القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ارمله اخي الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه فاطمه الألفي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول

11111111111111

 رواية ارمله اخي الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه فاطمه الألفي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول 


 رواية ارمله اخي الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم الكاتبه فاطمه الألفي حصريه وجديده وكامله جميع الفصول


نظر له حسام بصدمه وقبل ان يغادر المنزل هتف باصرار واضح :

- مش هرجع عن قراري يا فندم حتى لو حضرتك حولتني لتحقيق ، أنا آسف لازم اكمل مشوار بابا حتى لو هتكون حياتي هى التمن فى الخلاص من سامي واللى زيه

ضرب اكمل بقبضه اعلى مكتبه بقوه وهتف بانفعال :

- انت عارف ان اقدر احولك لتحقيق واعفيك من المهمه دي ، بس كمان أنا دوري كأب احميك حتى من نفسك ، انا خايف عليك ، انت ابني يا حسام ومش هسمح لسامي يمس شعرة منك

- أنا مقدر خوف حضرتك بس اوعدك اللى حصل مع بابا زمان مش هسمح ان يتقرر معايا ، هقضي عليه قبل مايفكر يخلص مني

- يا بني أنا شوفت اللى حصل زمان بعنيه ، فخري الله يرحمه اتصل بيه قالي تعالى عايزك ضروري ونسيت احد مسدسي معايا ولاحقتك على آخر لحظه ، خرجنا بالعافيه ، لو سامي كان شافك ولا شافني كان خلص علينا وأنا كنت لازم أمنك وابعدك عن المكان باي طريقه ، وفتحت تحقيق بس سامي كان مأمن نفسه وماكنش في أي دليل ضده فتقفلت القضيه وقتها

- وأنا هكمل المشوار وهثبت لحضرتك ولدنيا كلها ان الظلم مابيدومش ولازم يجي وقت ينتهي وحق والدي هيرجع وهفضل ورا ساميلاخر نفس فى حياتي مش هستسلم ولا هتراجع ، ارجوك خليك قد ثقتك فيه وأنا اوعدك اخلي بالي من نفسي

نهض عن مقعده وهو يفرد ذراعيه ليقترب منه حسام يعانقه بقوة وهو يشدد على ظهره بقوه :

- اللى خلف مامتش ، نفس عزيمه فخري الله يرحمه .

_______

جلس فارس خلف مكتبه وقرر ان يتابع التحقيق بنفسه .

وقف ثروت امامه بتوتر والعرق يتصبب من جبينه ، رمقه فارس بنظرات حاده ثم بدء فى استجوابه والاخير يحاول أن يدافع عن نفسه وينكر كل ما قدم ضده من اتهام .

قرر فارس مواجهته باحدى ضحايا ولم يعد الصمود اكثر من ذلك ، انهارت قوته ولم يعد الانكار فى صالحه ، غلبه الشعور بالندم والخجل على كل ما فعله فى حق نفسه وحق عائلته وحق كل ضحايا أيضا ، انهى فارس التحقيق وتم التحفظ عليه اربعه ايام على ذمه التحقيق ولم يكتفي بذلك أمر بضبط واحضار الممرضه التى تعمل معه والتحقيق مع كل مرضاه لاثبات واقعه التحرش والابتزاز ..

_____

اما عن ورد بعد أن جلست قليلا مع العم صبحي أخبرها الأخير بان الطبيب خاطب وسوف يتزوج عن قريب ، شعرت بالراحة وعلمت بان تلك الفتاه التى راءتها بمنزله تربطه بها صله قويه وانها زوجة المستقبل فقررت العوده الى منزلها من اجل والدها ثم تاتى فى صباح اليوم التالي لتطمىن على قدر كما أنه أخبرها بانها مريضه ولكن وقتها لن يسمح الان برؤيتها فوعدته ان تاتى فى الصباح وسوف تظل جانبها اليوم كاملا ، فقد نمت بينهم الفه وصداقه قويه منذ أن التقت بها .. 


_______

داخل قسم الشرطه اتى العسكري مهرولا الى حيث مكتبه وصرخ مناديا بصوت عال

- الحقنا يا قاسم باشا

نهض قاسم عن مقعده ينظر له بقلق : خير فى ايه يا عسكري

كان يلهث اثر ركضه ، استرد انفاسه بصعوبه وهو يقص عليه ما راء داخل الزنزانه التى يوجد بها " رشدي المنسترلي "

- الحقنا يا باشا الزنزانه اللى فيها المتهم بتاع جريمه القتل واقع على الأرض مابيتحركش ، حاولت افوقة مافيش فايده

سار قاسم بخطوات واسعه وهو يهتف بجديه : بلغ فارس باشا يحصلني على الزنزانه قبل ما يسيب المبنى لأنه مروح

ركضا مسرعا : حاضر يا باشا

اكمل قاسم طريقه الى حيث الزنزانه المنشوده وجسى على ركبتيه يتطلع لذلك الجسد الممدد امامه دون حراك ، رفع معصم يده يتحسس نبضه .

اما عن فارس فكان يهم باستقلال سيارته ، تفاجئ بصوت قوي ياتي من خلفه ، نظر له بثبات ليخبره العسكري بما حدث ، ليعود ادراجه على الفور لداخل القسم وهو يسير بخطوات سريعه اشبه بالركض ، وقف على اعتاب تلك الزنزانه ليجد قاسم ينظر له وهو يهز راسه نافيا :

- مافيش نبض ، تقريبا مات ...

دلف فارس لداخل يتفقد وضعه باهتمام واضح ثم عاد يتطلع الى قاسم بحسم :

- مامتش ده اتقتل

ثم اردف قائلا بصوت عال ارتعد على اثرة احدى العساكر المكلفين بحراسه والوقوف امام زنزانته منعا أي شخص من التقرب اليه :

- مين اللى دخله هنا ، أنا مانع أي حد يقرب منه ومافيش حاجه تدخل ولا تخرج غير باذني

اقترب منه احدي العساكر وهو يهمس باضطراب : مافيش حد دخل يا فندم , هو اللى خرج قعد مع المحامي بتاعه ربع ساعه بس وبعد كده رجعته الحبس تاني

تبادل النظرات بينهم هو وقاسم ثم هتف بجديه ؛ بلغ الاسعاف يحوله المستشفى ومافيش مخلوق يعرف باللى حصل .

- امورك يا فندم

زفر بضيق وهو ينظر لقاسم بجديه : بلغ الطب الشرعي عايز تقرير فى أسرع ومافيش معلومه تتسرب بره

اوما بتفهم واقترب منه يهمس بصوت خافت : الموضوع كل ماده بيكبر ، وصل مراتك البلد ولم ترجع بالسلامه لينا قعدة مع بعض نحل كل الالغاز اللى بتحصل دي واي جديد هبلغك بيه فى الفون ، بس بالطريقة دي مش هيسكتو يا صاحبي خلى بالك من نفسك وقبل ماتتحرك بالعربيه اتاكد من الفرامل كويس وياريت ترتدي ساتر الرصاص ، حياتك أنت كمان فى خطر

ربت على كتفه بخفه : الموضوع يفضل سري يا قاسم وماتخفش عليا مش هتاخر عليك

ودع صديقه بذهن شارد ثم استقل سيارته عائدا الى منزله بعد أن هاتف ايمن وطلب منه الحضور الى المنزل على وجه السرعه فهو بحاجه اليه لكي تستفيق قدر ويصطحبها الى بلدته لكى تظل بأمان بين عائلته فبعد كل ما يحدث حوله الان اصبح الخطر محاوط بها ، يجب عليها الابتعاد عن دائره الخطر التى اصبحت داخلها دون ان تعلم ، فهو يخشي عليها ان تصاب بسببه ، لا يريدها بان تدفع هى ثمن عمله فهو يعلم بان أعدائه تتلهف لاصطياده ، فقد غادرت العقارب جحورها وتريد الفتك به ولكن لن يسمح لمخلوق بان يمس زوجته بسوء ويستغلها من اجل الخلاص منه ...

_________

بعدما غادر فهد فيلا اكمل سلام ، استقل سيارته متوجها بها الى الفيلا الخاصه بسامي الحديدي ، الذي يعقد بها صفقاته المشبوهه ..

عندما وصل الى هناك ، دلف لداخل الفيلا بعدما اذن له الحرس الذي يقف امام بوابتها الضخمه ، سار بخطوات واثقه الى ان دق الجرس ، وخلال لحظات كانت تفتح له الخادمه .

- الباشا موجود يا ماري

هزت رأسها بالايجاب واشارت له بالدخول : فى مكتبه يا فهد بيه ،اتفضل

سار الى حيث المكتب وقبل ان يطرق بابه أستمع لصوت شجار قوي ياتي من الداخل ، استرق السمع ثم حسم امره وطرق الباب بخفه ، لياتي صوت سامي القوي ياذن بالدخول .

وقف على اعتاب الباب تنحنح بخفه.ثم اردف قائلا :

- آسف يا باشا هنتظر حضرتك بره

اشار اليه بالدخول : تعالى يا فهد اعرفك بطارق المنسترلي ابن رشدي وكان جاي يا سيدي بيطلب مني اخرج والده من جريمه القتل اللى دبس نفسه فيها ،هو أنا اللى قولت لرشدي روح اتجوز على مراتك فى السر ولا روح اخلص منها

، مش يضيع نفسه وبعدين يجيلى الحقه والدك مش صغير وكان عارف مصلحطه فين واللى بينا شغل وبس ، وأنا هعمل باصلي وتعاملي هيكون معاك وانت هتكون بدل ابوك وأنا من رائي تنسي والدك وتسيبه يدفع تمن اخطائه وتكمل انت الشغل

هتف فهد بجديه : كنت جايبلك اخبار القبض على رشدي بس واضح ان طارق بيه سبقني ، بس نصيحه مني يا طارق بيه تسمع كلام الباشا وتنفذة الباشا عايز مصلحطك

ابتلع طارق ريقه بصعوبه ونظر الى سامي بتردد : يعني حضرتك بترفض تدخل ، اسيب والدي يعني فى الظروف دي

ضحك سامي بقوه : شغلنا مافهوش عواطف يا طروق وانا بنفسي بكمل شغلي وابني مرمي فى الحبس ، بس أنا مش هسكت هخرجه منها قريب اوي ، لكن انت بقى والدك بقى كرت محروق وياتفكر فى نفسك وتشوف مصلحطك مع مين يا نفضها بقى الشغل اللى بينا وهتكون انت الخسران عشان مافيش فلوس هترجعلك كله خلاص اتصادر وبقى فى حساب الكبير

- خلاص أنا معاك وهاخد مكان بابا

- ايوه كده تعجبني وانت مطيع وبتسمع الكلام

غادر طارق المكان وجلس فهد فى مقابله سامي : بس عندي اخبار تانيه يا باشا غير القبض على رشدي

ضحك بمكر : وصلك خبر موته مش كده

اوما براسه موكدا : فعلا يا باشا رشدي دلوقتي بين الحيا والموت

جحظت عين سامي بقوه وهتف بصدمه : ايه مامتش ، لسه فيه الروح

- معلوماتي بتاكد ان حالته خطر فى مستشفي السجن وعليه حراسه مشدده

ضرب بقوه اعلى مكتبه وهو يهتف بغضب : غبي قالي الحقنه اللى هيدهالو هتوقف القلب وهيبان موته بسكته قلبيه ومافيش أي شبه جنائيه والطب الشرعي مش هيقدر يثبت غير كده

نظر له باهتمام : مين اللى عمل كده يا باشا ؟ كنت تقولي وأنا أقوم بالمهمه دي بنفسي وماكنتش سبت غلطه واحده

زفر بضيق : المحامي الغبي هو الوحيد كان مسموح بزيارته وعشان كده اصرفت وقبل ما رشدي يفضحنا كلنا ،قولت لازم اخلص منه عشان افض بقى لابني ، عشان الغبي رشدي نفذ جريمته فى الوقت الغلط ، أنا هددته ان يخلص من اي روابط قديمه ممكن تاخد رجلك لكن الغبي فهم ان يقتل ساميه ، الغبي مالوش مكان بينا يا فهد ، وانت عايزك تجهز عشان هتسافر السويس خلاص الشحنه على وصول

همس بحماس : أنا جاهز يا باشا فى أي وقت

- يبقي هتتحرك بالليل واول لم توصل المينا فى اللى هيساعدك ويخلص كل الإجراءات

- تمام يا باشا ، هجهز نفسي أي اوامر تانيه حضرتك

- لا هتستلم الشحنه وهتوديها المخازن الجديدة ، وانا هنا هخلص موضوع رشدي بمعرفتي عشان لو فاق واتكلم هتبقى مصيبه لازم اتاكد من موته

- اللى تشوفه يا باشا ، همشي أنا بقى عشان أجهز نفسي لطريق مع السلامه يا باشا

- مع السلامة ، خليك على اتصال معايا كل جديد تبلغني بيه

غادر فهد الفيلا وعندما استقل بسيارته اجرا اتصالا هاتفيا باللواء اكمل يزف له الخبر الذي ينتظره وهذة هى الخطوة الاولى للايقاع بذلك الوغد ، ثم انهى المكالمه بسعاده وقرر العوده الى منزله ليودع رنيم ويخبرها بانه سوف يتركها عدة ايام وحدها ،وعندما يعود سوف ينهى اجراءات دفن والدتها ..

_______

داخل شقه فارس ..

كان يتحدث مع ايمن بقلق : ايمن أتصرف لازم تفوق عشان اعرف اتكلم معاها واشرح لها اللى حصل قبل ما اخدها البلد .

هتف بضجر : يابني افهمني هى مش هتصحى غير بالليل ، مافيش حل غير انك تملى البانيو مايه دافيه وتنزلها فيه بقى مدام مُصر انها تفوق دلوقتي

نظر له بصدمه : نعم بانيو ايه ، لا طبعا أتصرف انت مش دكتور شوفلك حل تاني

ضحك بخفه : ماعنديش حلول ، أنا اه دكتور مش حاوي

زفر بضيق وقرر ان يجعلها تستيقظ بطريقته ، دلف لداخل الغرفه ووضع ملابسها داخل الحقيبه لتقع عيناه على البوم صور جمع بينها وبين سند ،جلس اعلى الاريكه وبدء يتطلع لكل صوره بتمعن ليجد ضحكتها الصافيه التى تنير وجهها ويد شقيقه تحاوطها بحنان ، زفر انفاسه بضيق ثم اغلقه كما كان ووضعه ثانيا داخل الدولاب ، ثم اقترب منها برفق الى ان اصبح انفاسه تلفح بوجهها النضر يتأمل ملامحها الساكنه ، رفع انامله يتحسس وجنتيها برقه ليرا ابتسامه جانبيه لاحت على ثغرها الرقيق ، ابتسم هو الاخر وهمس بصوت خافت

- قدر انتي حاسه بيه ؟

مازالت مغمضه العينين ولكن تسمع صوت همساته البعيده وكأنها داخل حلمها ، لم يصدر عنها الا ابتسامة ثغرها .

زفر انفاسه بقوه ثم اردف قائلا : أكيد الابتسامة دي مش ليه ، لسند ..

عقدت مابين حاجبيها وجاهدت فى فتح عينيها الناعستين عدة مرات الى ان نجحت فى فتحهم باتساع لتتفاجئ بقربه ، دارت وجهة مبتعدة عنه .

زفر بضيق ثم ابتعد عنها ومازال يتطلع إليها ثم هتف بصوت جاد :

- عامله ايه دلوقتي ؟

لم تجيبه فقط هزت كتفيها بلامبالاه ،ابتسم على فعلتها تلك ووقف امامها مباشرًا وهو يردف قائلا : أنا آسف عشان تعرضي لموقف زى ده بسببي ، دي غلطتي أنا ،حقك تزعلي مني بجد لان انا اللى اصريت تروحي لدكتور نفسي وتبدئي معاه ، بس والله ماكنت اعرف ان بالحقاره دي وانا بنفسي اللى وديتك ليه ، كان لازم أسأل عنه ألف مره الأول قبل مااخدك عنده ، بس بردو يا قدر انتي غلطتي

رفعت انظارها لتلتقى بسودويته الغاضبه وهى تهمس بحزن : أنا غلطت فى ايه ؟

اما هو فنجح فى جذب انتباهه لتبادله الحديث :

سحب شهيقا قويا ثم زفرة بهدوء : غلطتي يا قدر لم فضلتي ساكته , أنا كنت معاكي وجنبك وقولتلك مش هسيبك لوحدك وانك عمرك ماهتبقي لوحدك تاني ، انتي بقي عملتي ايه لم اتعرضتي للموقف ده ، ليه ماصىختيش وناديتيلي وانتي عارفه ان قريب منك مجرد بس لم تنطقي باسمي هتلاقيني قدامك وكنت جبتلك حقك وقتها وكمان خليتك بنفسك تاخدي حقك منه ،مش تسكتي وتترعبي بالشكل ده ، خرجتي من عنده خايفه ومرعوبه حاولت اقرب منك افهم حصل ايه ، لكن انتي بعدتي وهربتي مني أنا وفضلتي الصمت ودخلتي فى نوبه هلع ، يمكن لو كنتي وثقتي فيه وحكتيلي ماكنش حصل كل ده ، أنا مش بلومك ولا بعاتبك ، لكن عايز اوضحلك ان السكوت فى المواقف اللى زي دي مش صح ، الصح انك تواجهي مش تهربي بالصمت وعايز اطمنك ان خلاص هياخد جزاءه وأنا بنفسي قبضت عليه وخلاص بيتحقق معاه ومش بس كده هستجوب كل مريضه تابعت معاه ولو ثبت ان تعدى عليهم وتطاول عليهم باي طريقه مش هتكون قضيه واحده ولا بلاغ واحد وهيتحاكم على كل اخطائه ومش عايزك تخافي وراكي رجاله وبردو هقولك انتي مش لوحدك يا قدر ، انا معاكي وجنبك لاخر نفس فى حياتي .

شعرت بصدق كلامه وانها حقا اخطئت عندما اخفت عنه مافعله الطبيب , همست بصوت مضطرب: أنا كنت حاسه ان حياتي بتنتهي ، كنت زى المشلوله مش عارفه أعمل ايه ، الموقف كان صعب جدا , ماكنتش عارفه افكر عقلي كان ملغي ، كل اللى وصلت ليه ان أبعد عن المكان وابعد عن الدنيا كلها

انسابت دموعها اعلى وجنتيها بغزاره ،رفع انامله يمحي تلك الدموع المتساقطه ثم جذبها لصدره ، دفنت وجهها باحضانه وتشبثت به بقوه .

ظل يربت على ظهرها بحنان وهو يهمس لها بجانب اذنها : ماتخفيش تاني انتي مش لوحدك فى الدنيا دي أنا شريك معاكي فى كل حاجه ، انسي اللى حصل وكانه ماحصلش انتي اقوي من كده بكتير يا قدر ، مش عايز اشوف دموعك دي تاني ، قومي بقى غسلي وشك وفوقي كده عشان هوديكي البلد تقعدي هناك لحد لم اعصابك تهدى كده ونفسيتك تتحسن وهرجع اخدك وان شاء الله مش هتاخر عليكي .

ابتعدت عنه وهى تكفكف دموعها وتنظر له بحزن : مش عايزني هنا معاك

نظر لها بحب : مين قال مش عايزك معايا ، رجوعك البلد فى الوقت ده عشانك انتي ، محتاجه تهدي شويا من كل الضغوط اللى حواليكي ، أنا مقدر حالتك النفسيه وكل حاجه جت ورا بعضها وانتي لسه صغيره على استيعاب كل اللى بيحصل ده ، وبعدين خلاص مافيش علاج نفسي انتي تقدري تكوني طبيبه نفسك وهتلاقي العلاج المناسب ليكي ، تاخدي فتره راحه كده من كل حاجه ، اقعدي مع نفسك ، رتبي افكارك ، عايزة تعملي ايه فى مستقبلك ، شايفه حياتك ازاى ، خططي لكل هدف نفسك تحققيه ، انسي الحزن وارمي كل حاجه وحشه حصلت فى حياتك أرميها ورا ضهرك ، بصي لقدام وبس ، ولم ترجعي ان شاء الله هنا هتلتزمي بجامعتك عشان خلاص قدمت ورقك كله هنا وهتلتزمي بحضورك ومافيش حاجه هتعطلك تاني عن مستقبلك ولا ايه يا دكتوره

لاحت شبه ابتسامة اعلى ثغرها ثم أومت براسها بخفه ونهضت من اعلى الفراش ثم توجهت الى المرحاض وعندما اغلقت الباب انسابت دموعها بقوه وكانها ترفض ذلك البعد ..

_______

تنفس بارتياح وعندما غادر الغرفه التقى بدلال تنظر له بحب : عملت ايه يا بني فاقت

- ايوة يا ست الكل وبتحضر نفسها عشان مافيش وقت ، هوصلها وارجع علطول عشان وقتي ضيق جدا

- بات هناك يابني وتعالى الصبح ، بلاش سواقه بالليل

ابتسم بهدوء : ماينفعش يا دودي ، ورايا قضايا كل يوم بتتعقد ، ادعيلي انتي بس ربنا معايا ويعدي الايام الجايه على خير

ربتت على كتفه بحنان : ربنا معاك يارب وينورلك طريقك وينصرك على كل من يعاديك يا فارس يابن راجيه يارب

ضحك بخفه : ادعي الدعوه كويس يا دودي أنا فارس ابن يونس الصواف

ضحكت بحنان : يابني هى الدعوه بتدعي كده بالام امال ايه

ضحك ايمن بقوه وهو يقترب منهما ويضع يده على كتف والدته : طب ماتدعي لابنك الغلبان ده يا دودي ، نفسي دعوة من دعواتك الرهيبه دي ترشق فى السما وقلب ابنك حبيبك يدق ويطب بقى ، نفسي قوي اجرب الحب وحلاوة الحب وليله وسهرة

ابتسمت والدته ورفعت كفيها للسماء : يارب يا ايمن ياابن بطني تلاقي الحب اللى يدوخك كده ويلففك حوالين نفسك عشان لم تستقر تحس بقيمته الغاليه ، مش لعب العيال اللى كنت بتعمله ايام الجامعه

نظر لفارس بصدمه : شاهد انت على الكلام ده ، دي دعوه بذمتك تريح قلبي ولا تشحتفه ده هو قلب واحد يا جدعان والله اللى املكه لم يحب ويلفلف كده مستقبلي هيضيع ،لا ارجعي عن دعوتك يا دودي ايام الجامعه كانت ايام وراحت لحالها ده كله كان لعب عيال مش كده ولا ايه يا فارس

هو راسه بالايجاب : فعلا لعب عيال وعلى يدي يا دكتور ، انت وقاسم كنتو حاله غير طبيعية ، كنتو داخل سباق مين يحب ويصاحب الاول ، ربنا يهديكم بجد وتلاقى البنت اللى تستاهلك وتستاهلها .

غادرت قدر الغرفه لتسرع دلال فى خطواتها تعانقها بقوه وتشدد على ضمتها وهى تهمس بصوت حاني : حمدلله على سلامتك يا قلبي

همست بصوت مخنوق اثر البكاء : الله يسلمك

تبادل فارس النظرات بينهم ثم تقدم بحمل حقيبه قدر وهو ينظر لساعه يده : جاهزة عشان يادوب نتحرك عشان الطريق

هزت رأسها بالايجاب .

همس ايمن بتسأل : عامله ايه دلوقتي ؟ حاسه بتعب أو أي حاجه ؟

هزت رأسها نافية رغم الذي تشعر به ليس بخير على الاطلاق

غادر الجميع المنزل ، استقل ايمن سيارته وبحانبه والدته لكي يعود بها الى حيث منزلها ، اما فارس فقد أنطلق فى طريقه الى المنيا لكي يترك قدر بأمان وسط عائلته التى اصبحت قدر جزء متجزء من تلك العائله ...

________

عاد فهد الى منزله ليجد رنيم تغفو مكانها اعلى الاريكه ، اقترب منها بهدوء مناديا اياها بهمس ، لتفتح عينيها بقوه وتنتفض من مكانها بزعر

- اهدي ده أنا ، فى ايه مالك ؟

همست بحزن ؛ كل لم اغمض اشوف ماما وهي

ازدادت فى البكاء فلم تقدر على اكمال جملتها ، جلس جانبها بهدوء وهو يربت على كتفها برفق محاولا لتخفيف عنها ، فهو يشعر بها لأنه ذاق هذا الوجع من قبل والى الان لم ينسي ذلك المشهد الاليم الذي مزق روحه الى نصفين .

نظرت له بعينين تفيض من الدمع : أكيد حاسس بيه

اؤمى بالايجاب وحاول اخفاء دمعته الخائنه ولكن فشل فى ذلك فقد انسابت اعلى وجنته ،نهض من مكانه وهو يتطلع إليها بثبات ليخفى ما يشعر به الان من ألم :

- أنا حكيتلك كل اللى مريت بيه عشان حسيتك شبهي وبتعاني من نفس اللى عنيت فيه طول عمري ، بس خلاص أنا وصلت لهدفي وانتقامي بيتحقق على ايدي وقربت افوق من الكابوس اللى بيهاجمني طول حياتي

نظرت له بعدم فهم وهمست بقلق : هتعمل ايه ؟

زفر انفاسه بهدوء وهمس بحده : هموت فهد وارجع " المقدم حسام فخري " اللى عاش على آمل الانتقام من سامي الحديدي واللى زيه ، كل المافيا دي لازم تنتهي ، الحق لازم يتاخد ، دم ابويا اللى دفع تمن حياته فى الحفاظ على اسمه وشرفه وهو كان مقدم شرطه ، وقف قصاد الظلم ودفع حياته وحياة عيلته السبب ، جي اليوم اللى هرجع حقه واسمه وسمعته اللى حيوان زى سامي شوهه وقال عن ابويا ظابط مرتشي عشان ابويا رفض رشوته ، كان عايز يدفعه تمن سكوته وان لازم يتغاضي عن شغله المشبوه ، حسام فخري هيكمل مسيرة ابوه ومش هيستسلم ، خلى بالك من نفسك ، لازم أسافر السويس وكلها يومين ونخلص من كابوس سامي للأبد واطمني حق والدتك جاي وفى حاجه تانيه لازم تعرفيها

نظرت له باهتمام ليستطرد قائلا :

- سامي بعت لرشدي اللى خلص عليه ورشدي مات فعلا بس عملنا خطه عشان نوقع سامي واللى وراه وكلها ايام والحقايق كلها هتبان

جحظت عيناها بصدمه وهمست بهلع : رشدي اتقتل هو كمان

امسكت بذراعه بقوه : بلاش تسافر يا حسام ارجوك ،ممكن سامي يخلص منك أنت كمان

تطلع لها بحنان : ماتخفيش عليا هخلص عليه قبل ما يخلص عليا

عانقته بقوه تخشى فراقه هو الاخر فلم يعد لديها أحدا سواه

شعر هو الاخر بتخبط فى مشاعره ولكن نفض تلك الفكره وهم بالرحيل لانهاء لعبته فى القضاء على كل من كان له يد بقتل عائلته .

استقل سيارته ولكن شعر بانه يترك قلبه خلفه ، لا يعلم من اين اتى بتلك المشاعر الخاصه برنيم وجد نفسه يترجل من سيارته ويدلف لداخل البنايه ثانيا ويصعد الى حيث شقته ، وقف امام بابها قليلا ثم حسم امره ودق الجرس ، يريد ان تفتح هى الباب لا يريد ان يقتحم خصوصيتها الان .

كانت تبكي بضياع بعد أن تركها ، قلبها يتمزق ألما من اجله ، لا تعلم متى نمت العلاقه بينهم وأصبحت بهذا التطور ، كل ما تعلمه الان انها تخشي ان يصيبه مكروه وانها بحاجته ولا تريد الحياه بدونه ، كفكفت دموعها بعدما استمعت لرنين جرس المنزل ، انتابها الخوف وسارت بخطوات مضطربه الى ان وقفت خلف باب الشقه ثم وضعت اذنها اعلى الباب وهى تهمس بصوت مضطرب : مين ...؟+

همس بابتسامه : أنا حسام يا رنيم

فتحت الباب على الفور عندما استمعت لصوته لتلتقي العيون بلهفه ، همس بصوته الحاني

- تتجوزيني ..؟

ارتمت داخل احضانه وتشبثت بعنقه بقوه ، ليرفعها عن الارض ويعانقها بقوه تكاد ان تخترق ضلوعه ثم دلف بها لداخل الشقه واغلق الباب خلفه بقدمه وهى مازالت متعلقه به كالفراشه الناعمه التي تعانق الازهار لتستنشق عبقها الفواح ...


" أرمله أخي " .

الفصل 17

بعد ان صارحها بمشاعره ووعدها بالزواج إذا عاد من تلك المهمه الصعبه ،لا يعلم متى دق الحب باب قلبه ، فقد قضى طوال عمره يسعى للانتقام ولم يفكر بحياته ، فقد كرث حياته للعمل فقط واغلق على قلبه بالاوصاد ، ولكن أتت الرياح لتعصف بكيانه وتقلبه رأسا على عقب ، فقد نجحت بسلب مشاعره دون ان يشعر وقد نمت بينهما مشاعر صادقه وقت اذمتها لم تجد غيره يساندها ،اخبرته عن مشاعرها التى كانت تكنها لذلك الفتى الذي قتل غدرا على يد " ريان الحديدي " فهو الشخص الوحيد الذي نظر لها بمنظور مختلف ، فقد لمس صدقها واحتياجها ليد قويه تدفعها للأمام وانتشالها من تلك البئره التى كانت تنغمس بها ، لذلك تمسكت به بقوه ، لانها فقدت بحياتها الصديق والرفيق وأيضا الحبيب ، وشعرت بالذنب القاتل بعدما رحل عنها وهى التى تسببت فى مقتله لذلك كان يقتلها الشعور بالذنب مرارا وتكرارا ، الى ان التقت بفهد وتبدلت حياتها دون أن تشعر ..

افصح كل منهما عن مشاعره للآخر ، تشبثت به بقوه ، ترفض ابعاده عنها بعد أن عثرت عليه ليجعل حياتها تضئ بالامل من جديد .

- بلاش تسافر يا حسام عشان خاطري ، أنا خايفه اوي تبعد عني ،انا ماليش غيرك يا حسام

احتضن وجنتيها بين كفيه ونظر لها بحب : اوعدك هرجعلك تاني وهنتجوز كمان ، اوعدك اللى جاي كله فرح وسعاده وبس ، هننسي كل الاحزان والاوجاع اللى مرينا بيها .

تعلقت انظارها بوجهه بحزن وهمست بصدق تقص عليه حقيقه مشاعرها : لم قابلت اسلام وعرفت ان كابتن تنس حبيت ادرب معاه عشان اسالي وقتي واتعرف على ناس جديده ، حسيت ان حد كويس غير ريان وعمرو ، ماعنديش اصحاب بنات ، عشان كل لم اقرب من بنت وتدخل شلتنا ، عمرو وريان يتراهنو مين يفوز بيها الاول ، فاخدت قرار مش هعرف بنات تاني وابعد عنهم هم كمان ، بس للأسف ريان كان بيطاردني فى أي مكان بروحه ، لحد لم قابلت كابتن اسلام ووافق ان يدربني ومع الوقت بدءت احكيلو أنا عن حياتي عشان حسيته انسان مختلف ومحترم ، قالي ان هو هيساعدني وواحده واحده حياتي هتتغير وبلاش اعرف الاشكال دي تاني ، اسلام كان نقطه تحول فى حياتي ، بس للأسف ريان كان دايما حاجز قدامنا ،ريان ماكنش عايزني أكون لحد غيره ،انسان مغرور واناني ، مابيحبش غير نفسه ، خطط لقتل الانسان الوحيد اللى فهمني من جوايا ومن غير مايحكم عليه بالمظاهر ، أنا عايزة اتغير يا فهد ، أنا بعد موت اسلام اتوجعت اوى وحزنت جدا عليه حسيت ان مات بسببي انا ، كان هو طوق النجاة بالنسبالي عشان أبعد عن البيئه اللى أنا عايشه فيها ، لحد لم قابلتك ، ماانكرش كنت خايفه منك ومرعوبه كمان وأنا جنبك فى العربيه ، لكن تفاجئت بانك بتحذرني من رشدي وان افضل على اقوالي ، استغربت موقفك جدا وفضلت افكر ليه بتعمل معايا كده رغم انك شغال معاهم ، انشغلت بالتفكير فيك ، وكنت حاسه انك عندك سر ورا اللى بتعمله ده ولم قابلتني تاني وخلتني اعرف وكيل النيابه مكان مراته فين ،ولم رشدي جي هددنا كنت بستنجد بيك انت مش عارفه ليه ، ولم شوفت ماما غرقانه فى دمها ,ماكنتش عارفه أعمل ايه ولا أتصرف ازاى ، كأني جوة حلم ومش عارفه اخرج منه ، فكرت فيك انت ، ماكنتش اعرف ان اتعلقت بيك بالسرعه دي غير لم لاقيتك جنبي وفى ضهري ، عايز دلوقتي تبعد عني بعد كل ده . 


ابتسم بخفه ورفع وجهها لينظر إليها بجديه : عايز اعتراف صريح وقوي ، اعتراف يرضي غروري ههه

تقابلت العيون بنظره طويله ثم همست برقه : حبيتك وانت فهد وكنت متاكده ان عندك مبرر عشان تشتغل مع الناس دي ، وحبيتك اكتر واكتر لم عرفتني بحسام ، وقتها حسيت ان قريبه منك عشان تأمني على سرك .

اطلقت تنهيده قويه ثم اردفت قائله : أنا بحبك اوي يا حظابط

ضحك بقوه ثم جذبها لصدره وطبع قبله رقيقه اعلى خضلاتها السوداء ، ثم ابتعد عنها برفق

- وأنا كنت واحد عهد على نفسي لا أحب ولا اعيش حياتي غير لم اخلص من سامي وكل المافيا اللى وراه ، بس مافيش سلطان على القلب ، حبيتك عشان انتى شبهي ، كنت حاد معاكي فى الاول عشان شوفتك مستهترة زى عمرو وريان ، لكن لم قربت منك عرفت جواكي ايه ، ماكنتش اعرف ان مشاعري اتحركت ليكي غير لم فكرت أسافر ، حسيت ان همشي وهسيب قلبي هنا ، ماقدرتش أتحرك ولا أبعد ، حاسس بقيود تربطني بيكي وماينفعش افكها وابعد ، رجعتلك عشان حسيتك مني وكان لازم تعترف بحبي واطلبك للجواز

- يبقي نتجوز واسافر معاك

جحظت عيناه بصدمه وهز راسه نافيا : لا طبعا ده جنان رسمي ، لم ارجع ان شاء الله تعمل كل اللى نفسنا فيه ، دلوقتي مطلوب منك تخلي بالك من نفسك وماتفتحيش الباب لاي حد ،وانا هحاول اكلمك على قد مااقدر عشان اطمن عليكي ، وفى عم صبحي البواب هيطلع يشوف طلباتك وفى كمان بنوته كده اسمها ورد ، دي تقدري تفتحيلها الباب وانتي مطمنه وهتسليكي فى غيابي ، وبالنسبه للقضيه لو اتاخرت فى مهمتي دي ، عندك فارس وكيل النيابه هيخلصلك تصريح الدفن واستلام والدتك من المشرحه وكمان سياده اللواء اكمل سلام عارف بوجودك هنا فى شقتي ، لو حصلي حاجه ومارجعتش هيقف جنبك وهيكون اب ليكي ،وجوده جنبي واحتضانه ليه فى بيته وسط عيلته ده كان اكبر دافع ليه ان أوصل للى أنا فيه دلوقتي ، هم دول عيلتي وهيكونو عيلتك انتي كمان

انسابت دموعها بغزاره وقاطعته بحزن : ليه بتتكلم كده ، سبني أكون جنبك ،بلاش تبقي لوحدك

مسح دموعها وهو يبتسم لها : صدقيني ماينفعش

- خلاص نتجوز قبل ما تسافر

هتف بصدمه : نتجوز ... !

هتفت بحزن : يبقي حضرتك بقى مش واثق فى قرارك وشايف انك اتسرعت

- لا يا رنيم أنا قد كل كلمه قولتها وعند كلمتي يا مجنونه انتي ، كل الحكايه ان خايف بجد عليكي ووجودك معايا هيلفت انتباه ومش بعيد سامي نفسه يكشفني ،انا رايح مهمه صعبه ، اصعب مهمه فى حياتي كلها ومش عارف هرجع منها ولا لاء وعشان كده خايف اسمك يرتبط باسمي ،هيكون ظلم ليكي صدقيني ، انتي عندك حياه قدامك ولسه مشوارك طويل لو أنا ربنا ماكتبليش العوده تكوني ماخسرتيش حاجه ، تحبي تاني وتكملي من بعدي عادي

ابتعدت عنه بصدمه وهمست بصوت يكسوة الحزن : انت متخيل ان من بعدك هعرف اكمل حياتي واحب ، قلبي ماحبش غيرك ، قلبي اختارك رغم وجعي وفى عز حزني والمي على امي ، قلبي طبطب عليه بوجودك فيه ، لو فاكر ان القلب يقدر يساعه كل يوم حبيب تبقى غلطان ، عشان قلبي أنا مش هيسكنه غيرك الحب اللى اتولد فى ظروفنا الصعبه وفى وقت الاذمه مش حب سهل ينتسي ، لو مارجعتش يا حسام ، روحي عمرها ماهترجعلي ومش هعرف اتنفس من غيرك عشان مابقاش ليا غيرك

زفر بضيق وهم باحتضانها ولكن تفاجئ برفضها واعطته ظهرها ، شعر هو بمدا حزنها ، لمس صدق كلماتها وحقيقه مشاعرها ،وقف عاجزا عن اتخاذ القرار ، لأول مره يجد صعوبه فى اتخاذ قرار يخصه بهذا الشكل ..

ساد الصمت بينهم لبعض اللحضات الى ان قطع الصمت بجذبها بقوه من يديها ليغادر بها البنايه ،وهى منساقه خلفه بذهول الى ان فتح لها باب سيارته لتستقل المقعد المجاور له ثم أنطلق فى طريقه الى وجهته المنشوده ...

_________

صفا سيارته امام احدى مكاتب المحاماه ،ثم ترجل من السياره ودار حولها الى حيث الباب الثاني ، يفتح لها باب السياره لتترجل هي الآخر وهى تنظر حولها فى دهشه ثم رفعت مقلتيها تواجهه وتهتف بتسأل :

- احنا جاين هنا ليه ؟

رفع احدي كتفه بلامبالاه وسار بها لداخل العقار وايديهم متشابكه , عاد بتسأل ثانيا ولكن استوقفها بوضع انامله اعلى شفتيها لكي تصمت .

لاحت ابتسامته وهو يتطلع إليها بصمت ثم ارسل إليها غمزه بعينيه اليسرى وهو يهمس بدفئ : هنتجوز ..

اتسعت عينيها بعدم استيعاب لتجد نفسها فجأة داخل مكتب ضخم ، صافح حسام شخص ما وهى تنظر لهم ببلاها .

استقبله ذلك الشاب بترحاب شديد :

- حسام باشا نورت مكتبي المتواضع

- منور بيك يا متر

جلس حسام مقابله له ونظر لرنيم وهو يشير إليها بالجلوس : اقعدي يا حبيبتي واقفه ليه ؟

جلست امامه بصمت .

لينظر حسام لذلك الشاب بجديه : حسن ينفع تجوزنا دلوقتي

نظر له بصدمه : دلوقتي ، دلوقتي .

ابتسم حسام وهو يؤمي بالايجاب : ايوة دلوقتي ، في مانع ولا ايه ؟ هو كتب الكتاب ليه وقت معين ولا ايه ؟.

- لا بس استغربت وكمان متفاجئ

- طيب ايه المطلوب ؟

تحدث بجديه : محتاج ٤ صور ليك وللعروسه وكمان ٢ شهود ولو العروسه تحت السن وكمان بكر رشيد لازم يتم العقد بحضور وكيلها .

- تمام الصور ممكن بعدين ولا ايه ، اما بقى الشهود أكيد فى عندك فى المكتب

- وبالنسبه لوكيل العروسه ؟

- رنيم مالهاش حد وتقدر تجوز نفسها ، هى عمرها 21 سنه يعنى مش قاصر

تنهد حسن بضيق : من غير وكيل يا حسام هيكون زيه زي العقد العرفي ورقه و٢ شهود وخلاص

وقفت رنيم عن مقعدها تنظر له بحزن : خلاص يا حسام لم ترجع من السفر هنجهز كل حاجه

نظر حسام لحسن : معلش يا حسن هخرجك من مكتبك ، شوفلي اتنين من اصدقائك هنا فى المكتب يشهدو على العقد

نهض من مجلسه بنفاذ صبر : حاضر يا حسام اللى تشوفه .

غادر حسن مكتبه واغلق الباب خلفه ، اما حسام اقترب من رنيم وهمس بصوت حاني : مش عايز اشوف دموعك قبل ما أسافر وأنا خلاص مش هرجع عن قراري وهنتجوز عشان عايز أسافر واسمك مربوط باسمي عشان ماتحسيش انك لوحدك وأنا هكون دايما معاكي حتى لو بعيد عنك ، زى تماما هتكوني قريبه مني رغم بعد المسافات وهحافظ على حياتي عشان مابقتش لوحدي فى حياه تانيه تخصني ويهمني وجودنا مع بعض

ضمته بقوه وعلى صوت شهقاتها ليمسد ظهرها بحنان ويهمس لها بمشاكسه : مابلاش دموعك دلوقتي يا امال

ابتسمت برقه وسط دموعها ، ابتعد عنها ليهاتف الشخص الذي كان دائما يقف فى ظهره كسد منيع يحميه من كل عثرات الحياه ، الاب الروحي له ، السند والدعم والقوه والامان ، كل ذلك يتلخص فى كونه الاقرب لقلبه وكل عائلته الا هو" اللواء اكمل سلام "

__________

مازال يقود سيارته فى طريقه لبلدته ، وبين حين واخر ينظر لها يتفقدها ، فمازالت تغفو بمقعدها منذ أن استقلت بالسياره لتغلق اهدابها وتذهب فى نومها ، لا يصدر عنها سوا أصوات انفاسها المنتظمه ، لا يعلم بانها تصنعت النوم لكي تهرب من نظراته ، تخشي ان تنفضح مشاعرها بانها ترفض ذلك البعد ، لذلك حاولت التصنع بالنوم ولكن الان تشعر بملل الطريق والصمت الذي خيم عليهم ، لتخرج صوت تنهيده حارقة ثم فتحت عينيها لتتطلع للطريق .

نظر لها بقلق : انتي كويسه ؟

هزت رأسها بالنفي ،انتابه القلق ، اوقف السياره جانبا ، ثم نظر لها بتسأل :

- تعبانه ، حاسه بحاجه ؟

وجد نفسها تطلع لسودويته بضعف وابت الكلمات ان تخرج من بين شفتيها

- قدر قوليلى فيكي ايه ،احنا لسه على الطريق قدامنا ساعتين ونوصل ، قوليلى حاسه بايه عشان اقدر أتصرف ؟

- مستعجل عشان تخلص مني بسرعه وترجع لشغلك ، اسفه ان بعطلك .

جحظت عيناه بصدمه وهتف : بتعطليني .. انتي بتقولي ايه ،وايه اخلص منك دي ، يا بنتي يا حبيبتي أنا شايف وجودك هنا فى البلد أمان ليكي وهتستردي اللى ضاع منك ،قدر رجعت لمكانها وحياتها وسط اهلها وده هيفرق فى نفسيتك كتير

- وانت

لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغرة وهمس بمشاكسه : أنا هرجع لشغلي عندي قضايا مهمه ولم اخلصهم هاخد اجازه واقضيها وسط اهلي ونرجع لبيتنا ولحياتنا وننسى اللى فات ونعيش حياتنا بقى

لم تكترث لما قاله فقط شعرت بانه تخلص منها من اجل الاتنباه لعمله. , إذا فكانت عبئا عليه والان يريد التحرير من ذلك العبئ ، فالتزمت الصمت .

ظل يتطلع إليها لعده ثواني يريد ان تبادله الحديث وتشاركه الحوار ولكن خذلته بصمتها ، عاد يقود سيارته دون ان يتفوه بشئ اخر ...

_______

بعد ان تم عقد القرآن ووضع حسام يده بيد الاب الروحي له ، صديق والده وكان مثابه الاب له بعد رحيله والان يضع يده بيده ليصبح وكيل زوجته .

أنتهى عقد القرآن وقبل ان يودعه اكمل ، جلس معه وحده يريد توضيحا لما فعله :

- انت ناوي تجنني يا بني ؟ ايه اللى انت بتعمله ده ؟ بدبس نفسك بجوازه وانت مسافر مهمه صعبه ،مهمه بتكلفك حياتك كلها ، ده وقته يا سياده المقدم

ابتسم له بود وهمس بصوت خافت بالقرب من اذنه : ابنك اللى مخلفتوش حب وبيتجوز فيها حاجه حضرتك ؟ ولا انا مش من حقي أحب واتجوز واكمل فى حياتي بعد لم ارجع حقي وحق اهلي واللى غلط يتعاقب

- حبيتها ولا بتضحك على نفسك وعليها قبل منك

نظر له بصدمه : بتضحك على نفسي وعليها ليه ؟

- عشان صعبت عليك ، مالهاش حد وظروفها زي ظروفك , انت نسيت دورك كظابط ولا ايه ، ولا دي لعبه جديده بقى فى شغلك

هز راسه نافيا : لا حضرتك عارف ومتاكد كويس اوي أنا مش بتاع عواطف ومشاعر فى شغلي ، بس رنيم بره اللعبه ولعبتي مش معاها وخلاص أنا بنهي لعبتي وهسلم سامي وكل اللى معاه بنفسي ، أنا بجد كنت متخيل ان قلبي جامد ومايعرفش يحب بعد الحزن والسواد اللى كان ماليه ، بس ظهور رنيم فى حياتي غير جوايا كتير وقبل كل ده قلبي دق وعرفت طعم الحب

- بجد يا حسام يعنى جوازك منها حب مش تضحيه ولا شفقه ولا أي حاجه تانيه

ابتسم له واومي بالايجاب : بحبها يا عمي والله وخايف عليها من بعدي ، لو حصلي حاجه خليك جنبها وكمان جودي تقرب منها وطنط احلام ، هى مالهاش اهل غيركم ، لو ربنا مااردش ارجعلها

قبض على كتفه بقوه وتحدث برجاء : هتخلي بالك من نفسك يا حسام وهترجع بأمر الله هترجع وهتخلص مهمتك على اكمل وجه ، وهنعملك أحلى فرح ، وانت ورنيم مش لوحدكم ، زى ماانت ابني هي كمان هتكون بنتي وهاخدها معايا الفيلا من دلوقتي هتنتظرك فى بيتك

عانقه حسام بقوه ثم ودعه بعد أن رفضت رنيم الذهاب معه واصرت على انتظار زوجها بشقته كما انها شهدت على حبهم وارادت ان تبدء حياتها فى تلك الشقه ، واوصلها حسام امام البنايه وقبل ان تترجل من السياره عانقها عناق حار يبث كل منهما احتياجه واشتياقه للآخر ، ثم ابتعدت عنه والدموع تنساب اعلى وجنتها ، ترفض بعده ولكن ليس بيده فعل شئ اخر سوا الوداع لاكمال ما بدءة ....

_________

مرت الساعات بصمت قاتل على كلاهما ، الى ان صفا سيارته امام منزل عائلته بالمنيا ، اطلق تنهيده حارقه ثم نظر إليها ليتفاجئ بمغادرتها لسياره ، هو راسه باسي وترجل هو الاخر وهم بحمل حقيبتها والدلوف سويا لداخل المنزل ...1

سبقته بخطواتها الغاضبه وهو خلفها يشعر بالضيق بسبب تجاهلها العمد .

همت بدق جرس المنزل ليضع يده هو الاخر اعلى كفها الرقيق ، حاولت ازاحه كفها ولكن كان مقبض عليه بقوه لن يسمح ليدها بالافلات ، ولكن قطع تلك اللحظه فتح باب المنزل ليخرج صوت شقيقه القوي يهتف بترحاب :

- يا اهلا بالغالي

اقترب منه فارس يشدد على كتف رحيم : ازيك يا رحيم ، وينو الحاج والحاجه

افسح لهم الطريق لدخول : جاعدين فى المنضرة نطرينك يا خوي

علمت قدر بانهم على علم مسبق بقدومهم ، سارت خلف فارس الى الغرفه المنشوده .

تقدم فارس بخطواته الواسعه يعانق والدته ويقبل رأسها وكف يدها ، ثم اقترب من والده يطبع قبله حانيه اعلى راسه : اتوحشتكم جوي جوي

دلفت بخطوات مضطربه لتقف امام راجيه لتقابلها الاخيره بعناقها القوي ،وعندما ابتعدت عنها تقدمت الى حيث يجلس يونس تقبل راسه ثم كفه ليقبلها الأخير ويطبع قبله حانيه اعلى جبينها ويربت على ظهرها بحنان : الله يرضى عنيكي يا بتي ، كيفها صحتك دلوك

ابتسمت له بود : بخير الحمد لله يا بابا الحج

اقبلت عليهم قسمت بذلك الوقت تقترب من قدر تعانقها وتبادلها الاخيره العناق بشوق ،ثم اقتربت من شقيقها تعانقه هو الاخر وتجلس بجواره .

همس باذنها بصوت خافت : زي مااتفقنا يا قلب اخوكى ، خلي بالك من قدر

ابتسمت بسعاده وهو تهز رأسها بالايجاب : ماتحملش هم

هتفت راجيه وهى تنظر لابنتها : جومي مع مرت خوكي ترتاح فى اوضتها

نهضت عن مقعدها تسير بجوار قسمت الى حيث غرفه فارس ، نظرت له بدهشه :

- بس دي مش اوضتي يا قسمت

لاحت ابتسامتها وهى تحاوط كتفها وتجذبها لداخل الغرفه : من هنا ورايح دي اوضتك يا قدر واوضه فارس ،مش بجي راجلك يا جمر

تنهدت بضيق وهى تخطى بقدميها لأول مره داخل تلك الغرفه ، تركتها قسمت بعد قليل

- غيري خلجاتك وأنا هشوف سوق خلصت الوكل ولا لساها

بعد ان غادرت قسمت الغرفه ظلت قدر تتطلع لغرفته بفضول ، جذبتها خضرويتها لذلك البرواز الموضوع اعلى الكومود بجانب الفراش ، سارت بخطواتها الثابته ثم التقطت البرواز تنظر له بدهشه ، شعرت بنبضات قلبها تتقازف داخل صدرها ، ابتلعت ريقها بتوتر ثم وضعته كما كان .

وعندما دارت وجهها تفاجئت به يقف خلفها ، خرجت شهقه عاليه من بين شفتيها ، كان قريب منها بشده وعندما دارت وجهها كادت ان تصطدم بصدره فخرجت شهقتها العاليه .

حاوطها من ذراعيها والابتسامه تعلو ثغره ثم همس بمكر وهو ينظر للبرواز الذي يحمل صورته : أنا خبطت على الباب قبل ما ادخل ،بس يظهر انك كنتي سرحانه فى حاجه كده ولا كده

ابتعدت عنه بتوتر ثم جلست اعلى الفراش وهى تنظر ارضا : ماكنتش سرحانه ولا حاجه ، أنا ماسمعتش بس

أومي براسه بالايجاب ومازالت الابتسامة تعلو ثغره ، تقدم منها بخطوات بطيئ جعلت دقات قلبها فى تزايد ، خشت ان تفضحها تلك الدقات ويشعر باضطرابها .

جلس بالقرب منها وهمس بجديه : ممكن نتكلم شويا قبل ما ارجع القاهره

- اتفضل قول اللى عايز تقوله

صدمته بردها الجاف ،تنهد بهدوء ثم نهض من جانبها وهو يعطيها ظهره وهمس بصوت دافئ :.

- كنت عايز اطلب منك تخلي بالك من نفسك ، مش عارف هنتقابل تاني ولا لأ ، بس لازم تعرفي ان هنا أمان ليكي

شعرت بوخذه داخل صدرها اثر كلماته ،نهضت من مكانها تقف امامه وعيناها تطلع له بقلق :

- ليه بتقول الكلام ده ؟

تنهد بحزن ثم اردف قائلا : أنا ماجبتكيش هنا عشان أهرب من مسئوليتك زى ماانتي فاكره ولا كنتي حمل عليه خالص من يوم ما دخلتي حياتي ، بس فى الوقت ده بالذات لازم تكوني فى امان عشان مايتكررش اللى حصلك قبل كده ، القضيه اللى شغال فيها كبيره اوى وكل يوم بتتعقد اكتر وبيظهر ليها خيوط كتير ،مش هتحمل حد يقرب منك ولا يأذيكي باي طريقه عشان كده انتي هنا دلوقتي وكمان اعصابك هتهدى هنا ونفسيتك هتتحسن ولو ليا فى عمري باقي وخلصت من القضيه دي بدون خساير هتلاقيني قدامك وبطلب منك ترجعي معايا ،بس وقتها فى تغيرات لازم تحصل ، هتعرفي كل حاجه فى وقتها .

تقدم بخطوه ليقتصر المسافه بينهم ، رفع كفيه يحتضن وجنتها ثم طبع قبله رقيقه اعلى جبينها وهمس بدفئ :هتوحشيني ..

انسابت دموعها بصمت ثم وجدت نفسها تعانقه دون تردد ليبادلها العناق بقوه ، ازدادت شهقاتها بين احضانه ، ابتعد عنها برفق ثم رفع انامله يمحي لها دموعها المتساقطه : ليه بتعيطي ؟

دفنت وجهها باحضانه وهمست بصوت مبحوح : لو كنت قولتلي الحقيقه ماكنتش سبتك لوحدك وجيت أنا هنا

ابتعدت عنه بغضب ورمقته بنظره عتاب : من حقي كنت اختار أنا عايزة ايه ، لكن حضرتك فكرت وقررت وكمان نفذت وأنا كنت زى ال

انسابت دموعها بقوه واستطردت قائله : وأنا ولا حاجه ،ماليش حق اقرر أنا عايزة افضل ولا امشي ، على العموم كتر خيرك يا حضرة وكيل النيابه على خوف حضرتك ،انا كبيره كفايه اقدر احمي نفسي كويس وشكرا لحضرتك

انهت كلماتها بقلب مكلوم ثم ارتمت بالفراش تخفي وجهها اسفل الوساده ، تحت نظراته الصادمه .

عاد يزفر بضيق ثم جلس جانبها مد يده يحاول لمس كتفها لكى تستمع إليه بعقلانيه ولكن تراجع عن لمسها ثم هتف بصوت جاد : قدر انتي مش فاهمه حاجه الموضوع مش بسيط ولا بسهوله زى ماانتي فاكره ، دي مش مجرد قضيه دي جريمه بشعه جرت وراها كمان جريمتين أبشع ، ماكنش ينفع اتكلم معاكي فى أسرار شغل ولا ينفع اعرض حياتك للخطر ،لازم تفهم كده كويس وماعنديش خيار تاني غير ان احميكي وابعدك باي شكل واي تمن ، قدر ارجوكي قدري موقفي وادعيلي عشان ارجعلك تاني وساعتها نبقي نصفي كل الخلافات دي ، بجد مش وقت زعلك خالص ، أنا مش عارف إذا كنت هشوفك تاني ولا دى اخر مره

رفعت الوساده واعتدلت فى جلستها تنظر له بعينين دامعه وهى تهمس بحزن :

- انت كمان عايز تسبني ، ليه كل لم حد يقرب مني يبعد عني بالشكل ده ، انت وعدتني انك هتفضل سند ليا ومش هكون لوحدي بعد كده ،ليه بتخلف وعدك دلوقتي

ابتسم بالم : مش بمزاجي صدقيني ، لو باختياري كنت فضلت جنبك العمر كله ، لكن فى حاجات بتكون فوق طاقتنا كبشر ، فى حاجه اسمها تدابير المولى عز وجل ، يعنى لو ربنا اراد ارجعلك هرجع ولو اراد يسترد ودعتها هل من حقي او حق أي مخلوق على وجه الأرض ان يعترض على اراده ربنا ، انا فى أي قضيه بتقابلني ويخرج أحقق فيها بكون معرض ان حياتي تنتهي فى أي وقت " قل لن يصيبنا الا ما كتبه الله "

ممكن ماتزعليش ودعوه حلوة من قلبك قبل ما امشي ، بجد يا قدر ورايا هم كبير جدا محتاج اتخلص منه قبل ما نبدء حياتنا مع بعض ، إذا كان لسه فاضل فى عمري سنين وشهور ، ايام ، ساعات ، هتمني اقضيها معاكي انتي .

رفعت اناملها الرقيقه تتحسس وجنته وهي تهمس بصوتها الهادئ : ممكن ماتتكلمش عن الموت ،وانا عايزة ارجع معاك ، هكون معاكي فى كل لحظات حياتك ، بلاش تعيش الخوف والقلق لوحدك ، نعيشه سوا

ابتسم على براءتها ثم جذبها لصدره واطبق ذراعيه بقوه يريد ان يخفيها عن عيون الجميع واغمض عيناه ليستمتع بجمال تلك اللحظه ، غمرته مشاعره وبدء بتذوق شفتيها العذبه فى قبله عاصفه تهز كلاهما من الداخل ، يبث لها مدا حبه وصدق مشاعره ، لغة المحبين اصدق من الكلام ..

_______

وقف طارق فى مقابله سامي ، يتحدث معه بسخريه وهو يضع هاتفه امام اعين الاخر ،ثم هتف بحده :

- مش ده فهد اللى هو زى ابنك ودراعك اليمين وبتثق فيه وهو يفديك بروحه ،هو ولا مش هو يا باشا

دقق سامي النظر فى تلك الصوره الذي ألتقطها طارق بكاميرا موبايله ثم هتف بغضب :

- ايوه فهد ،بس انت مالك بيه ، بتراقب رجالتي ولا ايه ؟

ضحك بسخريه : لا يا باشا حضرتك مش واخد بالك اللى جنب فهد فى الصوره تبقي مين

- هتكون مين يعني ، بنت زي أي بنت متعرف عليها ، هو أنا هحكم على حياته الخاصه

- كنت متاكد انك ماتعرفش البنت دي ، بس أنا بقي اعرفها كويس اوي ، دي رنيم بنت ساميه اللى كانت مرات بابا ومش بس كده ، دي شاهدة اثبات فى قضيه ابن حضرتك ولا حضرتك مش واخد بالك ؟.

- مايهمنيش اعرف شكلها من الأساس ، وفهد من رجالتي ووجوده معاها أكيد بيحاول يوقعها ويخليها تغير اقوالها لصالح ريان ، أنا كلفته بالمهمه .

- لا كده بقي حضرتك نايم على ودانك وماتعرفش مشغل مين معاك

صرخ بغضب : انت اتجننت ؟ازاي تتكلم معايا بالطريقه دي ؟.

- على العموم يا باشا أنا مابتكلمش بدون دليل ، حضرتك ممكن تقلب فى الصور وهتلاقي صوره هتعجبك اوي

زفر بضيق وبدء فى فتح الصوره التى تليها لتجحظ عيناه بصدمه .

ليستطرد طارق قائلا : عقد جوازه من الهانم ومش بس كده اقرا اسم العريس كويس اوي ولا مهنته يا باشا

" حسام فخري عبدالهادي " مهنته مقدم شرطه يا باشا ..

القى الهاتف بقوه ليرتطم بالحائط ويتحطم الى أجزاء وعيناه الغاضبه تشتعل بلهيب كالجمر المشتعل وهمس بغضب : ابن فخري عبدالهادي يغفلني أنا ويضحك عليا ، أنا هعرفه بيلعب مع مين ، دخل لجحر العقرب بنفسه يتحمل قرصته ، نهايته ستكون على ايدي أنا وهبعته لعيلته كلها اللى خلصت عليهم واحد واحد بنفسي .......


" ارمله أخي " 18  


الفصل 18

ابتعدت عنه بخجل واخفت وجهه عنه ، بعدما انسابت دمعتها وشعر هو بها ، زفر بضيق عندما علم بما يدور داخلها الان .

وقف خلفها ثم حاوطها بذراعيه لكي تنظر له وتصبح بين احضانه ثم همس بكلماته العذبه التى تذيب الجليد :

- قدر أنا مش هعتذر عن قربي منك ،لانك مراتي أنا ومرتبطه باسمي وبكياني ، ومشاعري هى اللى حركتني وافتكر ده حقي ، مافيش داعي تبعدي عني بالشكل ده ولا تخجلي عشان قربنا من بعض .

لامت نفسها عندما بادلته تلك القبله التى عصفت بكيانها وجعلتها تشعر بمشاعر مختلفه لأول مره تنساق بعواطفها ، هبطت دموعها ورفعت مقلتيها لتصبح فى مواجهته وهى تهمس باضطراب : اللى حصل ده غلط وماسمهاش مشاعر اسمها حياته

جحظت عيناه بصدمه وهو يردد : خيانه. ...! خيانه لمين بالظبط ؟

- خيانه لسند ، اخوك ولا نسيته كمان ؟

اغمض عيناه بقوه وهو يهز راسه باسي يرفض كلماتها القاسيه التى طعنته بخنجر مسموم اصاب قلبه ومزق روحه ..

ترك الغرفه بخطوات واسعه ثم ودع عائلته ليستقل سيارته عائدا الى القاهرة ومازل عقله شارده بتلك الصغيره التى لم تدرك حتى الان بانها اصبحت زوجته وعلاقتها بسند انتهت منذ أن فارقت روحه الحياه ، فهو لم يعد سوا ماضي عاشته ومضى وعليها ان تتخطاه لتكمل حياتها القادمه معه ...

" لازم اتحملك يا قدر واصبر عليكي لحد لم تتجاوزي الماضي وتعيشي معايا الواقع ،هفضل فى ضهرك وسندك العمر كله مهما حصل هكون داعم ليكي فى أي قرار تاخديه واي صعوبات بتوجهيه هنواجها سوا ،عشان مابقتيش لوحدك وده وعدي ليكي يا قدري ، وقدر هتفضل مرتبطه بفارس العمر كله "

همس داخله بتلك الكلمات ثم قاد سيارته بسرعه فائقه وكانه يسابق الزمن لكي يصل الى وجهته قبل بزوغ الفجر ،من اجل اخذ قسطا من الراحه قبل صباح الغد ومتابعه سير التحقيقات لإنهاء القضايا المعقده ورد الحقوق الى اصحابها كي ينعم بحياته بعد ان يطوي تلك الصفحات من حياته ...

_______

اما عن حسام فبعد ان وصل لوجهته ، مكث داخل فندق بالقرب من ميناء السويس ،ثم اجرا عده اتصالات ، هاتف رنيم اولا ليطمئنها على وصوله ثم انهى مكالمته وعاد يهاتف اكمل يخبره بما ينوي عليه فعله فى صباح الغد عندما يتوجه الى الميناء وبعد ذلك أغلق هاتفه الخاص واخرج الهاتف الاخر الذي يستخدمه كفهد وحاول الاتصال بسامي الحديدي ولكن تفاجئ بغلق هاتف الاخر ،زفر بضيق ثم القى بهاتفه جانبا ونهض ليبدل ثيابه قبل ان يخلد لنوم ...

_____

انقضت ساعات الليل ببطئ رغم قيادته السريعه ولكن ظل باله شاردا بما حدث معه ،وعندما وصل الى القاهره صفا سيارته امام البنايه وترجلا بارهاق ليجد صديقه ينتظره . 


تقدم بخطوات سريعه : قاسم ... انت هنا من امته ؟ في حاجه حصلت ولا ايه ؟

- لا ياسيدي مافيش جديد ، كل الحكايه لسه مروح البيت كده من نصايه لاقيت دودي بتقولي روح اقعد مع فارس وخليك جنبه ، بس كده جيت

لاحت ابتسامه خفيفه اعلى ثغره ثم ربت على كتف صديقه ودلفوا سويا لداخل البنايه ثم استقلو المصعد حيث الطابق السابع ليظل بجانب صديقه هذة الايام ، فهو يعلم بانه بحاجته الان ..

عندما دلفوا لداخل الشقه توجها فارس الى غرفه الصالون والقى بجسده اعلى الاريكه بتعب ثم مدد ارجله وثني ذراعيه خلف راسه يتنهد بضيق ، شعر به قاسم وجلس بالمقعد المقابل له وهمس بتسأل :

- مالك يا وكيل ؟ مخنوق من ايه يا صاحبي ؟

زفر بقوه ومازال يتطلع لسقف الغرفه : قول مش مخنوق من ايه يا قاسم ، كل حاجه حواليا بتخنق .

- يا ستار يا رب ، احكيلي يابني حصل حاجه ماعرفهاش ؟

اعتدل فى نومته وجلس يتطلع لصديقه وهمس بحزن : تصدق ان مافيش حاجه حصلت بينا تستدعي اتهامها ليه ، دي مجرد

لم يستطيع اكمال جملته ،هتف بضيق : ايه اللى أنا بقوله ده ، لا ماينفعش ماتشغلش بالك يا قاسم ، مافيش حاجه

رفع انظاره بدهشه وهتف بجديه : هو ايه اصله ده ، فى ايه يابني فهمني ، ازاى مااشغلش بالي ، انت كده باقلقني عليك

تأفف بضجر : ماهو ماينفعش احكي حاجه خاصه يا قاسم ، انت فاهمني ؟

هز راسه بتفهم : فاهم بس مش مطلوب منك تفسير ولا توضيح للي عملته ، بس قولي الموضوع كمجمل ، اتهام بايه

- بالخيانه ...

جحظت عيناه بصدمه وردد باستنكار : خيانه مين معلش مش فاهم ؟

اردف قائلا : لم قربت منها قالتلي دي اسمها خيانه لاخوك ولا نسيته ، حسيت وقتها بوجع الكلمه اوى يا قاسم ،كنت حابب اوصلها مشاعري بس لسه سند حاجز بينا ، قدر مش شايفه قدامها غير سند وبس , أنا لأول مره يا قاسم احس بالوجع ده ، أنا مانستش سند ولا لحظه فى حياتي ودايما فاكره ومعايا علطول ، وكنت عارف لم مشاعري اتحركت ناحية قدر ان دي حاجه مش سهله ولا هينه عليه

- عارف يا فارس لم بدءت احس بانجذابك لقدر ، فهمت وقتها ان الجاي صعب عليك جدا ، أكيد هيفضل سند موجود بينكم والعلاقه بينكم هتفضل متوتره ، عشانك يا صاحبي عارف انك صعيدي غيور ودمك حامي ، وصعب اوي ترتبط بانسانه كانت لغيرك قبلك ، حتى لو كان الحد ده اخوك الله يرحمه

- أنا نفسي ماكنتش متخيل ان فى مشاعر ممكن تتولد بينا

ابتسم بخفه ثم اردف قائلا : عارف كمان كنت واثق إن علاقتك بجودي ماهتكملش عشان شايفها غيرك جدا ،يعني جودي متحرر شويا وعايزة تبقى هى الطرف الأقوى فى العلاقه مش الضعيف ، يعني ندها بندك ، ماكنتش هتسمح لك باي قرار ، بصراحه متسلطه ومغروره ، وعشان كده كنت متاكد ان علاقتكم لا يمكن تستمر ، مافيش توافق ولا تكملو بعض دي ، أي اتنين بيحبو بعض بحس ان بينهم كمياء وكل طرف بيكمل التاني

أومي بالايجاب: ده صحيح لازم يكون فى اختلاف ونكمل بعض ، بس انت عارف ان علاقة قدر بسند الله يرحمه كانت علاقه اب ببنته ، عارف يعني ايه

نظر له بدهشه ليأكد له فارس الذي فهمه :

- ايوة يا قاسم اللى وصلك ، سند ماكنش شايف قدر زوجه ، والمشكله بقى ان قدر ماتعرفش لحد دلوقتي ليه سند اتجوزها وليه كان بيعاملها كبنته ، قدر لو عرفت بالحقيقة اللى سند خباها عنها ممكن تنهار وتدخل فى صدمه كمان

_ ليه ماتحاولش اتواصل مع حد متخصص زي ماايمن عرض عليك ، قالك لو اختارت تكمل حياتك مع قدر تروح لدكتور علاقات زوجيه واسريه عشان تتخطوة وجود سند بينكم , ليه انت ماتاخدش الخطوة دي بنفسك دلوقتي وبعدين لم قدر اعصابها تهدى تقدر تاخدها معاك

- لم اخلص الحمل اللى فوق كتافي وكل مجرم ياخد عقابه. , بالي مشغول جدا الفتره الجايه وانت عارف احنا بنصارع مين

- فعلا احنا فى صراع قوي بين الحق والظلم ،بس بعون الله الحق دايما بينتصر واملنا فى ربنا كبير , قوم ريحلك ساعتين قبل ما ننزل الشغل

- لا قوم نصلي الفجر جماعه الاول وبعدين نحاول ننام عشان عندنا بكره يوم طويل

نهض من مجلسه ومد يده لينهض صديقه هو الاخر لكي يصلو فريضتهم قبل ان يخلدان للنوم ..

________

صدع رنين هاتفه بارجاء غرفته ، جعله ينهض من فراشه ،تحسس بيده اعلى الكومود الى ان التقط الهاتف ، نظر له بعين ناعسه ليتفاجئ بان الساعه السادسة صباحا ، عاد رنين الهاتف يصدغ بإلحاح ، دقق النظر فى ذلك الرقم الغير مسجل بهاتفه ثم اجاب بهدوء ليستمع الى صوت فتاه تتحدث بقلق ، أستمع إليها بانصات الى ان اغلقت الهاتف ، لينهض من فراشه بهلع ، دلف لداخل المرحاض أولا ثم ابدل ثيابه على وجه السرعه وقبل ان يغادر غرفته وهو يلقي بنظره اخيرة على زوجته التى مازالت نائمه ولم تشعر بما يحدث ، أغلق الباب بهدوء ومن ثم هبط الدرج ليسرع فى خطواته ويغادر فيلته ليقود سيارته بسرعته العالية لكى يصل الى عمله باسرع وقت واثناء قيادته وضع سماعه البلتوث وبدء فى اجراء اتصالا يليه الاخر الى ان وصل الى حيث قسم الشرطه ،ليترجل من سيارته بخطوات واسعه ولم يكترث لمن حوله , الى ان دلف الى مكتبه وامر احدى العساكر بصرامه :

- اول لم المقدم قاسم الفقي ووكيل النيابه فارس الصواف يوصلو عايزهم فى مكتبي وماحدش يدخل علينا مفهوم يا عسكري

ادى تحيته العسكريه ': تمام يا فندم

أغلق الباب خلفه بقوه وظل يجوب بالغرفه ذهابا وايابا والقلق ينهش قلبه الى ان أستمع لطرقات اعلى باب مكتبه ، تعلقت عيناه بذلك الباب المغلق لينفتح خلال ثواني ويدلف لداخل قاسم يتبعه فارس يقدمون التحيه العسكرية معا :

- تمام يا فندم

نظر لهم بعينين قلقه وهتف بصوت مضطرب : حسام فخري اتكشف فى مهمته وسامي الحديدي عايز يصفيه

تبادلون النظرات بينهما بصدمه ثم هتفوا بدهشه : وفخري ايه علاقته بسامي

جلس خلف مكتبه واشار اليهم بالجلوس لينصاغو الى اوامره ، ثم بدء يقص عليهما ما فعله حسام من اجل التقرب لسامي وان يصبح رجلا من رجاله لكى ينتقم منه بالنهاية ويتم القبض عليه والخلاص منه ، كل ذلك تحت نظراتهم الصادمه ..

______

ثار غضب فارس بعدما قص عليهم اللواء اكمل بما فعله حسام بتخفيه بدور فهد وتنفيذ ما امرة سامي بخطف زوجته الى هذا الحد لم يستطيع تمالك نفسه لينهض عن مقعده ويهتف بانفعال : يعني حضرتك كنت موافق على جنون حسام ؟ ازاي يعمل كده هي وصلت ان يخطف مراتي وحضرتك كنت على علم بكل اللى بيحصل ؟ ماحولتش تمنعه ، تعرفني طيب اللى بيحصل من اقرب الناس ،حسام يعمل معايا أنا كده ، انا مش قادر اصدق ولا استوعب اللى حسام عمله ..

وقف قاسم امام صديقه وجذبه من كتفه يحاول أن يهدئه من نوبه غضبه : اهدى بس يا فارس واقعد خلينا نتكلم بهدوء عشان نشوف هنعمل ايه

- هنعمل ايه فى ايه ؟ هو انت مش سامع سياده اللواء قال ايه ؟

هتف اكمل بحده : اقعدو خليني ابلغكم أنتم هنا ليه ومش عايز انفعال تاني يا سياده الوكيل ،بعدين نتحاسب حسام عمل ايه ؟ المهم حياة حسام دلوقتي فى خطر ولازم نتصرف

جلس فارس رغما عنه ونظر له بجديه : مطلوب مني ايه سعادتك وأنا انفذة .

هتف اكمل وهو ينظر لكليهما : قاسم دلوقتي لازم يتحرك على السويس ويكون فى المينا فى اقل من ساعتين وأنا تواصلت مع شرطه المينا وهتكون فى انتظاره ،مافيش خبر عن حسام لدلوقتي وموبايله الخاص بشغله مقفول وكمان التاني ،وعشان كده لازم نلحقه ، قاسم هيحمي ضهرة هناك وهيكمل معاه مهمته وهتبلغه ان سامي كشفه ولازم ياخد حذره من اللى جاي ، ولو لقدر الله ماقبلتوش هتكمل انت المهمه بنفسك واللى هناك هيسعدوك فى تفتيش أي عباره داخله الميناء وتفتيش دقيق مش عايز أي غلطه ، لازم نخلص من سامي واللى ورا باسرع وقت ،ماعنديش استعداد لخساره ابن من ولادي ، خلى بالك من نفسك يا قاسم واول لم توصل تكلمني تطمني على حسام وربنا معاكم , مافيش وقت لازم تلحقه وهناك هتكون فى قوه من شرطه السويس بانتظارك .

نهض قاسم من مجلسه ثم ادى التحيه العسكري وودعهم لاكمال مهمته ،اما عن اكمل فاستطرد قائلا وهو ينظر الى فارس بجديه : اما سيادتك فمحتاج منك اذن نيابه بخروج كاميرات مراقبه ومايك لفيلا سامي الحديدي ، وكمان اذن بتفريغ الكاميرات دي واثباتها فى محضر عشان دي نقطه مهمه لازم نكون عاملين حسابها لم يتم القبض عليه ،عشان كل حاجه دلوقتي مع حسام فى اللاب الخاص بيه ، ممكن تعلن عن وفاة رشدي مابقاش فى داعي نخفي خبر موته وكمان هتفتح قضيه وهتحقق مع عيلته واي حد تعامل معاه فى الفتره الاخيره ، وتجهز كمان أمر ضبط واحضار سامي الحديدي عشان لم حسام وقاسم يرجعو ان شاء الله بالسلامه حسام هو اللى هيقوم بالمهه دي بنفسه ، أنا بطلب منك ده طلب شخصي خارج حدود الوظيفه .

أومي له بتفهم ثم اردف : تمام يا فندم اعتبر كل ده اتنفذ ، أي اوامر معاليك

تنهد بحزن ثم هتف بحزن : حسام عمل كده عشان يحمي مراتك يا فارس من سامي ورجلته وكان لازم ينفذ العمليه دي بنفسه ، لو حد غيره كان نفذها ماكتتش شوفت مراتك لحد دلوقتي ، حسام حافظ عليها وكمان رجعهالك قبل ما يعدي يوم واحد على خطفها ، الاول اظهر ولائه لسامي وبعد كده بلغك بمكانها ، بطلب منك رجاء خاص تسامحه على اللى عمله ، وفى حاجه اخيرة لازم يكون عندك علم بيها

نظر له باهتمام ليردف اكمل قائلا :

- حسام اتجوز رنيم قبل ما يسافر السويس .

نظر له بصدمه وهو يردد : رنيم ... الشاهده الوحيده فى قضيه ابن الحديدي وبنت المجني عليها

- ايوة هي رنيم ، وجواز بجد ،ظروفهم متشابهة وفى وقت قصير اكتشف ان مشاعرهم واحده وتم الزواج

،ممكن تنهي اجراءات استخراج جثه والدتها بعد تقرير الطب الشرعي

نهض عن مقعده : حاضر يا فندم ، كل حاجه هتكون جاهزة على مكتب حضرتك بعد دقايق ، بعد اذن سعادتك .

- اتفضل ..

غادر فارس المكتب بذهول ومازل تحت تأثير صدمته بسبب كل ما فعله حسام ، الى ان جلس امام مكتبه وبدء باخراج عدة اوارق من داخل درج مكتبه ليخط بعض الكلمات بخط يده ...

______

لم تشعر بالراحة بتلك الفتره الأخيرة ، دائما يهاجمها الصداع يكاد يفتك براسها ويقسمها الى شطرين ، لم تعد قادره على تحمل ذلك الألم فقررت التوجه الى طبيب مختص .

نهضت من فراشها بارهاق ،دلفت لداخل المرحاض لتنعش جسدها ثم تبدا ثيابها لتغادر المنزل والتوجه الى المشفى الذي يعمل بها الطبيب ، فقد جلبنت عنوانه بعدما اجرت سيرش على الأطباء اللذين يعملون فى مجال المخ والاعصاب ، الى ان استقرت على اسم أحدهما وقررت التوجه اليه الان فلم تعد لديها قدره على التحمل ، فاخفت ما تشعر به عن عائلتها فلا اريد اقلاقهم بهذا الامر ، تريد أن تتاكد من سلامتها اولا ، فلديها شعور خفي بانه مصابه بذلك المرض الذي نادرا مايحدث الشفاء منه ، مرض الموت كما قالت عنه لنفسها، لذلك قررت عدم الافصاح عن ما تشعر به من ألم لكي لا تحزن عائلتها ...

انتهت من ارتداء ملابسها ثم غادرت الفيلا على الفور بعدما تأكدت من الهاء والدتها بالمطبخ ، قررت الفرار دون ان تمسك بها وتبدء فى استجوابها المتكرر كعاده كل يوم ، ثم استقلت سيارتها متوجه الى المشفى ...

_______

استيقظت من نومها على رنين هاتفها المتواصل لتجيب بنعاس بعد أن نهضت من فراشها ، لتهتف فرحا بعد أن اجابها الطرف الآخر بتحديد موعد لعمليه والدها وهذا ما اسعدها ، بعدما انهت الاتصال قفزت من اعلى الفراش وهى تصرخ بسعاده تنادي والدها الحبيب ، الى ان دلفت غرفته وهى تقترب منه تعانقه بحب

- صباح الخير عليك يا حوده قلبي أنا

ابتسم والدها بحب وهو يحتضنها : صباح النور والسعاده على قلبك يارب

ابتعدت عنه بعد أن قبلت وجنته بحب وهتفت بصوتها المرح : عندي ليك خبر ماحصلش

- خير يا بنتي ؟

ضحكت بخفه وهى تشاكسه : لا اتحايل عليا شويا ، عشان ده خبر بكنوز الدنيا كلها

بادلها الضحك ليستمع الى صوتها الحنون تهمس له بحب : مايهنش عليه بردو انت بابا حبيبي وهقولك عشان تفرح معايا ، كلموني من المستشفي وحجزو اوضه لحضرتك عشان العمليه بعد يومين

كف عن الضحك وحل الصمت والخوف والقلق داخله ، شعرت به ورد ، اقتربت منه بقلق وهى تتسأل :

- مالك يا بابا حضرتك مش مبسوط ان خلاص هتعمل العمليه وان شاء الله تنجح وتشوف الدنيا من جديد

ربت على ظهرها بحنان : أنا مبسوط عشان انتي مبسوطه يا حبيبتي ،بس أنا غصب عني يابنتي قلقان عليكي ، لو جرالي حاجه وأنا بعمل العمليه انتي هتعملي ايه فى الدنيا دي من غيري ، خايف عليكي انتي يا قلب ابوكي ،مش كفايه اللى انتي فيه ده كله بسبب عجزي

عانقته بقوه واخفت دموعها المتساقطه وهى تهز رأسها رافضه لذلك الحديث :

- ماتقولش كده يا بابا ، ان شاء الله هتقوم بالسلامه وتنور بيتك وحياتك وتنور قلبي يا روح قلبي ، بلاش تجيب سيره الموت ، خلينا نتكلم عن الامل والتفائل وبس ، بابا حبيبي احنا املنا فى ربنا كبير ، وبعدين أنا زعلانه منك ، يعني ايه بقى يا عم انت تقولي اللى انا فيه ،هو انا فيه ايه بس ؟ عشان ماكملتش تعليم عادي جدا بس اتعلمت وبعرف اكتب واقرا احسن من اجدعها حد متعلم ومعاه شهادات من اكبر جامعات وكله بالغش وبالفلوس هم بيوصلو بكده ، لكن بنتك بميت راجل ، قادره تشتغل وتقف على رجلها وكمان أنا عايشه حياتي على هوايا وماحدش بيغصب عليا حاجه أنا مش حباها ، فبلاش بقى يا قلبي جو النكد ، احنا لازم نفرح وننبسط وبس وتكون نفسيتا كويسه عشان العمليه يا حبيبي ،انا هقوم أحضر احسن فطار وبعد كده نتوكل على الله ونطلع على المستشفي

قبل رأسها ودع ربه داخله بان يحمي له إبنته الحبيبه الذي لا يملك من الدنيا سواها ، فهي نور عيناه وعصاه التى يكتئ عليها ، هى نبض حياته ..

_______

ضحك طارق بمكر وهو ينظر الى سامي ويفرد ذراعيا دليلا على حريته

- خلاص تم اللى احنا عاوزينه وزمان حسام اتفحم يا حرام

ضحك هو الاخر بصوت جلي ثم هتف بشر : خساره كان نفسي اودعه هههه

عادت ضحكته الخبيثه تصدع بالمكان .

ليهتف طارق قائلا : لا ومش بس كده مافيش أي حاجه ورانا والعباره ماوصلتش السويس ، اصدرت اوامر افضل فى بيروت لكام يوم لم الجو يهدي والبوليس ينشغل بموت صاحبنا والبحث عن جثته هههه

ضحكو باعلى طبقات صوتهم ،ثم اقترب سامي الى ان اصبح فى مواجهته :

- مبروك عليك مكانتك الجديده وسطنا ، رشدي خلاص تقدر تروح تستلم جثته وتدفنه وتاخد العزا فيه وتعمله عزاء يليق بيه عشان كل اللى هيحضر ناس مهمه ، وماتنساش تقدم ضد فارس وقاسم بلاغ بانهم السبب فى موت والدك ،وان القضيه متلفقه وفضلو يعذبوة لحد لم قلبه وقف ومات ، خلينا نخلص منهم هم كمان ونشوف شغلنا بدون وجع دماغ .

لم يكترث لوفاة والده وكل ما يشغل تفكيره الان منصبه وأخذ مكانة والده وسط عالم رجال الأعمال " عالم المافيا " الذي خطى بقدميه على دم والده للوصول اليهم والتربع على عرشهم ...

______

اوقدت النيران بسيارته داخل الميناء ،منما جعل الجميع فى حاله من الهرج ، وتكادث الجميع يحاولون فعل شئ لتلك السياره لاخماد النيران المشتعله به .

فى ذلك الوقت وصل قاسم الى الميناء وبعد ان تحدث لشرطه الميناء ،سار بجانب أحدهما يرشده بمكان حسام الذي ينتظر بسيارته داخل الميناء .

ليتفاجئو بالنيران المشتعله وازدحام الناس ، حاولو فض ذلك الإزدحام لكي يصلون الى تلك السياره المشتعله لتحجظ عين الأخير وهو ينظر لقاسم بهلع :

- دي عربيه المقدم حسام

صرخ باعلى طبقات صوته مناديا باسمه وهو يركض باتجاه السياره ، ليحاول الاخر منعه من التقدم ، جذبه بقوه ليبتعد رغما عنه ، ليحدث صوت إنفجار قوي جعل الجميع ينظرون لذلك المشهد بذهول .+

خارت قواه وهوى جسده ارضا وعيناه تذرف الدمع دون توقف ، لم يصدق ما حدث امام اعينه وهو عاجزا عن التدخل لانقاذ حياة صديقه ..


" ارمله أخي " 19

الفصل / 19 ..

بعد ان وصلت لوجهتها ، صفت سيارتها امام المشفى ثم ترجلت منها بخطوات واثقه لداخل المشفي ،، وقفت امام فتاه الاستعلام تتحدث معها من اجل الطبيب الذي حضرت من اجله ، وبعد عدة دقائق كانت تقف امام عيادة المخ والاعصاب بداخل المشفى ..

طلبت من احداهم ان تخبر الطبيب بوجودها ، فهي لديها موعد مسبق .

دلفت الفتاه لداخل الغرفه ثم اخبرت الطبيب بوجود المريضه لتخرج بعد لحظات تسمح لها بالدخول ...

كانت تشعر بالتوتر ودلفت لداخل بخطوات مضطربه ، رفعت انظارها لتلتقي بطبيبها وتهمس بصوتها الرقيق : صباح الخير يا دكتور

رفع ايمن انظاره عن الاوراق التى امامه واجابها بود : صباح النور ، اتفضلي استريحي.

جلست امامه وبدءت تهز بارجلها بتوتر ملحوظ

تنحنح ايمن بخفه ثم سألها عن اسمها وعن ماذا تشتكي من ألم لكي تاتي اليه :

- اسم حضرتك ؟

- جودي سلام

- ايه شكوتك يا انسه جودي ؟ ولا نقول مدام ..

اجابته نافيه : لا لا انسه

- تمام اتفضلي قوليلي ايه سبب تشريفك المستشفى ، بتشتكي من اي تعب ؟

نظرت له بغرابه ثم همست بحده : هو مش حضرتك دكتور والمفروض تكشفي عليه وتعرف سبب تعبي ، هو أنا لو اعرف ايه تتعبني هكون هنا ليه ؟

لاحت ابتسامته وهو يهتف بصدق : هتكوني هنا حضرتك عشان تتعالجي من اي عرض تاعبك ، الاول لازم اعرف بتشتكي من ايه ؟ يعني حاسه بتعب فين بالظبط عشان اقدر افحصك واعرف شكوتك .

اجابته بتوتر : أنابقالي فتره عندي صداع جامد جدا ، مابقدرش افتح عنيه من شدته ، وكمان مابعرفش انام ، ده غير خدر فى جسمي كله ،حاسه بخمول غير عادي ، عايزة انام وبس ومش بعرف انام من الصداع

أومي براسه بتفهم ، ثم وقف عن مقعده واشار إليها بان تجلس على الاريكه : اتفضلي معايا اطمن عليكي .

نهضت عن مقعدها وسارت الى حيث الاريكه ثم جلست اعلها ، ليتقدم ايمن بخطواته اتجهاهه وهو يجذب مقعد خلفه وضعه امام الاريكه ثم اخرج من جيب معطفه الطبي جهاز صغير (كشاف طبي ) سلط ضوئه القوي امام عينها اليمنى وبدء فحصها بدقه ثم انتقل الى العين الاخري وبعد عدة لحظات وقف عن مقعدها وطلب منها فرد ارجلها اعلى الاريكه ،نفذت مطلبه بعينين زائغتين تنظر له بقلق .

أحضر ايمن حقيبته الخاصه ثم اخرج منها جاكوشا طبيبا صغير الحجم وعاد إليها نظر لها بتسأل : مستعده ؟

هتفت باضطراب : مستعده اليه بالظبط وحضرتك هتعمل ايه بالبتاع ده

ابتسم بخفه وهو ينظر الى ما يحمله بيده : ماتخفيش ده طبي وبنفحص بيه العصب الحركي ، فحص مبدئي بس


وقف امامها وطلب منها فرد ارجلها ودق اعلى ركبتها بخفه ، ثم عاد يكرر فعلته تلك فى القدم الاخرى وطلب منها ثني ارجلها : حاسه بتعب دلوقتي

هزت رأسها بالنفي .

رفع قدمها بيده وعاد يتسأل : طب وكده مافيش أي ألم بتحسي بيه اسفل ضهرك

زفرت بضيق وهي تهمس بحده : لا أنا مابشتكيش لا من رجلي ولا ضهري حضرتك ,كل تعبئ الصداع يعني دماغي وبس

- طيب ممكن تهدى ،حضرتك متنرفزة ليه ؟ ده مجرد فحص سريري عشان اعرف التعب منين ، اتفضلي معايا أنا كده خلصت فحصت .

عاد يجلس خلف مكتبه وجلست جودي امامه تنتظر حديثة .

- أولا كده مافيش أي سبب عضوي لصداع اللى بتتكلمي عنه ,فحصت قاع المخ والحمدالله مافيش أي مشكله وكمان فحصت اعصابك الحسيه ومافيش بردو اي شي يستدع لقلقك.

- يعني ايه مش هتطلب مني أعمل اشاعات وتحاليل ؟

علت الابتسامة صغره : اشاعات وتحاليل ليه ؟ حضرتك مافيش أي شكوه عضويه ، اللى انتي حاسه بيه مجرد قلق نفسي ، واضح جدا انك عصبيه

قاطعته بانفعال : أنا بقول لحضرتك مابنمش وعندي صداع فظيع مابقتش قادره اتحمله

تنهد بنفاذ صبر : طيب ممكن نهدى بس عشان نعرف نتكلم

زفرت بضيق وهى تهتف : أنا هاديه خالص ، اتفضل حضرتك انا سامعه

همس بصوت هامس : لا واضح فعلا انك هاديه خالص

رفع سماعه هاتف مكتبه ثم اخبر الطرف الآخر باعداد كوب من عصير الليمون بالنعناع ليريح اعصابها ثم أغلق الهاتف ونهض عن مقعده ليجلس بالمقعد المقابل لها وهمس بصوت حاني :

- انسه جودي ممكن تاخديني على قد عقلي وتسمعيني للآخر

هزت رأسها بالايجاب .

- كويس اوي ، حضرتك مش محتاجه لدكتور مخ واعصاب ، أنا شايفك زي الفل ومافيش أي مشكله عضويه ،يمكن بقي تكون المشكله عندك نفسيه , اعرفي الاول سبب المشكله ايه عشان تعرفي تساعدي نفسك وتديني فرصة أنا كمان اساعدك

نظرت له بحزن ثم زفرت انفاسها وهمت بالتحدث لولا ان قاطعهم صوت طرقات اعلى باب مكتبه ليهتف ايمن بصوت عال يسمح لطارق بالدخول .

دلف شاب وهو يحمل بين يديه صينيه موضوع اعلها كوب العصير ثم وضعه امام جودي

وقبل ان يهم بالمغادره نظر لايمن بتسأل : أي اوامر تانيه يا دكتور

- شكرا يا محمد ، اتفضل انت

بعدما غادر الشاب , التقط ايمن المشروب وقدمه إليها : اتفضلي اشربي ده الاول وبعدين نتكلم

لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغرها وهى تلتقط منه الكوب وتشكره وبدءت فى ارتشاف القليل منه ثم وضعته كما كان وهى تنظر له بقلق ثم همست بحزن : أنا قويه على فكره واقدر اتحمل أي مرضي ، ممكن تصارحني بيه عادي , أنا عندي كانسر مش كده ؟

جحظت عين ايمن بصدمه وهو يردد : كانسر ... ربنا يعافيكي ويعافينا ليه قولتي كده ؟

اجابته بحزن ونظرات عينيها تجوب بخوف : كل اللى انا حاسه بيه ،صداع مستمر ، ألم فى كل جسمي وخمول وارق وكل حاجه أنا فيها بتدل على ان عندي المرض ده وكمان ماباكلش ولو مامي ضغطت عليا فى الاكل ، يرجع الاكل تاني ، وعشان كده جيت لوحدي عايزة اتاكد الاول ،مش عايز اقلقهم معايا ..

شعر بمدا خوفها وتاكد له بانها تعاني من ألم نفسي وليس جسدي ، انتظر الى ان انتهت من كل ما تحمله داخلها من حاله رهبه بسبب ذلك المرض التى وضعت نفسها به ، دون ان تتاكد من سلامتها ..

- أنا سمعتك للآخر ،ممكن تسمعيني بقى وارجوكي ماتقطعنيش وأنا بتكلم .

اومت له بالايجاب .

استطرد قائلا : أولا انتي سليمه جدا ومافيش أي شي يستدعي قلقك ده ، مافيش كانسر صدقيني وكل اللى فى دماغك ده وهم ، وهم بالمرض ، كل اللى انتي بتعاني منه مجرد إضطربات فى المزاج ، قلقك وعصبيتك وانفعالك المستمر ده وارد عنه الصداع المستمر ، وكمان الارق وقله النوم هو ده اللى بيخليكي مابتنميش ، انتي شكوتك مش عضويه يا جودي ، انتي بتعاني من حاله اكتئاب هى وصلتك انك تقنعي نفسك بالمرض ده , وعشان تتاكدي انك سليمه ومافيش أي مرض عضوي ،هبعت معاكي حد يعملك التحاليل والاشاعات اللى هتطمنك مافيش أي حاجه من اللى بتفكري فيه .

هتفت بضيق : يعني كل اللى انا فيه ده اكتئاب ؟

- وارد جدا , عشان كده بقولك شوفي المشكله فين وحليها

- أنا لايمكن اروح لدكتور نفسي

- ليه هو عيب يعني نتعالج من أي حاجه مضيقانا ومأثره على حياتنا

- لا العيب ان أثق فى دكتور وأمنه على نفسي وحياتي وهو يخون الثقه دي ويطلع غير امين بالمره ومش بس كده ،دة بيستغل مرضاه زى الدكتور المشهور اللى الميديا كلها بتتكلم عنه وفى الآخر متهم بقضايه مخله لشرفه كطبيب وك أب قبل مايكون طبيب .

ابتلع ريقه بتوتر فهو على علم بكل هذا ،ولكن بسبب ما فعله ذلك الطبيب الذي لا يمس بكونه طبيب وبشرف مهنته ،الا ان بسببه فقدت بعض الفتايات ثقتها باللجوء الى الأطباء والوثوق بهم .

زفر انفاسه بضيق ونهض عن مقعده : أنا هبلغ حد من التمريض يكون معاكي وهعملك شيك اب كامل عشان تطمني ومعادنا يكره زى انهارده هبلغك بالنتيجه وهعملك اقراص هتخفف الصداع وتخليكي تنامي وان شاء الله تبقي زى الفل ،بس أهم شيء بلاش العصبيه والانفعال .

بالفعل استمعت له وبعد ان حضرت الفتاه اصطحبتها الى معمل المشفى لعمل فحص شامل ثم بعد ذلك توجهت معها الى مركز الاشعه لكي تطمئن على صحتها الجسديه كما أخبرها الطبيب بانها لن تعاني من أي مرض عضوي وكل ما تشعر به ليس الا نفسي ،تنهدت بضيق عندما شعرت بانه محق وانها الان تعاني من حاله اكتئاب وكل هذا حدث معها بعد مقابله فارس لها وحديثها الأخير مع حسام أيضا ، الذي اوضح لها الصوره كاملة وواجهها بشخصيتها المغروره ،لذلك دخلت بتلك الحاله من العزله الى انها لم تعد تنم كما كانت ، داهمها الارق والكسل وعدم النوم ، الى ان سيطر الصداع على دماغها وجعلها تظن بانها تحمل المرض الخبيث ..

_______

كان يشعر بالقلق على اصدقائه ، رغم انه غاضب من صديقه الاخر بسبب ما فعله ولكن داخله شعور بالقلق سيطر عليه بسبب تلك المهمه .

واثناء شروده ، أستمع لصوت طرقات اعلى باب مكتبه ، اعتدل فى جلسته ثم اذن بالدخول ، ليدلف احدي العساكر : تمام يا فندم ، فى واحده بره طالبه تقابل سعاتك وبتقول انها بنت الدكتور ثروت

تنهدت بضيق : خليها تتفضل

- حاضر يا فندم

بعد لحظات كانت تدلف الفتاه لداخل والحزن مخيم على صفيحه وجهها ، اشار إليها بالجلوس :

- اتفضلي

جلست بهدوء ثم رفعت انظارها تطلب منه برجاء : أنا اسفه على اللى حصل مني ،والله أنا كنت فى حاله صدمه مش قادره أصدق لحد دلوقتي

- أنا مقدر الموقف صعب أكيد عليكي

- هو ممكن اطلب من حضرتك طلب أخير ورجاء ارجوك اسمحلي أقابله ، محتاجه اقعد معاه اخر مره قبل ما نسافر أنا وماما

تفهم موقفها وسمح لها بالفعل بمقابلته وطلب من احدى العساكر بان يجلب له المتهم من محبسه ليلتقي بابنته ، ثم ترك لهم مكتبه لبعض الوقت ..

دلف ثروت مطأطأ الرأس ، يشعر بالخجل ولن يستطيع رفع عينيه والنظر الى إبنته..

نظرت له بحزن ولم تجد ما تقوله ،جلس ثروت امامها بصمت ، خيم الصمت على كلاهما الى ان قطعته بنبرتها الحزينه : ليه حضرتك عملت كده ؟

انسابت دموعها بغزاره وهى تنظر له تنتظر اجابته ، استطردت قائله وهى تهز رأسها بعدم استيعاب:

- مش قادره أصدق اللى بيحصلي ده ، حاسة أن فى كابوس ومش قادره اصحى منه ، قولي حاجه ارجوك أنا هنا عشان اسمعك مش قادره اتخيل ان حضرتك هنا فى قضيه زى دي ، ازاى فهمني حصل ده ازاى ؟ تعرف ان امجد فسخ خطوبتنا بعد اللى اتنشر فى الصحف والميديا .

كفكفت دموعها ثم أكملت حديثها : بصراحه عنده حق مش قادره أقول أن غلطان ،ده حقه طبعا بعد اللى عرفه وكمان عيلته أثرت عليه ينهي كل اللى بينا ، بس محتاجه اعرف ايه ممكن يوصل حضرتك لكده يا بابي ، كنت بفتخر بيك للأسف وفى اي مكان اتواجد فيه بكون فخوره وأنا بقول ده بابايا ومثلي الاعلى ، كل حاجه راحت فى لحظه ليه حضرتك وصلتنا لكده ؟ أنا هنا عشان اعرف اجابه لسؤالي يا بابي ارجوك دي اخر مره تشوفني عشان بنحضر أنا وماما للسفر مابقاش ينفع نقعد هنا بعد اللى حصل ، الناس كلها بتبصلنا بنظرات احتقار ومابقاش لينا وجود خلاص ، ماما قررت نسافر النمسا عند خالو ، هناك ماحدش يعرفنا ،بس أنا هنا عشان ابلغك بالقرار ده ومحتاجه ردك ليه عملت كده ؟ ازاي وصلت بنفسك لهنا محتاجه مبرر واحد يديك الحق على اللى عملته .

رفع مقلتيه بحزن وهمس بصوت منكسر : مامتك السبب ،بعدت عني بعد وفاة هنا اختك وبقيت واخده جانب لوحدها وحزينه طول الوقت ، حاولت اقرب منها ونعدي اذمتنا سوا بس هي فضلت البعد ، حسيت نفسي لوحدي ومحتاج حد يسمعني زى ماانا بسمع كل الناس ، عارف ان لاجئت لطريقه غلط ، بس فجأة داخلت الدايره دي زى الادمان كنت بنشد ورا نزواتي ،بعدها عني وتقصيرها حسسني ان مابقاش ليه دور فى حياتها يمكن كنت فى حاله نزوة ، ضعفت زى أي حد ماممكن يضعف تحت أي ظروف وأنا الظروف كانت قاسيه عليا اوي بعد موت هنا ، قلبي بقى ميت وبقيت أعمل اي حاجه عشان انسي موتها قدام عنيه ومش فى ايدي حاجه اخفف بيها وجعها ، كنت بموت فى اليوم ميت مره لحد ما حاولت اتعايش مع حياتي لاقيت نفسي دوري كطبيب نفسي اساعد كل حاله تجيلي تطلب المساعدة ، بس غصب عني انساقت لمتطرق تاني خلاص فى علاقتي كطبيب ومريض .

قاطعته بغضب : بس كفايه مابقتش قادره اسمع اكتر من كده ، بتتهم ماما السبب عشان حزينه على موت بنتها ، هي دي وقفتك ومواستك ليها ، هي اللى ماتت دي مش بنتك أنت كمان ،بدل ماحضرتك تفضل جنبنا بعدت ،كنت ممكن أقبل اي حاجه تانيه غير اللى عملته ده ، دي جريمه ولا نقول جرايم يا دكتور ، تحرش ومحاولات اغتصاب وابتزاز ،كنت بتصور ضحاياك يا دكتور عشان تبتزهم ، ليه كل ده كان ممكن تروح تتجوز كنت ممكن أقبل تتجوز لكن الحاجات المخله بالشرف يا دكتور ده لا يمكن حد يقبلها ، أنا بابايا مات للأسف ، حضرتك هدمت كل حاجه حلوه جوايا ،اخر طلب ماما بتطلبه منك ،تطلقها عشان نسافر مابقاش لينا وجود هنا خلاص .

نظر لها بانكسار : حاضر هنفذ طلبها واكلم المحامي يخلص الإجراءات بس محتاج اسمع منك كلمه واحده بس ،انك مسمحاني يا لما ، أنا دخلت فى حاله من اللاوعي بعد وفاة هنا اختك وماعرفش ازاى وصلت للى أنا فيه ده بس فجأة لاقيت نفسي مدمن زى أي حد ممكن يدمن حاجه وماعرفتش اعالج نفسي ، صدقيني حاولت بس مانجحتش كان الشيطان بيصور ليا كل حاجه قدامي ، كان عندى يا بنتي هلاوس سمعيه وبصريه ، صدقيني يا بنتي اللى حصلي ده كان غصب عني ، أنا خلاص هتعاقب وهاخد جزائي بس اخر حاجه بطلبها منك تسامحيني أنا مش عارف عملت فى نفسي وفيكي كده ازاي

تألالات الدموع داخل مقلتيها وهمست بصوت ضعيف منكسر : نفسي اسامحك بس مش قادره بابا مات ،واعتبر لما كمان ماتت مع هنا

ركضت بخطواتها السريعه تغادر الغرفه والدموع تتساقط دون توقف الى ان استقلت سيارتها وانطلقت فى طريقها الى منزل والدتها للاستعداد للسفر خارج البلاد ، فلم يعد لديها قوة على تتحمل نظرات المجتمع لها بعدما اقترف والدها ذنبًا لا يغتفر ...

_______

مازال متسمرا مكانه ينظر لتلك الاشلاء التى تبقت من إنفجار السياره بحزن عميق والدموع تنساب دون توقف ، ربت اخر على كتفه وهو يهمس بحزن : البقاء لله يا قاسم ،شد حيلك عشان توصل الخبر لسياده اللواء اكمل سلام ، لأنه عمال يتصل بيك وبيه أنا كمان بس مش قادر ارد عليه مش عارف اوصله الخبر ازاي .

نظر له بعينين محمره اثر الدموع وهمس بتماسك : انور كمل انت شغلك والمطلوب منك ؟ فتش أي عبارة داخل الميناء

هز راسه نافيا : للأسف يا قاسم مافيش ولا عباره دخلت ميناء السويس وفى اخباريه جت ان العبارات اللى تخص شركه الحديدي استقرت فى بيروت وده بياكد اللى حصل لحسام بفعل فاعل واكيد سامي دبر للخلاص منه بعد ما كشفه

نهض من مكانه وهتف بغضب : وربنا ماحد هيخلص عليه غيري ،وهاخد روحي باديه بس بعد لم اكمل مشوار حسام وانفذ وصيته ،انور بلغ المعمل الجنائي محتاج تقرير فوري عن عربيه حسام محتاج اتاكد حسام فعلا كان موجود فيها ولا لا

أومي براسه بالايجاب ثم انصرف ليصدح رنين هاتفه ، اخرجه من جيب سترته بتوتر لينظر الى شاشته ثم استرد انفاسه ليجيب على صديقه

بعدما فتح المكالمه أستمع لصراخ الآخر :

- انت يا بني طمني وصلت لحسام ولا لسه ، والوضع عندك ايه ؟

ابتلع ريقه بتوتر وهمس بحزن : للأسف يا فارس وصلت لحسام متأخر

هتف الأخير بانفعال ؛ يعني ايه متاخر يا قاسم انطق ؟ حسام جراله حاجه ؟

- عربيه حسام انفجرت زى القنبله وحسام جواها

لم يستوعب بعد ما يقصه عليه صديقه : انت بتقول ايه ؟

- البقاء لله يا فارس وبلغ سياده اللواء باللى حصل ، أنا مش راجع القاهره دلوقتي

أغلق الهاتف مع صديقه بعد أن انهى جملته ، اما عن فارس فهوى بجسده اعلى المقعد وظل ينظر للفراغ بعدم تصديق ليتفاجئ باللواء اكمل يقتحم مكتبه وعلامات القلق مرسومه على قسمات وجهه وهو يهتف بصوت عال : اتصلي بقاسم حالا ، البيه مابيردش على مكالماتي وحسام موابيلاته لسه مقفوله وده قالقني جدا

ابتلع ريقه بتوتر ونهض عن مقعده ليسير بخطواته الواسعه ثم وقف امامه ينظر له بحزن وهمس بصوت خافت وهو يشدد على كتف اكمل : شد حيلك ،البقاء لله ،حسام استشهد ..

جحظت عين اكمل بصدمه وانقطعت انفاسه ومازال يحدق بفارس بصدمه لا يريد تصديق ما يقوله ،وقبل ان تنهار قواه جذبه فارس واجلسه اعلى الاريكه ثم ركض ليحضر له كوب من الماء ثم قربه من فاه لكي يرتشف القليل ولكن رفض اكمل وهز راسه نافيه وهو يهمس بألم : كان قلبي حاسس ان مش هشوفه تاني ،ابني مات يا فارس

- كلنا هنرجع حق حسام ، الشهيد مابيمتش هيفضل عايش جوانا وهنفذ وصيته ونخلص البلد من مافيا الحديدي

اُغرقت عيناه بالدموع ونظر لاعلى يناجي ربه بقلب منفطر على فقدانه لابنه الذي لم يلده : ربي لا اسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف بي ،، ان لله وان اليه راجعون ، اللهم اجرني فى مصيبتي واخلف لي خيرا منها ..

______________

داخل مشفي الرمد للعيون ..

كانت تقف امام غرفة العمليات تنتظر خروج والدها فهو الان يجري العمليه التى طال انتظارها منذ أن فقد بصره ،، ظلت تناجى ربها وتدعي لوالدها بان يسترد بصره ويتم شفاءه وان يظل جانبها فهى لم تقدر على فقدانه ...

_____

اما عن الصعيد ..

فكانت تشعر بالقلق ولم تشعر بالراحة وهى بمكان وهو بمكان اخر ،، وجدت نفسها وحيده بدونه رغم وجودها بين عائلتها الا انها تشعر بالوحده ،، وجدت نفسها تلتقط الهاتف تريد سماع صوته والاطمئنان عليه وقبل ان تضغط زر الاتصال تتراجع عن قرارها لتترك الهاتف جانبها بضيق .

مددت جسدها اعلى الفراش وعندما وقعت عينيها على صورته الموضوعه اعلى الكومود وجدت نفسها تبتسم له ثم اغمضت عينيها والابتسامه مازالت اعلى ثغرها لتعاود فتحها باتساع وتنهض من الفراش عندما شعرت بوخذة داخل صدرها ، وضعت كفها اعلى صدرها تتحسس نبضها الذي يزداد بقلق ، التقطت الهاتف دون تردد وهمت بالاتصال ..

_______

انتقل خبر وفاته للجميع وخيم الحزن على كل من عرفه وعمل معه وعندما انتقل الخبر الى عائلته التى تكفلت به واصبح فردا منها ، لم تتحمل احلام ذاك الخبر لتفقد وعيها وتنقل الى المشفى فقد داهمتها نوبه قلبيه حاده وجلست جودي بجوار والدتها تحاول التماسك وداخلها نيران تشتعل بسبب خسارتها لشقيقها الذي كان مثابه كل شئ لديها ، كان الأخ والسند والصديق ،منذ ان دخل حياتها واصبح أهم شخصا بها ، كان القريب لقلبها ، مرايتها التى تراء بها اخطاءها ، كان الناصح الامين ويفهمها دون حديث ، فهي طفلته التى نشأت على يده وهو من زرع بها الثقه وقوة الشخصيه ، الى اين ذهب الان بعيدا عنها ، فهى مازالت بحاجته لماذا تركها الان تتخبط بتلك الحياه الظالمه التى حرمتها منه ...

______

يالى فرقت الدنيا كان بدرى الوداع

وطلعت فوق بعيد عن الزيف والخداع

وحشنى يا طيب يا ارق من الملاك

فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك

وكنت اتمنا يكون عمرى فداك

دلوقتى بحلم بس اعيش لحظه معاك

اه اه اه اها ها

يالى مشيت من غير ماحتى نقول سلام

هفضل على عهدك كأنى معاك تمام

مين الى قال البعد بينسى الحبايب

تعالى شوف حبى وشوف قلبى الى دايب

وحشى يا طيب يا ارق من الملاك

فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك

وكنت اتمنا يكون عمرى فداك

دلوقتى بحلم بس اعيش لحظه معاك

مين بعد منك هيدوينى فى يوم جروحى

مين الى فى حضنه الحنين هنسى روحى

مع السلامه يا حبيب قلبى وسلام

ياريت تزرنى كل ليله فى المنام

وحشنى يا طيب يا ارق من الملاك

فكرك وفاكر قد ايه اتهنيت معاك

وكنت اتمنى يكون عمرى معاك

دلوقتى بحلم بس اعيش لحظه معاك

يعنى بحلم بس اعيش لحظه معاك


" أرمله أخي "  20

الفصل 20 ..

حسمت امرها وقررت الاتصال به ثم وضعت الهاتف اعلى اذنها تنتظر اجابته بلهفه ولكن تبخرت احلامها وشعرت بالإحباط بعدما أنتهى الرنين ولم يجيبها الطرف الآخر ، انطفت ابتسامتها الشغوفه لسماع صوته الدافئ الذي يشعرها دائما بالأمان ،رغم كل شي تمر به الا انها تفتقده ،لم تيأس حاولت الاتصال مرارا وتكرارا الى ان خاب املها وانسابت دموعها بصمت ،وضعت الهاتف اعلى الكومود واجبرت عينيها على الخضوع للنوم لكي تنسى ما تشعر به الان ..

_______

داخل كافيه المشفى ، كان يجلس به اكمل وفارس يتناقشون بعدة أمور تخص ما حدث ..

وحاول فارس التخفيف عنه فما حدث ليس بهين ولكن انها إرادة الله ، كان الحزن يغزو بملامحهم ,

تنهد اكمل بحزن وهو ينظر لفارس : احلام ماستحملتش الخبر وجالتها اذمه قلبيه ، الحمد لله مرت على خير بس لازم تفضل كام يوم فى المستشفى لم حالتها تستقر .

- ألف سلامة عليها ، ان شاء الله تقوم بالسلامه

- يارب ، جودي جنبها وأنا مش عارف هبلغ رنيم باللى حصل لحسام ازاي ، ده غير البنت لسه مافقتش من وفاة والدتها

- لازم حضرتك تبلغها وأنا هخلص كل اجراءات استخراج جثمان والدتها ، كمان ضروري جدا حضرتك تجيب اللاب بتاع حسام عشان ابعت لهاكر يفك شفرته عشان نفرغ اللى فيه ونثبت تورط سامي فى كل اللى حصل والا لسه بيحصل ويدفع الامن بقى , لازم نرجع حق حسام فى أسرع وقت وكمان رنيم تتهم سامي فى محضر رسمي ان هو ورا قتله .

تنهد بحزن ونهض عن مقعده : اول مره يا فارس احس ان ضهري اتحني وعجزت فجأة ، حسام مش بس ابني لا ده كان صديقي واخويا وكنت مطمن لم ربنا يسترد ودعته هيكون هو مكاني ويخلي باله من احلام وجودي ، كنت بقول هسيب راجل من بعدي يحافظ على عيلتي ، مش اخد العزاء فيه ،لله الأمر من قبل ومن بعد

وقف جانبه واقترب منه ليعانقه بقوه وهو يهمس له بوعيد : كلنا ولادك وفى ضهرك وحق حسام هنرجعه لازم حضرتك تكون واثق من ولادك لا هيغمض لينا جفن الا لم حق حسام وعيلته يرجع ، اوعدك بده .

ربت على ظهره بحنان ثم ابتعد عنه : ثقتي في ولادي بلا حدود ، ربنا معاكم ، أنا هطلع اطمن على احلام وبعدين اروح لرنيم ابلغها وربنا يقويني .

بعد ان توجه اكمل لغرفه زوجته ، استقل فارس سيارته ورحل هو الاخر ، عازم النيه الى عودته لمكتبه ليظل به يراجع اوراقه ويعيد ترتيب حساباته فى تلك القضيه المعقده ...

_______

حفل خاص بهم يقتصر على وجودهم يحتفلون بما تم انجازه والخلاص من احدى ضباط الشرطه , ضحك باعلى طبقات صوته وهو يرفع كأس الخمر عاليا : نحتفل بقى بالخبر السعيد وولاءك لينا يا طروق، اللورد مبسوط منك جدا وكمان ده اثبت انك قدها وهتسد مكان رشدي ، عايز كمان ابشرك ان عادل المدنى بسبب اللى حصل لعمرو ، بيفكر يبعد وده مزعلني جدا ومزعل اللورد واحنا فى قانونا مافيش حد يسبنا والا يكون بيحفر قربه وبصراحه عادل حفر قبرة وللأسف مضطرين نريحه ونستريح منه للأبد . 


رفع طارق هو الاخر كأسه ورطمه بخفه بكأس سامي : وماله يا باشا ، نريحوة اخر راحه ههههه ، ونحتفل احلى احتفال ،فى صحتك يا بوص

ارتشف كلاهما مشروب الخمر على جرعه واحده ، ثم تطلع طارق لسامي بخبث : هي القعده هتكون ناشفه ولا ايه

ضحك بقوه وهو يرسل اليه غمزه ثم اشار الى فتاتين امامه : لا طبعا هتستمتع بوقتك وسهرة سعيده يا طارق باشا

حاوط طارق احدى الفتاتين من خصرها وجذبها اليه يتطلع إليها بشهوه : بينا يا قمر نحتفل احتفال خاص

ضحكت الفتاه بدلع وانساقت معه لفعل المحرمات ،، اما عن الاخر فترك الفتاه الأخرى بعد أن طبع قبله تملك اعلى شفتيها وهمس بهدوء قبل ان يبتعد عنها : ثواني يا قمر وراجعلك هعمل فون بس ، جهزيلنا كأسين بقى

- عيوني يا باشا

دلف لمكتبه بخطوات سريعه ثم اغلقه خلفه بالمفتاح وجلس امام مكتبه يهاتف شخص ما ويقص عليه ما فعله طارق فى الخلاص من حسام او فهد كما كان يخدعه .

وبعد عده دقائق انهى المكالمه بضيق واراح ظهره للخلف وهو ينظر امامه بغضب ويهمس بفحيح كالافعى : بقى أنا سامي الحديدي بعد عمري كله اللى اشتغلته تحت طوعهم ، يجي حته عيل زى حسام يضيع كل اللى بينته ويزعل اللورد مني ، لا ده أنا احرق الكون كله باللى فيه ، واي حد يفكر يقرب مني هيكون هلاكه على ايدي ودورك جاي يا فارس باشا ، هخلص منكم واحد واحد واسم الحديدي هيفضل راعبهم ومعلم عليهم ، وبكده الداخليه ماحدش هيتجرا ويدخل عريني برجله ،عشان قبل ما يقرب هتكون اتكسرت ..

_____

انقضت الساعات عليها ببطئ وهى تنتظر افاقة والدها بعد أن تم اجراء العمليه له .

كانت تحتضن كف يده بين كفيها ومن حين لاخر تقبلها بحنان وتنساب دموعها الى ان شعر بها والدها وهتف بصوته الخافت مناديا بابنته الغاليه : ورد انت هنا يا قلب ابوكي

نهضت بفرحه تقترب من وجهه وتقبل وجنته : حمدلله على سلامتك يا قلب بنتك ، قولي تعبان حاسس بحاجه يا حبيبي

ابتسم لحنان إبنته وهز راسه نافيا : الحمد لله يا بنتي أنا بخير بفضل ربنا وبفضل الدكتور اللى عملي العمليه

- الحمدلله يا حبيبي ، الدكتور طمني وان شاء الله بعد أسبوع هيفك الشاش اللى على عينيك والعمليه هتنجح وهترجع تشوف نور ربنا من تاني

ضمها من كتفها ثم طبع قبله حانيه اعلى رأسها : أنا راضي الحمد لله بكل اللى ربنا كتبهولي وان عملتها عشانك انتى وبس ، مش عايز احرمك من فرحتك ونفسي اشوف ضحكتك الجميله تنور دنيتي واعوضك عن كل التعب اللى شوفته طول التلات سنين اللى فاتو

عانقته بحب وهمست له برقه : انت مخلف راجل يا حوده ويقدر يشيل مسئوليه جيش بحاله. , انت مستقل بيه ولا ايه

ضحك بخفه على مشاكسة إبنته ودعى داخله بان الله يعوضها خيرا عن كل ما عانته بعمرها الصغير هذا وهى متكفله بوالدها الضرير وتركت كل شي من اجله ، لم يطلب لنفسه شيئا ولم يفكر بحياته قط الا من اجل سعاده إبنته ويخشى ان يتركها وحيده بهذه الدنيا ولكن يعلم بان الله معها ولن تضيع بدونه ...

______

ظلت متماسكه ترفض حتى البكاء وعندما استقر وضع والدتها ، تركت الغرفه وتوجهت على الفور الى المرحاض تريد أن تبكى دون ان يراها أحد ، فقد تماسكت بما فيه والان لم تعد قادره على اخفاء مشاعرها اكثر من ذلك ،، دلفت لداخل المرحاض وبعدما تأكدت بانها وحدها الان خارت قدميها ارضا وضمت قدميها لصدرها وتحاوطها بذراعيها ثم اطلقت لدموعها العنان ، بكت بكل ما تحمله من ألم داخل صدرها ، على صوت بكاءها فلم تعد قادره على حبس مشاعرها ، صرخت بصوت مرتفع تنادي روحها الأخرى التى فارقتها : ليه روحت وسبتني يا حسام ، انت عارف من غيرك هكون هشه ضعيفه ، انت قوتي يا حسام ليه سبتني فى الدنيا دي لوحدي ، سبتني قبل ما تصلح عيوبي يا اخويا ، أنا محتاجلك ، انت مرايتي واللى هتقدر تغيرني ، ليه خلفت وعدك معايا ليه .

افرغت كل طاقتها فى البكاء الى ان شعرت بالقليل من الارتياح ، لم تريد لوالديها رؤيتها بتلك الحاله المزريه ، قررت التوجهه الى كافيه المشفى الا ان تهدى ..

واثناء سيرها تعثرت قدميها وفقدت توازنها وقبل ان يرتطم ظهرها بالارض جذبها بذراعي القويه وهو يحاوط خصرها بقوه ، يرفض سقوطتها ، رفعت مقلتيلها تنظر لذلك الشاب وهو الاخر وقعت عينيه على جمال وجهها وتلاقت العيون ، هبط بمقلتيه يتفحص وجهها القريب منه ليعلو ثغره أجمل ابتسامه عندما عرفها ليهمس بدهشه : جودي ، مش تخلي بالك لتقعي

ابتلعت ريقها بتوتر ثم وقفت مستقيمه لتبتعد عن نظراته المصوبه اتجهاهه وهمست بصوت مبحوح : شكرا

همت بالابتعاد والمضى فى طريقها لداخل الكافيه ولكن لحق بها ايمن وهو يهمس داخله : شكرا ، بس كده ده اللى ربنا قدرها عليه ، البت دي مجنونه ولا ايه بالظبط

أسرع فى خطواته وبحث عنها بعينيه ليجدها جلست بمكان مبتعد عن الجميع ، لحق بها وجلس امامها دون استأذان : انتي كويسه ؟ ايه جابك المستشفي بالليل ، مش ميعادنا لسه بكره

تطلعت اليه بحزن ثم وقفت عن مقعدها ولكن قبل ان ترحل ،قبض بقوه على رسغها جعلها تنظر له بغرابه ليتحدث هو بصرامه : مش هسيبك تمشي قبل ما نتكلم وافهم فيكي ايه ؟ ماكنتيش بالشكل ده الصبح

همست بغضب : باي حق حضرتك تمسكني بالطريقه دي ؟ لا وكمان عايز تجبرني اقعد معاك واتكلم عن حاجه ماتخصكش اصلا

- لا تخصني ، ايوة تخصني انتي مريضه عندي ومسئوله مني وبكره هستلم تقرير بحالتك ومن هنا لحد لم اطمن انك بخير وكل حاجه زى الفل ، من حقي كطبيب افهم مالك بالظبط ، ثقي فيه

نظرت له بضياع : ماعنديش ثقه فى حد

شعر بحزنها ليهمس بصوت حاني : طب جربيني ممكن ؟

عادت تنظر له بعينيها الحائره وتسمرت مكانها ، عندما شعر بتخبطها سحب يدها برفق وجذب لها المقعد لتجلس عليه انصاغت له كالمغيبه ، ليجلس هو الاخر بالمقعد المقابل لها

- تشربي ايه ؟

هزت رأسها بالنفي وظلت صامته لعده دقائق ، كان يتطلع لها بهدوء ، احترم صمتها الذي طال ولكن عندما انسابت دموعها اعلى وجنتها شعر بوخذه داخل صدره ومد انامله ليمحي تلك الدموع وهو يتسأل بقلق : ارجوكي قوليلى مالك بجد ؟ حاسه باي تعب طيب ؟ الصداع شديد لو شديد أنا ممكن اجبلك اقوى مسكن هنا فى المستشفي

قاطعته بحزن : اخويا مات

صمت فجاه عن الحديث عندما استوعب ما قالته ثم مسح على لحيته الخفيفه بقله حيله ،سحب شهيقا ثم زفرة ببطئ ووجد نفسه يضع كفه على كفها الصغير يربت عليه بحنان وكانه يشاطرها ذلك الحزن الذي سكن قلبه هو الاخر من اجلها ، نظرت بقوه لكفيه القابضه بقوه على كف يدها ولم تبعد يدها بلا تمسكت بيده بقوه وهمست بصوت حزين : مش عايزة ابقى لوحدي

همس بصدق : مش هتبقي لوحدك وأنا موجود ،ماتخفيش أنا معاكي ، لو حابه تحكي أي حاجه جواكي أنا هسمعك بدون مقاطعه .

همست بصوت ضعيف يكاد يكون مسموع له : ماما تعبانه جتلها كريزه القلب وهنا

نهض عن مقعده وجذبها لتنهض هى الأخرى : قومي نطمن عليها وان شاء الله هتبقى كويسه وتروح معاكي البيت كمان ، بس خليكي قويه عشانها

سارت جانبه بهدوء الى ان استقلوا سويا المصعد الكهربائي ومن ثم الى الطابق الثالث الذي يوجد به رعايه القلب ، وقفت امام الباب وتسمرت مكانها ، امسك بمعصمها ودلف لداخل العنايه وهو ينظر لها بتسأل : رقم غرفه ماما كام ؟

نظرت بجحوظ لذاك الفراش الفارغ وداهمها دوار قوي عندما انتابها القلق بخسارة والدتها هى الأخرى ،لم تعد قادره على النطق لتاتي ممرضه من خلفها وهى تهمس لها بابتسامه بشوشه : يا انسه والده حضرتك حالتها استقرت واتنقلت لغرفه عاديه( ٤٠٥ )

استردت انفاسها بصعوبه وتشبث بذراعه بقوه ، ربت ايمن على كفها المحاوط بذراعه : شوفتي ربنا كبير وحالة والدتك بخير ،ماتقلقيش

انسابت دموعها دون توقف وهى تنظر له بتشتت وتهمس باضطراب : انا لم شوفت السرير فاضي قلبي كان هيقف خلاص ، قولت هخسر مامي هى كمان ،لو ده حصل كنت انا مت بجد

ابتسم بخفه وربت على كفها : بعد الشر عليكي وعليها ، يلا قدامي كده نشوف ماما وجمدي قلبك

سار بها بالرواق إلى أن وقف امام الغرفه المنشودة وقبل أن يطرق بابها أتاه صوت من مخلفه مناديا إليه ، دار وجهه لينظر لصاحبة الصوت وجدها الممرضه الخاصه به :

- دكتور ايمن غرفه العمليات جاهزة ،حضرتك جاهز

نظر لساعه يده ثم نظر إليها : تمام يا منى ،خمس دقائق وهحصلك

بعدما رحلت الممرضه نظر لجودي بأسف : بعتذر ورايا عمليه مهمه دلوقتي ، بس هرجعلك تاني اطمن على والدتك ، ارجوكي خليكي قويه

هزت راسها بالايجاب وغادر هو فى طريقه للعمليات ، اما هي فظلت تتابعه إلى أن اختفى عن انظارها ثم تقدمت من باب غرفه والدتها وطرقته برفق ثم دلفت لداخل ، لتجد والدتها ممدده بالفراش ووالدها يجلس جانبها يمسك بيدها ويحاول بثها ببعض الكلمات المواسيه لتتخطى حزنها والتماسك من أجل صحتها وأجل عائلتها التى بحاجه إليها ، عندما وقعت اعينها الحزينه على وجه ابنتها الشاحب اشارت إليها وفردت لها ذراعيها لتقترب الاخيره تعانق والدتها بقوه والدموع تنساب من كلاهما ، تنهد اكمل بحزن وغادر الغرفه بهدوء ليختلي بنفسه ويطلق لدموعه العنان ويشرد فى ما هو اتى ...

____________

بمدينه السويس ..

كان يتحدث مع احدى ضباط البحريه وينتظر قدوم تقرير المعمل الجنائي الذي احضره الضابط الآخر الذي شاهد الحادث بالميناء..

التقط قاسم المظروف بلهفه وبدء فى قرائته يبحث داخله عن املا اخر لعدم تصديق ما راءته عيناه ولكن تبخر ذلك الامل وعاد الحزن يطغو على قسمات وجهه.

همس الضابط بصوته القوي : افتكر وجودك دلوقتي مابقاش ليه داعي يا قاسم باشا ، الشحنه اللى تخص شؤكات الحديدي فى ميناء بيروت ومادخلتش حدود السويس ، يبقي كل الحكايه هترسي على مافيش فى الآخر

صرخ منفعلا : يعني ايه هنسيب سامي يفلت كده بسهوله ، جرا يا حضره الظابط لو هتياس كده يبقي بلاش نلبس البدله من الأساس ، بلاش نجيب حق كل شهيد ضحى بحياته فى سبيل القبض على الخونه ، نقف نتفرج وواحد ورا التاني بيموت مننا قدام عنينا ونسكت لم الدور يجي علينا ، هو ده المطلوب نعمله

ابتلع ريقه بصعوبه وربت على كتف قاسم :اهدى يا قاسم ، أنا مقدر حالتك والله وكلنا بنمر باللى انت بتمر بيه ، بس أنا مش قصدي هنقف ونتفرج ، بس أنا مش فى قدامي حاجه غير ان ادور على دليل واحنا مش فى ايدنا أي دليل يثبت تورط سامي ولا غيره ، كل اللى احنا نعرف مافيش دليله عليه ، كان قصدي ترجع القاهرة وتدور من هناك على الدليل ده عشان نقدر نوقعه سامي مش سهل وراه ناس اكبر منه ومش هيقع بالسهوله اللى انت فاكرها صدقني .

زفر بضيق وهمس وهو يبتعد عن الميناء : هرجع القاهرة بس مش دلوقتي ، سلام

تنهد بضيق وهو ينظر لصديقه الاخر : دماغه ناشفه وأنا بجد خايف عليه

- والله اللى حصل مش شويا ، كلنا على اعصابنا من وقت الإنفجار وفى ناس كمان اتصابت كتير ،سيبه يهدي ويقرر هيعمل ايه ، ربنا معاه ومعانا

- يارب ..

_________

كان منكب على مكتبه داخل مدريه الامن ،ظل ساهرا طوال الليل على تلك الاوارق التى امامه ، يتفحصها بكل دقه وتركيز ، الى ان اشرقت شمس الصباح ، ودق باب مكتبه احدى العساكر الذي يحمل بين يديه كوب القهوة خاصته ، وضعه امامه ثم ادى التحيه العسكري وغادر مكتبه ليدلف اخر ويخبره بان المتهم الطبيب (ثروت منيب ) يريد مقابلة الآن فى أمر هام ،زفر انفاسه بهدوء ثم اذن للعسكري باحضاره ليعلم ما هذا الأمر ..

بعد لحظات كان يدلف العسكري غرفه مكتبه ليترك له المتهم ثم غادر الغرفه .

تطلع فارس اليه بنفاذ صبر ثم اشار له بالجلوس : اتفضل اقعد لم نشوف عندك ايه جديد عايز تضيفه

هتف بتوتر : أنا استاهل الفضيحه وكل اللى حصلي لكن بنتي ومراتي مايستهلوش حاجه تحصلهم بسببي وأنا خلاص عارف ان حياتي خلاص ادمرت بلاش يدمرو معايا ، انا هحكي لسيادتك على كل حاجه وكمان مين ورا كل ده

أستمع إليه بانصات ليقص عليه الأخير ما حدث معه قبل عامين وتغيرت حياته منذ ذلك اليوم المشئوم ...

" الحكايه بدأت لم بنتي هنا اتخرجت من طب واتخصصت فى الجراحه ،واستلمت تكليفها فى مستشفي حكومي وبعد سنه اتنقلت لمستشفي خاص وكبير جدا فى البلد ، بقت تدخل العمليات وتشارك الدكتور المسئول عن الحاله ، وفى يوم ظهرت حاجات غريبه ،اكتشفت ان الدكتور اللى دايما بتكون مساعدته فى اوضه العمليات ان مشطوب من النقابه واتحقق معاه فى كذا واقعه اهمال وتسبب فى موت مرضاه ،ولم فضلت ورا اكتشفت كمان بيستغل المستشفي اللى هو شاغل فيها لعمليات مخالفه وحاجات مريبه اولهم أي جثه مجهوله الهويه كان بيتم حقن الجثه بماده معينه عشان تحافظ على كل اعضاء جسمه ووظيفهم عشان يتم نقل الأعضاء دي الاشخاص تانيه ومش بس كده ده بينقل الجثه فى طياره خاصه وطبيه على أساس أن لسه فى روح ومسافر لاي دوله يتعالج فيها وكل ده باوارق مزوره ، هنا لم عرفت اللى بيحصل راحت لمدير المستشفي تبلغه بكل التجاوزات اللى بتحصل من وراه فى المستشفي بتاعته واتبلغ عن دكتور طارق المنسترلي المسئول عن كل الفوضى دي ، الاول المدير ثار واوهمها ان متفاجى ومصدوم من اللى بيحصل وان هيتصرف وهى ماكنتش تعرف ان المدير ده هو بنفسه اللى بيحرك طارق وكمان هو شريك فى المستشفي ، عشان يسكتو هنا تم خطفها والتعدي عليها من طارق ومش بس كده لا صور كمان واقعه الاعتداء ولم عرفو انها بنتي ، اتصلو بيه يبلغوني اروح استلم بنتي ، ماكنتش اعرف لسه حاجه هنا ماكنتش لسه بلغتني باللى عرفته ،روحت فعلا العنوان واتفاجئت بمنظر بنتي اللى مش قادر انسان لحد دلوقتي وصوت صراخها اللى لسه فى ودني لحد اللحظه دي .

انسابت دموعه بغزاره وهو يتخيل إبنته امامه بتلك الحاله ، منما جعل فارس يشفق عليه ، التقط كوب من الماء واعطاه اياه : اتفضل اشرب

التقط منه الكوب بيد مرتجفه ، ارتشف بعض القطرات ثم وضعه اعلى المنضده وعاد يستكمل حديثه المؤلم :

" كنت زى المجنون مش عارف أعمل ايه ولا فاهم مين عمل فيها كده وليه ؟ لم قربت منها فضلت تصرخ وتترجاني اخرجها ، بس وقتها ظهرلي طارق الدكتور اللى عمل فيها كده وقلي بنتك عرفت حاجات ماكنش ينفع انها تعرفها وكان لازم نسكتها ودي الطريقه اللى هتخرسها ،واللى حصلها اتصور واي كلمه هتخرج منها او منك السوشيل ميديا كلها هتحكي عن الفيديو اللى اتصور وسمعت بنتك وسمعتك هتكون على كل لسان وماحدش هيخسر غيرها ، بس لو عايز تخرج بيها من هنا عندك حلين ، الاول تمضي الورق ده والتاني بقى انصحك ماتنفذوش عشان وقتها انت وبنتك هتخرجو من هنا بس جثث للأسف وكمان هنستغل كل عضو من اعضاءكم الجميل دي ، كنت فى حاله ذهول ومابقولش غير مين اللى عمل فيها كده ، قالي أنا بكل برود ، جريت عليه وكنت عايز اخد روحو فى ايدي بس ظهرلي بقى كل اللى حامينه وشغال معاهم ،شوفت سامي الحديدي اللى اكبر شريك فى المستشفي ورشدي وعادل والعصابه كلها متجمعين والبودي جارد منعني أوصل لطارق وصريخ هنا بيزيد وبتطلب منهم يسبوني ، مضيت على كل الورق وأنا مش فاهم بمضي على ايه ، بس كان مهم عندي اخرج أنا وبنتي من جحرهم وبعدين نتصرف هنعمل ايه ، وفعلا خرجنا وكنت زى المغيب مش مدرك حاجه ولا مدرك طبيعه الخطر اللى كان محاوطنا وليه عمل كده فى بنتي ومين دول وايه اللى هنا عرفته عنهم ؟ لحد لم هنا اتكلمت وهى فى حضني وحكتلي كل اللى حصل معاها , وقتها استوعبت انهم مافيا مش مجرد ناس عاديه ,هنا دخلت فى حاله اكتئاب حاد وماحدش من البيت عندي عرف باللي حصل معانا وعرفت مراتي أن هنا تعبت عشان اتسببت فى موت حاله بخطا طبي وده اللى وصلها لحاله الاكتئاب وعدم خروجها من البيت ، هم بقى بدءو معايا يبتزوني بالفيديو المصور لبنتي وان اسكت ماتكلمش لو عايز بناتي ومراتي يبقو فى امان اسكت وكمان أنا مضيت على ورق توريطي فى كل اللى بيعملوة وبكده أنا بقيت كبش الفدا ، لكن القذر اللى اسمه طارق ماسكتش بعت الفيديو لهنا مع رساله وسخه زيه عايز يقابلها ويقضى وقته معاها ، هنا ماستحملتش تشوف الفيديو خرجت من البيت ركبت عربيتها وراحت للموت برجلها ، حاله الاكتئاب الحاده اللى وصلت ليها بسبب اللى حصلها وصلها انها تنتحر وقعت بعربيتها من فوق جبل المقطم وحياتها انتنت وحياتنا كمان ، ماكنتش قادر اسكت ولا اتكلم عشان خوفت على لما اختها الصغيره يحصل لها نفس اللى حصل لاختها وأكون خسرت البنتين ، فضلت بتعذب من جوايا وساكت ، بعدت عن كل حاجه حتى مراتي ، أنا مش وحش زى ماهم عايزين يطلعوني بالصوره دي ، أنا لا متحرش ولا عمري قربت من بنت أو أي مريضه وخصوصا كل حاجه ماتت جوايا مع موت بنتي والحادثه البشعه اللى حصلتلها اللى ماحدش يقدر يتحمله ،هم اللى فضلو يبتزو فيه عشان الفيديو مايتنشرش وأنا استسلمت لقرارتهم عشان بنتي بقت فى مكان احسن ماينفعش يتاجرو بشرفها بعد موتها وبتهدد كمان باختها , أنا ماقربتش من مراتك أنا فعلا حاولت بس مش بمزاجي بتهديد منهم ، بلغوني لازم أعمل كده واصور اللى حصل ، بس أنا ماقدرتش اكمل وكمان مراتك بعدت عني فورا اول لم حست ان خطر ، ماعرفش عرفو وقتها منين انها هتيجي تتعالج عندي ، بس من المؤكد لأنا بتراقب لبيرقبو حضرتك بقى وعارفين بكل تحركاتك .

لم يستوعب ما سمعته اذنيه هتف بدهشه : ازاي كل ده يحصل ،طيب والبنات اللى قدمو بلاغات ضدك بالتحرش والابتزاز كل ده ايه ؟

- من تخطيط سامي الحديدي ، مافيش أي وقعه حقيقيه وهم نجحو ان يهدو بيتي ويهزو اسمي وبقت سمعتي على كل لسان ، عشان اخر حاجه طلبوها مني رفضتها

- طلبو منك ايه تاني ؟

- كانو عايزين يستغلوني فى اوفرلهم مرضي من المستشفى بتاعي ، ناس ميؤس منهم الشفاء بسبب حالتهم النفسيه وان مافيش اهل بتسأل عنهم ، عايزين يسفروهم خارج مصر عشان يتم الاتيجار بيهم زى الدعاره بعد لم يعطيهم المهدئ اللى يسطر على حالتهم ولم يحبو يتخلصو منهم فى النهايه ياخدو اعضاءهم وبكده يكونو استفادو منهم فى كل حاجه وأنا رفضت انفذ مهمتهم دي وعشان كده وصلت لهنا واللى حصلي كان مجرد طعم وعارفين ان سيادتك مش هتسكت لو قربت من مراتك واول لم وقعت بعتو البنات اللى تشهد ضدي ، وكمان بعتولي رساله مع المحامي بتاعي لو عايز اخرج من هنا انفذ اوامرهم والا يتكرر اللى حصل مع هنا فى اختها لما ، لكن أنا قررت افضحهم كلهم عشان خلاص لما بلغتني انها هتسافر هي ومامتها ، بس ارجوك طلب أخير بلاش تتصرف أي تصرف ممكن ياذي بنتي او مراتي ، لم حضرتك تتاكد من سفرهم أعمل اللى يريحك ارجوك .

- حاضر اطمن هنحافظ على حياه مراتك وبنتك وكمان حياتك لان بعد اللى انت قولته ده حياتك اصبحت مهدده ، بس انت بتقول ان امضتك على كل ورقه تخص أي عمليه اتعملت او جثه هربوها بره مصر ،كل حاجه عليها توقيعك انت ، صحيح انت ماشركتش فى اللى عملوه بس امضتك كمان دي مسئوليه ولازم نثبت انك كنت مهدد وكان بيتم ابتزازك عشان تمضي ولازم ادله قويه ، لان القاضي بياخد بالورق اللى قدامه وبكده انت فى وجه القانون مؤدان ومتهم زيك زيهم

- مايهمنيش أي حاجه بعد كده ، حتى لو تم الحكم عليه بالاعدام المهم مراتي وبنتي فى امان وكمان نخلص من شر سامي لان سامي هو اللى بيحرك الكل زى العرايس فى ايده ، وكمان اللى عرفته ان اللورد بتاعهم مش موجود فى مصر ، لانها مافيا كبيره وفيها من عده دول داخل الدايره بتاعتهم , بس كان فى ظابط جالي من حوالي شهر كان عنده علم باللى حصل لهنا بنتي الله يرحمها وقدر يوصل لحاجات كتير تدين سامي ورشدي وابنه ،. ووعدني هيقف جنبي وهيسلمني كل الاوراق اللى عليها امضتي ، خصوصا ان حذف الفيديو اللى يخص هنا بنتي من عند طارق الكلب وعشان كده كان كل خوفي على بنتي التانيه ، بس أنا مطمن خلاص .

- الظابط ده اسمه ايه ؟

- المقدم حسام فخري

اغمض عيناه باسي : للأسف يا دكتور ثروت. , حسام اتوفى امبارح بعد لم سامي كشفه

همس بحزن : لا حول ولا قوه الا بالله ، هم العالم دي هتفضل كده حسبي الله ونعم الوكيل

زفر بضيق : فى حاجه تانيه تحب تضيفها

- لا أنا قولت كل اللى عندي ، بس حاجه اخيره لسيادتك إذا سمحت ؟

- اتفضل

- أنا آسف على اللى حصل مني ارجوك تعذرني وصدقني أنا مالمستش مراتك ووقتها وحياه بنتي شوفت فيها نظره هنا بنتي الله يرحمها ، صدقني كنت شايفها بنتي ولا عمري كنت هقدر أذيها ، خليها تسامحني وحضرتك كمان ، عشان انا مأذتش حد غيرها وده من خوفي على بنتي .

اؤمي بالايجاب : أنا متفهم اللى حصل

- خلي بالك منها ومن نفسك

- أكيد ، هتفضل معانا لم نقبض على سامي وكل اللى معاه وهنعيد فتح تحقيق فى القضايا اللى مرفوعه عليك وهيتم تبريئك منها وسمعتك كطبيب هترجعلك اوعدك بكده ، بس بعد كمان لم نسبت انك اتجبرت على امضتك على كل الاوراق اللى تخصهم ، وهنفرغ جهاز اللاب توب الخاص بحسام ومتاكد ان هيظهر حقايق كتير ،وكمان تقدر تتهم طارق بالجريمه اللى عملها فى حق بنت حضرتك وده مش بس جريمه واحده ، خطف وهتك عرض واغتصاب ،ده غير جرايمه التانيه واستحاله هيفلت من العداله .

همس بحزن : حق بنتي عند ربنا مش عايز اهتك سترها وهى فى دار الحق

- ربنا يصبرك ويظهر الحقيقه قريب جدا وترجع لحياتك وسط عيلتك ، أنا مديون لحضرتك باعتذار ، أنا بجد آسف على تطاولي معاك باللفظ وكمان كنت همد ايدي

ابتسم بخفه : أنا اللى آسف ، أنا مقدر الموقف اللى كنت فيه واي رد فعل منك كنت هكون متقبله عشان حقك ، وشرفك ، ربنا يخليكم لبعض ويسعدكم ، نصيحه اخيره معلش استحملني ، مراتك مش محتاجه لطبيب نفسي هى محتاجه لمسانده ، حد يفهمها ويقف جنبها مايتخلاش عنها ، وصدقني هتحس بيك ومشاعرها مع الوقت هتنجذبلك وهتشوفك زى ماانت

- أنا أخذت اغبي قرار فى حياتي لم بعدتها عني فى اكتر وقت هى محتجالي فيه وكمان أنا محتجلها ، بس غصب عني محتاج اطمن عليها من سامي لان سبق وخطفها وانا ماعنديش استعداد اخسرها

- اوقات بنلجا لقرارات صعبه من وجهه نظرنا ، والطرف التاني يفسره على انه تخلي عنه وفى الحقيقه بيكون قرار موجع للطرفين وبياخد وقت لم كل واحد يتقبل ان ده كان الصح للطرفين ، فى النهايه هتستوعب بعدك خوف عليها مش خذلان ماتقلقش .

لوي ثغره بضجر : هى فعلا فكرت ان عايز ابعدها ولم حاولت اثبت لها العكس ،قابلت رد فعل غريب جدا منها وانها بتبعدني عنها ومش بس كده بتتهمني ان خاين لاخويا الله يرحمه ونسيته ،تفسير حضرتك ايه فى النقطه دي كطبيب نفسي وايه الحل المفروض اعمله ؟

- ده طبيعي جدا ، هى خايفه تدخل فى علاقه جاده ،لان الجواز الاول كان مبني على أساس تاني خالص مافهوش علاقه زواج قاىمه بس كان فى علاقه امان ، ود ورحمه ، كان سندها فى اكتر فتره افتقدت فيه والدها ، أنا من رائي تعرفها بحقيقه زواجها من سند وبكده هتتفهم ان سند كان مالي فراغ فى حياتها وواخد مكان والدها وبكده هتستوعب علاقتك انت بيها ايه وهتحبك زى ماانت فارس وهتشوفك فارس مش سند ، خد خطوه كمان

- اخدت خطوه واتفهمت غلط ، لو عرفتها بالحقيقه هتتهمني بالكدب ، كلام سند عنها بيقول انها طفله وبتصدق اي شي يتقال واي كلمه بسيطه ممكن تجرحها ،وصعب عليا اطلع سند كان بيكدب عليها ومعيشها فى وهم

- لازم تعرف الحقيقه وتفهم الواقع اللى هى عائشه فيه ، صدقني هترتاح كتير لم تعرف ، ممكن بلاش تقولها بس وصلها مذكرات سند اللى سبهالك وبكده مش هتتهمك بالعكس هتستوعب حقيقه مشاعرك وانك مش خاين زى ماهي متخيله رغم ان مافيش علاقه للخيانه ، لان سند متوفي وهى دلوقتي مراتك انت مش مرات اخوك .

ظل يتناقش معه بعده أمور الى ان عاد ثروت الى محبسه ثانيا وزفر فارس انفاسه بضيق وهو يهمس داخله :

مصايب الحديدي كل يوم بتزيد ومافيش خطوه واحده ايجابيه ، الله يرحمك يا حسام ، لازم حقك يرجع وحق كل اللى راحو غدر

_______

ظل متسمرا مكانه قبل ان يدق جرس الشقه ،حاول التماسك واخفاء دموعه ثم دق الجرس وانتظر لحظات الى ان فتحت له رنيم باب الشقه ، همست بقلق عندما وجدته اكلمها

- حسام بخير ؟

احتضنها بحنان وهو يهمس بانكسار : حسام استشهد يا بنتي

ابتعدت عنه بصدمه وهزت رأسها بعدم التصديق : لا حسام وعدني ان هيرجع عشاني ، مش معقول هيخلف بوعده معايا ، لا حسام بيوفي بوعده أنا عارفه ومتاكده هو أكيد هيرجع صح ، مش معقول يسبني لوحدي هو كمان .

ربت على كتفها بعطف : احنا معاكي ، احنا عيلتك يا بنتي ،تعالي معانا عيشي وسطنا مش هسيبك لوحدك , هناك ماما احلام هتخلي بالها منك وكمان جودي اختك واخت حسام وانتو الاتنين هتهونو على بعض اللى جاي

- لا أنا متاكده ان حسام راجع ، أكيد فى حاجه غلط ، ارجوك يا اونكل أنا عايزة اشوفه

- يابنتي افهميني وبلاش تصعبيها عليه ،لازم تستوعبي اللى حصل وتصدقيه ،ده مش بايدنا ارجوكي ريحي قلبي وقلب حسام وتعالي معايا هناك بيتك وهتقعدي فى نفس الاوضه بتاعت حسام .

لم تصدق ما حدث انصاغت معه جسدا بلا روح ،ساعدها على استلام جثمان والدتها وتم دفنها بالمقابر الخاصه بعائلتها وعادت معه الى حيث منزله ، عانقتها جودي بعد علمها بانها زوجه حسام ثم اصطحبتها الى عرفته ، اغلقت بابها وظلت تدور بالغرفه كالطير المجروح ، سارت حيث خزانه ملابسها فتحتها لتجد بعض الثياب معلقه اخرجت قميصه الابيض ضمته بقوه الى صدرها وظلت تستنشق رائحته العبقه ثم دثرت نفسها بالفراش وهى تحتضن ذاك القميص بقوه وتذرف الدموع بصمت وتهمس من بين دموعها باسمه فقد اشتاقت له وتريد رؤياه فلم تصدق بعد بانها تلك النهايه ، انتهت علاقتهم قبل ان تبدء ، سطر الحزن حكايتهم معه ووضع نهايته الموت على كليهما ...

ماأصعب أن تبكي بلا... دموع.....وما أصعـــــب..أن تذهب بلا رجوع

وماصعب أن تشعر بالضيق....وكأن المكان من حولك ... يضــــــيق

مااصعب ان تتكــلم بلا صـــــوت

ان تحيــى كى تنتــظر المــــــوت

مااصعب ان تشــــعر بالســـــــأم

فتــرى كل من حــــولك عــــــدم

ويسودك احســـــــاس النـــــــدم

على إثــم لا تعرفه .... وذنب لم تقترفه

ما اصعب ان تشـــــعربالحــزن العميـق

وكأنه كامـنٌ فى داخــلك ألـــم عريــــق

تستـــكمل وحــدك الطــريــق

بلا هـــــدفٍ... بلا شــريكٍ... بلا رفيــقٍ

وتصيــر انــت و الحزن و النـدم فريــق

و تـــجد وجـــهك بين الدمــــوع غريـق

و يتحــول الأمــل البــاقى الى.... بريـق

مااصعب ان تعـــيش داخــل نفـــسك وحيـد

بلا صديــــقِ... بلا رفيـــــقِ... بلا حبيـــبِ

تشـــــعر ان الفــــرح بعـــــيد

تعانى من جــــرح...لا يطــيب

جـــرح عمـيق.. جـــرح عنـيد

جـــرح لا يـــداويــه طبيـــب

مااصعب ان تــرى النـــور ظـــلام

مااصعب ان تـــرى السعادة اوهـام

وانت وحيــد حـــيران+

من .... لاحب يستمر .... ولا آهات تدوم

ومهما يطول الزمن .... لاحب يستمر .... ولا آهات تدوم

يتبع 



الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس من هنا



الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر من هنا



الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر من هنا



الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون من هنا



الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الخامس والعشرين من هنا



الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون والاخير و الخاتمه من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺



❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺





تعليقات

التنقل السريع
    close