القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية المنتقبة والجبار الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه شيماء طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 رواية المنتقبة والجبار الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه شيماء طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية المنتقبة والجبار الفصل السابع والثامن بقلم الكاتبه شيماء طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


(فجأة  يزن ادخل ووشه مليان غضب)

يزن (بصوت هادي بس مرعب):

هو إيه اللي بيحصل هنا؟!

(يبص لسلمى اللي عينيها مليانه دموع فصوته بعد ما كان هادي اتحول لعاصفه قويه وهو بيقول)

مين اللي خلى دموع سلمى تنزل مين اللي زعلها؟!


سعاد (بصوت متكبر قالت): هو في حد كلمها أنت عارف ان هي عايشه دور المظلومه وهي اصلا لسانها طويل وقد كده واحنا مستحملينها علشانك هنقول إيه بقى صعيديه وفلاحه؟!


يزن (قاطع كلامها وقال بصوت هز القصر كله):

اخرسي يا سعاد اللي يقل من مراتي ملهوش احترام عندي!

أنا ساكتلكم من بدري بس الظاهر  إن السكوت خلاكم تفكروا إن يزن ضعف! بس لا انتم كده نسيتوا انا مين

ومن النهاردة، محدش في القصر ده ليه كلمه غيري، واللي مش عاجبه الباب يفوّت جمل ده انا مستقبلكم في بيتي يعني من الافضل ان انتم تقعدوا باحترامكم يا اما هرميكوا بره القصر ؟!


(يبص لعفاف وليلى بنظرة جليد)

وانتِ يا عفاف، كلمه تانيه على سلمى… والله هخليكي تتمني بس تبص على القصر ده من بعيد ومش هتعرفي؟ 

وانتي يا ليلى، آخر مره تتكلمي وتطولي لسانك على اسيادك لان مراتي ست محترمه ومؤدبه وعايشه علشان جوزها بس مش واحدة زيك اللي تيجي تتكلم عنها بالطريقه دي بلاش ننشر غسلنا الوسخ قدام الناس؟!


ليلى (بصوت مهزوز وهي بتحاول تدافع):

يزن، أنا بس كنت...


يزن ( بيقطعها في الكلام وبيقول):

كنتِ إيه؟!

كنتِ بتغلطِي فيها؟!

دي مراتي وسيدة القصر دي! وأي حد حابب ينتقد الناس او يتكلم عنهم  يبص على تصرفاته وبعد كده يتكلم عن الناس فاهمين ؟!

 


(فاطمة الجده بتنزل السلم،و صوتها ضعيف لكن مليان حكمة وحزن)

فاطمة:

كفاية بقى يا يزن… البيت ده بقى قايد نار من كتر الحقد والغل اللي فيه انا زهقت وتعبت 

  اللي حصل مع سلمى عيب. أنا شايفه بعيني إن البنت دي مظلومة ومكسورة كفايه اللي هي فيه انتم بتزودوها عليها ليه حرام عليكم وانتي يا عفاف انتي وسعاد عندكم عيال اتقوا ربنا؟!


(سعاد تبص لفاطمة بخوف، وعفاف تسحب ليلى من دراعها عشان يخرجوا، لكن يزن بيقول قبل ما يمشوا:)ط

يزن:

اعتبروا نفسكم مطرودين من القصر… من دلوقتي! وممكن ابعتلكم الخدم يظبطوا لكم الشنط بتاعتكم والباب يفوت جمل

واللي ناوي يتكلم كلمه هيندم وانا هندمه؟!


(صوت صرخة ليلى  وهي بتمسك شنطتها وتطلع بسرعة، وسعاد وعفاف وراها، والجو كله ساكت إلا من صوت دقات قلب سلمى اللي بتترعش من الموقف.)


(يزن يتنفس بعمق، ويمشي ناحيتها، صوته واطي بس مليان وجع وغضب)

يزن:

هو كل مرة أرجع ألاقيك بتعيطي؟!

كل مرة يوجعوكي وانتي ؟!

(بيقرب منها أكتر عينيها بتلمع بالدموع مش قادره تخفيها وهو بيقرب منها وبيقول )

أنا وعدتك أحميكي… وأهو بوفي بوعدي، محدش هيوصللك طول ما أنا عايش واي حد هيحاول يجرحك هطردوا من حياتنا نهائي حتى لو كان مين؟!


(سلمى بصوت مهزوز):

انا ما كنتش رايده مشاكل، والله كنت رايده القصر يبقى هادي علشان عمي، بس هم اللي دايمًا بيبدؤا وبيتخانقوا وياي وانا والله ما سويت وياهم حاجه؟!


يزن (بيمسك إيديها بلطف وهو بيقول لها):

ما تبرريش يا سلمى، خلاص انا مصدقك…

ومن النهارده محدش يضايقك تاني، لا في القصر ولا بره.

ولو حد فكر يقرب منك، هيتعامل مع يزن القناوي اللي ما بيعرفش يرحم اللي بيجي عليه !


(عيونهم تتقابل لحظة طويلة، وسكون غريب يملأ المكان… نظرات فيها خوف، شكر، وشيء جديد بيتخلق بينهم لأول مرة)


(فجأة صوت الممرضه بييجي من فوق وهي بتقول بخوف):

يا بيه، عبد الحميد بيه تعبان شوية وبيسأل على حضرتك وعلى مدام سلمى!


(يزن بسرعة يبص لسلمى، وبيمسك إيديها): تعالي يا سلمى نشوف هو في إيه؟!


(بيدخلوا اوضه عبد الحميد وهو باين عليه التعب وصوته واطي جدا وبيبص لسلمى بحنان وهو بيقول لها ):

انتي زي بنتي يا سلمى خلي بالك منها يا يزن  أنا عايز أشوفكوا بخير دايما اوعى تزعلها؟!

في سؤال انا عارف يا سلمى انك عايزة تعرفيه وان مراتات اعمامك جو هنا وتكلموا فيه وانا شايف ان  الاوان انك تعرفي مين امك ؟؟؟


(سلمى بتتجمد في مكانها، عيونها تتسع بخوف ودموعها تلمع، تبص ليزن بخضه وهو مش فاهم حاجه، وعبد الحميد بيغمض عينيه بتعب.)


سلمى (بتقرب منه بسرعة وبتقول وهي عينيها مليانة دموع):

بلاش تتحدت دلوقت يا عمي، إنت تعبان قوي  قول كل اللي رايد تقوله لما تقوم بالسلامة إن شاء الله بس دلوقت لازما ترتاح ما تتعبش حالك؟


عبد الحميد (بصوت متقطع وهو بيحاول ياخد نفس):

سلمى…نغمات مش امك يا سلمى الحقيقيه نغمات كانت ست طيبه جدآ ومحترمه واكتر حاجه كانت حلوة في حياة مصطفى وانا كنت عايز

 

(صوته بيختفي فجأة، عيونه تترفع للسقف، نفسه يتقطع، وإيده تقع من إيدها. سلمى تصرخ بصوت عالي وهي بتقول)


سلمى:

يااااااااه يا عمي… حد يلحقنااااااااااااااااااااااااا!!!


يزن بيصرخ زي المجنون،اما بيشوف ابوه مش قادر يتحرك ولا قادر يتنفس قدامه. 

 

يزن:

بابا!! بابا فوق انا معاك يا حبيبي ما تيجيتش نفسك حاول تفتح عينيك وخليك معايا !!


(بينادي بأعلى صوته على الممرضه اللي اتصلت بالدكتور وكان خلاص وصل القصر و الجده فاطمة، وسعاد، وعفاف، وليلى، وكلهم في حالة ذعر حقيقي)


الدكتور بعد دقايق قليلة بيقول بصوت واطي:

النبض ضعيف جدًا… لازم يروح المستشفى حالًا أنا قلت من الأول ما ينفعش يجي البيت يلا بسرعه ما فيش وقت!


(يزن بيشيل أبوه بنفسه من على السرير وهو بيترعش، وسلمى تبصله وهي مش قادرة تتحرك من مكانها، دموعها نازله بغزارة، قلبها بيتقطع وهي شايفة عبد الحميد في الحالة دي)


بعد نص ساعه كانوا في المستشفى قدام أوضة العناية والجو كله حزن، فاطمة قاعدة على الكرسي بتعيط بصمت، وسلمى قاعدة على الكرسي  حضن ركبتها ووشها مدفون فيها. يزن واقف جمب الإزازة يبص على ابوه اللي نايم ومتوصل بالاجهزة

  ملامحه باينه عليها الانكسار)


يزن (بصوت مبحوح): ما كنتش متخيل يا بابا اني ممكن اشوفك كده في يوم من الأيام كنت جبل شايل عني كتير أنت سندي يا حبيبي كنت على طول بتقول عليا اني سندك بس بالعكس أنت اللي سندي انا ما اقدرش اعيش من غيرك علشان خاطري ما تسيبنيش؟


(سلمى بتقوم ببطء وتقرب منه، تبص له بخوف):

هيقوم يا يزن… هو وعدني إن هيبقى كويس… كان لسه كان بيحدتني قبل ما يتعب… قالّي كلام غريب… عن… عن أمي ما تقلقش وهو هيبقى مليح  خابر انه يوم اللي شفته فيه 

  وجابني اهنا وعدني انه مش هيهمني واصل…


(يزن بيلف بسرعة ناحيتها، عيونه تتسع وهو بيقول لها):

أمك؟!


سلمى (بتتلخبط وهي بتحاول تفتكر):

الحديت اللي قاله قدامك ان امي مش نعمات كيف ما قالوا نسوان عمامي وبعديها ما كانش قادر ياخد نفسه وما اعرفش يفهمني وما فهمتش هو قصده إيه ؟


يزن (بيحاول يسيطر على ملامحه ويقول بهدوء):

يمكن كان بيهذي يا سلمى… ما تصدقيش اي حاجه وخلاص 

واول ما يفوق ان شاء الله هو بنفسه هيشرحلك كان قصده ايه باللي هو قاله ويمكن الكلام اللي قاله ده علشان كان تعبان وخرج منه غصب عنه؟


سلمى (بدموع وهي بتقول له): كان باين عليه ان حديت صحيح ربنا يستر

 كان بيحاول يقولّي حاجه مهمه… وانا حاسه إن وراها سر كبير يا يزن  سر لو عرفته حياتي كلها هتتغير…


(يزن بيقرب منها خطوة، يحط إيده على كتفها بلُطف، صوته واطي ومليان حنان):

أنا مش هسيبك لحد ما نعرف كل حاجه بس دلوقتي ما فيش اي مجال اننا نفكر في اي حاجه غير اننا ندعي لبابا يقوم بالسلامه فاهمه؟


(سلمى تبص له بعينين كلها وجع وامتنان، ودموعها تنزل وهي بتقول):

أنا خايفه على عمي قوي ربنا يشفيه ويعافيه يا رب والله بدعيله وكل صلاة ليا ربنا ان شاء الله يقف معاه علشان هو قلبه طيب!


(يزن هو بيبص لها بحبه مبسوط جدا من كلامها ويبص على ابوه في نفس الوقت قال): ان شاء الله هيقوم بالسلامه وهيكون كويس؟


(سلمى تبص له، نظرتهم تتقابل لأول مرة بالشكل ده  فيها خوف، ووجع، ودفء غريب بيكبر بينهم من غير ما يقصدوا فجأة يزن يبعد بسرعة كأنه فاق لنفسه)


يزن (بصوت متوتر):

أنا رايح أشوف الدكتور، لو احتاج حاجه بلغيني.


(يسيبها ويمشي بسرعة، وهي تبص وراه وعنيها كلها كلام مش قادره تقوله، وتحط إيدها على صدرها تحاول تهدي ضربات قلبها اللي بقت سريعه)


سلمى (بهمس وهي تبكي):

يا رب… لو السر اللي عمي عبد الحميد خابرة ده في خير ليا 

 ساعدني أعرفه… وساعدني افهم إيه اللي حصل بالظبط ورشدني على الطريق الصح واشفي عم عبد الحميد يا شافي يا الله؟! 


قاعد قدام اوضه العنايه والانوار بتعكس على عيونها وهي دموعها نازله بغزاره. 

 

يزن بعد ما اروح للدكتور علشان يطمن على والده رجع تاني وشاف سلمى واقفه زي ما هي ولسه بتعيط على آخرها وبتشهق زي الأطفال الصغيرين راح عليها.


يزن:

خلاص يا سلمى، عيّطنا كفاية الحمد لله الدكتور طمني على بابا وقال ان حالته مستقرة وبابا مش لازما يشوفك وانتي منهارة كده اجمدي؟!


سلمى وهي مش مصدقه وبتبص ليزن وبتقول له : بجد يعني عمي بقى  مليح يعني ينفع ادخل اشوفه بجد طمني عليه بالله عليك!


يزن مسكها من ايديها وقعدها على الكرسي جنبه طبعا ده كله ومراتات  عمامه وليلى واقفين متغاظين جدآ من المنظر وهو بيقول لها بهدوء : الحمد لله بقى كويس بس ما ينفعش تدخليله دلوقتي انا عارفه انك  عايزة تعرفي إيه اللي حصل وبابا كان عايز يقول لك إيه بالظبط؟! 

بس انا شايف ان بابا ما كانش في وعيه وهو بيقول الكلام ده

 وانتي عارفه ان التعب ممكن يخلي الواحد يقول كلام وهو مش واعي!

 

سلمى رفعت وشها له، عينيها كلها كلها دموع وخوف و حيرة: انا اول حاجه رايده اطمن على عمي مش فارق وياي اي حاجه ثانيه يا يزن؟!


يزن : إن شاء الله ربنا هيقومه بالسلامه وهيبقى بخير؟!


سلمى :والله انا بحب عمي عبد الحميد كيف ما كنت بحب ابوي بالظبط هو عوضني مكانه واداني اللي اهلي ما قدروش يديهولي؟!


يزن بغيرة مش في وقتها قال: مش عايزك تقولي على اي راجل بحبه اسمها بعزه تمام؟!


سلمى باستغراب من نبرة صوته اللي كانت مليانه غضب قالت :حاضر!؟


في الوقت ده خرج الدكتور ويزن اتكلم معاه وطمنه على حاله والده اللي بقت مستقرة وبعد كده دخل هو وسلمى وجدته عند عبد الحميد وقعدوا معاه في الاوضه.

 فاطمة بهدوء، عيونها متغرقة بالدموع بس صوتها ثابت:

عبد الحميد محتاج راحة دلوقتي... ما تخليش حد يدخل هنا يا يزن؟!


يزن وقف وقال:

هنقعد جنبه يا تيتة، مش هنمشي وبالنسبه للناس اللي بره دي ما فيش حد فيهم يتجرا يدخل هنا وانا مبلغ إدارة المستشفى؟!


فاطمة بصت لسلمى بحنان وقالت:

خلي بالك من عبد الحميد يا سلمى  هو بيحبك زي بنته، ويمكن أكتر وعايز يجيبلك يا بنتي نجمه من السما؟!


سلمى فضلت سكتة، بتبص على وش عبد الحميد، وقالت بهمس: وانا والله بعتبره كيف ابوي ربنا يخليه ويشفيه ويديله الصحه وطوله العمر؟


يزن بقرب منها وقال وهو بيحاول يطمنها: ان شاء الله هيبقى كويس وهيقوم انا واثق في كرم ربنا؟! 


(دمعة نزلت من عين سلمى، مسحتها بسرعة، وقالت بصوت واطي:)  انا خابرة كرم ربنا وانه هيشفيه هو طيب ومليح قوي وما فيش كيف واثنين إن شاء الله خير؟!


يزن مد إيده ولمس كفها بحنان، وقال:

إنتي أقوى من كده... وده السبب اللي مخلي أبوي يحبك ويحترمك، لأنه شايف فيك بنت أصيلة، مش مجرد بنت عاديه وهو كان عنده حق؟!


سلمى بصت له، عينيها فيها امتنان وارتباك:

وجودك جنبي بيهون كل حاجه يا يزن.


يزن ابتسم بخفه، وقال:

وهيفضل كده طول العمر.


الجو كله كان مليان بالمشاعر وفاطمه قاعده جنب عبد الحميد من بعيد وسلمى ويزن كانوا قاعدين في آخر الاوضه وباين عليهم الحب والتفاهم الدكتور دخل فجاة عليهم.


الدكتور هو بيتكلم بعمليه وبيقول: عبد الحميد بيه حالته اتحسنت بس لسه ضعيف وهو 10 دقائق بالظبط وهيفوق ان شاء الله ما تحاولوش تجهدوه بالكلام هو عنده جلطه وعنده مشكله في التنفس يعني الموضوع عنده بقى صعب شويه؟!


وفعلا الدكتور خرج من الاوضه وعبد الحميد بدا يفوق.


سلمى  وقفت جنبه، ودموعها نازلة بس بتحاول تتمالك نفسها.

عبد الحميد فتح عينه وصوته كان ضعيف جدا وهو بيقول :

"ما تعيّطيش يا بنتي... أنا بخير.


سلمى مسكت إيده بحنان وقالت: الحمد لله يا عم انك بخير ما تجهدش حالك احنا جنبك وياك على طول؟


عبد الحميد سكت لحظه، خد نفس بصعوبة، وقال: ربنا يخليكي ليا يا بنتي وما يحرمنيش منك ابدا!


وبعد كده عبد الحميد كان برده لسه مش قادر يتكلم كويس وعنيه غمضت وراح تاني في النوم الدكتور قال في الوقت ده:

كفاية كده، لازم يرتاح لو سمحت سيبيه دلوقتي؟!


سلمى خرجت من الأوضة، عيونها كلها دموع وحيرة.

يزن قرب منها وقال:

قالك إيه عرفتي حاجه عن الموضوع اللي كان بيكلمك فيه؟


سلمى همست وهي بتبص في الأرض: ما تحدتناش في حاجه هو كان تعبان لسه ربنا يقومه بالسلامه ان شاء الله ما تقلقش هيعرفني كل حاجه رايد عارفها اول ما يبقى مليح؟!


يزن ضمها بحنان، وقال وهو بيهمس:

خلاص، لما ييجي وقتها نعرفها سوا...  يا سلمى وزي ما قلتلك ممكن ما يكونش قصده حاجه اصلا والموضوع جه كده صدفه؟


فجأة دخلت ليلى عليهم وقالتلهم حاجه خلت سلمى انهارت في البكاء؟!

تابع...؟!

المنتقبة &والجبار

"الفصل الثامن"

الكاتبة/ شيماء طارق


في الصعيد في بيت عيلة الطوخي. 


مصطفى واقف وسط البيت وش مليان غضب وهو بيقول بلهجه ناريه:

عدى يومين والثالث اهو ياما وما فيش حاجه صارت وين سلمى ليه لحد دلوقت ما جتش ليه لحد دلوقت ما سالتش عن امها هنسوي إيه دلوقت؟


ام مصطفى واقفه جنب ابنها وابتسمت لي بخبث  وسم وقالت: همل الحديت الفاضي ده يا ولدي؟!

ـ احنا نعرف نجيبها بإيدنا، والدنيا هتمشي خابر كيف يا نن عين امك؟!


نوال (سلفتها) بتقرب منه وهي بتضحك بخباثة: يا مصطفى يا ولد سيلفي ده لو سلمى دخلت البلد اهنا الناس كلها هتقول عليها ان هي خاطيه وهيركبها العار طول عمرها وهي اللي هتتمنى انك تتجوزها وتستر عليها؟!


مصطفى وهو بيزعق لمراة عمه بيقول لها: بطل حديت مسخ يا مرات عمي انتي تفكيرك محدود قولي ياما نجيبها كيف؟!


ام مصطفى وهي بترسم خطه لابنها 

 بخباثه وبتقول: بت الحج عبد الجواد متجوزة في نفس البلد اللي فيها  الخواجايه هنحدتها  ونجيب الرقم ونحدت الخواجهيه ونعرفها كل حاجه وهي اللي تيجي لبنتها إحنا مالنا يا ولدي بالمشاكل والحديت والقال والقيله خلينا بعيد علشان ما حدش يلوم علينا؟!


مصطفى وهو بيسقف لأمه بايديه الاثنين وبيقول لها :يخرب بيت دماغك السم ياما ده انتي واعره قوي بس حديتك موزون وانا وياكي في أي حاجه خططي ونفذي وانا موجود همولك بكل حاجه انتي رايداها؟!


ام مصطفى وهي بتتمسكن وبتقول: هو انا يا ولدي بسوي حاجه عفشه رايده اساعد ولدي وريده اني عرف البنيه الغلبانه اصلها وفصلها برده؟!


نوال وهي بتتريق على سلفتها وبتاع بقها وبتقول :

 خابرة يا خيتي انتي ما فيش اطيب من قلبك وخابرة انتي رايده توصل لايه ربنا يستر؟!


مصطفى بص الأم ومراة عمو اللي كانوا بيبصوا لبعض وفاهمين بعض جدآ وكان مستغربه نظراتهم الغريبه اما بقى في المستشفى سعاد وعفاف حتى بعد ما يزن طردهم برده ما مشيوش من البيت وليلى بعد ما خرجت من القصر وكانت ناويه أنها ما ترجعش تاني رجعت وبكل بجاحه وبتحاول تتلزق زي العادة.

اما سلمى كانت في اوضه العنايه المركزة واقفة جمب السرير، مش قادرة تبطل تقرأ قرآن. 


عبد الحميد وهو بيفتح عنيب تعب وبيقول لسلمى بحنان:

 يا بنتي... كنت خايف اقول لك عن الحاجه دي لان ده سر ابوكي بس كويس انك جنبي دلوقتي لازما تعرفيه؟!


سلمى وهي الفضول قا'تلها بس برده كانت شايفه ان عبد الحميد تعبان جداً وما كانتش عايزة تجهدة اكثر قالت:

 ارتاح يا عمي بلاش تحدت دلوقت علشان ما تتعبش؟!


عبد الحميد بص لها بتعب وقال:

 انا كويس يا بنتي اسمعيني أنا اتضايقت جداً من وقت ما عرفت ان مراتات اعمامك جاؤوا القصر في غيابي الحرس قالوا لي وده اللي تعبني واكتر حاجه ضايقتني انك عرفتي بالموضوع ده من بره 

 بس خلاص لازما تعرفي كل حاجه وبالتفاصيل وده حقك وابوك كان مخبيه عليكي علشان خايف عليكي مش اكثر؟!

ابوكي كان بيدرس بره مصر وكان متجوز واحدة خواجايه حبه في الجامعه كانت ايطاليه وكان فاكر انه 

 ممكن يغير منها بس للأسف ما تغيرتش؟!

اتجوزها وحملت فيكي بس بعد ما جابتك كانت مهمله جداً فيك ما كانتش بتشيلك ولا كانت تعرف عنك حاجه كانت سايباك لابوكي وما كانتش عايزاكي اصلا وشويه وطلبت من ابوكي ان هم ينفصلوا؟!


 كانت حياتها كلها استهتار زي ما انتي عارفه حياتي الأجانب بس هو كان راجل صعيدي قرر ياخذك ويمشي وهي ما سالتش فيك رغم ان هي عارفه مكانك بس نعمات كانت بنت عمه كانت محترمة قوي وكانت بتحب مصطفى من زمان بس للأسف هو ما كانش حاسس بيها

 بس اول ما رجع البلد وكان بيدور على عروسه ما لقاش احسن منها واول ما عرض عليها الجواز وافقت واتجوزته وربيتك واعتبريتك بنتها 

و كانت حنينه عليكي قوي احسن من امك الحقيقيه؟!


سلمى كانت بتسمع الكلام و كانت منهارة ما كانتش مصدقه اللي هي بتسمعه.

يزن راح عليها اما الاقيها مش قادره تمسك نفسها ماسك ايديها وفضل يطبطب عليها وبعد كده هي اترمت في حضنه وفضلت تعيط وهي منهارة.


عبد الحميد بتعب :يزن خذ سلمى ومشيها بره شويه وخليها تهدى سلمى روحي مع يزن دلوقتي؟

وهنكمل كلامنا في الموضوع ده بعدين وافهمك كل حاجه وكل اللي انتي عايزة تسالي فيه انا جاهز اني اجاوبك عليه بس ما تسمعيش كلام حد ولا تصدقي اي حد يقول لك أي حاجه عن ابوكي!

 ابوكي كان احسن راجل في الدنيا وأمك كانت ست الستات!


يزن :حاضر يا بابا يلا يا سلمى!


يزن مسك ايد سلمى وخرج بيها بره المستشفى والكل كان مستغرب طريقه يزن وهو ضامن سلمى لحضنه  جامد وهي طبعا مش باين منها حاجه غير عينيها اللي بقت حمراء من كتر البكاء والحزن اللي ماليها. 


برّة المستشفى كان مصطفى عامل خطه بديله بعد ما عرف ان عبد الحميد تعبان وفي المستشفى لانه بيراقب القصر 24 ساعه وكان مخلي 

 كذا حد من صحابه حوالين سلمى.


 يزن واقف في باب المستشفى، بيتكلم في تليفونه مع واحد من الموظفين عنده في الشركه.

 قدام باب المستشفى الدنيا هاديه خالص 

سلمى خارجة من بوابة المستشفى، عينيها متورمة من كتر البكاء، ماسكة  شنطتها في ايديها وهي بترتعش.

ويزن تليفونه رن ووقف بعيد عنها شويه وكان ماسك التليفون بيتكلم فيه بسرعه وعصبيه.


يزن يزن بصوت عالي وهو بيقول:

 لا، يا فادي اسمعني… الورق ده ما يتحركش غير لما أنا أرجع. أنا قلت محدش يعمل اي حاجه في المصنع غير باذني تمام؟

(بيسكت لحظة، وبعدها يقول بنبرة أوطى)

– حاضر، أنا في المستشفى… بابا لسه في العناية أول ما اطمن عليه هاجي ان شاء الله المصنع؟!


(بيقفل الموبايل، وبياخد نفس عميق، ويلف يشوف سلمى واقفة ووشها كله حزن، بتبص للأرض، وصوت تنفسها سريع)


يزن وهو بيقرب منها بهدوء وبيقول لها:

سلمى؟


(سلمى ما بتردش عليه عينيها غرقانه بالدموع وصوتها مش قادره تطلعه كانت حزينه جدا ومش قادره تصدق الكلام اللي قالوا لها عبد الحميد وحاسه اكنها قلبها ضاع منها وعقلها مش فيها )


يزن بص لها وقال:

– متعيطيش كده… أنا عارف انك موجوعه  عارف إحساس إنك تكتشفي حاجه تهد كل كانت كنت فاكراها حقيقه وبعد كده تكتشفي انك كنت عايشه في كذبه كبيرة ؟!

 بس اوقات كثير في كذب بينجينا من حقيقه إحنا مفروض ما نعرفهاش لاننا لو عرفناها هنكره اكثر ناس قريبين لينا؟!

 


(سلمى بتقول بصوت مهزوز:)

– أنا كنت بقول لنفسي إن الحياة مهما وجعت اكيد مش هتوجعني اكتر من فقدان ابويا كل مره اقول خلاص الوجع رحل بس الوجع عمره ما هيرحل عن قلبي.

– كل مره أقول خلاص الدنيا بقت احسن الاقي الوجع رجع تاني وبقى اسخم من الأول !!

 

(يزن بيبص لها بنظرة فيها حنية حقيقية، بيحاول يخفف عنها: يمكن ربنا شايل لك حاجه كبيرة مش لازما تضعفي لأنك اقوى من كده ما ينفعش تبقى ضعيفه!


(سلمى تبتسم ابتسامة باهتة، تبصله بعيون مليانة دموع ويزن تليفونه بيرن تاني وياخده بيبعد شويه عنها.

وفجأة من بعيد، عربية سودة بتهدي سرعتها، وبتقف قدام بوابة المستشفى من غير ما حد ياخد باله بينزل منها واحد طويل وعريض ضخم جدآ راح اتجاة سلمى

 بخطوات سريعة وملامحه قاسية عيونه مليانة شر. بيقرب من سلمى بهدوء وبيمد ايديه بسرعه ويلمس ذراعها بقوة)


سلمى (بصوت عالي ومرعوب):

– آآآآه!!!


(يزن بيلف بسرعة، يشوف المنظر، ووشه يتبدل في ثانية… نبرة صوته تغلظ، العروق تبان في رقبته، والعينين بقت فيها نار.)


يزن بصوت جهوري غاضب:

– ســــيـبـهـــااااااااااااااااا!!!!


(الراجل بيشد سلمى ناحية العربية، وهي بتحاول تقاوم بس جسمها ضعيف. هو بيشدها من إيدها بعنف وهي بتصرخ.)


سلمى بصوت متقطع وهي بتحاول تفلت:

هملللللللني!! ســاعــدهــنــي يا يــزن!!!


(يزن بيجري نحيتهم بكل قوته وينط عليه ويمسكه من ضهره، يضربه بكوعه في كتفه بكل قوته يخليه يصرخ .)


يزن بصوت زلزل به المكان قال:

– انتَ متعرفش انتَ بتعمل إيه!

(يكمّل وهو بيجري وراه لما الراجل بيحاول يقوم) انت بتلمس مرات يزن القناوي أنت اتجننت

 لو لمستها تاني، هاقطع دراعك من مكانه وهفصل رقبتك وهعلقها على باب المدينه!


(الراجل يطلع اله حادة من جيبه بسرعه  وعنيك كلها شر ويزن مش فارق معاه حاجه بيبصله بثقه ويضحك بسخرية و بيقرب منه بخطوتين سريعتين، وبيضربه برجله في إيده اللي ماسك بيها الاله الحادة الاله الحادة بتقع.)


(يزن بيمسكه من لياقة الجاكيت، وبيرفعه نص رفعه من على الأرض،وصوته مليان غضب وعروق وبارزه من رقبته وهو بيقول:

– قول مين بعتك قبل مكسرك ياض قول!


(الراجل بيحاول يتنفس بصعوبة، يزن يزوده خبطة خفيفة في وشه،السائل الاحمر بيسيل يطلع من جنب شفايفه وهو بيقول بصوت متقطع):

– أنــا… أنا ماليش ذنب… هم قالوا لي ان ان هم عايزينها وانا كنت هوصلها ما ليش دعوة ؟!

يزن:

مين اللي امرك تعمل كده؟!


(قبل ما يرد، الراجل التاني اللي كان في العربية شغلها وجه ناحيتهم وكانت تدخل فيهم يزن رمى الراجل من ايديه وهو فعلا دخل العربيه على طول وهرب

روح لسلمى وهي كانت بتشهق على اخرها وكانت مرعوبه وبتحاول تاخد نفسها بالعافيه.


(يزن بيجري ناحيتها، وبيكلمها بصوت واطي بس في قوة وخوف)

– سلمى… إنتِ كويسة؟ 


(بتهز راسها بالنفي، صوتها بيرتعش:)

– كنت… كنت هضيع، يزن. كنت هيتاخدني من اهنا وأنا مش خبر انا سويت إيه ؟


(يزن بيمسك وشها بين إيديه، عينيه بتلمع بغضب مكتوم:)

– طول ما أنا على وش الدنيا  محدش يقدر يقرب منكِ.


(سلمى تبص له وصوتها باين عليه الخوف وهي بتقول:) مين اللي سوى فيا اكده وليه سوى فيا اكده انا سويت إيه في حياتي علشان يحصل وياي كده قولي يا يزن ؟


(يزن ياخد نفس عميق، صوته يبقى أهدى بس مليان حزم:)

 متخافيش… اللي حاول يعمل كده انا هحاسبه بطريقتي. 

يزن بياخد سلمى ويدخل بيها ممر المستشفي 

سلمى ما كانتش قادرة تبص في عينه، كل خطوة كانت حاسه ان الخوف بيدخل في قلبها اكتر ومش قادرة تتنفس 

وهو، رغم الهدوء اللي ظاهر على ملامحه، كان الغضب والغليان بيأكلوا قلبه من جوه.


يزن :

– مش هتتحركي لوحدك تاني، فاهمه يا سلمى اقفي جنبيه ما تسيبينيش خالص ولا تبعدي حتى عني حتى لو سنتي واحد ؟


سلمى :

– أنا… ما كنتش رايده اخرج بره يا ريتني ما خرجت انا أسفه انا مش خابرة ان هيحصل اكده؟!


يزن: اللي حصل من شويه ده ياكد ان في حد بيراقبنا وان في حد مقرر انه يخطفك؟!


سلمى تبص له بخوف وهي بتقول له:

– حد بيراقبني كيف وامتى؟!


يزن وهو بيبص قدامه:

– أيوه، واللي حاول يخطفك النهاردة كان مركز انه يخطفك انتي بالذات؟! رغم ان كان في كذا بنت تانيه قدام المستشفى اشمعنى انتي بالتحديد؟؟

 


(سلمى بتحاول تقول حاجه، لكنه بيكمل كلامه يقول.)

– بس أنا مش هسيب اللي عمل كده عايش على وش الدنيا؟!


سلمى سكتت وكانت خايفه جداً ومرعوبه ويزن مسك ايديها وراح بيها عند ابوه بتفتح الباب بس يزن مسك ايديها ومنعها وصوت اتغير فجاة وهو بيقول لها: استني!


(يبص لمقبض الباب، يمد إيده ببطء ويفتحه سنة صغيرة)


سلمى بخوف:

– في إيه يا يزن؟


(يزن بيفتح الباب أكتر شوية، يدخل بخطوة بطيئة، عينه بتلمح ورقة صغيرة متسابة على السرير جمب عبد الحميد وهو نايم بهدوء )


يزن بصوت واطي جدًا، متوتر ومليان قلق وغضب في نفس اللحظة: احنا مشينا لوحدنا يا سلمى؟!


سلمى :قصدك إيه يا يزن مين ويانا هنا؟؟


فجأة ظهرت مفاجأة كانت بالنسبه لسلمى الضربه القاضيه؟؛


تابع... ؟!


🍂🧡عشاق_الروايات 🧡🍂

🍂🧡صلو_علي_حبيب_الأمه 🧡🍂

🍂🧡تعليقات بليز يا سكاكر🧡 🍂

 تفاعل وكومنتات بليز


تعليقات

التنقل السريع
    close