رواية أنثي الرماد الفصل الخامس والسادس بقلم الكاتبه زهرة البنفسج حصريه وجديده
بعد اسبوع من « الكثير من اللحوم.. والكثير من الشوكولا… والكثير من الاكتئاب المصاحب للدورة..والكثير من الحمامات الساخنة السريعة » تحممت.
وقفت بالحمام… وانا عم اخد وقتي تحت الدوش… بعدها سكرت المي… ومشيت لاخد الكامينو المعلق… دست على الصابونة.. شهقت لما فقدت توازني… مسكت بالستاير… سحبتهم معي.. و خبط راسي بقوة على الارض.
وهاد اخر شي بتذكرو.
رمشت… وانا حاسة بوجع فظيع براسي.. فتحت عيوني لقيت حالي بغرفة جديدة…حيطانها مزركشات واثاث فخم كثير.... تجلست وتأوهت بسبب ألم حاد بسفل راسي..
طارق: الحمدلله على السلامة.
كان قاعد على كرسي خشب قدام حيط قزاز كبير.. وعاطيني ظهرو.. لافف رجل على رجل وعم يدخن.
عبير: الله يسلمك ههههه
اطلعت على حالي… كان جسمي مغطى بس بشرشف رقيق.
عبير: وانا كنت عم اتسأل ليش كل شهرين تلاتة بشوفك عريس … طلعت منحرف ومابتحسن تبقى بدون زواج.
طارق: انا مافي شي بهزلي رمش… حتى لو كان جسد انثى…. كانت من قبل زوجتي.
![]() |
عبير:.....
طارق: مابدك تسأليني شو هاد يلي بخليني اهتز وانزل جاثي على ركبي ضعيف.
عبير: هات لشوف.
طارق: نظرة وحدة من عيون انثى الرماد… وهمس ناعم من شفايفها بينادي باسمي.
عبير: لهاد السبب…. انا عم اتجنبك… وعم حاول قدر الإمكان اتجنب انطق باسمك.
طارق:....
نفخ السيكارة من بين شفايفو وبقي عم يطلع لبرا… على الثلج يلي عم يتساقط.
وقفت وتركت الشرشف يوقع على الارض… فتحت الخزانة… كان كلها تياب رجالية… اسود ورمادي وابيض.
عبير: كنت بتحب اللون الاخضر… ولازرق.. متغير ذوقك.
طارق:....
عبير: كانو ذوقك هو الوحيد يلي تغير ههههههه
سحبت قميص ابيض ولبستو…. وسحبت شورط قصير طلع علي مثل البنتكور… كان الو زمة مطاط… وشديتو لياخد مقاص خصري… ونزلت القميص فوقو يلي غطاه بالكامل…وتركت شعري لاني ماعرفت بشو اربطو.
مشيت لجهتو… قعدت قدامو ولفيت رجل على رجل…. وسحبت باكيت الدخان.. وطالعت منو سيكارة طويلة… حطيتها بين شفايفي… وحسيت عليه عم يطلع فيني.
طارق: انتِ مابتشربي الا رفيعة.
عبير: منجرب الطويلة…. ما بأثر.
دورت على القداحة… لقيتها بجيب سترتو… وقفت وانحنيت لعندو… تلاقت عيونا… هي اول مرة بكون انا وياه بهل قرب من تلت سنين انفصال… عيونو ماتغيرو… لون اخضر حاد… خلوني بيوم من الايام اوقع راكعة بين ايديه وانا عم سلمو قلبي
سحبت القداحة… ورجعت رتحت على الديوان… لفيت رجل على رجل وحسيت على نظراتو لما شغلت السيكارة وسحبت منها… كان طعمها اقوة من الرفيعة… بعدتها عن شفايفي باصبعين وتركت الدخان يتناثر على وجهي.
كل هاد تحت نظراتو الحادة.
اطلعت عليه… كان عم يهز رجلو بهدوء… ساند خدو على ايدو… وبالايد الثانية ماسك السيكارة ومريحها على ايد الكنباية… والرماد عم يتساقط على الارض.
لسعتو متل ماكان.
شعر كستنائي نازل على جبينو… عيون خضر حادات… نمش على انفو… وجه مثالي منحوت…جسم مثالي مغطى ببدلة سودي… قاعد متل ملك على عرش.
كان مثل لوحة فنية…. ملطخا بالدم.
عبير: هون سجني الجديد كأن؟
طارق: اي والله…. احسن من الغرفة يلي كنتي فيها… جخي… هي عم دللك كمان.
عبير: من سجن لسجن مابتفرق كثير.
طارق:....
عبير: لايمت رح تم هيك.
طارق: لحس انك اخدتي العقاب الصح.
عبير: وهاد العقاب لتنتقم مني…. ولا لحتى تنتقم لكبريائك.
طارق: التنين سوا.
اخدت نفس ثاني من السيكارة… وهو كمان صار ياخد سحبة من سيكارتو… وهيك قعدنا… وجهناً لوجه… عم تنتنافس مين يلي رح ينهار اول… وتوقع حصونو.
مين الملك.
يلي رح يسقط اول.
اخدت نفس بدون مازيح عيوني عنو… وهو كمان نفس الشي.
كش ملك…
طفى طارق سيكارتو وقف ومشي لبرات الغرفة… قفل الباب بالمفتاح وراح.
وانا… رفعت جسمي وحضنتو… وانا دافنة وجهي وعم اتمنى هلكابوس يخلص.
ايمت رح اطلع من هون.
ايمت رح اخلص منو…
بقرفو.
وبقرف من وجودو جنبي.
هي الغرفة كانت غير… كان في آلة قهوة محطوطة بالزاوية لاشرب منها ايمت ما بدي…. واستبدل الخزانة بتياب نسائية شتوية… وتنهدت وقت شفت العلبة يلي جواتها ملابس داخلية.
هاد تاني اسوء شي ممكن يصير لما الوحدة تنفصل عن زوجها.
بكون بيعرف عنها كلشي… حتى مقاس تيابها الداخليه.
تيابها.
لاني ماكنت قدرانة انسب هشي لذاتي.
كان فيها آلة جري… كنت اركض عليها ساعة كل يوم… وكنت ادخل اتحمم بعدها… وبس اطلع كنت لاقيه عم يستناني.
متل ماصار هلق.
طارق: نعيماً…. تعي فطري.
قعدت ماقبيلو… وبلشت اكل… وهو صار ياكل معي وخو ساكت.
هيك كان روتينا كل يوم.
هيك لمدة شهرين… لدرجة انو الجو تغير… وصار ادفى… دابت طبقة الجليد على الارض… وانا كنت وقف قدام القزيز وراقب كلشي… بس مع الاسف.. انو الارض القاحلة قدامي كانت ميتة.
الشجر ميت… والارض ناشفة… والجبل الشاهق يلي قدامي كان عاطي رهبة للمكان.
بس يوم عن يوم… بلشت لاحظ تغيرات بسيطة.
متل انو بلش يطلع عشب اخضر جديد مع دخول الطقس ابواب الربيع… وخففت من تيابي رغم انو الجو لسا بارد.. بس تخلصت من الصوف ومن الجوخ… واستبدلتو بالقطن الدافي والناعم.
لاحظت انو في ورد خفيف بلش يكبر بالجنينة قدامي… وصرت اتسلى بالقعدة قدام القزيز لساعات طويلة.
طارق: صباح الخير.
قلتلو بدون ما التفت: صباح النور.
وقف جنبي… وانا كنت عم راقب الجو برا.
طارق: بتعرفي شغلة.
عبير:....
طارق: بحس…. انو علاقتنا رجعت متل لما كنا قبل… وقت كنا متزوجين.
التفتت لعندو بس تفاجأت وقت لقيتو لابس كنزة قطنية خضرة…هاد اللون بينعكس على بشرتو وعلى لون عيونو بتخليهم يصيرو مائيات فاتحات..وشعرو الكستنائي بصير افتح.
ضغطت على اصابعي وقلتلو ببرود: ولا باحلامك.
تحركت وارتميت على الديوان… وتجاهلتو.
قرب وقعد جنبي… وهو عم يتفرج برا.
عبير: بدي منك خدمة.
طارق: شو هي؟
عبير: بدي تجبلي آلة كتابة… الي زمان ماكتبت وانا بحاجة لفرغ افكاري… وبالمرة بتسلى.
طارق: تكرمي.
وهيك متل كل مرة… قعدنا ونحن ساكتين… كل مين غارق بافكارو.
نفذ طارق الطلب يلي طلبتو منو… وجبلي آلة كتابة… حطيتها على الطاولة جنب القزيز…وصرت مضي بالساعات وانا عم اكتب وضيع وقت..
وصار تجاهلو اسهل لما كون عم اكتب… مهما حاول يحكي معي… كنت اعمل حالي مو منتبهى.
لحتى بيوم.
كنت رافعة خصلات شعري يلي بلون الشوكولا على شكل كعكة… وكنت لابسة قميص قطني ابيض .. قبة عالية وفوقو افرول بني فوق الركبة… وتحتو جرابات بيض لتحت الركبة بشوي.
قاعدة قدام القزيز الكبير يلي اخد مساحة الحيط… وقدامي امتدت الارض المكسوة بالورد … ورجال طارق عم يمشو تحت ويتابدلو الاماكن.
وكانو ياخدو نظرة سريعة ويراقبوني.
وانا كنت قاعدة قدام آلة الكتابة وعم اكتب بحماس… اليوم الصبح صحيت وبراسي افكار رواية… وفوراً افطرت وقعد لبلش كتابة.
سمعت صوت الباب عم يفتح.. مارفعت راسي وانا حاسة على خطواتو عم تمشي لعندي… وقف قدام القزيز… كان لابس بضي اسود غطى رقبتو.. وضاق على عضلات كتافو وصدرو…. وبنطلون رمادي بين طول رجليه… وخصرو الرفيع.
شعرو الكستنائي كان مسرح لورا اليوم… وعيونو الحادات صارت تراقب الحراس برا.
وكان ماسك صينية فوقها فنجانين قهوة… ريحة القهوة عبتلي راسي.
نقر على القزيز… والتنين الحراس رفعو راسن لعندو فوراً… وهو اشرلن ليبعدو من هون… فوراً ركضو وغيرو مكان الحراسة.
التفت لعندي وقال: كيف هيك مرتاحة… والرايح والجاية عم يتفرج عليكِ.
هزيتلو كتافي وقلتلو وانا عم اكتب: عادي… انا اصلاً ماني مرتاحة نهائياً… فمارح تفرق ان نزلت البرادي او لا.
طارق: وين بتغيري تيابك… ان شاء الله هون
رفعت راسي وقلتلو ببرود: شو بهمك.
حط الصينية على الطاولة… وانحنى لعندي سند ايدو على الديوان… وصار وجهو قدام وجهي… لمسلي خدي وقال: مابدي حدا يشوف جسمك… غير انا.
دفشتلو ايدو وقلتلو ببرود: لا انت…. ولا غيرك… ارتاح
بعد عني وشلف حالو على الديوان سحب فنجان القهوة ولف رجل على رجل… وانا كنت عم اكتب.
طارق: هلق بيبرد فنجانك.
عبير: ممكن تسكت…. انا بأوج تخيلاتي… ومابدي ياك تقاطعني.
طارق: مابتملي من الكتابة.
عبير: الشي الوحيد يلي مليت منو هو وجودك معي.
طارق: بس انا لسا مامليت.
عبير: هي طارت الفكرة… مو قلتلك تسكت.
طارق: خلص اسف… كملي كتابة.
زفرت…. ورجعت اكتب على الالة… وهو طالع سيكارة وبلش يدخن… وصلتني ريحة الدخان.
عبير: عطيني سيكارة انا كمان.
وقف وسحب من قلب الباكيت وحدة… وقرب لعندي سند ايدو على الديوان وانحنى لعندي وقال: فتحي تمك.
الطريقة يلي حكى فيها ونظراتو الوقحة خلتني اخجل شوي… تلبكت وفتحت تمي… حطلي السيكارة بتمي…. وانا كنت عم اتجنب نظراتو.
شغل النار… وقربها من السيكارة وشغلي الفتيل… كان ماسك السيكارة وماتركها ابداً قرب وهمسلي: خدي نفس.
سحبت منها وتركت الدخان يتنافر حوالين وجهي… وجهو…. اخد نفس طويل وهو مغمض عيونو وقال: ما احلى ريحة الدخان…. لما يكون منسجم مع ريحة انفاسك.
عبير:.....
طارق: ولما شفايفك بتلمس طرف السيكارة…. بصير صعب بعد عيوني عن هلجمال…جمال شفايفك….وجمال السيكارة لما تنادي خدي مني سحبة… وانا بطبع على شفايفك رماد.
عبير:....
اخد نفس طويل من الدخان يلي تصاعد بيناتنا وقال: صحتين…. على قلبي….. وصحتين على قلبك.
تركني ورجع على ديوانو… وانا سحبت نفس من السيكارة وسندتها على الدبسة.. وسحبت فنجان القهوة وشربت منو شفة…. كل هاد مشان حاول نظم ضربات قلبي العنيفة واضبط ملامحي.
مارح اسمح لضعف مشاعري تسيطر علي.
مارح اضعف.
لف رجل على رجل… وصفن وهو عم يدخن … وانا افكاري تبعثرت… ونسيت انا شو كنت عم اكتب اصالاً… حاولت ارجع اكتب… بس حتى جملة ماقدرت شكل بسبب تشتت افكاري.
طارق: انا بهل يومين تلاتة كتشفت انو عندي موهبة.
عبير: غير القتل وتعذيب الناس قصدك؟
طارق: اي غيرن.
عبير: وشو هلموهبة؟
طارق: التأليف… اكتشفت انو بعرف ألف روايات مثلك.
عبير: ظلمت حالك… انت عندك موهبة ثانية افضل من هي…. عندك موهبة التمثيل… بتعرف تلبس قناع… وتخدع يلي حواليك انك انسان لطيف وحنون… بس ورا هل قناع انسان مريض وبدو علاج.
طارق: رح سامحك هلمرة… لاني رايق.
عبير: الله يعيطك العافية…. انا مدينة الك بحياتي والله.
طارق: كيف هيك انتِ.
عبير: شبني كمان؟
طارق: مابتخافي من شي…. الثقة بعيونك… عكس باقي العالم…. كل العالم بخافو مني… وبخافو يطلعو بوجهي.
عبير: المرضى النفسيين مابينخاف منهم…. بنشفق عليهم.. وهيك انا… بحس بالشفقة تجاهك.
طارق: طيب….. يلي بريحك.
عبير:....
طارق: مابدك تعرفي شو هي الرواية يلي عم ألفها.
عبير: هات لشوف.
طارق: انا ماني شاطر بالكتابة…. انا بحكي وانتِ كتبي.
عبير:طيب.
شلت الاوراق يلي كنت عم اكتبهم… وحطيت اوراق جديدة فوق آلة الكتابة.
عبير: شو العنوان؟
طارق: العنوان يلي بدك ياه حطي.
عبير: مابصير…. عطيني عنوان.
طارق: امممم….
سحب نفس واخد صفنة… تناثر الدخان بالهوا… وقال: كتبي….. رجُل الرماد.
#انثى_الرماد
#بقلم_زهرة_البنفسج
#الجزء_السادس
عبير: عنوان مسروق.
طارق: العنوان الوحيد يلي بيوصف روايتي.
عبير: شو رأيك اقترح عنوان من عندي.
طارق: هاتي لشوف.
عبير: رجُل القناع المُشوه.
طارق: عنوان غريب.
عبير: لانو هاد العنوان الانسب لهيك رواية.
طارق: شو عرفك انو مناسب وانتِ لسا ماسمعتي الرواية.
عبير: فمهمت مضمونها من العنوان يلي عطيتني ياه… وانا غيرتو…. لانو الظالم بحياتو ماتحول لمظلوم.
طارق: كل ظالم كان مظلوم.
عبير: الاسود والابيض بحياتن ما جتمعو.
طارق: سمعانة بـ الين واليانغ؟
عبير: كل خير فيه شر… وكل شر فيه خير.
طارق: هاد قصدي.
عبير: بس في شي اسمو كمان الشر المطلق.
طارق: الحكي معك مالو نهاية… بدك تكتبي الرواية ولا شو؟
عبير: رح اكتبها… هات خليني اسمع.
طارق: كان في طفل صغير… من اول ماوعي على الدنيا… وهو شايف اربع حيطان حواليه… وقضبان حديد… وصراخ وعياط واصوات تعذيب كانو بالنسبة الو متل صوت الاغاني… وعي عليهم… وتربى على ريحة الدم وشكل الاطراف المقطوعة.
كنت عم اكتب… وقفت عن الكتابة لما سكت… اطلعت عليه كان صافن.
عبير: شو كمان؟
طارق: كتبتي؟
عبير: اي.
طارق: ولد داخل سجن…. وتربى بين ايدين اب مابيرحم… هاد الاب كان اسمو ملهم… كان رجل ضخم جبار… والكل كان يخاف منو ويهابو…. كان يسحب هلطفل لحضنو ويقول: هاد ابني… هاد وريثي… هاد وريث العرش… هاد طارق.
كان فاتح ايديه وعم يوصف كلامو… وبعيونو جنون العظمة.
عبير: هيك خرجنا عن السياق… مابدي اذكر اسماء حقيقية.
طارق: طيب طيب…. الاسم يلي بدك ياه كتبي.
عبير: رح نسمي… طفل الرماد.
طارق: طيب… بس ليش مو طفل القناع المشوه؟
عبير: لانو الاطفال كتلة من النقاء… كائنات بريئة.. بس الحياة هي يلي بتلوثهم.
طارق: بس انا ولدت ملوث… طفل غير بريئ.
عبير: طارق نحن عم نحكي عن طفل الرماد.. مو عنك.
طارق: ههههههه
عبير: ليش عم تضحك.
طارق: هي اول مرة بسمعك عم تنطقي باسمي بهلنبرة … من ثلاث سنين لهلق.
عبير: …..
طارق: مابدك تسمعي كفاية قصة طفل الرماد.
عبير: عم اسمعك.
طارق: الطفل من هو وصغير الناس كانت تخاف منو وتهابو…. كان بيدو كلشي… القوة… المال… الجمال… كلشي كان متوفر… كان يشوف ابوه ملهم قدوة… كيف كان كبير.. وقوي… والكل بخاف منو…. بيفوت من السجن وبيطلع منو تقولي ملك… والشرطة ماكانو يحكو حرف… كان ملهم فوق القانون.
عبير: مافي شي فوق القانون.
طارق: بس ملهم… وابنو كانو هيك.
عبير: وشو صار بطفل الرماد.
طارق: كبر وصار مراهق.. كان يشوف حالو ملك… والكل حواليه مجرد بيادق… وادوات… كان كثير قوي ومافي شي ممكن يهزلو رمش… الكل بيرضخلو وبخاف منو… ولما حدا يقول لا لطفل الرماد.. كام يمد ايدو ويقتلع حنجرتو من مكانها.
تركت الكتاب واطلعت عليه… تفاجأت من ملامحو العنيفة… كان مادد ايدو للهوا… وكانو عم يقتلع شي… وعيونو الحادات كان فيهم حزن وقهر.
بعدت عيوني عنو وقلت: وشو كمان؟
طارق: ملهم كان فخور بابنو… بوريثو… بس الواحد مهمى كان قوي وجبار… بالنهاية اذا اجاه الموت بصير ضعيف وبيتحول لورقة هشة .
وقع ملهم طريح الفراش… ونادى على ابنو وقال: طارق…. جيبولي طارق.
عبير: فتى الرماد.
طارق: صح…. فتى الرماد… اجى هلشب المراهق ابو ال16 سنة…. وقف قدام ابوه يلي كان عم يحتضر وقال: بتتذكر انا شو طلبت منك؟ تتذكر شو قلتلك؟
نفذ فتى الرماد وصية ابوه الاخيرة… جاب خنجر… واقتلع قلبو من بين ضلوعو… وهيك ملهم تلفظ بانفاسو الاخيرة وترك وراه وحش صغير… ملطخ بالدم… وماسك قلب ابو يلي كان عم ينبض بين ايديه.
وقفت عن الكتابة…. كنت مصدومة… قلبي عم يرجف بين ضلوعي… تجرأت واخدت نظرة على طارق… كان رافع رجليه وحاضن جسمو…. وعم يطلع لبرا على الشجر يلي بلش يطلعلو ورق اخضر جديد.
ماشفت قدامي…. الا المراهق ابو ال16 سنة… وتخيلتو شب نحيف طويل.. شعر كستنائي.. وعيون خضر باردات.. وماسك بين ايديه قلب عم ينبض.. وقدامو جثة هامدة.
ارتعشت.
عبير: شو صار بعدها؟
طارق: بلشت مسؤوليات جديدة… بعد ما ستلم فتى الرماد العرش عن ابو… وصار زعيم لمافيا الشرق… القتل كان اسهل من شرب المي… وكلشي كان عم يمشي تمام… وكل الناس عبيد تحت رجليه… لحتى اكتشف الشي الوحيد يلي كان ناقصو.
كان ناقص الوريث.
فتى الرماد كان لازم يتزوج ويجب وريث جديد ياخد مكانو وقت يموت… هيك ربي فتى الرماد…. وكان مثل آلة عم تمشي على الارض.
ماعندو اي مشاعر… ولا احساس… مجرد وحش مافي حدا ممكن يوقف بطريقو… تزوج اول مرة بسن ال17…. بنت اكبر منو…. كانت النساء بالنسبة الو مجرد اجساد هدفها حمل الوريث.
بعد سنة من الزواج… ماقدر يجيب ولد…. وكان مصير هي المراة الموت لانها فشلت بمهمتها…. وكان لازم فتى الرماد يتزوج وحدة تانية مشان يقدر ينفذ مهمتو.
التانية… والتالتة… والرابعة… والخامسة… بنت ورا الثانية… كلن كان مصيراً الموت لانو فشلو بمهتمن…. كان فتى الرماد يلي تحول لرجل كاسر عاجز عن انجاز هي المهمة الصعبة بنظرو…. كسر رقبة واقتلاع قلب من مكانو كان اسهل من هي المهمة يلي زرعها ابوه جواتو وتركو لوحدو يصارع هلحياة.
عبير: مافكرت انو ممكن يكون السبب منك.
طارق: قصدك رجل القناع المشوه… خلينا ما نطلع عن السياق لو سمحتي.
عبير: طيب… وهلق جاوبني.
طارق: لا…. هي المهمة للنساء… هن يلي بيحملو ببطن طفل… مو الرجل.
عبير: تفكيرك خاطئ… ممكن تكون المشكلة من الزلمة و….
طارق: لو سمحتي.
تفاجأت من صوتو… اطلعت عليه… كان صدرو عم يعلى ويهبط… وملامح وجهو مجروحة… وفي دموع عم تنزل من عينو…
انصدمت… كان طارق بحالة انهيار..
طارق: لو سمحتي…. لاتحكي شي…. النساء هنن مسؤولين عن انجاب الوريث.
كان حاضن جسمو…كان عم يرجف… والدموع عم تنزل من عيونو… وملامح وجهو مثل ملامح شخص تحت التعذيب.. صوت انفاسو عالية… وكأنو عم يختنق.
عبير: طيب…. طيب…. وين صرنا؟
مسح دموعو وقال بصوت خشن: رجل القناع المشوه عجز عن انجاب الوريث…. واقسم انو لح يحاول مع كل نساء الارض في سبيل يجب طفل يحمل اسمو ابوه…. ملهم.
اخد نفس طويل.. واستنيتو لحتى هدي وصار صوتو متوازن: بس فجأة تغير كلشي…. لما شافها اول مرة… كانت عم تمشي بالجامعة.. وعم تتمايل… وقف وصار يراقبها… كيف عم تفتح شفايفها وتحكي… صوتها الناعم… ورموشها الطوال لما ترمش… شعرها يلي ريحتو كان شوكولا بسبب لونو اللامع الحريري…. رقبتها كانت بيضة مغرية… وحركاتها كانت تجنن الوحش يلي جواتو.
عبير: مين هي؟
طارق: انثى الرماد.
سكتنا.
طارق: لما شافها نسي كل نساء الارض يلي اقسم انو يتزوجهم وحدة وحدة…. بوقتها لاول مرة حس…. رجل القناع المشوه اول مرة بحس… رجفة باطراف اصابعو… شاحنة عم تمشي ببطنو… وقلبو… يلي نبض لاول مرة طوال حياتو… بوقتها هرب… هرب كانو مجرم عم تلحقو الشرطة… كان خايف كثير… خايف من ضربات قلبو السريعة يلي اول مرة بحس فيهم.
تخبى مثل طفل صغير وقفل على حالو الباب… كان خايف من مشاعرو… وكان خايف من الوحش يلي عم يضربو من جوا ويطالبو بانو يروح ويحبس الحسناء يلي خطفتلو قلبو برمشة من عيونها.
عبير:.....
طارق: اقسم انو ماعد يدوس الجامعة… بس مثل الحباب تاني يوم لبس وراح ليشوفها ويقابلها… كانها مغناطيس… ماقدر يتحكم بحالو… او بمشاعرو.. او بضربات قلبو العنيفة يلي صارت تنبض متل الطبل لما رجع شافها… وتقابلت عيونو مع عيونها… عرف انو وقع داخل حفرة مارح يقدر يطلع منها ابداً.
تقرب منها… وجرب معها مشاعر اول مرى بعيشها مع انثى… صار يقنع حالو انو يتقرب منها مشان الوريث… عرض عليها الزواج وطار عقلو لما وافقت وبادلتو المشاعر… وصارت زوجتو….بكل مرة كان يقرب منها كان يقنع حالو انو كل هاد كرمال الوريث… بس لما يقرب من احضانها كان ينسى كلشي… ينسى اسمو وقت يطلع بعيونها… كل هاد كان كرمال يشبع عواطفو الجياشة تجاه انثى الرماد…. لما يكون قريب منها لدرجة جسمو يتلاصق مع جسمها… قريب لحتى يلثم من انفاسها عبير الحب… قريب لحتى يسمع صوتها وهي عم تهمس باسمو مع كلمات الحب… كان ينسى كلشي.
كان في عيب واحد بكل هلمثالية.
انو انثى الرماد ما قدرت تجبلو ولد متل ماهو بيتمنى … بس عجز انو يقتلها متل ماكان يعمل مع غيرها لما ترفض تجبلو طفل… بس هو ماقدر يتيخلها ميتة… عيونها البنيات الدافيات لما كانت تطلع فيهم لجوات عيونو… جوات روحو… ماقدر يتيخلهن باردات وخاليات من الحياة… ماقدر يتيخلها ميتة بين ايديه.. فما بالك لوقتلها عنجد… كان قتل حالو بعدها مباشرة.
وهيك قرر يتخذ قرار بحياتو ما اتخذو تجاه انثى قبلها… رح يحضنها ويستمتع بدفى جسمها بين احضانو… ورح تكون ملكو وقريبة منو… مو مهم لا ولد… ولا بطيخ.. المهم هي تكون قريبة منو… ومهمة انجاب الطفل رح تكون مهمة باقي النساء يلي رح يتزوجهم بالخفية مشان يقدر يحافظ على علاقتو معها.
وهيك… انثى الرماد… قدرت تسيطر على رجل القناع المشوه وتغيرو.
عبير: خطأ…. هي ماغيرتو… وهو ماتغير… كان ببساطة عم يلبس قدامها قناع الرجل المحب الحنون… بس كان عم يخفي بهلقناع رجل مشوه بالدم والقتل …. رجل مريض بيتغذى على اصوات تعذيب الناس.
طارق:...
كان قاعد على الديوان حاضن جسمو… ورفض يرد علي.
ملامحو كانت منكمشة… وعيونو متل عيون شخص عم يحترق.
وقفت واتجهت للباب…. كان مفتوح.
طارق: اقسم بالله… اذا بتهربي برات هاد البيت…. لدور عليك وجيبك شحط… واقتلع قلبك من مكانو واتعشا عند المسا.
عبير: مارح اهرب… اصلا حاولت اهرب وماقدرت… رح جبلك كاسة عصير لتروق دمك.
تركني اطلع برات الغرفة…. اخدت نفس لانو واخيراً صرت حرة بعد اشهر من السجن جوات هلمكان…نزلت من الدرج المزين بالحجار التقيلة بس كان مغبر بالكامل.. قصر كبير… مليان اثاث مغبر وكانو الو قرون محد داسو… متل قصر دراكولا.
ودراكولا يلي عم احكي عنو قاعد بالغرفة فوق.
فتت على المطبخ… كان كبير… مغبر… وكلشي فيه فاضي.
لقيت براد… فتحتو كان فيو اكل جديد… وعلى الرف في قزازتين عصير برتقال… سحبت وحدة…. واخدت كاستين على الرف غسلتن وطلعت فيهم لفوق.
لما رجعت على الغرفة… كان مغير قعدتو… مسند مرفق ايديه على رجليه… ودافن وجهو بين ايديه.
قعدت جنبو… فتحت قنينة العصر… وصبيت بالكاسات.. رفعت الكاسة وقلتلو: دراكولا… خود… وروق دمك.
مسك الكاسة وسحبها من بين ايدي وسألني: دراكولا؟
عبير: هلقصر متل بيت دراكولا… عتيق… ومغبر… ومحد بدوسو غيرك.
طارق: كمان في شغلة مشتركة نسيتي تجيبي سيرتا
عبير: شو هي؟
طارق: انو دراكولا مصاص دماء.
عبير: بدي احكي معك بموضوع.
طارق: شو هو؟
عبير: اانت ليش ما بتتعالج؟
طارق:....
عبير: عادي كل الناس ممكن تمرض… وهشي مو عيب… وانت في جواتك افكار خاطئة مزروعة فيك من الطفولة…. كل يلي عليك انك تتعالج من هلافكار.
شهقت لما مسكني من رقبتي وصار يضغط على حنجرتي …وقرب وجهو من وجهي… كان في تعابير عنيفة بعيونو…. وانا كثير خفت منو… وجمد الدم بعروقي
طارق: انا ماني مريض…. ليش كلكم ماعم تفهمو اني منيح…. ومافيني شي.
عبير: طـ… ارق…. تـ… ركني.
صرت اختنق… وحاولت بعد ايدو عني بس كان ماسكني بقبضة من حديد…. وماكان وعيان على حالو.
طارق: كل يلي بدي ياه اني نفذ وصية ابوي…. هشي غلط… ليش كلكم بتطلعو فيني هلنظرة المقرفة هي.
عبير: بلـ. يز طـ…. ارق…. تـ… ركني.
حسيت على وعي عم ينسحب شوي شوي بسبب انقطاع الاكسجين…
طارق: محد بهدنيا رح يفهم النار يلي جواتي…. محد بهدنيا رح يفهم الشي يلي عم مر فيه… واديش صعوبتو علي.
ارتخت اصابعي… وانسحب وعي بالكامل… حاولت اخد نفس بس كنت عم موت بسبب الاختناق.
اخر شي شفتو ملامح طارق يلي تغيرت… توسعت عيونو من الصدمة وصحي على حالو شو عم يعمل… شحب وجهو وعيونو كانو مرعوبات.
غمضت عيوني واستسلمت للعتمة.
وماعد صحيت على شي.
عتمة.
غرقت فيها ومابعرف كم المدى يلي بقيت فيها وانا غايصة بعالم الا وعي.
بس فجأة سمعت.
كاني تحت المي.
وسمعت صوت عم ينده باسمي.
صوت بعيد.
وشوي شوي.
صار قريب.
: عبير…. عبير عم تسمعيني…. مشان الله عبير… فتحي عيونك… مشان الله خليني شوفهن…. عبير… سامحيني يا عبير…. سامحيني.
حسيت على شفايفو ضد شفايفي… وصار يدفع بالهوا لجوات رئتي… شوي شوي نحصر شعور الاختناق جواتي… وصرت اسعل.
فتحت عيوني وشفت وجهو قريب من وجهي … ملامحو كانت ملهوفة والانتصار بعيونو.. قرب وحضني وقال: الحمد والشكر لله…. سلامتك يا عبير…. سلامتك ياقلبي…. انا اسف عبير…. انا اسف..
غمضت عيوني…. ورجعت نمت.
مابعرف كم المدى يلي بقيت فيها فاقدة الوعي … بس كلشي براسي كان بس.
طارق.
رمشت وانا حاسة بضغط على صدري… فتحت عيوني وقابلتني عيونو…. كان مكبلني بين ايديه… دانو على صدري… وعم يتسمع على ضربات قلبي.
كان في خط دموع عم يشر من عينو… وانفاسو كانت متسارعة.
طارق: كيف حاسة حالك؟
عبير: عم تخنقني.
تركني ورفع ايدي بسرعة.. وتجلس.
طارق: بعدت.
تجلست وانا عم حاول رتب شعري… وتيابي… كنت متمددة على التخت… وطارق جنبي… عم يراقب ملامحي يلي كانت كلها برود.
طارق: انا اسف.
عبير: هششش…. عم صفي ذهني.
طارق:....
عبير: انت انسان مريض.
طارق: ….
عبير: ولازمك علاج نفسي باسرع وقت.
طارق:....
عبير: بدي ارجع على بيتي… وبدي ياك تطلع من حياتي لاني بقرف منك.
وقفت بسرعة ومشيت لعند الباب… وهو لحقني وقف بطريقي.
طارق: بس انا بدي ياكِ…. انا بحبك.
عبير: ليش؟ مشان تخوني وتتزوج علي… ولا مشان صير اتفرج على امراضك النفسية وزقفلك.
طارق: عبير….. ماتحكي…. معي…. بهلنبرة.
عبير: شايف… شايف كيف… عرفت ليش انا مابدي ياك… بسبب مزاجك هاد
طارق: كلشي بيتصلح.
عبير: معناها لازم تزور طبيب نفسي باسرع وقت ليحللك مشاكلك.
طارق: انا ماني مريض.
عبير: بتعرف شغلة… انا عم تعب حالي معك… انا رايحة على البيت… وياريت ما ارجع شوف وجهك القبيح مرة تانية.
دفشتو وهو بعد بسرعة… وركضت بسرعة لانزل الدرج وانا قلبي عم ينبض بسرعة.
كنت حايفة اضعف.
خايفة اتردد.
خايفة ارجع وارتمي بحضو وخبرو بلحظة ضعف اني بحبو كمان.
لهيك اسرعت.
ماكنت بدي اعطيه فرصة
طارق مريض.
مريض كثير… وفوقها رافض العلاج ورافض يتقبل الفكرة.
في كثير اسباب بتخليني ارفض ارجعلو.
لانو مافي فرصة لنرجع اصلاً.
سمعت خطواتو وراي.
وخفت يرجع يحجزني… خفت لايكون غير رأيو وبدو يرجعني على الغرفة.
بس تخطاني… كان اسرع مني.
نزلت خطوتين وفتح باب السيارة المركونة جنب الدرج وقال: رح وصلك.
عبير: لا تعذب حالك.
طارق: مافي عذاب… هيك انا بكون مرتاح.
قربت من السيارة محل ما واقف وحط ايدو فوق شعري… والايد الثانية حطها عند السقف كرمال ما اضرب راسي…قعدت على الكرسي بعد ماهرب من قلبي نبضة… اخدت شهيق زفير لاقظر سيطر عليها.
سكر الباب وفتل لجهتي.
وقعد بالسيارة وحركها… وهيك طلعت من قصر دراكولا.
يلي كان اشبه بمكان عم يحتضر.
اشبه.
بقلب طارق.
وقلبي.
يتبع
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️
تعليقات
إرسال تعليق