القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية زوجتي المنبوذة الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه ساره علي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

رواية زوجتي المنبوذة الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه ساره علي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية زوجتي المنبوذة الفصل الاول والثاني بقلم الكاتبه ساره علي حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


الصدمة شلت كيانها باكمله ... لم تستوعب في بادئ الامر ما سمعته ... هل تركها عريسها ...؟ هل تخلى عنها ...؟

دموع رقيقة اغمت عينيها عما حولها ... صدى كلمات من حولها تتردد داخل اذنها ... جسدها يرتجف بقوة ... اصبحت منفصلة عن كل ما يحيط بها كأنها في عالم اخر ... لحظات قليلة وفجأة رفعت فستانها وركضت خارجة من صالة الجلوس بل من المنزل باكمله ... ليلى تركض وراءها وتصرخ باسمها كذلك اياد ... ظلت تجري في الشارع دون وعي والدموع تهطل من عينيها ... وفجاة شعرت بشخص ما يقبض عليها من الخلف محيطا جسدها بذراعيه ... هذا الشخص لم يكن سوى اياد الذي لحقها اخيرا ... هنا لم تعد تحتمل ما حدث فانهارت باكية على ارضية الشارع ... تقدمت ليلى ناحيتها وجلست بجانبها واحتضنتها بقوة بعد ان حررها اياد من قبضته لتنهار باكية هي الاخرى ... ظلا على هذا الحال لوقت طويل حتى توقفت ليلى عن البكاء ونهضت من مكانها مادة يدها الى نوران والتي مسكت بيدها ونهضت من مكانها هي الاخرى بعد ان توقفت عن البكاء ...

" هيا حبيبتي ... لنعد الى المنزل ...."

قالتها ليلى والتي اخذت تسير بها عائدة الى المنزل بينما نوران تتبعها بلا وعي وذهنها ما زال شاردا بما حدث ...

ما ان وصلوا الى المنزل حتى ادخلتها ليلى في غرفتها بعد ان منعت اي من الموجودين من الاقتراب منها بينما اتجه اياد الى عم نوران والذي اخبره ان يتبعه الى مكتبه لايجاد حل لهذه المصيبة التي وقعوا بها ...

...................................

جلس اياد امام محمود والد ليلى خطيبته وقال بجدية :

" ماذا سنفعل يا عمي ...؟ كيف سنتصرف بمصيبة كهذه ...؟"

وضع العم رأسه بين كفيه بقلة حيلة و لم يعرف ماذا يقول ...

اردف اياد بعتاب :

" لقد طلبت منك مرارا ألا تجبره على هذه الزيجة ... لكنك كنت مصر عليها ..."

رفع محمود بصره ناحية اياد وقد لمعت بعينيه نيران الغضب ليضرب المكتب بقبضة يده ويقول بعصبية شديدة :

" النذل الحقير ... سوف اقتله ... لأعثر عليه اولا وسوف اقتله حينها .."

هز اياد رأسه بأسف شديد فنزار سافر وانتهى امره ...

اما العم فتسائل بقلة حيلة:

" ماذا سنفعل الان ...؟ كيف سنتصرف ...؟ انها فضيحة ..."

شهر اياد بالشفقة على هذا الرجل الذي وقع في مصيبة لا حل لها ... اما محمود فأخذ يفكر في حل لما حدث ...

ظل اياد يفكر لدقائق قليلة قبل ان تلمع عيناه ويقول بسرعة :

" وجدتها ..."

انتفض محمود من مكانه بعد ان كان شاردا هو الاخر في تلك المشكلة ثم تسائل :

" مالذي وجدته يا اياد ...؟"

ليجيبه اياد :

" وجدت حل للمشكلة التي نحن بها ..."

" ما هي ...؟"

سأله محمود بلهفة ليأتيه الجواب الصادم والذي لم يستوعبه للحظات قبل ان يقول بصوت عالي :

" مستحيل ... هو بالتأكيد لن يقبل ..."

" حاول معه يا عمي ... لا يوجد لدينا حل اخر ..."

تنهد العم بصوت عالي قبل ان ينهض من مكانه ويخرج من مكتبه يتبعه اياد...

...............................

في فيلا راقية للغاية ...

دلف محمود الى الداخل يتبعه اياد بعد ان فتحت الخادمة لهما الباب...

جلسوا في صالة الجلوس لتسألهم الخادمة اذا ما يحبان ان يتناولا شيئا معينا الا انهما رفضا وطلبا منهما ان يقابلا سيدها بسرعة فلا مجال للتأخر ...

لحظات قليلة وهبط من الطابق العلوي شاب طويل وسيم للغاية ... تقدم ناحيتهما وجلس على احد الكراسي المقابلة لهما دون ان يحييهما حتى ...

" خير ...؟!لقد ابلغتني الخادمة انكما تريدانني في امر هام ..."

قالها وهو يضع قدما فوق الاخرى ليجيبه محمود محاولا السيطرة على اعصابه من الانفلات امامه بسبب استقباله الجاف لهما :

" نحن في مشكلة يا بني ... "

ليقاطعه الشاب :

" بسبب نزار وما فعله ... أليس كذلك ...؟"

" كيف عرفت ...؟"

سأله اياد بذهول ليبتسم بسخرية وهو يجيبه :

" هل نسيت من أكون ...؟ انا تميم يا اياد ... تميم الذي لا يخفى عنه شيئا ..."

هز اياد رأسه بتفهم فهو يعرف تميم ونفوذه بينما اكمل تميم بأسف مصطنع :

" ولكن للاسف لن استطيع مساعدتكما ... فطيارته اقلعت منذ حوالي ساعة ..."

انتفض محمود من مكانه بعصبية :

" وطالما انك تعرف كل شيء ... لماذا لم توقفه ...؟ ام انك اعجبك ما حدث لي من فضيحة وسط العائلة ...؟"

رد تميم عليه بحدة :

" ابنك ومشاكله لا تخصني ... "

ثم اكمل بسخرية :

" هل تنوي ان تحاسبني على تصرفاته الطائشة والذي انت سبب اساسي بها ..."

تحدث اياد هذه المرة محاولا تهدئة الامور حتى لا تتعقد اكثر :

" هذا ليس وقته الان ... هناك اشياء اهم نتحدث بها ... أليس كذلك يا عمي ...؟"

قال جملته الاخيرة منبها عمه عن سبب مجيئهما ليهز محمود رأسه بتفهم ويلتفت الى تميم قائلا بجدية :

" تميم ... رغما عن كل شيء انت ابني الكبير ... والوحيد القادر على مساعدتي ... "

" تحدث بسرعة دون مراوغات ..."

قالها تميم بضيق ليرد محمود بعد ان اخذ نفس عميق :

" اريدك ان تتزوج نوران ابنة عمك وتنقذها من الفضيحة ..."

انتفض تميم من مكانه ما ان سمعه ما قاله واخذ يردد بعدم تصديق :

" هل جننت يا رجل ...؟ كيف تطلب مني شيئا كهذا ...؟"

انتفض الاب بدوره وقال :

" الزم حدودك يا ولد... انا ابوك ... هل نسيت هذا ...؟"

" كلا ... بالطبع لن انسى شيئا كهذا ..."

قالها تميم بسخرية ليتدخل اياد قائلا :

" من فضلكما اهدئا قليلا ودعونا نتحدث بالعقل ..."

" ألا ترى كيف يتحدث معي ...؟"

قالها محمود بعصبية ليجلس تميم على كرسيه مرة اخرى ويقول فجأة:

" موافق لكن بشرط ..."

التفتت اليه كلا من محمود واياد حيث قال الاخير :

" وما هو شرطك ...؟"

اخرج تميم علبة سجائره من جيبه ثم سحب منها سيجارة واشعلها ... نفث دخانها بالهواء ثم قال مجيبا على تساؤلاتهم:

" ستون بالمئة من اسهم الشركة تصبح لي ..."

تطلع الاثنان الى بعضيهما بدهشة قبل ان يقول محمود بعدم تصديق :

" مستحيل ... ما تطلبه مستحيل ..."

" هذا كل ما لدي ..."

قالها تميم وهو يهم بالخروج من الغرفة قبل ان يقف محمود امامه قائلا بنبرة مترجية :.

" اطلب اي شيء اخر غير هذا ..."

ليرد تميم باصرار :

" لا يوجد شيء اطلبه غير هذا ..."

همس اياد لمحمود :

" وافق يا عمي ... هذا افضل من الفضيحة ... فكر بنوران ... انها وحيدة يتيمة ولن تتحمل فضيحة كهذه ..."

شعر محمود بالعجز ما ان تذكر نوران ... نوران التي يعتبرها ابنة له ... فهي كل ما تبقى لديه من اخيه الراحل والذي أمنه عليها قبل موته ...

تحدث اخيرا قائلا باستسلام :

" موافق ..."

ابتسم تميم بانتصار بينما اكمل محمود بنبرة جادة :

" ولكن انا ايضا لدي شرط ...."

" ما هو ...؟"

تسائل تميم ليجيبه محمود :

" لن يعرف احد بهذا ... الا بعد وفاتي ..."

اومأ تميم برأسه متفهما ثم قال بدوره :

" وانا ايضا لدي شرط ... سوف نوقع عقد بيع الاسهم قبل عقد الزواج ..."

.......................7


تمت مراسيم الزفاف بسرعة شديدة ...

كل شيء حدث بسرعة خيالية ... حيث تنازل محمود عن اسهم الشركة لتميم ... وتم عقد القران بالرغم من ذهول جميع المدعوين ...

كانت نوران شاردة طوال الوقت ... تفعل ما يطلبونه منها بلا وعي ... اما تميم فكان يتصرف ببرود مع الجميع ... غير مبالي لنظرات الاتهام والتعجب الموجهة ناحيته من قبل المدعوين ...

انتهى الزفاف اخيرا ليتجه تميم بزوجته الى الفيلا الخاصة به يتبعه والدة نوران ومحمود وليلى واياد ...

دلف الجميع الى الفيلا ... توقف الجميع في مكانهم على صوت نجاة والدة نوران وهي تقول بغضب :

" طالما انتهت التمثيلية الان ...؟ دعوني اخذ ابنتي معي واذهب ..."

عقد تميم حاجبيه بتعجب قبل ان يسألها :

" إلى اين تريدين اخذها ...؟"

لتجيبه نجاة :

" الى منزلي ... فابنتي لا مكان لديها هنا ..."

" انها زوجتي ... ومكانها في منزلي ..."

قالها تميم بجدية جعلت نجاة تضحك عاليا قبل ان تقول :

" هل صدقت كذبتك يا هذا ...؟ "

" انا لا اكذب .... ابنتك اصبحت زوجتي ومكانها في منزلي ..."

كانت نوران تتابع ما يحدث بدموع لاذعة وقد وعت اخيرا لكل شيء حدث معها...

علا صراخ كلا من نجاة وتميم فهي تريد ابنتها ان تذهب معها وهو يرفض ...

توقف الجميع عن حديثهما فجأة حينما صرخت نوران بهم بصوت عالي جهوري :

" يكفي ... توقفا ...."

صمت الجميع بينما اخذت نوران تلطم على وجهها وهي تصرخ :

" يكفي يكفي ...."

حتى سقطت امام اعينهم ارضا وفقدت وعيها ..


#الفصل_٢


الفصل الثاني


بعد مرور اسبوع

اوقف تميم سيارته امام بوابة احدى المستشفيات الخاصة ...

هبط منها واتجه الى داخل المستشفى وتحديدا الى تلك الغرفة التي تمكث بها نوران ....

دلف الى داخل الغرفة ليجد الطبيبة تتحدث معها والتي ما ان رأته حتى ابتسمت بحبور وقالت موجهة حديثها الى نوران :

" ها قد جاء زوجك ... لأترككما سويا لبعض الوقت ..."

خرجت الطبيبة تاركة نوران وتميم لوحديهما ...

كانت هذه المرة الاولى التي يلتقيان بها بعد انهيار نوران في الفيلا ونقلها الى المشفى ليتبين لهم انها اصيبت بانهيار عصبي ...

جلس تميم على الكرسي الموضوع بجانب السرير ثم قال متسائلا بنبرة جامدة :

" كيف اصبحت الان ....؟"

ابتلعت نوران ريقها ثم اجابته بخفوت :

" بخير ..."

ظل الاثنان صامتين لفترة طويلة حتى تحدثت نوران فجأة قائلة بنبرة ممتنة :

" اشكرك كثيرا على ما فعلته ..."

اخذ تميم يرميها بنظراته المبهمة قبل ان يقول بنبرة عادية :

" لا داعي للشكر يا نوران  ... "

لترد نوران باصرار فاجأه :

" كلا يوجد ... انت انقذتني من الفضيحة ... ورطت نفسك في زيجة لم تفكر بها يوما ... "

" إلامَ تريدين الوصول في كلامك ...؟!"

سألها تميم لتتفاجئ نوران من سؤاله فيبدو انه فهم ما كانت تريد قوله لتجيبه موضحة مغزى حديثها :

" ما اريد قوله أنني اعفيك من كل مسؤولية تخص هذه الزيجة بكل ما بها ..."

وجدته نوران يبتسم ... اخذت ابتسامته تتسع تدريجيا حتى تحولت الى ضحكات صاخبة فاجأتها ....

اخذت ترمش بعينيها عدة مرات محاولة فهم سبب ضحكاته بينما توقف هو عن الضحك اخيرا وقال بنبرة هازئة :

" يالكرمك وسخائك انسة نوران .."

ثم اردف باعتذار مفتعل :

" اقصد مدام نوران ...."

رمته نوران بنظرات حادة قبل ان تقول بضيق :

" ارى أنك تسخر من حديثي ...!"

رد عليها تميم بتهكم :

" بصراحة حديثك مثير للسخرية ..."

رمته بنظرات تقطر غضبا قبل ان تسأله :

" وما الشيء المثير للسخرية في حديثي ...؟!"

وجدته ينحني ناحيتها قائلا بلهجة باردة :

" هل تظنين ان كل شيء يسير مثلما تريدين يا انستي الجميلة ...؟!"

بالكاد استطاعت ان تلتقط انفاسها لترد عليه بعدم استيعاب وقد سيطر شعور القلق من حديثه عليها :

" ماذا تقصد ...؟!"

تراجع تميم في جلسته مستندا بظهره على الكرسي ثم اجابها وهو يعقد ذراعيه امام صدره :

" معناه انني لا انوي انهاء هذه الزيجة... على الاقل الان ..."

انتفضت نوران من مكانها ما ان سمعت ما قاله ... تحدثت بعدم تصديق :

" انت لا تعني ما تقوله ... أليس كذلك ...؟!"

رد عليها :

" بلى اعني ... مختصر الحديث انت الان زوجتي ومكانك في منزلي ...."

صمت لوهلة تحت انظارها الذاهلة قبل ان يكمل :

" سوف تخرجين من المشفى الى منزلي .... وسوف تصبحين زوجتي بحق ...."

نهضت نوران من فوق سريرها واقتربت منه بينما ظل هو جالسا في مكانه ...

اخذت تتحدث بنبرة قوية عصبية :

" انت بالتأكيد تمزح ... لا يمكن لشيء كهذا ان يحدث ... انا لا اريدك ... ولا اريد هذه الزيجة اللعينة ..."

نهض تميم من مكانه مقابلا لها لتتراجع الى الخلف لا اراديا خوفا من ضخامته وطوله الفارع بينما قال تميم بنبرة باردة غير مبالي بكل ما قالته :

" غدا سوف تخرجين من المشفى ... سوف أاتي إليك في تمام الساعة العاشرة صباحا ... كوني جاهزة في هذا الوقت فأنا لا احب التأخير..."

قال كلماته الاخيرة وخرج من الغرفة تاركا نوران تتابعه بنظرات ذاهلة وفم مفتوح ...

                  ...............................

خرج تميم من المستشفى متجها الى شركته ...

ما ان دلف الى مكتبه حتى وجد اياد هناك في انتظاره ...

نهض اياد ما ان رأه ثم سأله بسرعة :

" أين كنت يا رجل ...؟انا هنا  انتظرك من الصباح الباكر ..."

جلس تميم على مكتبه وقال بنبرة جادة :

" ماذا هناك يا اياد ...؟ هل حدث شيء ما ...؟!"

اجابه اياد بنفس النبرة الجادة :

" كلا لم يحدث اي جديد ...."

عاد تميم وسأله :

" وماذا عن نزار ...؟!"

ليجيبه اياد :

" ما زال في امريكا ....يقضي معظم اوقاته في الفندق ... لا يخرج في المدينة الا قليلا ..."

هز تميم رأسه بتفهم ثم اخرج دفتر الشيكات من درج مكتبه و كتب على احدى اوراقه مبلغ مالي واعطى الشيك الى اياد الذي تسائل بدوره :

" ما هذا ...؟!"

اجابه تميم موضحا :

" شيك بمبلغ خمسون مليون دينار ...  حلال عليك ..."

اتسعت عينا اياد بذهول قبل ان يقول :

" انت بالتاكيد تمزح ... ماذا سأفعل بمبلغ كهذا ...؟"

رد تميم :

" انه حقك ... هذا حق ما فعلته يا اياد ... لولاك ما كنت لأنال الشركة التي حلمت سنين طويلة بأن انالها واديرها ...."

وضع اياد الشيك امامه وقال :

" حتى لو ... انا لم افعل هذا من اجل المال ... انا فعلت كل هذا لمساعدتك ..."

" اعلم ... ولكن هذا حقك ... خذه من فضلك ..."

شاهد اياد الاصرار واضحا على تميم فاخذ الشيك على مضغ بينما اردف تميم قائلا :

" الان انت معفي من اي ارتباط وضعتك فيه ... حتى خطبتك من ليلى بإمكانك فسخها ..."

شعر اياد بالتوتر ما ان ذكر تميم امر خطوبته من ليلى ... ليلى التي خطبها بناء على طلب تميم ليكون بالقرب من عائلته ...

شعر تميم هو الاخر بتوتر اياد فقال بنبرة جادة :

" أم انك تنوي الاستمرار في هذه الخطبة ...؟!"

تطلع اياد اليه بنظرات محتارة قبل ان يقول :

" اعطني القليل من الوقت لأفكر في هذا الموضوع ..."

هز تميم رأسه متفهما ثم قال :

" القرار لك ... انت افعل ما تريده وترغب به ..."

اومأ اياد برأسه ثم سأله :

" ماذا عن نوران ...؟ كيف اصبحت الان ...؟"

ليجيبه تميم :

" بخير ... سوف تخرج غدا من المشفى ..."

" هذا رائع .... أتعلم احيانا اشعر بالحزن من اجلها ....؟"

قالها اياد بتأنيب ضمير ليرميه تميم بقلمه ويقول بضيق :

" قلناها من قبل ... لا مجال لتأنيب الضمير هنا ..."

" ألا يؤنبك ضميرك ولو قليلا حتى ...؟!"

تسائل اياد بتعجب من هذا الرجل وبروده ولا مبالاته ليجيبه تميم :

" كلا ، لم ولن يؤنبني ضميري يوما ما ... "

صمت اياد ولم يقل شيئا بينما اكمل تميم :

" لو سمحت لضميري بتأنيبي لما كنت وصلت لما وصلته الان ...."

نهض اياد من مكانه وقال :

" يجب ان اذهب الان فلدي اعمال تنتظرني ... اذا احتجت اي شيء مني اتصل بي ..."

ثم خرج تاركا تميم لوحده يفكر فيما فعله وكيف كان سببا رئيسيا في عدم اتمام زواج نزار من نوران ....

تذكر كيف خطط لكل هذا ورتبه بمساعدة اياد صديقه المقرب وذراعه اليمنى بكل شيء ...

تنهد بصوت مسموع ثم اخرج صورة من درج مكتبه واخذ يتمعن بها قبل ان يقول بحب :

" سوف افعل كل شيء من اجلك ... اعدك بهذا ..."

                        ............................

في صباح اليوم التالي

دلفت نوران الى الفيلا الخاصة بتميم بعد ان اقنعها عمها بالذهاب معه ...

لم تكن لتفعل هذا لولا اصرار عمها عليها خوفا من الفضائح خاصة ان الناس لم ينسوا بعد ما حدث في الزفاف ...

وقفت نوران في منتصف صالة الجلوس لتتطلع بانبهار حقيقي الى المكان ...

كل شيء كان فخما وراقيا بشكل يعجز عن وصفه ...

تقدم تميم ناحيتها واخذ ينظر اليها قبل ان تلتفت نوران نحوه وتجده يراقبها بملامح غامضة لا توحي بشيء ...

تحدث تميم قائلا :

" دعيني ادلك على غرفتنا ... انها في الطابق الثاني ..."

اضطرت نوران الى مسايرته ... سارت ورائه متجهة الى الغرفة التي تحدث عنها ... فتح تميم الباب لها فولجت الى الداخل ... كانت الغرفة ضخمة للغاية ورائعة التصميم ... ظلت نوران تتطلع اليها بانبهار لاحظه تميم على الفور فقال بنبرة ساخرة :

" يبدو ان الغرفة اعجبتك كثيرا ..."

تنحنحت نوران بحرج ثم اجابته بصوت بالكاد يسمع :

" انها رائعة للغاية ..."

" من الان هذه ستكون غرفتنا ..."

" غرفتنا ...!!!"

رددتها نوران بذهول ليومأ تميم برأسه مؤكدا ما قاله ..

" انت بالتاكيد تمزح ..."

قالتها نوران بعدم تصديق ليرد عليها بثقة :

" انا لا امزح يا نوران ... اسمعيني جيدا ... هناك شيء مهم يجب ان تعرفينه ..."

صمت لوهلة قبل ان يكمل :

" هناك قوانين خاصة يجب ان تلتزمي بها بما أنك اصبحت زوجتي ..."

" قوانين ...؟!"

قالتها متعجبة ليومأ برأسه مؤكدا ما قاله قبل ان يسترسل في حديثه :

" نعم قوانين ... وأولها ان تشاركيني غرفتي ... وغير مسموح لك البيات خارجها اطلاقا مهما حدث ..."

ردت نوران عليه بانفعال :

" يبدو انك بالفعل مجنون ... عن اي قوانين تتحدث بالله عليك ...؟ هل صدقت بأنني زوجتك ...؟ "

" انت زوجتي بالفعل ... قانونيا انتِ زوجتي ... "

قالها بصرامة جعلتها ترغب في الانقضاض عليه وضربه الا انها سيطرت على اعصابها وقالت :

" هذا الزواج تم لغرض محدد كلانا يعرفه ... فلا داعي لكل هذه الاحاديث السخيفة ..."

تحدث تميم بنبرة حادة :

" انا لا اقول احاديث سخيفة يا نوران ... انت زوجتي ... ملكي ... وسوف تنامين هنا في غرفتي وعلى سريري ..."

" انت جننت بكل تأكيد ... لولا ان عمي اصر علي بأن اذهب معك ما كنت لافعل هذا ... "

ثم ركضت متجهة خارج الغرفة الا انه قبض على ذراعها شادا اياها نحوه قبل ان يسألها :

" الى اين تذهبين يا حلوة ....؟!"

" اتركني ..."

قالتها بضيق وهي تحاول تحرير ذراعها من قبضته الا انه اكمل ببرود :

" انت لن تخرجي من هنا الا باذني ..."

" ابتعد ايها الحيوان الحقير ..."

تصاعد الغضب داخل تميم بسبب شتيمتها له ووقاحتها معها وقد ظهر هذا بوضوح على ملامحه وعينيه اللاتي اصبحتا حمرواتان من شدة الغضب ...

لم تشعر بنفسها الا وهو يرميها على السرير وينقض بجسده عليها صارخا بها :

" سأريك الان ماذا بإمكان هذا الحيوان الحقير ان يفعل بك 

يتبع 


تعليقات

التنقل السريع
    close