رواية زوجتي المنبوذة الفصل التاسع والعاشر والحادى عشر والثاني عشر بقلم الكاتبه ساره على حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج
رواية زوجتي المنبوذة الفصل التاسع والعاشر والحادى عشر والثاني عشر بقلم الكاتبه ساره على حصريه وجديده
بعد مرور ثلاثة ايام
استيقظت نوران من نومها لتجد تميم ما زال نائما بجانبها ... تنهدت بصمت واخذت تتأمله عن قرب ... كانت هذه المرة الاولى التي تتأمله بها ... كان يبدو وسيما الى حد كبير ... ملامحه هادئة للغاية وهو نائم ...
اخذت نفسا عميقا ثم نهضت من جانبه ببطء ... لقد اعتادت على النوم بجانبه منذ عدة ايام ... حاولت في بادئ الامر ان ترفض هذا وارادت ان ينام كلا منهما في غرفة خاصة بها لكن تميم كان صارما في هذا الامر ورفضه رفضا قاطعا ...
وقفت امام المرأة تتامل ملامح وجهها ... ثلاثة ايام مرت على اخر مواجهة بينها وبين ذلك العجوز ... منذ ذلك الوقت وهي تتجنبه تماما ... تقضي اغلب اوقاتها في الغرفة ... بالاحرى جميع اوقاتها ...
التفتت الى الخلف لتجد تميم جالسا على السرير بنصف جلسه يتابعها بنظرات مبهمة لا توحي بشيء ...
لا تعلم لماذا شعرت بالخجل منه ومن نظراته ...
" صباح الخير ..."
قالها وهو ينهض من مكانه لتجيبه بابتسامة دافئة :
" صباح النور ..."
اقترب منها وقال وهو يغرس انامله داخل شعرها :
" مستيقظة مبكرا كالعادة ..."
حررت شعرها من انامله واعادت ترتيب خصلاته ثم قالت :
" انت تعرف بأنني أنام مبكرا لذا استيقظ مبكرا ايضا ..."
انحنى بجسده ناحيتها بشكل اربكها كثيرا ثم قال :
" اليوم سوف تنزلين معي لنفطر سويا ... ولا يوجد اي اعتراض ..."
" تميم ارجوك ..."
قاطعها باصرار :
" قلت سوف تنزلين يا نوران ...."
ثم نهض من وضعيته المنحنية وقال :
" سوف أاخذ حمام سريع ... غيري ملابسك لتنزلي معي ..."
هزت نوران رأسها على مضغ ثم نهضت من مكانها واتجهت الى خزانة ملابسها لتختار ملابس مناسبة لها وتخرج بها ...
........................
هبط كلا من نوران وتميم الى الطابق السفلي سويا ...
كان تميم ممسكا بيد نوران واتجه بها الى غرفة الطعام ...
وجدا المكان خالي فتسائل تميم متعجبا من خلوه في هذا الوقت من الصباح :
" أين جدي ودينا ...؟!"
اجابته الخادمة :
" لقد خرجا منذ الصباح الباكر ... "
تنهدت نوران براحة فهي على الاقل ستتخلص من ذلك العجوز وحفيدته ليوم واحد ...
جلس الاثنان على مائدة الطعام وبدئا يتناولا طعامهما بصمت قطعه تميم وهو يقول موجها حديثه الى نوران :
" جهزي نفسك ... سوف نذهب الى حفلة عيد زواج صديقي مساءا ..."
كادت نوران ان تغص بلقمتها فتناولت القليل من الماء ثم ردت بضيق :
" هل من الضروري أن اذهب معك ..؟!"
" بالطبع ... انت زوجتي ويجب ان تذهبي معي الى اي مكان ..."
هزت نوران رأسها على مضغ ثم عادت تتناول طعامها وهي تشعر بعدم الراحة والانزعاج ...
......................
استيقظ نزار من نومه على صوت ضجيج عالي ...
خرج من غرفة نومه حافي القدمين ليجد نغم في المطبخ تعد الطعام والمكان يبدو مبعثرا بشكل غريب والعديد من الطعام مرميا هنا وهناك ...
" ماذا تفعلين ...؟!"
شهقت نغم بقوة اثر صوته الجهوري فهي لم تكن منتبهه لوجوده اساسا ... التفتت له بنظرات مرتعبة ثم قالت متسائلة بينما جسدها ما زال يرتجف من شدة الفزع :
" متى استيقظت من النوم ...؟!"
اجابها وهو يقترب منها :
" منذ ان بدأت في حفلتك هذه ..."
" أنا اعد طعام الفطور لك ..."
قالتها بابتسامة بلهاء جعلته يرغب في ضربها وهو يرى هذا الاضطراب الذي يعج في ارجاء المكان ...
تحدث من بين اسنانه متسائلا:
" من طلب منك ان تعدي طعام الفطور لي ...؟!"
اجابته بلا مبالاة :
" ليس من الضروري ان تطلب مني لكي أعده لك ..."
كاد ان يشد خصلات شعره من بروده ومبالاته ليكز على اسنانه بغيظ وهو يسألها :
" ومن سوف ينظف كل هذا ...؟!"
اشارت الى نفسها وهي ما زالت تبتسم :
" أنا ..."
ثم قالت وهي تحمل طبقين فيهما بعض الاطعمة الغريبة :
" سوف اجهز لك السفرة ... استعد لأن تتذوق اطيب وأشهى طعام قد تتذوقه في حياتك ..."
هز نزار رأسه بقلة حيلة ثم تبعها وهو يكاد يلعن نفسه ألف مرة فهو من ورط نفسه بهذه الفتاة وسمح لها بالدخول الى حياته ...
........................
انتهى نزار من تناول طعامه لتسأله نغم الواقفة بجانبه تراقبه منذ وقت طويل :
" هل أعجبك الطعام ...؟!"
هز رأسه واجابها :
" للغاية ...في الحقيقة لم اتوقع منك انجازا كهذا ..."
ردت نغم عليه بفخر :
" هذا المعتاد بالنسبة لي ..."
تناول نزار كوبا من الماء ثم قال بنبرة جادة بعد ان اخذ نفسا عميقا :
" ألن تخبريني بقصتك ...؟!"
تنهدت نغم بصوت مسموع ثم جلست بجانبه وقالت :
" ماذا تريد ان اخبرك بالضبط ...؟!"
اجابها نزار :
" اخبريني عن سبب مجيئك لي هذاك اليوم بفستان الزفاف ..."
عضت نغم على شفتيها بقوة ثم قالت :
" هربت ... هربت يوم زفافي ..."
شعر نزار بطعنة غريبة داخل قلبه وهو يتذكر فعلته تلك ...
بينما اكملت نغم بأسى :
" لكن كان لدي اسبابي..."
انفعل نزار للحظات قائلا :
" لا تحاولي ان تبرري ..."
ثم انتبه الى كلامه فيبدو ان لحديث نغم تأثير سلبي عليه فهي ذكرته دون قصد بما حدث ليهمس لها معتذرا :
" انا اسف .... اخبريني عن اسبابك تلك ..."
اجابته نغم بجدية :
" لقد اكتشفت يوم زفافي بأنه تاجر ممنوعات ... يعمل في تجارة السلاح والمخدرات ..."
فرغ نزار فاهه بصدمة مما قالته ليقول مشدوها :
" ماذا ...؟ تاجر ممنوعات ...؟! هل انت واثقة مما تقولينه ...؟!"
اومأت برأسها مؤكدة كلامها ثم قالت بأسى :
" والاسوء من ذلك أن والدي يعرف بهذا ووافق على زواجي منه .."
شتم نزار بصوت مسموع قبل ان يقول بعدم تصديق :
" اللعنه ... هل يوجد اب يفعل شيئا كهذا ...؟!"
هزت نغم رأسها وقد بدأت الدموع تتساقط من عينيها لا اراديا ... اخذ نزار يتطلع اليها بشفقة فهو لم يكن يعرف بأن وضعها سيء لهذه الدرجة ... ثم رغما عنه اخذ يفكر بحجم الورطة الذي اقحم نفسه بها...
........................3
دلفت نوران الى غرفتها بعد يوم طويل قضته خارج المنزل يتبعها تميم ...
جلست على السرير وهي تشعر بجسدها يكاد يتكسر من شدة التعب ...
وقف تميم يتأملها وهي تخلع حذائيها ثم ترميهما ارضا لتهظر قدميها الحمراوتين المنتفختين ...
خلعت ايضا اقراط اذنيها وذلك العقد الماسي الذي اهداها إياه قبل ذهابهما الى الحفلة ...
تقدم تميم ناحيتها وجلس على السرير بجانبها سائلا اياها :
" هل أعجبتك الحفلة ...؟!"
اجابته نوران :
" للغاية ... الحفلة كانت رائعة وزوجة صديقك لطيفة للغاية ..."
ثم اكملت وهي تتثاوب من شدة النعاس :
" لكنني تعبت كثيرا ..."
قالتها وهي ترمي بجسدها الى الوراء ... فعل تميم المثيل ليصبحا بجانب بعضيهما ... عيناها تقابل عينيه وكذلك شفتيها تقابل شفتيه ...
شعرت نوران بالارتباك خاصة وهي تشعر بأنفاسه تلفح وجهها ...
قرب تميم وجهه من وجهها اكثر لتصبح المسافة بينهما معدومة ...
همت نوران بالابتعاد قليلا عنه الا انه مد يده على خدها يلمسه بخفة ...
انحدرت انامله من فوق خدها الى شفتيها ... كان يسير بانامله فوق شفتيها الحمراوتين ... شعرت نوران بسخونة داخل جسدها بينما قرب تميم شفتيه من شفتيها ملتقطا اياها في قبلة استجابت لها نوران بلا وعي ...
لحظات قليلة وانتفضت نوران من مكانها كمن لدغها ثعبان ... نهض تميم من مكانه وهو يمسح شفتيه بأنامله ليتسائل بضيق :
" ماذا حدث ...؟!"
ارتبكت نوران ولم تعرف ماذا تجيب بينما قبض تميم على ذراعها وادارها ناحيته ليتأملها عن قرب فيهمس لها :
" انت تبدين جميلة للغاية ..."
كانت تلك المرة الاولى التي يمدحها بها بهذا الشكل ...
" تميم ... لا داعي لكل هذه المراوغات ...."
" مراوغات ..."
قالها تميم بتعجب قبل ان يتسائل :
" ماذا تقصدين ...؟"
التفتت نوران إليه وقالت بجدية :
" أنا أعرف غايتك مما تفعله ..."
" أنا حقا لا افهم ماذا تعنين ...!!"
اجابته نوران موضحة معنى حديثها :
" انا اعرف جيدا أنك ترغب في اتمام زواجك مني بأي طريقة ... ويبدو انك اخترت ان تتبع هذه الطريقة معي ..."
" وما المشكلة حينما أقرر أن أتمم زواجي منك ... ألست زوجتي ...؟!"
لم تجبه نوران بينما نهض تميم من مكانه وقال بعصبية واضحة :
" انا من حقي ان أتمم زواجي منك ... انت زوجتي ... "
ثم اردف ساخرا :
" لكن يبدو أنك لديك رأيا اخر ..."
" أنا لم أقصد ..."
قالتها نوران بنبرة متلكئة الا انه قاطعها بسرعة :
" لا داعي لأن تبرري لي يا نوران ... كل شيء اصبح واضحا ..."
ثم اردف بجدية :
" سوف اترك لك الغرفة لتأخذي راحتك فيها ... "
وخرج بعدها من الغرفة تاركا اياها تتابعه بنظراتها البائسة وشعور الالم والحيرة يزداد داخلها اضعافا ...
#الفصل_١٠
الفصل العاشر
جلس تميم على مكتبه واضعا رأسه بين كفي يده ... يشعر بألم كبير في قلبه لا يعرف سببه ... هل هذا الالم كله لأن نوران رفضته ...؟ هل يؤثر به رفضها له لهذه الدرجة ...؟
هل باتت نوران تؤثر به وبمشاعره ...؟ يعترف ان رغبته بها قوية ...؟ يريدها وبشدة ... لكن دون مشاعر ... نعم فهو لا يريد ان يضعف ... والمشاعر هي منبع الضعف بالنسبة له ...
رفع بصره نحو الاعلى وهو يتنهد بصمت كمن يرجو ربه ان ينقذه من هذه الحيرة التي تحيط به ...
اخرج علبة سجائره من جيب سترته ثم اخرج منها سيجارة واشعلها داخل فمه ... اخذ منها نفسا عميقا ثم نفث دخانها وهو ما زال يفكر فيما حدث ...
افاق من افكاره حينما سمع صوت طرقات على باب مكتبه ... نهض من مكانه بعدما اطفأ سيجارته ثم تقدم ناحية الباب وفتحها ليجد نوران امامه ترتدي قميص نوم محتشم فوقه روب طويل ...
" ماذا تفعلين هنا وبهذا الوقت ...؟!"
كانت الساعة قاربت على الرابعة فجرا ... دلفت الى الداخل ثم اقتربت منه قائلة بنبرة بدت له مترددة :
" لم استطع النوم ..."
" لماذا ...؟!"
سألها بتعجب لتجيبه بنبرة محتقنة :
" لا اعلم ... انا فقط اشعر بأن لا رغبة لي في النوم ..."
لم يعرف تميم بماذا يجيبها بينما اكملت هي :
" هل يمكنني البقاء هنا معك ...؟!"
تعجب من طلبها لكنه قال مع ايماءة من رأسه :
" بالطبع ... تفضلي ..."
تقدمت ناحية احدى الكنبات الموضوعة هناك وجلست عليها ثم اشارت لتميم قائلة :
" تعال اجلس بجانبي ..."
فعل تميم ما قالته وجلس بجانبها ... اخذ يتطلع اليها بنظرات هادئة قبل ان يسألها :
" هل أنت بخير ...؟!"
هزت رأسها نفيا ثم اجابته بصوت حزين :
" كلا ...."
لا يعرف لماذا شعر بالضيق حينما علم بأنها ليست بخير...
بات لا يفهم مشاعره ولا تصرفاته ...
" ماذا يحدث يا نوران ...؟ اخبريني ..."
سألها تميم بقلق واضح وحيرة لترد عليه :
" انا خائفة ... خائفة للغاية ..."
رفع حاجبه متسائلا :
" خائفة ...؟ مالذي يخيفك بالضبط ...؟!"
" أنت ..."
" أنا ...."
قالها تميم مصدوما وهو يشير الى نفسه لتومأ برأسها مؤكدة ما قالته قبل ان تسترسل في حديثها :
" أنت اكثر ما يخيفني يا تميم ..."
ابتلع ريقه ثم قال بنبرة جافة :
" ولماذا تخافين مني ...؟!"
لتجيبه :
" اخاف منك وعليك ... أخاف ان ابقى معك فأخسر كل شيء ... وأخاف ان أتركك فأخسر قلبي ... "
مدت يدها وقبضت على يده ووضعتها على صدرها تحديدا عند موضع قلبها وقالت :
" لقد منحت يوما قلبي لمن لا يستحقه ... طعنه وهرب ... اخاف ان امنحه لغيره فيفعل المثل ... حينها لن اتحمل ابدا ... أنا لن احتمل كسر قلبي مرة اخرى يا تميم ... لن احتمل ابدا ..."
قبض تميم على كف يدها وقربه من فمه ثم طبع عليه قبلة خفيفة ثم قال بنبرة جادة وثقة لا يعرف من أين أتته في تلك اللحظة :
" وأنا لن اكسره ابدا ...."
مسحت دمعة هبطت من عينها ثم قالت بمزاح رغم ألمها :
" أشعر بأنني امثل مشهدا تراجيديا ..."
ابتسم بخفوت قبل ان يمسح على وجنتيها بكفي يده ثم يقرب وجهها منه ويطبع قبلة عميقة على جبينها ...
تبعها بقبل اخرى متفرقة على وجنتيها وأنفها وعينيها انتهاءا بشفتيها ...
قبل شفتيها بجنون ورغبة تملكت منه وبادلته هي قبلته بنفس اللهفة...
ابتعدا عن بعضيهما اخيرا وهما يلهثان بقوة ...
تحدثت نوران من بين انفاسها المتلاحقة ونبضات قلبها السريعة :
" هل لي بطلب صغير منك ...؟!"
اومأ برأسه منتظرا طلبها لتقول بتردد :
" انا لا اريد ان يحدث بيننا شيئا حتى نكون واثقين تماما من مشاعرنا ..."
شعر تميم بكلامها وكأنه صفعة جعلته يفيق من غيبوبة مشاعره التي سيطرت عليه ...
بالكاد استطاع ان يخفي ضيقه مما قالته فقال بابتسامة متصنعة :
" بالطبع ... كما تشائين .."
شعرت نوران بالراحة قليلا ثم نهضت من مكانها وقالت بمرح :
" والان دعنا ننهض سويا ونعود الى غرفتنا ..."
نهض من مكانه وقال بدوره :
" يبدو أنك مشتاقة جدا للنوم بجانبي ..."
احمرت وجنتاها خجلا كالعادة بينما احاطها تميم بذراعيه وسار بها متجها الى غرفة نومهما ...
.........................
في صباح اليوم التالي
هبطت ليلى من غرفتها راكضة بعدما اخبرتها الخادمة بأن اياد ينتظرها في الاسفل ...
لقد كان مسافرا في رحلة عمل وعاد منها ...
تقدمت ناحيته ليفتح لها ذراعيه ويضمها بلهفة إليه ...
ابتعدا عن بعضهما بعد لحظات قليلة لتقول ليلى بحب :
" الحمد لله على سلامتك ... "
ثم اردفت متسائلة :
" لماذا لم تخبرني بأنك سوف تأتي اليوم ... كنت استقبلتك في المطار ..."
اجابها وهو يحيط وجنتيها بكفي يده :
" لم أشأ ان اتعبك ... وقلت ايضا لاجعلها مفاجأة لك ..."
" اروع مفاجئة ..."
قالتها وهي تقبض على كف يده وتجره خلفها لتجلس على الكنبة ويجلس هو بجانبها ...
" كيف الاحوال ...؟ اخبريني ...؟!"
سألها اياد لتجيبه ليلى بضيق :
" ليست جيده اطلاقا .."
سألها اياد بقلق :
" ماذا حدث ...؟!"
فاجابته :
" انا خائفة على نوران للغاية ..."
ثم اخذت تسرد له ما حدث حينما زارت نوران في منزلها ..
هب اياد من مكانه واقفا وقال بغضب :
" كيف تفعلين شيئا كهذا يا ليلى ...؟ لماذا ذهبت الى هناك ...؟!"
تعجبت ليلى من غضبه الغير مبرر له فنهضت من مكانها وتسائلت بدهشة :
" لما كل هذا الغضب يا اياد...؟ مالذي فعلته لتغضب علي بهذا الشكل ..؟!"
رد رائد بعصبية :
" لم يكن عليك الذهاب الى منزله ابدا . ."
ازاحت ليلى خصلة من شعرها بجانب اذنها ثم قالت بارتباك واضح :
" أعلم ... ولكنني اضطررت الى الذهاب هناك بسبب نوران ... كان صعبا علي أن اتركها لوحدها طوال تلك الايام ..."
" لا تكرريها مرة اخرى ... من فضلك ..."
قالها اياد محذرا لتقول ليلى :
" بالطبع لن اكررها ... لكن ما سبب كل هذه العصبية والضيق من زيارتي لها ...؟!"
شعر اياد بأنه تسرع في انفعاله فقال مبررا :
" لأنني لا اريدك ان تسمعي هناك كلمة قد تضايقك او يتصرف احدهم معك بشكل يؤلمك ..."
ثم اقترب منها وضمها اليه قائلا "
" انا اخاف عليك كثيرا يا ليلى .... اخاف من ان تحزني او تتضايقي ..."
ابتسمت ليلى بحب ثم رفعت وجهها ناحيته وقالت :
" لا تقلق انا اعرف كيف أاخذ حقي ممن يفكر في مضايقتي ..."
طبع اياد قبلة خفيفة على شفتيها ثم قال بفخر وحب :
" حبيبتي القوية ..."
...................
دلف تميم الى غرفة مكتبه ...
وجد جده جالسا هناك في انتظاره ...
" جدي ...!!! ماذا تفعل هنا ...؟!"
سأله تميم متعجبا من وجوده في هذا الوقت المبكر ليقول الجد :
" قل صباح الخير على الاقل ..."
ليرد تميم باعتذار :
" اسف ... صباح الخير ..."
" صباح النور ... اجلس على مكتبك ودعنا نتحدث ..."
جلس تميم على مكتبه وهو يشعر بالفضول حيال ما يريد جده قوله بينما تنحنح الجد قائلا بنبرة جادة :
" انت تعرف أنني كبرت للغاية يا تميم ... ولم يتبقَ من عمري سوى القليل ..."
قاطعه تميم بسرعة :
" العمر الطويل لك ان شاء الله ..."
" الموت علينا حق يا تميم ... وانا اريد ان اطمئن على احفادي قبل موتي ..."
صمت الجد للحظات قبل ان يكمل :
" انا لم يرزقني الله بصبي ... لكنه رزقني بك ...انت صحيح ابن ابنتي ... لكنك بمثابة ابن لي ... انا من ربيتك ... ومنحتك كل شيء... "
" وهذا شيء لا انكره ابدا ..."
قالها تميم بجدية فهو بالفعل تربى عند جده بعدما توفيت امه ... جده الذي عامله بافضل طريقة ومنحه كل شيء حتى ادارة شركاته ...
اكمل الجد حديثه :
" انا الان لا املك سواك انت ودينا ... انتما حفيداي اللذان اريد الحفاظ عليهما وتأمين مستقبلهما قبل رحيلي ..."
" بعيد الشر عنك يا جدي ..."
" اسمعني يا تميم ... مختصر حديثي هذا هو رغبتي بأن اطمئن على كليكما ... وانت الوحيد القادر على مساعدتي بهذا ..."
" أنا ..!! كيف ...؟!"
تسائل تميم متعجبا ليجيبه الجد :
" حينما تتزوج دينا سأرتاح يا تميم ..."
اتسعت عينا تميم بصدمة مما قاله جد ... تلكأت الكلمات على شفتيه ولم يعرف بماذا يجيب ...
هم بالرد اخيرا الا ان الجد اشار له بيده وقال مقاطعا حديثه قبل ان يبدأ :
" اسمعني يا تميم ... حينما تتزوج دينا سوف امنحك اكثر من نصف اسهم شركاتي ... والجزء المتبقي سوف يكون لدينا ... حينها سنضمن ان اموالنا سوف تبقى لنا ولن تذهب الى احد غريب ..."
" ولكن يا جدي انا متزوج ..."
قاطعه الجد :
" مؤقتا ولغرض محدد ... ألم يكن هذا كلامك .؟!"
ابتلع تميم ريقه واومأ برأسه بينما اكمل الجد :
" اذا ماذا تنتظر ... ؟ اعطني موافقتك وارح قلبي يا بني ..."
هز تميم رأسه بقلة حيلة ... يشعر انه اصبح على المحك ... لا يستطيع رفض طلب جده لانه حينها سوف يقلب عليه ويسحب منه كل شيء وهذا ما لا يريده بالتاكيد ... هو اكثر من يعرف جده وما سيفعله اذا عارض رغبته ... لكن في نفس الوقت كيف سيتزوج من دينا ...؟!
افاق من شروده على صوت جده يكرر سؤاله مرة اخرى ليجيبه تميم باستسلام :
" موافق... "
زوجتي المنبوذة
الفصل من ١١ الي ١٢
للكاتبة ساره علي
#الفصل_١١
الفصل الحادي عشر
" ولكن لدي شرط واحد لاتمام هذه الزيجة ..."
قالها تميم بجدية جعلت الجد ينظر اليه بريبة قبل ان يسأله :
" وما هو شرطك ...؟!"
اجابه تميم :
" أن يبقى الزواج سري لا يعلم احد به سوى انا وانت وهي حتى اقرر انا الاعلان عنه ..."
" ولماذا تضع شرطا كهذا ...؟!"
سأله الجد متعجبا من شرطه فرد تميم بإيجاز :
" والله هذا شيء يخصني لوحدي ... انه شرطي الوحيد ولن اتراجع عنه اطلاقا ..."
" لك ما تريد ..."
قالها الجد ثم نهض من مكانها واردف :
" سوف اخبر دينا بقرارك ... وبعدها سوف نعقد القران فورا ..."
اومأ تميم رأسه ثم تنهد بصمت قبل ان يتراجع بظهره الى الخلف ... اخذ يفكر جديا في هذه الخطوة الجديدة من حياته ... لقد وضعه جده على المحك ... جده الذي يدرك مدى رغبته في الحصول على ملكية شركاته ...
لقد اختار الطريق الصحيح لموافقته ...
ورغما عنه اخذ يفكر بنوران وردة فعلها ... هي بالتأكيد لن توافق على شيء كهذا ... لا يعرف لماذا شعر بإنقباضة قوية في قلبه حينما اخذ يفكر بها وبردة فعلها ...
وضع رأسه بين يديه بقلة حيلة وهو يدعو ربه بداخله ان يمر هذا الامر على خير ...
...............................
بعد مرور يومين
دلف تميم الى داخل احدى الشقق السكنية تتبعه دينا ... اغلق الباب خلفه والتفت اليها ليجدها تطالعه بنظرات فرحة ... عيناها تلمع من فرط السعادة ...
لقد تم عقد قرانهما اليوم بحضور الجد الذي قرر السفر للراحة والاستجمام بعدما اطمئن على حفيديه تاركا لهما تلك الشقة ليبدئا بها حياتهما الزوجية ...
جلس تميم على الكنبة في تعب بينما اقتربت دينا منه وجلست بجانبه واضعة كف يده على كتفه متسائلة :
" تبدو متعبا ..."
اجابها تميم وهو يتنهد بصمت :
" للغاية ... صداع قاسي يؤلمني "
نهضت من مكانها واتجهت الى خلف الكنبة واضعة كفي يدها على جانبي جبينه ... ثم اخذت تفرك بيديها على جانبي جبينه ليسترخي تميم في جلسته وقد بدأ شعور الراحة يتسرب اليه ...
" هل اصبحت افضل الان ...؟!"
سألته دينا بعد ان توقفت عن المساج ليهز رأسه ويقول :
" افضل بكثير ... اشكرك..."
منحته ابتسامة عذبة قبل ان تقول بحب :
" انا في الخدمة دائما ..."
بادلها ابتسامتها ورغما عنه اخذ يفكر بها ... لما لم يعد يشعر بالحب ناحيتها ...؟ ألم تكن دينا حب حياته الذي تمنى الحصول عليها يوما ...؟ حب حياته الذي تخلى عنه في سبيل انتقامه ... ؟!! هل كان حبها وهما ..؟
ومشاعره كاذبة ...؟!
لماذا تغيرت مشاعره نحوها بهذه السرعة وباتت لا تؤثر به ولا تعني له شيئا ...؟!
شعرت دينا باضطرابه فمسكت كف يده البارد وضغطت عليه ليعود بانتباهه إليها فتسأله :
" ماذا يحدث معك يا تميم ...؟ تبدو وكأنك محتار في أمر ما ...!!"
هز تميم رأسه نفيا وقال بسرعة :
" كلا ... كما اخبرتك انا متعب قليلا ..."
" ما رأيك ان تدلف الى غرفة النوم في الداخل وتنام قليلا ...؟!"
قالتها دينا بنبرة حائرة فهي تشعر بضياعه ليرد تميم :
" كلا ... يجب ان اذهب الان الى الشركة ... "
" سوف تذهب الان ...؟!!!"
قالتها بصدمة لينهض من مكانه بسرعة ويقول :
" اسف دينا ... ولكن لدي الكثير من الاعمال ... اراك لاحقا ..."
ثم خرج بسرعة هاربا منها تاركا اياها تطالع آثره بعينين دامعتين وقلب تشتت من فرط الالم والحيرة ..
...........................
دلف تميم الى الفيلا ليسأل الخادمة عن نوران فتخبره انها في غرفتها ...
ارتقى درجات السلم متجها الى الاعلى ... دلف الى الغرفة بخطوات راكضه ليجد نوران جالسة على سريرها تقرأ في احدى المجلات والتي نهضت بسرعة ما ان رأته يتقدم نحوها بهذا الكل ففوجئت به يرفعها بين ذراعيه ويقبلها بلهفة ...
بادلتع قبلته بالرغم من صدمتها مما فعله في بادئ الامر ... ظل يقبلها لفترة طويلة حتى شعرت بالاختناق فابتعد عنها لتأخذ نفسا عميقا ... اخذ يتطلع الى شفتيها المتورمتين برغبة ثم عاد وقبلها من جديد ...
ظل يقبلها مرارا وهي تتجاوب معه ... اخيرا ابتعد عنها وقال من بين انفاسه اللاهثة :
" اسف ...."
" علام تعتذر ...؟!"
سألته نوران بعدما افاقت من نشوة المشاعر التي سيطرت عليها ... لم يجبها على سؤالها وانما قال بمشاعر تمكنت منه :
" احبك نوران ...احبك للغاية ..."
صدمها اعترافه بالحب للمرة الثانية ... ولكن هذه المرة كانت تختلف عن التي قبلها ... فهذه المرة شعرت بصدقها ... شعرت انه بالفعل يحبها ...
مدت يدها تحيط وجنته بها تتحسسها بحنان فأمال شفتيه ناحية كف يدها يقبله برقة ... ثم ابعد كف يدها عن وجهه وعاد يقبلها بنفس اللهفة والرغبة ...
ابتعدا عن بعضهما اخيرا لتتسائل نوران بحيرة محاولة السيطرة على الوضع قبل ان يتمادى تميم في افعاله :
" ماذا يجري يا تميم ...؟ تبدو اليوم غريبا ..."
مسح تميم وجهه بكفي يده ثم قال بارهاق :
" انا متعب قليلا ..."
شعرت نوران بالقلق الشديد ما ان سمعت ما قاله فسألته بخوف ظهر واضحا في نبرة صوتها وعينيها :
" ماذا بك ...؟ هل انت مريض ...؟!"
" لا اعلم ... اشعر بقليل من التعب ..."
قالها وهو يتمدد على السرير لتقترب نوران منه وتنام بجانبه فتتفاجئ به يحتضنها بقوة وهو يقول بصوت دافئ :
" كان عمري عشرة اعوام حينما انتحرت والدتي ..."
رفعت نوران بصرها ناحيته وقالت بتردد :
" كيف انتحرت ...؟!"
اجابها :
" رمت نفسها من الطابق السادس ... "
صمت لوهلة قبل ان يردف :
" كنت ذاهب الى زيارتها ... احمل لها باقة من الورد الذي تحبه ... كنت متلهف للغاية لرؤيتها ... لكنني لم اجدها ...لقد ماتت قبل ان اراها واضمها واشم رائحتها ..."
شعرت نوران بالدموع تغرق وجنتيه فترقرقت الدموع في عينيها قبل ان تجهش في بكاء مرير ...
مسح تميم دموع بسرعة ثم نهض من مكانه واحتضنها بين ذراعيه واخذ يربت على ظهرها ويقول :
" اهدئي يا نوران ... انا اسف ... لم اقصد ان اضايقك ..."
ابتعدت نوران عن احضانه واخذت تمسح دموعها بكفي يدها قبل ان تقول من بكاءها :
" انا اسفة ... لكنني انفعلت قليلا ..."
طبع تميم قبلة على جبينها قبل ان يضمها اليه ويتمدد مرة اخرى على السرير وهو ما زال يحتضنها ...
ولاول مرة تشعر نوران براحة وامان غريب بين ذراعيه ... تنهدت بحرارة واغمضت عيناها مستسلمة لهذا الشعور الرائع الذي غزاها ...
........................
دلف نزار الى داخل شقته وهو يحمل بيده الكثير من الاطعمة ... اخذ يصيح على نغم لتأخذ منه الاغراض لكنه لم يجد اثرا لها .... شعر بشيء ما غريب يحدث ... وضع الاكياس على ارضية الغرفة وتقدم ناحية الغرفة التي تقطن بها .... فتح الباب ببطئ ليتفاجئ بشخص ما يقفز امامه واضعا مسدسا على رأسه بينما نغم مقيدة على كرسي موضوع في منتصف الغرفة والعديد من الاشخاص يحيطون بها ...
#الفصل_١٢
الفصل الثاني عشر
تطلع نزار الى نغم المقيدة امامه بملامح باهتة وقد سيطر الخوف عليه بشدة ... لا يعرف اذا كان خوفا على نفسه او عليها ... لكنه في تلك اللحظة شعر بنيران تندلع داخل صدره وهو يتخيل ان يأخذوها معهم او يؤذوها ...
شعر بشخص ما يتقدم ناحيته من الخلف لكنه لم يستطع الالتفات بسبب المسدس الموضوع على رأسه ...
تقدم الرجل منه ووقف قبالته قائلا بلهجة متهكمة وهو يشير الى نزار بيده :
" انت اذا البطل المنقذ للانسة الصغيرة ..."
صدرت همهمات غير مفهومة من نغم بسبب تقييد فمها فاقترب الرجل منها وازال الشريط اللاصق الموضوع على فمها لتقول بسرعة غير مبالية بأي شيء يدور حولها :
" اتركه ... لا ذنب له ... انا من جئت اليه ... هو حتى لا يعرف من انا وما قصتي ..."
" وتدافعين عنه ايضا ..."
قالها الرجل وهو يقبض على شعرها بكف يده ليصرخ نزار به :
" اتركها ... اياك ان تلمسها ..."
وحينما اراد الاندفاع نحوها غير ابه بالمسدس الموضوع على جانب رأسه كان الرجال قد تحركوا بسرعة وقيدوه ليصرخ بهم ان يتركوه ...
مرت اللحظات عصيبة على الجميع ... نزار يصرخ بهم ان يتركوه وذلك الرجل ما زال قابضا على شعر نغم وهو يحاول اجبارها على التحدث عن علاقتها بهذا الشاب ...
لحظات قليلة وتفاجئوا بالشرطة تقتحم المكان ... والذي يبدو انها كانت تراقب ما يحدث منذ بداية الحدث ... سيطرت الشرطة على المكان والقوا القبض على خطيب نغم وجميع الرجال الذين معه والذين استسلموا فورا دون ادنى مقاومة منهم ...
تقدم نزار بسرعة ناحية نغم وحررها من تلك الحبال التي تقيد جسدها ... نهضت نغم بسرعة من فوق الكرسي وضمته بشكل فاجأه للغاية ورغما عنه بادلها ضمتها ...
ابتعدا عن بعضهما حينما وجدا الضابط يتنحنح بحرج ...
قال الضابط بجدية :
" يجب ان تأتيا معنا لتسجلا افادتكما بخصوص ما حدث ..."
تسائل نزار باستغراب :
" لكن كيف عرفتم انهم هنا ...؟ وكيف جئتم في الوقت المناسب وقبضتم عليه ...؟"
رد الضابط مجيبا على تساؤلاته :
" الانسة نغم هي من ساعدتنا ... "
التفت نزار الى نغم متعجبا مما قاله الضابط فهو لم يكن يعلم ان لديا اتصال بالشرطة بينما قالا نغم موضحة:
" في تلك الليلة التي جئت بها اليك ... كنت قد ذهبت مسبقا الى الشرطة ... طلبت منهم المساعدة ... واعطيتهم ملفات تخص هذا الحقير تثبت تورطه في العديد من الجرائم ... حينها طلب مني الضابط ان اساعده في خطته للقبض عليه ...."
قاطعها الضابط مكملا :
" وكان مجيء الانسة نغم الى هنا من ضمن الخطة ايضا ... كما أننا من اخبرنا الرجل بمكان نغم ... وضعنا كمين له دون ان يشعر ... وقد ساعدنا احد رجاله المقربين في هذا ... حتى استسلام رجاله كان بتوصية من الرجل الذي ساعدنا بعد ان وعدناهم بتخفيف العقوبات عليهم ..."
تطلع نزار الى نغم باستنكار شديد فهو لا يصدق ان مجيئها اليه كان من ضمن خطة وضعتها الشرطة ...
وما ضايقه اكثر انها لم تثق به وتخبره بهذه الخطة ...
شعرت نغم بضيقه مما سمعه فاخفضت رأسها خجلا بينما قال الضابط بتحذير :
" لكن كما سمعتي من قبل يا انسة ... انت لا يجب ان تبقي في البلد هنا ... هذا الرجل له العديد من الانصار والشركاء وبالتاكيد لن يمرروا ما حدث على خير..."
قال نزار بتوجس وخيفة:
" هل من الممكن ان يؤذوها ...؟!"
اومأ الضابط برأسه واردف :
" بالطبع ... لذا يجب ان تترك البلد هنا باقرب وقت ..."
" ولكنني لا اعرف احد خارج هذا البلد ..."
قاطعها نزار بسرعة :
" تعالي معي ... نعود الى البلاد ...."
تطلعت اليه نغم بحيرة ليقول الضابط بسرعة :
" لا يوجد وقت للتفكير انسة نغم ... قدما افادتكما وسافرا فورا ..."
" ولكن كيف سأسافر معك وانا لا اعرف احدا هناك ...؟!"
اجابها نزار محاولا فض حيرتها :
" انا معك واهلي هناك ايضا ... سوف تتعرفين عليهم و..."
قاطعته بارتباك:
" وسوف تعرفني عليهم بصفتي من ...؟! ماذا ستخبرهم عني ...؟!"
ليرد نزار عليها ببساطة :
" صديقتي ... "
قالت نغم بضيق :
" انت تعرف العادات في بلدنا ... كيف بالله عليك تخبرهم بأني صديقتك ...؟! ماذا سيقولون عني ...؟!"
هز نزار رأسه بحيرة لتقول نغم بعد تردد :
" هناك حل واحد يجعلني اذهب معك ..."
فيسألها نزار بسرعة :
" ما هو ...؟!"
لتجييه بسرعة لا تعرف من اين جلبتها :
" زوجتك ... ان اصبح زوجتك ...."
.............................7
إرتفع حاجبه الى الأعلى واحمرت عيناه كشيطان مرعب بينما يقول بصوت بثّ القشعريرة المخيفة عبر...
بعد مرور اسبوعين
استيقظت نوران من نومها لتجد الفراش خالي بجانبها ... لقد اعتادت طوال الاسبوعين الماضيين ان تنام بين احضان تميم ... وتستيقظ قبله ... لكن اليوم يبدو انها تأخرت بالنوم واستيقظت بعده ...
نهضت من فوق سريرها وعدلت من بيجامتها قبل ان تدلف الى الحمام لتأخذ حمام سريع ...
العلاقة بينها وبين تميم باتت رائعة للغاية ... طوال الاسبوعين الماضيين بدئا يتعرفا على بعضيهما ...
عرفت الكثير من الاشياء عنه ... طباعه ... ما يحبه ... وما يكرهه... وفهمت بعض ما حدث في الماضي...
هو ايضا تعرف عليها عن قرب ... احب شخصيتها اكثر وتلك التفاصيل الناقصة والتي لم يعرفها في بادئ الامر ...
كل شيء كان يسير معهما بشكل رائع ... يتصرفان طوال اليوم كزوجين حقيقيين وفي اخر الليل ينامان وهما يحتضنان بعضيهما كأي زوجين يعيشان حياة طبيعية ...
خرجت نوران من الحمام وهي تلف شعرها بمنشفة وكذلك جسدها ...
خلعت المنشفة من فوق شعرها واخذت تجففه بالسشوار ثم سرحته ... خلعت بعدها المنشفة التي تحيط بجسدها وارتدت فستان صيفي قصير اخضر اللون لاق بشدة عليها وخصوصا على عينيها ذات اللون الاخضر ...
خرجت من الغرفة بحماس شديد فاليوم اجازة وتميم سوف يكون موجود بالتاكيد ... سوف يقضي اليوم معها بطوله ...
هبطت على درجات السلم بسرعة واتجهت الى غرفة مكتبه فوجدتها خالية ...
عقدت حاجبيها بتعجب فهو غالبا ما يقضي وقته فيها ... اتجهت الى المطبخ فوجدت الخادمة هناك تعد طعام الافطار ... سألتها عن تميم فأجابتها بانه خرج منذ قليل بعد ان جاءه اتصال من احدهم دون حتى ان يتناول فطوره ...
ازداد قلق نوران اضعافا فما السبب الذي جعل تميم يخرج بسرعة من المنزل ومن يكون الشخص الذي اتصل به وخرج بسرعة لاجله ...
في هذه الاثناء رن هاتفها بنغمة تدل على وصول رسالة ... فتحت الرسالة فورا والتي كانت من رقم غريب غير مسجل على هاتفها لتتسع عيناها بصدمة مما قرأته :
" زوجك يخونك مع اخرى ... واذا اردت التأكد فهذا عنوان الشقة التي يلتقيان بها ............"
..........................
دلف تميم الى شقة دينا والتي اغلقت الباب خلفه ثم سارت وراءه متجهة نحو صالة الجلوس ...
التفت تميم إليها ليسألها بضيق ظهر واضحا في صوته وملامح وجهه :
" خير يا دينا ... ماذا تريدين مني في هذا الوقت المبكر جدا ...؟!"
اجابته دينا بسخرية :
" وهل يجب ان اكون اريد شيء لأرى زوجي العزيز ..."
زفر انفاسه بضيق قبل ان يسألها بنفاذ صبر :
" بالله عليك تحدثي واخبريني ... ماذا هناك..؟!"
تسائلت دينا بصوت حزين :
" هل ما زلت تتذكر بأني زوجتك يا تميم أم نسيت...؟!"
رد تميم بصوت غاضب عالي :
" ما هذا الهراء ...؟ هل جلبتني الى هنا بهذا الوقت المبكر لتسأليني سؤال سخيف كهذا ...؟!"
قالت دينا بصياح ودموع هطلت من وجنتيها لا اراديا :
" لأنه يبدو انك نسيت هذا ... اسبوعين كاملين لا اراك فيهما الا لدقائق معدودة ... دقائق وتذهب عائدا إليها ... تتركني لوحدى في هذه الشقة الواسعة دون ان تسأل عني حتى ... دون ان تخاف علي ..."
صمتت للحظات قبل ان تكمل بمرارة :
" انت حتى لم تلمسني الى الان ... وحينما احاول الاقتراب منك تنهض بسرعة كمثل الذي لسعته حشرة فيهرب منها ..."
شعر تميم بالشفقة من اجلها فيبدو انه ظلمها كثيرا دون ان ينتبه ...
" دينا انا لا اعرف ماذا اقول حقا ....ولكن ..."
قاطعته وهي تمسح دموعها:
" لا تقل شيئا ... انا فقط اريد معرفة شيء واحد فقط ... لماذا تزوجتني ...؟ ولا تكذب علي وتقول بأنك تزوجتني لتحبني ... انا لست غبية واعرف انك لم تعد تحبني منذ وقت طويل..."
شعر تميم بالحيرة ولم يعرف بماذا يجيبها ... هل يخبرها بأن زواجه منها زواجه مصلحة ... تزوجها لأجل أسهم الشركة التي يرغب في الحصول عليها؟! ... أم يخترع سبب اخر ...؟!
قالت دينا بتهكم :
" هل الجواب يحتاج هذا الوقت الكبير من التفكير ...؟! سأخبرك انا اذا بالجواب ...."
اخذت نفست عميقا قبل ان تقول :
" انت تزوجتني من اجل الحصول على اسهم الشركة ... التي حلمت طويلا بأن تتملكها وتصبح باسمك ..."
سيطر الذهول على تميم الذي سألها بعدم تصديق :
" كيف عرفت ..؟!"
لتجيبه ببساطة :
" عرفت منذ اول يوم ..."
" ولماذا وافقت ...؟!"
اجابته بحسرة جلية :
" لأنني ظننت انك ما زلت تحبني ... ظننت أن بمقدوري ان استعيد حبك ..."
" انا اسف دينا ... لم اكن اريد ان اخذلك ...."
" لماذا ...؟ هل أحببتها ...؟!"
سألته بالم ليرد بحيرة واضحة :
" كلا ... او بالاحرى لا اعرف ..."
منحته إبتسامة مريرة قبل ان تقول :
" بلى أحببتها... ونسيتني ..."
" دينا ماذا افعل لك ... كيف بإمكاني ان أريحك ...؟!"
تساؤله كان صادقا فهو مستعد ان يفعل اي شيء ليريح قلبها الذي انكسر على يده ...
اغمضت عيناها للحظات قبل ان تقول بألم :
" فقط ارحل... ارحل واتركني لوحدي ..."
هز تميم رأسه متفهما وقد شعر بحاجتها للبقاء لوحدها فخرج من الشقة ...
انهارت دينا باكية وقد سيطر اليأس والوجع عليها .... جذب انتباهها كأس زجاجي موضوع على الطاولة حملته ورمته ارضا ليتحطم الى قطع حملت احداهما ووضعتها على رسغها واغمضت عيناها مستسلمة لنهاية اختارتها بذاتها ....
يتبع
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇
اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺


تعليقات
إرسال تعليق