القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أرمله أخي الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون والاخير و الخاتمه بقلم الكاتبه فاطمه الألفي حصريه وجديده

11111111111111

رواية أرمله أخي الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون والاخير و الخاتمه بقلم الكاتبه فاطمه الألفي حصريه وجديده 



رواية أرمله أخي الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون والاخير و الخاتمه بقلم الكاتبه فاطمه الألفي حصريه وجديده 


انشغلت الفتايات بتجهيزات يوم افتتاح مشروعهم الخاص وبدء كل منهما بالانشغال بشئ ..

وضعت قدر لمستها الاخيره على جدران الكرفان وطلته ببعض الألوان المتداخله معاً وتذكرت انهم لم يطلقو اسما على حلمهم الخاص ،امسكت بالفرشاه ونظرت لهما بتسأل :

- على فكره يا بنات احنا نسينا أهم حاجه

نظرو لها بغرابه وعلت الهمهات بينهم : احنا خلصنا كل حاجه والمفروض نحدد بس مكان نبدأ اليوم بيه

هتفت جودي بجديه : وأنا خلصت كتابه المنيو وهنعلقه على استاند بكل الموجود وبالاسعار اللى حددنها

- وأنا اهو جبت الورق من المطبعه وهنوزعه فى كل الأماكن اللى هنروحها يبقي فاضل ايه بقي

ابتسمت لهم قدر ورفعت الفرشاه تلوح بها بوجههم بمرح : بس مافكرناش هنسمي المشروع ايه يا طعمين

علت الدهشه الوجوه لتهز قدر رأسها موكده بما يدور بخلدهم : ايوه نسينا أهم حاجه ، يلا بسرعه قولولي اكتب ايه

هتف رنيم : ايه رايكم بم انه مشروعنا الخاص يبقي نكتب عليه اسامينا كلنا

هتفو الجميع معترضين على ذلك الاقتراح

ابتسمت ورد وهتفت بمزاح : نستغل اول حرف من اسم كل واحده فينا ، هيبقي حكايه مسخره خالص

ضربتها جودي بخفه اعلى كتفها ثم همست بمرح : على كده الاسم لوحده كفيل يقفلنا المشروع من قبل ما يبدء

تنحنحت قدر بخفه لينتبه إليها الجميع ثم قالت مبتسمه : بصراحه فى دماغي اسم مش عارفه هتوافقو عليه ولا ايه

هتفوا جميعهم: قولي قوام ساكته ليه ؟

" قدر بنات "

شايفه ان خاص بينا وهغير قدرنا للافضل وكمان ندعم بيه بنات كتير يخليهم يفكرو نفس تفكيرنا وان البنات قادره تحقق حلمها وتغير فى قدرها مش نستسلم للظروف

تبادلوا النظرات بينهما فى صمت دام لعده دقائق ثم هتفوا بفرحه بصوت واحد

( قدر البنات ) حلو جدا

عانقتهم قدر بحب وبدءت تخطى باول حروف حلمهم البسيط الذي تأمل بانه سوف يكون بدايه جديده وسعيده لكل منهما ..

______

ظل حسام داخل الحضانه الى ان اطمئن على حالة الصغيره واعطاها اياه الطبيب

- اتفضل البنت بخير وتقدر تكون مع والدتها فى الغرفه ،حمدلله على سلامتها

ألتقطها برفق وهو يتمتم بالشكر ثم غادر المحضن وهو يتطلع لذلك الملاك البريء بحب ويهمس بصوت خافت بالقرب من اذنها : عارفه ان اول مره اشوف والمس بنوته صغننه ,, حاسس بمشاعر غريبه اول مره احسها بس اللى اعرفه ان إحساس حلو . 


طبع قبله طويله اعلى جبينها الصغير ثم وقف امام باب الغرفه وطرقها بخفه ، لتفتح له إيمان الباب وتاذن له بالدخول الا انه تسمر مكانه واعطاها الصغيره برفق '

- اتفضلي البنت هى بخير دلوقتي ومحتاجه والدتها ، وأنا هفضل هنا لو محتاجين حاجه بلغوني

حملت منه الصغيره وتعمدت ملامست كفيه الا انه زفر بضيق وهمس بصوته الغليظ : -

- لم حسن يرجع بالسلامه ليه كلام معاه ، ومن فضلك تتجنبي وجودي وده لصالحك انتي فاهمه ، أنا عامل حساب لحسن فمتخلنيش افقد اعصابي

أغلق الباب بعد أن دلفت إيمان بالصغيره لداخل ثم سار بخطوات سريعه وهوى بجسده اعلى المقعد بمنتصف الرواق وضع راسه بين كفيه وحاول اغماض عيناه لشعوره المفاجئ بالدوار

ليرا لمحات من الماضي لن ينساها حتى الان وجد نفسه " يركض خلف شقيقته الصغرى يحاول أن يمسك بها وهى تركض بمرح وتحمل لعبتها التى كانت تحملها داخل كفها الرقيق ، الا ان أمسك بها لتسقط لعبتها ارضا وتنظر له بحزن ثم ابتعدت عنه وهى تصرخ بصوت باكي :

- أنا زعلانه منك عشان وقعتلي عروستي وبقت وحشه

انحنى بجزعه يلتقط العروسه ويركض خلف شقيقته : رحيقي استني ماتزعليش ، طب هجبلك واحده غيرها وأكبر منها كمان

نظرت له بفرحه : اكبر منها

- اكبر منها ، قدك انتي شخصيا

هبط لمستواها وفرد لها ذراعيه لتركض اليه وتتشبث بعنقه ليحملها ويدور بها بسعاده لتنتهي تلك السعاده بصفعه قويه تهزة من الداخل وهو يرا وجهها الملائكي الملطخ بالدماء وتضم لعبتها بقبضتها الصغيره .

لتتسع بؤبؤه عيناه بقوه لينهض عن مقعده يريد ان يختلى بنفسه ، يشعر بانه مراقب من الجميع ، سارت قدماه الى خارج المشفى ،يريد ان يسترد انفاسه اللاهثه وهو يمسح حبات العرق التى تغرق وجهه ، تطلع للسماء بضياع ، وهمس بقلب منفطر " ساعدني يا رب "

________

هبت رياح قويه جعلت مراكب الصيد تتراجع عن طريقها وتتمايل بها الامواج ، فصاح بهم شيخ الصيادين

- هنعواد تاني للشط يا رجاله ، الجو مايبشرش بالصيد ، لم البحر يهدي نبقي نعاود تاني

بالفعل عادت المراكب الى الشاطئ ثانيا وبدء الصيادين فى مغادره البحر .

تقدم شاب من الشيخ مرسي مهرولا ايه يهلل بسعاده

- يا ريس مرسي ، يا ريس مرسي

هتف مرسي متسألا : فى ايه يا حميدو خير

- مبروك ماجالك يا ريس مرسي ، الست بياضه ربنا كرمها وقامت بالسلامه

- بتتكلم جد يا ولا

- ايوه والله يا ريس ، ايدك بقى على الحلاوه

- الف حمد وشكر الك يارب

دس يده داخل جيبه ثم اعطاه بعض النقود

- خد دول مش خساره فيك يا حميدو ، قوام تبلغ الريس حسن اني طالبه انت فاهم بس اوعاك تخبره حاجه أنا هقوله بنفسي

- طيران يا ريس

هرولا مسرعا الى حيث يقف حسن مع رفاقه يهم بنزع شبكه الصيد واذا بحميدو يهتف مناديا باسمه

- يا ريس حسن ، الريس مرسي عايزك

نظر له حسن : حاضر يا حميدو هخلص بس الشبكه ورايحله

- لا دلوقتي حالا

ترك ما كان يفعله ثم سار اتجاه الخيمه التى يوجد بها الريس مرسي

- سلام عليكم يا ريس ، خير يا ريس ؟

قابله بوجهه البشوش وربت على كتفه مرحبا به :

- وعليكم السلام يا حسن ، مبروك ماجالك يا ولدي ، بلغوني ان بياضه ربنا كرمها وقامت بالسلامه

لم يستعب ما قاله والد زوجته ، نظر له ببالاها وهو يردد

- والله ولدت ، طب وجابت ايه وهى عامله ايه دلوقتي ؟

- والله يا بني ماخابر بس هنروح المستشفى ونطمن ونعرف كل حاجه بنفسنا ، يلا قوام وقف تاكسي

شعر بالارتباك وهو ينظر حوله ثم هم بالسير : حاضر

_______

صفا قاسم سيارته امام الكرفان ليترجل فارس أولا ثم صفا قاسم السياره جانبا ولحق بصديقه .

اقترب فارس من زوجته التى عندما علمت بقدومه وهى تقف بانتظاره ليشاركها سعادتها ، ركضت اليه بابتسامتها الرقيقه ترحب به : بوجودك تكمل فرحتي

طبع قبله هادئه اعلى جبينها : مبروك يا قدر قلبي ثم اعطاها صينيه خشبيه مطبوع عليها صورتها ومنقوش اعلاها (الشيف قدر )

ضحكت بسعاده وهى تنظر له بحب : شيف مره واحده

اؤمى لها موكدا : طبعا أحلى شيف فى الدنيا وقد الدنيا كمان

اقتربت جودي لتشاكسهم : على فكره هنا مكان اكل عيش ممنوع منعا باتا أي غرامات واتفضل يا حضره وكيل النيابه ساعدنا

نظر لها فارس برفعه حاجب : اممم قولتلي اساعدكم ، تمام ماعنديش أي مانع

هتفت قدر بقلق : لا يا حبيبي انت تعبان اقعد استريح انت

نظرت لها جودي بغضب وهى تقلدها : لا يا حبيبي تعبان ، بس فارس يقدر يساعد باي حاجه انتي مش شايفه الزحمه واللخمه اللى احنا فيها وبعدين ده افتتاح

ابتسم فارس لزوجته : ماتقلقيش فعلا جودي معاها حق وأنا اصلا هنا عشان اساعدكم وجبت قاسم كمان معايا واتصلت بايمن كمان هيخلص حاجه مهمه وجاي ده متحمس اكتر مني ههه

ابتلعت ريقها بتوتر عندما علمت بقدومه وشعرت بالتخبط اما عن فارس فسار بجانب زوجته ووقف جانبها :

- أنا ممكن اشتغل بايد واحده عادي ، بصي هعمل أنا ساندوتشات برجر ،سهل جدا وهرص كل حاجه فوق بعضها

ابتسم له ثم احضرت له ما يلزمه وبدء فارس فى مساعدتها وهم يتبادلون نظرات الحب الممزوج بالسعاده ..

_____

عندما وقعت عيناه على وردته التى خطفت نبض قلبه منذ اول لقاء جمع بينهم ، سرقت عقله واصبح لا يفكر الا بها ، تقدم بخطواته ووقف خلفها دون أن تشعر به ، فقد كانت منشغله بوضع الكفته داخل الاسياخ وخصله من شعرها المتمرد تنساب على وجنتها تعيق رؤيتها ، ظلت تأفأف بضجر منما جعله يبتسم على هيئتها المجنونه ، وعلى حين غفله رفع انامله برفق ليلمم خصلاتها المتبعثره اثر الهواء وثبتها جيدا خلف اذنها ووضع ورده حمرا اعلى خصلاتها منما زاد من جمالها وهمس بصوته الدافئ: مبروك على المشروع

ظلت تحدق به بقوه ولم تستعب بعد ماذا يفعل امامها , اشاح بكفه امام مقلتيها

- الورده الجميله سرحانه فى ايه ، ايوة أنا هنا قدامك يا حبيبتي مش بتحلمي ولا حاجه

هتفت بضيق : انت ايه

- أنا حبيبك يا بت ههه

- يا برودك يا اخي

طاح بكتفها لتتزحزح من جانبه ووقف مكانها يكمل ما كانت تفعله : الحق عليه يعني جاي اساعد مايخلصنيش اشوفك محتاسه كده

- لا يا سيدي شاكرين افضال معاليك

- اهو لسانك ده بقى اللى عايز

نظرت له بعند : عايز ايه

ارسل إليها غمزه ماكره : عايز قطه ههه

- قليل الادب

هتفت بضجر وهى تبتعد عنه ولكن داخلها شعور غريب يجذبها لذلك المجنون الذي لا يكف عن ملاحقاتها رغم صدها اليه الا انه مازال يتمسك بها ..

_______

حضر ايمن فى ذلك الوقت وهو يحمل بين يديه باقه من الزهور ،اراد ان يقدمها اياها ويخبرها بحقيقه مشاعره اتجهاها ولكن تسمر مكانه عندما وجدها تقترب من فارس وتتحدث معه ، منما جعله يتقدم بخطواته ليسترق السمع ويعلم ما الحديث الذي يدور بينهم .

همست باحراج : فارس ممكن اخد من وقتك دقيقه

نظر لها باهتمام : أكيد.يا جودي اتفضلي

ابتلعت ريقها بتوتر : الحقيقه أنا عايزة اعتذرلك على اللى حصل بينا اخر مره اتقابلنا وكلمتك بطريقه بايخه او

بالاصح بقله ذؤق وتعالي ، أنا بجد اسفه على كل كلمه قولتها أنا كنت متعصبه

ابتسم لها بود : أنا نسيت الموضوع ده اصلا يا جودي ومافيش داعي للأسف ، ركزي انتي فى اللى جاي وانسي اللى فات

- بجد يعني مش زعلان مني صح ومش هتبعد قدر عني

- ابعد قدر عنك ليه ؟ أنتو اصحاب وكمان شركه اهو فى نفس المشروع ، صدقيني يا جودي مش زعلان خالص ولو كنت من الاول عايز ابعد قدر عنك ماكنتش سمحتلها انها تكون بينكم صداقه من الأساس ، جودي انتي زي اختي بجد وباباكي ليه افضال كتير عليه وبلاش تفكري فى أي حاجه حصلت قبل كده ، دلوقتي اشغلي نفسك بمشروعك وحياتك وبس

- شكرا بجد يا فارس ، بس كنت محتاجه اصفى أي حاجه حصلت قبل كده واعتذر عن تصرفاتي الهمجيه وطريقتي ، يلا بقى هشوف ورايا ايه

بعدما غادرت جودي نظر فارس لقدره التى كانت جانبه ولكن فضلت الصمت الى ان تنتهي تلك الصفحه القديمه وتنطوي من حياتهم ، ارسل إليها قبله هواء لتبتسم له بخجل وتبعد انظارها عنه لتنهى الطعام الذي بيدها ...

_____

كادت ان تنصدم به لتتشبث بياقته بقوه وعندما رفعت انظارها تفاجئت به

ابتسم لها ايمن وحاول الثبات ثم قدم إليها باقه الزهور : خلي بالك لتقعي

ابتسمت له برقه : كنت هتسبني اقع

هتف بجديه : ياريت تقعي

نظرت له بصدمه ليهمس برقه : تقعي فى حبي زي ماانا وقعت في حبك

التقطت الباقه من يده ثم همست له برقه : ميرسي ، هتفضل واقف كده كتير ، يلا ورانا شغل كتير

- نعم

هتف بها باستنكار

لتهم بالسير امامه ثم عادت ترمقه بنظرات جاده : ايه يا دكتور مافيش مساعده ولا هتخليني اغير فكرتي عنك

أكملت طريقها ليحلق بها ايمن وهو يهمس بجديه : وايه هي بقى فكرتك عني

هتفت دون ان تنظر اليه : حد كويس وجدع ووقت احتياجي ماسبتنيش فى الدنيا اعافر لوحدي كنت الايد اللى بتقومني كل لم الدنيا تخبط فيه وتوقعني ، عمري ماهنسي اللى عملته معايا لم تعبت وتمسكك انك تخرجني من حزني حتى لو كنت بتقدم ابسط الحلول لكن كنت بتسمعني ، بتفهمني ، حاسس بوجعي وكل ده عندي كتير اوي

- كلامك ده يشجعني اطلب حاجه قصاد كل اللى انا قدمته ليكي

نظرت له بصدمه : حضرتك عايز مقابل

اؤمى براسه بالايجاب : مقابل معوني ،مقابل نتسند على بعض العمر كله ، تكوني سندي وأكون سندك ، تكوني تؤام روحي وتكملي عمري ، تقبلي ترتبطي بيه يا جودي ؟

لمعت عيناها بالدموع وتذكرت كلماته وهو يصرخ بها باخر لقاء جمع بينهم " مافيش حد هيقدر يغير جودي غير الحب ، صدقيني لم تحبي بجد يا جودي وقتها بس هتتنازلي عن غرورك وكبرياءك "

_________

ركض حسن مسرعا لداخل المشفى بعدما علم بوجود زوجته ، اقترب من غرفتها يطرق بابها بلهفه ثم دلف على الفور وتقدم من الفراش بلهفه

- حمدلله على سلامتك يا غاليه

قبل وجنتيها ثم نظر لها بحب : ربنا عطانا ايه

- بنت يا ابو علي

قبل رأسها بفرحه : ومالك زعلانه ليه ، وهي البت وحشه ده احسن حاجه فى الدنيا خلفه البنات يا حبيبتي

وينها حبيبه ابوها اخدها فى حضني مشتاق لشوفتها اوي

ناولتها حماته اياها : سمي عليها يا بني وقول ناوي تسميها ايه

ألتقطها بسعاده وهو يردد : بسم الله الرحمن الرحيم ، ربنا يحفظك ويخليكي لينا يا أغلي هديه ربنا بعتهالنا

قبل كفها الصغير برفق ثم نظر لزوجته بتسأل : مين جابكم هنا

ابتسمت له وهمست بحب : الخير اللى عملته

نظر لها بعدم فهم لتعود تردد : الخير اللى عملته اتردلك فيه وكتر خيره الاستاذ حسام جبنا هنا وفضل معانا وماهتمش بتعبه كمان اتبرعي بدمه وفضل جنب بنتك فى الحضانه اول لم تولدت

تنهد بارتياح : امال هو فين ماشوفتش وأنا داخل

- يمكن راح هنا ولا هنا هو قال مش هيسبنا اللى لم ترجع بالسلامه

وضع إبنته برفق داخل احضان والدتها

- هروح اشوفه فين

غادر الغرفه ليبحث عنه ، وجده بحديقه المشفى يبدو عليه التعب ، اقترب منه بقلق وضع كفه اعلى كتفه : مالك يا حسام انت تعبان ؟

نظر له بعينين محمره اثر الدموع ، علم حينها لم يبكى الان ، عانقه حسن بقوه وهو يهمس له بيقين : هترجع حقهم يا اخويا وأنا معاك كمان ، قوم معايا شوف رحيق بنت اخوك

نظر له بلهفه : هتسميها رحيق ؟

- اومال هو في احسن من الرحيق .

_______

حل المساء وانتهى يومهم الشاق ثم عاد كل منهما الى منزله .

وداخل كل منهما احلام ورديه يريد تحقيقها ...

_____

فى الصباح قرر فارس قطع اجازته والعوده الى عمله واول قرار اتخذه هو فتح قضيه مقتل عائله حسام والقضيه التى وصمت والده بالعار عندما قالو عنه ضابط مرتشي ويخالف ضميره ..

وقف امام باب مكتب اللواء اكمل سلام قليلا قبل ان يحسم امره ..ثم

طرق بابه وعندما اذن له بالدخول ،دلف لداخل وهو يسير بخطواته الواثقه الى ان وقف امام مكتبه وهو يبتسم لسيادته .

- صباح الخير يا فندم

رفع اكمل انظاره بدهشه : فارس ..! صباح الخير ، ايه نزلك الشغل دلوقتي

- أنا قطعت إجازتي ، حضرتك عارف مابحبش قعدة البيت وكمان فى قضيه مهمه لازم ننجز فيها

- طب اتفضل اقعد واقف ليه

جلس فارس بالمقعد المقابل له : أنا جاي لحضرتك فى خدمه

- خير يا فارس ؟

- اعطاه ورقه ليقرا اكمل ما بها ثم نظر له بصدمه :

- ايه اللى انت طالبه ده ؟

- حضرتك محتاج افتح قضيه المقدم فخري عبدالهادي الله يرحمه ، ومافيش غير حضرتك يساعدني بصفه شخصيه حضرتك تقدر تصدر قرار باعاده فتح التحقيق فى القضيه

- ازاي بس يا سياده الوكيل ، انت مش واخد بالك ان لازم يكون فى اداله جديده وقويه عشان نعيد فتح ملف أي قضيه

- حضرتك أنا عارف ده كويس ، بس أنا متاكد لو فتحنا القضيه دي هنوصل لحاجات كتير ، ارجوك يا فندم محتاج موافقه حضرتك

- اللى بتطلبه ده صعب يا فارس

- طب عندي اقتراح ممكن اخد ملف القضيه ادرسه كويس واوعد حضرتك هيكون فى سريه تامه ولو لاقيت أي ثغرة ممكن تحل الالغاز المفقوده هقدم طلب لسعادتك الأول قبل مااخد أي اجراء قانوني

- ماشي يا فارس ،انا محتفظ بملف القضيه دي فى مكتبي ومش عايز أي غلطه

ابتسم بود وهز راسه بالايجاب : اوعد حضرتك مش هتصرف أي تصرف غير لم ارجع لحضرتك

فتح الخزنه خاصته ثم اخرج منها الملف المحدد واعطاه اياه ، التقطه فارس بامتنان ثم غادر مكتبه ليعود الى مكتبه ويجلس بمقعده وبدء فى فتح اول صفحاته لتجحظ عيناه بصدمه عندما وقعت على تاريخ يوم الحادث .

على الفور جال بباله فكره ،وجبت تنفيذها ،فتح اللاب توب الخاص بحسام ووقف عند الملف المشفر يدقق النظر به ثم دق باطراف انامله تاريخ الحادثه الذي راح ضحيته عائله حسام ،لينفتح الملف بكل سهوله .

لتتسع ابتسامته لشعوره بالانتصار ولكن سريعا ما اختفت تلك الابتسامه وهو يردد اسمه بصدمه " مختار عسكر "


" أرمله أخي " 27

بقلم / فاطمه الالفي

دقق النظر باللاب توب الخاص بحسام ، وتصفح ذلك الملف المشفر ، لتجحظ عيناه بصدمه عندما وقعت على صوره تجمع بين ثلاثتهم , اللواء اكمل سلام والمقدم الراحل فخري عبدالهادي والد حسام والآخر مختار عسكر ..

ظل يقرا ما دونه حسام وبين تلك السطور يزداد شعوره بالدهشه منما كان يخفيه ,الان فهم كل شيء ولم يعد شيئا غامض امامه، أغلق الحاسوب ونهض عن مقعده متوجها لغرفه اللواء اكمل ، لمناقشه ما عرفه وهو عازم النيه على انهاء تلك القضيه اليوم وليس غد ..

________

غادرت بياضه المشفى برفقة زوجها وعائلتها ولكنت توجهت الى منزل والدها ، بعدما اطمئن حسن على وضعها ،ودعها بقبله حانيه وطبع مثلها على وجنتي صغيرته وعاد ادراجه الى منزله .

تفاجئ به حسام امامه لينهض من نومته وينظر له بغرابه : حسن انت هنا ليه ؟ ليه مش جنب مراتك وبنتك ؟

ضحك بخفه وهو يجلس جانبه أعلى الاريكه : بياضه فى بيت ابوها وانا ماينفعش افضل قاعد هناك ، بس كل يوم هروح اطمن عليهم وأشوف طلباتهم ، ماتشغلش بالك انت

- تمام ، أنا بقى عايز اقولك حاجه مهمه

قاطعه بالنفي فهو يعلم ما يدور بخلده : مش هتسيب البيت يا حسام ، استنى بس سبوع رحيق وهنزل معاك القاهرة ، ولو انت مش ناوي تصضفني فى بيتك ولا ايه ؟

- لا طبعا انت بتقول ايه ، انت تشرفني فى اي وقت ، بس انا مقدر ظروفك دلوقتي وكمان حاسس ان وجودي باعد عنك مراتك وبنتك و

- يا بني صدقني وجود بياضه فى بيت والدها الافضل ليها هى تعبانه ومحتاجه لوالدتها جنبها اكتر مني ،وكمان انا عارف السبب الحقيقي انك ماتجيش معانا عند عمي مرسي

نظرت له بتوتر : سبب ايه انا بس حسيت بتعب

- ماتحاولش تخبي عني تصرفات ايمان معاك عشان أنا خدت بالي

ابتلع ريقه بصعوبه وشعر بالاحراج : حسن انت فاهم غلط ، مافيش حاجه بجد وإيمان دي زى اختي الصغيره والله وانا عمري ما هخون ثقتك فيه و

- ماتكملش يا حسام ، أنا عارف انك راجل ولا يمكن تخون البيت اللى انت فيه ، أنا بتكلم عن تصرفات ايمان اللى لافته نظري من اول لم شافتك وعارف أنها عينها منك وبطاردك

- ايمان لسه صغيره وطايشه يا حسن ، وهى هتفهم ده كويس مع الوقت ،حسن بلاش تتصرف معاها ، أنا خلاص ايام وهمشي وهى هتنساني مع الوقت ، هى لسه فى فتره مراهقه

تنهد بضيق : أنا هعرف اتصرف معاها وهفهمها غلطها

- هتعمل ايه يا حسن ، ارجوك اتكلم معاها بهدوء بلاش عصبيه وانفعال عشان خاطري ، ايمان فعلا صغيره ولسه مش فاهمه الحياه ماشيه ازاى


- واحد غيرك يا حسام كان استغلها لكن انت جدع يا حسام وإيمان لازم واقفه ,اطمن أنا هحل الموضوع بطريقتي واوعدك مش هتضايقك تاني

تنهد بهدوء وربت على ارجله : زى ماقولتلك بالعقل يا حسن بلاش تهور هي لسه طفله بردو

ضحك بقوه : طفله مين يا عم ، دي بياضه فى سنها كانت متجوزه

- مش كل البنات عاقله زي مراتك يا ابوعلي

- ومين قالك ان بياضه عاقله ،هو في ست عاقله ههه

ضحك بقوه هو الاخر على مزاح صديقه ثم شرد بخياله لأول لقاء جمع بينه وبين زوجته التى يشتاق إليها الان حد الجنون ويتسأل داخله ماذا تفعل الان بدونه ؟

________

وقف امام مكتبه يتطلع له بجديه وهو يتسأل عن هوية الشخص الثالث "مختار عسكر "

- مين مختار عسكر ده يا فندم ؟

نظر له اكمل بصدمه وردد : مختار عسكر ..! ليه بتسأل عن الاسم ده ؟

- عشان مختار عسكر هو اللى ورا تلفيق الرشوه للمقدم فخري الله يرحمه ومش بس كده هو كمان كان ورا قتله وقتل عيله حسام كلها ، الغريبه بقي أن فى صور تجمع بينكم حضرتك والمقدم فخري ومختار عسكر ، مختار عسكر اللى ساب البلد من سنه 2000 بعد قتله لمراته وعشيقها ومااخدش فيهم ساعه سجن لانها قضيه شرف والغريب كمان اللى كان بيحقق فى القضيه هو نفسه المقدم فخري ، أكيد كل ده ليه علاقه ببعضه ومش صدفه كمان ان مختار عسكر يرجع مصر فى نفس التوقيت اللى تمت فيه الحادثه ، يعنى كلهم مترابطين ببعض ، محتاج افهم يا فندم ، الملف اللى حسام كان محمله على اللاب بتاعه ومشفره باسم عسكر اتفتح بالباص ورد الخاص بيوم الحادثه وحسام مسجل كل بلاويه على الملف ده ، هنعمل ايه يا فندم لسه هنسكت ؟

عايز اعرف مين مختار عسكر ده اللى ماحدش عارف يوقعه ولا يلخص البلد من شره وليه مايتقبضش عليه والعداله تاخد مجراها معاه ليه سيبينو لحد دلوقتي ؟

هتف بانفعال : عايز تعرف مين مختار عسكر ؟ عضو فى اكبر منظمه ارهابيه وماحدش عارف يمسك عليه دليل ، مختار عسكر هو اللى قتل صديق عمره وقتل كل عيلته ، قتل فخري عشان هو اللى قدر يثبت ان مختار قتل مراته عن عمد مش عن خيانه زى ماوهم الناس كلها وصدقته ، عايز اقولك ان هرب بره مصر ومنتحل ميت شخصيه وكل يوم بشخصيه وبلد شكل ، عايزني اقولك انه مطلوب من الانتربول وماحدش عارف يمسكه ، وانه معاه اكتر من جنسيه وماحدش عارف هو موجود حاليا فى أي بلد اوربيه ولا حتى عربيه ، عايز تعرف ايه تاني يا فارس غير اننا بنتعامل مع مافيا ، عارف يعني ايه مافيا مافيش أي دليل عليهم جوه مصر وكل اللى بيربطنا بيهم وجود سامي وطارق هم دول الخيط الوحيد اللى بيوصلنا بيهم ومعني اننا نقبض عليهم الخيط ده هيتقطع خلاص ومش هنعرف نجيب اللى وراهم وعشان كده أنا بحاول أبعدكم عن سامي وطارق فى الوقت الحالي ، فهمت ليه بعطل القضيه

- بس ده مش حل ، مش هقبل اعرف كل البلاوي دي واسكت يا فندم ، أنا ضميري مايسمحش اتفرج على كل اللى بيحصل بدون تدخل ، أنا هصدر أمر ضبط واحضار فورا لسامي الحديدي وطارق المنسترلي ، وهيتم التحقيق معاها فورا ، مش هسمح لدكتور ثروت يشيل شلتهم ، أنا آسف يا فندم بس حضرتك علمتنا القيم والمبادئ وان المبادئ مابتتجزءش

- سجن طارق وسامي مش هيوصلنا لمختار

- وهروب سامي وطارق من العداله هيخليهم يتجبرو ويفترو اكتر على خلق الله وهيهربو بره البلد زى مختار وساعتها بدل ما بندور على كبيرهم هنكون بندور على المافيا كلها

زفر بضيق وهتف بحزم : انت وكيل نيابه ومعاك كل الصلاحيات ، مدام شايف ان ده الوقت المناسب لفتح النار عليهم يبقي مش هقدر اقف فى طريقك ولا امنعك عن شغلك ، ربنا معاك

تطلع له بتردد وهم بان يتحدث ولكن قاطعه اكمل بضيق : ماعنديش كلام اقدر افيدك بيه يا فارس ، روح شوف شغلك وكمل خطوتك

غادر فارس مكتبه وتوجه الى مكتب قاسم ، اقتحمه دون سابق انذار ، لينتفض قاسم عن مقعده وينظر له بتوجس : خير يابني في ايه

وقف على اعتاب مكتبه ينظر له بجديه : حصلني على مكتبي

ترك الباب مفتوح ثم عاد الى مكتبه بخطوات واسعه ،جلس خلف مكتبه ثم أمسك بالقلم ليصدر أمر ضبط واحضار كل من طارق المنسترلي ، وسامي الحديدي فى تلك الجرائم التى حدثت فى الاوانه الاخيره من خطف وقتل وابتزاز واتجار بالسلاح والمخدرات وتجاره الأعضاء وكل الجرائم التى اقترفوها بحق الأبرياء ..

_______

علت الابتسامة ثغره عندما قرا أمر الضبط والاحضار

- أخيرا هنشوف شغلنا بقي

- خد قوه ونفذ الأمر فى أسرع وقت يا سياده المقدم

- بتتكلم براسميه اوي كده ليه ؟

- قاسم شوف شغلك

جلس قاسم امامه ودق بخفه اعلى مكتبه : مش همشي غير لم أعرف في ايه قالب وشك كده ومغيرك

زفر بضيق وهو يردد : موضوع كبير اكبر منك ومني

همس بجديه : وايه ده بقي لغز جديد

قص عليه ماعرفه من اللواء اكمل وما راء على الحاسوب الشخصي لحسام ، لتجحظ عيناه بصدمه ثم هتف بعدما استعاب كل ما يحدث : فى حلقه لسه مفقوده ، أي يخلي مختار يقتل مراته عن عمد مش قضيه شرف زى ما فهم المحكمة والكل ، ومين الشخص اللى قتله مع مراته عشان يبعد أي شبه جنائيه وان ده حصل بدافع الشرف ، أكيد لم المقدم فخري وصل للحقيقه مختار حب يخلص منه راح ملفق قضيه رشوه ولم حاول يثبت براءته وادانه مختار راح باعت له سامي يخلص عليه وعلى كل عيلته وماكنش عنده علم بان حسام الطفل الصغير يشوف كل اللى حصل ، تفتكر فعلا القبض على سامي هيوصلنا لمختار

- حتى لو مش هنوصل للى اكبر منه فهو مُدان دلوقتي ولا ناسي كل جرايمه وجرايم طارق

- معاك حق ، أنا هنفذ الأمر دلوقتي ، سلام

- خلى بالك من نفسك

نظر له بابتسامه : العمر واحد والرب واحد ، توكلنا على الله

_______

توجه قاسم بالفعل الى فيلا الحديدي ليتم إلقاء القبض على سامي الحديدي ، وتوجه مقدم اخر ليلقى بالقبض على طارق أيضا فى ذات الوقت وتم المواجهة بينهم داخل سرايا النيابه ليتفاجئ كل منهما بوجود الاخر ..

_______

بدء فارس التحقيق وتوجيه عدة تهم لسامي ولكن اصر الأخير على الانكار وطلب حضور المحامي الخاص به ، اما عن طارق فالتزم الصمت منما جعل فارس يشطاط غيظا وقرر المواجهة بينه وبين الدكتور ثروت الذي عندما شاهدته كان يهم بالانقضاض عليه يريد الفتك به ولكن حال بينهم احد العساكر وحاول فارس ان يهدئ ثروت وطلب منه الجلوس ، انصاغ ثروت لاوامره ولكن النيران مازالت مشتعله بداخله .

ظل طارق متمسك بنفي كل ما يتوجه اليه من تهم رغم الادله التى واجهه بها فارس ولكن الأخير يصر على انكار كل معرفته بتلك الوقائه ، منما جعل فارس يصدر قرار حبسهم اربعه عشر يوما على ذمه التحقيق ..

______

مضت عده ايام واتى يوم سبوع الصغيره ، رفض حسام ان يلتقي بايمان لكى يجعلها لا تفكر به وتنشغل بمستقبلها فهى مازالت صغيره ، ولكن يبدو بان لتلك الصغيره رائيا اخر ..

فقررت التوجه الى منزل شقيقتها لتلتقي بحسام ..

____

شعر حسن بغيابها وانتابه الشك بانها الان غادرت المنزل من اجل حسام ، فشعر بالغضب وهم بان يلحق بها .

وعلى الفور أسرع فى خطواته وعندما وصلا الى منزله اخرج مفتاح جيبه ودسه بالباب ثم دلف بهدوء لتجحظ عيناه بصدمه عندما وجد تلك الطائشه تقترب منه وتريد احتضانه وهى تهمس بحبه ، ليصرخ بصوته الجلي

- إيمان

انتفض جسدها زعرا ونظرت له بتوتر

- بتعملي ايه عندك ؟

- أنا

لم يدعها تكمل كلماتها لينهال عليها بصفعه قويه ليجعلها تفيق من تلك الافعال الطائشه : انت هتعقلي امته اهة ، ليه بترخصي نفسك كده ؟ المفروض انك غاليه وتحافظى على نفسك وشرفك مش ترمي نفسك على جدع متجوز وبيحب مراته وكمان صدك بدل المره الف ، ليه كده يا بنت الناس تقللي من نفسك فين حياءك يا إيمان ؟ فين البت اللى ابوها بيحلف بيها وبيرفع راسه وسط الخلق ويقول عندى بت بميت راجل وشايفك عاليه اوي ، ليه بترخصي نفسك وبتحطى رأس ابوكي فى الارض

انسابت دموعها بحرقه وهمت بان تدافع عن نفسها ولكن لم يسمح لها حسن ، قبض على ساعديها وغادر بها المنزل عائدا الى منزل والدها ولم يتحدث معها بشيء ثم عاد الى حسام الذي مازال يقف مكانه مصدوما منما حدث ..

وعندما اتى حسن نظر له حسام باسف : ماحصلش حاجه يا حسن

هتف بغضب : لا حصل يا حسام ، حصل لم قربت منك وجتلك البيت وانت لوحدك ومش اول مره ، حصل كتير يا حسام ، انت كنت راجل معانا يا حسام وماقربتش زى ماهى قربت لكن لحد امته هنقول لستاها صغيره وطايشه ومراهقه وبكره تعقل ، إيمان دى اختى الصغيره ومش قابل على نفسي اللى بتعمله ده وعشان كده ابوها لازم يحط حد لتصرفاتها ولازم ياخد خبر

- انت اتجننت ازاى تقول لابوها حاجه زى كده ، بلاش تعالج الموضوع بتهور وبلاش تغلط بغلط اكبر يا حسن ، أنا خلاص وعدتك استنى لسبوع رحيق وكفايه اوي لحد كده ، همشي وايمان هتنسي وكانها ماشفتنيش فى يوم من الايام ، ارجوك بلاش تاذيها لو بتحبها جد وهى اختك تتصرف معاها بحكمه وعقل ، انصحها يا حسن وبلاش تضربها مش بالضرب هنحل المشكله ، بالاحتواء والحنيه يا ابو علي .

أنا أصل كنت ناوي انزل مصر ومستني اودعك ، خليك انت جنب مراتك وبنتك وأنا هطمنك عليه وهكلمك اول لم أوصل وبلاش تمنعنى اكتر من كده عشان انا مابقتش قادر ابعد عنهم ولازم أكون جنبهم وكمان فى خبر فرحني اوى

- خبر ايه فرحني معاك ؟

- قبضو على سامي الحديدي وكل رجالته وده أهم خبر سمعته ولازم اوجهه بنفسي

ربت على كتفه : ربنا معاك ، مش همنعك بس هطلب منك تخلي بالك من نفسك وتتصرف بحكمه وعقل زى مابتقولي

ابتسم له بود ثم عانقه بقوه مودعا اياه لينطلق حسام فى رحله العودة إلى القاهرة ..

____

ترجل من سياره الأجرى امام الفيلا التى احتوته عندما كان شابا صغيرا لم يتعدى الخامسه عشر من عمره ، دلف كعادته من الباب الخلفي للحديقه ليقزف من النافذة التى بغرفه المكتب الموجود بالطابق الاول .

كان المكتب مظلما ولكن شاهد اكمل خيالا امامه ، اضاء اباجورة المكتب امامه ليتضح الرؤيه امامه رويدا رويد .

نهض عن مقعده بصدمه وظل مكانه ، اقترب حسام منه ببطء والابتسامه تعلو ثغره وهو يردد مقولته : اللى خلف لسه مامتش يا سياده اللواء

تهللت اثاوره ووقف امامه يتحسس كتفيه : حسام انت عايش بجد ولا أنا بحلم

عانقه حسام وشدد على ظهره : مابتحملش يا حبيبي أنا موجود بفضل ربنا وقدامك اهو

شدد الأخير فى عناقه ثم ابتعد عنه بهدوء لينظر له بحب ويهمس بجديه : عاش يا وحش

- عاش يا فندم

جذبه من مرفقه ليجلس امامه : تعالي احكيلي حصل ايه وكنت فين الفتره اللى فاتت

ابتسم له بخفه : لا مش قبل ما اطمن على لومه وجودي ومراتي ، كلهم واحشاني وعايز اعرف عاملين ايه والدنيا عملت معاها ايه فى غيابي

تنهد بحزن ثم قص عليه ما حدث فى تلك الايام الماضيه ..

______

بعدما علم بمشروعهم ، قرر التوجه اليهم فلم يعد لديه قوة على الانتظار ، ودع احلام التى لم تصدق عيناها بعد ولم تصدق عودته ، تحسنت حالتها الصحيه بعدما ارتوت من احضانه ، غمرتها السعاده برؤيته ثانيا امامها فهو ابنها التى لم تنجبه ولكن انجبته من رحم الايام ، هكذا هى الحياه تعطيك فرصات كثيره للسعاده ..

استقل سياره اكمل بعدما هاتف الأخير إبنته وعلم بموقع وجودها الان ، أنطلق حسام الى وجهته المنشوده وفى غصون دقائق كان يصف السيارة بعيدا عن المرءة ثم ترجلا منها وسار اتجاه ذلك الكرفان .

تقدم بخطواته السريعة وعيناه تبحث عن ملاذه ، الى ان وقعت مقلتيه على طلتها التى جعلت قلبه يخفق بقوه من شده سعادته برؤيتها ، أقبل عليها ووقف خلفها يستنشق عبيرها الذي يفتقد اليه ، ظل صامتا ليستشعر جمال تلك اللحظه .

انتابها القلق عندما شعرت بجسد احد خلفها ، ابتلعت ريقها بتوتر وهمست باضطراب دون ان تلتف له : اوردر حضرتك

لاحت ابتسامه جانبيه اعلى ثغره وهو يقترب من اذنها ويهمس بصوت دافئ : حضرتي طالب حضرتك

نظرت له بغضب لتتسع بركه العسل خاصتها وهى تنظر لوجهه الذي تشتاق اليه ، ولكن لم تصدق عينيها لترفع كفها الرقيق وتحاول فرك عينيها بقوه ، منما جعله يرفع كيفيه ويبعد كفيها عن عسليتها الذي طالما حلم بهم ، لتصرخ بصوتها كله تنادي باسمه وترتمي داخل احضانه ليعانقها بقوه ويدور بها بسعاده تحت انظار الجميع اللذين يصفقون لهم دون ان يعلموا بشيء.

اما عن جودي فقد كانت خلف عجله القياده عندما استمعت لصراخ رنيم لم تميز ماقالته ، ولكن انتابها القلق وترجلت على الفور إليها لتجحظ عيناها هي الأخرى بعدم تصديق .

انزل رنيم برفق بعدما راء جودي خلفها ثم اقترب منها يضمها بحنان اخوي كانت تفتقده بغيابه ، لتنساب دموعها بعدم استيعاب .

حاوطهم بكلتا ذراعيه وهو يهمس بحنو : ماوجعنيش فى بعادي عنكم غيركم

همست جودي بحزن : وليه بعدت

- أكيد مش بمزاجي

نظرت له رنيم بقلق : انت كويس فيك حاجه منعتك انك ترجع ؟

ابتسم لها بحب : خلصوا شغلكم ولم نروح نتكلم

______

فى صباح يوم المحاكمه ...

بعد ثبوت الادله ومراجعه الشهود واعتراف دكتور ثروت بما حدث معه من ابتزاز تم ادانه كل من طارق المنسترلي وسامي الحديدي وتم تحويل القضيه الى محكمه الجنايات للنظر بها واثناء العرض على المحكمة

تكادثت الصحافه وجميع وسائل الإعلام فهذه قضيه رأى عام واهتز لها المجتمع باكمله .

دلفوا المتهمين لداخل قاعه المحكمة تحت حراسه مشدده ، عندما رفع ثروت انظاره لطارق راء نظرات الخبث والمكر داخلهم منما رمقه أيضا بنظره سخريه فلم يتحمل الأخير تلك النظرات وراء إبنته امام عينيه الان ترتجف خوفا وصوت صراخها مازال يتردد داخل اذنيه ، لم يشعر بنفسه الا بعدما التقط سلاح احدى العساكر عنوه واشهرهه بوجه طارق ، ساد الصمت داخل القاعه وصرخ به فارس

- بلاش تضيع نفسك يا دكتور ، ارمي المسدس

هز راسه بهستريا : المجرم ده قضي عليا وضيعني خلاص مابقاش ليه وجود من زمان ، حياتي انتهت يوم مادفنت بنتي بايديه ، لكن اللى زيه لازم يموت ، لازم الناس تخلص من شره

ضغط على الزناد لتخرج رصاصه تليها الأخرى لتستقر بجسد طارق وتنهال الطلقات الناريه لتوقف ثروت عن ما يفعله فقد كان فى حاله من الجنون.

صرخ فارس بانفعال : ماحدش يضرب ، ماحدش يضرب

ولكن فارقت روحه الجسد وهوى ارضا يلفث انفاسه الأخيرة

اقترب فارس منه ينظر له بشفقه : ليه عملت كده ، خلاص حقك وحق بنتك بيرجع

همس بصوت متقطع : ما كنت ش هعر ف اعيش يو م واحد وأنا شايفه قدام عيني ، لازم يموت عشان ارتاح أنا كمان

اغمض عيناه بثبات لتنساب دمعه حارقه من مقلتيه فارس وظل جانبه يردد : أشهد ان لا اله الا الله ، وان سيدنا محمد رسول الله

انحنى قاسم بجذعه ليتفقد طارق وهو يتحسس نبضه ليجده مازال به الروح ويتنفس ثم صرخ مناديا : لسه عايش اطلبو الاسعاف ..

اما عن سامي فقد كان بحاله زعر منما راء داخل المحكمة وتم تحديد جلسه أخرى لنطق بالحكمه فقد كانت جميع الادله والشهود ضد هولاء المتهمين وكل القضايا نسبت اليهم ولم يستطيع المحامي ان يفعل لهم شيء فهم مُدانين امام القانون ولا مفر من العقاب ..

_______

عاد حسام الى عمله وعندما علم بما حدث داخل المحكمة ، أسرع بقياده سيارته لكى يلتقي بفارس واخباره الحلقه المفقوده التى يبحث عنها لانهاء تلك القضيه ...


" أرمله أخي " 28

بقلم / فاطمه الالفي

صفا حسام سيارته امام محكمه جنايات القاهره ، ثم ترجل منها وسار بخطواته الواسعة ليدلف لداخل بحثا عن صديقه " فارس "

اما عن الأخير فقد كان فى حاله من الحزن الشديد بعد أن فارق ثروت الحياه دون ان يظهر براءته ، ورافق قاسم سياره الاسعاف لنقل طارق للمشفى وقرر أن يظل جانبه لكى لا يستطيع الهروب ..

_____

دلف حسام داخل مكتب الأخير ووقف يتطلع اليه بصمت ، رفع فارس انظاره لتلتقي مقلتيه الحاده بمقلتي حسام الباسمه ، نهض فارس عن مقعده وهتف بصوته القوي :

- كنت واثق من رجوعك

فرد له الأخير ذراعيه ليستقبل عناق صديقه الحار ، قبض الأخير على عنقه قبل ان يعانقه وردد بمزاح : اقتلك دلوقتي ولا أعمل فيك ايه

هتف بابتسامه خفيفه : أنا آسف كنت مضطر

ضمه فارس بقوه وهو يتنهد بصوت عالِ : حمدلله على سلامتك يا صاحبي

شدد حسام فى عناقه وهمس بجانب اذنه : حقك عليا

ابتعد عنه بتنهيده حارقه وهو يردد بخفوت : شوفت وصلنا لايه ، لو كلنا كنا أيد واحده وبنفكر بدماغ واحده ماكناش وصلنا للى بيحصل فينا دلوقتي ، كان لازم تعرفنا انت ماشي فى أي طريق عشان ماكنش ينفع تمشي فيه لوحدك ، ده تهور يا سياده المقدم

جلس امامه : ماكنش ينفع صدقني ، واحد بس فى دايره الخطر افضل بكتير من تلاته، وبعدين أنا كنت واثق لو جرالي حاجه ورايا رجاله هيكملوا اللى بدءته وده فعلا اللى حصل ، المهم بلاش عتاب ندخل فى المهم

عاد بظهره للخلف بعد ان جلس بمقعده ثم نظر له بجديه : عندك تفسير لكل اللى بيحصل محتاج اسمعه

- الحكايه بتبدء من سنه ( 2000 ) حصلت جريمه قتل فى مدينه نصر ، وقتها بابا اخد قوته بعد لم جاله خبر وقوع الجريمه ، أتحرك على العنوان وهو مذهول مش مستوعب لان العنوان ده كان عنوان بيت صديق ليه يعرفه كويس ..

(فلاش باك )

انتفض فخري من مجلسه بعدما تلقى اتصالا هاتفيا من مجهول ، تحرك على الفور للمنزل المنشود ،ليشاهد الفاجعه ، فقد راء صديقه فى حاله من الانهيار ، اقترب منه بلهفه وجسى على قدميه وهو يضع يده على كتفه ويحاول أن يعلم ماذا حدث معه .

- مختار ، اهدى من فضلك وقولي ايه اللى حصل

ازداد نحيب الآخر ثم رفع مقلتيه وهو ينظر لصديقه بانكسار : كانت بتخوني يا فخري ، كنت مخدوع فيها وحقيقتها خلاص اتكشفت

لم يفهم بعد ما حدث ،لياتي ضابط من خلفه يهتف بصوت جلي : موجود جثتين يا فندم فى اوضه النوم


تبادل فخري انظاره بين صديقه الذي بحاله يرثي لها وبين احد رجاله .

ظل مختار يردد بصدمه : خاينه وبتخوني فى بيتي وعلى سريري يا فخري

ابتلع فخري ريقه بصعوبه ونهض من جانب صديقه ليلحق بغرفه النوم لكي يعاين الجريمه ، عندما دلف لداخل الغرفه أغلق عيناه على الفور ونظر لاحدى رجاله :

- فين النيابه تعاين الجريمه ؟

- النيابه على وصول يا فندم والطب الشرعي كمان

عاد بخطواته للخلف وظل بجانب صديقه ، بعدما فهم ما حدث معه .

وبدء بنفسه التحقيق معه قبل عرضه على النيابه واثناء التحقيق باح لصديقه ما حدث معه بالاونه الأخيرة وتغير زوجته ناحيته واصرارها على عدم الانجاب .

- اشرب الليمون واحكيلي اللى حصل بالظبط يا مختار عشان اقدر اساعدك

ارتجفت يداه وهو يمسك بالكوب ليفلت من يده وتتهشم الى اشلاء

- مش مهم ،سيبك خالص واحكيلي أنا معاك وسامعك واوعدك مش هسيبك بس افهم ليه عملت كده

- مش قادر اصدق اللى شوفته بعنيه ، كان لازم أعمل كده ، أي حد مكاني كان عمل كده لم يشوف مراته فى سريره مع راجل غيره ، ماتحملتش المنظر يا فخري ماقدرتش

ربت على ارجله برفق : أنا مقدر حالتك واللى انت فيه ، بس لازم توضحلي اكتر ، انت هنا قدامي مُدان وأنا بحقق معاك ولازم افهم عشان اقدر اساعدك

- نشوى دبحتنى بخيانتها ، بقالها فتره خناق على اتفة الاسباب وطلبها للطلاق، طلبت مني اكتر من مره اطلقها ولم رفضت ، قالتلي انها هترفع ضدي قضيه ، كنت بحبها ومش قادر اطلقها ، لكن اكتشفت انها على علاقة بالمحامي اللى كانت عايزة تطلق مني عشانه ، وعشان اتاكد من شكوكي اوهمتها ان مسافر اسكندريه فى شغل وفضلت تحت قدام العماره عشان اكتشف سبب تغيرها وعرفت بعلاقتها وظبطهم بنفسي يا مختار ، كان لازم اقتلهم ماقدرتش استحمل اللى شوفته ، مسكت مسدسي ولاقتني بفرغه كله بدون وعى فيهم وأنا اللى اتصلت ابلغ عن اللى حصل .

زفر انفاسه بضيق وظل يجوب بالغرفه ذهابا وايابا وهو يختلس النظر لصديقه ولم يجد امامه الا عرضه على النيابه ليتم التحقيق معه ، وبعد مرور خمسه عشر يوما تم إطلاق سراحه باذن من المحكمة لانها قضيه دفاع عن شرفه وعرضه ..

ليكتشف فخري بعد ذلك بانها جريمه مدبره ، توجه على الفور لمنزل صديقه الاخر " اكمل " وقص عليه ما عرفه .

- الموضوع مش زي مااحنا كنا فاهمين يا اكمل ، دي جريمه قتل عمد ومع سبق الاصرار والترصد ، مختار قتل مراته عشان كانت فعلا طالبه الطلاق ، ومش عشان راجل تاني زى ماغفلنا كلنا ، لا عشان ظهر عليه تصرفات غريبه ، مختار اللى كنا بنقوله يا " عالم " ظهر فى حياته ناس جديده واخدوه فى طريقهم ،عشان يستفادو منه ومن النووي اللى كان بيشتغل عليه ، الحكايه كبيره اوي يا اكمل وراها ناس مهمه جدا ومن بره البلد ، دي مافيا دوليه عايز تسيطر على أي عالم وبتجذبه ليها وبتقدم لهم كتير فى سبيل يحققوا شروط انضمامهم للمنظمه الدوليه دي ومختار كان اتجند بالفعل وبقى بيتحرك بس بدماغهم وبتفكيرهم هم ، أنا لأول مره اعرف ان مختار معاه الجنسيه الامريكيه ودي ماحدش بياخدها غير اللى عايش هناك ، شوفت ان الموضوع كبير ، أنا لازم اتكلم معاه واوجهه بالمعلومات اللى عندي .

- طب خلي بالك ، واضح فعلا ان الموضوع كبير ومش مجرد خيانه زوجه لزوجها

- فى دكتور نساء طلب يقابلني ولم قابلته عرفت منه ان نشوي كانت بتتعالج عنده بقالها سنين عايزه تنجب مش زى مامختار كان مفهمنا انها رافضه تخلف منه ، والدكتور بياكد انها حصلها اضرار نيتجه تعاطيها اقراص مدمره للرحم وانها ماكنتش تعرف حاجه عن الأقراص دي وكمان لم طلبت من المعمل الجنائي تحليل الأقراص اكتشفت انها فيها ماده قويه تعمل عقم تام ، وده كان سبب لطلبها الطلاق منه ولم رفضت قررت ترفع عليه قضيه بالفعل وهو استغل المحامي كمان واتخلص منهم هم الاتنين ، أنا هطلب باعاده فتح التحقيق وهبلغ النيابه بالادله الجديده

- وليه مختار يعمل كده ويحرم مراته من حقها تكون ام ، انا مش قادر اصدق ان يقتلها وهو كان بيحبها حب جنوني

- حب التكلم والسيطره اللى عنده اتجاه مراته يخليه يعمل اكتر من كده ، كلنا عارفين حب مختار لمراته حب تملك وماقدرش يستحمل انها تتطلق منه وتكون لراجل غيره ، أنا لازم افهم منه واوجهه بالحقيقة ، مختار عنده دوافع لجريمته مش بس دافع واحد

- استني أنا جاي معاك

- لا خليك انت ، أنا هتكلم معاه كصديق عشان يعترف هو من نفسه

غادر قسم الشرطه ليستقل بسيارته متوجها لشقه صديقه ، الشقه التى وقعت بها جريمه القتل ..

_____

(باك )

اكمل حسام حديثه بحزن :

- عرفت بعدها من اللواء اكمل باقي الحكايه ، لم بابا وصله البيت وقرر يواجهه ، كان وقتها بيحضر نفسه للهجرة لامريكا ، تفاجئ بوجود بابا وبابا حاول يمنعه من السفر لكن ماقدرش واعترف وقتنا ان فعلا قتل مراته والمحامي بتاعها

فلاش باك :

حمل حقائبه استعدادا للسفر وعندما فتح باب منزله تفاجئ بوجود صديقه ، ابتلع ريقه بتوتر وحاول الثبات

ليخفى ارتباكه : فخري

- على فين كده يا مختار ؟ انت مسافر ولا ايه ؟

- لا ابدا كنت بس بفكر أقضي يومين فى اسكندريه عشان احاول انسي اللى حصل

دلف لداخل ثم أغلق الباب خلفه : معلش مش هعطلك كتير ، محتاج بس اتكلم معاك واطمن عليك ،انت بخير ؟

اجابه بتردد : أكيد طبعا البيت بيتك اتفضل

جلس امامه اعلى الاريكه ينظر له بترقب ليشعر بمدا قلقه وارتباكه ، هتف فخري متسألا :

- الا قولي يا مختار ازاي قدرت تقتل نشوى بعد الحب الكبير اللى كان بينكم ؟ فى معلومه مهمه جاتلي وحابب استفسر عنها منك ، ليه كنت بتدى مراتك حبوب تمنعها من الانجاب وانت مفهمنا انها مابتخلفش وعشان لأحبها مستعد تكمل حياتك معاها حتى لو مافيش أطفال

شعر بالتوتر وتساقطت حبات العرق من جبينه ثم هز راسه نافيا : لا كدب مش حقيقه ، اللى وصلك المعلومه دي عايز يخلص مني و

نهض فخري عن مقعده وهتف بانفعال : انت بتكدب وعندي دليل قوي ضدك من الدكتور اللى مراتك كانت بتابع معاه عشان نفسها تخلف وانت اللى حرمتها من انها تكون ام ، واكيد واجهتك وطلبت الطلاق عشان اللى عملته دمر حياتها كزوجه وحرمتها من إحساس انها تكون ام فى يوم من الايام ، وانت رفضت وعشان كده دبرت لقتلها وقولت تخلص منها هى والمحامي بتاعها فى ضربه واحده ، برافو عليك ضربه معلم خططت ودبرت لكل حاجه عشان تثبت عليها واقعه الزنه وانها خانتك وانت بقى دافعت عن شرفك فخلصت منها

صرخ منفعلا : ايوة قتلتها عشان عرفت ان بخطط للهجرة وان منتسب لمنظمه دوليه فى الطاقه النووية وان معايا الجنسيه الامريكيه من سنتين وهى ماتعرفش ،اكتشفت انها عايشه مع انسان تاني غير اللى حبته واتجوزته وأنا ماانكرتش ده بس حاولت اقنعها تفضل جنبي ومعايا ، لكن عشان انتمائي بقى لأمريكا وللمنظمه رفضت وطلبت الطلاق واصرت عليه ، بس أنا رفضت وكانت كل لم تصر أنا اعند اكتر لان بحبها بجنون وعشان كده حرمتها من انها تخلف عشان كنت خايف على مصير ابني ، أنا كنت انسان مهدد وحياتي على المحك وكان لازم أمن نفسي وامنها معايا ، ماكنش ينفع يكون عندنا اولاد يتبهدلو ويعيشو نفس حلمي اللى ماكملش ،ايوه قتلتها عشان بحبها ومش قابل تكون لراجل تاني غيري ، مادام اختارت البعد يبقى ماتكونش لغيري وفعلا عرفت بكل حاجه عملتها واتهمتني ان اناني ، ايوه أنا اناني فى حبها ومش عايز حد غيري يشاركني فى مراتي وكنت بضربها كل لم تنطق وتقول طلقني ، كنت ببقى مجنون معاها وبرجع اندم واتاسف بس الكرة زاد من ناحيتها ولم اتجرئت ورفعت قضيه طلاق ، هددتها بان عندى اقتلها ولا اطلقها ،وبالفعل ده اللى خططت ليه ، وعشان اخرج منها بكل سهوله دبرت الجريمه الكامله وكنت عامل حساب لكل حاجه ، بس ماكنتش عامل حساب انك تقدر تكشفني يا فخري وعشان انت دلوقتي عرفت بكل حاجه يبقي لازم اخلص منك أنت كمان

دفعه بقوه ليرتطم جسده بالحائط ، تشوشت رؤيه الأخير ليجد يد قويه تنهال على راسه بزجاجه لتتهشم الى أجزاء وتنساب الدماء من راسه ثم يرتطم جسده بالارض فاقدا الوعي ، أسرع فى خطواته يحمل حقيبته ويغادر منزله دون ان يتطلع للخلف ...

توجه الى مطار القاهرة ليلحق بالطائره التى تتوجه الى الولايات المتحده الامريكيه ، قبل ان تظهر جريمته الأخرى وينكشف امره بالجريمه الاولى ...

_____

باك :

- عمى اكمل لحق بابا ونقله المستشفى وكان بين الحياه والموت ، فضل فتره لم استرد صحته بعد شهر وفتح فعلا القضيه والخبر وصل لمختار وعرف وقتها ان بابا لسه عايش ، بلغ حد بقى من رجالته يكمل اللى ماقدرش يكمله ويقتل بابا ومش بس كده قتل عيلته كلها ، بس ربنا اراد ماكنش موجود وأكون شاهد على كل اللى حصل عشان ارجع حق ابويا وامي واختي وحق ناس ابرياء كتير دفعو حياتهم تمن لخيانه مختار لبلده ، من فتره بس اتاكدت ان موجود في ولايه" لوس انجلوس " وهو عضو مهم فى المافيا الدوليه والانتربول اصدر قرار ضبطه واحضاره لهنا عشان يرجع ويتحاسب فى بلده على كل جرايمه ووقت الحادثه بتاعتي كان لسه جايلي الخبر ده ، بس قريب جدا هيتنفذ لان عنده حفله يوم رأس السنه احتفال كبير هناك وفى الحفله دي هيتم بيع اعضاء واحتفال بانجزاتهم وقتها بس هيتم القبض عليه ، يعنى خلاص مابقاش فاضل غير ايام ونخلص من مختار للأبد وكمان سامي وقع وهو دراعه اليمين وطارق بين الحياه والموت وان عاش هياخد حكم بالاعدام وبكده القضيه تتقفل للأبد والبلد تخلص من شرهم .

____

بعد مرور اسبوعان ...

حكمت المحكمة على كل من المتهم الاول ريان سامي الحديدي بالاشغال الشاقه المؤبده والمتهم الثاني عمرو عادل المدني بالسجن المشدد خمسه اعوام .

___

ظل طارق بالعنايه المشدده الى ان تحسنت حالته وبدء فى الافاقه لتنهار قواه ثانيا عندما علم بالحكم الذي ينتظره وهو تحويل اوراقه الى فضيله المفتي لنظر الى كل ما نسب اليه من تهم وسامي الذي عندما أستمع لنطق القاضي بالحكم عليه بالسجن لثلاثون عاما مع الشغل والنفاذ بسبب قضايا الفساد والاستلاء على أموال الدوله والكسب الغير مشروع وتم الحكم عليه بالاعدام فى عده قضايا اخرىوهى الاتجار بالمخدرات و الأعضاء البشريه وتسهيل دخول السلاح للاراضي المصريه فلم يترك جريمه الا وكان مشارك بها وأيضا ثبتت الادله ضده فى مقتل المقدم فخري وعائلته ولذلك سوف يطبق الحكم الثاني وهو الاعدام شنقا...

خارت قواه وشعر بالحسره وتذكر كل ما فعله بحياته الى ان وصل به الحال الى هنا ، طلب ان يلتقي بابنه قبل ان ينفذ به الحكم ووافقته النيابه وتم استدعاء ريان من محبسه ليلتقى بوالده ..

وقف يتطلع اليه بانكسار ليرفع سامي مقلتيه الشارده ، ابتسم ريان بمراره عندما راء والده لأول مره يتخلي عن قوته ونظراته الشرسه ، تسأل داخله اين اختفى ذلك الوحش الساكن بداخله ؟

ضحك باعلى طبقات صوته ليزداد اندهاش سامي بما يفعله ابنه ، انهى ريان ضحكاته بدموعه المتساقطه وجلس بالقرب من والده يهمس بصوت متقطع :

- انت اللى عملت فينا كده ، شوفت وصلنا لفين يا سامي باشا

نظر له سامي بصدمه وردد بدهشه : أنا اللى وصلتلك لهنا ولا استهتارك تسيب دي ، تحب دي وضيعت حياتك بسبب النسوان

- انت اللى ضيعت حياتي وعمري ما هسامحك على اللى عمله فيه ، انت وفرت ليه كل حاجه ، كل حاجه كانت قدامي خمر ونسوان وسهرات كنت عايزني أعمل ايه ، كنت بقلدك وبعمل زى ماانت بتعمل بالظبط ، عمرك ماقولتلي على حاجه لا ولا ده غلط وده حرام ، كل حاجه متاحه فلوس بدون حساب ، عمرك ماسالتني بعمل ايه بالفلوس بصرفها فين ولا سالت نفسك مره أنا عايش ازاي ،بحب ايه ، باكل ايه ، أنا عندى كام سنه ، لسه بدرس ولا خلصت ؟ سالت نفسك اهتميت بابنك الوحيد ولو مره واحده فى حياتك ؟ الاجابه طبعا لا .

ماحدش كان بيحبني ولا بيخاف عليه غيرها ، وانت قتلتها لم كنت كل يوم تعرف عليها واحده شكل ، موتها بالبطئ واستحملتك عشاني أنا وبس ، انت اللى دمرت حياتنا وقتلت امي انضف انسانه على وجه الأرض ، لم بعدت عنى حياتي ادمرت. , كنت بعرف بنات كتير بدور عليها فيهم بس مالقتش حد شبهه ولم حسيت ب رنيم وقربت منها لاقيتها قد ايه طيبه وبريئه من جوه بس حياتها كانت ضايعه بسبب والدتها ، حسيتها شبهي وقولت ليه لا مااقرب منها ونغير بعض وننضف من البيئه اللى عايشين فيها وكانت هى الامل بالنسبالي لكن ظهور اسلام فى حياتها جنني ومافكرتش غير فى نفسي واصريت لازم ابعده من طريقي عشان انا ورنيم محتاجين لبعض ، أنا ماكنتش اقصد اقتله ، وقتها كنت شارب وزي المجنون وماكنتش شايف قدامي غير حب اسلام لرنيم وده لوحده خلاني أضربه بالمطوه كعقاب ليه عشان يبعد عنها لكن اللى حصل كله ماكنتش مدبر ليه ، بس أنا وقتها كنت عامل زى الشيطان وانت اللى زرعت الشيطان ده جوايا ، أنا بكرهك لأنك دمرت حياتي ، أنا مش زعلان عليك عشان انت تستحق الاعدام ألف مره

صرخ بوجهه بانفعال : جاي تلومني وتحاسبني دلوقتي ان دلعتك وكل طلباتك موجابه ، عايز تجيب اللوم عليه ان عملت كل ثروتي عشانك وعشان تعيش مبسوط كل حياتك ، دلوقتي أنا اللى غلطان لوحدي وقضيت عليك

- الشيطان لازم ابنه يطلع شيطان زيه وانت نجحت فى ده ، براڤو يا باشا

أدفع بقى تمن اخطاءك وماتلومش الا نفسك اللى وصلتنا لكده ، أفرح بقى بالفلوس والثروه اللى عملتها من دم الناس الغلابه ، انت ماسبتش جريمه ماعملتهاش ، قتل وقتلت ، سرقه وسرقت ، سرقت اعضاء الناس الغلابه اللى مش هتقدر تقف قصادك ، تاجرت فى السلاح والمخدرات اللى ضيعت ابنك ، ماهو ده عدل ربنا طباخ السن بيدوقه ، اتمنى تكون فرحان باللى وصلتله يا باشا

غادر الغرفه دون ان يلقي نظره اخيره على والده ، اصطحبه احدى العساكر الى زنزانته مره اخري ، ليجلس وحيدا وتنساب دموعه بغزاره على كل ما اقترفه فى حق نفسه ..

اما عن سامي فلم يستطيع الوقوف على قدميه ، حاول معه احدى العساكر ولكن لم يستجيب له ،تم استدعاء الطبيب وتم نقله للمشفى بسبب حالته الصحيه ...

____

القى الانتربول القبض على مختار عسكر وتم محاكمته داخل الولايات المتحدة الامريكيه واصدرت المحكمة قرارها الأخير وهو الحكم عليه مدا الحياه داخل زنزانته ، سوف يقضي الباقي من عمره خلف القضبان الى ان يسترد الله امانته ..

_______

مضت الايام سريعا واشرقت شمس يوم جديد ، مليئ بالامل والسعادة والتفائل ، فاليوم بدايه للعام الجديد ، بدايه لحياة سعيده ..

تنهد قاسم بارتياح ثم نهض عن مقعده يودعهم فى عجاله

- يااه حاسس بالانطلاق أخيرا الدنيا طعمها سكري

ضحك كل من فارس وحسام على مزاحه

- ايوه ليكم حق تضحكو ، كل واحد مطمن الدور والباقي على الغلبان اللى مافيش كلمه تبل ريقي وطمني ، بس أنا خلاص جبت الناهيه ، هخلع أنا بقي

استوقفه فارس مناديا : هتعمل ايه يا مجنون ؟ اعقل

- هو أنا عاد فيه عقل ، دي جننتني بنت الايه ، بس على مين أنا نفسي طويل وهاخد الخطوه المهمه دلوقتي سلام بقى وادعولي ارجعلكم بخير ههه

أستقل سيارته يقودها فى طريقه لمنزل وردته لكى يوثق حبه هو الاخر ...

_____

تبادلون النظرات بينهم فى صمت ثم هب كل منهما من مكانه واقفا لتعلو أصوات ضحكتهم الرنانه

هتف حسام بمزاح - طب ايه احنا كمان

ضحك فارس وهو يسير بخطوات واسعه : نروح بيتنا طبعا ، يلا يابني مستني ايه بيتك بيتك

لحق به حسام والسعادة تغمرهما ، فكل منهما لم يلتقي بمعشوقته منذ عده ايام بسبب تلك القضيه التى انتهت أخيرا قبل ان تنتهى أعمارهم وهم يبحثون عن الحقيقه ، ولكن عداله الله فى الأرض قبل السماء ، لكل ظالم نهايه تليق به على قدر ظلمه ..


" أرمله أخي " 29 قبل الاخييير 

بقلم / فاطمه الالفي

صفا قاسم سيارته امام البنايه التى تقطن بها " ورد " ثم ترجل منها وهو يحمل بين يديه الكعكه المفضله لديها ، دلف لداخل البنايه يبحث عن شقتها ليعلم بانها تقطن بالطابق الاول ، دق جرس المنزل ووقف ينتظر بهدوء الى ان انفتح الباب وظهر من خلفه رجل وقور فى العقد الخامس من عمره يرتدي نظارته السوداء ويتكئ على عصاه ، مد قاسم يده ليصافحه ويخبره عن هويته

- أنا قاسم الفقي ، حضرتك ماتعرفنيش بس أنا اعرفك كويس ومحتاج اتكلم معاك

- اتفضل يا بني ، اهلا بيك

سار قاسم جانبه وهو يمسك بيده الى ان اجلسه بمقعده ثم وضع الكعكه اعلى المنضده وعاد يجلس جانبه

- بصراحة يا عمي تسمحلي اقولك يا عمي

ابتسم محمود بود : قول يا بني اللى يريحك

- هكون صريح مع حضرتك وهدخل فى الموضوع ، أنا مابحبش اللف ولا الدوران وكمان بحكم شغلي فانا جاد جدا فى اللى هقوله. , أنا هنا دلوقتي عشان اطلب من حضرتك اتجوز ورد

هتف محمود بدهشه : جواز كده مره واحده

- ولا لأ ، أنا مقدم شرطه وسني مش صغير عشان لسه هخطب ولا أكون نفسي ، أنا الحمد لله مقتدر وعندي شقتي اللى ورد هتفرشها بنفسها وعلى ذؤقها ، أنا مش محتاج غير موافقه حضرتك وتقف جنبي وتساعدني ان ورد تحن عليه وتوافق ، بصراحة من اول لم عرفتها وهى دائما بتصدني ، بس أنا بحبها بجد وعايز اطمن حضرتك انها هتكون مع راجل بيحبها وبيحترمها جدا وماعنديش أي مشكله من شغلها ولا كليتها ، بوعد حضرتك هفضل جنبها لم تكمل دراستها وتستمر فى مشروعها وكمان حضرتك هتعيش معانا ،انا عارف قد ايه علاقتكم مترابطه وماحدش يقدر يبعد عن التاني وأنا والله يا عمي يشرفني نسب حضرتك وتكون ابويا أنا كمان ، أنا عايش مع خالتي وابن خالتي وماليش غيرهم لو حضرتك وافقت على المبدء هاخد ميعاد اجيب فيه خالتي ونتكلم فى كل تفاصيل الزواج ، أنا متمسك بورد لاخر نفس ، أنا عارف ان رغيت كتير وحضرتك متفاجئ من كل اللى بقوله ,بس لم حضرتك هتعرفني كويس والله وهتتاكد ان بحب بنتك وعايز أعمل اي حاجه عشان بس اكسب رضاها وقلبها أهم حاجه

ابتسم محمود بخفه ثم ربت على ارجله بهدوء : مين قالك ان ماتعرفكش يا سياده المقدم ، ورد بنتي قالتلي على كل حاجه من اول لم خبطتها بعربيتك ووصلتها لهنا لحد اخر كلام حصل بينكم فى شقه فارس باشا ، وكنت منتظر زيارتك دي من بدري

ابتلع ريقه بتوتر : أنا حصل معايا ظروف شغل وربنا هى اللى اخرت المقابله دي

قاطعه بود : عارف يا بني ومقدر تعبكم وربنا يباركله فارس اتكلم معايا واكدلي انك راجل يعتمد عليك وانك شاري بنتي وبتحبها وأنا بثق فيه وفى كلامه ، وأنا مش هلاقي لبنتي راجل هيحبها ولا هيسعدها غيرك ، ورد بس عناديه شويا لكن طيبه اوى وحنينه اوى اوى ، هى بس مش قابله فكره انها تبعد عني وتتجوز ويكون ليها بيت وحياه غير هنا


تنهد بارتياح : أنا مستعد اتحمل منها أي حاجه الا انها تصر على عنادها ورفضها ليه

نهض عن مقعده : هى راجعه من الشغل تعبانه ونايمه هدخل اصحيها

- لا بلاش يا عمي خليها مرتاحه وأنا هقابلها بالليل ومعايا خالتي ، ياريت ماتنزلش الشغل ,وأنا هستاذن حضرتك ونتقابل بالليل ان شاء الله

- مع السلامة يا بني ، شرفتني

غادر البنايه وهو يتنفس الصعداء ثم استقل سيارته لينطلق الى مقر الجمعيه الخاصه بخالته ليقص عليها ما حدث معه ....

______

عاد حسام الى زوجته ليجدها تغفو بفراشها ، نزع سترته ثم اقترب منها ومدد بجسده اعلى الفراش وظل يتطلع إليها بحب ، شعرت رنيم بانفاسه لتفتح بندقيتها بنعاس لتلقي بوجهه الباسم ، بادلته الابتسامة بابتسامه مشرقه ، ليقترب منها رويدا رويد ويطبع قبله رقيقه اعلى شفتيها ثم ابتعد عنها برفق وهو يهمس بصوته الدافئ : فى حد يصحي من النوم ويكون زى القمر كده ؟ هو فى كده بجد ؟

نهض عن الفراش وهي تعانقه بحب وتهمس بصوتها الرقيق : بحبك يا حياتي

شدد فى ضمها لقلبه وهو يهمس بصوته الخافت : قوليها كمان

- بحبك ، بحبك يا حياتي

- وأنا بحبك اكتر من نفسي ، بحبك لابعد ما يكون الحب ، ماليش حبيب غيرك

قبلت وجنته برفق : انت دنيتي وسعادتي وحياتي وفرحي وكل اللى ليه

همس برقه : طب ايه رايك نرجع شقتنا ونفرشها مع بعض ونعمل فيها حياه جديده وذكريات سعيده

ابتسمت بسعاده : موافقه طبعا

- فى حاجه محتاج اعملها معاكي

نظرت له باهتمام ليهتف بجديه : نسافر السويس عايز اشوف حسن ، عايز يشاركني فرحي ويكون جنبي أنا وعدته انه مش هنساها لأنه أخ لا يعوض ، أنا ماشكرتوش على كل اللى عمله معايا ومحتاج فعلا اقدم له ولو جزء بسيط من اللى عمله معايا ، أنا عشت وسطهم مش غريب ، حسيت بالعيله والامان والحب ، أنا كسبت أخ بجد يا رنيم وماعنديش استعداد اخسره بعد ما ربنا جمعني بيه وفى اصعب الظروف

اؤمت براسها بالايجاب وعانقته من الخلف وهى تقبل ظهره بحب

ليقبض هو على كفيها ثم يقربهم من شفتيه يقبلهم بحب لتتلفت اليه بعينين حزينه : نفسي تنسي ألمك

- وانتي معايا هننسي الوجع والحزن والالم وهنعيش الفرح والسعادة وبس

________

فتح باب منزله بهدوء ومن ثم سار على اطراف اصابعه يبحث عن محبوبته ، ليجدها بالشرفه تحمل بين كفيها الرقيق " العصفوره " وتهمس لها بصوت عذب :

- مكانك مش هنا ، مكانك فى البراح ، فى الفضا الواسع ، ماينفعش حاجه تقيدك ، حريه وبس مافيش وحده ولا حبس فى قفص ، انطلقي فى حياتك وطيري لقدرك "

اطلقت صراحها لتغدو العصفوره وتحلق فى السماء الواسعة وهى ترفرفر بجناحيها سعيده بحريتها ..

اقترب منها يقف خلفها والابتسامه تعلو ثغره وهو يهمس بصوته الحاني : واحشتيني

عندما استمتعت لنبره صوته المميزه نهض من مكانها ترتمي باحضانه وتعانقه بقوه وهى تردد بصدق : انت واحشتني اكتر

رفعها عن الارض وهو مازال يضمها لصدره بحنان ويدفن انفه بين ثنايا عنقها ، يستنشق رائحتها التى يشتاق إليها ، يتنفس بهدوء وهو مغمض العينين ليستشعر بجمال تلك اللحظه التى جمعتهم ، ظل صامتا لا يريد قطع ذلك الاشتياق الى ان انزلها برفق ولكن لم يبعدها عن احضانه فظل متشبث بها ويهو يمازحها : وبالنسبه العصفور هنعمل فيه ايه بعد لم بعدتي عصفورته عنه

ضحكت برقه وهى تهمس بصوت خافت بجانب اذنه : تسيبه هو كمان لو عايزها هيلحقها ومش هتبعد عنه ، مش هينجبر عليها تاني هيكون القرار باختياره مش مضطر يفضل معاها فى قفص واحد

- ولو قالك ان هو عايز يفضل معاكي فى نفس القفص العمر كله وماقدرش يبعد عنك وحياته ومصيره مرتبط بيكي ومتعلق بيكي انتي وبس وعايز يكمل اللى فاضل من حياته فى حضنك وليكي انتي وبس ، موافقه تجوزيني ونعيش الحاضر مع بعض وننسي الماضي بردو مع بعض

هزت رأسها بالايجاب وانسابت دموعها وهى تهمس بصدق : مش عايزة غير ان اكمل حياتي معاك ومش شايفه غيرك قدامي ، انتي فعلا قدري

داعب وجنتها بانامله وهمس بمشاكسه : ويا تري قدرك حلو

انفرجت اثاورها بابتسامه رقيقه : أحلى قدر

- اممم حيث مدن بقي فى سر لازم تعرفيه

نظرت له بقلق ، حاوطها بكتفيه وسار بها الى حيث غرفتهم ، اجلسها بهدوء اعلى الاريكه ثم ابتعد عنها ليخرج من دولابه الخاصه الدفتر الذي يخص شقيقه ومازال محتفظ به حتى الان ، ثم عاد يجلس جانبا ويحمل الدفتر بين راحته .

- ده اللى أنا مخبيه عليكي وجي الوقت اللى لازم تعرفي بوجوده ،مش حابب أكون مخبي عنك حاجه

التقطت الدفتر من بين يديه وهى تنظر له بعدم فهم : فيه ايه الدفتر ده

قص عليها كل ماعرفه عن حياتها السابقه بخط يد شقيقه

بعدما أنتهى من حديثة نظر لها باهتمام ثم سألها : مافيش حاجه عايز تساليني فيها

هزت رأسها نافيه ونظرت له بتردد

احتضن وجنتيها بين كفيه : عايزة تقولي ايه ؟ ليه متردده ؟ اللى قولته ضايقك ؟

- أنا مش مضايقه ودلوقتي فهمت ليه سند كان بيعاملني كأني طفله ، كنت دائما أسأل نفسي لو هو فعلا بيحبني ليه بيبعدني عنه ، ماحستش بفقدان ابويا اللى لم خسرته هو كمان , أنا زعلانه عشان جوايا إحساس بالخيانه مسيطر على تفكيري ونفسي اتخلص من الإحساس ده ، غصب عني لم بفكر فيك بحس بتأنيب ضمير كأني بخون سند ونفس الإحساس بحسه لم افتكر سند ، أنا اسفه ان بقولك الكلام ده بس بجد أنا محتاجه فعلا اتعالج وأنا اللى بطلب منك ده وأنا مقتنعه ، عايزه حياتنا تبقى عاديه مش عايزة الماضي يسرق مننا فرحنا ، مش عايزة الماضي يفضل متغلب عليه

جذبها لصدره وظل يربت على ظهرها برفق : أنا متفهم احساسك وشعورك ده ، احنا بشر مش ملايكه وصعب ننسي حياه عشناها وشخص دخل حياتنا ، من الصعب ننسي الاشخاص بس بنحاول نتغلب على حياتنا الجديده ، أنا معاكي لاخر نفس وهنحاول مع بعض نتغلب على كل مخاوفنا. , ومش هندخل حد بينا حتى لو كان مختص ، أنتي وأنا مع بعض هنقدر نعيش الحياه اللى رسمينها ، هنكون السند والدعم والقوه وعندنا حافز قوي عشان نعدي المحنه وهنعديها بالاراده والصبر ، حياتنا هتبقى جنه بالحب والموده والتفاهم ، أنا مش عايز اكتر من كده ومش مستعجل على أي حاجه كل حاجه بتيجي فى اوانها ،المهم احنا مع بعض وهنكمل بعض .

_____

كانت داخل الكرفان تعد بعض الوجبات ، ولم تكترث لوجده خلفها .

همس بصوت خافت : محتاج ساندوتش حب ومشروب عطف

نظرت له بابتسامه بعدما ميزت صاحب الصوت ثم همست برقه : ماعندناش الأصناف دي يا فندم

ضحك بخفوت ثم اقترب منها وهو يرفع احدى حاجبيه ويهمس بتنهيده حارقه : معقول كل ده تفكير ،هو طلبي صعب لدرجه دي

- مش يمكن انت اتسرعت يا دكتور

- جودي أنا مش صغير وعارف ان قد طلبي ده ، انتي اللى لسه مش قادره تاخدى قرار

- متردده يا ايمن وخايفه افشل

- ماتخفيش أنا معاكي ، جودي القديمه خلاص مابقتش موجوده ، انتى دلوقتي حد تاني خالص ، عندك طموح بتشتغلي مش تافهه زى زمان ولا مغروره ومافيش كبرياء ، انت انسانه طبيعية ، بلاش خوفك يسيطر عليكي أنا وانتى بنحب بعض وعاقلين كفايه عشان ناخد خطوه جاده فى مستقبلنا ، انتى واثقه من حبي ليكي ولا لأ

- واثقه فيك بس مش واثقه فى تصرفاتي

- الحب الحقيقي غيرك وأنا متمسك بيكي ومش هبدء حياتي غير معاكي ، بطلي بقى ضعف ، اللى انتى فيه ده ضعف مش خوف وماعرفش عنك الضعف ده ، انتى أنثى متمرده اه لكن ضعيفه نو ، دلوقتي حالا تردي على طلبي ،موافقه تتجوزيني ولا اروح انتحر ههه

ضحكت برقه وهمست بخفوت : بحبك

نظر لها بعدم تصديق : قوليها كمان ، ده بجد

- بحبك بحبك بحبك وموافقه أكون شريكه لحياتك وانت بقي استحمل التمرد اللى جوايا

- أنا استحمل أي حاجه منك يا جميل ،وقادر على ترويض النمره اللى جواكي وبحبك فى كل حالاتك وتقلباتك ، بحبك يا اميره قلبي

- يبقى تقابل بابا وتتفق معاه

- ده أنا هطب عليه دلوقتي قبل ما تغيري رأيك ، سلام يا قلبي

وقفت تطلع امامها بابتسامه بعدما غادر المكان .

فلا تعلم منذ متى وهى عاشقه لهذا الطبيب الذي سرق قلبها وعقلها معا ...

_______

داخل متجر خاص بلعب الاطفال ، كان يتطلع حوله بحيره ، لا يعلم ماذا يجلب لتلك الصغيره .

اقتربت منه زوجته وهى تحمل عروسه : ايه رايك فى دي يا حبيبي ، ماتتعبش نفسك البنات بتحب العرايس أنا مش عارفه انت ليه واقف محتار بالشكل ده

- ماعرفش ، بس أنا نفسي اجبلها حاجات كتير

- هنجبلها يا حسام ، بس دي طفله لسه عندها ايام ، بص يا حبيبي احنا نجيبلها هدوم وبلاش لعب كفايه عروسه ولم تكبر وتفهم نبقى نجبلها كل اللعب اللى نفسها فيها

- ايوة صح تمام نجيب هدوم ، بصي يا حبيبتي عايزك تجيبلها كل حاجه محتجاها دلوقتي

- حاضر يا حبيبي ، يلا حاسب على العروسه وهنطلع الدور التاني فى محل ملابس أطفال

- تمام ..

_____

حمل الكثير من الحقائب ووضعها داخل سيارته ثم استقل مقعده خلف المقود ونظر لرنيم قبل ان يقود السياره : متاكده جبنا كل حاجه مافيش حاجه ناقصه

ضحكت بقوه وبعد ان استردت انفاسها : حبيبي احنا تقريبا اشترينا المحل كله ههه

نظر لها بأسي وهمس بصوت يملئه الحزن :

- رحيق اللى ربط بيني وبينها رابط اقوي من القرابه ، ماتصوريش احساسي كان ايه وهى بين ايديه ،انا اول حد شالها ، حس بيها ، لمستها ، مش قادر اصدق انها غريبه عني ، أنا وقت ولادة اختي كنت فى مدرسه داخلي وماشوفتهاش غيرفى إجازتي كانت هى بقى عمرها اربع شهور ، لكن بنت حسن أول طفله يلمسها قلبي قبل ايدي ، ربنا زرع حبها فى قلبي من اول لم عيني جت فى عينها وشلتها بين ايدي جنب قلبي ، عارفه أنا نفسي اخلف أطفال كتير عايز أعمل عيله كبيره ، عايز اعوض الحرمان يا رنيم ، بجد مفتقد الإحساس ده ، عايز ارجع من الشغل الاقي عيالي بيجرو عليه وانتي تصرخي تشتكي من شقاوتهم ، نفسي حلمي يتحقق

ابتسمت له بحب : ان شاء الله هيتحقق بس بلاش دسته عيال ، نكتفي بطفلين بس او تلاته كفايه اوي أنا مش هقدر على اكتر من كده

ابتسم بخفه ورفع كفها يقبله بحب : عشان خاطر حبيبي وصحه حبيبي نكتفي بتلاته أنا موافق

- لا اتنين كويس

- لا بقولك ايه مافيش فصال ثلاثه يعني ثلاثه هههه

هتفت بضجر : ربنا على القوي

جذبها برفق ثم طبع قبله حانيه اعلى رأسها : حبيبي انتي عندي بالدنيا وما فيها

- وانت كل دنيتي ،ويلا بقى شوقتني اشوف رحيق

أنطلق يشق طريقه الى مدينه السويس ليلتقي بشقيقه الذي لم تلده امه ولكن اصبح الرباط بينهما قوي كرباط الاخوة ...


" أرمله أخي "30 والاخييير ونتظرو الخاتمة 

بقلم / فاطمه الالفي ..

بعد مرور عدة ساعات من القياده وصلا لوجهته ، ثم صفا سيارته امام البحر وترجل منها أولا ليساعد زوجته على الترجل هى الاخري ثم هم بحمل الحقائب الذي جلبها من أجل الصغيره ، وسار امام زوجته ليأخذها الى حيث المنزل القابع على الضفه الجانبيه من البحر ، تشبثت رنيم بذراع زوجها وهى تعبر معه الطريق الى ان وقف امام المنزل ثم طرقه بهدوء ...

_____

بالداخل كان يحمل صغيرته باحضانه ويربت على ظهرها برفق لكى يجعلها تنام ولكن يبدو بأن الصغيره تريد مشاكسته ، فقرر ان يدندن لها بصوت خافت علها تنام .

"فى البحر سمكه ، سمكه ، بتذق سمكه ، سمكه .

على الشط واقف بابا بالشبكه ، يصطاد السمكه سمكه .

ضحكت بياضه بخفوت لينظر لها حسن بنظرة صارمه ثم هتف بضيق : بتضحكي على ايه ؟ مش بنيم سمكتي عاوز هدوء

رفعت كتفيها بلامبالاه ثم عادة تضحك من جديد : نيم سمكتك يا خويا حد جي جنبك

همت بالمغادره ولكن استوقفها صوت طرقات اعلى باب منزلها جعلتها تنظر لزوجها بقلق : مين هيجلنا دلوقتي ؟

اعطاها الصغيره وهم بفتح الباب : خدى البنت وأنا هشوف مين

عندما فتح الباب لمعت عيناه بفرحه عندما وقعت على وجود حسام ، وضع حسام الحقائب ارضا ثم اقترب منه ليتبادلون العناق بينهما تحت انظار كل من رنيم وبياضه .

هتف حسن مرحبا به بعد أن ابتعد عن احضانه : والله مامصدق نفسي ، يا الف اهلا بيك وبمراتك يا حبيبي

ابتسم حسام بود وهو يشير الى زوجته : رنيم مراتي

- اهلا وسهلا شرفتونا والله ،اتفضلوا يا مرحب يا مرحب

حمل حسام الاغراض ودلف بهم لداخل المنزل ثم وضعهم جانبا ، ليهتف حسن مناديا لزوجته :

- تعالي يا بياضه رحبي بالغالي ومراته

تقدمت منهما بابتسامه ودوده وهى تقبل رنيم وترحب بها : يا اهلا وسهلا والله البيت نور

همست رنيم برقه وهى تحمل عنها الصغيره : منور باهله ، ممكن اشيل القمر الصغير

وضعتها بياضه برفق بين يديها : أكيد طبعا

نظر حسن لحسام بعتاب : هو يعني ماينفعش تشرفنا كده من غير ما تتعب نفسك ، ايه اللى انت عامله ده ؟

- أولا ده مش ليك ، دي حاجات بسيطه لرحيق قلبي ويارب تعجبها وبعدين أنا عمها واجبلها اللى أنا عاوزه ولا هاعمل فرق بينا

- عمها يا سيدي ماقولناش حاجه

اقترب حسام من زوجته ووقف يشاهدها وهى تحمل الصغيره وتداعبها برقه ، ازدادت ابتسامته ثم اقترب منها ببطء وهمس بصوت خافت : عبقال ماتشيلي بنتنا


نظرت له بعينين لامعه بحب ثم اعطته طفلته الأولى التى طالما حكى عن مدا عشقه لها منذ أن رأتها عيناه ، حملها بقلب ولهان ثم طبع قلبه حانيه اعلى جبينها وهمس بهدوء : تعرفي انك واحشاني اوى اوى يا صغنن

همست بياضه وهى تربت اعلى كتف زوجها : اه لو تعرف حضرتك ، حسن بيدلعها وبيقولها ايه

نظر لهما حسام بترقب : بتقولها ايه يا حسن ، رحيق هو الدلع كله مش محتاجه تدلع

ضحك حسن وهو يقترب منه بهمس : سمكه

جحظت عين حسام بصدمه ثم هتف ضاحكا : حرام عليك يا راجل ، رحيق يتقالها سمكه يا مفتري

ضحك حسن هو الاخر : تعمل ايه بقى قدرها ان ابوها صياد وروحه متعلقه بالبحر وهى سمكتي اللى منوره حياتي

- ربنا يباركلك فيها يارب

- اللهم امين ،،

ايه يا ام رحيق مش هتعملي أحلى ضيافه لاحلى ناس صحاب بيت مش ضيوف

- حالا

ركضت الى حيث المطبخ لتعد وجبه العشاء ، بينما هم بالخارج يتثامرون باطراف الحديث

_______

نظرت دلال لابنائها بضيق وهى تنتظر كلاهما ان يبدء بحديثه بعد صمت طال ، نهضت عن مقعدها وهى تهتف بضجر :

- أنا بقول أقوم انام احسن ، تصبحو على خير

امسكها ايمن بلهفه : تنامي دلوقتي ، لسه بدري يا ماما

- اقعدى يا خالتي والله عايزاك فى موضوع مهم ، حياه او موت

جلست بتأفف : ولما هو حياه او موت يا روح خالتو ، مش بتنطق ليه ؟ غلبتوني معاكم ، بقالنا ساعه قاعدين القعده دي وماحدش فيكم عايز يتكلم , يا تنطقوا ايه حكايتكم بالظبط لهسيبكم كده وادخل انام. ، أنا ست كبيره ومش حمل سهر ومناهده

هتفوا دون تردد : احنا عايزين نخطب ودلوقتي

تبادلت النظرات بينهم بعدم تصديق ثم هتفت مبتسمه : ده بجد ؟ اللى أنا سمعته صح !

جلسوا امام قدميها وكل منهما يمسك بكفيها يقبلها بحب وينظرون لها بسعاده وهم يمزحون : ظهر ان عقدتنا اتفكت ههه

رفعت كفيها تتحسس خصلاتهم بحنان وكادت ان تبكي : ده يوم المنى ، منتظراه من سنين ، ربنا يفرح قلوبكم يارب يا ولادي

هتفوا بسعاده : امين يارب

- ها قولولي بقي مين اللى خطف قلب ولادى حبايبي وهنروح امته نتقدم

- انهارده دلوقتي حالا

جحظت عيناها بصدمه : نعم ، دلوقتي دلوقتي

قبل ايمن وجنتها ثم اؤمى لها بالايجاب ، لياكد قاسم على حديثه هو الاخر

- بصراحة يا دودي ولادك واقعين ، جوزينا بقى وحياه عيالك

ضحكت بخفه ثم تنهدت بحب : طيب افهم الموضوع الاول

- تقومي تلبسي وفى الطريق هنحكيلك أصل الحكايه وفصلها ،يلا يا جميل مافيش وقت

نهضت عن مقعدها بنفاذ صبر ثم سارت الى حيث غرفتها وهى تردد : لم اشوف اخرتها معاكم ايه

ركض كل منهما الى حيث غرفته ليرتدي ملابسه استعدادا لاهم حدث فى حياه كل منهما ...

________

بداخل منزل محمود والد ورد ..

بعدما استعدت لمغادره المنزل ، توجهت الى غرفه والدها لتخبره بانها ذاهبه الى عملها الان ..

طرقت باب عرفته ثم دلفت بهدوء ، وجدت والدها يرتدى ملابسه المهندمه ونزع ثياب المنزل ، تطلعت اليه بدهشه ثم اقتربت منه :

- على فين يا حوده بالشياكه دي

ابتسم بحب ومد يده ليلامس بكف إبنته ثم حاوطها من كتفها يضمها بحنان وهو يهمس لها بابتسامته البشوشه : مستني ضيوف مهمين اوى

رددت بخفوت : ضيوف ، ومين الضيوف المهمه دى ؟

سار يتكئ عليها : لا دي مفاجأة

- بس أنا نازله الشغل عشان رنيم سافرت السويس مع جوزها وكمان جودي مش هتنزل فأنا وقدر هناخد مكانهم

- لا بلاش انتى كمان تنزلي ، الضيوف دول عشانك وماينفعش تنزلي وتسبيهم مايصحش يا بنتي

- بس أنا مااعرفهمش يا بابا وبعدين حضرتك الخير والبركه ، أنا بجد مش فاضيه ورايا شغل وماينفعش أسيب قدر لوحدها ، مش دول ضيوفك أنا ممكن احضرلك كل حاجه تحتاجها قبل ما انزل

- بردو ماينفعش عشان اللى جاي دلوقتي قاسم واهله ولازم تقابليهم

رددت بصدمه : مين ... قاسم واهله ! دول جاين يعملوا ايه عندنا

- يعني هيكون جاين يخطبو ابوكي مثلا ، يا حبيبة ابوكي جاين عشانك وبصراحه قاسم قابلني وطلب ايدك مني وبلغني ان هيشرفنا ومعاه خالته وابن خالته ،واظن كده بقى مافيش نزول

همست بحزن : ليه حضرتك ماعرفتنيش وبعدين أنا اصلا مش

وضع قبله حانيه اعلى رأسها : بلاش تعاندى نفسك يا ورد ، قاسم بيحبك وشاريكي وعارف ظروفك ومتمسك بيكي يابنتي ، ليه تفضلي منشفه دماغك وتكابري ، سيبي قلبك يحركك وبلاش تضغطي على نفسك اكتر من كده ، انتي بنتي وأنا حاسس بيكي كويس ، وعارف قلبك مع مين ، اقعدى معاه وبعدين ربنا يحلها من عنده ، عشان خاطر ابوكي استني بس تقابليهم وبعدين اللى فيه الخير ربنا يكتبهولك

استمعت لحديث والدها وجلست مكانها تنتظر قدومهم وهى تشعر بالحيره فى اتخاذ قرار مصيرها

______

بمنزل فارس ..

وقف امامها يتطلع إليها بحب وهو يحمل الاغراض الخاصه بزوجته

- حبيبتي هنزل الحاجه العربيه

ابتسمت له برقه ثم اقتربت منه : أنا جاهزة وهننزل سوا

- يا سلام تحت امرك يا قدري الغالي

تشبكت بذراعه ثم غادروا المنزل سويا ، ومن ثم استقلوا بالمصعد الكهربائي ليهبط بهم الى الأسفل ويغادرون البنايه ثم وضع الاغراض داخل السياره وعاد ليفتح الباب لزوجته لتستقل بمقعدها ثم دار الى حيث الباب الاخر ليستقل بمقعده امام عجله القياده لينطلق بها الى حيث الكرفان ليشارك زوجته اليوم بعملها الخاص ..

نظرت له بحب : مبسوطه من وجودك جنبي

تعانقت أيديهم معا ثم اوقف السياره جانبا لينظر لها بصدق مشاعر : عمرك ماهتبقي لوحدك طول ما اسمك مرتبط باسمي ، وهعمل المستحيل عشان اشوفك دايما سعيده

قبلت يديه بحب : سعيده بوجودك دايما جنبي ،ربنا يخليك ليا يا كل حياتي

طبع قبله حانيه اعلى جبينها وعندما ابتعد عنها نظر لخضرويتها اللامعه بحب وهمس بكل ما يحمله فى قلبه من مشاعر دافئه :

"

كم أمسيت أرجوكِ حلماً يراود مهجتي والنظر فإن كنتُ في الحب لحناً فانتِ العزف وأنتِ الوتر وإن كنتُ يوماً أميره القلوب فحُسنكِ تاج لكل البشر بعينك أبصرتُ كل الغرام وأبصرت حُبّاً يفوق القَدَر وأشعر بهمسك همس الحرير عصفور يُغرّد فوق الشجر أنتِ المُنى وأنتِ الغرام وأنتِ ضياءً عند الشَّفَق ، غرامك جاء الفؤاد يُفجّر عشقاً حتى احترق ، جمالك سهم الحسان جاء سريعاً ثم اخترق نظرتُ لعينيكِ في الفجر يوماً فجاء السهم بل وانطلق أنا الماهر في بحور النساء نظرت لعينيكِ قلبي غرق فرفقاً بقلبي إذا ما نظرتِ سأخجل بل قد يعتريني العرق فمن حُسنك غارت كل النساء ومنه أيضاً يأتي الأرق فأنتِ حياتي وأنتِ مماتي عجز الشعر وصفاً لكِ ، وانتِ أجمل قدر ..

________

صفا قاسم سيارته امام البنايه التى تقطن بها ورد ،ثم ترجل منها ووقف ينتظر ايمن الذي اتى برفقه والدته بسيارته الخاصه ..

بعدما وصل ايمن ، ترجلت والدته وسارت بجانب قاسم الذي همس بلهفه : جاهزة يا ام العريس

ابتسمت له بحنان ثم ربتت على كتفه وهى تهمس بسعاده : الدنيا مش سايعه فرحتي بيكم يا نبض قلبي ، بقى معقول بخطبلكم فى يوم واحد

هتف ايمن بفرحه : والفرح ان شاء الله يكون فى يوم واحد

- ربنا يسعدكم يا حبايبي يارب

هتف قاسم وهو يسير بخطوات واسعه : هنتاخر كده يا دودي

هتف ايمن بضجر وهو يسير خلفه : استنى هنا مش هتشيل مني ، هو أنا جاي اشيل ولا ايه

نظر له برفعه حاجب وهو يؤمي بالايجاب : ايوة وشيل وانت ساكت ، ورايا

ربتت والدته برفق على كتفه : ماتزعلش يا حبيبي ما لسه دوره جاي

هز راسه بتنهيده طويلة : ده أنا هنفخه سياده المقدم ده

وقف قاسم امام الباب ثم نظر لهم بترقب : مش عارف ليه حاسس ان داخل على معركه

ضحك ايمن بخفه : ماهى فعلا معركه ، يلا يابني خبط وخلصنا ماتنساش ورانا ميعاد تاني انجر فى ليلتك دي

سحب شهيقا قويا ثم زفرة ببطئ ثم دق جرس المنزل لتاتي ورد بعد لحظات وتفتح لهم الباب وتستقبل دلال بابتسامه رقيقه ودلفت لداخل دون ان تنظر لقاسم .

نظر قاسم لايمن بضيق : هى قلبتني ولا أنا بتهيئلي

ضحك بصوت خافت وهو يردد بخفوت : لا هى فعلا قلبتك يا برنس هههه

هتف محمود مرحبا بهم وصافحهم بود : يا اهلا وسهلا ، شرفتونا ونورتونا

صافحه ايمن بود ، وامسك قاسم بيده ساعده على الجلوس ثم جلس جانبه ليكون قريبا من وردته التى تبتسم برقه عندما تأتي انظارها على خالته فقط ، منما جعله يشعر بالضيق وحاول ان يكظم غضبه من هذا التجاهل .

زفر انفاسه بهدوء وهم بالتحدث ولكن سرعان ما اختفت من امامه متحججه باحضار شيئا .

هتفت دلال بعد حديث دام لعده دقائق من التعارف برغبة قاسم ب الزواج من ورد ، أتت ورد وهى تحمل بين يديها صينيه المشروب ثم وضعته اعلى المنضده لتستمع لمناده والدها الحبيب : تعالي يا ورد جنبي

جلست بجانب والدها ليضمها اليه وهو يهمس بسعاده : قولتي ايه يا قلب ابوكي

تبادلت الانظار بينهما فى صمت ، شعر قاسم بحيرتها وخشيا ان ترفضه لذلك نهض عن مقعده وهو ينظر والدها : تسمحلي يا عمي اقعد معاها خمس دقايق بس

- ومالو يا بني

نهضت على مضض وسارت امامه الى حيث الغرفه المقابله ، ثم جلست تتنهد بضيق : خير يا حضرة الظابط

همس بثبات : محتاج اعرف رأيك

هتفت بغضب : وطبعا متوقع ردي عليك بالموافقه مش كده ، متخيل ان هفرح وماهصدق انك خدت قرار الارتباط بيه ، هتنطط من الفرحه مش كده ده اللى انت عاوزة ومستنى تسمعه مني مش كده

- لا مش ده اللى أنا عاوزه يا ورد ، لا عايزك تتنططي من الفرحه ولا نيله ، ومتوقع ردك يا ورد وهو الرفض وعشان كده قبل ماتقوليها طلبت اتكلم معاكي

نظرت له بحيره ثم هتفت : انت عايز ايه مني بقى ؟ سبني بقي فى حالي

-عايز منك كتير يا ورد ، عايزك مراتي وحبيبتي وبنتي وامي واختي ، اسيبك فى حالك ازاى وانتي حالي يا وردتي ، من اول لم تقابلنا وجوايا حاجه بتشدني ليكي ، شايفك بنتي مسئوليتي ،حاجه مهمه اوى فى حياتي ، ورد أنا عمر ما حد شغلي بالي ولا دق باب قلبي غيرك ، فى عز حزني وغضبي بفتكر ابتسامتك بنسى همي واي وجع عشته ، ليه مش قادره تصدقي ان فعلا بحبك وعايزك تكملي اللى فاضل من حياتي معايا ،عايز حياتنا ترتبط ببعض ، نكون واحد كيان واحد ، روح واحده وقلب واحد ، عاوز انسيكي أي لحظه ألم عشتيها من قبلي ، عايز اخدلك حقك من أي حد ظلمك او جى عليكي لو بكلمه , عايز اكون سند ليكي وحاميكي من كل البشر ، ربنا يخليلك والداك بس عايز اكون كل دنيتك هي أنا ، والدك هيكون والدي وهيعيش معانا وده شيء يسعدني جدا ، عارف حجم العلاقة اللى بينكم ومش هقدر أكون بينكم ولا عايز اخد مكانه بس عشمان يكون ليا مكان وسطيكم ، دخلوني على حياتكم واوعدك مش هتندمي ، أنا بحبك يا أغلي ورده فى بستان حياتي

همست بحزن : مش هتندم على اختيارك ليا ولا هتعايرني باصلي فى أي خناقه بينا

اقترب منها بشده فلم يفصل بينهما اللى عدة سنتيمرات ثم اوقفها امامه لتصبح فى مواجهته وهمس وهو يتطلع لعسليتها الساحرة : مافيش حد بيخجل من ماضيه وانتي شرف ووسام على صدري هفتخر بيه حياتي كلها ، انك بنت بميت راجل ،سبتي كل حاجه وضحتي بمستقبلك عشان تكوني جنب ابوكي اللى مالوش غيرك ، انتي فخر ليا لم اواجه أي محنه هتكوني فى ضهري سندي وعكازي وعلى فكره أنا قدمت اوارقك فى كليه سياحه وفنادق عشان يكون معاكي شهاده ، يا احلي شيف فى الدنيا وهفضل واقف جنبك وساندك فى أي مشروع تختاريه ، احنا هنكمل بعض يا حبيبتي ومافيش حد هيكون شايف نفسه يعني على التاني عشان انتي ببساطه هتكوني مني وأنا منك ، بحبك يا ودة قلبي

ابتسمت بخجل ثم ابتعدت عنه لتنظر له بعيون لامعه : وأنا موافقه اكمل حياتي معاك واسامينا ترتبط ببعض العمر كله

ارسل لها غمزه مشاكسه : طيب مش هتقوليها

ضحكت برقه وهى تهز رأسها نافيه : لا مش دلوقتي

غادرت الغرفه وعادت تجلس بجانب والدها اما هو فظل مكانه ينظر لاختفاء طيفها بتنهيده حالمه

- واضح ان داخل معركه مش سهله بس هفوز بقلبها فى الآخر ..

_______

على ضفاف البحر كان يسير اعلى الرمال يحتضن بخصر زوجته والسعادة تحاوطهما ،

ثم همس لها بجديه :

فى حاجه كده فى دماغي ونفسي احققها واشارك حسن فيها

تسألت بجديه : ايه ناوي على ايه ، اوعى تقولي نعيش هنا

ضحك بخفه : ولا ليه ، بس حاليا انا مرتبط بشغلي ، اللى بفكر فيه أعمل مشروع معاه وحسن كل شغله الصيد وعايز اقدملك ولو جزء بسيط من اللى عمله معايا وحسن انسان جدع ومش هيقبل مني فلوس وأنا مااقدرش اجرحه فبفكر أنا اشتري مطعم صغير واشارك حسن بيه هو ليه الاداره وأنا راس المال وكمان هو صياد وبيعمل اصناف اسماك انما ايه تجنن ، هيكون مطعم سمك وكمان ممكن اشتري بيت هنا كل فترة ننزل نشوف المشروع ونغير جو ، هنا الجو جميل ايه رايك افاتحه فى المطعم

- فكرة تجنن وأنا معاك فى أي مكان هنا او فى القاهرة واكيد حسن هيوافق وأنا كمان مستعدة اقنع بياضه وهى هتكون جنبه ومعاه فى المطعم .

نظر لها بحب ثم وقف فجاه وفرد ذراعيه بحريه وهو يصرخ باعلى طبقات صوته " رنيم انا بحبك "

عانقته من الخلف بقوه وهي تهمس بعشق : وانا كمااااان بحبااااااك .

_______

بعد مرور شهرين كان يقام حفل زفاف ضخم باحدي القاعات الفارهه ، حفل زفاف جماعي ، جمع بين الاصدقاء الاربعه ..

وسط القاعه كانوا يتمايلون العشاق على نغمات الموسيقي الهادئه وكل منهما باحضان شريكه حياته ودربه ، تؤام روحه ، لحظه من أهم لحظات حياتهم ، حلموا بها كثيرا واليوم اصبح الحلم حقيقه ، لينسدل الستار على هؤلاء المحبين بعد ايام وشهور من الالم والوجع ، عادت الشمس تشرق من جديد ليحظى كل منهما على حلمه الذي طال مناله ، الان تغمرهم السعاده والفرحه التى لا توصف ليبدو حياه جديده بأمل جديد ، وغد مشرق ...

الدنيا بترتب صدف وكل قلب واحساسة

فجأة الطريق بينا بيوقف والحب بيجمع ناسة

واحنا اتقابلنا وجة اوآنة شفتك بقلبي اللي اتمنى

وريتني ايام الجنه ومليت بحبك اوقاتي

حلم حياتـــــــــــــي

وصحيت وياك على يوم عيدي

حضنك قلبي ولمساك ايدي

والفرحه اهي عرفت مواعيدي

كتر يا سنين منها وهاتي

حلم حياتـــــــــــــي

كان سيرة في عمري اللي اتقضى

كان صورة ما بين نظرة وغمضة

وخلاص يا عيوني من اليوم دة

على حضنة هتصحي وهتباتي

علشان لبعض أطمنا

وحلمنا وقلوبنا مأمناه

قدرنا نمشي بحبنا

بنوصلة لبيت احلامنا

علشان لبعض أطمنا

وحلمنا وقلوبنا مأمناه

قدرنا نمشي بحبنا

بنوصلة لبيت احلامنا

يا كلمة طول عمري بقولها

يا دنيا كان نفسي ادخلها

دلوقتي هلمسها واطولها

وهتبتدي معاك حكاياتي

حلم حياتـــــــــــــي

وصحيت وياك على يوم عيدي

حضنك قلبي ولمساك ايدي

والفرحه اهي عرفت مواعيدي

كتر يا سنين منها وهاتي

حلم حياتـــــــــــــي

كان سيرة في عمري اللي اتقضى

كان صورة ما بين نظرة وغمضة

وخلاص يا عيوني من اليوم دة

على حضنة هتصحي وهتباتي...


" أرمله أخي "    الخاتمه 

بقلم / فاطمه الالفي ...

بعد مرور عام على زواجهم ، اليوم الذكري الاولى على مرور عام من الزواج ..

بعدما نامت صغيرتها " كيان " توجهت الى المطبخ لاعداد الكعكه الخاص بهذة الذكري السعيده والفارقه بحياة كلاهما ، فهي الان تعش أجمل لحظات بحياتها بجانب فارسها الذي خطف قلبها وخطفها على حصانه لعالم اخر ملي بالحب والسعاده ، تحمل الكثير من أجلها وقد رزقهم الله بقطعه مصغره منهما وتمتلك جمال ورقه والدتها وسحر وجاذبيه والدها ،رغم صغرها فهى لم تتعدى الثلاث شهور ولكن تحمل شخصيه والدها الحبيب ...

______

دلف لداخل المنزل وهو يسير على اطراف اصابعه ، يشتاق لرؤية " قدره وكيانه " خاصته فمنذ ان رزق بطفلته اصبح ابا كلاهما زوجته الحبيبة وصغيرته التى اسماها كيان ، دلف بهدوء ينظر حوله بترقب ، بعدما استمع لصوت صادر من المطبخ علم بان زوجته هناك ، لذلك اكمل سيره الى حيث غرفته ليحمل صغيرته بلهفه فمنذ ان طلت على حياته وهو لم يتحمل بعادها وعندما يعود من عمله يظل جانبها ينظر لها بشده يملي عيناه من رؤياها ، يهمس جانبها بصوته الدافئ ليبث لها الطمائنينه والامان لكى تنام قريرة العينين .

نزع سترته ووضعها برفق اعلى الفراش ثم اقترب بخطواته الواسعة الى فراش الصغيره يطلع إليها بابتسامته العذبه ويهمس امام وجهها البرئ : كيان روح بابا نايم ، مش هتصحي عشان اخد احسن حضن يا قلب بابا

طبع قبله حانيه اعلى جبينها ثم مسد على خصلات شعرها القصير بحنان ونهض من مكانه ليتفاجئ بقدر تقف خلفه وهى تضع يديها بخصرها وهى تهز رأسها باسي :مش معقول كده يا فارس ، البنت لسه نايمه وانت عارف ان نومها خفيف وهتصحى تعيط وأنا عايزة اخلص اللى ورايا بسرعه

تصنعت الغضب وبعدما انهت كلماتها غادرت الغرفه بهدوء ، أسرع يركض خلفها ليوقفها امامه بعدما جذبها من ذراعيها لتصبح داخل احضانه ، ظل ممسك بمرفقيها ونظر لعينينها بحب ثم مال بشفتيه ليطبع قبله رقيقه اعلى شفتيها ثم همس بحب : حقك عليا يا قدري والله غصب عني ، بتوحشني اوى المفعوصه دي ، برجع البيت بسرعه عشان اشوفها بكون مشتقالها اوي

ابتسمت برقه وهي تهمس : هي بس اللى بتوحشك

ضمها لصدره بقوه : لا طبعا مامتها بتوحشني كل ثانيه ، حتى لم بكون معاكي بردو بتوحشيني وهى قطعه منك وحبها من حبك

قبلته اعلى وجنته ثم ابتعدت عنه برفق وهى تهمس له بعيون لامعه : ربنا يخليك ليا يا روحي ، كل سنه واحنا مع بعض ، كل سنه وانت جنبي واغلى شئ فى حياتي

اخرج من جيب بنطاله علبه صغيره الحجم باللون الازرق ثم فتحها امام عينيها التى نظرت بداخلها باعجاب ، اخرج الخاتم الذي يحمل بفص اخضر ماسي مثل لون عينيها ثم البسها اياه وقبل اناملها بكل حب


- عجبني جدا وشوفت فيه لون عيون حبيبي

- جميل اوي يا حبيبي ، استني لحظه وراجعالك

ضل مكانه الى ان عادت وهى تحمل بين يديها علبه متوسطة الحجم باللون الرصاصي ثم اخرجت منها ساعه يد بنيه والبستها اياها ،عندما نظر إليها بدقه لمح حروف اسمائهم منقوشه بجاذبيه اعلاها ، اتسعت ابتسامته ونظر لها يردد بمشاكسه : انتي بتقيدني بقى

طوقت عنقه وهى تهتف بسعاده : طول العمر يا حبيبي

شدد فى عناقها وهمس بخفوت : ماتيجي نحتفل بقى قبل ما الكيان الصغير يصحي ويقلب الليله

ضحكت برقه ودفنت وجهها داخل احضانه بخجل ، ليسحبها برفق ويدلف بها داخل الغرفه الاخري ليسرقوا لحظات خاصه بهم ، لحظات سرقت من الزمن لينسوا كل شيء ولا يتذكرون سوا اشعال الحب بينهم ...

__________

انتهت من ارتداء ثوبها الفيروزي ذات حماله واحده ، يصل الى اعلى ركبتيها بقليل ،ثم تطلعت لوجهها داخل المرآه وحاولت رسم ابتسامتها وهى تسدل شعرها البني خلفها ، وقبل ان تغادر الغرفه القت نظره اخيره على باب المرحاض واخرجت تنهيده حارقه ثم غادرت الغرفه قبل ان تنساب دموعها وتنفضح مشاعرها التى تخفيها عن الجميع وعنه هو بالاساس ،فلا تريد اطفاء سعادته ..

وقفت امام الطاوله تُضيء الشموع ووضعت بالمنتصف قالب التورته التى زينتها خصيصه من اجل تلك اللحظه ، ثم عادت تدلف غرفتها لكي تجلب الهديه التى احضرتها من اجل زوجها الحبيب .

_____

فى تلك اللحظه كان يخرج حسام من المرحاض وهو يلف المنشفه حول خصره ويضع الاخري اعلى خصلاته يجففها ثم القاها جانبا ثم ارتداء بنطاله ونظر حوله يبحث عن قميصه ليتفاجئ برنيم تدلف لداخل الغرفه ، تسمرا كل منهما فهو لا يريد ان ترا اثر الحروق التى مازالت اعلى ظهره ، لا يريد ان يأذي عينيها بهذا المشهد ، التقط المنشفه على الفور ووضعها اعلى ظهره ثم نظر لها بحب وهم بالاقتراب منها الى ان وقف امامها وامسك بيدها ليدورها حول نفسها مثل الفراشه وهو يهمس باعجاب : ايه الجمال والرقه والشياكه دي كلها

حاولت رسم ابتسامتها وهى تهمس برقه : عجبتك

- طول عمرك بتعجبيني من غير أي حاجه

ابتعدت من امامه لتقف خلفه ثم سحبت المنشفه من اعلى ظهره وتحسست الندوب التى تركتها اثر الحريق بجسده ، كلما لمست جروحه كانت تخرج تنهيدته العاليه ، اقتربت بشفتيها تطبع عده قبلات متفرقه اعلاه وهمست بنبره صوت منكسره : وانت مني وأنا منك ، ليه دايما بتحاول تخبي جرحك عني ، هو أنا يعني مش هحس بيك وبعدين لو مضايقك ليه ماتعملش عمليه تجميل وتخفي أي اثر

تنهد باسي ثم نظر لها بتسأل : لو المنظر مضايقك ممكن اجمله عشانك انتي بس

ضربت بقدمها الأرض بغيظ وصرخت منفعله : مش مضايقني خالص اللى بيوجعني هو انك بتداريه عني ، وأنا عايز اخفف عنك وتنسي الماضي بقى

- بنساه وأنا فى حضنك وصدقيني أنا الحرق ده مش مأثر خالص فيه بالعكس بيفكرني بذكريات صعبه مريت بيها ، بيزود حبك فى قلبي ، أنا بخاف بس على عيونك مش بحبك تتوجعي بسببي

التقطت القميص وبدءت تساعده فى ارتدائه وهى تردد بحزن : وانت مش موجوع عشاني ، مش كنت بتقولي وجعك هو وجعي

- وهيفضل وجعك هو وجعي وهنقسمه مع بعض مش عايزك تشيلي كل الوجع لوحدك ، انسي أي وجع دلوقتي وخلينا نعيش اللحظه ، نحتفل باول عيد زواج لينا مع بعض ، بلاش دموع انهارده وحياه حسام

مسح لها دموعها المنسابه اعلى وجنتها وضمها لصدره بقوه ، دفن انفه بين خصلاتها يستنشق عبيرها ثم طبع قلبه رقيقه بعنقها وهمس بصدق : بحبك يا كل حياتي

أغلق ازرار قميصه ثم حملها بين ذراعيه وغادر بها الغرفه ثم انزلها امام الطاوله وذهب ليغلق الاضاءة ليترك الشموع فقط ، واشعل اسطوانه الزفاف ليرقص سويا على تلك النغمات الهادئه ويتذكرون مراسم الزفاف ثانيا ولم يدعها تترك احضانه يريد ان ينسيها كل الألم التى تعيشه الان بسبب تأخر الانجاب ..

______

انتظرت قدوم زوجها من المشفى ليحتفلوا سويا بعيد زواجهم الاول ، طال انتظاره الى انها غفلت مكانها وهى تنتظره ..

عاد ايمن من عمله بارهاق لينفاجئ بزوجته تغفو مكانها وهى تجلس امام المائده التى عليها الكعكه الخاصه بتلك المناسبه ووضعت بها شمعه واحده ، نظر حوله بضيق عندما راء الشموع قد ذابت وانطفت ، لام نفسه على تأخرة فهو لم يعلم بانها سوف تنتظره لتحتفل معه رغم تعبها بشهورها الأخيرة من الحمل ، ظن بانها لم تتذكر عيد زواجهم لذلك تاخر بالمشفى .

زفر انفاسه بضيق ثم اقترب منها بهدوء ليحملها برفق ويصعد بها الى حيث غرفتهم لكي يضعها بالفراش ولكن شعرت به لتفتح عينيها وتنظر له بابتسامه رقيقه وهى تحاوط عنقه : كل ده تأخير يا حبيبي

وضعها برفق أعلى الفراش ثم طبع قبله حانيه أعلى جبينها : آسف يا قلبي ، كان عندى عمليه واتاخرت

نظرت له بدهشه لتجده يبتعد عنها ويهم بتبديل ثيابه ، تركت الفراش بعصبيه ووقفت أمامه تهتف بغضب : إنت مش ناسي حاجه

تصنع عدم الفهم واجابها ببرود : ناسي ايه ؟ هو فى حاجه ولا ايه ؟

تأففت بضجر : لا مافيش حاجه نهائي ،انا تعبانه ووقفت طول النهار فى المطبخ عشان احضر التورته بنفسي وجهزت كل حاجه عشان فى مناسبه مهمه تخصنا وحضرتك راجع متأخر كمان لا ومش بس كده ، انت ناسي بكل بساطه أن انهارده عيد جوازنا الأول يا دكتور ، لم سيادتك تنسي اول ذكري لزواجنا هتفتكر امته

حاول امتصاص غضبها ،عانقها برفق وظل يربت على ظهرها بهدوء وهو يهمس بصوت حاني بجانب اذنها : حبيبي ممكن تهدي ، الانفعال مش كويس عشانك

ضربته بقبضه يدها اعلى صدره ثم ابتعدت عنه بغضب : ماتكلمنيش انت فاهم

لم يتحمل غضبها اكثر من ذلك ، جذبها لصدره ثانيا ثم حاوط خصرها بتملك ، تلاقت العيون بصمت ، قرأ بعيينها نظره لوم وعتاب لم يتحملهما ، همس بهدوء :

- مش ناسي وحياتك عندي ، أنا فكرت بسبب تعبك والحمل اثر عليكي ونسيتي لكن عمري ماانسي يوم زى ده ، وتعالي معايا هتشوفي هديتي بنفسك ، أنا كنت بهزر معاكي آسف الهزار كان سخيف ومش وقته خالص

سار بها وهو مازال يحاط بخصرها ليغادر غرفتهم ويسير بها الى الغرفه المجاوره ، قبل ان يفتح بابها نظر لها بحب : حبيبي ممكن يغمض أحلى عيون الاول

تنهدت بنفاذ صبر ثم اغمضت عينيها ليدلف بها داخل الغرفه برفق ثم اضاء انارة الغرفه ووقف خلفها يهمس بجديه : حبيبي يقدر يفتح دلوقتي ويشوف المفاجاه

فتحت عيناها تتفحص الغرفه بدهشه ولكن غمرتها السعاده وهى تنظر لكل شيء داخل غرفه صغيرتهم ، فقد اعدها زوجها من اجل استقبال ابنتهم الحبيبة ، زينها بعنايه ووضع بها فراش خاص بطفلته على هيئه كيتي وطلا الحائط باللون البينك واحضر ارجوحه والعاب كثيرا ونثر البالونات بانحاء الغرفه جميعهم باللون الروز المنقوش عليهم ( girl)

عانقته بقوه وهى تهتف بفرحه : عملت كل ده امته

ارسل إليها غمزه مشاكسه : وانتي عند مامتك امبارح ،جهزت كل حاجه ، عشان تعرفي لا يمكن انساكي ولا انسي حبيبة قلب بابي اللى منتظر قدومها على احر من الجمر

جلس على قدميه ليقبل احشاء زوجته بحب ثم وضع كفه وكأنه يعانقها ثم همس لها وهو يشير باصابعه السبابه : بنوتي الحلوة هتشرفينا امته ، بابي مشتقالك يلا بقى

ضحكت جودي بصوت عال على حديث زوجها مع إبنته التى مازالت تحملها داخل احشائها الى ان وكزتها طفلتها بقوة لتتأوة بالم : أها، عجبك كده

ضحك ايمن باعلى طبقات صوته ثم هز كتفيه بعدم اكتراث لالم زوجته : اه عاجبني جدا ، بنت ابوها بصحيح هههه

اشتد الألم فعادت تصرخ بصوت اعلى : ايمن أنا تعبانة بجد

نظر لها بقلق : حاسه بايه بالظبط ؟ في مغص او خبط فى ضهرك

انسابت دموعها وهى تهز رأسها بالنفي : مش عارفه بس تعبانه اوى ،حاسه بوجع جامد ، مش قادره

حاول تهدئتها : طيب حبيبتي اهدي وبلاش عياط ، اتنفسي بهدوء

حملها بين ذراعيه وسار بها بخطوات سريعه الى ان ترك المنزل وساعدها على ركوب السياره وقبل ان يستقل مقعده صرخت به : ايمن شنطه البيبي

أسرع فى خطواته ليعود الى المنزل ثانيا يبحث عن الحقيبه التى بها متعلقات صغيرتهم ثم عاد الى زوجته على وجه السرعه ليستقل السياره وينطلق بها الى حيث مشفاه واثناء قيادته هاتف الطبيبه الخاصه بزوجته لكى تلحق بهم الى المشفى فيبدو بان زوجته اتاها المخاض ..

_______

داخل منزل قاسم ، عاد بوقت متأخر من عمله ، يبحث عن زوجته وهو يحمل بين يديه علبه بها هديه خاصه لزوجته من اجل تلك المناسبه المحفوره بقلبه .

وجد المنزل مظلم ، خاب اماله فقد كان يظن بان زوجته تكون باستقباله ليحتفلوا سويا بتلك المناسبه ولكن تبخرت احلامه عندما دلف لغرفته ليجدها نائمه بالفراش ولم تشعر بشي حولها ، زفر انفاسه بضيق ثم نزع سترته والقاها بغضب اعلى الفراش علها تستيقظ وتشعر بوجوده .

حاولت كتم ضحكتها من الافلات فقد كانت تتصنع النوم ودلفت لداخل الفراش ودثرت نفسها عندما علمت بقدومه وهى تقف بالشرفه تنتظره .

قررت ان تشاكسه .

وقف يتطلع إليها بضيق وهو يهتف بضجر : نايمه عادي فى يوم زي ده ولا على بالك

تملمت بضيق ثم فتحت عينيها تنظر له بمكر وهى تتصنع النعاس : قاسم انت جيت امته ؟

تنهد بضيق : دلوقتي

ابتسم بتكلف وهو يقترب منها : وانتي نايمه من امته يا حبيبتي

- من شويا ، تحب تتعشا

هتف بضيق : لا ماليش نفس

- طيب براحتك ، اكمل نوم أنا بقي ، تصبح على خير يا حبيبي

ردد بصدمه : هتنامي كده عادي ،طب قومي نقعد مع بعض شويا

اعطته ظهرها لكى تخفي ابتسامتها وهى تردد : نام يا حبيبي انت مش راجع من شغلك تعبان

ردد بضيق : كل يوم برجع تعبان وبلاقاكي مستنياني وبتتكلمي معايا عملت ايه فى شغلي ، أنا كمان اعرف يومك كان ماشي ازاي ، اشمعنا انهارده بالذات عايزة تنامي وتسبيني

- الله تعبانه يا حبيبي ، كان عندى امتحان عملي فى الجامعه وكمان شغل المطعم والبيت والمذاكره ، كل حاجه فوق دماغي ، مسئوليه كبيره

- والعمل ايه دلوقتي ،مش كفايه مأجلين الحمل عشان خاطر دراستك

- نعم وكمان عايزني أحمل وأنا فى كل ده من بيت لجامعه للمطعم كل ده شيلاه لوحدي وانت بنفسك قولت هفضل جنبك وادعمك تكملي دراستك ومشروعك ايه اللى اتغير دلوقتي ، مش انت كنت مستعجل على الجواز

خرجت تنهيده حارقه من صدره ثم ربت على كتفها : نامي يا حبيبتي ، فعلا بتتعبي وأنا هتحمل منك أي حاجه وماتنسيش أنا اللى اقترحت عليكي نأجل الأطفال لحد لم تخلصي دراستك ، عشان مااقدرش اضغط عليكي ، فعلا عندك مسئوليات كتير

انتفض من الفراش بذعر عندما شعرت بنبره صوته الحزين ، وقفت اعلى الفراش بعدما نزعت الغطاء عنها ونظرت له بمراوغه : ماتهونش عليه والله ، كل سنه وانت حبيبي

جحظت عيناه بصدمه وهو يتطلع لهيئتها فقد كانت فى غايه الجمال وهى ترتدي ثوب أحمر قاني بدون حمالات ، يصل الى كاحلها به فتحه بالمنتصف تصل الى فخديها ليكشف عن بياض بشرتها ، فرد ذراعيها تهتف بمرح :

مفاجاة ثم صفقت كالاطفال

جذبها من ارجلها واسقطها اعلى الفراش ثم مال عليها بوعيد : بقي كده

حركت حاجبيها بمشاكسه وهى تعانق رقبته : بس ايه رايك فى مفاجاتي

اقترب من شفتيها وهو يهمس بشوق : مفاجأة مذهله يا أحلى ورده فى بستان حياتي

_______

أحضر حسام هديته ووضعها امام زوجته بعدما أنتهو من ليلتهم الخاصه بالاحتفال ، فتحت رنيم البوكس وهي تنظر لزوجها بابتسامه خلابه ، سرعان ما اختفت بعدما وجدت ثوب صغير يخص الاطفال باللون الازرق

جلس حسام امامها وهو يضع كفيه اعلى ارجلها لتنظر له بصمت تام : الدكتور اتصل بيه وحدد ميعاد العمليه ومش عايزك تخافي ، ان شاء الله هتقومي بالسلامة وربنا هيرزقنا باجمل هديه فى الحياه ، مش عايزك تفقدي الامل يا عمري

احتضنته بقوه وهى تهمس بحزن : خايفه

- مافيش خوف طول مااحنا مع بعض ، صدقيني انتي عندي بالدنيا بس أنا نفسي اسبلك ذكرى مني تعوضك عن غيابي لم أموت

شهقت بصدمه ثم وضعت كفها اعلى فمه ليكف عن ذاك الحديث

قبل باطن كفها ثم عاد يكمل ما بدءة : حبيبتي أنا كل لم اخرج فى مهمه بكون شايل حياتي على ايدي ويا عالم ارجعلك ولالاء ، أنا بشوف الموت بعيني كل يوم وبحمد ربنا لم برجع واخدك فى حضني بحس ان ده هو اماني ، عشان كده مش عايز اسيبك فى الدنيا لوحدك ، والعمليه هتتعمل وهتكوني أحن ام واغلى حبيبه فى الدنيا

عانقته بقوه : ربنا يخليك ليا ، عشان انت حياتي وأنا من غيرك ولا حاجه ، بس خايفه تفشل كمان المرة دي

شدد فى عناقها وهو يردد بصدق : نحاول تاني وتالت وعاشر مافيش يأس وربنا هيكرمنا باذنه وكله بارادته ، أهم حاجه الرضا يا قلبي

همست بصدق : والله راضيه الحمدلله ، بس غصب عني نفسي أكون ام واسعدك وسعادتنا تزيد واطفالنا بيكبرو حوالينا

- ان شاء الله

______

بعد مرور ثلاث اعوام ،كان الجميع داخل منزل حسام يحتفلون بعيد مولد ابنائه حسن وحسين ، اللذين يبلغون عامين والسعادة تعم بالجميع ..

فقد تحققت احلام الجميع ، انجبت رنيم بطفليها بعدما اجرت عمليه حقن مجهري وازدادت فرحتهم بالصغار ، وبين حين لاخر يصطحب زوجته واولاده الى مدينه السويس بلده الآخر الذي يقضى بها أجمل ايام بحياته برفقه زوجته وابنائه ويقف بجانب صديقه وشقيقه حسن الذي كان مثاب الأخ له وبالفعل فقد تشاركه فى مطعم خاص بالاسماك واطلق عليه( اسماك رحيق ) وحسن وزوجته هم من يطهون به بانفسهم ولم يتذوق حسام اصناف الاسماك الا من يد حسن ..

_____

اما عن ورد فقد تخرجت من جامعتها والان تحمل باحشائها قطعه من حبيبها وزوجها الذي تحمل معها الكثير وظل يساندها الى ان حققت جميع احلامها بالتخرج وامتلاكها بمطعم خاص بها ، هى التى تديره بنفسها .

______

اما جودي فقد رزقت بطفله رقيقه تحمل من صفاتها الكثير ، واطلقت عليها جايدا والان هى بعامها الثالث وذكري مولدها لن تنسي فقد انجبتها باول ذكري لزواجهم لذلك يقام احتفالا كل عام بالذكرتين معا .

_____

وقدر التى تغيرت حياتها وعاشت السعاده بجانب فارسها والان تجلس بغرفه طفلتها الحبيبة كيان وتقص عليها بعض الحكايات ..

نظرت لها الصغيره بتسأل : وبعدين فين باقي الحكايه ؟

قبلت صغيرتها بحب وهى تخبرها : الحكايه لسه ماخلصتش عشان ابطالها كل يوم بيعيشو الفرحه وكانهم اتقابلو من جديد ، البنات لسه صداقتهم موجوده وعلاقتهم اكتر من الاخوات ، ربنا جمعهم فى وقت كل واحده فيهم كانت محتاجه لشخص يكون جنبها ، البنات دلوقتي عيله واحده لأنهم لاقو بعض فى وقت الشده وعشان كده هتفضل علاقتهم قويه لاخر يوم فى حياتهم ، هم بنفسهم اللى غيرو قدرهم للاحسن

- والكرفان لسه موجود بتاع قدر البنات ؟

تنهدت بقوه والابتسامه تنير وجهها : موجود طبعا والبنات كل فترة يغيرو بيه قدر بنات غيرهم محتاجين ليه ولسه اسمه قدر البنات وعايزة اقولك غير حياه بنات كتير بدءو بيه

- الله حلو اوى يا ماما ، ينفع لم اكبر اخده أنا كمان وابدء بيه زى ماحضرتك بدءتي بيه

- مش يمكن لم تكبري يكون عندك فكره تانيه ومشروع جديد نفسك تحققيه

- بس عجبتني فكره الكرفان

طرق فارس الباب بخفه ثم دلف بتسأل : بتعملو ايه لسه حكايات ماما ماخلصتش ورانا طياره يا حبايب قلبي

قفزت طفلته من اعلى الفراش لتركض لاحضان ابيها : حكايات قدرك مابتخلصش ، بس أنا عاوز أقول لحضرتك حاجه مهمه قبل ما نوصل بيت جدو

قرص وجنتها وهو يبتسم لها بحنان : قولي يا قلب بابا

همست بجديه : أنا مش عاوزة اتجوز يونس ابن عمو رحيم ، عشان تيته كل لم تشوفني تقولي يونس بكره يبقي عريسك

ابتسمت قدر ولم تتفوه بكلمه ولكن جحظت عين فارس بصدمه وهو ينظر الى إبنته : جواز ايه يا بنتي ، انتي لسه عمرك اربع سنين يا حبيبتي ومش عشان تيته قالت كده يبقي هتتجوزيه ، بس سيبي امي تقول اللى هى عايزاه ومن غير مجادله معاها يا كيان قلبي عشان تيته كبيره ماينفعش نعارضها ، احنا شطار وبنسمع كلام الكبار

همست بصدق : بس أنا بحب سند وماينفعش اوافق تيته كده سند يزعل مني

تسأل بدهشه : سند مين ؟

ضحكت برقه : ابن عمتو قسمت يا بابي

علت الصدمه وجهه وهو يهتف بضجر : والله يا روح بابي أنا مش عارف اقولك ايه بجد

- توافق طبعا على اختياري ولا ايه يا ماما

نظرت قدر الى فارسها وهى ترفع ذراعيها بانها غير مسئوله عن كلام تلك الصغيره

جذبها فارس لاحضانه وحمل صغيرته اعلى كتفه وسار بهم لخارج المنزل وهو يردد داخله بسعاده " ربنا يخليكم ليا يا سر سعادتي ووجودي فى الحياه ، كان احلي قدر لم ربنا جمعني بقدري ..

تمت بحمد الله ..

وبكده يكون خلصت القصه بتاعنا



الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس من هنا



الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر من هنا



الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر من هنا



الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون من هنا



الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الخامس والعشرين من هنا



الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون والاخير و الخاتمه من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺



❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺





تعليقات

التنقل السريع
    close