القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية زوجتي المنبوذة الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه ساره على حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

رواية زوجتي المنبوذة الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه ساره على حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية زوجتي المنبوذة الفصل الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بقلم الكاتبه ساره على حصريه وجديده 


كان يركض بسرعى داخل رواق المستشفى بعدما جاءه اتصال يخبره بأن دينا في صالة العمليات بعدما حاولت الانتحار ...

وصل اخيرا الى مكان الصالة ليجد الطبيب يخرج من غرفة العمليات فيسأله بسرعة :

" كيف حالها ...؟!"

هز الطبيب رأسه بأسف شديد :

" وضعها خطر للغاية ... لا اظن انها ستفيق منها ...."

هب تميم في الطبيب بغضب :

" ماذا تقول انت ..؟ افعل اي شيء ....تصرف ... يجب ان تنقذها ..."

حاول الطبيب امتصاص غضبه فقال:

" صدقني فعلنا كل ما بوسعنا ... لكن الحالة وصلت متأخرة ...على العموم كل شيء من الممكن ان يحدث ... قد يحدث الله معجزة وينقذها من الموت ..."

جلس تميم على احد الكراسي الموجوده في المرر بانهيار بينما تطلع الطبيب اليه باسف شديد قبل ان يتركه ويتجه الى مكتبه ...

وضع تميم رأسه بين كفيه وقد سيطر الشعور بالذنب عليه... ماذا سيفعل اذا ماتت دينا ... ؟! كيف سيتحمل ذنب كهذا طوال عمره ...؟!

شعر بشخص ما يقف قبالته ليرفع بصره ناحية الشخص فيجد نوران امامه تسأله بنبرة حزينة :

" ماذا قال الطبيب ...؟!"

الا انه لم ينتبه لسؤالها بل نهض من مكانه وسألها بذهول :

" ماذا تفعلين هنا يا نوران ...؟!"

لتجيبه بابتسامة مريرة :

" انا من جلبتها الى هنا يا تميم ... بعدما علمت بكل شيء ..."

اتسعت عينا تميم بصدمة ليسألها برعب من ان تكون عرفت بحقيقة زواجه من دينا :

" ماذا عرفت ..؟!"

اجابته بألم طغى عليها :

" لقد اخبرتني دينا بكل شيء قبل ان تفقد وعيها...."

وجملتها كانت بمثابة صفعة قويه جعلته يفيق من كل شيء ... لقد فهم الان وفي هذه اللحظة انه خسر كل شيء ... نوران ودينا ... وماذا سيخسر ايضا ...؟!

همت نوراه بالتحرك مبتعدة عنه الا انه قبض على ذراعها قائلا بنبرة متوسلةمحاولا منعها :

" نوران لا تذهبي ...ابقي بجانبي من فضلك ... لا تتركيني لوحدي ..."

حررت ذراعها من قبضته بقوة فاجئته وقالت من بين دموعها :

" اتركني وشأني بالله عليك ... لا تطلب مني ما هو فوق مقدرتي ..."

ثم رحلت وتركته وحيدا يصارع الوقت يناجي ربه ان ينقذ دينا فهو لن يتحمل ان يشيل ذنبها طوال حياته... لن يتحمل ابدا ...

                    ...........................

دلفت نوران الى منزل والدتها وهي تحمل حقيبة ملابسها معها ...

ضمتها والدتها اليها بسرعة وقالت :

" واخيرا فعلتيها يا نوران ... كان يجب ان تفعليها منذ اول يوم ..."

ثم تطلعت الى ملامح وجهها الباكية فسألتها بقلق شديد :.

" ماذا حدث يا حبيبتي ...؟! لماذا تبكين ...؟! ماذا فعل بك هذا الحقير...؟!"

انهارت نوران بين احضان والدتها وبكت بعنف ... اخذت والدتها تربت على كتفها وهي تقول بنبرة أجشة :

" بعيد الشر عنك حبيبتي ... لماذا تبكين يا روحي ...؟ لا تخيفينني بالله عليك .."

ابتعدت نوران من احضانها وقالت بنبرة متعبة :

" تعبت يا امي ... تعبت كثيرا... لم يعد بمقدوري التحمل اكثر من هذا .."

احتضنتها والدتها مرة اخرى ثم رفعت عيناها الى الاعلى وهي تدعو بصوت عالي :

" ليلعنكما الله يا تميم ونزار ... ليذيقكما الالم والوجع ... ماذا فعلتما بأبنتي ...؟! "

ازداد شهقاتها اضعافا ما ان ذكرت والدتها اسميهما...

ظلت على هذا الحال لفترة ليست بقصيرة قبل  ان تنهض من مكانها وتمسح دموعها قائلة بصوتها المبحوح :

" سوف اذهب الى غرفتي لأنام قليلا ... "

هزت رأسها متفهمة وقالت :

" حسنا حبيبتي ... نامي وارتاحي قليلا بينما اعد لك  طعام الغداء ..."

ذهبت نوران الى غرفتها بينما رفعت والدتها يديها الى السماء وقالت :

" ليكن الله بعونك يا نوران ... ليكن الله بعونك يا ابنتي ..."

                         ...................

وقف تميم امام دينا الممددة على السرير الابيض في غرفة العناية المشددة...

لقد سمح الطبيب له ان يراها ويتحدث معها لدقائق معدودة ...

انحنى بجانبها ومسك يدها شاعرا ببرودتها ... ربت بيده الاخرى على خصلات شعرها ...

قرب وجهه من وجهها وقال هامسا باسمها :

" دينا ... "

انهمرت دموعه لا اراديا ما ان نطق باسمها ... لا يصدق ان دينا الممدة هنا بلا حول او قوة هي نفسها دينا التي كانت تشع نشاطا وحيوية ...

لقد قتلها هو بحقارته معها ...

" سامحيني ..."

هتفها بنبرة خافتة وكأنه يستحي ان يطلب السماح منها بينما دموعه مستمرة في الانهمار ...

اكمل بعد لحظات وقد نجح في السيطرة على دموعه :

" بالله عليك لا تذهبي ... لا تفعليها ... لا تجعلينني اخسرك واعيش ما تبقى من عمري في عذاب ... انا مستعد ان افعل لك ما تريدين ... اعدك بهذا ... فقط افيقي .... افيقي من اجلي ..."

ظل يتحدث معها ويتوسل اياها ان تفيق ... لحظات قليلة ودلفت الممرضة الى الداخل تطلب منه ان يخرج من العناية المركزة ...

فعل تميم ما قالته وخرج من المكان ثم خلع ملابس التعقيم الذي كان يرتديها واعطاها للمرضة ... قرر الذهاب الى كافيتريا المشفى ليتناول كوبا من القهوة عله يقلل من هذا الصداع الذي سيطر على رأسه ...

                         ......................

دلف تميم الى كافيتريا المشفى واتجه الى ماكينة القهوة الموجوده هناك ...

اخذ كوبا من القهوة وجلس على احدى الطاولات ...

بدأ يتناول قهوته بصمت حينما شعر بيد تربت على كتفه وصوت رجل تذكره على الفور :

" لا اصدق ما تراه عيني ... تميم بنفسه هنا ..."

استدار تميم وهو يهتف بصدمة :

" لبيد التميمي ... ماذا تفعل هناك ...؟!"

ثم نهض من مكانه واحتضنا بعضيهما بقوة ...

ابتعدا عن بعضيهما بينما ضربه لبيد على ظهره قائلا بعتاب :

" لولا الصدفة البحته لما كنت رأيتك ...لم تفكر ولو مرة واحدة بالسؤال عني ..."

قال تميم بخجل فهو بالفعل لم يسأل عنه منذ وقت طويل :

" كنت مشغول للغاية ... اعذرني ..."

ثم اردف بعتاب هو الاخر :

" لكنك لم تحضر حفل زفافي ..."

رد لبيد :

" اقسم لك انني كنت خارج البلاد حينها ..."

سأله تميم :

" ماذا تفعل هنا الان ..؟!"

اجابه لبيد ببساطة:

" زوجتي تلد هنا ..."

قال تميم بذهول :

" يا رجل ... تتحدث ببساطة ...أليس من المفترض ان تكون بجانبها الان ...؟!"

رد تميم بلا مبالاة :

" والدتي معها .... "

ثم اردف بتساؤل :

" وانت ماذا تفعل هنا ...؟ لا تقل لي ان زوجتك تلد ايضا ..."

قال تميم بسخرية :

" نعم انها تلد بعد شهرين من زواجنا ..."

ضرب لبيد على رأسه وقد شعر بمدى غبائه :

" معك حق ... انا غبي فعلا ..."

بينما قال تميم :

" ابنة خالتي في العناية المشددة ... تعرضت لحادث ..."

" اووه يا الهي ..."

قالها لبيد بأسف شديد بينما اردف :

" وكيف وضعها الان ...؟!"

رد تميم باحتقان :

" للاسف وضعها خطر للغاية ..."

ربت لبيد على كتفه وقال :

" ليكن الله معها ويشفيها ..."

في هذه الاثناء رن هاتف لبيد فاجاب عليه بسرعة ليأتيه صوت والدته الغاضب :

" ايها البارد ... اين انت ...؟ لقد انجبت زوجتك ... "

" ماذا انجبت ...؟ بسرعة ... اخبريني ..."

قالها لبيد بلهفة ليقفز من مكانه وهو يسمع الاجابة ويررد بصياح :

" صبي ... انجبت صبي ... الحمد لله يارب ... انه ثاني صبي ارزق به"

بارك تميم له ليشكره لبيد ويذهب بسرعة الى زوجته على وعد  في ان يلتقيا في ظروف اخرى ....

ذهب تميم بدوره عائدا مرة اخرى الى غرفة العناية المشددة ليجد الممرضة تخرج راكضة من غرفة العناية المركزة وهي تصيح على الطبيب :

" لقد توقف قلب المريضة ...."1


                     ............................

انتهت والدة نوران من اعداد طعام الغداء ... همت بالذهاب الى غرفة نوران لتوقظها فوجدتها في وجهها وهي ترتدي ملابس الخروج ...

" لقد حان وقت الغداء ... إلى اين تذهبين الان ...؟!"

اجابتها نوران بجدية :.

" سوف اذهب الى بيت عمي ... اريده في موضوع هام ..."

" أجلي ذهابك الان ... وتعالي معي لتتناولي الطعام ..."

الا ان نوران قالت باصرار :

" كلا يجب ان اذهب الان ... "

" ولكن تناولي طعامك على الاقل ..."

قالت نوران :

" عندما اعود سوف اتناول طعامي ..."

ثم خرجت بسرعة متجهة الى منزل عمها ...

وصلت نوران اليه بعد حوالي ثلث ساعة ...

هبطت من سيارة الاجرة واتجهت الى الداخل ... فتحت الخادمة لها الباب واخبرتها ان الجميع في صالة الجلوس ... اتجهت الى صالة الجلوس لتسمع صوت احاديث وضحكات تنبع من الداخل وصوت مميز تعرفه جيدا ... دلفت الى الداخل لتجد الجميع مجتمع ... عمها وزوجته ... نزار و نغم .... ليلى واياد ...

جحظت عيناها بصدمة ما ان رأت نزار امامها ويبدو في اوج سعادته بينما اختفت الابتسامة من فوق شفتي نزار والذي نهض من مكانه قائلا بعدم تصديق :

" نوران .."


#الفصل_١٤


الفصل الرابع عشر


وقفت تطالعهم بثبات تام لا تعرف من أين اتاها قبل ان ترسم ابتسامة باردة على شفتيها وتقول بتهكم :

" مساء الخير ... يبدو أنني قطعت عليكم جمعتكم الجميلة ..."

نهض عمها من مكانه وقال بسرعة :

" نوران ابنتي ..."

الا ان نوران لم تسمح لها بالتكملة بل قاطعته بسخرية :

" كنت على الاقل دعوتنا يا عمي لنشارككم جمعتكم الجميلة هذه ..."

" نوران ابنتي دعيني اشرح لك ..."

قاطعته مرة اخرى بنبرة عالية وقد فشلت هذه المرة في الحفاظ على ثباتها :

" ماذا ستشرح لي ...؟ ان ابنك المصون قد عاد الى الوطن اخيرا لتستقبله انت بين احضانك ..."

" نوران من فضلك دعي والدي يشرح لك ..."

كانت المتحدثه هذه المرة هي ليلى التي رمتها نوران للحظة بنظرة معاتبة سرعان ما تحولت الى اخرى غاضبة :

" انت اخر من يتحدث ... لقد عددتك اختا لي ... ولكن يا للاسف ..."

لم يتحمل نزار سماع كلمات اكثر فقال بسرعة :

" دعي حديثك معي انا يا نوران ... انا المذنب ... هم لا علاقة لهم بأي شيء ..."

كانت نغم تجهل ما يحدث فهي لا علم لها بأي شيء ...

لم تعرف سبب هذا الجدال ولا توجد كلمة واحدة توضح ما يجري ...

اياد الاخر التزم الصمت فما حدث كان مشكلة عائلية بحته وهو لا يريد التدخل بها ..

التفتت نوران ناحية نزار بنظرات يملؤها الكره والحقد والالم والعتاب ... جميع هذه المشاعر اختلطت في نظراتها ...

تحدثت اخيرا بنبرة كارهة غاضبة :

" انت اخر من يتحدث هنا ... يا ابن عمي المصون ...."

تقدم نزار ناحيتها ووقف امامها قائلا :

" ها انا امامك ... افعلي بي ما تشائين ...."

فجأة اخذت نوران تقهقه ... تضحك عاليا وكأنها اصيبت بالجنون ... ظلت تضحك للحظات تحت انظارهم المندهشة قبل ان تتوقف عن الضحك اخيرا وتقول بعينين مدمعتين وملامح منكسرة :

" افعل ... ماذا سأفعل ...؟ هل اقتلك ...؟! حتى قتلك لن يشفي غليلي ..."

اخفض نزار عينيه بخجل فهو لم يستطع النظر في وجهها اكثر بينما اردفت نوران :

" انت حتى لا تملك ضميرا قد يؤنبك حينما تتذكر ما فعلته ..لكن هذا المتوقع ... فماذا سأرجو من شخص حقير و نذل مثلك ...؟!"

نقلت نغم عينيها بين نزار المخفض رأسه ارضا ونوران التي ترميه بنظرات مليئة بالكره والاشمئزاز ...

ادارت نوران بصرها في ارجاء المكان تطالع جميع الموجودين بنظرات محتقرة قبل ان تقول :

" هذه اخر مرة اراكم فيها ... فأنا لن يشرفني الانتماء الى عائلة مثلكم ..."

ثم تحركت خارج المكان بينما وضع العم يده على قلبه بعدما شعر بنغزات قوية في صدره ... اقتربت منه ليلى وسألته بقلق :

" بابا ... هل انت بخير ..؟!"

الا انه لم يستطع جوابها حيث انبطح ارضا وفقد وعيه ...

                          .........................

بعد مرور اسبوع

كان تميم في غرفة مكتبه يتابع اعماله كالعادة حينما دلف اياد اليه ...

رماه تميم بنظرات جامدة قبل ان يقول بنبرة هازئة :

" واخيرا تذكرت ان لديك صديق يجب زيارته والسؤال عنه ...."

تحدث اياد بخجل :

" اعذرني يا تميم لقد كنت منشغلا للغاية .."

قال تميم بسخرية :

" نعم افهمك ... بالطبع انت مشغول مع عائلة خطيبتك الغالية..."

زفر اياد انفاسه ضيقا وتقدم منه وجلس امامه متسائلا :

" ما اخبار دينا ...؟ كيف اصبحت الان ...؟!"

اجابه تميم :

" وضعها الصحي بخير ... لكن وضعها النفسي سيء للغاية ..."

" هل جلبت لها طبيب نفسي ..؟!"

رد تميم بجدية :

" بالطبع ... وقد بدأ اولى جلساته معها منذ يومين ..."

اردف تميم بتساؤل :

" ولكن مالذي جلبك لي اليوم ...؟ اشعر ان هناك امر ما جئت لاجلك ..."

اومأ اياد رأسه مؤكدا ما قاله تميم ثم قال :

" وضع والدك الصحي سيء للغاية ... يبدو ان ايامه اصبحت معدودة ..."

تنهد تميم بضيق وقال :

" وما المطلوب مني ...؟!"

اجابه اياد :

" يريد ان يراك .... انه مصر على رؤيتك ..."

" انت تعرف انني لا ارغب برؤيته .."

" ارجوك يا تميم ... ان الرجل بين الحياة والموت ... هو لا يريد شيء سوى رؤيتك ... يقول ان هناك كلام مهم يجب ان تسمعه ...."

لا يعلم لماذا شعر تميم برغبة في رؤيته ... سماع ما يريد قوله ... هل هو فضوله لمعرفة ماذا يريد ان يخبره ...؟ ام رغبة في رؤيته لاخر مرة ...؟!

نهض تميم من مكانه وقال ببساطة فاجئت اياد :

" حسنا ...سأراه ..."

ثم انطلق خارج مكتبه وشركته باكملها متجها الى المشفى الذي يقطن بها والده ...

                        .......................

وقف تميم امام غرفة العناية المركزة حيث يرقد والده هناك ... كان يقدم خطوة ويؤخر اخرى ... يشعر برغبتين متناقضتين ... الاولى ان يرى والده ويسمعه والثانية ان يهرب من هذا المكان باكمله ...

شعر بكف اياد يربت على ظهره محاولاتقديم القليل من الدعم له ... تقدم الى داخل العناية المركزة وهو يرتدي ملابس التعقيم ...

تقدم ناحية والده الذي فتح عينيه ما ان شعر بوجوده ليبتسم ببهوت قبل ان يقول بصوت بالكاد يسمع :

" كنت واثق من أنك ستأتي وتراني ..."

" ماذا تريد مني ...؟!"

سأله تميم ببرود وازدراء قتله ... ابنه يراه على فراش الموت دون ان تهتز شعرة منه ...

تحدث الاب بصوته الضعيف الواهن :

" انا ظلمتك يا بني ... اعترف بهذا ..."

قاطعه تميم :

" انت ظلمت والدتي ... قتلتها ..."

ابتلع الاب ريقه وقال بألم وقد بدأت الذكريات تعود اليه  :

" نعم انا قتلتها ... وحملت ذنبها طوال عمري ...."

" لماذا ...؟ لماذا فعلت بها هذا ...؟!"

قالها تميم وهو ينحني ناحيته بملامح كارهة نافرة ليرد الاب بانكسار :

" جدك ... جدك من اجبرني على هذا ... هددني اذا لم اتركها فانه سوف يجعلني اخسر جميع اموالي .... "

" تخليت عنها من اجل اموالك ..."

صرخ تميم به لتتسارع نبضات الاب قبل ان يكمل :

" جدك يده طائلة ... كان سيفعل الكثير من الاشياء لو لم اتركها .... اقسم لك بأنه هددني و ..."

قاطعه تميم بكره :

" هذا كله لا يبرر ما فعلته ... انت تخليت عنها ... ولم تكتف بهذا ... بل تزوجت اخرى غيرها ... حطمتها تماما .... "

اغمض الاب عينيه بألم وصدى كلمات تميم تتردد داخله ...

ابتسم تميم بألم وقال :

" تمنيت لو اجد مبرر واحد لما فعلته ... مبرر يجعلني اغفر لك ... "

انسابت دموع الاب بغزارة على وجنتيه ... الشعور بالذنب يزداد عليه ويخنقه ...

مد يده محاولا الامساك بيد تميم الا ان تميم ابعد يده بنفور عنه ...

" تميم لحظة ... هناك شيء لم اقله ..."

توقف تميم في مكانه بعد ان كان يهم بالرحيل ليسمع والده يقول :

" نوران ... نوران امانة لديك ..."

                         .......................

تقدمت نوران ناحية الغرفة التي يقطن بها عمها بعدما طلب رؤيتها لتجد العائلة جميعها هناك ...

نهضت ليلى من مكانها وصاحت بها :

" انت ماذا تفعلين هنا ...؟ ألا يكفيك ما حدث بسببك...؟!"

الا ان صوت تميم الصارم اسكتها فورا :

" اخرسي ولا تتحدثي معها بهذا الشكل ..."

" انا لا اسمح لك بالتحدث مع اختي هكذا ..."

قالها نزار موجها حديثه الى تميم الذي رد ببرود :

" هي من بدأت ورفعت صوتها على زوجتي ..."

نقل نزار انظاره بين نوران وتميم وقال بسخرية:

" رائع ... انت تمثل دور الزوج الصالح المثالي على  اكمل وجه .."

" ماذا تقصد ...؟!"

قالها تميم وهو ينوي الانقضاض عليه ليقف اياد حائلا بينهما :

" اهدا يا تميم من فضلك ... اهدأ ارجوك..."

كادت نوران ان تبكي بسبب ما يحدث ... فانكمشت في مكانها خوفا من هذا العراك المؤلم بالنسبة لها ...

شعر نزار بذلك فاقترب منها متسائلا بلهفة :

" نوران ... هل انت بخير ...؟!"

" اتركها ..."

صرخ به تميم محذرا قبل ان يدفع اياد بعيد عنه ويتقدم ناحيته ممسكا به من ياقة قميصه قائلا :

" اياك ان تقترب منها او تتحدث معها ..."

كاد نزار ان يرد عليه الا انه توقف عن هذا حينما تقدمت احدى الممرضات بسرعة ناحية العناية المركزة بعد ان رن صوت صفير الجهاز الخاص بنبض والده ...


زوجتي المنبوذة 

الفصل من ١٥ الي ١٦

للكاتبة ساره علي 

#الفصل_١٥


الفصل الخامس عشر


بعد مرور سنة ...

بخطوات واثقة رشيقة كانت تتحرك داخل الشركة ... تتحدث مع هذا وتضحك مع الاخر ... توزع ابتساماتها هنا وهناك ... الجميع يعاملها بلطف ومحبة ... اما هو فيراقبها من بعيد ... عيناه تحومان حولها طوال الوقت ... دون ان يصل لاي نتيجة مرضية معها ...

عاد وجلس على مكتبه وهو يزفر بضيق ثم اتصل بها طالبا منها ان تأتيه حالا ...

لحظات قليلة ودلفت اليه ... تقدمت منه ووقفت امامه ثم سألته بهدوء :

" نعم سيد تميم ... ماذا تريد ...؟!"

تأمل ملابسها المكونة من تنورة سوداء قصيرة وفوقها قميص ابيض اللون عاري الاكتاف ... انها تتعمد ان تلبس ملابس عملية لكنها مثيرة في نفس الوقت ...

شعر بالدماء تغلي داخل عروقه وهو يتخيل نظرات الموظفين لها وانجذابهم اليها...

حاول الحفاظ على رباطة جأشه فقال بنبرة جاهد لجعلها تبدو هادئة :

" انت هنا للعمل وليس لتبادل الاحاديث والابتسامات مع موظفي الشركة ..."

رفعت احد حاجبيها وقالت بتهكم :

" يبدو انك تقضي وقتك هنا في مراقبتي بدلا من ممارسة عملك ..."

قاطعها بصلابة :

" لا تغيري الموضوع الان ... "

ردت بنفاذ صبر :

" انا لا اغير الموضوع ... ثانيا انت من طلبت مني ان اراقب عمل الموظفين ومتابعتهم ..."

صحيح هو من طلب هذا محاولة منه للضغط عليها وزيادة عملها ... لكنه لم يظن بأن الموضوع سينقلب ضده ...

اخذ نفسا عميقا قبل ان يقول :

" لقد عفيتك من هذا العمل ... انتبهي على عملك كسكرتيرة فقط ..."

قالت بضيق :

" انا لست بلعبة لديك يا تميم ... يوم راقبي الموظفين ويوم ابتعدي عنهم ..."

ابتسم حينما وجدها تناديه باسمه لوحده مجردا من جميع الالقاب ...

" لماذا تبتسم ...؟!"

صاحت به بعصبية لتجده يقهقه عاليا قبل ان يسيطر على ضحكاته قائلا بشغب :

" كم تبدين جميلة وانت تضحكين ...؟!"

فغرت فاهها بصدمة مما قاله ثم احمرت وجنتيها كعادة ملازمة لها حينما يمدحها ...

ضربت الارض بقدميها وقالت متسائلة بملل :

" هل تريد مني شيء اخر ...؟!"

اجابها :

" كلا ، بامكانك الذهاب الى مكتبك ..."

خرجت من امامه وهي تتمتم ببعض الكلمات الغاضبة ... جلست على مكتبها وبدأت تقلب في بعض الملفات حينما لمحت فتاة شقراء طويلة تقترب من مكتبها ...

كزت على اسنانها بغيظ فهي تعرف هذه الفتاة جيدا ... انها شريكة تميم في احدى الصفقات ... ولكن المشكلة لا تكمن هنا ... فتلك الحية الشقراء تتودد الى تميم بشكل واضح ...

وقفت الفتاة امامها بابتسامتها الواسعة وتسائلت بنبرة صوتها المثيرةة:

" هل السيد تميم موجود ...؟!"

تأففت بضيق ثم اجابتها :

" نعم انه في الداخل .."

وقبل ان تنهض نوران لاخباره بوجوده كانت الشقراء تقتحم مكتبه فلحقتها هي بسرعة وقالت موجهة حديثها الى تميم :

" هي من دخلت دون استئذان ..."

الا ان تميم لم يبال بها وهو يتقدم ناحية الشقراء ويحييها بحرارة ...

انسحبت من امامهم وهي تكاد تتآكل من شدة الغيظ والغيرة ...

جلست على مكتبها بوهن واخذت تضرب سطح المكتب بقبضتي يدها وهي تغمغم بصوت خافت :

" اللعنة عليك يا تميم ... اللعنة عليك وعلى تلك الحية الشقراء ..."

                   .............................

دلفت الى منزلها بعد يوم عمل شاق ... خلعت حذائها ذو الكعب العالي ورمته ارضا ... ثم جلست على الكنبة وهي تمدد قدميها المتعبتين عليها ...

وجدت والدتها تقترب منها وهي تقول بتعجب :

" نوران ...لماذا عدت مبكرا ...؟!"

اجابتها نوران :

" لقد انتهيت من اعمالي مبكرا على غير العادة ..."

ثم اردفت بنبرة حاقدة خافتة :

" السيد تميم سمح لي بالخروج مبكرا فهو مشغول مع صديقته الشقراء ..."

" ماذا قلت ...؟!"

هزت رأسها بضيق وقالت :

" لم اقل شيئا ...هل انتهيت من اعداد العشاء ... ؟! انا جائعة للغاية ..."

ردت والدتها وهي تتجه الى المطبخ :

" ما زال الوقت مبكرا على العشاء ... تناولي اي شيء يسد جوعك حتى يحين موعده .."

تأففت نوران بملل ثم نهضت من مكانها واتجهت الى غرفتها لتخلع ملابسها وترتدي بيجامة بيتية مريحة ...

توقفت في مكانها وهي تسمع صوت جرس الباب يرن ... اتجهت لفتحه فوجدت ليلى امامها والتي دلفت الى الداخل وهي تقول :

" الحقير ... يجب ان اتخلص منه وحالا ..."

اغلقت نوران الباب خلفها واقتربت منها متسائلة :

" ماذا فعل هذه المرة ...؟!"

اجابتها وهي تجلس على الكنبة :

" يطلب مني اشياء سافلة و..."

صمتت ولم تستطع اكمال الباقي لتقول نوران بغضب :

" الحقير ...كيف يطلب منك شيئا كهذا ...؟! انت يجب ان تفسخي خطبتك منه وحالا ...."

تطلعت اليها ليلى بنظرات محتارةقبل ان تقول بتردد :

" ولكن انا لا اريد ان افسخ خطبتي منه ..."

هدرت نوران بها :

" هل انت مجنونة...؟ كيف تبقين مرتبطة بشخص مثله ...؟ ألا تخافين على نفسك ...؟!"

اخفضت ليلى بصرها باستيحاء بينما زفرت نوران انفاسها وجلست بجانبها وقالت بنبرة هادئة :

" ليلى كلانا يعلم سبب ارتباطك بهذا المتخلف ... لقد حققتي غايتك من الارتباط به ... ماذا تنتظرين لانهاء هذه العلاقة ...؟ ليلى انا خائفة عليك ... انه شاب سيء للغاية ..."

قالت ليلى بجدية :

" اعلم هذا ... ولكن انا بالفعل نويت ان افسخ خطبتي به ..صدقيني ..."

" ماذا تنتظرين اذا ...؟!"

اجابتها ليلى :

" فقط ايام قليلة وسأنهي كل شيء ..."

اومأت نوران رأسها بتفهم وصمتت فهي لم ترغب في الضغط عليها بالمزيد من الاسئلة ...

                        ..........................

اغلق تميم هاتفه وعاد بانظاره ناحية لونا ... تلك الفتاة الشقراء والتي تكون ابنة احد رجال الاعمال الاغنياء ...

منحها ابتسامة متكلفة وقال :

" هل اعجبك الطعام ...؟!"

اجابته :

" انه رائع للغاية ...ذوقك رفيع في اختيار المطاعم التي ترتادها ..."

كانت قد طلبت منها ان يراقفها لاحد المطاعم القريبة ليتناولا الطعام سويا ... حاول تميم التملص منه الا انها كانت مصرة على ذلك ... ثم اقترح عليها هذا المطعم الذي اعتاد على ارتياده ...

" أين سرحت ..؟!"

افاق تميم من شروده على سؤالها فقال كاذبا :

" في العمل بكل تأكيد ..."

" انت تفكر في العمل دائما ...؟!"

" عملي هو كل حياتي ...."

" وماذا عن حياتك الشخصية ...؟!"

" ما بها حياتي الشخصية ...؟!"

سألها متعجبا لترد :

" سمعت انك كنت متزوج وطلقت ..."

"نعم هذا صحيح ..."

قالها باقتضاب لتعاود سؤاله :

" ألا تفكر في الارتباط مرة اخرى ...؟"

تعجب من سؤالها الجريء ليتنحنح قليلا قبل ان يجيبها :

" في الحقيقة ما زال الوقت مبكرا على شيء كهذا ..."

قاطعته :

" هل كنت تحبها ...؟!"

شعر تميم بالضيق منها ومن فضولها واسئلتها الا انه اجابها بصدق :

" نعم ... كنت احبها وما زلت ..."

مطت شفتيها بضيق وحملت كأس المشروب وتناولته وفعل هو المثل بعدما منحها ابتسامة خفيفة ...

                     .......................

" انت يجب ان تقوم بجميع التحاليل المطلوبة ...؟ الطبيب هو من قال هذا ..."

قالتها نغم بجدية جعلت نزار ينهض من مكانه ويقول بغضب :

" ألم ننتهي من هذا الموضوع ...؟!"

ردت :

" كلا لم ننته ... نحن متزوجان منذ عام كامل ولم يحدث حمل ... انا قمت بجميع الاختبارات المطلوبة وتبين باني سليمة ... الان دورك..."

" قلت لك أنني لن اقوم بأي تحليل..."

اندهشت من عناده واصراره فقالت فجأة :

" انت تعلم شيء انا لا اعلمه ... قل ماذا تعلم ...؟! اخبرني ..."

ظهر الارتباك جليا على ملامح وجهه ليقول كاذبا :

" كلا بالتأكيد لا يوجد شيئا لا تعرفينه ...."

" لا تكذب علي يا نزار ... اخبرني بكل شيء ..."

هز رأسه بضيق قبل ان يقول بنفاذ صبر :

" انا عقيم يا نغم ... لا انجب اطفال ..."


#الفصل_١٦


الفصل السادس عشر


" منذ متى وانت تعلم ....؟!"

تطلع اليها بصمت ملاحظا ملامح الصدمة التي سيطرت عليها فاجابها بجدية :

" منذ حوالي اسبوعين ... قمت بعمل جميع التحاليل المطلوبة وتبين اني عقيم ...."

جلست نغم على الفراش خلفها بعد ان شعرت بعجز قدميها عن الوقوف ...

وضعت رأسها بين كفي يديها وقد سيطرت الصدمة عليها بالكامل ...

اقترب نزار منها ... انحنى بجسده ناحيتها وقال متأسفا :

" سامحني حبيبتي ... لم أشأ ان اخبرك حتى لا ازعجك ..."

رفعت عينيها المحمرتين امامه ثم قالت بالم :

" يعني نحن لن نحصل على اطفال طوال حياتنا .."

اخفض بصره ارضا ولم يعرف بماذا يرد بينما نهضت هي من مكانها وقالت بعدم تصديق :

" يعني انا لن اصبح ام ابدا ..."

نهض نزار من مكانه واقترب منها ... احتضن وجهها بكفي يده وقال :

" انت طفلتي وحبيبتي .... لا حاجة لنا بطفل  ... "

نظراتها الزائغة اخبرته بأنها لم تقتنع بما قاله ... سوف يكون الامر صعبا معها ... لكنه يحبها ولن يسمح لها بتركه ... هو لا يستطيع العيش بدونها  ..

" كل هذا حدث بسبب ما فعلته ... كله بسبب هذا .."

تراجع الى الخلف قليلا قبل ان يتسائل بصدمة:

" ماذا تقصدين ...؟!"

اجابته بوهن :

" ما فعلته بنوران ... لقد اخذ الله حقها كاملا منك ..."

" اخرسي..."

صرخ بها بقوة ثم قبض على ذراعها قائلا بتهديد :

" إياك ان تنطقيها مرة اخرى ... هل فهمت ..؟!"

ابعدت ذراعها عن كف يده وردت بعصبية :

" لا تصرخ بي هكذا ... وسأقولها مرة اخرى ... انت عقيم ... لان هذا عقاب الله لك ... لقد اخذ الله حق نوران منك كاملا .."

ما ان قالت كلمتها الاخيرة حتى تفاجئت بصفعة قوية تهطل على وجهها ... وضعت يدها على خدها بصدمة قبل ان تهمس بنبرة محتقنة ودموع لاهبة:

" طلقني ..."

                  ..............................

في صباح اليوم التالي ...

استيقظ على صوت طرقات الخادمة على باب غرفته ...

زفر انفاسه بضيق ثم نهض من فراشه واتجه ناحية الباب...

فتحها مستندا عليها بعينين مغمضتين قبل ان يفتحهما حينما سمع الخادمة تقول :

" جدك يريد رؤيتك سيد تميم ..."

ضرب تميم الباب بكف يده قبل ان يسألها :

" ومالذي جلبه الان ...؟!"

هزت الخادمة رأسها نفيا دلالة على عدم معرفتها لسبب هذه الزيارة المفاجئة ...

تنهد تميم بضيق ثم قال :

" حسنا يمكنك الذهاب ... سوف اغير ملابسي واراه ..."

ثم اغلق الباب واتجه الى خزانة ملابسه ...

بعد حوالي عشر دقائق هبط درجات السلم متجها الى صالة الجلوس ... وجد جده هناك يجلس بشموخ كعادته ...

" خير ...ماذا تريد مني ...؟!"

" هل هذه هي الطريقة المناسبة للتحدث مع جدك يا ولد ..؟!"

قالها الجد حانقا ليرد تميم بغضب :

" اخبرتك مسبقا بأنني لا رغبة لي برؤيتك ...مالذي تغير الان...؟!"

" تميم انا جدك الذي ربيتك...."

قاطعه تميم :

" لا داعي لان تعيد نفس الاسطوانة هذه في كل مرة ... انت الان عدوي ... عدوي الذي دمر حياتي  وقتل والدتي ..."

" هل ما زلت مصدقا لتخاريف والدك ...؟!"

رد تميم :

" لا علاقة لما قاله والدي ... انا كنت اعرف شيء منذ اول يوم ... كنت اعرف انك السبب في انتحارها ... انا لست بغبي يا جدي ... انا افهم كل شيء ... لكنني كنت انتظر اللحظة المناسبة لاكشف جميع اوراقي ...."

" كنت تنتظر الحصول على شركتي ... أليس كذلك ...؟!"

ابتسم تميم ببرود وقال :

" الان اصبحت تفهمني جيدا ..."

رد الجد :

" وانا من اعطيتك ما تريد بكل غباء ... لكن لا بأس ... انت سوف تظل حفيدي وابن ابنتي ... وانت لا يجب ان تنسى هذا ايضا ..."

" هل جئت الى هنا لتخبرني بهذا الكلام الفارغ ...؟!"

قالها تميم بملل ليقول الجد :

" كلا ، جئت الى هنا لاخبرك بأن دينا سوف تتزوج وانت يجب ان تحضر حفل زفافها ..."

" حقا ...؟! ومن سعيد الحظ هذه المرة ...؟!"

سألها تميم بتعجب ... فرد الجد بنبرة جادة :

" طبيبها النفسي الذي كانت تتردد عليه في عيادته ..."

تذكره تميم على الفور... ذلك الطبيب الهادئ الوسيم الذي جلبه لها بعد ان فاقت من محاولة انتحارها ... كان يبدوا جيدا ومحترفا في عمله واستطاع اخراج دينا من كأبتها وعزلتها بعد اقل من ثلاثة شهور ...

حاول نفض تلك الذكريات السيئة عن رأسه ثم التفت مرة اخرى الى جده الذي تسائل :

" ماذا قلت ...؟ هل سأتي الى حفل الزفاف ...؟!"

ليجيبه تميم بجدية :

" بالطبع سوف أاتي ... فأنا اريد رؤية دينا منذ وقت طويل ..."

قالها وهو يفكر في رغبته برؤيتها والحديث معها ليصحح موقفه امامه ويتخلص من شعور الذنب الذي يسيطر عليه ناحيتها ...

                      .........................

جلست نوران على مكتبها وهي تتأفف بضيق ... اليوم هو من اسوأ ايام حياتها... فهو الذكرى السنوية لوفاة عمها ...لقد اتصلت بها ليلى وطلبت منها ان تحضر السنوية ... هي لا تريد الذهاب الى هناك فهي لا ترغب برؤية نزار اطلاقا ... كما انها يجب ان تأخذ اجازة لتحضر الى السنوية مبكرا ...

نهضت من مكانها وقررت ان تدخل الى تميم وتخبره بهذا ... دلفت الى الداخل بعد ان سمح لها بالدخول ....وجدته منكبا على مجموعة من الاوراق الموضوعة امامه ...

سعلت قليلا ليرفع بصره ناحيتها ويسألها :

" تفضلي ... ماذا هناك ..؟!"

اجابته بتردد :

" أريد اجازة سنوية اليوم ..."

عقد حاجبيه متسائلا:

" لماذا ...؟! "

اجابته بجدية :

" اليوم سنوية عمي ويجب ان اذهب الى منزله ..."

الغيرة نهشت قلبه حينما علم بأنها ستذهب الى هناك وترى نزار ... بالرغم من كونه واثق بانها نسته ولم تعد تحبه ولكنه رغما عنه يغار ...

فكر في أن يرفض ان يعطيهااجازة لكن نظراتها المتوسلة جعلته يتراجع عن فكرته فقال :

" حسنا ... انا موافق  .."

اتسعت ابتسامتها فورا وقالت بامتنان :

" اشكرك كثيرا..."

ثم قالت متسائلة :

" ألن تحضر انت السنوية ....؟!"

اجابها وهو يعود بتركيزه ناحية الاوراق :

" كلا ..."

فهمت على الفور انه لا رغبة له بالحضور فخرجت من المكتب وهي تشعر بالراحة فقد حصلت على اجازتها وسوف تحضر السنوية كما اصرت ليلى...

                   ............................

دلف تميم الى احد النوادي الليلية ليجد اياد هناك في انتظاره ... جلس بجانبه وطلب من النادل ان يجلب لهم المشروب الذي يفضله ...

" اليوم سنوية والدك ..."

قالها اياد وكأنه يريد تذكيره بهذا لييرد تميم عليه بضيق :

"فهمت ... لا داعي لتذكيري بهذا في كل لحظة ..."

" ما بك ..؟ تبدو منزعجا ..."

سأله اياد بقلق ليرد تميم :

" لست منزعجا ... ولكن اشعر بالتعب من كل شيء يدور حولي ..."

" هل حدث شيء بينك وبين نوران ...؟!"

منحه تميم ابتسامة ساخرة وقال :

" كلا ...الوضع بيننا كما هو لم يتغير ابدا ..."

" والى متى سوف يظل الوضع هكذا . .؟!"

اجابه تميم بحيرة:

" صدقني لا اعرف ... نحن نلعب لعبة القط والفار يوميا ... كلانا يعاند الاخر ويحاول اثارة غيرته ..."

" انت السبب ... لم يكن يجب عليك ان تطلقها ..."

نعم معه حق ... هو السبب ... لقد ظن انه بطلاقه لها سوف يحصل على رضاها واحترامها ... ما زال يتذكر كل شيء حدث بينهما بعد وفاة والده ...

انهيارها بين يديه ... الحالة النفسية السيئة التى دخلت بها ... مساندته لها ووقوفه بجانبها حتى استردت عافيتها وتحسنت نفسيتها ... لم يتركها لحظة واحدة ...كان بجانبها طوال الوقت ... يخبرها بحبه ولها وايمانه بها ... يطلب منها ان تكون اقوى ... وحينما تحسن وضعها واستعادت عافيتها قررت نفيه من حياتها... طلبت الطلاق واصرت عليه ... وحينما رفض هددته بالانتحار ... حينها قرر ان يطلقها ويمنحها حريتها عسى ولعل تعود اليه بعدما يثبت له حبها وعشقه الخالص لها ...

افاق من أفكاره حينما وجد النادل يقترب منهما ويضع كأسي المشروب اماميهما ...

" لا تفكر كثيرا ... كل شيء له حل باذن الله ..."

" لكنني مللت ... مللت من الانتظار ..."

قالها تميم بتعب وقلة حيلة ليقول اياد بجدية :

" لهذا انت يجب ان تتخذ موقفا حاسما معها ..."

تطلع اليه تميم بعدم فهم بينما اكمل اياد موضحا :

" امامك طريقة واحدة فقط ومحاولة اخيره ... "

" ماذا تقصد ...؟!"

اجابه اياد :

" ارتبط بغيرها ... حينها فقط سوف تندم وتفعل المستحيل لتعود اليها ..."

يتبع 



بداية الرواية من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



جميع الروايات كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحصريه



اعلموا متابعه لصفحتي عليها الروايات الجديده كامله بدون روابط ولينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 



روايات كامله وحديثه



❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺 



أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع
    close