القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بين نبضتين البارت الثالث بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

11111111111111

رواية بين نبضتين البارت الثالث بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية بين نبضتين البارت الثالث بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

في أوضة الاستراحة بتاعة الأطباء.

الهدوء مايل، مفيش غير صوت تكتكة ساعة الحيط.

د. ليلى قاعدة على الكرسي، لابسة البالطو الأبيض، بس حاسة تقيل فوق كتافها.


ليلى (تفكر بصوت واطي):

 إيه اللي بيحصللي؟ أنا ليه كل مرة بدخل أوضته، ببقى متحفزة كأني داخلة حرب؟

ليه عيناه بتفضل تلاحقني بالطريقة دي؟

أنا المفروض أبقى هادية، متوازنة، أتعامل معاه كمريض.. مريض وبس.


تاخد نفس طويل وتخبط بأطراف صوابعها على المكتب.

ليلى:

 أنا عشت سنين بقول لنفسي إن الشغل هو حياتي، هو الملجأ الوحيد من كل حاجة كسرتني.. من غيابه، من الفراغ اللي سببه موته..

بس دلوقتي، الراجل ده، حضوره تقيل.. كلماته مستفزة، وسخريته جارحة.. ومع ذلك، في لحظة، بحس إن جواها حاجة أعمق.

هو مش بيبان عليه إنه بيتألم.. بس أنا بشوفه.

العين متكدبش.


تمد إيدها على النضارة اللي حاطاها قدامها وتلبسها، كأنها عايزة تخبي أي لمعة أو ارتباك ممكن يبان.


في نفس الوقت، في أوضته.

آدم قاعد على السرير، مسنود نص سنده.

الملف الطبي مفتوح قدامه بس هو مش مركز فيه.

باصص في الفراغ، ماسك في إيده موبايله وبيلف فيه من غير ما يفتح حاجة.


آدم (بيكلم نفسه):

 غريبة البنت دي.. قصدي الدكتورة.

كل اللي عرفته في حياتي من الستات إنهم بيدوروا على المصلحة، على اللي يزود رصيدهم.

لكن دي؟ لأ.. مختلفة.

كلامها جاف، تعاملها حاد، عينيها مطفية..

بس لما وقفت فوق راسي في الطوارئ.. حسيت بحاجة. كأنها فاهمة الوجع من غير ما أشرح.

مع إني ماقولتش حاجة.


يرمي الموبايل على السرير ويتنهد.


آدم:

 أنا متعود أخبي.. محدش يستاهل يعرف أنا مين ولا جوة قلبي إيه.

لكن ليه عينيها دي بتسألني كل مرة: "إنت بتخبي إيه يا آدم؟"

هي مش بتسأل بصوتها، بس نظرتها بتعمل كدا.

وأنا.. أنا اللي مش عارف أرد.


يقوم من السرير ببطء، يروح يقف عند المراية.

يبص على نفسه: البدلة مش موجودة، شكله أقل من رجل الأعمال المتماسك اللي الناس عارفاه.

يشوف الخطوط اللي حوالين عينه، التعب.


آدم (بصوت خافت):

 يمكن عشان شايف فيها نفس الكسر اللي جوايا؟

يمكن.. عشان لما تبصلي، بحس إنها بتشوفني.. مش واجهتي، مش اسمي، مش الفلوس.

بتشوفني أنا.


يسكت لحظة، يضحك ضحكة صغيرة ساخرة.

آدم:

 وأنا من إمتى بستنى حد يشوفني؟


ليلى واقفة قدام شباك الأوضة، بصة على نور المستشفى تحس فجأة إن نفسها يخرج من الدايرة اللي بينهم: هو المريض وهي الدكتورة.

بس ترجع تهز راسها.


ليلى (تفكر):

 لأ.. لازم أفتكر دايما: هو مريض وأنا دكتورته.

حدود.. لازم في حدود.

أنا مش مستعدة أكرر أي وجع تاني.

أنا كويسة كدا.. أو على الأقل مقنعة نفسي إني كويسة.


تشد بلوزتها تحت البالطو، تقفل الملف الطبي وتقوم.

ليلى (بحزم لنفسها):

 الشغل وبس. أي حاجة تانية مش هسمح بيها.


آدم في أوضته، يرجع يتسند على السرير.

يفكر في اللي حصل النهارده: مناقشته معاها، ردودها الباردة، وبرغم كدا، ارتباك لحظة لما عينه جت في عينها.


آدم (بهمس):

 يمكن هي مش عارفة، بس هي دخلت دايرة حياتي.

وأنا.. عمري ما حبيت أدخل حد فيها تاني.


يقفل عينه، بس ذهنه مش راضي يهدأ.


ليلى قررت تطلع تشوف أحواله قبل ما تمشي، مجرد مرور عادي كأي طبيبة.

بتفتح باب أوضته بخطوات ثابتة، الملف في إيدها، وعينيها متجنبة تبص فيه مباشرة.


ليلى (ببرود مهني):

 إزيك يا أستاذ آدم؟ عندك أي آلام في الصدر دلوقتي؟ حالتك ايه اخبارها؟! 


آدم يرفع نظره لها، ملامحه فيها تعب بس وراه ابتسامة صغيرة ماكرة.


آدم:

 آلام؟ آه.. موجودة.بس مش في الصدر. والحاله غير مستقره. 


تتجمد لحظة، تبصله باستغراب.


ليلى:

 قصدك إيه؟

(تفتح الملف وتكتب حاجة علشان تهرب من نظرته)

 لو في وجع في أي مكان لازم تقول.علشان نقدر نساعدك ونسيطر على الوضع... 


آدم يضحك ضحكة قصيرة.

آدم:

 مش هتعرفي تكتبيله علاج.الوجع ده.. ملوش دواء. او بالاخص ملهوش دوا فى الطب اللى تعلمتيه.... 


ترفع عينيها ليه بسرعة، تحاول تتحكم في نبرتها:


ليلى:

 أنا هنا أعالج قلبك.. من الناحية الطبية بس...أي حاجة تانية مش تخصني.


آدم يقرب بجسمه لقدام شوية، صوته أوطى بس نبرته جدية:


آدم:

 مين قال إنك مش شايفة او مش تخصك؟

أنا متأكد إنك شايفة أكتر من اللي بتقوليه.

وعشان كدا.. مش قادرة تبصيلي وبتتهربي بتسجيل ملاحظاتك.


ليلى تحس كأن نفسها اتقطع لحظة، لكنها بسرعة ترجع تماسكها.


ليلى (بحزم):

 أنا ببص على اللي يخص شغلي.وبعدين.. أنت محتاج ترتاح. أي كلام زيادة مش في مصلحتك.


تلف و تخرج.


آدم يناديها بهدوء، بس صوته غريب، فيه نبرة مش متعودة تسمعها منه:


آدم:

 هو مين اللي كسر قلبك جواكي .. خلاكي تبني الجدار ده؟


توقف، وظهرها ليه، إيدها على الباب.

قلبها بيدق بسرعة، كأن الكلمة لمست جرح لسه بيوجع.

تاخد نفس عميق، وترد بنبرة متماسكة:


ليلى:

 أنا مش موضوع مناقشة.... واتمنى تقتنع بالجمله دي اريح ليك وليا ومفيد كمان لصحتك قولتلك الكلام زياده غلط عليك

تصبح على خير يا أستاذ آدم.


وتخرج، الباب يتقفل وراها بهدوء.


آدم يفضل ساكت، عينه على الباب.

يمد إيده يلمس صدره بخفة.


آدم (بهمس):

كل الكلام ممكن يكون يضرني الا الكلام دا... أنا مش غلطان.. الكسرة دي أنا شايفها.حتى لو هي مش عايزة تعترف. بس انا اللى هيجنني مين السبب الكسرة دي؟! 


(أوضة آدم – الصبح)

الشمس داخلة من الشباك، والممرضة واقفة تجهز الأدوية.

آدم قاعد على السرير، باين عليه زهق واضح.


آدم (بضجر):

 أنا مش ناقص حبس انفرادي.. طول الليل والنهار بين إبرة وحباية.

(يبص للممرضة)

 فين الدكتورة بتاعتكم؟


الممرضة:

 هتيجي بعد شوية تكشف.وتمر على حضرتك وقت المتابعه... 


(باب الأوضة بيتفتح، ليلى داخلة بخطواتها الهادية، لابسة بالطو أبيض، إيدها شايلة الملف.)


آدم (ساخر):

 أهو جه المدعي العام..... اهلا بسيادة الباشا.. 


ليلى (من غير ما ترفع عينها):

 صباح الخير.

(بتقرب من السرير وهي تقلب في الملف)

 الضغط اتقاس؟


الممرضة:

 آه يا دكتورة، ١٢٠/٨٠.


ليلى:

 كويس.حالتك بدات تستقر وتتحسن.. 


آدم (يتنحنح متعمد):

 مش هتقوليلي صباح الخير؟ ولا مش من حق المريض ان الدكتور يقوله صباح الخير فى المستشفى دي... 


ليلى (ببرود):

لا مفيش قانون يمنع كدا.....بس انا قلتها. يمكن حضرتك ما سمعتش.


آدم (يميل لقدام بابتسامة صغيرة):

 لا سمعت.. بس كان شكلها تحية لواحد تاني مش أنا.


(ليلى ترفع عينيها له لحظة، بعدين ترجع تبص في الورق)


ليلى:

 إزيك النهارده؟ في أي ألم؟


آدم:

 الألم كالعادة.. موجود... بس زي ماقولتلك مش هتلاقي ليه علاج فى الطب بتاعك ولا فى الملف اللى بتهربي فيه... 


ليلى (بجفاء):

وانا أقصد ألم في الصدر.... وقولتلك اي حاجه تانيه متخصنيش وللمره الالف يا ادم باشا انا مش بهرب انا بشوف شغلي... 


آدم (بضحكة صغيرة):

 آه.. رجعنا للمهنية. حاضر، في وجع خفيف.


ليلى:

هنعمل رسم قلب بعد شوية... ونطمن 


(الممرضة بتاخد إذن وتخرج. يتبقى آدم وليلى لوحدهم.)


آدم:

 هو إنتي عمرك ما زهقتي من الجدية دي؟

يعني مفيش لحظة كده تبيني إنك بني آدمه عادية؟


ليلى:

 أنا بشتغل. والمفروض حضرتك كمان تساعدني مش تعطلني..... وبعدين مش حضرتك وراك شغل بردو وعايز ترجعله.... 


آدم:

 بس إنتي مش فاهمة إن سكوتك ده بيخلي الواحد عايز يجرك للكلام غصب؟ وترجعي انتى تزعلي وتهربي زي كل مرة.... وبعدين مين قالك انى مش بشتغل دلوقتي.. 


ليلى (تشد نفس):

 وأنا مش فاهمة إنت مصر ليه تحول كل كشف لحوار جدال؟ ونعيد نفس الكلام وتسمع نفس الردود اللى بتقول عليها بارده ومهنيه تاني.... 


آدم (بهدوء غريب):

 يمكن علشان.. وجودك بيخليني أنسى أنا فين.... وبحس ان وجعي اخف وبتنفس احسن من اى وقت تاني.... 


(ليلى تسيب الملف على الترابيزة وتقرب منه عشان تسمع القلب بالسماعة. بتحاول تبقى مركزة، بس عينه معلقة بيها.)


آدم:

 إنتي عارفة إنك أول ست أبص في وشها من سنين وما حستش إني متراقب أو يتلعب بيا؟


ليلى (تسحب السماعة بسرعة):

كفاية كلام. النبض متذبذب. محتاج تلتزم بالعلاج وتخف التوتر.... وترتاح وتخف تفكير وعصبيه... 


آدم (ساخر):

 يعني ممنوع أتكلم؟ وممنوع اهزر وممنوع اسال عن حاجه؟ هو انا مريض فى مستشفى ولا مسجون فى حبس انفرادي؟! 


ليلى:

لا انا مقولتش كدا.... مسموح بالكلام والهزار.. بس مش معايا.


(تلف وتكتب ملاحظاتها، تحاول تهرب من نظرته.)


آدم:

 هتفضلي كده لحد إمتى؟شايلة صورك جوه ورا قفل كبير؟ وتهربي فى كل مره 


(ليلى تتوقف لحظة، إيدها ترتعش خفيف بس تلحق تمسك نفسها.)


ليلى:

 خليني أفكرك.. أنا دكتورة قلب، مش موضوع فضفضة.... ولا دكتور نفسيه تحكي معاها... لو عايز نقدر نوفرلك دكتور نفسيه ليك


آدم (بابتسامة):

 بس أنا حاسس إنك محتاجة الفضفضة أكتر مني.... انا اللى بساعدك مش انتى اللى هتوفريلي دكتور نفساني يساعدني.. 


(صمتت لحظة. ليلى تلم الملف بسرعة وتقوم.)


ليلى:

 انتهينا. أرتاح شوية.


(تمشي للباب. آدم يسند على المخدة، صوته وراها فيه مزيج من التحدي والصدق.)


آدم:

 إنتي ممكن تهربي مني دلوقتي.. بس مش هتهربي من اللي جواكي.وأنا.. عندي وقت كتير.


(ليلى توقف لحظة عند الباب، نفسها يتقطع، بعدين تخرج من غير ما ترد.

آدم يضحك ضحكة قصيرة، بس عينه فيها لمعة غريبة.. مش عارف إذا كانت وجع ولا بداية حاجة جديدة.) 


(بالليل – أوضة آدم)

الجو هادي، والأنوار خافتة.

آدم نايم نص نوم، فجأة يصحى على وجع شديد في صدره. يتنفس بسرعة، يحاول يوصل لجرس النداء، إيده ترتعش.

يتبع 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺



❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺








تعليقات

التنقل السريع
    close