القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية المنتقبه و الجبار الفصل التاسع والعاشر بقلم الكاتبه شيماء طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 رواية المنتقبه و الجبار الفصل التاسع والعاشر بقلم الكاتبه شيماء طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 



رواية المنتقبه و الجبار الفصل التاسع والعاشر بقلم الكاتبه شيماء طارق حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 


سلمى بصدمه وهي بتقول :قصدك إيه يا يزن مين ويانا اهنا؟؟

يزن قال بصوت جهوري:

مين هناك اخرج علشان ما اجيش اخرجك بنفسي؟!


الشخص اللي واقف فجاة وهو حاطط قناع على وشه فتح الشباك وكان خلاص هينط منه بس يزن لحقوا في آخر لحظه وراح عليه ومسكوا .


بس فجاة سمع الصوت سلمى وهي بتصرخ وبتقول : الحقني يا يزن عمي تعبان قوي الحقوني يا ناس الحقوني يا خلق!


يزن وقف مذهول لحظة وساب الشخص ده وفعلا الشخص هرب من الشباك ويزن كان قلبه بيدق جامد وهو شايف ابوه بيتنفس بصعوبة  شديدة، وأجهزة المراقبة بتصدر أصوات صفير…...


يزن بصرخ بصوت مليان غضب وألم:  دكتور تعالوا يا بهايم شوف ابويا هيروح مني!!


مسك ايد ابوه كان واقف ناحيه السرير وعنيه مليانه دموع وغضب. 

 

سلمى كانت واقفة مش قادرة تتحرك، جسمها كله بيترعش من الخوف والرعب 

  بس عينها بقت على يزن، اللي بقى في لحظه منهار كليا أول ما شاف  ابوه بالمنظر ده بقى ضعيف جداً   وماسك ايد ابوه وكان هيتجنن

  وبتوصل له ان هو ما يسيبهوش اللحظه كانت صعبه جداً عليه لحد ما الدكاترة والممرضات دخلوا وكانوا ماليين اوضه العنايه  .


يزن مسك ايد ابوه وهو بيقول له بدموع:

– خليك جنبي… محدش هيقدر يقرب منك تاني انا ابنك وسندك زي ما بتقول عليا طول عمرك ما تسيبنيش يا بابا فوق يا بابا خليك معايا!


الدكاترة بيحاولوا يسيطروا على يزن بس مش قادرين عليه راحت عليه سلمى وهو اول ما شافها اترمى في حضنها وكان بيعيط ومنهار جداً اللحظه دي شافت سلمى فيها يزن باسوء حالاته .


اما في الصعيد، في بيت الكبير أم مصطفى كانت قاعدة على الكرسي وماسكه سماعه التليفون وبتكلم بنبرة هادية لكن فيها خبث:

ايوه يا زينب عامله ايه يا بتي

يا رب تكوني مليحه؟! 


زينب بهدوء :الحمد لله يا خاله مليحه خير في حاجه ولا إيه؟!


ام مصطفى وهي عامله نفسها طيبه قالت: خير يا بتي ان شاء الله انتي خابرة البت اللي كان متجوزها عمك مصطفى الله يرحمه اللي اسمها صوفيا هي من ايطاليا عندكم تعرفيها؟!


زينب وهي بتقول لها وكانت مستغربه جدآ :ايوه عارفاها مليح بس إحنا مالنا ومالها انتي خابرة ان الست دي مش مليحه وكل عمايلها سوداء وانا ما ليش صالح بيها انا اهنا عايشه ويا جوزي علشان شغله وكلها كم شهر وهنزل مصر!


ام مصطفى وهي بتتكلم بخبث وبتقول:  كل اللي انا رايداه يا بتي رقمها علشان حاجه مهمه!

 

زينب وهي قلقانه وبتقول: حاضر يا خاله هشوف جوزي واخليه يجيبلك رقمها بس الحاجه دي مليحه صح يعني ما فيهاش مشاكل ولا أي حاجه!


ام مصطفى بطيبه مصطنعه: انتي خابرة يا بتي خالتك ام مصطفى ما لهاش في المشاكل؟!


زينب بهدوء: تمام يا خاله هشوفلك الرقم وهشيعه لك طوالي؟!


في نفس الوقت، في المستشفى، عبد الحميد حالته بدأت تتحسن شوية بعد ما الدكاترة اديله علاج وعملوا له صدمات كهرباء الحمد لله بقى احسن ويزن بدأ حالته تتحسن وارتاح وهدي اول ما عرفت ان ابوه حالته بقت احسن. 


يزن واقف جنب سريرة و الأجهزة والمعدات، والدكاتره اللي كانوا وبيقولوا :

– تمام، أول خطوة خلاص… دلوقتي لازم نزود الحراسه على الاوضه؟!

 

سلمى قاعدة جنب يزن، عيونها لسه مليانه دموع من اللي حصل بس شويه وهم الاتنين بداوا يهدوا. 

 

يزن وهو بيبص للدكتور وبيقول له: لازما ننقل كل المعدات القصر علشان ما حدش يقرب من بابا مره ثانيه ويكون تحت عيني والقصر هناك حمايه اكتر من المستشفى هنا.

 لو سمحت عايز كل المعدات دي تتنقل قصر عيله القناوي والفريق كله يكون هناك يشرف على علاج والدي لانه ما ينفعش يقعد في المستشفى بعد كل اللي حصل ده المستشفى بقت خطر على حياته ؟! 


الدكتور :تمام يا يزن بيه هنبعت الفريق يجهز المكان اللي حضرتك هتؤمر بيه وكلنا هنكون مع عبد الحميد بيه؟!


سلمى وهي ماسكه ايد يزن وبتطبطب عليها وبتقول له: ان شاء الله كل حاجه هتكون مليحه هدي حالك بس؟!


يزن وهو باين عليه الحزن :ان شاء الله!

بالليل في القصر عائله القناوي كان الصوت عربيه الإسعاف وهي داخله وبعد كده بيدخلوا عبد الحميد الاوضه المجهزه اللي جهزها له يزن مخصوص في الوقت ده كانوا كل العيله واقفين ومستغربين اللي بيعملوا يزن ايه اللي نقل ابوه القصر والنظرات كلها كانت موجهه ليزن ان هم متضايقين غير انه عمل فليه حرس مخصوص يحرص الطابق اللي فيه والده.

 

سعاد (بصوت عالي وهي بتحط إيدها على خدها): هو إيه اللي انت بتعمله ده يا يزن انت قلبت القصر مستشفى ده بيت علشان يتعاش فيه مش مستشفى رايح تجيب دكاترة ممرضات وحرس هي إيه المهزله دي؟!


يزن (واقف قدامها وبيقول بصوت جبار ): القصر ده قصري انا وابويا عايز اقلبه مستشفى عايز اقلبه كافيه اعمل اللي انا عايز ما حدش ليه فيه واللي مش عاجبه الباب يفوّت جمل!


فاطمة (بصوت هادي لكن حاسم): بالراحه يا يزن معلش يا حبيبي في إيه مالك إيه اللي خلاك جبت عبد الحميد على البيت يا حبيبي كنت خليته في المستشفى احسن؟!


يزن (بيتنفس بعصبية): يا تيته

 أنا ساكت كتير أوي… بس خلاص!  اما عرفت ان في حد بيبدل علاج بابا بتاع الضغط يبقى مستحيل اسيبه في حاله حتى لو كان من عيله القناوي نفسها !


(سكت الكل، ووش سعاد اتقلب)


عفاف (بصوت بتتكلم بصوت عالي وزعل وبتقول):

أنت بتتهمنا يا يزن احنا عايشين هنا في القصر علشان احنا عيله واحدة مش علشان نخلص من بعضينا ونعم المؤامرات عيب عليك كده؟؟ استغفر الله العظيم ده كلام يتقال يا ابني!


يزن (بيقرب منها بعنف):

آه بتهمكم… لأن محدش من برّا القصر يقدر يقرب من دواه واللي ممكن يدخل اوضه ابويا هو حد من العيله ؟!


سلمى (بتحاول تهدي الموقف وهي بتقول له): مش وقت الحديت ده يا يزن اهم حاجه صحه عمي ما لكش  صالح بيهم يلا علشان نشوف عمي وكمان الحرس مال القصر مش رايدين حد يسمع الحديت ده؟!


يزن (بصوت حاد):

خليهم يسمعوا!

القصر ده من النهاردة له قانون جديد!

الطابق اللي فوق محدش يطلعه… لا انتي يا سعاد، ولا انتي يا عفاف، ولا حتى أولادكم ولا اجوازكم المفروض هم عمامي! واللي هيتجرا يطلع فوق يبقى حكم على نفسه بالاعدام لان ابويا خط احمر؟!


عبد الغني (بيحاول يتدخل):

يزن، خف شوية، احنا أهل يا ابني، ما يصحش الكلام ده!


يزن (بيرمي عليه نظرة حادة):

أهل؟! الاهلي اللي يخونوا ويطمعوا في اخوهم الكبير ما يبقوش اهل واللي يبدلوا علاجه علشان يموتوه ويعملوا عليهم مغامرات ما ينفعش نقول عليهم اهل انتوا ناس طماعين ما بتفكروش غير في الفلوس  ! بس الحمد لله ان ابويا لسه عايش والقصر وكل حاجه فيه ملكه هو وبس

وأنا وريثه الوحيد شرعًا، يعني محدش له دعوة ولا بالقصر ولا بالشركة، ولا حتى بالعربيات!


سعاد (بغضب):

انت ناسي نفسك يا يزن! احنا اللي وقفنا جنبك بعد موت أمك، احنا اللي ربيناك!


يزن (بيصرخ فيها):

انتي ما ربيتنيش!

انتي ربيتي الطمع في قلبك والغل والحقد في قلبك وقلب ولادك كفايه لعب بقى… أنا هعرف مين اللي عمل كده في أبويا، وساعتها ولا في شفقه ولا في رحمه!


فاطمة (بصوت مبحوح): ربنا يهديكم يا ولادي البيت بقى ولعه هنفضل لحد كده لامتى؟! 

  حرام عليكم بلاش خناقات بلاش خناقات والحوارات اللي بتحصل دي حياة ابني اهم ابن اللي نايم دلوقتي بين الحياة والموت حرام عليكوا اتقوا ربنا!


يزن (وهو بيبص ليها): البيت بقى مولع خلاص يا تيته بس اللي ولع فيه هي الخيانه بتاعه ولادك!


(يزن بيسكت وبعد كده بيسيبهم ويمشي ناحيه السلم وبيطلع علشان يشوف ابوه وسلمى بتلحقه وبتمسك في ايديه بخوف وسعاد وعفاف  بيبصوا لبعض وبيهمسوا بصوت مليان سم)


سعاد: يزن مش هيسكت وناوي يلعبنا؟!


عفاف: عادي يجي واحنا جاهزين له؟!


 في جناح عبد الحميد في الطابق العلوي  الإضاءة خافتة، الأجهزة بتصدر صفير خفيف.و سلمى قاعدة على كرسي جنب السرير، ويزن واقف قدام الشباك.


سلمى (بصوت هادي):

يزن، كفاية بقى، من ساعة ما طلعنا وانت ساكت اكده…

قولّي بتفكر في إيه؟


يزن (من غير ما يبص لها):

بفكر… إن أبويا كان دايمًا يقولّي؟ "الطعنة اللي تيجي من القريب، بتكسر مش بتوجّع.

ودلوقتي فهمت كلامه… الطعنة جت من جوّه بيتنا وانا عارف ان طمعهم   وجشعهم هم اللي عملوا كده؟!


سلمى :

بس انت متأكد إن اللي حصل له مش طبيعي؟

يمكن فعلاً كانت جلطه كيف ما الدكاترة قالوا قبل اكده؟


يزن (بيلف ناحيتها فجأة): بعد كده التحاليل اثبتت ان هو الدواء بتاع الضغط متغير اللي هو بياخده واقل تفاعل من اللي بياخده بكثير وده اللي سببله غلطه ومين غير اللي عايشين معانا في نفس المكان اللي يقدر يعمل كده؟!

كلهم طمعانين، وكلهم مستنيين يشوفوا بابا  بيقع عشان يورّثوا قبل ما يموت بس هم مش فاهمين ان انا هقفلهم زي اللقمه في الزور!


سلمى (بقلق):

بس مين فيهم يا يزن؟ يعني انت شاكك في مين بالظبط؟


يزن (بيتنفس ببطء):

سعاد أول وحده…

كانت بتدخل اوضه ابويا كتير كانت عامله نفسها مهتميه وتساله لو عايز حاجه او كده

وكمان عبد الغني كان دايمًا بيحاول يعرف تفاصيل الشركة منه،

وعفاف كانت بتقعد جنب جده دايمًا في نفس المعاد اللي بياخد فيه دواه…

كلهم متورطين بطريقه أو أخرى.


سلمى (بحزن):

يعني انت شايف إنهم يقدروا يسووا اكده في اخوهم الكبير لانك لو طلعت  ظالمهم هيبقى حرام عليك يا يزن ؟ 


يزن (بعصبية):

اللي بيطمع في المال ينسى الحرام والحلال يا سلمى،

اللي يبيع ضميره مره، ممكن يبيع أبوه ألف مره!

أنا مش هسكت… هعرف مين فيهم اللي خان،

بس المره دي مش هسامح زي ما سامحت زمان.


سلمى (بتمسك إيده وبتبص له بعين مليانه خوف):

طب لو اللي سوا اكده  حد من أهلك؟ 

هتقدر تأذيهم؟


يزن (يبصلها بنظره قاسيه): اللي خلاهم ما بقوش على الدم ولا على صله الرحم علشان انا ابقى انا بقيت عليهم طول عمري بس خلاص لحد ابويا وستوب !


صوت عبد الحميد وهو بينادي على يزن وبيقول: يزن انت فين يا يزن؟!


يزن (بيجري عليه بسرعه بيمسك ايده وبيقول له):

بابا… سامعني؟

أنا هنا، متخافش…

أنا هعرف مين اللي أذاك وهخليه يدفع التمن غالي،

بوعدك يا بابا… مش هسيب حقك!


(عبد الحميد بيحرك صباعه بصعوبة، كأنه عايز يقول حاجه، يزن يقرب وشه منه.)


عبد الحميد (بهمس):

خ... خليك… خليك حذر يا يزن من كل اللي في البيت وخلي بالك من سلمى انا كويس وهقوم وهكون كويس بس خلي بالك من نفسك يا ابني!


يزن: ما تخافش يا بابا كل حاجه تمام وانا وسلمى هنا جنبك مش هنسيبك ابدا؟!


عبد الحميد: يزن سلمى في عينيك خلي بالك منها! 


يزن :ما تقلقش يا بابا كل حاجه ان شاء الله هتكون تمام وسلمى مراتي وانا هحافظ عليها ده واجبي بس انا عايزك تقوم وتطمني عليك يا حبيبي! 


عبد الحميد بيحرك راسه وايجابيه: ان شاء الله يا ابني! 


سلمى بهدوء: ماشي يا عمي ارتاح حضرتك واحنا جارك اهو لو عزنا عيط علينا ونجيلك طوالي! 

 

يزن خرج هو وسلمى قعدوا بره في الريسبشن بتاع الجناح والحرس كانوا محوطين الجناح من كل اتجاة.


اما تحت كان السعاد قاعدة على الكنبه هي وعفاف وبيشربوا قهوة


 بنظرة فيها فضول وخوف 

أما فاطمة كانت قاعدة في الركنة، صامته، بس نظرتها فيها قلق واضح.

عبد الغني واقف قدامهم بيتمشى رايح جاي بعصبية.


سعاد (بصوت منخفض): هو المحروس لسه فوق ولا نزل؟!


عفاف (بتضحك بخبث):

أكيد لسه فوق، ده من ساعة ما دخلوا القصر بعربيه الاسعاف وهو قلب القصر مستشفى والدكتور ممرضات رايحين جايين حاسين ان احنا مش عايشين في قصر لا عايشين في مستشفى غير الريحه بتاعه تعقيم اللي في كل مكان!


عبد الغني (بيرفع صوته):

بلاش كلام كتير انتوا الاتنين،

لو يزن سمعكم هيتجنن علينا الولد شكله مش طبيعي وبعد كل حاجه حصلت بقى بيشك فينا !


سعاد:

هو فاكر نفسه مين علشان يزعق فينا  ويؤمر ويني في القصر هنا ؟

وانت سبب يا عبد الغني سبتلهم كل حاجه ورضيت تبيع شفت اخرتها ادي ابن اخوك جاي يتامر علينا!


فاطمة (بتضرب عصاها في الأرض):

كفايه كلام فارغ!

البيت ده بيت عبد الحميد القناوي، اللي تعب وشقي علشان يخليه بالشكل ده ويزن ده ابنه!

 راجل محترم وشهمه وبيعاملكم بما يرضي الله بس انتم اللي مش عايزين تجيبوها لبره 

 انتم قاعدين هنا في خير عبد الحميد وابنه واي كلام غير كده كذب وانتوا بتضحكوا بيه على نفسكم!


سعاد (بغضب مكتوم):

خيرُه؟!

ده واخد كل حاجه لِنفسه يا ماما 

حتى الشركات، و الأراضي و المصنع الكبير اللي فالصعيد باسمه هو وابنه ساب لنا إيه ده احنا يعتبر هنا ضيوف !


(في اللحظه دي يزن نزل علشان نجيب حاجات من تحت سمع كل حاجه بيقولوها)


يزن:

 من النهارده، كل واحد هيعرف مقامه وحدوده جوّه البيت ده!


(الكل بيسكت، وسعاد بتقف وهي بتحاول تبتسم بخبث.)


سعاد:

مالك يا يزن، صوتك عالي ليه احنا قاعدين بندعي لابوك ربنا يشفيه وانت جاي تغلط فينا مش عيب يا ابني اللي انت بتعمله ده؟

ما فيش داعي للغلط يا ابني لو مش عايزني هنا احنا ممكن نمشي!


يزن (بيقطع كلامها): بتدعيله ولا بتدعي عليه علشان يموت بسرعه وتخلصوا منه ده بعد الشر طبعا ان شاء الله يا رب التابوت بتاعكم تطلع قبل تابوتو؟

أنا مش غبي يا سعاد هانم… ولا ناسي مين اللي كان بيدخل اوضه ابويا وهو في المصنع 

  او في الشركه ولا ناسي مين اللي كلم الخدامه وقال لها تخرج بره لحد ما حضرتك ترتبي الحاجه في اوضه بابا وده اللي الخدم اعترفوا بيه !


(سعاد بتتجمد، وعبد الغني يبص لها بسرعة كأنه خايف ان السر يبان.)


عبد الغني:

انت بتتكلم بتقول إيه يا يزن ده احنا كلنا بنحب عبد الحميد اخويا يا ابني وسعاد بتحبه زي اخوها الكبير ازاي تقول لها الكلام ده ؟!


يزن (بيقرب منهم بصوت غليظ وبيقول): بتكلم على العيله الكريمه اللي بتحسب الميراث وهو ابويا عايش وهم اصلا واخدين فلوسهم وما لهمش في ده كله حاجه الله اعلم مين فيكم اللي بعت حد المستشفى عشان يحط حاجه في المحلول بتاع ابويا علشان يموته! انتم فاكرين اني ممكن اسيب اللي عمل كده بس ده في احلامكم 

 اللي حاول يموت ابويا وحاول يعمل اللعبه القذرة دي معايا يبقى جنى على نفسه وانا شخصيا مش هسيبه؟!


سعاد (بصوتها العالي وهي بتحاول تتماسك): عبد الحميد زي اخويا الكبير ما يصحش تقول لنا الكلام ده عيب عليك ده إحنا نخاف على صحته مش نحاول نؤذيه!


يزن (بهدوء قاتل هو بيضحك باستئذان وبيقول): هههه ايوه ما انا عارف اهم حاجه

من دلوقتي، الطابق الفوقاني  محدش يطلع له غيري أنا وسلمى وتيته واللي هيتخطى حدوده ويعمل حاجه انا مش عايزها هيشوف بقى مني اللي عمره ما شافه ولا هيتمنى ان هو يشوفه؟! 


(بيسيبهم وبيطلع الدرج، صوته بيختفي، وسعاد تقعد على الكرسي وهي مرعوبة، وعبد الغني بيبص لها بخوف واضح.)

 

يزن بيطلع فوق ويقعد مع سلمى وسلمى بتفضل تبص له بحب وهي مش مصدقه ان مع قوته دي بس قدام ابوه بيخاف جدآ وبيبقى مرعوب وبيبقى اكنه عيل صغير في الوقت ده دخلت الممرضه عليهم وكانت بتوجه الكلام ليزن. 

 


الممرضة  وهي بتقول بتوتر:

– يزن بيه، في ناس عند البوابة بيقولوا إنهم من عيلة الطوخي…!


يزن رفع راسه وقال بنبرة فيها استغراب: مين من عيله الطوخي اللي موجود؟!


قالت الممرضة بخوف:

– واحدة ست بتقول إنها أم سلمى… ومعاها شاب اسمه مصطفى وواحد اسمه عبد الستار واثنين ستات !


سلمى قامت، وشها اتغير،وقلبها بدا يدق بسرعه وهي بتقول بصوت متقطع : ام انا جت كيف؟!


تابع.. ؟!

الفصل العاشر والأخير

المنتقبة & الجبّار

الكاتبه/ شيماء طارق


يزن وهو بيقول بنبرة فيها توتر وقلق:

– ما تتحركيش من مكانك يا سلمى ممكن يكون ده كمين من عمامك!


سلمى كانت واقفه متوتره وخايفه ومرعوبه اما يزن مشي بخطوات سريعة ناحية الباب الرئيسي، قلبه بيدق بسرعة وكأنه حاسس إن ورا الباب في مصيبة

ولما فتح الباب، اتجمد مكانه…


أم مصطفى واقفة قدامه وعيونها كلها خبث وغل، وجنبها مصطفى اللي ملامحه كلها تحدي، ووراهم عمام سلمى “عبد الستار” و“حمزة”، وست لابسة بطريقة مستفزة جدًا، ملامحها غريبة وواضح إنها مش مصرية، ومعاهم كمان نوال اللي وشها متوتر واقفه على جنب .


يزن (ببرود قاتل):

– خير؟ إيه اللي جايبكم هنا؟ عايزين إيه بالظبط؟


أم مصطفى (بصوت فيه تمثيل وبرود):

– جايين نرجّع البت لأمها يا ولدي… البت دي صعبت عليا، عايشة طول عمرها في الكذب والخداع، قلت لازم تعرف الحقيقة!


مصطفى (رافع صوته وهو بيقول بغضب):

 كفاية بقى اللي حصل، البت دي لازم ترجع بلدها ودارها،و تعيش وسط أهلها وناسها! وانت مالكش صالح بيها… لا انت ولا أبوك!


يزن ضحك ضحكة عالية مليانة غيظ وسخرية وقال:

– ملهوش صالح؟ انت بتتكلم على مين؟ علينا إحنا؟ ولا على نفسي؟

بص يا مصطفى، اسمعني كويس…

سلمى دي مراتي، على سنة الله ورسوله، واللي مش عاجبه يخبط دماغه في أول حيطة!


صوفيا نطقت أخيرًا، بصوت ناعم متردد وقالت:

يزن بيه… من فضلك، أنا عايزة أشوف بنتي ممكن؟


بصّت على سلمى اللي كانت نازلة من فوق بخطوات بطيئة، عينيها كلها خوف وتردد،

وجهت ليها الكلام وقالت:

– سلمى… يا روحي، أنا ماما  سامحيني يا بنتي على اللي فات…

والله كل اللي حصل غصب عني، كنت نفسي تكوني في حضني، بس أبوك هو اللي خطفك ومشي، والله يا بنتي أنا كنت عايشه على ذكرياتك وكل شويه اتخيل صورتك وانتي صغيرة وابكي وما كنتش بعرف  انام من كتر الحزن اللي مالي قلبي!


سلمى وقفت مكانها متجمدة، الدموع محبوسة في عينيها، لحد ما فجأة صوت كان عالي زلزل المكان .


عبد الحميد…

كان صوته جهوري رغم تعبه، وهو بيقول بصوت كله غضب:

– ما تقربيش منهاااااا!!!


الكل التفات له وكان مصدوم جدآ ان هو واقف على رجليه نازل من على السلم ، والممرضة بتسنده، وشه شاحب لكن نظرته نار.


عبد الحميد (بيكمل بصوت هادي هو بيقول):

– ما تقربيش من سلمى يا صوفيا…

انتي آخر واحدة تتكلم عن الأمومة!


صوفيا (بتمثل البكا):

– عبد الحميد… خلاص بقى، أنا غلطت، بس كنت صغيرة  كنت محتاجة فرصة! صاحبك هو اللي رفض يديها لي وكلنا بنغلط بس ربنا بيدي كل واحد فرصه ثانيه لحياته؟!


عبد الحميد (بعصبية وانفجار):

– فرصة؟!

انتي رميتي بنتك وسافرتي تعيشي حياتك، وكل شهر تتجوزي راجل شكل!

وصاحبك مصطفى اتجوز نعمات، الست اللي كانت أطهر منك وأنضف منك ميت مرة،

دي اللي ربت سلمى واعتبرتها اكنها بنتها من لحمها ودمها 

وأنا شاهد على ده…

سلمى طلعت بنت محترمة، مؤدبة، متربية لانها بنت نعمات ما خدتش منك غير ملامحك ودمك اللي ما يسوش حاجه دلوقتي عند البني ادم الأم هي اللي بتربي مش اللي بتولد!


(صمت قاتل… الكل سكت، وسلمى بتحط إيدها على بُقها، ودموعها بتنزل بحرقة)


سلمى (بصوت مكسور):

– يعني انتي سويتي كل ده فيّ؟ وجايه دلوقت تقوليلي انك امي حرام عليكي اتقي ربنا؟!


صوفيا (بتحاول تبرر):

 كنت محتاجة الفلوس علشان أعيش يا بنتي… سامحيني، أنا بحبك، والله بحبك!


عبد الحميد (بحزم، عيونه كلها احتقار):

– وهي مش محتاجاك في حياتها يا صوفيا… زي ما زمان انتي ما كنتيش محتاجاها!

اتفضلي من هنا، وخدي القلاديش اللي معاكي، يلاااااا برّه القصر!!


مصطفى (بيتكلم بعصبيه بيبص لسلمى بطريقه جنونيه وبيقول):

– كفاااااية بقى!! سلمى بتاعتي انا وهتجوزها غصب عنها او برضاها!


(بيشد سلمى من دراعها بعنف)

سلمى (بتصرخ بصوت متقطع):

– سيبني يا مصطفى!!!


يزن (بعصبية، صوته جهوري):

– إيدك عنهااااااا يا متخلف!!!


(بيدفعه بعيد وبيبدأوا يتخانقوا، يزن بينزل فيه ضرب من كل اتجاه، عينه كلها نار)


مصطفى (بيطلع آلة حادة من جلابيته وهو بيقول بغِل):

– انت فاكر حالك مين يا ولد القناوي؟


عبد الحميد بيصرخ بصوت عالي ومليان رعب وهو بيقول :

– يزن!! خُد بالك منه يا ابني!!!


سلمى (بتصرخ بكل خوف الدنيا):

– يااااازن!!!


الموقف كله بيحصل في ثانية…

مصطفى بيهجم بسرعة،و يزن بيحاول يزقه،

لكن الآلة الحادة اللي في إيده بتروح تغرز في صدره!


صوت مكتوم، بعدين صمت تام…

مصطفى بيقع على الأرض،

واللون الأحمر بيغرق المكان.


سلمى (بتصرخ بهستيريا):

– لااااااااااااااا!!!


عبد الحميد (بصوت متقطع ومصدوم):

– استغفر الله العظيم… يا رب رحمتك!!!


يزن واقف متجمد، ملامحه كلها صدمة، النفس بيطلع بصعوبة، مسك الموبايل بسرعة واتصل بالشرطة:

– ألو… شرطة؟ في جريمة قتل في قصر القناوي…

لكن دي دفاع عن النفس، كل الكاميرات موثقة، كل حاجة متسجلة!


أم مصطفى وقعت على ركبتها بتصرخ وتلطم على وشها:

– وووووووولديييييي!!! يا ناس، ولدي رااااح!!


عبد الستار (بيصرخ بجنون):

– جيبوا دكتور! حد يلحقه!

كله بسببك يا ولد القناوي، كله بسببك!!!


الأطباء اللي كانوا مع عبد الحميد نزلوا بسرعة،

والقصر كله اتقلب جحيم…

لكن للأسف…

كل المحاولات راحت هدر.

مصطفى توفاه الله.


عبد الستار وقع على الأرض وهو بيعيط:

– ولدي راح مني… ولدي رااااااح!


صوفيا جريت بره القصر مرعوبة،

نوال وقفت مكانها مش قادرة تتحرك،عيونها مليانه دموع وصوتها مش عايز يطلع وكانت مصدومه

والباقيين واقفين في صدمة،

مش فاهمين إزاي جريمة قتل حصلت قدامهم في لحظة،

واللي كان عايز ينتقم…

هو اللي رَمى نفسه للتهلكة.

   يزن، بعد ما الحكومة قبضت على عمام سلمى بسبب سرقة الميراث. الكل في حالة صدمة. سلمى قاعدة ساكتة، عينيها فيها وجع الدنيا، ويزن واقف ووشه متجمد. فجأة الباب بيتفتح بعنف، وتدخل ليلى هي بتزعق ليزن بغل)


ليلى (بصوت عالي):

أنا خلاص زهقت من السكوت! كفاية تمثيل يا يزن،انت لسه عايش جو الملاك فوق بقى من اللي أنت فيه لازما سلمى تعرف حقيقتك القذرة!


يزن (يبص لها ببرود):

حقيقة إيه يا ليلى؟ هتفضلي عايشه في الكذب لحد إمتى؟


ليلى (بتضحك بسخرية):

كذب؟ لا يا حبيبي، دي الحقيقة اللي اللي انت رافض تصدقها ولازما مراتك تعرفها لانك ما ينفعش تستغفلها؟!

أنا هقول لسلمى على كل حاجة… هقولها إنك كنت بتحبني وعملت معايا علاقه وخلفت مني !


يزن (صوته بيعلى): انا يا كذابه

إنتِ اللي عملت كده يا ليلى، مش أنا!

إنتِ اللي لعبتي بيا وبمشاعري، فاكرة إني نسيت لا تعالي علشان افكرك؟


ليلى (بتتعصب): انا بطل كدب بقى وقول الصراحه ما تغفلش البنت الغلبانه دي!


يزن (بيصرخ وهو بيقرب منها ويمسكها من هدومها ويقول): لا تعالي بقى علشان اعرف ابوكي وامك اللي واقفين بيتفرجوا دول على حقيقتك اللي انا مغطي عليها هقول انك خنتيني مع صاحبي! هقول إنك ضحكتي عليه، وأخدتي كل اللي كانت حيلته ومضيتيه على تنازل عام على كل ممتلكاته وبسبب كده هو انتحر ! تعالي يا ليلى وعرفيهم وقولي لهم انك سبب موت صاحب عمري!

(سلمى بتقوم واقفة، صوتها مبحوح من الصدمة)

سلمى:

إيه الكلام ده يا يزن معقوله في حد بالبشاعه دي كيف قدرت تسوي اكده؟!


يزن (بصوت مكسور لكنه قوي):

آه، هي السبب في كل حاجة، هي اللي لعبت بيا وبصاحبي، ضحكت علينا إحنا الاتنين.

أنا حبيتها بصدق، وهي كانت كانت بتخوني وبتتسلى بينا احنا الاثنين 

وصاحبي المسكين لما اكتشف حقيقتها، ما استحملش…وانتحر ونهى حياته ده!


(ليلى بتصرخ وهي بتحاول تدافع عن نفسها)


ليلى:

كذاب! أنا ما كنتش أقصد! 


يزن (بيقاطعها بقوة):

ما كنتيش تقصدي؟! لما خدتي كل فلوسه؟ لما ضحكتي عليه؟ لما سبتيه وانتحر؟

طب لما عرفتي إنك حامل منه… ليه كنتي عايزة تقتلي الجنين؟ ليه كنتي عايزة تموتي آخر حاجة بتربطك بيه؟


(ليلى بتسكت، الكل مصدوم. سعاد –  بتنهار وتقع على الأرض، وعبد الغني بيفضل يضرب كف في كف مش مصدق.)


عبد الغني (بصوت مبحوح):

إيه اللي أنا سمعته ده؟ دي بنتي؟ دي اللي كنت فخور بيها هي دي التربيه اللي انا ربيتها لك دي اخرتها؟!


يزن (بمرارة):

آه، دي بنتك يا عمي…

وأنا، ابن أخوك اللي كنتوا بتظلموه وبتشككوا في أخلاقه، أنا اللي كنت ناوي أسترها، كنت ناوي أتجوزها عشان الفضيحة ما تطلعش!


سلمى (دموعها بتنزل):

يا رب… كيفك كنت الوقاحه دي وجايه دلوقت تتحدتي اختشي على دمك.


(عبد الغني بيقرب من يزن، يحط إيده على كتفه وهو باكي)


عبد الغني:

سامحني يا ابني… أنا ظلمتك، وكنت طمعان في الفلوس وكنت طول عمري بشتغل علشانها هي وبجمع فلوس علشان هي تعيش حياتها بس نسيت اربيها للاسف بنتي من كتر البزغ والفلوس اللي انا كنت بديها لها بقت شيطانه مش بني ادمه؟! 


يزن (بصوت هادي لكن فيه وجع):

اللي حصل حصل يا عمي، والوجع ده مش هيروح بسهولة، بس الحمد لله إن ربنا بيكشف الحق حتى لو بعد حين.

 عبد الغني راح على اخوه عبد الحميد بعد ما قال لمراته تجهز الشنط وكل حاجه وكان صوته مليان تعب وانهيار

جنبه سعاد واقفة ساكتة، وشها باين عليه الندم، وليلى قاعدة على الكرسي وباين عليها الانكسار  وعيونها مورّمه من كتر البكا.


عبد الغني (بصوت هادي متقطع):

أنا خلاص قررت يا عبد الحميد…

هسيب مصر، أنا ومراتي، وهاخد ليلى معايا برّه.

ما بقتش قادر أبص في وش حد بعد اللي حصل 

والله ما كنت أعرف إني وصلت للدرجة دي من الغلط والطمع.


عبد الحميد بصّ له بنظرة فيها حزن وحكمة، وقال بصوت هادي لكن كلماته كانت تقيلة بالمعنى:

 سافرت أو فضلت هنا مش هو ده المهم… المهم إنك تتعلم إن اللي يظلم عمره ما بيدوم  مهما عاش ومهما جمع.

عيش حياتك بشوية فلوس قليلة وسط ولادك ومراتك، أحسن مية مرة من ملايين تبعدك عنهم وتضيّعك.

خد رزقك بالحلال، وخلي بالك… ما تمدش إيدك على حاجة مش من حقك، لأن التعب اللي بيجي بالحلال عمره ما بيضيع. 

إحنا بناكل علشان نعيش، مش بنعيش علشان ناكل، يعني أهم من لبسك وأكلك وشربك إنك تبص لأخلاقك… هي دي اللي بتفضل، والباقي كله بيروح.


(عبد الغني يبص لليلى، وصوته يرتجف من القهر والغضب): عندك حق يا اخويا في كل حاجه انت قلتها يلا يا ليلى…

انتي كنتِ السبب في وجع ناس كتير.

أنا ما عرفتش أربيك، وده ذنبي.

بس من هنا ورايح… هتعرفي يعني إيه وجع الندم، وهتعرفي إن اللي بيبدأ بالكذب…عمر ربنا ما هيكملوا عليه بالستر 


(ليلى تبكي وتهزّ راسها، صوتها مكسور:)


ليلى:

أنا آسفة يا بابا… أنا ضيّعت كل حاجة، حتى نفسي.


(الكل سكت لحظه وبعدين يزن اتكلم بصوت هادي وقال)


بص يا عمي وانتي يا ليلى 

الطفل اللي جبتيه من سامح الله يرحمه ملوش ذنب في أي حاجة.

أنا هتكفّل بيه…

هعيّشه في حضني وأربيه زي ما كان سامح هيربيه بالظبط 

الولد ده ابن اغلى صاحب عندي مش هسيبه يدفع ثمن اخطائك او استهتارك هيفضل في حضني طول عمره وهعوضه عن ابوه اللي راح بسببك؟! 


(ليلى تبص له بدموع، صوتها يرتجف:)


ليلى:

يعني مش هشوفه؟


يزن:

هتشوفيه وقت ما تحبي، محدش هيمنعك…

بس تربّيه؟ لأ لان اللي زيك ما يعرفش يربي

أنا هربّيه على الصح، علشان ما يبقاش نسخه من امه عايزه يبعد عنك خالص وما يشوفش اي حاجه من تصرفاتك علشان ما يبقاش زيك؟

 


(عبد الحميد يهزّ راسه بفخر، وبصوت كله تقدير:)

كده الصح يا ابني… ربنا يعوّضك بالخير، ويدي كل واحد على قد نيّته.


(عبد الغني يشدّ ليلى وسعاد ويمشي، وهو بيبص وراه على القصر بنظرة ندم، ويقول بصوت متكسر:)


عبد الغني: البيت ده كان طول عمره كويس وكل اللي فيه ناس قلبها نضيف بس 

 إحنا اللي نجّسناه بالطمع يا ريت كلهم يسامحوني ويا رب سامحني على كل حاجه حصلت. 

بعد كده عبد الحميد اني اعمل فرح ليزن وسلمى وبعد مرور اسبوعين فعلا عملوا الفرح ده وكان فخم جدا في قصر عائله القناوي. 


القصر متزيّن بالأنوار، صوت الزغاريد مالي المكان، الجدة فاطمة قاعدة على الكرسي  ودموعها بتنزل وهي بتضحك.


 فاطمة:

سبحان من يعوّض الصابرين…

كنت دايمًا أقول ربنا كبير قادر على كل شيء!


(يزن داخل لابس بدلة سودة أنيقة، وسلمى لابسة فستان بسيط وعليها النقاب وكانت باينه جداً جميله وراقيه وكانت ايه من الجمال)


عبد الحميد بيضحك وبيقول بصوت عالي: الف مبروك يا ولادي بجد النهارده انا سعيد جدآ انكم بقيتوا مع بعض ويا رب يتمملكم على خير يزن سلمى هتحطها في عينيك؟!


يزن: يزن دي في قلبي يا بابا مش في عيني وعد مني يا سلمى

 من النهارده وجعك وجعي، وفرحتك فرحتي.

نبدأ صفحة جديدة كلها فرحه وسعادة… 

سلمى بكسوف كانت ساكته خالص ومش عارفه تتكلم ودموعها كانت نازله من تحت النقاب وكان السعيده وقلبها بيرقص من الفرحه.

يزن مسك إيد سلمى بهدوء وبص في عيونها وقال بكل حب :

عارفة يا سلمى… أنا كنت ماشي في الدنيا تايه بدور على معنى، على راحة، على نور يهدّي قلبي… ولما عرفتك، لقيت كل ده فيك.


إنتِ مش بس حبّي، إنتِ الدعوة اللي كنت بدعيها وأنا مش عارف إن ربنا كان سامعني واستجبها لي

علّمتيني يعني إيه تقوى، ويعني إيه أسيب الدنيا تمشي برزقها من غير ما أظلم أو أضعف.

علّمتيني إن الإيمان مش كلام… الإيمان سُكون القلب وقت العاصفة، وإنتِ كنتِ السكون ده في حياتي.

من غيرك كنت تايه ماشي لوحدي بدور على النور  لكن دلوقتي بقيتِ النور اللي بيهديني في كل خطوة.

لو يوم الدنيا وجعتني، كفاية إني أشوفك قدامي… أعرف إن ربنا لسه بيحبني، علشان رزقني بواحدة زيك.


وبعد كده خدها في حضنه ولفي بيها وكانوا مبسوطين جدا وتمت بحمد الله.


القصة دي مش مجرد خيال…

دي رسالة لكل واحد نسي إن ربنا شايف وسامع، وإن الدنيا دوّارة.


لللي بياكل حق غيره ويفتكر إن لما ياخد ورث غيره ان ده حق مكتسب لازما تعرف انك بتاكل نار

وإن حق المظلوم عمره ما بيروح، حتى لو بعد سنين.

اللي ظلم النهاردة بكرة هيتظلم…

واللي سرق، هييجي يوم يتحاسب، يمكن مش في الدنيا، بس في الآخرة الحساب أشد.


ولكل بنت بتلعب بعواطف الشباب وبتكون سبب دمرهم

خدي بالك… مش كل جرح بيتنسي،

وفي شاب ممكن ينهار ويموت من وجع الخيانة.


ولكل أهل بيفضلوا المظاهر على الحق،

وبيغضّوا البصر عن الظلم علشان “الناس تقول”،

اعرفوا إن اللي بيرضي الناس على حساب ربنا،

هيعيش من جوّه مكسور مهما بان قوي.

القصة دي بتقولنا حاجة واحدة بس ممكن يتاخر بس اكيد ربنا هيرده لاصحابه حتى لو بعد سنين ما تفتكرش ان ربنا غافر ربنا شايف وكل حاجه ليها ميعاد.

يتبع 


🍂🧡عشاق_الروايات 🧡🍂


🍂🧡صلو_علي_حبيب_الأمه 🧡🍂


🍂🧡تعليقات بليز يا سكاكر🧡 🍂


 تفاعل وكومنتات بليز


تعليقات

التنقل السريع
    close