القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أغوار عزيز الفصل الثامن عشر حتى الفصل الثالث والعشرون والاخير بقلم الكاتبه ساره الحلفاوي حصريه وجديده

رواية أغوار عزيز الفصل الثامن عشر حتى الفصل الثالث والعشرون والاخير بقلم الكاتبه ساره الحلفاوي حصريه وجديده 


 مش مهم أي حاجة دلوقتي يا روح قلب عزيز المهم عندي دلوقتي إنك لسه بتحبيني و أنا بموت فيكي هنطلع دلوقتي على أقرب مأذون و هنتجوز تاني على سُنة الله و رسوله!


حطت إيديها على كفيه الموضوعان على كفيها بتقول بدهشة:

- الموضوع مش بالسهولة دي!!


قال بلُطف:

- مين قال يا حبيبتي .. ده مافيش سهولة كدا، إنتِ لابسة فُستان و أنا بدلة أهو!


إبتسمت مش مصدقة اللي هو بيقولُه و للحظة إفتكرتُه بيهزر، لكنُه شدها من دراعها برفق و مشي بيها برا الكوخ، مسكت دراعه بتقول و هي مصدومة:

- عزيز .. إنت بتعمل إيه!!


- هنمشي يا حبيبتي!

قال و هو بيجرها برا الكوخ، فتحلها باب العربية عشان تركب فـ مسكت في كُم بدلة عزيز اللي تحتيها قميص إسود راسم عضلات صدرُه، بتقول برجاء:

- عزيز أصبر بس!!


- صبرت كتير أوي!!

قال و هو بيدفعها للعربية، ركبت بحيرة مش عارفة تعمل إيه، لف و ركب مكانه و مش بس مشي بالعربية .. جِري، اللهفة ملت قلبُه بعد ما أدرك إنه على بُعد دقايق بس من إنها ترجع مراتُه تاني، مسك كفها بعشق بيُقبله و بيحطها عند قلبُه، بصت هي قُدامها بتتنهد و بترجع تبُص للشباك، مش هتنكر إن كلامه أثر فيها، و مش هتنكر إنه من ساعة ما جالها المكتب و هي مبتنامش، غمضت عينيها مش مصدقة إنها هترجع مراتُه تاني، كُل حاجة حصلت في ثواني، راحوا للمأذون و كان متفق مع إتنين شهود، كتب عليها تاني و بعت للصُحف تنزل خبر إنه إتجوزها تاني ضارب بكُل كلام الناس عرض الحائط، خرج و هو ماسك إيديها، وقف قُدام العربي و شدها لحضنه، تنهيدة عميقة خرجت منه و هو بيميل بيشدها لأحضانُه أكتر عايز يدخلها جواه، غمض عينيه و إيديه بتتحسس ضهرها بيتمتم بخفوت شديد



- الحمدلله .. الحمدلله!!

إبتسمت لما سمعته .. و بعد ما كانت إيديها جنبها رفعتها لخصره بتغمر راسها أكتر في حضنه ساندة راسها تحت راسُه، إبتسم هو الآخر و ضدد على حضنها أكتر، فضلوا كدا ما يزيد عن الرُبع ساعة، لحد ما بعدت بتبصلُه بحُب، بتحاول تتأكد إنها مش بتحلم .. لدرجة إنها رفعت أناملها بتتلمس وشُه عشان تتأكد إنه حقيقي قدامه، إتسعت إبتسامتُه و مسك كفها بيوزع عليه قبلات حنونة، جذبها ممن خصرها عشان تركب و خلاياه كلها بتناديها، ركب و ساق بأقصى سُرعة عندُه لنفس الكوخ، لدرجة إنها حطت كفها على رجلُه بتقول بخوف:

- بالراحة يا عزيز!!


حاوط كتفها بيقربها منه و بيقول بحنان:

- متخافيش يا حبيبتي!!!


وصلوا للكوخ، نزل وفتحلها باب العربية،  ميّل و شالها فـ شهقت بتتمسك في رقبته و بتقول بخضة:

- عزيز!!


- عيون عزيز!!

هتف مُقبلًا أرنبة أنفها، بيدخل الكوخ و بيقفل الباب برجلُه، قرب من السرير و نزلها عليه برفق، رجع و قفل الباب بالمُفتاح، و قفل الشبابيك كويس فـ قطبت حاجبيها بتقول و هي بترجع على السرير لـ ورا:

- هو .. هو إنت هتعمل إيه!!


أظلمت عينيه و إبتدى يحرر أزرار قميصُه بيقول بجدية تلبسته فجأة:

- هدفعك تمن اللي عملتيه فيا!!


ظهر الذُعر على محياها، بترتجف و هي بتلزق ضهرها في ضهر السرير بتقول:

- عزيز .. متهزرش معايا الهزار البايخ ده!!!


- بس أنا مبهزرش!!

قال و هو بيلقي قميصُه أرضًا، مال على السرير و قرّب منها و هو بيجذب قدميها عشان تستلقى على ضهرها، طل عليها بكتفيه فـ حطت إيديها على صدرُه و عينيها بتلمع بالدموع و هي شايفة عيونه جادة تمامًا خالية من أي بوادر مزاح، لكن سُرعان ما قال بلهفة لما شاف الدموع بتلمع في عينيها:

- بهزر يا حبيبتي .. مش عايز أشوف دموعك!!


ضربته على صدرُه بتقول بحدة و ضيق:

- حرام عليك يا عزيز بتخوفني منك ليه!!!


إبتسم و همس أمام شفتيها بحُب:

- بُصي أنا من نِحية إني هعاقبك .. فـ أنا هعاقبك فعلًا .. بس بطريقتي!!


مال على شفتيها دون مُقدمات يقبلها بلهفةّ مُنقطعة النظير، و رُغم أنه لم يجد منها تجاوب لكنُه ظل يرتوي من عسل شفتيها بعشقٍ لا مثيل له، و عندما تجاوبت معُه محاوطة عنقُه .. جن جنونه، و اللُطف تحول لرغبة جامحة، حتى إبتعد عنها لكي لا يؤذيها هامسًا بأنفاس هربت من رئتيه:

- عهد عليا .. يا نادين .. هعوضك عن كُل حاجة وحشة حصلتلك بسببي!!


بصتلُه بأنفاس لاهثة، بتغمغم و عينيها بتمشي على ملامحه:

- إفرض .. منسِتش؟


مال يُقبل جفونها قائلًا بحنان:

- أنا هنسيكِ .. هنسيكِ كُل حاجة .. سيبيلي نفسك بس!!


تسللت أناملُه لسحاب فُستانها من وراء ظهرها يجرُه بخفة يلهيها بتقبيل كافة أنحاء وجهها، حتى أزاحُه عنها يبُث لها شوقُه و عشقه، يهمس لها كم إشتاق وجودها بين ذراعيه .. إشتاق رائحة جسدها .. إشتاق لمساتها و ندائها بإسمه في أوَج لحظاتُه جنونًا بها، إشتاق أن يلقي برأسه في أحضانه، كما كان يفعل دائمًا، و كم إشتاق لتلك الأنامل التي تعبث بخصلاته من الخلف!


********


فتحت عيناها تستشعر ملمس صدرُه أسفل رأسها و ذراعها، عانقه أكتر و رفعت رأسها له لكن إتفاجئت بيه صاحي، إبتسمت لما لقتُه بيتأملها بإشتياق تقريبًا مبطلش يبُصلها بالنظرات دي من إمبارح، مسح بكفُه على ضهرها العاري من أسفل الغطاء فـ غمغمت بخجل:

- صاحي من إمتى؟


جذبها من خصرها لأعلى فـ بقت في مستواه، بيعبث بـ خصلاتها المفرودة على المخدة جنبها بيقول بحنان:

- منمتش .. ببُصلك و خايفة أغمض و أفتح ألاقيني كنت بحلم!!


عبثت بأناملها في دقنه نايمة على جانبها الأيمن و هو بيلف براسه عشان يبُصلها، بتقول بإبتسامة:

- إنت مش بتحلم .. أنا معاك!!


مسك خلف رأسها بكفُه بيقرب جبينها من شفتيه يطبع فوقُه قبلة عميقة غمّض فيها عينيه، و رجع يقول و هو بينام على جنبه عشان يبقى في مواجهتها:

-أقولك حاجة؟


أومأت له تحثُه على الحديث، فـ هتف بحُب:

- إمبارح كُنتِ مكسوفة لدرجة إني حسيت إنها أول ليلة بينا!!!


عادت وجنتيها تشتعل خجلًا فـ صدحت ضحكاته بيشاور على وجنتيها قائلًا بمكر:

- أهو !! شايفة خدودك بتحمر إزاي! أومال فين نادين اللي مكنتش بعرف ألمها و هي في حضني!!!


شهقت بتضربه على صدرُه بخفة تردف:

- عزيز بس بقى!!


إبتسم و أبعد خصلاتها عن وجهها بيقول بحنو:

- هو أنا ليه مبشبعش منك يا نادين؟


سكتت .. و عشان تغير الموضوع حاوط خصره من أسفل الغطا بتلزق جسمها فيه و هي بتلف حواليها:

- عزيز أنا خايفة أوي حد يشوفنا هنا!!


قال و هو بيضمها مشددًا على ضهرها أكتر:

- مُستحيل يا حبيبتي .. المكان متأمن جدًا متخافيش!


لفت راسها ليه فِ لقت عينيه بتغمض بنعاس، إبتسمت بحنان و رفعت نفسها أكتر فـ بقت أعلى من مستواه، ضمت راسه لصدرها بتمسح على خصلات شعرُه من الخلف قائلة برفق:

- إنت نعست يا عزيز عشان منمتش من إمبارح، يلا نام شوية!!


كان الأمر لا يحتمل النقاش، فـ هو بأحضانها مشددًا على خصرها و أناملها تمسح خلف عنقه و على خصلاته بذلك اللين، حتى نام بالفعل بأحضانها و غفلت هي الأخرى مسنة رأسها فوق رأسه!!


*******


إستفاق من نومه على رائحة مخبوزات داعبت أنفُه، فتح عينيه بدهشة ظنًا منه إنه كان فعلًا بيحلم و دي ريحة مخبوزات أم حمادة، إنتفض من نومه بيفتح عينيه فـ لاقاها لابسة قميصُه اللي كان واسع عليها واصل لرُكبتها، و خصلاتها مرفوعة لأعلى بعشوائية، بتعجن بإيديها عجينة و الصينية التلنية على الحطب، إبتسم و رجع لـ ورا ع السرير ساند ضهرُه بيتفرج عليها بإستمتاع، إزاي يقنعها إنها ألذ من المخبوزات اللي بتعملها؟ من إنغماسها في اللي هي بتعملُه مخدتش بالها إنه صحي، ميلت قعدت على ركبتها بتطلّع الصينية بـ جوانتي مُخصص لـ ده، و حطتها على الأرض قُدامها بتاخُد قطعة مما يُسمى بُريك مُزين بـ حبة البرَكة، بتبردها على إيديها و بتدوقها فـ إبتسمت ببراءة تتمتم بفخر:

- برافو يا نادين!


إتسعت إبتسامته و مقدر يقاوم لطافتها، قام من على السرير فـ إتخضت و بصتله و هي لسه ع الأرض بتقول بدهشة:

- صحيت إمتى!!


مشي بيقرب منها، و قعد وراها بيحاوط خصرها مُلصقًا ظهرها بصدرُه بؤُقبل رقبتها مستندًا بدقنُه على كتفها بيقول و كفه بيمشي على بطنها:

- عايزة الريحة الحلوة دي تبقى في المكان و مصحاش؟


إلتقطت قطعة من تلك المخبوزات و إلتفتت برأسها و ذراعيها له تُطعمُه واضعة كفها أسفل فمُه لكي لا يقع منه شيئًا، أكلها بتلذُذ لكُنه قطب حاجبيه بيقول:

- سخنة أوي!!


- إفتح بؤك طيب!

قالت بلهفة، فـ أفرغ ما بين شفتيه بالفعل فأخذت تطلق هواء من فمها لكي تُبرد فمه و جوفه، قربها منه أكثر فرِحًا بفعلتها، و بدأ يمضغ تلك القطعة بإستمتاع مغمغًا و هو مغمض عيناه:

- مممم!!!


إبتسمت بلهفة بتقول و هي بتصقف بكفيها مرة واحدة ضامة إياهما لصدرها:

- حلو؟


- تُحفة!!!

قال بإبتسامة و هو ياخذ الأخرى و يأكلها، فـ إتسعت إبتسامتها، و مالت على شفتيه تطبع فوقهم قبلات خفيفة مُتقطعة من شدة سعادتها، إبتسم محاوطًا وجنتيها بيسألها:

- جبتي الدقيق و الحاجات دي منين؟


أسرعت تقول بلُطف:

- قولت لواحد من الضُرف اللي برا دول يجيبلي!


قطب حاجبيه و نزل بعينيه للي لابساه و رجع يبُصلها بيقول رافعًا حاجبه الأيمن:

- كدا؟!!


أسرعت بتقول:

- لاء طبعًا مش كدا .. لبست الدريس تاني و طلعت!!


- ماشي!

قال مُبتسمًا، كاد يضمها لصدرُه لولا أنها سارعت في الإبتعاد عنه بتقول بلهفة:

- إستنى البُريك هيتحرق!!


و أسرعت تسير على كفيها و ركبتيها لمشعلة الحطب، بتلبس قفاز الحرارة و بتاخد الصينية التانية و بتحُط بدالها واحدة تانية، و رجعت لفتلُه محاوطة عنقه واثبة على ركبتيها بتقول بمكر:

- كُنا بنقول إيه بقى!!!


صدحت ضحكاتُه عاليًا، و حاوط خصرها يميل على عنقها يطبع عليه قبلات بطوله فـ عادت برأسها للخلف تضحك عاليًا!!


الفصل التاسع عشر

- بس أنا مش عايزة أمشي!!

قال مُتشبثة في عنقه لكي لا ينهض من عليها و يرتدي ثيابه بعدما أخبرها بـ لزوم الرحيل، قال بلُطفٍ:

- لازم نرجع يا حبيبتي .. في حاجات كتيرة في شغلي لازم أخلصها!!

قطبت حاجبيها بتقول بحُزن:

- طب م أنا بردو في حاجات في شغلي المفروض تخلص، بس أنا عايزة أفضل معاك هنا!!


مال يدفن أنفه في عنقه يقول بهدوءٍ:

- أوعدك هجيبك هنا تاني وقت ما تحبي!


تنهدت بيأس من أن يقتنع، و حررت عنقُه فـ أمسك هو بذراعها يضعه مجددًا عل عنقه من الخلف، إبتسمت و حاوطته مجددًا فـ قال بهدوءٍ:

- لو مش حابة نرجع الفيلا يا نادين نــ آآآ!!


قطاعته و قد لمعت عيناها بالمكر تقول بهدوء:

- مين قال مش حابة؟!


ثم تمتمت بخفوت سمعُه:

- و أضيع على نفسي النظرة اللي هشوفها في عين ثُرية!!!


قرص أرنبة أنفها هاتفًا بإبتسامة:

- سمعتك يا سوسة!!


إبتسمت و غمغمت بإرتباك:

- آآ أنا مش قصدي حاجة، بس إنت عارف إنها سبب اللي حصل و آآ!


قاطعها بهدوء بيقول بجدية:

- المهم عندي متحتكوش ببعض، لا إنتِ تدايقيها و لا أنا هسمح لحد يدايقك، لولا إن صعب أوي عليا أبعد و أسيبها لوحدها في السن ده و هي مالهاش جد كنت بعدتك خالص عن الفيلا أصلًا!!


حاوطت عنقه بتقول بهدوء:

- مش مهم يا حبيبي إن شاء الله مافيش حاجة هتحصل!!


- طب يلا قومي خدي شاور و إلبسي!


قال يجذبها من ذراعها فـ نهضت بالفعل تبحث عن ثوبها عشان تاخدُه معاها الحمام، لكنها فجأة لقت نفسها في الهوا، محمولة بين ذراعيه، صرّخت بفزع و تشبثت في عنقه بتقول بصدمة:

- إنت بتعمل إيه يا عزيز!!!


- هنستحمى!

قالها ببرود غير مُبالي لصدمتها اللي إستغربها من الأساس!!

توسعت عيناها بتقول و هي بتمسك في عنقه:

- لاء إنسى الكلام ده .. أنا بجد مش هقدر أعمل كدا .. بقيت بتكسف منك مش عارفة ليه!!


وقّفها قُدامه في الحمام بيقول و هو بيحرر زراير قميصُه اللي على جسمها:

- طب مـ دي مُشكلة!!


مسكت في قميصُه اللي لابساه بتضمه لصدره ململمة أطرافُه بتقول في مشهد درامي:

- لاء مُستحيل!!!


ضحك من قلبه بيقول و هو يغمز لها بمكر:

- يا حبيبتي أنا هسحمك بس مش هقل أدبي .. مع إني نفسي!!


إنكمشت أكتر بتقول بحدة:

- إسمع بقى .. أنا بجد مش هقدر أعمل كدا .. بجد مكسوفة والله!!


قالت في آخر جملتها و قد تحولت نبرتها من حادة إلى راجية بتبصلُه بعيون بريئة بتميل راسها لتحت، إتنهد و سألها بهدوء:

- هو الكسوف ده معناه إن حُبك ليا قل صح؟


قطبت حاجبيها مُندهشة من تفسيرُه، لكنها قالت بلهفة تبرر له:

- لاء مش كدا صدقني .. بس أنا .. مش هعرف!


- طيب!

قالها بهدوء و هو بيربت على كتفها بيسيبها و بيمشي!، وقفت مصدومة، بتسأل نفسها بحيرة:

- هو زعل ليه دلوقتي!


تنهدت و هي بتغمغم لنفسها:

- هستحمى دلوقتي و لما أطلع هصالحُه!


و بالفعل تحممت و إغتسلت وخرجت محاوطة جسدها العري بمنشفتُه التي عُبقت بـ رائحتُه، إبتسمت تستنشقها بحُب و خرجت من المرحاض، وجدتُه جالس على الأريكة ممسكًا بهاتفُه و قد إرتدى بالفعل، دار بعيناها بتفكير بعد ما لاحظت إنه مرفعش عينُه يبُص حتى عليها، إتجهت له و جلست جوارُه بتقول بمرَحٍ:

- ريحتي بقت كُلها بيرفيوم رجالي من الفوطة اللي كلها ريحتك دي!!


بصلها و أعطاها إبتسامة خفيفة و رجع بَص لتليفونُه، قطبت حاجبيها بضيق لكنها قالت بتحاول تحافظ على نبرتها الشقية:

- حتى قرّب كدا شمني!!


بصلها و قال بنفس الإبتسامة الخفيفة:

- م أنا عارف يا حبيبتي! يلا قومي عشان تلبسي!


يئست من مُصالحته، فـ نهضت مُبتسمة بخُبث، وقفت جوار المزينة و نظرت لإنشغاله بالهاتف، و أسرعت تضرب بـ قبضتها المزينة مُمسكة بقدمها بتميل لقُدام بتتآوه بوجع:

- آآآه


أسرع عزيز يرفع عيناه و وجهه لها، قام مُنتفض من فوق الأريكة و أسرع ناحيتها بيميل يشوف رجلها بكفُه و بدراعه التاني محاوط خصرها بيقول بقلق:

- فين يا حبيبتي وريني .. وجعاكِ أوي؟


حطت إيديها على كتفه العريض بتقول بألم زيفته ببراعة و هي رافعة قدمها المصابة:

- أوي يا عزيز!!


حملها بين ذراعيه و حطها على السرير، قعد قُصاد رجلها بيتفحص ساقها و هو بيقول:

- فين بالظبط؟


أشارت لمكان وهمي بتقول بملامح منكمشة:

- هنا كدا!! وجعاني أوي و دلوقتي تبقى كدمة!!


مد أنامله يدلك نفس المكان اللي شاورت عليه، إبتسمت و هي بتشوفُه بيعمل كدا بإهتمام، و قبل ما يرفع عينيه و يبُصلها كانت بتقطب بحاجبيها بألم بتمثيل بارع، فـ لطلالما إشتهرت بين أفراد عائلتها بقُدرتها على التمثيل، مد أناملُه يتحسس وجنتها بيقول بحنان:

- إنتِ كويسة يا حبيبتي؟


تنهدت بتقول بحُزن:

 - آه شوية! بس شكلي كدا مش هعرف أقف أغير هدومي، ممكن تساعدني ألبس؟


أومأ لها بإبتسامة هادئة و مال حملها بين ذراعيها و عاد يجعلها تقف، إستندت على كتفه بترفع رجلها المصابة بتقول:

- آه .. مش قادرة أقف عليها!!


- طيب إسندي عليا و أنا هغيرلك!!

قال بهدوء بيرفع راسُه ليها، فـ غمغمت الأخيرة بتبص حواليها:

- خايفة حد يكون شايفنا!!


- لاء متقلقيش يا حبيبتي!

إعتدل بوقفتُه و سندها بدراعُه و ميّل بيلتقط فستانها، حطت كفيها على أكتافُه فـ أزاح المنشفة، و كانت هي بالفعل مرتدية ملابسها الداخلية، و رغم خجلها منُه إلا أنها قاومت ذلك الخجل تذكر نفسها كل ثانيتان بأنه زوجها، قطبت حاجبيها مغمضة عينيها لما مال لكي يُسدل الثوب على قدميها، إعتدل بوقفتُه فـ إبتسمت بتميل عليه محاوطة عنقه قائلة بحُب:

- تسلم إيدك!!


حاوط خصرها يحدجها باعيُن راغبة قائلًا:

- بس بقى أنا مش ناقص .. إحمدي ربنا إني مسكت نفسي!!


إبتسمت نادين تُريح رأسها على كتفُه قائلة:

- إنت عارف .. أنا بقى بحب فيك إنك بتعرف تعمل كنترول!!


ضحك عاليًا بيقول بحُب:

- مش دايمًا، أنا بعرف أعمل كنترول قدام أي ست .. إلا إنتِ! إنتِ الوحيدة اللي مبيبقاش فيه في قاموسي كلمة كنترول قدامها! إحنا بس عشان ماشيين، بس لما نرجع الفيلا نبقى نشوف موضوع الكنترول ده!!


أعطته قبلة خاطفة على شفتيه و إبتعدت عنه، و للحظة نسيت تكمل التمثيلية و مشيت بشكل عادي، بصلها بدهشة و مشي وراها و في لحظة كان بيحملها من خصرها، إتخضت و شهقت و هي بتقول:

- عزيز في إيه!!


حطها على الفراش منيمها على ضهرها بيثبت كفيها بقبضتيه بيقول بخبث مُضيقًا عيناه:

- بقى بتضحكي عليا يا نادين!!


شهقت مدركة اللي عملتلُه، بصتلُه ببراءة و هتفت و هي تعبث في قميصُه:

- كُنت عايزة أصالحك يا عزعوزة!!


- عزعوزة كمان!

قالها بأعين متوسعة، فـ ضحكت بشقاوة لكنها شهقت بصدمة لما لقت كفيه بتتمد لطرف فُستانها بيرفعه لأعلى بـ بُطء و هو بيردد بمكر:

- دلوقتب أوريكِ عزعوزة ده هيعمل فيكي إيه!!!


مسكت كفيه بتقول بدهشة:

- إنت بترفع الفستان ليه دلوقتي طيب!!


إنزوت شفتيه بإبتسامة خبيثة و قال بمكر:

- هتعرفي حالًا!!


- عـزيـز!!

صاحت فيه بخجل لما رفع ثوبها بالفعل حتى ظهرت معدتها وقدميها الرشيقتان، و على عكس توقعها وجدته يدغدغ معدتها فإنتفض جسدها يتلوى بضحكاتٍ عالية ترجوه أن يكف و لكنه لا يفعل، حتى شعر بأنفاسها تتلاحق فـ توقف و مال لأسفل برأسُه و طبع بشفتيه يُقبل معدتها قبلات متعددة مُتقطعة إبتسمت على أثرها، صعد بشفتيه لعظمتي ترقوتها و ذقنها و عاد يُقبل وجنتيها قائلًا بحنان:

- أنا بحبك أوي!!


جذب ثوبها لأسفل فـ إبتسمت مغمغمة بحُب:

- و أنا كمان بحبك!


- أوي؟

سألها بهدوء فـ أسرعت تجيب:

- أوي أوي!!


إبتسم و شدها فجأة من دراعها و هو بيقوم و بيقومها معاه بيقول بإبتسامة:

- طب يلا نمشي عشان متهوَّرش!!


********


خطت معه داخل الفيلا اللي زي ما عاشت فيها لحظات جميلة رغم قِلتها .. لكن عاشت فيها الحظات أسوأ ما يكون، شددت على كفُه من دون شعور لما إفتكرت اللي حصلها، في الرُكن ده بالظبط شدها عشان يدخلها المخزن، حَس بيها فـ وِقف .. لفِلها و حاوط وجنتيها بيميل على عينيها المغمضة بيُقبلها بحنان، مُثبتًا جبينه على جبينها بيهمس بحُزن:

- حقك عليا يا حبيبتي .. حقك عليا!!


ملئت رئتيها بالهواء و زفرته بتبتسم و بتفتح عينيها، بتربت على كفيه قائلة بهدوء:

- مافيش حاجة!


بصلها و لازال الحزن و الندم ساكن بعيناه، مسح بإبهامُه فوق وجنتبها و رجع مسك إيديها و دلفوا لبهو الفيلا، أخد دنفس عميق و نادى بصوته الجهوري لدرجة جعلت الأخيرة تُفزع:

- أمـــي!


خرجت ثُرية من جناحها بإبتسامة. و لكن فور إقترابها من الدرج و عينيها اللي وقعت على نادين اللي زينت ثغرها بإبتسامة شامتة .. هرب الدم من وشها، شُحب و كأنها هتموت، بتردد و كإن للتو أُلقي عليها سطل من المياه المثلجة في ليالي شديدة البرودة:

- إيه ده .. يا عزيز يابني؟!!!


هتف عزيز بهدوء:

- تعالي يا أمي إنزلي نتكلم!!


هتفت ثُرية بحدة و هي بتنزل السلم:

- نتحدت في إيه يا ولَدي .. بتعمل إيه إهنه دي!!!


الفصل العشرون

- إيه ده .. يا عزيز يابني؟!!!


هتف عزيز بهدوء:

- تعالي يا أمي إنزلي نتكلم!!


هتفت ثُرية بحدة و هي بتنزل السلم:

- نتحدت في إيه يا ولَدي .. بتعمل إيه إهنه دي!!!


وقفت ثُرية أمامهم، فـ رفعت نادين كفها اللي عزيز مش ماسكُه بتمشي على دراعه العضلي و هو بيقول:

- أنا إتجوزت نادين تاني يا أُمي، نادين مالهاش علاقة بموت شريف و إنت عارفة كويس. الكلام ده .. بأمارة الواد اللي دفعتيلُه عشان يقول إن هي اللي كانت بتتابع معاه، و ده محصلش!!


إتنهد بيستعيد تلك الذكريات السيئة و بيقول و هو شايف وشها بيُمتعض:

- أنا مش هقولك تعامليها كويس .. أنا مش عايز بينكوا تعامُل خالص!!


مقدرتش ثُرية تسكت و هدرت بحدة:

- يعني إنت متجوز بنت اللي قتل أخوك و جايبها هنا تقعدها في نص بيتي و أنا المفروض أحُط جزمة في بؤي!!!


هتف عزيز بهدوء:

- لاء خالص يا أمي، لو تحبي أنا ممكن آخدها و أمشي دلوقتي و أوعدك هجيلك كل يوم أطمن عليكي!!


صمتت للحظات قبل ما تقول مُقطبة حاجبيها:

- لاء يا عزيز .. مجدرش أقعد من غيرك يا ولَدي!


ظل مُحتفظًا بكفها داخل أحضان كفه ليمد الآخر خلف عنق والدته يُقبل جبينها قائلًا بإبتسامة هادئة:

- و لا أنا يا ست الكُل!!


إغتاظت نادين من فعلتُه لكن صمتت، و بعد لحظات ودّعها و صعد مع نادين لجناحهما، إبتسمت عندما دلفت له و تركت كفه مرتمية على الفراش، فـ قال هو مُحررًا أزرار قميصُه:

- هاخدد شاور و أروح الشركة يا نادين!!


- هتتأخر؟

سألتُه بلهفة فـ إبتسم مُجيبًا:

- لاء يا حبيبتي!


أومأت له بإبتسامة، و نهضت تُبدل ثيابها في غرفة تبديل الملابس، خرجت بـ كنزة شتوية فضفاضة بـ رقبة على سروال قصيرة و في قدميها حذاء قطيفة، رفعت خصلاتها لأعلى و خرجت له، فوجدته لازال في المرحاض لكنه فاتح بابه يقف أمام المرآة مُمسكًا بـ ماكينة الحلاقة خاصته، شهقت و أسرعت تدلف للمرحاض واقفة جوارُه بتقول بأعين متوسعة:

- إنت بتحلق دقنك!!! متحلقهاش يا عزيز سيبها!!


بصلها و قال بإبتسامة:

- بحددها مش بحلقها متقلقيش!


صعدت على الرُخام أمامه بتبص للي بيعملُه بتركيز، حتى قالت بإبتسامة:

- م تديني أجرب أحلقلك كدا!!


قال بهدوء:

-مش هتعرفي و هتعوّريني!!


شهقت و كإنه سبها، بتقول بفخر:

- أنا أعوّرك!! طب ده أنا كُنت بحلق لـ بابا و أخليه فُلة شمع منورة!!


نسي كُل حاجة، نزل الماكينة و بصلها و عينيه ظهر فيها الإنزعاج .. ظنت إنه بسبب ذكر سيرةأبيها، لكنها تفاجأت بيه بيسند. كفيه جوار ركبتيها بيقول بضيق ظهر على وشُه:

- بتحلقي لأبوكِ؟! مش شايفة إنك كُنتِ واخدة عليه شوية!!


لمحت الغيرة في عيناه، فـ إبتسمت بمكر لم يلاحظُه، و حاوطت عنقه بتقول ببراءة زائفة:

- لازم أخُد عليه مش بابا .. و بعدين دي أقل حاجة، ده أنا ساعات كتير كنت بنام جنبُه على السرير!!!


إنتفخت أوداجُه أكتر و قال بحدة:

- إزاي تبقي كبيرة و شحطة كدا و تنامي جنب أبوكي على سرير واحد!!!


قالت بهدوء:

- عشان مكانش ليا غيرُه، كان كُل حياتي الله يرحمُه!!


نزل برأسه بيغمض عينيه بيحاول يتحكم في النار اللي إشتعلت في جسمُه، و هي الوحيدة اللي قادرة تطفي نار غيرتُه، رفع كفيه بيحاوط وجنتيها مُغمغمًا و وجهه قريب منها بيردد بغيرة جنونية:

- بس إنتِ دلوقتي مالكيش غيري صح؟


هتفت نادين بحُب بتحط كفيها على كفيه المثبتان على وجنتيها:

- صح يا حبيبي!!


كإنه عايز تأكيد منها أكتر، فـ قال و عينيه بتمشي على ملامح وشها:

- أنا كُل حياتك صح؟


حسِت إنها قُدام طفل صُغير، سكتت للحظات تُشعل نيران قلبُه أكتر من دون قصد، فـ شدد على وجنتيها بيقول و كإنه بيرجوها تنطق:

- ناديـن!


- آه يا عزيز!!

هتفت بها بهدوء و جانب منها يتراقص فرحًا على تلك الغيرة، فـ قال بضيق:

-آه إيه بالظبط .. قوليها على بعضها!!


إبتسمت و قرّبت نفسها منُه أكتر بتقول بحُب:

-إنت كُل حياتي يا عزيز!!


تنهد و كإنه بذلك إرتاح قلبُه، أسند جبينه على كتفها فـ ربتت على ظهرُه العاري بإبتسامة شقت ثغرها، و رجعت تقول بحماس:

-يلا تعالى أحلقلك!!!


رفع وشُه ليها و ناولها الماكينة و إلتقطتها و بدأت في تهذيب ذقنه بإنتباه شديد، و هو ينظر لها بيقول مبتسمًا:

-عايز أجيب بنوتة شبهك كدا و أفضل أدلع فيها ليل و نهار!!


هتفت هي بحنق زائف:

- و أنا اتركن على الرف بقى خلاص!!


- لاء إنتِ الأساس!!

قال بحُب يعبث بـ تلك الغرة الساقطة على وجهها، إبتسمت و لما خلّصت بصتلُه ممسكة بطرف ذقنه تدير روجهه لكي تنظر له عن كثب، و رجعت قالت بإبتسامة:

- تسلم إيديا!


إبتسم و بص لنفسُه في المراية للحظات قبل ما يقول:

- إيدك حلوة .. هجيبك إتنين و خميس تحلقيلي!!


ضربتُه فوق كتفه بخفة، فـ حملها من خصرها لتلف قدميها حول خصرُه تُريح رأسها فوق كتفُه قائلة بحُزن:

- خليك معايا .. مش عاوزاك تمشي يا عزيز!


خرج بها من المرحاض و أنزلها على الفراش برفق فـ ظلت محاوطة عنقه، لحد ما قال بحنان:

- مش هتأخر يا روح عزيز!!


هتفت بهدوء محاوطة وجهه:

- طب أنا عايزة أنزل شركة بابت بردو!


إتنهد و قال:

- شوفي حابة تنزلي إمتى و إنزلي!!!


توسعت عينيها بصدمة، بتقول بعدم تصديق:

- بجد؟ يعني هتسيبني أكمل شُغلي!!


قال بحُب:

-أي حاجة هتبسطك هسيبك تعمليها!


لمعت عيناها بحُب و حاوطت عنقه ترفع جسدها له تحتضنه، مسح على ظهرها بعشقٍ حتى إبتعدت عندما تابع:


- بس على شرط!!

قالها بتحذير فأسرعت تقول بلهفة:

- قول يا حبيبي!!


قال بيمّشي إبهامه على وجنتها:

- أرجع ألاقيكي، مش عايز أرجع ملاقيش مراتي و أقعد أكلم الحيطان

 أسرعت تقول بإبتسامة:

- لاء يا حبيبي مش هيحصل، متقلقش!!


إنهالت على وجهه بالقُبلات فـ تعالت ضحكاته الرجولية، حتى نهض من عليها بيقول:

- أنا همشي بقى عشان دقيقتين معاكي كمان و هحلف م هروح!!


********


ودّعت عزيز بعناق قبل ما تنزل على الدرج و هي بتمتم بمكر:

-كدا بقى نبتدي الشُغل!


و زي ما توقعت لقِت أمه قاعدة قُدام التليفزيون بتتابع مسلسل قديم مُفضل. ليها، جريت على المطبخ و قالت لأم حمادة اللي إستقبلتها بالأحضان:

- عايزاكِ تعمليلي أكبر طبق فشار يا أم حمادة!


و بالفعل في دقائق كانت ممسكة بـ علبة الفشار المخصصة له و هي تسير بتغنج جوار ثُرية اللي صبت كامل إهتمامها فوق شششاششة التليفزيون، قعدت جنبها و ببرود خدت ريموت التليفزيون و غيّرت القناة، إنتفضت ثُرية من شدة غضبها بتهدر فيها لعنف:

- مين سمحلك تجلبي القناة يا بت إنتِ!!!


لم تعايرها نادين إهتمام و هي بتاكل حبات الفشار ببرود، إحمر وجه ثُرية من شدة الغضب و خدت منها الريموت بترميه على الأرض بقسوة، بصتلها نادين بجمود و قالت ساخرة:

- معلش يا حماتي فداكي مليون ريموت!!


حسِت ثُرية إنها هترتكب فيها جريمة، فـ قامن من جنبها بتضرب الأرض أسفل قدميها بغضب صاعدة لجناحها قُدام التليفزيون الخاص بيها، إبتسمت نادين بل و صدحت ضحكاتها الفرِحة من أول إنتقام من تلك التي قلبت حياتها رأسًا على عقب!!!


جلست بالفعل أمام التلفاز ساعتان، و من ثم نهضت لكي تأكل و صعدت جناحها،قررت تبديل ثايبها لقميص من النوم قصير باللون الأحمر القاتم وصل لما قبل ركبتيها ظهر من جسدها أكثر مما أخفى، أشعلت التكييف على وضع التدفئة، و صففت خصلاتها بتمويجات واسعة، و أبدعت في وضع مساحيق التجميل بإحترافية، تنظر للساعة و قد تبقى على ميعاد عودته نصف ساعة، موسيقى هادية ملت الجناح مع رائحة عطرها الملفت، سمعت صوت سيارته فـ أسرعت تشعل نور أصفر هادي و ضربات قلبها تتعالى متعرفش ليه، تخبأت خلف باب الغرفة، دلف هو بعد ثوانٍ بيدور عليها بعينيه بينادي:

-نادين!!


خرجت نادين من ورا الباب تحتضن خصره من الخلف متمتمة:

- قلب نادين!


إبتسم و إرتاح قلبُه اللي كان بيدق بعنف خوفًا من ذهابها .. و كإنه هيفضل عايش في كابوس إنها تمشي فجأة، لف ليها بيتأملها بإعجاب شديد، ألقت هي بنفسها بأحضانُه محاوطة عنقه تقف على أطراف أصابعها، ضمها له بشدة محاوطًا خصرها مُقبلًا عنقها بعدما أزاح خصلاتها عن عنقها، إبتسمت و سارت بأظافرها المُدببة على كتفه و ضهره تتمتم:

- وحشتني!!


إبتعدت عنه بتنظر لعيونه العاشقة، أمسكت بكفُه و. بكفها الآخر وضعته أعلى كتفه فـ حاوط هو خصرها، تمايلت بجسدها بخفة كما فعل هو يرقصان رقصة slow شهيرة، سندت راسها على كتفُه و هي. لازالت تتمايل معه تسمع همسه بصوت عاشق:

- و إنتِ وحشتيني .. أوي!!!


إبتسمت و توقفت عن الرقص تقف أمامه و تمد أناملها لتزيح جاكت بدلته عن جسده تنزعه، وضعته جانبًا و أخذت تحرر أزرار قميصُه الأسود فـ نظر لفعلتها بحاجب مرفوع بيقول بخبث مُحبب لها:

- بتقلّعيني القميص!! إنتِ أد اللي بتعمليه ده!


أومأت له بخجل، فـ رغم فعلتها الجريئة إلا أنها فعلتها بأنامل ترتجف، و وجنتي إستحالا لإحمرار إبتسم على أثرُه، قرّب منها أكتر و مسك أناملها يُقبلهم واحد تلو الآخر لما لاحظ إرتجافهم بيهمس في أذنيها بحُب:

- مهما حاولتي تمثلي دور الجريئة اللي مقطّعة بطاقتها، بردو هتفضلي بتتكسفي و بتترعشي كدا لما ندخل في الجد!!


تنحنحت بحرج بتقول و هي بتششاور بكفها الحر لـ ورا:

- هـ .. هروح أجيب حاجة!!


مال على شفتيها يُقبلها قبلة سطحية خفيفة قائلًا بإبتسامة:

- حبيبتي هتروح تجيب إيه؟


غمغمت بحيرة و إرتباك:

- حـا .. جـة!!


قالتها بصوت متقطع من شدة توترها، حاوط وجنتيها يُشبع وجهها قبلات هامسًا بخفوت أمام شفتيها:

-مش وقتُه .. مُشكلتك إنك بتحضّري العفريت و مبتعرفيش تصرفيه!!!


إبتسم لما لاقاها واقفة ساكتة مغمضة عينيها مش عارفة تقول إيه، حملها بين ذراعيه يضعها فوق الفراش قائلًا بحنان:

- بحبك يا نادين!!!


*******


- عزيز أنا بنزف آآآه!!!

كان نايمة في حُضنه لما حسِت بـ سائل دافيء بينزل منها و آلام رهيبة أسفل معدتها، صرخت بالجُملة دي فإنتفض من نومُه، صدمة إعلت وجهه لما لقى الغطا اللي متغطية بيه عليه بُقعة دم كبيرة، قام بسُرعة لبس اللي لاقاه قُدامه وسط تآوهاتها، و حط عليها إسدال فضفاض و شالها، مسكت في رقبتُه و الألم بيزيد بتصرخ بوجع رهيب:

- عزيز آآآآه مش قادرة


نزل من على السلم بيطري بيها بيقول بقلق:

- حصلك إيه!!!!


دفنت وشها في صدرُه بتعيط بحُرقة بتقول وسط عياطها:

- مش قادرة يا عزيز مش قادرة أستحمل!!!


شاور لسائق سيارته ييجي يسوق و ركب العربية و هي في حضنه في الأريكة الخلفية بيدوس على زرار فـ بيطلع إزاز كـ حاجز بين و بين السائق، كانت شِبه في أحضانه بيمسد على خصلاتها و ضهرها بيردد و القلق بينهشش في قلبُه:

-إهدي يا حببتي .. ثواني و هنوصل إهدي، أنا آسف حقك عليا!!!


نفت براسها بتقول و هي بتشدد على قميصه من ذلك الألم الذي يضرب أسفل معدتها:

- بتتأسف ليه .. مش بسببك .. مش عارفة إيه السبب!!


وصلوا للمستشفى، نزل يجري بيها في طرقة المستشفى الطويلة، حاسس إنه تايه و عاجز و مش عارف يتصرف!، لحد ما طلبوا منه يحطوها على تروللي و دخلو بيها غرفة الطوارئ، قعد على الأرض بيتلمس بنطلونه من أعلى اللي بقى عليه دمها، عينيه إتملت دموع بيردد رافع راسُه لأعلى:

- يارب عافيها .. مش بعد ما طلع عيني عشان تبقى في حضني تاني، أرجوك يارب!!


قعد ما يُقارب الاعتين بيدعي ربُه لحد ما خرجت طبيبة، وقف قدامها بيسألها بلهفة:

- كويسة؟


أبعدت الطبيبة الكمان عن وجهها بتقول بهدوء:

-هي المدام حاليًا بخير، وقفنا النزيف و الحمدلله إن حضرتك جبتها على طول، بس هي لازم تتعرض على طبيب نسا .. واضح إن في مُشكلة في الرَحم!!


سكتت للحظات قبل ما يقول بقلق:

-مشكلة إزاي يعني!


ثم إنفعل و قال بحدة:

-مـ تجيبوا دكتورة النسا هنا ليها .. مستشفى طويلة عريضة زي دي مافيهاش دكتورة نسا تشوف مراتي فيها إيه!!


حاولت الطبيبة تحتوي غضبه بتقول بلُطف:

- يا فندم إهدى بس، أنا مبقولش لحضرتك تاخدها توديها،إحنا عندنا أكفأ أطباء النسا هنا في المُستشفى .. أنا بس بعرف حضرتك إننا هنعرضها على طبيب نسا!!


قال بحدة:

- دكتورة مش دكتور!!!


- حاضر يا فندم!

قالت بهدوء و ذهبت من أمامه، و بعد ثوانٍ كان التروللي بيخرُج من الأوضة، أسرع نحوه .. بيوقفُه بإيديه و هو بيمسح على خصلاتها بحنان، شكلها و شحوب وشها و برودة جسمها خلته بيقول للممرضة و هو لسه بيبُصلها:

- مدام نزفت كتير تبقى محتاجة دم .. خُدي مني .. أنا نفس الفصيلة، خدي الدم اللي إنتِ عايزاه مني بس تبقى كويسة!!!


إبتسمت المُمرضة على ذلك الرجل العاشق حتى النخاع، فـ قال بهدوء:

- متقلقش يا فندم، إحنا كان عندنا أكياس دم كتير فصيلتها و هي خدت الدم اللازم!!


أومأ لها بهدوء و لسه عينه مثبتة على نادين، مقدرش يقاوم رغبته في إنه يشيلها بين ذراعيه، يسب ذلك الفراش الصغير الذي إحتضن زوجته عوضًا عنه، أسرعت الممرضة تقول بخضة من فعلته المفاجأةة

- بالراحة عليها يا أستاذ .. دي لسه تعبانة!!


مشّى كفه على ذراعها، و رفع راسه للمرضة بيقول بهدوء:

- أوديها أنهي أوضة؟


أشارت له على رقم الغرفة فـ سار بها بيضمها لصدره بيستشعر وجودها تاني بين إيديه، مال يُقبل عينيها قبل ما يحطها على السرير بحذر شديد، سحب كُرسي و قعد و لف للمرضة بيقول بهدوء:

- عايز أكفأ دكتورة نسا عندكوا في المستشفى تيجي على هنا لما تفوق تكشف عليها!!


هتفت الممرضة بتهذيب:

- حاضر يا فندم تفوق بس و إحنا هنشيلها في عينيا!!


و خرجت تاركة لهم بعض الخصوصية! جلس هو على الكرسي قدامها و قرب منها مسك كفها بيقول بحاجبين متقطبين و لسه صريخها و ألمها بيتردد في أذنيه:

- أنا مش عارف إيه اللي حصل ..  مش فاهم ليه نزفتي كدا يا عُمري ..  أنا مكُنتش عنيف .. مش قادر أفهم!


قال و هو بيفتكر تفاصيل تلك الليلة اللي كانت تخلو من أي عنف، حُب و مودة و لطافة فقط دارت بينهما، إزاي تنزف بعد ما كانت في حضنه و هو كان بيعاملها زي الجوهرة!! رفع كفها لشفتيه و قبلُه عدة مرات بيسند راسُه جنب جسمها بإرهاق شديد لحد ما غفل، و إستفاق على أنامل بتتغلغل في خصلاته بحنان، رفع راسُه ليها و إبتسم لما لاقاها فاقت، و بلهفة قام قعد جنبها بيحاوط وجنتها بكفُه و بكفه الآخر محتضنًا كفها:

- حبيبتي ..  حاسة بإيه دلوقتي أحسن؟


قالت نادين بهدوء:

- أنا كويسة يا حبيبي .. شوية وجع بس في بطني هنا!


قالت و هي بتشاور على ما أسفل معدتها بقليل بملامح منكمشة، حط إيدُه مكان إيدها بيقول و قد إنكمشت ملامحُه و كإن الألم اللي بتحسُه متوصل بيه بالظبط:

- حبيبتي .. هجيبلك حالًا دكتورة نسا تكشف عليكي!!


أومأت له بإبتسامة دافية و بصت لعينيه المرهقة بتقول بأسف:

- تعبتك معايا يا عزيز حقك عليا!!


قطب جبينه بضيق من حديثها، تحسس وجنتها الناعمة أسفل خشونة أنامله، و مال مُقبلًا معدتها قبلة تلي الأخرى مبسمًا، مقدرتش تقاوم رغبتها في إنه تحصنه، فتحت ذراعيها تدعوه لإحتضانها .. و كأنها دعتُه للجنة،أسرع يحاوط خصرها بذراعٍ و بالآخر يحاوط عنقها، بيقربها منه بحُب و بيمسح على ضهرها، قبّل عنقها و رجع بِعد بيقول برفق:

- هروح أنده للدكتورة يا حبيبي!!


أومأت له نادين بإبتسامة هادية، و بعد مغادرته إنكمشت محياها تدلك ذلك المكان الذي يؤلمها تسترجع الألم اللي حسِت بيه و كإنه كان بياخد روحها معاه!، دخلت الدكتورو و وراها عزيز، رحبت بيها الطبيبة بتقول بإبتسامة هادية:

- أخبار القمر بتاعت المُستشفى إيه!


إرتاحت نادين لإسلوبها، و قالت بطريقة مازحة هي الأخرى:

- القمر إترمرمط جامد!!


هتفت الطبيبة بضحكة:

- لاء لا عاش ولا كان، هنشوف دلوقتي سبب الممرطة دي إيه!!


و بالفعل حطت عليها غطا و فرغت ما بين قدميها و بدأت تكشف عليها و هي بتسألها شوية أسئلة تحت أنظار عزيز اللي كان واقف جنب نادين محتفظ بكفها في حضن كفُه، لحد ما قالت الدكتورة بأسف:

- بُصي يا نادين .. إنتِ بقالك فترة كويسة أوي متجوزة و محصلش حمل، النزيف ده يا حبيبتي كان بيبي .. و حصلُه إجهاض!!


شهقت نادين بصدمة، بينما توسعت أعين عزيز بيقول:

- طيب ليه يحصلُه إجهاض يا دكتور؟ أنا مكُنتش عنيف معاها في العلاقة خالص!!


أسرعت الطبيبة تقول بهدوء:

- م هو ده يا أستاذ عزيز مكانش بسبب العنف أو العلاقة من الأساس، المدام عندها مشكلة مناعية للأسف بتمنعها من الخلفة، الجهاز المناعي بتاعها بيعتبر إن البويضة كائن غريب و بيبتدي يهاجمُه كإنه شايف مرض زي الإنفلونزا مثلًا!! الحالات ديد بتكون نادرة شوية و علاقة للأسف صب،و لكن هناخد بالأسباب و تعمليلي التحاليل دي و تجيلي على عيادتي و ساعتها أديكِ العلاج!!


شعور قاسي إتملك منها، و كإنه للتو مسكت قلبها و ضربُته بعنف، إرتجف جسمها لما وصلت لنقطة إن اللي عندها علاجُه، صعب، و كإنها بذلك بتنفي إحتمالية إنها تبقى أم، تسارعت أنفاسها و هي بتسألها بـ حلق قد جف، و قطرات العرق تكونت على مقدمة جبينها:

- قصدك إني مش هخلف؟


الفصل الحادي و العشرون

- قصدك إني مش هخلف؟

قلبت الطبيبة شفتيها للداخل بأسف و رجعت قالت بهدوء:

- مافيش حاجة بعيدة عن ربنا يا حبيبتي .. ناخد بالأسباب و إن شاء الله خير!!


مرتاحتش لكلامها .. و كإنها بتديها مُسكن لساعتين و يرجع الألم بعدها ينهش فيها تاني، بصِت لعزيز اللي حالتُه مكانتش أفضل منها للصدمات اللي توالت عليه، كان واقف ساكت مُتسمر شارد، و بعد ترك الطبيبة لورقة بها التحاليل المطلوب و إستئذانها للخروج، مسكت دراعه بإيدها التانية فـ إستفاق من شرودها، قعد قُدامها و حاول يبتسم لكن إتصدم بوشها الأحمر و الدموع اللي لطخت كامل وجهها، بتهمس بإسمه و كأنه بترجوه ينتشلها من الدوامة دي:

- عزيز!!!


قرب منها بيحاوط وجنتيها بيقول في محاولة لتهدأتها:

- يا نور عين عزيز! إهدي يا حبيبتي .. نعمل زي ما هي قالت و ناخد بالأسباب و نعملها التحاليل و نرجعلها!


كإنه مسمعتهوش، الدموع بتنزل أقوى من ذي قبل بتحفر وجنتيها و هي بتردد و بتبصلُه:

- مش هخلف .. مش .. هخلف، جسمي .. جسمي بيهاجم إبني يا عزيز!


تابعت و هي بتبكي بتميل براسها و جزعها العلوي لقدام:

- إبني النهاردة مات يا عزيز، مات قبل ما أعرف حتى بوجوده!! 


و بسرعة كان بياخدها في حضنه بأقوى ما عنده، بيمسح على شعرها و ضهرها و هو بيهمس لها بحنو:

- ششش إهدي يا حبيبتي .. نجيب تاني يا نادين لسه العُمر قدامنا!!


نفت براسها بتقول و هي ماسكة في قميصه منهارة في العياط:

- نجيب تاني إزاي .. إزاي و أنا جسمي رافض أي محاولة مني في إني أبقى أُم!!


سكت .. مش عارف يقول إيه، لحد ما قالت بألم رهيب وسط عياطها:

- مش هبقى أم يا عزيز .. أنا مش هبقى أم أنا أسفة، و الله كان نفسي أعملك عيلة .. كان نفسي أخليك أب يا عزيز سامحني!!


بعدها عنه بيحاوط وجنتيها بيقول بغضب من حديثها:

- نادين إهدي .. إنتِ أقوى من كدا يا حبيبتي، هنلاقيحل بإذن الله متفيش حاجة بعيدة على ربنا، إهدي يا نادين!!


بصتلُه ورجعت غمضت عينيها بتعبط أكتر،، فـ ميل يُقبل وجنتها و دقنها و شفتيها مغمغمًا:

- يا روح قلبي إنتِ بنتي .. و عيلتي، و الله بعتبرك بنتي قبل مراتي فـ أنا كدا كدا أب أهو!!


نفت براسها بتحاوط عنقه بكل قوتها بتلقي بجسمها المتعب بين أحضانه بتقول بألم:

- لاء .. بتقول كدا بس عشان متزعلنيش!! إنت نِفسك في بيبي .. و أنا مش هعرف أعمل ده! 


شدد على إحتضانها بيدفع بخصرها أكتر نحو صدرُه بيهمس بحنان:

- والله ما بحايلك يا حبيبتي .. إنتِ حقيقي بنتي، و مش فارق معايا طفل .. إنتِ اللي فارقة معايا!!


نفت براسها بتبكي أكتر بعد ما إفتكرت كلامه:

- مكُنتش قولتلي إمبارح الصبح في الحمام إنك نفسك في بنت!!! أنا أسفة يا عزيز!!!


قالت و وإنهارت في البُكاء بتريح راسها على كتفُه و بتتمسك فيه أكتر خايفة يسيبها، سكت و لكن نقالت بعد لحظات:

- إنتِ بنتي يا حبيبتي!!!


******


رجعت معاه للبيت، كان شايلها على ذراعيه و هي نايمة على صدرُه مغمضة عينيها المنتفخة من شدة البكاء، ماسكة في قميصه بتحاول تمنع تلك الشهقات التي تلي البكاء من الخروج، دخل الفيلا فـ صادف والدته نازلة من على السلم بتقول بإستنكار:

- مالها الغندورة!!


قطب حاجبيه بضيق، فـ آخر ما يود أن تراه زوجته هي أمه، بيقول بهدوؤ و هو بيعديها عشان يطلع بـ نادين السلم:

- و لا حاجة يا أمي متشغلش بالك!!


مسكت في قميصُه بقوة و كإنها بتستمد قوتها منه، دخل جناحهم و منه للمرحاض، قعدها على التويلت بعد ما قفل غطاه، و جهزلها مايه دافية في البانيو و صابون، و رجع لفِلها بيمسك ذراعيها بيقول بهدوء:

- أقفي يا حبيبتي أغيرلك هدومك!!


مقدرتش تمنعُه، كانت في حالة لا هي قادرة تمنعه عن فعل شيء و لا حتى قادرة تستجيب، كانت مُستسلمة تمامًا ينزع عنها ثيابها بما فيها الداخلية، و رجع حملها بين ذراعيه بيدخلها البانيو، إستلقت جوا البانيو مغمضة عينيها، إستغرب حالتها و للحظة إنتابُه الخوف عليها .. قرر ميسيبهاش و يخرج، فضل جنبها بيمسح على شعرها بيوجه عليه مايه خفيفة رقيقة من الدُش بيغسلُه ليها، قلق عيها أكتر من عينيها المغمضة من ساعة ما دخلت البانيو، فـ قال بيرفض يسيبها لأفكارها تنهش فيها:

- بُصيلي يا نادين!!!


فتحت عينيها الحمرا و بصتلُه، رفع كفها المبتل لشفتيه يقبلُه بحنان .. باطنه و ظاهرُه، و قال و هو بيرمقها بعشقٍ خالص:

- بحبك أوي!


إبتسمت رغمُا عنها، و أمسكت هي الأخرى بكفُه تقبل باطنُه بحُب و أعين دامعة بتمتم بصوت مبحوح من عياطها:

- و أنت بموت فيك!!


إبتسم و قال بمزاحٍ:

- طب حيث كدا أنزل معاكي بقى!!


و لصدمته لاقاها بتومئ و كأنها ترجوه أن يفعل و ميسيبهاش وحيدة أفكارها، بتقول:

- ماشي تعالى!!


إندهش من موافقتها السريعة عكس خجلها السابق، لكنه إنتهز الفُرص و أسرع يحرر أزرار قميصه مرددًا بأسلوب فكاهي علُه يرى ضحكتها:

- يا فرج الله!!


ضحكت فعلًا و هي شايفاه ينزع بنطاله مكتفيًا بـ سروالُه الداخلي على جسده، قال و هو بيشاورلها:

- إطلعي قدام شوية!!


فعلت و هو لسه مستغرب، لكن أدرك إنها في أمسّ الحاجة للدعم النفسي، إستلقى بيفرد قدميه جوار قدميها، يأخذها بأحضانه و إلتفتت هي بجنبها تنام برأسها فوق صدرُه، إبتسم و أخذ يمسد على خصلاتها و ظهرها من أسفل المياه يحاوطها، تمتمت هي و هي مغمضة عينيها:

- تقيلة عليك؟


هتف بحنان:

- لاء يا عُمري!!


إبتسمت و قد ذاب قلبها لجرعات الحنان اللي بيدهالها، رفعت نفسه أكتر بتحاوط عنقه وراسها مسندة على كتفه تنهمر بالقبلات البطيئة على عنقه مغمغمة بألم إختلط بـ حُب حقيقي:

- بحبك أوي يا عزيز .. أوي!!!


إبتسم و قبل ذراعها العاري المُلتف حول عنقه، حتى سمعها ترجوه بتمتمة خافتة و دموع أحرقت بشرة عنقه من لهيبها:

- عزيز أحضُني جامد!!


ضمها لصدره بالفعل بقوة بيتمنى لو يدخلها جواه بيمسح على وجنتها و شعرها، كانت شفتيها لازالت فوق وريد في عنقه و أنفاسها الحارة من بكائها الصامت تحرق قلبُه!!


********


دلفت للطبيبة مُمسكة بكفه و بكفه الآخر فحوصاتها و تحاليلها، قدمها للطبيبة و جلست نادين و وقف هو جوارها يحاوط كتفها، طالعت الطبيبة الأوراق بنظارتها الزجاجية، لـ تتنهد واضعة الأوراق أمامها:

- للأسف الأجسام المُضادة موجودة بكثرة، و إحتمال إن الحمل يكمل شبه معدوم، لكن بردو هديلك أدوية تقلل من الأجسام المُضادة دي! 

سكتت هي بعيون دامعة، لكن رفعت راسها لعزيز اللي سأل الطبيبة بهدوء:

- مينفعش نعمل منظار و نقتل الأجسام المضادة مثلًا؟


هتفت الطبيبة بعملية:

- هيبقى على الفاضي، الجسم هيصنّع الأجسام المضادة مرة تانية!!


- طب الحل إيه؟

قال عزيز بإهتمام حزنت نادين لأجلُه، و تأكدت هنا أن أمر الإنجاب أكثر من هام لديه، حسِت بقلبها بيتكسّر حتت لما قالت الطبيبة تنظر لـ نادين بشفقة:

- مافيش حل غير إنها تستمر على الأدوية و تاخدهم في ميعادهم و العلاقة تحصل بإنتظام، و بإذن الله خير!!


أومأ لها عزيز بهدوء و شكرها، سعد بكفه و هبط فوق كتفها بيقول بحنان:

- يلا يا حبيبتي!!


قامت معاه و الشرود متملك منها، بتمشي معاه مسلوبة الإرادة مش عارفة تعمل إيه، وقفوا قدام العربية، مسك طرف دقنها و قال بلُطف:

- حبيبتي سرحانة في إيه؟


رفعت عينيها ليه، بتبصلُه للحظات قبل ما تقول بهدوء:

- ولا حاجة يا عزيز!


مال و وإلتقط قبلة من شفتيها ضاربًا بالمرء حوله و نظراتهم عرض الحائط، فقط لكي يشتت تفكيرها، و بالفعل إتلغبطت و شهقت بصدمةو هي بتبص حواليها و بتقول:

- عزيز إحنا في الشارع!


قال و هو بيمسد على وجنتيها:

- حتى لو فين .. مدام حسيت إني عايز أبوسك هعمل كدا أيًا كان المكان!! 


إبتسمت بخجل فـ همس لها بمكر:

- بقولك إيه .. إحنل نروّح نستحمى مع بعض بقى زيي ما عملنا من يومين!!


أسرعت تنفي برأسها بخجل رافعة سبابتها له:

- لاء إنسى الكلام ده!! 


و تابعت بحيرة:

- أنا مش عارفة إزاي عملت كدا .. بس كنت محتاجالك جنبي بشكل غريب!!


إبتسم و طبع شفتيه فوق جبينها بيقول بحُب:

-و أنا جنبك يا حبيبتي طول الوقت .. يلا إركبي!!!


صعدت معاه بالسيارة و ريحت راسها على كتفه لحد ما وصلوا، إعتدلت بجلستها و تنهدت و نزلت من العربية و رجع الشرود يسيطر عليها، أخد كفها بـ كفه و سارا للداخل، كانت ثُرية قاعدة على الكنبة، و لما وقعت عينيها عليها قامت و قالت بحدة بتقفوا قدامهم:

- كنت فين يا عزيز ..بتنزلوا إكده كل يوم بتروحوا فين!!


هتف عزيز بهدوء:

- عادي يا أمي مشاوير!!


هتفت ثرية بعنف:

- بلاش الحجج الخايبة دي، قولي بتروحوا فين!


تضايق عزيز مقطبًا حاجبيه بيقول:

- هو تحقيق يا امي!!!


هتفت الأخيرة بقسوة:

- آه تحقيق يا ولَدي!!


- كُنا عند دكتورة نسا .. و قالتلي إني مبخلفش!!!


قالتها نادين ببرود تام بتبصلها بأعين خالية من الحياة، مسح عزيز على وجهه بغضب من اللي قالتُه، آخر حاجة كان عايزها إن أمُه تعرف!! و كانت صدمة ثُرية شديدة، بتقول بغضب:

- كمان!! كمان أرض بور و مبتخلفيش!!! كمان ولَدي وحيدي هيتحرم من ضناه بسببك!!! 


مقدرتش تسيطر على إنفعالها، و إنقضت عليه بتحاول تنال منها لكن عزيز وقف قدامها بيخبي نادين ورا ضهرُه و بيقول بحدة:

- أمــــي!!!!


إنتفضت ثُرية بتصرخ فيه:

- بلا أمي بلا زفت!!! مش كفاية خدت مني حق إني أبقى أم لشريف .. عايزة تاخد مني حق إني أبقى جدّة كمان!!


غمّض عينيه بيحاول يتحكم في أعصابه، و إلتفت براسُه لنادين اللي رغم الجمود اللي كان في عينيها لكن كانت الدمعات بتتساقط منها تباعًا، قالها بهدوء:

- إطلعي يا نادين الأوضة دلوقتي!


بصتلُه للحظات قبل ما تتحرك لأعلى تحت نظرات ثُرية و أنفاسها الهادرة، لما إتأكد من طلوعها بص لأمه و قال بهدوء:

- إسمعي يا أمي، نادين كون إنها مبتخلفش دي حاجة مش بإرادتها .. و لا أنا ولا إنتِ هنعاقبها على الموضوع ده لإنه مش بإيديها، لو إنتِ مش هتقدري تصبُري و تدعيلنا و هتبكتيها بالكلام في الرايحة و الجاية يبقى هاخدها و همشي من هنا خالص!!!


إنتفضت ثُرية تطالعه بضيق مقطبة حاجبيها، تقول و قد إنهمرت 

معاتها:

- كمان يابني .. كمان عايز تمشي و تسيبني و خلاص كدا ميبقاش ليا حد، تبقى خدت ولادي الإتنين و حفيدي كمان!!


جذب خصلاته للخلف بيقول بضيق:

- فين حفيدك ده اللي هي عايزه تاخده!!!!


ختفت ثرية تقترب منه و عيناها ترجوه:

- هي مبتخلفش .. بركة إن شالله تولَع، لكن إنت يابني، راجل و بصحتك و ما شاء الله عليك تقوم بيها و بتلاتة كمان! بس أنا مش عايزة التلاتة .. أنا عايزة واحدة بس .. واحدة بس تتجوزها و تخلف منه ولد يبقى من صُلبك و يشيل إسمك يا عزيز!!


بصلها عزيز بصدمة للحظات، قبل ما يقول بدهشة:

- عايزاني أتجوز عليها؟ عايزاني أقهرها تاني؟!!


أسرعت هي بتقول بحدة:

- م تتقهر و لا تموت، و هي لو معرضتش عليك تتجوز تبقى أنانية! فاكر ندى يا عزيز؟ رجّع ندى و خلف منها و ساعتها إعمل اللي إنت عايزُه!!


توسعت عينيه بصدمة و في لحظة غضب ضرب على ضهر الكنبة وراه بيقول بحدة:

- إنـــتِ بتقـولـي إيــه!!! إسمعي يا أمي .. شيلي الموضوع ده من دماغك خالص، إبني لو مكانش من نادين يبقى مش عايزُه!!


و طلع على السلم بخطوات قوية عنيفة و صوتها بيصدح خلفه قائلة:

- خليها تنفعك يا ابن بطني، خليك جارها!!!


وقف قدام باب الجناح بياخد نفس عميق بيحاول بيه يهدى إضطراب الدم في عروقُه، و كإن مجرد ذكر اسم امرأة غيرها غيّر تركيبة الدم في جسمُه، فتح الباب. و رجع قفلُه وراه، تقدم لغرفتهما و فتح الباب فـ لاقاها قاعدة على المصلية، بتدعي ربنا و وشها متغطي بالدموع، إتنهد و ميّل عليها بيُقبل رأسها، و دخل يغير هدومُه، طلع لاقاها قاعدة على الكنبة بمنامية حريرية بتتكون من شورت قصير و بلوزة بحمالات واصلة لمنتصف بطنها، و لما طلع قامت بتقرب منه بتقول بعيون قوية و هي بتبصلُه:

- عزيز .. إتجوز!!!


قطب حاجبيه من كلمتها، و غمض عينيه بيتنفس بغضب، فتحها تاني و قال بضيق و هو بيبعد عنها و بيدخل البلكونة بيخرج سيجارة من جيبُه:

- هتعمليلي زيها بقى!!!


قربت من البلكونة عشان تدخل لكنه منعها بكفه اللي حطُه على بطنها بيقول و هو بيرفع حاجبه بتحذير:

- هتطلعي البلكونة كدا و لا إيه!!


دخلت لبست إسدالها و بعفوية حطت طرحته على شعرها، دخلت البلكونة بتقف جنبه و بتقول بسُخرية:

- يعني هي قالتلك تعمل كدا؟ على فكرة عندها حق مش هلومها، هي بردو عايزة تبقى جدة .. و أنا مش هقدر أعمل ده!!


سكت .. بينفث دخان سيجارته و عينيه بتدور قدامه بضيق، فـ تابعت بألم:

- عزيز أرجوك فكر في الموضوع .. إنت نفسك في بيبي .. و أنا كمان!


قالت آخر جملة بصوت مخنوق بالبكاء، و لكن تابعت بتحاول تصمد:

- بس أنا مقدرش أظلمك معايا .. ده حقك، أنا ربنا مش كاتبلي أبقى أم بس كاتبلك إنت تبقى أب يا حبيبي!!!


مقدرش يمسك نفسُه و ورمى السيجارة بحدة من البلكونة بيلتفت ليها و بيمسك أكتافها بحدة بيهزها بعنف مميل عليها عشان يبقى في مواجهة وشها:

- هو الموضوع عندك سهل للدرجادي!! عايزاني أتجوز عليكي و يبقى عندي طفل من ست غيرك عادي كدا!! إنتِ من كُل عقلك بتطلبي مني أنام مع واحدة غيرك و أعمل معاها اللي بعمله معاكِ!!!


قطبت حاجبيها لمجرد الفكرة بترجوه يسكت:

- عزيز كفاية!!!


هزها بعنف أكتر و كإنه بيفوقها بيصرخ في وشها:

- لاء مش كفاية!!! إنــتِ غـبـيـة، عشان إنتِ بتطلبي مني حاجة مش هتقدري تتحمليها، مجرد الكلام مش قادرة عليه، ما بالك تبقي قاعدة هنا و عارفة إن جوزك في حضن مراته التانية!!


بكت بحُرقة بتنكمش بين ذراعيه و كإنها ورقة في مهب الريح، تعالت شهقاتها فـ زود أكتر الضغط عليها بيقربها منُه بيصرخ فيها:

- حابة تعرفي هعمل إيه مع ضُرتك؟ أوريكِ؟


نفت براسها برجاء لكنُه دفعها ضد الحائط بينزل بشفتيه على طول عنقها، يُقبلها قبلات عنيفة عكس المُعتاد، حاولت تدفعه على صدرُه بضعف لكنه كان زي الجبل مبيتهزش، مجرد التفكير في الأمر خلها قشعر بدنها،أن يلصق شفتيه بجسد غيرها، أن يتلمس بأناملُه فتاة دونها، يخبرها كم يعشقها بين قبل و الأخرى و إن كان كذبًا، أن يضمها له زي ما بيعمل دلوقتي، و يرتفع بشفتيه لوجهها، فقدت السيطرة على نفسها، و بكت بقوة بتترمي في حضنه بتقول بعياط:

- لاء لاء .. لاء خلاص مش عايزة .. مش عايزاك تتجوز!! أنا أسفة خلاص .. متعملش كدا .. مش عايزة أحس الإحساس اللي إتخيلتُه دلوقتي ده، متعملش كدا يا عزيز أرجوك!!!


غمض عينيه و هو بيضمها لصدره بيتنفس بصعوبة، مسح على شعرها اللي وقعت من عليه الطرحة بيضمها له بقوة أشد، بيحاول يهدي عياطها في حضنه و هو بيميل براسه بيهمس في ودنها:

- إهدي يا حبيبتي .. مش هيحصل أصلًا، أنا قولت لأمي تحت و هرجع أقولك تاني .. لو الطفل اللي هجيبه ده مش منك يبقى مش عايزُه!!!


شددت على أحضانُه بتقول و قد هدأت شهقات بكائها:

- أنا بحبك .. بحبك أوي!!!


- و أنا بعشقك!!! 

قال بحنان بعدما قبّل رأسها، رفعت راسها ليه و هي لسه حاضناه بتقول بعيون بترتجف:

- أنا بنتك صح؟ 


إبتسم و مال يلتقط كرزتين ترتجف، و ألصق جبينه بـ جبينها بيقول بحنان:

- إنتِ بنتي .. و حبيبتي .. ومراتي، إنتِ كُل حاجة في حياتي و أهم عندي من أي طفل!!!


إبتسمت وسط دمعاتها و ريحت راسها على صدرُه تلتصق بـ جسمها في حضنه أكتر مُقبلة موضع قلبُه برقة!!


**********


كانت نايمة في حُضنه نص جسمها العلوي مُرتكز على صدرُه و خصلاتها مفترشة ضهرها، فتحت عينيها بتبُص قدامها فـ لقت البلكونة مفتوحة و النهار طالع، رفعت راسها ليه و إبتسمت و هي شايفاه غارق في النوم، قبّلت صدغُه و قامت، لبست شبشب و خرجت من الجناح بنفس المنامية الحرير القُصيرة قاصدة المطبخ بعد ما شعرت بجفاف غريب في حلقها، دخلت المطبخ اللي كان فاضي و فتحت التلاجة، طلّعت إزازة مايه إزاز و إبتدت ترتشف منها بعطش شديد، قلبت عينيها بتغمضها لما سمعت صوت ثُرية وراها بتقول بضيق:

- يا بجاحتك يا شيخة!!


حطت نادين الإزازة مكانها و بصتلها ببرود شديد، و مشيت تكاد تمر من جنبها و تطلع من المطبخ لكن كف ثُرية القوي مسك دراعها و رجعها قدامها بتنفض دراعها عن كفها و بتصرخ فيها بحدة:

- لما أكلمك تُجفي و تتحدتتي معايا زي العالم و الناس! 


ربعت نادين ذراعيها و قالت ببرود:

- هاتي اللي عندك!!


هتفت الأخيرة بقسوة:

- إبني مالوش ذنب في عُقمك!!!


و رغم قسوة الكلمة اللي نزلت على قلبها زي الرُصاصة، إلا إنها قالت بجمود:

- عندك حق .. و عشان كدا أنا عرضت عليه يتجوز واحدة تانية، و هو اللي مرضيش .. عارفة ليه؟


تابعت بخبث و هي بتقرب وشها منها:

- عشان بيموت فيا .. بيعشقني و ميقدرش يلمس ست غيري!


قطبت الأخيرة حاجبيها بضيق رهيب، حاسة إن كلامها فوّر الدم في جسمها أكتر، فـ قالت بحدة:

- إنتِ موهومة يا بنت رفعت!! 


و من ثم تابعت بمكر:

- مكانش لمس ندى .. و نام معاها لما كانت على ذمتُه!!!


الفصل الثاني و العشرون 

- مكانش لمس ندى .. و نام معاها لما كانت على ذمتُه!!!


رمشت بأهدابها و قد هزت جملتها بدنها بأكمله، طالعتها بصدمة إختلطت بشك، و بعد صمت قالت بحدة:

- كدابة .. مُستحيل أصدقك!!!


تابعت الأخير بأعين تلتمع بالخبث:

- هسمعك بنفسُه إعترافُه بس مش دلوقتي!! في الوقت المناسب!! سلام!


و غادرتها، وقفت مش قادرة تتمالك أعصابها، سندت على الرخامة حاسة بـ دوار غريب، و كإن الدم كله إتسحب من جسمها، إرتجف بدنها و هي بتحاول تمشي على الأرضية بتوصل للسلم، مسكت في الدرابزين و طلعت بخطوات وئيدة بتتخيلُه مع ندى، تلك الفتاة مُكتنزة الجسد بإثارة كافية لجعل أقوى الرجال خاتم بإصبعها، لمعت عيناها بالدموع بتردد من غير وعي:

- مُستحيل .. مُستحيل!!


ططلعت لجناحهم، قفلت الباب بتمسح على شعرها لـ ورا، و دخلت الغرفة، ألقت بجسمها بجواره و حمدت ربها إنه لسه نايم عشان ميشوفهاش بالحالة دي، إترمت في حضنه و بقى جسمُه كلُه على جسمه، نايمة بوضع الجنين محاوطة رقبتُه بتمتم بصوت بيترعش:

- عزيز ميعملش كدا .. ميعملش كدا!


نزلت دموعها غصب عنها على رقبته اللي دفنت فيها راسها، فضلت على حالها لحد ما حسِت بيه بيصحى، بيضمها أكتر لصدره بدراع واحد بيقول بصوته الناعس:

- صاحية بدري ليه يا حبيبتي؟


مكانتش في حالة تسمحلها ترُد، مش بتعمل حاجة غير إنها بتقرب منه أكتر و بتخفي وشها و دوعها عن عينيه في عنقه، مسح على شعرها بيقول بعد ما حَس بسائل دافي على رقبته:

- بتعيطي؟


أسرعت بتقول:

- ل يا حبيبي .. ده أنا شوفت كابوس بس خضني شوية مش أكتر، أنا كويسة!!!


حاول يبعدها عشان يعرف اللي حصل لكنها شددت على رقبته بتقول برجاء:

- متبعدنيش .. خليني في حُضنك!


ضمها ليه بيبتسم و هو بيحسس على شعرها زي الطفلة بيقول برفق:

- متأكدة إنك كويسة؟


- مممم

همهمت كإجابة بتمسح على وجنتُه و دقنُه المهذبة بكفه الآخر، و كإنها عايزة تستشعر وجوده، و تثبت لعقلها اللي أُرهق في التفكير إنه معاها و بيحبها و مستحيل يعمل كدا، فضلت في حُضنه و لم يمل هو من التربيت على خصلاتها و المسح عليهم و على ضهرها، لحد ما نامت و الله وحده يعلم كيف نامت وسط تلك الأفكار السوداوية، إستفاقت من نومها بعد ثلاث ساعات، لقتُه واقف قُدام المراية بيلبس هدوم الخروج عشان يروح للشركة، فركت عينيها بنعاس و قامت متوجهة له على طول بتقف جنبه و بتقول بصوتها النابم و عينيها النصف مفتوحة:

- هتمشي!!


جذبها من خصرها بكفٍ واحد و مال يُقبل وجنتها و رقبتها يستنشق ريحتها اللي هتوحشُه بيقول و هو بيبُصلها بحُب:

- مش هتأخر يا حبيبي!!


أومأت له بإبتسامة تكلفتها، فضلت واقفة جنبُه بتتأملُه بحُب و حزن معًا، لحد ما قالت بهدوء بعدما طفح بها الكيل:

- عزيز هي الفترة اللي كانت ندى فيها هنا معاك في أوضة واحدة .. حصل أي حاجة بينكوا!!


إستغرب سؤالها، و قال بهدوء بعد ما بصلها و لفلها عندما إستشعر جدية الموقف:

- حاجة زي إيه؟


إزدردت ريقها اللي تقسم إنها حسِت بيه نار مغلية بتنزل تكوي معدتها، لكنها قالت بعد ثواني بعد ما لملمت شتاتها:

- يعني قصدي .. حصل حاجة .. يعني بوستها حضنتها نمت .. معاها!!!


قالت جملتها الأخيرة و هي حاسة بنغزات بتضرب قلبها بقوة و عنف و كإن أحدهم ماسك شاكوش بينزل بيه بقوته على قلبها، لدرجة إن نفَسها ضاق و بصت حواليها بتاخد نفس عميق بتحاول تهدى، لحد ما قال و الصدمة إعتلت محياه:

- إيه الهبل اللي بتقوليه ده!!


قربت منُه بتحط كفيها على صدرُه بتقول برجاء و عينيها كلها 

دموع:

- ممكن تجاوبني؟


إتنهد، حاوط وجنتيها بيقول و هو بيحاول يحتوي الموقف:

- مافيش الكلام ده .. المرة الوحيدة اللي قربت منها ساعة م لاقيتك بتبُصي، و كنت عاصر على نفسي كيلو لمون وقتها و مكنتش طايقها و لا طايق اللي بعملُه!


أومأت عدة مرات و كإنها بتحاول تدخل الكلام عقلها و تقنعه بيه، فـ يرججع يكدبها تاني و يخليها تقول بحُزن:

- أصل هي يعني كانت حلوة و مُلفتة .. فـ طبيعي إنت كراجل يعني تضعف!!


إبتسم عزيز على تفكيرها و ميل عليها بيقول بعد ما خلّى وشه قريب من وشها:

- بس أنا مبشوفش ست حلوة و مُلفتة غيرك!


ثم طبع قبلة صغيرة جوار شفتيها و عاد يقول:

- و مش بضعف قدام واحدة غيرك!


و قبّل شفتيها المنفرجة قليلًا بحُب أربكها، إبتسمت فـ تابع:

- و بحبك!!!


ثم عاد يقبل شفتبها لكن بعمق تلك المرة حتى شعر بها تبادلُه بلهفة و حبٍ مماثل، إبتعد يهمس لاهثًا:

- كل يوم الصبح لازم كدا تندميني إني رايح الشغل و سايبك؟


إبتسمت و حاوطت عنقُه بحُب حقيقي تسب ثُرية في نفسها، طبعت قبلة سريعة سطحية فوق شفتيها قائلة بحُب:

- متتأخرش يا حبيبي، هستناك!!


- مينفعش أتأخر!

قال بإبتسامة بعد ما قرص طرف ذقنها، لكنه تابع بجدية:

- لو أمي دايقتك أو حصل حاجة كلميني على طول!


أومأت له بإبتسامة، فِ قبّل جبينها و ذهب، تابعت ذهابة بقلق بينبض، إزاي ممكن حد يوحشك بعد ما يبعد عنك بثواني؟ مش المفروض على الأقل يمر وقت .. ليه هو بيوحشها أول م تبعد عن حضنُه، إتنهدت و إتجهت للمرحاض تستحم و تتوضأ لتصلي فرضها، و قررت المكوث في جناحها لا تطيق رؤية تلك الـ ثرية أبدًا، تابعت سير عملها بالهاتف تخبر سكرتيرتها أنها سوف تعود للشركة غدًا بإذن الله، جلست بعدها تشاهد التلفاز و اللاب توب على حجرها تتابع فيه عملها، حتى شعرت بششعور غريب .. إشتياق حقيقي لـ عزيز و صوته و أنفاسُه و أحضانه الدافئة، فكرت في الإتصال به و مسكت بالفعل هاتفها لكن أدركت أن تلك الحديدة لن تروي إشتياقها له، فـ هم لازالوا لم يخترعوا العناق من على بعد، قامت بحماس و قررت تروحلُه، لبست بنطلون قماشي واسع و بليزر و أسفله تيشرت قطني، وقفت أمام ذلك الإيشارب التي إبتاعته من سنوات لكي تربطُه على خصرها فوق المايوه عندما كانت بالساحل الشمالي، و كان يليق تمامًا بـ البليزر، و بدون وعي منها و بتلقائية شديدة أخذته، و لفته على رأسها بعدما لملمت خصلاتها، وقفت قدام المراية بصدمة و عيون دامعة تردد:

- الله!! 


إبتعدت قليلًا و عادت تقترب تتفحص هيئتها و رغمًا عنها تساقطت دمعاتها، وضعت القليل من مستحضرات التجميل، و أخذت حقيبتها و مفاتيح سيارتها و غادرت، و لحسن حظها لم تجد ثرية في بهو الفيلا، لكن لاحظتها أم حمادة فـ شهقت تتمتم بفرحة:

-ما شاء الله اللهم بارك!!


قررت ألا تعترض طريقها و تبارك لها بعد أن تأتي، خرجت نادين للحديقة و منه للجراج، خدت سيارتها و خرجت من الفيلا، طرقت على المقود و الإشتياق يُداعب قلبها، وصلت لمقر شركته فـ صفت سيارتها جانبًا و أسرعت تترجل منها، و لأن الحراس لم يتعرفوا عليها فـ إستوقفوها يقول أحدهم بهدوء:

- مين حضرتك؟


هتفت نادين بإبتسامة مشعة:

- نادين رفعت .. حرم عزيز القناوي!!!


إبتسم الآخر يقول بترحاب:

- يا أهلًا يا هانم أُعذرينا اللي ما يعرفك يجهلك، إتفضلي يا هانم!!


قال مفسحًا لها المجال فـ أعطته إبتسامة مجاملة و دلفت لمقر الشركة، تعرّفوا أغلب الموظفين عليها يتهامسون عنها و إلتقطت أذنيها تلك الجملة من إحدى الموظفات:

- مش دي اللي كانت رافعة على عزيز بيه قضية خُلع .. دي معندهاش قلب حد يبقى في إيدُه النعمة دي و يستغنى عنها!!!


و رغم ضيقها من ذلك الأمر اللي هيفضل يطاردهم طول عمرها، لكنها لم تهتم و صعدت لـ مكتبُه اللي كانت عارفة مكانه كويس، وقف قدام الباب فـ طالعتها السكرتيرة بإحترام متمتمة:

- نادين هانم أهلُا وسهلًا بحضرتك!


هتفت نادين بهدوء:

- أهلًا بيكي .. عزيز في مكتبُه؟


- آه يا فندم .. ثواني هبلغُه!!

قالت بعملية، لكن هتفت نادين بهدوء:

- لاء خليكِ .. عايزة أعملهاله مُفاجأة!


أومأت لها السكرتيرة بإحترام فـ دخلت نادين من دون إستئذان مكتبُه، رفع هو راسه منتويًا على تلقين من إقتحم مكتبه من دون طرق الباب درسًا لا ينساه، لكنه وقف مصدوم من وجودها و من ذلك الحجاب اللي زيِّن وشها، إبتسمت هي ملء شفتيها من ردة فعلُه، قفلت الباب بإيديها من الخلف بتسند ضهرها عليه، طلع من ورا مكتبُه و هو بيردد بصدمة:

- نادين!!!


- قلب نادين!

قالتها بحُب و هي واقفة في نفس المكان، فتح ذراعيه لها و هو بيقول بفرحة لم تسع مكتبُه:

- إتحجبتي!!! 


جريت عليه بلهفة بتترمي في أحضانُه محاوطة عنقه بقوة، شدد فوق خصرها بقوة بيحملها من وِسطها بيقول و هو بيمسح على شهرها و الطرحة اللي مش مصدق وجودها على راسها:

- نادين إنتِ بتتكلمي بجد!!


شددت على عنقه بتقول برقة:

- آه يا حبيبي بجد .. حسيت إني محتاجة ألبسُه!!


غمض عينيه مبسوط من اللي وصلتلُه، فـ لطالما دايقه إن شعرها ياين و لبسها اللي رغم إحتشامه إلا إنه كان بيفصل جسمها، لكنه مكانش حابب يضغط عليها و يجبرها على الحجاب و اللبس الفضفاض، و يمكن لو كان أجبرها مكنش حَس بـ لذة اللحظة دي! قبّل ما طال من ذراعها و كتفها بيشيلها للمكتب، قعدها عليه و كوّب وجنتيها بيميل على كل إنش في وشها بيُقبله بحُب إبتسمت و تعالت ضحكاتها أثر قبلاته السريعة المتقطعة و المتلهفة لها، فـ رددت و الإبتسامة تعلو شفتيها:

- بالراحة يا عزيز!!


بصلها بيتأملها و لسه محاوط وشها، بيقول و عينيه بتتأمل كل جزء في وشها:

- إنتِ جميلة .. و نضيفة، بحبك أوي! مش قادر أقولك أد إيه شكلك حلو بيه، و مش قادر أوصفلك فرحتي إن شعرك محدش هيشوفُه غيري .. و إنك بتاخدي خطوات تقربي بيها لربنا!!


و تابع بلهفة:

- حالًا هنروح أنا و إنتِ على أقرب مول نشتري منه كل ألوان الطرح اللي تحبيها، و كل اللبس الواسع اللي تنقيه! بقولك إيه يلا دلوقتي!!

قال و هو بياخد هاتفه و مفتاح سيارته، فـ صدحت ضحكاتها بتقول بدهشة:

- دلوقتي إيه .. طب و شُغلك!!!


هتف عزيز و هو بيججذبها عشان تنزل من على المكتب:

- شغل إيه دلوقتي بلا شغل بلا زفت! يلا تعالي!!


ضحكت و هو يجرها خلفُه، خرج من المكتب و هو وراه بتحاول توقفُه، لكنه قال للسكرتيرة بنبرة لا تقبل النقاش:

- إجتماعات النهاردة كلها تتأجل .. و لو معرفتيش تأجليها إلغيها!!


شهقت نادين تنظر للسكرتيرة اللي قالت بهدوء:

- حاضر يا مستر عزيز!!


*******


وقف وراها حاطت كلا كفيه في جيب بنطالُه القماشي الفخم، و قميصُه إرتسم على صدرُه بعدما نزع جاكت بذلته، إبتسم و هو يراها تنتقي ألوان طرح مختلفة و تضع إحداهم على رأسها فوق الطرحة اللي لابساها بتقول مُبتسمة و هي بتلفلُه:

- لونها حلو عليا؟


- إنتِ اللي محلياها! زي القمر!

قال بإبتسامة و أعين تنطق بالحب، إبتسمت و أعطته قبلة سريعة بالهوا، و رجعت تختار باقي الطُرح، جالُه تليفون فـ قال بهدوء:

- هطلع أرُد برا يا حبيبتي عشان هنا مافيش شبكة!


قالت و هي منغمسة في ألوان الطرح و البندانات:

- ماشي يا حبيبي!!!


ذهب بالفعل بعيدًا عنها، و فور ذهابُه سمعت صوت جاي من وراها عارفاه كويس .. صوت آسر و هو بيقول:

- زي القمر يا نادين!!!


إلتفتت خلفها بصدمة، بتردد بدهشة:

- آسر؟


قرّب منها بخطوات مُتلهفة، بيقول بحُب:

- وحتشيني حقيقي!!


بعدت عنه بعيون تدور حولها بحثًا عن عزيز اللي لو شافها معاه هيبهدل الدنيا، و رجعت بصتلُه بتقول برجاء:

- آسر إمشي من هنا .. لو عزيز شافك هتبقى مُشكلة!!


قال آسر بحدة:

- يشوفني مش هتفرق .. أنا عايز أتكلم معاكي!!


مسحت على وشها بحركة إكتسبتها من عزيز، قالت و عينيها توضح حجم المشكلة اللي هي فيها:

- آسر إمشي لو سمحت .. أنا متجوزة و بجد عزيز لو شافك مش هيحصل كويس!!


ضرب بكلامها عرض الحائط، و قرب منها أكتر بيمنع نفسُه إنه يحط إيدُه عليها لكنه بيقول بتعب إختلط بولهٍ:

- نادين أنا بحبك .. بحبك أوي .. ليه عملتي فيا كدا! ليه جعتيلُه و إنتِ عارفة إني بحبك؟!


- و إيه كمان يا روح أمك!!!

غمضت نادين عينيها بعد ما إستوعبت إنه واقف وراها، توقعت أي حاجة إلا إنه يمسكُه من تلابيب قميصُه و ينهال عليه باللكمات في وسط المول! شهقت و تسمرت مكانها، تجمع المرء حوله بيحاولوا يبعدوه عن آسر لكنه صرخ بأعلى صوت لديه:

- محدش يشيلُه من تحت إيدي .. ده واقف بيعاكس مراتي و أنا قسمًا بالله ما هسكُت!!!


ذهب البعض بعد ما حسوا إنه من حقُه يعمل فيه كدا، و البعض الآخر حاول يهديه، بينما إنتفضت نادين بتقف قدامُه بتقول برجاء:

- عزيز كفاية أرجوك يلا نمشي من هنا! 


حدجها بنظرات حارقة و الغضب بينطق من عينيه، بص لـ آسر اللي قام بيهدر فيه بعنف:

- إنتَ معندكش دم!!! نادين بتحبني أنا و رجعتلك مجبورة!!!


إلتفتت له نادين مصدومة بترفع حاجبيها مش مصدقة للطذة اللي إتقالت للتو، إتخضت لما عزيز بعدها من قدامه لكن برفق و في لحظة كان بيهجم على آسر اللي إستعاد قوته البدنية و سدد له لكمان هو الآخر وسط صرخات نادين، فـ آسر يماثل عزيز في القوة البدنية و لكن عزيز أكتر شوية، إترجت الناس يبعدوهم عن بعض و بالفعل حاول الناس إنتزاعهم .. البعض مكبل عزيز و الأخر يقيد ذراعي آسر، وقف نا

وقفت قدام عزيز اللي شفتيه كانت بتنزف و صدره بيهتاج بقسوة، بتقول برجاء محاوطة وشه:

- عزيز و حياة أغلى حاجة عندك نمشي بقى!!


و في لحظة كان بيسحبها من كفها بيمشي بيها و رجع لف بيقول بصوته العالي و هو بيرجع خطوات لـورا:

- طـــب و قــســمًــا  عــــظـــمًــا مــا هسيبـك!!!


حاولت نادين تجذبه معاها فـ مشي بالفعل تاركًا آسر بيمح خط الدم اللي نازل من شفايفُه متمتمًا بوعيد:

- أنا اللي مش هسيبك و لا هسيبها!!


كان بيجرها وراه للعربية، و بحدة دفعها من دراعة على العربية فتآوهت بألم من ضهرها اللي وجعها من شدة الإرتطام، حط كفيه جنبها بيقول و هو بيضرب على العربية جنب راسها بإيديه الإتنين و الشر بيطلع من عينيه:

- إيـــه الـلـي وقـفـك مــــعــــاه!!!


صرخ في آخر جملته بعد ما ففد أعصابه، خافت منُه و وإنكمشت بتمتم بإرتجاف:

- معملتش .. حاجة!!


بِعد عنها بيلاحظ خوفها منُه فـ إزداد غصبه أكتر، مقدرش يطلع غضبُه عليها فـ وقف قدام العربية بيضرب على الكَبوت بكل عنف، أخفت وجهها بين كفيها لكن حالتُه خلتها تبصلُه و هي شايفة كفيه بقوا شديدي الإحمرار، راحتلُه بلهفة بتُقف قُدامه ماسكه أحد ك فيه بترجوه و هي بتقول:

- إهدى .. عشان خاطري إهدي و متعملش كدا .. شايف إيدك!!


نزع كفه من كفها مش بيردد غير:

- سيبيني .. سيبيني!!!


بِعد عنها مغمض عينيه بيسترجع المشهد في عينيه تاني، راحتلُه بخطوات وئيدة فـ صرخ في وشها بقسوة:

- إبـــعـــدي!!!


وقفت عن التقدم له، بتقطب حاجبيها من صراخه عليها، و في لحظة كانت بتاخد الأكياس اللي إبتاعتها و شنطتها و بتمشي بعيد عنه و عن العربية! بخطوات غاضبة، إتصدم من فعلتها و سُرعان ما كان بيمشي وراها بخطوات سريعة بيوقفها قابضًا على ذراعها بحدة بيشدها فـ إرتطمت بصدرُه ييهتف بصوت عالي:

- فاكرة نفسك رايحة فين!!


نزعت ذراعها من كفه بتقول بحدة:

- مش إنت عايزني أبعد!!! هبعد أهو!


مسك دراعها مرة تانية بيجذبها خلفُه بيقول بضيق:

- طب إركبي عشان أنا على أخري!!


حاولت تبعد إيديها عن كفه بتقول بضيق أكبر:

- سيبني يا عزيز أنا هروح لوحدي!!


زفر حاسس بخنقة رهيبة، فتح باب العربية و شدها عشان تركب فـ ركبت بنفاذ صبر بتصفع الباب خلفها، ركب هو الآخر مكانُه و بدأ يسوق و عقله مش مبطل تفكير، كان ماسك المقود بإيد واحدة و دراعه التاني مسنود على المسند اللي جنبُه،لاحظت شدة إحمرارُه من قوة الضرب على العربية، قطبت حاجبيها و قد أشفقت عليه، تنهدت و قالت علّها ترحمُه من أن تنهش الأفكار عقلُه:

- أنا كُنت واقفة بختار الطُرح لما إنت سيبتني و مشيت، لقيته جه من ورايا و بيقولي وحشتيني و إنه عايز يقعد يتكلم معايا، أنا رفضت و قولتله يمشي و إني ست متجوزة دلوقتي، لحد إنت ما جيت، أنا موقفتش معاه بمزاجي .. و لو إنت مكنتش جيت كنت أنا أصلًا همشي و أسيبه و أجيلك!!


بصتلُه بتشوف تأثير كلامها عليه .. فقد هدأ وجهه المتشنج، و خفت قبضته على المقود، نزلت بعيناها لجوار شفتيه المجروح لتعود تنظر أمامها مغمضة عيناها بأسفٍ، تقول بهدوء:

- حقك تدايق و تخرب الدنيا ،، بس و الله لو كنت إتأخرت دقيقة كمان كنت هتلاقيني بوقفُه عند حدُه و أبهدلُه!!


فضل ساكت لكن كلامها كان كـ ثاني أكسيد الكربون المنصب على نيران موقودة، بصتلُه و إلتقطت كفُه المُلتهب، حطتُه في حضنها و فتحته فـ قطبت حاجبيها و هي شايفاه كتلة من الإحمرار و الجروح الطفيفة، أخذت تمسح عليه بإبهامها بحنان، و رفعته لشفتيها تُقبلُه برقةٍ قبلة تلي الأخرى بتقول و هي بتحضن كفه بكفها:

- واجعك أوي؟


مش هينكر تأثره بكلامها و فعلتها الرقيقة اللي لمست قلبُه و أسهمت في هدوءُه و إستكانتُه فورًا، فـ هي في لحظة واحدة إستطاعت إمتصاص غضبُه الذي كاد يحرقه هو شخصيًا، و لما سمع كلمتها قال بهدوء:

- مش هو اللي واجعني بس .. قلبي واجعني بردو!!


إقتربت منه بتحاوط خصره تميل بوجهها لناحية صدرُه البعيدة عنها تقبل موضع قلبه برفق و حنان و هي لسه محتفظة بكفه في حضن كفها، و كانت هتبعد، لولا محاوطته لكتفيها فـ إبتسمت تريح رأسها فوق صدره تحاوط خصرُه مغمضة عيناها

تستشعر لمساته الدافئة على ضهرها و ذراعها!


وصلا، فـ إبتعدت عنه تنظر له محاوطة جانب وجهه اللي مش في مُقابلها بتقول بحُب:

- إنت حبيبي يا عزيز!!!


إبتسم و قبّل جبينها يقول بحنان:

- و إنتِ عُمري!


إبتسمت و غادرت السيارة و خرج هو الآخر، وقفته بتقف جنبه و بتقول بحماس مُفاجئ:

- بقولك إيه .. أنا هجري و لو إنت شاطر إمسكني!!!


ضحك على طلبها المُفاجئ و سألها بخبث:

- و لو مسكتك المُقابل إيه؟


هتفت هي مقطبة حاجبيها:

- مبتعملش حاجة لله كدا أبدًا!!


إبتسم و مال عليها بخُبث ينظر لها بيقول:

- لو مسكتك هتلبسيلي قميص النوم الأحمر اللي أنا بحبُه!!


شهقت بتقول بخجل:

- القليل الأدب ده؟ لاء ده أنا يادوب قِستُه حسيت إني يواقفة من غير لبس!!


- م هو ده المطلوب .. يلا إجري .. و هعد من واحد لـ تلاتة كمان عشان أديلك فُرصة!!

قال قارصًا ذقنها بلُطف، فـ إبتسمت هي و صفقت بحماس بتقول:

- ماشي!!


و بدأت بالفعل بالركض في الجنينة، حسِت بيه بيلحقها بخطوات شديدة السرعة وترتها و خلتها تتخض و هي بتحاول تزود سرعتها لكن في ثوانٍ معدودة كانت بين إيديه في الهوا، شهقت ممسكة بكتفه بترجع راسها لـ ورا من كُتر الضحك بتقول بدهشة:

- إنتَ جريت بسرعة أوي، ده أنا ملحقتش!


غمزلها و هو متجه بيها لباب الفيلا:

- هو أنا أي حد .. خبّطي!!


طرقت على الباب فـ فتحت إحدى الخدامات، مشي بيها في بهو الصالة و طلع على السلم و هو بيهمسلها بخبث:

- متنسيش إتفاقنا!!


ضحكت بتقول بمكر:

- لاء هنام بقى!!


- إنــســــي!!

قال و هو بيرجع راسُه لورا كعلامة على الرفض التام، فـ إبتسمت مسندة راسها على صدرُه دخل جناحهم و منه لأوضتهم، دخل بيها على أوضة اللبس و نزلها، طلع من دولابها قميص النوم اللي كان قاصدُه بيقول بجدية:

- خمس دقايق و ألاقيكي طالعة بقميص النوم ده .. لو عدت خمس دقايق و ثانيتين هدخل ألبسهولك أنا!!


خطفته منه و قالت بخضة:

- لا والله .. طب يلا إطلع برا!!!


قرّب منها بيقول بمكر:

- طب م أساعد!!


هتفت بحدة:

- بلاش سفالة .. و إطلع يلا!!


- هطلع أهو!!

قال و هو بيغمزلها بمكر و طلع، أسرعت هي تنزل ثيابها لتشهق من الخجل و هي شايفة القميص مش خافي من جسمها حاجة، إتكسفت تطلع لكن حدثت نفسها بتقول و هي بتشاور لنفسها عشان تهدى:

- إهدي يا نادين .. ده جوزك .. و ياما شافك من غير هدوم أصلًا!


خدت نفس عميق و طلعت، لقتُه قاعد على الكنبة ماسك تليفونه، رفع راسها ليه فـ إرتفعا حاجبيه بإعجاب و هو شايفها واقفة بتضم كفيها لتحت بخجل بان على وشها و جسمها اللي كان مُنكمش، قام بيقرب منها بتروي .. مُبتسم و عينيه بتاكُلها، حاوط وجنتيها .. و مال على شفتيها يعطيها قبلة خفيفة مغمغمًا بحُب:

- أجمل بنت شافتها عيني!! عايز أكلك!


إبتسمت بخجل و عينيها متثبته على جوار شفتيه المجروح، قطبت حاجبيها بحُزن و حاوطت وجنتيه بتشرأب بعنقها و بتقف على أطراف أصابعها، مُقبلة ذلك الجرح قبلة عميقة رقيقة، بتهمس و وشفايفها قريبة من خاصته:

- أسفة يا حبيبي!


ثم قبلت ذقنه و شفتيه و دقات قلبها تتسارع، فـ لا تعلم لمَ إجتاحتها رغبة جامعة في تقبيل كل إنش بوجهه، بل و الإلتصاق بجسدُه و وإحتضانه، إبتسم على فعلتها و في ثوانٍ كان يحملها، يضعها على الفراش و هو يهمس أمام شفتيها:

- عايزة تجننيني صح؟


قالت و هي تنظر له بحب:

- إنت مجنون خِلقة يا عزيز!!


- أنا مجنون بيكي .. تعالي أثبتلك!

قال مُبتسمًا يميل على حنايا عنقها يُقبلها بقبلات متقطعة عميقة إبتسمت على أثرها محاوطة عنقه، غمضت عينيها بتقول برقة:

- بحبك يا عزيز!!


- بموت فيكِ .. يا روح قلب عزيز!!

قال و هو يشعد بشفتيه لشفتيها، و لا يعلم كيف يكون بهذه اللهفة عليها و هي بين يداه، يعشقها بل و يهيم بها، و على نقيض لهفته .. و جنونه بها و إشتياقه الذي لا حد له لها .. إلا أنه كان يعاملها كالماسة، رقيقًا معها و كأنه لازال خائفًا من تكرار أمر نزيفها مرة أخرى، كان يعاملها و كأنها ليلتها الأولى، يعشقها و لكن يخاف عليها!


*******


بعد مرور إسبوعان، كانت نايمة ببن أحضانه شفتيها على عنقه، إستفاق هو قلبها و دثر جسدها العاري بالغطاء حتى لا تبرد، و قام بيجهز عشان يروح شُغلُه، صحيت هي بعد نص ساعة، بتتآوه بألم و هي حاسة بـ قطر دايس على جسمها، بتغمغم بتعب:

- عزيز .. جسمي متكسر أوي!!


ترك عزيز برفانُه و قرّب منها بيقول بحاجبي تقطبا:

- ليه يا حبيبتي حاسة بإيه؟


هتفت هي بإستنكار لسؤاله:

- ليه إيه يا حبيبي .. إنت اللي بتسأل!!


هتف هو بمكر:

- طب م إنتِ كُنتِ واحشاني أعمل إيه يعني!!


قرّب منها و حاوط خصرها من فوق الروب اللي لبسته، و مال على شفتيها لكن سُرعان ما حطت كفها على شفتيها و هي حاسة بإنقلاب معدتها من ريحة عطره، و في لحظة بعدتُه عنها و قامت بتجري على المرحاض، إستغرب اللي عملتُه لكن ركن ضيقٌه لما سمعها بتستفرغ!!، راحلها بيلملم خصلاتها لـ ورا بيغمغم بحنان:

- سلامتك يا حبيبتي .. إهدي!!


غسلّها وشها بيلفها ليه و بيجفف قطرات المايه بالمنشفة، إترمت في حضنه ماسكة بطنها بتقول:

- عزيز .. تعبانة أوي!!


قطب حاجبيه بضيق على حالها بيقول و هو بيربت على ضهرها:

- حبيبتي .. نروح لدكتور؟


نفت براسها بتقول بتعب:

- لاء يا حبيبي مش لدرجة دكتور ..  أنا غالبًا عشان كلت من برا إمبارح فـ معدتي تعبتني!! إن شاء الله هبقى كويس متقلقش!


- مقلقش إزاي يا نادين! إنتِ وشك مافيهوش نقطة دم!!

قال و هو بيحاوط وشها بيرجع خصلاتها ورا ودنها، فـ حطت كفيها على كفيه بتقول بهدوء:

- و الله يا حبيبي ما تقلق .. روح إنت شغلك و لو حصل أي حاجة هكلمك تيجي على طول!


ربّت على خصلاتها، بيقول بهدوء:

- طيب .. و أنا هكلمك أطمن عليكي!


أومأت له بإبتسامة مرهقة، مال يُقبل وجنتيها بيقول بحنان:

 - متتحركيش من الجناح و أنا هخلي أم حمادة تجيبلك الفطار هنا!


أومأت له بهدوء، فـ ربت فوق ذراعها و غادر، فـ شردت هي أمامها بعيون مشخصة!!


**********


بأقدام هُلامية وقعت أرضًا و هي ممسكة بين يديها أختبار الحمل، تتنفس بصعوبة و كفها الآخر فوق شفتيها تمنع نفسها من الصراخ .. تردد بجنون و هي تنظر للشرطتان مش قادرة تصدق:

- حـ .. حامل .. أنا .. أنا حامل!!!


الفصل الثالث و العشرون والأخـيــر

- حـ .. حامل .. أنا .. أنا حامل!!!

ضمت الإختبار لصدرها بتردد و المدوع بتنزل من عينيها بإنهمار:

- يعني أنا .. أنا حامل؟! 

بكت بحُرقة بتميل لقُدام بتخبط على الأرض بإيديها الفاضية، و ضحكت بهدها بهيستيرية جنونية بتهتف بفرحة شديدة:

- هجيب بيبي!!


قامت بصعوبة ماسكة في مقبض الباب، خرجت من الحمام و قعدت على السرير و هي حاسة رجليها مش شايلاها، إلتقطت هاتفها من فوق الكومود و إتصلت بـ طبيبة النسا الخاصة بيها، قالتلها اللي حصل بعد ما حاولت تجمع كلماتها تاني، فـ هتفت الطبيبة بإبتسامة فرِحة:

- يبقى ربنا إستجاب دُعائك يا نادين .. لو إنتِ صح و الأعراض اللي بتقولي عليها دي من إسبوعين و شوية يبقى العلاج الحمدلله جاب نتيجة، أنا عايزاكِ تجيلي دلوقتي نتأكد و أديكي أدوية تثبتُه!!


هتفت نادين بلهفة و عيون دامعة من شدة فرحتها:

- دقيقتين و هتلاقيني قُدامك!!!


قفلت معاها و مستنتش، قامت لبست و لفت حجابها  و خدت مفاتيح عربيتها و تليفونها و غادرت جناحها، قابلت ثُرية في وشها و أعطتها إبتسامة فـ صُدمت ثُرية لكن متكلمتش، خرجت نادين من الفيلا و ركبت عربيتها و ساقت لـ عيادة الدكتورة!!


و في خلال دقايق كانت نايمة على سرير العيادة و الدكتورة بتكشف عليها، تابعتها نادين بلهفة بتقول:

- حامل صح؟


أومأت لها الطبيبة بإبتسامة بتقول بهدوء:

- حامل يا حبيبتي .. ألف مبروك!! 


رجّعت نادين راسها لورا بتبص لفوق و هي بتقول:

- أحمدك يارب .. أحمدك و أشكر فضلك عليا يارب!!


*******


رجع عزيز من شُغله و الغضب يتطاير قُدام عينيه بعد ما عرف إنها خرجت من وراه و مبتردش على مكالماته، لقاها بتصلي و بتعيط!! إستنى لما تخلص صلاة بعدم صبر، و لما خلّصت هدر فيها بحدة:

- إزاي تخرجي من غير ما تقوليلي، مش قولتلك تبطلي الحركة دي!!!


بصتلُه بإبتسامة و قامت وقفت قدامه بتقول بحُب:

- وحشتني أوي!!


ضيق عينيه بيقول بضيق:

- كنتِ فين يا نادين؟


إرتمت بأحضانه بتقول بإبتسامة:

- أحضني و أنا أقولك!!


أبعدها عنه ماسك كتفيها بيقول محذرًا إياها من صبره اللي على وشك النفاذ:

- نـــاديــن!!!


إبتسمت و بعدت عنه متجهة لـ الكومود، خرجت من الدُرج إختبار الحمل و حطته ورا ضهرها بتخبيها عن عينيه، راحتلُه فـ بص لكفها اللي ورا ضهرها بإستغراب، لكنها وقفت قدامها و دموعها بدأت تنزل بتردد و جسمها بقى بيترعش فجأة:

- هقولك حاجة ماشي؟


قِلق، فـ قال بهدوء:

- قولي!


مسكت دراعه بتحاوط بيه خصرها بتقول بإرتجاف:

- إمسكني طيب عشان حاسة إني هقع!


قطب حاجبيه بقلق أكبر و حاوط بالفعل خصرها، طلعت هي إيديها من ورا ضهرها ماسكة في إيديها إختبار الحمل بترفعه قدام عينيه بتقول بصوت باكي:

- أنا .. أنا حامل!!!


توسعت عينيه بصدمة، فضل ساكت للحظات بيستوعب جملتها، كلمة تكونت من أربع حروف قدرت تقلب كيانُه، مسك الإختبار بين إيديه .. بيردد و هو بيحاول يلملم شتاته:

- إ آآ .. إتأكدتي؟


سندت راسها في حضنه بتقول بإبتسامة:

- أيوا .. لسه راجعة من عند الدكتورة و قالتلي إن الإدوية جابت نتيجة، عزيز أنا حاسة إني هقع من طولي والله العظيم ما مصدقة!!!


ضمها له بكل قوته مغمض عينيه بيقول بإبتسامة:

- الحمدلله .. و الله أنا اللي هقع من طولي!!


حاوطت خصره بتردد ببكاء:

- فرحان أوي!!


- أنا طاير!!

قال بسعادة ملقاش وصف ليها غير الكلمة دي!!، فـ ضحكت محاوطة خصره أكتر بتقول بإبتسامة:

- مش أكتر مني و الله!!


قعد على الكنبة وراه بيضم جسمها ليه و هي واقفة قدا بينزل بشفتيها لمعدته بيُقبلها قبلات متقطعة و رغمًا عنه إنسابت دمعاته، ضمت راسه ليها و عيطت، قعدها على رجله بيدفن وشه في عنقها بيقول بحُب:

- بحبك و بحبُه أوي!!!


*********


بعد مرور ثلاثة أشهر، إنتفضت نادين بتصحى من نومها على صوت صراخ أم حمادة و الخادمات قطبت حاجبيها بتزيح الغطا من على جسمها و بتقول و هي بتردد:

- أستر يارب .. أستر يارب!!!


نزلت الدرج لكن تخشبت قدميها لما شافت ثُرية واقعة على الأرض و الكل حواليها بيحاول يفوقها، مشيت لـ قُربهم بتبعدهم عنها بتقول بحدة:

- إبعدوا عنها عشان تعرف تتنفس!!


لكن إنحبست الأنفاس برئتيها هي لما مدت أناملها تتفحص نبضها فوجدتها متوقف، و النفس لا يخرج من أنفها، بصت لأم حمادة بتقول بصدمة:

- ده لا فيه نبض و لا نفس!!


إزدادت صراخات الخادمات و هتفت أم حمادة بهلع:

- فجأة يا نادين هانم والله لقيناها بتُقع من طولها!!!


- لا حول و لا قوة إلا بالله!

هتفت نادين و ومجاش في دماغها غير عزيز و إحساسُه، بدأت تعمل مكالماتها في إجراءات الدفن و العزا من غير ما تقول لعزيز مشددة على الخدم ميجيبوش سيرة ليه لحد ما يرجع من شغلُه، راحوا للمستشفى و قعدت هي برا بعد ما قفلت معاه و قالتله ييجي على المستشفى من غير ما توضحلُه أسباب، راح هو يركض في ممر المشفة، وقفت هي قدامه فـ قال محاوط و جنتيها و عينيه بتمشي على وشها و جسمها بلهفة:

- مالك يا حبيبتي .. تعبانة و لا فيكي إيه؟!


نفت نادين براسها بتقول بحنان:

- مافيش فيا حاجة يا حبيبي، أنا هقولك بس عايزاك تهدى ماشي؟


أومأ لها و أسوأ السيناريوهات في دماغُه، فـ هتفت و هي بتتابع رد فعلُه:

- مامتك .. إتوفت!!


رجع لـ ورا بعد ما شال إيدُه من عليها بصدمة، آخر حاجة كان يتوقع إنها تقولها، بص لباب الأوضة اللي هي قاعدة قدامها و رجع بصلها بيقول و جسمه فجأة بِرد و كإن الدم إتسحب منه:

- إزاي؟ ماتت إزاي؟


إزدردت ريقها و قربت الخطوات اللي بعدها بتقول برفق:

- حبيبي .. فجأة .. أم حمادة قالتلي إنهم لاقوها واقعة فجأة!!!


إتعلقت عينيه بالأوضة اللي هي فيها و قال بعيون لمعت بالدموع:

- عايز أدخُلها!!!


ربتت على كتفه و قالت بتأثُر:

- إدخل يا حبيبي!! هستناك هنا!!


سابها و دخل بلهفة، بينما وقفت هي حزينة على حالُه، فـ هي تظل أمه مهما حصل! قعدت على الكُرسي لحد ما طلع، لقتُه طالع منهار، الدموع ملت عينيه رافضة تنزل، و وشه شديد الإحمرار! قامت إتجهت ليه بلهفة و حاوطت كفيه بتقول برفق:

- إستهدى بالله يا عزيز!!


شدها ليها بيحاوط خصرها ساند راسه على كتفها بيردد بنبرة لمست فيها الألم:

- حاسس إني تايه .. يمكن مكانتش حنينة، بس كانت أمي .. و كنت بحبها أوي والله!!


إزدردت ريقها بتربت على ضهره بتحصه يتكلم أكتر، و بالفعل قال بألم شديد:

- ملحقتش أحضنها قبل ما تمشي و أقولها إني حقيقي بحبها!!


مسحت على عنقه من الخلف و خصلاته بتقول بحنان:

- هي حاسة بيك و سامعاك يا حبيبي! 


مسحت على ضهرُه العريض برفق لحد ما إعتدل في وقفته و قال بهدوء زيفُه:

- هكلم حد ييجي يغسلها!


قالت و عينيها بتتأملُه بنظرات حنونة مربتة على أعلى ذراعه:

- أم حمادة هتغسلها متشيلش إنت هم .. و كلمت حد بردو ييجي عشان صوان العزا و الدفنة!!


حاوط وجنتها مُقبلًا جبينها بيقول بهدوء:

- متشكر يا نادين!!


إبتسمت بهدوء بترفع جسمها و بتحاوط عنقه بحنان مُقبلة جانب عنقه!!


********

وقفت تاخد العزا في الفيلا و عينيها على باب الفيلا بتتدور عليه بلهفة، لكنه كان بيتخد عزاها مع الرجالة برا، لحد ما الناس مشيت فـ دخل الفيلا بتعب، راحتلُه بلهفة لقته بيقعد على الكُرسي حاطت راسه بين كفيه مميل لقُدام، راحتلُه و قعدت تحت رجليه ماسكة كفيه اللي متثبتين على راسه، بتغمغم برفق:

- عزيز!


بصلها و مسك كتفيها بيقومها و قعدها على رجلُه، إبتسمت و ضمت راسه لصدرها، بتقول و هي بتمسح على خصلاته:

- عيّط يا حبيبي .. متكامش دموعك كدا!!!


حاوط خصرها ساند راسه على صدرها و كلامها كان بمثابة ضوء أخضر لـ إنهمار دموعه اللي كاتمها من ساعة ما عرف بالخبر، بكى بين إيديها فـ بكت على بكاءه و إيديها بتنزل و بتطلع على ضهره، فضل على نفس الحالة ساعة كاملة، لحد ما حَس إنه خرّج شُحنة بكاءُه، بِ عد عنها فـ ربتت على وجنتُه بتقول بإبتسامة حنونة و وشها كلُه دموع:

- أنا معاك .. و بحبك!!


ثم هتفت بمرحٍ لكي تخفف الأجواء:

- إعتبرني ماما يا سيدي!!!


إبتسم على كلمتها و حط كفه على بطنها اللي برزت قليلًا بيقول بلُطف:

- أحلى أم في الدنيا!!


**********


- محتاج أشوفك يا نادين!!

قالها آسر برجاء ماسك في تليفونُه كإنه ماسك في عمره الجاي، بينما هتفت نادين بهدوء:

- آسر إبعد عني لو سمحت، أنا خلاص كلها كام شهر و أبقى أم .. لو سمحت إبعد عني و شوف حياتك، أنا بحب عزيز و مستحيل أفكر أسيبُه!!


- يعني إنتِ حامل؟!!!

قالها بصدمة، فـ هتفت هي بضيق:

- آه حامل .. الرقم ده متتصلش عليه تاني يا آسر سامعني؟


غمض عينيه بعد ما قتلت آخر أمل فيه، بيقول بألم:

- طيب .. أسف إني دايقتك .. سلام!!


وقفل معاها و هو حاسس بنغزات في صدره مغمغمًا:

- الظاهر إني فعلًا لازم أشوف حياتي!!


مرت خمسة أشهر، وقفت قدامه لبس زي شاش، ماسكة في ذراعيه بتقول و هي بتترعش:

- عزيز أنا خايفة أوي أوي!!!


حاول يهديها بيحاوط وجنتيها قائلًا بحنو:

- قلب عزيز .. إهدي خالص متقلقيش، مش هتحسي بحاجة صدقيني!!


- طب أُحضُني!

قالتها و هي عارفة إنها لما بتبقى في حضنه بتنسى الخوف و بتنسى اللحظة اللي هي فيها، مكانتش بتدلع هي فعلًا محتاجة حضنه يمكن يشتت تفكيرها عن عملية الولادة اللي هتعملها بعد دقايق، ضمها لصدرُه بيمسح بكفُه على ضهرها بيردد برفق:

- متخافيش يا حبيبتي .. أنا معاكي!!


إبتسمت و قد كانت كلماته ليها تأثيرها في تهدأتُه، نادت عليها الممرضة فـ نزعت نفسها من بين ذراعيه قسرًا، بتبصلُه بدموع و هي بتبعد عنه، لحد م إختفت عن ناظريه فـ وقف هو يردد:

- يارب قومها بالسلامة .. ماليش غيرها!!


بعد عملية إستغرقت ساعات، صدح بكاء إبنته، إبتسم ملء فيه فـ خرجت الممرضة بـ طفلته، أسرع إليها، وقف بعيون بتلمع من شدة الحب لهذه القطعة الصغيرة فِ مدتها الممرضة له تقول بعَجلة:

- ألف مبروك يا عزيز بيه!!!


و بتردد شديد إلتقطها بين ذراعيه، مسمعش الممرضة و إختفت كل الأصوات من حواليه، مافيش في أذنيه غير صوت بكاءها اللي خف بعد حمله إياها و كإنها عرفت إنه أبوها، ضمها لصدرُه بكفي يرتجفا من ملامستهما لطراوة جسدها و ليونته اللي خوفتُه، مال يقبل رأسها برفق شديد فـ لامست شفتيه نعومة وجهها الشديدة، إبتسم و غمغم و هو يطالع محياها الصغيرة يردد:

- إيه الإحساس ده؟!!!


و بصوت خافت ردد في أذنها بخشوع:

- الله أكبر .. الله أكبر!!!


*******


خرجت نادين على سرير المشفى الصغير، فـ أسرع يناول إبنته للممرضة يحمل جسد نادين اللي لازال مكتسب بعض الوزن، شاورتله الممرضة على الغرفة اللي هينقلها فيها، ذهبت ناحيتها و حطها على السرير بحذر شديد بيمسح على خصلاتها المتعرقة و جبينها، بص للمرضة بيسألها بهدوء:

- هتفوق إمتى؟!


- بعد دقايق!

قالت الممرضة و هي بتديله طفلتُه، مسكها بلهفة و جلس جوار نادين ممسك بكفها بكفه الآخر بيقول بحنان:

- قومي يا حبيبتي .. قومي شوفي واخدة ملامحك كُلها إزاي!!!


بعد نصف ساعة فاقت نادين .. بتغمغم بدون وعي:

- عزيز .. عز .. عزيز!!


أسرع عزيز يجيبها مقبلًا كفها بحنان:

- قلب عزيز و روحُه! أنا جنبك يا حبيبتي!!


فتحت عينيها نص فتحة بتقول بدموع:

- بنتي .. بنتي فين .. كويسة ..!!


أسرع بيقرب بنتها لحضنها بيثبتها وماسك ذراعي نادين عشان يحاوط بيهم الطفلة، أجهشت نادين بعياطط و هي بتضمها لصدرها فـ قال بحنان:

- إيلا في حُضنك يا حبيبتي .. إهدي عشان متخوفيهاش!!


سكتت فعلً بتضُمها لصدرها بتبصلها بفرحة مُقبلة جبينها، و بتبص لعزيز و كإنها بتقولُه .. أخيرًا!!، ربت على وجنتها بيسألها برفق:

- إنتِ كويسة؟


قالت و هي بتبُص لبنتها:

- عُمري ما كُنت كويسة كدا!! 


تابعت و الدموع بتنهمر من عينيها:

- حاسة إني خلاص مش عايزة حاجة تانية من الدنيا دي .. إنت و هي وخلاص كدا!!!


إبتسم بحُب و إستغل عرض السرير في النوم جوارها و إبنته بالمنُتصف، يُقبل جبين نادين و جبين صغيرتُه بياخد نفَس عميق حاسس بـ روحُه رجعتلُه!


********


تابع بعينيه نادين اللي كانت لابسة مايوه إسلامي واسع و طرحة ملفوفة بإحكام بتداعب إيلا بنتهم اللي كملت النهاردة ٣ سنوات بتبني معاها بيت رمل على بحر الساحل الشمال، في المكان ده قابلها لتاني مرة .. و في نفس المكان بقت مراتُه و بقى معاه منها بنت جميلة شبهها، إبتسم لما أقبلت عليه بتضحك على أفعال بنتها مد ذراعه الأيسر لها فـ أسرعت تجلس جوارة متوة أحضانه بتبص على بنتها بإبتسامة فـ قال هو بحنان:

- المنظر ده كان حلم حياتي من أول ما شوفتك!!


إبتسمت و بصتلُه، فـ تابع و هو بيبص على إيلا:

-تبقي مراتي .. و يبقى عندي منك طفل و كان نفسي في بنت، و أبقى قاعد كدا ببُص عليكوا!! فاكرة لما شوفتك هنا؟


أومأت بتريح راسها على صدرُه مبتسمة:

- ده يوم يتنسي!!


- روحي هاتيها!

قال مربتًا على كتفها، قامت فعلًا شالت إيلا بترفعها في الهوا فـ صدحت ضحكات الطفلة، نامت جنبه و حطت بنتهم في النص اللي مسكت كف أبيها تُتابعُه، فـ قال عزيز بحُب بيبُص لنادين:

- إنتوا حياتي .. دُنيتي كلها!!!


إبتسمت نادين و قبّلت ذقنه بعشق، فـ إبتسم و قبّل رأسه إبنته و هو يحيط أكتاف نادين بذراعيه بعشقٍ مُقبلًا جبينها بيقول بحُب:

- إنت عديتي أغوار عزيز .. كسرتي حواجزُه و دخلتي إحتليتي قلبُه و و روحُه و حياتُه!! لو كان في إحساس أكبر من العشق و الهوس .. هحسُه بردو ليكي، بعشقك يا نادين!!!


                   ❤️تمت بحمد الله♥️



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



الفصل الرابع من هنا



الفصل الخامس من هنا



الفصل السادس والسابع والثامن من هنا



الفصل التاسع والعاشر والحادى عشر من هنا



الفصل الثاني عشر من هنا



الفصل الثالث عشر من هنا



الفصل الرابع عشر من هنا



الفصل الخامس عشر من هنا



الفصل السادس عشر من هنا



الفصل السابع عشر من هنا



الفصول الاخيره من هنا




❤️💙🌺🌹💙🌺🌹💙❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹


أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇 


صفحة روايات ومعلومات ووصفات


❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹🌺💙❤️🌹




تعليقات

التنقل السريع
    close