القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بين السطور البارت الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده

رواية بين السطور البارت الفصل الثالث والرابع والخامس بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده 


ردت ليلى: مش عايزة أكون لوحدي في التفكير ده؟ بس إنت اللي مش واضح، غيث. مش عارفة إذا كنت تقدر تكون صريح معايا ولا لأ.بس انا محتاجه دا... 


حينها، لم تكن ليلى تعلم أن تلك الكلمات ستكون مفتاحًا للكشف عن شيء كان غيث يخبئه طوال الوقت. فجأة، جاء الرد الذي كانت تنتظره.


غيث: أنا عارف إنك مش هتصدقيني دلوقتي، لكن فيه حاجة مهمة لازم تعرفيها. انا حياتى ووظيفتى واللى مريت بيه اجبروني على كدا.... أنا مش عايز أضغط عليكي، بس كان لازم أتأكد من حاجة معينة.


ليلى تجمدت في مكانها، لا تستطيع أن تصدق ما قرأته.كانت مشاعرها بين الانزعاج والفضول، لا تعرف كيف تتصرف.


بعد دقائق من الصمت، كتبت له: وأنت كان عندك نية لإيه بالضبط؟ لو كنت حابب أتكلم معاك بصدق، لازم تكون صريح معايا من البداية.لازم اعرف حياتك ووظيفتك اللى بتقول عليها دي... 



رد غيث بعد لحظات، بنبره غير عاديه في رسالته: كنت عايز أعرف إذا كنتي هتتكلمي عن كل حاجة وتكوني صادقة معايا زي ما هكون صريح معاكي. كان لازم أجربك علشان أعرف إذا كنت ممكن أكون في حياتك أو لأ.... ينفع اثق فيكي ولا لا... 


ليلى شعرت بشيء غريب يمر في جسدها، كما لو أن اللحظة الحاسمة قد وصلت. هل هذا هو السبب في كل رسائله الغامضة والأسئلة غير المتوقعة؟ كان هذا الاختبار غريبا، ولكنه في الوقت ذاته جعلها تشعر بنوع من التقدير لصدق غيث.


ردت ليلى وهى تحاول ان تستخلص الحقيقه: وأنت، هو انت كنت صريح معايا فعلا؟ ولا كل حاجه كانت اختبار منك ليا.... 


غيث أجاب بسرعة، وكأن الكلمات تخرج منه فورًا: أنا مش عايز أخوفك يا ليلى. لو عايز تعرفي الحقيقة، أنا بحبك من زمان. الموضوع مش مجرد حديث عابر أو تعرف عادي. كان لازم أتأكد إنك مش هتخبي عني حاجه..... انا برقبك فى كل حته وبجمع عنك معلومات انا عارف كل حاجه عنك من زمان اوي.... ودخولي معاكم فى شات بتاعك انتى وريم مجرد حجه علشان اعرف اتكلم معاكي واقرب منك.... 


ليلى قلبها ينبض بسرعة، شعورها بالحيرة ازداد. هل غيث كان يحبها حقا؟ وهل هو صادق في مشاعره، أم أن هناك دوافع أخرى وراء تصرفاته؟


في تلك اللحظة، شعرت ليلى أنها أمام مفترق طرق. إذا كانت تريد أن تكتشف حقيقة غيث، كان عليها أن تواجهه بكل أسئلتها وتكتشف أسراره بنفسها.


ليلى بشك: ليه كل التحري والبحث دا عني من زمان واشمعنه انا بالذات... أنت جاد في كلامك ده؟ ولا بردو مجرد اختبار سخيف منك.... 


غيث أجاب أخيرا، ولكن هذه المرة بنبرة مختلفة تمامًا: أيوة، أنا جاد. ومش هقولك أكثر من كده دلوقتي. لو كنتي مستعدة تكملي، هنشوف سوا باقي القصة.


ليلى، على الرغم من مشاعرها المتضاربة، شعرت بالراحة قليلا. كانت قد أزالت جزءا من الغموض، ولكنها كانت تعرف أن الطريق أمامها لا يزال طويلا، وأن غيث يحمل الكثير من الأسرار التي لم تكشف بعد.


ولكنها أيضا كانت قد قررت شيئا: لن تترك غيث يختبرها أكثر من ذلك. حان وقت أن تكون صادقة مع نفسها، مهما كانت الحقيقة.


بعد الرسالة التي أرسلها غيث، شعرت ليلى بحيرة شديدة. هي لم تتوقع أبدا أن يكون غيث قد اختبرها بهذا الشكل. في البداية، كانت تفكر في أن كل شيء كان بسيطا، مجرد تعارف عبر الهاتف، لكن الآن يبدو أن كل شيء أصبح معقدا، أكثر مما يمكنها تحمله.


بكت ليلى في تلك اللحظة، ليس من الحزن، بل من ضياعها بين مشاعرها. كيف يمكن لها أن تثق بشخص لم تلتقي به يوما؟ كيف يمكن أن تكون صادقة مع شخص لا تعرف عنه شيئا، سوى أنه كان يعبر عن مشاعره بكلمات جميلة، ولكنه لم يصرح لها بما يختبئ وراء تلك الكلمات؟


مر وقت طويل قبل أن تشعر بالراحة الكافية للرد عليه. قررت أن تكون صادقة هذه المرة، تكتب كل ما يدور في ذهنها، حتى وإن كان ذلك قد يغير مجرى الأمور بينها وبينه.


ليلى بتردد: غيث، مش عارفة إزاي أصدق كل الكلام ده، يعني كل اللي كتبته ليا ده كان مجرد اختبار؟ ولا كان تعبير لمشاعرك الحقيقه؟! انا مبقتش قادره افرق بين الحقيقه والكذب فى كلامك وبقيت شاكه فى كل حاجه بينا..... 


مرت لحظات طويلة قبل أن تصل إجابة غيث. عندما وصلتها، كانت تحمل نبرة مختلفة تماما عن رسائله السابقة. كان يبدو أكثر جدية، بل وكأن شيئا ما قد تغير في طريقة حديثه.


غيث: أنا مش هقول لك إنك لازم تصدقيني، لكن أنا هكون صريح معاكي بشكل كامل. ايوا، كان اختبار، لكن مش علشان أجبرك على حاجه، لكن علشان أعرف إذا كنتي هتكوني صادقة معايا. أنا عارف إن ده كان غريب، ولكن دي كانت الطريقة الوحيدة علشان أتأكد من نواياكي.


ليلى كانت تشعر بالضغط. الاختبار كان غير متوقع، وجعلها تشعر وكأنها كانت جزءا من لعبة لا تعرف قوانينها. ومع ذلك، قررت أن تسأل عما كانت تخشاه من البداية، رغم كل شيء.


ليلى: وإنت ليه عملت كده؟ ليه ما قلتليش من البداية؟ إنت مش لوحدك في اللعبة دي، غيث. أنا مش عارفة إزاي أصدقك وأنا مش شايفة أي سبب يدفعني لده.


غيث تأخر في الرد، وهذا جعل ليلى أكثر توترا. كانت تفكر في ما قد يقوله، لكن الجزء الأكبر منها كان يعلم أنها بحاجة لفتح صفحة جديدة. هي بحاجة لمعرفة ما وراء هذه اللعبة الغامضة.


ثم وصل الرد، وهذه المرة كان أكثر صدقا، وأكثر مباشرة.


غيث: أنا آسف إذا كنت عملت كده بدون ما أحسب حساب لرد فعلك. الحقيقة إنني كنت دايما متردد في فتح الموضوع معاكي. أنتي أكيد مش زي أي حد قابلته قبل كده، وأنا مش عايز أضيع وقتك في حاجة ما تهمكيش. لكن الصراحة هي الحل الوحيد اللي عرفت أتوصل له.


ليلى بتساؤل لتعرف الحقيقه: الصراحة؟ إزاي الصراحة؟ لحد دلوقتي كل حاجه غامضه. لحد دلوقتي أنا مش شايفة الصورة كاملة.


غيث أجاب بسرعة: أيوة، الكلام كان غامض، ولكن الصراحة في النهاية هتكون أفضل. أنا كنت في بداية كل حاجه متردد، وما كنتش عارف إذا كان دا التوقيت هو الصح ولا لأ. بس لما شوفتك بدأتي تردي على رسائلي، حسيت إنك مش زي البقية، وحسيت إنك ممكن تكوني شريكتي في حاجة حقيقية، مش مجرد كلام. علشان كده، اختبرت مدى صدقك. ما كنتش عايز أخدعك، بس كنت محتاج أكون واثق في نواياكي.


ليلى قرأت رسالته بصمت، وهي تشعر وكأن الفهم بدأ يتساقط عليها قطعة قطعة.كان يريد أن يتأكد إذا كانت هي مستعدة لأن تكون صادقة في مشاعرها، كما كان هو.


ليلى: غيث، مش هقدر أقول إنك كنت صح، بس هقدر أقول إنك كنت شجاع لدرجة إنك حاولت. لكن أنا لسة مش متأكدة إذا كان الكلام ده كله حقيقي، ولا مجرد كلام علشان أكمل معاك.


بعد فترة من الصمت، وصل الرد، وكان صادقا بشكل كامل.


غيث: أنا مش هطلب منك تصدقيني، ولا هقول لك إني مش غلطان في حاجات كتير. لكن لو كنتي هتفضلي معايا، لازم نكون صادقين مع بعض. لو مش قادرين نكمل بنفس الطريقة دي، يبقى هتكون النهاية.


ليلى شعرت بثقل في قلبها. كانت هذه اللحظة هي التي ستحدد مصير علاقتهما. هل ستتمكن من أن تكون صادقة وتواجه الحقيقة بكل ما تحمله، أم أنها ستظل غارقة في شكوكها؟


ليلى: غيث، أنا مش عارفة إذا كان ممكن نكمل أو لأ، بس لازم أكون صادقة معاك. مش هقدر أعيش في شك طول الوقت.


غيث قرأ رسالتها، وأجاب بعدها مباشرة: أنا مستعد لأي حاجه. لو مش قادرين نكمل، ده مش هينهي كل حاجه بيننا، لكن لو قررتي تكملي، فأنا موجود.


ليلى جلست على سريرها مرة أخرى، تغمرها مشاعر مختلطة من الفهم والضياع. لكنها في النهاية عرفت شيئا واحدا: الحياة لا تنتظر، وقراراتها يجب أن تتخذ بصدق. وها هي الآن أمام لحظة فارقة، فهل ستكمل الطريق مع غيث؟


أضافت ليلى، وهي تشعر بثقل قرارها: غيث، ممكن أكون مش جاهزة لأخذ خطوة كبيرة زي دي دلوقتي، لكن هقولك حاجة واحدة: مش هقدر أستمر في الكلام معاك وأنا مش متأكدة من كل حاجة. الصراحة لازم تكون من الطرفين، وأنا مش هقدر أكون في مكان مش واثقة فيه.


غيث قرأ رسالتها بتمعن قبل أن يجيب. كان الرد هذه المرة يحمل تلميحا من الأمل، لكنه في الوقت ذاته كان يعبر عن فهمه العميق لمشاعرها.


غيث: أنتي على حق. لو مش واثقة، يبقى لازم نوقف هنا. لكن لو كان عندك شجاعة لتكملي، أنا معاكي بكل ما أملك. هحترم أي قرار هتاخديه.


ليلى نظرت إلى الشاشة لبضع لحظات. كان الوقت قد حان لتقرر. هل تظل في عالم الشك والقلق، أم أنها ستأخذ خطوة نحو المجهول؟


ليلى: أنا هحاول يا غيث. هحاول أكون صادقة معاك، لكن لازم تديني وقت علشان أتعلم إزاي أفتح قلبي، علشان أنا مش جربت ده قبل كده.


غيث رد بسرعة، كأنه كان ينتظر هذه اللحظة: أنا مستعد أديكي الوقت، وهنمشي خطوة بخطوة. أهم حاجة إننا نكون صادقين مع بعض.


ابتسمت ليلى بشكل خفيف، ثم أغلقت هاتفها وقررت أن تأخذ نفسا عميقا. كانت تلك بداية جديدة، بداية مليئة بالمخاطر والمشاعر غير المؤكدة. لكنها كانت خطوة نحو شيء جديد، شيء قد يكون أفضل.


البارت 4

مرت الأيام، وبدأت ليلى تشعر بأنها تعرف غيث أكثر، رغم أنها لم تسمع صوته ولا مرة. كان كل شيء بينهما يعتمد على الكلمات المكتوبة، لكنها شعرت بأن تلك الكلمات تحمل أحيانا ثقلا أكبر مما تحمله المحادثات المباشرة. كان غيث ذكيا في اختيار كلماته، ودائما يعرف كيف يطمئنها ويجعلها تشعر بالأمان.


لكن مع كل هذا، بقيت رسالة التحذير عالقة في ذهنها، وكأنها شبح لا تريد مواجهته. كانت تحاول التظاهر بأن الأمور طبيعية، لكنها لم تستطع منع نفسها من التساؤل: "ماذا لو كانت الرسالة صحيحة؟"


في إحدى الليالي، بينما كانت تتحدث مع ريم على الهاتف، قررت ليلى أن تفتح الموضوع معها مرة أخرى.


ليلى:  بقولك يا ريم، أنا مش قادرة أخرج الرسالة دي من دماغي.هي ممكن تكون حقيقيه صح؟ 


ريم، التي كانت تعرف القليل من الحقيقة، حاولت تهدئتها قائلة:

يا ليلى، بلاش تضيعي وقتك في الشكوك. غيث شخص كويس، وأنا متأكدة إن الرسالة دي جاية من حد عايز يخرب اللي بينكم. متدهوش انتى الفرصه بقى... 


ريم حاولت تغيير الموضوع، لكنها شعرت أن ليلى بدأت ترى الأمور بطريقة مختلفة.


في هذه الأثناء، كان غيث يشعر بالذنب.

لم يكن قصده أن يضع ليلى في هذا الموقف، لكنه أراد اختبار صدقها. كانت لديه مخاوف من أن تكون مشاعرها مجرد عابرة، لكنه أدرك الآن أن اختباره كان قاسيا بعض الشيء.


اتصل غيث بابنه عمه ريم وسألها:

بقولك يا ريم، ليلى قالتلك حاجة عن الرسالة؟ لسه زعلانه منى بسببها او لسه بتفكر فيها اصلا كدا يعني.... 


ريم ردت بحذر: ايوا و قالت إنها مش قادرة تخرجها من دماغها، بس بصراحة يا غيث، كنت أتمنى إنك تقول لها الحقيقة. ليلي شخص واضح وصريح ومتفهم جدا انا واثقه لو قولتلها الحقيقه هتتمسك بيك اكتر ومش هتبعد.... 


غيث صمت قليلا قبل أن يقول: أنا عارف إني غلطت، بس كنت محتاج أتأكد إنها ما بتحكيش عن كل حاجة بسهولة. الموضوع كبير بالنسبة لي. وخوفي انها لو عرفت الحقيقه تبعد بقى كابوس بيطاردني وانا صاحي اكتر من وانا نايم... 


ريم حذرته:  بس خلي بالك يا غيث لو استنيت كتير، ده ممكن يخلق فجوة بينكم. ليلى مش زي أي حد، لو فقدت ثقتها فيك، الموضوع مش هيكون سهل.


في اليوم التالي، قرر غيث أن يأخذ خطوة تجاه مصارحة ليلى.

كتب لها رسالة طويلة مليئة بالتوضيحات والاعتذارات:

غيث: ليلى، في حاجة لازم أقولك عليها، وكنت خايف أصارحك بيها. انا وظيفتي مش قالتلك ريم بنت عمي انا شغال فى منصب حساس جدا هو اللى بيجبرني ماقربش من حد ولازم اختبره طول الوقت انا بتوصل معايا انى بشك في نفسي وطبعا دا بالاضافه لبعض الازمات والحاجات اللى حصلت معايا فى حياتي الشخصيه من طفولتي وبدايه شبابي اللى محدش يعرف عنهم حاجه نهائيا حتى اقرب الناس ليا دول اللى  اثروا عليا بالطريقه دي.... عارف إن الطريقة كانت غلط، بس كان عندي مخاوف، وحسيت إن دي الطريقة الوحيدة أختبر بيها الأمور. أنا آسف لو تسببت في أي قلق ليكي. اللي يهمني تعرفيه إن مشاعري تجاهك حقيقية، وإنه مفيش حاجة في الدنيا ممكن تخليها تتغير.


ليلى قرأت الرسالة مرارا وتكرارا. شعرت بمزيج من الغضب والارتياح. الغضب لأنه اختبرها بهذه الطريقة، والارتياح لأنه كان صريحا وأخبرها الحقيقة.


كتبت له ردا مختصرا:

كنت أفضل إنك تصارحني بدل ما تختبرني. أنا مش لعبة، يا غيث. بس بشكرك إنك قلت لي الحقيقة.


غيث شعر بالراحة لأنها لم تقطع الحديث معه، لكنه علم أن عليه أن يعيد بناء ثقتها به.

بدأ يبذل المزيد من الجهد في محادثاتهما، محاولا أن يثبت لها أن مشاعره صادقة.


بعد أيام من التفكير، قررت ليلى أن تعطيه فرصة ثانية. كتبت له:

غيث، أنا مش زعلانة منك بس. كنت خايفة. خايفة أديك ثقة وتخذلني. عشان كده، خلينا نحاول نبدأ من جديد، لكن المرة دي مفيش ألعاب.


غيث رد سريعا: وعد مني، مفيش ألعاب. كل اللي يهمني إننا نكون صادقين مع بعض.


مرت أسابيع وأصبحت العلاقة بينهما أقوى.

بدأ غيث يشاركها تفاصيل أكثر عن حياته، عن طفولته، وعن شغفه بالسفر. بينما كانت ليلى تشعر بأنها تعرفه أكثر، كانت تبدأ في تقبل فكرة أن الحب يمكن أن ينمو حتى دون لقاء أو سماع صوت.


في إحدى الليالي، كتب لها غيث:

ليلى، ممكن أسألك سؤال؟


ردت مازحة: طالما مش اختبار تاني، اسأل.


غيث ضحك في رسالته وقال:

لو طلبت منك إننا نقابل بعض، هتوافقي؟


ليلى شعرت بموجة من التوتر، لكنها كتبت:

مش عارفة. فكرة إني أشوفك في الحقيقة بتخوفني شوية. إحنا بقالنا فترة طويلة بنتكلم، ومش عايزة أتفاجأ بحاجة.


غيث كتب: أنا مش خايف من المقابلة، بالعكس. عايزك تعرفي إن كل كلمة قلتها لك حقيقية. لما تكوني مستعدة، أنا جاهز.


ليلى شعرت بالارتياح.

كانت تخشى أن يكون الضغط أكبر مما يمكنها احتماله، لكنها شعرت بأن غيث يمنحها المساحة التي تحتاجها.


مع مرور الأيام، بدأت ليلى تفكر بجدية في الأمر.

كانت تعلم أن الخطوة التالية قد تغير كل شيء، لكنها كانت بحاجة للتأكد من أنها مستعدة لمواجهة الحقيقة.


وفي إحدى المحادثات، كتبت له:

غيث، لما أكون مستعدة، هكون أول حد يقولك. بس لحد ما ده يحصل، خلينا نستمتع باللي بيننا دلوقتي.


غيث رد: اتفقنا. المهم إنك تكوني مرتاحة.


وهكذا، استمر الحديث بينهما، مليئا بالصدق والصراحة التي بدأ غيث في بناءها من جديد.

ليلى لم تكن متأكدة مما سيحمله المستقبل، لكنها شعرت بأن العلاقة تستحق المخاطرة.


مع مرور الوقت، بدأت ليلى تلاحظ شيئا مختلفا في نفسها.

كانت لم تعد تخشى التعبير عن مشاعرها بالطريقة التي كانت تفعلها في البداية. بدأت تدرك أن الحب ليس مجرد كلمات تكتب أو مشاعر مخبأة في القلب، بل هو مشاركة حقيقية، حتى لو كانت عن بعد.


وفي إحدى المحادثات، قالت ليلى لغيث:

غيث، عارف إني كنت بخاف أقول مشاعري أو حتى أعبر عن نفسي في الأول، بس دلوقتي بقيت بحس إن وجودك في حياتي غيرني.


غيث ابتسم وهو يكتب رده:

وأنا أكتر حاجة بحبها فيكي إنك بتتغيري للأحسن، وإنك بتعلميني أنا كمان إزاي أكون أفضل.


رغم الكلمات الجميلة، كانت هناك لحظات من الشك والتردد.

كانت ليلى تحاول أن تستوعب فكرة أنها تحب شخصا لم تلتقي به يوما، لكن كل مرة كانت تشعر أنها تعرفه أكثر من أي شخص آخر.


وفي ليلة هادئة، بينما كانت ليلى مستلقية تفكر في المستقبل، قررت أن تسأل غيث سؤالا كان يدور في ذهنها لفترة طويلة:

غيث، فكرت إزاي هتكون حياتنا لو يوم ما تقابلنا واكتشفنا إننا مختلفين عن اللي اتخيلناه؟


غيث رد بصدق:

ليلى، الحياة عمرها ما كانت مضمونة. إحنا ممكن نقابل ناس في الواقع ونعرفهم سنين ونكتشف بعدين إننا كنا غلطانين. لكن أنا متأكد من حاجة واحدة: إحنا بنينا علاقة على الصدق، وده أهم من أي حاجة.


رده جعلها تشعر براحة أكبر، لكنها قررت ألا تظهر ذلك فورا.

ليلى: طيب، لما تقابلني، إيه أول حاجة هتقولها ليا؟


غيث كتب مبتسما:

هقولك: 'كنت مستني اللحظة دي طول عمري.'


ليلى لم تستطع كبح ابتسامتها وهي تقرأ الرد. كانت تشعر بأنها أقرب إلى غيث، حتى وإن كان بينهما آلاف الأميال.


ومع كل محادثة، كان الشعور بالخوف من المستقبل يتلاشى شيئا فشيئا.

كانت ليلى تعلم أن غيث لم يكن مجرد شخص عابر في حياتها، بل كان جزءا من قصتها التي لم تكتمل بعد.


وفي إحدى المرات، كتبت له ما كان يختمر في عقلها لفترة طويلة:


ليلى: غيث، أنا مش عارفة إيه اللي مخبيه المستقبل، بس أنا عارفة إني عايزة أكمل معاك.


غيث، الذي كان ينتظر سماع هذا الكلام منذ فترة طويلة، رد قائلاً:

وأنا كل اللي عايزه إنك تكوني جزء من حياتي، مهما كانت الظروف.


هكذا، انتهت تلك الليلة بكلمات بسيطة لكنها مليئة بالوعود.

كانت العلاقة بينهما تنمو بشكل لم يتوقعه أحد، حتى هما.


البارت 5


مرت الأيام بين ليلى وغيث في حالة من التقارب المشحون بالحب والقلق.

بدأت ليلى تشعر بأن غيث يحمل في قلبه مشاعر لا يستطيع التعبير عنها بسهولة، بينما غيث كان يحاول أن يكون أقرب ما يكون لها، لكنه في الوقت نفسه يخشى من أن يظهر ضعفه أمامها.


في إحدى الليالي، وبعد محادثة طويلة عن حياتهما وأحلامهما، كتبت ليلى لغيث:

غيث، إيه أكتر حاجة بتحس إنها ناقصاك في حياتك دلوقتي؟


غيث استغرق بعض الوقت قبل أن يرد:

هممم ليلى، يمكن أكتر حاجة بحس إنها ناقصاني هي وجودك في حياتي بشكل حقيقي. بعيد عن الرسائل والكلام اللي بينا. عايز أشوفك، أسمع صوتك، وأعيش كل لحظة معاكي.


ليلى شعرت بكلمات غيث وكأنها لامست شيئا عميقا داخلها.


ليلى: غيث، أنا كمان نفسي أعيش اللحظة دي، لكن دايما بخاف من الواقع. بخاف إن الأحلام اللي بنعيشها تبقى مجرد أوهام لما نواجه الحقيقة.


غيث رد بحزم:

يا ليلى، مفيش حاجة اسمها أوهام بينا. إحنا بنحب بعض، والحب ده مش ممكن يبقى ضعيف قدام أي حاجة. لكن لازم نكون شجعان ونواجه أي صعوبات مع بعض.


الكلمات كانت كافية لتزرع في قلب ليلى بعض الطمأنينة، لكنها لم تخلو من القلق.

كانت تعرف أن اللقاء الحقيقي سيغير كل شيء، سواء للأفضل أو للأسوأ.


وفي يوم ما، تلقت ليلى رسالة من ريم.


ريم: بت يا ليلى، غيث عنده مفاجأة ليكي. هو متردد يحكيها، لكني شايفة إنه لازم تعرفي.


ليلى لم تفهم مغزى الرسالة، لكنها شعرت بالفضول. قررت أن تواجه غيث مباشرة:

غيث، ريم قالت لي إن عندك حاجة عايز تقولها.... وبتقول اني لازم اعرفها.. 


غيث شعر بالارتباك للحظة، لكنه قرر أن يكون صريحا.


غيث: بصي يا ليلى، أنا فكرت كتير. مش عايز حبنا يبقى مجرد كلام. أنا عايز أجي أشوفك، ونتقابل.


ليلى شعرت بالصدمة، لكنها لم تكن صدمة سلبية.


ليلى: ايييييه بتقول ايه يا غيث... أنت عارف إن ده مش سهل. إحنا في بلدين مختلفين، و...


قاطعها غيث بهدوء:

انا عارف كل حاجة، وعارف إن فيه صعوبات. بس أنا مش قادر أعيش أكتر من كده من غير ما أشوفك. عايز اللحظة دي تبقى حقيقية.


ليلى شعرت بأن الكلمات ثقيلة على قلبها، لكنها مليئة بالأمل.


ليلى: غيث، لو كنت فعلا ناوي تيجي، يبقى لازم نبقى مستعدين لكل حاجة ممكن تحصل.


غيث طمأنها:

أنا مستعد، يا ليلى. المهم إنك تكوني معايا..... واللى يحصل يحصل.. 


بدأت ليلى تفكر جديا في الأمر.

كانت تعرف أن لقاءهما سيغير كل شيء، لكنها لم تكن متأكدة من النتائج. هل سيقربهما اللقاء أكثر أم سيكشف نقاط ضعف لم تظهر في أحاديثهما؟


بعد أيام، أخبرها غيث أنه حجز تذكرة للسفر.


غيث: بقولك يا ليلى، عندي ليكي خبر حلو.... أنا هبقى عندك الأسبوع الجاي. مش قلقان، ومش عايزك تقلقي. انا من الفرحه مش قادر اصبر لحد الاسبوع ما يعدي... 


ليلى: انت بتتكلم جد يا غيث.... اسبوع بجد.. طب... هنقول ايه.. هنعمل ايه... هعرفك ازاى... انا متوتره وخايفه اوي يا غيث.... 


غيث: معرفش اي حاجه.... كل اللى اعرفه انى متشوق لاشوفك بجد واسمع صوتك واقابلك خلي كل حاجه تطلع بتلقائيه وعفويه بلاش نفكر ونخطط... 


الأسبوع مر ببطء شديد بالنسبة لليلى.

كانت مشاعرها متضاربة بين الحماس والخوف. هل سيكون غيث كما تخيلته؟ هل سيستطيعان التعامل مع الواقع بنفس القوة التي كانا يتحدثان بها؟


وجاء اليوم الموعود.

كانت ليلى تنتظر غيث في المطار. قلبها ينبض بسرعة، ويديها ترتجفان. لم تكن تعرف ماذا تتوقع.


وعندما ظهر غيث بين الحشود، شعرت ليلى وكأن الزمن توقف.

كان يشبه تماما الصورة التي رسمتها له في ذهنها، لكن رؤيته في الحقيقة أضافت له بعدا جديدا.


غيث، بدوره، شعر وكأنه يرى حلما يتحقق أمام عينيه. اقترب منها بابتسامة واسعة وقال:


أخيرا، اللحظة اللي استنيتها بقالها سنين..... هموت واقولك حاجه مش قادر امنعها اكتر.... وحشتيني اوي يا ليلي.... 


اللقاء كان مليئا بالمشاعر المكثفة.

جلسا معا في أحد المقاهي القريبة من المطار، يتحدثان عن كل شيء وكأنهما يعرفان بعضهما منذ الأزل.


غيث نظر إلى ليلى وقال بهدوء:

يا ليلى، وجودك قدامي دلوقتي هو أكتر حاجة كنت بحلم بيها. مهما حصل بعد كده، أنا مش ندمان إني خدت الخطوة دي.


ليلى شعرت بالدفء في كلماته.

غيث، أنا كمان كنت بخاف من اللحظة دي، لكن دلوقتي حاسة إن كل حاجة هتبقى أسهل طول ما إحنا مع بعض.


الأيام التالية كانت مليئة بالمغامرات الصغيرة.

أخذ غيث وليلى يكتشفان أماكن جديدة معا، ويتحدثان عن المستقبل. لكنهما كانا يعرفان أن اللقاء سيصل إلى نهايته قريبا، وكان عليهما أن يقررا كيف سيستمر حبهما.


غيث قال لها قبل رحيله:

ليلى، أنا مش هعتبر ده وداع. ده بداية لمرحلة جديدة. ومهما كانت المسافات، أنا هفضل معاكي.


ليلى شعرت بأن الحب الذي يجمعهما أقوى من أي شيء.

ودعته وعيناها تمتلئان بالدموع، لكنها كانت واثقة من أن حبهما سيستمر.


غيث، بعد أن عاد إلى بلده، شعر بأن جزءا من قلبه قد بقي مع ليلى.

بدأ يكتب لها يوميا، يصف كيف مرت عليه الأيام وكيف اشتاق إلى تلك اللحظات التي قضياها معا. لكنه أيضا كان يفكر في المستقبل:


غيث: ليلى، إزاي ممكن نخلي الحلم ده حقيقة؟ مش عايز أبقى مجرد ذكرى في حياتك.


ليلى كانت تفكر في الأمر نفسه، لكنها لم تملك الإجابة.


ليلى: غيث، أنا بحبك، وكل يوم بقضيه بعيد عنك بيخليني أحس إننا لازم ناخد خطوة أكبر، لكن الخطوة دي محتاجة شجاعة مش قليلة.


غيث رد بحسم:

الشجاعة اللي بتتكلمي عنها مش هتيجي غير لو كنا مع بعض. أنا بدأت أدور على شغل قريب منك. مش فارق معايا أسيب كل حاجة هنا، المهم أكون جنبك.


ليلى شعرت بمزيج من السعادة والخوف.


ليلى: غيث، مش عايزاك تضحي بكل حاجة عشاني. أنا مش عايزة أكون السبب في تغيير حياتك بالشكل ده.


غيث ضحك بهدوء:

ليلى، الحب الحقيقي مش تضحية، هو اختيار. وأنا اخترتك.


بينما كانا يتبادلان هذه المحادثات، كانت هناك تحديات أكبر تلوح في الأفق.

أحد أفراد عائلة ليلى، الذي لم يكن راضيا عن هذه العلاقة، بدأ في نشر الإشاعات عنها وعن غيث. وصل الأمر إلى أن والد ليلى بدأ يشك في نوايا غيث.


محمود (والد ليلى): مين ده اللي فجأة عايز يدخل حياتك؟ وإزاي تبقي متعلقة بواحد عمرك ما شوفتيه إلا مرة؟


ليلى، بحزم لم يتوقعه، ردت:

بابا، غيث مش زي ما أنت متخيل. هو بني آدم محترم، وبيحبني بجد. ولو أنت خايف على سمعتي، فأنا عارفة أقرر مين اللي يناسبني.


غيث، عندما عرف بما حدث، حاول أن يهدئ ليلى.

غيث: ليلى، أنا معاكي مهما حصل. ولو الموضوع محتاج إني أتكلم مع والدك وأثبتله إني جاد، أنا مستعد.


لكن ليلى لم تكن متأكدة من أن المواجهة ستكون الحل.


ليلى: غيث، يمكن الوقت مش مناسب دلوقتي. خلينا نثبت حبنا لبعض الأول، وبعدها يبقى نواجه أي حد يعترض.


الأيام التالية كانت مليئة بالاختبارات.

غيث بدأ العمل بجد لتوفير وسيلة تمكنه من الانتقال إلى بلد ليلى، بينما كانت ليلى تحاول الحفاظ على هدوء الأوضاع داخل منزلها.


وفي إحدى الليالي، كتبت ليلى لغيث:

غيث، مهما كانت الظروف، أنا عارفة إننا هنقدر نعدي كل حاجة مع بعض. الحب اللي بينا أقوى من أي كلام أو اعتراضات.


غيث رد عليها:

ليلى، الحب بتاعنا هو اللي بيخليني أقدر أواجه كل حاجة. وأنا بوعدك إن اليوم اللي نبقى فيه مع بعض بشكل حقيقي قرب أكتر مما تتخيلي.


هذا الإصرار كان وقودا لحبهما.

رغم المسافات والتحديات، ظل كل منهما يرى في الآخر الحلم الذي يستحق النضال من أجله. كانا يعلمان أن الطريق طويل، لكنه مليء بالأمل والفرص التي يمكنهما خلقها معا.


في النهاية، كان لديهما يقين بأن ما يجمعهما أقوى من أي مسافات أو عوائق.

اللقاء الأول بينهما كان مجرد بداية لرحلة مليئة بالتحديات والأمل.

تابعووووووني 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث والرابع والخامس من هنا



تابعوا صفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات علشان يوصلكم اشعار فور نزول الروايات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات



❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌹🌺💙❤️







تعليقات

التنقل السريع
    close