القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بين السطور البارت الثاني بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده

 رواية بين السطور البارت الثاني بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده 


مرت أيام بعد الرسالة الغريبة، ولكن ليلى لم تجرؤ على إخبار غيث بما حدث. كانت في حالة من الحيرة والشكوك، لا تعرف إذا كان يجب عليها أن تتوقف عن الحديث معه أم أن تواصل المسير. كلما حاولت أن تشغل نفسها بأشياء أخرى، كانت أفكارها تعود إلى غيث ورسالة التحذير تلك.


في إحدى الليالي، بينما كانت جالسة في غرفتها تتصفح هاتفها، وصلتها رسالة جديدة من غيث. قلبها تسارع في صدرها، وعينيها لم تستطع الابتعاد عن الشاشة.


غيث: مساء الخير يا ليلى، إزيك؟ بقالك فترة غايبه مش زي الاول.... زعلانه مني ولا حاجه؟! 


أجابته بسرعة، رغم أن قلبها كان مليئًا بالقلق.


ليلى: مساء النور. إنت عامل إيه؟ لا مش زعلانه ولا حاجه.... هو انت عملت حاجه تزعل؟! 


رد سريعًا، كما لو كان في انتظار رسالتها:

أنا كويس، الحمد لله. معرفش اذا كنت عملت ولا قولت حاجه تزعلك ولا لا... بس عندي سؤال ليكي يا ليلى.


سألته ليلى بتردد: يارب دايما يا غيث... المهم إيه السؤال؟


غيث: أنا عارف إنك مش مرتاحة من حاجة، والرسالة اللي جاتلك لو سبتيها، هتسيطر  فكرة في دماغك طول الوقت. لو سمحتي، قولي لي، إنتي كنتي هتحكيلي عن الرسالة دي لو مكنتش ريم اديتك الامان تحكيلي؟! 


ليلى تجمدت، كانت تشعر بالحيرة والقلق. هل غيث كان بالفعل يختبرها؟ هل كان يريد أن يرى إذا كانت ستظل صادقة معه؟ أو ربما كان يحاول أن يكشف شيئًا أكثر؟



كتبت له بعد تردد: انا معرفش انت تقصد ايه بالكلام والسؤال دا.... بس كنت هحكي لك عن الرسالة لو حسيت إن في حاجة غلط في الموضوع. بس في نفس الوقت، كنت خايفة إنك تفكر إني مش واثقة فيك.بس بردو حط نفسك مكاني يا غيث رساله زي دي تجيلي وانا حرفيا معرفش عنك حاجه ودايما غامض معايا حتى انت مطمنتنيش لما قولتلك على الرساله واتعملت معاها كانها عاديه... 


غيث أجاب بسرعة: بصي يا ليلى بصراحه كدا الرسالة كانت اختبار ليكي. مش علشان تسيبيها تعكر صفو علاقتنا، لكن علشان أعرف إذا كنتي هتتكلمي عنها أو لأ. مش عايزك تحسي إنك لو قلتيلي أي حاجة هتكون نقطة ضعف ليكي. أنا بحترمك، يا ليلى. واللى مريت بيه خلاني اشك حتى في نفسي احيانا ولازم اختبر صدق كل حد قريب... وانتي بقيتي اقرب ليا من اي حد... انا اسف لو طريقتي زعلتك بس كان غصب عني  واتمنى تتفهمي وتسامحيني..... 


شعرت ليلى بشيء من الارتياح بعد تلك الكلمات، لكنها كانت لا تزال مترددة. هل كانت هذه الكلمات كافية لتطمئن قلبها؟ أم أن هناك شيئًا في غيث كان لا يزال غامضًا، يجعلها لا تستطيع أن تضع فيه كل ثقتها؟


غيث تابع قائلاً: واسمحيلي اقول واحكي.... ان في حاجة تانية بخصوصك. اللي بحبه فيكي هو إنك مش سريعة في الحكم، بتاخدي وقتك. ده شيء نادر جدا، وده مش بسبب أني معجب بيكي، لكن بسبب إنك مش زي كل الناس.


ليلى ابتسمت بخجل، كتبت له: بص بصراحه.... أنا مش عارفة إذا كنت صادق في كلامك، لكن الموضوع ده غريب عليا شوية. وبصراحه كدا انا محتاجه افهم واعرف الدافع اكتر يا غيث واعرف عنك اكتر وايه اللى خلاك كدا..... 


غيث: أنا فاهم يا ليلى. مش هطلب منك تعملي حاجة مش مرتاحة ليها. بس صدقيني، أنا مش زي ما بتفكري. ولما يجي الوقت المناسب هحكيلك كل حاجه اكيد... بس لو سمحتي متحكميش على علاقتنا بسبب الرساله دي واللى حصل.... 


لم تستطع ليلى أن تمنع نفسها من الرد. كانت تشعر بشيء قوي في قلبها، شيء يرفض التوقف. كتبت له.


ليلى: بس في حاجة مش مظبوطة في الموضوع كله يا غيث. مش عارفة إذا كنت بصدق كلامك تماما. ودا مخليني مرتبكه ومش مرتاحه... 


غيث أجاب بشيء من الجدية في رسالته: 


غيث: فاهمك يا ليلي والله بس اللي بصدق فيه هو إحساسك. لو حسيتي إن في حاجة مش مظبوطة، لازم تتكلمي وتفضفضي. أنا موجود لو احتجتيني. لكن مفيش حاجة بيننا تقدر تهدمها كلمة أو تصرف. أنا فاهم لو إنتي خايفة، بس لازم تعرفي إنك مش لوحدك.


مرت لحظات من الصمت بينهما، ولكن ليلى شعرت بشيء غريب في كلمات غيث، وكأنها أعطتها القوة لتفتح قلبها.


ولكن في تلك اللحظة، جاء صوت ريم عبر الهاتف، وهي تفتح المحادثة بينها وبين ليلى.


ريم: الو يا ليلى، كنت عايزة أقولك حاجة مهمة عن غيث. بس عايزاكي تهدي كدا وتفهمي كويس... 


سألتها ليلى بتوتر: هو انتي مش بيجي من وراكي حاجه عدله ابدا.... اللهي تتكركب بطنك زي ما دايما مكركبه بطني كدا... ارغي في إيه يعني؟


ريم أجابت بصوت متردد: يا بت بس بقى واسمعي وانتي ساكته... كنت عايزة اقولك غيث بيسألني عنك بشكل غريب. مش زي أول مرة. ده مش مجرد فضول، ده أكتر من كده.


ليلى: ياشيخه اقول عليكي ايه بس داينا مبوظه اعصابي كدا ياللى تنشكي... يعني إيه؟ ده مش طبيعي ولا أنا عارفة أفسر ده. ولا ايه النظام..... اقولك على حاجه الله يخربيت اليوم اللى عرفتك فيه انتى وابن عمك... 


ريم: ليلى افهمي لوكدك انا مش هقولك أكثر من كده. لكن إحساسك صح، في حاجة مش واضحة. غيث مش الشخص اللي تحسبيه هو. حتى لو هو مش بيخبي عنك حاجة، يمكن فيه حاجة بتخليه يحاول يبني حواليكي حواجز.


شعرت ليلى برعب، قلبها بدأ ينبض بشدة. من هو غيث، وهل هو فعلاً كما يراه الجميع أم أن هناك شيء آخر؟


ليلى جلست على سريرها، تنظر إلى هاتفها في صمت، كلمات ريم تتردد في ذهنها. لم تستطع أن تتجاهل الإحساس الغريب الذي بدأ يرافقها في كل مرة تتحدث فيها مع غيث. هل هو حقًا كما يبدو؟ أم أن هناك شيئًا خلف الكلمات الهادئة والصوت الرقيق الذي تحمله رسائله؟


ليلى وهي تحاول تهدئة قلبها المضطرب: إيه اللي بتقولي ده يا ريم؟ انتي عايزه توصلي لايه من الاخر... علشان بجد الموضوع دا موترني اووي وبجد مش متحمله اكتر من كدا...... 


ريم، التي كانت تلاحظ اضطراب ليلى في نبرة صوتها، 

قالت ليلى بحذر: يابت أنا مش عايزة أخوفك ، بس إحساسي بيقول إن غيث مش زي ما انتي فاكره. هو ممكن يكون عنده دوافع تانية علشان يتعرف عليكي، مش بس من باب الفضول. وأنا مش هقدر أشرحلك أكتر من كده، بس خلي بالك.


ليلى أغلقت عينيها للحظة، تفكر في كلمات ريم. هل كانت ريم على حق؟ هل غيث يحمل نوايا غير واضحة تجاهها؟ ولماذا لم يشعرها بذلك من البداية؟


بينما كانت ليلى غارقة في أفكارها، وصلتها رسالة أخرى من غيث.


غيث: ليلى هو ممكن نكمل كلامنا عن اللي بدأناه؟ هتكوني مرتاحة أكتر لو تكلمنا عن كل حاجة، وصدقيني مفيش حاجة تخوفك. أنا هنا علشانك.ومستعد لاي حاجه تطمنك وتريحك بس مش تبعدي عني ولا علاقتنا تبوظ....  


ليلى شعرت بارتباك شديد. كانت مشاعرها متناقضة، جزء منها كان يرغب في الاستمرار في التواصل مع غيث، والجزء الآخر كان يحاول أن يضع حواجز، خوفًا من أن تكشف له الحقيقة في اللحظة التي قد تكتشف فيها نواياه الحقيقية.


ليلى: بص يا غيث، إنت أكيد مش زي ما أنا فاكرة، صح؟ انت فى حاجات كتير مخبيها عليا ومش عايزني اعرفها صح؟ 


مرت لحظات من التوتر قبل أن تصل الرسالة التالية منه.


غيث: بصى أنا عارف إنك مش مرتاحة، لكن لو كنتي شاكة فيا، خليكي صادقة معايا. أنا مش عايزك تحسي إنك مضطرة تردي أو تكوني مرتبكة. بس اللي عايز أقوله هو إني مش عايزك تبقي لوحدك في التفكير ده.


ليلى قرأت الرسالة عدة مرات، وكلما قرأتها شعرت بالضغط يتزايد. هل كان يحاول تهدئتها أم كان يختبرها؟ هل هناك أمر ما يخفونه عنها؟

تابعووووووني 



الفصل الاول من هنا



تابعوا صفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات علشان يوصلكم اشعار فور نزول الروايات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات



❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌹🌺💙❤️





تعليقات

التنقل السريع
    close