القائمة الرئيسية

الصفحات

أحببت فريستي البارت السادس عشر حتي البارت العشرون بقلم بسمه مجدي كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


 أحببت فريستي

البارت السادس عشر حتي البارت العشرون 

بقلم بسمه مجدي

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


_ غربة _

 _ 16 _  


قادت سيارتها بسرعة قوية لتتجاهل رنين هاتفها وتزيد من سرعة سيارتها وهي تتمتم في نفسها : 


- مش هسمحلك تهدد حياتي تاني انا معدتش البنت الضعيفة الي بتخاف منك... ! 


وصلت الي المكان المنشود لتترجل وتصفع الباب بعنف وهي تضع نظاراتها الشمسية وتعدل من ياقة بذلتها النسائية التي تعطيها مظهراً جذاباً...جميلاً... وقوياً وهيبتها تفرض ذاتها بقوة... 


              ***** 

ترك هاتفه بضيق من عدم ردها عليه تلك العنيدة يقسم انه سيحطم رأسها اليابس فكم مرة أخبرها الا تترك هاتفها ملقياً بعيداً حتي يستطيع الاطمئنان عليها من حين لآخر ، زفر بضيق ليرفع بصره للباب الذي انفتح ودلف "سامر" بابتسامته قائلاً : 


- ايه يا عم چو غطسان فين بقالك مدة ؟!. 


تنهد ليجيبه بهدوء : 


- عادي يعني بقي عندي مسؤوليات كتير ومشاغل والمصايب نازلة علي دماغي ترف... 


نهض ليصافحه ويحتضنه بأخوة جلس كلاهما ليردف "سامر" بخبث : 

- لا بس المزة غيرتك جاامد وبقيت أد المس... 


قاطع حديثه لكمة مفاجئة من "يوسف" ثم جذبه من مقدمه قميصه و صاح بغضب وتهديد : 


- سااامر...متنساش نفسك دي مراتي... ! 


مسح الدماء التي نزلت من جانب فمه من أثر اللكمة ليردف بضيق : 

- مش قصدي يا يوسف أكيد بس انا لسه مش متعود علي تغيرك ده ! 


ابتعد ليربت علي كتفه محذراً بقوة : 

- ميرا خط أحمر يا سامر لو عديته هنسي انك صاحب عمري ! 


اومأ بضيق ليردف بكبرياء : 


- لا وعلي ايه انسي من دلوقتي انك كان ليك صاحب عن إذنك يا يوسف بيه... 


كاد أن يغادر لكن اوقفه ليمسح علي وجهه بضيق ويقول بصوت هادئ : 


- أنا أسف يا سامر بس انا مضغوط الأيام دي شوية وعندي شوية مشاكل مأثرة عليا... 


تنفس بعمق ليقول بنبرة أكثر رفقاً : 


- ولا يهمك انا مقدر عموماً انا ورايا شغل كتير انا كنت جاي أطمن عليك بس... 


ابتسم له بامتنان ليغادر ويتركه يعاود الاتصال بزوجته العنيدة... 


              ***** 

غيرت ثيابها لتغادر المنزل بعد ان هاتفها اصدقائها يبلغونها بضرورة الحضور الي الجامعة لتلقي ما فاتها من محاضرات هامة وضعت مساحيق التجميل الصارخة لتتطلع الي هيئتها بالمرأة لتعود بذاكرتها لما حدث قبل 3 سنوات... 


       Flash back.       


استيقظت مساءً لتشعر بالعطش هبطت بحذر كي لا توقظ أحداً الي المطبخ أخذت إبريق المياه وفي طريقها للعودة استمعت الي نقاش حاد يدور بين والدها وزوجته التي كانت تقول بنبرتها المسيطرة : 


- بنتك كبرت يا حامد ومسيرها الجواز زي أي بنت ! 


ليرد عليها " حامد " بغضب : 


- بنتي لسه صغيرة مكملتش ال18 وانا مستحيل أجوزها لواحد عنده 50 سنة ! 


لتجيبه ببرود : 


- الراجل ميعيبوش الا جيبه والراجل مقتدر وعنده مصانع كتير ده غير حساباته في البنوك الي ملهاش حساب ! 


نظر لها مذهولاً : 


- انت ازاي عايزاني أجوز بنتي لواحد زي ده ! انتي أكيد اتجننتي ! 


جلست لتضع قدماً فوق الأخرى قائلة ببرود : 


- ده بيتي وانا حرة فيه وانا استقبلت بناتك بما فيه الكفاية قدامك إسبوع تكون شفت عريس تاني لبنتك ولو ملقتش يبقي فرحها الاسبوع الجاي علي الحج رضوان واعتبر الفرح هدية مني ! 


استمعت لحديثها من الخارج لتبكي بقوة وهي تكتم شهقاتها لتصعد الي غرفتها وهي تتلفت حولها بخوف من القادم ماذا ستفعل ولمن ستلجأ شقيقتها تزوجت وسافرت ولم تكن علاقتهما قوية لهذا الحد ماذا عن شقيقها "يوسف" بالطبع لن يساعدها فهو لا يبالي بأحد ولا تذكر أخر مرة حدثها كأخ او احتضنها لتدرك في لحظة أنها وحيدة بين عائلتها... 


استعانت بأحد أصدقاء جامعتها ليمثل انه تقدم لخطبتها وتم الزواج ليسافرا الي لندن وما أن حطت طائرتهم ووصلوا الي الأراضي الإنجليزية حتي قال ببرود : 


- لحد كده مهمتي خلصت وطلقتك عند المأذون قبل ما نسافر... 


ابتسمت بحرج لتخرج حفنة من النقود وتمد يدها قائلة بامتنان : 


- شكراً يا مؤيد علي الي عملته معايا وده المبلغ الي اتفقنا عليه بس متنساش ان مفيش حد من أهلي يعرف باتفاقنا ! 


- متقلقيش انا وعدتك...أتمنالك حظ سعيد... 


غادر ليتركها وحدها لا تدري أين تذهب ولا تملك سوي مبلغ صغير من المال لم تفكر قبل ان تنفذ تلك الخطة المجنونة فقط أرادت الهروب ، دمعت عيناها بخوف فهي طفلة وحيدة في ارض غريبة...وحيدة... خائفة...ضعيفة ، تجولت بالشوارع ولم تجد مسكناً يأويها بذلك المبلغ الضئيل عم المساء ليزداد قلبها رعباً حين سمعت خطوات تقترب منها احتضنت حقيبتها لعلها تبثها الأمان وهوي قلبها أرضاً حين رأت مجموعة من الرجال يحاوطونها ويطالعونها بنظرات خبيثة لا تنذر بخير بكت بخوف لتقول بارتعاش : 


- مش معايا حاجة ابعدوا عني ! 


لم يعيروها اهتماماً ليقترب إحداهم وهو يمرر لسانه علي شفتيه بخبث لتصيح باللغة الإنجليزية : 


- توقف ! أرجوك أنا ليس لدي ما أعطيكم إياه... 


رد عليها أحدهم بابتسامة شيطانية وهو يبدو زعيمهم : 


- علي العكس تماماً يا صغيرة إنتِ لديك ما نريده وبالتأكيد ليس نقوداً... 

اتسعت عيناها برعب حين أدركت مقصده وفي لحظة خاطفه ألقت حقيبتها في وجهه لتطلق لقدميها العنان وتفر هاربة...زأر بغضب ليأمرهم بعنف : 


- الحقوا بتلك العاهرة سأقتلكم إن لم تكن الليلة بفراشي... ! 


ركضت بخوف وهي تبكي وتنظر للخلف من حين لأخر لتفزع حين لمحتهم يركضون ورائها ولم تنتبه لاصطدامها بجسد صلب رفعت بصرها لتجده يلتف لها ولم يظهر وجهه بسبب غطاء رأسه لتهتف بتقطع وأنفاس متسارعة : 


- أرجوك ساعدني...هم...يلحقوني...أرجوك... 


وصل الرجال ليقفوا أمامه ، مد يده ليسحبها خلف ظهره رفع غطاء وجهه لتظهر عيناه الزرقاء القاسية الحادة وابتسامته الجانبية المخيفة وخصلاته السوداء الناعمة ليهتف بصوت عالٍ : 


- حسناً يا رفاق هذه الفتاة تخصني ! لذا من الأفضل ان تعودوا لمنازلكم ! 


ضحك أحدهم ليردف بتهكم : 


- استمع يا فتي اترك لنا الفتاة ونتركك حياً هيا قرر قبل أن الغي عرضي... 


نظر له بعبوس ليلتفت للفتاة المرتعبة ويهتف بأسف : 


- أعتذر يا صغيرة انا مضطراً ان أتركك لهم... 


فزعت لتتوسل له بخوف استعد ليغادر ومان أن مد أحدهم يده ليمسكها لم تكد تصل اليها حتي شعر بأيدي حديدة تمسكه بقوة وتلوي ذراعه حتي انكسر في أقل من ثواني ! فتحت عيناها بعد ان استلمت لمصيرها وظنته رحل ، اقترب الرجال ليوقفهم بيده قائلاً ببراءة : 

- مهلاً..مهلاً...أنا لم أفعل شئ ! 


ليكمل بنبرة قوية : 


- لم أفعل شئ بعد إيها الأوغاد ! 


انقضوا عليه ليبدأ في ضربهم بعنف وقسوة وسرعة جعلتها تندهش وفي أقل من دقائق كان جميعهم ممددين أرضاً يأنوا من الألم ! التفت ليواجها بنظراته الحادة ارتعبت قليلاً فلما تثق به ربما يكون مثلهم يرغب بها لم يدع لها مجالاً للتفكير وهو يسحبها من يدها خلفه لتردف بارتعاش وبكاء : 


- أرجوك سيدي لا تفعل مثلهم...اتركني أنا لا أود الذهاب معك...سيدي من فضلك... 


فتح سيارته ليدخلها قسراً ، ركب جوارها وقاد بأقصى سرعته وهي تبكي وتشهق بخوف رمقها بحده ليردف بأمر : 


- أصمتي ! 


كلمة واحدة كانت كفيلة بإخراسها خوفاً من غضبه فكرت في القفز من السيارة لكنها وجدت بابها مقفل عزمت أمرها ان تقتل نفسها قبل ان يفعل بها سيئاً فلا سبيل سوي ذلك الحل أوقف السيارة ليهبط ويفتح بابها ويخرجها وما لبث أن حملها علي كتفه فأصبح رأسها يتدلى علي ظهره لتصيح بخوف : 


- أرجوك لا تفعل ذلك... أرجوك سيدي اتركني أرحل !!! 


دخل بها الي قصر ضخم وهي مازالت تصرخ وتبكي وتنتفض وهو يمسكها بقوة صعد الي الأعلى ليدلف الي أحد الغرف القاها علي الفراش لتصرخ وهي تحاول النهوض ليمنعها وهو يثبتها علي الفراش هامساً بنبرة مسيطرة : 


- لو كنت أرغب بجسد امرأة فلدي ما يكفي من العاهرات حتي لا التفت لطفلة ! 


علي الرغم من كلامته الجارحة لأنوثتها الا انها أسعدتها ولأول مرة تفتخر بجسدها وهيئتها التي توحي بطفلة ليكمل بنفس نبرته الحادة : 


- أحضرتكِ الي منزلي لأن الوقت تأخر إخلدى الي النوم ويمكنك الرحيل في الصباح الباكر ! 


أومأت بخوف ليبتلع ريقه من جمالها الطفولي البريء مضي الكثير منذ أن رأي فتاة تشبه الأطفال في براءتهم عيناها بلون البندق التي تلتمع بالدموع وتغطيها أهدابها الكثيفة وأنفها الأحمر الصغير وأخيراً حجابها الذي جعله يدرك ديانتها ليعنف نفسه وينهض ليغادر الغرفة قبل ان يفعل ما لا يحمد عليه 


استيقظت صباحاً لتجد الخادمة تدلف لتقول وهي باحترام وهي تنظر أرضاً : 

- سيد دانيال ينتظرك بالأسفل سيدتي ! ويأمرك بارتداء هذه الثياب... 

التقطت الثياب واندهشت حين وجدت حجاباً رقيق باللون الزهري يتناسب مع الثياب لم تهتم لترتدي ثيابها مسرعة وتهبط للأسفل وجدته يجلس يتناول الطعام بصمت وهيبته ترعبها أخفضت بصرها لتقترب وتقف أمامه وهي تفرك يديها بتوتر قطعه قائلاً بأمر : 


- إجلسي وتناولي فطورك ! 


جلست مسرعة لتتناول الطعام بنهم شديد فهي من شدة خوفها والاحداث السابقة لم تأكل لأكثر من ثلاث أيام سوي بضع لقيمات راقبها بحنان جديد علي طبعه الي ان انتهت لتجد الخادمة تضع كوباً من اللبن الساخن أمامها وتنصرف ، ذمت شفتيها بغضب أحقاً يظنها طفلة لتلك الدرجة التفتت له لتقول بغضب طفولي : 


- أنا لا ارغب بشرب الحليب انا لست صغيرة ! 


ابتسم ابتسامة مخيفة جعلتها تنكمش في مقعدها ليقترب ويهمس بفحيح أفعي : 


- أمامك خياران إما ان تتجرعي كوبك بصمت او أجلسك علي قدمي وأجعلك تشربينه رغماً عنك ! 


شهقت بخوف لتمسك الكوب وتشربه كاملاً دفعة واحدة ابتسم برضا ليقول بأمر : 


- إتبعيني ! 


نهضت خلفة ليدلف الي غرفة مكتبه جلس علي الأريكة ليشعل سيجارته ، رفع حاجبه حين وجدها لازلت تقف ليشير لها بعينيه بالجلوس ، جلس فوراً ليهتف بصوته الرخيم : 


- الأن أود أن اعرف ما الذي تفعله طفلة مثلك وحدها في لندن ومن مظهرك لا تبدين انكِ بريطانية اليس كذلك ؟!. 


تنحنحت لقول بتوتر من نظراته الحادة الثاقبة : 


- أنا أدعي ليلي سيدي ونعم أنا لست بريطانية أنا مصرية الأصل ووصلت الي هنا أمس... 


قاطعها قائلاً : 


- وما الذي أتي بكِ الي هنا ؟!. 


تنفست بعمق لتبدأ بسرد حكايتها فهي مدينة له بإنقاذها ليلة أمس حكت له كل ما حدث ليطالعها بشفقة للحظات وسرعاً ما عادات نظراته الباردة ليردف بأمر ونبرة لا تقبل النقاش : 


- حسناً...لقد غيرتُ رأيي انتِ ستبقين هنا تحت رعايتي الي ان تجدي مسكناً وانا سأبدأ بإجراءات نقلك الي الجامعة البريطانية... 


قاطعته باندهاش : 


- لكن كيف ؟!.انت ستمنحني كل هذا بلا مقابل ؟!. 


صمت ليفكر قليلاً ليتشدق ببرود : 


- ومن قال انه بلا مقابل ؟!. بعد ان تستقر أموركِ وتجدين عملاً مناسباً يمكنك سداد ما سأدفعه لكي ... 


ابتسمت بفرح فالأول مرة يقف بجانبها القدر حين منحها ذلك الرجل الحنون ستعمل وتسدد له وتبدأ حياة جديدة بلا عوائق هذا ما فكرت به وهو يراقبها باستمتاع تلك الغبية تظن حقاً انه قد يأخذ منها فلساً واحداً هو فقط قال ذلك حتي لا تقلق اما بالنسبة له ما المقابل حقاً لا يدري..


  End flash back.       


فاقت من شرودها علي توقف السائق أمام جامعتها فقد احضر لها سائقاً قسراً كعادته واضطرت للانصياع له دلفت الي الداخل وما كادت تخطو حتي سمعت أحد المتنمرين الذين تكرههم يقول بتهكم : 


- مهلاً أيتها الشرقية...الا يفترض بكِ ان تلقي التحية علي أسيادك أولاً قبل الدخول ! 


التفتت بابتسامة واسعة لتقترب من يده الممتدة لها كي تقبلها أمسكت كفه وانحت قليلاً لتوهمهم انها ستقبل كفه لكنها صدمتهم حين سحبته للخلف واسقطته أراضاً ! لتقول بنفس ابتسامتها : 


- هذا مكانك الحقيقي سيدي...أسفل قدمي ! 


نهض اصدقاءه ليلتفوا حولها مقررين ان يلقنوها درساً تلك الشرقية كما يلقبونها! 


             ***** 

صدع رنين هاتفه وما ان أجاب حتي صدر صوت الطرف الأخر باحترام : 


- سيدي هناك بعض الشباب يضايقون سيدتي هل نتدخل ؟!. 


ابتسم بخبث ليردف بصرامة : 


- إياك ان تتدخل اتركها فقط تدخل حين يصبح الوضع سيئاً للغاية مفهوم ؟!. 


- أجل سيدي ! 


نهض ليلتقط ساعة يده ويغادر متمتماً بخبث : 


- حان وقت المرح صغيرتي الشقية ! 


            ****** 

ضحكت بسعادة وهي تجلس داخل عربة التسوق التي يقودها "إلياس" وهو يتبضع الاغراض المنزلية ليقول بحب : 


- فرحانة يا قلب بابي ؟!. 


ردت بفرحة طفولية : 


- أوي يا بابي...استني استني انا عايزة من البسكوت ده بحبه أوي ! 


ابتسم لها ليبعثر خصلاتها فتعبس وتنهره ، ضحك ليحضر ما طلبته ويكمل سيره... 


وعلي الجهة الأخرى تنقلت " سارة " مع صغيرها لتبتاع له ما يريده لتقول بتساؤل : 


- هو خالك كان قالي عايز ايه يا يزن ؟!. 


أجابها بحماس : 


- خالو كان عايز برفان يا مامي ! 


ابتسمت له بحنو وهي تبحث عما ما يريده شقيقها انتبهت لصغيرها الذي صاح : 


- مامي... مامي...الراجل الي هناك ده انا شوفته لما الناس الوحشين خدوني معاهم ! 


سريعاً نقلت بصرها لتجده ضخم البنية ويبتسم لفتاة صغيرة اشتعلت عيناها بحقد وتذكرت ما حدث لطفلها اذن هو أحد افراد العصابة التي خطفت طفلها وافقدته جزء من جسده وبالتأكيد يريد اختطاف تلك الطفلة ! لتقول بابتسامة متوترة : 


- يزن يا حبيبي متتحركش من هنا انا رجعالك تاني ! 


اومأ لها لتمسك هاتفها وتردف : 


- لو سمحت عايزة ابلغ عن مجرم هربان موجود في مول *** 


اغلقت الهاتف لتجده ينوي المغادرة حسناً إذن استجمعت قوتها لتقرر منعه والثأر لصغيرها فمن قال أن غضب الرجال كالجحيم لم يري غضب أم مكلومة علي صغيرها بعد ... 

اقتربت منه لتسد طريقه قائلة بصوت مكتوم : 


-اديني البنت ! 


رفع بصره ليقطب جبينه من طلبها ليردف باستنكار : 


-أفندم ؟!. 


رغم ارتجافها من كونها تقف أمام مجرم خطير هتفت بنبرة قوية : 


-البوليس زمانه علي وصل سيب البنت لحسن أصرخ والم عليك الناس كلها ! 


رفع حاجبه بدهشة من تلك المختلة ليضم " تقي " اليه وهو يقول بلهجة غاضبة : 


-بوليس ايه انتي مجنونة ؟!. وسعي من وشي خليني أمشي ! 


ازاحها وما كاد يمر من جانبها حتي أمسكت ذراعه بقوة وهي تصرخ بصوت عالٍ جذب الجميع من حوله : 

-حد يلحقنا... الراجل ده حرامي وخاطف البنت دي ! 


            ******* 

دلفت الي المنزل مسرعة برهبه أغلقت الباب لتستند عليه وتتنفس بصوت مسموع وشهقاتها تعلو ودموعها تنهمر بغزاره نزلت ببصرها علي يديها الملطخة بالدماء برعب..! تحركت بصعوبة نحو المرحاض وهي تشعر بقدميها كالهلام..! وتهدد بالسقوط ، غيرت ثيابها الملطخة بالدماء ! وقفت أمام المرأة تتطلع الي صورتها وهي تتذكر ما حدث نفت برأسها لعلها توقف ذاكراتها غسلت وجهها وهي تتنفس بصعوبة لتهتف في نفسها في محاولة للتماسك : 


- خلاص الي حصل حصل انا لازم أهدي ! 


خرجت من المرحاض لتتجه الي فراشها الوثير رفعت الغطاء حتي وجهها وهي ترتعش بقوة.! وجسدها يهتز بصورة غير طبيعية...مرت علي ذاكرتها بعض المشاهد لتصرخ ببكاء وهي تضع يديها علي اذنيها : 


- كفاية  ! كفاية ! انا مش عايزة أفتكر حاجة ! 


التفت حولها بجنون وبعثرت كل المحتويات الي تقع بجانبها حتي عثرت عليه مهدئها الذي تخلت عنه منذ مدة ابتلعت ثلاث حبات بصعوبة وكفها يرتعش بقوة حتي أسقطت العديد من الحبات من فرط توترها ، ظلت ترتجف بخوف حتي ذهبت في نوم عميق لعلها تهرب من عالمها المظلم... 


         ************ 

عاد الي المنزل متهدل الكتفين لا يدري كيف يخبرها هو يعلم مدي عدائها معه ولكن كيف ستكون ردة فعلها؟! استغرب قليلا من الهدوء السائد ، دلف الي الغرفة ليجدها نائمة ابتسم بحزن ولاحظ ارتعاش جسدها علي الرغم من عدم برودة الجو.! اقترب بهدوء ليدثرها جيداً وما ان لامس ذراعها بلا قصد انتفضت بفزع ودفعته بقوة حتي كاد يسقط من الصدمة ليسارع بالقول : 


- اهدي اهدي  !  ده انا يوسف.. 


تنفست الصعداء لتهتف بصوت متقطع من سرعة تنفسها : 


- أنا أسفة يا يوسف معلش حلمت بكابوس بس... 


جلس بجوارها ليحتضن كفها بين يديه ويهتف بهدوء حذر : 


- ميرا طبعاً انتي عارفة ان الأعمار بيد الله... 


تنبهت حواسها مع قوله لتحثه علي الاكمال بنظراتها صمت لبعض الوقت ليردف ببطء حذِر : 


- ميرا ابوكي مات النهاردة الصبح..إتقتل ! 


#يتبع... 

#أحببتُ_فريستي 

#بسمة_مجدي

_ صدمة ! _

    _17 _

التفوا حولها ونظراتهم لا تنبأ بخير ، اتسعت ابتسامتها الجانبية التي تشبهه في غضبه اقتربت من أحدهم لتلكمه بعنف فبدأ الشجار بلكم أحدهم وصفع أخر وركل أخر لكن الكثرة تغلب الشجاعة أمسكها اثنين ليرفع الثالث يده ليصفعها ، أغمضت عيناها استعداداً لتلقي الصفعة فتحت عيناه لتجد منقذها يقف أمامه وللمفاجأة تلقي الصفعة بدلاً منها اتسعت عيناها وهي تدرك ان الجامعة ستشتعل بغضبه لتهمس في نفسها بخوف :


- ده الجامعة هتولع بالي فيها دلوقتي ! 

وبالفعل أمسك بكف الفتي وكسر يداه في ثواني ليدوي صراخه العنيف ليتبعه صراخ أصدقاءه الذين طرحهم ارضاً بعد أن تلقوا الكثير من اللكمات اقترب من أحد الفتيات التي تعد رفيقة زعيم المتنمرين تراجعت للخلف بعد ان هرب أصدقاءها ليقول محذراً بغضب :


- لولا انني لا أرفع يدي علي امرأة لكنت شوهت وجهك الذي تتباهين به كالعاهرات ! ابتعدي عن ليلي حتي لا تجبريني أخالف مبادئي..


عاد ليجذبها من كفها خلفه وبالطبع لسلطته ام يستطع أحداً التدخل او حتي تجرأ أحد ومنعه ! صعدت بجواره في سيارته وهو ينطلق بسرعة كالبرق ، لم تستطع منع ابتسامة من الظهور فمهما فعلت او أخطأت فهو لم ولن يؤذيها أو يسمح لأحد بأذيتها ويعلم تمام العلم متي يستطيع التدخل وللعجب دائماً يتواجد لحمايتها ! مرت علي ذاكرتها ما حدث منذ 3 سنوات... 


Flash back.           


دقت باب مكتبه بتوتر حتي بعد مرور اسبوعين من وجودها هنا لكنها مازالت تخشاه وترتعب من مجرد نظره واحدة ! وصلها صوته يأمرها بالدخول ، دلفت ليشير لها بالجلوس انتظرته لساعة كاملة حتي انهي عمله لينهض ويجلس بجانبها مما زاد من توترها وجعلها تنكمش في جلستها ليقول بصوته الرجولي ببرود :


- لقد أخذت علي عاتقي حمايتك حتي تستقر أمورك وهذا ما لن أتراجع فيه مطلقاً ! لكني أكره الضعف ليلي...وأكره الضعفاء لذلك لقد قررت ان أعلمك كيف تدافعين عن نفسك ! 


لمعت عيناها بسعادة لتردف بحماس :


- حقاً ! هذا رائع ! ياالهي كنت اتمني ذلك منذ الصغر لكن لم اجد من يشجعني...


ابتسامة صغيرة زينت ثغره حين رأي سعادتها الظاهرة ليردف بجدية :


- لكن يجب علي ان أحذرك انني صارم جدا بما يخص التمرينات ولا تعرف الرحمة الطريق الي قلبي ! 


توجست قليلاً من حديثه لتردف بمرح :


-لا تقلق عليّ انا لن اتعب بسهولة وبمناسبة الصرامة أنت دائماً صارم فما الفرق ؟!.


ضحكت بمرح لتهرع الي الأعلى لتغير ثيابها ، قهقه بخفه علي حديثها تلك الشقية لا تعلم ما تفعله بقلبه المسكين بكلماتها وابتسامتها ومرحها الذي عرفه مؤخراً أنب نفسه علي تفكيره فكيف يفكر بطفلة ! 


              ******

دمعت عيناها بقهر وهي تركض بلا توقف منذ ساعتين ! لتصرخ بتوسل :


- أرجوك سيدي كفي ! قدماي تكاد تصرخان من الألم ! 


طالعها ببرود وهو يجلس علي مقعد أمامها بملعب صغير جعله خالياً تماماً لأجلها مد يده بجيبه وأخرج سلاحه لتصرخ برعب وتكمل الركض :


- أسفة ! أسفة ! من قال اني أريد التوقف ؟!. أنا أعشق الركض ! 


بعد مضي نصف ساعة نهض قائلاً ببرود :


- يكفي لليوم ! هيا لنعد الي المنزل يا صغيرة... 


ما ان انتهي من حديثه حتي خارت قواها لتتمدد أراضاً بتعب وهي تشعر انها لن تستطيع الحركة مرة أخري من فرط التعب اقترب منها لينحني ويحملها بخفه كأنها لا تزن شيئاً ، لم تعترض رغم الخجل الذي اعتراها لن غير قادرة علي السير ، وضعها بالسيارة وعاد الي المنزل ، وضعها علي فراشها ليغادر ويعود بعد دقائق وبيده علبة بيضاء صغيرة جلس جوارها وأمسك قدمها وبدأ يدلكها برفق حاولت سحب قدمها بخجل :


- لا داعي لذلك سيدي أنا سأفعلها لنفسي ! 


لم يعيرها أدني اهتمام ليكمل تدليك قدميها بطريقه جعلتها تشعر براحه شديدة ، انتهي لينهض قائلاً ببرود :


- سأبعث لكي بالخادمة لتساعدكِ لتأخذي حماماً بارداً سيريحكِ كثيراً...


قالها لينصرف وهي تنظر بأثرة بسعادة رغم حنقها من صرامته وجعلها تركض لساعتين ونصف لكنها ادمنت حنانه ورفقه رغم قناع البرود الذي يرتديه دائماً ماذا لو كان أبيها مثله ألا يمكنه تبنيها حتي ؟!. ضحكت بضعف علي أفكارها المجنونة لتنهض بصعوبة حين حضرت الخادمة كما أخبرها لتساعدها...


في صباح اليوم التالي 


دلفت الي غرفة التدريبات بابتسامة واسعة ليشير لها بالاقتراب وما ان اقتربت لتدرك ان هذه الغرفة للتدريب علي إطلاق النار ! لتقول بتوتر :


- لا أظن اني قد استعمل السلاح يوماً ...

اقترب ليضع يده علي كتفيها ويديرها لتنظر الي الحائط المعلق عليه صور بيضاء ذات أسهم للتدريب ، وضع المسدس بين يدها وهو يهمس بحزم :

- أشياءً كثيرة نعتقد انها لن تحدث لنا ولكننا نجربها بأبشع صورها تعلمي كيف تطلقي النيران فمن يدري ربما تحتاجيها يوماً ما !


اومأت بتوتر من قربه بجاذبيته المهلكة حقاً هي لم تري بحياتها رجلاً بوسامته القاسية والمخيفة ! ، قضت عدة أيام تتعلم إطلاق النار حتي اتقنته جيداً...


بعد مرور إسبوع 


لم تدري لما طلبها أن تأتي له بالقبو لكنها انصاعت لأوامره لأنه أصبحت تثق به ثقة عمياء ، أشارت لها الخادمة لإحدي الغرفة دخلت لتتوسع عيناها بخوف حين وجدت مجموع من الرجال جالسين علي ركبتهم ومقيدون بسلاسل حديدية وللصدمة انهم نفس الرجال الذين حاولوا اختطافها بأول ليلة لها في لندن ! ليقطع تفكيرها صوته بنبرته المهيمنة :

- إقتربي عزيزتي !


اقتربت بخوف لتصدم حين وجدته يضع السلاح بيدها ويقول بأمر :


- أقتليهم ! 


تسارعت أنفاسها لتقول بتقطع وخوف :

- لا...لا...أستطيع أن أقتل روحاً ! 


ليرد بجمود :


- أنسيتي ما كانوا يودون فعله بكِ ؟!. اتعلمين لو لم أكن حاضراً يومها ماذا كان سيحل بكِ ؟!.


لم تجيب ليجذبها من رسغها ويقول بقسوة :


- كانوا سيغتصبونكِ ! وبعدها يلقونك بأحد الأزقة كالخرقة البالية...وحين تجدكِ الشرطة سيعيدونك الي موطنك...تري ما ذا سيكون رد عائلة شرقية علي فتاتهم الذي عادت اليهم مطلقة...مغتصبة..؟!


صرخت ببكاء وهي تتخيل ما يقول :

- توقف ! فقط توقف ! 


لم يبالي ليكمل بخفوت :


- انا اعلم ان الشرقيون يضطهدون الإناث دوماً حتي ولو لم تكوني مخطأة فأنت الملامة أقل عقاب ستلقيه هو دفنكِ حيه ! اليس كذلك صغيرتي ؟!


دفعته بغضب ونظرت لهم بحقد لترفع صمام المسدس وتطلق النيران وفي أقل من ثواني سقط جميعهم ارضاً يصرخون بألم فهي لم تقتلهم هي فقط أطلقت علي اذرعهم ! بكت بعنف وهي ترمي السلاح أراضاً ليجذبها اليه ويضمها بحنان بعد قسوته منذ لحظات ! فقدت وعيها من شدة الضغط علي أعصابها ، حملها وخرج ليأمر الحارس بجمود :


- أحضر الطبيب ليعالجهم وإياكَ ان يموت أحدهم ! 


وضعا بالفراش ليجلس جوارها يداعب وجنتيها بحنان هو لم يرغب بجعلها قاتلة لكنه لا يعرف العفو ويريد ان يجعلها قوية وتتحمل وما فعلته اليوم أثبت له انها ليست ضعيفة بفطرتها بل هي قوية جداا ولكن ظروف نشأتها ربتها علي الخوف والخضوع... ، استيقظت بعد بضع ساعات لجده يجلس علي الأريكة أمامها يدخن ببرود لتصرخ به وقد تجددت دموعها :


- لم اكن أعرف انك قاتل وقاسي الي هذه الدرجة ! انا أريد العودة سأعود الي عائلتي حتي ولو لن يتقبلوا فعلتي ولكنهم أفضل من الحياة مع وحش همجي مثلك ! 


- ليلي !


صرخ بها بغضب لتجهش ببكاء مرير نهض ليجلس جوارها ويقول بضيق وصوت هادئ حتي لا يخيفها :


- أصبحت وحشاً وهمجي لإني جعلتك تثأرين لمن حاولوا إزائك ؟!.


أجابته ببكاء وغضب :


- حاولوا ! لكنهم لم يفعلوا ! أرجوك سيدي عالجهم واتركهم يرحلوا أنا مازالت لا أصدق اني أطلقت عليهم النيران !


أمسك وجهها بكلتا يديه وهو يقول بحزم :


- توقفي ! هم بخير وعالجتهم أيضاً انتِ فقط أطلقتِ علي أذرعهم ورصاصات سطحية أيضاً ! 


نظرت له بأعين لامعه ليضمها اليه وهي تبكي وتتشبث به وتقول ببراءة :

- أرجوك لا تفعل ذلك مرة أخري سيدي لا أود أن أكرهك ! أرجوك لا تجعلني أفقد أماني بعد أن وجدته ! 

ربت علي حجابها ليقول بحنان لأول مرة :


- لن تفقديه يا صغيرتي أعدك الا تفقديه أبداً ...


End flash back .      

    

فاقت من شرودها علي صوت توقف السيارة أمام قصره ، ترجلت لتدخل خلفه ببرود فهي تعلم اذا لم تدخل سيدخلها قسراً ، دخلت غرفة المكتب ولم تكد تخطوا حتي وجدته يدفعها علي الحائط ويطوق رقبتها ويهمس بغضب :


- كيف لم تستطيعي الدفاع عن نفسك ؟!.ذلك اللعين كاد أن يضربك ! 


دفعته بعنف لتردف بتحدي :


- فعلت ! ولكن عددهم كبير وانا بمفردي أتظنني الرجل الحديدي ؟!.


- إطلبي المساعدة من الحراس اذا لم تستطيعي التغلب عليهم ! 


صاح بغضب عارم لترد بعند وغضب مماثل :


- أنا لا أحتاج لأحد ! ولا حتي أنت كنت سأتغلب عليهم وحدي انت من أخطأ بالتدخل ! 


ضرب الحائط بجانبها لكنها لم تهتز ليصيح بصوت جهوري :


- كان سيضربك واللعنة ! اقسم ان كان فعلها لكان في قبره في نفس اللحظة ! 


ارتعدت قليلاً من مظهره الغاضب لتصيح :


- يكفي داني ! توقف انت تخيفني !


هدأ قليلاً بعد كلماتها ليقترب وعيناه تظلمان وما لبث ان قبل شفتيها برقة ليبتعد وهو يهمس بأنفاس متقطعة وهي تطالعه بصدمة :


- كنت أحتاج لهذا...أعتذر يمكنك المغادرة...


لكمته بعنف لتتسع عيناه بصدمة لتقول بغضب عارم وتهديد :


- أقسم ان حاولت فعل ذلك مرة أخري لن أتوانى بقتلك دانيال ! 


غادرت حانقة ، لينظر في أثرها ويضحك بصدمة فشراستها تبهره...أحقاً لكمته الأن ؟!.شد علي خصلاته وهو يضحك بصوت عالٍ حتي ظن الخدم انه قد جن ! لم لا ألا يقال ان الحب جنون ...


                ******

- يا باشا اقسم بالله أنا المقدم إلياس سليمان والبت دي انا متبنيها بأوراق رسمية ! 


قالها بنفاذ صبر وهو يرفع شارته امام الضابط الذي نهض مفزوعاً ليقول بسرعة وتوتر :


- انا أسف يا باشا واضح ان حصل سوء تفاهم اتفضل استريح ساعتك تحب تشرب ايه ؟!.


اتسعت عيناها بصدمة لتلعن حظها وتسرعها الغبي لتقول بتوتر :


- إنت ظابط ؟!. أصل أبني قال...أنه شافك مع لما أتخطف من فترة... 


طالعها بحنق ليردف بتهكم :


- يمكن شافني لإني الظابط الي أنقذه مثلاً ... !


نظرت أرضاً بتوتر لتقول بأسف وابتسامة بلهاء :


- أنا... أنا مكانش قصدي يعني حصل خير يا حضرة الظابط  !


رمقها بنظرات مشتعلة ليقول بغضب :


- مش تفكروا قبل ما تتهموا الناس ! 


رفعت حاجبها لتقول بضيق :


- ما قولنا مش قصدي الله ! 


- انت كمان ليكي عين تتكلمي ! دانتِ بني أدمة مستفزة ! 


كادت أن ترد عليه بغضب قاطعهم صوت الضابط :


- باااس  ! صلوا علي النبي يا جماعة حصل خير وانا هقفل المحضر والانسة اكيد مش قصدها يا سيادة المقدم...


وجهت غضبها للضابط لتقول بحنق :


- مدام ! ايه مش شايف العيل الي في ايدي ! 


خبط بيده علي مكتبه قائلاً بعصبية :


- اما انتي وليه بجحة صحيح ! اتكلمي عدل بدل ما أحبسك يا ست انتي ! 


قاطع هذا الشجار دخول "يوسف" الذي قال بنبرة جامدة :


- أنا يوسف الحديدي ودي أختي أنا جاي أضمنها ! 


              ******

نظرت ارضاً تحت نظراته الحادة ليقول بغضب :


- مش كفاية اتهمتِ الراجل انه مجرم كمان بتبجحي في الظابط ده كان هيحبسك لولا اني جيت ! 


عبست لترد بحنق :


- وانا مالي انا كلمته ...


تنفس بعمق ليردف بجدية :


- والد ميرا توفي إنهارده عايزك تبقي جمبها... 


شهقت بصدمة لتقول بشفقة :


- يا حبيبتي ! متقلقش يا يوسف مش هسيبها أكيد منهارة دلوقتي ! 


              *****

ممددة علي الأرضية الباردة بشرود وهي تستعيد ما حدث لتنفي برأسها وهي تهمس بخفوت وهي تتطلع لصورة والدتها :


- حقك وصل يا أمي أكيد دلوقتي انتي مرتاحة...محسن خلاص انتهي ومش هيقدر يأذيني تاني !


             ******

دلف الي غرفتها بعد أن غادرت شقيقته بقلق من حالتها فهي لم تبكي ولم تصرخ فقط شارده حزينة ، دخل ليجدها تجلس أرضاً وتضم ركبتيها الي صدرها جلس جوارها صمتت لثواني لتزيد من خوفه وقلقة من ردة فعلها التي صدمته بوضع رأسها علي كتفة بهدوء شديد...لف ذراعيه حولها ليحاوطها بحنان ورفق قائلاً :


- حبيبتي متكتميش في نفسك حاجة ماشي عايزة تعيطي عيطي في حضني وصدقيني العياط عمره ما كان ضعف...


صمت قليلاً ليردف بحذر :


- ميرا انا عارف انك كان في خلاف بينك وبين والدك الله يرحمه بس اعتقد المفروض دلوقتي تسامحيه ؟!


ابتعدت قليلاً لتناظره بأعين خاوية وتقول بجمود صدمه :


- الي بيسامح ربنا اما احنا بشر وانا معنديش الامكانية اني أسامحه !


- بس ده مهما كان ابوكِ و ... 


قاطعته بجدية :


- يوسف ! لو سمحت سيبني...انا عايزة أفضل لوحدي شوية !


أومأ بهدوء متفهماً رغبتها في انهاء الحوار وترتيب أفكارها خرج من الغرفة تاركاً اياها شاردة في أثره...حتي صدع رنين هاتفها لتجدها شقيقتها أجابت ليقول الطرف الأخر ببكاء :


- ميرا  ! بابا مات يا ميرا 


أجابت بجمود :


- انا عرفت يا سمر 


سألت بحذر :


- ميرا انتي مسامحاه ؟!


أجابت بارتباك :


- مش عارفة يا سمر ربنا يرحمه بقي ويسامحه علي الي كان بيعمله...


تنهدت "سمر" بحزن فهي تعلم انها ربما لن تسامحه بحياتها لتردف بهدوء :

- طب يا ميرا انا مش هعرف انزل مصر علشان حازم شغله ميسمحش انه ينزل الايام دي 


- ولا يهمك يا حبيبتي عادي ومفيش داعي تيجي انا كويسة ويوسف هيقوم بكل اجراءات الدفن 


اغلقت الهاتف لتتنهد بألم وتغمض عيناها وكأنها تجبر نفسها علي النوم او فلنقل الهروب..!


              ********

تنهد بحزن علي حبيبته التي لم تطأ قدمها خارج غرفتها لثلاث ايام ولا تسمح له حتي بمواساتها ولكن يكفي صمتاً وعزله فتح الباب ودلف الي غرفتها ليجدها جالسة بأحد اركان الغرفة تضم ساقيها الي صدرها شاردة في الفراغ ، اقترب بهدوء ليجلس ارضاً بجوارها ، قطع الصمت بصوت هادئ :


- هتفضلي حابسة نفسك كتير كده ؟!.


لم تلتفت ولم تجيبه ليردف محاولاً اخراجها من صمتها المخيف :


- طب حاسة بايه ؟!.


اخيراً خرج صوتها متحشرج من كثرة الانفعالات التي تشعر بها :


- مش عارفة ! مش حاسة بحزن ولا حتي فرح زي ما كنت متخيلة اني هفرح بموته...


لف ذراعه حول كتفها ليقربها بلطف ، لتضع رأسها علي كتفه وهي تردف بشرود :

- أنا حاسة بحاجات كتير...خوف.. راحه.. حيره..  مشاعر كتير متلخبطة جوايا ، انا صحيح كنت بتمني موته كل يوم بس اتصدمت بس الي واثقة منه اني حاسه براحه مشوفتهاش من سنين...


لم يقاطعها بل تركها تعبر عما يجيش بداخلها حتي انتهت ليهتف بحنان :


- ميرا انتي بقالك كام يوم مش بتاكلي ولا بتخرجي من الأوضة اعتقد كفاية كده ولازم نرجع لحياتنا الطبيعية... 


اومأت بهدوء :


- معاك حق انا فعلا اهملت شغلي وحاجات كتير من غير داعي...


نهض بها وخرجوا ليجلسها علي الاريكة قائلاً بلطف :


- طب ياحبيبتي استنيني هنا هدخل اعمل حاجة خفيفة كده علشان تاكلي !


اومأت بهدوء لتعود لشرودها فيما مضي ، لم تبكي عليه ولم تحزن فهو لا يستحق الحزن او الشفقة هو فقط شيطان فاقت من شرودها علي دقات علي الباب وصياح "يوسف" :


- ميرا معلش افتحي انتي الباب شوف مين ..


نهضت بهدوء لتفتح الباب لتصدم برجال الشرطة ، لتهتف باستفهام وقلق :


- أفندم ؟!.


تقدم احدهم ويبدو انه الأعلى رتبه قائلاً بجمود ورسمية شديدة :


- أنسة ميرا ، انتي مطلوب القبض عليكي بتهمه قتل المدعو محسن السويفي...والدك  !


#يتبع... 

#أحببتُ_فريستي

#بسمة_مجدي


رأيكم ؟!.

ومن أحلي ثنائي عجبكم ؟!.

ليلي ودانيال ؟!.

يوسف وميرا ؟!.

إلياس وسارة ؟!.

وأحلي مشهد في الفصل ؟!.

_ شراسه ! _ 

_ 18 _ 

صف سيارته ليترجل دلف الي المصعد ليتطلع الي وجهه الذي تغير علي مر السنوات كأنه زاد عمراً فوق عمره...لحيته الخفيفة التي اعطته وقاراً...عيناه الحادة التي فقدت بريقها..جسده الضخم الذي اعطاه هاله مخيفة..! خرج من المصعد ليجد ضجيج بالمشفى و تجمهر العديد من الممرضين والأطباء في الطابق ليسد طريق احد الممرضات ويهتف بلهجة صارمة اجبرتها علي اخبراه فوراً : 


- في ايه الي بيحصل ؟!. 


ردت بخوف : 


- أأأ.. في مريضة هربت مش لاقينها 

افسح لها الطريق لتهرب مسرعة..انقبض قلبه لفكرة ان تكون هي لالا بالطبع ليست هي من هربت وصل الي غرفتها لتبدأ نبضاته بالتعالي حين وجدها فارغة والطبيبة الخاصة بها تصرخ بإحدى الممرضات : 


- يعني ايه مش لاقينها هتكون راحت فين يعني ؟!. 


التفتت بحنق لتصدم به أمامها لتهتف بتقطع : 


- أ..أ..أستاذ يوسف ! متقلقش هنلاقيها دلوقتي أكي... 


قاطع حديثها ما ان وضع يده علي رقبتها وصدمها بالحائط هامساً من بين أسنانه : 


- مراتي فين ؟!. 


شحب وجهها وحاولت التملص من قبضته جحظت عيناها وكادت تختنق ، تدخلت الممرضة لتهتف بخوف : 


- سيبها ! دي هتموت في ايدك ارجوك سيبها... 


تركها لتسقط ارضاً لتحاول التنفس ليوجه نظره لها وعيناه كجمرة من نار قائلاً بصوت هادئ مخيف : 


- مراتي لو حصلها حاجة مش هرحمكم ! 


نهضت الطبيبة لتهتف وهي تتنفس بصعوبة : 


- اكيد معرفتش تخرج الابواب مقفولة ! 


غادر الغرفة وهو يفكر في حال جميلته وحدها كاد ان يدلف الي المصعد لكنه توقف حين سمع صوت همهمات ضعيفة التفت ليجد غرفة قديمة مظلمة اقترب ببطء ليجدها جالسة ارضاً تضم ركبتيها الي صدرها وتهمهم بكلمات غير مفهومة وعيناها فارغة كعادتها ، اقترب بلهفه قائلاً : 


- ميرا حبيبتي انتي كويسة ؟!. 


لأول مرة رفعت بصرها وكأنها تعرفت علي أمانها وعشقها بين الظلام لم تنطق فقط ترتجف بخوف من الظلام فيبدوا انها دخلت الغرفة وهالها ظلامها فارتعبت تنهد بحزن ليلف زراعيه حولها ويضمها لصدره وهي ترتجف كعصفور صغير همس بحنان ورفق : 


- بس بس اهدي يا روحي انا يوسف متخافيش ! 


رفعها ليحملها كطفلة صغيرة تحتاج لمن يحملها ورأسها تستند علي صدره وترتجف وصل الي غرفتها ليجد الجميع قد تجمع حوله بعد ان رؤيتها معه ليلتفت قائلة بحده للطبيبة : 


- خلي كل يشوف شغله هطمن عليها واجيلك ! 


اومأت بخوف لتصرف جميع الممرضين وتتجه لمكتبها ، وضعها علي سريرها برفق وهو يقبل رأسها برقة ويربت علي خصلاتها بحنان تمدد بجوارها ليضمها اليه وهو يمسد علي خصلاتها ليساعدها علي النوم وهو يهمس بحنان جارف : 


- أنا جمبك وهفضل جمبك لحد ما ترجعيلي واوعدك هحاسب كل الي كان السبب في خوفك ده ! 


تمتمت بخفوت حزين : 


- ي...يوسف... 


دمعت عيناه بفرح فتلك استجابتها الأولي فمنذ أحضرها الي هنا لم تنطق بحرف واخبرته الطبيبة أنها من أثر الصدمة شدد من احتضانها هامساً بلهفة : 


- ايوة يوسف يا حبيبتي متخافيش انا خلاص هخرجك من هنا ! 


لم ترد فقط عادت الي شرودها بين ذراعيه ، تنهد بحزن ليظل بجانبها لساعة كاملة حتي اغمضت عيناها وراحت في سبات عميق قبل جبينها وخرج بهدوء 


دخل مكتب الطبيبة وامارات الغضب تتشكل علي وجهه ليقول بجدية شديدة : 


- انا هنقلها من هنا ميرا هتروح معايا البيت انا مبقتش مأمن عليها هنا وانا هعرف اخد بالي منها كويس ! 


أجابته بتردد وقليل من الخوف فردة فعله ارعبتها فقد كاد ان يقتلها لاختفاء زوجته! : 


- صدقني دي غلطة غير مقصودة الممرضة ادتها الدوا ونسيت الباب مفتوح و... 


- تترفد ! 


قاطعها بأمر ولهجة لا تقبل النقاش ، لتومأ بهدوء فهي تدري ان امره نافذ لا محاله..! تنفست بعمق لتردف بجدية : 


- انا مش هعارضك في قرارك بس لازم تعرف ان كده ميرا هتفضل معاك طول عمرها بالشكل ده ! وشوف هتتصرف ازاي مع حالتها وحالة الجنين..! 


تنهد بضيق فرؤيتها بهذه الحالة طغت علي تفكيره لتكمل "رضوي" : 


- صدقني انا عارفة احساسك وخوفك عليها بس اوعدك الموضوع ده مش هيتكرر تاني وهاخد بالي أكتر من كده بس ميرا محتاجة تفضل هنا... 


قاطعها بحده : 


- وايه لازمة وجودها ؟!.بقالها اكتر من 3 شهور ومفيش اي تقدم في حالتها ؟!. 


تنفست بعمق مردفة بجدية : 


- أستاذ يوسف حضرتك راجل مثقف واكيد عارف ان المرض النفسي اصعب من اي مرض عضوي وميرا معندهاش مشكلة من حادثة او حاجة دي عباره عن تراكمات... للأسف ميرا فضلت تخزن تخزن لحد ما حالتها اتدهورت ! 


مسح علي وجهه بضيق : 


- طب وبعدين ؟! 


-بعدين دي عندك انت مش انا 


رد بتهكم : 


- ازاي يعني ؟! مش انتي الدكتورة ولا انا متهيألي ؟!. 


- لا انا الدكتورة فعلاً بس علاجها عندك لأنك عارف كل حاجة عن ميرا ولازم تكملي ايه الي حصل وصلها للحالة دي ؟! 


- هيفرق في ايه كلامي الماضي خلاص انتهي ! 


- ميرا لسه عايشة جوا الماضي ده فلازم اعرفه علشان اقدر اعالجها...الماضي هو بيشكل حاضرنا ومستقبلنا الماضي عامل زي اساس اي عمارة مينفعش تكمل من غيره ! 


ليباغتها بسؤال بخفوت حزين وعيناه تتوسل الاجابة : 


- هتقدري ترجعيلي مراتي ؟!. 


تألم قلبها لهيئته تلك تنحنحت لتردف بابتسامة بسيطة : 


- دي شغلتي ادعيلها وانشاء الله هترجعلك وأحسن من الأول كمان 


اخرج زفيراً متألماً ليبدأ بسرد ما قد كان.. 


Flash back. 


اومأت بهدوء لتعود لشرودها فيما مضي ، لم تبكي عليه ولم تحزن فهو لا يستحق الحزن او الشفقة هو فقط شيطان فاقت من شرودها علي دقات علي الباب وصياح "يوسف" : 


- ميرا معلش افتحي انتي الباب شوف مين .. 


نهضت بهدوء لتفتح الباب لتصدم برجال الشرطة ، لتهتف باستفهام وقلق : 


- أفندم ؟!. 


تقدم احدهم ويبدو انه الأعلى رتبه قائلاً بجمود ورسمية شديدة : 


- أنسة ميرا ، انتي مطلوب القبض عليكي بتهمه قتل المدعو محسن السويفي...والدك ! 


تجمدت أوصالها ليصلها صوت يوسف الجاد : 


- ايه الكلام ده ؟!. مستحيل طبعاً ! 


ليرد الضابط ببرود : 


- والله الكلام ده تقدر تقوله في القسم انا معايا أمر بالقبض علي مدام ميرا السويفي ! 


وجه بصره اليها ليقول باطمئنان : 


- ميرا متخافيش من حاجة أكيد في سوء تفاهم انا هجيب المحامي وأحصلك علي القسم ! 


اومأت بشرود لتخرج من رجال الشرطة بإرادتها ، وصل الي قسم الشرطة برفقة محاميه ليدخل قائلاً بجدية : 


- ممكن اعرف ايه الدليل الي عندكوا علشان تقبضوا علي مراتي ؟! 


أجابه الضابط بجدية : 


- للأسف يا أستاذ يوسف لقينا بصمات مدام ميرا علي السكينة الي اتقتل بيها محسن السويفي ده غير تواجدها في محل الجريمة في نفس اليوم الي حصلت فيه جريمة القتل ! 


أمسك الملفات أمامه ليستأنف بجدية : 

- والتحريات أثبتت ان كان في خلاف كبير بين ميرا ووالدها لدرجة انها كانت عايشة لوحدها قبل الجواز ! 


لم يصدق كلمة مما قال ليرد بثقة : 

- انا مش هنكر ان كان في خلافات بينهم فعلاً بس مش لدرجة القتل خلاف زي اي خلاف بين أب وبنته ! 


- هي المشتبه بيه الوحيدة وهتتحول للنيابة بكره للأسف مش في ايدي حاجة أساعدك بيها... 


****** 

بداخل السجن النسائي 


أسندت رأسها الي الحائط بشرود قطعه صوت إحدى النساء بفظاظة : 


- انتِ جاية في ايه يا بت ؟!. 


أغمضت عيناها لتستعيد قوتها فلا وقت للضعف والبكاء والا ستكون لقمة سائغة لهؤلاء النسوة لتفتح عيناها وتقول ببرود : 


- شئ ما يخصكيش ! 


نهضت المرأة التي يبدو علي وجهها ملامح الاجرام وأخرجت مديتها (مطوة) لتلوح بها وهي تصيح بصوت عالٍ : 


- إقفي معوج واتكلمي عدل...ولو متعرفيش الاحترام نعلمهولك يا عنيا ! 


نهضت لتقف قبالتها وعلي حين غرة جذبت مديتها ودفعتها لتلتصق بالحائط وتضع المدية علي رقبتها ! تعالت الشهقات من كل النساء الموجودات لتقول " ميرا " بصوت عالٍ حاد وقوي : 


- عايزة تعرفي انا جاية في ايه ؟!. أنا جاية في جريمة قتل يا روح *** وأقولك حاجة كمان قتل أبويا والقتل عقوبته واحدة...الإعدام ! سواء جريمة ولا عشرة ! 


مررت المدية علي رقبتها ببطء والأخيرة تتطلع برعب وجسدها ينتفض لتردف بهمس مخيف : 


- أبويا مفرقش معايا تفتكري انتي ممكن تفرقي ؟!. 


تشنجت المرأة برعب لتنفي برأسها بخوف حررتها لتقول بغضب وأمر : 


- إخفي من وشي ! 


هرعت المرأة لتجلس منزوية جانباً ، التفتت لتجد جميع الوجوه تناظرها برعب لتصيح بتهديد : 


- حد ليه شوق في حاجة منك ليها ؟!. 


نفي الجميع برأسه برعب من قوتها فهي مخيفة وتبدو سوقية للغاية علي الرغم من ملابسها التي توحيها بكونها امرأة راقية..! أغلقت المدية لتنفض ثيابها والتفتت لتجلس وجدت الجميع يهرب ويترك لها المكان خالي من الخوف لتجلس وتمدد جسدها وتضع يدها علي وجهها وهي تقول تتمتم في نفسها بألم : 


- في حياتك عذاب...وفي مماتك عذاب...هرتاح إمتي ؟!!! 


ويبقي سؤالها معلقاً بلا جواب فهناك أسئلة تظل مجرد أسئلة إلي الأبد... 


****** 

دلفت الي شقتها بغضب عارم كيف تجرأ علي تقبيلها ؟!.تعلم تمام العلم ما يقصده بأنه يحتاج لذلك حتي يطمئن انها بخير وانها ستظل ملكه فهي أصبحت تدري ما يريد بلا ان يتحدث فتحت خزانتها لتغير ثيابها لتلمح فستاناً باللون الأحمر القاتم رغماً عنها إبتسمت حين تذكرت ما حدث وقتها... 


Flash back. 


ارتدت حجابها علي ذلك الفستان الأحمر القاتم ذو الأكمام الطويلة لتبدو رائعة الجمال ببشرتها الصافية بلا مساحيق تجميل ابتسمت برضا لتهبط لأسفل لتجد يقف ينظر بساعته بانتظارها بهتت من وسامته ببذلته السوداء وعيناه الزرقاء تضفي جمالاً لكنه جمالاً قاسي أيمكن ان يكون هناك جمال قاسي ؟!. فاقت علي صوته الهادئ : 


- من انتي يا امرأة ؟!.أعيدي اليّ طفلتي ! 


ضحكت بخفوت لتمسك كفه الممدود وتقول بمرح : 


- ليس هناك طفلة اليوم انا فقط ليلي اقبل عرضي سريعاً فهو لفترة محدودة ! 


ابتسامة صغيرة زينت ثغرة لتظهر غمازاته التي اكتشفتها مؤخراً وهو يقول :


- ليلي الطفلة ام ليلي المرأة الفاتنة أقبلها بجميع حالاتها ! 


ابتسمت بخجل لتصعد معه بسيارته ، وصلا الي أحد الشواطئ الخالية لمعت عيناها بفرح حين وجده طاولة مستديرة بيضاء تتوسط الشاطئ أمام البحر وعليها انوار بسيطة صاحت بحماس : 


- ياالهي هذا مدهش ! أحبك دانيال ! 


قالتها لتقفز عليه تحتضنه بسعادة غافلة عن وجهه الذي تجمد من كلمتها الغير مقصودة أيجب ان تكون بهذه الروعة حتماً هذه الفتاة ستفقدني صوابي قريباً تنحنح لتبتعد بخجل ويجلس كلاهما علي الطاولة لتناول العشاء في الليل أمام البحر ليعطي إحساس جميل لكلاهما لتردف بحماس : 


- داني أتعلم اني اعشق البحر وخاصاً مساءً انه رائع حقاً ... 


ابتسم برزانة لفرحتها البائنة لتستأنف بفضول : 


- داني أنت لم تخبرني شيئاً عنك من قبل ؟!. عن عائلتك ؟!.طفولتك ؟!.في حين انك تعلم كل شئ يخصني هذا ليس عدلاً سيد دانيال ! 


قالت كلمتها الأخيرة وهي تبتسم بشقاوة محببة الي قلبه نهض ليمسك كفها لتصدع موسيقي غربية هادئة ويقول باسلوب مهذب ورقيق تراه لأول مره : 


- هل تسمح لي صغيرتي برقصة علي أنغام هادئة في الجو الرائع ؟!. 


أمسك كفه لتنهض قائلة بشقاوة : 


- رجل مثلك لا يفترض به السؤال هو فقط يأمر وصغيرتك تطيع... 


ضحك بخفوت ليضع يده علي خصرها ويتمايلان بخفة قائلاً : 


- دوما تقولين إني صارم ومسيطر وحين أحاول ان أكون شخص مهذب ترفضين ؟!. 


أجابته بابتسامتها الساحرة : 


- انت رجلاً لا يليق عليك الاستئذان داني فقط تفعل ما برأسك رغماً عن أي شخص.. 


ابتسم ليهتف بنبرة هادئة : 


- ماذا تريدين ان تعرفي عني ؟!. 


فكرت قليلاً لتقول بتساؤل : 


- انا أمكث لديك منذ عدة أشهر ولم أجدك يوماً تذهب للكنيسة او تحمل صليباً لماذا ؟!. 


اجاب بنفس النبرة : 


- ومن أخبرك اني مسيحي ؟!. 


اتسعت عيناها لتدفعه وتقول بصدمة : 

- انت يهودي ! 


جذبها مرة لأحضانه وهو يتمايل هامساً بضحك : 


- متي أخبرتك عن ديانتي ؟!. توقفي عن التخمين أنا ديانتي الإسلام ! 


همست بصدمة : 


- كيف ؟!.انت تدعي دانيال كيف تكون مسلماً ؟! 


أكمل بشرود : 


- والدتي إنديانا بريطانية تعتنق المسيحية تزوجت من إبراهام او كما تسمونه إبراهيم الذي يعتنق الاسلام ومن أصل عربي لا أي اعرف من أي دولة تحديداً...وأنجبوني ليبدأ الخلاف بينهم علي ديانتي وتم طلاقهم ليقرر والدي بنفوذه أن يأخذني ويعود الي مسقط رأسه وبالفعل سافرت معه وعشت بإحدى البلاد العربية ل10 سنوات حينها استطاعت والدتي بنفوذها ان تعيدني إليها ببريطانيا حاولت تغير ديانتي لأكثر من مرة لكنها لم تستطع فأبي جعلني اتشبث بتلك الديانة كل ما استطاعت فعله هو تغير إسمي فأصبحت دانيال ابراهام بالنسبة لها ولأبي آدم إبراهيم... 


End flash back. 


نفت برأسها لتخرج الفستان كادت ان تقطعه لكنها توقفت لن تستطيع أن تدمر أي ذكري منه مهما كانت صغيرة جلست أراضاً تنساب دموعها علي وجنتيها لتقول بشرود : 


- وكأنك حفرت اسمك علي جدران قلبي فلا أستطيع كرهك ولا أستطيع التوقف عن حبك ! 


****** 

- متقلقيش بكره ربنا يجبلنا حقنا وانا وعدتك اني هشتغل وهصرف علي البيت بس لما أخلص ثانوي ومش هنحتاجله تاني وهنعيش مبسوطين أنا وانتي وبس 


- مش هسيبك تتهني وهحول حياتك لجحيم يا ميرا..! جحيم..! 


- البقاء لله للأسف مقدرناش نلحقها ! 

انتفضت بفزع لتجد نفسها بسجن النساء تنفست بعمق لتنظم تنفسها وكوابيسها أصبحت اشد بشاعة مما مضي ، دلف الحارس ليصيح : 


- ميرا السويفي ! 


نهضت لتخرج معه وتم تحويلها للنيابة لأخذ أقولها جلست بإنهاك ليقول الضابط بلهجة صارمة : 


- تقدري تقوليلي قتلتي والدك محسن السويفي ليه ؟!. 


ردت بهدوء : 


- مقتلتوش ! 


رفع حاجبه ليردف بتهكم : 


- وبصماتك الي علي اداة الجريمة ؟!. 

قالت بضعف والرؤية بدأت تتشوش : 

- ده مش دليل كافي ! 


اردف بلهجة حادة : 


- أحسنلك تعترفي عالطول وتخلصي نفسك القضية لبساكي لبساكي ! 


همست بضعف وقد أظلمت الرؤية وشعرت بالأرض تميد بها : 

- مقتلتوش ! 


كاد ان يرد ليجد جسدها يرتخي وتسقط أراضاً فاقدة للوعي أم للحياة ؟!!!! 


***** 

سمعت دقات علي منزلها ، نهضت بضجر لتفتح الباب لتصدم به يقف امامها ويستند علي الجدار يتعب لتقول بتهكم : 


- داني... الم نتفق الا تريني وجهك البغيض ؟!. 


لتصدم به يميل عليها ويحتضنها حتي كادت تسقط شعرت بتعب جسده لتقول بقلق : 


- داني ماذا بك ؟!. أأنت بخير ؟!. 


أجابها بهمس ضعيف : 


- أحبك ليلي ! 


وضعت يدها علي ظهره لتشعر بسائل علي يدها رفعتها لتصدم بالدماء تغطي كفها ! لتتوسع عيناها وتصيح بصدمة : 


- داني ! 


****** 

أطلق صفيراً بضجر وهو يقود سيارته عائداً الي المنزل ليلمح رجل يجر امرأة بعنف لا تظهر ملامحها فشعرها يغطي وجهها ولكن يبدو انها لا تود الذهاب معه اوقف سيارته ليترجل ويقترب منهم ليستمع لصياحها المرتعب : 


- سيب ايدي بقولك ! 


التفت ليصفعها بعنف وهو يشد خصلاتها مزمجراً : 


- اخرسي خالص فاكرة انك هتعرفي تهربي دانتي لو في بطن الحوت هجيبك يا سارة وابقي خلي أخوكي ينفعك ! 


قاومته بعنف وهي تصرخ : 


- سيبني يا حيوان ! انا مبقتش مراتك علشان تمد ايدك عليا ! 


ابتسم بشر ليصفعها مرة أخري بقسوة ، وعلي حين غرة تلقي لكمة قوية أطاحته أرضاً ! رفع بصره ليجده رجل ضخم البنية بملامح قاسية والذي لم يتوانى عن ضربه بعنف حتي أفقده وعيه ليسمع تشجيعات الجميع من حوله الذين صفقوا له علي شجاعته التفت لتلك المسكينة التي ترتجف ببكاء ليقول بلطف : 


- حضرتكِ كويسة ؟!. 


رفعت وجهها لتشكره لتصدم به الضابط الذي اتهمته بالخطف سابقاً ليصدم الأخير ويقول بصدمة جلية : 


- انتي ؟!. 


#يتبع... 

#أحببتُ_فريستي 

#بسمة_مجدي

الفصل طويل وأحداثه كتير عايزة تفاعل حلو  😍🙈


                  ******

_ سأظل بجانبك ! _

        _ 19 _ 


اتسعت عيناها لتصيح بصدمة : 


- داني !!! 


أسندته بصعوبة لتجعله يتمدد علي أريكتها وهي تتلفت حولها بجنون وكأن عقلها شلّ عن التفكير لتمسك هاتفها بتوتر وتتصل بالإسعاف ، أغلقت الهاتف لتهرع الي غرفتها وتحضر وشاحاً وتعود لتربطه حوله حتي تمنع النزيف مؤقتاً أخذت تلمس علي وجهه وهي تقول بخوف وتوتر : 

- داني لا تغلق عيناك...أتسمعُني فقط لا تغلقها...إبقَ معي أرجوك ! 


فتح جفونه بضعف والرؤية تتشوش من أمامه حاول التكلم لكن لم يستطع من فرط الألم لتجلس أرضاً وتمسك كفه وتقول بخوف : 


- إنت لن تتركني داني أليس كذلك ؟!. أقسم ان أقتلك إن فعلتها ! 


ابتسم بضعف من حديثها الغير مرتب والمرتعب ، انسابت دموعها علي وجنتيها لتسمع صوت صفارات الإسعاف احتضنته بقوة ، تخشي ان تفقده فهو عالمها أبيها وأخيها وعشقها الوحيد ما صعوبة أن يفقد شخصاً عزيزاً فماذا لو فقدت ثلاث... 

                 ****** 

ذرعت المشفى ذهاباً واياباً بخوف وهو تتمتم بتوتر : 


- سيكون بخير بالطبع سيكون بخير داني لن يتركني هو فقط لن يفعلها ! 


خرج الطبيب ليطمئنها بكلمات مقتضبة أنه بخير وهي فقط رصاصة سطحية ، هرعت الي الداخل لتجده ممد علي الفراش الأبيض وعضلاته البارزة ووجهه الذي مازال وسيماً رغم شحوبه ابتسمت بضعف لتجلس جواره وتهمس بخفوت حزين : 


- أتعلم انه لو حدث لك شئ أقسم اني كنت سأقتل نفسي أنت لست مجرد رجل أعشقه داني...أنت أبي...وأخي...أنت عالمي...وأنت وطني...أنت فقط كل ما أملك ! 


رفعت كفه لتقبلها برقة هامسه بحب : 

- كنت كاذبة حين أخبرتك أني أكرهك وانت تعلم ذلك...آسفة... 


أسندت رأسها علي صدره لتهمس باشتياق : 


- ستصدقني ان أخبرتك اني اشتقتُ لدفيء أحضانك اشتقت لكلماتك الحنونة رغم برودة نبرتك...اشتقت لغضبك وصرامتك حين أخطئ فأبدو كطفلة صغيرة يوبخها والدها ثم يعتذر محتضناً إياها حين تبكي ! 

                ****** 

فتح جفونه بتعب ليشعر بملمس ناعم علي جسده ليجدها "ليلي" تغط في نوم عميق علي صدره ! ابتسم بحنو ليلمس علي خصلاتها السوداء الناعمة بتموجاتها المتمردة مثلها تماماً ، استيقظت علي وقع لمساته الحانية علي خصلاتها لتنهض وتتذكر ما حدث لمحت نظراته الراضية والتي تلمع ببريق تعشقه لتعود ملامحها للبرود وهي تقول بجمود : 


- لا تطالعني بتلك النظرة أنا فقط أحضرتك للمشفى لأنك جئت اليّ وطلبت المساعدة وأي شخص كان بمحلك كنت سأفعل معه المثل ! 


لم يرد أن يفسد متعة معرفة انها كانت ساهرة بجواره من شدة خوفها ليقول بهدوء اغاظها : 


- أعلم ذلك صغيرتي... 


استشاطت غيظاً من هدوئه لتقول بجمود : 


- أنا سأغادر انتبه لنفسك فهذه المرة نجوت ومن يدري اذا كنت ستنجو مرة أخري سيد دانيال  ! 


كادت ان تفتح الباب ليقاطعها صوته : 

- سأنجو ! طالما انتي بجانبي سأنجو دائماً صغيرتي ! 


تركت مقبض الباب لتعود اليه وتميل هامسه بابتسامة قاسية : 


- مشكلتك ان أحلامك تحلق عالياً حتي وصلت الي عنان السماء لا تحلم كثيراً حتي لا تتألم حين تجد نفسك فجأة بقاع الجحيم عزيزي دانيال ! 


لم ينطق سوي بكلمة واحدة خرجت صادقة تحمل في طياتها الكثير والكثير : 


- أحبك ! 


ارتجف قلبها لكلمته رغم أنها سمعتها مراراً وتكرارً الا انها تحدث في نفسها نفس الأثر في كل مرة ! استعادت قناع الجمود لتردف بتهكم : 


- ألم أخبرك أن أحلامك تصل عنان السماء ، يوماً ما ستنتهي تلك الأحلام وتتركك كالحطام ! 


               ****** 

جلست تبكي بسيارته لا تصدق ما حدث ألن يتركها بشأنها يوماً قطع شرودها صوته الهادئ : 


- جوزك ؟!. 


انتفضت ظناً منها انه سيعدها اليه قائلة بلهفة : 


-لا لا والله طليقي والله... 


اشفق علي حالتها فليست تلك من واجهته بقسم الشرطة بقوتها بل هي ضعيفة...مكسورة...وللعجب صغيرة ! ام قصر قامتها السبب ؟!.لكن وجهها طفولي وحقاً تبدو كالطفلة المرتعبة ليقول مهدئاً : 


- اهدي...اهدى...أنا بسألك بس وحتي لو مراته مكنتش هرجعك ليه لأنه مهما كان ده ميدلوش الحق ان يرفع ايده عليكي ! 


نظرت أرضاً بحزن ليقطع حديثهم رنين هاتفه ليجيب بابتسامة زادته جاذبية : 


- أيه يا روح قلبي خلاص قربت اوصل ومتقلقيش يا ستي جبتلك الي انتي عايزاه.... 


ضحك قائلاً : 


- يخربيت الشكولاتة الي لحست دماغك حاضر يا ستي اي أومر تانيه ؟!. 


أغلق هاتفه غافلاً عن تلك التي تراقبه بابتسامة حانية فالرجال الذين يقدرون زوجاتهم لم ينقرضوا كما تظن ها هو يحدث زوجته بكل حب نظر لها ليقول بابتسامة ومرح : 


- دي بنتي الصغننة لازم تكلمني كل شوية بحس انها مراتي من كتر حنيتها... 


دهشت ولا تدري لما شعرت بسعادة خفية تتخللها حين أدركت انها ليست زوجته لتقول برقة : 


- ربنا يخليهالك... 


أوصلها الي منزلها لتترجل قائلة بحرج : 

- انا متشكرة جداا علي وقوفك جمبي وبعتذر مرة تانية علي حصل في المول... 

اومأ له بابتسامة لتتركه وتصعد الي بنايتها وهو يتطلع خلفها بدهشة متمتاً : 


- بقي ده منظر أم ومطلقة كمان دي باين عليها مكملتش 20 سنة ! 


               ****** 

- يعني ايه ملحقتش تردها ؟!. 


صاحت بها "فريدة" في غضب عارم وهي تدفعه بعنف ، ليقول بتوتر : 


- والله انا كنت خلاص هركبها العربية معرفش طلعلي منين ابن *** ضربني وخدها ! 


نظرت له شزراً لتردف بغضب : 


- علشان غبي ! مش قادر تقول للناس انها مراتك ؟ مكانش حد هيقدر يفتح بوقه ! دانت لو دبحتها محدش هيتدخل طالما جوزها ! 


وضع الثلج علي وجهه ليقول بضيق : 

- اهو الي حصل بقي ... 


رفعت حاجبها لتقول بتهديد حازم : 

- اسمع اما أقولك أنا خرجتك من المصيبة الي كنت فيها بالعافية يبقي تعمل الي اتفقنا عليه تاخد مراتك وعيالك وتغورو في داهية  ! 

صاح بها بغضب : 


- هو  مش كل ده بسبب ابنك الي حبسني وضربني وكمان طلقها مني ! 


رمقته شزراً لتقول بأمر : 


- مش مشكلة هنشوف حل تاني المهم تبعدها عن ابني ! 


ارتدت نظاراتها وغادرت شقته بقوة وهي تغلي من الغيظ وعازمة الا تكرر مأساة الماضي مرة أخرى... 

                ***** 

دخل الي منزله حاملاً الحلوى المفضلة لصغيرته ليقول بمرح : 


- اين انتم يا قوم ؟!. 


دخل ليجد والدته تطعم الصغيرة بحب وهي تقبلها وتداعبها بحنان ، نظرة راضية احتلت عيناه فكم كان يخشي معاملة والدته للصغيرة ولكنه سعد بتغيرها مؤخراً ليسمعها تقول بتذمر : 


- كفاية يا آنا انا هبقي شبه الباندا من كتر الأكل ! 


قهقه بخفة ليقول بمرح : 


- وهو في باندا حلو كده يا ناس ؟!. 

في لحظة كانت بين أحضانه وهو يقبل وجنتيها بحنان لتقول والدته : 

- إلياس كنت عايزة أتكلم معاك في موضوع مهم... 


أنزل الصغيرة ليقول بحنان : 


- يلا يا توتا خدي الشكولاتة بتاعتك وادخلي العبي في اوضتك علي ما أكلم آنا... 


اومأت بطاعة لتختطف الكيس من يده وتهرع للداخل ، جلس بجوار والدته ليقول بهدوء : 


- قولي يا أمي عايزاني في ايه ؟!. 


تردد قليلاً لتقول بحذر : 


- اسكت مش النهاردة قابلت ام سعاد جارتنا زمان فاكرها ؟!. 


ضيق عيناه قائلاً بتوجس : 


- مش مرتاحلك يا الهام... مالها الست ام سعاد ؟!. 


لتقول مباشرة : 


-بصراحة شوفتها وشوفت بنتها سعاد لا والبت ايه تقول للقمر قوم وانا اقعد مكانك بسم الله ما شاء الله وكمان بقي لهلوبة في شغل البيت والطبيخ اه أمال و... 


قاطعها بغيظ : 


- احنا مش اتكلمنا في الموضوع ده قبل يا الهام ؟!.انا خلاص مستكفي بيكي وتقي مش عايز حد تاني في حياتنا ! 


ذمت شفتيها لتقول بغضب : 


- بقولك ايه يا ابن بطني انا مش هرتاح الا لما اشوفك متجوز...هو الراجل ايه من غير ست تراعاه وتبقي جمبه في الحلوة والمُره ! 


نهض قائلاً بغضب : 


- وانا مش هتجوز هي عافيه ؟!. 


وكعادة كل الأمهات المصرية لجئت الي القسم القاطع : 


- كده ؟!. طب تعدمني يا إلياس لانت متجوز ! 


جز علي أسنانه بغضب ليتركها ويدلف الي غرفته وهو يفكر بعصبية لا يدري لما جاءت علي باله تلك المرأة الصغيرة كما أسماها بشراستها وخجلها وبكاءها لما تبدو رائعة الجمال بكل حالاتها...لمعت بعقله فكرة ليتمتم بتفكير : 


- مش بطالة... ليه لأ ؟ 


                  ***** 

نهض من جوارها ليشعل سيجارته ويدخن ببرود نظر اليها بازدراء ليقول بأمر : 


- عايزك تجهزي علشان دورك قرب ! 


نهضت "ساندي" لتلف جسدها بالشرشف وتقول بقلق : 


- بيقولوا مراته مش سهلة ؟!.ممكن كده تبوظ خطتنا... 


اغمض عيناه بانتشاء وهو يتذكر ابتسامتها وجمالها الآخذ ليقول بخبث : 

- هي فعلاً مش سهلة بس انا وراكي متخافيش ! 


عضت شفتيها بتردد لتقول : 


- هو مينفعش ارجع ليوسف تاني ؟ 


رمقها بغيظ ليهتف بسخط : 


- لو فاكرة ان ابن الحديدي ممكن يبصلك تاني تبقي غلطانة الي زيك أخرها معاه ساعتين زمان وأظن انتِ فاهمه طبعاً ... 


شحبت بشرتها من حديثه القاسي والجارح لتقول بغيظ : 


- وانت فاكر ان ميرا مراته ممكن تسيبه وتبصلك انت ! 


اشتعلت عيناه ليصفعها بغضب ، جذب خصلاتها ليهمس بفحيح أفعي : 

-أسمعي يا بت انتي هنا تنفذي الي انا بقوله وبس واي حاجة تانية متخصكيش انتي فاهمه ؟ 


أومأت بخوف ليدفعها بعنف وينهض ويلج الي المرحاض غير عابئاً بها... 


                ****** 

عادت الي منزلها وهي تلعن كبرياءها الغبي الذي جعلها تتركه ردت لو ظلت بجواره ما بقي لها من العمر لتنساب دموعها وهي تتذكر ما حدث في تلك الليلة المشئومة... 

Flah back.          


ابتسمت بسعادة والهواء الباد يلفحها علي متن سفينة ضخمة تبحر ليلاً... لتشعر بأنفاسه الساخنة علي بشرتها وذراعيه اللذان يضماها لتتملل بضيق وهي تقول باعتراض : 


-داني توقف أخبرتك انني لا أحب هذه الطريقة ! 


ضم وجهها بين كفيه وهو يقول بحب : 

-لماذا صغيرتي ؟!.انا لم افعل شيئاً انا فقط أحتضنك ليس إلا... 


تراجعت للخلف قليلاً وهي تقول بضيق : 


-من فضلك دانيال انت تعلم ان هذا الأفعال غير مقبولة حين نتزوج أفعل ما يحلو لك ! 


اختفت ابتسامته قائلاً بلهجة حادة : 

-وكم مرة طلبت منكِ الزواج ولكنك دوماً ما ترفضين...، أحياناً اشكُ انك تحبينني مثلما أحبك ليلي ! 


عضت شفتيها لتقول بتوتر : 


-انت مخطئ  انا فقط أحتاج لبعض الوقت ! 


أردف بلهجته الحادة : 


-وانا اكتفيت ليلي اما الزواج او أفعل ما اريد بدونه ! 


توسعت عيناها لتقول بغضب : 


-مستحيل أن أسمح لك ان تلمسني بلا زواج انا لست رخيصة ! 


اغمض عيناه بقوة ليستعد هدوئه ليجذبها الي ويقول بهمس بصوته الرجولي الذي تعشقه : 


-لم لا تفهمين اني اريدك ليلي لأني أعشقك انت ليستِ رخيصة بالمرة صغيرتي انت ملكة علي عرش قلبي انتي أميرتي اياكِ ان تحقري من نفسك مرة أخرى ! 


هربت الكلمات حين استمعت لصوته الهامس رباه تشعر وكأن قلبها يكاد يقرع كالطبول من قربه المهلك لأعصابها ليكمل برقة : 


-انتظرتكِ لثلاث سنوات ولم أعد أحتمل المزيد قولي كلمتك الأخيرة تريديني ام لأ  ؟ 


تدرجت وجنتيها بحمرة من الخجل لم يلاحظها  لتدفعه قاصدة الهروب لغرفتها علي متن السفينة ليصلها صوته الحازم الذي لم تنتبه لنبرته في خضم خجلها : 


-لا مجال للهروب الأن ليلي اذا رحلتِ سأعتبر ذلك رفضاً صريحاً لي ولعشقي ! 


كادت ان ترد لتلمع بعيناها فكرة لتركض الي غرفتها تاركة اياه ينظر خلفها وكأن الجحيم تجسد بعيناه ضغط بيده علي الكأس ليتحطم ويجرح يده فاق علي لمسات ناعمة علي ظهره ليقول بحده : 


-من الأفضل لكِ ان تبتعدي ليزا انا اود البقاء بمفردي ! 


ابتسمت بخبث لتقف أمامه وهي تمرر يدها بنعومة علي صدره قائلة بغنج : 


-انا فقط أساعدك علي الرؤية عزيزي انت مغرم بطفلة لا تعي شيئاً وصدقني لن تفيد رجل مثلك وبمثل مغامراتك الحافلة مع النساء... 


لم يرد فقط ملامحه تزداد قساوة وعيناه كالجمر المشتعل لتكمل وهي تمرر يدها علي كتفه : 


-انت فقط تحتاج للراحة وأنا سأمنحك إياها بسخاء... 


وضع كفه خلف رأسها وجذبها ليقبلها بقسوة شديدة ليبتعد وتشهق بعنف والدماء تسيل من شفتيها ليقول بجمود : 


-انتِ محقة انا أحتاج لعاهرة وانتِ ستفين بالغرض ! 


جذبها خلفه الي غرفته بملامح مخيفة وغضب كالجحيم يحرق من حوله... 


ارتدت الفستان الأحمر ذو الذكري المميزة لديها لتضع أحمر شفاه قاتم اللون وزينة بسيطة ووضعت خاتمه الذي أخبرها ان ترتديه حين توافق علي طلبه لتقول بتوتر : 


-هيا ليلي الأمر ليس بتلك الصعوبة ستقولين أحبك واقبل الزواج منك وانتهي الأمر ! 


خرجت تبحث عنه في أنحاء السفينة ليخبرها أحدهم انه بغرفته وأخبرهم بعدم إزعاجه لكنها أصرت فتحت غرفته لتدلف بابتسامة واسعة لتشهق بصدمة من ذلك المنظر الذي لن يمحى من ذاكرتها أبداً داني عاري بلا ثياب وبجانبه امرأة تلف الشرشف علي جسدها تراجعت للخلف لينهض مسرعاً وهو يقول بتوتر : 


-ليلي ! انتظري ! أنا سأشرح لكِ 


كادت أن تبكي وتنهار وودت لو تلقي بنفسها بين ذراعيه تشتكي له ما فعله لتجد أن صلابة جديدة تشكلت علي محياها لتقترب منه وهي تقول بشراسه يراها لأول مرة : 

-من الجيد اني جئت في الوقت المناسب لأتأكد اني أحببت شهواني حقير ولعين لا يعبأ بمشاعر أحد ! 


كاد ان يتحدث لتقطعه بصوت حاد : 

-إياكَ سيد دانيال ان تدافع عن نفسك انت لست مخطئ انت فقط تمشي خلف غرائزك تماماً كالحيوانات ! 


-ليلي ! 


صرخ بها بغضب لتتوقف ، خلعت خاتمها لترميه امامه وتقول بابتسامة شرسة : 


-أفعل لي معروفاً... بألا تريني وجهك اللعين مرة أخرى ! 


End flash back.       

                ******  

فتحت جفونها بضعف لتجد نفسها بغرفة بيضاء بدأت الرؤية تتضح لتجد "يوسف" يقف جوارها مبتسماً وعيناه تلمعان بدموع ، قطبت جبينها محاولة التذكر ما حدث ليصلها صوته الهادئ المشتاق : 


- متفكريش كتير ، انت طلعتي براءة القاتل طلع واحد ليه عداوة مع والدك وجه سلم نفسه والقضية اتقفلت... 


تنفست بألم لتردف بتهكم : 


- معقول يغمي عليا شوية فيحصل كل ده ! 


ربت علي خصلاتها ليقول بحذر : 


- ميرا...إنتِ بقالك عشر أيام في غيبوبة ! 


شهقت بصدمة قائلة : 


- بتهزر ! غيبوبة ازاي ؟!. دي مجرد دوخة واغماء عادي... 


أمسك كفها يقبله برقة قائلاً : 


- حبيبتي الضغط عليكي كان زيادة والي حصل مكانش سهل فعقلك اختار الهروب ودخلتي في غيبوبة بس المهم انك رجعتيلي بالسلامة... 

تنهدت لترخي جسدها مرة أخري لتفكر بأنه وقف بجوارها بكل تلك المشكلات ولا ينقصه ان تكون حالتها النفسية سيئة ، تشعر بالرغب في الهروب والاختباء بعيداً عن الأعين...بعيداً عن الناس...عن الألم...ترغب بالاختباء تحت فراشها كالطفلة الصغيرة الخائفة فاقت من شرودها علي لمسته الحانية علي وجهها طالعته بنظرات حادة تخفي خلفها الكثير لتصدم به يميل ويهمس بحنان وكأنه قرأ افكارها : 


- الدموع مش عيب وخوفك مش عيب ! عمر مكانتك ما هتنقص لو عيطي قدام جوزك وضعفتي يا ميرا  ! 


أبعدت يده لتعتدل وتجلس قائلة بعصبية : 


- أنا مش خايفة ! وعمري ما خفت ! 

اقترب ليحاول ضمها لتدفعه بعنف وهي تصيح بهستيرية : 


- اطلع بره ! مش عايزة اشوف وشك ! ولا عايزة اشوف أي حد ! 


قيد حركتها جيداً ليحتضنها بقوة غير سامحاً لها بالابتعاد لتهدأ مقاومتها العنيفة تدريجياً...لتشرع في بكاء مصحوب بالصراخ !وتتشبث به وكأن صراخها كالسهام التي اخترقت قلبه بلا رحمة صراخ يحمل ألم سنوات من عذاب هدأ صراخها بعد دقائق لتهمس بألم : 


- أنا...تعبت ! 


كلمات معدودة ولكنها تعني الكثير والكثير وكأنها تروي قصصاً من ألم ليهمس بحنان : 


- أنا عارف وحاسس بيكي بس أنا جنبك ومش هسمح لحاجة توجعك تاني الماضي انتهي بكل ما فيه ! 


ابتعدت قليلاً لتبتسم ابتسامة باهته وتقول بحب وهي تمرر كفها علي وجهه : 


- انت شخص كويس اوي يا يوسف...طيب...وجدع...وأحسن زوج ممكن الواحدة تتمناه ! 


ابتسم ليردف بمرح : 


- عديّ الجمايل يا مزتي... 


رفعت كفه لتقبله بحب تحت صدمته فهو يعلم بطبعها وانها من سابع المستحيلات ان تقبل يده ويعلم انها تؤمن بحقوق المرأة والمساواة ولا تؤمن ان تنحني لرجل او تسمح له ان يقودها وعلي الرغم الحب الكبير الذي بينهم دائماً تتعامل الند بالند ونادراً لو تلقت منه أمراً ! لتهمس بحب : 


- ينفع تكمل جميلك وأطلب منك طلب ؟!. 


علي رغم من دهشته أومأ وهو يقول بجدية : 


- أي حاجة تطلبيها هنفذها انتي بس أؤمري ؟!. 


اقتربت لتهمس بأذنه بهمس متألم : 

- طلقني  ! 


#يتبع...

#أحببتُ_فريستي

#بسمة_مجدي

الفصل طويل جداا عايزة تفااعل حلو برأيكم وتوقعاتكم 😍🙈

#دمتم_سالمين

*******************

_ أحبك ! _ 

_20_ 

رفعت كفه لتقبله بحب تحت صدمته فهو يعلم بطبعها وانها من سابع المستحيلات ان تقبل يده ويعلم انها تؤمن بحقوق المرأة والمساواة ولا تؤمن ان تنحني لرجل او تسمح له ان يقودها وعلي الرغم الحب الكبير الذي بينهم دائماً تتعامل الند بالند ونادراً لو تلقت منه أمراً ! لتهمس بحب : 


- ينفع تكمل جميلك وأطلب منك طلب ؟!. 


علي رغم من دهشته أومأ وهو يقول بجدية : 


- أي حاجة تطلبيها هنفذها انتي بس أؤمري ؟!. 


اقتربت لتهمس بأذنه بهمس متألم : 


- طلقني ! 


صمت لبرهه حتي توجست من ردة فعله لتصدم به يقترب هامساً بابتسامة قاسية : 


- عارفة يا روح قلبي لو مكناش في المستشفى ومكنتيش انتِ تعبانة كنت هعمل ايه ؟!. 


ازدردت ريقها وهي تنفي بخوف ليكمل وهو يقبض علي خصلاتها هامساً بشراسه :


- كنت مديت ايدي عليكي ! و حرّمتك تنطقي كلمة طلاق تاني ! بس ده مش هيمنعني بردو اني اعاقبك علي كلامك ! 


توسعت عيناها حين مال عليها بقبله عنيفة خطفت أنفاسها ليبتعد ويسند جبينه الي جبينها وهو يهمس بأنفاس متسارعة وكأنه قرأ أفكارها : 


- انتي عمرك ما كنتِ حمل تقيل عليا ! انتي أحلي حاجة حصلتلي...انتي زوجة ممتازة وصديقة وام...انتي الدنيا بالنسبالي...انا قابلك بكل ما فيكي ولو فيكي عيوب الدنيا...بردو بحبك ! 


انسابت دموعها لتشق طريقها علي وجنتيها وابتسامة ضعيفة تشكلت علي ثغرها لتهمس بألم : 


- عمرك ما هتزهق مني ؟!.ولا هتندم انك اتجوزتني ؟ ... 


ابتسم بحنو وهو يقول ببطء كأنه يحادث طفلة صغيرة : 


- بحبك ! لو مفهمتيهاش عربي أقولهالك انجليزي... اه جوزك مثقف بردو... 


ضحكت بخفوت واحتضنته بقوة ولأول مرة تكون المبادرة بالاقتراب وكأنها تعترف بحاجتها له ليضمها بحب ، ابتعدت لتقول بتحذير وقد عادت روحها المرحة : 


- عارف لو فكرت تسيبني ؟ هقتلك ! انا بدي الفرصة مرة واحدة... 


قالتها ليضحك كلاهما وهو يضمها مرة أخري مردداً للمرة التي لا يعلم عددها انه لن يتركها طالما بصدره نفس يتردد... 


****** 

بعد مرور اسبوع 


رمقها بغضب ليصيح باستنكار : 


- يعني ماجد اتعرضلك من اسبوع وانا أخر من يعلم ! 


انكمشت في مقعدها وهي تمسك يد "ميرا" المنكمشة بجانبها من صراخه العنيف ليكمل هادراً : 


- ماشي انا هوريه ازاي يفكر يتعرضلك وانتي في حمايتي دانا هشرب من دمه ابن **** ... !


لتهمس "ميرا" بأذنها بخوف : 


- هو أخوكي بيتحول ولا ايه ده شوية وهيقوم ياكلنا ! 


كادت ان ترد ليقطعه صراخه الغاضب : 

- وده ليه...علشان الهانم بتهرب من الحراسة ! ميت مرة اقولك متمشيش من غيرهم بس ليه لازم نعند ! 


اخفضت "سارة" رأسها بضيق ليتحول بنظره ل "ميرا" يستأنف بغضب وهو يشد علي خصلاته : 


-وانتي كمان ! كام مرة هربتي من الحراسة ؟ أعمل فيكوا ايه بس ! 


امتعضت ملامحها لتقول بتذمر : 


- الله وانا مالي ؟ 


رفع حاجبه ليقول بأمر ونبرة غاضبة : 

- انتوا الاتنين تخرسوا خالص ! ومن النهاردة مفيش خروج الا بعلمي وبالحراسة واديني قاعدلكم اما اشوف كلامي هيمشي ولا لأ ؟! 


لم يرد أحد ليقول بعصبية : 


- كلامي مفهوم ! 


انتفض كلاهما ليقولا بخوف : 


-مفهوم يا كبير ! 


****** 

جلس بمكتبه واجماً فلم يستطع العثور علي ذلك اللعين "ماجد" يكاد يجن ويعلم كيف خرج من تلك القضية المدبرة قطع شرودها صوت مساعدته : 


- في واحد عايز يقابل حضرتك ضروري يا فندم ! 


رفعت رأسه ليقول بأمر جاف : 


- دخليه ! 


دهش حين راي زائره فقد كان ذلك الضابط التي اتهمته شقيقته مسبقاً بخطف طفلها ... ! نهض ليقول بترحيب :


- اهلا بيك ، اقدر اعرف سبب الزيارة الكريمة ؟ 


جلس "إلياس" بهدوء ليتشدق بصوته الهادئ : 


- أنا المقدم إلياس سليمان وكنت جايلك في موضوع شخصي شوية... 

طالعه باهتمام يحثه علي الإكمال ليتابع : 


- انا جاي أطلب إيد أختك ! 


قطب جبينة باستغراب ليقول : 


- تقصد سارة ؟ 


اومأ له ليردف "يوسف" بجدية : 


- دي حاجة تشرفنا طبعاً بس ياتري حضرتك عارف ان اختي مطلقة وعندها ولدين ؟ 


اخفي صدمته بوجود طفلين فقد ظنه طفل واحد ولكن ما الفرق ليقول بثقة : 

- انا عارف كده كويس وانا مصر علي طلبي... 


قاطعه بلهجة تشوبها الحده : 


- طب كلمني عن حياتك ؟ انت مطلق ولا ارمل ؟ اصل اعذرني مفيش واحد متجوزش قبل كده هيروح يتجوز مطلقة ومعاها طفلين كمان ! 


ابتسم بتفهم وهو يدرك قلقه علي شقيقته ليقول برزانة : 


- معاك حق انا فعلاً مطلق ومعايا بنت بس مش بالدم انا متبنيها ! 


مط شفتيه بتفكير قائلاً : 


- عموماً انا هفاتح سارة في الموضوع والي فيه الخير يقدمه ربنا شرفت يا سيادة المقدم ! 


اومأ له بضيق من اسلوبه الجاف في التعامل ليصافحه ويغادر علي أمل أن تقبل عرضه فمنذ رأها اخر مرة لا ينفك عن التفكير بها ... ! 


****** 

أمسكت البطاقة التي وجدتها أمام باب منزلها لتمرر عيناها علي محتواها وانفاسها تتسارع لتقول بصدمة : 


- دانيال سيتزوج ! 


وكأن نيران اضرمت بقلبها لتهرع الي غرفتها وتغير ثيابها مسرعة وهي تهرع خارج المنزل وهي تتوعد ان تقلب ذلك الزفاف رأساً علي عقب... ! 


****** 

أوقفت سيارتها لتترجل وتصفع الباب بعنف وتدخل الي الشاطئ الذي يقام به حفل الزفاف كعادة الانجليز في حفلات زفافهم التي تقام نهاراً علي أحد الشواطئ ، اشتعلت عيناها حين وجدته يقف ببذلته الرمادية وابتسامته الواثقة ويمسك بكف عروسه ، اقتربت وفي طريقها ركلت بعض الكراسي وبعض الطاولات تحت صدمة الجميع ودهشتهم! حتي وصلت الي منصة الزفاف أمام نظراته الثلجية ، ابتسامة جانبية تشكلت علي ثغرها وهي تقول : 


- من الجيد انك دعوتني لزفافك كنت سأحزن كثيراً ان لم تفعلها...فانا صديقتك المقربة اليس كذلك سيد دانيال ؟! 


لم يعيرها اهتمام ليقول ببرود : 


- فلتبدأ بمراسم الزفاف فلدينا الكثير لنفعله اليوم ! 


بدأ الكاهن بقول طلاسم الزواج المعروفة لتقترب وتمد يدها لتصافح عروسه الشقراء بابتسامة واسعة : 


- مبارك لكِ يا عروس حقاً...أنتِ تبدين مقرفة ! لقد أثرتي اشمئزازي بمظهرك ! 


شهق جميع الموجودين وهم يتهامسون عن هوية تلك الغريبة التي تخرب الزفاف وكيف تقول هذا للعروس ليحذرها بصرامة : 


- ليلي ! توقفي عن التصرف كالمجانين وغادري ! 


ضحك بصوت عالٍ وصمت مريب ساد بالمكان لتقول بتحدي وعيناها أصبحت كالجمر المشتعل : 


- جنون ؟! انت لم تري جنون بعد عزيزي.....فقط شاهد واستمتع بالعرض ! 


قطب جبينه ليصدم بها ترمي كأس من العصير بوجهه العروس الذي صاحت بغضب : 


- هل جُننتِ ايتها الغبية ؟! كيف تجرأتي ؟! 


وكانت هذه البداية فقط...فقد جذبت خصلات العروس لتنهال عليها بلكمات وصفعات ولم يستطع أحد التدخل حتي رمتها أرضاً وجثمت فوقها وهي تواصل لكمها بعنف صارخة : 


- كيف تجرأتي علي أخذ ما هو ليس ملكك ؟! أقسم اني سأشوه وجهك اللعين أيتها العاهرة ! 


لم تشعر بنفسها سوي ترتفع عن الأرض ويدان تطوقان خصرها بقوة لتبدأ بالتململ بعنف وهي تشعر به يبتعد بها عن نطاق الزفاف لتصرخ بشراسه : 


- اتركني ! لم أنتهي منها بعد ! سأحطم وجهها تلك الغبية ! وبعدها سأحطم وجهك انت ايها ال... 


قطع حديثها وهو يرميها أرضاً ويهتف ببرود : 


- هل انتهيتي من هذه الدراما ؟ هيا ارحلي ! انا لم اعد ارغب بكِ ! 


كلماته طعنتها بصميم قلبها اين وعوده وكيف تخلي عنها بهذه البساطة لتقول بصوت مرتعش : 


- لقد وعدتني ألا تتخلي عني ! 


كاد ان يغادر ، توقف ليلتفت قائلاً بجمود : 


- أنا اكتفيتُ منكِ ليلي انتِ محقة لقد انفصلنا منذ زمن وها أنا أحرركِ من قيدي ... ! 


التمعت عيناها بالدموع لتنهض وتدفعه من صدره بعنف وهي تصيح ببكاء : 


- انتَ كاذب ! ستظل دائماً كاذب ! انت لست بارع في شئ مثل ان تخلف وعودك ! 


قيد يديها ليوقفها عن ضربه وهو يقول بنبرته الباردة : 


- طلبتُ عفوكِ كثيراً ولم تمنحينني إياه فماذا تنتظريني انا لن أظل عمري ألهث خلف مسامحتك ! 


شرعت في بكاء عنيف لتصدمه بأن رمت رأسها علي صدره وهي تلف ذراعيها حول خصره وتقول ببكاء : 


- سامحتك...اقسم اني سامحتك من زمن...ولكني كنت أكابر...لا تتخلي عني ارجوك دانيال أنا لن استطيع الحياة بدونك ! أنا أحبك ! 


ابتسم بدفيء وهو يضمها هامساً بنبرته الرجولية : 


- وأنا أيضاً صغيرتي ! 


توقفت عن البكاء لترفع رأسه وتجده مبتسماً ! ابتعدت لتقول باستغراب : 


- وانت ماذا ؟ 


اتسعت ابتسامته قائلاً : 


- انا أيضاً اعشقك ! ولا أستطيع الحياة بدونك ! 


قطبت جبينها وهي تقول بتشوش :


- كيف ؟ والزفاف والعروس و... 


قطع حيرتها قوله ومازال مبتسماً : 

- لا يوجد زفاف عزيزتي والكاهن يعمل ساعيٍ بشركتي ! 


توسعت عيناها لتقول بصدمة وهي تشير تجاه الزفاف : 


- والعروس ؟ 


حمحم ليقول بلامبالاة : 


- عاملة المقهى كلفتني الكثير لتقوم بهذا الدور وتتحمل جنونك أيضاً ! 


لم تختفي صدمتها التي زادت حين ركع علي ركبة واحدة وهو يخرج خاتماً جديداً من الألماس ليقول بلطف وهو مبتسماً بعذوبة : 


- أنسة ليلي ! سيدتي الجميلة وصديقتي وطفلتي الرقيقة أتقبلين الزواج مني انا دانيال ابراهام المتيم بعشقك ؟ 


ضحكت بقوة لتردف بهدوء : 


- أتعلم انك أغبي وأجن وأوسم رجل قابلته ؟! 


اومأ لها بخفه وهو يقهقه منتظراً ردها ، لم تبكي من السعادة وتأخذ الخاتم بخجل كأغلب الفتيات بل ارتمت عليه تحتضنه بقوة حتي سقط كلاهما أراضاً وهي فوقه! أخذت تضربه علي صدره وهي تصيح باستنكار غاضب : 

- أهذه طريقة لعرض الزواج ! تباً لك داني ! تقيم زفافاً مزيفاً لتجعلني أدمره ثم بهذه البساطة تطلب الزواج ؟! انا واثقة أنكَ هارب من مشفي المختلين عقلياً ايها المختل ! 


أمسك قبضتها ليثبتها فوق صدره لتنطلق ضحكاته بقوة فلم يعد قادراً علي السيطرة عليها هدأت ضحكاته لينظر لعيناها الساحرة ذات الأهداب الطويلة ويهمس بحروف تقطر عشقاً : 

- أحبك ! 


تنهدت لتدفن رأسها بصدره هامسه بنبرة مختنقة من كم الانفعالات : 


- وأنا أيضاً أيها المختل ! 


انتبهت لوضعهم لتنهض مسرعة لتنظر حولها بلهفة تنفست الصعداء حين لم تجد أحداً بذلك الجزء الهادئ البعيد عن الزفاف الذي دمرته ، نهض ليقول بأمر صارم وتهديد : 


- بعد 10 أيام سيتم زفافنا وأقسم ان رفضتي او تذرعتي بأي حجة للتأجيل سأخطفك ليلي...وأتزوجك رغماً عنكِ ! 


ضحكت بخفوت وهي تطلع عليه بنظره عاشقة تخصه وقلبها أصبح يضاهي الطبول في ضجيجها وصخبها... ! أيمكن ان تصل لدرجة أعلي من العشق ! ... 


                       *****

ابتسمت ابتسامة دافئة وهي تغمض عيناها لتبدأ الطائرة بالإقلاع ف "يوسف" قد قرر قراراً نافذاً بأن يسافر كلاهما في جولة في أوربا من أجل حالتها النفسية طالعته بحب لتقول بعتاب رقيق : 


- مكانش في داعي للسفر بره مصر ونسيب سارة لوحدها ... 


أمسك كفها وهو يقول بحنان : 


- متقلقيش يا روحي انا مشدد الحراسة عليها ، والرحلة دي احنا محتاجينها اوي.. 


اومأت له بإيجاب لتغمض عيناها وتسند رأسها علي كتفه وتذهب في نومٍ عميق... 


****** 

استيقظت مساءٍ بعد ان خلد كلاهما للنوم ما ان وصلوا الي "باريس" (العاصمة الفرنسية) دلفت الي المرحاض لتغتسل ، تذكرت انها لم تحضر ثيابها ، خرجت وهي تلف جسدها بمنشفة قصيرة وهي متيقنة من عدم وجود "يوسف " فقد أخبرها أنه سيرتب بعض الأمور ويعود فتحت خزانتها لتغير ثيابها ، صدمت بأن خزانتها فارغة تماماً ! لكن كيف وهي وضعت الثياب بيدها ، ضيقت عيناها لتقول بتوعد : 


- اما وريتك يا يوسف ! 


فتحت الجزء المخصص له لتأخذ قميصا له علي مضض وترتديه ، ولج الغرفة بعد قليل ليقول بمرحه المعهود : 


- حبيبي الي واحشني ! 


نظر بأنحاء الغرفة ليجدها تجلس أمام النافذة تحتسي قهوتها وهي ترتدي قميصه الأسود ، ازدرد ريقه بصعوبة ليقول بصوت ممازحاً : 


- يا مساء القشطة يا مزة مشوفتيش مراتي ؟ 


رمقتها بنظرات مشتعلة لتقول بضيق : 

- انت مش هتبطل حركاتك دي ؟ هدومي فين ؟ 


اقترب أكثر وهو يطالعها بنظرات مظلمة ، تضرجت وجنتيها بحمرة الخجل التي نادراً ما تظهر لتنزل القميص في محاولة فاشلة لمداراة ساقيها ليقول بابتسامة : 


- بتغطي ايه يا بس يا ضبش هو انا غريب ده العبدلله زي جوزك يعني ! 


نهضت لتقول بارتباك : 


- بطل قلة ادب يا يوسف...ولو سمحت رجعلي هدومي ! 


شهقت حين جذبها لتصدم بصدره ليقول بتسلية : 


- بتتكسفي يا بيضا ؟ 


زفرت بضيق حين لم تستطع التحرر من أسر ذراعيه لتخبأ وجهها بصدره وهي تشعر يميل ويحملها برقة وهو يهمس ببطء : 


- بموت فيك يا ضبش ! 


ضحكت بخفة علي هذا اللقب الذي لا يكاد يتوقف عن مناداتها به "ضبش" لتسكت شهرزاد عن الكلام المباح... 


****** 

التمعت عيناها بإعجاب وهي تتجول بتلك البلدة الساحرة ليصلها صوته ممازحاً : 


- بما انك أول مرة تيجي فرنسا إعتبريني مرشدك السياحي من هنا يا هانم... 


قالها وهو ينحني بطريقة درامية لتضحك بخفة وتلحق به حتي وصل كلاهما الي أحد الجسور المشهورة بباريس ليشرح لها باستفاضة : 


- ده يا روحي أسمه جسر الفنون pont De's arts.... 


تجولت ببصرها علي هذا الجسر الرائع لتقول بفضول : 


- وايه الاقفال دي ؟ 


ابتسم ليقول بحنان وهو يطالعها بحب : 


- دي بقي اسمها lovers lock بالعربي اقفال الحب...عادة فرنسية ان العشاق يجيوا هنا ويكتبوا اساميهم علي الاقفال دي ويحطوها علي الجسر الاسطورة بتقول ان ده معناه انهم هيفضلوا مربوطين ببعض للأبد... 

ابتسمت لتقول برقة : 


- عادة جميلة بس يا تري الاسامي الي علي الاقفال دي لسه مربوطة ببعضها ؟ ضحك بخفة لتقول : 


- يلا بينا انا عايزة أشوف شارع الشانزيليزيه بيقولوا تحفة... 


نظر لها بغموض ليخرج قفل باللون الأسود منقوش عليه أسمائهم ، شهقت بفرح ليردف بمرح : 


- مش معقول نيجي عند اقفال الحب من غير ما نحط القفل بتاعنا وجبته إسود لونك ولوني المفضل ! 

التقطته وعيناه تلمع بفرح لم يراه من قبل كفرحة فتاة صغيرة لتغلقه علي الجسر وتمسك المفتاح قائلة بتساؤل : 

- طب والمفتاح بناخده معنا ؟ 


احتضن كفها ليلقيه بالنهر وهو يهمس : 

- ده بنرميه في النهر ومستحيل حد يلاقيه علشان القفل ده ميتفتحش تاني أبداً... 


غمضت عيناها تستمع بقربه في هذا الجو الهادئ مساءً امام نهر السين...افاقت علي همسه : 


- مش معقول هنقضي الليل هنا ؟! مش يلا بينا لسه في حاجات كتير عايز أوريهالك... 


اومأت له ليغادر كلاهما ، اخذا يسيرا بالطرقات بعد إصرار منها علي الاستمتاع بهذا الهواء المنعش لتقطع الصمت قائلة : 


- عارف باريس بيسموها أرض العشاق ! الحب فيها مقدس موضوعه بسيط اوي مش زي ما احنا بنعقدها ونادراً لو جوازة قامت علي أساس الحب... 


ليرد بنبرته الهادئة التي يتخللها المرح : 

- كل بلد ليها عاداتها وتقاليدها وبعدين مين قالك اننا مش بنهتم بالحب مش لسه امبارح قبل ما ننام قولتلك بحبك يا ضبش ؟! انكري بقي ؟! 


ضحكت وهي تلكم كتفه بغيظ قائلاً : 

- ده أخرك في الرومانسية ؟ ضبش ! 


رفع حاجبه ليقول بتحدي : 


- لو علي أخري أنا مليش أخر داحنا نعجبوكي أوي ! 


قال كلمته الأخيرة بطريقة درامية جعلتها تضحك بقوة ليميل ويحملها علي كتفه وهو يصيح بنفس اللهجة وهو يعود بها الي فندقهم : 


- داحنا هنريحوكي يا شابة ! 


****** 

بعد يومان تحديداً في روما (عاصمة إيطالية) 


قفزت بسعادة وهي تتعلق بعنقه قائلة بحماس : 


- متعرفش يا چو قد ايه كان نفسي أشوف مصارعة تيران ! دي روعة اوعدني بعديها نروح حلبة مصارعة بس بني أدمين بقي... 


نظر لها بتوجس وهو يقول بشك : 


- متأكدة يا روحي انك مكتوبة في البطاقة أنثي ؟! 


عبست لتبتعد عنه قائلة بتهكم : 


- لا مكتوب سيد أشطا يا خفيف... 


ضحك وهو يميل ليقبل وجنتيها باسترضاء ويبرر : 


- أصل يا بيبي انتي هواياتك غريبة مصارعة تيران وسواقة عربيات وبعدين في ليدي رقيقة وجميلة زيك تحب اللون الاسود ؟ 


طوقت عنقه وهي تردف بنعومة : 


- عادي يا چو الألوان أذواق وسواقة العربيات علي أقصي سرعة متعة متتوصفش و مصارعة التيران دي شغف اني أشوفها من قريب... 


همس بأنفاس متهدجة : 


- انا بقول ننزل حالاً يا قلب چو بدل ما احلف يمين تلاته لنقضي الرحلة في الأوضة برقتك الي بتظهر في أوقات غلط دي ! 


كتمت ضحكتها وهي تبتعد ليكمل بصرامة زائفة : 


- اتفضلي قدامي ! عايز أشوف عسكري ماشي جمبي خلي ليلتك تعدي... 


انفلتت ضحكتها لتهرع خارج الغرفة ليضحك هو الآخر وهو يصيح بمرح وهو يخرج خلفها : 


- استني يا مغلباني...خدي يا بت ... 


****** 

تجولت ببصرها علي الموجودين لعلها تلمحه فالمصارعة علي وشك أن تبدأ لتتمتم بضيق : 


-روحت فين بس دلوقتي يا يوسف ؟ 

زفرت بضيق لتنتبه لصوت بدأ المصارعة والتهليلات المرحبة باللاعب شهقت بصدمة وتجمدت الدماء بعروقها حين ادركت هوية الاعب الذي سيصارع الثور! لتهمس بصدمة : 


-يوسف !!! 


#يتبع... 

#أحببتُ_فريستي 

#بسمة_مجدي

تكملة الرواية من هنا 👇👇👇


من هنا

تعليقات

التنقل السريع
    close