القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الاول للكاتبة إسراء علي الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون حصريه وجديده

 رواية عشقتها فغلبت قسوتي الجزء الاول للكاتبة إسراء علي الفصل الحادي والعشرون حتى الفصل الثلاثون حصريه وجديده 


زلازل، براكين، أنهيارت، تسونامى، جميع الظواهر الكونيه المفجعه تجمعت على جاسر ما أن رأت عيناه...

أبتعد جاسر عنها بذهول وجلس على مقعد بجانب الفراش، ظل ينظر إليها كانت  فاقده للوعى فمها وأنفها ينزفان وكذلك باقى جسدها من جروح هو سببها لها.  كان ينظر لجروحها الجسديه ولكنه كان عاجز كل العجز عن رؤيه جروحها  النفسيه...

عادت روجيدا لنقطه الصفر مره أخرى فها هي تُنتهك مره أخرى على يد أقرب الاشخاص إليها، تفرس النظر لملامحها الباهته...

وجهها الشاحب. علامات الالم والخذلان المرسومه على وجهها النائم جعلته يعيد التفكير مره أخرى منذ قدوم مصطفى حتى الان.

عصفت الافكار بجاسر فقال محدث نفسه بعصبيه

جاسر: معقول مصطفى يبقى هو مصطفى صاحبى، لالالالا مصطفى كان هنا ف مصر وقت الحادثه اللى قالتلى عنها، يارب. يارب أكون مظلمتهاش.

تحرك ناحيه الفراش وضع يده على جببتها ثم نزل بمستوى يده الى عنقها فوجد  أثار يده قد تركت أثره على بشرهتا الرقيقه زفر بضيق ووضع يده على فروة  رأسه وضغط عليه بشده، أستدار ناحيه الشرفه اخرج هاتفه وضغط بضع ضغطات ووضعه  على أذنه



جاسر بجديه: أسمعنى كويس يا صابر ومن غير أسئله أبعتلى الدكتوره مها بسرعه

صابر بقلق: ليه يا جاسر

جاسر بضيق: قولت من غير أسئله نص ساعه وتكون عندى

صابر: حاضر. حاضر.

جاسر: عاوز اعرف كمان مصطفى صاحبى من سبع سنين يوم، كان فين

صابر بتساؤل: طب ليه

جاسر بغضب: صابر مش وقته أبعتلى الدكتورة بسرعه

أغلق جاسر هاتفه ثم إتجه ناحيه فراشها وجلس أمامه وتفرس النظر لها، صدرها  الذي يعلو ويهبط بخفوت شديد، جسدها الملئ بكدمات، جسدها الشبه عارى...

قام جاسر بتغطيه جسدها وهو يشيح بوجه بعيد عنها ثم قال بنبره جامده.

جاسر: إنك تعرفى مصطفى دى لو كان مش خطيبك مش هعديها. أما بالنسبه ل  إنك، أكمل بنبره تحمل الالم والسخريه، إنك مش بنت دى ليها حساب تانى عندى  ورحمه امى لادفنك حيه بس لما تفوقى.

فى الولايات المتحده الامريكيه

بأحد المناطق المهجورة

كان هناك شخصان يتحدثان

الشخص: ماذا يفعل مصطفى الان يا مارتن

مارتن: يبحث عن الفتاه يا سيدى

الشخص: حسنا أريد أن تراقبه أنه شخص مخادع

مارتن: حسنا لك ذلك

الشخص: أريد أن أحصل على الفتاه في أسرع وقت

مارتن: عندما يعثر عليها سيجلبها

قهقه الشخص بشده ثم قال لمارتن: بالطبع تمزح. مصطفى لن يعطينى الفتاه

عقد مارتن مابين حاجبيه وقال: ماذا تقول.

الشخص بجديه: مصطفى يريدها لنفسه أيضا

مارتن: وما العمل

الشخص بنبره شيطانيه: عندما يعثر عليها أقتله...

عوده لشق جاسر مره أخرى

كان جاسر يتأمل روجيدا بنظرات متفحصه شامله، ساكنه من جديد، طالت فتره  سكونها، قطع أفكاره طرقات على الباب تحرك جاسر سريعا ليفتح الباب بوجه  متجهم ليجد امامه طبيبه حسناء ممشوقه القوام وقصيره نوعا ما ذات بشره قمحيه  يغطيها بعض النمش على انفها وأسفل عينيها ذات اللون الرمادى الممزوج  باللون الأسود، شعر بنى تزينه خصلات سوداء حريرى، لتقول برقه

الطبيبه مها: أزيك يا جاسر بيه.

أفسح لها جاسر المجال لكى تدلف. حولت بصرها في الأنحاء بنظرات شموليه لتقول مره أخرى

الطبيبة مها: أستاذ صابر كان كلمنى وقالى إنك عاوزنى

جاسر بجمود: إتفضلى معايا

أماءت الطبيبة بهدوء وتحركت خلفه تعجبت بداخلها من أسلوبه ذاك وخاصا أنه  يقالبها بملابسه المنزليه فكان يرتدى بنطال رياضى من اللون الرصاصى وتيشيرت  ذات حمالات رفيعه قطنيه(ملابس داخليه للرجال).

إلا أنها سارت بهدوء تام. توقفت عندما توقف عند إحدى الغرف وأشار لها  بيده لكى تدلف إلى الداخل، دلفت ومالبثت حتى شهقت عندا رأت فتاه مسجاه على  الفراش ووجها ملئ بالكدمات ولكن تلك المسكينه لم ترى بعد تشوه جسدها، قالت  الطبيبة مها وهي تضع يدها على فمها إثر الصدمه

الطبيبة مها: جاسر بيه إيه دا

جاسر بنبره جامده: مراتى

الطبيبة بتردد: طب. طب هي مالها

جاسر: هنفضل نرغى كتير خشى شوفيها وبعدين نتكلم...

دلفت مها إلى الداخل تتأمل الفتاه ووجها المشوه أفاقت على صوت الباب  يغلق بقوة إلتفتت ناحيه الصوت ثم عادت بنظرها سريعا إلى الفراش توجهت  ناحيتها ثم نزعت الغطاء لتشهق فزعه مما رأته ثم قالت بأسى

مها: أنت مش ممكن تكون بنى أدم مراتك وتعمل فيها كدا، ربنا ينتقم منك

لم تتحدث أكثر ثم قامت بفحصها وفحص مؤشراتها الحيويه. داوتها سريعا ووضعت المحاليل لها وبعض المسكنات حتى تُهدأ حده الألم...

فى الخارج جلس جاسر على الأريكه وأخذ يهز ساقه بعصبيه مفرطه حتى أحس ب إهتزاز الهاتف في جيب بنطاله أخرجه ليرى صابر صديقه يتصل

جاسر: أيوة عملت إيه

صابر: مها جت الأول

جاسر بضيق: أيوة وأنجز

صابر بتردد: جاسر اللى هقولك عليه دا غريب بس. بس لازم تعرفه

جاسر ب إهتمام: سامعك

أخذ صابر شهيق ثم زفره على مهل وقال بهدوء إنفعالى

صابر: أنت تعرف مصطفى أسمه مصطفى إيه

جاسر ب إستغراب: ليه؟

صابر بنفاذ صبر: رد عليا.

جاسر: مصطفى الشهاوى

صابر: مصطفى كان نازل ف الفندق ب اسم تانى. كان نازل ب اسم مصطفى المنياوى تعرف ليه؟

عقد جاسر مابين حاجبيه ثم تسائل: وأنت عرفت منين

صابر بجديه: بعد ما كلمتنى أنا بنفسي رحت الفندق دا كنت قريب منه. رحت  وسألت عليه قالى إن مفيش حد بالاسم دا. ف وريته صورة لينا الموظف إستغرب  وقالى إنه كان نازل فعلا بس ب اسم تانى اللى هو مصطفى المنياوى

جاسر بعدم فهم: طب ليه كل دا.

صابر: معرفش بس إسمع الكبيرة بقى

جاسر بتوجس: ف اليوم اللى أنت قولتلى أسأل عليه الموظف قالى أنه مخرجش من الاوضه أساسا. وكان طالب أصلا إن محدش يزعجه

جاسر ب إنتباه: وبعدين

تابع صابر كلامه بجديه: الموظف قالى إنه إتفاجأ بيه داخل الفندق الصبح مع  إنه لما كان الصبح جمب الأوضه بتاعه كان لسه حاطط الملاحظة(بعدم الإزعاج)

جاسر بغضب بسيط: وبعدين يا صابر إنجز.

صابر بضيق: م تسبنى أكمل. ثم تابع. المهم إديت للموظف فلوس زياده وطلعلى  تسجيلات فيديو بتاع الفندق لاقينا إن مصطفى خرج متأخر جدا من باب الطورائ  ومشى من الفندق ومنعرفش راح فين

جاسر كان يستمع لكل كلمه ب إنتباه وشرد قليلا ولكن قاطعه صابر قائلا

صابر: جاسر إنت رحت فين؟

جاسر ب إنتباه: معاك. معاك

صابر ب تعجب: بس اللى مستغربه إن شكل مصطفى كان متغير عما نعرفه

جاسر: إزاى

صابر: هبعتلك صورته قدرت أخدها من الكاميرا.

جاسر بنبره مختنقه: طيب يا صابر عاوزك تعرفلى مصطفى كان عايش فال10 سنين اللى فاتو فين

صابر: في تركيا طبعا

جاسر بنفاذ صبر: إعمل اللى بقولك عليه عاوز المعلومات تكون عندى ف ظرف 24 ساعه

كاد ان يكمل كلامه ولكن قاطعته مها (الطبيبة)بصوت متجهم. نظر لها جاسر وأشار لها بالجلوس ثم تابع في هاتفه

جاسر: طب مع السلامه دلوقتى ومتنساش اللى قولتلك عليه

أغلق جاسر الهاتف ثم وجه انظاره ناحيه الطبيبه وقال بتساؤل.

جاسر: عامله إيه دلوقتى

نظرت له بحده ثم تابعت بنبره محتده

مها: المدام يا. يا جاسر بيه إتعرضت للإغتصاب بطريقه وحشيه دا غير الكدمات  اللى ف جسمها أنا عالجتها على قد ما أقدر بس المفروض تروح المستشفى عشان لو  فيه حاجه أخطر من كدا

جاسر ببرود مستفز: هي مش هتروح ف حته، بس عاوز أعرف هي حالتها مستقره

مها بزنق: حاليا أه

ثم مدت يدها بورقه وقالت بضيق

مها: ياريت المسكنات دى تجيبها عشان لو حست بألم.

أخذ جاسر من يدها الورقه ثم طواها وقال بهدوء

جاسر: طيب، تقدرى تمشى

مها بضيق: فوق يا جاسر من اللى بتعمله دى مراتك واى كان اللى وصلك لكدا مراتك هتكرهك. ثم أكملت بسخريه، دا لو يهمك

نظر لها بطرف عينه وقال ببرود: مع السلامه معلش تعبتك.

ضربت مها الارض بقدميها بعصبية مفرطه ثم توجهت ناحيه الباب بخطوات راكضه  وأغلقت الباب بشده خلفها. ما أن خرجت مها حتى اطلق العنان لثورة غضبه وبدأ  بركل وتدمير كل شئ امامه، أنتهى من ثورة غضبه وجلس يتنفس سريعا وقال بصوت  غاضب

جاسر: أه لو طلعت أنت خطيبها يا مصطفى والله لهخليك تشوف الويل...

فى قريه أخرى بقصر عائله الهوراى

ظلت زوجه جابر تنتحب لما حل بزوجها وتضرب على فخذها وقالت بعويل

يامرارك يا زينب، يا مرارك الطافح. چوزى راح فطيس. اااااه

تأفف جابر من سلوكها وقال بغضب

جابر: چرى إييه يا وليه إنتِ هو أنى مت. مانى جدامك صاخ سليم

زينب بنحيب: صاخ إييه بجى ما ولد المركوب ده خرشمك

جابر وهو يمسك رسغها بشده: زينب أنى مش فايج لشغل النساوين ده أنى مش هسكت واصل.

قاطعه صوت سيده في الخمسون من عمرها بالرغم من كِبر سنها إلا أنها لازالت تحتفظ بقوة جسدها لتقول بنبره صعيديه

والده جابر: و ناوى على إييه بالظبط يابن سليم

جابر وهو يحاول النهوض لكنه عجز بسبب ألامه: والله يا أمى لاهندمه

والده جابر بسخريه: وإزاى بجى يا سبع وأنت حالك مدهول (مريض)إكده.

تأفف جابر وقال: أسمعينى زين أنى مش هسيبه واصل ولما أجوم على حيلى  هعرفه مين هما عيله الهوارى، ثم تابع بخبث. أنى برضو ولد ناصر الطوخى

ألتوى فم ناصره ب إبتسامه مغتره وقالت: وعرجك (عرقك)فيه دم عليه الطوخى فرچنى على مكرهم

إبتسم جابر بمكر وقال: على عينى يا أمى، چاسر الصياد هيشوف النچوم في عز الضهر...

فى صباح اليوم التالى أعلنت الشمس مجيئها لتحمل معها أحداث جديده ستقلب حياه أحدهم رأسا على عقب

فى القاهرة بشقه جاسر الصياد

لم يغفل جاسر ولم ينم له جفن ومع ذلك لم تبدو ملامح الارهاق على وجهه. كان  جالس بغرفتها ويتطلع عليها بأعين ثاقبه كالصقر حتى وجدها تتململ...

أطفأ السيجاره التي بيده ثم نهض ووضع يده في جيبى بنطاله وتوجه ناحيتها. ظل يتابعها حتى إستعادت وعيها بالكامل وقال بنبره تهكميه.

جاسر: صباحيه مباركه يا، ياعروسه

نظرت له روجيدا ولم ترد فقد فقدت روحها حقاً أمس ظلت تتذكر ماحدث ودموعها تتخذ مجراها على وجنتيها...

أقترب جاسر منها. لتسحب هي الغطاء ناحيه صدرها وضمته بقوة وعيناها تنطق بكل معانى الخوف. لينظر هو لفعلتها ويقول بتهكم

جاسر: متقلقيش أوى كدا أنا عمرى ما هلمس واحده. نظر لها بتمعن ثم قال، مش هلمس واحده زيك.

لم ترد عليه ولم تنظر له أيضاً فيكفيها ما شاهدته أمس، أستفزه سكونها ليقول بغضب

جاسر: إيه اللى حصل يا محترمه

ليجد رده السكون. أقترب جاسر بغضب وأمسك رسغها بشراسه ليقول بصوت هادر

جاسر: أنطقى

صرخت روجيدا وتأوهت متألمه وظلت تتلوى بين يديه وقالت بصوت باكى

روجيدا: أبعد عنى متلمسنيش. أبعد يا حيوان

هدر بها جاسر قائلاً: أنتى هتعمليلى فيها شريفه. دا ع أساس أنك بنت يعنى.

ليتابع بصوت متوعد: والله لاوريكى يا هانم مش جاسر اللى واحده تضحك عليه. أنطقى

ظلت تبكى وتتلوى محاولة للإفلات منه ولكنه كان مطبق وبشده على يدها ليقول بصوت قدى أسرى الرعب في اوصالها

جاسر: ردى عليا أحسنلك

روجيدا ببكاء ونحيب: أبعد عنى، أبعد أنا بقرف منك، أبعد. ثم صرخت بصوت حاد. بقولك أبعد

ترك جاسر رسغها بحده ثم قال بصوت متوعد.

جاسر: ماشى هسيبك بس أقسم بالله ما هرحمك أنا سايبك عشان عضمك اللى متكسر دا. لما يخف عشان. قال بصوت هادئ وحاد. عشان أكسرهولك تانى

تحرك جاسر بخطوات غاضبه ثم عاد لها سريعا وقال بضيق

جاسر: خطيبك كان أسمه مصطفى إيه

لم ترد عليه روجيدا ليعاود السؤال مره أخرى وهو يحاول كبح غضبه. قال من بين أسنانه

جاسر: أنطقى يا روجيدا مش عاوز أفقد أعصابى عليكى

ردت روجيدا ببرود: ملكش دعوة.

أمسك جاسر فروة شعرها بشده وهزها بعنف وقال: أنطقى أحسنلك

تأوهت روجيدا بشده حتى أدمعت عيناها ثم قالت بحده

روجيدا: مش هقولك

جاسر وقد أشتد بقبضته وقال بصوت هادر: أخلصى

روجيدا لكى تتخلص من براثنه فهى لم تعد تتحمل المزيد من الألم: م مصطفى المنياوى

ترك جاسر فروة شعرها مذهولا مما سمع ثم خرج الى الصالون وجلس على إحدى المقاعد. تذطر صابر عندما بعث له صباحاً صورة لمصطفى.

فتح هاتفه لندهش من شكل مصطفى فقد كان مختلفاً كليا عما يعرفه فكان شعره  قصير وذا لون أشقر. وبشره غامقه قليلا عن ما هي الان. الوشم الذي يوسد  كتفه. تمام كما وصفته روجيدا بالمشفى، وضع يده على فروة شعره وظل يحكها  بعنف وغمغم بتأنيب.

جاسر: أووووف يعنى هو خطيبها. ظلمتها كان لازم أفهم الأول وبدل م أقف  جمبها. سكت ثم قال بسخريه. إغتصبتها وعذبتها زيه فرقت إيه عنه. سكت مليا  يفكر ثم قال: طب دى وليها حق أما أنها مش بنت دى حصلت إزاى أنا عارف إنها  عنيده ومش هتتكلم. بس لازم أعرف منا مش هتأرطس

سمع طرقات على الباب تحرك ليفتحه ليجد البواب

جاسر بضيه: عاوز إيه

البواب: جبتلك الحاجات يا بيه

جاسر: ماشى.

كاد أن يغلق الباب ولكنه لمح صديقه صابر وهو ينادى عليه

صابر بصوت لاهث: جاااسر. أستنى

جاسر: تعالى يا صابر

دلف صابر إلى الداخل وتعجب من حال الشقه وقال بتوجس

صابر: هو. هو إيه اللى حصل هنا

وزع جاسر أنظاره على الصاله ثم قال بضيق: مفيش كنت متعصب شويه

صابر بسخريه: ياشيخ! كل دا شويه

جاسر بضيق: أخلص يا صابر في إيه

صابر بهدوء: قوم بس إعمل كوبايتن شاى عشان الكلام اللى جاى دا في قطع رقاب

جاسر: طيب.

نهض جاسر وتوجه الى المطبخ وقام بتحضير فنجانين من الشاى وعاد لصابر ليقول جاسر بزنق

جاسر: الشاى ياخويا كنت خادم أهلك

صابر بمرح: تسلملى. وبعدين م أنت مشغلنى من أمبارح ومدقتش طعم النوم

جاسر بنزق: أخلص يا ديك البرابر

صابر بغيظ: أهو دا اللى باخدو منك

جاسر: أخلص يا صابر أنا مش فايقلك

تنهد صابر وقال: ولو أنى مش فاهم في إيه بس هقولك على عرفته

جاسر: سامعك

اخذ صابر رشفه من فنجانه ثم قال بجديه.

صابر: مصطفى عنده بيت في تركيا بس محدش قاعد فيه. أو بمعنى أصح مصطفى مخلى الناس تفكر إنه قاعد هناك

جاسر وقد عقد مابين حاجبيه: إزاى يعنى

زم صابر شفتيه ورفع منكبيه دليل على عدم معرفته ثم قال بنبره فاتره

صابر: معرفش إزاى بس كل اللى أعرفه أن في حد بيدير البيت من هناك وهو اللى بيخلى باله من البيت

جاسر بتساؤل: أومال كان قاعد فين

صابر: ماهو دا الغريب. عايش ف أمريكا.

لم يندهش جاسر كثيراً لأنه متأكد أنه ماضى زوجته بينما أكمل صابر

صابر: والأسخن أنه شغال شغل شمال شغال آآآ...

قاطعه جاسر وقال: ف المافيا

دُهش صابر وقال: عرفت منين؟

جاسر وهو يريح ظهره الى الخلف: مش مهم عرفت منين المهم أن مصطفى نهايته قربت

صابر بتوجس: هتعمل إيه!

نظر جاسر أمامه وقال بنبره شيطانيه

جاسر: هندمه ع اليوم اللى قرب فيه من مراتى

صابر ب إندهاش: مراتك! وهو يعرف مراتك منين؟

بدى جاسر وكأنه لم يسمع سؤاله. نظر جاسر له وقال بجديه

جاسر: أحجزلى أقرب طياره رايحه أمريكا...


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الثاني والعشرون

رأيكم يهمني: )

معايشة الألم لم يكن أختيار، بل كان إجبار، أُجبرت هي على معايشة الألم،  قاسته بجميع أشكاله ذاقته ألوان، وكل ذلك بسبب كلمه رديئه من حرفين(حب)،  الحب كان ذلك الفخ الأشرس والأسهل للإيقاع بالفريسه، فلتحل اللعنه وليذهب  الحب للجحيم...

مر باقى اليوم دون أحداث فلم يحتك جاسر بها نهائياً لأنه أراد أن يضع  الأمور في نصابها الصحيح، وفي عصر اليوم التالى دلف جاسر لغرفتها ليجدها  نائمه بهدوء تقدم بحذر ناحيتها ثم جلس على طرف الفراش وتحدث في داخله

جاسر: ااااه يا روجيدا يوم أما أحب، الدنيا تقلب عليا، مش عارف إيه اللى  حصلك ومش هغلط تانى وأتسرع عشان ميحصلش كدا تانى، بس لو طلعت مش ظالمك، مش  عاوز أقولك هعمل إيه.

تململت روجيدا تستعد لفتح عيناها فهب سريعا عن الفراش وحول نظراته  للجمود وتوجه ناحيه الخزانه، فتحت عيناها رأته بالغرفه فخفق قلبها سريعا ثم  وجهت نظرها بعيدا حتى لا تتلاقى نظراتهم. أما جاسر فنظر لها من أعلى كتفه  ولكنه لم يتحدث

روجيدا في نفسها: بكرهك زيك زيه، بكرهك يا جاسر.

فتح جاسر الخزانه ثم أخرج حقيبه سفر ووضع بها بعض الثياب، لفت نظرها صوت  سحاب الحقيبه فحركت رأسها عفوياً ناحيته لتراه يحزم حقيبته أردات سؤاله عن  وجته ولكنها منعت نفسها، وكأن جاسر شعر بها، شعر بفيروزها المسلط عليه  ليستدير لها وتلتقى عسليته بفيروزها. توترت روجيدا وأشاحت بوجهها بعيدا.  أبتسم جاسر من زاويه فمه وقال بنبره جامده

جاسر: عشان الفضول ميكلكيش أنا مسافر كام يوم

لم تجبه روجيدا ليكمل هو.

جاسر: هرحمك منى يومين

أستدار جاسر للرحيل وأغلق الباب وخرج، لتنفجر هي بالبكاء والنحيب وقالت بصوت متحشرج من بين دموعها

روجيدا: ليه؟ ليه يا جاسر بعد م وثقت فيك، الله يسامحك

نهضت روجيدا ثم سحبت هاتفها وأتجهت ناحيه الشرفه وهاتفت صديقتها

روجيدا: مرحبا كاثرين

ليأتيها صوت ناعم: أووووه روجيدا لقد أشتقت لكى وبشده

روجيدا: وأنتِ وأيضا

كاثرين بقلق: ما بكِ عزيزتى!

روجيدا ب إبتسامه باهته: أنا بخير لا تقلقِ، ولكن أريد منكِ خدمه

كاثرين ب إنتباه: أى شئ أنا أسمعك

روجيدا: أريد من مكتب حمايه الشهود خدمه ب اسم والدتى

كاثرين ب إستفهام: ولما؟

روجيدا بجديه: سأقدم ورق هام بخصوص تلك العصابه وأريد حمايه لجاسر زوجى

كاثرين بعدم فهم: وكيف سنحمى جاسر وهو بالقاهره؟

روجيدا: مكتب الحمايه سيقوم بالتصرف في الأمر ولكن ضعى أسم والدتى لكى يهتموا أكثر.

كاثرين ب إستسلام: حسناً روجيدا ولكن ماذا عنكِ

روجيدا: لاتقلقِ سأكون بخير

كاثرين: ستيف يعلم ماذا ستفعلين

روجيدا: هو زوجك ستعلميه عاجلاً أم آجلاً

كاثرين: حسنا. حسنا أنتبهى لنفسك

روجيدا: وأنتِ أيضا. أراكِ لاحقاً

أنهت روجيدا حديثها لتجد جاسر يتاعبها ب أعين كالصقر. وتنطلق الشرارات من  عينه. توترت روجيدا فدلفت سريعاً للداخل ثم تحركت خارجا فقد جف حلقها عقب  نظرته المحمله بالشرر

بلأسفل.

وقف جاسر بجانب سيارته والتي بداخلها صابر ليحدثه بصوت محتنق

صابر: م تخلص يا جاسر

جاسر وهو يلتفت ناحيته: ماشى

دلف جاسر إلى السياره ثم تحدث بجديه مع صابر وقال

جاسر: مصطفى فين؟

صابر: ف فندق ف القاهره مرجعش شرم

جاسر وهو ينظر أمامه: كويس أوى، نبه الرجاله إن عنيهم متتشالش عنه ولا عن مراته

صابر وهو يومئ برأسه: أعتبره حصل

أضاف جاسر: وزود الحراسه على شقتى والبت اللى بتاخد بالها من روجيدا تتراقب هي كمان.

صابر: تمام. حاجه تانيه؟

جاسر بجمود: لأ

بعد نصف ساعه وصل جاسر إلى المطار ترجل من السياره وتبعه السائق الخاص به  ومعه حقيبته، أنهى جاسر إجراءت السفر ثم صعد إلى طائرته الخاصه دون صابر...

بالقاهره. داخل شقه جاسر الصياد

كانت روجيدا تتجول في الشقه حتى شهقت فزعه عندما قابلت فتاه في 19 من عمرها  ذات جسد مملتئ قليلا وقصيره القامه، وجه بيضاوى ذات بشره سمراء وحجاب  ملفوف بطريقه عشوائيه والتي بادلتها الصراخ، فدخل على إثره الحارسان  الشخصيان خارج الشقه روجيدا بفزع

روجيدا: أنتى مين

الفتاه بتوتر إثر المفاجأه: آآآآ، أنا ناديه. آآ. الخدامه اللى سى جاسر بعتها

روجيدا بتفحص: بس أنا مش عاوزة حاجه.

جاءها صوت أحد الحراس وهو يقول بصوت أجش

الحارس: آآآ. مدام روجيدا دى أوامر جاسر بيه ومنقدرش نعصاها

روجيدا بتأفأف: جاسر وزفت، طب أنتو بتعلمو إيه هنا

الحارس: جاسر بيه كلفنا بحراستك

عقدت روجيدا ساعديها أمام صدرها وصاحت بضجر: لا والله حراستى ولا عشان يضمن  إنى مهربش. ثم تابعت بصوت خفيض. ماشى يا جاسر والله لاوريك.

خرج الحارسان ووقفا كما أمرهما جاسر كما أنه هدد أنها إذ أصابها مكروه  سيعلق رؤوسم على أبواب قريته، أقتربت الفتاه من روجيدا وقالت بنبره خائفه

ناديه: آآ، تؤمرينى بحاجه يا ست هانم

روجيدا: لأ. شوفى شغلك

أماءت الفتاه برأسها ثم تحركت ناحيه المطبخ وأخذت تتحدث مع نفسها وقالت

ناديه: يعنى واحد عامل فرعون ومراته مجنونه. ضربت على فخذيها وقالت بتحسر.  أأأأه أنا ايه اللى وقعنى الوقعه السوده دى منك لله ياما...

أنتصف الليل بتوقيت القاهره ليكون صباحاً في الولايات المتحده الأمريكيه

نزل جاسر من طائرته وخرج من مطار مدينه نيويورك وضع نظارته الشمسيه، قام  السائق الخاص بجاسر بفتح باب السياره ليدلف الأخير. أغلق السائق الباب ثم  توجه إلى المقعد الخاص به، تحدث جاسر بصوت أمر

جاسر: إتحرك على العنوان دا...

السائق بنبره دبلوماسيه: حاضر يا فندم.

لم يكن جاسر له الوقت الكافى للحصول على راحه فبعد أن أرسل له صابر  عنوان منزل مصطفى في أمريكا عزم على التحرك إلى مكانه فورا، بعد ساعتان  متواصلتان من القياده وصل جاسر إلى العنوان المنشود، ترجل جاسر من السياره  وأمر سائقه بالبقاء في السياره. تحرك جاسر ناحيه سيارتان ذوات الدفع  الرباعى وتحدث بصوت يحمل الصرامه

جاسر: عملتو إيه ف الحراس

أحد الرجال: سفرناهم جهنم.

ألتوى جاسر فمه ببسمه شيطانيه: كويس. في حد جوه البيت

الرجل: لأ لا يا جاسر بيه

جاسر وهو يحك ذقنه ب إبهامه: عظيم، يلا بينا.

توجه جاسر إلى منزل مصطفى. تحرك مصطفى بمحيط الحديقه التي تلوثت بدماء  الحراس. تحول العشب ذا اللون الأخضر إلى اللون الأحمر القانى بسبب عدد  الجثث التي لا حصر لها فقد كان المنزل مؤمن بشده مما أكد لجاسر أن هذا  المنزل يحوى شئ هام للغايه. وصل إلى باب المنزل ثم فتحه على مصرعيه وأمر  رجاله بهدم المنزل وقلبه رأساً على عقب.

أما هو فقد تحرك إلى الأعلى ومشى في الرواق الذي كان يحوى عددا من الغرف  أختار إحداها ودلف إليها وكان موفق في إختيار هذه الغرفه فكانت غرفه ذاك  المصطفى. دلف ألى الداخل وتطلع على الأثاث بنظرات شموليه، قطع عليه تأمله  صوت أحد الرجال وهو يقول

الرجل: جاسر بيه تم اللى حضرتك عاوزه

أماء جاسر برأسه برضا ثم تحرك برأسه مره أخرى في الغرفه لفت نظره ذلك الحاسوب الشخصى الموضوع فوق المكتب فقال بصوت أمر.

جاسر: أبعتلى خبير الكمبيوتر هنا

الرجل: حاضر

ركض الرجل سريعاً وبعد دقيقه واحده دلف شاب وقال بصوت عادى

الشاب: أيوه يا جاسر بيه

جاسر وهو يشير ناحيه الحاسوب: أفتح الزفت دا وشوف فيه إيه

الشاب: حاضر

بعد خمس دقائق تحدث الشاب بذهول...


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الثالث والعشرون

في فيلا مصطفى. بالولايات المتحدة الأمريكية.

الشاب: أنا فتحت اللاب يا جاسر بيه

جاسر ب إنتباه: ها وفيه إيه

الشاب: ملفات كتير لصقفات مشبوهه

جاسر بجديه: إطبعلى كل الملفات دى ع فلاشه

الشاب ب إيماءه خفيفه: حاضر

نهض جاسر عن مقعده وشد إنتباهه هذه اللوحه الفنيه المعلقه بطول الغرفه ظل يتطلع عليها حتى قال الشاب

الشاب: خلصت.

جاسر وهو يلتفت كاد أن يتعرقل في السجاد إلا أنه استند على تلك اللوحه  الذي رجعت إلى الخلف، أستعاد جاسر توازنه ورمق اللوحه بنظرات متفحصه وجد  أنها باب إلى غرفه داخليه. حول نظراته ناحيه الشاب وقال

جاسر: خد الفلاشه وأتسنانى مع الرجاله تحت

تحرك الشاب دون نبس كلمه واحده. أنتظر جاسر حتى خروج الشاب ثم توجه ناحيه ذاك الباب السرى وفتحه على مهل حتى أفزعه ما رأه.

بطريق قريب من قريه القابعه بها عائله الهوراى

جابر وهو يستند على عكازه. خير يا مصطفى بيه

تفحصه مصطفى ثم قال بنبره متهكمه: خير يا جابر بيه شكلك عامل حادثه

غضب جابر وقال بنبره غاضبه: ملكش صالح

مصطفى وهو يخرج دخان السيجار الكوبى من فمه: ماشى. عايزك ف شغل

جابر: أؤمر

مصطفى بجديه: في شحنه أسلحه جديده عاوزين ندخلها مصر من الحدود

جابر ب إنتباه: وبعدين

مصطفى بنظرات ماكره: العموله كبيره

جابر بخبث: كام يعني؟

مصطفى بنظرات ذات مغزى: متقلقش هيعجبك

جابر: طب امتى العمليه دي

مصطفى: لسه مفيش معلومات عن المعاد

جابر وهو يحك ذقنه المنبته: طب لما تعرف عاوز يكون عندي خبر

مصطفتى: أكيد بس عاوزين شغل عالى

جابر ب إستنكار: ومن إمتى كان شغلي مش عالى يا مصطفى بيه

مصطفى: خلاص يا جابر بيه متزعلش. لما يكون عندى خبر هبلغك

جابر وهويصافح مصطفى: زين. أشوف وشك بخير...

عوده مره أخرى إلى الولايات المتحده الأمريكيه

ذُهل جاسر تماما مما رأى بل بُهت، ألجمت الصدمه عقله شُلت جميع أعضائه.  لبرهه توقف قلبه عن النبض. كانت صور زوجته (روجيدا) تملئ حوائط غرفه صغيره،  صور زينتها هي بجميع مراحل عمرها من الطفوله حتى البلوغ. صور لها تاره  ضاحكه، وتاره عابسه، وتاره شارده، وتاره أخرى هي نائمه.

تحرك جاسر في الغرفه وعيناه تنطقان بشر دفين حتى وصل لطاوله صغيرة موضوع  عليه مستند مدون عليه أسم روجيدا. جلس على مقعد وتفحصه فوجد جميع  المعلومات عن روجيدا

ففهم جاسر أن مهمته كانت التعرف على روجيدا وجعلها تثق به حتى يستطيع  الحصول منها عما يريد، تحرك بصره على حاسوب أخر حاول فتحه فوجده مُأمن  بكلمه سر، لم يكن من العسير عليه التنبؤ بكلمه السر فما إن وضع  اسمها(روجيدا) حتى فُتح.

كور جاسر قبضته بشده حتى أبيضت وبرزت عروق نحره وتحولت عيناه لجمرتين من  النار المشتعله، فتح جاسر إحدى الملفات المدونه ب اسم هى في بيتى خمن من  صاحبه هى فتح جاسر ليرى بعض الفيديوهات ليجد احدها مدون ب اسم ليلتها  الأولى فتحه جاسر حتى جحظت عيناه من هول الصدمه...

فى أحد الفنادق بالقاهره

كانت نيره جالسه على مقعد في الشرفه وهي تتامل أختبار الحمل، دخل مصطفى على  حين غره فوجدها محملقه بشئ جعلها شارده لدرجه ألا تسمع دخوله، سار ببطئ  شديد حتى وجد ما تحمله في يدها فظهرت في عينيه شعيرات دمويه حمراء من الغسظ  أمسكها من فروة شعرها بقوة فتأوهت هي بألم وقالت بصوت باكى مرتجف

نيره: م. مص. مصطفى

مصطفى بصوت هادر: أيوة مصطفى يا، إيه اللى ف إيدك دا

نيره بخوف: آآآ. م مفيش.

مصطفى بغضب: وحياه أمك هتستعبطى. خونتينى مع مين يا بنت ال

نيره وهي تتلوى من أسفل يدها: والله. آآ، والله ما خونتك

مصطفى وهو يهزها بعنف: أومال حامل إزاى

نيره بدموع: حامل إزاى يعنى إيه. أنا حامل منك

مصطفى وقد أمسك فكها بشراسه: حامل من مين يا أنتى هتستعبطى

نيره وهي تتأوه: أه. والله منك أقسم بالله منك

مصطفى بفحيح يشبه فحيح الأفعى: اللى ف بطنك دا هينزل...

بالولايات المتحده الأمريكيه

لم يتحمل جاسر مشاهده الفيديو أكثر من خمس دقائق، فما يراه قد جعل الدم  يغلى في عروقه وغضب العالم قد صُب عليه. نيران الكره قد أشتعلت أكثر بداخله  ناحيه ذلك المصطفى.

فكان الفيديو يحتوى على مشاهد أعتداءه الوحشى على زوجته. لم يكن واحد أو  أثنان بل العديد منها وكلها تحمل نفس العنوان ولكن أختلفت مسميات الليالى.  كان الفيديو الأول كافى لجعل جاسر كالثور الهائج فقد نهض جاسر وقام بتحطيم  الحاسوب ومزق كل صور زوجته وأخذ يزعق ويصرخ بصوت صم الآذان، ذئير الأسد قد  أعلن عن بدايه إنتقام جديد سيجعل مصطفى يتجرع ألواناً وألواناً من العذاب  والجحيم. سيشاهد الجحيم على الأرض. ضرب. حطم. مزق. ولكن النيران المتأججه  في فؤاده لم تُشفى. فُزع من في الأسفل من صوت سيدهم فأسرع أحدهم راكضا  فوجده على حال لا يُحسد عليه.

شعره قد تشعث. ملابسه قد تدهورت. يتنفس بسرعه وصعوبه، فنطق الرجل خائفاً

الرجل: ج. جاسر بيه هو. هو إيه اللى حصل

أمسكه جاسر من تلابيبه وأخذ يهزه بعنف وقال وهو يجز على أسنانه حتى كادت أن تنكسر

جاسر: البيت دا يتحرق فورا مش عاوز فيه حاجه سليمه

أماء الرجل عده مرات وقال بتوتر: ح. حاضر يا جاسر بيه.

تركه جاسر وخرج فقد أحس أنه كاد يختنق، وقف جاسر أمام المنزل وشاهد  أشتعاله. الرماد المتطاير لم تُهدأ من حده ثورته أو كرهه ولا حتى تأنيب  الضمير فها هو يظلم زوجته من جديد عاقبها على جريمه لم ترتكبها بل كانت  ضحيه. ضحيه قد أُنتهكت بشده ماتت روحها قبلا. وماتت مره أخرى على يده. شاهد  بالداخل كيف فقدت عذريتها. كيف نُزعت روحها عنوه، جاسر محدث نفسه.

جاسر: أنا راجع يا روجيدا. وهصلح كل حاجه. هجبلك حقك. حتى ولو على حساب حياتى. ما أنتي بقيتى حياتى

تحرك جاسر من محيط المنزل قبل وصول الشرطه وصعد إلى سيارته وتوجه ناحيه المطار. صعد على متن طائرته عائداً إلى موطنه وملاذه...

وصل جاسر أرض مصر ثم توجه إلى شقته وتحدث مع الحارسان وقال بجديه

جاسر: إيه الأخبار

أحد الحراس: كله تمام.

أماء جاسر برأسه ثم دلف إلى الداخل، ظل يبحث عنها بعينه في الصاله أو  غرفة الصالون فلم يجدها. دلف إلى الغرفه وشرفتها حتى المرحاض فلم يجدها  تملك قلبه القلق وأخذ يبحث في أرجاء الشقه كالمجنون فلم يجدها...

دخل إلى غرفتها عسى أن تكون هناك فلم يجدها أيضا ولكن وجد ورقه بيضاء موضوعه على الفراش كُتب فيها بضع كلمات.

جاسر. لو كنت فاكر إن حراسك اللى بره دول هيمنعونى من إنى أهرب تبقى غلطان. أنا مشيت ومحدش هيقدر يمنعنى، أخراً، طلقنى

سقطت الورقه من بين يديه ثم وضع كِلتا يديه على وجهه. لقد رحلت. رحلت وتركتني وحيداً. لا لن أدعكِ تهربين، فأنتِ حقى

أبعد جاسر يديه عن وجهه تسربت دمعه حزينه من مقلتيه ليقول بأسى

جاسر: لأ يا روجيدا مش هسيبك. أنا وعدت إنى هجبلك حقك. أنا ليا حق وأنتى. أنتِ حقي...


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الرابع والعشرون

وما بين حُبٍّ وحُبٍّ، أُحبُّكِ أنتِ

وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني وواحدةٍ سوف تأتي، أُفتِّشُ عنكِ هنا وهناكْ

كأنَّ الزّمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ

كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ

فكيف أُفسِّرُ هذا الشّعورَ الذي يعتريني صباحَ مساءْ وكيف تمرّينَ بالبالِ،

مثل الحمامةِ حينَ أكونُ بحَضْرة أحلى النساءْ؟

كان جاسر هائماً، كالتائه، الباحث عن ملاذ يؤويه، غابت هي عنه فتركته  الحياه. هربت منه فتاه، أبعد أن أعشق يتركنى العشق، وكأنه العقاب الأمثل  لذئب مثلى لم أتخيل أحزانى تتفاقم ب بُعدها عني، جئت ذليل فهل لي ملاذ في  مأوى عشقك!

أربعة أيام غائبة غير عابئة بذلك الجريح، بحث عنها هنا وهناك جاب البلاد  ركضا. مشياً. وحتى ركوباً فلم يجدها، عاد إلى مسقط رأسها مره أخرى فلم  يجدها هناك أيضاً و وكأن الأرض أنشقت وبلعتها، عاد جاسر من بحثه اليومى  عنها إلى شقته رمى مفاتيحه على الطاوله الزجاجيه بعدم إكتراث كحاله التي لم  يعد يكترث بها، ذقنه الناميه. ملابسه الغير مهندمة. شعره الأشعث والذي  أزداد طولاً بعد إهماله.

دلف إلى غرفتها كانت ملاذه يبحث عنها فيها، ينام لياليه فيها، توجه جاسر  إلى خزانه ملابسها وفتح ضلفتيها ثم أخرج منامه حريريه ذات لون وردى. ترك  الخزانة مفتوحة ولم يلقِ لها بال وتوجه ناحيه فراشها وتمدد عليه أخذ  منامتها في أحضانه وظل يشتمها ودموع الإشتياق تحرق وجنته الوحيده. أخذ  يُحدث منامتها وكأنها هي وقال بعتاب.

جاسر: هان عليكي تسبيني لوحدي، بعترف إنى ضعيف من غيرك. إنتي مصدر قوتي  ليه روحتي وسبتيني. عارف إنى غلطت ف حقك جامد بس إرجعيلي وأنا هصلح كل  حاجة.

شدد جاسر من إحتضانه لمنامتها وظل جاسر يحدث منامتها حتى غلبه سلطان النوم...

في قصر الصياد

كانت عنيات تجلس في صومعتها حتى قررت الخروج، خرجت من غرفتها ثم توجهت إلى  غرفة سامح. طرقت الباب ثم دخلت عقب أن سمعت سامح يأذن بالدخول

كان سامح جالس على الفراش ويتحدث مع نادين وما أن رأى عمته تدلف حتى قال

سامح: طب نادين إقفلي دلوقتي وهكلمك بعدين

أغلق سامح الهاتف ثم نظر لعمته وقال

سامح: تعالي يا عمتي خير

عنيات: ينفع أدخل يابن أخوي

سامح: طبعا يا عمتي إنتي بتقولي إيه.

تقدمت عنيات ثم جلست على طرف الفراش بجواره وقالت بتردد

عنيات: آآآ، عاوزة أتكلم معاك في موضوع إكده

سامح بترقب: أتفضلي ياعمتي

عنيات: هو چاسر هير چع إمته؟

رفع سامح منكبيه وقال: والله ما أعرف يا عمتي

عنيات وهي تزم شفتيها: طب هو عمل إييه مع عيله الهواري

سامح: برضو معرفش

عنيات: طيب. هو جالك حاجة عن الموضوع ده

سامح بنفاذ صبر: عمتي إنتي عاوزة توصلي لإيه

عنيات: مفيش يا سامح مفيش. أني ماشيه.

نهضت عنيات ثم توجهت ناحيه باب الغرفه وخرجت تنهدت وقالت

عنيات: ناوى على إييه يابن حسين الصياد...

في صباح اليوم التالي، كان صباح مبهجاً للبعض، و كئيب للبعض الأخر.

بالقاهره في شقة جاسر الصياد

أستيقظ جاسر على صوت طرقات شديده، نهض جاسر متكاسلاً وتحرك ناحية باب الشقة وفتحها ليتفاجأ بذلك الضيف الغير مرحب به بالمره.

جاسر بضيق: نعم!

-طب هتسبني واقفة ع الباب كدا...

جاسر وهو يشير بيده للداخل: أدخلي

دلفت إلى الداخل ثم جلست على إحدى المقاعد. تحرك جاسر خلفها متافأفاً من تلك الزائرة. ثم قال بصوت ضجر

جاسر: عاوزة إيه يا نيرة وخشي ف الموضوع بسرعة أنا مش فاضي.

أبتسمت نيرة بمكر ثم قالت: جيالك بخصوص مصطفى و. ومراتك

هب جاسر واقفاً بغضب ثم توجه ناحيتها وأمسك رسغها بقوة ألمتها ثم قال بصوت غاضب

جاسر: أحترمي نفسك وشوفي أنتى بتتكلمي مع مين

تأوهت نيره بشده وقالت: اااه، أسمعني بس أنا عارفة كل حاجة

لم يتركها جاسر بل أشتد بقبضته عليها وقال بصوت هادر

جاسر: عارفة إيه يا أمشي من هنا أحسنلك بدل م أدفنك مكانك

أفلتت نيره يدها من جاسر وقالت بحده.

نيره: أسمعي الأول الكلام دا لمصلحتك. ولمصلحتى

جاسر بغضب: مفيش بنا مصالح

نيره وهي تراقص حاجبيها: ولو قولت إنى هخلي مصطفى يجيلك راكع

عقد جاسر ما بين حاجبيه وقال بعدم فهم: وإيه مصلحتك مش إبن ال دا جوزك

نيره هي تضرب يدها على سطح الطاوله: عرفى.

جلس جاسر بذهول وقال: سمعيني

أراحت نيره جسدها إلى الوراء ثم وضعت ساقها فوق أختها وقالت بمكر.

نيره: أهو كدا الكلام يحلو. بص يا سيدي مصطفى حالياً في أمريما بعد ما بيته، ضحكت بسخرية ثم تابعت. راح

جاسر ببسمة جانبيه: وعرف مين

أجابته هي بمكر: تؤ. أصل اللى عمل كدا زى م تقول، وضعت سبابتها أسفل شفتها  السفلى وأخذت تطرق بإصبعها طرقات متتاليه لتقول بهمس ماكر، نمس

قهقه جاسر وقال بتهكم: نمس!

أماءت برأسها وقالت: ماعلينا دا مش مهم. المهم الورق اللى كان فيه

جاسر وهو يضع يده أسفل ذقنه: كملى

نيره: معايا.

جاسر بثقه: أشبعي بيه

ذُهلت نيره وفغرت فاها بعدم تصديق وقالت: يعني إيه

جاسر ببرود: الورق دا معايا ومش عاوز منك حاجة

ازردت ريقها وقالت: أخدته إزاى مع إن محدش يعرف عنه حاجة

أجابها جاسر بثقه مفرطه: جوزك غبي وأنا أستغليت غباءه. ضيق عينيه وتابع بشر. وهو لسه ميعرفش جاسر الصياد يبقى مين

بدأت نيره ترتجف من نبرته ونظراته العاديه بالنسبه له ولكنها كانت بمثابه فيلم رعب بالنسبه لها تابعت بتوجس وقالت.

نيره: وآآآ، وانت ناوى ع إيه

جاسر: ملكيش فيه

هبت نيره واقفه وقالت

نيره: كدا مليش لازمه

جاسر: أه ومشوفش وش أمك هنا تانى

تحركت نيره ناحيه الباب وضعت يدها على المقبض وقبل أن تخرج قالت بغموض

نيره: الساعه 7 المغرب إبقى روح المقابر هتلاقي اللى بدور عليه هناك...

قالتها ثم فرت سريعاً، بينما جاسر كان يقف كالأبله لم يعي ما قالته هذه  الحمقاء. ظن أنها تريد التلاعب به ولكن كلماتها أرقته كثيراً...

تفاعل حلو علشان انزل الرواية مكتمله حتى النهاية مش هتخسروا حاجة لو قلتوا رأيكم في البارت.


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الخامس والعشرون


نزلت نيره من منزل جاسر وهي تفكر في أخر ورقه ربح لها قد ضاعت. ولابد من البحث عن أخرى، وضعت نظاره الشمس الخاصه بها ثم أوقفت سياره أجره وطلبت منه الذهاب إلى مشفى خاص، أثناء الطريق تذكرت ماحدث منذ أربعة أيام

فلاش باك

مصطفى بصوت شرس: اللى سمعتيه يا حليتها

نيره بصوت باكى: بلاش والنبى يا مصطفى أنا عاوزاه. مش عاوزه منك حاجه. حتى. حتى متهتمش بيه بس سبهولى.


أمسكها مصطفى من فروة شرعها بقسوة وتابع بصوت خالى من الرحمه

مصطفى: هتنزليه ياروح أمك. أنا مش عاوز ولاد منك يا

تأوهت نيره بشده وقالت بصوت متحشرج: حراااام. حرام تقتل إبنك

دفعها بحده وانهال عليها بوابل من الضربات والسب ب أبشع الألفاظ حتى خارت قواها وقالت ب إستسلام وضعف

نيره: خ. خلاص هن. هنزله بس أرحمنى

أبتعد عنها مصطفى وقال بصوت يحمل التهديد

مصطفى: بكره تروحي تنزليه.


نيره بدموع: ب. بلاش بكره. مش. مش قادره جسمي مش قادره

مصطفى وهو يخرج سيجاره: خلاص يومين وتروحي.

أقترب مصطفى منها وقال بفحيح أفاعي خبيث

مصطفى: وعالله. عالله يانيره أعرف أنك معملتيش اللى قولتلك عليه...

نظرت له نيره بحزن وتابعت: حاضر

مصطفى وهو يملس على وجنتها وأبتسامه متشفيه على وجهه

مصطفى: شاطره. متزعلنيش أنتى عارفه زعلى وحش قد إيه!

نظرت له شزراً ثم قالت في نفسها.


نيره: ماشى يا مصطفى والله لهوريك، حسبي الله ونعم الوكيل.

أنتهى الفلاش

نزلت دموع نيره بشده، وها هي ذاهبه لتنفيذ طلبه بل لنقل أمره. تحسست بطنها الصغير ثم قالت بصوت مملؤ بالحقد

نيره: كل دا بسببك يا ست الحسن بس والله ما هخليكوا تتهنوا...


أعلن قرص الجوناء موعد رحيله ليحل شفق الغروب المميز بلونه الأحمر

كان جاسر جالس في الشرفة يتابع الغروب حتى قطع تأمله صوت هاتفه يصدح بالداخل. قام جاسر كعادته متكاسلاً. كاره لأى شئ فعدم وجودها جعله نافراً للحياه لم يستطع جاسر أن يتخيل أنه يحبها بل يُهيم بها عشقاً لهذه الدرجه. لدرجة أن تسحب لذه الحياه برحيلها. ألتقط جاسر هاتفه ورد بفتور

جاسر: أيوة يا صابر.


ليأتيه صوت صابر بحماس شديد: لاقيتها يا جاسر...

خفق قلب جاسر بشده ثم قال بتلهف

جاسر: ف. فين

صابر بجديه: أنزل وأنا أوديك

جاسر وهو يلملم أشياءه: هوا

أغلق جاسر هاتفه ثم ركض سريعاً ناحيه باب الشقه. أستغرب الحارسين من تغير جاسر بينما توقف جاسر قِبالتهما وقال بصوت أمر

جاسر: أبعت للبت ناديه تيجي توضب الشقه بسرعه.


لم ينتظر ردهما ثم ركض سريعاً على السلم. وجد صابر بسيارته لم ينتظر للحظه وتوجه سريعا ناحيه السياره وقال بصوت لاهث

جاسر: أطلع بسرعه

ضحك صابر على صديقه وقال: من عنيا

أدار صابر محرك السياره وتوجه سريعاً إلى وجهته.


بينما جاسر ضربات قلبه المتتاليه وتقافزه لكي يصل لمحبوبته. محبوبته التي أرهقته ببعدها، ظلت الأفكار تتخبط بداخل جاسر. أهى بخير! هل أصابها مكروه؟ أنحفت؟ أهى مريضه؟ يالله كان كالطفل. كاد يبكي قلقاً. أخرجه من أفكاره توقف السياره وصوت صاحبه وهو يقول

صابر: يلا أنزل وأنا هستناك هنا.


نزل جاسر من السياره سريعاً حتى أنه نسى غلقها. ضربات قلبه تزداد بشده. قدماه أصابتهما أرتعاشة. أطرافه متجمده. حلقه جف فجأه. وكأنه تلميذ قد نسى واجبه المنزلي وحان وقت العقاب

تحرك جاسر بين المقابر وتذكر كلام نيره أنه سيجد ضالته هنا لم يفكر كثيرا. قال في نفسه

جاسر: ايه اللى هيجبها هنا.


تمشى جاسر حتى وجد حارسان يقفان أمام بوابه مقبره كُتب عليها مقابر عائله التُهامي. تعجب جاسر ولكنه أستدرك أنه قبر والدها. لم يعبأ جاسر بالحارسين بل توجهه إلى الداخل وقع نظره عليها. ارتاح قلبه. أرتخت عضلات وجهه. كان كالطفل الذي وجد والدته بعد ضياع دام سنوات...

كانت تجلس على الأرضيه الحجرية ضامه ساقيها أمام صدرها وعاقده يدها حولهما وهي تنظر نظرات فارغه ناحيه المقبره.


تقدم جاسر ناحيتها ببطئ لا يعرف سببه. أيريد أن يتأكد أنها حقيقيه؟ أم أنه يريد أن يُمتع عيناه بتواجدها أمامه؟ أم يخشى أن تشعر به ف تهرب مجددا؟..

جاسر بصوت أجش: آآآ، روجيدا

لم ترد عليه وكأنها لم تسمعه، أقترب جاسر منها ثم وضع يده على كتفها وعاود ندائه

جاسر: روجيدا

لم تنظر له روجيدا ولكن قالت بغموض

روجيدا: لما مشيت من البيت فكرت أنتحر وأروح عنده.


خفق قلب جاسر فزعاً بعد عبارتها تلك أكانت تفكر في الأنتحار؟ يا الله. جاسر بصوت قلق. فزع

جاسر: بت. بتقولي إيه؟

نظرت له روجيدا وقالت: كنت هتتعذب صح؟

جاسر بتأكيد: طبعاً

هبت روجيدا واقفة ثم قالت بحده وشراسه: كنت عاوزة أعذبك يا جاسر بس للأسف ناس تانيه هتتعذب مع عذابك، أنت أكتر واحد حقير شوفته ف حياتي بكرهك.


لم يأبه لكلامها ولا لحدتها ولكنه أخذها في أحضانه، أعتصرها بشده وكأنه يريد أن يدخلها من بيض ضلوعه، دفعته روجيدا بحده وقوه فتراجع هو على إثرها بينما تابعت هى.

روجيدا: ليه محستش بعذابى ها ليه؟، ليه محستش بيا و أنا بترجاك تبعد ليه عيشتني الليالي دي تانى ليه

ترقرقت الدموع بمقلتيه وقال بحزن

جاسر: كنت أعمى. كنت غبي. أسف والله أنا ندمان.


نظرت له روجيدا بسخريه وتابعت بتهكم: بعد إيه. بعد م أخدت روحي مره تانيه. ليه بعد ما وثقت فيك عملت كدا. ليه قولى، ثم تابعت بصراخ، عملتلك إيه

جاسر بدموع: والله العظيم ندمان، معرفش إيه اللى حصل

بينما تابعت روجيدا: عذبتنى زى ما عمل بالظبط. ضربني زيك كدا، نظرته كانت شبه نظرتك فرقت عنه ف إيه

جاسر بصوت مختنق: روجيدا أنا بمووت من غيرك. عرفت قد إيه كنت قاسي أنا هعمل أى حاجه عشان تسامحينى. أنا مش زيه.


صرخت بوجه وقالت: كداااب أنت زيه بالظبط عارف خسرت عذريتي إزاى. تابعت بصوت مختنق، دبحني زيك بالظبط دبحني وسرق روحي وأغلى م عندى

كانت جاسر يتابع حديثها وبداخله براكين تثور. فأكملت روجيدا

روجيدا: لما عذبني أغتصبني مش مره ولا أتنين. دا أكتر من مره. لفت يديها حول بعضهما البعض وكأنها تحتضن نفسها وقالت بتقزز.


روجيدا: كنت بقرف منه. بقرف من لمسته. صرخت. صرخت كتير محدش سمع. مقابل صرختى كنت بشوف نظراته الشهوانيه وأبتسامته المقرفه. كان مستمتع ب اللى بيعمله فيا، خسرت روحى يومها وأنت كملت عليها...

بكت ذليلةة، بكت بضعف يتنافى مع قوتها، بكت كما لم تبكى من قبل

الآن فقط تعرت روحها، تجردت من الحقيقةة، اعترفت له بما اثقل كاهلها، اعترفت فقط كيف ولما كرهت جنس الرجال...


تفرشت على الارض الحجريه لم تأبه بصلابتها فقط نزيف قلبها قد عاد شهقات متتاليه روح معذبه...

نظر لها نظره خاليةة من الشفقةة، من الاستحقار

فقط نظر لروحها التي تعذبت الان وفقط رأى روجيدا، رأى روحها، رأى داخلها، رأى ضعفها الذي لم يراه من قبل، القوه التي تظهرها ماهى الا ثوب مهترئ جاهدت ل ارتداءه

جثى على ركبتيه وتناول كفها بحنان تنافى تماما مع قسوته فقط لها هي اظهر جانبه الانسانى.


لثم كفها بقبله رقيقةة وقال بنبره حنونةة: انتى بقيتى روحى، بقيتى بتجرى ف دمى، هوايا اللى بتنفسه، ومش هتخلى عنك، ورحمه ابويا وابوكى لاجبلك حقك وادفنه وهو حى...

كان جسدها ينتفض بشده. أفزعه منظرها وهوى قلبه. بدون مقدمات جذبها في أحضانه وظل يملس على شعرها بحنو بالغ. رددت من بين شهقاتها

روجيدا: كنت بخاف من أى راجل يقرب مني. إلا إنت ليه.

جاسر: هششش، خلاص يا روجيدا كل حاجه هتتصلح.


قالت روجيدا بحده: مفيش حاجة هتتصلح

حاولت التملص من أحضانه ولكنه كان مطبق عليها بشده أخذت تردد بصوت باكى مزق قلبه تمزيقا

روجيدا: ليه. ليه عملت كدا ليه دبحتنى ليه حرااام عليك.


كان جاسر يستمع لكلامها بحزن عميق جُرحها عميق بشده ليس من السهل مداواته، ظل جاسر يملس على شعرها وهو يردد بعض الأيات القرآنيه علها تهدأ. وبالفعل أحس ب إنتظام تنفسها. أبعدها عنه قليلا فوجدها تغط في سبات والدموع تتخذ مجرها على وجنتيها، وضع يده أسفل ظهرها والأخرى أسفل ركبتيها وحملها برفق شديد ثم قبل جبينها بقبه هادئه، سار بها خارج المقبره وحدثها بصوت هامس.


جاسر: أوعدك يا حبيبة قلبي إني هصلح كل حاجة. صدقيني ياروحي هنسيكي كل اللى فات. دا وعد مني ووعد الحر دين...

تفاعل حلو علشان انزل الرواية مكتمله حتى النهاية مش هتخسروا حاجة لو قلتوا رأيكم في البارت.


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل السادس والعشرون


أنتِ الوطن. وأنا مواطن لدي إنتماء، أعيش فيه سجين وأنا حر.

أنتِ الأمان. وأنا أرتعب خوفا، أنتِ ملاذي، وأنا بلا مأوى، فهل أجد ملاذي بين أحضانكِ...

وضع جاسر روجيدا في فراشها وظل يتمعن النظر بها وكأنه لن يلقاها مجددا، تنهد بحزن على ما آلت إليه الأمور بسبب غروره وتسرعه، تحدث جاسر بصوت حزين مملوء بالشجن.


جاسر: غبي وضعيت كل حاجة. أعترفت بحبي وبعدين هدمت المعبد على صحابه. أنا عارف إني مستهلش حبك. بس والله هصلح الدنيا.

تمدد جاسر بجانبها ثم غط في ثبات عميق...


بقريه الصياد

توجه أحد الأشخاص إلى قصر الصياد وظل يتأمله من بعيد بنظرات دقيقه متفحصه. لم ينسَ ذلك الشخص إنش واحد من تلك القريه أو قصرها المتوج بأميرته، مرت فتاه تعمل بالقصر بجانب ذلك الشخص، دققت النظر به فلم تعرفه ثم قالت بشئ من التعنف

الفتاه: مالك واجف إكده يا أخينا

التفت الشخص لمصدر الصوت ثم قال بغموض: هو جاسر بيه مش جوه

الفتاه بنظرات متفحصه: أني سجلتلك سؤال فچاوبني بدل م أعملك فضيحه إهنه.


الشخص بهدوء: إهدي يابت أنتى وأنجرى من هنا مش عاوز مشاكل

ضربت الفتاه بقدميها وقالت بتوعد: طيب. ماشي أنت اللى چنيت على حالك

أرتفعت نبره صوتها وهي تنظر له وقالت

الفتاه: يا عوضيييين أنت يا ولاه

أمسك الشخص رسغها وسحبها ناحيه ثم كمم الشخص فمها وقال

الشخص: بس. بس أسكتي إيه فضحيه

أبعدت الفتاه يده بحده ثم قالت: أومال فاكر بنات الناس لعبه. بتتحرحش بيا وأسكت

قال الشخص مستعجبا: ب إيه. إيه بتحرحش دي!


الفتاه وهي تضرب قبضه يدها في باطن كفها الآخر: إيوة يعني عاوز تغتصبني

قهقه الشخص بشده: يا ماما الإغتصاب دا للبنات مش أنت يا برعي

غضبت الفتاه بشده وتحول عيناها لجمره من النار وقالت: أنا برعي يا جليل الحيا. وربنا لاوريك

قامت بخلع نعلها وقبل أن تضربه به قام ب إمساك يدها وأجبرها على تركه ثم قال بتحذير

الشخص: بت. بت لمي نفسك. أنا مش جاى أعمل مشاكل. ف أهدي كدا وأسمعيني.


قامت الفتاه بسحب يدها سريعا وهي تفركها بألم وتشدقت

الفتاه: إخلص يا چدع أنت چاسر بيه لو عرف إنك أهنه هيجتلك ويجطعك ويرميك للكلاب

تقزز الشخص من كلامها وقال بنفور

الشخص: أعوذ بالله من ملافظك. المهم إسمك إيه؟

الفتاه وهي تتوسط خصرها: ليه

الشخص بنفاذ صبر: يا صبر أيوب، يابنتي إخلصي

تأفأفت الفتاه وقالت: هانم

الشخص: إسمعي يا هانم، الست عنيات بتبقى موجوده في القصر ع طول صح

هانم: إيوة.


الشخص: طب لو عرفتي تطلعيها من القصر هديكي مبلغ مش بطال

صكت هانم على صدرها وقالت بشهقه: يالهوى أنت هتخطف الست هانم.

كور الشخص قبضته وكاد أن يضربها ثم قال: متبقيش مدب أسمعى يا بقرة أنا هشوفها وأنتى موجوده ف بطلى التِبن (طعام للماشيه) اللى بتطفحيه دا

هانم بغضب: حسن ملافظك يا چدع إنت

الشخص: ها قولتي إيه

هانم بتفكير: طيب، بس هعرفك إزاى

الشخص بثقه: متخافيش أنا قاعد هنا ع طول ف هعرف من غير حاجه. ويلا أمشي.


هانم: طب متزجش(متزقش)

رحلت الفتاه بينما ظل الشخص يتظر للقصر وقال ب إبتسامه

الشخص: خلاص يا عنيات هانت...


فى القاهره بشُقه جاسر

في صباح اليوم التالى

تملمت روجيدا في الفراش. رمشت بعينيها عده مرات. وبحركه عفويه وضعت يدها على وجه جاسر لتنتفض. نظرت له بغضب فوجدته نائم جوراها لكزته بحده وتشدقت بغضب

روجيدا: إنت يا أخينا قووووووم

فُزع جاسر إثر صوتها ثم قال بقلق

جاسر: إيه فيه إيه. مالك فيكى حاجه

نظرت له شزراً ثم قالت بغضب: إيه اللى جابنى هنا

جاسر وهويريح ظهره للخلف بعد أن أطمأن: أنا.


روجيدا وهي ترفع أحد حاجبيها: والله

جاسر بنفس البرود: أه والله

روجيدا: أنا عاوزة أمشي من هنا

جاسر: لأ

روجيدا بحده: يعني إيه

جاسر وقد إعتدل في جلسته: يعنى المكان اللى هبقى قاعد فيه أنتى هتكونى فيه

روجيدا: ودا ليه إن شاء الله

جاسر وهو يقرص طرف ذقنها ويقول بمزاح: عشان مراتى

أبعدت روجيدا يده ثم قالت بنبره تهكميه

روجيدا: مرااتك أه منا خدت بالي. أنا همشي من هنا

جاسر بحده خفيفه: روجيدا ريحي نفسك مش هتمشي من هنا.


روجيدا: دا أمر بقى

جاسر: أعتبريه زى ما تحبي بس أنا مش هسيبك

روجيدا بجديه: أنا مشيت قبل كدا وهقدر أمشي مره تانيه

جاسر بثقه: تؤ مش هتعرفي ويلا بقى عاوز أنام

روجيدا بحده: بقى كدا

جاسر وهو يوليها ظهره: أه

روجيدا وهي تضربه على ظهره: طب يلا قوم منا بقى. يلا ثم لكمته في ظهره بشده

نظر لها جاسر مشدوهاً مما حدث ثم قام بفاه مفروغ

جاسر: الكلام دا ليا

روجيدا بتهكم: لأ ليا. يلا من. يلا يا بابا متنحش.


نهض جاسر مذهولاً مما حدث. هو لا يريد الصدام معها أو الحده. هو يحاول كسب ثقتها من جديد ولكن ذلك يحتاج إلى وقت. وصبر. الكثير من الصبر

خرج جاسر من الغرفه وظل يتطلع عليها، فقامت روجيدا وأغلقت الباب بوجه بشده، صدم أكثر ذلك الجاسر ثم طرق جاسر على الباب بطرقات عديده

جاسر: روجيدا. أنتى يا بت أفتحى طيب أخد هدومى

لم ترد عليه عاود الطرق مجددا ولكن لا من مجيب ثم قال بتوسل.


جاسر: أفتحى بس هاخد الهدوم. يا روجيدا عندى شغل مش معقول هروح باله...

تفاجأ جاسر بها تفتح الباب وهي تحمل ملابسه. جميع ملابسه. ثم ألقتها أرضا، ذهبت مره أخرى وجاءت بعطوره. وساعتاته ذات الماركات العالميه. وجميع ما يخصه حتى أحذيته. ألقتهم جميعاً أرضا ثم أبعدت بقدمها ما دخل بالغرفه خارجها وقالت وهي ترفع رأسها بشموخ

روجيدا: قاذوراتك أهيه. مشوفش وشك ف أوضتى تاني.


أغلقت الباب بحده في وجهه. كل ذلك وجاسر واقف بمكانه وكأنه شُل. وجهه شحب جراء الصدمة. قال جاسر بدهشه مسيطره على جميع خلايا جسده

جاسر: الحاجه اللى إترمت دي حاجتى صح. رفع جاسر من نبره صوته وقال

جاسر: روجيدا. إنتى بترمى حاجتى كدا. ماشي

قام جاسر بركل جميع ملابسه وقال بعنف

جاسر: طب أهو. يلا، صحيح كيد نسا

كانت روجيدا تقف خلف الباب وتستمع له ضحكت بخفه وقالت بتوعد

روجيدا: هو أنت لسه شوفت حاجه.


تنهد الأثنين ليقولا بالوقت ذاته وبنبره خفيضه

إن كيدهن عظيم....

تفاعل حلو علشان انزل الرواية مكتمله حتى النهاية مش هتخسروا حاجة لو قلتوا رأيكم في البارت.


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل السابع والعشرون


متمردة أنتي عزيزتي.

أغلقت الباب بحده في وجهه. كل ذلك وجاسر واقف بمكانه وكأنه شُل. وجهه شحب جراء الصدمة. قال جاسر بدهشه مسيطره على جميع خلايا جسده

جاسر: الحاجه اللى إترمت دي حاجتى صح. رفع جاسر من نبره صوته وقال

جاسر: روجيدا. إنتى بترمى حاجتى كدا. ماشي

قام جاسر بركل جميع ملابسه وقال بعنف

جاسر: طب أهو. يلا، صحيح كيد نسا

كانت روجيدا تقف خلف الباب وتستمع له ضحكت بخفه وقالت بتوعد.


روجيدا: هو أنت لسه شوفت حاجه

تنهد الأثنين ليقولا بالوقت ذاته وبنبره خفيضه

إن كيدهن عظيم...


بأحد الفنادق بالقاهره

كانت نيره تجلس على الفراش وشبح إبتسامه تشكل على وجهها إثر تذكرها ماحدث أمس

فلاش باك

دلفت نيره المشفى الخاص بقدم مرتجفه. وجه شاحب. وأعين زائغه تبحث عن من ينقذها. لكن لا من مجيب. جلست نيره على مقعد منتظره دورها. تطلعت على النساء جوراها تنهدت بحزن ثم أغلقت عينيها، بعد لحظات نادت الممرضه عليها فقامت نيره وقلبها يكاد يخرج من محجره، دلفت إلى غرفه الطبيب.


كان شاب في الثلاثينات من عمره ذا شعر أسود قصير وعيون بنيه وبشره سمراء، قابلها الشاب ب إبتسامه عذبه وقال بروتينيه

الطبيب: أنا الدكتور أكرم أتفضلى يا مدام

جلست نيره ولاحظ هو إرتجاف أطرافها فقال لها مطمأناً

الطبيب: متقلقيش يا مدام هي عمليه بسيطه ومش هتحسي بحاجه

نزلت الدموع على وجنتها وقالت بصوت خافت

نيره: بس أنا مش عاوزة أنزل البيبي

عقد الطبيب مابين حاجبيه وقال بتعجب: مش فاهم.


نيره بصوت متحشرج: جوزي غصبني إنى أنزله

فهم الطبيب مغزاها وقال: يعني إنتى مش عاوزة تنزلي البيبي

هزت رأسها نافيه فقال هو وقد شابك أصابع يديه وقال

الطبيب: أنا ممكن أساعدك

لمعت عيني نيره وقالت: بجد؟ إزاى!

إبتسم الطبيب وقال: أنا هعملك تقرير مزيف إنك أجهضتى الطفل وبكدا أنتي هتحتفظي بيه

نيره بنبره سعيده: بجد. يعني. يعني تقدر تعمل كدا

الطبيب مؤكداً: طبعاً.

نيره بسعاده: الحمد لله أنا متشكرة أوى.


نهض الطبيب عن مقعده وصافح يدها وقال

الطبيب: العفو ع إيه. أنتى أم.

نيره: متشكره جداً. أقدر أخد الورقه إمتى

الطبيب: حالاً هبعتلك الورقه مع الممرضه

نيره ب إمتنان: مش عارفه أقول لحضرتك إيه

الطبيب ب إبتسامه: دا واجبي

نيره وهي تدلف للخارج: شكراً مره تانيه مع السلامة

الطبيب: مع السلامة

خرجت نيره بينما هو ظل يتابعها حتى أختفت تنهد أكرم ثم وضع يديه في جيب بنطاله وقال

أكرم: أنا هعمل أى حاجه تسعدك يا نيره...


أنتهى الفلاش

أبتسامتها اخذت في الإتساع وهي تتحسس بطنها الصغير. ظلت تتذكر ذاك الوسيم الذي ساعدها بسهوله وقالت وهي تضع يدها على رأسها

نيره: بس شكله مش غريب. ياترى شوفته فين...


مر إسبوعان ونصف. كانا أسوء أسبوعان على جاسر ذاق فيه المر بجميع أنواعه، كانت روجيدا تعامله بجفاء رهيب. برود قاتل، تجاهل مرعب، حقاً قد علمته معنى الغضب الهادئ.

برودها في التعامل معه يقتله بل يقطعه إرباً، لا يستطيع التفوه بحرفاً واحد فهو يستحق بل يستحق ألعن من ذلك.


كلما حاول التقرب منها صدته بصراخ وحده، بكاء بهستيريه. كلما تقرب منها لاحظ نظره الخوف والكره بعينيها، لم تتقبله. لم ولن تسامحه، تسبب بجرح غائر وعليه مداواته. كلما حاول الكلام معها تجاهلته بشده. نظراتها التحقيريه له، لا تتكلم ولكن كفى بعينيها.

جاسر عزيزى ألم تسمع ب إنتقام أنثُى. ف إبليس نفسه يصمت في حضره إنتقام حواء. بل ويُثني عليها.


حتى حينما مرض جاسر بسبب دخول فصل الشتاء عاملته روجيدا ببرود وحينما شكرها وقال لها مكنتش أعرف إنى غالى عندك أوى كدا

ردت عليه بسخريه لاذعه أحرقت رجولته متخلطش بين خوفي عليك وإنسانيتي. أنا عملت كدا بدافع إنساني مش أكتر. حتى لو كلب مكانك كنت هعمل أكتر من كدا وشددت على سبه كلب.


لتِشعره بدونيته، ظلت تلك المعامله الفاتره. التي جعلته ييأس من أقتحام أسوارها العاليه. تمر الأيام بملل وجو فاتر، بينهما بُنيت أسوار، وقلاع محصنة...

وفي أحد الأيام شعرت روجيدا بوعكه، لم تكن المره الأولى. شكت روجيدا بشئ وأرادت التأكد منه، لذلك أرسلت ناديه لكى تشترى لها جهاز لأختبار الحمل. أخذته روجيدا منها سريعا ودلفت للمرحاض وبعد دقائق ظهرت نتيجه الأختبار لطمت روجيدا على وجهها وقالت بفزع.


روجيدا: يا نهار أسود. حامل

بكت روجيدا بشده وقالت بنحيب

روجيدا: يعنى يوم م أحب يبقى عندى بيبي. يجيلي بالطريقه دى.

كفكفت دموعها وقالت بحزم: جاسر مش هيعرف

خرجت روجيدا ووجدت ناديه تنتظرها بتلهف وقالت بحماس

ناديه: ها ياست روجيدا

روجيدا بنبره فاتره: طلعت حامل

قامت ناديه بفتح فاها وأخرجت زغروته وقالت بنبره سعيده وصوت عالى

ناديه: يا ألف نهار أبيض يا ألف نه...

قامت روجيدا بتكميم فمها وقالت بحذر.


روجيدا: بس. يخربيتك. مش عاوزة حد يعرف

أبعدت ناديه يدها وقالت بعتاب: ليه بس ياست روجيدا دا حتى جاسر بيه هيفرح أوى

روجيدا: أهو دا بالذات مش عاوزاه يعرف

ناديه وقد عقدت مابين حاجبيها: إزاى يعنى ودى تيجى أنا هقوله طبعاً

أمسكتها روجيدا من رسغها وقالت بتحذير: إياك جاسر يعرف وإلا هقوله مين اللى ساعدنى إنى أهرب ها تحبى أقوله

أضطربت الفتاه المسكينه وقالت بنبره مرتجفه.


ناديه: هاااا. لأ بلاش خلاص أنا هسكت ومش هنطق بحرف

ربتت على وجنته بخفه وقالت: شطورة يلا روحى حضرى الغدا. وأعملي حسابي معاه

ناديه بطاعه: حاضر يا ست روجيدا

خرجت ناديه من غرفه روجيدا، بينما حدثت الأخيره نفسها وقالت

روجيدا: ربنا يستر ف اللى جاى. تحسست بطنها وقالت. مش عاوزاك تدخل ف اللى جاى ربنا يقدرني وأحميك...


رجع جاسر إلى المنزل يشعر بملل رهيب فمنذ معامله روجيدا له بهذا الجفاء وهو يكره أن إلى ذلك المنزل، رمى مفتاحه وهاتفه على طاوله بجانب الباب ثم دلف إلى الداخل وقال بصوت عالى

جاسر: ناديه حضريلى الغدا

دلف جاسر إلى الداخل فوجد روجيدا تجلس وتتناول غذائها. حملق جاسر بها ثم فرك عينيه جيدا عساه يتخيل وجودها فهى منذ عودتها وهي تأكل بغرفتها ولا تلقى له بالاً، نظرت له روجيدا وقالت بتهكم.


روجيدا: إيه شوفت عفريت

جاسر بدهشه: مش قصدى. بس يعني غريبه

روجيدا: هو إيه اللى غربيه؟

جاسر وهو يضع يده خلف عنقه: إنك هتاكلى معايا

روجيدا مصححه: أنت اللى هتاكل معايا أنا مبكلش مع حد

كور جاسر قبضه يده بشده منعاً لنوبه غضب. فها هي تستفزه ببرودها. ولكن وجودها بجانبه وقت الغذاء أبهجه قليلاً حتى وإن كان رغماً عنها.


لذلك وبدون تردد جلس أمامها على السفره وتناول الغذاء بصمت وهو يراقبها. يا الله كم إشتاق إليها. كم ود في هذه اللحظه أن يطعمها كما تعود أن يفعل من قبل، قطع ذلك السكون المميت وتشدق قائلاً

جاسر: إعملي حسابك هنسافر تركيا كام يوم

نظرت له من طرف عينيها وقالت بملل: مش رايحه معاك ف حته

جاسر ببرود: مش باخد رأيك

روجيدا بحده: جاسر إلزم حدودك معايا.


جاسر بنفس النبره: والله براحتى إنتى مراتي وزى م قولت قبل كدا المكان اللى هكون فيه إنتى هتكونى فيه

روجيدا بغضب ونبره حاده: متنساش إنت أتجوزتني غصب

جاسر وهو يضع الطعام بفمه: مش ناسي

روجيدا: أوووووف، ربنا بلاني بيك

جاسر ب إبتسامه مستفزة: أحلى بلاء

نفخت روجيدا ولم ترد أمسكت كأس العصير وقربته من فمها لترتشف منه، نظر لها جاسر وقال مشاكساً

جاسر: يارتني كنت الكاس دا

نظرت له بحده ولم تعقب. بينما أكمل جاسر وقال.


جاسر: خلى ناديه تحضر الشنط

روجيدا بعناد: مش رايحه ف حته

جاسر بغرور: لإ هتروحي وبعدين عملت بأصلي وقولتلك مش بدل م أخطفك وأخدك بدون علمك لكني عملتلك حساب وآآ...

لم يكمل جاسر حديثه حيث أمسكت روجيدا كأس العصير الذي بيدها وسكبته في وجهه وقالت بحده

روجيدا: متنساش أنا مين يا جاسر. ومش أنا اللى تكلمني بالنبره دى.


تركته وغادرت بينما هو كان في قمم الغضب والدهشه ولكنه هدأ نفسه، فهو لا يريد أن يخسرها فذلك تقدم ملحوظ حيث تعمد إستفزازها لترد عليه بغضب عقب موجه من البرود الذي قتله ف أكثر ما يكرهه جاسر هو التجاهل والبرود...

وها هي علمت نقاط ضعفه وأستغلتها ضده، فحقاً صدقت مقوله إحذر من غضب حواء، أبتسم جاسر وأخذ منشفه يمسح بها وجهه وقال وهو يعض على شفتيه

جاسر: ااااه، شرسة، بس بحبك...


تفاعل حلو علشان انزل الرواية مكتمله حتى النهاية مش هتخسروا حاجة لو قلتوا رأيكم في البارت.


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الثامن والعشرون


سيدتي، ولولا الهوى ما ذل عاشقاً في الأرض، ولكن عزيز العاشقين ذليل...

لا وجود ل أنا، دون وجود أنتِ، مغادرتكِ تعني موتي، فقد غرقتُ، في بحور عشقكِ، فليس لي منقذ سوى قلبُكِ الدافي، عيناكِ الفيروزتين ملاذي، ومأوى هارباً قد أسماه الزمان عاشقاً، فمن أنا دون أنتِ...


ظل جاسر جالساً في مكانه لم يتحرك قيد إنملة، فكر كثيراً في حال مجنونته، أخرجه من تفكيره صديقه صابر، ذاك الصابر الدائم لنزع ملذته، وهادم لأفكاره...

صابر بمرح: أنت يابني

جاسر بشرود: ها، صابر أنت جيت أمتى!

صابر بمزاح: من بدري

جاسر: طب أقعد

صابر وهو يسحب مقعد: أديني قعدت

دقق صابر كثيراً وقال ب إستغراب

صابر: إيه دا

جاسر بتعجب: إيه.


أشار صابر على قميص جاسر الملطخ بماء العصير الذي سكبته روجيدا، تطلع جاسر مكان إشارة صديقه ثم عاد نظره إلى صابر وقال بمزاح

جاسر: لا أبداً روجيدا كبت العصير ف وشي

فتح صابر عيناه على وسعهما وقال بزهول: نععععم!

جاسر بلا مبالاه: زى ما سمعت

صابر ب إستفسار: طب ليه يعني

جاسر بضيق: متشغلش بالك، المهم عملت اللى قولتلك عليه

صابر وهو يومئ برأسه: حصل، بس كنت عاوز أسألك ع حاجة كدا

جاسر: أسأل

صابر بتردد: طب مش هتتعصب.


جاسر بنفاذ صبر: أخلص يا صابر مش ناقص

أخذ صابر نفس وحبسه في صدره ثم زفره على مهل، تطلع إلى جاسر ثم أردف بثبات

صابر: إيه اللى حصل

جاسر وهو يعقد ما بين حاجبيه: مش فاهم

نظر صابر بقوة لصديقه وقال: جاسر أنت فاهمني كويس

جاسر: بتسأل ليه

صابر بجديه: عشان عارفك من زمان ومش أنت جاسر اللى أعرفه

أستند جاسر بمرفقيه على الطاوله ووضع ذقنه أعلى كفيه وقال

جاسر: مفيش حاجه يا صابر متقلقش.


صابر وهو يربت على فخذ صديقه: قولي يا جاسر يمكن أساعدك

نتهد جاسر بحراره وقال بصدق

جاسر: تعبان يا صابر ومش عارف أتكلم مع حد

صابر: وأنا جمبك، إحنا عشِرة عمر

نظر له جاسر وقال: عارف يا صابر عشان كدا هحكيلك يمكن نلاقي حل سوا.


قص عليه جاسر كل ما حدث منذ زيارة مصطفى إلى أختفاء روجيدا ثم عثوره عليها، وكذلك علاقة روجيدا بمصطفى وماذا فعل مصطفى معها، ولكنه أستثنى حادثه الإعتداء عليها، وأيضاً أعمال مصطفى المشبوهه، وأكتشاف روجيدا له ومطاردته لها...

كان صابر يستمع لما يحدث بزهول ودهشه، تنتقل ملامحه من الدهشه، إلى الإشمئزاز، إلى الغضب، ثم إلى الحقد...


أنتهى جاسر من السرد وتابع صابر الذي صمت ولم يتحدث. تأفأف جاسر من صمت صديقه فقال بضيق

جاسر: هو أنا حكتلك عشان تسمعني سكاتك

نظر له صابر نظرة غامضه وقال: عاوزني أقولك إيه

جاسر: قول أي حاجه

صابر بجديه: مبدئياً أنت عاوز الحقيقة ولا بنت عمها

جاسر بسخريه: لأ بنت عمها.

صابر بضيق: جاسر أنا مبهزرش

جاسر: ولا أنا، طبعاً الحقيقه

صابر بجديه: يبقى تسمعني للآخر

جاسر: سامعك.


وضع صابر يده على الطاولة وشابك أصابعه ثم أردف بحزم

صابر: جاسر أنت غلطت جامد فحق روجيدا، البنت كانت واضحة وأنت ظلمتها وآآآ...

قاطعه جاسر بسرعه وقال

جاسر: كنت غبي وقتها، وغيرت ومفرقتش إذا كان هو خطيبها ولا لأ، كل اللى فكرت فيه إن مراتي تعرف حد من صحابي واللي أعرفه إن مصطفى كان عايش ف تركيا. وشكله كان مختلف عما إحنا نعرفه.


صابر بجديه: أنت عينت نفسك القاضي والجلاد ونفذت الحكم من غير ما تسمعها حتى، مراتك مكدبتش عليك بالعكس كانت واضحه من الأول، واضحة جداً كمان.

جاسر بندم: عارف والله، عارف إني إتسرعت، بس والله ندمان

صابر: بس بعد فوات الأوان، ليها الحق تعمل أكتر من كدا

جاسر وهو ينظر بترجي لصديقه: طب أعمل إيه!

ضحك صابر على صديقه وقال: جاسر بيه بيطلب نصحتي عشان مراته، فعلاً الحب بهدلة

وضع جاسر يده خلف رقبته وقال بحب.


جاسر: هي الوحيده اللى حبيتها

صابر ب إستفزاز: طب واللى قبلها

تغيرت ملامح جاسر سريعاً للغضب وقال بصوت هادئ ولكنه حاد

جاسر: بلاش السيره دى يا صابر

صابر: خلاص، خلاص. المهم أنت مسافر تركيا ليه

هدئت ملامح جاسر نوعاً ما ولكنه قال بنبرة غامضة ونظرات شارده

جاسر: أختفاء مصطفى بالشكل دا مخوفني جداً، فهبعد روجيدا من هنا عما أعرف هو بيفكر ف إيه

صابر بعدم فهم: طب إزاى هتروح تركيا وهو ليه بيت هناك.


جاسر بثقه: مش هيروح هناك

صابر: ليه

أراج جاسر ظهره للخلف وقال بنبره ماكرة

جاسر: متقلقش عامل حساب كل حاجه

صابر ب إستسلام: طيب

جاسر: طب هعمل إيه مع روجيدا

أخذ صابر يفكر حتى لمعت عينيه ببريق حماسي وقال بحماسة شديدة

صابر: بس لاقيتها

جاسر: إيه يا ناصح

صابر بجديه: بص يا سيدي...


بالولايات المتحده الأمريكية

كان مصطفى يجلس في أحد المطاعم الفخمة الخاصة بالطبقة المخمليه، يبدو من توتره أنه ينتظر شخصاً ما، دلف مارتن. أقترب من مصطفى وحياه ثم قال بجديه

مارتن: ماذا حدث مصطفى

مصطفى وهو يرتشف من قهوته السوداء: لا شئ مهم لقد عالجت الأمور

مارتن بعدم فهم: ماذا تعني

أراح مصطفى جسده ثم أخرج من جيب بنطاله إسطوانة صغيرة ووضعها أمام مارتن، فتسائل الأخير

مارتن: ما هذا!


مصطفى بخبث: ما يريده سيدك

أخذ مارتن الإسطوانه ووضعها في جيب سترته وتابع

مارتن: من فعل بمنزلك هكذا!

مصطفى وقد ضيق عينيه: أعرفه جيداً وسألقنه درساً لن ينساه

مارتن بلا مبالاه: لا يهم، المهم الآن الفتاه

غضب مصطفى كثيراً ثم كور قبضته حتى إبيضت وبرزت عروقه وقال من بين أسنانه

مصطفى: لا تقلق، ما أن أنتهي من المهمه الجديدة حتى سأتفرغ لذلك الأمر

مارتن بجديه: حسناً

مصطفى بتساؤل: ولم سيدك يُصر على تلك الفتاه تحديداً.


مارتن بتحذير: ليس من شأنك

مصطفى بغضب مكتوم: حسناً. ولكن أين هو لقد قال أنه سيقابلني شخصياً

قهقه مارتن بشده، بينما نظر له مصطفى مستعجباً، فقال مارتن

مارتن: سيدي ليس ليديه وقت ليضيعه مع أمثالك

غضب مصطفى ولكنه حافظ على هدوئه وقال: لا يهم

ثم تابع بصوت خافت: مسيري أعرفه، وساعتها قتله قبل ما يخدها...


عوده للقاهره مره أخرى

في المساء، توجه جاسر إلى غرفه روجيدا ثم طرق عليها بخفوت، نادى عليها بصوت ضاجر

جاسر: روجيدا، حبيبتي يلا إتأخرنا

بعد لحظات خرجت روجيدا بهيئها كادت تفقده عقله...

حيث كانت ترتدي فستان قصير أعلى ركبتها من اللون الأحمر الناري. وحمالات رفعيه بشده. ضيق من الصدر إلى الخصر ثم ينسدل ب إتساع، وجهها خالي من مستحضرات التجميل.


عدا شفتيها الورديه المكتنزه، الملطخه بحمره مثيره، شعرها البندقي تركته سائراً حراً، يعابثه نسمات الهواء البارده قليلا...

تفرس جاسر النظر لها من رأسها حتى أمخص قدميها، رائحه عطرها الجذاب، قد جذبته ناحيتها، فتحرك تجاهها بخطوات بطيئه متمهله ونظراته متعلقه بها...


ظلت روجيدا ترجع للخلف حتى إصطدم جسدها بحائط خلفها، حاصرها جاسر بيديه منعاً لهروبها، أما هي فكانت أنفاسها عالية وضربات قلبها قد إزداد بشده، تدفق الإدرنالين بسرعه حتى ملأ كل إنش في خلايا جسدها

أبعد جاسر يده المستنده على الحائط ثم حركها في إتجاه وجهها. وملس عليه برقه بالغة. ثم تشدق بصوت مبحوح إثر طلتها المبهره والخاطفة لأنفاسه

جاسر: حلوة، حلوة أوي ياحبيبتي

روجيدا بصوت متوتر: آآآ، أبعد مينفعش كدا.


جاسر وهو ينظر لعينيها: هو إيه اللى مينفعش

روجيدا بخوف: قربك دا

لاحظ جاسر خوفها وإرتعاشه جسدها بين يديه، ولكنه كان منجذب بشده نحوها، ظل يتحسس ب إبهامه وجنتها المتورده بحمره خجل مثيره، إلى أن وصل إلى شفتيها، سارت قشعريرة في جسدها إثر لمساته ولكنها كانت مغيبه أيضاً، ثم أردف جاسر بعبوس

جاسر: مش بحب مراتي تحط ميك أب، متحطيش روچ تاني.


حاولت روجيدا التملص منه ولكنه كان يحيط بها ثم تشدقت بخوف بائن ما أن لاحظت نظراته المعلقه على شفتيها

روجيدا: خ. خلاص. آآآ، أنا همسحه

نظر لها جاسر وقال بمكر: تؤ أنا اللى همسحه

نظرت له روجيدا بحيره، ولكنه قطع نظراتها. حيث أقترب من شفتيها برأسه ومال عليهم يقبلهم برقة، ولطف غير معتاد، ظل يقبلها حتى تأكد تماماً من مسح أحمر شفاها أبتعد جاسر وقال ب إبتسامه عذبه

جاسر: فراولة

روجيدا بشرود: هاا.


جاسر وهو يسمح على شفتيها ب أنامله: طعمهم فراولة

فهمت روجيدا مقصده، ثم أبعدت يده بحده وسارت متعجلة من أمامه، لعنت نفسها بداخلها على إستسلامها الغير طبيعي له، وبالرغم من خوفها ونفورها منه إلا أنها شعرت بالأمان وسط لمساته، نفضت من رأسها هذه الأفكار ونهرت نفسها. ثم قالت لنفسها

روجيدا: غبيه، متنسيش جاسر عمل إيه. مش تسامحيه بسهولة.


بينما جاسر ظل واقفاً يحدق في طيفها، ثم ظهرت إبتسامه عريضه على وجهه عندما تذكر إستسلامها له، تجدد الأمل فيه بعد تلك اللحظة الرائعه التي نعم بها معها، فقد أحس أنه لمس النجوم بمجرد لمسها...

أه منكِ أيتها اللعينة، طلتكِ تلك أفقدتني صوابي، متى، متى يرق قلبكِ على مذنب مثلي، جئتك عاصي فقابليني بغفرانك مولاتي...


تبعها جاسر وهو يبتسم بل كادت إبتسامته تشِق وجهه من سعادته، ظل يدندن حتى وصل إلى سيارته، وجدها جالسه وتضع قدمها فوق الأخرى تجلس كأميرة فرنسية، تنهد بهيام ثم صعد وأغلق حارسه باب السياره

إنتطلقت سيارة جاسر ثم تبعته سيارات الحراسه

كان جاسر يختلس النظرات لها من وقت لأخر حتى قطع سكون صوتها وهي تسأل بجمود

روجيدا: هنقعد كام يوم

جاسر وهو ينظر أمامه: ع حسب ما الشغل يخلص

سكتت روجيدا ثم عاودت الكلام بلهجه محذرة.


روجيدا: واللى حصل فوق ميتكررش تانى عشان مش هعديه زى المره دى

نظر لها جاسر بمكر ثم قال بنبره مرحه

جاسر: وهو أنا عملت إيه

روجيدا بحده خفيفه: فيها إنك بوستني

جاسر وهو بنظر لها ب إبتسامه ثم قال بمرح: هو أنا بوست حد غريب، انا بوست مراتى

نظرت روجيدا له بغضب ثم أشاحت بوجهها بعيداً بينما تابع هو وقال

جاسر: بصيلي كدا

روجيدا بحزم: لا

أبتسم جاسر بخبث ثم مال على منكبها العاري وقبله، نظرت له بحده وقالت.


روجيدا: إيه اللى عملته دا

جاسر ببراءه مصطنعه: معملتش حاجه قولتلك بصيلي وأنتى موافقتيش

أكملت روجيدا بحده: أه، فقولت تعمل كدا عشان تخليها تبصلي

جاسر بغمزه: بس بذمتك مش حركة حلوة

أحمرت وجنتي روجيدا ثم ظهر شبح إبتسامه على وجهها فأدارته حتى لا يراها جاسر، بينما لاحظ الأخير إبتسامتها ف إبتسم هو الأخر، فزادت حماسته بشده، فطريقه بات سهلاً...


بعد نصف ساعه وصلت السياره إلى المطار، نزلا كليهما وتبعهما السائق بالحقائب، وكذلك الحرس الخاص بجاسر...

دلفا إلى طائرة جاسر الخاصه، دُهشت روجيدا فقد ظنت أنها ستستقل طائرة عاديه، ولكن جاسر لايمكن التنبؤ بتصرفاته...

لاحظ جاسر إندهاشها ف إبتسم وقال

جاسر: منا مش هسيب حد يتفرج ع مراتى وهي حلوة كدا

روجيدا: أفندم!


جاسر وهو يجلس على أحد المقاعد: اللى سمعتيه ثم تابع محذراً، اللبس دا ميتلبسش تانى. أنا راجل دمي حامى

أشاحت روجيدا بيدها في وجهه وقالت بعناد

روجيدا: أنا حره

نظر لها جاسر بحده وقال بهدوء مخيف: لأ مش حره إنتى مرات جاسر الصياد

روجيدا وهي تتوسط خصرها: وإيه يعني

نظر لها جاسر بنظره قاتله ثم تابع ببرود: طب أقعدي يا روجيدا عشان الطياره هتطلع دلوقتى وعدي بقى الوقت اللى جاى ع خير.


أطاعته روجيدا، فقد زرعت نظراته بداخلها الرعب، بعد قليل أقلعت الطائرة ومن ثم حضرت المضيفه، كانت فتاه صغيره جميله ممشوقه القوام مثلها مثل جميع المضيفات

لاحظت روجيدا أن تلك الفتاه تتدلل لجاسر كثيراً وتميل بجسدها عليه، فنفخت روجيدا بضيق وغضب وبداخلها نيران الغيره تأكلها كما تأكل النا الأخشاب...


لاحظها جاسر وأبتسم لغيرتها، فقد تأكد أنها لا تزال تحبه فقرر مشاكستها قليلا عن طريق تجاوبه مع الفتاه ولكن لم يتعدى حدود الأدب.

لاحظت روجيدا تجاوبه مع الفتاه فجحظت عيناها من أفعاله، هي تعلم أنه يشاكسها ويثير غيرتها لا أكثر، وبالفعل نجح بذلك وعن جداره فقد أشتعل رأسها غيظا وظلت تقضم أظافرها قهراً منه...


أنتهت المضيفه من مهمتها معهما فقررت روجيدا تلقين تلك الفتاه درساً، أنتظرتها وهي تمر من أمامها وهي تحمل مشروبات عده، ثم بحركه خفيفه عرقلت المسكينه لتسقط على الأرضيه وتتناثر المشروبات معها، اصطنعت روجيدا الدهشه والأسف ثم تابعت بمكر أنثوي

روجيدا: أوووبس، سورى مش قصدى

نهضت الفتاه ونفضت ملابسها ثم تابعت ب إبتسامه صفراء وبلهجه روتينيه

المضيف: ولا يهمك يا فندم حصل خير.


أنصرفت بعد كلامتها تلك، بينما جاسر كان يتابع الموقف بلذه ثم قال بلؤم

جاسر: مش تحاسبي

ألتفتت روجيدا له بحده وقالت: إيه خايف ع السنيوره

إبتسم جاسر وقال بمكر: أه طبعا

نفخت روجيدا وتابعت بهمس: صحيح ما هي كانت بدلعك من شويه

أستفسر جاسر عما تقوله فقد أستصعب عليه فهم ما قالته فتسائل

جاسر: بتقولي حاجه

أبتسمت إبتسامه صفراء وقالت: مبقولش

إبتسم جاسر وقال في نفسه: كدا إبتدى الشغل، بركاتك يا صابر.


حسناً عزيزى لقد رحبت هذه الجولة فالأنثى تربح أى تحدً، ولكن أمام الغيرة، فهى تكشف عن براثنها وينكشف عشقها، وتفشل في المبارزة، مباركً لك آدم، فقد ربحت وبجدارة.


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل التاسع والعشرون


كانت رحلة الذهاب غير مريحة بالمره بالنسبة ل روجيدا، ف شهور الحمل الأولى مرهقه، كما لا يجب عليها السفر لما يتعرض لها و للجنين من متاعب، ولكنها تحاملت على نفسها كى لا يشعر جاسر

ولكنه فطن وشديد الملاحظه فقد لاحظ أمتعاض وجهها وتقلصه والإنزعاج البادي على وجهها، ربما مريضة. أراد عد التدخل ولكن حالتها تزداد سوءاً، جاسر بقلق

جاسر: روجيدا مالك إنتي كويسه!

نظرت له روجيدا وهي تعض على شفتيها ألماً وقالت.


روجيدا: أنا كويسه

نهض جاسر عن موضعه وسألها بنبرة حنونه وقلقه

جاسر: لأ شكلك تعبانه...

روجيدا: لأ أنا كويسه

جاسر: طب تحبي أكلم المضيفة تجيب دوا ولا حاجه؟!

لمعت عيني روجيدا بغضب وقالت: لو فيا حاجه هقوم أجبها منها، أنا مش أتشليت

ضحك جاسر وهز رأسه على غيرتها وقال: طب أقوم أنا وآآ...


لم يكمل جاسر حديثه حيث وضعت روجيدا يدها على فمها وركضت ناحيه المرحاض، أما جاسر فقد مات قلقاً عليها ثم ركض خلفها سريعاً، طرق على الباب ثم تحدث بنبرة متوترة إثر القلق

جاسر: روجيدا، ردى عليا إنتى كويسه

سمع صوت تأواهاتها فزاد قلقاً وقال

جاسر: روجيدا لو مفتحتيش أنا هكسر الباب وأدخل

ثوان وخرجت روجيدا و وجهها شاحب. نظر لها جاسر بقلق ثم قال

جاسر: روجيدا، مالك؟!

روجيدا بتعب: أنا. كويسة عاوزة بس أقعد.


جاسر: طب يلا هاتي أيديك

روجيدا بنفي: لأ أنا همشي لوحدي

تحركت روجيدا خطوتين ولكنها كادت أن تقع بسبب عدم توازنها، ولكن جاسر كان الأسرع في إلتقاطها ثم أردف بلهجه آمرة

جاسر: مسمعش صوتك هاتي إيدك

روجيدا بضيق: حاضر

وافقت على مضض ووضعت يدها بداخل كفه الكبير، تحرك بها ناحيه المقاعد فقابلتهم المضيفه، تأفأفت روجيدا وقالت بصوت خفيض ولكنه وصل لمسامع جاسر

روجيدا: كانت ناقصكي يا مايعه.


ضحك جاسر وقال: أيوة يا مايعه، قصدى يا ندى

ندى بروتينيه: أحنا خمس دقايق وهننزل من فضلكوا أقعدو وأربطوا الحزام

هز جاسر رأسه وقال: ماشي

ردت ندى: تحبوا أى مساعده

ردت روجيدا بضيق: لا مرسيه يا قلبي روحي. مش محتاجين مساعدتك

تنحنت ندى بحرج وقالت: أحم، أه خلاص تمام

كان جاسر يتابع الحديث ونظرات روجيدا التي تطلق شرار، حاول منع ضحكاته من الظهور بصعوبه بالغه، لاحظته روجيدا وقالت بضيق

روجيدا: بتضحك ع إيه.


جاسر بمرح: لا أبداً، أصلي أفتكرت موقف كدا

روجيدا بتساؤل: موقف إيه

سريعاً ما تذكرت غيرته من الطبيب عندما كانا في المشفى ضحكت روجيدا ثم سريعاً تلاشت ثم قالت بحزم مصطنع

روجيدا: سيب إيدي عاوزة أقعد عشان أربط الحزام

جاسر بجديه: طب يلا أقعدي وبراحه

جلست روجيدا ولكنها لم تستطع ربط حزامها بسبب إرتعاشه يدها إثر التعب البائن عليها. أستغل جاسر ضعفها وتابع بمكر

جاسر: مش عارفه تربطي الحزام.


نظرت له روجيدا ثم تابعت بضيق: أنت شايف إيه

جاسر بخبث: تحبي أساعدك

روجيدا بتوتر: ها، لأ أنا هعرف أعمله

ظل جاسر يتابعها ولكنها فشلت تنهد جاسر بملل ثم جذب الحزام من يدها وقال

جاسر: بطلي عِند

روجيدا بعناد: مش بعاند

جاسر بسخريه: م هو واضح، سبيني بقى أربطه

أنحنى جاسر قليلا بل كثيراً حتى ينعم هو بقربها قليلا، لاحت على وجهها الأبيض حمره خجل طاغيه أغرته بشده.


وزادته نشوه بها ولكنه تحامل على نفسه حتى لا يفسد مخططه، أنتهى جاسر من ربط حزام الأمان الخاص بها ثم توجه إلى مقعده وربطه حزامه الخاص به.

بدأت الطائرة بالهبوط حتى وصلت لأرض تركيا...


بقريه الصياد، في القصر

كانت عنيات تجلس بهدوء في الحديقه حتى أتت المدعوة هانم وقالت

هانم: الشاي يا ست عنيات

عنيات وهي تنظر لها: ماشي يا هانم

وقفت هانم وبدت كأنها تود قول شئ، لاحظتها عنيات ثم تشدقت وقالت

عنيات: عاوزة حاچه يا هانم

هانم بتردد: ها، لا أبداً بس...

عنيات بضجر: م تخلصى يا بت

هانم بخوف: بصراحه يا ست عنيات. كنت جصداكى في خدمه

عنيات وهي ترتشف من كوب الشاى: عاوزة إييه.


هانم: أخوي مريض وكنت عاوزة، يعني

عنيات بتفهم: عاوزة فلوس

هانم بنفي: لا

عنيات: أومال إيه

هانم بتلعثم: أني چبت حكيم(طبيب) وأمى وأبوى مش إهنه. ومينفعشي أكون وياه لوحدينا

عنيات: والمطلوب

هانم برجاء: يعني لو ينفع تيچي إمعايا

عقدت عنيات مابين حاجبيها وقالت: وليش بجى أني، شوفي حد من المطبخ

هانم: ما هو مفيش حد فاضي، وأنى چتلك إبعشم، ومتكسريش بخاطرى.


تنهدت عنيات ب إستسلام وقالت: ماشي يا هانم، مجدرش أجولك لأ، إنتي عارفه أني بعزك جد(قد) إييه

هانم بفرح: ربنا يخليكي يا ست هانم

عنيات: هنروح إميته

هانم: بعد المغرب

عنيات: ماشي

تحركت هانم بعيداً عن عنيات وهي تقفذ من فرط سعادتها وقد تحقق مخطتها ثم قالت في نفسها

هانم: عالله الچدع ده يعرف بجى إننا عنخرج...


بتركيا...

نزلت روجيدا من الطائرة بخطوات مترنحه. لم تكن قادرة على السير بسبب الألم، لاحظها جاسر، حاول تجاهل الأمر ولكن قلبه لم يطاوعه ثم أردف بقلق

جاسر: إنتي كويسه

روجيدا: أها كويسه

تأفأف جاسر من عنادها وبحركه مباغته قام بحملها بين ذراعيه مقرباً رأسها من صدره، ثم سار بها وعلى وجهه إبتسامه عابثه، أما هي فشهقت بفزع من حركته تلك ولكنها استكانت في أحضانه، فهو ملاذها ومأمنها.


وصلا إلى السياره ووضعها برفق، وجاورها، كانت روجيدا تحاول أن تترك بينهما مسافه، ولكن جاسر دائم المراوغه

فكل ما حاولت الإبتعاد كان يلتصق بها أكثر...

زفرت روجيدا بحنق بالغ ثم قالت

روجيدا: أبعد العربيه واسعه

جاسر بمراوغه: فيه مايه واقعه جمبى

أشرأبت روجيدا بعنقها كى ترى جانبه ضيقت عينيها بعبوس وقالت بحده

روجيدا: فين الميه دى.


أستغل جاسر قربها، في الواقع جاسر دائم الأستغلال لها، حيث كانت وجنتها قربية وبشده منه، فتقدم من وجنتها بخبث سريع، وقبلها قبله رقيقة سريعة، وقال بمكر

جاسر: هنا

شعرت روجيدا بحرارة تسري في جسدها إثر ما يفعله جاسر، هي تعشق مراوغته وشقاوته جديده العهد عليها وعليه

إلا أنها أردات معاقبته، وتعديل شخصيته، هي تحبه بل وتعشقه، خاصاً بعد رؤيه الندم والحزن في عيناه.


هذيانه ب اسمها في نومه، وأيام مرضه رأته يبكي وبشده نادما عما فعله، هي تعلم أنه لم يكن في وعيه، ولكنها يكفيها أنه يشعر بالأسف داخله...

بعد قيادة نصف ساعة وصلا إلى فندق في مدينة اسطنبول...

نزلا كلاهما من السياره، سألها جاسر بجديه

جاسر: روجيدا، أنتي كويسه تقدري تمشي

أماءت برأسها وقالت وهي تنظر له من طرف عينيها: أه كويسه طول ما أنت بعيد عني

جاسر بضحكه طفيفه: خلاص ياستي هفضل بعيد.


تحرك كلاهما ناحيه الأستقبال وتحدث جاسر التركية بطلاقة

جاسر: لدى حجز لديكم

الموظفه ب إبتسامه مجاملة: ب اسم من سيدي

جاسر بجديه: جاسر الصياد

تطلعت الموظفه على الحاسوب أمامها وبعد لحظات تشدقت بجديه

الموظفة: نعم سيدي

ثم قامت ب إخراج المفتاح الخاص بالجناح وأشارت لأحد العمال بحمل الحقائب وإرشادهم إلى الجناح الخاص بهم.


تحرك كلاهما خلف العامل ودلفا المصعد، كانت روجيدا تشعر بالقلق والتوتر، لاحظه جاسر فهتف بجديه قلقه...

جاسر: روجيدا مالك، أنتي شكلك مش عاجبنى من الصبح

روجيدا بصوت مختنق: مخنوقه، ب. بتخنق، عن، عندي فوبيا من الأماكن الضيقه

جاسر بقلق وعتاب: طب مقولتيش ليه نطلع ع السلم

روجيدا: ج، جاسر. مش. مش وقته، إلحقني

تملك جاسر القلق والخوف، بل كاد يموت قلقاً عليها مما يحدث لها فقال بصوت متوتر.


جاسر: طب. آآ، أوقف الاسانسير...

روجيدا: أعمل، أي، حاجة

تجمدت الحروف على طرف لسانه ولكنه تذكر فجأه كيفيه التعامل مع من يعانون الخوف من الأماكن الضيقة...

جاسر بصوت جدي: أنا عندي حل بس متضايقيش

وبدون مقدمات أخذها جاسر في أحضانه وظل يربت على شعرها بحنيه، فمعالجه مثل هذه الحالات هو صرف المريض عن واقعه.


تفاجأت روجيدا من فعلته، ولكنها أستكانت في أحضانه بدأت في الهدوء رويداً، إنفتح المصعد، وظل كلاهما على وضعهما حتى تنحنح أحد نزلاء الفندق...

أنفزع كلاهما، بينما دفست روجيدا وجهها ف صدر جاسر لتُخفي نفسها من الحرج، ضحك جاسر وقال بهدوء

جاسر: أعتذربشده

ضحك الرجل ذو شارب أبيض وقال

الرجل: لا عليك، فقط أهتم بها جيداً

جاسر ب إبتسامه: إنها تحتل مكانة عالية بقلبي...


كانت روجيدا تستمع لحديثها، فظهرت إبتسامه طفيفة على وجهها، ثم أحست بجاسر يبعدها عنه. فأختفت إبتسامتها...

بينما تشدق بخبث جاسر: إيه حضني حلو أوى كدا

نظرت له روجيدا وقالت بحده: قليل الأدب

دُهش جاسر وقال بمزاح: ما كنتي بتفرفي من شويه، ثم قلدها ألحقني يا جاسر

ضربت بقدمها الأرضيه بضجر طفولي ثم قالت بغضب

روجيدا: أتلم.


تحركت روجيدا في الرواق وجدت العامل ب إنتظارهم بعدما وضع الحقائب في الجناح، كان جاسر يتمخطر في مشيته واضعاً يده في جيب بنطاله، نظر جاسر للعامل شكره قم أعطاه بقشيشاً ومن ثم صرفه

دلفا كلاهما للجناح، تحرك جاسر نحو هاتف وطلب عصيراً له ولزوجته...

روجيدا: مين قالك إني عاوزة عصير

جاسر ببرود: مش لازم تقولي أنا حسيت

روجيدا وهي تتوسط خصرها: والله

جاسر وهو يومئ برأسه بلا مبالاه: أها

روجيدا بحده: جاسر متستفزتيش.


نهض جاسر عن موضعه وتحرك نحوها في بطئ متخابث، ثم أردف

جاسر: طب ولو أستفزيتك هتعملي إيه

روجيدا وهي ترجع للخلف عده خطوات

روجيدا: آآآ، حاجات مش هتعجبك

جاسر ومازال يتقدم ناحيتها: طب أنا عاوز أشوفها

ظلت روجيدا تتراجع حتى أستندت على الحائط قالت في نفسها

روجيدا: يوووووه حيطه تاني...

جاسر وهو يحاوط خصرها يجذبه ناحيتها: وريني بقى

روجيدا بتوتر: آآ، أبعد، آآآ. كدا مينفعش.


كان جاسريتعمد التلاعب بمشاعرها وحصارها في جميع الأوقات حتى يجربها على التفكير به طوال الوقت، همس جاسر بأنفاس حارقه بجانب أذنها

جاسر: هفضل لازقلك كدا 24 ساعة، مش هبعد عنك، أنا بحبك ومش هتخلى عنك، أصلا جاس مبيسبش حاجه بتاعته

همت روجيدا بالرد ولكن قاطعها صوت طرقات الباب، أبتسم جاسر وقال بصوت مرح

جاسر: فلتي المره دى

تركها جاسر ثم توجه ناحيه الباب، فتحه ثم أخذ العصائر وصرف العامل.


عاد مره أخرى ليراها متستمره في مكانها، في الحقيقه لم تكن متسمرة بل كان قلبها يكاد يقفز من موضعه بين ضلوعها يعانق حبيبها، القاسي

تحرك جاسر ووضع العصير على طاوله بجانب الفراش وأمسك بيده أحدى الكؤوس وتوجه ناحيه حقيبتها، فاقت روجيدا من وضعها عندما رأته يتوجه ناحيه حقيبتها.

توجهت ناحيته وقالت روجيدا: بتعمل إيه

جاسر وهو يفتح سحاب الحقيبه: مفيش

روجيدا بحده: يعنيإيه مفيش بدورع إيه.


جاسر ببرود: كنت حاطط حاجه فشنطتك

روجيدا: ناديه هي اللى محضره الشنط

جاسر وهو يرتشف من الكوب ثم رد بلا مبالاه: منا اللى قولتلها تحطه

حاولت روجيدا إبعاد يد جاسر عن حقيبتها وتعابثه بها، ولكنها خبطت يده بدون قصد التي تحمل الكوب، ليسقط الكوب من يده عن قصد على محتويات الحقيبه، شهقت روجيدا بفزع وقالت بغضب عارم

روجيدا: ينفع كدا

جاسر ببرود: إنتي اللى خبطتى إيدي

أمسكت روجيدا محتويات حقيبتها وهي تتفقدها بحسره.


روجيدا: هعمل إيه دلوقتى

إبتعد جاسر عنها وهو يضع يديه في جيب بنطاله. ف أولى خطوات خطته نجحت وبشده، ثم قال في نفسه بتخابث

جاسر: قربنا أوى، فاضل ع الحلو تكة...


رواية عشقتها فغلبت قسوتي ج1 للكاتبة إسراء علي الفصل الثلاثون


نور يغمرني من حنايا عيناكِ، يحاصرني، يقيدني، أسيراً لأسوار رموشكِ السوداء...

بريق الحب يبرهني، في عيناكِ تخبرني قصة عشق متكحلة، حروف أسامينا...

أهيم في أمواج بحر عيناكِ، أفتش عن عنوان يضمني بين جفونها...

ليت الوطن عيناكِ

دلفت روجيدا إلى المرحاض، لتأخذ حماماً لكي تسترخي عقب يوم مرهق.

فتحت روجيدا المقبض لتنزل المياه الساخنه على جسدها، ساعدها هذا الماء الساخن على الإسترخاء...


خرجت من حوض الأستحمام ولفت جسدها بمنشفه، بحثت عن ثيابها فلم تجدها تذكرت أنها نست إحضار ملابسها، تأفأفت بضجر وقالت

روجيدا: أوووف، هخرج دلوقتي إزاى

بينما جاسر إستغل غيابها لكي يستكمل مخططته، فأرسل إلى خدمه الغرف كى يأخذوا ثيابها لتنظيف، جميع ثيابها، توجه جاسر ناحية الفراش وتمدد عليه وعلى وجهه إبتسامه نصر، منتظراً خروجها.

بعد فتره وجيزة خرجت روجيدا من المرحاض بتمهل، وهي تدعوا الله أن يكون رحل.


ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

وجدته ممدد على الفراش ويضع ساعده على وجهه.

شعر جاسر بعبقها ينتشر في المكان فتح عينيه ومالبث أن فتحهما على وسعهما من دهشته، حدق بها غير مستوعب هيئتها الخاطفه لأنفاسه...

حيث كان جسدها ملتف بمنشفه قصيره نوعاً ما وقطرات المياه الساقطه من شعرها المبلل.


كانت ب إختصار كانت حورية وسقطت من الجنةة، ظل جاسر يحملق بها فاغر الفاه، أستحت روجيدا كثيرا من تحديقه بها، ونكست رأسها لأسفل.

وللعجيب أنها لم تشعر بخوف بل بحياء لذيذ، قالت روجيدا بتلعثم

روجيدا: أنت، آآ، بتبصلي، كدا ليه

لم يرد جاسر بل نهض عن الفراش وتوجه ناحيتها بخطوات بطيئه متمهله، وكأنه يُشبع عينيه من طلتها، بينما هي لم تتحرك قيد إنمله. فقد تجمدت أطرافها، وأحست ببروده تسرى في أوصالها.


أقترب جاسر وكان على بعد إنش واحد، جذب خصلتها المبلله وقربها من أنفه أشتمها بقوة ثم قال بنبرة مسحروة من طلتها

جاسر: فراولة

روجيدا بتوتر: ف، فراولة إيه...

جاسر وهو يسبل عيناه: ريحتك فراولة، وطعمك فراولة، كل حاجة فيكي شبه الفراوله...


تساقطت قطره من خصلاتها على رقبتها فأغرته كثيراً، سحب يده من خصلتها ثم تحرك بيده ناحيه عنقها وقام بمسحها ب إبهامه، نزل بيده يتحسس عظمه الترقوة البارزة، مال بشفيته يقبلها برقه، مسح بشفيه قطرات الماء العالقه على رقبتها وصدرها...

كانت روجيدا وصلت لقمه الخجل، رغم إستسلامها الغير مبرر، ولكنها أرادت الإبتعاد حتى لا تتورط بالأمرأكثر، حاولت التملص منه ولكنه كان الأسرع في ضمها له...


حيث جذبها من خصرها بقوة وقال بهيام

جاسر: متبعديش إياكي تبعدي عنى

روجيدا بلا وعي: مش عاوزة أبعد، بس أنت اللى بضطرني لكدا

أسبل عيناه وقال: أسف

روجيدا بجديه: أبعد

جاسر وهو يزداد تقرباً: تؤ، مش هقدر يا روجيدا، مش هقدر يا فراولتي

مال جاسربرأسه أكثر ناحيه نحرها النابض بشده، صدرها يعلو ويهبط من فرط التوتر والخوف، ولكن جاسر عيناه مغيمه بمشاعر جامحه.


سار بشفيته على عنقها ببطء متخابث، سارت القشعريرة في جسدها إثر لمساته الرقيقه، وضعت يديها على صدره في محاوله يائسه من إبعاده...

وليتها لم تفعل، فلسمتها كانت كصاعق كهربائي، فأججت مشاعره نحوها وزادته نشوة ورغبه، قال جاسر بصوت لاهث

جاسر: بحبك، بعشك.

روجيدا: ...

رفع جاسر عيناه لعينيها وقال: مش عاوزك تردي كفايه عليا عيونك، قالتلى كل حاجه

روجيدا بسخط: أنا، آآ.


أسكت شفتاها الثرثارتين بقبله مغلفه بمشاعر لم تستطع لغه الجسد إخفاءها، قبلها جاسر بشغف واضح وضع بقبلاته جميع مشاعره نحوها، قبلات عديده ساخنه، لاحصر لها، كانت أنوفهما عائق لذيذ، شعرت روجيدا بيده تتجه ناحيه منشفتها لإزالتها، ففتحت عيناها فجأه وأبعدته عنها بهلع وقالت بحده

روجيدا: أنت حيوان، أستغليت إستسلامي، أبعد عنى

جاسر وهو يضع يده خلف رقبته ثم قال بأسف: أسف. مش قصدي.


روجيدا وهي تضم يدها لصدرها: هو إيه اللى مش قصدك، خليك بعيد

أقترب جاسر منها وقال بندم

جاسر: طب، طب سبيني أتكلم

وضعت يدها في وجهه وقالت: إبعد خليك مكانك

جاسر بحزن: لسه بتخافي مني

روجيدا بدموع: أه، وهفضل طول عمري أخاف، أنا مبثقش فيك...

نزلت كلمتها الأخيرة على مسامعه وقع الصاعقه، تجمد مكانه للحظات ثم كوريده بغضب شديد وقال وهو يجز على أسنانه

جاسر: ماشي يا روجيدا أنا نازل.


لم يمهلها وقت للرد حيث خرج وقام بصفع الباب خلفه بقوة، أنتفضت هي على صوت الباب ثم جلست على الأرض منهاره وقالت من بين شهقاتها

روجيدا: ربنا يهديك يا جاسر، ليه كل ما أقرب تبعدني...


في أحد الطرق الصحراويه بمدينه القاهره

وقف جابر بشموخ بعدما أستعاد عافيته أمام رجل يبدو على وجهه الإجرام، تفحصه جابر ثم قال بجديه

جابر: قولتلي بقى إنهم سافروا

الرجل: أها

جابر: فين

الرجل: معرفش

قطب جابر حاجبيه وقال: أومال أنا مشغلك ليه يا حمدي

حمدي بضيق: الراجل سافر بطياره خاصه هعرف منين

جابر: راجع أمتى

حمدى: بعد أسبوع

جابر بتفكير: كدا مينفعش، سكت لبرهه ثم قال، خلاص راقبلي أخوه.


حمدي بعدم فهم: وهتعمل إيه ب أخوه

جابر بنفي: مش عاوز أخوه

حمدي بتساؤل: أومال مين

جابر بنظرات شيطانيه: عاوز مراته

حمدي بدهشه: مراته ليه؟

جابر وهويتحسس صدره بباطن كفه: البت داخله دماغي، وعجباني، عض على شفتيه وقال. البت زي لهطه الجشطه وتتكال وكل...

حمدي: طب ما مرات جاسر أسهل

جابر وهو يضيق نظراته: البت باين عليها مش سهله واصل، وكسره چاسر هتيجي من كسره أخوه، كله إلا سامح بالنسبه لواد الصياد.


عوده مره أخرى لتركيا

جلست روجيدا بالمنشفه، فلم تجد ملابس ترتيدها حتى دق الباب، أنتفضت روجيدا خوفاً أن يكون جاسر، نهضت بخطى مضطربه ثم وقفت خلف الباب وقالت بنبره مرتعشه

روجيدا: من

جاءها صوت أنثوي يقول: خدمة الغرف سيدتي

فتحت لها روجيدا فدلفت الخادمه ثم قالت بروتينيه

الخادمه: السيد جاسر أرسل لكِ هذا الرداء، وهوينتظركِ.


أخذت روجيدا منها الفستان، كان عباره عن فستان طويل من اللون الوردى الهادئ، من قماش الستان ذا أكمام طويله، مزين بحبات لؤلؤيه بيضاء بسيطه. فزادته رقه وجمالاً

نظرت روجيدا للعامله وقالت

روجيدا: أشكرك، ولكن أين هو؟!

أجابت العامله: لا أعلم ولكنه ينتظرك...

روجيدا: حسناً

أنصرفت العامله بينما ظلت روجيدا تحدق بالفستان وقالت بحيرة

روجيدا: ياترى فيه إيه!


بعد ساعه كانت روجيدا قد تحضرت وهي في أبهى طلتها، بسيطه ولكن خاطفة للأنفاس، نزلت روجيدا في بهو الفندق ولكنها لم تجده، بحثت بعينيها ولكن لا وجود له، قطبت حاجبيها ولكن قاطعها صوت أنثوي وهو يقول

الفتاه: أنتِ روجيدا!

إلتفتت روجيدا لمصدر الصوت فكانت فتاه صغيره أوروبيه الملامح، أنخفضت روجيدا وقالت ب إبتسامة

روجيدا: نعم أنا.


أشارت الفتاه بيدها نحو الخارج، نظرت روجيدا حيث أشارت الفتاه ولكنها لم تفهم فقالت بتساؤل

روجيدا: ماذا هناك؟!

الفتاه: إذهبي من هناك

وقفت روجيدا ثم إتجهت للخارج، نظرت يميناً ويساراً ولكنها لم تجد أحد تأفأفت روجيدا بنفاذ صبر، ولكن قاطعها أيضاً طفل في عمر الخامسه وهو يعطيها زهرة ويقول ب إبتسامه

الطفل: تفضلي هذه لكِ

نظرت له وأخذت الزهره الحمراء منه وقالت ب إبتسامه عذبة

روجيدا: شكراً لك.


الطفل وهو يبتسم: إذهبى من هناك، إنه يحبكِ

قطبت روجيدا حاجبيها ولكنها لم تعلق وسارت ب إستسلام، وفي طريقها قابلت فتاه في، سن المراهقه، أعطتها الفتاه زهرة حمراء وقالت ب إبتسامه

الفتاه: إذهبي من هناك، إنه يعشقكِ.


لم تعي روجيدا ما يحدث فكلما تقابل أحدهم. يخبرها بهاتين الجملتين ب إضافه كلمات الحب، أخذتها روجيدا في صمت وسارت في طريقها فهى تريد أن تعلم ما يحدث، أكملت سيرها حتى قابلها عجوزين أعطاها زهرتين حمراوتين ثم قال ب إبتسامة

العجوز: إنه متيم بكِ

أخذتها ب إبتسامة، وهكذا ظلت تقابل أناسي ويفعلوا كما فعل السابقون، إلى أن أوقفتها فتاه صغيره تبتسم لها ببراءه وقالت

الفتاه: من فضلك.


نزلت روجيدا إلى مستوى قصيره القامه وهي تحمل باقة كبيره من الزهور الحمرء وقالت روجيدا بهدوء

روجيدا: ما الأمر عزيزتي

قامت الفتاه ب إخراج قماشه طويلة من الستان ذات لون أسود لامع وقالت الفتاه ببراءه طاغيه

الفتاه: سأربط هذه على عينيكى

قطبت روجيدا جبينها ثم قالت بتساؤل

روجيدا: ولما

رفعت الفتاه منكبيها وقالت: لا أعلم هو أخبرني بذلك

روجيدا بعدم فهم: من؟!

وضعت الفتاه يدها على فمها وقالت بطفوله.


الفتاه: هذا سر لا أستطيع إفشاءه

إبتسمت روجيدا لبراءه الفتاه وفعلت كما طلبت، قامت الفتاه بربط القماشه على عينيها ثم أمسكت بيدها وهتفت بسعاده

الطفله: هيا بنا

سارت معها روجيدا بصمت حتى طلبت منها الطفله خلع حذائها ذو الكعب العالى وقالت

الطفله: هيا لنذهب من هذا الإتجاه

خلعت روجيدا نعليها وأحست أنها تمشي فوق رمال وتسمع صوت البحر، هي تعشق البحر وبشده، شدتها الصغيره من ذيل فستانها وقالت

الطفله: إنزلي قليلا.


نزلت روجيدا وقالت بحيره

روجيدا: أأستطيع نزعها الآن

نظرت الطفله أمامها حتى رأت أحدهم يمئ لها بنعم، فقاالت الطفله

الطفله: نعم تستطيعي ذلك

نزعت روجيدا عصابة عينيها، نظرت للطفله وجدتها تركض وهي تلوح لها، إبتسمت ثم نهضت وحولت نظرها ناحيه البحر حتى هالها ما رأته، فشهقت فزعه وقالت

روجيدا: هو. هو إيه اللى بيحصل...


بقريه الصياد

أستعدت عنيات اكى تذهب مع هانم من أجل أخيها، سارت هانم في صمت مريب بينما تشدقت عنيات بتساؤل

عنيات: هو أخوكي ماله يا هانم أني معرفش

هانم: هااا، آآ. ولا أني ياست هانم، أمي جالتلي إن الحكيم چاى عشا أخوي

هزت عنيات رأسها وقالت بتفهم: ماشي.


سارا حتى وصلاتا إلى منزل المدعوه هانم، التي كانت في أوج توترها كانت تتلفت حول نفسها وتعض على طرف حجابها وهي تدعوا الله أن يمر الأمر، بسلام، لاحظتها عنيات ولكنها فسرته أنه توتر على أخيها.

قبل أن تدلفا للداخل لمحت الشخص فقررت التوجه له فقالت بتوتر

هانم: آآ، ست عنيات

ألتفتت لها عنيات وقالت: إيه يا هانم

هانم: أنى هروح أشوف الحكيم وچايه أخوي نايم چوه...

عنيات بجديه: طيب مش هدخل عشان أسيبه يرتاح.


هزت هانم رأسها ثم فرت لملقاته وقالت بعجاله

هانم: إنت فين يا چدع أنت

أتاها صوته من الخلف وقال: أنا أهو

هانم بخوف: الست چوه سايج (سايق)عليك النبي متعملش حاچه

تأفأف الشخص وقال بضجر: بس، خدى دول

أعطاها مظروف يحتوى على مبلغ مالي ثم قال لها

الشخص: خليكي هنا هروح أشوفها متجيش إلا لما أقولك.


أماءت برأسها، ثم تحرك سريعاً توجه ناحيه المنزل وقف أمام الباب أخذ نفساً عميقاً، ثم دخل بهدوء وجدها جالسه وتعطيه ظهرها قفال ب نبرة جديه

الشخص: وأخيراً، إلتقينا تاني

إلتفتت عنيات لمن يحدثها، ومالبثت حتى شهقت بفزع وقالت بنبره غير مصدقه لما تراه

عنيات: آآ، أنت!


تابعووووووني 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 























أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺💙🌹❤️🌺








تعليقات

التنقل السريع
    close