القائمة الرئيسية

الصفحات



 رواية معشوقة الليث

الخامس والسادس

///عـنـد رُسـل و لـيـث

كان الليل قد حل عليهما لتدلف رُسل لداخل الكوخ حتي تنام بينما هو ظل بالخارج..!

تقلبت علي سريرها بإنزعاج و تأفف ، جلست علي السرير و هي تزفر بضيق ، فـ البرد القارص يلف المكان ، مع أنها تتغطي بأغطية ثقيلة نوعاً ما إلا أنعا تشعر به ، فما بالك بـ الذي ينام في العراء  ؟ !

أنزلت ساقيها بهدوء من علي السرير و من ثم أستقامت متجهه لباب الكوخ ، فتحته بهدوء لتجد ليث يجلس أمام مجموعة حطب مُشتعل و هو يمسك بصورة ، زمت شفتيها و من ثم توجهت للداخل لتحضر له غطاء ، عادت به لينظر لها بهدوء و هو يضع الصورة جانباً ، حمحمت و هي تقول :
- الجو برد فقولت أجيبلك دا تتغطي بيه..!

لا تعلم لما شعرت بأن إبتسامه تكاد أن تشق طريقها لصفحه وجهه الوسيم لكنه سريعاً ما وأدها و هو يومأ برأسه ، بقت دقائق واقفة تطالعه بحيرة لكنها حسمت أمرها و جثت علي ركبتيها بجانبه ، أبتلعت ريقها بتروي و من ثم أردفت بهدوء :
- أنا مش خايفة منك..و عارفه أنك مش قتال قتلة و لا حاجة !

أدار رأسه لها ببطئ لتبتسم بوهن و هي تكمل :
- علي فكرة بيبان علي الشخص..سيبك من الشغل أنه يبقي سفاح و وسيم و أنا أقوم واقعة في حبه و الكلام الفاكس دا ، أنا ممكن من كلامي معاك تقول أني هبلة لكن لأ..أنا عشان مطمنالك و بثق فيك مكنتش ظهرت علي طبيعتي معاك !

طالعها بجمود لتقول بقوة :
- متستغربش لأن دي الحقيقة ؛ أنا مش هقولك دلوقت أنت مين و عرفت منين أني في خطر..هسيبك أنت اللي تشرحلي كل حاجة في الوقت المناسب !

أستقامت بعدها ثم توجهت نحو الباب ، أوقفها صوته الهادئ و هو يقول :
- تصبحي علي خير !

إبتسامه بلهاء رُسمت بإحترافيه علي ملامح وجهها الجميلة لترد قائلة بصوت حاولت قدر الإمكان بأن يكون هادئ :
- و أنتَ من أهله !

و دلفت بعدها للكوخ و هي تكاد أن تكير من فرط السعادة التي لا تعلم لما هي موجودة..!

            **************

- أمممممممم..صاحبة العربية إسمها رُسل يعني ؟ !

قالها إياد بخبث بائن و عو يرتشف بعضاً من قهوته سريعة التحضير ، هتف سريعاً :
- جبتلها صورة طيب يا زوز  ؟ !

صمت قليلاً لترتسم إبتسامه واسعة علي شفتيه ، قال بحماس :
- تمام..هستني المسدچ بتاعتك !

أغلق معه سريعاً و ما هي إلا ثواني حتي جاءته صورة رُسل ليتمعن بها بإعجاب واضح ، لكن أمله قد خاب عندما أدرك أنها ليست السندريلا خاصته من عدة أسباب أولها لون العينن و آخر لرسمه الوجه الذي حفظه عن ظهر قلب !

زم شفتيه بضيق و خذي و من ثم بعث برساله ما لصديقه زايد ، فرك جبينه بإنهاك واضح ، فـ مجيئة كان علي قلة فائدة بسبب سفر شقيقه الأكبر لفرنسا لإتمام إحدي الصفقات..

تمتم بإصرار :
- هجيبك برضو يا سندريلا و لو حتي من تحت طقاطيق الأرض..مش إياد اللي تضيع من تحت إيده واحدة !

و لم يعلم حينها أن فتاته المجهوله قد دلفت لقلبه و أغلقته خلفها حتي و إن لم تكن ملامحها كاملة !

///بـمـنـزل رُسـل

كانت مرام تجلس في غرفتها بهدوء إلي أن أقتحمت حميدة المكان بوجه عابس ، طالعتها مرام بترقب لتصيح حميدة قائلة فجأة :
- الحيوانة اللي قريب هتعنس و هتعرنا بسبب رفضها للعرسان !

أتسعت أعين مرام و قالت ببلاهه و هي تشير لنفسها :
- أنا يا ماما ؟ !

= أيوة أنتي !

- طب ما كان من باب أولي الكلام دا يتقال لـ رُسل

= بتصل بيها الحيوانة مش بترد !

- امممممم يعني فش خلق و السلام..عموماً أتكلمي يا حبيبتي أنا مش هزعل و لا هسكتك !

= بت أنتي أنا مش طيقاكوا أنتوا التلاتة !

- طب أعمل أية يعني ؟  !

= تبطلي شغل الهبل دا أنتي و أختك و تتجوزا و تريحوني..أنا مش ضامنه هعيش بكرة و لا لأ !

- يا ماما لم أجد من أرتضيه ديناً و خلقاً !

= بت أنتي متستفزنيش..كفاية التانية !

- يعني عايزاني أعمل أية يعني !

= و لا حاجة جتك نيلة أقريلك حاجة تنفعك أحسن !

-  تمام

مدت يدها في أحدي الأدراج ثم أخرجت منها المحلة الشهيرة " ميكي " و فتحتها لتبدأ القراءة بها..!

حدجتها حميدة بذهول و هي تقول :
- أية دا يا مرام !

=الله..مش أنتي قولتيلي أقريلك حاجة تنفعك ؟ !

- تقومي تقري ميكي ؟ !

قالتها بإستنكار واضح لتومأ مرام بترقب ، و فجأة كان نعل والدتها يطير عالماً وجهته تحديداً لتتفداه هي بإحترافيه و من ثم تنهض لتركض بعدها نحو الخارج و ورائها والدتها !

صرخت حميدة بحنق :
- أنتي اللي جبتيه لنفسك يا مرام !

أحتمت مرام بالسفرة و هي تتشدق بإبتسامة متوترة :
- ماما حبيبتي هي الحالة جاتلك و لا أية..أهدي كدا !

= حالة..حالة يا بنت الجزمة ؟ !

ثم رمت نعلها عليها لتتفاداه هو الأخر ، خرجت مريم من غرفتها عندما سمعت الجلبة التي بالخارج ، هتفت و هي قاطبة جبينها :
- في أية أنتي بتفترسيها و لا أية يا ماما ؟ !

= أسكتي يا خايبة يا مايلة أنتي !

صمتت لثواني قبل أن تقول بجدية :
- رامي قالي أنه شاف شقة في مكان كويس و تمليك كمان..من بكرة هتلمي شنطة هدومك و تروحي مع جوزك !

نظرت لها مريم بذهول لتكمل موجهه كلامها لمرام :
- و أنتي..أنا أتساهلت معاكي كتير أنتي و أختك ؛ لكن دلوقت لأ..مع أول عريس هيتقدم سواء ليكي أو ليها هوافق !

شهقت بجزع لتتركها بعدها حميدة و تدلف لغرفتها !

أقتربت منها مريم و قالت :
- ما تاخديش في بالك..هما كلمتين بس عشان زعلانه علي حالك أنتي و رُسل !

أومأت لها مرام بشرود لتربت مريم علي ظهرها و هي تزم شفتيها بأسف ، فـ هي تعلم تمام العلم أن والدتها ستنفذ كل كلمة قالتها و مرام لن تستطيع أن تصدها لكن ماذا عن رُسل ؟ !

           **************

///فـي الـصـبـاح الـبـاكـر

- أنا عارفة أنها هتعمل كدا يا حلا ؛ هي جابت أخرها مني خلاص !

قالتها مرام و هي تبكي ، زمت حلا شفتيها بأسف و قالت مهونه عليها :
- أهدي بس كدا يا مرام..أكيد في حل للموضوع !

أرتعشت و هي تقول بحزن :
- أنا مش هعرف أعمل حاجة مع ماما..أنا مش عايزة أرتبط بجد يا حلا مش عايزة حكايتي مع صهيب تتعاد تاني !

= طب و رُسل  ؟ !

- رُسل بقالي يومين بتصل بيها مش بترد !

= أنتي تقدري علي فكرة تفرضي رأيك أو ممكن تستعيني مثلاً بمريم !

- دا حتي مريم ما سلمتش..النهاردة راحت بيت جوزها و شوفي بقا لما رُسل ترجع و تلاقيها رجعت لـ رامي من غير ما هي تعرف ؛ دي هتقلبها دمدرة !

= بصي أنتي مش هتعرفي تركزي كدا و تلاقي حل..!

- أنا أصلاً هسافر..هروح أقعد مع عمتي يومين في الساحل !

= كويس برضو..منه تفكري في حل و منه تغيري جو !

لتومأ لها مرام بشرود..!

///عـنـد لـيـث و رُسـل

- مين اللي شاغل قلبي..دايماً بدور عليه و مين راح أحويه بحبي و أتهني بين إيديه ؟ !

قولولي مين هو قولولي فين هو و قولولي فين ألاقيه..

قالولنا عن الحب غنوة أنغامها سحر الشباب فيها الهنا و الشكوي فيها النعيم و العذاب..

خلوني أحب الحب و أحب فيه الألم ويا حبيب القلب اللي زمان هو حكم..

لكن دا فين هو قولولي مين هو قولولي فين فين فين ألاقيه..؟

الحب كاس مقسوم أتنين عشان حبيبين..و القلب لو محروم يشرب هناه مع مين و إن ألف مرة أه مين راح يقولها معاه..

و بأيه تفيد الحياة الحياة من غير حبيب قواه لكن دا مين هو قولولي مين هو قولولي فين فين فين ألاقيه..؟ !

صدحت تلك الأغنية بصوت عذب مبهج في المكان و ما كان هو سوي صوت رُسل..!

كانت تجلس أمام الجدول و هي تدندن بتلك الكلمات بأريحيه ، فهي لم تجد ليث في المكان !

قالت و هي تنهض :
- هيييييييح..الواحد عايز يفطر بقاا !

أستدارت لتدلف للكوخ لكن صوت صمام الأمان لأحد الأسلحة و هو يُشد جعلها تتصنم مكانها..!


(( الـفـصـل الـسـادس ))

أبتلعت ريقها بتوجس و من ثم أستدارت ببطئ لتواجه ذلك الضخم ، صرخت فجأة بأعلي صوت لديها :
- لـــــــيــــــث..!

أقترب منها ذلك الرجل قائلاً بخبث :
- هيا حلوتي..فـلتأتي معي بهدوء سنستمتع قليلاً فقط !

هزت رأسها للجانبين و من ثم أقتربت منه بسرعة محاولة لكمه لكن جسدها الضئيل لم يسعادها أمام بنيته الضخمة ، كبلها جيداً و رفعها من علي الأرض لـ تتلوي بين ذراعيه بشراسة لكنها لم تفلح من الفكاك منه !

زمجرت بغضب و قد طفح بها الكيل لتضربه بقدمها في معدته بقوة ، تأوهه ذلك الرجل و هو ينحني مفلتاً إياها لتنهض هي سريعاً محاولة الركض لكنه كان الأسرع حينما هوي بالمسدس علي مؤخرة رأسها !

ترنحت قليلاً و قد أصبحت نظراتها ناعسة ، ظهر ليث من العدم ليلتقفها بين أحضانه و كان هذا أخر ما رآته قبل أن تسمع صوت تلك الرصاصة المدوية !

                  *************

///بـمـنـزل رامـي و مـريـم

جلست راوية بجانب بناتها الثلاثة علي الأريكة الكبيرة و هي تطلع للمكان بنظرات شاملة حادة ، مصمصت سُمية فمها و هي تقول :
- شوفتي يا ماما..راح جاب للمحروسة شقة شرحة إزاي في برج و في كمباوند ؟ !

= أنتي هتسكوتي ليها يا ماما و لا أية..لأ أنتي لازم تفهميها كويس أنك تيجي هنا زي ما انتي عايزة و أن البيت بيتك قبل ما يكون بيتها !

قالتها سهير بخبث بائن بينما هتفت أخري بتأفف :
- أنتوا مش هتبطلوا أسلوبكوا دا..مش كفاية مورينها الويل !

لكزتها أمها بقوة في كتفها وهي تقول :
- بس يا بت يا خايبة أنتي.أسكتي شوية !

جاءت مريم بإبتسامة صفراء و هي تحمل صينيه مشروبات ، قدمت لكل واحدة كوبها و من ثم جلست ليأتي رامي في تلك اللحظة من الداخل ، جلس بجانب زوجته و قال بإبتسامه واسعة :
- منوره يا ماما !

= طبعاً يا حبيبي هكون منورة أومال حد تاني ؟ !

و ألقت نظرة إزدراء علي مريم التي كانت تتحكم بأعصابها بصعوبة !

تحدثوا في شتي الأمور إلي أن قالت راوية بمكر :
- بس حلوة الشقة..أبقي أجي أقعد معاك أسبوعين و لا حاجة !

جحظت أعين مريم بصدمة لتقول سُمية بتهكم :
- أية يا مريم في حاجة يا حبيبتي ؟ !

جزت مريم علي أسنانها و هي تقول :
- لا مفيش !

بعد وقت ليس بقصير أنصرفوا عائدين إلي منازلهم ، أغلق رامي الباب خلفهم بعدما ودعهم ما أن أستدار حتي رأي مريم أمامه تكاد أن تطلق ناراً من فمها ، صرخت مريم بحنق :
- شوفت..شوفت أمك و أخواتك عمالين يلقحوا عليا بالكلام و يرزلوا إزاي ؟ !

زفر رامي و هو يمسح علي وجهه و من ثم قال :
- أعمل أية يعني يا مريم دول أهلي !

= أهلك علي عيني و علي راسي يا رامي لما يحترموا أنهم في بيتي لكن غير كدا لأ !

- قصدك أية يا مريم ؟ !

= يعني لما الست والدتك تشرف هي و أخواتك..أسفة أنا مش هبقي موجودة في القعدة عشان أنا زهقت بجد..الباب اللي يجيك منه الريح سده و أستريح !

و من ثم تركته متجهه لغرفتها و هي تنعي حظها العثر..!

نعم رامي حنون جداً و هادئ و أيضاً كريم لكنه عند عائلته يصبح كـ الطفل الصغير ، هو لا يخاف منهم لكنه لا يريد أن تحزن منه والدته أبداً ، فمهما كانت إمرأة سيئة لكنها تبقي أمه التي أنجبته !

تمددت علي السرير بعدما أبدلت ملابسها بأخري مريحة أكثر ، أغمضت عينيها و تنهدت بعمق لتجد رامي يتمدد بجانبها..!

أعطته ظهرها لتشعر به يحتضن خصرها و هو يقول بهمس :
- مريم..حبيبتي متزعليش !

لم يجد رد ليبتسم بخبث و هو يقول :
- تؤتؤتؤ..مينفعش كدا علي فكرة ؛ أنتي مش ملاحظة أنك بقالك أسبوع عند أهلك ؟ !

ألتفت له بحدة و هي تقول بغيظ :
- لو سمحت سيبني في المصيبة التانية !

أحتضنها أكثر و هو يقول :
- أية يا حياتي ؟ !

= رُسل !

أنتفض و هو يقول بفزع :
- أعوذ بالله يا شيخة..ما تفتكريلنا حاجة عدلة !

نظرت له بغيظ قبل أن تضربه بالوسادة ليقهقه هو بمرح قبل أن يضمها له بعشق جارف ، فهي حبيبته التي سعي خلفها لمدة أربعة أعوام طوال..!

             *************

فتحت عينيها ببطئ لتجد الرؤية مشوشة ، رمشت عدة مرات حتي عادت الرؤية كما هي لتجد وجه ليث أمامها ، آنت بضعف و هي تضع كف يدها علي مؤخرة رأسها ، قال ليث بجمود :
- حمدلله علي سلامتك !

ثم نهض لتناظره هي بدهشة ، تحسست ذلك الرباط الذي يحيط رأسها و قد بدأت تتذكر ما حدث رويداً رويداً..

نهضت ببطئ و هي تمسك برأسها بقوة ، فذلك الصداع الفتاك يكاد أن يودي بها !

وصلت بأعجوبة للباب لـ تفتحته ببطئ و هي تبحث بعينيها عن ليث لكنها لم تجده !

أغمضت عيناها بيأس و من ثم دلفت للكوخ مرة أخري ، جلست علي السرير واضعه راحتيها عليه و هي تفكر بذلك الغامض الوسيم..!

             *************

مـر أسـبـوع كـانت بـه الـأوضـاع مسـتـقـرة لـدي الجـمـيـع مـا عـدا حـمـيـدة الـتـي يـتـأكل قـلـبها عـلـي فـلذة كـبـدهـا رُسـل ، فـهـي لم تـحـدثـهـا إلـا بـعـض الـثـوانـي و كـان مـضـمـونـهـا أن لا تـقـلـق لأن الـمـكـان الـتـي تـمـكـث لـا يوجـد به شـبكـة جـيـدة..

لـكـنـها لـم تـقـتـنع ؛ فـقـلـبـها يـشـعر أن هـنـاك شئ مـا بـبـكريـتـها !

              **************

- و الله كان نفسي أنهار بس أي ضونط هاڤ تايم !

قالتها رُسل بإبتسامة سمجة و هي تحدق بـ ليث ، ضيقت عيناها و هي تكمل بغيظ :
- مش كفاية أن أنا اللي عامله الأكل لأ و حضرتك تيجي تقولي مش حلو !

تشدق بهدوء :
- مش هي دي الحقيقة !

فركت جبينها و هي تقول بحنق :
- و الله لو قتلته و قطعته حتت ما هيبقي حرام !

= بتقولي حاجة ؟ !

- مبقولش !

نظر اها مطولاً قبل أن يقول :
- بس حلو السويت شيرت دا !

ضحكت ببلاهه قائلة :
- اه ما هو بتاعك !

نظر لها بملل لتنفخ هي بسأم ، صاحت بحنق :
- طب أتكلم معايا طيب ؛ أنا أقسم بالله حاسة أني هفرقع من الفراغ دا !

= بصراحة كان في سؤال عايز أسألهولك من زمان !

فتحت عيناها و هي تقول بسعادة :
- بجد..لا دا أنا أقعد بقاا !

و جلست بجانبه ليراقبها بدهشة ، قالت و هي تضع يدها أمام وجهها :
- أنا عارفة أنت هتسأل في أية بس عموماً أنا مش مرتبطة !

= بس مش دا السؤال لأني متأكد أن مفيش حد هيبصلك أصلاً !

جحظت عيناها بصدمة لكنها سرعان ما ضيقتها و هي تبرم شفتيها ، صاحت بغيظ :
- لا يا حبيبي لا يا بابا..دا أنا شباب المهندسين و المعادي بيجروا ورايا..دا أنا لو قولت يا أرتباط ألاقي طوابير طوابير واقفة ؛ هو حد يلاقي زيّ أصلاً ؛ حضرتك أنا فول أوبشن !

= أممممم هديتي و لا لسة ؟ !

- هيييييييح..أتكلم بس حاول تقلل من عدد الطوب !

= هو أنتي تافهه و هبلة كدا طبيعي ؟ !

- لا قيصري !

قالتها و هي تنفجر بالضحك ، ضربت ليث بمنكبه و هي تكاد تتنفس لترتسم إبتسامة جانبيه علي شفتيه ، قالت و هي تلوح بيدها و مازلت نوبة الضحك منتباها :
- يا لهوي عليكي يا بت يا رُسل دمك عسل.. شربااات !

لاحظت إبتسامته التي زادته وسامه لتبتسم هي الأخري بإتساع و هي لا تعلم أن ذلك البرعم الصغير الذي بقلبها بدأ أن يكبر و يتفتح !

                **************

كانت تقف بسيارة رسل منتظره عبور السيارات التي أمامها في اللجنة ، عندما جاء دورها نظر لها الشرطي قليلاً قبل أن يقول :
- الرخص يا آنسة !

رمشت عدة مرات فهو قد جعل السيارات التي أمامها تمر دون أن يري أي رخص منهم !

أعطته رخصة القيادة خاصتها ليتفحصها و من ثم يتشدق :
- رخصة العربية كمان لو سمحتي !

زفرت بملل و لتمد يدها في مكان رخصة السيارة حتي تأخذها لكنها لم تجدها ، توترت قليلاً و ظلت تبحث عنها لكنها لم تجدها ، نظرت للشرطي بتوتر و هي تقول :
- أحم..مش معايا !

هز رأسه و هو يقول :
- تمام..أركنيلي بقاا هناك عقبال ما الباشا يشوف هيعمل أية معاكي !

قالت بملامح مترجية :
- لو سمحت و الله دي أصلاً مش عربيتي دي عربية أختي و..

صاح بجمود :
- أركني يا آنسة هناك !

نفخت بضيق و من ثم سارت بالسيارة قليلاً حتي صفتها جانباً و من ثم ترجلت منها ، أستندت عليها مكتفه ذراعيها أمام صدرها ، أنتظرت قليلاً ليأتي أحدهم لكن لم يأت ، أمسكت بهاتفها محاولة مهاتفه رسل من ذلك الرقم التي أتصلت منه عليهم حتي تعلم مكان الرخصة لكن لا رد !

تزمرت و هي تقول :
- حرام و الله..أتصل بمين دلوقت يا ربي !

خطر ببالها رامي لكن المسافة بعيدة جداً عليه فهي علي حدود منطقة الساحل الشمالي..!

لمست عدة لمسات علي شاشة الهاتف لتأتي برقم عمتها حتي تتصل بها ، وضعت الهاتف علي أذنيها تنتظر الرد و ما أن فُتح الخط حتي وجدت من يسحب الهاتف من علي أذنها و يغلق الخط !

نظرت لكف يدها الذي مازال علي وضعية إمساك الهاتف و من ثم نظرت لذلك الذي سحبه منها لتتسع عيناها حينها بدهشة و صدمة !

_ يُـتـبـع _

تعليقات

التنقل السريع
    close