القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية ارمله اخي الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه فاطمه الألفي حصريه وجديده

11111111111111

رواية ارمله اخي الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه فاطمه الألفي حصريه وجديده 


رواية ارمله اخي الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر بقلم الكاتبه فاطمه الألفي حصريه وجديده 

جحظت عيناه بصدمه وهو يتبادل النظرات بينها وبين الداخل بقلق ثم همس بصوت خافت

- أنتي ايه اللى جابك هنا ..؟

نظرت له بصدمه : ايه جابني ... أنا كنت فاكره هتفرح لم تشوفني .

همس بتردد : أكيد فرحان طبعا بس اتفاجئت بيكي

ابتسمت برقه ثم اقتربت منه بدلع : وياتري عجبتك المفاجأة

ابتلع ريقه بتوتر : اه جدا

- ايه مش هتقولي اتفضلي ؟ أنا نفسي اشوف شقتك ولا أقول شقتنا

جحظت عيناه بصدمه وهتف بحده : ماينفعش يا جودي تجيلي البيت وكمان أنا اهلي عندي، يعني الوقت مش مناسب

تحدثت بغضب : طيب يعني مش لوحدك ايه الغلط فى كده وبعدين فرصه اتعرف على عيلتك

هز راسه نافيا : ماينفعش دلوقتي، ماحدش عنده علم بارتباطي، بعدين يا جودي

زفرت بضيق : طيب أنا كنت عايزه اتكلم معاك، هنخرج ولا ايه ؟

نظر لساعه يده : ممكن بعد ساعه فى نادي الشرطه، ماينفعش اسيبهم دلوقتي هم لسه واصلين من البلد

- اوكيه هنتظرك باي

- باي

زفر بضيق بعدما غادرت من امامه تستقل المصعد ليهبط بها، عاد يتنفس بارتياح ثم أغلق الباب ودلف بهدوء لداخل ..

اما عن جودي فقد شعرت بالغضب بسبب تلك المعامله وحاولت التماسك وهى تقود سيارتها متوجها الى النادي لتتحدث معه عن القرار الذي اتخذته بخصوص علاقتهم معا ..

_______

ابدلت قدر ملابسها بثوب اصفر كناري يحتضن خصرها بحزام بني رقيق ووضعت حجابها البني وظلت تبحث بالحقيبه عن الانسيال الذي لا يفارق معصم يدها، بعدما تأكدت من عدم وجوده، شعرت بالحزن وقررت مغادره الغرفه والعوده الى غرفتها تبحث عنه .

لمح فارس طيفها وهى تسير حافيه القدمين وتسير بخفه على اطراف اصابعها ثم دلفت الغرفه على الفور ونست اغلاق الباب خلفها .

ضيق مابين حاجبيه ثم نظر الى والدته ليجدها منشغله بالطعام، لحق بقدر واغلق الباب خلفه .

- بتعملي ايه هنا دلوقتي ؟

شهقت بخضه ووضعت كفها اعلى صدرها تسترد انفاسها بهدوء ثم همست بصوت رقيق : فى حاجه مهمه بدور عليها ومالقتهاش فى الشنطه،فجيت هنا عشان اشوفها راحت فين ؟

اقترب منها بهدوء وهمس بجديه : وايه هي الحاجه المهمه دي ؟

همست بحزن : انسيال بتاعي وغالي عندي اوي


ابتسم بخفه : شكله ايه الانسيال ده

- فى نجوم وقلوب صغيره، وده ذكري باقيالي من سند، لازم القيه

عادت تكمل بحث عنه تحت انظار فارس

نظرت له بتسأل : ماشفتهوش

هز راسه نافيا ليستمع إليها تهمس بحزن : هزعل اوى لو ضاع، تفتكر ممكن يكون وقع مني فى البيت المهجور

تنهد بضيق ثم ابتعد عنها يغادر الغرفه وقف امام الباب ونظر لها بجديه : ماعرفش، ممكن تدوري عليه بعدين مش دلوقتي .

هزت رأسها بتفهم ولحقت به، توجه فارس الى غرفته اما هي فقدت توجهت الى المطبخ لتقف بجانب راجيه، التى ابتسمت لها بحب : ماتتعبيش نفسك يا حبيبتي، أنا خلصت الوكل

قبلت وجنتها بحب : تسلم يدك يا ست الكل، وآني بخير مش تعبانه بالعكس مبسوطه جوي جوي وأنا فى وسطيكم

ربتت على كتفها بحنان : ربنا مايحرمنا من لمتنا الحلوه يا حبه عيني وربنا يرضاكي يارب ويعوضك خير

- عنك بقي يا ست الكل، هكمل أنا ورحمه سند عندك اقعدي انتي ارتاحي

تنهدت بحزن وجلست اعلى المقعد تنظر لقدر بحزن وتتذكر ابنها الراحل ..

_____

وقف فارس امام دولابه الخاص ثم مد يده داخل سترته المعلقه بالدولاب واخرج من جيبها الانسيال الذي تبحث عنه قدر، ظل يقلبه بين راحه يده ثم فتح الصندوق الخاص بشقيقه سند ووضعه به واغلقه ثانيا ودسه بالدولاب كما كان، ثم غادر الغرفه وقرر ان يجلس مع والده ريثما ينتهون من إعداد الطعام ..

_____

انتهت قدر من وضع الصحون اعلى المائده ثم دلفت نخبرهم بتناول الطعام .

وقف يونس يتكئ على عصاه وسار فارس جانبه الى ان جلس يونس ثم جلس فارس بالمقعد المجاور لوالده وعلى الجانب الآخر جلست والدته ثم قدر جلست جانبها وبدءو فى تناول الطعام .

كان يختلس النظر إليها من حين لاخر ولمح نظرات عينيها الحزينه التى تحاول ان تداري ذلك الحزن، زفر بضيق ونظر الى والده .

- معلش يا حاج ورايا ميعاد مهم ولازم أتحرك،وان شاء الله مش هتاخر

ربت والده على كف يده : ربنا امعاك ويعينك يا ولدي، روح شوف مصالحك يا حبيبي

نهض من مكانه وقبل رأس والده ثم اقترب من والدته يقبل رأسها هى الاخرى ونظر الى قدر

- لو فى حاجه يا قدر كمليني

- حاضر

وكزتها راجيه فى رسغها وهمست لها بصوت خافت : روحي ورا راجلك وشوفيه محتاج حاجه

ابتلعت ريقها بتوتر وانصاغت لحديث راجيه، ولحقت به الى حيث باب الشقه .

دلف لغرفته يحضر مفاتيح سيارته وهاتفه ثم غادر الغرفه وسار الى حيث وجهته وقبل ان يفتح باب الشقه استوقفه صوتها الهامس، نظر إليها بلهفه .

تطلعت اليه بخجل ولم تجد كلمات تنطق بها وهو أيضا ظل يحدق بوجهه الملائكي ثم لاحت ابتسامته واقترب منها برفق يطبع قبله حانيه اعلى جبينها وغادر المنزل دون ان يتفوه بكلمه واحده ..

ظلت تحدق فى الفراغ بصدمه تحاول استيعاب ما حدث قبل لحظات، لتجد وجنتها تشتعل بحراره الخجل بسبب تلك القبله ..

______

صفا سيارته امام النادي ثم ترجل منها وتقدم فى خطواته باحثا عنها، وجدها جالسه تهز بارجلها بقوه ويبدو على ملامحها الغضب .

وقف امامها يتنهد بهدوء ثم جلس بالمقعد المقابل لها : على فكره أنا ماتأخرتش، أنا مواعيدي دايما مظبوطه

هتفت بحده : فعلا مواعيدك مظبوطه، أنا اللى دايما باجي بدري

اشار الى النادل ثم نظر لها بتسأل : ها هتشربي ايه ؟

- مانجه

نظر فارس للنادل : واحد مانجه والقهوه بتاعتي

هز راسه متفهما : تحت امرك يا فارس باشا

ساد الصمت بينهم الى ان قطعه فارس : اتكلمي يا جودي أنا سامعك،مش معقول هتفضلي ساكته بالشكل ده وانتي طالبه تتكلمي معايا، اتفضلي أنا سامعك .

تحدثت بتردد : كنت مستني مني اخد قرار بخصوص ارتباطنا، أنا مواقفه تفضل مرات اخوك على ذمتك، بس عندي شروط

تنهد بضيق ثم هتف بجديه : أولا ماسمهاش مرات اخوك لأنها مراتي وبتحمل اسمي أنا وثانيا أنا ما حدش يفرض شروطه عليه ولا حتى رأي ولو عندك طلبات أحب اسمعها .

- اوكيه يا فارس، طلباتي تكون ليه أنا وبس وهى مجرد زوجه على ورق وتقدر تربي ابن اخوك زي ماانت عايز، بس لم تحب تشوفه او تقعد معاه هكون معاك، بمعني مافيش أي علاقه بينك وبينها وحقك تتكفل بيها وبمصاريف الولد أنا مش هعترض على ده

تحدث بسخريه : والله، لا بجد كتر خيرك ماتعترضي عادي

- فارس أنا مابهزرش أنا بتكلم بجد

- ولا أنا بهزر يا جودي وكل كلامك ده مرفوض وأنا مااقبلش بيه

- يعني ايه ؟ لاحظ ان بحاول اتحمل الوضع عشان بحبك، بس انت مش قابل بطلباتي رغم انها بسيطه وحقي احافظ عليك لان بحبك وبغير عليك ومش هتلاقي حد يحبك نص الحب اللى بحبهولك،

لوي ثغره بضجر : أي حب ؟ عايز اعرف أي حب ده اللى بتتكلمي عليه ؟ بصي من الاخر طلبت منك تفكري هتقبلي بزواجي منك وانتي عارفه ان هيكون فى حياتي بيت تاني وحياة تانيه ملزومه مني ومسئوليتي، وسبتك تاخدى كل وقتك تفكري، مش عشان تيجي تقوليلى الكلام الفارغ ده، أنا ما اقدرش اظلم حد ولو على حساب نفسي يا جودي، أنا وكيل نيابه بحقق وبجيب حق المظلوم لا يمكن أكون ظالم فى يوم من الايام، انسي أي ارتباط بنا، عشان اختياري مش هيعجبك .

- انت بتفضلها عني أنا ؟ بعد لم جيت على نفسي وعلى كرامتي، ده يكون ردك انت بترفضني أنا يا فارس، انت نسيت نفسك ولا ايه مش عارف قاعد مع مين،لعلمك أنا جايه اقابلك بعد الحاح من مامي لانها شايفه انك شاب كويس وبلاش اخسرك، لكن واضح ان كلكم غلط وأنا بس اللى صح، أنا اللى بنهي أي ارتباط بينا يا فارس باشا ومااقبلش اربط حياتي بحياة شخص صعيدي زيك متخلف لسه بيسمع كلام باباه .

ضحك بسخريه وقبض على معصمها يمنعها الرحيل : انا بتشرف كوني صعيدي، انت فاكره انك بكده بتشتميني، ايوه أنا راجل صعيدي ومش عيب ولا يقل مني لم اسمع كلام ابويا، لاني شخص بار باهلي واتربيت وكبرت على كده، دي مش عادات ولا مفاهيم غلط لا دي تربيه وأخلاق وادب كبرنا عليه وفخور باصلي والصعيدي اللى مش عجابك دلوقتي، كنتي بس بتتشرفي ابص ليكي بس نظره، نسيتي ولا افكرك اتعرفنا على بعض ازاى، بس أنا احتراما لوالدك مش هحاسبك على طريقتك عشان انا راجل وماينفعش ارد بغير كده .

سحبت يدها بغضب ونظرت له بحقد : همجي، متخلف، وبكره تندم

غادرت النادي كالاعصار وهى مازالت تسبه وتسخر منه ..

هز راسه باسي وتحدث بضيق : مغروره اوى وحاولت اغيرك لكن واضح مافيش فايده ..

_____

شعر يونس بالتعب فنهض من مجلسه ونظر الى زوجته :

-هدخل الاوضه اريح جسمي يا ام سند،حاسس بنشر فى جسمي

- سلامتك يا حاج، اجي امعاك ادلكلك رجلك

- تسلمي يا حاجه، بس أنا زين هو بس عشان ليله امبارح مانمتش زين، خليكي انتي مع قدر

دلف الغرفه لياخذ قسطا من الراحه بعد ليله شاقه من كثره التفكير بما حدث لزوجة ابنه .

وظلت راجيه جالسه بجانب قدر امام التلفاز ولكن بالها مشغول بأمر اخر فلم تكترث لشاشة التلفاز وما الذي يتم عرضه الان .

نظرت لقدر وجدتها منشغله بمشاهده التلفاز، زفرت بهدوء وفضلت الصمت ولكن انتبهت لها قدر وتطلعت إليها بقلق : مالك يا ماما في حاجه ؟

ابتسمت لها بحب : مافيش يا بتي بس فى حديت مهم رايده اجولهولك،انتي عارفه غلاوتك عندينا كلهاتنا، وانتي بتي مش مرت ابني

بادلتها قدر الابتسامة برقه :اتكلمي يا ماما عاوزة تقوليلى ايه ؟

ربتت على ظهرها بحنان وهمست بصوت كساه الحزن : اللى راح يا بتى ولدى واللى لسه حسه فى الدنيا برضك ولدي، ربنا يبارك فى عمره يارب، اللي عايزه اجوله ان الحي ابجى من الميت، افرحي يا بتي وعيشي حياتك انتى لساتك ازغيره والحياه جدامك، بلاش تضيعيها على ذكري الماضي اللى راح راح واحنا مش بيدنا حاجه غير اننا ندعوله بالرحمه، عارفه ان كلامي واعر جوي عليكي بس أنا بتحدت امعاكي دلوك لمصلحتك جبل مصلحه ولدي، خابره ان لسه الحياه بينكم مش كيف أي راجل ومرته بس آني والله بتحدت لمصلحتكم،انسي اللى مات يابتي وفكري فى اللى عايش وسطينا، اني وعمك هنعاود بكره البلد بس رايده اطمن عليكم مش عاوزه اعاود البلد وجلبي متوغوش عليكم، صدجيني يا بتي فارس ولدي مافيش زيه ومش عشان ولدي بجولك اكيده، بس أنا عارفه تربيتي زين واللى زرعته فى ولادي ورد بحصده برضو ورد، مش عاوزة اشوف الحزن فى عنيكي تاني، ربنا يطول بعمر فارس ويديلو على جد نيته، اجفي جنبه يابتي يدك بيده ماتهملهوش واصل .

انسابت دموعها تأثرا بحديث راجيه لتعانقها الاخيره بقوه وتهمس بحزن : يعلم ربنا ان بحبك كد ايه وبشم فيكي ريحه الغالي الله يرحمه، كان بجولي قدر دي حته مني يا ام سند، عشان خاطري وخاطره يابتي بصي لحياتك،ربنا يهدي سركم ويقرب مابينكم ويزرع الحب والموده فى جلب كل واحد منيكم لتاني .

ابتعدت عنها قدر برفق وهى تكفكف دموعها، هزت رأسها بالايجاب، لتجعل البسمه تنير وجه راجيه ثم اخرجت هاتفها واعطته لقدر : تلفني لرحيم دلوك

التقطت منها الهاتف : حاضر

بحث عن اسمه المدون بالهاتف ثم ضغط زر الاتصال واعطتها الهاتف ثم نهضت من مكانها لتتركها تتحدث مع ابنها ودلفت لغرفه فارس،جلست اعلى الاريكه وظل صدى صوت والدة سند يتردد على مسامعها بإلحاح ..

______

لم يغادر رحيم القاهره كما ظن بعضهم، قرر المبيت باحدي الفنادق كم اتفق مع والدته بعدما أخبرته بما تنوى فعله ولم يجد رحيم سوا الانصات إليها وتنفيذ اوامرها .

عندما وجد اسمها ينير الهاتف اجابها بلهفه : كيفك يا ست الكل

اجابته على الطرف الآخر : بخير يا ولدي، من النجمه هنعاود معاك البلد

همس بجديه : وها بالسرعه اكديه يا اماي، لاع ده انتي سرك باتع بجي يا ام سند

- وها هتتمسخر على امك يا رحيم

- يتجطع لساني يا جلبي،والله بضحك امعاكي يا ست الكل

- بعد الشر عنيك يا ضنايا، بس جعدت يوم زى عشره الموحصله واحد يا ولدي، أني كان غرضي اجربهم من بعض وينسوا اللى راح، وخلاص اتحدت مع قدر لسه خيك لم يعاود هتحددتو امعاه هو كمان وربنا يصلح الحال يا ولدي، وجودنا اهنيه مالوش عازه حتى عشان يكونو براحتهم والحاجز اللى بينهم يتفج

ضحك رحيم بقوه : جرا ايه يا اماي، ايه الكلام الواعر ده،كلام يوزن بلد ربنا يخليك لينا ويباركلنا فى عمرك يا ست الحبايب

- مستجل بامك اياك، وربنا يباركلي فيكم يا نضري

- هو أني اجدر يا جلب جلبي، خلاص من النجمه هكون عنديكم عشان نعاود البلد، تؤمري بحاچه تانيه يا ست الكل

- تسلم وتعيش يا ولدي، مع ألف سلامه يا جلبي

- مع السلامه يا ست الكل .

بعدما اغلقت الهاتف مع رحيم وجدت فارس يدلف من باب الشقه .

عندما وجد والدته تجلس بالصالون اقترب منها بهدوء وطبع قبله حانيه اعلى رأسها : سلام عليكم ياست الناس

- وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته

جلس جانبها وهو ينظر لها بتسأل : جاعدك لحالك ليه وينها قدر وابوي

- بوك دخل يريح شويا مانمنش ليله امبارح وقدر شكلها تعبانه برضك وأنا جولت استنظرك لم تعاود من بره رايده اتحدت امعاك كلمتين اكديه

نظر لها باهتمام : وآني تحت امرك يا ست الناس، كلمتين بس حضرتك تتكلمي براحتك

ابتسمت له بحنيه وفردت ذراعيها : تعى فى حضني ولا كبرت عليه

اقترب منها يرتمي داخل احضانها الدافئه : كأنك حاسه بيه، فعلا محتاج لحضنك وعمري ماهكبر عليه

شعرت بضيقه : مالك يا ضناي، ولم انت رايد حضني ليه مش بتطلبه

زفر انفاسه بهدوء وهى تحاوطه بقوه وتشدد عليه بذراعيها وكأنها تريد اخفائه بداخلها،تنهدت بارتياح : بصراحه حسيت اني كبرت على حضنك يا أمي .

- مافيش ام فى الدنيا ضناها بيكبر على حضنها مهما كبر وهى كمان كبرت بيفضل حضن الام هو الامان من غدر الزمان يا ولدي، اوعاك تجول اكديه جلبي هيفضل مفتوحلك ودراعي هيفضل موجودلك مهما كبرت وبجى عنديك اعيال كمان

ابتسم بهدوء : طب خليني فى حضنك وقوليلى كل اللى رايده تقوليه

مسحت على خصلاته السوداء برفق :عارف يا ولدي مرتك كيف الغصن الاخضر والريح بتخبط بيه يمين وشمال بس هى لسه واجفه فى مكانها ماتهزتش،بس الغصن الاخضر يا ولدي لازمن يرتوي عشان يفضل اخضر مافيش حاجه تهزه ولا تخلعه من جذوره، عشان تتحمل هب الريح لازم غصن جارها يسندها ويحاوطها ومش يسيبها تجع

ابتعد برفق عن احضان والدته ونظر لها بغرابه : حضرتك تقصدي ايه يا أمي ؟

جذبت راسه لصدرها وتحدثت وهى تمسح على ظهره بحنان : اني خابره كول حاچه، اني عارفه يا ولدي ان جوازكم كان لسبب وكتر خيرك يا حبيبي ماوجفتش فى وشنا وجولت لا، انت وافجت كنت خابره انك رافض تجوز مرت خيك بس ما عرضتش عشان انتى تربيتي وكنت مجهور على موت خيك ودي كان سبب رفضك فى الاول، بس انت كبير جوي يا ولدي ووافجت تخلى بالك من قدر ومن اللى فى بطنها، بس حكمه ربنا يا ولدي العيل دي مايتولدش مالكمش نصيب فيه، وماحدش يعلم الخير فين، بس مش يمكن يا ولدي ربنا رايد يجربكم من بعض، قدر بت زينه وطيبه وحنينيه كيف النسمه وهتصونك وتحافظ عليكي وتشيلك على رموش عنيها، مش عاوزاك يا ولدي تجسي عليها عشان هي ملهاش غيرك انت سندها وراجلها وكل اهلها، جولت جبل الزواج انك رايد تجوز واحده تانيه من اختيارك انت، بس آني بجولك بلاش يا ولدي تجهرها وتكسرها اكديه، قدر جميله ومتعلمه وهتحبك لم تلاجيك بتحبها وبتحاول تسعدها، بلاش جوازكم يفضل اكديه كل واحد فى اوضه غالج بابه عليه، اومال هتعرفو بعض كيف وكل واحد يفهم التاني كيف برضك، عارفه ان ظروفكم صعبه شويا بس تجدرو تعدو الصعب ولا ايه يا وكيل النيابه

ابتعد عنها لينظر لعينيها الباكيه وهو يؤمي براسه : حاضر يا روح قلبي أنا، ماتقلقيش انتي خلفتي راجل لا يمكن يظلمها ولا يقسي عليها واوعدك هراعي ربنا فيها وأنا عارف ومقدر ان حياتنا مع بعض محتاجه لشويا صبر ووقت كمان عشان نتخطي كل ده،قدر مراتي وأنا لا هتجوز عليها ولا هظلمها فى يوم من الايام وهتحملها فى كل حالتها وهصبر عليها كمان،الحمد لله أنا عندي نفس طويل وبتحمل كتير، عايزك تطمني عليها

- وعليك يا ضنايا

- وعليه أنا كمان يا ست الناس يا قلبي من جوه، مع الوقت كل حاجه هتبقى طبيعي

- ربنا يفرح قلبك وينور طريقك يا ولدي، واحنا هنعاود من بكره الفجريه، أنا كلمت رحيم وهو هيكون اهنيه من الفجر .

نظر لها بصدمه : رحيم ايه يا أمي، لا طبعا انا هوصلكم البلد، تعب على رحيم يرجع تاني

- لا يا حبيبي رحيم لساته اهنيه، كان مبيت فى فندق ولسه جافله معاه

- مش فاهم، يعني ايه رحيم مارجعش البلد

صخكت بخفه : لاع جولتله يفضل اهنيه لم نطمنو عليكم وبعد اكديه نعاود

ضحك بقوه واقترب منها يعانقها بحب : اه منك انتي يا ام سند لم بتخططي لحاجه

- عشان مصلحة ولادي أعمل اي شي أدفع عمري كله عشان احميكم يا ولدي

- بعد الشر عليكي، ده احنا كلنا فداكي يا ستي وتاج راسي

- اني تعبانه بجي اجوم اريح جار الحاج عشان الصبح ورانا سفر

- تصبحي على خير يا ست الكل

- تلاقي الخير يا ضي العين

أمسك بيدها لتنهض معه وسار بها الى حيث غرفتها ثم ابتعد عنها وتوجه الى غرفته، طرق بابها برفق ثم دلف لداخل واغلق الباب بهدوء بعدما راها نائمه اعلى الاريكه .

اقترب منها بهدوء وحملها برفق بين يديه وضعها بالفراش ثم دثرها بالغطاء واقترب من وجهها يطبع قلبه رقيقه اعلى وجنتها وعندما هم بالابتعاد، وجدها تتشبث بكتفه ابتسم على فعلتها ثم مدد بجسده اعلى الفراش وجذب رأسها لصدره وحاوطها بذراعه ثم اغمض عينيه ليذهب فى نوم هادئ وعلى ثغره اجمل ابتسامه .

_'_________'_

بعد ان هاتفها الطبيب وطلب منها إحضار والدها لاجراء فحص شامل قبل اجراء عمليته التى سوف يخضع إليها خلال الايام المقبله، كانت تغمرها السعاده بهذا الخبر، فقررت ترك والدها والتوجهه لشراء حلوى لتحتفل هى ووالدها معا بهذا الخبر السار بالنسبه إليها ..

بعد مرور نصف ساعه كانت تغادر متجر الحلوي وهى تحمل بين يديها علبه مغلفه بها الكيك المفضله لوالدها الحبيب وسارت بخطواتها الواثقه من فرط سعادتها لتصطدم فجاه بسياره مسرعه، بسبب قوه الارتيطام القت بالعلبه التى كانت تحملها ونظرت لها بصدمه وهى تهوي ارضا وتستقر اسفل عجل السياره .

ترجل الشاب من سيارته على الفور ووقف امام الفتاه يمسك بذراعيها يتفقدها بقلق

- أنا بجد آسف، حصلك ايه طيب ؟ انتي كويسه ؟ ردي عليه فيكي حاجه نروح مستشفى ؟

نظرت له بغضب طفولي وعينيها ترقرق بالدموع منما جعله قلبه ينتفض بذعر وظل يفترس هيئتها ويهمس بقلق امام وجهها : يا بنتي اتكلمي في ايه، قلبي هيقف .

لوت شفتيها بحزن وهى تفلت ذراعيها من بين قبضته ونظرت اليه بطفوله وهى تصرخ منفعله : عاجبك كده عربيتك فرمت التورته بتاعتي .

فتح فاه بدهشه وهو يتابع رده فعلها ثم اطلق ضحكته الرنانه تحت انظار ورد الغاضبه ..


" ارمله اخي "

الفصل 12 .


تلألأت الدموع داخل عسليتها البراقه منما جعله يكف عن الضحك .

هتفت بغضب : هعمل ايه أنا دلوقتي ؟ عجبك كده

رفع احدي حاجبيه باستنكار : انتي بجد كل همك على التورته اللى اتفرمت تحت عجل العربيه ومش هامك انتي نفسك عامله ايه كويسه ، الخبطه اثرت عليكي طيب ؟

تحدثت بطفوله : أنا كويسه المهم التورته دلوقتي ، اتفضل أتصرف بقى وهاتلي غيرها

ابتسم بخفه : لا واضح فعلا ان الخبطه اثرت على مخك ههه ، تعالي يا بنتي اجبلك غيرها

هم بمسك كفها ولكن ابتعدت عنه بتحذير : اتفضل قدامي بدون لمس من فضلك

- حاضر يا ختي بدون لمس اتفضلي قدامي

سارت جانبه وهى تكفكف دمعتها الهاربه من بركة العسل خاصتها الى ان استوقفته امام المتجر ثم نظرت له

- اتفضل هاتلي ميني تورته بطعم المانجه وميني بطعم الشوكولاته

دلف المتجر وهو يخبط بكفه على الاخر وتقدم من الشاب الواقف خلف الفاترينه الزجاجيه وهمس له : ممكن تورته مانجه وتورته شكولا

ربتت على كتفه برفق لينظر لها بجديه : ايه عايزه حاجه تانيه

اشارت بكفها ليهبط لمستوي طولها ثم همست له : ٢ ميني تورته مانجه وشكولاته

عاد ينظر لشاب بابتسامته العذبه : زي ماسمعت حضرتك

اؤمي براسه ودلف ليحضر طلبهم .

ظل يتابعها بصمت وعينيها تجوب بالمكان هنا وهناك وعندما التقت بعينيه البنية طأطت براسها خجلا من نظراته .

أحضر الشاب العلبه التى بها الكعكه واعطاها اياه ، ألتقطها منه ثم اعطاه مبلغا من المال ثم غادر المتجر وهو يعطيها العلبه وعندما همت بالتقاطها ، لم يعطيها اياه وضحك بخفه

- لا بلاش احسن تقع بيهم تاني ، أنا أفضل اوصلك البيت بسلام امن ولا ايه

اجابته بقوه : ماحضرتك أكيد هتوصلني بالاجبار كمان عشان انت اللى عطلتني وكمان وقعت تورتي

- يا بنتي من غير اجبار ، هوصلك عشان الوقت وعشان أنا جينتل مان ماينفعش اسيبك من غير مااطمن عليكي ، اتفضلي بقى وبطلي ثرثره

شهقت بصدمه وهى تشير الى نفسها : انا بثرثر وكمان ايه بنتي دي يا حضرة ، أنا عمري 18 سنه وست شهور وعشر ايام كمان

رفع حاجبيه بدهشه : لا بجد كبيره اوي على كده هههه ، اتفضلي اركبي بدل ما تجنيني

فتح لها باب السياره لتجلس بالمقعد الامامي ثم اعطاها العلبه لتحملها اعلى ارجلها ودار الى حيث الباب الآخر ليستقل امام مقعد الوقود وقبل ان ينطلق فى طريقه نظر لها بتسأل : على فين سياتك


- "الدقي "

نظر لها بغرابه : الدقي....! وايه جابك المهندسين ؟ هو عندكم مافهيش محل حلويات ولا ايه

اجابته بضيق : لا مافيهاش عند حضرتك مانع توصلني وتبطل ثرثره

ضحك باعلى طبقات صوته على تلك الجنيه الصغيره ثم قاد سيارته لكي يصلها الى منزلها بسلام قبل ان تفقده صوابه ...

______

بعدما اوصلها قاسم الى حيث مسكنها ، ترجلت من سيارته وهى تتمتم بكلمات من الشكر ، جعلت الابتسامة تنير صفيحه وجهه وقبل ان تبتعد عنه صرخ بقوه :

- أستني بس ما عرفتنيش اسمك

- ورد

ابتسم لها بود وردد : اسمك جميل يا ورد ، وأنا اسمي قاسم الفقي

ودعته ثم ابتعدت عنه لتدلف لداخل البنايه التى تقطن بها ، عاد قاسم يقود سيارته ومازالت الابتسامة لا تفارق محياه ..

______

انتفض من نومه فجأة لينظر لساعة يده ثم نهض من الفراش برفق خشيتا فى ايقاظها ، دلف لداخل المرحاض ليتوضى ثم افترش سجاده الصلاه ليصلي فرضه وبعد ذلك غادر غرفته ليجد والديه يستعدان للرحيل ، اقترب فارس يقبل يد والدته وفعل المثل مع والده وهو يلقى عليهما الصباح

ثم تنهد بضيق : خلاص نويتو تمشو ؟ كنتو تقعدو يومين كمان

همست والدته بحب : يومين زي ثلاته يا ولدي ، لازمن نعاود لمطرحنا وانت دير بالك على حالك يا ضناي

اقترب من والدته يقبل جبينها : اتوحشتك من دلوك يا ست الناس ، قدر ماتعرفش انكم هتمشو ، هدخل اصحيها تسلم عليكم

هتفت والدته : بلاش يا ولدي خليها مرتاحه مش عاوزينها تبكي ،دير بالك عليها بس واسمع كلام امك

ابتسم لها بحب واشار الى عينيه : من العين دي قبل دي يا ست الكل ، ماتحمليش هم واصل

- يريحك جلبك يارب ويهدي سرك وينور طريجك جادر يا كريم

- اللهم امين .

ربت يونس على كتفه : خيك اتصل وهو على وصول ،رايدك فى كلمتين اكديه

ابتعدت والدته لاكمال ارتداء ملابسها ، فى حين اقترب يونس من فارس يهمس له بصوت خافت :

- وجت ماتحس بالخطر محاوط بيك وبمرتك ،هاتها تجعد وسطينا لم القضيه الشؤم دي تخلص منيها ،بلاش يمسكوك من يدك اللى توجعك ، لا ماتدلهمش فرصه ، عندينا امان ليها وانت خلى بالك من نفسك وضلك على موجفك انت الصح يا ولدي وعلى حق ومعاك ربنا واللى معاه ربنا مايخفاش ، الشر يا ولدي بيفضل جوة البني ادم بس عمر الشر مايغلب الخير ، انت الطرف الجوي وعشان اكديه عاوزين يستغلو مرتك عشان يكسروك بيها لكن انت جدهم واجوي كمان منيهم واللى بيدخل الحريم فى النزاع اللى زي اكديه بيكون مش راجل وضعيف وانت الجوي وعشان اكديه خايف منيك ، مش هوصيك يا ولدي قدر امانه فى رجبتك تحميها وتحافظ عليها بروحك يا ولدي ولو حسيت بالخطر مش تتردد تبعتها البلد

تنهد فارس واؤمي بالايجاب : حاضر يا بوي ، اطمن انت مخلف راجل ويقدر يحمي مراته , أنا افديها بحياتي

عانقه يونس بقوه وهو يودعه بعد أن اتى شقيقه ليطحب والديه الى حيث بلدتهم ، ثم عاد فارس الى غرفته مدد جسده اعلى الاريكه وظل ينظر لتلك الصغيره التي جعلته لأول مره يشعر بالخوف والقلق بسبب وجودها الان جانبه ، لا يريد ان تكون نقطه ضعفه ليستغلوه بها ، ظل شارده تهاجمه الافكار خوفا من القادم ..

_____

ظل شاردا وعيناه تتطلع إليها لا يريد ابعاد مقلتيه عنها ، ولكن عندما شعر بانها على وشك الاستيقاظ أغلق عينيه متصنعا للنوم .

فتحت عينيها ثم نهضت من الفراش لتتسمر مكانها ، عندما وقعت عينيها على وجوده غافلا اعلى الاريكه ، ابتلعت ريقها بتوتر ثم همت بالتوجه الى المرحاض لتنعش جسدها بالماء وتصلي فرضها .

عندما انتهت من الاستحمام غادرت المرحاض وهى ترتدي ( ثوب رصاصي بنصف كم يصل الى كاحلها ومنقوش أعلاه شفاه باللون البينك ذات فتحه طويله تصل الى ركبتيها )

اقترب من المرآة تمشط شعرها بعنايه ثم عقدته على هيئه كعكه وعندما انتهت التقطت اسدالها ترتديه لتصلي ، افترشت السجاده ثم بدءت فى صلاتها تحت انظاره المترقبه لها وهى لم تشعر بتلك العيون المصوبه اتجاها ..

بعدما ختمت صلاتها توجهت الى الفراش لترتبه واثناء انشغالها بترتيب الفراش وجدت دفتر اسفل الوساده التقطته تنظر له بغرابه ، لينتفض فارس على حين غفلته يلتقطه من بين يديها وهو يهتف باضطراب :

- دي تخص شغلي ، شكرا يا قدر ،يظهر كنت ناسيها هنا

ابتعدت عنه بتوتر وهى تؤمي بالايجاب وسارت من جانبه لمغادره الغرفه ولكن استوقفتها كلماته الصادمه :

- الحاج والحاجه رجعو البلد مع رحيم انهارده الفجر

نظرت له بصدمه وهمست بصوت يملئه الحزن : رجعو البلد بالسرعه دي ، طب ليه ماحدش قلي ؟

اقترب منها بود ومد انامله يمسح دموعها الهاربه التى جاهدت فى اخفائها : عشان ماحدش عايز يشوف دموعك دي ويتسبب فى نزولها ، كمان شكلك كان مجهد اوى ، ممكن بقى ماتعيطيش وكلها كام ساعه ونتصل بيهم نطمن ماتقلقيش ، ايه رايك نخرج نقضي اليوم بره ،وفى مشوار مهم لازم نروحو

- مشوار ايه ده ؟

- دكتور ايمن خدلنا ميعاد مع استشاري نفسي وهو بيشكر فيه جدا ،ولازم من انهارده تتابعي معاه

نظرت له بصدمه : ليه لازم ؟ أنا كويسه

زفر انفاسه بضيق ونظر لها بحب وهو يهز راسه نافيا : لا يا قدر مش كويسه خالص وحالات التشنج والاغماء اللى بيحصلك ده نفسي ولازم متابعه واهتمام ، عشان تعدي المرحله دي بخير وتتجاوزي أي صعب وانا معاكي مش هسيبك ابدا

التقطت كفيها البارد بين راحه يده وهمس لها بصوت حاني : ايدي مش هتسيب ايدك ومش عايزك تخافي ،الدكتور النفسي هيساعدك كتير وده مش عيب ولا غلط لم اعصابنا تتعب شويا وتحتاج نتكلم مع حد متخصص فاهم كل حاجه وهيقدر يسمعك ويقدم لك النصيحه وياريت تتقبليه وتتعاملي معاه بدون تحفظ يعنى اللى عايزة تتكلمي فيه اتكلمي بدون قيود ، اي شي يخطر ببالك اتكلمي فيه ولازم يكون عندك ثقه فيه واطمني ان الدكاتره النفسين من المستحيل يطلع سر مريض عنده ..

هزت رأسها بتفهم ولكن ابتعدت عن الغرفه والحزن يسكن مقلتيها ، لحق بها فارس وحدها تقف بالمطبخ حائره وكانها تائه لا تعى بشئ حولها .

وقف خلفها وشعر بتخبطها ، تنهد بضيق ثم أمسك بذراعيها ليجعلها تلتفت اليه ، تقابلت اعينهم بحيره داخل كل منهما ، زفر بقوه ثم همس برقه : بلاش تعملي حاجه أنا قولت هنخرج ،اتفضلي غيري هدومك

ابتعدت عنه بصمت ودلفت الى حيث الغرفه اخرجت جيب بيضاء واسعه يعلو خصرها حزام اسود عريض وانتقت بلوزه سماوي هادئ وبلزر ابيض وقررت ارتدائهم ..

______

أغلق الهاتف بضيق وهم بقياده سيارته متوجها الى طريقه المنشود وهو عازم النيه على الخلاص من ذلك الكابوس الذي يورق منامه ويقلق مضجعه ..

صف سيارته امام الفيلا المنشوده ثم ترجل منها ليسير بخطواته المضطربه لداخل ، يبحث عنها بعينان حاده .

وجدها كعاده كل يوم تتناول افطارها بالحديقه ، اقترب منها يبتسم لها بمكر لتتفاجى به الاخيره بصدمه وهى تهتف بقلق : ايه جابك يارشدي

ضحك بخفه وهو يقترب منها بتصنع التقط كفها يطبع قبلات متتاليه وينظر لها بمكر : بقى دي مقابله تقابلي بيها رشدي حبيبك يا سوسو ، الحق عليا ان مش قادر اتحمل بعدك عني وعشان كده جاي اعتذر واقدم السماح يا روح قلبي ونرجع تاني لبعض

جذبت يدها بقوه من قبضته : بعد ايه يا رشدي ،انت عارف عملت فيه ايه وتهديداتك ليه ولبنتي ولا الورقه اللى قطعتها ، جاي دلوقتي تعتذر عن ايه ، انت عايزني افضل مراتك فى السر وبس وقت مزاجك لم تكون مخنوق وبس ، يعنى انا عمري ماكنت زوجتك رسمي قدام الناس تاخد مراتك الوجهه المشرفه لكن أنا لنزواتك والليل وبس ، انت دمرت علاقتي ببنتي ومن وقت اللى حصل مش عارفه اخدها فى حضني ولا اعوضها عن غيابي وتقصيري فى حقها ، مشيت ورا قلبي ونسيت بنتي وضيعتها معايا ،امش يا رشدي عشان خلاص رنيم فوقتني من الوهم اللى كنت عايشه فيه .

جلس امامها وكأنه لم يستمع لكلماتها ثم اخرج من جيب سترته علبه قطيفه زرقاء اخرج منها خاتم الماس وضعه بين اناملها : سمسمه حياتي أنا بجد عايزك تفضلي فى حياتي بس مش فى السر تاني زي ماانتي فاهمه ، لا هعلن جوازي والدنيا كلها هتعرف ، جهزى حفله خاصه بينا الليله لوحدنا وهجيب المأذون ونكتب الكتاب وبكره الخبر هينزل فى كل الصحف وهنعمل حفله تانيه نعزم فيها كل حبايبنا ، أنا حياتي من غيرك مالهاش طعم وخلاص ثريا عرفت بكل حاجه ومش مستعد اخسرك أنا متمسك بيكي وهي بقى اللى يعجبها عايزه تطلق أنا ماعنديش مانع لكن بعد عنك تاني لا يا روح قلبي

ارتسمت الابتسامة على محياها وهى تهتف بفرحه : بجد يا رشدي ، بتتكلم جد هنعلن جوازنا والدنيا كلها تعرف

- البسها الخاتم وطبع قبله رقيقه وهو ينظر لها بخبث : طبعا يا قلب رشدي ، بس زي ماقولتلك حفله الليله خاصه لينا احنا الاتنين وبس ، وبلاش تعرفي بنتك بحاجه خليها تتفاجي وتفرح ليكي وأنا هثبت لها أن مستعد أكون والدها وهقف جنبها فى ازمتها ، اللى كنت خايف منه خلاص حصل ومش مستعد تفضلو فى السر ،انتو عيلتي مهما كان وانتو مسئولين مني ، أنا هحاول اعوضها ماتقلقيش يا سمسمه قلبي

ارتمت باحضانه ونست كل شيء مضي .

غمرتها السعاده بسبب تلك المكيده التى يريد الايقاع بها وهى كالمغيبه تنصاغ لاوامره وتسير خلفه وعينيها مغمضه ومازالت تجهل نظراته الخبيثه الماكره ...

________

تخلى فارس عن حُلته الرسميه وارتدي قميص أزرق وبنطال ابيض ثم مشط شعره ونثر عطره الأخذ ثم غادر الغرفه وهو يحمل مفاتيح سيارته ويدس هاتفه داجل جيب بنطاله ، لتقع عيناه على مظهرها الجذاب بملابسها الهادئه ونظراتها البريئه الرقيقه ، كأنها حوريه هبطت من السماء لاجله ، ظل لحظات يتطلع إليها الى ان انصبغت وجنتها بحمره الخجل وطأطت براسها تنظر ارضا ، منما جعله يبتسم على هيئتها تلك .

اطلق تنهيده قويه تخرج من بين اضلعه كانها تحرق صدره ثم اقترب منها بخطوات بطيئه وقف امامها يحدثها بمشاكسه : فى حاجه بتدوري عليها فى الأرض

هزت رأسها نافيه وهى مازالت تتطلع لاسفل

رفع وجهها باطراف انامله برفق والابتسامه تنير وجهه : فى وجهه حسن على فكره قدامك تقدري تبصي فيه بدل الشوذ اللى مركزه فيه هو مش عاجبك ولا ايه

نظرت له بصدمه وهمست ببراءة : ابدا والله مابصيت على الشوذ

كتم ضحكته ورفع حاجبيه بتسأل : امال بتبصي تحت على ايه ؟

- ولا حاجه ، مش هنخرج ولا ايه

- لا لم اشوف ضحتك الاول وبعدين أنا كنت بحاول اخليكي تفكي وتضحكي وبلاش توتر

- حاضر

نظر لها بغرابه ثم همس بتسأل : هو انتي دايما مطيعه كده ، ولا أنا بتهيالي

ابتسمت برقه : لا على فكره أنا مش دائما كده على حسب الموقف وكده

بادلها الابتسامة ومد كفه ليعانق كفها : ايوه كده طمنتيني هههه

سارت قشعريره عندما تشابكت أيديهم ،شعر فارس بشعور لذيذ وكانه الصقر الذي يحلق فى السماء بسعاده ، غمرته المشاعر وشعر برجفتها بين ضمة يده ولكن شدد اكثر خوفا من خجلها وافلات يدها من بين قبضته ، شعر بانها كنزه الثمين لا يريد الابتعاد عنه لحظه ، فكل ما حدث له بالايام الماضيه كانت من تدبير القدر له ليجعل قدره مرتبط بتلك الفتاه ويصبح قدرهم واحد ، فهى قدر فارس وسيظل اسمها مرتبط باسمه حتى تفارق الروح الجسد ...

_______

أغلق فهد هاتفه بغضب بعدما أستمع لتأخير موعد الشحنه الخاصه بسامي الحديدي وهذا ما جعله يشعر بالنيران تحترق بجسده ، نزع عنه سترته وفتح ازارر قميصه وكان جسده الان كالجمر ، توجه الى المرحاض ليطفئ لهيب جرحه الذي ينزف على فقدان عائلته تحت المياة البارده ، ظل على تلك الحاله داخل البانيو يكتم انفاسه أسفل المياه ويرفع راسه ثانيا لاعلى يلتقط انفاسه اللاهثه ولم يشعر بمرور الوقت ، اخرجه من تلك الثوره المشتعله داخله رنين هاتفه الذي يصدح بالغرفه باستمرار ، جعله ينهض من مكانه ويلف جسده بالمنشفه ثم غادر المرحاض ، جلس اعلى الفراش ثم التقط الهاتف ينظر لشاشته بدهشه عندما وجد عدد المكالمات الفائته تجاوزت العشرون ، فتح الهاتف على الفور لتحجض عيناه بصدمه عندما وقعت على اسم المتصل " جودي "

زفر انفاسه بضيق وهو يعاود الاتصال بها ، ليعلم ما سبب كل هذه الاتصالات ...

_______

فى المساء اصطحبها الى حيث عياده الطبيب النفسي الذي اخبره به ايمن ، عندما ترجلت من السياره وخطت بقدمها لداخل البنايه شعرت بانقباض داخل صدرها وكانها تشعر بالاختناق ، حاولت التنفس بهدوء لتجد ذراعيه تحاوط بها ، هدئت نوبتها عندما أستمد الأمان من داخل مقلتيه الحانيه ، تنفست بهدوء وسارت جانبه الى حيث الطابق المنشود ..

- اقعدي انتي وانا هشوف السكرتريه وابلغها بميعادنا

جلست بهدوء اعلى المقعد وعينيها تتابع فارس .

وقف يتحدث قليلا مع سكرتيرته ثم دون عده ملحظات بخط يده ، سحبت منه السكرتريه الورقه الذي املاها بالبيانات الخاصه بقدر لتدلف غرفه الطبيب وتعطيه اياها وبعد عده لحظات عادت إليه .

- اتفضل الدكتور محتاج يتكلم مع حضرتك الاول بخصوص تفاصيل عن الحاله

- تمام ،بس ثواني وراجع

تقدم من قدر : هدخل لدكتور محتاج يسألني فى كام حاجه كده ، ماتقلقيش ايه

هزت رأسها بالايجاب وظلت تهز بارجلها باضطراب الى ان غاب فارس عن انظارها ، شعرت بوحدتها بدونه وتذكرت ما حدث طوال اليوم جعلها تبتسم على وجود هذا الشخص بحياتها ، شعرت بمدا حبه لشقيقه فهو يفعل كل ما بوسعه من اجل رؤيه ابتسامتها ، احيانا تنظر له وكأنه ترا وجه سند بدلا عنه ،فملامحهم متشابها الى حدا ما ولذلك تشعر بالأمان بقربه ..

اما عن فارس فقد كان يقص على الطبيب كل ماحدث لقدر منذ وفاة والدها والتقائها بسند والزواج الذي حدث بينهم ، كل ما يعرفه عنها وما حكاه له شقيقه من داخل مذكراته الخاصه .

اؤمي له الطبيب بخفه : أنا فهمت الحاله ومحتاج اتكلم معاها عشان نحدد مواعيد الجلسات وماتقلقش فى اقل من شهر هتتعالج وتبقى زي الفل

صافحه فارس وهو يشكره : ان شاء الله الشفا هيكون على يدك يا دكتور بعد ربنا سبحانه وتعالى

غادر فارس الغرفه وطلب من قدر الدخول ، نظرت له بقلق :

- هدخل لوحدي

ابتسم لها بحب عندما شعر بقلقها : أكيد مش هكون معاكي ، دي جلسات خاصه وقت لم تحتاجي لوجدي معاكي ، الدكتور هيطلب مني أحضر معاكي ، ماتقلقيش يلا ، هستناكي .

سارت بجانب السكرتريه ، بعدما فتحت لها الاخيره الباب دلفت قدر وحدها واغلقت السكرتريه الباب خلفه ، انفزعت قدر بصوت انغلاق الباب وظلت متسمره مكانها تنظر بخوف لذلك الرجل المسن الذي يبلغ من العمر خمسون عام ، لديه بعض الخصلات البيضاء وتجعيد خفيفه اسفل عينيه الزرقاء التى تلمع كعيون القطط.

نزع الطبيب عوينته الطبيبه ونهض من اعلى مقعده يتقدم بخطواته لتلك المذعوره يتفحصها بقوه من رأسها الى اسفل قدميها ، جذبها من يدها بقوه يجعلها تجلس اعلى الاريكه ويجلس هو جانبها يقبض على كتفها بذراعه يقربها اليه ويهمس بفحيح كالافعى : ماتخفيش احنا هنبدء علاجنا بحاجه هتعجبك وتريحك خالص ، هنسيكي كل اللى مر فى حياتك .

ازدادت دقات قلبها منما جعل انفاسها تلهث وكانها تركض ، تنظر حولها كالفأر المزعور ، جسدها يرتجف وحلقها جف تماما وأصبحت لم تقدر على الصراخ ، فقد شل لسانها عن النطق ،و لم تقدر على الهروب من قبضته المتوحشه ..

لافح وجهها بانفاسه الكريهه وهو يقترب منها يريد الانقضاض على شفتيها تحت نظراتها الصادمه لتستمع لصوته المقذذ بجانب اذنها : أنا هعالجك بالحب والاحتواء والحضن اللى انتي مفتقداه هتحسي بيه معايا ،انا زي والدك وهعوضك عنه وعن جوزك كمان .


" ارمله اخي "


الفصل 13 .

عندما هم بتقبيلها بقوه تحت انظارها الصادمه ، هزت رأسها بهستريه ودفعته بكل ما اوتيت من قوه ليبتعد عنها ، جاهدت فى التحامل على قدميها وركضت من تلك الغرفه اللعينه بذعر .

كانت عيناه متسلطه على تلك الغرفه التى توجد بها قدر ، يتابعها بقلق ونبضات قلبه تتسارع داخل صدره ، يكاد قلبه يخرج من بين ضلوعه ، ولا بعلم لما راودة ذلك القلق ، حاول التنفس بهدوء ومازالت سودويته مصوبه اتجاه ذلك الباب ، ليقف فجاه عن مقعده عندما راءها تغادر الغرفه ركضا ، سار بخطوات سريعه يهتف باسمها بقلق ولكن هى كالمغيبه تريد الهروب فقط من ذلك المكان .

جذبها من ذراعيها بقوه عندما كانت تهم بمغادره العياده ، شعر بارتجاف جسده بين ذراعيه واصوات انفاسها اللاهثه ، انتابه القلق وجذبها لصدره وهو يهمس لها بصوته الدافئ : اهدي انتي معايا دلوقتي

ظل جسدها ينتفض بقوه ، ضربته بقبضه يدها اعلى صدره لتبتعد عنه ، جحظت عينه بعدم تصديق وهمس بحنان وهو ينظر لعينيها الحائره : ايه اللى حصل بس ؟ الجلسه خلصت ؟

سارت مبتعده عنه ونظراتها ترمقه بعتاب ، لحق بها وهو يتنهد بضيق ،اراد احترام صمتها ، الى ان فتح لها باب السياره لتستقل بمقعدها وتوجه هو الى حيث مقعده وبدء فى شق طريقه للوصول الى شقتهم لمعرفه ما حدث معها واثناء انشغاله بالقياده أستمع لصوت انين قوي ، نظر لها بقلق ليجدها تحتضن جسدها بذعر ويخرج من فاها انين عال ،حاول إيقاف السياره بمكان ماء ، ثم اقترب منها وحاول وضع كفه علي ذراعها بهدوء ولكن عندما شعرت بانامله انذوت بعيده عنه ،ترفض لمساته ،عاد يكمل طريقه بضيق ولكن أسرع فى قيادته لكي يصل الى منزلهم فى غصون دقائق .

اخترقت اذنيه صوت انينها الذي مزق نياط قلبه وهو عاجز عن فعل شئ ، كلما نظر لها وهى بتلك الحاله يشعر بالعجز والضيق ولا يعلم بماذا يفعل لها لكي يخرجها من تلك الحاله ، صفا سيارته امام البنايه وترجل على الفور ليساعدها على الترجل هى الأخرى ولكن يبدو بانها بحاله يرثا لها وكانها لم تستمع له ،حملها بين يديه وهى كالتائهه ، شارده ، لا يصدر منها سواء الانين الذي يحرق قلبه

دلف بها داخل الشقه ثم أغلق الباب خلفه بقدمه ، ثم توجه بها الى حيث غرفتها وضعها برفق اعلى الفراش لتتقوقع على نفسها كالجنين واصوات انينها فى تزايد ، نظر بقوه داخل عينيها ليجد الدموع متحجره داخل مقلتيها ترفض السقوط ، اشفق عليها ، ثم غادر الغرفه ليهاتف ايمن اولا ليقص عليه وضعها الان ، كان يظن بانه يسعى لمعالجتها والان يراها تنهار امامه ..

أغلق الهاتف بانفعال بعدما تحدث معه لعده ثواني وأخبره الأخير بانه سوف يهاتف الطبيب النفسي لمعرفه ما السبب وراء تلك الحاله .. 


ظل يجوب بالشقه كالاسد الجريح واصوات انينها لا تفارق اذنيه .

لم يعد التحمل اكثر من ذلك ، دلف لغرفتها ثانيا وجدها كما تركها ، حاول التقرب منها ، مسح بانامله على حجابها برفق وعندما هبط كفه ليمسح على ظهرها بحنان ، دفعته بقدمها بقوه جعلته يتأوه بالم ، ونظر لها بصدمه ، منما اتاتها بتلك القوه رغم تلك الحاله .

اخرجة من صدمته رنين جرس المنزل ، علم بانه ايمن القادم ، غادر الغرفه ليفتح له ، وعندما تقابل معه اخبره ايمن :

- دكتور ثروت مابيردش على تليفوني

قاطعه فارس بصرامه : حالتها مش كويسه وازاى دكتور زيه مايردش على المرضى بتوعه لم يحتاجو ، طب أعمل ايه أنا دلوقتي وأنا مش فاهم حصل ايه ولا هى مالها ، قولتلك عايز دكتوره نفسيه مش دكتور تقدر تفهمه

زفر ايمن بضيق : يا بني افهم أنا لم سالت عندي فى المستشفي الكل قالي على دكتور ثروت هو استشاري كبير ومش صغير فى السن يعني يقدر يعالجها ، لكن البنات فى المجال النفسي مش متمرسين لسه ، يعني لسه هيجربو فيها وعشان كده رشحت دكتور" ثروت منيب "

- ودكتور زفت اهو مش بيرد وحالتها زي الزفت جوه

- طيب ممكن تهدي وخليني اشوفها

- ما تقوليش اهدى ، اتفضل شوف حالتها بنفسك

سار خلفه ودلفوا سويا لداخل الغرفه ، تسمر ايمن مكانه عندما أستمع لانينها القوي ، نظر لها باشفاق وعندما حاول التقرب وعيناه مصوبه بعينيها كانت نظراتها خائفه ، مذعوره بذلك القرب ، توقف مكانه يتطلع إليها فقط ، حاول فهم حالتها دون ان يلمسها وهمس بصوت عال نسبيا لكى يصل إليها أثناء صدورها لذلك الانين ولكن عينيها تنظر له بهلع وتنكمش على نفسها وكانها تخشي شي ماء .

ابتعد عنها ووقف بجانب فارس يهمس له بجديه : اتصل بقاسم يجيب دودي ويجي

- دودي ليه ؟ قولي مالها فيها ايه ؟

ربت على كتفه : اسمع الكلام ماما بس هتقدر تقرب منها وتكلمها وان شاء الله قدر تسجيب ليها ، واضح ان قدر خايفه مننا ومرعوبه كمان ،حتى نظرة عنيها كلها خوف وهلع ، لم تهدى هنفهم ايه اللى وصل حالتها لكده وكمان هتواصل مع دكتور ثورت افهم منه انطباعه عن حالتها .

تنهد بحزن ثم غادرو الغرفه واخرج هاتفه ليهاتف قاسم ويخبره باحضار خالته دلال والده ايمن ومثابه والدته هو الاخر ...

________

بعدما أغلق هاتفه مع جودي التى كانت تتحدث معه بانفعال وتريد مقابلته والتحدث معه ، وعدها بتحديد موعد ولكن فى المساء ، بعد منتصف الليل ، لأنه يخشي ان يراه احد ..

عندما دقت الساعه الثانيه عشر ، ارتدي ملابسه واستعد لمغادره المنزل .

استقل سيارته وقادها الى المكان المنشود ..

مكان هادئ اعلى جبل المقطم ، فهو يفضل ذلك المكان المنعزل عن الجميع ، عندما اقترب بسيارته لمح سياره جودي مصفوفه امامه وجودي تجلس اعلى وجه السياره من الأمام وتعطيه ظهرها ، ترجل هو الاخر من سيارته وتقدم بخطواته الثابته منها ووقف امامها وهو يضع يديه داخل بنطاله وينظر لها بحب والابتسامه تعلو ثغره : ازيك يا حبيبتي

ارتمت بين ذراعيه ليحاوطها بحنان وهو يتسأل بقلق :

- مالك يا بنتي ؟ ايه اللى حصل لكل ده ؟

ابتعدت عنه بهدوء :واحشتني

قرص وجنتها برفق : انتي اكتر ، بس قوليلى ا

مين مزعلك وطلعتي نرفزتك عليا انا فى الفون

قضمت شفيتها بحزن : أنا اسفه اتعصبت عليك بجد والله كنت مخنوقه من فارس وتصرفاته

اغمضت عيناه ثم اخرج تنهيده قويه : تاني فارس ، ماله سي فارس ؟

- أنا وهو خلاص فركشنا مع بعض

ضحك باعلى طبقات صوته وهو يتطلع إليها : فركشتو هو أنتم كنتو مرتبطين اصلا عشان تفركشو ، يا حبيبتي أنا فاهم دماغك وقولتلك قبل كده ميت مره بلاش فارس يا جودي ، أنتو الاتنين مختلفين ماصدقتيش كلامي .

تحدثت بغرور : ايوه فعلا انت صح ، احنا الاتنين مختلفين هو همجي وصعيدي قفل كمان وفرق السماء من الأرض بيني وبينه

همس بحده : لا يا جودي مش ده اللى اقصده ، فعلا فى فروق بينكم بس مش فرق ثقافه خالص ،ولا فرق طبقات ، فارس شخص محترم جدا وعقلاني جدا جدا ،ونجاح فى شغله وماعندوش يأس وراجل شهم وجدع عشان صعيدي ماتعبيش فيه وتقولي عليه همجي متخلف لان بجد شخص مافيش زيه كتير اليومين دول ، أنا لم قولت أنتو مع بعض مختلفين عشانك انتي يا جودي ، حاسس انك شوفتي فارس حد بعيد عندك كل البعد فحبيتي تجربي قربه ، جودي انتي طيبه جدا وقلبك كبير كمان بس عندك عيب واحد بس وهو الغرور وأنا سبق وحذرتك من العيب ده هيخسرك كتير وانتي لسه بتقاوحي ، انتي ماحبتيش فارس ولا هو كمان حبك هو شافك كويسه رغم عيبك وحاول معاكي بس واضح ان فشل ، بصي يا جودي نصيحه من اخوكي انسي فارس خالص وفكري فى حياتك ومستقبلك وحاولي تتنازلي عن غرورك وتعاملي مع كل الناس بكل الطبقات وكل الاختلافات هتستفاده من ناس كتير ، نفسي اعرف انتي مش زي لوما ليه

هتفت بانفعال : انت كمان هتقولي مغروره ، ليه كلكم شايفني مغروره وحد وحش

ربت على كتفها برفق : حبيبتي ماحدش قال عليكي وحشه ، والغرور مجرد عيب بسيط تقدري تغيريه

- وفارس أنا بجد بحبه وقولتله لا كده بس عشان كرامتي ، حسيت برفضه ليه ، لكن أنا حبيته بجد ونفسي يكون هو شريك حياتي ، فعلا فارس شخصيته حلوه بس أنا متغاظه منه

- لو على ظروف فارس فمحدش فينا بيختار ظروفه وكل واحد لازم يتحمل نتيجه قراراته واختياراته ، بصي سيبي الايام تنسيكي حب فارس ، زي مابتقولي حب ، أصل انتى يا جودي مش هتتخلي عن غرورك ده اللى لو حبيتي بجد وساعتها هتنسي غرورك وكمان هتحبي عيوب حبيبك قبل مميزاته ، يلا اتفضلي اركبي عربيتك عشان تروحي الوقت متأخر وانا همشي وراكي لم توصلي البيت عشان اطمن عليكي

نظرت له بحزن : انت لسه عايز تفضل لوحدك بعيد عننا

جاعد فى رسم ابتسامته وهو يربت على كتفيها بحنان : معلش يا حبيبتي ، ظروف شغل ، المهم دلوقتي توعديني تخلي بالك من نفسك وماتفكريش فى جرح فارس ليكي ، واعرفي انك خدتي القرار الصح وهو انتهاء العلاقه دي من قبل ما تبدء وانا واثق ربنا هيعوضك بالشخص اللى يسعدك

ضمها بحنان ثم طبع قبله حانيه اعلى جبينها ، استقلت سيارتها تقودها الى حيث منزلها وهو خلفها يتابعها الى ان دلفت لداخل الفيلا ثم اشارت له تودعه ، ودعها بابتسامته الحانيه التى لا تظهر الا لها هي فقط ،وبعدما اختفت عن انظاره اكمل قيادته للسياره ليشق طريقة فى العوده الى حيث منزله ..

_________

حضر قاسم وبرفقته خالته ، استقبلها فارس بترحاب شديد وطبع قبله اعلى رأسها مرحبا بوجودها داخل منزله ، ثم جلسوا جميعا ، اخبر ايمن والدته بوضع زوجه فارس وانها الان بحاجه الى قلب عطوف حنون كقلب والدته لتضمها لصدرها وتحاول اخارج الذعر التى تشعر به الان وسوف يكون جانبهم ليراقب رد فعلها ، هل تتجاوز لوالدته اما لا ...

شعرت دلال بالحزن بعدما قص عليها ايمن وفارس ما حدث لقدر ، فلم تكن تعلم بزواج فارس حتى الان .

رمقت قاسم بنظرات غاضبه : حسابك معايا بعدين ، لم نطمن على المسكينه دي ؟

ابتلع قاسم ريقه بتوتر ثم رفع ذراعيه باستسلام : بريئه والله يا دودي ، الموضوع يخص فارس وماكنش ينفع اخون صاحبي ، ترضاهالي يا دودي

همت من مقعدها : لا يا عيون دودي ، بس بردو مش هعدهالك .

نظرت الى كلاهما : فين مراتك

نهض هو الاخر وتقدم من باب الغرفه فتحها برفق لتدلف خلفه دلال وايمن معا .

ظل ايمن وفارس مكانهم وتقدمت دلال من فراش قدر والدموع تتساقط من عينيها بسبب انين تلك الصغيره الذي يقطع نياط القلب ، جلست برفق جانبها وهى تمد كفها الحنون تمسح به على رأسها وتهبط به على سار جسدها لترتجف قدر بقوه والانين يتزايد .

لم تبتعد دلال ولم تستسلم نظرت لخضرويتها التائهه وهمست بصوت عطوف : يمكن مش تعرفيني يا بنتي واول مرة تشوفيني بس سبحان الله اول لم شوفتك دخلتي قلبي وربنا شاهد على كلامي ، اعتبريني زي والدتك وتعالي فى حضني ، أنا ماخلفتش بنات بس ربنا رزقني بايمن ابني هو وحيدي ورزقني بيه بعد عشر سنين حرمان ، هو أول فرحتي وكانت الدنيا مش سيعاني وقتها وبعدها بسنه واحده بس رزقني كمان بقاسم ابن اختى الله يرحمها ، وبقي عندي بدل الولد اتنين ، عارفه مين ابني التالت دلوقتي

هدئ صوت الانين تدريجيا واصبح خافت ، نظر ايمن الى والدته واشار إليها بان تستمر فى حديثها :

أكملت دلال حديثها بابتسامه بشوشه : اول لم ايمن دخل الثانوية العامه والده اتوفي وأنا كنت لازم أكون الاب الحازم والام الحنون مع بعض ، وعندي والدين مش ولد واحد وفى مرحله حرجه كمان بس ربنا قواني ووقف جنبي والحمد لله المرحله دي مرت على خير وايمن دخل طب وقاسم دخل شرطه واتعرف على ابني التالت فارس ،هو كان مغترب بس لم دخل بيتي دخل قلبي كمان قبل بيتي ورفضت يقعد لوحده وبقى عندي تلات صبيان زى الورد ، نفسي أفرح بيهم بقي ، اهو ربنا استجاب لي وواحد فيها اتجوز عبقال الاتنين الباقين ، تعالي بقي فى حضن "ماما دودي " انتي من هنا ورايح بنتي أنا وهبيع التلات صبيان عشان عيونك وهقولهم مش عندي غير قدر حبيبه قلبي .

لم تتحرك قدر ساكنأ ، ابعدت دلال ارجلها التى كانت تضمهم بقوه الى بطنها وجاهدت فى افلات ذراعيها التى تطوق بها نفسها ، لتجذبها برفق لداخل احضانها وهى تمسد على ظهرها بحنان وتهمس بصوت هادئ وهى تمسد على رأسها من الخلف بايات من الذكر الحكيم ، علت أصوات شهقاتها وانسابت دموعها التى كانت تأبه السقوط ليخرج صوت بكاءها المرير .

بعدما انتهت من تلاوه الايات همست بحنان : عيطي يا حبيبتي عيطي ، خرجي كل اللى جواكي فى حضني أنا ، وماتخفيش انتي مش لوحدك كلنا جنبك وكلنا اهلك وانتي خلاص بقيتي مني.

عيطي لم كل اللى جواكي من هموم يخرج ، الدموع دي بتغسلنا من جوانا وبتطهرنا من الحزن والهم وكل حاجه مضيقانا ، عيطي واشكي همك للذي لا يغفل ولا ينام عن عباده ، هو وحده العالم بحالك وقادر يخفف عنك ويبدل حزنك لفرح ، عيطي لم الدموع تخلص وجواكي يرتاح .

اقترب ايمن فى ذلك الوقت وهو يحمل بيده ابره مهدئه يريد حقنها ، ساعده فارس بمسك ذراع قدر وفى لحظه كان ايمن يعطيها الابره لتشعر قدر بوخذه خفيفه وكفت عن البكاء بداخل احضان تلك السيده الحنون

اراحت دلال جسد قدر برفق ولكن ظلت قدر متشبثه بها ، ربتت على كفها بحنان :

- هفضل جنبك مش هسيبك

اشارت دلال بيدها لكي يغادرون الغرفه ، انصاغ كلاهما لاوامر دلال وغادرو الغرفه .

ظلت متشبثه بكفيه دلال وعينيها تحدق بها ،انتاب دلال القلق ، عندما ظلت قدر على هيئتها تلك ، إذا كانت هدءت ثوره الدموع والانين لم يعد مسموع ولكن جحوظ عينيها والنظر للفراغ اقلقها ، ارادت ان تفتح فاها لتحكي لها ما تشعر به ولكن عجز لسانها عن النطق .

اما عن ايمن فنظر الى فارس بقلق : فارس ادخل شوف قدر نامت ولا لسه

بالفعل توجه فارس الى الغرفه برفق وسار على اطراف اصابعه ، شعرت به دلال ليهمس فارس بصوت هامس : نامت

- هزت دلال رأسها بالنفي ، غادر فارس الغرفه بهدوء كما دخلها .

ثم زفر بضيق واخبر ايمن بانها مازالت مستيقظه

تحدث ايمن بصدمه : مش معقول دي واخده مهدئ قوي ينيم فيل يا بني

همس فارس بقلق : طيب وبعدين ؟ ولسه الدكتور مابيردش ومش عارفين ليه جتلها الحاله دي ؟

زفر ايمن انفاسه بهدوء : بصراحه يا فارس حاله قدر دي نتيجه خوف ، عندها حاله هلع وذعر يخليها حتى خايفه تنام رغم المهدي قوي ، بس عقلها بيصدر لجسمها اوامر بانها تفضل صاحيه ما تنامش عشان لو نامت هتحس بخطر فعشان كده اشارت المخ مدي اوامر مافيش نوم تفضل صاحيه عشان لو الخطر هاجمها تقدر تدافع عن نفسها ، بس مش قادر افهم ايه سبب خوفها ده وماحدش يجواب على السؤال غير قدر نفسها .

فجاه استمعو لصراخها القوي وهتاف دلال العال تحاول تهدئتها ليسرع ثلاثتهم باقتحام الغرفه ومحاوله تثبيتها ، ضمها فارس بقوه ،وظلت تحاول ابعاده ولكن كان محكم بذراعيه عليها بقوه ، الى ان افرغ ايمن ابره اخري بذراعيها ليتهاوى جسدها بعد لحظات بين ذراعي فارس ، وضعها بالفراش ودثرها بالغطاء جيدا فقد كان جسدها ينتفض رغم استسلام عينيها

نظرت دلال الى ايمن وقاسم : استنو أنتو بره ، سيبو فارس عايزاه

غادر كل منهما الغرفه وداخلهم الشعور بالحزن على تلك الصغيره التى لا حول لها ولا قوه وعلى صديقهم وشقيقهم الذي يعاني من اجلها هو الاخر.

_____

امسكت بيده ،خلاص نامت الحمد لله

نظر لها بفارس بقلق : كلمتك ؟ قالتلك سبب حالتها ايه ؟

نظرت دلال له بحزن وهبطت دمعه خائنه ،مد فارس انامله ليمحي تلك الدمعه وهو ينظر لها برجاء : عشان خاطري قالتلك ايه ؟

تنهدت بحزن وربتت على كتفه بحنان : توعدني الاول تتصرف بهدوء

هز راسه بالايجاب وهمس بقلق : اوعدك

ابتلعت ريقها بتوتر وهمست بصوت منكسر : اللى ربنا ينتقم منه دنيا واخره الدكتور الزباله اللى وديتها عنده ، ده لا يمكن يكون دكتور ابدا

قاطعها بقلق : عملها ايه الزفت ده ؟

- كان عايز يقرب منها وقالها كلام غريب كده هعوضك عن حضن الاب واحتواء الزوج وكان عايز اكتر من كده

جحظت عيناه بصدمه وفتح فاه بعدم استيعاب : نعم ،، عاوز ايه ، قرب منها الحقير ده ، اتكلمي ارجوكي

- لا يابني هو حاول وهو ربنا قواها عليه وصدته وجريت سابت العياده ده كل اللى قالته

تحدث بعصبيه وصرخ بانفعال الى ان أستمع ايمن وقاسم لصراخه الحاد

- أنا اللى ودتها بنفسي للاشكال دي وكمان سبتها ، كانت خايفه تدخل لوحدها وأنا اتخليت عنها دلوقتي فهمت نظراتها وخوفها مني أنا كمان ، أنا هدفعه التمن غالي اوي ،وديني لاخلص عليه ويكون عبره

امسكته من ذراعه تحاول منعه من الخروج : يابني انت عودتي ، حل الموضوع بعقل بلاش جنون يا فارس ، بلاش تضيع نفسك يا بني

وقف ايمن وقاسم على اعتاب الباب ليستمعو لاخر كلمات نطق بها فارس

- قولتي انها بقت بنتك ترضي حد يعمل كده فى بنتك وتسكتي وماتجبيش حق الرعب اللى عشته والخوف اللى لسه حاسه بيه ، حق ان حد يغتصب منها حق مش حقه ، أنا هدفعه تمن النظر ليها غالي اوي ، اللى عمله مع مراتي مش هيعدي كده ، أكيد المجرم الحيوان اللى مراعاش ربنا فى مهنته ليه ضحايا كتير ساكتين ومابيتكلموش خوف ، أنا بقى هرجع حق كل ضحيه من ضحايا وهيدفع تمن قذارته حياته كلها

اندفع كالفهد وحاول كل منهما جذبه لكي يقف عن ما ينوي فعله من تهور وجنون ولكن لم يكترث لاي منهما ، الى ان وقفت دلال امام وجهه تتحدث والدموع تنساب بغزاره تغرق صفيحه وجهها : بلاش عشان المسكينه اللى نايمه جوه دي لا حول ليها ولا قوه ، عايز تخسرها ليه ، انت دلوقتي امانها الوحيد فى الدنيا عايز ليه تخسرك أنت كمان ، انت وكيل نيابه وحل الموضوع بعقل ، جبلها حقها وحق كل بنت الحيوان ده جنى عليها ، لكن مش بالتهور يا بني

صرخ بحزن : مش هقدر ده عرضي وشرفي أنا ، ارجوكي يا أمي ابعدي من قدامي ، لازم اجبلها حقها عشان اقدر ابص فى وشها تاني ، عشان ماتبصليش وعينيها كلها لوم وعتاب ان سبتها لوحدها وان أنا اللى ودتها بنفسي

ربت ايمن على ذراعه من الخلف وهمس بحرج : أنا السبب يا فارس ، أنا اللى قولتلك عليه لكن اقسملك بالله ماحدش يعرف حقيقته الوسخه دي والكل شايفه راجل وقور ورمز الأخلاق وده واضح ان بيختفي ورا قناع الاحترام والاخلاق الحميده ، أنا بجد آسف ، أنا من بكره الصبح هقدم فيه شكوه فى النقابه وهنبلغ وزاره الصحه هتاخد اجراءات ضده

- لم اشرب من دمه الاول

- بس انت عارف هتلاقيه فين دلوقتي ، أكيد خلص مواعيد العياده

- هعرف الاقيه فين ولو فى بطن الحوت هجيبه

نظر الى دلال برجاء : خلى بالك من قدر وماتسبهاش

هزت رأسها بالايجاب وغادر فارس الشقه ليلحق به قاسم فلم يقدر على تركه وحده ولحق بهم ايمن أيضا ، وقبل ان ينطلق فارس بسيارته وجد كل منهما يفتح باب السياره ويستقلوا داخلها .

نظر لهم بغضب : وده ايه بقي

همس كلاهما بصوت واحد : مش هنسيبك لوحدك ده حقنا كلنا

ربت قاسم على ارجل صديقه : لنعيش عيشه فل ، لنموت احنا الكل ، احنا وراك يا صديقي ..

______

استيقظت من نومها بقلق لتجد الظلام الدامس ، اشعلت هاتفها لتجد الساعه الثانيه بعد منتصف الليل ، نهضت من فراشها على ضوء اناره هاتفها لتغادر الغرفه متوجه الى غرفه والدتها ، طرقت الباب عده مرات ثم دلفت لداخل ولكن لم تجدها بالغرفه ، فقررت البحث عنها لتعلم ما سبب انقطاع التيار الكهربائي الان .

عندما هبطت الدرج وجدت اعلى مائده السفره عشاء وشموع مشتعله كادت ان تنتهي فهتفت مناديا لوالدتها

- مامي ... مامي..

سارت بخطوات مضطربه وهى تهتف باسم والدتها لتتعثرقدمها بشئ ماء اسفلها جعلها تصرخ بخوف وهوت بجسدها بذلك الشئ بعدما انفلت منهاهاتفها ظلت تتحسسه تبحث عن هاتفها لتجد يديها تلتخط بشئ لزج شعرت بملمسه ثم تحسستبالجسد الصلب الذي تعثرت به لتعلم بانها والدتها ، ظلت تهز بجسدها بعدم فهم وتناديباسمها الى ان وقعت يدها على هاتفها على الفور التقطته لتنير اضاءته وتصوبه اعلىجسد والدتها لتجحظ عيناها بصدمه وتنساب دموعها دون توقف ولا زالت تنادي بهستريهعلى والدتها ولكن لم تستجيب لها فقد كان جسدها ممدد دون حراك وبركه دماء محاطه بها، مشهد يدمي له القلب قبل العين ....


الفصل 14___15


سارت بخطوات مضطربه وهى تهتف باسم والدتها لتتعثر قدمها بشئ ما اسفلها جعلها تصرخ بخوف وهوت بجسدها بذلك الشئ بعدما انفلت منها هاتفها ظلت تتحسسه تبحث عن هاتفها لتجد يديها تلتخط بشئ لزج شعرت بملمسه ثم تحسست بالجسد الصلب الذي تعثرت به لتعلم بانها والدتها ، ظلت تهز بجسدها بعدم فهم وتنادي باسمها الى ان وقعت يدها على هاتفها ، على الفور التقطته لتنير اضاءته وتصوبه اعلى جسد والدتها لتجحظ عيناها بصدمه وتنساب دموعها دون توقف ولا زالت تنادي بهستريه على والدتها ولكن لن تستجيب لها فقد كان جسدها ممدد دون حراك وبركه دماء محاطه بها ، مشهد يدمي له القلب قبل العين ....

صرخت باعلى طبقات صوتها تناديها بلهفه وتنتظر ردها ، لم تصدق بانها اصبحت بعالم اخر ، فقد صعدت روحها الى بارئها .

لم تستوعب رنيم الصدمه بعد ؛ نظرت ليديها الملتخطه بدماء والدتها بجمود فمازالت تحت تأثير صدمتها وبحثت بهاتفها عن شي ما وقررت الاتصال به عندما وقعت عينيها على اسمه .

______

فى ذلك الوقت كان فهد يصف سيارته امام البنايه وقبل ان يترجل منها ، صدع رنين هاتفه ، ليخرجه من جيب سترته وينظر لشاشته بغرابه عندما وجد اسمها ينير الهاتف ، اجابها بجديه :

- متصله بيه فى الوقت ده ليه ؟ فى حاجه حصلت

هتفت بصوت مبحوح من اثر صراخها وعينيها مصوبه اتجاه جسد والدتها الساكن : قتلو مامي يا فهد

فتح فاه بصدمه وهتف بعدم تصديق : انتي بتقولي ايه ؟ ده حصل فعلا ولا بتشغليني ؟

أستمع لصوت نبيحها القوي وهى تصرخ باسم والدتها مرارا وتكرارا والقت الهاتف من يديها وجست بركبتيها تهز بجسد والدتها دون توقف .

اما عن فهد فبعد ان افاق من صدمته ، أسرع بقياده سيارته بسرعه فائقه للوصول إليها فى غصون دقائق معدودة ..

ترجل من السياره بسرعه البرق ودلف لداخل الفيلا وجدها مظلمه ، بحث بالحديقه عن اسلاك الكهرباء الخاص بإنارة الفيلا ، وبعد ان وجد ضالته وجد بالفعل ان التيار الكهربائي فصل بفعل فاعل ، أوصل الاسلاك ببعضهما لتعود الاضاءه من جديد ، سار بخطوات سريعه متوجها لداخل الفيلا بحرص دون ان يلمس شي بيده , وجد باب اخر بالقرب من حمام السباحه ، سار من ذلك الاتجاه وجد الباب مفتوح كم كان يتوقع ،دلف منه لداخل الفيلا يبحث عن رنيم وبالفعل وجدها ملقاء على الأرض بجانب والدتها الغارقه فى دمائها ،مشهد يقشعر له الابدان ، اغمض عيناه بقوه فى تلك اللحظه وتذكر عائلته ،انسابت دمعه حارقه ،جعلته يشعر بالواقع الذي يعيشه الان ، اقترب من تلك المسكينه التى لم تشعر بشي حولها ، يحاول ابعاد جسدها عن والدتها


همس بصوت كساه الحزن : ماينفعش اللى بتعمليه ده ، لازم تتماسكي عشان نوصل الى عمل فيها كده

نظرت له بعيون تائهه لم تقدر على الحديث فقط أصوات بكاءها هو الذي يصدح بالمكان ولم تجد سوا انها تلقى بنفسها داخل احضانه وتتشبث به بقوه فلم يعد لديها أحدا فى هذه الحياه بعد فقدانها لوالدتها ، ظل فهد متسمرا مكانه ، جامدا مندهشا من ذلك العناق ، حاول ان يضمها هو الاخر ليمدها بالحنان والدفئ التى بحاجته ، رفع ذراعيه وقبل ان يطوقها بذراعه هو الاخر ، عاد لجموده ورفض الاخضاع لتلك المشاعر ، ولكن دموعها التى مزقت نياط قلبه كانت مثابه النيران التى تذيب الجليد ، تخلى عن جموده وشدد فى عناقها هو الاخر وظل يربت على ظهرها بحنان هو نفسه مفتقد ذلك الإحساس .

بعد لحظات ابتعد عنها بهدوء ثم سحبها من يديها لتنهض معه ، سار بها الى حيث المرحاض ، فتح صنبور المياه ووضع كفيها الملتخطه بالدماء لتتمزج المياه بالدم وهى تصوب انظارها بصدمه وتسير معه كالمغيبه ، جذب منشفه وجفف لها كفيها وحاوطها من كتفها يسير بها الى الصالون اجلسها بالمقعد وجسي على ركبتيه امامها ينظر لها بشفقه .

اخرجت تنهيده حارقه ثم همس لها بتسأل : احكيلي ايه اللى حصل ؟ وازاي اكتشفتي المنظر ده ؟

ظلت تشهق ولم تقدر على الحديث ، ربت على كفها بحنو ثم ابتعد عنها وهو يهمس بجديه :

- هجبلك تشربي

ابتعد عنها ليجرا اتصالا هاتفيا استغرقت المكالمه لثواني معدوده ثم أغلق الهاتف وعاد إليها حاملا كوب من الماء ،ارتشفت منه القليل وظلت ترتجف والدموع تتساقط بصمت ، نزع عنه سترته ووضعها برفق اعلى ذراعيها وساعدها فى ارتداءها بصمت دون ان يهتف بكلمة واحده .

____

صفا فارس سيارته اسفل البنايه التى توجد بها عياده الطبيب الذي يريد الفتك به ولكن قبل ان يترجل منها سبقه قاسم :

- هشوف أنا الوضع ايه واسأل البواب هو فعلا موجود هنا ولا فى بيته

هتف فارس بحده - تسأل على عنوان بيته

هز قاسم راسه ثم ترجل من السياره وظل يتحدث مع البواب قليلا ثم عاد يستقل السياره بجانب فارس .

- ها قالك ايه ؟ انطق أنا على اخري ؟

نظر له بضيق : البيه سافر من ساعه بيقول عنده مؤتمر فى لندن وهيرجع بعد ٣ ايام

ضرب فارس بقوه اعلى عجله القياده وتحدث بانفعال : الوسخ بيهرب بعد عملته السوده وديني وما أبعد ماهسيبه وهجيبه لو فى بطن الحوت ،انا هعمل تحريات عنه بنفسي .

صدح رنين هاتف قاسم ليجعل قاسم يشير الى صديقه بالصمت:

- ده سياده اللواء ، ربنا يستر أكيد فى مصيبه حاصله

هتف فارس بجديه : طب رد بسرعه

اجاب قاسم بهدوء وبعد ان أستمع لطرف الآخر نظر لفارس بصدمه ثم هتف

- حاضر يا افندم ، هتحرك على هناك دلوقتي ومعايا فارس ، حاضر هبلغ حضرتك مع السلامه

أغلق الهاتف ليزفر بضيق ، وكزه فارس فى كتفه :

- فى ايه سياده اللواء بلغك بايه

لوي ثغره بضجر : أنا قولت القضيه دي مش زي أي قضيه ومش هتنتهي بسهوله وادي اللى حصل ، قضيه قتل جديده بس ليها علاقه مؤكده بقتل اسلام عبدالقادر

تحدث فارس بقلق : مين اللي اتقتل ؟ اوع تقول رنيم شاهد الاثبات عليهم

- مش رنيم والدتها

هتف بعدم تصديق : ايه .. والدتها طب ليه وفى التوقيت ده بالذات

هز كتفه باستغراب : موضوع مكلكع كله على بعضه ، أتحرك على عنوان الفيلا " فى حي الزهور "

- يبقي انزل أنا هنا وانتو ربنا معاكم ، شوفو وراكم ايه

هتف بها ايمن ثم ودعهم وترجل من السياره اما فارس فقد أنطلق الى الفيلا المنشوده لمعاينه مسرح الجريمه ..

_____

نهض فهد من جانبها ونظر لها بتردد

- أنا دلوقتي لازم امشي ، بلغت البوليس وزمانه على وصول وهيفتش الفيلا حته حته وكمان هيتم استجوابك على كل اللى تعرفيه ، وجودي هنا مش فى صالحك ولا صالحي ، بس ماتخفيش مش هبعد عن هنا وهفضل جنبك وماتخفيش اتهمي رشدي ان هددك قبل كده وهدد مامتك ،عشان هيكون هو المتهم الاول

نظرت له بخوف وهمست برجاء : ماتسبيش لوحدي ارجوك أنا ماعرفش غيرك

- صدقيني وجودي هنا دلوقتي اكبر غلط ، هيهد كل اللى بعمله ، انتي بتثقي فيه ولا لأ؟

نظرت لغابات الزيتون داخل عينيه فشعرت بالأمان رغم نظراته المبهمه ، ثم هزت رأسها بالايجاب : بثق فيك

- يبقي ماتخفيش هفضل جنبك بس من غير مااظهر فى الصوره

ابتعد عنها بهدوء وداخله شعور غريب لتلك الفتاه ، لا يريد تركها وحدها فى تلك المحنه ولكن لا يريد الافصاح عن هويته الان ، لديه مهمه وعليه ان يجتازها فى تحقيق مراده أولا ...

______

دلفت قوه من الشرطه تقتحم الفيلا بقياده قاسم ،اعطاهم قاسم بأمر الانتشار بالمكان والتفتيش الكامل لكي يصلوا الى الفاعل قبل ان يهرب بفعلته تلك .

"""""

وقف فارس بمسرح الجريمه ينظر لكل شي حوله بتمعن شديد ، ثم جلس امام جثتها الهامده وهو يرتدي القفازات ويقلب براسها يمينا ويسارا ينظر بدقه لمكان الجرح بعنقها الذي أدي لوفاتها دون ان تصدر أي صراخ فيبدو بانها لم تقاوم والطعنه اتاتها من الخلف دون أن تشعر بأحد

اما قاسم فقد كان جالس برفقه رنيم يتحدث معها بكل شي حدث قبل اكتشافها لتلك الجريمه ، الى ان شعر بالسأم فلم تتحدث الا ببعض الكلمات فمازالت تحت تأثير الصدمه وتتحدث بتوهان واخبرته بتهديد رشدي لهما قبل عده ايام إذا لم تشهد فى صالح عمرو وريان سوف يتخلص منا

أتت عربه الاسعاف وحملت جثة ساميه الى حيث المشرحه لعمل تقرير طبي كامل بسبب وفاتها ثم أمر فارس بتشمع المنزل بالشمع الاحمر ،وامر بضبط واحضار "رشدي شومان" لتحقيق معه بتلك الجريمه فهو المتهم الاول امامه ..

أسرع قاسم بتنفيذ أمر النيابه وتم إلقاء القبض عليه بالفعل ووضعه بالحجز الى ان يتم عرضه على النيابه فى صباح اليوم التالي ...

تركت رنيم الفيلا بعد خلوها من روح والدتها ، رغم خلافها الدائم معها الا انها تحبها وتشتاق إليها الان ، فلم تعد تشعر بطعم الحياه بدونها ، اصبحت وحيده تائهه ، ضائعه ، ظلت متسمره مكانها تنظر للفيلا بشرود الى ان شعرت بصوته الدافئ الذي انتشلها من بئرة احزانها لتحتضنه بقوه وهذه المره بادلها العناق دون تردد ، حاوطها بذراعه وهو يصطحبها الى سيارته ، استقلت بالمقعد المجاور له ثم أنطلق الى حيث وجهته ، وبعد قرابه النصف ساعه ، كان النهار اوشق على البزوغ ، صعد بها الى حيث شقته ودلف بهدوء ثم أغلق الباب خلفه برفق ، انار مصباح الكهرباء ثم اشار إليها الى حيث غرفه ما

- اعتبري من انهارده الشقه دي شقتك , دي اوضتك ادخلي خدي شاور وغيري هدومك وارتاحي .

هزت رأسها بالايجاب ودلفت لداخل الغرفه ، ارتمت بالفراش تبكي بحرقه واصوات شهقاتها تزداد ، شعر بها فهد ، دلف لغرفته أولا أحضر لها ترينج رياضي خاص به ،مزيج من اللونين الأسود والابيض ، ثم سار الى حيث غرفتها , طرق الباب عده مرات .

منما جعلها تتوقف عن البكاء ونهضت متجهه لفتح الباب ، مد يده بالملابس :

- ده ترينج من عندي ، هو أكيد مش مقاسك طبعا هيكون كبير عليكي ، بس معلش مؤقت ، خدي شاور وارتاحي ولو عايزه حاجه انا فى الاوضه اللى جنبك

التقطته من بين يديه وشكرته على كل شي فعله من اجلها وقبل ان تغلق الباب ،استوقفها قائلا :

- رنيم استني ده مفتاح اوضتك تقدري تقفلي على نفسك وتطمني

نظرت لكف يده الممدود لها بالمفتاح وهزت رأسها نافيه : أنا مش خايفه منك ، انت وقفت جنبي ولا يمكن تأذيني

- معلش خدي بردو المفتاح وخليه معاكي

التقطته منه تحت اصراره ثم اغلقت الباب بعد أن رحل من امامها ودلفت الى المرحاض لتنعش جسدها بالماء الدافئ ثم ارتدت الملابس الخاصه به لتجد التيشرت ذات اكمام طويلة شمرته الى ساعديها وأيضا البنطال رفعته هو الاخر ثم دثرت نفسها بالفراش لتعاود عينيها بالدموع ، ظلت تبكي الى ان شعرت بالارهاق وخلدت للنوم بعد عناء ذلك اليوم ....

_______

عاد فارس لمنزله بارهاق ، دلف لغرفه قدر أولا ليطمئن عليها ، وجدها نائمه ودلال تفترش سجاده الصلاه وتصلي فرضها وعند الانتهاء من صلاتها رفعت كفيها تناجي ربها بان يحفظ لها اولادها ولا يصيبهم مكروه وظعت بالشفاء لقدر .

اقترب منها فارس يقبل رأسها : اطمني يا دودي كلنا بخير

نظرت له بلهفه : بجد يا فارس مافيش تهور

زفر انفاسه بضيق : الحقير مختفي بس مسيره هيظهر ، المهم قدر عامله ايه ؟

- لسه نايمه يا بني زي ماهيه ،ان شاء الله هتبقى كويسه

- ينفع اطلب من حضرتك طلب

ربتت على كتفه بحنان : مش محتاج تطلب حاجه ، انا مش هسيب قدر غير لم تسترد صحتها وتبقى زي الفل والبنات هيتابعو الجمعيه ماتحملش هم انت يا حبيبي وشوف شغلك انت ، ربنا معاك ويعينك يارب ، ايمن اتصل بيه يطمن على قدر وقلي ان جالكم قضيه مهمه ، ربنا يعينك يا ابني .

ابتسم لها بحب ثم نهض من جانبها يقترب بخطوات بطيئ من الفراش طبع قبله حانيه اعلى وجنتها ثم ابتعد بهدوء ونظر الى دلال قبل ان يغادر الغرفه : أنا هدخل اوضتي محتاج اريح ساعتين قبل الشغل عشان عندى تحقيق طويل ، بس لو احتاجتيلي فى اى وقت كلميني هكون عندك فورا

- حاضر يا حبيبي ، ربنا يصلح لك الحال

أغلق الباب خلفه برفق ثم توجهت الى غرفته ،نزع سترته والقي بها اعلى الفراش ودلف لداخل المرحاض الملحق بالغرفه ، توضئت ليصلى فرضها قبل ان يخلد للنوم وبعد الانتهاء من فريضتها طال فى سجدته وهو يدعو الله بان يرد اليه قدر ردا جميلا ولا يصيبها بأسا يبكيه ..

ثم نهض ودلف فراشه اغمض عيناه بتعب فقد كان يشعر ب الارهاق وخلال ثواني ذهب فى النوم ولكن نوم مضطرب فقد راودته العديد من الكوابيس جعله يفتح عيناه باتساع ثم نهض من الفراش يستعذ بالله من الشيطان الرجيم ...

_______

في صباح اليوم التالي استيقظ من نومه بفزع عندما صدع رنين جرس المنزل ، نهض من فراشه متوجها لفتح الباب قبل ان تستيقظ رنيم .

عندما فتح الباب تفاجئ بورد امامه تبتسم له بود وتشكره بامتنان على ما فعله من اجل والدها.

تسمر مكانه ينظر لها بتوتر : خير يا ورد

- أنا مش عارفه اشكر حضرتك ازاى على عملته مع بابا ، بس ليه مش حضرتك تعمل العمليه بنفسك

زفر بضيق : عشان ببساطه أنا مش دكتور عيون يا ورد وبعتك لدكتور صديقي ، واطمنى كل اتعابه عندى والمستشفي هتتحمل كل حاجه ،فى حاجه تانيه ؟

ابتلعت ريقها بتوتر : ربنا يكرمك يارب ، أنا هدخل اوضب الشقه واجهز لحضرتك الاكل واى حاجة تحتاجها أنا فى الخدمه ، ربنا يقدرني وارد جميلك ده ، على رأسي والله

ابتسم لها بود : ماتتعبيش نفسك أنا مش محتاج حاجه ولم احتاج لحاجه هطلبها أكيد

هزت رأسها بالايجاب : اللى تشوفو حضرتك

همت بالمغادره ولكن استوقفها قائلا : لحظه يا ورد استني

دلف لداخل غرفته أحضر بعض النقود وعاد إليها : خدي دول

نظرت له بصدمه : ايه دول

- أكيد فلوس هيكون ايه يعني

- ايوه فاهمه انهم فلوس ، بس ليه اخد فلوس وأنا معملتش حاجه ، شيل فلوسك يا دكتور أنا مابخدش حق مش حقي ، وان كان عشان لاجئت لحضرتك عشان عمليه والدي فانا كنت مستعده اشتغل عند حضرتك خدامه عشان أسد مبلغ العمليه ، أنا مابحبش أكون مديونه لحد

ابتلع ريقه بتوتر وحاول ان يرسم ابتسامه على محياه : وأنا مش قصدي حاجه ياورد ، انتي فهمتي ايه ،الفلوس دي عشان محتاج تنزلي تشتري لبس لبنوته تقريبا فى جسمك كده .

شعرت بالخجل : اسفه ان فهمت غلط ،بس اشتري ايه

تنهدت بارتياح عندما صدقت كذبته فهو لا يريد احراجها ولا يقصد التجريح لذلك تذكر أمر رنيم :

- أي حاجه بس ياريت يكون اسود لانها عندها حاله وفاة

هزت راسها بتفهم ثم التقطت النقود وهمت بالمغادره وقبل ان يغلق فهد الباب وجدها تنظر له بتسأل : بلوزة وبنطلون كويس

ابتسم بخفه : كويس جدا

استقلت المصعد الكهربائي ليهبط بها الى الطابق الاول ثم غادرت البنايه باكملها تستقل بسياره أجرة ذاهبة الى احدى المولات لانتقاء الثياب المطلوبه ..

_____

اما عن فارس كان يرتدي ملابسه الرسميه لذهاب الى عمله ومتابعه التحقيق فى مقتل "والدة رنيم "

قبل ان يغادر المنزل وقف امام باب غرفتها يطرقها بهدوء

أستمع لصوت دلال تاذن له بالدخول : تعالي يا فارس

دلف لداخل وعيناه تتطلع لذلك الملاك النائم

- صباح الخير يا ست الكل ، قدر بردو لسه نايمه

- صباح الخير يا حبيبي ، اه زى ماانت شايف ، بس ايمن قلى هتفضل نايمه كده يومين عشان اخدت جرعه زايده من المهدئ ودة هيريحها ما تقلقش

- تمام أنا رايح الشغل واى حاجه تحصل اتصلى بيه فورا

- حاضر يا حبيبي ، بس استنى احضرلك لقمه تاكلها قبل ما تنزل

- لا يا ست الكل ماليش نفس ، وقاسم جاى دلوقتي وهنتحرك بعربيته أنا مش مركز للسواقه

ربتت على كتفه بتسأل : مالك يا بني

- ماخبيش عليكي قلقان شويا ومانمتش دقيقه على بعضها ، كوابيس كوابيس ورا بعض

- قدر بخير يا فارس والحمدالله يا بني انها جت على قد كده

زفر بضيق : خايف عليها من كل حاجه ، خايف أكون مش قد الامانه ، خايف حتى لم تبص فى عنيه واشوف الخذلان فى عنيها ، خايف من حاجات كتير اوي يا أمي+

نظرت له دلال بحنان : انت حبتها يا فارس ولا ده إحساس بالمسئوليه وخايف تكون مش قدها ؟؟

نظر لها بحيره ولم يعلم بماذا يخبرها ..


" ارمله اخي " 15

الفصل 15

نظر لها بحيره ولا يعلم بماذا يخبرها ؟ عجز عن البوح بمشاعره لتنظر له الاخيره بتفهم

- انت زي التايهه دلوقتي ، حاسس انك بتتخبط هنا وهنا ، أنا عذراك يا حبيبي ، كل اللى بتمر بيه مش سهل ، ربنا ينورلك طريقك

تنهد بحزن وهو يتطلع لقدر التى لازالت لم تشعر به ثم عاود ينظر لدلال وهو يهمس بثقل :

- أنا مانمتش من كتر الكوابيس اللى بتلاحقني وفكرت كويس فى حاله قدر ، هى وجودها هنا غلط وخطر علي حياتها ، فى قضيه مهمه شغال فيها وكل يوم بتتعقد ومش عايز قدر هى اللى تدفع التمن ، لم ارجع من الشغل هنزل بيها البلد ، صحتها هتتحسن هناك وكمان هيكون امان ليها وبكده اتابع القضيه بدون تراجع وضغوط

- ترجعها البلد ..!

هتفت بها بغرابه ثم استطردت قائله : بلاش البلد وايه رايك تقعد عندي وهخلي بالي منها وكمان عشان نفسيتها تتحسن تنزل معايا الجمعيه تتابع معايا الشغل وكمان هتنشغل بهم الستات هناك ، ها قولت ايه ؟

- ماينفعش يا دودي ، قدر حاليا فى خطر بسبب شغلي ولازم أكون مطمن عليها وهى فى البلد وسط اهلي هكون مطمن ،لكن هنا باي حال من الاحوال ماينفعش وهيفضل الخطر محاوطها ، كفايه اوي اللى حصل لحد دلوقتي ، هنزل انا بقى استنى قاسم تحت ، خلى بالك من نفسك ومن قدر

ابتسمت له بحنان : ماتخفش قدر فى عنيه

غادر المنزل بضيق وداخله إحاسيس مُتضربه .استقل المصعد الكهربائي وضغظ زر الهبوط وهو مازال شاردا بافكاره ....

_____

اما عن قاسم فبعد ان صفا سيارته امام البنايه التى يقطن بها فارس ، هم بالترجل من سيارته وهو يضع هاتفه اعلى اذنه وهمت بالتحدث لصديقه ولكن بعدما انفتحت المكالمه بينهما اهتز الهاتف من يده ليسقط ارضا اثر اصطدامه بشئ ما ، نظر قاسم بغضب وفتح فاة بدهشه عندما وجدها امامه للمرة الثانيه .

كانت تحمل الحقائب البلاستيكية بكلت يديها وعندما دلفت بمدخل البنايه اصطدمت به لتقع اغراضها ارضا وعندما رفعت انظارها لتوبخ ذلك الواقف امامها ، جحظت عيناها بقوه فهو ذلك الشاب الذي التقت به منذ يومان .

اقترب قاسم بمشاكسه بعد أن نزع نضارته الشمسيه من اعلى خصلاته ثم انحنى بجذعة يلتقط هاتفه ويعاود النظر إليها وعلى محياه ابتسامه جذابه : انتي تاني يا ورد ، ده انتي مستقصداني بقى .

هزت رأسها نافيه : لا لا لا والله مااقصد ، أنا كنت داخله وفجأة انت اللى طلعت فى وشي ، مش غلطتي على فكره انت كنت بتتكلم فى الموبايل

ضحك بخفه : انت أنت ولا انتش داري

نظرت له بصدمه : نعم ، حضرتك فايق وبتغني بقى


تنهد بنفاذ صبر : أعمل ايه كل لم اروح مكان القاكي فيه

قبضت بقوه على الحقائب تحملهم عن الارض ثم احتضنتهم ونظرت له بغضب طفولي وهى تهمس بصوت خافت قبل ان تسير فى طريقها لصعود الدرج : وأنا اعرفك منين اصلا عشان تقول عليه كده ، انت اللى بتيجي فى وشي مش أنا

هرولت تصعد الدرج وتركته يحملق بها بذهول ، فلم يكن قاصدا اغضابها وانما كان يود ان يتشاكس معها ليس الا ، ولكن يبدو بان تلك الفتاه نادرة ليس كأي فتاه أخرى ، جعلت قلبه ينبض بقوة بين اضلعه وهذة المرة الاولى الذي يشعر بتلك الدقات .

فى تلك اللحظه غادر فارس المصعد ووجد قاسم امامه ،ولكن يبدو عليه الشرود ، ربت على كتفه من الخلف

- ايه يابني ايه اللى حصل اول لم فتحت الخط لاقيتك ساكت والخط اتقفل تاني ، فى حاجه حصلت ولا ايه واقف كده ليه ؟

فاق من شروده على حديث صديقه لينظر له بثقه : ماحصلش حاجه شكل الشبكه وقعت

- طب يلا نتحرك عشان متأخرين

عاد يرتدي نضارته الشمسيه وهو يشير الى صديقه : اتفضل يا وكيل

استقلوا السياره متوجهين الى عملهم لمتابعه التحقيق ..

_______

صعدت الدرج الى حيث الطابق السادس ثم وقفت امام باب الشقة تسترد انفاسها لبعض الدقائق وبعد ان هدءت انفاسها ، دقت جرس المنزل ثم انتظرت قليلا .

فتح فهد الباب ليتفاجئ بورد تحمل الاشياء الذي طلبها ، مدت يديها بالحقائب تعطيه اياهم

ابتسم لها بود : لحقتي تشتري المطلوب

- طبعا فى مول هنا قريب جدا ،واي حاجه محتاجها ممكن تبعتلي مع عمي صبحي

نظر لها بامتنان وهو يلتقط منها الحقائب : متشكر جدا يا ورد

- لا شكر على واجب يا دكتور

قالت كلماتها وهى تبتسم له بخفه وعندما تطلعت خلفه وجدت فتاه ترتدي ملابس خاصه به ، ابتلعت ريقها بتوتر ثم همت بالرحيل

- بالاذن أنا بقى مدام حضرتك مش عايزني انضف الشقه

- مع السلامه ولو احتاجتي لحاجه أنا موجود

هزت رأسها بالايجاب ثم سارت الى حيث المصعد ، دلفت المصعد ثم ضغط زر الهبوط وهى تحدث نفسها " يا تري مين دي اللى عنده، وليه لابسه من هدومه ؟ يبقى هى دي اللى أنا اشتريت ليها الهدوم , طب فين هدومها طيب وليه عنده ، ياه هو دكتور معتز ممكن تكون اخلاقه كده ؟ لا ده شكله محترم وكمان بيحاول يساعدني ، أنا هسال عمي صبحي واكيد هو يعرف دي تبقى مين ؟

______

داخل سرايا النيابه ، بعدما جلس فارس بمكتبه أمر العسكري باحضار رشدي ليتم التحقيق معه ..

بعد عده ثواني دلف العسكري يؤدي تحيته العسكريه : المتهم يا فندم ، أي اوامر سعاتك

اشار فارس بيده للانصراف ثم تطلع الى رشدي بحده ، هتف رشدي بانفعال :

- ممكن اعرف أنا هنا ليه من امبارح ، وازاى أتعامل معامله المجرمين هو حضرتك متعرفش أنا مين ولا ايه ، أنا من حقى اتصل بالمحامي بتاعي ومش هسكت على اللى حصلي ده .

لوي ثغرة بضجر وهتف بصوت جاد : خلصت كلامك ولا لسه ، انت هنا متهم فى جريمه قتل وحقك تطلب محامي طبعا

نظر الى احمد الذي يدون التحقيق : احمد خليه يعمل مكالمه وأفتح التحقيق

- أنا مش هتكلم غير فى حضور المحامي بتاعي ، وماليش علاقه بجريمه الشاب اللى اتقلت ، كل اللى اعرفه ان كان صديق رنيم بنت طلقتي وكل حاجه بينا انتهت بدون شوشره عشان اسمي وسمعتي

ضرب فارس اعلى مكتبه بغضب : انت تقول الكلام ده لحد غيري ، الجريمه اللى بنحقق فيها جريمه قتل طليقتك زي ما بتقول

ابتلع ريقه بتوتر وهمس بصوت مضطرب : ساميه اتقلت ؟

ازاي ومين اللى عمل كده ؟

- لا يا راجل ، والمطلوب أصدق انك مصدوم وماتعرفش باللى حصل ، انت المتهم الوحيد قدامي ، وبنتها اتهمتك .

- دي اكيد مش فى وعيها وانا هقتل ساميه ليه ؟

- لا السؤال ده بقى أنا اللى أسأله ، قتلتها ليه وايه هى دوافعك لارتكاب الجريمه ؟

افتح يا بني التحقيق ، أنا ماعنديش وقت اضيعه

- مش قبل مااكلم المحامي بتاعي

زفر فارس بضيق وعاد ينظر لاحمد : خليه يعمل المكالمه عشان نخلص

اعطاه احمد الهاتف ونظر له بجديه : اتفضل قدامك دقيقه تكلم فيها المحامي

التقط الهاتف بتوتر ، ثم هاتف المحامي الخاص به لكي يستنجده فى تلك الورطه .

سحب احمد الهاتف من يده : الدقيقه خلصت

جلس احمد مكانه وبدء فى فتح المحضر وهو ينظر الى فارس بتسأل

- هنبدء

اؤمى له بالايجاب ثم نظر الى رشدي بقوه

- اسمك وسنك وعنوانك

امتنع الأخير عن الاجابه ولم يهتف الا بجمله واحده وهو لن يتحدث الا بحضور المحامي الخاص به

عاد فارس ينظر لاحمد : اكتب عندك وقد امتنع المتهم عن الادلاء باقواله ، لذلك قررنا حبسه اربعه ايام على ذمه التحقيق مع مراعاه التجديد فى موعده

ثم هتف باعلى طبقات صوته مناديا للعسكري : عسكري صبري رجع المتهم الحبس الاحتياطي

قبض العسكري على مرفقه وهتف بحده : قدامي يا متهم

نظر رشدي لفارس بوعيد : أنا هطالبك بتعويض كبير على البهدله دي واخطاءك دي هتكلفك شغلك ومنصبك يا سياده وكيل النيابه

نظر له بحده : ده اذا خرجت من هنا اصلا ، خده يا عسكري على الحبس

بعدما غادر رشدي برفقه العسكري زفر فارس بضيق ثم نهض من مجلسه مغادرا مكتبه متوجها الى مكتب قاسم ..

دلف بهدوء ثم أغلق الباب خلفه وجلس بالمقعد المقابل له بضيق .

همس قاسم بتسأل : لحقت خلصت التحقيق ولا ايه ؟

- لا البيه رافض يتكلم غير فى حضور المحامي بتاعه وأنا اديته اربع ايام

- خير ما فعلت ، بس فين رنيم دلوقتي ؟ حياتها هى كمان فى خطر لحد يوم المحاكمه هى الشاهدة الوحيده ضدهم ، بعد ما الكل انكر الوقعه وطبعا ده بتخطيط من سامي والمحامي بتاعه رشوهم عشان ماحدش يشهد ضد ابنه .

- أنا ازاي مافكرتش فى رنيم ، احنا لازم نعين لها حراسه ، بس هي فين دلوقتي ؟ الفيلا متشمعه .

- ممكن تكون عند حد من قرايبها بس هتظهر طبعا عشان تاخد اذن منك باستلام جثه والدتها وعمل تصريح الدفن ، بعد تشريح الجثه طبعا وسبب الوفاه .

- ايوه أكيد هتظهر ، بس انت مش ملاحظ حاجه ؟

- زي ايه ؟

- قتل ساميه فى التوقيت الغلط ، ازاى رشدي هددهم بالقتل لو رنيم ما غيرتش اقوالها فى المحكمه والمحكمه لسه فاضل عليها شهر ، ليه يقتلها دلوقتي ، كان ممكن يستني لو رنيم فضلت على اقولها ساعتها سامي نفسه هو اللى كان خلص عليها ، ليه والدتها اللى تتقتل ، رغم ان شاهدة الاثبات على جريمه ابنه هي رنيم كان سهل يخلص منها .

- فعلا كلامك منطقي ، تفتكر رنيم اللى كانت مقصدوة بالقتل واللى عمل كده سامي مش رشدي

- جايز تكون رنيم المقصوده ده لو كان سامي اللى محرض على قتلها ، لكن القاتل الحقيقي هو رشدي وسامي استغله فى الخلاص على ساميه عشان رنيم تخاف تنطق وبكده هيكون قدر يخلص من الاتنين ، كمان ماتنساش ساميه كانت مرات رشدي فى السر والخبر لسه ماوصلش لمراته واولاده ، وبكده كان عايز يخلص منها للأبد عشان ماتفكرش تعرف مراته ، بس أنا لسه عند رائي اختار التوقيت الغلط وهيقع ، مافيش جريمه كامله والتحقيق هيثبت كلامي .

- هى سلسله متكامله سامي ورشدي وعادل بس مين بقى اللى بيحركهم ؟

زفر بضيق : سامي هو راس الافعي وهو اللى بيحرك الكل ، مش عارف ليه سياده اللواء لحد الان ما امرش حد بالقضاء عليهم ، دول صفيحه سوابقهم مليانه من تجاره سلاح ومخدرات وتهريب اثار وتجاره اعضاء ، مافيش مصيبه اللى ماعملوها دول مافيا كبيره

- أنا فكرت زيك كده يا فارس بس رجعت سالت نفسي "حسام فخري " فى مأموريه بقاله شهرين مختفي وفخري قريب جدا من سياده اللواء ، استنتجت بقى انه هو المكلف بالقضيه ودي قضيه سريه وعشان كده سكت .

- فعلا حسام اكتر حد بيكره سامي الحديدي وكان فى طار قديم بينهم

- مش بعيد طبعا سامي الحديدي ده اكبر مشكله فى الحياه وربنا يوفق حسام ويرجع بالسلامة

- يارب ، كان فى حاجه عايز اقولك عليها

نظر له قاسم باهتمام ليستطرد فارس قائلا : بعد اللى حصل أنا مش مطمن لوجود قدر هنا ، هوصلها البلد وارجع ، هناك امان ليها وان شاء الله تتحسن هناك وافضى نفسي لقضيه رشدي وسامي وكل الافاعي ، وكمان اصدرت أمر بضبط واحضار الزفت اللى اسمه ثروت منيب وقدمت فيه بلاغ فى نقابه الأطباء وربنا ليدفع تمن وسخته غالي اوى ، وفى دلوقتي تحريات بتتعمل عنه وانا بنفسي اللى هطلع مع القوه عشان اقبض عليه واخد حق قدر وحق كل البنات اللى اذاهم الحقير ده وان شاء الله اسمه هيتحمي من تاريخ البشريه

- استني بس اوع تتهور يا فارس ، سبلي انا الطلعه دي وانت خليك فى التحقيق ، أنا هسلمهولك بنفسي لم تسافر البلد وترجع بالسلامه تبقى تحقق معاه براحتك .

- لا ده تاري أنا وماتنساش ان صعيدي ودمي حامي ومش هعرف ارفع عيني فى قدر غير لم اخد حقها واطمنها انها مش لوحدها

نظر له بأسى : اللى تشوفه يا صاحبي وأنا معاك فى أي حاجه

ابتسم له بامتنان وربت على كتفه : عارف انك دايما فى ضهري يا قاسم ،قوم بينا بقى ننفذ الأمر ونجيب ثروت من قفاه

ضحك بخفه ثم رفع احدي حاجبيه : مش يابني البواب قال مسافر

ارسل اليه غمزه : عيب عليك امال أنا وكيل نيابه فلصو ولا ايه ، عملت تحرياتي الخاصه وهو دلوقتي فى فيلته فى التجمع وحابس نفسه من وقت اللى حصل ، عارف ان عامل عمله وكمان خاف واترعب لم ايمن فضل يومها يتصل بيه وعرف وقتها أنا بشتغل ايه واكيدعارف ان مش هسكت فاستخبي فى بيته زي الفيران ، بس أنا هطلعة من جحرة الكلب ده ، ده أنا كده بغلط فى الكلب ، الكلب انضف منه بكتير .

نهض قاسم من مجلسه وهم بارتداء جراب السلاح الخاص به ثم مضو سويا لخارج القسم ، يستقل سيارته الخاصه وفارس يجلس جانبه ، لينطلق قاسم الى حيث وجهته المنشوده ..

_________

داخل منزل فهد ، اعطاها حقيبه الملابس لترتدي ثيابها ، وبعد ذلك توجه الى المطبخ اعد لها كوب من النسكافيه وبجانبه فطاير من الجبن لكي تتناولها لكى تستمد قوتها فيما هو اتى ...

دلفت الغرفه خاصتها ثم ارتدت الثياب المكونه من بنطال اسود يعلوه ستره سوداء تصل الى ركبتيها ،اندهشت من هيئتها بتلك الملابس فهى غير معتاده على ارتداء الملابس الطويله كهذا .

غادرت الغرفه لتجده فى انتظارها يحمل بيده صينيه الطعام وضعها اعلى المنضده واشار إليها لتتقدم وتتناول طعامها :

- يلا عشان تاكلي ، دي حاجه بسيطه أنا عملتها

نظرت له بامتنان والحزن يسكن مقلتيها همست بصوت كساه الألم : شكر على تعبك معايا ، بس أنا بجد ماليش نفس للأكل ، مش هقدر

- لازم تاكلي عشان تقدري تقفي على رجليكي وتواصلي ، لسه قدامك كتير ، لو عايزة ترجعي حق والدتك واللى عمل كده ياخد جزاءة لازم تبقى قويه وتتماسكي وتاكلي عشان ماتوقعيش من طولك لازم تاخدى بحقك من اللى حرمك منها .

جلست امامه بشرود لتستفيق من شرودها على يده التى تعطيها الشطيره لكي تتناولها ، التقطتها منه على مضض وبدءت فى تناولها بصمت .

نهض فهد من مجلسه وهو يتطلع إليها : ورايا مشوار مهم لازم أعماله الاول وبعدين هرجعلك ماتقلقيش ماشي والباب ماتفحتهوش لاي مخلوق ، ماحدش يعرف بوجودك هنا .

نظرت له بتسأل : هو ينفع اشوف ماما مرة اخيره ؟

- هو أكيد طبعا هتشوفيها بس مش دلوقتي ، حاليا فى طب شرعي بيشرح الجثه عشان اثبات سبب الوفاه وبعدين هيتم استخراج اذن من النيابه باستلامها واعمل اجراء دفنها ،بس دلوقتي ما ينفعش

همست بحزن : امال امته هقدر اشوفها وادفنها ؟

نظر لها باسي : مش قبل تلات ايام

انسابت دموعها تغرق صفيحه وجهها ، شعر بحزنها ثم اقترب منها يضمها لصدره دون تردد لتتشبث به وتزداد شهقاتها بداخل احضانه .

وجد نفسه يقص عليها كل ما حدث معه قبل اعوام ،محاولة منه بالتخفيف عنها ، ليجد نفسه يبكي هو الاخر ولكن بصمت دون أن تشعر به ..

_____

بعدما صفا سيارته امام فيلة الطبيب بالتجمع الخامس ، ترجلا كل منهما ليتقدموا بخطواتها الواسعه يعبرون الحديقه ومن ثم يقفوا امام الباب ليدق فارس الجرس بثبات .

بعد لحظات ليست بقليله فتحت لهم الخادمه الباب ، دلف فارس أولا يامرها باخبار رب عملها بانهم يريدون مقابلته من اجل مريض يتابع حالته ، انصاغت الخادمه لاوامره وصعدت الى حيث الطابق الثاني تخبر سيدها بالضيوف اللذين فى انتظاره ..

جلس فارس وقاسم بالصالون بعدما اصطحبتهم الخادمه لتلك الغرفه وهمت بالانصراف ، تبادلون النظرات بينهما بصمت الى ان قطع ذلك الصمت أصوات اقدام تقترب اليهم ، رفع كل منهما انظارهم لتلتقى بتلك العيون الزرقاء التى تحمل نظراتها الخبيثه ، نهض فارس على الفور من مجلسه يتقدم منه بخطوات سريعه يقبض على تلابيب قميصه يجذبه اليه وهو يهتف بوجهه بغضب : بقى انت دكتور انت ، مش عيب على سنك اللى بتعمله فى بنات الناس ده ، وديني وما اعبد ماهسيبك ولا هعمل اعتبار لسنك يا شايب يا عايب يا اقذر انسان على وجه الأرض ، بقى انت يا وسخ بتستغل شغلك وبدل ما تعالج الناس بتستغل ضعفهم وعجزهم انهم مش قادرين يدافعو عن نفسهم وواثق انهم مش هيقدرو يتكلمو عشان كده بتتعدى كل الحدود وفاكر انك ممكن تهرب مني باللى عملته فى مراتي تبقي غلطان

حاول فك تلابيب قميصه من قبضه فارس ولكن الأخير كان محكم عليه بقوه ، لياتي كل من بالمنزل على أصوات فارس العاليه .

صرخت فتاه بصوت عال : ايه اللى انت بتعمله ده ، جاي تتهجم على بابي فى بيته ، انت أكيد انسان مريض .

ترك قميصه ونظر بحده لتلك الفتاه وهتف بغضب وعيناه مشتعله بحمرة الغضب :

- المريض ده يبقى والدك مش أنا , عاد ينظر لثروت باشمئزاز :

- ماتقول لبنتك حقيقتك القذره ولا أقول أنا

هتفت زوجته بتوسل وهى تنظر لفارس : بلاش فضايح يا بني

نظر لها بقوه وهتف بانفعال : فضايح ومين اللى عمل لنفسه الفضايح ؟ مين اللى ماحترمش سنه ولا مهنته ؟ مين اللى دمر نفسية كل بنت او زوجة او ام ولا اخت وثقت فيه ولأجت له عشان يساعدها تتخطى حزنها واذمتها وبدل ما يكون مثال الطبيب الناجح المثالي اللى مافيش زية ، بقى بيوصم اسمه ومهنته بعار هيفضل معاه الباقي من عمرة

وقفت الفتاه امامه وهى تشير بيدها للخارج : اطلع برة حالا ، انت مجنون ازاى تتكلم مع بابي بالشكل ده ، احترم فرق السن اللى بينكم ومن افضلك اطلع بره بدل مااطلبلك البوليس حالا

ضحك فارس بسخريه ثم اخرج بطاقة هويته من داخل جيبه وفعل قاسم المثل ، نظرت الفتاه لبطاقته بصدمه

همس قاسم بجديه : المقدم قاسم الفقى مع حضرتك ومعايا أمر من النيابه بضبط واحضار دكتور ثروت منيب

همست بصوت خافت : ايه تهمته

هم قاسم بالتحدث ولكن اوقفه فارس باشاره من يده لكي يصمت .

نظر فارس لزوجة الطبيب التى نكثت براسها ارضا تشعر بالخجل علم بانها على علم بافعال زوجها ،ثم عاد بانظاره لتلك الفتاه التى تحتضن والدها بقوه : عملت ايه يا بابي ؟ ليه عايزين ياخدوك مننا .

لم يقدر على التفوة بكلمه فقط مسح دموع إبنته همس بضعف : خلى بالك من نفسك ومن مامي وماتخفيش سوء تفاهم هيتحل وهرجع على طول

تشبثت به بقوه : ماتسبناش يا بابي

ترك يدها بعد عده محاولات لتضمها والدتها بين احضانها وتنساب دموعهم سويا .

غادر ثروت الفيلا برفقه قاسم وفارس خلفه يهتف بصوت عال :

- احتراما لسنك مامدتش ايدي عليك وكفايه كسرتك قدام مراتك وبنتك بالشكل ده ، ازاي مافكرتش فى بنتك ، عندك جوهرتين ليه ماحفظتش عليهم ، جالك قلب تعرض بنتك لموقف زي ده ، كان فين عقلك يا دكتور المجانين ، والله ماحد ممكن يكون مجنون غير سيتك ، لو بنتك اتعرضت لنفس اللى انت بتعمله وجاتلك تستنجد بيك وتقولك هاتلي حقي من اللى عمل معايا كده ، هيكون ايه رد فعلك ؟ ايه شعورك وقتها لم تتعرض لنفس الاذي اللى عرضت بيه غيرها ، ربنا ينتقم منك ويذلك دنيا واخره وان شاء الله هتكون عبرة لكل امثالك .

________

دلف الفيلا بترقب ، ينظر يمينا ويسارا يخشي ان يرا احد ، ثم دلف بهدوء من الباب الخلفي للحديقه وتقدم نحو نافذة المكتب ، فتحها برفق وقفز لداخل الغرفه ليجد" اللواء اكمل "فى انتظاره وقف عن مقعده وهم يتبادلون النظرات ، بعضهم الغاضبه والاخرى نظرات اصرار وتحدي.

هتف اكمل بغضب : يكون فى علمك يا حسام أنا هلغي مهمتك دي ومن بكرة تكون على مكتبك انت فاهم

نظر له باصرار : آسف يا فندم بس مش هيحصل ،مش هتراجع ابدا ، أنا قربت اوصل لهدفي يا فندم

- انت مجنون أنا خايف عليك ، سامي لو كشفك هيخلص منك وانت عارف طريقته ، أنا حميتك منه زمان ولسه هفضل احميك منه طول ماانا عايش ، انت فاهم ،نفذ الاوامر يا سياده المقدم وارجع شغلك من بكره

- آسف لأول مره هكسر كلام حضرتك ، اللى بيني وبين سامي حياتي اللى ضاعت ، اهلى اللى خسرتهم قدام عيني ، أنا عايش بس عشان انفذ انتقامي واخد حق ابويا وامي واختي اللى الكلب ده خلص عليهم بدون زرة ندم ،هاخد روحه بايدي وماحدش هيقدر يقف قصادي

- أنا هقف فى وشك يا حسام عشان تفوق لنفسك ، انت ابني مش ابن صاحبي وبس ، أنا ربيتك وكبرتك لم حققت حلمك وبقيت ظابط وفضلت جنبك لم وصلت لمكانتك اللى انت فيها دلوقتي ، عايز تضيع عمرك ليه ، سامي خلاص بقى كرت محروق وهيقع بكره ولا بعدة هيقع لكن انت ، لو حد عرف حقيقتك فيها موت افهم بقى ، دور فهد لازم ينتهي انت فاهم وده أمر .

يتبع 



الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس من هنا



الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر من هنا



الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر من هنا



الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون من هنا



الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الخامس والعشرين من هنا



الفصل السادس والعشرين حتى الفصل الثلاثون والاخير و الخاتمه من هنا



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺



❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺




تعليقات

التنقل السريع
    close