيب ليقول :
-المدام عندها انهيار عصبي حاد انا اديتها حقنة مهدئة بس رأيي لازم تعرضها علي طبيب نفسي متخصص علشان الحالة دي متتكررش تاني !
اومأ له وشكره بهدوء ليعود ويتمدد بجوارها رفعها ليضمها اليه وهو عازم علي اصلاح كل ما كسر بداخلها !
*****
ارسلت اشعة الشمس خيوطها لتتململ تلك النائمة بضيق فتحت جفونها ببطء لتجد نفسها بغرفتها اعتدلت جالسة وهي تفرك جبينها بألم من صداع يكاد يفتك برأسها انتبهت لما ترتديه لتجده سترة رجالية تكاد تغطي جسدها ! وبالطبع عرفت هوية صاحبها من رائحتها احتدت ملامحها لتنهض وترتدي ثيابها المكونة من بنطال جينز وسترة جلدية في عجلة وهي تتوعد له سراً...
********
وصلت الي مبني شركته الضخم لتترجل من السيارة وتصفعها بعنف وتدلف الي الداخل اوقفها الحارس مشيراً بيديه ، رفعت بصرها لتغمغم ببطء شرس بالغة الانجليزية :
- أمامك ثلاث ثواني لتبتعد وتغرب عن وجهي قبل ان أحطم وجهك الوسيم !
اجاب بجمود :
- اعتذر سيدتي...لا يسمح بالدخول سوي للعاملين فقط !
اغمضت عيناها بقوة لتفتحها وهي تبتسم بخبث لتباغته بلكمة اطاحته أرضاً من الصدمة.. ! رمقته بسخرية لتدلف تحت الانظار المدهوشة ليلحق بها باقي رجال الأمن ، اغلقت المصعد بوجههم قبل ان يصلوا لها وصلت الي الدور المنشود لتقتحم الغرفة بقوة ومن خلفها المساعدة التي تطالبها بالتوقف وقفت أمام مكتبة قائلة ببرود :
- اطلب من تلك العاهرة الرحيل فلدينا ما نتحدث به عزيزي دانيال !
لم يتحرك قيد انامله منذ دخلت ابتسم ابتسامته الجانبية ليقول بأمر وهو مازال يطالع الأوراق أمامه :
- يمكنك المغادرة إيرينا !
غادرت مساعدته لتغلق الباب خلفها ، جلست " ليلي " ببرود وهي تضع قدماً فوق الأخرى أخرجت سيجارتها وأشعلتها لتستنشقها ببرود ، أغلق الملف أمامه ليطالعها بحده ويقول آمراً بنبرته المسيطرة التي ارسلت القشعريرة بجسدها :
- أطفئي تلك اللعنة !
ارتبكت من نبرته لا تنكر انها مازالت تخافها بحق..! اطفئتها سريعاً لتردف بحده لتخفي خوفها :
- الي متي ستظل تلاحقني دانيال ؟!.عقلك الصغير مازال غير مصدقاً اننا انفصلنا اليس كذالك ؟!.
نهض ليلتف حول مكتبه ويجلس أمامها رفع قدمه ليزيح قدمها بقوة ويضع قدماً فوق قدم قائلاً ببرود :
- نحن لم ننفصل ليلي ! انتي ملك لي وستظلين ملكي حتي تتلفظين بأخر انفاسك !
جفلت من حديثه المتملك لتقول بقوة :
- اذن ماذا تسمي وضعنا الحالي ؟!.
ابتسم ابتسامته الجانبية التي تعشقها وهو يعلم مدي تأثيرها عليها ليهتف ببرود وحسم وهو يقترب بوجهه من وجهها :
- أُسميه ان صغيرتي العابثة ترغب بالقليل من الحرية والانطلاق وانا امنحها لها بسخاء ولكن تحت انظاري ومراقبتي كي اضمن ان حريتها لن تتخطي الحدود التي ارسمها لها !
احمر وجهها غضباً لتهمس بغضب وتهديد :
- لم يعينك أحد مسؤولاً عني ! فقط ابتعد عن طريقي !
اشار لقلبها هامساً بحزم :
- قلبك الخاضع لعشقي اولاني مسؤولية افعالك يا صغيرة !
ابتسمت بمكر لتنهض وتصدمه بالجلوس علي قدميه وهي تتعلق بعنقه اقتربت هامسه بصوت ناعم ورقيق غريب علي طبعها :
- تباً لك ! ولقلبي اللعين !
اتسعت ابتسامته لتنهض وما كادت ان تغادر لتلتف وتقول بشراسه :
- اعتبر ان هذا تحذيري الأخير دانيال ان لم تبتعد عن طريقي سأجعلك تعض اصابعك ندماً !
********
فتح باب منزله ليدلف حاملاً الصغيرة استقبلته امه لتقول بدهشة :
-مين دي يا ابني ؟!.
ليجيبها وهو يصعد لغرفته :
-هي نايمة هحطها في الأوضة وراجعلك !
انتظرته حتي وضع الصغيرة في فراشه ليخرج ويجلس بجوارها قائلاً بهدوء :
-البنت دي انا انقذتها من عصابة سرقة اعضاء في العملية الي فاتت...وعرفت انها يتيمة وملهاش حد علشان كده قررت اني اتكفل بيها وهتعيش معانا هنا !
شهقت بأسي لتردد :
-لا حول ولا قوة الا بالله الناس مبقاش في قلوبها رحمة !
صمتت لتكمل بتردد :
-بس يا بني متنساش بردو انك لسه متجوزتش ومفيش واحدة هتقبل تربي عيلة مش بنتها !
قست ملامحه ليقول بجمود :
-البنت دي ربنا بعتهالي علشان يعوضني علي حرماني من الخلفة ولو مفيش واحدة هتقبل بيها يبقي بلاها جواز !
تنهدت لتفكر قليلاً فتجد ان ابنها محق فهو لن ينجب لتقول بابتسامة بسيطة :
-طب هي اسمها ايه ؟!.
شبح ابتسامة ظهرت علي محياه وهو يردف :
-للأسف ملهاش اسم بس انا ناوي اسميها تقي واكتبها علي اسمي !
*****
فتحت جفونها لتنهض بضعف لتجد ان الشمس اقتربت علي الغروب قطبت جبينها لتخرج من الغرفة وجدته جالس واضعاً رأسه بين يديه ، اقتربت لتجلس بقربه قائلة برقة :
-مالك يا يوسف ؟!.
رفع بصره ليقول بجفاء :
-مفيش دماغي مصدعه شوية انتي لسه صاحية ؟!.
ابتسمت بحرج لتردف :
-اه انا مش عارفة ازاي نمت كل ده يمكن علشان رجعنا متأخر من عند سارة...
ازدرد ريقه ليتشدق ببطء :
-ميرا انتي مش فاكرة اخر كلام بينا ايه ؟!.
ذمت شفتيها لتقول بحزن :
-خلاص يا يوسف انا غلطت لما فتحت موضوع ليلي اخر مرة اتكلمنا مفيش داعي تضايق نفسك !
اتسعت عيناه بادراك انها لم تتذكر ما حدث صباح اليوم ليقول بارتباك :
-لا يا حبيبتي ولا يهمك قومي البسي خلينا نعدي علي سارة و نطمن عليها !
اومأت بابتسامة لتنهض وتدلف غرفتها تحت نظراته الحزينة والمتألمة فقط لأجلها !
******
فاقت علي صوت صغيرها لتجده يحتضنها ببكاء لتقول بحب :
-حمدلله علي سلامتك يا حبيبي متخافش انت في حضن ماما !
ليقول " يزن" ببكاء :
-انا كنت خايف اوي يا ماما عمو قالي هوديك البيت ووادني عند عمو وحش بيعور العيال !
لم تستطع السيطرة علي دموعها لتبكي بألم وهي تحتضنه بقوة متناسيه جرحه ليقول بألم :
-آه... بطني بتوجعني !
ابتعدت حين تذكرت جرحه لتنهض بلهفة وتحضر دوائه وتقول بحنان باكي :
-معلش يا حبيبي دي تعويرة صغننة خد بس الدوا وانت هتبقي كويس !
اخذ الدواء رغم عدم فهمه هو فقط يشعر بألم ، تحسست جانبه بألم لتلمع بعقلها فكرة عزمت علي تنفيذها قاطع شرودها صوت أخيها المرح :
-حمدلله علي سلامتك يا بطل اجمد كده مفيش رجاله بتعيط !
ليقول الصغير بسعادة بنبرته الطفولية المحببة :
-خالو !
-قلب خالو!
قالها مبتسماً وهو يقبله من وجنتيه بحنان وبيده بعض الألعاب والحلوى التي يفضلها الصغير ، اقتربت "ميرا" قائلة بعبوس :
-ومرات خالو مالهاش في الحب ده كله ؟!.
فتح الصغير ذراعيه لتحتضنه "ميرا" بحب وهى تمنع نفسها بصعوبة من البكاء علي حالته لتقول "سارة" بارتباك :
-معلش يا ميرا خليكي مع يزن شوية علشان عايزة أتكلم مع يوسف في موضوع مهم !
اومأت لها بابتسامة وهي تداعب الصغير ليخرج كلاهما ، جلست امامه صامته لبعض الوقت ليقول بصوته القوي وعيناه الحادة تتفحصها :
-سامعك !
اخذت نفساً عميقاً لتردف :
-انا عايزة أتبرع بكليتي ليزن !
*****
اطاح بكل ما طالته يده ليصرخ بغضب اوقفته طرقات علي الباب ليأخذ نفس عميق ويقول بأمر :
-ادخل !
دخل بعض الرجال ليردف أحدهم بارتباك وخوف :
-والله يا باشا انا ضربت عليه الرصاصة بس الراجل بتاعه ظهر في اخر ثانية !
ليدعي التفكير وهو يتحسس سلاحه قائلاً ببرود :
-غريبة...مع ان طلقة المسدس بتضرب في أقل من ثواني ومحدش بيلمحها حتي !
ابتسم ابتسامة شيطانية ليرفع سلاحه فجأة ويطلق النار علي قدم الرجل في أقل من ثواني..! سقط الرجل علي ركبتيه يصرخ بألم ليقترب ويردف ببرود :
-شوفت ازاي ملحقتش نفسك ...!
صرخ الرجل برعب :
-ارحمني يا باشا أبوس ايدك !
انحني قليلاً ليردف بجدية وعيناه تزداد قتامة :
-قدامك اسبوع علشان اشوف جثة يوسف الحديدي قدامي لو مالقتهاش ممكن اتنازل واشوف جثتك بداله ! ... اختار يا حياتك يا حياته ؟!.
ردد الرجل برعب :
-هقتله يا باشا هقتله !
ابتسم بخبث ليأمرهم بأخذه وعلاجه جلس ليسترخي بجلسته اغمض عيناه ليستمع لصوت انثوي قائلاً :
-كان معاك حق لما قولت ان الشرب مش بيريح قد الانتقام وانا جيتلك النهاردة علشان ارتاح !
ابتسم ليردف وهو مازال مغمض العينين :
-كنت عارف انك ذكية و هتحسبيها صح ولا ايه يا ساندي ؟!.
********
صدع رنين هاتفه ليجيب ببرود وسرعاً ما اظلمت عيناه وقست ملامحه ليردف :
-لا تفعل شيئاً انا قادم !
التقط سترته ليرتديها وهو يتوعد لتلك الصغيرة ، خرج غاضباً وهالته المخيفة ووسامته القاسية تعطيه مظهراً يثير الرعب...
*******
رفعت خصلاتها البنية والتقطت أحمر شفاه قاتم اللون لتضعه لتكمل زينتها الصارخة مع فستانها الأسود القصير الذي يبرز أكثر مما يخفي رفعت هاتفها لتقول برقة مبالغة :
-انا مستعدة عزيزي مايكل...متي ستأتي بدأت اشعر بالممل بدونك !
أجابها " مايكل " بحراره :
-اوه ليلي لا تعلمين كم اشتقت اليكِ لم أصدق اذناي حين اخبرتيني انكِ سترافقينني الي العشاء ...
ضحكت ضحكة خليعة لتهمس :
-فقط لا تتأخر ايها الوسيم فقد اشتقت اليك كثيراً !
-وانا ايضاً !
تجمدت أطرافها من هذا الصوت الذي تعلمه جيداً اغلقت الهاتف لتلتف ببطء حتي صرخت برعب حين وجدته يبتسم ابتسامته القاسية التي تدب الرعب بقلبها وعيناه حمراء بشده رعشة قوية سرت بأنحاء جسدها حين رأت نظرته لتهمس برعب وهي تتراجع للخلف :
-د...دانيال !
#يتبع...
#أحببتُ_فريستي
#بسمة_مجدي
_ مواجهة _
_15_
ارتعدت فرائضها حين رأت نظراته النارية وهي أعلم الناس بغضبه ومظهره ينبئاها انها تخطت جميع الخطوط الحمراء ليقول بنبرة باردة مسيطرة كما عهدتها :
- أخبرتكِ من قبل اني سأمنحك حريتك... و لكني حذرتك من الاقتراب من الرجال... والعبث بغيرتي ..!
ازدردت ريقها لتقول بارتجاف وحدقتيها تتسعان يرعب حين لمحت يده تفك حزامه الجلدي :
- داني عزيزي...ما رأيك ان نجلس ونتناقش بهدوء وأعدك ان انفذ كل ما تقوله !
مازالت ابتسامته الشيطانية تزين ثغره ليردف بتسلية :
- فات أوان الحديث قطتي الشرسة التي تحتاج الي ترويض وانا سأكون اكثر من سعيد وأنا أقوم بذلك !
حسناً لا مفر رمت هاتفها لتركض مسرعة وتدخل المرحاض وتغلق الباب في وجه ذلك الوحش ، لم يتحرك ليجلس علي طرف الفراش قائلاً بصوت عالٍ :
- أتظنين حقاً ان هذا الباب سيمنعني عنكِ...إنتِ مخطئة صغيرتي.. !
دمعت عيناها بخوف فهي تعلم انه بركله واحده سيكسر الباب بسهوله لتقول بصوت مرتعش :
- داني...أنت دائماً تخبرني انني فتاتك الصغيرة اليس كذالك ؟!.
صمت لتكمل برقة :
- وفتاتك الصغيرة أخطأت ألا تستحق منك الحديث بهدوء بدلاً من ان تخيفها منك ؟!.
تلك المشاغبة تعلم كيف تلعب علي اوتار قلبه ببضع كلمات لعن في سره ضعفه تجاهها فمهما فعلت لن يستطع ايذائها رمي حزامه ارضاً ليقول بصوت هادئ لم يغادره نبرته الثلجية :
- حسناً كما تريدي أخرجي الأن وسنتحدث بكل هدوء...
ذمت شفتيها لتقول بتردد :
- عدني انك لن تؤذني بأي شكل ؟!.
رفع حاجبه ليقول بنبرته المهيمنة :
- لن أكرر كلامي يا صغيرة...أمامك ثلاث ثواني لتخرجي ونتحدث والا سأغير رأيي..!
فتحت الباب وخرجت مسرعة وقفت أمامه تنظر ارضاً وتشبك أصابعها معهاً فكانت تبدو كطفلة صغيرة مذنبة تقف أمام والدها ابتسم لمظهرها حقاً انها تثير بداخله مشاعر أبوه لم يعرفها يوماً لينهض ويقول ببرود :
- غيري ثياب العاهرات تلك والحقيني سأنتظرك بالخارج...
بكلماته تلك عادت شخصيتها الشرسة ودت لو تلكمه بقوة لكن تراجعت فهي حقاً تهابه..! غيرت ثيابها لترتدي منامه باللون الأزرق بأكمام طويلة خرجت لتجلس أمامه ، رفعت ساقها لتضعها فوق الأخرى لكنها أنزلتها سريعاً حين رمقها بحده ، تنهد ليقول بصوت هادئ :
- تعلمين أني أعشقك يا ليلي وأعترف بخطائي تركتك تفعلين ما يحلو لكي كي تسامحيني لكن أفعالك تزداد جنوناً ...
شبكت اصابعها لتقول بحزن :
- أنت من اوصلتنا الي هذا الحد دانيال...لقد أحببتك لكنك خذلتني...!
امسك كفها ليقول :
- انتِ لا ترين سوي أخطائي...جربي ان تنظري لأخطائك... قبل ان أخذلك انا مرة خذلتني أنتِ الف مرة !
اشتعلت عيناها لتصيح بغضب :
- متي خذلتك دانيال ؟!. انت من خذلني... انت من خنتني...انت الحقير بيننا ولا تلوم غيرك ... !
نهض ليصيح بغضب مماثل :
- ثلاث سنوات ! ظللت أحاصركِ بحبي لثلاث سنوات لكنك كنتِ مهوسة بالحرية والانطلاق ولم تضعيني في حسبانك...مجرد رجل بعشقك اذا لم تجدي غيره فلا بأس به ! انا بالنهاية رجل لم يجد مقابل لحبه وانتي تعلمين ماذا يعني هذا لرجل مثلي !
صرخت ببكاء اوجع قلبه :
- لقد كنت مجرد طفلة واللعنة...كنت ابلغ من العمر 18 عام حين اخبرتني بحبك كنت طفلة وحيدة تخلي عنها الجميع وتركوها تواجه بلاد غريبة بمفردها ! تركني ابي وأخي وحتي أختي تركتني ! جعلوني أتزوج ما ان اتممت السن القانوني...
تهدج صوتها وهي تهمس بألم :
- كنت طفلة وحيدة تبحث عن الأمان استيقظت لأجد نفسي ببلاد باردة وحيدة خائفة متخبطة ومطلقة ! حين قابلتك أحببتك نعم لكن ليس كما تظن أحببتك كأبي ! أحببتُ دفئ أحضانك...أحببتُ حمايتك...أحببتُ حنانك الذي لا ينتهي ولكنك رغبت بالمزيد وحين لم أستطع أن ألبي رغباتك وجدته في احدى عاهراتك لتحفر علامة جديدة بقلبي باسمك كالباقيين !
اقتربت منه لترفع كفها وتلامس وجنته هامسه بأنفاس متلاحقة :
- كنت ترغب بضربي منذ قليل اليس كذالك ؟!. لكنك فعلت ضربتني أقوي ضربة حصلت عليها في حياتي بخيانتك لي !
اسند جبينه الي جبينها ليهمس بارتجاف :
- دعينا نبدأ من جديد فأنتي لم تعودي صغيرة وأنا لم أعد أري غيرك بقلبي !
نفت بخفه وهي تبتسم بسخرية مشيرة الي قلبها :
- القلوب كالزجاج رقيق هش...حين ينكسر لا نستطيع ترميمه... !
قبل جبينها بعمق ليبتعد ويستعيد قناعه الجليدي قائلاً ببرود :
- إخلدى الي النوم تأخر الوقت...حديثنا لم ينتهي لكن يكفي لليوم !
غادر مسرعاً قبل أن يأخذ الحديث منحني أخر فهو يسيطر علي رغبته بتقبيلها بصعوبة تلك الصغيرة التي يعشقها تذكر حين قابلها كيف كانت رقيقة وصغيرة وبريئة لا ترفع بصرها عن الأرض وكيف أصبحت الأن لا يهم فهو يعشق بكل حالتها...
******
بعد مرور اسبوع
وقفت تطهي الطعام بشرود ليقطعه صوت أقدام صغيرة التفتت لتجدها تبتسم ببراءة قائلة :
- تيتة انا جعانة ممكن أخد شكولاتة من التلاجة ؟!.
امتعضت ملامحها لتصيح بغضب :
- متقوليش تيتة ! وامشي غوري علي اوضتك !
دمعت عيناها لتغادر الي غرفتها بقلب مفطور ، أكملت الطهو وهي تتمتم بضيق :
- شحات وبيتأمر مش كفاية اتبناها وكمان فاكرة نفسها بنته بجد بلا هم...
دلف "إلياس" ليبحث بعينه عن تلك الصغيرة ، دخل المطبخ ليتسأل :
-هي تقي فين يا أمي مش سامع صوتها ؟!.
ارتبكت من حضوره المفاجئ فهي تعلم بتعلقه بتلك الصغيرة ودوماً ما توبخها في غيابه وتتجنبها في حضوره لتقول بجفاف :
- وانا مالي تلاقيها بتلعب هنا ولا هنا شوفها لتكون بتبوظ حاجة !
رفع كفها ليقبله برقه قائلاً بابتسامة بسيطة :
- تقي مش شقية يا أمي بالعكس البنت مؤدبة جداا وبتسمع الكلام مع الوقت هتقدري تتقبليها وتعتبريها حفيدتك...
مصمصت شفتيها بحسره قائلاً :
- بلا وكسة جايبلي عيلة من الشارع وتقولي حفيدتك روح يا إلياس الله لا يسيئك...
تنهد فهو يعلم انه لن يصل لنهاية مع أفكارها المتشددة ليقول بهدوء :
- طيب يا أمي انا هطلع ارتاح ساعتين ولما الأكل يجهز صحيني...
اومأت بهدوء ، ليصعد الي غرفته يبحث عن صغيرته فقد نقل أغراضها التي ابتاعها لها الي غرفته فيبدو انه يحتاج الي تلك الصغيرة أكثر مما تحتاجه نادي عليها بابتسامة :
- توتا ! انتي فين يا صغنن ؟!.
خرجت من المرحاض بعد ان مسحت دموعها كي لا توبخها جدتها اذا اشتكت له معاملتها السيئة ركضت لتستقر بين ذراعيه الذي حملها بخفه وهو يقبل كل انشاً بوجهها بحنان لتردف بطفولية
- وحشتني اوي يا بابي...
ابتسم ليربت علي خصلاتها برفق وهو يردف بحنو :
- وانتي وحشتيني أكتر يا قلب بابي...
أنزلها لتقول بقلق :
- انت كويس بابي ؟!.
جلس علي الأريكة ليقول بهدوء :
- اه يا توتا بس تعبان شوية...
لمعت بعقلها فكرة لتجلس بجواره وتقول بحماسة طفولية :
- لما بتبقي تعبان بتنام علي رجل تيتا...وتيتا مش فاضية تعالي نام علي رجلي أنا !
لن يبالغ ان قال انها كتلة من اللطافة مدد جسده ليسند رأسه علي ساقيها الصغيرين ويقول بمرح :
- طب حطي ايدك علي شعري بقي زي ما تيتا بتعمل ...
اتسعت ابتسامتها لتلمس علي خصلاته بحنان برئ جعل إحساس بالراحة يتسلل له....
*****
رصت الأطباق علي المائدة لتصعد لتوقظه فقد تركته ينام كما يريد لأكثر من ساعتين فتحت الغرفة ليصدم مشهد انه نائم علي سيقان الصغيرة التي رفعت رأسها لتظهر دموعها التي تنهمر بغزارة من ألم قدميها لكنها لم تصدر صوت فقط تضع يدها علي فمها حتي لا يسمع صوت بكاءها اقتربت بذهول لتهتف بدهشة :
-هو نايم علي رجليكي بقاله ساعتين ؟!.
مسحت دموعها لترد بخفوت :
- وطي صوتك يا تيتة علشان بابي نايم !
دمعت عيناها بتأثر لا تصدق انها تحملت ان يستند عليها لساعتين كاملين وتتألم بصمت خوفاً من أن توقظه ! لتهزه بضيق :
- إلياس ! إلياس ! اصحي يا بني حرام البت رجليها وجعتها...
فتح عيناه ليهب واقفاً حين ادرك انه غفي دون أن يدري نظر الي الصغيرة ليحتضنها بحزن قائلاً :
- يا قلبي انا نمت انا رجليكِ...أنا اسف يا توتا محستش بنفسي من التعب...
أجلسها علي قدمه وهو يدلك ساقيها بحنان ممتزج بضيق من نفسه كيف لم يشعر وغفي ليهتف بحنو وهي يقبلها برقة :
-وجعاكي جامد يا روحي ؟!. نروح للدكتور ؟!.آسف يا حبيبتي آسف...
تأملته والدته بتأثر شديد كيف لها ان ترفض كهذه طفلة حقاً انها هدية الله له لتقول بارتباك وحنان تراه الطفلة لأول مرة :
- طب انا عندي مرهم كويس يا إلياس استني هجيبه....
تركتهم لتهرع الي غرفتها بلهفة لتمسح دموعها وتحضر الدواء مع قرار جديد ان تمنحه تلك الطفلة ما فقدته وأن تعوضها عما عانته وتقسم أنها لن تريها الا حناناً وعطفاً ليس له مثيل...
*****
دلفت الي مكتبه كالأعصار لتصيح بغضب :
- انت قاعد هنا نايم علي ودانك ومش عارف الي بيحصل ؟!.
هب واقفاً ليقول بقلق :
- في ايه يا فريدة ؟!. ايه الي حصل يخليكي تدخلي المكتب بالشكل ده ؟!.
لتردف بغضب :
- بنتك رجعت من برا مطلقة ومعاها عيال كمان !
اتسعت عيناه ليردف بتساؤل :
- قصدك مين فيهم سارة ولا ليلي ؟!.
تأففت لترد بحنق :
- سارة !
لمحة ألم مرت علي عيناه ليقول بتردد :
- انا لازم اروحلها واشوفها عاملة ايه !
رفعت حاجبها لتردف بقسوة :
- وهو انا بقولك علشان تطمن عليها ؟!. انا قولتلك علشان تخليها تبعد عن ابني روح رجعها لجوزها وخليها تغور بعيالها !
اغمض عينيه بغضب ليردف :
- انتي سامعة نفسك ؟!. الي بتتكلمي عنها دي تبقي بنتي !
ضحكت بسخرية لتكمل ببرود :
-دلوقتي بس افتكرت انها بنتك مهي متجوزة بقالها 10 سنين و لا عمرك سألت عنها ولا تعرف عنها حاجة بلاش مثالية...
جذبها من رسغها ليصرخ :
- بسببك ! انتي الي منعتيني عن عيالي وافقت اجوزهم اي جوازه وارميهم بسببك وبسبب انانيتك !
دفعته بحنق لتهتف بقوة :
- كونك ضعيف ده مش ذنبي انت الي غلط من البداية لما اتجوزت عليا حته خدامة ولا تسوي ! أنا فريدة هانم بنت الحسب والنسب تفضل خدامة عليا !
- وانتي خدتي حقك وزيادة لما أهلك أجبروني أمضي علي كل ثروتي وفلوسي وباقت باسمك ! كفاية لحد كده وسيبي بناتي في حالهم...
رفعت رأسها بكبرياء قائلة بتوعد :
- انسي يا حامد... انا مش هسيب بنت الخدامة دي تضحك علي ابني وتاخد منه فلوس زي ما امها ضحكت عليك وخليتك تتجوزها واديك خسرت كل حاجة بسببها ...
غادرت تاركة اياه خلفها بصدمة وألم فهي محقة هو خسر الكثير تحت رحمة زوجته القوية ولكن أن اوان ايقافها لن يسمح لها بأذية أبناءه يكفي ما عانوه...
*****
جلس بمكتبه شارداً بحالة جميلته أيستدعي الأمر حقاً ان يزور طبيباً تنهد ليقرر ان الأمر لا يستحق هي بخير فقط هواجس من الماضي وسيمحيها الوقت...
قطع شرودها دخول مساعدته التي قالت بعملية :
- في واحد عايز يقابل حضرتك اسمه حاتم الشرقاوي أدخله ؟!.
ابتسامة شيطانية ارتسمت علي ثغره ليقول ببرود :
- دخليه !
خرجت ليدخل "حاتم الشرقاوي " متهدل الكتفين جلس أمامه ليقول بضعف :
- انا شركتي بتنهار ارجوك !
ضحك بخفه ليجلس بأريحية قائلاً ببرود :
- المفروض تشكر ربنا انك لسه عايش...دي حاجة بسيطة اني ادمر شركتك بالنسبة لمحاولة قتل مراتي !
طالعه بانكسار قائلاً بتوسل :
- الي تطلبه مني هعمله بس ارجوك سيبني في حالي انا مش بس شركتي انهارت ومراتي سابتني بسببك... !
مط شفتيه ليجيبه ببراءة زائفة :
- والله مش ذنبي انك كنت بتخونها انا بس ساعدتها تعرف مش أكتر...
تنهد ليردف بإنهاك :
-طلباتك ايه علشان تسبني في حالي ؟!.
اعتدل ليردف بجدية وقوة جديدة علي طبعه :
-هتبيعلي شركتك برخصة تراب وبعديها مشوفش وشك في مصر تاني تاخد بعضك وتسافر في اي داهيه لأني قسماً بربي لو لمحتك تاني لهيكون أخر يوم في عمرك !
كان تهديده شديد اللهجة مما جعله يرتجف ويزدرد ريقه بصعوبة أومأ بانكسار ليغادر بضعف بعد سنواته واكتساحه للسوق استطاع في فترة قصيرة ان يحطم اسمه وإمبراطوريته ثأر لمعشوقته...
*****
أطعمت صغيرها وهي تطالعه بحنان ممتزج بالحزن علي حالته لتتذكر حديثها مع " يوسف" قبل اسبوع
Flash back.
- انا عايزة أتبرع بكليتي ليزن...
أخرج سيجارة ليشعلها ويستنشقها مردفاً ببرود :
-وانتي فاكرة اني هستناكي لما تتبرعيله انا كنت ناوي اتبرع انا بس فصيلة دمي مش نفس فصيلته ده غير ان الدكتور قال ان اللي عمله العملية عملها بطريقة غلط ومش هينفع معاه عمليه نقل كليه الا بعد سنة او سنتين علي الاقل... !
نزلت دموعها قائلة بحزن :
-يعني ابني هيفضل عايش كده !
امسك كفها يلمس عليه بحنان قائلاً بتنهيده :
-انا هفضل جمبك يا سارة ومتقلقيش انا هدورله علي أحسن دكتور حتي لو هسفره بره بس الموضوع محتاج وقت وصبر...
*****
كعادتها احترقت الطبخة لتزفر بضيق يبدوا انها والطهي لا يتوافقان مطلقاً...صدع رنين هاتفها لتجيب بجفاف :
-ألو مين ؟!.
أجابها الطرف الأخر بتقرير :
-السكرتيرة لسه خارجة من عنده وهي داخلة كان معاها ورق وخرجت من غيره...
تحولت ملامحها للبرود وهي تقول بأمر :
-حلو أوي يعني هو دلوقتي لوحده في البيت ؟!.
-اه حضرتك ...
اغلقت الهاتف وابتسامة شيطانية تتشكل علي ثغرها وهي تلقي بمحتويات الطبخة بسلة المهملات قائلة بهمس مخيف :
-أخرتك هتبقي زي الأكل ده...مجرد رماد يا محسن بيه !
#يتبع...
#أحببتُ_فريستي
#بسمة_مجدي
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق