القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية بين السطور البارت الاول بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده

 رواية بين السطور البارت الاول بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده 


في إحدى الأمسيات الباردة، جلست ليلى على سريرها، تلتف ببطانية دافئة، وتتصفح هاتفها دون اهتمام. بين الحين والآخر، تتوقف لترد على صديقتها المقربة ريم، التي كانت دائمًا تحب الدردشة عن كل شيء وأي شيء.


 أرسلت ريم الرسالة مفاجأة:


 ليلى، في حد عايز يتعرف عليك! فاضيه نرغي فى الموضوع شويه.... 


ردت ليلى باهتمام ممزوج بالحذر:


حد مين ده؟ قولي يا آخره صبري! انا عارفه مش بيجي من وراكي غير كل خير طبعا 😂.. 


ليلى: 


عيب عليكي 😂.... انا بيستك حتيى.. اي يعني لبستك فى 5 الاف مصيبه و10 الاف بلوه واستحملتي تقلبات مزاجي وهرموناتي.... لو مكنتيش اناى تستحمليني مين يعملها يعنى... صحاب سكه صحيح... المهم غيث ابن عمي. كنا بنتكلم النهارده، وحكيت له عنك، وهو مصر يشوفك أو يتكلم معاك. ها اقوله ايه؟ 


شعرت ليلى بالتوتر من اقتراح ريم. لم تكن معتادة على الحديث مع الغرباء، خاصة أولئك الذين تعرفهم من قصص الآخرين.


ليلى: ريم، إنتي عارفة إن الموضوع ده مش مريح ليا. ومفهوش هزار ومبحبش كدا.... غيث ايه ومعجب ايه والنبي يا ستي خلينا فى اللى احنا فيه.. 


لكن ريم كانت عنيدة كعادتها:


بس يا ليلى غيث مش غريب. هو محترم جدا، ومتهيالي إنكم هتتفاهموا. خليكي إيجابية مرة! هتفضلي كدا لحد امتى يعني وترجعي تقولي مفيش حد بيسال ولا موجود فى حياتنا ليه... 


بعد تردد طويل، وافقت ليلى قائلة



ماشي يا ست ريم لما نشوف اخرتها معاكي بس لو طلع مش ظريف زي ما بتقولي، إنتي اللي هتتحملي! وانا مليش فى كلام السهوكه دا انا بحب كل حاجه تكون رسمي.... 


مرت ساعة، ثم جاءت رسالة على هاتف ليلى من اكونت غير مألوف:


مساء الخير. أنا غيث، ابن عم ريم. ريم كلمتني عنك كتير، وكنت حابب أتعرف عليك لو مفيش مانع.


ابتسمت ليلى بخجل وهي تقرأ الرسالة، ثم كتبت:

مساء النور. ريم ما بتسكتش، صح؟ لاحقت تروح وتحكي... 


رد غيث سريعًا:

دي أكتر حاجة بحبها فيها. بس واضح إنها عارفة تختار الناس اللي تحكي عنهم.


شعرت ليلى بالارتباك، لكنها كتبت:

متهيالي إنها بالغت كالعادة. مش اوي كدا يعني خليك واقعي شويه انا بحب الواقعيه.... 


ضحك غيث في رسالته التالية:

هههههه... أحيانا المبالغة بتبقى قريبة من الحقيقة. وانا المرة دي مش مبالغ انا بتكلم جد انا مبسوط ومطمن انك صديقه ريم.... 


هكذا بدأت أول محادثة بينهما، بنوع من الحذر الذي تحول تدريجيًا إلى راحة غريبة.


مع مرور الأيام، أصبح التواصل بين ليلى وغيث جزءًا من روتينها اليومي. كان حديثه بسيطًا، لكنه يحمل تفاصيل صغيرة تجعلها تبتسم. لم تكن تتوقع أن مجرد الحديث مع شخص غريب يمكن أن يجعل يومها أخف.


في إحدى المحادثات، كتب غيث:

على فكره ريم كان عندها حق لما قالت إنك عنيدة. مكنتش متوقع الاقي حد اعند مني..... فى ايه يابنتى مش كدا ماينيها شويه معانا احنا غلابه.... 


ضحكت ليلى وكتبت:

بقى كدا يا استاذ غيث انت وست هانم ريم... أنا مش عنيدة، بس مش بحب أتعامل مع الناس بسهولة. وبحب اللى عايزاه الاقيه واللى مقتنعه فيه اعمله ومش بقتنع بالحاجه بسهوله.... دا مش اسمه عند.. 


غيث: ودي أكتر حاجة شدتني في كلامها عنك. أنا كمان مش بحب الناس اللي كلامهم كتير من غير معنى. ولفت نظري وخلاني استفسر اكتر واكتر واحب اتعرف عليكي.... 


بدأت ليلى تشعر بشيء مختلف تجاه غيث. كان هناك نوع من الفهم الصامت بينهما، وكأنهما يعرفان بعضهما منذ زمن طويل.


لكن في الوقت نفسه، كانت ليلى تحاول كبح مشاعرها. لم تكن متأكدة مما يمكن أن ينتج عن علاقة بدأت بهذه الطريقة.


في يوم عادي، بينما كانت ليلى تتحدث مع ريم عن غيث، قالت ريم فجأة:

ليلي صحيح عايزه اقولك على حاجه... غيث كان بيسألني سؤال غريب. ومعرفتش ارد عليه وتوهت وقولت ارجعلك واشوف قبل ما اتكلم معاه.... 


سألت ليلى باهتمام: طالما فيها عايز اقولك حاجه يبقى فيه مصيبه.... سؤال إيه دا؟


ريم: يابت بطلي هزار شويه واتكلم جد حبه يخربيت كدا..... هو كان عايز يعرف أكتر عن حياتك، عن الحاجات اللي بتحبيها وبتكرهيها. بس طريقته كانت مختلفة... مش عارفة أشرحها. ياريت تفهمي لوحدك.. 


شعرت ليلى بشيء غريب يضغط على قلبها. هل يمكن أن يكون غيث يخفي شيئًا عنها؟


مرت الأيام، وأصبح حديث ليلى وغيث شبه يومي. كان كل شيء طبيعيًا إلى أن بدأت ليلى تشعر بتغير في نبرة حديث غيث. لم يعد مجرد حديث عابر أو محادثات عامة عن الأيام، بل أصبح يسألها عن تفاصيل أكثر عمقًا.


غيث: طب قوليلي بقى إيه أكتر حاجة بتخافي منها يا ليلى؟


حدقت ليلى في السؤال مطولًا. لم تكن معتادة على أن يتحدث أحد عن مخاوفها. كتبت له:

 ايه المناسبه يعني.... ليه السؤال ده؟ وايه لزمته يعني 


رد سريعًا:

مفيش حاجه مجرد فضول. بحب أعرف الناس اللي بحب أتكلم معاهم كويس. كنوع من التفاهم يعنى وكدا مفيش حاجه... 


شعرت ليلى بالارتباك، لكنها كتبت:

ما علينا.... بخاف من إني أتعلق بحاجة أو بشخص وألاقي نفسي لوحدي في الآخر. علشان كدا قافله على قلبي ومش بتعامل ولا بسمح لحد يقرب.... 


مرت دقيقة كاملة دون أن يأتيها الرد، قبل أن يكتب:

غيث: اه فهمت... ده أصعب إحساس. بس صدقيني، مش كل التعلقات بتنتهي بالوحدة.


في اليوم التالي، التقت ليلى بريم في مقهى صغير، حيث اعتادتا على اللقاء كل أسبوع.


ليلى وهي تقلب كوب القهوة بين يديها: بقولك ايه يا ريم، غيث غريب شوية. مش عارفه حاسه بحاجه غريبه مش عارفه احددها.... هو كويس ولا مش كويس عنده نوايا ولا لا..... مش عارفه يا ريم بس مخليني مرتبكه... 


سألت ريم بابتسامة مترددة: 

يابت اهدي شويه وبراحه كدا وفهميني واحده واحده غريب إزاي؟


ليلى: يعني بيسأل أسئلة شخصية جدًا. بس في نفس الوقت، مش بحس إنه بيحاول يتدخل... كأنه عايز يعرفني فعلاً. بس من غير تطفل ولا يدخل فى الخصوصيات وكدا..... بس فى نفس الوقت بحسه غامض كدا مش عارفه يا ريم... انتى فهماني ولا كالعاده راسك فيها قلقاس.. 


ضحكت ريم وقالت:

لا يا ختي فهماكي.... بس هو كده فعلاً. غيث مختلف عن أي حد، دايمًا بيحب يعرف اللي قدامه على حقيقته. علشان يعرف يتعامل باريحيه وعلى طبيعته.... مش فى نيته حاجه يعني متخافيش.... يخربيت خيالك الواسع 


ليلى: يا سلام ياختي.... بقت المشكله فى خيالي انا مش فى عيلتكم الغريبه دي صح.... بس هو مبيتكلمش عن نفسه كتير. أنا تقريبًا معرفش عنه حاجة. ومش بيحكي...... هو يعرف عنى كل حاجه وانا لا ليه يعني 


ريم: يابنتى افهمي... هو غيث كده، دايمًا غامض شوية. بس هو نضيف، وده اللي يهم صح؟ وبعدين بس يفهمك اكتر اكيد هيفتح قلبه ليكي ويحكي كل حاجه عنه واللى عايزه تعرفيه.... بس هو فى الاول بيبقى متحفظ كدا... 


شعرت ليلى بالارتياح من كلمات ريم، لكنها كانت تعلم أن هناك شيئًا ما مختلفًا في غيث، شيئًا لم تكن قادرة على تحديده.


بعد أيام قليلة، وبينما كانت ليلى تقلب في هاتفها قبل النوم، وصلتها رسالة من رقم مجهول:

غيث مش زي ما انتي فاكرة. احذري. وقد اعذر من انذر. 


تجمدت ليلى في مكانها، وبدأ قلبها ينبض بسرعة. كتبت سريعًا إلى غيث:

غيث هو في ايه؟ في حد بعتلي رسالة غريبة. تعرف مين ممكن يكون؟ وقصده ايه؟ وليه يبعتلي انا بالذات..... غيث هو في ايه؟ 


رد غيث بعد لحظات:

طب براحه اهدي علشان افهم انتى بتتكلمى على ايه... رسالة ايه دي و عن إيه؟


ليلى بذعر: بقولك فى حد بعتلي رساله من شويه بيقولوا إنك مش زي ما أنا فاكرة. دا اسمه ايه بقى..... ومين دا وانا اي علاقتي بالموضوع وليه يبعتلي انا يا غيث.... 


مرت دقائق دون رد، مما جعل ليلى تشعر بالقلق. أخيرًا، وصلتها رسالة منه:

ممكن تهدي شويه أكيد حد بيحاول يخرب علاقتنا. متخليش الكلام ده يأثر عليكي..... وحاولي تكوني اهدى من كدا 


لكن كلماته لم تطمئنها. كان هناك شيء في طريقة رده لم يعجبها.


في صباح اليوم التالي، استيقظت ليلى على مكالمة من ريم.


ريم: صباح الخير ليلى، لازم أقولك حاجة. ضروري اصحى وفوقي كدا علشان عايزاكى مصحصحه وانا بتكلم.... 


سألت ليلى بقلق: انتى خليتي فيها صباح الخير... في إيه؟ هببتي ايه على الصبح يا اخره صبري.... 


ريم: يعنى انا اللى غلطانه انى جايه احكيلك واقولك ان غيث كان بيسألني عنك من زمان، قبل ما يقول إنه عايز يتعرف عليك. وده خلاني أفكر... هو ليه كان مهتم بيك من الأول؟


شعرت ليلى بالصدمة.

يعني إيه؟ انتي اللي عرفتيه عليا، مش هو اللي طلب.ولا ايه الموضوع... انا مش فاهمه حاجه منك خالص... 


ريم: يابت ركزي شويه هو صح اللى طلب يتعرف عليكي ، بس لما افتكرت كلامه قبل كده، حسيته زي ما يكون كان عارف عنك حاجة. يعنى هو كان عارفك وبيعرف حاجات عنك من قبل ما يجي يطلب منى اعرفه عليكي فهمتي كدا؟ 


بدأت الشكوك تتسرب إلى قلب ليلى. من هو غيث حقًا؟ ولماذا يبدو وكأنه يعرفها أكثر مما يجب؟

تابعووووووني 



الفصل الثاني من هنا



تابعوا صفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات علشان يوصلكم اشعار فور نزول الروايات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات



❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌹🌺💙❤️




تعليقات

التنقل السريع
    close