![]() |
أحببت فريستي
الفصل السادس حتى الفصل العاشر
بقلم بسمه مجدي
كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات
_ ضيف _
_ 6 _
اشتعلت عيناها لتهتف بقسوة وحِده أخافت "فريدة" :
- مستحيل اناديلك كده !
صدمت "فريدة" من ردها العنيف ، تداركت نفسها لتهتف بأسف :
- أنا أسفة جداا مكانش قصدي أتكلم بالأسلوب ده انا بس كان قصدي اني مش هقدر اناديلك كده بس انا ممكن اناديلك طنط او فريدة هانم...
لم تقل حدة نظراتها لتردف :
- وليه بقي انشاء الله مش عايزة تناديلي كده ؟!.
أغمضت عيناها بقوة لتهتف بتقطع :
- عشان أنا عندي ام واحدة وحضرتك علي عيني وعلي راسي بس مكانتها محدش يقدر يوصلها أبداً !
غرت فاهها من حديثها الجريء فكل فتاة تتمني ان تعاملها حماتها كابنتها ولكن هذه ترفض ! لتهتف بضيق :
- واضح ان مامتك غالية عليكي جداا عشان تقولي كده !
أجابتها بصدق وابتسامة تشكلت علي ثغرها :
- لا هي مش غالية عليا هي اغلي واهم حاجة في حياتي كلها !
تأففت بحنق لتردف :
- طب مجتش معاكي ليه عشان نتعرف عليها ؟!
صمتت لثواني ليخرج صوتها مبوحاً خافتاً وعيناها تلتمع بالدموع :
- مجتش عشان هي اتوفت من 10 سنين
اتسعت حدقتيها في دهشه وتنغصت ملامحها بالأسي فطريقة حديثها تعني انها علي قيد الحياة ودفاعها العنيف عن لقبها لكن سرعاً ما عادت ملامحها للجمود قائلة :
- انا اسفة يا حبيبتي مكنتش أعرف كان نفسي اقولك اعتبريني مكانها بس واضح ان مكانها مقفول ليها وبس !
أجابتها بابتسامة مهتزة ودموعها تهدد بالانهمار :
- ولا يهمك عادي عموماً انا مضطرة أمشي عشان اتأخرت علي الشغل بعد اذنك !
وكعادتها توقف أن دموعها حكر عليها ولا يحق لأحد رؤيتها فهي لن تنتظر شفقة او عطف من أيا كان لذلك فالحل الأفضل هو الهروب...
************
بعد مرور شهرين
تم الاتفاق بين زوج "سمر" و"يوسف" بعد العديد من المقابلات ليتقرر اتمام الزواج بعد اسبوعين...تجاهلت تحذيرات "سمر" بإخبار والدها وأصرت علي عدم حضوره الي الزفاف وللأن لا تصدق كيف اتخذت قرار الزواج ربنا رغبة في خوض التجربة ام مشاعرها التي تنكر وجودها ام هروباً من ابيها ؟!.حقاً لا تدري...
طلت بزرقواتيها لتنهض لتعد قهوتها المعتادة أخذت تفكر فيما فعله "يوسف" أيحبها الي هذا الحد ؟!. لا تدري لما تشعر بعدم صدقه فهي تعلم كونه مدلل أبيه وتعلم بماضيه الحافل بالنساء.! ورغماً عنها تشعر تجاهه بمشاعر مختلفة ليقطع شرودها دقات قوية علي الباب لتدلف للخارج وتفتح الباب وتنصدم بهويه الطارق فلم يكن سوي والدها ليدخل وملامحه لا تنم عن خير صائحاً بغضب :
- بقي اعرف من أختك ان في واحد اتقدملك وكمان هتتجوزيه من غير إذني ؟!.
سيطرت علي تلك الرجفة التي اعترتها من نبرته التي تذكرها بالماضي لتهتف بجمود :
- أظن دي حياتي انا ومش محتاجة إذن حد عشان أعمل حاجة !
ليرمقها بحده هادراً بغضب :
- انتي إتجننتى..! انا ابوكي ولا عيشتك لوحدك نستك أنا مين يا عديمة الرباية..!
لم تستطع السيطرة علي هدوئها لتصيح بغضب :
- انا معنديش أب انا أبويا مات...!
اصابته كلماتها في مقتل لكنه حافظ علي قسوة ملامحه وهو يجذبها من رسغها ويهتف بعنف :
- جوازتك لا يمكن تتم.! طول مانا مش موافق !
جذبت رسغها بعنف وهي ترمقه شزراً قائلة بقسوة اكتسبتها :
- أعلي ما في خيلك اركبه يا محسن بيه انا مبقتش أخاف منك ولا من تهديداتك !
هتف بتهديد مبطن :
- هتخافي.! هتخافي يا ميرا...!
لتتراجع للخلف وهي تفتح باب شقتها صائحة بقوة :
- اطلع بره ! انت ضيف مش مرحب بيه ولا في شقتي ولا فرحي ولا في حياتي كلها !
مر بجانبها هاتفاً ببطء :
- انا خارج متقلقيش بس أوعدك إني مش هخليكي تتهني طول مانا عايش وهخلي حياتك جحيم..! وأكمل بسخريه جحيم يا بنتي.. !
خرج لتغلق الباب بقوة وتدلف لغرفتها وتطالع هيئتها بالمرآة خانتها دموعها لتنهمر بقوة فتمسحها بعنف و تلتقط احد زجاجات العطر وتلقيها بالمرأة بعنف حتي تهشمت الي قطع صغيرة وهي تصيح بلا وعي :
- مش هسيبك تدمر حياتي تاني ! انا اتغيرت انا مش ضعيفة ! انا بكرهك !
قالت كلمتها الأخيرة بضعف لتسقط علي ركبتيها وهي تدخل في نوبة بكاء و جسدها يهتز بعنف وعقلها لا ينفك عرض ذكريات الماضي بأوجاعها...
*********
في فيلا الحديدي
خرج من المرحاض وبيده منشفة ليجفف خصلاته المبتلة ، لمح والدته جالسه علي فراشه وبانتظاره جلس بجوارها قائلة بسخرية :
- فريدة هانم بنفسها عندي في الأوضة لا ده الموضوع كبير بقي !
رمقته بغضب لتتنفس بعمق وتردف بجمود :
- انا مش موافقة علي جوازك من البنت دي !
أجابها بلامبالاة :
- وماله...انا مش هجبرك توافقي !
نهضت بغضب قائلة :
- افهم ايه من كلامك ؟!. ان موافقتي متهمكش ؟!.
رمي المنشفة ارضاً لينهض ويقول ببرود :
- انتي أكتر واحدة عارفة ان الي في دماغي بعمله وانا اخترتها تبقي مراتي والفرح بعد اسبوعين لو عايزة تحضري أهلاً وسهلاً بيكي مش عايزة براحتك !
صاحت بعصبية ممتزجة بالصدمة :
- للدرجادي امك مش فارقة معاك يا يوسف ؟!. بقي في اقل من كام شهر عرفت تمشيك علي مزاجها دي باين عليها مش سهلة بقي !
اقترب ليقبل جبينها برقة قائلة بابتسامة صفراء :
- تصبحي علي خير يا فريدة هانم !
وكأنه بذلك يعلن نهاية النقاش ظهر انفعالها جلياً علي وجهها لترمقه بغيظ وتنصرف فلا تريد ان تخسره أكثر فهو ولدها الوحيد ويحق له ما يريد كما تظن..
************
في صباح اليوم التالي
دلف الي مبني الشركة ليدخل المصعد ، وصل الي الطابق المنشود ليصل لعامله الاستقبال فيهتف بهدوء :
- لو سمحتي عايز أقابل يوسف الحديدي
-أقوله مين يا فندم ؟!
غمغم بغموض :
- متقوليش قولي بس ان في حد عايز يقابله من طرف حد عزيز عليه !
- اوك ثواني هبلغه...
- تقدر تتفضل استاذ يوسف في انتظارك
ليشكرها ببرود وهو يدلف لينهض "يوسف" مصافحاً اياه :
- اتعرف بحضرتك ؟!
ليجيبه ببرود :
- محسن السويفي والد ميرا !
صدم وتوتر لا يدري ماذا يقول فزفافه بعد اسبوعين ولم يتعرف علي والدها بعد! تنحنح ليهتف بابتسامة متوترة :
- أهلاً بحضرتك اتفضل اعذرني ان محصلتش فرصه عشان اتعرف بيك !
ليهتف "محسن" بسخرية :
- وهتيجي الفرصة منين وانا بنتي مش عايزاني أتعرف علي جوزها !
حاول التبرير قائلاً :
- لا حضرتك فاهم غلط أصل كل حاجة جت بسرعة وحضرتك كنت مسافر و...
قاطعه بضحكه ساخرة :
- قالتلك اني سافرت ؟!. لا برافو فعلاً بس حقها ترفض وتخاف انك تقابلني !
عقد جبينه هاتفاً بحيره :
- وهي تخاف أقابلك ليه ؟!
جلس واضعاً قدم فوق الأخرى بعنجهية قائلاً ببرود :
- بص يا يوسف يا ابني انا وميرا مش علي اتفاق بسبب أخلاقها انا طردتها من البيت عشان و**** دي
صدم بشدة من حديثه فكيف وميرا الكل يشهد بأخلاقها وكيف لأب ان يتحدث هكذا عن ابنته..! ليردف بصدمه :
- انت ازاي تتكلم كده علي بنتك ؟! بنتك محترمة جداا والكل يشهد بأخلاقها !
التوي ثغره بابتسامة ساخرة قائلاً :
- ولما هي محترمة تقدر تقولي مرضتش تعرفك عليا ليه ؟!
ألجمه حديثه فهو للان لا يدري لما أخفت ذلك لم يجيب ليردف "محسن " بسخرية :
- طبعاً مش هتلاقي رد من الأخر انا جيت أحذرك هي بتتسلي بالأغنياء الي زيك كده بس بصراحه اول مره توصل للجواز واضح انها عرفت تلعب عليك صح !
لا يدري لما يشعر بكذب حديثه فلم يري منها ما يدعو لتصديقه ليردف بشك :
- وايه الي يثبتلي صحه كلامك ؟!
اجاب بثقة :
- الاثبات انها عايشة في شقة لوحدها مع ان أبوها عايش ابقي اسألها كده ايه الي معيشها لوحدها انا ابوها وبقولك بنتي دي مشافتش ساعه تربية !
لم يرد وعقله ينسج له ألاف السيناريوهات ليهتف "محسن" بابتسامة انتصار :
- انا قولتلك الي عندي فكر كويس مع السلامة...
غادر تاركاً اياه في حيره من امره فهو لا يذكر ان رأي منها موقفاً سيئاً من قبل حتي ملابسها محتشمة الي حد ما ولا تضع مستحضرات التجميل كالكثير من مثيلاتها تمتم بغموض :
- في حاجة مش مظبوطة بين ميرا وابوها لازم أعرف ايه الي بيجرى حواليا!
عاد بذاكرته لحديثه سابقاً......
Flash back.
تجرع ما تبقي في كأسة دفعة واحدة ، ربت "سامر" علي كتفه قائلاً بابتسامة :
- ايه يا عمنا مختفي بقالك كتير ليه ؟!.
- أصلي وقعت في حتة بت يا سامر مقولكش حلوة ازاي !
جلس بجانبه علي البار ليردف بفضول :
- اوبااا للدرجادي دانت نادراً لو شكرت في واحدة عاملة ازاي بقي ؟!.
- مهي دي غير كل الي فاتو دي عليها جسم ! ولا عنيها تحس انك شايف البحر وانت بتبصلها لا وايه شرسة !
ضحك ليهتف بهيام :
- شوقتني للمزة يا يوسف !
التقط كأساً اخر قائلاً بضيق :
- بس شكلها كده بيقول محترمة دي مخلتنيش امسك اديها حتي !
ربت علي كتفه قائلاً :
- شكلها مش سكتك خلاص سيبها واجرب انا حظي معاها !
احتدت ملامحه ليلتفت ويقول بحده :
- هو انا شربت وانت الي سكرت ولا ايه سامر فوق كده مش يوسف الحديدي الي واحدة تقوله لأ !
********
ارتدت نظاراتها الطبية ووضعت ملمع شفاه رقيق ليعطيها مظهراً بسيطاً وجميلاً يليق بجمالها الهادئ فكرت قليلاً لما هاتفها وحادثها بتلك النبرة التي لم يسبق له الحديث بها وطلب لقائها هبطت لتجده ينتظرها بسيارته صعدت لتقول بهدوء :
- ايه يا يوسف كنت عايز تقابلني ليه ؟!.
غمغم بغموض :
- دقايق وهتعرفي !
قطبت جبينها من صمته الغريب وضعت كفها علي حقيبتها تتحس بخاخ الفلفل الذي لا تخلو منه حقيبتها وعلي الرغم من انها بدأءت تتعلق به لكنها مازالت لا تثق بأحد! أوقف السيارة عند أحد المناطق الخالية ترجل ليقف مستنداً علي غطاء السيارة منتظراً نزولها ، نظرت حولها بتفحص لتفتح هاتفها وترسل رسالة لصديقتها "ندي" محتواها :
" ندي انا خرجت مع يوسف لو عدت ساعة ومتصلتش بيكي اتصلي بيا ولو عدت ساعة كمان من غير ما أرد بلغي البوليس ! "
ترجلت لتسأله بتوتر :
- إحنا بنعمل ايه هنا ؟!.
رمقها بحده قائلاً باستجواب حاد :
- ليه كدبتي عليا بخصوص سفر ابوكي ؟!. وليه معرفتنيش عليه مع ان مش فاضل كتير علي الفرح ؟!.
بهتت ملامحها من الصدمة لتسيطر علي توترها قائلة بهدوء نسبي :
- أصل أنا ومحسن بيه مش علي توافق وفي مشاكل كتير حصلت خلتني ابعد وأعيش لوحدي !
ليكمل سؤالها بعصبية أخافتها :
- إيه نوع المشاكل الي تخليكي متعرفيش ابوكي علي الشخص الي هيبقي جوزك ؟!. ايه نوع المشاكل الي يخلي ابوكي يتهمك بانك دايرة علي حل شعرك ؟!..
وكأنه صفعها بحديثه أوصل به الحد الي اتهامها بانها عاهرة ! دمعت عيناها قهراً لتقول بجمود ادعته :
- عشان انسان قاسي ومفيش في قلبه رحمه واتسبب ان امي ماتت باكتئاب نتيجة الزعل منه ومن عمايله ده الي خلاني بكرهه وبكره عيشته فسبت البيت صمتت لتكمل بنبرة خافتة :
- انتي تعرفني بقالك كتير وعلي وشك جواز ولو انت شاكك في أخلاقي ومصدق كلامه احنا فيها وكل يروح لحاله !
لم تخفي عليه لمعه الحزن والصدق بحديثها ليقف ساكناً امام رغبتها بالانفصال ربما هي صادقة ووالدها يتهمها زوراً ليقول بتوتر :
- ميرا انا مش قصدي انا اكيد عارف أخلاقك كويس بس كنت محتاج أفهم منك الي بيحصل وليه والدك يقول كده !
عبرة خائنة هبطت علي وجنتها لتمسحها بعنف قائلة بانفلات أعصاب :
- انا عايزة أروح انا محتاجة شوية وقت مع نفسي...
مشاعر مختلفة راودته في تلك اللحظة يرغب باحتضانها والاعتذار عما قاله وعقله ينهره بعنف فمنذ متي تؤثر دموع النساء به تماسك قائلاً بنبره ثلجية :
- حاضر يا ميرا يلا بينا !
غادر كلاهما وأوصلها الي منزلها وظل يفكر لما اهتم بأمر والدها وما قاله فزواجهم مؤقت باي حال سيلهو معها قليلاً ثم يتركها اذا لم يهتم حتي لو صدق والدها وكانت عاهرة فما الضرر فبالنهاية زواجه المؤقت لا يجعل اي فرق بينها وبين العاهرات سوي عقد الزواج أنب نفسه علي انسياقه خلف مشاعره فليذهب والدها وأخلاقها الي الجحيم سيأخذ غرضه ويبتعد هكذا أنهي تفكيره ليتجه لمنزله.......
*********
تجرعت كأسها الذي لا تعلم عدده لتنفض خصلاتها الصفراء المصبوغة وتنهض من البار الي ساحه الرقص وتبدأ بالرقص والتمايل بلا وعي وهي تتذكر حديثه القاسي :
ساندي انا مش عايز دراما انتي عارفه كويس اني مش بتاع جواز ولا بتاع حب... بس مصدقتي اني عبرتك وقولتي يمكن تخليني احبك واتجوزك....انا كنت بتسلي وانتي كمان كنتي بتتسلي بس الموضوع شكله قلب معاكي بجد لان انتوا كبنات عاطفيين شوية ومش بتعرفوا تحسبوها صح......وده مش ذنبي طبعاً..!
توقفت عن الرقص لتتجه الي البار قائلة بخمول :
- هاتلي كاس تاني او اقولك خليهم 4 !
تجرعت كأسها لتجد من يجلس بجوارها مخفياً وجهه بغطاء الرأس قائلاً بنبرة ساخرة :
- شربك وسهرك للصبح عمره ما هيغير ان يوسف الحديدي سابك !
التوي ثغرها بابتسامة ساخرة لتميل عليه هامسه بشراسه :
- في ستين داهيه انت وهو !
قهقه بخفه ليردف بثقة :
- مفيش حاجة بتريح قد الانتقام لما تشوفي الي أذاكي بيتعذب واحنا هدفنا واحد وزي ما بيقول عدو عدوك حبيبك ! ولو عايزة نبقي حبايب وتخدي تارك من ابن الحديدي ده الكارت بتاعي ومش صعب عليكي توصليلي هستناكي يا ساندي !
ترك رقمه بيدها وغادر دون أن تري وجهه او تعرف هويته التقطت البطاقة بخمول لتلتمع عيناها بحقد وتفكر ملياً في الأمر فلما لا فماذا ستخسر أكثر مما خسرته وكما يقال لا تعبث مع من ليس لديه ما يخسره !
#يتبع...
#أحببت_فريستي
#بسمة_مجدي
_ زفاف _
_7_
دلفت الي المنزل بخطوات شبه راكضة لتصفع الباب بقوة وتدخل غرفتها وتفتح أحد الحقائب الضخمة وتخرج صورة والدتها قائلة بألم وقد أطلقت العنان لدموعها :
- شوفتي عمل فيا ايه يا ليلي ؟!. شوفتي ازاي بتفنن يوجعني كل مرة ؟!. مهما عملت هيفضل نقطة سودا في حياتي !
قبلت صورتها بعمق وكعادتها لا تتمني سوي عودتها ولا تشتهي سوي أحضانها رغم انها تعلم انها مستحيله فقد احتضنها قبرها ولن يفلتها ! ليس علي أحلامنا قيود فلنحيا ونعدوا كالفرس الجامح في خيال لن ينتهي...
التقطت هاتفها لترسل اليه ما خطر بالها حتي تنهي الأمر :
- " لسه عايز تتجوزني ؟!. "
انتظرت لثواني حتي اتاها رده :
- " مش انا الي ارجع في كلمتي ! "
- " حتي بعد الي عرفته عني ؟!. "
- " انا ما اعرفش حاجة غير انك هتكوني مراتي ! "
- " ايه الي جابرك ؟!. "
- " حاجات كتير واولهم قلبي..."
لأول مرة بحياته يشعر بذنب كونه يكذب بحبه لينهي محادثتهم حتي لا تجبره علي الكذب أكثر
- " متفكريش كتير...خلي قلبك يسوق ولو مرة واحدة ! "
اغلق هاتفه مفكراً اكتب هذا لانه يرغب برؤيتها عاشقة له لترضي غروره ام ان عقلها قد يوقعه بمخاطر بالمستقبل ؟!!.
*******
قلق, توتر, اضواء , موسيقي غربية, ساحة مليئة بالمصورين والصحفيين
حشد من الطبقة المخمليه الراقيه بالطبع فهو زفاف نجل اكبر رجال الاعمال في مصر " يوسف الحديدي " علي " ميرا السويفي "
- مالك يا بيبي ايدك متلجه ليه كدا؟!
هتف بها "يوسف" وهو يترجل من سيارة الزفاف مع عروسه , اجابت بتوتر بائن في ملامحها :
- لا عادي انا بس مش متعوده علي الاجواء دي !
ابتسم قائلاً بغرور :
- لا اتعودي بقي يا روحي علشان هتشوفيها كتيير ماانتي بقيتي حرم يوسف الحديدي !
انفتحت ابواب القاعة الضخمة ليدخل كلاهما طالعت نظرات الجميع من حولها التي تتنوع ما بين حاقد وسعيد وساخر وكعادتها تبحث عن وجه واحد حضوره يغنيها عن جميع الحاضرين وهي والدتها دمعت عيناها لتبتسم ابتسامة زائفة فتوالت التهنئات من الكثير حتي اتي شاب لا يقل وسامة عن "يوسف" ليعرفه قائلاً :
- ده سامر صاحبي من زمان ومن اقرب الناس ليا !
ابتسمت بمجاملة وهي تصافحه ولكن لما تشعر بأنة مألوف بالنسبة لها لا تدري اين رأته لكنها تثق بأنها رأته من قبل...! سحبها بعد مرور بعض الوقت ليرقصوا رقصتهم الهادئة وما أن امسك بكفها ولف ذراعه الاخري حول خصرها حتي استشعر برودة كفها ليقول بلطف :
- ما تفكي شويه بقي يا حببتي مش مستاهله التوتر ده كله...
ابتسمت ابتسامة هادئة قائلة وتعابيراتها لا تدل عن ما يدور بداخلها من توتر كعادتها المتماسكة :
- متقلقش يا يوسف انا تمام...
انتهي الزفاف وفوجئت بسفرهما عقب انتهاء الحفل فاخبرها برغبته في قضاء ليلتهم في "الساحل" فهو يعشق هذا المكان , وصلوا الي وجهتهم بعد عدة ساعات ليوقظها من نومها اثناء السفر ويصطحبها لمنزله , بعد صعودهم طلب منها تغيير ملابسها وانتظاره بغرفه المعيشة , نزل اليها وهو لا يرتدي سوي شورت اسود فقط لعن في سره حين رأها ترتدي منامة متحفظة لا تليق بعروس ! وعلي الرغم من ذلك تبدو رائعة الجمال حسناً لا بأس لازالوا بالبداية اقترب ليقول بلطف :
- بصي يا روحي انا من زمان مخطط ان اول ليله مع مراتي نبدأها بالعوم في البحر !
أتزوجت مخبولا ؟! هذا ما فكرت به " ميرا" التي هتفت باستنكار :
- افندم ؟!!!
ليردف بنعومه وخبث لا يليق الا به وهو يجذبها من خصرها اليه :
- ايه يا بيبي ايه الغلط في كلامي نفسي نعوم في اول ليله لينا مع بعض غلطت.؟!
, نجح في اقناعها بهذا الجنون باردفت باستسلام :
- ماشي بس هنعوم قريب من الشط انا مش عايزه اموت غرقانة ليله دخلتي !
ضحك بخفه رادفاً :
- لا متقلقيش مش هتموتي غرقانة وانتي معايا !
***********
- حبيبتي انا داخل علي ربع ساعة وانا مستنيكي تنزلي المياه ؟!
هتف بها "يوسف" وهو يتطلع بضيق لتلك المرابطة علي الشاطئ وكلما تقترب خطوة من الماء تتراجع اضعافها وهكذا مل من خوفها الغير مبرر , هتفت بتوتر :
- حاضر يا حبيبي انا هنزل اهوو !
لعن في نفسه واستقام وخرج من المياه ليقف قبالتها ويهتف بغيظ وابتسامه سخيفة:
-اولا للمره المليون بطلي تبصي حوليكي احنا في شاليه خاص والساعة 2 بليل ومفيش مخلوق ثانيا وده الاهم انا مش هطلب منك تنزلي تاني !
غمرها الفرح لانه تراجع عن فكرته المجنونة او هكذا تظن.....
وعلي حين غرة اقترب اكثر وحملها بين زراعيه وهو يتجه نحو البحر وهو يهتف بمرح :
- قولت بدل ما تتعبي نفسك وتنزلي البحر انزلك انا واهو كله بثوابه يا مزه !
هتف بجملته الاخيرة وهو يغمز بعينيه والاخيرة متعلقة بعنقه , ارتعشت قليلا فور ان لامست المياه جسدها فالمياه بارده , انزلها ومازال يمسك بخصرها ويضمها اليه وهتف بجرأءة :
- اخيرا بقيتي مراتي وملكي اوعدك بليلة محصلتش !
انهي جملته ليميل ويختطف قبلة سريعه من شفتيها , شهقت بعنف ووقاحته تزهلها طالع وجهها الذي يحمر خجلاً قائلاً بإستمتاع :
- تعالي نعوم شوية ومتخافيش مش هندخل جوا اووي !
وبعد مرور بعض الوقت خرجوا من المياه بعد السباحة التي لم تخلوا من القبلات المسروقه وفاجئها مره اخري حين حملها وهو يتجه نحو الشاليه الخاص به وهو يهتف بمرح :
- ايه يا مزه الرفع ده ايه شايل حمامة !
هتفت وهي تجاريه في مرحه :
- انت الي جاي من المصارعة الحره اعملك ايه !
ليقول بتوعد زائف :
- بقي انا جاي من المصارعه الحره ؟! دانا هوريكي جون سينا دلوقتي صبرك عليا يا قشطة !
وهو يدلف الي الشاليه لينفجر كلهما في ضحك وتبدأ حياة جديدة لكليهما ام تنتهي ؟!..
فتحت جفونها لتنظر حولها بغرابه ولكن سرعان ما تذكرت ان امس كانت ليله زفافها نظرت بجانبها فوجدت "يوسف" نائماً بجوارها تطلعت عليه بهيام ونهضت من الفراش بحماس وهي تتجه الي المطبخ لتعد له الفطور قبل استيقاظة بعد عدة دقائق وهي تكاد تنتهي , شهقت بفزع حين شعرت بيد تحاوطها من خصرها ويهمس :
- احلي صباح علي احلي عروسة !
هدأت نفسها بعدما علمت بإستيقاظة وهتفت بعتاب رقيق :
- بقي كده يا يوسف وقعت قلبي !
ضحك بخفوت ونظراته تلتهمها وهو يضمها اليه ويهتف بهمس :
- سلامة قلبك يا ميرو...
ابتسمت بخجل وتسللت الحمره الي وجنتيها وهي تحاول الفكاك من بين احضانه وتهتف :
- ممكن تسبني بقي عايزه أكمل الفطار
نظر لها بخبث وانحني فجأه وحملها علي كتفه فاصبح رأسها يتدلي علي ظهره وهو يتجه نحو غرفتهم ويهتف بمرح :
- فطار ايه بقي يا مزتي انا عندي كلام مهم عايز اقولهولك !
لتهتف بتذمر غاضب :
- يا يوسف حرام عليك انت شايل شوال بطاطس !
ليضحك بمرح وهو يردف :
- لا يا حبي شايل شوال مارشميلو !
********
- ميرا !! اصحي يا حبيبتي المفروض نسافر دلوقتي !!
هتف بها "يوسف" وهو يمسح علي وجهها ويحاول افاقتها, فتحت عيناها لتلتقي بعيناه البنيتان لتهتف بإبتسامه زادتها جمالا :
- صباح الخير يا يوسف...
ليردف بحنان :
- صباح النور يا روحي ينفع بقي تقومي تجهزي علشان نلحق نمشي !
- حاضر يا بيبي 10 دقايق وأكون جاهزة
بعد نصف ساعه كان "يوسف" ينطلق بسيارته متجها الي "الساحل الشمالي" لقضاء شهر عسلهم نظر "لميرا" الشارده وهي تنظر عبر نافذه السياره للحظات شعر بالندم وخاصة حين ادرك ليلة أمس ان جميلته بريئة تماماً مما اتهمها بهه والدها ولكنه برر لنفسه انه لن يضرها فهي ايضاً مستفيدة فهو لم يبخل عنها بشئ من كل ما تحتاجة بالاضافه انه قرر ان يكتب لها شقتهم بعد طلاقهم وان يعطيها مبلغاً وفيرا بذلك اقنع نفسه انه علي صواب واكمل قيادته وكلاهما شارد في دنياه الخاصه..............
********
وصلوا الي مدخل الفندق ليقترب "يوسف" من عامله الاستقبال ذات الشعر المصبوغ والعدسات ووجه يحتوي علي كميه كبيرة من مستحضرات التجميل نظرت ل"يوسف" ليهتف :
- لو سمحتي في حجز بإسم يوسف الحديدي !
ردت عليه عامله الاستقبال وهي تتفحصه وتهتف بدلال :
- الاوتيل نور يا فندم
لاحظت "ميرا" نظراتها فهتفت بضيق واضح :
- انا بقول تشوفي شغلك علشان مستعجلين !
بادلتها العامله نظرات الضيق والتحدي وهي تراقب نظرات "يوسف" الذي يتفحصها فهتفت بإبتسامة مصطنعه :
- وحضرتك تبقي اخته ؟!
اقتربت "ميرا" من "يوسف" لتتشبت بذراعه وتميل عليه قليلا ويوسف مندهش مما تفعل لتهتف بدلال اتقنته :
- لا انا مراته وحبيبته وروحه كمان !
لتضيق عيني العامله بغضب وتهتف من بين اسنانها وعلي وجهها ابتسامه سخيفه وهي تعطيهما ارقام غرفتهم :
- إقامه سعيدة يا فندم !
كادت تنفلت منه ضحكة علي ما فعلته فلا يذكر انها تددلت عليه منذ عرفها لكنه صمت حين رأي احمرار وجهها الطي يشي بغضبها وعصبيتها التي تكتمها...
********
- انت مشوفتش كانت بتبصلك ازاي ؟!
هتفت بها "ميرا" بغضب لذلك الذي يجلس ببرود علي الاريكة في غرفتهم بالفندق , اجابها ببرود :
- ما تبصلي يا حببيتي اعملها ايه يعني
اشتعلت عيناها غضباً لتهتف بعصبيه :
- يعني مش عارف تعمل ايه توقفها عند حدها طبعاً ولا الموضوع كان عاجبك !
اشتعلت عيناه بالمقابل ونهض بغضب ليهمس بفحيح افعي و هو يجذبها من رسغها :
- مش معني اني سكت انك تتمادي في كلامك ليكمل بحده :
ومش انا الي يسمح لمراته تكلمه بالأسلوب ده !
ادمعت عيناها وهي تراه لاول مره يحدثها بهذه القسوه , جذبت رسغها بقوة من يده الا انه لم يتركها وهو يلحظ تجمع الدموع بعيناها فهتف بهدوء :
- انا اسف اني اتعصبت عليكي بس انتي الي استفزتيني بكلامك ده برضو
لم ترد وقد خانتها عبراتها لتهبط بقوه علي وجنتيها لتشد رسغها بقوة إكبر حتي استطاعت تحرير يديها لتدلف الي التراس الخارجي للغرفه لتستطيع السيطره علي دموعها , مسح علي وجهه بضيق وهو يفكر في طريقك لمصالحتها...............
*********
لم تتحدث معه وظلت تتجاهله حتي الان غير مدرك ان غضبها نابع من غيرتها ، تجاهلته فهي لن تعتدز فكبريائها له سيطرة عليها اكثر من عقلها او قلبها المسكين الذي لاحول له ولا قوه الي ان قرر كسر الصمت قائلاً بحماس :
- متيجي ننزل نقعد علي البحر شوية ؟!.
ودت لو ترفض لكنها تعشق البحر فأومأت بخفه وهتف :
- اوك هدخل اغير هدومي
بعد عده دقائق نزل كلاهما الي الشاطئ ليجدها تجلس وتقراء كتاباً ومازالت تتجاهله تنهد بضيق وفجأه لمعت عيناه بخبث ليقول بهدوء مريب :
- بقولك يا روحي انا هروح اعوم شويه زهقت من القعدة
تابعها بطرف عينه ليجدها لم تعيره ادني اهتمام ولم تلتفت حتي.! ليحسم امره ويتجه للبحر...
تنهدت بضيق وهي تحاول الا تنظر فهي مازالت غاضبه فكيف يتجرأ ويصرخ بوجهها ومن اجل من ؟!تلك المشعوذة كما اطلقت عليها.! قاطع شرودها صوت صياح ، رفعت بصرها لتري تجمهر الكثير بالقرب من البحر وصوت شخص يغرق:
- الحقوني انااا بغرق مممم مش عارف اعوم
ابتلعت غصة في حلقها وهي تشعر بكونها تعرف تلك النبره وقفت لتتأكد من هوية الغريق لتصدم به القت كتابها في هلع وهي تصيح بصدمة ممتزجة بالرعب :
- يانهار اسود.....! يوسف .!!!!!!
ركضت باندفاع غير عابئة بتحذيرات من حولها لتلقي بنفسها بداخل البحر بتهور واندفاع وهي تصيح بخوف :
- يوسف انت فين ؟! يوسف.! انت كويس رد عليا ممممم
اراد ان يكمل خطته للنهايه ولكن توقف عندما بدأ جسدها بالتراخي وهي تتخبط بين الامواج فزع لرؤيتها تغرق في محاوله لإنقاذه... !
وبدون تفكير اندفع نحوها وحملها ووصل الي الشاطئ ومدد جسدها وهو يضغط عليها بخوف شديد لتندفع المياه التي ابتلعتها لتشهق بصوت عال وتبدء في استعاده انفاسها , هتف بها بغضب بعد ان هدأت انفاسها :
- انتي مجنونة يعني مبتعرفيش تعومي وجايه تلحقيني وبدل ما تنقذيني نموت احنا الاتنين غرقانين
, وعندما لم ترد هتف بقلق :
- انت كويسه يا ميرا ؟!
نظرت له بتعب وهتفت :
- انا عايزه ارجع الاوتيل رجعني......
- حاضر يا حبيبتي هرجعك
هتف بها بخوف وقلق علي حالها وهو يحملها ويبتعد بها عن تجهر الكثير حولهم واتجه نحو الفندق الذي يقيمون به تسأل مع نفسه لما قلق عليها لما شعر بروحه تفارق جسده ام ان السحر انقلب علي الساحر , لا لن ينجرف خلف مشاعره فبالنهايه هو سيتركها بعد ثلاثة شهور.....
نظرت له بطرف عينيها بخبث لتردف بتوعد :
- بقي بتشتغلني وتعمل نفسك بتغرق يا سي يوسف اما وريتك مبقاش ميرا السويفي.................. !
#يتبع
#بقلم /بيبو
#أحببت_فريستي
_ أحتاجك ! _
_ 8 _
اشرق الصباح وتسلل ضوء الشمس الي غرفتهم ، لتتململ بضيق لتستيقظ متذكرة أحداث أمس وما فعله بها وكيف كان قلقاً لم تغمض له عين إلا بعد أن اطمئن عليها ، اتسعت ابتسامتها لتهرع الي المطبخ وتعود بكوب من الماء البارد ، لتسكب المياه علي ذلك النائم بسلام لينتفض فزعاً وهو يهتف بسرعه :
- ايه..! في ايه..! الي حصل...؟!
صدعت ضحكاتها العالية بقوة ، ليمسح وجهه بعنف وهو يهتف بها بغضب :
- انتي اتهبلتي يا ميرا في حد يصحي حد كدا ؟!.
جلست بجانبه علي الفراش وهي تهتف بمكر :
- ايه يا چو هو انت فاكر ان انت هتعمل مقالب فيا وأنا هقف أتفرج !
اتسعت حدقتاه في دهشه أعلمت عن فعلته بالأمس ليدعي عدم الفهم :
- قصدك ايه يعني ؟!
اقتربت لتهمس بأذنه بخبث :
- قصدي إنك ممثل فاشل !
ضحك ملئ فمه فيبدوا أن جميلته تشبهه بمكرها ليحيط خصرها بذراعيه لتصدم بجذعه العاري ليهتف بابتسامة جانبية :
- يعني مكونتيش بتغرقي وكنتي بتضحكي عليا !
تعلقت برقبته وهي تهتف بابتسامة ماكره :
- مش لوحدي الي مكنتش بغرق...
- دانتي طلعتي مش سهله !
- جدا ، ابقي خلي بالك بقي !
اظلمت عيناه وهو يهتف بضحك :
- أموت انا في القطط الشرسة !
كادت أن تجيب لكنه قطع حديثها بقبلة عنيفة ليغوصاً معاً بعالمهم الخاص...........
*************
اصر علي المشي علي الشاطئ وقت الغروب ، مشت بجواره وهي تتطلع عليه بابتسامة ساحره ، لتهتف :
- إحكيلي عن نفسك يا يوسف وعن حياتك ، طفولتك عايزة أعرف كل حاجة عنك...
- ماشي يا ستي مبدأياً كدا انا يوسف الحديدي ابن أكبر رجال الأعمال في مصر و...
قاطعته بتذمر :
- يا يوسف مانا عارفه كل ده أنا عايزة أعرفك انت إنت مين ..؟!
ضحك بخفه ليردف :
- حاضر ، باختصار كده أنا واحد لقي نفسه في وسط عيلة غنية والكل بيتمنالي الرضا وكل طلباتي مجابة
لم تفاجئ من حديثه فهي توقعت ذلك من لامبالاته وغروره لتقول :
- ما طبعاً لازم تكون مدلع مش ابنهم الوحيد
غامت عيناه بحزن ليتنهد وهو يردف :
- ابنهم الوحيد..؟! مين قالك اني وحيد انا عندي أختين متجوزين وعايشين برا مصر
اتسعت حدقتيها في دهشه لتردف بصدمة :
- معقوله..! بس انا عمري ما سمعت عنهم حاجة وازاي محضروش فرحنا... ؟!
ليجيب ببساطة :
- اصلهم مقاطعني من ساعه ما اتجوزوا ولحد النهاردة معرفش عنهم حاجة !
صدمت من حديثه أبهذه البساطة ليس له صله بأخواته لتهتف باستفهام :
- ايه الي يخلي اخواتك يقاطعوك وميحضروش فرحك أگيد حاجة كبيره صح ؟!
- بابا وماما كان بيهتموا بيا جداا لدرجه أهملوا أخواتي فزي ما تقولي كدا كرهوني...
- وانت محاولتش تصلح علاقتك بيهم ؟!.
- بصراحه لا انا من زمان علاقتي بيهم ضعيفة وقولت اكيد هما مرتاحين !
لتباغته بسؤال أثار حيرته :
- وحشوك...... ؟!
ليهمس بمشاعر مختلطه :
- مش عارف !
- ليه متحاولش تكلمهم وتصلح علاقتك بيهم دول بردو بنات وأكيد بيحتاجوا وجود أخ حتي لو متجوزين
ليهتف باستفهام وعيناه تتوسل الا تنفي سؤاله :
- تفتكري ممكن يرضوا يكلموني ويسامحوني علي تقصيري معاهم ؟!
- ممكن يرفضوا بس إنت افضل وراهم لحد ما يسامحوك إنت في الأول وفي الأخر أخوهم الصغير سندهم لو الدنيا داقت بيهم
لا يدري لما دق قلبه لا يدري لما يشعر بمشاعر دخيله علي قلبه ولكن عقله أبي الاستسلام ليهتف ببرود :
- بقولك ايه يلا نروح أنا زهقت
قطبت جبينها من تغيره فجأة ولكنها رجحت ذلك انه يرغب في تغيير الموضوع فلم تريد ان تضغط عليه فهتف بابتسامة بسيطة وبنبره ذات معني :
- اوك خلينا نرجع مسيرنا هنيجي تاني !
*************************
في صباح اليوم التالي
لم يغمض له جفن طوال الليل وتذكر مشاهد متفرقة من طفولته ، عاش حياته غير عابئاً بأحد فماذا تغير ؟!. لما يشعر بحنين الي ايام طفولته كيف حالهم يا تري ؟!.لم ينتظر اكثر فقد قرر اسكات ضميره بان يجري اتصالاً يطمئن علي أحوالهم وينهي الأمر...وصل الي أحد الشواطئ ليرفع هاتفه ويضغط الرقم بتردد ليبدأ بالرنين الي أن أجاب الطرف الأخر :
- الو مين معايا ؟!
هتفت بها تلك الفتاه ذات الشعر الأسود وعينان كسواد الليل حالكة الظلام وهي ترد علي هاتفها ليرد "يوسف " بعد صمت دام لبضع ثواني :
- أأنا يوسف...أخوكي....!
اتسعت حدقتيها في صدمه فبعد مرور 3 أعوام كامله علي زواجها الكارثي يهاتفها أخيها لتردف بجمود :
- انا معنديش أخ اسمه يوسف النمرة غلط !
يتنهد بألم ويهتف بصوت أشبه بالهمس :
- ساره اأأنا...
"ساره" بجمود :
- ايه الي فكرك بأختك بعد 3 سنين يا يوسف ؟!.
اغمض عينيه بقوة وقد بدأ الندم يتسلل اليه ليقول ببرود زائف :
- أنا عارف انك مستغربة مكالمتي بعد السنين دي بس انا ... حبيت اطمن عليكي !
لتهتف وهي تحاول كبح دموعها :
- هتفرق في ايه دلوقتي ؟!.
صمت قليلاً ليردف فجأة :
-سارة ارجعي مصر انا عايز اقابلك !
اشعلت كلماته قلبها المضطرب لتصرخ بغضب وشراسه ودموعها تنهمر بالفعل علي وجنتيها :
- لا مش هرجع يا يوسف , دلوقتي بس افتكرتني ؟!.وكنت فين يوم فرحي كنت فين لما سافرت كنت فين لما جوزي ضربني كنت فين وانا بولد لوحدي وبتألم ومفيش حد يساعدني كنت فين..!
لم يجيب ليغمض عينه بألم فكم عانت بمفردها بدون أهل لتكمل بصلابة :
- مش هرجع مصر يا يوسف وياريت تمسح رقمي من عندك وتنسي انك عندك أخوات زي مانا نسيت من زمان !
لتغلق الهاتف دون سماع رده لتنهار ارضاً وهي تبكي بألم الا يكفيها ما تعانيه مع زوجها الهمجي الذي يستغل كونها بلا سند او مأوي ليأتي أخيها المستهتر الذي لا يهمه أحد ليشعر بالذنب الان ...
وعلي الجهة الأخرى بعد ان انهي مكالمته صعد لسيارته واتجه لمنزله لا يدري لما يرغب برؤية "ميرا" لا يدري لما يحتاجها.! فهو فقط يعلم أنه يحتاجها وبشدة.! , وصل الي المنزل ليدق الجرس , تركت ما بيدها فهي تعد الطعام واتجهت الي الباب لتفتحه, هرعت إليه قائلة بلهفه :
- ايه يا يوسف أنا صحيت ملقتكش روحت فين ؟!!
لم يجيب ليدلف ويغلق الباب ويفاجئها باحتضانها بقوه, صدمت من فعلته لتضمه اليها وهي تربت علي ظهره , استعت حدقتيها بدهشه عندما هتف بهمس مؤلم :
- محتاجلك ! خليكي جمبي !
ظلوا لبضع دقائق الا ان ابتعدت وسحبته بهدوء لغرفته اراحته علي الفراش لتنخفض وتنزع حذائه وتحل رابطه عنقه وهو مستسلم لها بلا قوه وكأن تلك المكالمة قضت علي ما بقي من طاقته فقد عاش علي ظن انهم بخير لكنهم يتعذبون بالفعل! ألم تخبره والدته بان هن بخير كلما تسأل عن احوالهم!, استقلي علي الفراش جاذباً اياها بجانبه ليحيطها بذراعه ويضع رأسه علي صدرها , ارتبكت من فعلته المباغتة لتربت بهدوء علي رأسه وتهتف بحنان :
- انا مش هسألك مالك ولا ايه الي حصل ارتاح يا حبيبي ومتفكرش في حاجة انا جمبك !
*************************
في أحد المباني العالية بالإمارات العربية المتحدة
دلفت الي غرفتها لتتسلل اليها رائحة تدري مصدرها جيداً لتنظر حولها باشمئزاز وتهتف بحده لذلك المرتخي علي الأريكة وهو يتعاطى جرعته اليومية..! :
إنت مش هتبطل القرف الي إنت بتشربه ده.....!
سَأمَت من أفعاله وتلك المواد المخدرة التي تحوله من شخص سيء الي أسوء.! ، ليطالعها بغضب لينهض وهو يقف أمامها ، ليباغتها بصفعه قوية طرحتها أرضاً وهو يهتف بغضب :
- إنت بقالك فترة سايقة العوج عليا وانا بفوتلك بمزاجي بس أكتر من كدا ورحمة أمي ماهخلي فيكي نفس !
شقت دموعها طريقها علي وجهها لتهتف بقهر :
- حرام عليك الي بتعمله فيا ده ربنا ينتقم منك !
لتظلم عيناه وهو يخلع حزام بنطاله ويلفه حول يده عده مرات وهو يهمس بفحيح أفعي :
- بتحسبني عليا يا ساره أنا هعرفك إزاي تحسبني علي جوزك كويس يا هانم... !
أغمضت عيناها بقوة وهي تدرك جيداً القادم لتفلت منها صرخة قوية شقت الجدران ما ان لامس ذاك الحزام جسدها ، لتتوالي الضربات وتعلو الصرخات حتي نبح صوتها من كثرة الصراخ ، ليلقي بحزامه أرضاً وهو يرحل بغضب وتشفي تاركاً خلفه تلك الغارقة بدمائها بدم بارد..............................!
***********************
جلس بشرفه منزله بعد عودتهم من شهر عسلهم شارداً في ذلك اليوم الذي صرح فيه عن احتياجه لها...كيف قالها وهو لم يضعف أمام أحد من قبل.... كيف و هي من يرغب بالانتقام منها وأذيتها..... فقط كيف ؟!..قطع شروده صرخة قوية لينتفض فزعاً ويهرع للداخل......
**********************
هرعت الي غرفتها بخوف وهي ترتعش ببكاء لتختبئ داخل خزانتها وهي تضم قدميها لصدرها ، انتفضت من صوت صراخه العالي واتسعت زرقواتيها بزعر ، بكت بخوف عليها وعلي والدتها المسكينة التي تدري جيداً أنها نالت الكثير من الضربات في تلك المشاجرة مع ذلك القاسي هي لا تدري من هو ولما يؤذي والدتها طيبة القلب ويؤذيها وهي لم تخطئ هي فقط طفله لم تتخطي العاشرة من عمرها ، هم فقط يسمونه " والدها."........!
ليفتح أبواب الخزانة بغتة لتشهق بخوف وقلبها يصرخ من الخوف ، شحب وجهها وأصبحت بشرتها تحاكي الأموات ، ليقترب منها بابتسامته القاسية وبيده عصا التي ربما تعود لعصا الستائر لتصرخ برعب :
- لاااااااااا !
انتفضت بفزع من نومها وهي تتنفس بسرعه وعيناها تذرف الدموع بغزاره ليدلف "يوسف " من الشرفة ويهرع إليها فقد استمع إلي صرختها ليهتف بقلق ودون وعي :
- ميرا حبيبتي ايه الي حصل إنت كويسة ؟!
اطمئن قلبها بوجوده وأخذت تهدئ من روعها ومن دقات قلبها التي تكاد تخرج من محجرها ، ليحضر كوباً من الماء ويعطيه لها حتي تهدأ ، وضعت الكوب جانباً ليهتف :
- ها..؟! أحسن شوية ؟!
أومأت بهدوء ، ليحتضن كفها بكفه وهي يضغط عليها ليبثها الأمان الذي تفتقده ليصدم بهمسها المتوسل بأعين دامعه :
- هو ينفع تأخدني في حضنك ؟!
لم يجيب فقط احتضنها بقوة فقد أثارت بداخله مشاعر أبوية غريبة من مظهرها كطفله صغيرة خائفة ، دهش بشده مش خوفها من مجرد كابوس فهي بشخصيتها القوية لا تهاب أحد ويذكر أنه لم يري دموعها من قبل...! ، أخذ يلمس علي شعرها بحنو بالغ إلي أن غفت بين أحضانه ليسندها بهدوء ليجدها متشبثة به ليتمدد بجوارها وهو يحتضنها ويلمس علي خصلاتها السوداء غافلاً عن قلبه الذي أخذ ينبض بقوة من اسم حفر بداخله بحروف من دماء اسم لا يمحيه الا الموت " ميرا "...!
**********************
بعد مرور ثلاثة أيام علي الأحداث السابقة
تجاهل كلاهما ما حدث لتسيطر عليهما حالة من الجمود والجفاف وكأنهم يخشون كشف ضعفهم وللقدر حكمته فقد رأت ضعفه ورأي ضعفها قاطع شروده ندائها :
- يوسف شوف مين علي الباب...
هتفت بها "ميرا" بصوت عالً لذلك الجالس علي الأريكة وهي تطهو الطعام او بالأدق تحاول....
نهض بانزعاج وملل وهي يفرك خصلاته البنيه ويفتح الباب ليصدم بشقيقته الكبرى " ساره" شاحبه البشرة تحاكي الأموات وعينان تفيضان بالدموع لم تمر ثواني علي دهشته لتحتضنه بقوه ليعي من صدمته ويشدد علي احتضانها, لتخرج "ميرا" لتري لما لم يعد للان لتصدم بما تراه "يوسف" يحتضن فتاه وبمنزلها..! يبدو ان إحدى عاهراته القدامى عادت اليه الي هنا ليعد اليها ولكنها لا تدري انها حفرت قبرها بيدها..! اقتربت منهم وشرارات الغضب تندلع من عينيها لتجذبها بقوه من أحضانه وتدفعها لتصطدم بالحائط خلفها وتهتف من بين اسنانها بشراسه :
- انا مشوفتش بجاحه كده جايه تحضني جوزي قدامي وفي بيتي دانتي نهارك إسود... !
#يتبع...
#أحببتُ_فريستي
#بسمة_مجدي
_ لا تستحق _
_ 9 _
نهض بانزعاج وملل وهي يفرك خصلاته البنيه ويفتح الباب ليصدم بشقيقته الكبرى " ساره" شاحبه البشرة تحاكي الأموات وعينان تفيضان بالدموع لم تمر ثواني علي دهشته لتحتضنه بقوه ليعي من صدمته ويشدد علي احتضانها, لتخرج "ميرا" لتري لما لم يعد للان لتصدم بما تراه "يوسف" يحتضن فتاه وبمنزلها..! يبدو ان إحدى عاهراته القدامى عادت اليه الي هنا ليعد اليها ولكنها لا تدري انها حفرت قبرها بيدها..! اقتربت منهم وشرارات الغضب تندلع من عينيها لتجذبها بقوه من أحضانه وتصدمها بالحائط خلفها وتهتف من اسنانها بشراسه :
- انا مشوفتش بجاحه كده جايه تحضني جوزي قدامي وفي بيتي دانتي نهارك إسود.........!
ليردف يوسف بسرعه :
- لا يا ميرا دي تبقي....
قاطعته وهي تهتف بحده :
- مليش دعوه هي مين اهي واحده زباله وبجحه وجايه تشوفي جوزي في بيتي !
نظرت لها "ساره" بدموع وهي حتي غير قادره علي التوضيح ليهتف "يوسف" بغضب وحده وهو يجذبها من ذراعها :
- فوقي لكلامك واعرفي انتي بتقولي ايه انا مش هسمحلك تغلطي فيها !
لتنزع ذراعها بحده وهي تردف بغضب :
- وكمان بتدافع عنها.!
وقبل ان تكمل همست "ساره" بضعف قبل ان تفقد وعيها بين ذراعي "يوسف" تحت نظرات "ميرا" المندهشة :
- اأأنا أخته !
ليحملها "يوسف" وهو يتجه بها لغرفته ويهتف بحده وأمر بتلك المتسمرة مكانها بصدمه :
- انتي هتقفي مكانك اطلبي الدكتور حالاً !
لتفق من صدمتها وهي تهرع نحو الهاتف وتهاتف الطبيب علي الفور اغلقت هاتفها وهي تعض علي شفتيها بندم فتلك هي أخته الكبرى ولكن كيف لها أن تعلم وهي لم تراها من قبل , دلفت الي غرفته التي دخلها منذ قليل بعد ان طمأنه الطبيب علي حالتها انها أصيبت بانهيار عصبي وتحتاج لراحه, وقفت أمامه تنظر أرضاً بخجل لتهتف بندم :
- أنا أسفه يا يوسف انا مكنتش أعرف انها أختك مجاش في بالي خالص !
نظر لها بغضب لعدة ثواني ثم ارخي جسده وهو يهتف بضيق ونظراته تعاتبها بصمت :
- ملوش لزوم الكلام ده انا عايز ارتاح وبكره نبقي نتكلم...
تمددت بجانبه لترفع يده جبراً عنه وهي تضع رأسها علي صدره وتهمس بنبرة مختنقة :
- أنا أسفه !
لم يجيبها ومازالت أنفاسه غاضبه مما قالته في حق أخته نعم أخته التي عادت بعد غربه دامت 10 سنوات عادت تبكي وتنهار بوجهها الشاحب الذي فقد نضارته فهذه ليست "ساره" التي عرفها القوية التي لا تهاب أحد ولا تبكي ولا تذل وعي من شروده علي صوت شهقات ضعيفة, ليتنهد وهو يهتف بضيق :
- بتعيطي ليه دلوقتي ؟!.
لتهتف من بين شهقاتها :
- عشان انا مكنتش أقصد انا اتعصبت لما حضنتك ومفكرتش انها ممكن تكون أختك !
اردفت بذلك وهي تخباً وجهها بصدره حتي لا يتبين كذبها فهي تبكي ليس ندماً بل حزناً علي حاله شقيقته التي تذكرها بنفسها قديماً نفس الضعف..نفس الألم...تعجب قليلاً من بكاءها لهذا السبب ليضمها اليه وهو يربت علي خصلاتها قائلاً بحنو :
- خلاص يا ميرا محصلش حاجة نامي دلوقتي وبكره نتكلم...
**********
فتح الستار وسمح لضوء الشمس بالولوج للداخل لتستيقظ وتعتدل بهدوء ليقترب "يوسف" وعلي وجهه ابتسامة حانيه ليجلس جوارها ويهتف :
- عامله ايه يا ساره ؟!.
التمعت الدموع بعينيها وهي تهتف بسخرية مريره :
- زي مانت شايف بنت من غير أهل وزوج مفتري وأخرتها اتحرمت من عيالها !
أمسك بكف يديها يضغطها وهو يهتف بحنان لعله يبثها بعض من الأمان الذي افتقدته :
- انتي مش لوحدك انا معاكي وهجيبلك حقك من اي حد أذاكي انسي السنين الي فاتت انا عايز ابقي جمبك واعوضك عن اي حاجة حصلتلك !
انهمرت دموعها لتهتف بلهفه ورجاء :
- يعني هتقدر ترجعلي عيالي ؟!
ألمه قلبه ألهذه الدرجة وصلت قسوته الهذه الدرجة تفتقد أخته الامان هتف بقوه وهو يشجعها علي الحديث :
- اه هرجعهم يا ساره بس إحكيلي وفهميني هما فين والزبالة الي انت متجوزاه عملك ايه ؟!
ابتلعت غصه في حلقها لتهتف بألم :
- ماجد من يوم ما اتجوزنا وسافرنا وهو بيعاملني أسوء معامله عشان عارف ان مفيش في ايدي حاجة وأهلي اتخلوا عني شرب وسهر وخروج وخيانة وكل الي قلبك يحبه !
صمتت لتكمل ببكاء :
- وبعد ماكنت فقدت الأمل جت مكالمتك الي حسيت انها طوق نجاتي فطلبت الطلاق وقتها ضربني ورماني ومرضيش يديني عيالي وانا كنت شايله مبلغ احتياطي قدرت احجز تذكره وارجع مصر...
احتضنت جهنم عيناه في لحظه من وقع كلماتها فأخته تعاني وهو هنا يلهو ويمرح ولا يكترث بأحد تماسك ليهتف بقوه :
- عيالك هيرجعوا لحضنك وخليكي واثقه ان حقك هيرجعلك !
إبتسمت بامتنان لينهض وقبل ان يخرج يلتفت ليهتف بنبره ذات معني :
- قبل ما امشي عايز أسألك سؤال واحد بس!!
أومأت له باستفهام ليردف بهدوء :
- انتي باقيه عليه ؟!
صمتت وقد فهمت مغزي سؤاله لتبحث في ذاكرتها عن ذكري حسنه له فلم تجد لتمسح دموعها وهي تهتف بصلابه :
- أعمل الي انت شايفه مناسب انا مش عايزه غير عيالي وبس !
أومأ برأسه ليخرج بهدوء وبعد دقائق تدلف "ميرا" مطأطأة الرأس لتقترب من "ساره" وهي تهتف بأسف :
- انا اسفه جداً علي الي حصل امبارح !
إبتسمت "ساره" لتردف بهدوء :
- متعتذريش , الي عملتيه تصرف طبيعي انا كان لازم أفهمك الأول
جلست "ميرا" بجوارها لتهتف بمرح منافي لطبيعتها :
- بس مكنتش أعرف ان يوسف مراته حلوة أوي كده لا وشرسة كمان !
لتضحك بمرح وتبتسم "ميرا" لتهتف :
- صدقيني انا محستش بنفسي مجرد ما شوفتك في حضن يوسف !
- خلاص حصل خير , عموماً انا الي عايزه أعتذر لك لإني شكلي هفضل عندكوا فتره لحد ما أموري تستقر بس...
قاطعها بضيق :
- ايه الي انتي بتقوليه ده ؟! ده بيتك قبل ما يكون بيتي وانا من زمان نفسي أشوفك واتعرف عليكي !
إبتسمت بامتنان فتلك الفتاة دخلت قلبها بعفويتها وشراستها التي استغربتها قليلاً لتكمل ميرا بلطف :
- وشكلنا هنبقي صحاب واخوات كمان...
- أكيد !
********
- عايزك تحجزلي أقرب رحله رايحه الإمارات إنهارده !
هتف بها "يوسف" بأمر وهو يحادث أحد رجاله ليغلق الهاتف تزامناً مع دخول "ميرا" ليهتف :
- ميرا أنا مسافر النهاردة عايزك تخلي بالك من ساره كويس, انا مش عارف هتأخر أد ايه بس.....
لتقاطعه وهي تهتف بقوة :
- مش مهم هتقعد أد ايه.! المهم تجيب حق أختك وعيالها ، الحيوان جوزها ده لازم يتحاسب !
ابتسم لموقفها فقد ظن انها ربما لن تتقبلها وبالفعل كان يفكر في نقل أخته لمنزل أخر ولكنها طمأنته بنبرتها ودعمها ليهتف بتوعد :
- هجيبه متقلقيش وهخليه يندم علي كل لحظه زعلها فيها...!
************
جاب ارجاء المنزل فلم يجدها دمعت عيناه خوفاً ليقول لأخيه الأكبر :
-مازن هي ماما راحت فين ؟!.
نظر له مازن بحزن فقد شهد علي ضرب والدته وطردها اما الصغير الذي لم يتعدى الست سنوات فقد كان نائماً ليقول بحزن :
-ماما خلاص مشيت ومش هترجع تاني !
لم ينتظر الصغير ليخرج متجهاً لغرفة أبيه لحقه "مازن" الذي لم يبلغ العاشرة من عمره ، دخل الصغير قائلاً ببكاء :
-بابا هي ماما راحت فين انا عايزها !
التفت له بحنق زاجراً :
-غور يالا من وشي بلا ماما بلا بتاع !
خاف "مازن" من بطش أبيه ليحاول اخراج الغير من الغرفة لكنه أبي قائلاً بعند :
-مليش دعوة انا عايز ماما !
علي حين غرة نهض "ماجد" ليصفع الصغير صفعات متتالية ولم يرحمه مع توسل ابنه الأخر صائحاً :
-من النهاردة مفيش ماما امك غارت في داهيه ومش راجعه تاني اعتبرها ماتت !
دفعه ليسقط الصغير ارضاً متألماً من كم الصفعات التي نالها واخيه يحتضنه ببكاء وهي يرمق ابيه بحقد ولكن أحقاً يسمي أبيه ام نقمته ؟!.
*************
هبط من منزله ليلقي سيجارته ويدهسها وبداخله يتوعد لزوجته الثائرة التي تمردت عليه, توقفت أمامه سيارة سوداء قاتمه ليسحبه ثلاثة رجال بداخلها بعنف وهو يحاول الخلاص منهم أو الصراخ اغلقوا السيارة وانطلقوا به بعيداً
***********************
شهق بعنف حين أغرقه شخص ما بمياه بارده ليستفيق من نومه الإجباري بعد ان خدروه ليفقد وعيه مؤقتاً ليفتح عينه فيجد نفسه مقيداً علي مقعد خشبي ليهتف بقلق :
- انتوا مين ؟! وعايزين مني ايه ؟!
لم يجيبه أحد فهم يقفون كالأصنام ليقول مهدداً برغم نبره الخوف المسيطرة عليه :
- أأنا هبلغ عنك ومش هسكت لو مخرجتونيش من هنا !
ليصدع صوت قوي :
- جري يا ابو نسب انت لحقت تأخد واجبك عشان تمشي بسرعه كدا !
نظر لذلك الغريب ليقترب منه ويهتف بابتسامة قاسية :
- أنا يوسف أخو مراتك يا ميجو ايه مش فاكرني ولا الهباب الي بتشربه طير الي فاضل من عقلك ؟!.
نظر له والأفكار تتقاذفه يميناً ويساراً أيعقل ان تخبر "ساره" أخيها عنه ولكن كيف وهي لا تحادث أحد من أسرتها منذ زواجهم ليقطع حيرته هتاف يوسف بابتسامته الجانبية :
- ايه يا ميجو وصلت لفين ..؟! متقلقش كده دانا جايبك ندردش كلمتين مع بعض ده احنا مهما كان نسايب بردو !
ليقول بشجاعة مزيفة :
- أنا مش فاهم حاجة انت جايبني هنا ليه وربطني ليه ؟!
وضع قدمه علي أحد طرفي كرسيه ويتابع ببراءة زائفة :
- أصل انا بصراحه رابطك عشان خايف !
قطب جبينه بعدم فهم :
- خايف!؟!
ليهمس بفحيح أفعي ارسل الرعب بجسده :
- عليك , اصل انا لو فكيتك مش هخلي فيك نفس !
دب الرعب بقلبه من تهديداته ليهتف بصوت جاهد لخروجه طبيعياً :
- إنت عايز مني ايه ؟!
أشار بيده لأحد حراسه ليعطيه بضعة أوراق ليهتف بهدوء وابتسامة مخيفة :
- بص بقي يا ميجو خلينا نتفق اتفاق انت دلوقتي هتمضيلي علي ورق الطلاق بتاع ساره وحضانة العيال وانا أوعدك بشرفي اني هسيبك عايش ها ؟! أظن مفيش أحسن من كده ؟!.
ليردف بحده :
- ولو مرضتش أمضي ؟!
تصنع الأسف, لترتسم الوحشية علي وجهه وهو يهتف :
- ليه كده بس انت عايز تزعلني منك ؟! هو أنا مقولتلكش ان زعلى وحش ؟!.
ارتجف قليلاً ليقول بارتباك :
- وأنا هستفاد ايه لما اطلقها. ؟!
ادعي التفكير لدقائق قبل ان يردف بغموض والقسوة تطل من عينيه :
- أنا أقولك هتستفيد ايه !
ليلتفت لحارسه ويشير له ليجلب عصا غليظة , أتسعت حدقتي "ماجد" بخوف لم يدع "يوسف" دهشته تدوم طويلاً ليعاجله بضربه قويه أطاحت به أرضاً وهو مازال مكبلاً لينهال عليه بعدها بعده ضربات جعلته يصرخ ألماً ليهتف بجزع وألم :
- خلاص كفاية هعمل الي انت عايزه
ليقترب حارسيه ويعدل من وضع الكرسي ويتراجعا كما كانا ليهتف "يوسف" بابتسامته الجانبية :
- برافو عليك يا ميجو انا كنت واثق انك عاقل ومش هتتعبني !
ليأمرهم بفك قيده ليجعله يوقع مجبراً ليهتف بعدها وهو يشتعل غضباً :
- عملت الي انت عايزه خليني امشي بقي !!
طقطق اصابعه قائلاً ببراءة زائفة :
- تمشي ايه احنا لسه خلصنا حساباتنا ؟!.
ليقول مسرعاً بخوف :
- مانا مضيتلك الورق عايز ايه تاني ؟!
ليفاجئ بلكمه "يوسف" القوية التي تلتها عده لكمات وهو يصرخ به بغضب وشراسه :
- أنا هوريك اذي تفتري علي أختي يا ابن**** !
لم يستطع الأخير صد هجماته القوية فحسده لا شئ مقارنه بحسد "يوسف" القوي الرياضي بالإضافة لمهاراته القتالية , سقط أرضاً وهو مازال يرجوه أن يرحمه لكنه لم يتوقف ظل يركله بعنف ويرفعه ليلكمه مراراً وتكراراً وعيناه تشتعل غضباً وهو يتذكر أخته وانهيارها أصبح لا يري أمامه سوي دموعها وهي تخبره أنها بلا مأوي..! الي ان تركه أخيراً وهي يلهث بعنف وهو واثق انه حطم عظامه بل يكاد يجزم انه لم يعد به عظمه سليمه.. !
ليلتفت لحارسه ويهتف بأمر :
- تستنوا لغايه ما أسافر وترموه في اي داهيه وتحطوا في هدومه المخدرات الي قولتلك عليها وسيب الباقي علي البوليس.....!
ليرحل تاركاً خلفه ذلك الغارق بدمائه حتي أصبح لا يدري من أين تأتي الدماء وقد فقد وعيه من شده الألم ... فحقاً "يوسف" أثبت انه يستحق لقب أخ وبجداره ...............
**********
جلست في شرفه المنزل بشرود...ويمر علي عقلها ذكرياتها الأليمة من ذلك المدعو زوجها قطع شرودها دلوف "ميرا" حامله كوبان من القهوة بابتسامتها لتجلس بقربها وتهتف بلطف :
- عامله ايه دلوقتي يا سارة ؟!.
- أنا أحسن كتير كفاية اني بعدت عنه وارتاحت بس لسه ناقصني عيالي !
طمأنتها بلطف :
- ماتقلقيش يوسف إنشاء الله هيعرف يجبهوملك !
امنت علي حديثها لتغير الموضوع قائلة بابتسامة بسيطة :
- يارب يا ميرا ، صحيح مقولتيش انتي ويوسف اتجوزتوا ازاي .؟!.انا اتصدمت لما عرفت ان يوسف إتجوز...!
إبتسمت ابتسامتها الساحرة وهي تشرد فلا شئ وتهتف بشرود :
-هتصدقيني لو قولتلك معرفش ! انا طول عمري عاقلة وبحسبها صح ومحدش كان يصدق اني في يوم من الايام هحب واتجوز يمكن دي اول مرة قلبي هو الي يمشيني من غير تفكير ولا حساب لقتني متجوزة واحد بموت فيه !
إبتسمت بحب لتقول :
- ربنا يسعدكم يا حبيبتي وتفضلوا كويسين كدا عالطول !
قطع حديثهما أصوات صاخبه وعالية لتلتفت لتصدم بصغيريها يحتضناها بقوة لتشدد من احتضانهم وهي تبكي بسعادة...
دلف "يوسف" وهو يتطلع عليهم بابتسامة لتحتضنه "ميرا" بامتنان وفرح انه أستطاع إعادة الصغيرين ، هتفت "ساره" بسعادة بالغه وعيناها تلتمع بالدموع :
- انا مش عارفه أشكرك إزاي انك رجعتلي عيالي !
ابتسم ليردف بهدوء :
- وانا مش عايز منك شكر يكفيني أشوف فرحتك دي ، وبالمناسبة انتي بقيتي حره وعيالك هيفضلوا في حضنك !
نظرت له بلهفه كأنها تتأكد من صدق حديثه لتجده يبتسم بحنان لتحمد الله سراً فقد تحررت من قيودها وعادت لأخيها فيما سترغب بعد ذلك...
*************
- ساره انتي متأكدة من قرارك انا قولتلك البيت واسع وده بيتك بردو !
قالها في محاوله منه ليثنيها عن قرارها بمغادرة منزله والبقاء بمنزل أخر هي وأطفالها حتي تبدأ حياه جديدة مستقله بلا قيود ، لتجيبه بابتسامة :
- متقلقش عليا يا يوسف كفاية انك رجعتلي حقي وكمان جبلتي شقة اقعد فيها وبعدين صحيح انا هبقي لوحدي بس تحت حمايتك ! انا محتاجة ارجع شغلي محتاجة الاقي نفسي تاني !
ألجمته كلماتها وجعلته يرضخ لطلبها ويهتف بحنان وهو يحتضنها ويقبل جبينها :
- زي ما تحبي يا ساره بس عايزك تتأكدي اني موجود في أي وقت احتاجتني فيه اتفقنا..!
- أكيد يا حبيبي !
لتقترب "ميرا" وتحتضنها بحزن من رحيلها وتبادلها الأخرى وهي تشعر أنها أصبحت كأخت لها ، ودعتهم بحزن وهي عازمه علي العمل وبناء حياه جديده ،
جال ببصره علي "ميرا" وهو يتساءل بداخله كيف سيخدعها..! كيف سيجرحها..! هي وقد أصلحت علاقته بأخته..! ولكن لما يشعر انه لا يريد أن يتركها هي فقط لا تستحق ما ينوي فعله بها.....! ليحتضنها وعيناه تفيضان ندماً ليهمس بصدق خرج رغماً عنه :
- ربنا يخليكي ليا يا ميرا !
إبتسمت بحب وهي تحاول تفسير نظراته...إنه نادم..! ولكن لماذا دائماً يطالعها بندم اقنعت نفسها انها تتوهم وتخطأ في فهم نظراته وافعاله
*****************
في صباح اليوم التالي
أخذت تتطلع بهيام لصورة زفافها الموضوعة علي مكتبها الجديد فهي الأن تتولي إدارة الشركة في حاله غياب "يوسف" وقد أخبرها انه لديه عمل هام وسيعود غداً ، صدع رنين الهاتف لتجيب بهدوء :
- اه حاتم الشرقاوي ، طب دخليه يا مدام فاتن !
ليدلف "حاتم الشرقاوي " رجل أربعيني صاحب القوة والنفوذ "وحش السوق" كما يطلق عليه ليجلس واضعاً قدم فوق الأخرى بعجرفة ، تغاضت عن تصرفه لتهتف بعمليه :
- أتفضل يا أستاذ حاتم ايه سر الزيارة السعيدة دي ؟!.
ابتسم بتهكم ليجيب بحده :
- بصي بقي انا مبحبش اللف والدوران من الأخر صفقة العامري بتاعتي !
عفوياً ارتفع حاجبها لتقول في تحدي :
- بس مفيش حاجة أسمها بتاعتي في حاجة أسمها الشركة الأجدر تاخد الصفقة وشركتنا خدتها فملوش داعي الكلام ده !
رمقها باستخفاف قائلاً بهيمنة :
- بصي بقي يا.... اه انسه ميرا انتي باين عليكي جديده في البزنس ومتعرفنيش بس أكيد عارفه انهم مسميني وحش السوق وطبعاً مش من فراغ انا فعلاً وحش والي بيقف اودامي بمحيه من الدنيا !
لتبتسم بتهكم وتجيبه بتحدي وشراسه :
- وباين أنك قديم في البزنس بس أكيد سمعت عني ميرا السويفي مسكت إدارة الشركة مع جوزي وفي أقل من 4 شهور وقدرت أخد صفقه كبيرة من وحش السوق الي جاي لغايه عندي يفرض سلطته..!
اشتعل غيظاً من ردها الذي ألجمه لبضع دقائق ثم يهتف بتهديد :
- اسمعي اما اقولك بقي لو خايفة علي نفسك الغي تعاقدك وسيبي صفقة العامري واشتري نفسك !
اشتعلت عيناها من تهديده الصريح لتجيبه بقوة وبشراستها المعهودة :
- وانا بقي مبتهددش ومبخافش غير من الي خلقني ومش هتنازل عن صفقة العامري ولو مش عاجبك اخبط رأسك في ألف حيط وقتك خلص تقدر تتفضل !
- هتندمي علي كلامك ده لأنه متخلقش لسه الي يقف قدام حاتم الشرقاوي.......!
غادر من مكتبها بغضب وهو يتوعد لها وصل الي جراج السيارات ليخرج هاتفه وهو سيب ويلعن في سره ليهتف بالطرف الأخر بحده :
- اسمعني كويس البت الي اسمها ميرا السويفي دي تبعتلها 3 من رجالتك يستنوها في شقتها ويخلصوا عليها ولا من شاف ولا من دري مفهوم...!
#يتبع...
#أحببتُ_فريستي
#بسمة_مجدي
بلاش القراءة الصامتة يا جماعة انا بتعب علشان اقدر اكتب حاجة تليق بيكم اعملوا فوت وكومنت ❤
*********
_ إعتراف _
_ 10 _
غادر من مكتبها بغضب وهو يتوعد لها وصل الي جراج السيارات ليخرج هاتفه وهو سيب ويلعن في سره ليهتف بالطرف الأخر بحده :
- اسمعني كويس البت الي اسمها ميرا السويفي دي تبعتلها 3 من رجالتك يستنوها في شقتها ويخلصوا عليها ولا من شاف ولا من دري مفهوم...!
أغلق هاتفه ليصعد الي سيارته وينطلق بها بسرعه وهو يشتعل غضباً غافلاً عن تلك الأعين التي اتسعت دهشه بعد استماعه لحديثه ليهرع الي الشركة وصل الي الدور المنشود ليقابله زميله وهو يهتف :
- اي يا عم سمير ما براحه شوية...
ليزيحه من طريقه وهو يهرول لدور الإدارة ، وصل الي مكتب المدير ليهتف بالسكرتيرة بتقطع :
- الأستاذة ميرا فين عايز أقابلها ضروري ؟!.
- للأسف الأستاذة ميرا مشيت من شوية
زفر بحنق وهو يفكر في حل لتلك المعضلة كيف سيساعدها فهي فتاة جيدة ولا تستحق الموت بتلك الطريقة ولكن مهلاً اذا اخبرها بالفعل قد يقف بمسألة قانونية من أين علم وقد يطاله أذي من ذلك المدعو "حازم الشرقاوي" حسم أمره بإخبارها دون الإفصاح عن هويته ليتجه الي شئون العاملين للحصول علي رقم هاتفها لعله ينقذها من مصيرها المجهول......
***************
- الو..! ايوة انا ميرا السويفي مين حضرتك ؟!
هتفت بها " ميرا" وهي تدلف الي شقتها وتضع مفاتيحها وترتمي علي الاريكة بإنهاك
ليجيب الطرف الاخر بخفوت :
- مش مهم انا مين المهم ان حياتك في خطر بلاش تروحي بيتك دلوقتي عشان في حد باعتلك رجاله يقتلوكي وهما دلوقتي مستخبين في شقتك !
ابتلعت ميرا غصة في حلقها ودقات قلبها تعلو ونظرت في انحاء شقتها لتصدم برؤية شخص مختبئ خلف الستار وسلاح ابيض يظهر من خلف احدي الارائك وخيال شخص يظهر بالمطبخ حاولت التفكير في حل سريع ولكن عقلها لم يسعفها سوي بالفرار وعندما اسرعت تقترب من الباب من حسن حظها انقطعت الكهرباء , بعد دقائق معدودة عادت الاضاءة وخرج الرجال واختفت "ميرا" فهتف ذلك الرجل السمين بصوته الغليظ وهو يخرج سلاحه الابيض:
- هي راحت فين ؟!.
اجابه أحد رجاله طويل القامه ذو الحاجب المقطوع :
- ملحقتش تخرج من الباب وإلا كنا سمعنا صوتها يا ريس...
فاردف بغلظه :
- بقولوكوا ايه دي لسه في الشقة اقلبوا المكان وهاتوها خلونا نخلص !
خلف خزانة ملابسها الضخمة تقف هي وتضع يدها علي قلبها لعله يهدأ من دقاته وتحاول الاتصال ب "يوسف" ولكنه لا يجيب فهتفت في نفسها وهي توشك علي البكاء :
- يوسف انت فين...؟!
*******
ارتشف ما بقي من كأسه ليتناول كأس أخر وهو يفكر بها لما يشعر بالضيق من نفسه حين يتذكر ما فعله او ما يقرر فعله لا ينكر انه سعيد برفقتها بل هي تناسبه تماماً وشعر تجاهها بمشاعر ليس بقادر علي تفسيرها قطع شروده صوت "سامر" المرح وهو يربت علي كتفه :
- ايه يا چووو شايفك واخد جمب كده ومش عادتك انك تقعد لوحدك ؟!.
نظر له بضيق ليتجرع كأس أخر , سأله "سامر" بجدية:
- مالك يا چو انت من ساعة ما اتجوزت وانت اتغيرت خالص لا بقيت بتسهر ولا بقيت تخرج زي الاول عقلت ولا ايه ؟!.
ضحك بسخرية ليردف :
-لا مش للدرجادي يعني بس زي ما تقول عريس جديد
التقط "سامر" كأس من امامه ليردف بخبث :
-قولي بقي يا عم يوسف المزة طلعت جامدة فعلاً ولا بلاستيك ؟!.
انكمشت ملامحه للضيق ليقول :
-ملكش دعوة يا سامر دي بقت مراتي خلاص !
رفع حاجبه بدهشه فمنذ متي يرفع الحديث عن امرأة الم يصف له مفاتنها من قبل فماذا تغير ليقول ساخراً :
-انت هتصيع عليا يا يوسف داحنا دافنينوا سوا انت متجوزها كام شهر تنبسط وبعدين ترميها زيها زي غيرها !
شعر بالضيق والندم يغزوه وقلبه يؤكد انها ليست كسابقاتها أبداً ليل بضيق :
-اللعبة دي طولت اوي يا سامر خلاص انا هطلق ميرا قريب !
سأله بحيره :
-هو في حاجة حصلت ؟!. انا قولت انك مش هتزهق قبل سنة مثلاً ؟!.
-ميرا انسانة كويسة وانا مش هأذيها اكتر من كده انا هقولها اننا مش مرتاحين سوا وكل واحد يروح لحاله وهكتبلها الشقة باسمها وهحطلها مبلغ كويس في البنك كتعويض مناسب...
-متقولش ان ضميرك وجعك ؟!.
نظر له ليقول بحزن :
-انا مش وحش للدرجادي يا سامر !
اشفق عليه فيبدو ان صديقه عاشق ليربت علي كتفه قائلاً بابتسامة :
-لا مش وحش يا يوسف ارجع لمراتك ومتسبهاش شكلك وقعت يا صاحبي !
توتر ليقول بارتباك :
-وقعت ايه يا بني هي بس صعبانة عليا مش اكتر...
ضحك بخفوت ليجيبه بابتسامة:
-عارف !
استقام ليهتف وهو يصافحه :
- طيب يا چو هروح انا اشوف المزة بقي لتطفش دانا سايبها لوحدها بقالي شوية !
- يلا وانا كمان تعبت وهقوم اروح
ارتشف ما بقي في كأسه دفعة واحدة ودلف خارج الملهي الليلي ,
استقل "يوسف " سيارته في طريقه لمنزله وفتح هاتفه ليفاجئ من المكالمات الفائتة من ميرا التي تتعدي ال30 مكالمه فماذا حدث اعاد الاتصال بها ليري ما الامر ...........
*********
- اختفت فين دي ؟!
هتف بها ذلك السمين بغلظه وغضب
- ايه دا يا ريس ده في باب وراني ينزل من العمارة تلاقيها نزلت منه
- اكيد ملحقتش تبعد يلا ورايا
لم يكد هؤلاء الرجال يبتعدوا قليلا عن باب الطوارئ الا وصدع رنين هاتف في ارجاء المنزل ووصل الي سمعهم مما جعلهم يتأكدوا بوجودها في الشقة ويلتفتوا عائدين الي الشقة
***********************
انتفض الهاتف من يدها بسبب رنينه المفاجئ فأجابت مسرعة وهي ترتعش بشده :
- يوسف.! يوسف.! الحقني في مجرمين في الشقة وعايزين يقتلو....
*******************
(في سيارة يوسف )
انطلق بأقصى سرعته وبداخله قلق عظيم وانفاسه متسارعة ليصرخ حين انقطع الخط :
- الو الو ميرا ايه الي بيحصل عندك ميراااااااااااااااا
انتفض قلبه فزعاً وخياله ينسج له الالاف السيناريوهات عما يحدث بها الان...................
#بقلم/بيبو
#أحببت_فريستي
اندفع راكضا نحو شقتهم ,وصل الي الطابق الخاص بهم ,دق ناقوس الخطر لديه حين رأي الباب مفتوح... , دلف بعنف وهو يهتف بقلق عظيم :
-ميراااااااااااااااا
ظل يبحث عنها بجميع الغرف الا ان وصل الي غرفه نومهم وقلبه يكاد يخرج من محله من الخوف والقلق دلف بترقب وهو يهتف باسمها , صدمة شلت حركته , ميرا ملقاه علي الارض غارقة في دمائها انتفض جسده بقوه واسرع إليها قائلاً بجزع :
-ميرا حبيبتي انتي كويسة ردي عليا انا يوسف...انا جيت أهو..
اطمئن قلبه قليلا حين وجدها تتنفس اذا مازالت حيه , حملها بين يديه بسرعه وأسرع بها لأقرب مشفي وهو يدعو الله ان يحفظها له
**************
يقف امام غرفه العمليات يتحرك بقلق فهي بداخل لأكثر من ثلاث ساعات ولم يطمئنه احد , خرج الطبيب وهو يزفر بتعب وهتف :
- هي عدت مرحله الخطر الحمد لله ان الطعنه مصابتش مناطق حيوية بس مضطرين نستنا 24ساعة عشان نطمن علي حالتها... بعد اذنك
غادر الطبيب وهو ظل واقف شاردا في الفراغ وهو في تلك اللحظة تحديدا ادرك انه لم يحبها بل يعشقها بجنون.....!
, تذكر ما حل بها فاخرج هاتفه اتصل بأحد رجاله وهتف بتهديد وانفعال :
- في خلال 48 ساعة الي عملوا فيها كده لو متجابوش هقتلكم بدالهم....
*********
اعطي الممرضة حفنه من النقود ليدلف الي غرفه العمليات ليري جميلته انقبض قلبه ألما لرؤيتها راقدة لاحول لها ولا قوة جلس علي مقعد بجوارها ليمسك كفها ويهمس بضحكة ساخرة :
-شوفي الحظ انا كمان اتحطيت في نفس الموقف الي حطيتك في اجباري قبل كده بس المرادي اصعب بكتير !
صمت ليقول بنبرة مختنقة :
- انا كنت وحيد اهلي لحد ما فيوم ابويا رجع ومعاه بنتين صغيرين واحدة اكبر مني بكام سنة والتانية صغيرة وقالي ان دول اخواتي مكنتش فاهم حاجة بس لما كبرت عرفت ان ابويا كان متجوز واحدة تانية ولما ماتت جاب البنتين يعيشوا معانا وقتها امي قلبت الدنيا بس مع ذلك مطلبتش الطلاق لأنها بتخاف جداً من كلام الناس ووافقت تربيهم !
تنهد وأكمل :
-بس طبعاً كانت بتعاملهم اسوء معاملة وانا وكل طلباتي مجابة وحتي لو غلطت اخواتي الي يشيلوا المسؤولية ويتعاقبوا لغاية ما اخواتي البنات كرهوني كبروا واتجوزوا وسافروا وفضلوا السنين دي كلها معرفش عن حاجة وكل لما احاول اتواصل معاهم فريدة هانم تمنعني وتقولي انهم بخير وانا كنت بصدق او بعمل نفسي مصدق عشان اريح دماغي !
صمت قليلا وأكمل :
- اتعودت اي حاجة بعوزها باخدها اي بنت بشاورلها كانت بتجيلي راكعه لحد ما قابلتك دخلتي دماغي بشخصيتك القوية المختلفة والرقيقة في نفس الوقت ولما رفضتي دخلتي دماغي اكتر وصمت اخد الي عايزه وارميكي !
وتنهد مره اخري بألم :
- بس لما شوفتك غرقانة في دمك اكتشفت اني مقدرش اعيش من غيرك واكتشفت انك احلي حاجة حصلتلي في حياتي انا خلاص قررت ان جوازنا هيستمر وهعوضك عن كل لحظة خدعتك فيها او زيفت حبي ليكي...ميرا انا بحبك !
ثم قبل جبينها برقة وهدوء وغادر الغرفة لتظلم عيناه وهو يتوعد لمن حاولوا سلبه حببيبته , قطع افكاره رنين هاتفه فأجاب ليهتف الطرف الاخر :
- كل الي طلبته اتنفذ يا باشا
ليبتسم ابتسامه جانبيه لا تنبأ بخير وهو يهتف :
- حلو اوي انت عارف هتوديهم فين وانا جايلكم ومحدش يلمسهم دول بتوعي انا خلاص..!
دس هاتفه بجيب سترته وهو يلقي نظره اخيره علي تلك الراقدة لاحول لها ولا قوه ويهتف لنفسه بغضب وتصميم :
- وحياه كل لحظه خوفتي او اتوجعتي فيها لخليهم يندموا ويتمنوا الموت من الي هعمله فيهم !
وغادر بهدوء ومن خلفه رجاله وهيبته تفرض نفسها بقوة.......
*************
دخل الي ذلك المخزن المتهالك وانفاسه المشتعلة تسبقه وما ان وصل حتي القي سترته علي احد رجاله وخلع ساعته الغالية وهو يشمر عن ساعديه وهو يهدر بقوة :
-قدامك عشر ثواني وقولوا مين الي باعتكم والا متلومونيش علي الي هيحصل !
ارتجفوا من نبرته القوية التي لا تبشر بخير ليقول أحدهم بارتباك :
-محدش بعتنا يا باشا احنا كنا عايزين نسرق الشقة مش اكتر!
اقترب ليبتسم بشر قائلاً من بين أسنانه :
-ويتري ما سرقتوش ليه ؟!.
ابتلع غصة في حلقة ليردف :
-عشان البنت الي هناك صرخت وكانت هتفضحنا فاضطرينا نأذيها وهربنا !
ربت علي كتفه ليقول ببطء :
-وانا مصدقك !
التفت لرجاله وهو يردف بأمر وحده:
- انا مش عايز اشوف فيهم حته سليمة..!
انصاع رجاله لأوامره واندفعوا بعصيانهم الحديدة واخذوا يضربوا الثلاث رجال بعنف وصوت صراخهم يصم الاذان ولكنه كان كالموسيقي في اذن "يوسف" فقد اذوا حبيبته وكاد يفقدها بسببهم , ظلوا علي هذا الحال لبضع دقائق حتي فقد الثلاث رجال وعيهم من شده الضرب , اشار لرجاله بالتوقف وهتف بجديه :
- تجيبولهم دكتور ولما يتعالجوا ترجعوا تكسروهم تاني لغايه ما اعرف مين الي وراهم مفهوم ؟!
رد أحد رجاله :
- مفهوم سعادتك !
وانطلق في طريقه للمشفى ليطمئن علي معذبته....
***********
دلفت الي منزلها بهدوء ، لتتسع حدقتيها من أصوات الصراخ لتلقي بحقيبتها المدرسية وتهرع للداخل لتجد ذلك المشهد المعتاد أن تراه والدها القاسي يضرب والدتها في محاوله لاستعراض رجولته المفقودة..! لتندفع بحده وتبعده عنها وتدخلها الي غرفتها وتقف بقوة كالسد أمام الباب ، ليهدر بغضب :
- وسعي يا بنت **** خليني ادخلها انا مش هسيبها إنهارده !
لتردف بقوة وجمود لا يليق بطفله لم تبلغ الخامسة عشر من عمرها :
- لو عايز تضربها عدي عليا جثة الأول....!
اشتعلت عيناه بقوة من جراءتها ليصفعها بقوة ، لم تتحرك الأخيرة قيد أناملها وكأنه لم يصفعها للتو..! لتهتف بنبره قوية وشرارات التحدي تطل من عينيها :
- ده أخرك..... ؟!
لم يتوانى عن صفعها لعده مرات لعلها تبكي او تخاف كالماضي لكن لم تتحرك ساكنه صامدة كالجبال مما أثار دهشته وغضبه معاً ليهتف بانفعال :
- غوروا في ستين داهيه !
ليغادر بانفعال لهزيمته أمام غريمته الجديدة التي تتحداه بصلابه "ابنته" ..!
وعلي الجانب الأخر التفتت لوالدتها لتأخذها بأحضانها وهي تهمس بكلمات مهدئه كانت تدعمها وتهدئها وهي تهدئ نفسها معها وكأنها هي الام وليست الابنة لتخرج الأم من أحضانها وهي تهتف بحزن :
- انتي كويسة يا ميرا ؟! ضربك جامد ؟!
لتغتصب ابتسامة حزينة علي محياها وهي تهتف بهدوء :
- متقلقيش عليا أنا كويسة المهم انتي ؟!.
لتجيبها بقهر :
- هقول ايه ربنا ينتقم منه !
لتجيبها "ميرا" بأمل :
- متقلقيش بكره ربنا يجبلنا حقنا وانا وعدتك اني هشتغل وهصرف علي البيت بس لما أخلص ثانوي ومش هنحتاجله تاني وهنعيش مبسوطين أنا وانتي وبس !
لتبتسم الأم بحزن فابنتها التي تطمح بأحلام عالية ودائماً ما تنتظر الغد ولا تدري ما قد يخبئها لها لتهتف بحزن :
- ده لو مكانش جاب أجلي وموتني بحسرتي !
لتهتف بانفعال :
- هو انا مش قولتلك متجبيش سيره الموضوع ده تاني إنشاء الله هو الي هيموت ويريحنا...!
لتومأ لها الام بهدوء لتهتف ميرا بنبره مهزوزة :
- انا هدخل اوضتي استريح شوية ماشي...
لتدلف الي غرفتها وتغلق الباب جيداً وتنخفض لتجلس علي أحد الجوانب ضامة ركبتيها الي صدرها لتسمح لدموعها بالتحرر أخيراً وتضع يدها علي فمها حتي لا تستمع لها والدتها لتشرع في بكاء وارتجاف عنيف وبداخلها ترغب في صراخ قوي حتي يدمي صوتها وينقطع كما ترغب ان تنقطع أنفاسها اللعينة لتتخلص من هذا الجحيم...
لتشهق ببكاء وهي تفتح عينيها لتقطب جبينها في استغراب لتجد نفسها في غرفة بيضاء وبيدها إبر طبية لتستعيد ذاكرتها ما حدث مؤخراً من اقتحام بعض المجرمين شقتها ومحاولة قتلها..... لتدرك سبب وجودها بالمشفى لتتنهد بألم فيبدو ان القدر لن يقبض روحها بسهوله بل ستتعذب حتي الخلاص الذي تتمناه استلقت بتعب ليدلف "يوسف" ومعه شقيقته "سارة " ليقترب منها وهو يجلس بجوارها ويهتف بارتياح بائن في نظراته :
- حمدلله علي سلامتك يا ميرا متعرفيش انا فرحت إزاي لما الممرضة قالتلي إنك فوقتي !
#يتبع...
#أحببتُ_فريستي
#بسمة_مجدي
تكملة الرواية من هنا 👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق