القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الاول للكاتبة إسراء علي الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون حصريه وجديده

 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الاول للكاتبة إسراء علي الفصل الحادي والثلاثون حتى الفصل الثامن والثلاثون والاخير حصريه وجديده 


وكأنك حبيبتي حُلم جميل، لطالما حلمت به...

فارسته أنتي، فعندما أتيتني بجوادك، زالت غشاوتي

فظهر فيروز عينيكِ، أنتشلني من بئر قسوتي، بئر ملئ ولكن شديد الجفاف

مجنون ليلى!، مسكين، فلو رأيت حبيبتي، لقتلت ليلى، وأحببت فيروزها، مولاتي. أنتِ.


ظلت روجيدا للحظات لا تستوعب حجم الصدمة، فما تراه قد فاق وتخطى توقعاتها، رأت روجيدا جميع من قابلوها منتظرين ظهور الأميره المنتظره، إبتسامه صاحب المفاجأه قد شجع قلب المسكينة لتتقدم بخطى متمهله.


سارت روجيدا في ممشى من خشب الزان ذو لون بني لامع، تزين بأزهار حمراء تناثرت بعشوائيه منظمة، وعلى جانبي الممشى أنوار صغيره لامعه على هيئه نجوم، تأملت ما حولها ب إنبهار شديد ثم رفعت عينيها لخاطف أنفاسها، لص قلبها.

كان يقف بهيبته الطاغيه ولكن غلب عليها وسامته التي جعلت النساء تتهافت عليه.

كان يرتدي حله سوداء لامعه ومن أسفله قميص أسود مفتوح أول أزراره لتظهر عضلات صدره المتعرجه بدقه.


ويضع يده خلف ظهره وتظهر إبتسامته، ويقف بداخل خيمه مفتوحه تستند على أعمد بيضاء ألتف حولها أضواء بيضاء، مزدانه بستائر بيضاء شفافه، بسيطة ولكن مبهرة.

تقدم ذاك الوسيم ناحيتها وأمسك يدها ورفعها ناحيه فمه ولثمها برقه. ثم نظر لعينيها بقوة وقال

جاسر: ممكن تيجي معايا يا أميرتي!

ضحكت ذات العيون الفيروزيه وقالت برقه

روجيدا: ممكن طبعاً.



أبتسم جاسر بحب، ثم سار وهو ممسك يدها، دخلا إلى داخل الخيمه وأمسك كلتا يديها وقال

جاسر: بحبك. ومقدرش أعيش من غيرك، غلطت ف حقك وأنا طمعان ف غفرانك؟

صمتت روجيدا ولم تعرف ماذا تقل، بينما أكمل جاسر

جاسر: مش عاوزك تحبيني، خليكي بس جمبي.

أدارها جاسر ناحيه البحر وإحتضنها من الخلف وقال

جاسر: ياريت يعجبك

روجيدا بتساؤل: هو إيه.


طرقع جاسر بيده فأنتطلقت ألعاب ناريه ذات ألوان عديدة. وبأشكال مختلفه. كان منظرها رقيق وجميل بشده. من أين يعلم كل هذا. البحر. الألعاب الناريه. الورود الحمراء وخاصاً (الجوري). من أين

ظلت روجيدا تتابع المشهد ب إعجاب وأنبهار شديد. إنتهت الألعاب النارية، لتبدأ جوله أخرى. أدارها جاسر ناحيه جبل كبير ذو إرتفاع شاهق وقال بحب

جاسر: بصي هناك.


بعد طرقعة مره أخرى إندلعت نيران شكلت حروف إسمها وعبارة (أعشقك بجنون)، ثم إنتطلقت ألعاب ناريه مره أخرى حول الجبل، لتظهر هيئته الرائعة

حبست روجيدا أنفاسها وحاولت ترويض قلبها الذي أعلن العصيان، والتمرد. هتف ب اسم محبوبه، يريد أن ينهل من نهر العشق بعد جفاف دام لسنوات

أدارها جاسر ناحيته فوجد الدموع تتلألئ في حدقتيها فهوى قلبه وقال بفزع

جاسر: روجيدا هو. أنا زعلتك.

روجيدا: ...


جاسر بقلق: طب. طب أنا عملت حاجة تضايق

وبدون مقدمات أرتمت العاشقه في أحضان حبيبها. كاسر أسوار قلبها، معذبها، وقف جاسر للحظات مشدوهاً ولكن سرعان ما لف يده حولها وضمها بشده. بينما قالت روجيدا من بين دموعها بنبره محبه

روجيدا: وأنا كمان بموت فيك.

لم يستوعب ذلك الأبله ما قالته ف أبعدها عنه ثم قال بتلهف

جاسر: إيه قولتي إيه!

أنزلت روجيدا رأسها بخجل. بينما أمسك ذقنها وقال.


جاسر: طول منا عايش راسك متنزلش وتبصي ف الأرض. عاوز راسك لفوق

رفعت روجيدا رأسها وقالت بهيام: بحبك، بحبك أوى

رفعها جاسر وضمها بقوة صدره كأنه أراد إدخالها بداخل ضلوعه ليخفيها عن العالم. ثم أخذ يدور ويدور بها. كانت تتعالى ضحكاتها مع صوت تصفيق الأشخاص، ثم قالت بنبره مرحه

روجيدا: طب نزلني عشان إبنك ميدوخش

أنزلها جاسر وهو فاغر الفاه، مصدوم الملامح، عُقد لسانه إثر الصدمه ثم قال بنبره مشدوهه.


جاسر: إيه، يعني. يعني

ضحكت روجيدا بشده ثم قالت: أنا حامل يا حبيبي...


بقرية الصياد

في منزل هانم

بعد فراق دام سنون عديده، بعد أن خط الزمان خطوطه في وجهيهما، عادا للقاء مره أخرى. ولكن لم ينقص حبهما. أو يقل مقدار ذرة.

وقفت عنيات مشدوهه لم تستوعب ما يحدث بعد. هو. هو حبيبها. معذبها. عاد بعد كل هذا الغياب، نست أم لم تنسى؟! هكذا تسائل داخل نفسه قفال بنبرة مشتاقه

أمجد: وحشتيني يا عنيات.


تجهم وجه عنيات وقالت بحده بعد أن تحولت نبرتها للقاهريه التي تعلمتها مخصوص له ولكن شاء القدر للإفتراق ولم يسمع هذه اللهجه منها ربما حان الوقت...

عنيات بغضب: راجع ليه يا أمجد

تعجب أمجد من لهجتها وقال: راجع ليه؟ راجع عشانك

عنيات بتهكم: عشاني؟ بعد كل دا

أمجد برزانه: هفهمك كل حاجة حصلت

عنيات: لأ مش عاوزة أفهم

جلس أمجد وقال بهدوء: طب أقعدي بس

عنيات وهي تشيح بيدها: مش هقعد.


أمجد وقدا بدا عليه بوادر الغضب: أسمعيني يا عنيات إنتي كبرتي

عنيات بغضب هادر: أمجد أسمعني كويس أنا آآآ...

قاطعها أمجد وقال: عنيات، هتسمعيني عشان عندي كلام كتير

جلست عنيات ثم قالت بنفاذ صبر: أخلص

إبتسم أمجد فهى لم تتغير. عنيده. تملك الكبرياء. ولا تزال عينيها تطلق الشغب بحبهما

أمجد: أيوة كدا.


ثم بدأ في سرد ماحدث منذ هروبه حتى الآن، فقد طلب منه حسين أخيها الهروب حتى لا يقع فريسه لبراثن سليم. فما إن علم بخيانة زوجته فقد عزم على قتلها.

أمجد: وبعد موت سليم كنت هرجعلك بس جاسر منعني

عنيات بدهشه: جاسر!

أمجد وهو يهز رأسه بتأكيد: أها. عشان لو كنت رجعت كان جابر هيكمل الطار

عنيات بذهول: هو. هو جاسر يعرف اللى حصل

عقد أمجد مابين حاجبيه وقال: مش فاهم

عنيات: فاطمه قايلالي إن جاسر ميعرفش.


أمجد بجديه: فعلا جاسر مش معرف حد إنه عارف

عنيات: طب وأنت

أمجد: أنا إيه؟

عنيات: جابر عارف إنك رجعت

أمجد بجديه: لو عرف مش هكون عايش

ظلا يتحدثان حتى قطعت هانم خلوتهما وقالت

هانم: ست عنيات أمي چت.

نهضت عنيات وقالت: لازمن تمشي دلوجتي

هب واقفاً هو أيضا ثم قال: طيب

ذهب كلاً منهما لطريقه. أما عنيات لم يتوقف عقلها عن التفكير.


عودة مرة أخرى لتركيا

أنتفض جاسر وقال بدهشه: يعني. هبقى أم وأنتي هتبقي أب

أغمض عينيه بشده بينما ضحكت روجيدا بشده على زوجها المسكين الذي فقد عقله إثر الصدمه ثم قال بتلعثم

جاسر: قصدي هبقى أب وأنتي أم

روجيدا بضحك: أها، هتبقى أب

أحتضنها جاسر بشده. ثم أبعدها عنه وظل يقبل يدها ووجهها. وينثر حبات القُبل في جميع أنحاء وجهها. أبتعد عنها ثم قفز كطالب قد أنهى واجبه المدرسي فكافأته والدته بحلوى.


تابعته روجيدا وقلبها يقفز من فرحتها العارمه، نست روجيدا ما فعله معها. نست أو تناست. هو أظهر الطفل الناضج بداخله، أحبها وعشقها. تيتم بها ذاك المسكين. فكيف تستطيع هجره!

أقترب جاسر مره أخرى وقال بحب

جاسر: يارب تكون بنوته شبهك

روجيدا: بنوته. ولا ولد مش مهم

جاسر وهو يؤكد على كلامها: صح. صح. المهم إني هبقى أب.


ظلا يتسامران. ويضحكان. لم تخلو جلستهما من مغازله جاسر. وعباراته الجريئه، لكنه لم يجرؤ على لمسها خشيه من رد فعلها. نضهت روجيدا وقالت

روجيدا: مش يلا بقى

وقف هو الأخر وقال: لأ يلا إيه. دا لسه فيه تكه كدا

روجيدا بعدم فهم: تكه إيه

تلك الطرقعه المعتاده التي يليها مفاجأه. التي تدخل السرور على قلبها. ثوان ودخل عازف كمان شاب. أشار له جاسر ببدء لحنه العذب، مد يده لزوجته وقال بحب

جاسر: ممكن تقبلي ترقصي معايا.


روجيدا ب إبتسامه رقيقه: طبعاً أقبل

أخذ يدها وبدأ كلاهما في التمايل مع ألحان العازف الشاب. كانت نغماته تتخلل قلبيهما. رفع يده القابضه على كفها الصغير ناحيه فمه ثم قبله برقه

و وضع كفها فوق قلبه مباشراً. لتشعر بنبضات قلبه الناطقه بعشق اسمها، أسند جبهته على جبهتها، وسبحا في عالم خاص بهما تناسى العالم للحظات سروقها من عمرهم الذي غُلب عليه الشقاء بجميع أنواعه...


فتح جاسر عيناه وقال بنبره شغوفه: بحبك يا فراولتي

نظرت لعيناه بشده وقالت: بعشقك يا أحلى قدر

أقترب جاسر برأسه من شفتيها الورديه ثم قبض عليهما بتملك وكأنه يضع صك ملكيته عليهما.

ظل يقبلها ولا يعلم أهى جاذبيه نيوتن التي يتحاكى عنها أم جاذبية شفتيها، أما هي فسبحت معه في عالمه أجبرت نفسها تناسي فعلته لكى تستطيع المضى قدما. لفت يديها حول عنقه وأخذت تعبث في خصلاته ب إغراء أنثوي غير برئ.


أبتعد جاسر لحظات فقد شعر بحاجته وحاجتها للتنفس ثم قال بصوت متهدج

جاسر: أنا بقول يلا، عشان كمان شوية وهفقد عقلي تماماً

أحمرت وجنيها خجلاً ثم قالت بصوت خافت: يلا.


أطبق على كفها وتخلل أصابعه بين أصابعها، سارا كلاهما كعاشقين، في سن المراهقه، تحرك بها ناحيه سيارته ثم أجلسها برفق. ودار هو حول المقعد الأخر وجلس بجانبها. أشار لسائقه لكى يرحل. جذبها بحنو ناحيته وأحتضنها بقوه. وبدورها أحتضنته أيضاً. أبتسم جاسر وأسند ذقنه على رأسها ولم يتحدثا، فقد قيل ما قد يُقال...

بقريه الصياد

في فيلا مدحت السيوفي

كانت نادين تجلس في غرفتها، فبعد سفر زوجها للدراسة.


وهى حبيسه هذه الغرفه، لم تترك نادين دراستها ولكن بفضل صلات جاسر ومكانته فقد أوصى بها في جامعتها وأنها ستذهب إلى الجامعه وقت الإختبارات فقط.

جلست تتصفح الهاتف إلى أن سمعت صوت طرقات خفيف على شرفتها، قامت بحذر ثم فتحت الباب لتتفاجأ بمن يجذب خصرها، فشهقت بفزع وقالت بخوف

نادين: مين

سامح بمرح: جوزك حبيبك

نادين وهي تضع يدها على صدرها: خضتني

سامح بنبره هائمه: سلامتك من الخضه.


ضحكت بخفوت ثم قالت بتساؤل: مش المفروض تبقى في القاهره

سامح وهو يقبل يدها: وحشتيني يا ستي قولت أجى أشوفك فيها حاجة

وضعت يدها على خصرها وقالت: طب ومدخلتش من الباب ليه

أبتعد سامح عنها وذهب ناحيه الفراش وتمدد عليه وقال ببرود لستفزها

سامح: حابب أفكرك بأيام زمان

عبست ملامحها وقالت بحده: كدا طب يلا بقى

سامح: تؤ.


أمسكت نادين بساعده وحاولت جذبه. ولكنه لم يتحرك إنش واحد. ثم باغتها هو بحركه سريعه ناحيه الفراش وممدها عليه ومن ثم جثى فوقها وقال بعبث

سامح: مش قدي متلعبيش

نادين بغنج: لأ قدك ونص

رفع أحد حاجبيه وقال: طب وريني

إعتدلت نادين بجسدها ثم رفعت يدها ناحيه عنقه وتحسسته ب إغراء وهي تبتسم بمكر. دبت القشعريره في جسده وأغمض عينيه مستسلماً لأحساسها.


فتح عينيه ثم أقترب منها ليقبل شفتيها. فمالت برأسها لتقع قبله المسكين فوق منكبها العارى. فقالت هي بغرور

نادين: متتحداش أنثى

أغتاظ جدا من فعلتها وقال بحنق: لأ دا ظلم

نادين بضجك: تعيش وتاخد غيرها

سامح بتوعد: طيب أنا هوريكي

نادين: هتعم...

لم تكمل جملتها حيث أخذ يدغدغها في جميع أنحاء جسدها، وأخذت هي في الضحك بهستيريه. وسط توسلاتها بتركها. توقف وقال بحب

سامح: بحبك يا عمري.


نادين وهي تلمس على وجنته: وأنا بموت فيك

ظلا يتحدثا كثيراً حتى غادر سامح مع ترك بصمته. فقام بتقبيلها بسرعه على وجنتها ثم غادر كما جاء، وقفت تتأمله حتى أبتعد عنها وهي نتظر له بهيام...

ولم تعي تلك العيون الخبيثه التي تراقبها منتظره الإنقضاض على فريسته


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الثاني والثلاثون


وصلت سيارات جاسر أمام الفندق، نزل جاسر من السياره وسريعاً دار حول الباب الأخر ليفتح لأميرته المدللة الباب.

أمسك كفها برفق سحبها للخارج برقه ثم تأبط ذراعها وسار بها مرفوع الرأس، شامخ الهيبه، وقلب قد أعلن توبته، سارت هي معه تأوهت بخفوت ف إنتبه إليها جاسر وقال بقلق

جاسر: مالك يا حبيبتي

نظرت له روجيدا وقالت ب إبتسامة: لا أبداً الجزمه وجعتلي رجلي ومش قادره أمشي عليها

جاسر بخبث: تحبي أشيلك.


ردت روجيدا سريعاً وقالت: لالا. أنا هقدر أمشي

شهقت روجيدا فزعاً عندما وجدت قدميها في الهواء، فقد حملها ذلك الذئب، وبعفويه لفت يديها حول عنقه، بينما قال جاسر بمرح

جاسر: أنتي لسه هتتكلمي، أنا بنفذ من غير ما أخد رأيك

روجيدا وقد زاغت عينيها على المتربصين بهما: جاسر. الناس بتبص علينا

جاسر بلا مبالاه: عادي هو أنا بعمل حاجة غلط.


كانت نظرات المحيطة بهم متسلطة عليهما دفنت روجيدا وجهها في صدر جاسر حتى تتحاشى النظرات، بينما إبتسم جاسر وسار واثق الخطى، يضم رأس حبيبته إليه ثم قال معابثاً

جاسر: يا سلام لو تفضلي كدا

رفعت روجيدا رأسها حانقه على كلامه الذي يهدر به لا الوقت والمكان مناسبان لهذا العبث. فقالت تلك المحرجة بحنق

روجيدا: جاسر، حرسك وراك يسمعونا

جاسر ببرود: ما يسمعوا. إنتي مراتي هو أنا شقطك.


عقدت مابين حاجبيها وقالت: يعني إيه دى؟

قهقه جاسر بقوة ثم قال: لا إنتي محتاجه دروس كتيره عشان تتعلمي اللغه

قالت روجيدا بسخريه: ماشي يا بتاع اللغة

كان جاسر يصر وبشده على مشاكسه تلك العنيده سواء بكلماته. أو أفعاله. وأه من أفعال ذلك المشاكس، كانت تثير حنقها وبشدة.


أنزلها جاسر أمام الغرفه فقد ابى أن ينزلها حتى في المصعد رغم إلحاحها بالنزول، ولكن أيأبى؟ بالطبع جاسر الصياد ذو الرونق العالي. الذي لا يخضع لقوانين.

دلفت روجيدا إلى الداخل. لترى مشهد قد أزهل عينيها، مره أخرى يفاجأها هذا اللعين بمفاجأت غير متوقعه بالمره.


فكان الجناح الخاص بهما مزدان ب إحتراف شديد حيث إمتلأت بالأزهار الملونه صفراء وبيضاء. ورديه وبالطبع الكثير والكثير من الورود الحمراء، البالونات المملوءة بغاز الهيليوم منها المعلق بالهواء ومنها المترامى على الأرض ولكن أكثر ما خطف أنفاسها.


وجعل قلبها يطرب فرحاً. ودموعها تنهمر بشده هو تلك العبارة التي كُتبت على أحد حوائط الغرفه. كُتبت بحرفيه وخط عريض بعشقك يا أحلى ماما ف الدنيا، إلتفتت إليه وهي تضع يدها على فمها وعيناها مغروقتين بالدموع، بينما هو كان يضع يديه في جيب بنطاله ويطالعها بنظرات حب، فقالت هي بسعاده

روجيدا: أعمل فيك إيه؟

فتح لها ذراعيه. فركضت هي ترتمى بأحضانه وقالت بحب

روجيدا: بحبك، بحبك.


دفن جاسر وجهه في عنقها وقال: وأنا بعشقك. أنا عديت مراحل العشق من زمان

ورجيدا وهي تشدد من إحتضانه: مش هسيبك أبداً. أوعديني متسبنيش أنت كمان

جاسر وهو يستنشق عبيرها: مش هسيبك أبداً، مش هسيبك إلا على موتي.


حملها جاسر وسار بها ناحيه الفراش، زادت ضربات روجيدا خوفاً مما هو قادم. أنزلها جاسر ووضعها على الفراش، إزادت خوفاً فلم تستطع أن تخفي تلك العلامات التي إرتسمت على وجهها، لاحظ جاسر نظراتها فم يشئ أن يهدم كل ما وصل إليه حتى الآن، بادلها بنظرات مطمأنه، وقال

جاسر: متخافيش يا حبيبتي، عمري ما هعمل حاجة تأذيكي

لم ترد عليه روجيدا بينما تابع جاسر

جاسر: عاوزك تثقي فيا ماشي

أماءت برأسها ثم قالت ب إبتسامه: ماشي.


ترك قبله حانية على جبينها أغلقت هي عينيها إثر تلك القُبلة، إبتعد جاسر عنها ثم قال

جاسر: قومي يلا غيري هدومك عشان ننام

روجيدا بطاعة: طيب

إبتسم جاسر إبتسامة غريبه لم ترتح لها روجيدا فقالت بتوجس

روجيدا: مش مستريحالك

جاسر ببراءة مصطنعة: هو أنا عملت حاجة. طب دا أنا غلبان

نظرت له روجيدا بنصف عين: ياخوفي منك

جاسر بغمزة: ثقي فيا.


ضحكت روجيدا على أفعال زوجها الطفوليه ثم سارت ب إتجاه الخزانة وسط نظرات زوجها الخبيثه، وما كادت أن تفتح الخزانة حتى شهقت فزعه وتسربت إلى وجنتها حمرة خجل. نظرت روجيدا بحده ناحيه جاسر. الذي ما أن رأها حتى إنفجر ضاحكاً ملئ فاه فقالت روجيدا بغيظ

روجيدا: إيه دا

جاسر وهو يتصنع البراءة: إيه

روجيدا وهي تشير ناحيه الخزانه: دا

جاسر وهو يشرأب بعنقه حتى لمح الملابس فقال ببرود: هدوم

روجيدا ب إستنكار: والله.


جاسر: أه والله

روجيدا وهي تنظر للملابس بسخط: هي دي هدوم، فين هدومي

جاسر وهو يخلع جاكت الحُله خاصته: لسه مش نضيفة، يعني مهانش عليا أسيبك من غير هدوم

روجيدا بسخريه: هي دى هدوم

جاسر بمرح: أه

نفخت روجيدا بغيظ ثم سحبت ملابس من الخزانه، أكثر ملابس محتشمة، وقالت بحده

روجيدا: أنا داخلة أغير

جاسر بمزاح: طب ليه ما أنتي مش عجباكي الهدوم.


نفخت روجيدا غيظا ثم دلفت إلى المرحاض أغلقت الباب. ثم همت بخلع ملابسها حتى أدخل جاسر رأسه وقال بغمزة

جاسر: مش محتاجة مساعده

روجيدا بغضب: إطلع يا جاسر

جاسر بمرح: هفتحلك السوسته بس

أمسكت روجيدا عبوة سائل إستحمام و ألقتها بوجهه. ثم إتجهت ناحيه باب المرحاض وأغلقته، وعلى وجهها إبتسامة محبه.


فى الخارج كان جاسر على وشك الإنفجار ضحكاً من زوجته، ولكنه سعيد بشده، حمد الله كثيراً لتحسن الأحوال بينهم، وإستعاده ثقتها المسلوبة. التي سلبها عنوة، تذكر ما حدث فحزن بشده وعنف نفسه قائلاً

جاسر: غبي، غبي

قاطع تعنيف نفسه صوت هاتفه الذي صدح في جيبه أخرجه ثم نظر للمتصل وقال

جاسر: ألو.

الشخص: أيوة يا باشا

جاسر: ها إيه الأخبار

الشخص: مفيش جديد يا باشا غير إنه راح القريه إمبارح.


عقد جاسر مابين حاجبيه وقال بتساؤل: ليه

الشخص: معرفش بس كان واقف قدام فيلا مدحت بيه

جاسر وهو يهز رأسه ب إستنكار: مش ناوي يجيبها لبر، حمدي عاوز جاسر الكلب دا ميحسش بحاجة إعمل اللي بيقوولك عليه وخلاص

حمدي بطاعه: عنيا يا باشا. ولو فيه جديد هقولك، بس هو يعني. آآآ.

جاسر بنفاذ صبر: إيه يا بني

حمدي بتوتر: هو، حضرتك عارف هو عاوز إيه

أراح جاسر ظهره للخلف وقال ثم قال بمكر: امممم، يعني إنت مش عارف يا حمدي.


إبتلع حمدي لعابه وقال: أنا بس بتأكد يا باشا. أصلي مش هعرف أتصرف

جاسر بتفهم: متخافش عرفني بس تحركاته، وأنا هزود الحراسه على سامح ومراته

حمدي: ماشي يا باشا. هوقعه ف شر أعماله

جاسر بنظرات تحمل القساوة: أنا ناوي أحميه من على وش الأرض

سمع صوت باب المرحاض يُفتح، فقال جاسر بعجالة

جاسر: طب أقفل دلوقتي.


أغلق جاسر الهاتف. ثم سلط نظراته على القادمه نحوه. ولم يكد ينظر إليها حتى أبهره منظرها الرائع، حيث كانت ترتدي منامه من اللون الأزرق، مكونة من هوت شورت أزرق وبادى ذو حمالات رفيعة من اللون الأزرق أيضاص ولكن بدرجة أفتح

إبتلع جاسر لعابه بصعوبة وظلت نظراته متعلقه بها، نهض جاسر عن الفراش وإتجه ناحيتها وقال بصوت خافت

جاسر: مش هقدر ع كدة...

روجيدا وقد تسربت حمره خجله لوجهها الأبيض: ليه.


ملس جاسر على وجنتها وقال بهيام: عمرك شوفتي الجنة ع الأرض

روجيدا بخجل: لأ

جاسر وهو يقبل وجنتها: أنا بقى شايفها دلوقتي

إبتعدت روجيدا وقالت بتوتر: مش. مش هنام بقى

ضحك جاسر وقال: ماشي هدخل أغير وأجي.


أخذ جاسر ملابسه وإتجه ناحيه المرحاض، بينما جلست روجيدا على الفراش منتظرة جاسر، وما هي إلا دقائق حتى خرج جاسر، كان يرتدى بنطال قطني من اللون الكحلي وتيشيرت من اللون الأبيض ضيق ف أبرز عضلات صدره وبطنه، توجه ناحيه الفراش وقال لها

جاسر: إتأخرت؟

هزت روجيدا رأسها بلا فتابع هو

جاسر: مش يلا

روجيدا بخوف: يلا؟ يلا إيه

قهقه جاسر وقال بمزاح: مخك راح فين يا قليلة الأدب

عقدت ما بين حاجبيها وقالت: أومال قصدك إيه.


جاسر وهو يتمدد: ننام يا حبيبتي

زفرت ب إرتياح وقالت: ماشي يلا

أغلق جاسر الأنوار. تمددت روجيدا بجانبه، ولكنها أحست بيده تجذبها من خصرها ناحيته وقال بعتاب

جاسر: متناميش بعيد عني، متخافيش مني والله ما هاجي جمبك. عاوز أحس بنفسك بس. مش عاوز أكتر من كدا

روجيدا ب إبتسامه: حاضر

أحاطها من خصرها بقوة ثم وضع رأسها على صدره وحدثها قائلاً

جاسر: روجيدا!

روجيدا: نعم

جاسر بخوف: لسه بتخافي مني. أو مش بتثقي فيا.


هزت رأسها بنفي فزفر ب إرتياح، ثم قال لها بحنو

جاسر: مش قادر أتخيل إني هكون أب كمان كام شهر

روجيدا بسعادة: ولا أنا

جاسر وهو يمسد على شعرها: ربنا يخليكوا ليا

ضمته روجيدا بقوة وقالت: ويخليك لينا يارب

وضع جاسر ذقنه على رأسها قبلها من رأسها مطولاً ثم غطا في ثبات عميق...


في قرية الصياد

بفيلا مدحت السيوفي

في صباح اليوم التالي وبعدما أعلنت شمس مصر الشروق، ولكنها ظلت مختفيه خلف الغيوم التي تهدد بهطول أمطار

فاقت نادين إثر مداعبه الشمس لوجهها، نظرت للهاتف فوجدت رسالة من زوجها تحمل النص الآتي

حبيبتي. أنا جاي بكره عشان أخدك القاهره، خلاص أنا قربت أخلص السنة. وهنبدأ نشتري حاجات لبيتنا. بحبك.


إبتسمت بسعادة ف أخيرا سينتهي العام الدراسي، وسيتزوجا، نهضت بنشاط ثم توجهت للمرحاض تنعمت بحمام دافئ.

خرجت ثم أبدلت ملابسها لفستان يصل إلى ركبتيها من اللون الأسود. ذو حمالات عرسضة وحزام أحمر، نزلت إلى أسفل وجدت والدها ووالدتها يجلسان لتناول الفطور، توجهت ناحيتهما وقالت

نادين: صباح الخير

مدحت/أمال: صباح النور يا حبيبتي

أمال: تعالي عشان تفطرى

نادين وهي تسحب كرسي: منا هفطر. هو أنا محتاجه عزومه.


هز مدحت رأسه مستنكراص وقال: مش ناوية تبطلي لماضة

نادين وهي تضع قطعه التوست بالمربى في فمها: تؤ

أمال بمرح: ربنا يعين سامح

أبتلعت نادين ما بفهما وقالت: صحيح سامح هيجي بكره عشان نجيب حاجات لبيتنا

مدحت وهو يرتشف من كوب الشاي: ماشي...

أمال: بس متتأخروش

نادين بخبث: من عنيا

فهمت أمال بنرة أبنتها وقالت: ياخوفي يا بدران

نادين ببراءة مصطنعة: هو بدران عمل حاجة

نظر لها مدحت وقال بتحذير: نادين أسمعي كلام ماما.


نادين بعبوس: طيب

تناولا فطورهم وسط مزحات نادين وضحكات مدحت وأمال، ولكن شعرت الأخيره بعد إطمئنان لذاك المشوار، فقالت في نفسها بخوف

أمال: أستر يارب من المشوار دا. قلبي مش مطمن...


عودة مرة أخرى لتركيا

تململت روجيدا في الفراش، فتحت عينيا ثم ما لبثت حتى أغلقتهم مره أخرى وأخذت ترمش بعينهيها حتى إعتادت على الإضاءة وفاقت. رفعت رأسها لجاسر فوجدته مستيقظاً وينظر لها بحنو فقالت هي ب إبتسامه

روجيدا: صباح الخير

جاسر وهو يقبل جبينها: صباح الفراولة.

روجيدا وهي تحاول التملص: طب يلا نقوم

جاسر: تؤ خليكي ف حضني

ضحكت روجيدا وقالت: طب الأستاذ اللى جوه دا جعان.


جاسر وهو يملس على وجنتها: ودي تفتني.

أشار لها على الطاوله وقال بحب

جاسر: طلبت الأكل من شوية...

روجيدا وهي تقبل وجنته: مش عارفة أقولك إيه

نزعها من أحضانه وقال: متقوليش. إنتي تاكلي

نهض جاسر ثم أحضر الطعام ووضعه على الفراش وقال بحب

جاسر: يلا كلي

روجيدا: وأنت

جاسر وهو يمسك شريحه من القطعه الجبن الرومي ويضعها على قطعه التوست: هاكل لما تاكلي

روجيدا بعناد: مش هاكل إلا لما تاكل معايا

جاسر بصوت أمر: طب كلي الأول.


روجيدا: آآ...

قاطعها جاسر وقال: ولا كلمة

بدأ جاسر في إطعامها بكم كبير، ولكنها كانت تختلس بعضاً من الطعام وتدسه في فمه، كان فطور في غاية الرومانسية، تغزل جاسر في روجيدا وأغدق عليها بالحب والحنان، تنعمت روجيدا في هذا الفطور بدلال لم تراه من قبل. أنتهى كلاهما من الفطور

ثم قال جاسر: يلا عشان هنخرج

روجيدا بتساؤل: هو إنت معندكش شغل

جاسر بمكر: تؤ

روجيدا بجديه: بتكلم جد.


جاسر وهو يمسك يدها: مفيش أصلاً شغل. أنا جايبك هنا نقضي شهر العسل

جحظت عيناها من المفاجأة وقالت بمرح

روجيدا: يعني كنت بتشتغلني

جاسر وهو يومئ برأسه: أينعم

روجيدا: رخم

جاسر بحب: بس بيعشقك. إحنا معملناش فرح فقولت لازم نعمل شهر عسل هو مش شهر شهر بس أهو تغيير جو. بس أوعدك في أقرب وقت هنسافر ف كل حته

روجيدا بسعاده: ولو يوم أنا مبسوطة

نهض جاسر وقبل وجنتها ثم قبله بجانب شفاها الورديه، وقال.


جاسر: طب يلا عشان هنتفسح

روجيدا بحماس: طيب

نهضت روجيدا وقاما كلاهما بتبديل ملابسهما، نزلا إلى أسفل متشابكين الأيادي. وعلى وجهيهما إبتسامة، كان جاسر يتحدث مع روجيدا حتى سمع صوت أنثوي ينادي عليه

الصوت: جاااسر

إلتفت جاسر لمصدر الصوت حتى جحظت عيناه من الصدمة وقال بدهشه

جاسر: إنتي، ...


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الثالث والثلاثون


أتعرفون مقولة لا تضع الكبريت بجانب البنزين تلك المقولة تنطبق وبشدة على روجيدا، فما رأت الفتاه تقترب من جاسر والتي تضتح معرفتهم الوثيقة حتى أشتعل فيتيل الغيرة

فمن يراها يكاد يقسم أن الشرر المتطاير من عينيها، فإنه بالتأكيد سيحرق تلك الفتاه بلا أدنى شك...

تقدمت الفتاه من جاسر بخطوات واثقة، وكذلك متغنجة.


كانت ترتدي ملابس فاضحة، حيث أرتد فستان من اللون الأزرق ملتصق بجسدها، مُظرهاً منحنيات جسدها ومرتفعاتها.

تضع الكثير من مستحضرات التجميل الصارخة، إتجهت ناحيه جاسر التي أسرعت بالإرتماء في أحضانه...

بينما روجيدا، لا داعي لمعرفة ما تفكر به وما هي مقدمه عليه.


كان جاسر يقف كالأصنام ملجوم اللسان مشلول الأعضاء وقبل أن تحصل الفتاه مبتغاها من جاسر كانت يد روجيدا الأسرع في إبعادها ثم قالت بنبرة جاهدت أن تبدو ثابتة

روجيدا: سوري يا روحي جاسر متوضي.

فغرت الفتاه شفاها من هول صدمتها، ثم قالت بصوت مدهوش

الفتاه: مين دي يا جسور

لم يرد جاسر إذ لم يستوعب المفاجأة بعد، بينما وجهت روجيدا أنظارها ناحية جاسر وردت بغيظ مكتوم.


روجيدا: مترد يا بيه، رد يا جسور، ثم حولت أنظارها ناحية الفتاه وقالت ب إبتسامة صفراء

روجيدا: أنا حرم جسوور، تعمد روجيدا أن تنطق جسور بغنج أنثوي مخيف...

بينما فغرت الفتاه فاها أكثر من الدهشه ولم تعقب

الأن وفقط إستطاع جاسر الحديث وقال بنبرة جامدة

جاسر: إنتي بتعملي إيه يا شاهي هنا.

شاهي بدلع: جايه أتفسح مع جوزي، أصلي أتجوزت.


نظر لها جاسر ب إستحقار جلي ثم أشاح بوجهه ناحية روجيدا وقال ب إبتسامة جاهد لإخراجها طبيعية

جاسر: يلا ياحبيبتي

لاحظت روجيدا نفوره من تلك الفتاه التي لا تعرف ما العلاقة التي تربطها بجااسر، ولكنها وافقت على مضض

روجيدا: يلا يا حبيبي

كادا أن يسيرا ولكن شاهي تلك الفتاه اللعوب لم تسمح لهما حيث قالت بخبث

شاهي: دا دينا هتفرح أوي إني شفتك يا جاسر.


ألتفت جاسر على حين غرة وعيناه تطلقان الشرر، سار بخطوات واسعة حتى بلغها وأمسك رسغها بعنف وقال بقسوة وتهديد

جاسر: إبعدي عني إنتي وأختك أحسنلك عشان هتصرف تصرف مش هيعجبك لا أنتي ولا ال أختك، ثم صاح بصوت هادر إلتفت على إثره من كان يقف بالبهو، فااااااهمة

ثم ترك يدها بحدة، بينما بادلته شاهي إبتسامة مستفزة، ثوان من النظرات المتحدية قطعها أحد العمال الذي قال بروتينية

العامل: سيدي، برجاء خفض صوتك.


نظر له جاسر بحدة ثم دفعه بقوة وإتجه ناحية وأمسك يدها وقال بحدة وهو يسحبها بقوة

جاسر: يلا

روجيدا ب إماءة بسيطة: طيب

سارا للخارج دون التفوة بحرف، لم ترد روجيدا أن تتحدث في هذا الأمر فيبدو أن جاسر أعصابه مشدودة من تلك الفتاه

بينما في داخل البهو بالفندق وقفت شاهي وعيناها تلمع بخبث شديد فتحت حقيبتها ثم أخرجت هاتفها وضغطت بضع ضغطات ووضعته على أذنها منتظرة الرد من الجهه الأخرى، حتى إنفتح الخط فقالت.


شاهي: حبيبة القلب هنا هي وجاسر

الطرف الأخر: هنا فين

شاهي: ف تركيا.

ثم أغلقت الخط، وسارت عندما لمحت زوجها...

كان جاسر يسير في صمت حتى قطعته روجيدا وقالت

روجيدا: جااسر

إلتفت لها جاسر ب إبتسامة صافية عكس موجة الغضب التي أجتاحته بالداخل وقال

جاسر: عيونه

تعجبت روجيدا وقالت بفاه مشدوه

روجيدا: جاسر أنت كويس!

تنهد جاسر وقال: كويس متخافيش

روجيدا بتساؤل: طب مين اللى كنت بتكلمها جوه دي.


جاسر وقد بدى الأمتعاض على وجهه: ممكن منتكلمش ف الموضوع دا دلوقتي...

روجيدا ب إبتسامة: طيب يا جاسر

جاسر وقد قبل يدها ثم قال ب إمتنان: شكراً ياقلبي.


في أحد الطرق الصحراوية، بالقاهرة

كانت تسير في الطرقات هائمة، لا تعلم كم مضى عليها وهي تسير ساعة أثنان. ثلاث، لا يهم المهم أنها هربت من براثن الأسد، ظلت تحدث نفسها

نيرة: يارب، يارب أطلع من المحنة دي، الحمد لله إني خلصت منه

أكلها التعب فقررت الراحة قليلا، جلست بجانب الطريق تتذكر كيف هربت...

فلاش باك

أمام المشفى نزلت نيرة من السيارة وأبلغت حارسها

نيرة بنبرة كاذبة: أنا داخلة المستشفى...


الحارس: أتفضلي. بس لما يسألني أقوله إيه

نيرة بتوتر طفيف: قوله راحت تجيب فاتورة العمليه عشان نسيت أجبيها وهو هيفهم

أماء برأسه ولم يعلق، بينما دلفت هي إلى الداخل وظلت تبحث بعينيها، حتى وجدت ضالتها، توجهت ناحيه فتاه ثم أخذت منها حقيبه بلاستيكيه سوداء

ودلفت إلى المرحاض لتبدل ملابسها وأرتد زي منتقبة، ثم خرجت ومن ثم خرجت من المشفى بأكمله...


وصلت أمام حارسها، أبتلعت ريقها بتوتر وخوف. ولكنها تحركت بثبات زائف فقد إنطلت عليه الحيله ولم يتعرف عليها، بعدما أبتعدت عن المشفى ظلت تركض بلا وجهه حتى وجدت نفسها بعيداً عن الطرق العمرانية...

أنتهى الفلاش

فاقت من شرودها على صوت سيارة، فهبت واقفة أمامها وقالت بصوت مرتجف

نيرة: م ممكن تساعدني

نزل أحدهم من السيارة وقال: أكيد

فتحت عيناها بوسعهما من الدهشه ولم تستطع النطق...


عودة مره أخرى إلى تركيا

جلسا كلاً من جاسر وروجيدا على الشاطئ وهو محتضن زوجته المحبه ويضع ذقنه على رأسها، كان يضمها بحب وتملك في الوقت ذاته، قطعت روجيدا هذا الصمت بسؤالها

روجيدا: بتحبني

أبعدها جاسر عنه وقال بدهشه: لسه بتسألي

حركت كتفيها بغنج: إثبتلي

لمعت عيناه بخبث وقال: عاوزة أثبتلك

أماءت برأسها بقوة وقالت بعزم: أه

أبتعد جاسر عنها، ثم وقف أعلى مقعد وزعق بصوته كله وقال.


جاسر: أسمعوا جميعاً، فال يجتمع كل من هنا

تجمهر عدد لا بأس به من الناس بينما كانت روجيدا في أوج غضبها ثم قالت

روجيدا: بس يا مجنون هتفضحنا

نظر لها بنصف عين وقال: لأ، هثبتلك

رفع نظره لتجمع وقال بعلو صوته

جاسر: أريد أن يشهد جميع من هنا، أنني أعشق هذه الفتاه، أشار بيده ناحيه روجيدا، ثم أكمل...

جاسر: لا بل أُهيم بها عشقاً، حبيبتي، مجنونتي، عشيقتي، وزوجتي.


نزل من مقعده ثم جثى على أحد ركبتيه و قال بحب وهو ينظر لها بقوة

جاسر: بحبك ومقدرش أعيش من غيرك، لا أنتي ولا المفعوص ولا المفعوصة اللى جاية

أدمعت عينا روجيدا فرحاً فأرتمت بأحضانه دون التفوه بحرف، أستقبلها بين ذراعيه بحرارة، ضمها لصدره ثم دار بها كثيراً

بينما تعالت صوت الصفير والتصفيق الحار للعاشقين.


نزلت عليهما كلمات من تدعوا لهما بدوام المحبه ومن منهم تأمره بالحفاظ عليها ومن منهم من تمدح زوجها الكثير والكثير من كلمات كانت ولا تزال لا تصف مقدار عشق جاسر لها.

فقط لها هي تنازل عن قسوته، عشقها فتيتم بها، غرق في بحور عينيها الفيروزتين، عسليتاه لا تستطيع أن ترى غير محبوبته، وأه وألف أه من داء العشق.


شابك أصابعهما معاً كان بين الحين والأخر يزرع قُبلة حانية على جبينها. وأخرى على وجنتها، والكثير والكثير فوق يديها، وهي تستقبل كل ذلك برحابة صدر واسعة، بل وأغدقت على مسامعه كلمات عشق أُطربت لها أذنيه، قالت روجيدا بحب

روجيدا: أوعى تبعد عني

جاسر بعتاب: قولتلك 100 مرة مش هبعد إلا بموتي

قالت روجيدا مسرعه: بعد الشر عليك

فرد جاسر بعبث: بتخافي عليا أبت

قطبت جبينها وقالت: لأ ع حد تاني.


تغيرت ملامحه للغضب وقال بغيرة واضحة: ومين دا إن شاء الله

قهقهت روجيدا بشده ثم قالت بضحك: بتغيري يا جسووور

تعمدت لفظ ذاك الأسم لإثارة حنقه، ولكنه لم يبدي أى فعل ولكنه قال بحده هادئه

جاسر: بلاش الاسم دا ياروجيدا

تسائلت: وليه

جاسر: عشان، لم يكمل جملته ثم قال: مبحبش الاسم دا ويلا بقى نروح عشان متتعبيش أكتر من كدا

كادت روجيدا أن تعترض ولكنه قاطعها بحزم قلق

جاسر: بلاش كلام كتير، عشان متتعبيش ولا تتعبي إبني.


أبتسمت روجيدا ولم تعقب، ذهبا إلى الفندق بسيارة جاسر التي تبعتهما أينما ذهبوا، ثم صعدا إلى الغرفة، ذهبت روجيدا للمرحاض لكي تقوم بتبديل ثيابها.

بينما خلع جاسر قميصه الأسود ورماه ب إهمال على أحد المقاعد، فأتاه أتصال، نظر للهاتف الموضوع بجانبه، رد جاسر بجديه

جاسر: أيوة، خير

الشخص: جاسر بيه، سامح بيه هينزل المنيا بكرة

جاسر بتساؤل: أمتى

الشخص: ع الضهر لما يخلص جامعة.


جاسر بتحذير: مش عاوز أي غباوة في الموضوع ركزوا كويس

الشخص بجديه: أوامر سعاتك

جاسر: ماشي، متتصرفوش إلا لما أجي، ولو حسيتوا بخطر أتصرفوا ليكو مطلق الحرية

الشخص: أوامرك ياباشا

أغلق جاسر الهاتف ثم هز قدمه بعصبية مفرطة وقال بغضب مكتوم

جاسر: أنت اللى كتبت نهايتك ب إيدك

مين دا اللى كتب نهايته...

ألقت روجيدا هذا السؤال على جاسر، الذي ما أن سمع صوتها حتى قال ب إبتسامة صفراء

جاسر: متخاديش ف بالك.


روجيدا وهي تجلس بجانبه: إزاى يعني، مش أنت قولتلي مش هتخبي حاجة عليا

أمسك يدها ولثمها في حب ثم قال بهدوء

جاسر: هقولك بس مش دلوقتي، مش عاوز تشغلي بالك بحاجات زي دي

روجيدا بقلق: مالك بس فهمني

ضغط على يدها وقال: متخافيش والله...

نتهدت بيأس فهى تعلم جاسر عنيد مثلها تماماً، ثم قالت: طيب، بس خد بالك من نفسك

أزاح خصلة من شعرها وقال: حاضر عشان خاطرك، ثم قال مغيراً الحديث، بس إيه الحلاوة دي.


إبتسمت روجيدا بخجل، حيث كانت ترتدي منامه سوداء حريريه تصل لما بعد الركبة، ذات حمالات رفيعة متبادلة، عاري الظهر

لم تكن روجيدا تخجل أو تخاف من إرتداء ملابس كهذه أمام زوجها فهو لم يحاول أن يخلف بوعده في عدم التقرب منها، بل وكان يبتعد حتى لا يقع في مجال الخطأ.


فاقت من شرودها عندما أحست بأنفاسه الحارة تقترب من عنقها، الذي ألهبته قبلة رقيقة. ثم تحركت شفتاه بخفة لتُقبل منكبها العاري، رفع رأسه وهو يلهث ثم قال بتهدج

جاسر: بحبك، أوى

إنتصبت روجيدا في جلستها وإزدادت ضربات قلبها بعنف.

ولكن جاسر كان كمن غُيمت عيناه بجمالها الآخذ، وأُصيب بفقدان ذاكرة عن وعوده إثر عبقها النفاذ.

إنحنى بشفتيه ناحية شفتيها.

ثم قبلها بقُبلة رقيقة، سرعان ما تحولت لقُبلة شغوفة...


إلى هنا وكفى لم تستطع روجيدا التحمل، وضعت روجيدا كفيها على صدره وأبعدته عنها، ثم قالت بدموع

روجيدا: ب، بلاش، دلوقتي، آآ. أنا مش مستعدة

وضع جاسر يده على وجهه وأبتعد سريعاً عنها، ظل يفرك وجهه بعنف، لاحظت روجيدا ذلك فقالت بخوف وتوتر

روجيدا: أسفة يا جاسر بس والله مش مستع...

لم تكمل جملتها حيث قاطعها جاسر بعنف وقال

جاسر: بس، بتعتذري ليه. ها بتعتذري ليه.


روجيدا بدموع: عشان، عشان، عضت على شفتيها ولم تستطع أن تكمل

أقترب جاسر منها ثم قال بندم: بتعتذري عن حاجة أنا وصلتك ليها، بتعتذري عشان خليتك خايفة مني ومن قربي

قالت روجيدا مسرعة: مش خايفة منك

جاسر صوت عال: أومال إية

روجيدا بدموع أكثر: مش منك، خوفي من اللى حصل قبل كدا، مش عاوزة تكرر نفس التجربة تاني، خايفة يا جاسر لما تقرب مني أشوفك هو وأكرهك، أنا مش عاوزة أكرهك...


أحتقنت عينا جاسر وقال بصوت هادر: مش عاوز أسمع أسمه فاهمه

أماءت روجيدا فقد بث صوته الرعب بداخلها: طيب

تمدد جاسر على الفراش وقال بضيق: يلا نامي

أذعنت روجيدا لطلبه وتمدد بجانبه وهي تشهق، تمزق قلب جاسر لسماعه شهقاتها، جذبها من خصرها وإحتضنها من الخلف ذرع قُبلة خفيفة خلف إذنها وقال بأسف

جاسر: أسف متزعليش مني

مسحت روجيدا دموعها ثم قالت بوهن: مش زعلانة

جاسر بمزاح ليخفف حدة التوتر: مش عاوز الواد يطلع مكشر.


ضحكت روجيدا بخفة وقالت بعناد: لأ هو مش ولد، تحسست بطنها الصغير وقالت

روجيدا: أنا حاسة إنها بنت

شدد جاسر من أحتضانها وقال بصدق: مش مهم ولد بنت كل اللى يجيبه ربنا كويس

مرمغ وجهه في خصلاتها ثم سبحا كلاهما في ثبات.


في ظهر اليوم التالي

كانت سيارة سامح تسير بسرعة معقولة، كان يتسامر مع زوجته حتى قطعت عليهم الطريق سيارتان جيب سوداء، توقف سامح فجأه ف إندفع جسدها للأمام، فقالت نادين برعب

نادين: في إيه

ربت سامح على كتفها وقال: متخافيش

بينما تحرك الرجال وأخرج كلاهما من السيارة بينما زعق سامح وقال

سامح: سيبوا مراتي

ونسيبها ليه يا سامح

جاء صوته من خلف سامح فألتفت إليه سامح بغضب وقال.


سامح: جابر متنجنيش ع روحك، تارك معايا أنا وجاسر، مراتي ملهاش دعوة

توجه جابر ناحية نادين ثم جذبها ناحيته، صرخت فزعه بينما قال جابر بنبرة شهوانية

جابر: ومين جالك إني واخدها طار، البنية عچباتي وجولت أروح عن نفسي شوي

أنتفضت سامح وكاد أن يضرب جابر لولا أياد حرسه التي أمتد وبدأت في الضرب بسامح بوحشية.

ظلت نادين تصرخ وتستنجد ولكن لا من مجيب أشار جابر بيده كي تتوقف أياد رجاله ثم قال بشماتة.


جابر: جول ل أخوك ميلعبش بالنار لتحرجة(تحرقه)، ملس على وجه نادين بطريقة مقززة ثم قال بنبرة شيطانية

جابر: مرتك، هجضي معاها وجت مليح(حلو)، نظر لها وقال، هبسطك

صرخت نادين بحده، بينما نظر لها سامح بضعف وقال بصوت خافت ضعيف

سامح: سيبها...

لم يصل صوته لمسامع من حوله، ولكنه أشار لأحد من رجاله لكي يفعل ما أمره به.


أخرج الآخير مسدسه ثم وجهه ناحيه سامح، أطلق رصاصه لتصيب كتفه، تأوه بشده، بينما صرخت نادين وظلت تتلوى وتبكي، بينما علت صوت ضحكات جابر بشدة

أشار الرجل مرة أخرى بسلاحه ناحية رأس سامح، ثم أنطلقت رصاصة لتُصيب الهدف بحرفية بالغة...

لتصدر صرخة عنيفة، أهتزت لها الجبال، ومُزقت لها القلوب البشرية، خرجت تلك الصرخة من صميم قلب نادين، التي لم تحتمل المشهد فسقطت مغشي عليها.


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الرابع والثلاثون


الرصاصة أصابت هدفها. توسطت الجبين، تناثرت الدماء، وهوت الجثة هامدة، قلب توقف عن الخفقان، وروح فارقت الجسد...

تحولت نظرات جابر من الشماتة والفرح إلى الخوف والجزع، إذ ظهر شبحه من وسط الغبار العالق في الهواء إثر العاصفة التي هبت

هوت جثة الرجل، تقدم جاسر بكل شموخ وعيناه تنطقان بشر وغضب دفين، السلاح الذي يحتل يده، يبدو أنه سيقتل المزيد، تحدث جاسر بنبرة تحمل التهديد والغضب.


جاسر: أظن إنك جبت أخرك معايا يابن ال يا

جابر بنبرة مرتعدة قليلاً: واد صياد...

جاسر بعينان متجمرتان ونبرة هادرة: أيوة واد زفت. ورحمة أمي ما هسيبك

طرقع جاسر ب أصابعه وفي ثوان حضر عدد هائل من الرجال ذو بنية جسدية ضخمة قاموا بمحاصرة رجال الهواري وتجريدهم من أسلحتهم

توجه جاسر ناحيه أخيه وأنحنى إلى مستوى الراقد على الأرض الترابية، ثم قال بنبرة تحمل القلق

جاسر: سامح. أنت كويس؟ سامعني.


أماء سامح رأسه بخفوت فلم يكن له القدرة على التفوة، ثم قال بصوت ضعيف.

سامح: نادين

جاسر وهو يربت على كتف أخيه: متقلقش، نادين ف عنيا

نهض جاسر من جلسته. وتوجه ناحيه جابر المتيبس في مكانه إثر المفاجأة. حمل نادين وتوجه ناحيه سيارته إذ رفض أن يضع أحد من حراسه على زوجه أخيه

ووضعها برفق، ثم توجه ناحيه أخيه وساعده على النهوض وتوجه به إلى السيارة ووضعه أيضاً بجانب زوجته ثم قال بنبرة حانيه.


جاسر: متقلقش يا سامح ورحمه أبويا هجبلك حقك

لم يرد سامح وإنما جذب زوجته وإحتضنها بضعف. أغلق جاسر الباب ثم أشار لأحد رجاله. أتاه الحارس وقال

الحارس: أؤمرني يا جاسر بيه

جاسر بأمر: خد سامح ومراته ع المستشفى بسرعه تابع معاهم عما أجيلك

الحارس: أوامرك يا باشا

ذهب الحارس من أمام جاسر فتوجه الأخير ناحيه جابر الذي أكله الخوف حتى النخاع.


وقف جاسر أمامه وهو يضع يده في بنطاله مستمتع بالخوف المتقافز في عينيه، تحدث جاسر بنبرة شيطانيه

جاسر: أنا مش من النوع اللى بيدي فرص كتير. وأنا إديتك أكتر من حقك

جابر بتلعثم: أني، آآآآ...

قاطعه جاسر بصوت هادر: أنت تخرس خالص، حسابك مش هعديه يا كلب، أنت اللى حددت نهايتك.


أشار جاسر لأحد حراسه، تقدم أحده، فمال جاسر على إذنه وهمس بكلمات مبهمه مقتضبه. أخرج الحارس سكين من جيبه وأعطاه لجاسر ثم توجه ناحيه جابر وقام بتكبيله

وضع يده على إحدى السيارات وفرد أصابعه، توجه جاسر ناحيته وهو يلعب بالسكين. مما أصاب الذعر لدى جابر الذي قال بصوت مرتجف

جابر: أنت هتعمل إيه ياود المركوب إنت

جاسر وهو يبتسم بشيطانية: مفيش حاجة مهمة...

جابر بخوف: إعجل (إعقل).

جاسر وهو يميل عليه: مبقاش فيه عقل.


أمسك جاسر السكين وبكل قوته ذرعها في يد جابر الذي صرخ متألماً.

لم يكتفي بذلك قط. حيث قام بتقطيع أصابع كلتا يدي جابر تناثرت الدماء.

صرخ وصرخ جابر ولكن جاسر كان في أوج غضبه وكراهيته. كيف يفكر في قتل فرد أخر من أخويه، أبتعد جاسر عنه ثم قال بنبرة متشفية

جاسر: عشان تحرم تحط إيديك ع بنات الناس يا خلق الله.


تناول جاسر السلاح مرة أخرى من أحد رجاله. أشار للحارس الممسك بجابر وأمر ب إيقافه، أمسك المسدس و وجهه لرأس جابر، قال جاسر بنبرة جامدة

جاسر: أتشاهد ع روحك. مع إن اللى زيك ميستاهلش أصلاً يقولها

جابر بنبرة متألمه: إعجل. هتودي نفسك ف داهيه.

جاسر بتهكم: مش أنت اللى هتخليني أروح ف داهية يا، ولا بلاش

أطلق جاسر رصاصة نتصفت حاجبيه، ليسقط جابر صريعاً على إثرها لينسدل الستار معلناً نهاية ذاك الجابر.


فقد كتب نهايته بنفسه. ألأقى جاسر بالمسدس جانب الجثة ثم قال بصوت عال

جاسر: إدفنوا الكلب دا هنا. ملوش ديه، وجه أنظاره ناحيه حرس الهواري ثم قال بتهديد

جاسر: إللى حابب بتقى نهايته زي الكلب دا يفتح بوقه بحرف، هخليه عبرة

أماء الرجال بخوف فقد رأوا بأعينهم ما حدث

تركهم جاسر ثم رحل وصعد سيارته حتى يلحق ب أخيه في المشفى.


وصل جاسر ثم صعد سريعاً لكى يطمأن على أخيه. توجه لغرفته بعد أن دلته إحدى الممرضات، فتح جاسر باب الغرفة ليجد أخيه نائم وبجواره نادين تبكي، توجه ناحيتها وتحدث بخفوت

جاسر: حمد لله ع السلامة يا نادين

نظرت له بوهن وقالت: الله يسلمك

جاسر بجدية: تعالي عاوزك بره

أماءت بخفوت ثم تحركت معه إلى الخارج. توجها إلى أحد المقاعد جلسا عليها بينما إسترسل جاسر الحديث وقال

جاسر: أنتي كويسة

أماءت بسكون بينما أكمل جاسر.


جاسر: متقلقيش يا نادين سامح إن شاء الله هيبقى كويس إدعيله بس

إنفجرت نادين في البكاء. حتى تعالت شهقاتها، حاول جاسر تهدئتها ولكن بلا فائدة فما رأته لم يكن بالهين أبداً، ثم قالت من بين شهقاتها

نادين: كنت، كنت فكرته إنه، إنه خلاص، خلاص راح

أسرع جاسر وقال: الحمد لله جات سليمة بلاش الكلام دا

قالت بدموع وصوت مبحوح: الحمد لله، تسائلت. هي روجيدا هنا

جاسر: لأ، روحتها القصر.


أماءت برأسها وقالت بضعف: عاوزة أدخل لسامح

جاسر بجدية: مينفعش إنتي محتاجة ترتاحي

رفضت بقوة وقالت: لأ هفضل جمبه

جاسر: مينفع...

قاطعته بقوة وقالت: مش هتناقش كتير أنا تعبانة

أمام إصرارها لم يستطع جاسر إثنائها عن ذلك. ف أماء ب إستسلام، توجهت لغرفة سامح ثم أمسكت يده. بكت قليلاً، ولكنها أستسلمت لسلطان النوم.


جلس جاسر خارجاً، تنهد بتعب، قام بفرك جبهته قليلاً ثم أخرج هاتفه ليحدث روجيدا، وضع الهاتف على إذنه ثم أنتظر ردها...

روجيدا بسرعة: جاااسر، كل دا إتأخرت كدا ليه

إبتسم جاسر بتعب ثم قال بحب: وحشتيني

روجيدا بعتاب: لو كنت وحشتك مكنتش إتأخرت كدا

جاسر بتعب: والله يا حبيبتي حصل ظرف لما أجيلك هحكيلك

روجيدا بتساؤل: ظرف إيه

جاسر: لما أجي

روجيدا بقلق: جاسر أنا قلبي بيقولي في مصيبة حصلت. بالله عليك تقولي.


تنهد جاسر ثم قال: حاضر بس متقوليش لحد عما أرجع. لأني إحتمال مرجعش النهاردة

روجيدا وقد تملكها الخوف: قول يا جاسر أنت قلقتني أكتر

جاسر: متقلقيش يا حبيبتي

قص جاسر عليها ماحدث بدون إطاله، لم يُخفي أى شئ لم يعد يستطيع الكذب عليها، شهقت روجيدا بفزع ثم قالت

روجيدا: طب وسامح ونادين كويسين

جاسر: أه الحمد لله. روجيدا مش عاوز ماما تعرف حاجة

روجيدا: حاضر يا جاسر خلي بالك من نفسك.


جاسر بحب: وإنتي كمان خلي بالك من نفسك ومن البيبي

تحسست بطنها ثم قالت ب إبتسامة: متخافش

جاسر: مع السلامة

روجيدا: مع السلامة. لا إله إلا الله

جاسر: سيدنا محمد رسول الله

أغلق جاسر الهاتف ثم توجه لأحد الغرف التي حجزها له لكى ينام ويستريح بعد عناء طويل.


أما في القصر أغلقت روجيدا الهاتف مع زوجها لتدخل عليها فاطمة وتسألها

فاطمة: كلمتي جاسر

روجيدا بثبات: أها طمني وقالي إنه أحتمال يتأخر ف الشغل وميجيش النهاردة

فاطمة وهي تزم شفتيها بضيق: هو الشغل هيطير، من الدار للنار كدا

رفعت روجيدا منكبيها وقالت: هو مرتاح كدا

فاطمة ب إبتسامة: مفاجأة إيه بقى اللى أنتوا عاملينها

روجيدا ب إبتسامة ماكرة: لما جاسر يجي

عبست فاطمة ثم قالت بضيق مصطنع: بقى كدا.


تحركت روجيدا ب إتجاهها ثم قامت ب إحتضانها وقالت: هو عاوز كدا. عاوزين نقولكم مع بعض

ضحكت فاطمة وقالت: ربنا يصلح حالكوا. ألا أنتوا مش هتعملوا فرح

روجيدا بسعادة: لأ أنا مكتفية بكتب الكتاب يا طنط فاطمة

فاطمة وهي تربت على ظهرها: ربنا يسعدكوا يا بنتي

روجيدا: يارب

فاطمة وهي تتجه ناحيه الباب: يلا أسيبك ترتاحي

روجيدا ب إبتسامة: طيب يا طنط.


خرجت فاطمة بينما تركت روجيدا تفكر مع نفسها فيما أخبرها جاسر، ولكن نزعة خوفها تملكتها ولا تعرف لماذا، هي تشعر بالخوف والقلق يزداد رويداً.

قطع عليها أفكارها صوت هاتفها الذي صدح برقم غير معروف، نظرت للهاتف بتعجب ولكنها رجحت أن يكون صديقها ستيف، أجابت روجيدا بحذر

روجيدا: مرحباً

الطرف الأخر بسخرية: لأ مرحباً إيه. إحنا نتكلم عربي أحسن.


خفق قلب روجيدا بقوة بل هوى إلى قدميها. هو. هو صوت ذلك البغيض الذي لطالما كرهته. أشمئزت منه. قالت روجيدا بحدة

روجيدا: جبت رقمي منين

قهقه مصطفى عالياً وقال: مش مصطفى اللى يتسأل السؤال دا

روجيدا: عاوز إيه

مصطفى بمراوغة: إتجوزتي جاسر يا روجيدا، تؤتؤتؤ مكنتش مفكر إنك تتجوزي حد غيري. كنت فكرت إني عقدك

روجيدا بصوت هادر: أه يا، متديش لنفسك حجم أكبر من حجمك. هقتلك يا مصطفى والله هقتلك.


قهقه مرة أخرى ثم قال بثقة: مظنش

روجيدا وقد بادلته نفس الثقة: لأ ظن

مصطفى بخبث: امممم، تقدري تقتلي حبيبك

هذه المرة قهقهت روجيدا وقالت بسخرية

روجيدا: إيه، سمعني كويس كدا، إسمع يا مصطفى روجيدا اللى كنت تعرفها زمان ماتت. أنا أقدر أعمل حاجات متتخيلهاش

مصطفى: عارف، بس سيبك إنتي، عاوزك تعرفي حاجة إنك بتاعتي لوحدي كل حاجة فيكي ملكي، مهما إتجوزتي إنتي بتاعتي فاهمه

تقززت روجيدا كثيراً ثم قالت بنبرة قاتمة.


روجيدا: أحسنلك متقفش قصادي

مصطفى بثقة: اممم، صح أصل إنتي مش قدي

جاهدت روجيدا لتحافظ على ثباتها الزائف بينما أكمل مصطفى

مصطفى: مش هطول عليكي. أشوفك قريب يا، يا حبيبتي

أغلقت روجيدا هاتفها سريعاً ثم قامت فتحه وتحطيم الشريحة، تآكل الخو قلبها ونهش التوتر عقلها، فكرت أنه يجب التصرف سريعاً. هي تقلق وبشدة على زوجها فهى تعلم مصطفى وطرقه، دعت الله كثيراً أن يحفظ زوجها وجنينها.


في صباح اليوم التالي

خرج جاسر بصحبة أخيه و زوجته. كان سامح قد تماثل الشفاء نوعاً ما فلم تصب الرصاصه في كتفه أماكن حساسة، تسائل سامح كيف علم جاسر. فأخبره جاسر عن الحراسة ثم قال

جاسر: جيت من تركيا عليك ع طول

سامح: طب و روجيدا

جاسر بجدية: روحتها طبعاً

سامح بجدية: عملت معاه إيه

جاسر بلا مبالاة: خد جزاءه

قطب سامح مابين حاجبيه وقال: يعني؟

جاسر بضيق: خلاص بقى يا سامح متشغلش بالك. أهم حاجة دلوقتي صحتك.


سار جاسر مع أخيه في صمت فكان جاسر يجيب ب إقتضاب فعلم سامح أنه لن يحكي شئ، وصلا القصر فما أن رأته فاطمة حتى لطمت على وجهها

هدأها جاسر وقال لها بحنو

جاسر: بس مفيش حاجة

فاطمة بهلع: أومال إيه دا

هم سامح بالرد والتوضيح ولكن قاطعه جاسر وقال

جاسر: شويه بلطجية طلعوا عليهم، بس أنا جيت ولحقتهم

ذهبت فاطمة وأرتكت في أحضان إبنها وظلت تبكي ف هدأها سامح ب إبتسامه وقال

سامح: خلاص بقي يا أمي محصلش حاجة.


هدأت فاطمة نوعاً ما ثم وجهت حديثها لجاسر وقالت

فاطمة: مفاجأة إيه اللى عاملها إنت ومراتك

أبتسم جاسر بخبث وقال: بالليل هقولكوا كلكوا

فاطمة بنصف عين: يا ولاه

قبل جاسر يدها وقال بضحك: والله هقولكوا بالليل. بس أنا عاوز أنام

ثم تسائل بحيرة: أومال فين روجيدا

فاطمة: نايمة أصلها كانت تعبانة من شوية

جاسر بقلق: تعبانة؟ مالها

ضحكت فاطمة ثم قالت: متخافش كدا هي داخت وطلعتها تنام.


أسرع جاسر ناحيه غرفته ثم إلتفت سريعاً لأخيه وقال

جاسر: وأنت إطلع إستريح

لم ينتظر رده ثم صعد سريعاً إلى غرفته. دخل على حين غرة ثم جال بعينيه بحثاص عنها حتى وجدها نائمة على الفراش توجه ناحيتها، جثى على الأرضيه وملس على شعرها وقال بهمس

جاسر: روجيدا، حبيبتي

تململت روجيدا ولم تصحو، ضحك جاسر ثم إنحنى على وجنتها وقبلها بحنو.


فتحت عينيها على إثر قبلته رمشت بعينيها عده مرات، وماهى إلا ثوان وإنتصبت في جلستها وقالت بسعادة

روجيدا: أخيراً جيت

قهقه جاسر وقال: هو أنا كنت وحشك أوي كدا

أماءت برأسها بقوة وقالت: أه، وبنتك كمان وحشتها

مال جاسر برأسه ناحيه بطنها. ثم قبلها عده قُبلات، وضع يدة عليها ثم قال بصوت هادئ

جاسر: وحشك بابي ياروح قلبي، خلاص هانت كلها شوية وتيجي وأنا مش هبعد عنك خالص.


ظل جاسر يتحدث مع طفله. ضحكت روجيدا بحب على ذاك المشهد الرائع. أخذت تعبث في خصلات زوجها، حتى رفع الأخير بصره وقال بخبث

جاسر: مش أنا وحشتك

روجيدا ببراءة: أه

جاسر بنفس النبرة: طب مفيش حاجة كدا

فهمت روجيدا مقصده ضحكت بخجل وقالت بعناد

روجيدا: لأ

جاسر وهو يرفع أحد حاجبيه: بقى كدا

روجيدا بلا مبالاة: أه

جاسر بمكر: طيب أنتي اللى بدأتي. أخدها أنا بقى.


حاولت روجيدا الإبتعاد ولكنه لم يسمح لها، قبلها من وجنتها قبلة عميقة. إبتعد عنها وقال بحب

جاسر: وحشتيني

روجيدا ب إبتسامة حب: وأنت كمان

جاسر وهو يتمدد: طب يلا ننام

روجيدا: طيب، بس آآآ...

قاطعها جاسر: مفيش بس أنا عاوزك ترتاحي. أه وبكرة هنروح لدكتورة عشان نتابع معاها

إبتسمت روجيدا: ماشي

جاسر وهو يقبل جبينها: ماشي، يلا ننام.


إحتضنها جاسر وظلا هكذا قرابة خمس دقائق، ظلت الأفكار تعصف برأس روجيدا أيجب عليها إخبار جاسر بما حدث أمس؟

أم تُخفي ما حدث وكأن شيئاً لم يكن؟ ترددت كثيراً ولكنها حزمت أمرها ب إخباره فهى الآن لا تستطيع إخفاء الأمر

أو التصرف بمفردها فهو أصبح كل شئ لها يجب عليها الوثوق به. مهما كانت ردة فعله تعلم أنه سيفقد صوابه إثر الخبر ولكنها لن تُخفي.

قطعت روجيدا السكون وقالت بتردد

روجيدا: جاسر!

جاسر بنعاس: اممم.


روجيدا بخوف: عاوزة أقولك حاجة

جاسر وقد إستشعر خوفها فقال بقلق: في إيه يا حبيبتي

روجيدا بتردد: آآ...

جاسر بقلق أكبر: يا روجيدا قوليلي متقلقنيش أكتر

أخذت روجيدا نفس عميق حبسته في صدرها لثوان ثم زفرته على عجالة وقالت بشئ من الثبات الزائف

روجيدا: مصطفى كلمني....


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الخامس والثلاثون


عزيزتي أنا كالأسد أحتاج الترويض، فروضيني، قد أكون قاسي ولكنني أخترت حبك كدواء، داويني بحبك، أريني قوتك. دعيها تسري في شرايني...

مصطفى، ذاك الاسم الذي يتكون من خمسة أحرف، بالتأكيد جاسر، سيبطش بل سيمحوا كل من يحمل ذلك الاسم...

ما إن سمع جاسر اسم ذلك الحقير حتى هب منتفضاً من الفراش.


الغضب، الثورة. بالطبع ليست هناك كلمة تعبر عما يعصف به الآن، قسمات وجهه عنيفة، عيناه تنطقان بشر، نظرات حادة كالصقر. قساوته. بالطبع عادت من جديد.

كانت روجيدا تجلس مذعورة تراقب تحركات جاسر وما يفعله، بالطبع جن جنونه عند ذكره، صمت هادئ حاد. مريب. مخيف. لحظات مرت دهر. إلى أن قطعه جاسر بصوت جامد

جاسر: كلمك إزاى

روجيدا بتلعثم: آآآ...

جاسر بصوت هادر أسرى الرعب في أوصالها: أنتي لسه هتأوأي. ثم صاح بعنف، إخلصي.


كادت تبكي ولكنها أثرت التمسك بقناع القوة، وقفت أمامه ثم قالت بثبات زائف

روجيدا: كلمني من رقم برايفت

نظر لها جاسر بملامح قاسية مفعمة بالكره ثم تحدث بصوت هادئ ولكن مخيف

جاسر: وبعدين

روجيدا بتردد: مفيش

أمسكها من رسغها بقوة شديدة وقال بشراسة: وحياة أمك

أدمعت عينا روجيدا وقالت بتأوه: اااه. جاسر سيب إيدي هتتكسر

جاسر بغضب: وهكسرلك دماغك دلوقتي. ردي عليا يا روجيدا قالك إيه؟!


بكت روجيدا بشدة وقالت وسط شهقاتها: جاسر. إيدي

لاحظ جاسر رسغها الذي كاد أن يتحطم من قوة قبضته ألفت يدها، بينما روجيدا ظلت تفرك يدها ب ألم ظاهر على قسمات وجهها

ما أن رأى جاسر تعبيرات الألم والخوف الباديان على ملامحها حتى وضع راحه يده على وجهه وظل يفركه بعنف في محاولة لتهدأة نفسه، فما ذنبها إذ أن هذا الحقير يسعى وراء زوجته

يعي تماماً أنه مريض، مريض نفسي وبشدة. أبعد يده عن وجهه ثم وجه أنظارة ناحيتها...


تقدم جاسر بخطى بطيئة ما أن لمحته روجيدا حتى إنكمشت على نفسها.

جز جاسر على أسنانه حتى كادت أن تنكسر فها قد عاد لنقطة الصفر من جديد، خافت منه. بل ومرتعبة وبشدة. ناداها جاسر بصوت جاهد لكي يبدو هادئ

جاسر: روجيدا

رفعت روجيدا وجهها له، كانت عيناها حمراوتان بشدة

أنب نفسه على تسرعه الدائم، تقدم منها بخطى بطيئة، مد يدها وأحتوى كتفاها ثم قال بصوت خافت

جاسر: روجيدا

نظرت له بعينان دامعتان وقالت بصوت متحشرج: نعم.


جاسر: متزعليش مني أنا كل م بيجي سيرته وأفتكر اللى عمله آآآآ...

لم يستطع إكمال الجملة حيث أطبق على شفيته بقوة وصمت بينما نظرت له روجيدا بدهشه وعينان تهطلان بالدموع بينما ندم بشدة على تسرعه مرة أخرى وقال بندم

جاسر: روجيدا أنا أسف

نظرت له روجيدا بتهكم، ثم أزاحت يده عنها وقالت ب إنكسار

روجيدا: أسف؟، عارف يا جاسر مهما حصل هيفضل الماضي عائق ما بينا، هيفضل عائق من إننا نكمل حياتنا عادي.


ثم سارت مسرعة وهي لا تكاد ترى بعينيها، توجهت ناحيه الحديقة وجلست على الأرجوحة المنتصفة وأخذت تبكي بكاء حار...

بينما ظل جاسر كالأصنام يحدق في فراغ طيفها.

ضم قبضته وظل يضغط عليها حتى إبيضت وبرزت عروق نحره بشدة مخيفة.

ذلك اللعين يحول ثوان الحب إلى سنين عذاب. ظل هكذا عدة لحظات حتى دلفت والدته التي سمعت صوت صراخه فسالته بتوجس

فاطمة: في إيه يا جاسر

جاسر: ...

تقدمت فاطمة منه وهزته برفق وعادت مناداته: جاسر.


فاق جاسر إثر لمسات والدته فقال بلا وعي: روجيدا

إبتسمت فاطمة وقالت: وطالما بتحبها كدا زعلتها ليه

تنبه جاسر أن الواقفة أمامه ما هي إلا والدته أغمض عينيه وقال بتنهد

جاسر: أهو إللى حصل

فاطمه وهي تربت على ذراعه: طب روح صالحها. هي قاعدة في الجنينة

إبتسم جاسر مجاملة وقال: ماشي أنا رايح أهو.


تحرك جاسر من أمام والدته وتوجه حيث تجلس زوجته، بينما وقفت والدته وودعت لهما بصلاح الحال ثم توجهت إلى المطبخ لمتابعة تجهيز الطعام من أجل وليمة العشاء.


في فيلا مدحت السيوفي

حكت نادين ب إختصار شديد ما حدث معهما كما وصاها جاسر

أمال وهي تصك صدرها: يااالهووي، وجوزك حصله حاجة

نادين بتعب: ضربوه بالنار وبعد كدا قعدنا ف المستشفى عشان كدا معرفتش أكلمك

مدحت بصوت هادئ ولكن قلق: حصلك حاجة

تذكرت ما حدث معها من لمسات وكلمات جارحة من المدعو جابر، تقصلت عضلات وجهها ولكنها أثرت أن تُخفي الأمر ثم قالت ب إرتباك طفيف.


نادين: لا يا بابا سامح حماني عشان كدا إتصاب ف كتفه

مدحت بتشكك: ولو أني مش مصدق الحكاية دي بس أنا مش هضغط عليكي

إبتلعت نادين لعابها بتوتر وقالت: متقلقش يا بابا، أنا كويسة

نهض مدحت عن موضعه وأحتضنها بقوة وقال بنبرة أبوية حنونة

مدحت: وأنا ميهمنيش غير سلامتك

بادلته نادين الإحتضان وقالت: ربنا يخليك ليا يا بابا

قاطعتهم أمال وقالت بحنو

أمال: طب يلا يا حبيبتي إرتاحي. عشان باليل جاسر عازمنا على العشا.


عقدت نادين ما بين حاجبيها وقالت: إشمعنا

زمت أمال شفيتها وقالت: معرفش والله أنا لاقيت حماتك بتكلمني وبتقولي جاسر عازمنا بالليل

هزت نادين راسها وقالت: ماشي. أنا طالعة أنام

ربتت والدتها بحنو على ظهرها وقالت: حمد لله ع سلامتكوا

إبتسمت بوهن وقالت: الله يسلمك يا ماما

صعدت نادين الدرج بخطى متمهلة، ثم دلفت إلى غرفتها. أخذت حمام دافئ. وأبدلت ملابسها إلى منامه قطنية مريحة. وغطت في ثبات عميق...


بقصر الصياد

توجه جاسر لزوجته الجالسة بتعب.

ما إن أقترب منها حتى سمع صوت بكائها تمزق قلبه بما سبب لها من حزن.

تقدم بخطى متمهلة، ثم جلس إلى جانبها، لم تلتفت إليه بل ظلت نظراتها الشاردة مسلطة على لا شئ. أمسك كفها ولثمه بحب وقال بنبرة حانية مملوءة بالندم

جاسر: حبيبتي والله م قصدي حاجة من اللى فهميتها. أنا بس مبحبش سيرته عشان كدا إتعصبت عليكي

روجيدا: ...


أكمل جاسر: إنتي عارفة إني بحبك. والله مش قصدي أزعلك، ومفيش حاجة هتأثر ع حياتنا الماضى سهل نمسحه ب أستيكة أو نقطعه خالص، مش مهم الماضي المهم الحاضر يبقى أجمل عشان نعرف نبني مستقبل مفيهوش غير جاسر و روجيدا

وضع يده أسفل ذقنها ثم رفعه. وجد عيناها تبكي وقد تورمت بشدة، أغمض عينيه بشدة فما رأه قد جعله يشعر بوخزات حادة في قلبه. فتح عينيه ثم قال بنبرة هادئة

جاسر: روجيدا.


لم ترد عليه بل أكملت بكاء. بينما هو عاود النداء بحدة طفيفة

جاسر: روجيدااا

نطقت روجيدا بصوت مبحوح: ن. نعم

حرك جاسر يده وأمسك كتفيها. نظر لعينيها بقوة ثم قال بجدية

جاسر: لو حبك ليا هيضعفك متحبنيش

نظرت له روجيدا بدهشه بينما أكمل هو

جاسر: أيوة. أنا حبيتك قوية ومش عاوزك غير كدا، متحبنيش كفاية عليا تكوني جمبي. بلاش حبي يضع...

وضعت روجيدا يدها على فمه وقالت بصدق.


روجيدا: هششش، حبك عمره ما خلاني ضعيفة. متقولش كدا. أنا بحبك وهفضل أحبك

ضمها جاسر في عناق ساحق كاد أن يحطم ضلوعها، ولكنه محبب إليها. تعشق غضبه المفرط الذي سرعان ما يُمحيه ويسترضاها

تعشق كلمات عشقه وتتمنى المزيد، هو أمنها وأمانها، هو ملاذها وملجأها. هو حياتها و روحها. كيف يطلب ذلك الأبلة ألا تحبه!

بينما قال جاسر بنبرة مملوءة بالشجن والعواطف الجياشة.


جاسر: خليكي قوية. أنا بستمد قوتي منك. إنتي لو وقعتي هقع معاكي.

زادت هي من إحتضانه وقالت: إحنا بنستمد قوتنا من بعض، وطول ما بنحب بعض مش هنقع إن شاء الله

أبعدها جاسر عنه ثم أحتضن وجهها بين كفيه ومسح ب إبهامه دموعها المنهمرة وقال بمرح

جاسر: بطلي عياط بقى ولا عاوزة إبني يطلع يقولي إنت كنت بتخلي ماما تعيط كتير ويكرهني.

ضحكت روجيدا وقالت: بنتك.

قهقه جاسر وقال: بنتي. بنتي. أهم حاجة إنها منك.


روجيدا بحب: بحبك أوي يا جاسر

ضمها جاسر مرة أخرى وقال: وأنا بعشقك يا قلب جاسر.

الحاجات دي تتعمل في الأوضة مش فاتحينها ع البحري هنا

جاء صوته الممازح من خلفهما. ف إستدار كلاهما ليريا صاحب الصوت فما كان إلا سامح فقال له جاسربمكر

جاسر: بلاش إنت تتكلم

تنحنح سامح وقال: أحم، بتقول إيه

جاسر وهو يغمز بعينه اليسرى: إنت فاهم

روجيدا بعدم فهم: إنتوا بتقولوا إيه أنا مش فاهمة.


سامح وهو يجلس بجانب روجيدا: مش لازم يا مرات أخويا

وقبل أن يجلس ذلك المسكين. كان جاسر مطبق على يدة السليمة وقال بغضب طفيف

جاسر: إنت رايح فين يا روح أمك

سامح وهو يرفع أحد حاجبيه: رايح أقعد

جاسر بغضب اكبر: طب تعالى هنا يا حليتها

فهم سامح أخوه وقرر مشاكسته وإغضابه قليلا فقال بنبرة ممازحة

سامح: طب وفيها إيه لما اقعد هنا

جاسر وقد شدد قبضته على أخيه وقال بتهديد صريح: تعالى هنا بدل ما أكسر إيدك التانية.


سامح وهو يقهقه: بتغيري مني يا بيضة

نظر جاسر لأخيه نظرة نارية وقال بصوت هادئ حاد: تعالى هنا سامح

توتر سامح قليلا وقال: آآ. طب خلاص. خلاص متتحولش

تحرك سامح وجلس بجانب أخيه الذي سرعان ما لكزه بحدة في ذراعه الغير مصاب ثم قال بصوت خافت محذر

جاسر: أسمعك بتقول الكلمة دي تاني

سمعت روجيدا همهمات جاسر فقررت إثارة حنقه قفالت بمشاكسة

روجيدا: بتقول إيه يا بيضة. آآآ. قصدي يا جاسر

نظر لها جاسر بحدة ثم قال بشئ من الغضب.


جاسر: روجيدااا، نلم الليلة ماشي

قهقهت روجيدا وقالت: هتعمل إيه يعني

جاسر بخبث: هعاقبك

روجيدا بتساؤل: هتعاقبني إزاى

جاسر بشقاوة: فوق، هبقى أوريكي فوق

أحمرت وجنتي روجيدا خجلاً. ونكست رأسها عقب جملته الخبيثة تلك ثم قالت بصوت خفيض

روجيدا: قليل الأدب

جاسر وهو يميل عليها: سمعتك ع فكرة

روجيدا وهي تتصنع اللا مبالاه: طب ما تسمع

جاسر وهو يبتسم بمكر: هضاعف العقاب. أسكتي أحسنلك

ضربته روجيدا بخفة، فقهقه جاسر وقال.


جاسر: ما كان من الأول

يبنما تابع سامح ما يحدث ب إبتسامة، وسعادة شديدة ف أخيراً ذلك القاسي غرق في بحور العشق.

نال وسام الرومانسية، تملكته تلك الفتاه وتربعت على عرش قلبه. فتُوج بالملك العاشق. تنهد سامح وقال بصوت خافت

سامح: ربنا يسعدكوا...


في خارج البلاد

تحديداً في برلين العاصمة الألمانية

جلس مصطفى في إحدى المطاعم يتناول غذائه مع أحد العملاء

مصطفى: حسناً سيدي إتفقنا

الرجل: أنا اثق بك جيداً سيد مصطفى وأتمنى دوام التعامل

إبتسم مصطفى مجاملة وقال: بالطبع سيدي لي الشرف

بادله الرجل نفس الإبتسامة وقال: بل الشرف كله لي

إنتهى الرجل من طعامه ثم امسك ذلك المنديل الموضوع على يمينه ومسح فمه، نهض عن مقعده ورتب ملابسه وقال بروتينية.


الرجل: يجب على الذهاب الآن

مصطفى وهو ينهض: حسناً سيدي سُررت بالتعامل معك

صافحه الرجل وقال: أنا أيضاً

سار الرجل مبتعداً ليجلس مصطفى مرة أخرى. وما هي إلا ثوان حتى وجد الفتاه المنشودة تجلس أمامه ثم قالت بلهجة جدية

الفتاه: مصطفى مش كدا

مصطفى وهو يتفحصها: أيوة. مدام دينا صح؟

أوماءت برأسها، فعلت على وجهه إبتسامة مشرقة، تسايرا في الحديث عن أمور شتى حتى سألته دينا.


دينا: حضرتك قولت إنك عاوزني بخصوص خطيبي السابق مش كدا

لمعت عينا مصطفى بخبث وقال: بالظبط كدا

دينا بتساؤل: وأنت تعرفه منين

أراح جاسر ظهره للخلف وقال بثبات: مش مهم أعرفه منين، المهم إن فيه مصالح مشتركة

عقدت مابين حاجبيها وقالت بفضول: زى؟

مصطفى بنبرة شيطانية: إنتي عاوزة جاسر وأنا عاوز مراته...


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل السادس والثلاثون


سَأقولُ لكِ أُحِبُّكِ.

حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمَه فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ. أو يفعلونَهْ.

عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي في تغيير حجارة هذا العالمْ وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ شجرةً بعد شَجَرَة وكوكباً بعد كوكبْ وقصيدةً بعد قصيدَة

سأقولُ لكِ أُحِبُّكِ.


وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة هي يدي أنا.

سأقولها، عندما أصبح قادراً، على استحضار طفولتي، وخُيُولي، وعَسَاكري، ومراكبي الورقيَّهْ.

واستعادةِ الزّمَن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ. حين كنتِ ترتعشين كسمَكةٍ بين أصابعي.

فأغطّيكِ، عندما تَنْعَسينْ، بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ...

نزار قباني...


أعلنت قرص الجوناء رحيلها السريع، فحل الليل بغيومه البسيطه لتغطي جزء صغير من القمر الذي أكتمل بدراً. كان مشهد في غاية الرومانسية

وقفت ذات العينان الفيروزيتان تتأمل هذا المشهد الأسر للأنظار الخاطف للأنفاس.

والرياح الخفيفة تداعب ثوبها الفيروزي الطويل.

ذا القماش الحريري مطعم باللون الذهبي. وأكمامه مطرزة بفصوص ذهبية تداخل معها اللون الفيروزي.


كان بسيط ولكنه غاية في الأناقة، أما عن شعرها في دائما ما تتركه حر ثائر ليتطاير بخفة حول وجهها الوردي الخالي من مستحضرات التجميل الصناعية والمملوء بالمستحضرات التجميل الطبيعية

دلف جاسر إلى الغرفة ليجد حوريته بهذا المشهد الذي جعل قلبه ينتفض من بين أضلعه

إلى متى ستظل هكذا. سلبت لبه وعقله. سلبت أنفاسه. حواسه دائماً ماتتوقف عن العمل في حضرة وجودها.


تحرك بخفه وعلى وجهه إبتسامة حالمة. متيمة. عاشقة. إحضتنها من الخلف ودفن رأسه في خصلات شعرها، وظل يشتم رائحتها المسكرة كالمنتشي.

أما هي فقد أراحت رأسها على صدره. لم تتفاجئ كعادتها. فقد شعرت به حولها. أشتمت عبقه قبل أنفاسه. له جاذبية تجبر حتى الجماد على الإنحناء له. تلك الجاذبية التي دائماً ما تشعر بها في ظل حضرته. ليست جاذبية نيوتن.

أقترب جاسر من أذنها وقال بهمس أسر

جاسر: هتفضلي تحلوي كدا لحد أمتى.


أبتسمت ذات العيون الفيروزية وقالت: أنت اللي عينك حلوة

أدارها لتكون في مواجهته وظلت يده محاطه لخصرها وقال بعبوس أطفال

جاسر: أنا فكرت الحمل هيخليكي وحشه. بس أتاريكي بتحلوي. يعني أعمل فيكي إيه

ضحكت بغنج وقالت: وهو عيب إني أبقى حلوة

جاسر: أه. عيب وغلط. ومن المحظور كمان. الحلاوة دي تبقى بتاعي لوحدي. ليا لوحدي محدش يشاركني ولو بنظرة

أحاطت عنقه وقالت: وأنا مقدرش أكون لحد غيرك. أنت نفسي.


أقترب جاسر بوجهه منها كثيراً. لتتسرب تلك الحمرة المغرية لوجنتها. أقترب بشدة حتى صار شهيقه يستمده من زفيرها. ليقول بنبرة عاشقة

جاسر: ومحدش بيكره نفسه خاصاً لما تكوني أنتي يا روجيدا. مش عارف أقولك بحبك. أنا أصلاً تخطيت مرحلة الحب والعشق من زمان. مش عارف أوصف مشاعري ناحيتك. أنتي بتجري ف دمي. مش حُبك بس

منتشية هي من مشاعره التي أفصح عنها بطريقة أذابت جليدها. الجليد الذي تراكم بفعل ماضي لطالما كرهته.


ولكنه أقتحم حياتها دون سابق إنذار. ليذوب ذلك الجليد بالتدريج. ليذوب كاملاً اليوم أمام مشاعره...

أقتربت هي برأسها أكثر وكأنها تقطع المسافات الذي يحاول بشتى الطرق عدم تخطيها لتقول بهمس أنثى عاشقة

روجيدا: يارتني عرفتك من زمان ومكنش مر الماضي القاسي دا عليا وآآآ...

وضع إصبعيه على شفتيها وقال

جاسر: هشششش. كل دا ب إيد ربنا. الماضي مش هنقدر نمحيه بس نقدر نتخطاه.

روجيدا: بحبك.


وكأن صوتها جعله بعالم أخر. أقترب بشفتيه لينهل من عسلها. قُبلة رقيقة. قُبلة عاشق. قُبلة عبرت عن مشاعر حبيسة. قُبلة لم ترتجف هي على إثرها. قُبلة كسرت حواجز ظلا كثيراً. ينتظراها.

ظل يقُبلها. لمدة ليست بقليلة. ظل يقُبلها حتى إرتوى. أحقاً إرتوى؟! لم يرتوي وإنما أحيته. جعلته كمن يطير هائماً.


إبتعد جاسر ب أنفاس متهدجة. ولاهثة إثر القُبلة. سلط أنظاره عليها. يا الله لما تلك الحمرة المغرية ألا تعلم أنه يفقد عقله إثرها. أرفقي بي عزيزتي. وأخيراً فُكت عقدة لسانه وقال بصوت أجش

جاسر: روجيدا

روجيدا بشرود: امممم

نظر جاسر لوجهها ثم قال بمرح: ما تسيبك من السهرة دي ونريح هنا

فتحت روجيدا عيناها بسرعة وقالت بذعر: إيه؟ لأ. لأ. خ. خلينا ننزل

ضحك جاسر بشده بل تحول لقهقه وقال

جاسر: خلاص. خلاص ننزل.


أبتسمت روجيدا وقالت: طيب، ثم تابعت بصوت خفيض: قليل الأدب.

وصل لمسامعه سبتها الخفيفة. فظهرت إبتسامة مشاكسة. أمسك يدها وقال بنبرة سعيدة تحمل الفخر

جاسر: يلا يا مدام الصياد

روجيدا ب إبتسامة: من عنيا

تحركا كلاهما ناحية باب الغرفة. ثم تحركا ناحية غرفة الطعام. ليجدو الجميع قد حضر. تحرك جاسر ناحيه طاولة الطعام وأجلس زوجته بجانبه. ثم تسائل

جاسر: أومال فين سامح ونادين

فاطمة: قاعدين مع بعض بره.


جاسر بصوت عالي نسبياً: يا كريمة

أتت المدعوة كريمة ثم قالت وهي تخفض رأسها إحتراماً لرب عملها

كريمة: أوامرك يا جاسر بيه

جاسر بصوت أمر: روحي نادي لسامح من الجنينة

كريمه: حاضر

تحركت كريمة لتنفيذ أوامر جاسر.


خارج القصر بالحديقة الملحقة به

كان سامح يجلس وبجانبه زوجته. كان ممسك بيدها بشدة. ثم تحدث

سامح: حبيبتي

نادين وهي ترفع أنظارها ناحيته: نعم

قربها سامح ناحيته وأحتضنها بشده كأنه يريد أن يُدخلها بين أضلعه. بينما هي أراحت رأسها علىاصدره قُرب قلبه. حرك يده ليضعها أسفل ذقنها ليرفعه ثم تشدق قائلاً

سامح: مالك يا نادين

نادين: مفيش

سامح بنظرات ذات مغزى: نادين

هطلت الدموع من عينيها وقالت: خايفة.


ضمها سامح بقوة أكبر وقال بثقة

سامح: متخافيش طول منا جمبك

نادين بصوت خافض: بلاش تبعد عني. كنت هموت لو جرالك حاجة

سامح بسرعة: بعد الشر عليكي. وأديني يا ستي كويس وزى القرد قدامك

ضحكت بخفوت وقالت: أحلى قرد

سامح بنبرة مرحة: الله. ما أحنا بنعرف ندلع أهو. ما تجيبي بوسة بقى

شهقت نادين وأنتفضت من مجلسها وقالت

نادين: أنت أتجننت. أهلك جوة يقولوا علينا إيه

نهض سامح وتوجه ناحيتها وقال بمزاح.


سامح: يقولوا إيه؟ إنتي مراتي هو أنا شاقطك

نادين بحدة خفيفة: حسن ألفاظك. ويلا ندخل زمانهم مستنينا

تحركت خطوتين لتجده يجذبها من رسغها. لتصطدم بصدره الصلب. أحاط هو خصرها وقال بمشاكسة

سامح: طب ما تعلميني الأدب

تضرجت وجنتيها بحمرة خفيفة وقالت بتوتر: س. سامح. آآآ. مينفعش كدا ممكن حد يجي

سامح وهو يتطلع لعينيها بقوة: ما يجي.

نادين بشرود: ممكن حد يشوفنا

سامح: ما يشوفنا

نادين: سامح.


وكانت تلك أخر عباراتها حيث ألتقط شفتيها في قُبلة رقيقة. عميقة. ذابا معها وأبتعدا عن العالم للحظات ساحرة

قطعتها المدعوة كريمة وهي تتنحنح بحرج عقب ذلك المشهد

كريمة: أحم. سامح بيه

أنتفض كلاهما على صوتها. حاولت نادين الإبتعاد ولكن يد سامح كانت مطبقة على خصرها فلم يدعها تهرب. بل قربها أكثر وكأنه يوصل لها أنها زوجته ويحق له فعل ما يشاء. وفي أي مكان.

نظر لكريمة وقال بصوت عادي سامح: نعم.


كريمة: جاسر بيه منتظرك أنت والهانم جوة

سامح بجدية: روحي وأنا جي وراكي

أماءت برأسها ثم أنصرفت، بينما تحدثت نادين بعصبية خجولة

نادين: عجبك كدا

سامح ببرود: أه. ويلا جاسر مستنينا

وقبل أن تتحدث أمسك يدها وشابك أصابعهما ثم سحبها خلفه لداخل القصر حتى وصلا لغرفة الطعام.


ما أن دخلا ولمحت روجيدا تضرج وجنتي نادين حتى علمت ما حدث بالخارج ف إبتسمت بخفة وهي تتذكر جاسر. يبدو أن الأخوين يشتركان في تلك المداعبات الجريئة.

جلس كلاهما. فقال سامح

سامح: أدى الكل موجود خير بقى

أبتسم جاسر إبتسامه واسعة. نهض عن مقعده وتحرك ناحية زوجته. أمسك كفها الصغير بين كفيه الكبيران. أنهضها ثم رفع يده ولثمها بنعومة. جعلت القشعريرة تدب في أوصالها وقال بنبرة سعيدة.


جاسر: من غير مقدمات، هيبقى عندنا نونو

تفاجأ الجميع من الخبر الذي لم يكن له سابق إنذار. ولكن سارع الجميع في تقديم التهنئات والمباركات. التي لم تخلو من دموع فاطمة.

وبعد مدة جلس الجميع لتناول العشاء في سعادة بالغة. حتى أتى صوت جرس الباب يُعلن عن زيارة ضيف. ذهبت كريمة لتفتح الباب. لتجد رجل غريب. قفالت بلهجة مستفسرة

كريمة: مين حضرتك

الرجل: قولي لجاسر بيه الضيف اللي كنت منتظره وصل.


أماءت براسها وقالت: ثواني بعد إذنك

تحركت لتبلغ جاسر عن الضيف المنتظر. لنظر جاسر لعمته نظرات غربية لم تفهمها ثم قال بغموض

جاسر: طب دخليه

ذهبت كريمة لتنفيذ طلب جاسر. لتعود بعد دقائق بذلك الرجل الذي ما إن رأته عنيات وفاطمه حتى شهقا فزعاً. بينما لم يتعرف عليه الباقي. نهض جاسر عن موضعه وتحرك ناحية الرجل وقال لهجه ترحبية

جاسر: إتفضل يا أستاذ أمجد

أمجد: ياترى قطعت عليكم حاجة.


جاسر: لا أبداً. بس عاوزك تباركلي. مراتي حامل

أمجد ب إبتسامة مجاملة: ألف مبروك يا جاسر بيه

جاسر: الله يبارك فيك. أتفضل

جلس أمجد وهو ينظر لعنيات نظرات مطولة. بينما جاسر يوزع نظراته بينهما. مالت روجيدا على أذنه وقالت بهمس

روجيدا: مين دا

جاسر: هقولك لما نطلع

روجيدا وهي تمط شفتيها: ماشي.


أنتهت جلسة الطعام. فطلب جاسر من عمته وأمجد موافته لغرفة مكتبه. دلف ثلاثتهم. كان الصمت سيد الموقف إلى أن قطعه جاسر وقال بجدية

جاسر: أكيد يا عمتي بتسألي أستاذ امجد بيعمل هنا إيه

لم ترد عنيات ولكن أكتفت ب إيماءة صغيرة. بينما أكمل جاسر بجدية.


جاسر: أنا عارف كل حاجة حصلت يا عمتي. أستاذ أمجد حكالي. و أنا عمري م حملتك ذنب موت بابا. الظروف كانت ضدنا كلنا. أنا إستنيت لما أخلص حسابي مع عيله الهواري عشان أعرف أتصرف في الموضوع دا

عنيات بجمود: مفيش حاجة نتكلم فيها يا جاسر

أمجد بدهشه: مفيش إزاى

عنيات: زي ما سمعت

جاسر: عمتي إسمعيني بس. أنا عمري ما كنت ظالم. زي ما قلت الظروف كانت ضدنا كلنا. أنا هسيبك تتكلمي مع أستاذ أمجد دلوقتي وبعدين ليا كلام معاكي.


نهض جاسر ثم ترك كلاهما بمفردهم عسى أن يحلا مشاكلهم، تحرك ناحية زوجته التي تجلس بجانب والدته والذي بدا عليهما أنها يتحدثان عن الجنين. إبتسم جاسر ثم تحرك ناحيتهم. قبل رأس زوجته وقال لها بحب

جاسر: حبيبتي قاعدة لحد دلوقتي ليه

روجيدا ب إبتسامة محبة: بتكلم مع ماما

فاطمة بسعادة: ياااه يا جاسر أخيراً هبقى جدة

جاسر بمزاح: يلا ياستي كبرتك أهو

فاطمة وهي تبتسم: هو في أعز من الحفيد

جاسر وهو يضم زوجته: لا يا أمي.


نهضت فاطمة ثم قالت: يلا أنا هدخل أنام. أنا مش عارفة أمجد بيعمل إيه هنا. بس أكيد هتقولي كل حاجة

جاسر وهو يُقبل يدها: أكيد يا أمي. بس يلا خشي نامي عشان الوقت إتأخر

تحركت والدته بينما نهضت روجيدا وقالت

روجيدا: جاسر مين امجد دا

جاسر وهو يمسك يدها: ياااه دي حكاية طويلة

روجيدا بحماس: وأنا فاضية

نظر لها بنصف عين وقال: حاضر يا ستي.


قص لها جاسر كل ماحدث بالماضي. بداية من زواج عمته إلى موت أبيه. كانت ملامحه تنقبض كلما ذكر ماحدث لأبيه. بينما روجيدا كانت تربت على يده وتهدأه. وبالفعل كانت لها لمسات سحرية. وكلمات مُهدئة. إرتخت عضلات وجهه وإرتاح هو لوجودها بحياته. ثم قال

جاسر: بس يا ستي خى دي كل القصة

مطت روجيدا شفتيها ب إعجاب وقالت: ربنا يجمعهم ببعض. أنا هطلع أنام بقى

جاسر وهو يُقبل جبينها: يلا تحبي أطلعك.


وضعت يدها على وجنته وقالت: لا. أنا هطلع لوحدي.

تركته ثم صعدت لغرفتها وأبدلت ملابسها. بينما في الأسفل إنتظر جاسر خروج أمجد الذي خرج بعد ساعة كاملة.

توجه ناحية جاسر وعلامات الإحباط جالية على وجهه. ف إستشف جاسر ماحدث ثم تشدق قائلاً

جاسر: متقلقش يا أستاذ أمجد كله هيتحل

أمجد وهو يربت على كتف جاسر: إن شاء الله. متشكر أوي يا جاسر بيه

جاسر: العفو ع إيه. دي غلطة جدي وأنا هصلحها

أمجد: إن شاء الله. أستأذن أنا بقى.


جاسر: ماشي يا أمجد بيه

تحرك أمجد وجاسر ناحية الباب. ثم ودعه وصعد لغرفته. لم يمر لعمته لأنه يعلم أنها تحتاج وقت لتفكر. وألا تتشوش.


فتح باب غرفته ليجدها واقفة أمام الشرفة. مردتية ثوب من اللون الوردي.

أكمامه منسدلة عن كتيفها ليُظرها بشرتها البيضاء. عند طرفه العلوى حبل رفيع معقود على هيئة أنشوطة يبدو أنه ما يجعل الثوب مستقر على جسدها قصير يصل لما قبل الركبة بقليل.

خلع جاسر سترة حلته. ثم رابطة عنقه وأزرار القميص الأولى. فقد شعر بالحر فجأة إثر تلك الطلة.

توجه ناحيتها وضمها بقوة وقال بهيام

جاسر: وحشتيني.


روجيدا وهي تلتفت له: بسرعة كدا

جاسر وهو يشدد من إحتضانها: مش عاوز أقولك إنك بتوحشيني وإنتي معايا

ضحكت روجيدا وهمست أمام شفتيه: ممم. بجد

أماء بقوة وقال: بجد

إبتعد عنها فقد شعر أنه لولهه عاجزكل العجز عن التحكم بغرائزه وشيطانه الذي يحثه على التقرب أكثر وعبور الخطوط الحمراء. أخرجه من شروده أنفاسها الساخنة التي تلفح صفحة وجهه اليمنى ثم طبعت قُبلة صغيرة. ثم همست بغنج ودلال

روجيدا: ب. ح. ب. ك.


تعمدت روجيدا همسها بتلك الطريقة الغير بريئة.

فقد حان وقت تخطي الماضي كما قال جاسر. هو قدم مشاعره لها بصراحة. فلم لا يأخذ حقه كزوج منها.

تناست الليلة المشؤومة. وقررت البدء من جديد. صفحة جديدة ناصعة البياض خالية من ألآلآم الماضي. بداية عنوانها جاسر وروجيدا ونطفتهما

كانت حركة شفتيها وهي تنطق تلك الحروف مثيرة بدرجة مرعبة.


كيف يقاوم. إنهارت حصونه. نزل بمستوى شفتيه لشفتيها يقبلهما بشغف رقيق. وهي ذائبة بين أحضانه. لا تعترض. لا ترتجف. فقط سعيدة. لم تعرف أنها ستكون بتلك النشوة ب إقترابه منها

شفتيه تجولت بحميمية على كتفيها العاريين. نحرها الأبيض النابض. وجنتيها التي تشعان حُمرة قانية.


شفتيها الذي إعتاد على مذاق الفراولة منها. ولكن أيكفيه ذلك. أمتد يديه لنزع تلك الرابطة لينسدل الثوب عن جسدها. ويداه تُداعب جسدها برقة. إنخفض بجزعه ليحملها إلى الفراش

وضعها برقة ويده تُملس على وجنتها برقة شديدة ثم قال بنبرة متهدجة

جاسر: وأنا بموت فيكِ.


كانت أخر الحروف التي نطقها جاسر ليسرقا لحظات أو ربما ساعات. لتُرفرف أجنحتهم في سماء حبهما الصافية. نهل هو من نهر عسلها. وهي عاشت لحظات لم تحسب أنها ستعيشها. ذابت ب أحضان. قاسي. مُتجبر. ولكنه عاشق. وصدق مشاعره أجبرتها على الإستسلام.


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل السابع والثلاثون

قبل الاخيرررررر /

يا سيِّدتي: كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي قبل رحيل العامْ.

أنتِ الآنَ. أهمُّ امرأةٍ بعد ولادة هذا العامْ.

أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ وبالأيَّامْ. أنتِ امرأةٌ. صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ. ومن ذهب الأحلامْ.

أنتِ امرأةٌ. كانت تسكن جسدي قبل ملايين الأعوامْ.

صدحت أغنية العندليب في الأجواء، نغمات جسدت عشق جاسر لزوجته.

بحياتك يا ولدي إمرأة. عيناها سبحان المعبود

فمُها مرسومٍ كالعنقود. ضحكتها مزاهر و ورود.

والشعر الغجري المجنون. يسافر في كل الدنيا

قد تعدوا إمرأة يا ولدي. يهواها القلب هي الدنيا

داعبت يداه خصلات شعرها الكستنائي. وهي مستلقية ب إستسلام على صدره العاري. وضعت رأسها بالقرب من قلبه لتسمع دقاته. شعور الفرحة والسعادة الذي غمره. جعله يتلمس النجوم بيده. تحدث جاسر بنبرة هامسة

جاسر: روجيدا؟!

روجيدا: أممم

جاسر وهو يقبل رأسها: ندمانة

روجيدا بحب: عمري ما بندم وأنا ومعاك

جاسر: بحبك

روجيدا: وأنا بمووت فيك.

جاسر بنبرة متيمة: عارفة عبد الحليم مغلطش لما غنى الأغنية دي كأنه بيوصفك. دخلتي حياتي غيرتي جاسر الصياد. بقيتي دنيتي. شايلة جواكي ليا دنيا تانية. بحبك ومستعد أضحي بحياتي عشانك. مستعد أموت بس فدى عنيكي. مش هقدر أعيش من غيرك.

قاطعته روجيدا قائلة: ومين قال إني هبعد عنك

جاسر بهيام: مش هسمحلك أصلاً. إنتي أكسجيني. يا فراولتي

سقطت دموع السعادة وقالت بنبرة تحمل في طياتها جميع معاني العشق.

روجيدا: مش هقولك غير إن دنيتي محلوتش غير بيك

شدد جاسر من أحتضانه لها وكذلك فعلت هي بالمثل. غطا في ثبات عميق

دماء. جثة هامدة. صراخ. ودموع. صحراء. خلاء وسكون مفزع. كان ذلك ملخص ما حلمت به روجيدا

كانت تتصبب عرقاً وجسدها ينتفض بشدة. أفاق جاسر على إرتعاشة جسدها. ساوره القلق بشدة فحاول إفاقتها.

جاسر بقلق: روجيدا. قومي.

ظل يضرب على وجنتها بخفة. لتنتفض صارخة. إعتدل جاسر في جلسته ثم حاوط وجهها بكفيه وقال بقلق واضح

جاسر: حبيبتي مالك؟!

لم ترد روجيدا بل ظلت تبكي وتبكي. لما ذلك الكابوس الآن وهي بين أحضان جاسر الوردية. عاود جاسر سؤاله بقلق أكبر وقلبه قد تآكل من الخوف

جاسر: حبيبتي الله يخليكي ردي عليا

قفزت روجيدا في أحضانه وغمرت رأسها في صدره وقالت بنبرة متوترة غير قادرة على جمع كلمات مفهومة.

روجيدا: ك. كابوس. كان. جثة. صحرا. بعيط

هدهدها جاسر كطفل صغير وقال بحنو

جاسر: هشش. خلاص كابوس وراح لحاله. أنا جمبك أهو مش هسيبك

أبعدت رأسها عن صدره ونظرت بعينيه وقالت بتوسل: متسبنيش

عقد حاجبيه من التعجب. لم كل ذلك الخوف المتاقفز من عينيها. لم تلك اللمعة المرتجفة في مقلتيها. إبتسم بهدوء وقال

جاسر: عمري ما هسيبك. أنا هكون جمبك ع طول. يلا يا حبيبتي نامي عشان مشوار الصبح.

أماءت برأسها وعاودت النوم وهي متوسدة صدره العريض. وبداخلها هذا الهاجس المرعب الذي يُنبئها بفقدان قريب. أرهقها التفكير فذهبت في ثبات عميق.

في أحد المنازل القريبة من الطرق الصحراوية

كان يجلس مصطفى بشرود. بعد مقابلته لتلك المدعوه دينا والتي رفضت بشكل قاطع أن تساعده بل وقالت بثقة

دينا: مش أنا اللى أجري ورا واحد متجوز. ولو عاوزة مش هتبقى بطريقتك

زفر بضيق مما جعله يحطم ذلك الكأس الذي يحمله بيده. لحظات ودلف إليه أحد رجاله. تنحنح الرجل وقال

الرجل: مصطفى بيه

نظر له مصطفى ولم يرد بينما أكمل الرجل وقال بجدية.

الرجل: الراجل بتاعنا قالنا إن جاسر ومراته هيروحوا عند الدكتورة بكرة هنا في القاهرة

إسترعى ذلك إنتباه مصطفى وقال

مصطفى: وبعدين

الرجل: هتبقى في حراسة بس ممكن نتصرف

رمقه مصطفى بقوة وقال بحدة: مفيش حاجة إسمها ممكن. قول إننا إتصرفنا خلاص

توتر الرجل وقال بتلعثم: آآ. خ. خلاص إتصرفنا

أشاح مصطفى بوجه عن الرجل. الذي إعتذر بسرعة ثم خرج بخفة. ليقول مصطفى بنبرة شيطانية

مصطفى: خلاص يا حبيبتي كلها كام ساعة وأكون معاكي.

في صباح اليوم التالي

بقصر الصياد

خرجت روجيدا من المرحاض وهي ترتدي بنطال قماشي من اللون الزيتي. يتوسط خصرها حزام قماشي من نفس اللون وأعلاه كنزة ذات لون أوف وايت. مشطت خصلاتها وعكصتها على هيئة ذيل حصان

كان يتابعها من الخلف بنظرات هائمة. محبة. بل عاشقة. نهض بهيئته الكاچوال حيث كان يرتدي بنطال جينز ذو لون أسود وتيشيرت من اللون الأزرق. ذات فتحة مثلثية صغيرة. حاصر خصرها بكفيه الضخمين وقال.

جاسر: إيه الحلاوة دي

إلتفتت له روجيدا وتعلقت بعنقه وقالت بغنج: طول عمري حلوة

رفع أحد حاجبية ب إعجاب وقال بمشاكسة: بجد!

أماءت بقوة وقالت بتأكيد: بجد

جاسر: إنتي أد الكلمة دي

روجيدا بعناد: أه أده...

لم تكمل جملتها حيث إنقض على شفتيها بقُبلة حارة. قُبلة ذابا فيها لدقائق. حُبست أنفاسهما إثرها. بعد مدة إبتعد جاسر إذ شعر بحاجته وحاجتها للهواء.

تهدجت أنفاسهما. نظر جاسر لها فوجد وجنتيها قد إصطبغا بحمرة خجل. إبتسم جاسر وقرص طرف ذقنها بخفة وقال بمزاح

جاسر: إلعبي ع قدك يا شاطرة

روجيدا بخجل: تموت ف قلة الأدب

قهقه جاسر وقال بنبرة مرحة: دا أنا خريج كلية الإباحة قسم قلة الأدب

ضحكت روجيدا بقوة ثم قالت من بين ضحكاتها

روجيدا: طب يلا عشان منتأخرش ع المعاد

أمسك كف يدها وقال: يلا.

خرجا من الغرفا وذهبا لتناول الطعام. مع والدته وأخاه بينما لم تشاركهم عنيات. فتسائل جاسر

جاسر: أومال فين عمتي

فاطمة وهي ترتشف من كوب الشاي: ف أوضتها فطرت وطلعت

أماء رأسه بقلة حيلة وقال: مفيش فايدة

وجهت فاطمة سؤالها لروجيدا: وإنتي يا حبيبتي كويسة. هتروحي للدكتورة النهاردة

روجيدا: أها يا طنط

فاطمة بحنو: ربنا يحرسك إنتي واللى ف بطنك

أمن جاسر على دعاء والدته وقال: أمين

نظر لساعة يده ذات الماركة الشهيرة وقال.

جاسر: يلا يا حييبتي هنتأخر. خلصي فطار

روجيدا وهي تمسح فمها: يلا يا حبيبي

نهض كلاهما و ودعا والدته. ثم خرجا من القصر ودلفا إلى سيارة جاسر. وتبعتهم سيارات الحراسة.

بداخل سيارة جاسر

كان جاس ممسك بيد روجيدا بقوة واليد الأخرى على بطنها الصغير وأخذ يتحدث معها بصدق

جاسر: أنا مبسوط أوي. ياااه أخيراً هروح أشوف الشقي دا خلاص

وضعت روجيدا كفها على كفه الموضوع على بطنها وقالت: محظوظ إنك هتبقى باباها

قبل جبينها بحنو وقال: أنا اللى محظوظ عشان إنتو ف حياتي

إبتسمت بحب وقالت: ربنا يخليك لينا

جاسر: ويخليكوا ليا.

جذب رأسها ووضعها على صدره. ظلا هكذا حتى وصلا لعيادة الطبيبة. دلفا كلاهما للعيادة ثم جلسا على المقاعد منتظرين دورهما.

أخذت روجيدا تتجول بعينيها في أرجاء غرفة الإتتظار وهي ترى النساء يجلسون مع أزواجهم. منهم من في أول شهور الحمل ومنهم من في الشهور الوسطى ومنهم من على وشك الولادة. إبتسمت بحب. فهى الآن تشعر بشعورهم. شعور الأمومة.

أخرجها من شرودها صوت الممرضة التي أخبرتهم أن دورهم قد حان. أمسك جاسر بيد زوجته بل بالإحرى لم يترك يدها من الأساس فشدد عليها أكثر. دلفا إلى الغرفة القابعة بها الطبيبة.

سيدة في العقد الرابع. زين وجهها حجاب بيسط الذي أبرز تفاصيل وجهها الأبيض. أشارت لهما بالجلوس ثم سألت ب إبتسامة بشوشة

الطبيبة: أزيك يا مدام روجيدا

أجابت روجيدا ب إبتسامة: الحمد لله

وضعت الطبيبة يدها على المكتب وقالت: جاهزة للكشف.

أماءت برأسها فتابعت الطبيبة

عظيم أوي. أتفضلي هناك

أشارت على فراش أبيض صغير مُغطى بملاءة بيضاء. توجه معها جاسر ثم حملها ووضعها على الفراش. قفالت الطبيبة بمرح

الطبيبة: شكله بيخاف عليكي

جاسر وهو ممسك يد زوجته: بخاف عليها من نسمة الهوا

الطبيبة ب إبتسامة: ربنا يخليكوا لبعض.

ثم شرعت في وضع السائل للزج على بطنها ثم وضعت جهاز ما عليها وبدأت في التحريك. كانت حواس جاسر كلها منصبة بشدة على تلك الشاشة. تابع بتركيز حتى قالت الطبيبة

الطبيبة: الحمد لله الجنين بصحة كويسة.

جاسر و أنظاره مسلطة على الشاشة: هو فين!

قامت الطبيبة بتكبير الصورة وأشارت على حدى المناطق وقالت

الطبيبة: أهو يا جاسر بيه.

تابع جاسر بتركيز شديدة. ولم يشعر بتلك الدمعة التي فرت من مقلتيه، ظل شارد وهو يحملق في نطفته التي تنمو في أحشاء محبوبته. شعور رائع وغريب لم يشعر به جاسر قط. وحدها من منحته إياه. شعر بها تضغط على يده. فبادلها وقال بسعادة مفرطة

جاسر: مبروك يا حبيبتي

روجيدا بسعادة أكبر: الله يبارك فيك يا حبيبي.

تسائل جاسر: هو. هو ممكن نعرف جنسه

قهقهت الطبيبة وقالت: لأ يا جاسر بيه. لسه بدري مراتك حامل ف شهرين بس.

عبس بوجهه كالأطفال وزم شفتيه، بينما ضحكت روجيدا على زوجها المسكين.

نهضت روجيدا ثم توجها ناحية مكتب الطبيبة ف سارعت الأخيرة وقالت

الطبيبة: دي شوية فيتامينات عشان الطفل. ولازم راحة تامة عشان شهور الحمل الأولى مهمة. ثم مدت يدها وأعطتة الروشتة وصورة إيكو للجنين

تحدث جاسر بنبرة جدية للغاية: مش هخليها تتحرك من السرير.

إستأذنا كلاهما ثم إنصرفا. نزلا بالمصعد وتوجها ناحية السيارات. الذي ما إن رأه الحارس حتى فتح له باب سيارته. دلفا وإنطلقا بالسيارة.

روجيدا: هو إحنا مش هنرجع القصر

جاسر: لا هنرجع بس صابر كلمني ف شغل فهروح نص ساعة وأرجع نروح سوا

أوماءت برأسها وقالت: أوك

جاسر وهو يتطلع بعيونها: مش بتتوحمي ع حاجة

ضحكت روجيدا. ثم وضعت إصبع السبابة أسفل ذقنها وقالت: اممم. أستنى أفكر

بعد لحظات قالت بخبث

روجيدا: عاوزة فراولة.

قهقه جاسر بشدة. حتى أن السائق تعجب كثيراً رب عمله يضحك بقوة. غريبة كانت تلك الكلمة التي قالها السائق لنفسه. بينما جاسر أوقف نفسه عن الضحك بصعوبة وقال

جاسر: بتشاكسيني مثلاً

روجيدا ببراءة مصطنعة: أنا! أبداً

نظر لها بنصف عين وقال: يا شيخة

روجيدا وهي تخرج لسانها: أه

مسد جاسر على رأسها بحنو وقال: إنتي تؤمري. ولو إني مستغرب فروالة تاكل فروالة. مط شفتيه وقال. غربية.

وصلا للبناية التي كانا يقطنان بها قبلاً. صعدت روجيدا ثم دلفت للداخل. بينما جاسر وقف خارج المنزل وقال بتحذير و صرامة

جاسر: مفيش نملة تخش أو تخرج. فاهمين

أومئ الرجل برأسه وقال بطاعة: أوامرك يا جاسر بيه

تحرك جاسر وغادر محيط البناية ثم توجه لمقر عمله. قابل صديقه صابر وأخذا بتحدث في أمور العمل حتى إنتهيا تماماً. ثم قال صابر بمرح

صابر: بس إيه سر الإبتسامة اللى مش مفارقاك دي.

تصنع جاسر عدم الفهم وقال: إبتسامة إيه

صابر: يا شيخ

حقاً لم يعلم جاسر ما سر سعادته وتلك الإبتسامة. أبسبب تلك الليلة الوردية التي قضاها بين أحضان محبوبته! أم بسبب زيارة الطبيبة! أم كلاهما؟! بالطبع كلاهما. فاق من شروده على صوت صديقه وهو يقول

صابر: هااااااي. روحت فين. أنت مش معايا خالص

تأفأف جاسر وقال بضيق: ديما فاصلني. المهم الشغل خلص كدا

صابر بجدية: أها كله تمام.

حمل جاسر أشيائه الخاصة ثم رحل، وقدما تسبقان قلبه. شوقاً لهما...

وصل سريعاً للبناية. ثم صعد بسرعة رهيبة وكأنه يتسابق مع الدرج. صعد لشقته ولكنه لم يجد الحارسان، دب القلق في أوصاله. ثم فتح باب شقته سريعاً وأخذ يبحث عن زوجته. كالمجنون في جميع أرجاء الشقة ولكن لم يجدها...

أحس ب إنهيار قدميه. لم يعد قادر على التحمل جلس على الأرضية الرخامية. وظل يصرخ ويزعق بصوته كله ب إسمها ولكن لا من مجيب. أحس بروحه تُسحب منه. نهض سريعاً وقال بعزيمة

جاسر: لأ. لأ. هي هنا أنا هدور تاني.

أعاد البحث مرة أخرى ولكن النتيجة كسابقتها ولكنه لاحظ شئ غريب أمام خزانة الملابس. بقعة حمراء. توجس خفية وضربات قلبه تتصارع. فتح الضلفة بيدين مرتعشتين. لتسقط جثتي الحارسان. تجمد جاسر في مكانه. بالفعل روحه سُحبت منه. شُلت حواسه. كيف. كيف إختفت، كانت هي كانت معه من قليل.

جرت دموعه ب إنهمار وظل يردد إسمها كطفل تائة يبحث عن والدته. بكى وبكى. ضاعت. زعق بصوته ونادى الحرس الخاص به.

ف أتاه أحدهم مهرولاً وقال: أيوة يا جاسر بيه

كاد أن يتحدث حتى صدح صوت هاتفه يعلن عن وصول إتصال منها، من زوجته...

مزحة. أتلك مزحة. بالطبع مزحة. لم يتردد كثيراً وسرعان ما أجاب بصوت يملأه اللهفة

جاسر: روجيدا

ليأتيه صوت بغيض لطالما كرهه وهو يجيبه بضحك مخيف

مصطفى: لأ روجيدا مش فاضية دلوقتي.

جمرات النار الملتهبة التي تتطاير من عيني جاسر قادرة على حرق بلد ب أكملها. قسوة عينيه التي ظهر بها شر دفين. ليجيب بصوت قاتم

جاسر: فين مراتي

مصطفى ببرود: ما قولنا مش فاضية. طب أقولك ع حاجة. هوريهالك

قام مصطفى بمُهاتفة جاسر بمكالمة (فيديو)، لتظهر هي مكُبلة من يديها وقدميها. وحتى فاها مُلثم، أعلى حاجبها يُقطر دماً.

هوى قلب صاحبنا بين قدميه. خوف. رعب. فزع. نظراته نطقت بجميع معاني الخوف. أحس وكأنه كالمشلول عاجز. زوجته بين براثن ذئب. كيف لها الخلاص. جاءه صوت مصطفى وهو يقهقه

مصطفى: إنسى مراتك يا جاسر. مراتك بتاعتي أنا

زعق جاسر بصوته. ونطق بقساوة: لو إيديك إتمدت عليها هطلع هموتك ب إيدي يا والله لادفنك يابن ال

ضحك مصطفى بشدة ثم قال بنبرة هادئة.

مصطفى: ما بلاش تقول حاجة مش هتعملها، مراتك ف إيدي. وبصراحة كدا مش ناوي أمد إيدي بس، سكت قليلاً ليتابع بشيطانية

مصطفى: دا كل حاجة فيا هتتمد، أصلها وحشاني

ملس على وجنتها بشهوة. ثم قال

مصطفى: سلام عشان مش قادر أستحمل

أغلق مصطفى الهاتف، بينما جاسر لم يعد يشعر بما يدور حوله. ثم فجأة زعق بصوت متألم.

جاسر: روجيدااااا.

نادها عسى تأتي. عسى تُخبره بأن كل ذلك كابوس. علها تأخذه في أحضانها. علها تنتشله من تلك الحالة البائسة. ناداها ولكن لا من مجيب....



رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الثامن والثلاثون والأخيررررررررر /
أتعلمون الألم الذي يعتصر فؤادك بين ضلوعك؟! كيف هو فقد الحبيب. أعشتم معاناته؟! وجع أدم يختلف عن وجع حواء. دموع الرجل تعني إنهيار. وإنهيار الرجل. يعني نهاية العالم.
عودي. حبيبتي عودي.
ظل جاسر يردد تلك المقولة. أنتهى العالم وأفنى بعد رحيلها. الموت ببطئ مثل السم. تجرعه رغماً عنه. أيام وأيام يبحث بلا فائدة. تجول العالم بحث عنها. في كل مكان خطر على باله. يشعر بألم يعتصر فؤاده. ضاعت حبيبتي. ضاعت من جعلتني حراً. ضاعت من أحببتُ الحب من أجلها. ضاعت من أماتت في عيني جميع النساء.
كان صابر يجلس حزيناً أسفاً على حال صاحبه. لم يرى إنهيار المتجبر. بكاء. بكاء كالأطفال. نواح كنساء الميتم. يحضتن صورتي زوجته ونطفته. يبكي ويُحدثهما. وصابر متكتف الأيدي. لا يدري كيف يتصرف. فقد أخبره جاسر بعدم إخبار أحد ب إختطافها.
تحرك صابر ناحية غرفة صديقه. رأه نائماً في وضع الجنين. يبكي. عيناه أصحبت جمرتين مشتعلتين من كثرة البكاء يكاد يُقسم أنها ستتحول للبياض. جلس على طرف الفراش وربت على كتفه وقال بصوت ملئ بالحزن
صابر: يابني وحد الله كدا، إن شاء الله هنلاقي حل
جاسر: ...
صابر بحنو: طب قوم صلي وإدعي. قوم صلي يا جاسر.
لم يتحرك ساكناً. ولكن مع كثرة الألحاح وافق على مضض. نهض وتوضئ وصلى. دموع تجري كجريان النهر. شهقات طفل. لم يتخطى عمر الخمس سنوات. ظل يدعوا ويدعوا، يبدو أن أبواب السموات كانت متفتحة. فما أن إنتهى من صلاته حتى وجد هاتفه يصدح برقم خاص. توجه ناحيته وأجاب بلهفة
جاسر: ستيف!
ستيف: نعم إنه أنا
جاسر بنبرة أكثر تلهفاً: أعثرت على شئ
ستيف بسعادة: نعم. إنهم في مصر...
في أحد التجمعات السكنية بمدينة 6 أكتوبر
جلست نيرة تفكر مع نفسها. فمنذ أيام عديدة ألتقت ب الطبيب أكرم الذي سرعان ما أخذها معه منزله ومنذ ذلك الحين وهو يعتني بها جيداً. فاقت من شرودها على صوت مُفتاح يُوضع بالباب. ويدلف أحدهم سرعان ودلف أكرم. قال ب إبتسامة
أكرم: السلام عليكم
نيرة: وعليكم السلام. عشر دقايق وأحط الأكل ع السفرة
بادرها أكرم قائلاً: سيبك من الأكل دلوقتي أنا عازوك ف حاجة مهمة.
نيرة بتساؤل: خير
إتجه أكرم ناحيتها ثم جلس بجوارها على الأريكة وقال
أكرم: أكيد أنتي بتسألي أنا بعمل كل دا ليه
هزت كتفيها بلا مبالاه وقالت: عادي
نتهد أكرم وقال: لأ لازم تعرفي، أنا بحبك يا نيرة
إنتفضت نيرة ثم قالت بحدة: أنت إزاي تقول كدا تعرفني منين عشان تقولي كدا. لو فاكر إني رخيصة عشان وافقت أجي معاك تبقى...
سارع بوضع يده على فمها وقال
أكرم: أهدي. نيرة أنا أعرفك من زمان. من أيام لما كنا ف الجامعة.
عقدت مابين حاجبيها وقالت: جامعة!
أماء برأسه بقوة وقال: أه. وكنت بحبك من أيامها. بس إنتي سبتي الكلية ورحتي إتجوزتي ومن ساعتها ومعرفش عنك حاجة. ولما جيتي العيادة حسيت إني ملكت الدنيا. حسيت إن فيه أمل جديد.
عقدت يديها أمام صدرها وقالت بتركيز
نيرة: كمل
تنحنح أكرم وأكمل: ولما قابلتك ع الطريق وحكيتيلي إنك هربتي من جوزك. وقطعتي ورقة العرفي. ساعدتك مش عشان حاجة. ساعدتك عشان إنتي تستاهلي المساعدة.
رمقته بنظرات قويه وقالت
نيرة: إنت عاوز توصل لإيه!
نظر بعينيها وقال بصراحة مفرطة: إتجوزيني!
بشقة جاسر
فغر فاه كالأبلة وقال بشئ من الغباء
جاسر: مصر! بلدي
ستيف بضيق: هذا ليس وقت الصدمة. أسرع لزوجتك وسأرسل لك الدعم فوراً
فاق جاسر وقال بجدية: حسناً أبلغني المكان فوراً
ستيف: سأبعثه في رسالة.
أمسك جاسر سترته ومفاتيح سيارته ثم أخرج شئ ما من درج الكومود ثم هرول إلى الخارج، لمحه صابر الذي إنتفض سريعاً وقال
صابر: خير يا جاسر
جاسر بسعادة: لاقيتها
صابر وقد تهللت أساريره: بجد.
تحرك جاسر ناحية باب شقته ثم دلف للخارج وقال بصوت عال
جاسر: مش وقته يا صابر
صابر وهو يركض خلفه: أنا جاي معاك
جاسر: ماشي
نزلا كلاهما. ما إن لمح أحد الحرس الخاص بجاسر حتى سارع بفتح باب السيارة. نظر له جاسر وقال بصرامة
جاسر: إتصل بكل الحرس يجيولي ع العنوان دا بسرعة
الحارس بصرامة: أوامرك يا جاسر بيه.
وبالفعل قام الحارس بعدة إتصالات كي يحث زملاءه على الحضور. تحركت الكثير من السيارات بسرعة جنونية. حتى يصل للعنوان المنشود...
في أحد الطرق الزراعية بقرية صغيرة.
بداخل كوخ
كانت تجلس هي وتضم ساقيها لصدرها وحاوطتهم بيديها. وتبكي بصمت رهيب. منذ أيام عديدة لا تعرف عددها وهي هنا. كيف دخل شقتها. وكيف أختطفها لا تدري. فقد تم كل شئ بسرعة. حدث كل ذلك في لحظات. تحيط بطنها الصغير بيدها حتى تحمي جنينها من براثن الذئب.
بجسدها كدمات. إثر مقاومتها له. فقد حاول الأعتداء عليها ولكنها قاومته بشراسة. إنتهت بغرز أحد القطع الخشيبة المتناثرة في كتفه مما دفعه للإبتعاد.
دلف هو بعد قليل ليجدها على وضعها ذاك. إقترب منها بخطوات متمهله. وأعين فاحصة. ثم قال بخبث
مصطفى: مالك يا حبيبتي خايفة ليه
إنكمشت على نفسها أكثر ونزلت دموعها بكثرة ولم ترد. إقترب هو أكثر وقال بشئ من المكر.
مصطفى: متعيطيش. إنتي عارفة إني بحبك أد إيه. إنتي بتاعتي وبس. كل اللى فيكي ملكي. جسمك. شعرك. شفايفك. قلبك. كل دول ليا وبس
صرخت فيه بحدة وقالت
روجيدا: بس. حيوان وقذر. أوعى تفكر إني خايفة أنت أخر واحد ممكن أخاف منه. أنا بقرف منك. حيوان حتى إني بظلم الحيوان لما بشبهك بيه
قهقه مصطفى بشدة و مازال يقترب ثم قال بشهوة.
مصطفى: الله. شرسة. طلعي القطة اللى جواكي. فاكرة لما أخدت منك. نظر لها نظرة من أمخص قدميها حتى رأسها بنظرة جريئة وقحة
مصطفى: لما أخدت منك اللى عاوزة، اااه كنت مبسوط. حسيت إني ملكتك. بس طلعتي أذكى مني. هربوكي. وإنتي طلعتي لأ وبقيتي بدوري ع اللى يوديني ف داهية. لأ عجباني
نظرت له ب إشمئزاز وإحتقار ثم نطقت وعلى وجهها علامات نفور وإمتعاض.
روجيدا: أنت مريض نفسي. أنت مريض ولازم تتعالج. يا، يا تموت. وموتك ع إيدي
نظر لها مصطفى بنظرات شيطانية وقال
مصطفى: أنا مريض بيكي. وأنتي هتعالجيني. هتعالجيني. زي ما عالجتيني قبل كدا...
بخارج ذلك الكوخ.
وصلت سيارة جاسر وحرسه. وقفت السيارات بعيداً عن الكوخ حتى لا يتم كشف أمرهم. كان جاسر قلبه يخفق بشدة. قفد مات قلقاً على زوجته ها هو على بعد خطوات منها. بعدما تفشى سرطان اليأس قلبه. أمسك مسدسه وقال بنبرة تحمل الشر
جاسر: اللى يقابلكوا أقتلوه. مفيش تفاهم. أنا عاوزها تقلب دم
الجميع بنبرة مطيعة: أوامرك يا جاسر بيه.
تحرك الجميع وعلى رأسهم جاسر الذي كام يركض وكأنه في سباق للعدو. ركض وكأنه يسمع صرخاتها المستغيثة. ركض وقلبه يطرب قلقاً. خوفاً من أن الأوان قد فات. ركض بكل ما أوتي من قوة. ركض وبقلبه رجاء ألا يحدث لها شئ. ركض وكأن عقله يُملي عليه شئ قبل قلبه، أنقذها من براثن الذئب
بداخل الكوخ.
نظرت له روجيدا بخوف بائن. فقد لمحت نظرته الشيطانية التي إعتادت عليها من قبل. تراجعت للخلف تلقائياً. خوفاً من أن تتمد أياديه وتصلها.
أما هو فقد تخطى الخطوات الفاصلة بينهما في قفزتين. أمسك رسغها بقوة وجذبها بشدة ناحيته. ثم ألقاها على الفراش. وسط صرخاتها التي كانت تصم الأذان. لم تتوسل. ولكنها إكتفت بالصراخ والتهديد
روجيدا: أبعد عني يا واطي. إبعد
كبل يديها ثم قام بلعك وجهها بشهوة ثم قال وقد سال لعابه.
مصطفى: لسه طعمك حلو. ولسه فيكي نبرة التحدي. وأنا بحب دا فيكي
صرخت وأستنجدت بجاسر. صرخت وظلت تدعو من الله أن يُنجيها هي وطفلها. صرخت صرخات. صمت أذنيه. صرخة تتبعها صرخة حتى خارت قواها. وقبل أن يقوم بشق كنزتها. سمع صوت دوي طلقات نارية بالخارج.
نهض سريعاً ليرى ما يحدث. فوجد جاسر ورجاله يتعاركون مع رجال مصطفى. إلتفت إلى روجيدا وقال بخبث.
مصطفى: جوزك شرف. أهو بالمرة يشوفني وأنا بستمتع بيكي. وأنتي تشوفيه وهو بيموت
رغم حالة الوهن التي أصابتها إلا أنها إنتفضت فزعة عندما سمعت صوته وهو يخبرها بقتل زوجها. قالت بحده وصراخ
روجيدا: أوعى تيجي جمبه. هقتلك لو لمسته
إبتسم بسخرية وقال: مش هتلحقي.
روجيدا وهي تستنجد بزوجها: جاااااااااسر.
في وسط المعركة الدائرة بالخارج، جرحى. قتلى. عدد لا نهائي من الجثث. تشبعت الأرض بذلك السائل الأحمر اللزج. حُمرة قانية لونت الأرض. إستشعر قلبه نداءها، أطلق عدة طلقات نارية أصابت الكثير. ثم صرخ بصوته كله
جاسر: روجيداااااا.
تحرك وسط الجموع لم يأبه بعدد الجثث التي ركض عليها. لم يأبه لتعثره تكراراً. لم يأبه بتلك الطلقة النارية التي أصابت كتفه. فقط لم يأبه. ركض. لينقذها. وصل أمام الكوخ ولم يتردد لثانية واحدة
قام بكسر الباب بقوة وظل يصرخ كالمجنون
جاسر: روجيدا. روجيدا
أتاه صوتها الخافت. الواهن وهي تقول
روجيدا: أنا هنا يا جاسر
سمع صوتها ف طرب قلبه لها. توجه ناحية الصوت. حتى بُهت مما رأه...
بأحد الملاهي الليلية بولاية كاليفرونيا. بالولايات المتحدة الأمريكية
جلس مارتن أمام سيده وهو يحتسي كأس الخمر. فسأله الرجل بجدية
سيده: ماذا فعلت بشأن مصطفى
مارتن: لقد تم الترتيب جيداً. ومصطفى هو من سيتحمل جميع القضايا
هز الرجل رأسه برضا تام وقال: جيد جداً، والفتاه
تنحنح مارتن وقال: عثر عليها وأختطفها. ولم يتم العثور عليه حتى الآن
قهقه الرجل بشدة حتى أدمعت عيناه. أمسك كأس الخمر وقال بسخرية.
الرجل: كنت أعلم جيداً. ولذلك وقع في الفخ بسهولة
عقد مارتن ما بين حاجبيه وقال: ماذا تقصد سيدي
أشار الرجل للنادل لكي يجلب له المزيد من الخمر. ثوان وقد حضر النادل وفعل ما أمره منه ثم غادر. نظر لمارتن وقال
الرجل: أقصد أنا من أمنت له المنزل ذاك، قهقه بشيطانية. ثم أكمل
الرجل: وأنا من أفشيت عن مكانه
صفق مارتن ب إعجاب وقال: واااو. حسناً سيدي. ضربت عصفورين بححر واحد
أماء الرجل برأسه وقال: نعم.
أكمل مارتن ويداه تداعب كأس الخمر الذي لم يفرغ بعد
مارتن: منه تخلصت من مصطفى. ومنه أبعدت الشُبهات عنك
أجاب الرجل بقسوة: يستحق. ذلك جزاء من يعبث معي
تسائل مارتن: وماذا بشأن الفتاه
ضيق الرجل عيناه وقال بغموض: سيأتي وقتها، ولكن ليس الآن لتهدأ الأمور
أماء مارتن موافقاً لكلامه ثم أجاب بتوجس: وهل تعلم من هو زوجها
نظر بقوة وقال بنبرة غامضة: نعم، جاسر حسين الصياد...
مارتن: وماذا بعد
مط شفتيه وقال بمزاح: فالنشرب بصحة موت مصطفى الوشيك
ضربا كأسيهما ببعض. وتعالت ضحكاتهم الشيطانية.
بداخل الكوخ
وقف جاسر مشدوه مما رأه.
زوجته بين يدي ذلك الحقير. ويضع نصل حاد على رقبتها. يبدو على إمارات وجهها الخوف. أرسل لها نظرات مطمأنة. ثم رفع نظره ناحية مصطفى وقال بنبرة تهديدية
جاسر: سبها يا والإ أقسم بالله هموتك
قهقه مصطفى وأجاب بسخرية: عاش من شافك يا صاحبي. مين كان يصدق إنك تتجوز حبيبت...
قاطعه بشراسة مميتة وعينيه تطلق نظرات قاتلة ثم قال بحدة إرتجت لها حوائط الكوخ.
جاسر: إخرس يا كلب يا إبن ال متجبش سيرتها ع لسانك
مصطفى بخبث: لدرجادي بتحبها
تعمد إستفزازه. فملس على وجنتها اليسرى بطريقة مقززة.
أثارت في نفسها الإشمئزاز. النفور. نزلت دموعها بصمت. أحرقته تلك الدموع. بينما نظر لذلك المصطفى وعيناه تطلق جميع معاني الشر والإنتقام نطق بلهجه قاتمة وقال بتوعد شرس
جاسر: يمين بالله لو إيديك لمستها تاني. ورحمة أبويا لاهخليك تتمنى الموت ومطولوش.
نظرت روجيدا لجاسر نظرات ذات مغزى ثم قالت بغموض
روجيدا: إضرب. يا جاسرإضرب متخافش
نظر لها بتوسل ألا يفعل، ولكن نظرات الإصرار بعينيها دفعته للموافقة، بينما وقف مصطفى كالأبله بينهما. وقبل أن يستفسر عما يقولان
حتى إنطلقت رصاصة من سلاح جاسر لتُصيب طرف ذراع روجيدا. تعمد إصابتها في أقل الأماكن خطورة حتى يتفادى أذيتها بشدة. صرخت روجيدا متأوهه، عصرت قلبه ألماً تلك الصرخات. ومزقت حجرات فؤاده منظر دماءها.
سريعاً ما تراخى جسدها على الأرض الذي لم يستطع مصطفى حمله. فمع فقدان الوعي يزداد وزن الشخص. فعجز عن حملها. وأضطرب قليلاً. أستغل جاسر إضطرابه. ثم إنقض عليه باللكمات. والضرب المبرح
ظلا يتعاركا سوياً حتى فاقت روجيدا. تحاملت عل نفسها حتى تصل لنصل السكين. ثم خبأته في كم كنزتها. توقف صوت العراك فجأة على صوت مصطفى وهو يمسح الدماءعن وجهه وقال بتشفي
مصطفى: أقرأ الفاتحة ع روحك.
نظر له جاسر بثبات رغم أنفاسه اللاهثة. صمت. سكون تبعه صوت إطلاق رصاصة أصابت صدر جاسر.
تراجع جسده إثر قوة الضربة. ثم وجه نظرة مبتسمة إلى زوجته قبل أن يتهاوى جسده على الأرضية
صرخة صرختها روجيدا، بُح صوتها إثرها. هرولت ناحيته راكضة ثم وضعت رأسه على قدمها وقالت بدموع وإنهيار
روجيدا: لأ. لأ. متسبنيش. عشان خاطري لأ
نظر لها نظرات مُحبة ثم قال بصوت واهن ضعيف
جاسر: هشششش، متعيطيش. دموعك غالية عالية. أسف مقدرت.
سارعت ب إسكاته ودموعها لا تجف ولا تنضب
روجيدا: لأ، متكملش. أنت حمتني بنفسك إللي بتتفسه
ضغطت بكلتا يديها على الجرح. علها تستطيع إيقاف ذلك النزيف الغزير، أتاها صوته البغيض وهو يقول بنبرة متشفية
مصطفى: متخافيش يا حبيبتي، اللي كان واقف بيني وبينك خلاص راح. تعالي بقى ف حضني.
نظرت له بكره وحقد. نظرات أقسمت على الشر. على الثأر. وضعت رأس جاسر بهدوء على الآرض ثم نظرت له بحنو. ونهضت عن الأرضيه الصلبة. فيما تقدم مصطفى ناحيتها حتى وصل إليها. وهي واقفة جامدة. لا تتحرك. ولا يتحرك جفنها.
تحدث مصطفى بدناءة: وحشتيني. تعالى بقى.
ظلت جامدة، أقترب هو منها ثم وضع يديه على ذراعيها. ومن ثم قربها في عناق، وهي مستسلمة. ثوان وشعر بألم حاد يعتصر معدته. إبتعد عنها بتألم واضح وهو يراها تغرز النصل الحاد في معدته. غرزته بغل بائن. ثم همست بجمود
روجيدا: مش قلتلك هقتلك. نهايتك ع إيدي يا مصطفى
ظلت تنظر له بجمود وجسده يتهاوى. لفظ أنفاسه الأخيرة ولا ملمح واحد بائن في عينيها.
ركضت مهرولة ناحية زوجها جثت على ركبتها. ووضعت رأسه على قدمها وقالت بخفوت
روجيدا: خلاص. خلاص كل حاجة خلصت. قوم بقى
رفع جاسر يده الملطخة بالدماء ومسح دموعها ثم قال بوهن وقد بدى على وجهه الشحوب
جاسر: يوووه وسخت وشك. بس. بس برضو حلوة. خليكي بالك من نفسك ومن إبني
قاطعته بشراسة وقالت: بس، أنت وعدتني إنك مش هتسبني. متبقاش جبان وترجع في كلامك.
سعل بشدة حتى تناثرت الدماء من فمه ولطخت وجهها الوردي. ثم قال بنبرة متقطعة واهنة
جاسر: أسف سامحيني. معرفتش أوفي بوعدي. بس عاوز أقولك حاجة. إعرفي. إعرفي. إني عشقتها فغلبت قسوتي
نطق أخر كلماته ثم خفتت أنفاسه وأستكانت رأسه وحركته. أستكان بين أحضانها.
أبت أن تصدق ما حدث. ظلت تهزه بعنف وتقول بصراخ.
ر روجيدا: لأ. لأ. أنت ممتش قوم يا جاسر حرام عليك قوم متسبنيش لوحدي. قوم بقى بلاش تعمل فيا كدا. مش بعد كل دا تسبني. لأ. قوووووووم
ولكن لا من إجابة. إحتضن رأسه وضمته لصدرها. صرخت بحدة. صرخت بألم. صرخت. بخوف. صرخت صرخات إنحنت لها الجبال صرخت صرخات تشققت لها الأرض. صرخت حتى تمزقت أحبالها الصوتية. خرجت صرخة متأوة وهي تقول
لااااااااااااااااا.
                             تمت



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 























أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺






تعليقات

التنقل السريع
    close