القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بين السطور البارت السابع والثامن والاخير بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده

 رواية بين السطور البارت السابع والثامن والاخير بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده 


بعد مواجهة والدها، لم يكن الأمر بالسهولة التي توقعها غيث. عائلة ليلى لم تكن مقتنعة تماما، خاصة بعد تدخل أقاربها الذين بدأوا بطرح أسئلة معقدة ووجهوا لها نظرات غير مرحبة.


في أحد الأيام، دعت ليلى غيث لتناول الغداء في بيتها.

كان اللقاء بمثابة اختبار حقيقي لغيث أمام عائلتها. الجو كان مشحونا بالتوتر. جلس غيث على الطاولة وسط صمت ثقيل، ووالد ليلى يتفحصه بعين ناقدة.


محمود: قولي بقى يا استاذ غيث... إيه بقى خطتك للمستقبل؟! وناوي تستقر فى البلد دي لحد امتى؟! 


غيث بابتسامة ثابتة: خطتي واضحة، يا عمي. أنا بدأت شغل كويس ومستقر، وكل خطوة باخدها في حياتي عشان ابني حياة نكون أنا وليلى شركاء فيها... ومش همشي من البلد دي غير لما ليلي تكون معايا وانا موجوده هنا وبكرا والسنه الجايه والعمر كله علشان اوصل للهدف دا 


أحد الأقارب بتعليق ساخر: والله الكلام سهل، لكن التنفيذ حاجة تانية.... الكلام دا سمعناه فى الافلام والمسلسلات وشغل سيما لكن ميتقلش في حياتنا دي.... 


غيث: هو فعلا معاك حق، الكلام سهل، بس أنا مش هنا عشان أتكلم وبس، أنا هنا عشان أبدأ التنفيذ.... وبالفعل بدات واتعينت فى شركه من اكبر شركات البلد وفى منصب كبير وثابت واشتريت بيت كمان وحياتي مستقره.... على ما اظن كلام السيما بينفع فى الحقيقه بس لو طلع من بوق راجل اد كلمته.. 



كانت كلمات غيث حازمة، لكن الجو ظل متوترا.

بعد الغداء، اقتربت ليلى من والدها في محاولة لتلطيف الأجواء.


ليلى: بابا، أنا عارفة إنك قلقان عليا، بس غيث مختلف. هو بيحبني بجد ومستعد يعمل أي حاجة عشان يثبتلك.... وبالفعل ثبت يا بابا لو سمحت خف عليه شويه واحترمه على الاقل دا ضيف فى بيتنا... 


محمود بعد تفكير: لا مثبتش حاجه... انا لسه محتاج وقت عشان أصدق ده، يا ليلى... ولو هتفضلي تضغطي عليا كدا انا مش هعرف افكر ولا اخد قرار وهطربقها واريح دماغي... 


غيث لم يترك الأمور عند هذا الحد.

قرر أن يثبت جديته بأفعاله، فبدأ بالبحث عن طرق لإظهار التزامه. في أحد الأيام، دعا والد ليلى للقاء في مقهى بعيد عن المنزل.


غيث: انا طلبت مقبلتك النهارده علشان عايز أقولك لحضرتك حاجة، يا عمي. أنا مقدر مخاوفك، ومش بلومك عليها. لكن عايز أطلب منك فرصة. فرصة أثبتلك إني جدير بثقتك... 


محمود بتردد: لو كنت بتقدر بحق كنت اتفهمت وضعي وموقفي ومشيت وسبتنا فى حالنا... بس فرصة واحدة مش كفاية، أنا عايز أشوف إنك فعلا قادر تتحمل المسؤولية.


غيث: يا عمي هو ليه حضرتك مش مقتنع ان ليلي مش بس واحده حبيتها.... ليلى عندي بقت النفس اللى بتنفسه هي دنيتي وحياتي ومبقتش عارف اشوف حياتي من غيرها..... اعذرني على صراحتي معاك وكلامي دا..... ووعد مني، هتشوف ده.


في نفس الوقت، كانت ليلى تواجه تحديات مع والدتها.


صباح: يا ليلى، مش معنى إنك بتحبيه إنك تضيعي حياتك على أمل إنه يثبتلك حاجة.... انتى مش قليله علشان تستني من حد حاجه انتى تقعدي وتحطي رجل على رجل واللى يستحقك ويستاهلك يجي لحد عندك.... 


ليلى: يا ماما، غيث أثبتلي حاجات كتير بالفعل، وأنا عارفة إنه هيثبتلكم كلكم قريب..... انا مش مستنيه منه حاجه انتو اللى منتظرين علشان تطمنوا وفعلا جه الشخص اللي يستحقني واستاهلوا بس فاضل انتو كمان تشوفو انه كدا.... 


مع الوقت، بدأ غيث يكسب احترام بعض أفراد عائلة ليلى.

في أحد الاجتماعات العائلية، تحدث عم ليلى إلى والدها:


عاصم: الصراحة يا محمد الولد ده عنده إصرار. مش زي الناس اللي بتقول كلام وخلاص.... الولد انت مطلع عينه وبتحطه فى اختبارات ومش بيقول لا وبيعمل كل حاجه..... شكله فعلا صادق وعايز البت بجد واحد غيره كان زهق وطفش من عمايلك.. 


محمود: لسه بدري على الكلام دا ياعاصم وعلى اننا نحكم عليه، لكن هنشوف.... ومتنساش انها بنتى الوحيدة ومينفعش اديها لاي حد كدا مهما كان احنا مش هنعيش ليها العمر كله.... انا لازم اكون مطمن ومستريح.. 


على الجانب الآخر، كان غيث يواجه تحديات في عمله الجديد.


مديره في الشغل: غيث، شغلك ممتاز، لكن محتاج تركز أكتر على التعامل مع الفريق.... زميلك بيشتكو منك انك طريقه عنيفه وهجوميه معاهم....وانت عارف كويس ان الشغل بتاعنا بيحتاج العمل وسط فريق... اتمنى شكوى زي دي متجيش منك تاني.. 


غيث: بعتذر يافندم واكيد فاهم اهميه العمل وسط فريق.... هحاول أطور من نفسي، بشكرك على الملاحظة.


في تلك الليلة، تحدث غيث إلى ليلى عن كل شيء.


غيث: الطريق مش سهل،  لكن وجودك جنبي بيهون كل حاجة.... انا حاسس انى بدات اعيش واشوف الحياه من ساعه ما دخلتي فيها.... حياتي قبلك مكنتش حياة... انا بجد محظوظ انك معايا  جمبي.. 


ليلى بابتسامة: وأنا هنا، مش هسيبك تواجه أي حاجة لوحدك.... وانت كمان يا غيث من لما دخلت حياتى وهى بقت مختلفه وبقيت اكتشف فى نفسي حاجات كتير واطور... 


ومع استمرار المحاولات، بدأت مواقف والد ليلى تلين تدريجيا.


في أحد الأيام، اقترب من ليلى وقال:


محمد: بصي يا ليلى بصراحه كدا الولد ده عنده عزيمة، بس لسه محتاج يثبت أكتر... 


ليلى: والله يابابا هو فعلا صادق وبيحبنى بجد وبحس معاه بالامان زيك بالظبط.... وهتلاقيه دايما بيعمل كده، يا بابا.... انا واثقه فيه.. 


لكن الأمور لم تكن دائما تسير بسلاسة.

بدأت إشاعات تنتشر عن غيث في عمله وعن طبيعة علاقته بليلى.


أحد زملائه: بقولك ايه يا غيث، إيه الحكاية؟ بنسمع كلام كتير عنك.... وعن الجو بتاعك قولنا احنا فى الخدمه ونقدر نساعدك.... بردو احنا ولاد بلد وانت لسه غريب يعنى ورقبتنا ليك يا كبير... 


غيث بحدة: اللي بيسمع حاجة ييجي يسألني بدل ما يصدق إشاعات.... واخر مرة هقول الكلام دا.. حياتى الشخصيه خط احمر وعمري ما اسمح لحد مهما كان انه يتخطى حدوده معايا..... 


هذا التوتر جعله يدرك أن الطريق لن يكون سهلا، لكنه كان مصمما على المضي قدما.


في أحد الأيام، دعا غيث ليلى لمقابلته في مكان هادئ.


غيث: ليلى، عايز أقولك حاجة مهمة.


ليلى: خير؟ قلقتنى يا غيث.. 


غيث: أنا بفكر إننا ناخد خطوة قدام، ونحدد ميعاد رسمي للخطوبة.... خلاص كفايه تضييع وقت لحد كدا انا مش قادر اصبر اكتر من كدا.... ومش لاقي سبب يخلينا منخدش الخطوة دى 


ليلى بدهشة: دلوقتي؟ بس يا غيث بابا اينعم ارتاحلك شويه بس هو لسه مش مقتنع اوى... مش عارفه والله 


غيث: آه دلوقتي يا ليلى ، مش عايز أي حاجة توقفنا. أنا واثق إننا هنقدر نواجه أي حاجة مع بعض.... ووالدك زى ما ارتاح شويه.... بعد الخطوبه هيرتاح اكتر لما يشوف اد ايه انا متمسك فيكى وعايزك... 


ليلى شعرت بمزيج من السعادة والخوف.

كانت تدرك أن هذه الخطوة ستثير المزيد من التحديات، لكنها كانت مستعدة لخوضها مع غيث.


مع مرور الوقت، بدأت العائلة تلاحظ التغيرات في غيث.

في أحد الأيام، قال والد ليلى لزوجته:


محمد: الصراحة الولد ده عنده شخصية قوية. يمكن يستحق فرصة حقيقية.... انتى ايه رايك؟! 


صباح: هو كدا فعلا.... دا غير بنتك اللى متعلقه فيه وواثقه فيه اووي... انا شايفه انه يمكن فعلا محتاج فرصة. لكن لازم نبقى حذرين... 


غيث وليلى كانا يعلمان أن الطريق لا يزال طويلا، لكنهما كانا مستعدين لمواجهة كل شيء معا.

كان الحب الذي يجمعهما أقوى من أي عقبة، وكانت ثقتهما في بعضهما البعض هي السلاح الذي سيستخدمانه لمواجهة المستقبل.


غيث كان يدرك أن الأمور لن تتغير بين ليلة وضحاها، لكنه قرر أن يجعل كل خطوة محسوبة ومدروسة.

بعد قراره تحديد موعد للخطوبة، بدأ يخطط لزيارة رسمية جديدة لعائلة ليلى، هذه المرة مع والدته لإظهار جديته. كان يعلم أن إظهار دعمه العائلي سيكون له تأثير إيجابي على والد ليلى وبقية العائلة.


في يوم اللقاء المنتظر، اجتمع الجميع في منزل ليلى.

كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، لكن والدته حاولت تخفيفه بابتسامتها ودفئ حديثها.


علا(والدة غيث): إحنا هنا مش بس علشان غيث، لكن كمان علشان نتعرف أكتر على عائلة محترمة زيكم.... وعلى بنتكم الكريمة.. 


محمود بابتسامة باهتة: شرف لينا... وإحنا كمان سعداء بلقائكم.


بدأ الحديث يتحول نحو تفاصيل مستقبلية.


محمود: طيب يا غيث، بعد ما تتم الخطوبة، إيه خطتك لاستقرار حياتكم؟


غيث بثقة: أنا حاطط خطة واضحة، يا عمي. شغلي مستقر دلوقتي، وبفكر أفتح مشروع صغير على جنب يساعدنا نبني مستقبلنا.


محمود: مشروع؟ إيه نوعه؟


غيث: بفكر في حاجة ليها علاقة بالتجارة الإلكترونية. السوق ده بيكبر بسرعة، وأنا عندي خبرة كويسة فيه.


ردود غيث كانت دقيقة ومقنعة، مما جعل بعض أفراد العائلة يبدون احتراما متزايدا له.


بعد اللقاء، انفرادت ليلى بوالدها في حديقة المنزل.


ليلى:"بابا، إيه رأيك في غيث بعد اللي شفته النهارده؟


محمود بعد صمت: الولد عنده طموح، بس الطموح مش كفاية لوحده. أنا عايز أشوف أفعاله في الأيام الجاية.


ليلى: وأنا واثقة إنه هيثبتلك كل اللي عايزه.


غيث بدوره كان يدرك أن كسب ثقة محمود يحتاج لوقت وصبر.

قرر أن يجعل من نجاحه المهني أداة لإثبات نفسه، وبدأ يركز على تطوير مشروعه بجانب عمله الأساسي. كما أصر على إشراك ليلى في تفاصيل خططه، مؤكدا لها أنه يراها شريكته في كل خطوة.


غيث: أنا مش عايزك تكوني مجرد متفرجة،  إحنا بنبني حياتنا سوا، ورأيك يهمني في كل حاجة.

ليلى بابتسامة: وأنا معاك، يا غيث. مهما كانت التحديات.


مرت الأيام، وبدأت العائلة ترى تغييرات إيجابية.

في أحد الاجتماعات العائلية، قال عم ليلى:


عاصم: الولد ده عنده عزيمة واضحة. شوفنا منه خطوات كويسة مؤخرا.... بيدل انه لازم يستحق فرصه و تبص للموضوع دا بجديه وتغض نظر عن التحدي اللى بتعمله دا يا محمد.. 


محمود بتردد: لا لسه محتاج أشوف أكتر، لكن ممكن نقول إنه ماشي في الطريق الصح.


في أحد الأيام، قرر غيث أن يأخذ ليلى في جولة لمكان مشروعه الجديد.


غيث: هنا هيكون بداية حلمنا، يا ليلى. مش بس عشان المشروع، لكن عشان نبدأ نبني مستقبلنا بعيد عن أي خوف.


ليلى بنبرة مليئة بالفخر: أنا فخورة بيك جدا، يا غيث. وأعرف إنك هتنجح.... وانا واثقه من كدا 


في نهاية تلك الليلة، جلس غيث مع والدته ليتحدث عما يجول في خاطره.


غيث: ماما، أنا محتاج نصيحتك. إزاي أكسب ثقة عائلة ليلى بالكامل؟


علا: بالصبر، يا ابني. كل خطوة بتاخدها بحكمة هتقربك أكتر. خلي أفعالك دايما تتكلم بدل كلامك.


غيث كان أكبر أولاد والدته التي تزوجت بعد انفصالها عن والده، وأنجبت أطفال آخرين. كان هو الأقوى والأكثر تحملا للمسؤولية بين إخوته، واعتاد أن يكون دوما القدوة لهم.


وهكذا، بدأ غيث يستعد للخطوة القادمة في حياته، مصمما على مواجهة أي تحد بثقة وقوة.


البارت 8


بعد عدة أيام من اللقاء العائلي، كانت ليلى تشعر بارتياح أكبر تجاه علاقتها مع غيث، رغم أنها كانت لا تزال مترددة في بعض الأمور.

كلما تعمق حديثهما عن المستقبل، كانت تتخوف من الانفتاح الكامل على شخص جديد، رغم أن غيث كان يظهر كل علامات الجدية والاحترام تجاهها. وفي كل مرة كانوا يتحدثون فيها عن خطواتهم المستقبلية، كان غيث يظل مخلصا لوعده أن يشاركها كل شيء ويعتبرها شريكته الحقيقية.


ليلى قررت أن تواجه مخاوفها، فاتفقت مع غيث على لقاء خاص في أحد المقاهي الصغيرة القريبة.

غيث، الذي كان قد انتهى للتو من اجتماع عمل مهم، كان في طريقه إليها عندما وصل إلى المكان. جلس بجانبها، وكان وجهه يعكس المزيج بين الإرهاق والترقب.


غيث: إزيك يا ليلى؟ وحشتني اوي 


ليلى بابتسامة خفيفة: تمام، الحمد لله. إنت خلصت شغلك؟


غيث بتعب: آه، خلصت. شوية مشاغل على قد الحال، لكن كويس. وأنتي؟ طمنيني عليكي 


ليلى، بوجهها الذي بدأ يتخذ ملامح الجدية: بص يا غيث عايزاك تسمعني كويس النهاردة.


غيث رفع حاجبيه، بينما بدأ يشعر بالتوتر.

غيث: سمعك، تمام. إيه اللي حصل؟


ليلى أخذت نفسا عميقا قبل أن تبدأ حديثها.


ليلى: أنا مترددة. مش عارفة إذا كان دا الوقت المناسب لي أنا ولا ليك، أو حتى لعيلتي. بتعرف إنك بالنسبة لي شخص جديد، ورغم إني واثقة فيك، لكنني محتاجة وقت أكتر لأتأكد إننا فعلا رايحين في نفس الاتجاه.


غيث شعر بمشاعر مختلطة، لكنه أراد أن يطمئنها.


غيث: أنا فاهمك يا ليلى. مش كل حاجة بتيجي بسهولة. لكن لو هنبني حاجة سوا، هنبنيها على الثقة والتفاهم. عايزك تكوني متأكدة إني معاكي في كل خطوة.


ليلى، وهي تنظر إليه بعينين مليئتين بالتساؤلات: لكن لو مرينا بتحديات؟ لو بعد فترة اكتشفنا إننا مش مناسبين لبعض؟


غيث بابتسامة مطمئنة: حياتنا كلها تحديات. كل الناس بتمر بحاجات مش سهلة، لكن أهم حاجة إننا نواجهها مع بعض. وأنا واثق إننا هنقدر نعدي كل حاجة سوا.


ليلى تنهدت، ولكن بدا عليها ارتياح بسيط.


ليلى: طيب، لو بنقول إننا هنواجه التحديات مع بعض، إزاي نبدأ؟


غيث: هنبدأ من هنا. هنتأكد إننا نبني أساسات قوية، وكل واحد فينا يكون جاهز يبذل جهده علشان العلاقة دي تنجح.


بينما كانوا في حديثهم، شعر غيث بأن هذه اللحظة هي لحظة حاسمة، وهي الفرصة التي يمكن أن تغير كل شيء بينهما.


غيث: أنا مش هوقف هنا، مش هأكتفي بالكلام. أنا عايز أوريك إزاي هقدر أكمل معاكي طول العمر.


ليلى، بعد لحظة صمت، أجابت: وأنا كمان عايزة أتأكد إن ده القرار الصح.


الوقت مر بسرعة في ذلك اليوم، وغادر غيث ليلى في نهاية اللقاء، لكنه كان يشعر بأن الأمور بدأت تأخذ منحنى جادا أكثر مما كان يتصور.

بينما كان في طريقه إلى منزله، تفكيره كان مشغولا بمستقبل لا يزال مليئا بالغموض، لكنه كان مقتنعا تماما أنه يريد أن يواجهه مع ليلى.


في اليوم التالي، غيث قرر أن يستغل الفرصة ويذهب لزيارة والدته. كانت هذه الزيارة خاصة له، لأنه كان يود أن يتحدث مع والدته عن التحديات التي يواجهها في علاقته مع ليلى.


غيث: ماما، أنا عايزك تعرفي حاجة مهمة.


علا بابتسامة هادئة: إيه يا حبيبي؟


غيث: أنا قررت أخطب ليلى، والدتها موافقة، لكن لسه والدها مش متأكد من القرار ده.


علا: ده طبيعي. أبوها لازم يتأكد إنك قد المسؤولية دي.


غيث: أنا عارف، لكن عايزك تطمنيني إني مش لوحدي في المعركة دي. محتاج دعمك.


علا نظرت إليه بتمعن، ثم ردت: أنت مش لوحدك، يا حبيبي. أنا دايما معاك، بس خلي بالك من كل خطوة هتاخدها.


بينما كان غيث يواجه التحديات في حياته الشخصية والمهنية، بدأ يفكر بجدية في خطوته التالية.

كان يعرف أنه إذا أراد أن يثبت نفسه لعائلة ليلى، يجب أن يكون مستعدا للوفاء بكل وعوده. وكانت ليلى، رغم أنها كانت مترددة في البداية، بدأت تفتح قلبها له ببطء.


وبينما كانت الأيام تمر، بدأت معالم المستقبل تنكشف أمامهم.

غيث كان يأخذ الأمور بجدية أكبر، وكان مستعدا لتحمل المسؤولية التي ستترتب على خطوبته من ليلى. كانت هناك أيام صعبة وأوقات مليئة بالتحديات، لكن غيث كان يعلم أن الحب والتفاهم سيكونان الأساس الذي سيبني عليه كل شيء.


الزيارة الرسمية لطلب يد ليلى كانت قد تمت بالفعل، وكانت كل التفاصيل تسير كما هو مخطط لها.

كان غيث قد طلب يد ليلى في أجواء مليئة بالتوتر والاحترام، وعائلتها رحبت به بكل ترحيب. لكن الآن، جاء الدور على زيارة عائلة ليلى لمنزل غيث لبدء الترتيبات الرسمية للخطوبة. كان غيث متحمسا لكن في الوقت ذاته قلقا من أن تكون الزيارة مختلفة عما توقع.


يوم الزيارة كان مشحونا بالتحضيرات، حيث كانت علا مشغولة بالترتيبات في المنزل، تحضير الطعام، وتنظيم كل شيء لتظهر الأمور بأفضل شكل.

غيث كان يقف بجانب والدته وهو يشعر بتوتر عميق، بينما كان يفكر في كيفية سير الأمور مع عائلة ليلى، وخاصة والدها الذي كان دائما يحاول الحفاظ على صورة محترمة لأسرته.


وفي الوقت نفسه، كانت ليلى وعائلتها يستعدون للذهاب إلى منزل غيث، وكانت ليلى في غرفة نومها ترتدي فستانا بسيطا لكنه أنيق، وهي تشعر بمزيج من التوتر والفرح.

كانت تنتظر تلك اللحظة منذ فترة، لكن التحدي الحقيقي بالنسبة لها كان في كيف ستتفاعل مع عائلة غيث وما إذا كانت الأمور ستسير كما كانت تأمل. كانت تود أن يكون الجميع في راحة وتوافق، وألا تكون هناك أي مشاكل.


عندما وصلوا إلى منزل غيث، استقبلتهم والدته بحفاوة وابتسامة عريضة.

كان الجو في المنزل دافئا، والكل شعر بالترحيب والراحة. بدأ الجميع يتحدثون بشكل طبيعي، يتبادلون الأحاديث عن العمل، الحياة اليومية، والذكريات القديمة، لكن غيث كان يراقب كل شيء بعناية، خصوصا ردود فعل والد ليلى.


والد ليلى كان أكثر تحفظا، وبدأ في الحديث عن العادات والتقاليد التي يجب أن يحترم في هذه الزيارات.

كان يريد التأكد من أن الأمور تتم بشكل صحيح وأن العائلة لم تخل بأي من التقاليد المعمول بها. غيث استمع باهتمام، ورد عليه بكل احترام قائلا: أنا فاهم تماما، وأعدك أنني سأحترم كل حاجه وأنني هنا بكل جدية.... وليلى كانت فهمتنى العادات والتقاليد بتاعتكم وانا فهمتها لوالدتي وان شاء الله هيتم كل حاجه مظبوطه وبالشكل اللى يليق بحضراتكم وبينا.... 


بعد قليل، انتقل الجميع إلى تناول الطعام، وكانت الأجواء قد بدأت في الهدوء.

ليلى كانت جالسة بجانب غيث، وكانت تشعر أن هناك تواصلا أكبر بين العائلتين. على الرغم من التوتر الذي شعرت به في البداية، إلا أنها بدأت تشعر براحة أكبر مع غيث وأسرته.


خلال العشاء، بدأ الجميع يتحدث عن مواقف قديمة وذكريات تربط عائلتي غيث وليلى، وقد كانت هذه اللحظات فرصة جيدة لتعميق العلاقات بين الطرفين.

أثناء الحديث، تبادل غيث ووالد ليلى بعض النقاط حول الحياة العملية، والآراء المختلفة حول العديد من المواضيع. كان يبدو أن الأمور تسير على ما يرام، لكن غيث شعر بشيء من القلق في صدره. كان يود أن يكون كل شيء مثاليا.


مع انتهاء الزيارة، قرر والد ليلى أن يعبر عن رأيه بشكل واضح.

قال لوالدة غيث، التي كانت تراقب الوضع بعينها، 


محمد: أنا متشكر اووى على العزومه دى، وكان كل حاجه على اكمل وجه، ولكن نحتاج بعض الوقت للتفكير أكتر..... وهنرد عليكم بالرد عليكم فى اقرب وقت ان شاء الله.... واكيد دا مش هياثر على علاقتنا الاجتماعيه واننا كسبنا اصدقاء مثلكم مهما كان الرد ايه... 


كانت تلك الكلمات تعني أن الأمور ما زالت تحت المراقبة، وأن قرار الخطوبة لم يحسم بعد.


غيث شعر ببعض القلق بعد تلك الكلمات، لكنه كان يعرف أنه لا شيء يأتي بسهولة.

كان يعلم أن كل شيء يحتاج إلى وقت، وأن هذه الزيارة لم تكن سوى خطوة صغيرة نحو قرار أكبر. لذلك، قرر أن يكون صبورا وأن يواصل تقديم نفسه بأفضل طريقة ممكنة.


في النهاية، بعد أن ودع الجميع بعضهم، شعر غيث بشيء من الارتياح.

على الرغم من كل التوتر الذي كان يشعر به، إلا أن الزيارة كانت ناجحة إلى حد كبير. كان يعرف أن الأمر الآن يعتمد على الوقت والمزيد من الخطوات القادمة.


في الأيام التي تلت تلك الزيارة، استمرت الأحاديث بين غيث وليلى، وكل منهما كان يعبر عن مشاعره بشكل أكثر وضوحا.

غيث كان يطمئن ليلى بأنه هنا ليبني معها حياة مليئة بالحب والدعم، بينما كانت هي تعبر عن قلقها من المستقبل، لكنها أيضا بدأت تشعر براحة أكبر في فكرة قضاء حياتها مع غيث.


ومع مرور الأيام، بدأ الجميع في الاستعداد لحفل الخطوبة، وكان الجميع يشعر بالترقب الشديد.

هذه اللحظات كانت بداية لحياة جديدة، لحياة مليئة بالتحديات والفرص، ولكن معا، كان كل شيء ممكنا.


البارت النهائي


مرت الأيام بسرعة، وكأنها تلاحق لحظات غيث وليلى في سعيهما نحو بناء حياة جديدة مليئة بالأمل والتحديات. بعد أن تمت زيارة الأهل وتمت الخطبة، بدأ كل شيء يأخذ شكله الصحيح، ورغم المشاعر المختلطة بين الفرح والحذر، كانت هناك فكرة واحدة تراود غيث: هل هو مستعد بما فيه الكفاية لتحمل مسؤولية هذا الالتزام الجديد؟ وهل ليلى حقا ستكون شريكته في هذه الرحلة الصعبة التي قررا أن يخوضاها معا؟


في أحد الأيام، غيث جلس في شقته وحيدا يتأمل الوضع. كان يعلم أن هذا اليوم سيأتي، اليوم الذي يجب أن يتحدث فيه مع والد ليلى حول كل شيء. كان يعلم أنه عليه أن يتأكد من أنه مستعد ليكون الرجل الذي ترغب فيه ليلى، الرجل الذي سيحميها ويساعدها في مواجهة جميع تحديات الحياة. كان يعلم أن هذه اللحظة هي الفرصة الوحيدة التي يمكن أن يثبت فيها نواياه الصادقة.


في تلك اللحظة، رن هاتفه المحمول، وكان على الطرف الآخر الصوت الذي انتظره طويلا.

كانت مكالمة من والد ليلى. شعر بغصة في قلبه قبل أن يجيب، فهو يعلم أن هذه المكالمة ستكون حاسمة. أجاب وهو يحاول أن يخفي التوتر الذي كان يعيشه: 


ألو ياعمي، ازيك حضرتك؟


رد والد ليلى بهدوء، ولكن صوته كان يحمل نبرة حازمة: أهلا يا غيث، ازيك؟ حبيت اكلمك شوى حول الخطبة وترتيبات المستقبل.


توقعت ليلى هذه المكالمة، ولكن لم يكن من السهل عليهما أن يتحدثا بحرية دون أن يشعر أحدهما بالضغط. غيث جلس بتركيز كبير على المكالمة، عينيه ثابتتين على الهاتف وكأنه يحاول أن يقرأ بين السطور. والد ليلى كانت شخصيته قوية ومؤثرة، وكانت لديه معايير صارمة في ما يتعلق بالعائلة والزواج.


المحادثة بينهما استمرت لأكثر من ساعة.

تحدثا عن كل شيء بدءا من طريقة العيش التي يمكن أن يتبعاها بعد الزواج، إلى كيفية إدارة الأمور المالية والمستقبلية. كان والد ليلى يسأله عن مواقف معينة مر بها في حياته، وكيف يواجه الصعوبات. وكان غيث يجيب بكل هدوء وثقة، يعلم أن هذه الأسئلة ما هي إلا اختبار لجديته واستعداده للزواج.


في النهاية، قال محمد: أنت شخص محترم، وأنا مقدر كلامك دا. لكني محتاج لبعض الوقت للتفكير في الأمور. احنا بحاجة إلى التأكد تماما أنك هتكون الرجل اللي تستحق ليلى أن تضع حياتها بين يديه.


بعد المكالمة، غيث شعر بشيء من الارتياح.

كان يعرف أن والد ليلى يريد أن يتأكد تماما من أنه الشخص المناسب لها، وهو شيء كان يراه طبيعيا تماما. كان يشعر بالسعادة لأن المفاوضات قد تمت على هذا النحو الهادئ والمحترم. لكنه أيضا كان يعلم أن المستقبل لا يزال غامضا، وأنه بحاجة إلى مواصلة العمل ليظهر نواياه الصادقة في كل شيء.


في اليوم التالي، غيث قرر أن يزور ليلى ويخبرها عن المحادثة التي جرت بينه وبين والدها. كانت ليلى في انتظار الزيارة، وكأن قلبها لا يزال يحمل بعض الشكوك. هي الأخرى كانت تحاول التأقلم مع الواقع الجديد، وكان عقليهما مشغولا بالمستقبل الذي ينتظرهما.


عندما دخل غيث إلى منزلها، وجد ليلى جالسة في الصالة، عيونها تحمل أسئلة كثيرة.


ليلى: ايه الاخبار طمني... المكالمة كانت عامله ازاى؟ بابا قالك ايه؟ وانت قولته ايه؟ 


غيث ابتسم بلطف وقال: اهدي طيب علشان اعرف احكيلك... كانت كويسه جدا. زى ما كنا متوقعين،  والدك كان عايز يتأكد من أني جاد في كل حاجه. وانا رديت عليه واثبتله انى جاد بس بردو قال خلينى افكر ونطول فترة الخطوبه لحد. ما يتاكد... 


ليلى ابتسمت بخفة وقالت: طب وأنت؟ هو أنت جاد؟ وهو اقتنع منك بجد؟ 


غيث اقترب منها وأمسك بيدها برفق، قائلا: بعد دا كله لسه بتسالي يا ليلى... طبعا أنا جاد وجدا، أنا مش عايز إلا أكون الشخص اللي يسعدك ويخلي حياتك أفضل. أنا مستعد اعمل اى حاجه ، وأتمنى أن أكون الرجل اللي تستحقينه... 


عينيها امتلأتا بالدموع، لكنها مسحتها بسرعة وقالت: وأنا كمان عايزه أكون معاك. أنا مستعدة اننا نبنى حياتنا مع بعض.... وبسال فى كل مره علشان اسمع الاجابه دي وقلبي وروحي يطمنوا ويحسو بالراحه والسكينه والامان..... واتاكد انك مزهقتش ولا مليت مني.... 


هذه الكلمات كانت بمثابة الضوء الذي كان غيث ينتظره. كانت ليلى صادقة في مشاعرها، وكانت مستعدة للقتال من أجل هذا الحب.


في تلك اللحظة، كان غيث يدرك تماما أنهما سيواجهان الكثير من التحديات في المستقبل. ولكن الأهم من ذلك، كانا مستعدين معا للتغلب عليها. هما لم يكونا فقط يعيشان في لحظة فرح، بل كانا أيضا يتحملان معا عبء الحياة بكل ما فيها من تعقيدات.


بعد أيام قليلة، اتخذت الأمور منحنى جديد.

قررت عائلتا غيث وليلى الاجتماع معا في منزل ليلى لاحتفال بالخطبة الرسمية. كان الجميع متحمسا للحدث، ولكن كانت هناك بعض المشاعر المتناقضة. ليلى كانت تشعر ببعض القلق من كيفية سير الأمور، خصوصا أنها كانت تشعر بوجود ضغوطات عائلية. لكن غيث كان هادئا وواثقا.


وفي لحظة الاحتفال، وقفت ليلى إلى جانب غيث، وقالت بصوت خافت: مش مصدقه.... أنا فرحانه أننا وصلنا للحظة دي.  الطريق مكنش سهل، لكني أؤمن بك.وواثقت فيك.... وانت كنت ادها وكنت الراجل اللى كنت اتمنى اكمل حياتى معاه... 

بحبك يا غيث.. 


غيث ابتسم وقال: وأنا كمان يا ليلى. وكل حاجه هتكون تمام، طول ما احنا مع بعض.... بحبك يا ليلى... 


وها قد انتهت بداية جديدة بين غيث وليلى، كانت مليئة بالأمل والتحديات، مليئة بالفرح والألم. ولكن رغم كل شيء، كان هناك يقين واحد في قلب كل منهما: الحب الذي جمعهما، والأمل الذي سيظل ينير طريقهما.


مع مرور الأيام، كانت الحياة بين غيث وليلى تنمو بشكل طبيعي. ورغم الصعوبات التي قد يواجهانها، إلا أن ثقتهما في بعضهما البعض كانت دائما ما تكون عاملا حاسما. فحتى عندما كانت التحديات تلوح في الأفق، كانا يعلمون أن الأمور ستظل تتحسن طالما كانا معا.


ليلى كانت تزداد إصرارا يوما بعد يوم، وكلما زاد تعلقها بغيث، زاد حرصها على أن تكون زوجة تليق به. كانت تعلم أن هذا القرار ليس قرارا سهلا، لكنه كان قرارها هي أيضا. وكلما تذكرت تلك الأيام الأولى التي كانت فيها مجرد فكرة في ذهنها، أدركت كم كان هذا التحدي يستحق.


غيث كان يحاول بقدر الإمكان أن يكون الأفضل من أجل ليلى. كان يعلم أن القيم التي نشأ عليها، وهي الاحترام والحب، يجب أن تكون القاعدة التي يبني عليها حياته المستقبلية معها. لم يعد هناك مكان للخوف أو الشك. كل شيء كان متاحا لهما الآن، وكان على استعداد تام للمضي قدما.


وبينما كانت العائلات تجتمع مرة أخرى للاحتفال بهذه الخطبة، كان هناك شعور عميق بالسلام والطمأنينة. كانت تلك اللحظات التي تذكرهما بأن الحب هو البداية الحقيقية لكل شيء.


وها هما، غيث وليلى، يبدأان معا رحلة الحياة، مليئة بالأحلام والأمل، وفي قلب كل منهما يقين أن هذه البداية ليست إلا جزءا من قصة أعمق وأجمل.

                             تمت 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث والرابع والخامس من هنا



الفصل السادس من هنا



الفصل السابع والثامن والاخير من هنا


تابعوا صفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات علشان يوصلكم اشعار فور نزول الروايات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات



❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌹🌺💙❤️




تعليقات

التنقل السريع