رواية أغوار عزيز الفصل التاسع والعاشر والحادى عشر بقلم الكاتبه ساره الحلفاوي حصريه وجديده
- هو مش إكده؟!! هو اللي أبوكي إتفج معاه عشان يقطع فرامل عربية إبني و يعمل حادثة!!
إلتفتت نادين لـ عزيز اللي كانت عينيه عليهم بنظرات غامضة نقدرتش تفسرها، بترجوه بعينيها إنه يخلصها من براثن أمه لكن كان واقف زي الصنم مبيتحركش، هزتها أمه بعنف عشان تتكلم فـ إنهارت في العياط و صرّخت فيها:
- إبـعـدي عــنـي!!! إنتِ ناسية إن إنتوا كمان قتلتوا أخويا!!!!
ثم نزعت كفها من على جسمها و جريت بتمسك في لبس عزيز بتقول بـ عياط:
- عزيز .. حبيبي بُصلي! أنا .. أنا ماليش دعوة و الله بالكلام ده يا عزيز والله ما كُنت أعرف حاجة!
غمّض عينيه فـ حاوطت وشه بتقول و هي بتنفي براسها:
- لاء .. لاء متغمضش عينك و بُصلي!! متعملش فيا كدا!!
فضل على حالُه فـ إزداد وتيرة بُكائها بتلتفت لـ أمه بتصرّخ فيها بحدة:
- إنتِ عايزة مننا إيه!!! عايزة تدمري حياتنا لــيــه!!!
- إخـــرســـي!!!
أتاها صوته من وراها فـ إنتفض جسمها بتلتفت و بتبصلُه بألم، إنقض عليها بيمسك ذراعيها غارزًا أناملُه فيهم بعنف وجعها بيصرخ في وشها:
- لو حد حياته هتدمر هتبقى حياتك مش حياتي!!! هدمرلك حياتك يا نادين .. هدمرك و هقهر أبوكِ عليكِ يا بنت رفعت!
نفت براسها و جسمها بيترعش بين إيديه، بتمسك دراعه اللي قابض عليها بتقول برجاء باكي:
- عشان خاطري إهدى و إسمعني .. و الله أنا ما كُنت أعرف والله!
مسمعهاش، شدّها من دراعها وطلع بيها على السلم، كانت بتحاول تجاري خطواته لكن مقدرتش و وقعت على الدرج فـ قومها مرة تانية بعنف أكبر و دخل بيها جناحهم، و بعنف شديد كان بيزُقها في الأوضة فـ إرتطم ضهرها بـ ضهر السرير، تجاهلت الوجع الرهيب اللي ضرب بضهرها و إنكمشت برُعب لما لقته بيُقبل عليها .. بيمسكها من شعرها لدرجة إنها حسِت بـ جزورُه هتتقطع في إيديه بيهزها فـ ألمها بيتضاعف بيقول بعنف رهيب:
- بتستغفليني!!! بتضحكي عليا يا بنت رفعت و عايشة معايا ده كلُه و مش معرفاني إن أبوكي اللي قتل أخويا!!!
بكت بحُرقة لأول مرة تبكي بيها، و قهرة رهيبة في قلبها، مقدرتش تنطق و هي شايفه ملامحه اللي لطالما كانت محببة لقلبها بقت أشبَه بملامح وَحش! ساب شعرها و مسكها من أكتفها بيدفعها ضد السرير جاعلًا من ألم ضهرها لا يُطاق بيصرخ في وجهها:
- إنتِ زبــالــة!!! و أنا هخلي حياتك جـحـيـم يا نـاديـن!!
غمضت عينيها حاطة إيديها على ضهرها بوجع رهيب، بتحاول تزقه من كتفه عشان تبعد قبضته عنها فـ إزداد غضبُه، و محسش بنفسه غير و هو بيشدها من دراعها بقسوة بيجرها برا الأوضة و بينزل تاني للبهو و من البهو للجنينة تحت أنظار ثُرية والدتُه الشامتة و قلبها بيتراقص فرحًا على تلك المسكينة، فـ هي تعلم جيدًا غضب إبنها الذي يشبه تسونامي .. لا يرحم أحدًا!
مشي بيها في الجنينة فـ شهقت و هي شايفة رايح لمكان أشبه بالمخزن، مسكت في هدومه بتقول بذُعر بتحاول تثبت رجليها على الأرض عشان ميعرفش يشدها:
- إنت موديني فين!!! لاء يا عزيز مش عايزة أقعد هنا لاء!!!
شدها بقوة أكبر فـ مقدرتش تقاوم جسمُه اللي بيفوقها قوة بمراحل، و فتح الباب و رماها لـ جوا من غير رحمة! شهقت من ظُلمة المكان و ريحته العفنة و شعورها بحاجات بتتحرك حواليا .. و أصوات فيران!! حالة من الهيستيرية تلبستها، و جريت على الباب قبل ما يقفلُه بتمسك في مقدمة صدره بتخبي جسمها في حضنه و رافعة وشها ليه بتصرخ فيه بعياط يليّن الحجر:
- متسبنيش هنا يا عزيز أنا بخاف من الضلمة .. متسبنيش أرجوك هنا!!
أزاح كفها بعُنف و صرخ في وشها بقسوة بيقول بحدة:
- إياكي تحُطي إيدك الزبالة دي عليا مرة تانية، قولتلك هحول حياتك لجحيم و النهاردة يادوبك أول يوم!!
وقف مصدومة و عينيها حمرا من شدة العياط، بيننا قفل هو الباب عليها بعنف حاسس بـ نار قايدة جواه، فضل واقف دقايق مش قادر يمشي و لا قادر يقف و يسمع توسلاتها ليه عشان يخرجها، قرر مغادرة القصر بأكملُه، و بالفعل سابها بتعيط لحد ما حست بأحبالها الصوتية بتتمزق! و إيديها ورمت من كُتر الخبط على الباب، و ضهرها واجعها بشكل رهيب، عيطت أكتر و صرخت و هي حاسة بحاجة بتمشي على جسمها، بعدت الحاجة دي و إتضح إنها فار صغير، حضنت نفسها بتردد كل الأدعية اللي تعرفها، بتخبط على الباب من حين لآخر قائلة بإرهاق إتمكن منها:
- حد .. يخرجني .. إفتحولي .. الباب!!
حسِت بـ غمامة سودا بتبلعها، ف سقطت على الأرض بوشها مستسلمة لتلك البقعة تمامًا!!!
وقفت المدعوة ام حمادة مشرفة الخدم في المطبخ، بتقول بحزن:
- يا عيني عليكي يا نادين هانم، حسبي الله و نعمة الوكيل فيكي يا ثُرية .. البيه هيموتها!!!
هتفت خلدمة أخرى بنزق:
- طب ما ليه حق يعمل فيها أكتر من كدا كمان، ده أبوها قتل أخو البيه و حسر قلب امه عليه!!
طالعتها أم حمادة بحدة:
- إخرسي إنتِ، عايزة جنازة و تشبعي فيها لطم!! طول عمرك كارهة نادين هانم!!
ألقت المدعوة رانيا الطبق في الحوض لدرجة إنه إتهشم و قال دت بحدة:
- و أنا هكرها ليه يعني!! تيجي إيه دي فيا عشان أكرها!!!
هتفت بحقد شديد:
- هي بس إكمنها معاها فلوس مخلياها حلوة شويتين، و عندها زوج الواحدة مننا تتمنى ضُفره .. طول بعرض زي بتوع السيما! و حالتها مرتاحة عشان كدا بتصرف على نفسها!!
لاحت شفتيها بإبتسامة شامتة بتقول:
- يلا أهو كل ده راح .. و جرّها وراه زي الجموسه و حطها في المخزن .. طب دي حتى الجاموسة تقرف تقعد في المكان ده!!!
- رانــيــا!
صرخت فيها أم حمادة بحدة فـ إلتفتت رانيا تكمل عملها بإمتعاضٍ!!
• • • • • • • •
كان بيمشي بالعربية بـلا هوية، لا عارف يروح فين ولا قادر يفضل في الڤيلا، صوت صريخها .. ترجيها ليه .. عينيها اللي كانت زي الدم من العياط، حاجات لسه محفورة في دماغه، لحد ما الفجر أذن عليه، هو سايب البيت من الصُبح! ركن عربيته جنب أحد المساجد، و نزل بلهفة للقاء ربه للذي بالتأكيد سيربط على قلبه و يلهمه الصبر، توضأ و أدى فرضه في المسجد ثم خرج حاسس براحة كبيرة، ركب عربيته و فجأة حَس بـقلبُه بيتعصر، قطب حاجبيه و ساق العربية حاسس إن في مكروه أصابها، مشي بالعربية بسُرعة جنونية عشان يوصلها، بيسابق الهوا و الرياح، وصل فعلًا في زمن قياسي، نزل و إدى المفاتيح لأحد حُراسه عشان يركنها سايب باب العربية، تقدم من المكان و طلع مفتاحه من جيبُه، فتح بأنامل بتترعش، لقاها تحت رجلُه مُغشى عليها، نزل لمستواها و شالها بين إيديه و هو حاسس بـ ذلك العضو اللي سماه (أبلَه) بيتمزق عليها، خرج من المكان و أول ما النور نزل عليها و قدر يشوفها بوضوح إتصدم! جروح في ذراعيها و لبسها فيه خروم بسيطة توقع إنها من الفار، وشها شاحب بشكل أول مرة يشوفها عليه، مهتمش بريحتها اللي بقت نفس ريحة المخزن المُنفِّرة و قرّبها من صدرُه بيُعاني ألم عاشق جُبر على نزع عشقها من قلبه، طلع السلم وسط الضلمة وراح لجناحُه، دخل و دخل الأوضة و حطها على السرير برفق، وضع إصبعه أمام أنفها فوجد تنفسها طبيعي، أخد برفانه من على التسريحة، و نثره على كفه و حاول يخليها تشمُه عشان تفوق، و بالفعل فاقت بتحاول تفتح عينيها لكن بتتصدم بنور قوي على عكس ما إعتادت في ظُلمة سجنها، إعتدل في وقفته و قد عادت له ملامحه الجامدة، بصتلُه نادين بإرهاق رهيب و غمغمت:
- عـ.. زيز!!!
قال بحده و هو بيبعد عنها و بيقلع قميصه:
- إستغلي الكام ساعة اللي هتبقي فيهم برا المخزن و قومي نضّفي نفسك، ريحتك مش قادر أطيقها!!!
- آآآه!!
تآوهت بألم .. مش عارفة ده من صدى كلماته على قلبها و لا من محاولاتها للنهوض فـ كل إنش في جسمها بقى بيوجعها، ضهرها المكدوم و معدتها الخاوية و صدرها اللي بقى واجعها من شدة بكاءها، صوتها المبحوح و رجليها اللي بتخونها لما بتحاول تقف، فروة راسها المُلتهبة من شدة قبضته على خصلاتها .. حتى دراعها حاسة بجروح فيه، حسِت بـ عجز .. فـ أجهشت بالبكاء بترجع براسها لـ ورا بتخفي وشها عنه بوجع و هي نايمة على السرير بعد محاولات فاشلة للنهوض، لكنها شهقت لما لقت نفسها متعلقة في الهوا بين إيديه، مسكت في لبسه فـ وقف و بص لإيديها بيقول بقسوة:
- شيلي .. إيدك!!
فعلت فورًا تنكس عيناها بحزن رهيب على حالتها معه، دخل المرحاض، نزلها و وقفها على رجليها فـ أسرعت بتُقعد على التويلت المقفول غطاه مش قادر تُقف، بصلها بضيق و نزل قعد على مرفق ركبتيه قُدامها، نزع عنها كنزتها برفق لتآوهاتها و هي بترحوه:
- بالراحة عشان خاطري .. جسمي كلُه تعبان!!
قال بهدوء شديد و هو بينزع بنطالها:
- مالكيش خاطر عندي .. فـ متحلفينيش تاني بيه!!
سكتت .. و إبتلعت باقي كلامها في جوفها حاسة بـ غصة مؤلمة في حلقها، كانت قُدامه بـ ملابس داخلية و هم هو بنزعها لكنها قالت بصوت بيترعش:
- لاء!!
بعد إيده عنها، و إتعدل في وقفته و مسك دراعها عشان يقومها فـ قامت بالراحة، سندت على دراعه عشان تدخل جوا البانيو، بينما هو نزع عنه قميصه و بنطاله في لحظة سايب نفسه بـ لبسه الداخلي بردو بس، دخل البانيو و وقف جنبها و فتح الصنبور رفـ هدرت المياه عليهما، وقفت منكمشة بتحاوط جسمها بذراعيها، أخد هو علبة الشامبو، و حط شوية على إيدُه و حطها على فروة راسها اللي أول ما لمسها صرّخت من شدة الألم بتقول بوجع حقيقي:
- آآآه راسي .. راسي وجعاني!!
إزدرد ريقه، و برفق كان بيدلك راسها بالشامبو بيغسلها شعرها، نزلت الدموع من عينيها من شدة الوجع و ما عانته فـ إختلطت بالمياه، إتأكد إن شعرها نِضف و شطفُه كويس، فـ إلتقط لوف و شاور كريم يخصها، أفرغ الكثير على اللوف بيبص لحالة جسمها السيئة، و بدأ يمشي اللوف برفق على جسمها المجروح وسط أنينها و الخجل اللي لاحظُه بسهولة لما وشها بقى أحمر، نزل شوية عشان يفركلها رجلها باللوف فـ بأنامل مرتجفة سندت على كتفُه خايفة إنه يزعقلها عشان لمستُه، لاحظت جسمه السُخن جدًا أول ما لمسته، ظنت إنه لربنا أصابه برد، مكانتش تعرف إن لسه تأثيرها عليه موجود، و إنت وقوفها قدامه شبه عارية سوى ملابسها الداخلية و هو اللي بيسحمها مكنش شيء هين عليه، إعتدل في وقفتُه و قال بهدوء:
- لفي!!
شهقت بخجل شديد و رجعت لـ ورا و قالت بتوتر:
- خلاص سيبني أنا هعرف أتعامل!!
و بحدة كان بيشد دراعها و بيلفها، فـ إنكمشت بخجل شديد و هي خاسة باللوف بتمشي على كل جزء في جسمها، قطب حاحبيه لما وقعت عينيه على كدمة مش هينة، فـ سألها بهدوء:
- من إيه الكدمة دي؟
قال بتوتر لا تُحسد عليها:
- لما زقتني الصبح .. إتخبطت في ضهر السرير!
سكت، وشطف جسمها شطفة أخيرة قبل ما يقفل الماية، و يطلع من البانيو بيلتقط منشفتها الوردية الكبيرة اللي كانت جنب منشفته السودا، حطها على كتفه و مد كفه ليها عشان تطلع من البانيو، مسكت في إيده و طلعت مش قادرة تبص في عينيه، لَف المنشفة على جسمها جاعلًا منها شبه قابعة في حضنه، مشيت ببطء برا الحمام و هو وراها، قعدت على السرير و بصت في الأرض و عينيها إتملت دموع، لا هي قادرة تاخد منه موقف و لا تصرخ في وشه بشراسة كما إعتادت، ولا قادرة تقرب منه و تفهمه اللي حصل، هي عالقة في المنتصف، و ما أسوأ المنتصف!!
لقته بيقول بجمود بعد ما خرج من غرفة تبديل الملابس وجابلها بيچامة:
- الصبح يطلع و هخلي أم حمادة تنضف المخزن و هرجعك هناك تاني!!
رفعت عينيها ليه بصدمة، وقامت وقفت قصاده بتبصله برجاء و بتقول:
- أرجوك يا عزيز مترجعنيش هناك تاني، و حياة مامتك!! المكان ضلمة أوي و مُرعب أرجوك يا عزيز .. إعمل فيا اللي إنت عايزه هنا بس بلاش ترجعني المخزن ده .. تاني!!
أنهت كلماتها ببكاء شديد، فـ أخفى تأثُره بدمعاتها و كلماتها و شهقات بكاءها و نزع من عليها المنشفة، سكتت و إبتدى يلبسها منامية مُريحة، و لمل خلص بصلها و قال ببرود:
- أجيبلك أكل؟
طالعت الأرض بخجل بسبب معدتها الللي بتؤلمها من شدة جوعها! و همهمت:
- ماشي!!
سابها و خرج فـ قعدت حاطة راسها بين كفيها بتبكي بألم شديد مش قادر تتخيل إنها هترجع المكان ده تاني، دخل فـ كفكفت دموعها، قعد على الكنبة و قال و هو بيحك الطبق على الطاولة الصغيرة قدامه:
- تعالي!!
نهضت و إتجهت نِحيتُه، قعدت جنبه و بدأت تاكل بشراهة أسفل أنظاره، و لما خلصت الأكل سألها بهدوء:
- أجيبلك تاني؟
- شـ .. شكرًا!
هتفت بعد أن هزت راسها بخجل، طال الصمت بينهم لحد ما قطعته لما رفعت عينيها ليه و قالت بدموع محبوسة في مقلتيها:
- هترّجعني هناك؟
- آه!
قال بشكل قاطع و هو بيبصلها بثبات، فـ شهقت ببكاء و برُعب بتقول بصوت باكي:
- متعملش فيا كدا عزيز أرجوك .. عاقبتي هنا زي م إنت عايز بس بلاش تحطني في المخزن!!
هتف بحدة:
- و إنتوا عملتوا فيه كدا ليه!! كان لسه بيبتدي حياته قتلتوه بدم بارد ليه!!!
نفت براسها بتقول بعياط:
- و الله العظيم أنا لو كنت أعرف إن بابا هيعمل كدا كنت منعته، و رحمة بابا ما كُنت أعرف!!!
غمض عينيه و هدر فيها بعنف:
- إخرسي .. مبقتش طايق أسمع صوتك!!
سكتت حاسة بنغزات في قلبها، راقبته بعينيها و هو بيقوم بيدور في دُرج الكومود على حاجة معرفتش هي إيه، لحد م ـ طلع مَرهم، بصلها و قال بجمود:
- تعالي نامي على بطنك على السرير!!
قطبت حاجبيها بعدم فهم، قامت و راحتله و هي بتقول بحيرة:
- ليه؟
شهقت لما مسك دراعها و زقها على السرير مخلي ضهرها في مواجهته، حاولت تقوم بتصرخ يحدة:
- لاء بقولك إيه كلُه إلا قلة الأدب اللي إنت عايز تعملها دي! هي وصلت معاك تغضب ربنا!!!
كان بيفتح المرهم و بيسند ركبته على السرير و رجله التانية على الأرض، لكن وقف للحظات مصدوم، و قال بضيق:
- م إنتِ دماغك زبالة هقولك إيه! أنا هحطلك مرهم على الكدمة اللي في ضهرك يا غبية!!
كتمت شهقتها بكفها من الحماقة اللي قالتها، و إستسلمت نايمة على كفيها ساندة راسها عليهم، رفع هو بلوزتها، و فضَّى المرهم على ضهرها فـ حسِت بـ برودتُه، مخدش بالها و وزعه بقوة من ضيقُه من الموقف برمته، فـ هدرت هي بألم:
- آآه يا عزيز بالراحة بتوجعني!!
وعي على نفسُه و حرك الكريم على موضع الكدمة برفق، حَط أكتر من طبقتين من المرهم لإن الكدمة مكانتش هينة، و قرب بشفايفه منها بينفخ في المرهم عشان ينشف، إبتسمت نادين بحُزن، لو كان بيعمل كدا في العادي كان زمانها لفتله و حضنته على إهتمامه بيها، لكن هو دلوقتي مش طايق حتى إيديها تلمسُه، نزل البلوزة و بِعد عنها معتدلًا في وقفته ، شدها من دراعها بيقومها بيقول بهدوء زائف .. فـ لمسة جسدها أسفل أنامله أعاد له ذكريات لا يود أن يتذكرها:
- قومي عشان ننزل!!
- هنروح فين؟
قالت و هي بتقعد قدامه بعيون بريئة بتحاول إستمالته بيهم، بينما هو أشاح بنظره عنها و قال بضيق:
- المخزن!!
نفت براسها و مسكت إيده و رأسها قُريبة من معدته لإنها قاعدة وهو واقف قدامها بتقول برجاء:
- يا عزيز مش عايزة مخازن أنا بخاف من الضلمة أوي مش هقدر أستحمل ممكن أموت فيها!!
شدها من دراعها بعدم تأثر خارجي فقط، هي لما ذكرت سيرة الموت قلبه إتنفض مش قادر يتخيل حياته من غيرها، مشي بيها و اللي إستغربه إنها فضلت ساكته، عينيها بتلمع بالدموع و خطواتها بطيئة معاه كإنه بيسوقها للموت، طلع من القصر تحت نظرات الخدم اللي كانت منهم متشفية و منهم مُشفقة، توجه ناحية ذلك المخزن و خرج المفاتيح و فتح الباب، و قبل ما يدخلها كانت هي بتدخل و بتقعد في زاوية في المكان ضامة ركبتيها لـ صدرها، قطب حاجبيه بضيق حقيقي، و قبل ما يقفل الباب قلبُه هزمُه و قال بحدة:
- هخرجك من هنا على شرط!!!
و بسرعة رفعت راسها ليه، و راحتله بعيون علقت الدموع فيها، بتقول بلهفة:
- موافقة!!!
قال ببرود:
- هتشتغلي خدامة هنا في القصر .. هتخدمي جوزك و حماتك و هتعملي شغل البيت مع زمايلك!!
الفصل العاشر
- هتشتغلي خدامة هنا في القصر .. هتخدمي جوزك و حماتك و هتعملي شغل البيت مع زمايلك!!
إتسعت عينيها بصدمة، وقفت مشدوهة و سكتت للحظات قبل ما تقول بذهولة مشاورة على نفسها:
- عايزني أخدم في البيت اللي كنت طول عُمري هانم فيه؟ عايز تخلي مراتك تقف تخدم مع الخدامين في المطبخ؟!
إنتفض بيمسك دراعها بحدة بيهزها بعنف:
- بطلي بقى مناخيرك اللي في السما دي، ما كُل الستات بتخدم في بيوتها و بتشوف طلبات جوزها و حماتها! هُما دول خدامين!!
قالت بأعين ترقرقت بهم الدموع:
- لاء مش خدامين .. بس إنت كدا مش معتبرني مراتك .. معتبرني خدامة بس!!
إبتسم شاخرًا و قال بجدية:
- لاء متقلقيش من الحكاية دي .. حقوقك الزوجية هديهالك بردو!!
جحظت بصدمة، و بإنفعال نفضت ذراعيه عنها و هي بتصرخ في وشه:
- هو إنت الجواز بالنسبالك سرير و بس!!!
قال بصوت أعلى:
- مـعــاكِ إنــــتِ آه!!
إرتجف جسدها و حاوطت ذراعيها و كإن البرودة تعصف جسدها قائلة بألمٍ:
- و أنا مش هقبل بـ كدا .. أنا عايزة أتطلق!!
إندفعت الدماء لوجهه، و برزت عروقه فـ قششدد على ذراعيها غارزًا أظافره في لحم ذراعيها بيقول بقسوة:
- ده في أحلامك!! مش هطلقك و هتفضلي على ذمتي لحد ما أحس إني خدت حق أخويا اللي مات غدر منكوا!!!
حاولت تشيل قبضته من على ذراعها و نفَسها بيعلى و بيهبط و كإنها بتغرق، أطلق سراحها فـ فركت ذراعيها بوجع شديد، قبض على رسغها و شدها لخارج المخزن، حاولت توقفه ماسكة كفه اللي ماسك دراعها بتصرخ فيه:
- سـيـبنـي!!! ســـيــبــنـي بـقــولــك!!!
مسمعهاش وجرها لـ جوا القصر، و راح للمطبخ و هدر بصوته الجهوري:
- مش عايز مخلوق في المطبخ غير أم حمادة .. الباقي كله في أجازة مفتوحة و مرتباتكوا هتوصلكوا!!
هلل الجميع بفرحة عدا أم حمادة اللي عرفت نية عزيز و هي شايفاه ماسك نادين بقسوة و هي بتخبط على كفُه عشان يسيبها، غادر الجميع فـ دفعها هو لـ جوا المطبخ .. كانت هتُقع لولا إنها مسكت في الرخامة وراها بينما إلتفت هو إلى أم حمادة و قال بقوة:
- عايزك تعلميها كل حاجة .. تنضيف و أكل و شرب و ترويق، كل حاجة يا أم حمادة و متساعديهاش في أي حاجة .. تشرفي و بس!!
أنكست برأسها بإحترام ضامة قبضتيها قائلة بتهذيب:
- حاضر يا بيه اللي تؤمر بيه!!!
أتاهم صوت ثُرية من خلفهم بتقول بفرحة لا تسعها:
- عفَارم عليك يا عزيز!!
حدجتها نادين بنظرات نارية، و سبتها بأفظع السباب في نفسها بتحاول تتحكم في نفسها عشان متنقضش عليها و تقتلها بإيديها، بيننا لم يرد عزيز و إلتفت مغادرًا المطبخ، إبتسمت لها ثرية بتشفي، و قرّبت منها فـ رفعت نادين إنملها صارخة بها يجنون:
- إياكِ تقربي خطوة كمان!!
وقفت ثُرية بتوتر .. هي عارفة إنها مجنونة و ممكن تتهجم عليها في أي وقت، فـ وقفت مكانها بتقول بحدة:
- لسه شايفة نفسك لـيـه يا بت!! أبوكي مات و جوزك لو عليه هيجتلك من غير ما يرمشله جفن!! لسه فاكرة إن ضهرك مسنود ليه!!!
هتفت نادين بقسوة:
- م هو فعلًا مسنود!!! إنتِ فاكرة إن ربنا هيسيبك!! ده هينتقملي منك و مش هيسيبك في حالك!!!
ضحكت الأخيرة بسُخرية و قالت بحدة:
- إخرسي يا زبالة!!
و سابتها و مشيت، وقف نادين بتحاول تاخد أنفاسها اللي هربت من شدة الضغط النفسي اللي عليها، فـ أسرعت لها أم حمادة بتملى كوب من الماية و بتديهولها قائلة و هي بتربت على كتفها بحنان:
- بس يا حبيبتي إهدي .. إشربي!!
شربت الأخيرة بعطش شديد و مسحت على وشها المُتعرق، أنفاسها تعلو و تهبط، لفِت للحوض و بغِل إبتدت تغسل الأطباق بعنف تحت نظرات أم حمادة المشفقة على حالتها!
• • • • • • •
واقفة تايهة، بتسمع كلام أم حمادة عن طريقة عمايل الأكل اللي هي مش فاهمة حاجة فيها، يمكن لإن عمرها ما دخلت المطبخ و لا سلقت بيضة، طول عمرها مُرفهة و الكل بيخدمها، إفتكرت أبوها اللي كان بيمنعها من دخول المطبخ معللًا إن مينفعش نادين هانم تقف مع الخدم، إبتسمت بحزن على اللي وصلتله دلوقتي مع الراجل اللي أبوها إختاره و كان فاكر إنه هيحميها .. بيذلها!!
بعد ساعات طويلة، حطت الأكل على الصينية بإجهاد و ألم من إيديها اللي إتملت باللسعات و الحروق، و نظرت لأم حمادة قائلة بإرهاق:
- ممكن تودي إنتِ الصينية؟ مش قادرة .. اقف!!
أسرعت أم حمادة تمسك الصينية بتقول برفق:
- حاضر يا بنتي .. إقعدي و إرتاحي و أنا هوديها!!
أومأت نادين و جلست بتعب على الكرسي بتفرك قدميها بألم رهيب!!!
عادت أم حمادة منكسة رأسها بحزن، قائلة بضيق:
- عزيز بيه عايزك يا بنتي!!
- ماشي!
قالت بألم و هي بتقوم من على الكرسي بتحاول تمشي على رجليها، مشيت بالفعل بتُعرج، و وقفت قدام السفرة الطويلة اللي قعدوا ياكلوا عليها هو و أمه، قالت و هي حاسة بتعب شديد:
- نعم!!
سمعته بيقول ببرود و هو بياكل:
- إنتِ اللي تجيبي الصينية بعد كدا مش أم حمادة!!
- ماشي!
قالت و هي مش قادرة حتى تتكلم، فـ قال بهدوء:
- الأكل مش بطال على أول مرة ليكي!
مكانش باصصلها، يمكن مش قادر يواجه نفسها باللي بيعمله فيها، سكت للحظات و لكنه إنتفض على صوت إرتطام قوي بالأرض، لفِلها و لقاها مرمية على الأرض مغشي عليها! و من سرعة و قوة نهوضُه الكُورسي وقع على ورا، بينما نهضت أمه بتقول بحدة:
- كفاياكي تمثيل بقى يا شيخة!!!
لم يعبأ لكلمات أمه، و ركض عليها و هو شايف حبيبته .. عشقُه الوحيدة مرمية على الأرض بـ وش شاحب و جسم مُرتخي زي الجثة!، مال عليها و شالها بين إيديه و صرخ بحدة:
- أم حــمــادة!!! كلمي الدكتورة .. بــســـرعة!!!!
جِري بيها على سلم جناحهم اللي هجرُه من ساعة مـ خرّجها منه، حطها على السرير برفق و سند بركبته على السرير عشان يبقى قريب منها بيميل على وشها و بيضرب وجنتيها بضربات خفيفة:
- نادين .. فتّحي عينيكي!! نادين حبيبتي إصحي!!
ملقاش منها إستجابة تفحص نبضها فـ لقاه منتظم و أنفاسها بتخرج في إنمله لكن ضعيفة، سند جبينه على صدرها بيتنفس الصعداء و هو مغمض عينيه:
- الحمدلله .. الحمدلله!!!
مسك كفها و قبل راحته بعشق بياكل في قلبُه، فـ للحظ تلك اللسعات اللي إنتشرت على أنحاء دراعها، غمغم بألم على منظرها:
- يا حبيبتي .. يا عُمري أنا!!!
مال مُقبلًا كل جرح على ذراعيها قبلات عميقة عاشقة بيهمس وسط كل قبلة و التانية:
- آسف يا حبيبتي .. آسف يا روح قلبي!!!
ساب إيديها و حاوط وجهها بكفيه بيميل على أنحاء وشها بيوزع قبلات عليه و هو بيقول:
- كل وجع حاسة بيه دلوقتي .. أنا موجوع أضعافه قسمًا بـ ربي!
قاطعه طرقات على الباب فـ عرف إنها الدكتور، جري عشان يفتح فـ دخلت .. و قال هو بحدة:
- فوقيها .. و لو مفاقتش هشطبك من نقابة الدكاترة خالص فاهمة!!
أسرعت المسكينة تومئ له، و بدأت بفحصها و هو واقف بيراقبها، و بعد دقائق إلتفتت لـ عزيز اللي كان واقف على أعصابه و قالت بتوتر:
- هي المدام كويسة .. هو ضغط نفسي و عصبي بس أدى لـ فقدانها الوعي، لازم ترتاح و محدش يضغط عليها عشان حالتها ترجع تستقر!!
- هتفوق إمتى!
قال بلهفة ظهرت في نبرة صوته، فـ قالت الدكتورة بهدوء:
- أقل من ساعة بإذن الله و هتفوق!
أومأ لها بصمت، حاسبها و خرجت من الجناح، رِجع لـ نادين و قعد جنبها بيمسح على خصلاتها المتعرقة و وجنتيها، قبّل جبينها و إتنهد، فتح الدرج و خرّج كريم للجروح، بيقول بسُخرية:
- أنا الظاهر مبقتش أعمل حاجة غير إني أوجعك و أعالجك!
حط الكريم على إيدُه و من ثم على الحروق، فـ لاحظ هو تقطيبة حاجبيها بألم، مال عليها و قبّل شفتيها اللي إشتاق لضمهما، قبلة سطحية و بِعد قائلًا بحنان:
- حقك عليا يا حبيبي!!
لاحظ تقطيبتها التي إنفكت و كأنها شعرت بقبلته فـ إبتسم و بدأ بفرد الكريم على جروحها، خلّص و إنحدرت عينيه لقدميها اللي إتلونوا بلون أحمر و شِبه وارمين، قطب حاجبيه و مسك قدمها بيقول بحيرة:
- حبيبتي .. رجلك مالها!!
إبتدى يفرك قدميها بحنان و رفق، لحد ما حس بتورم رجليها قل عن الأول، إتنهد بيفكر في اللي هيعمله لما تفوق، بيتمنى لو ياخدها في حضنه، يشبع منها و يروي شوقه، نفى براسه و كإنه بينفي ده لما إفتكر شريف اللي جاله خبر موته في حادثة و هو كان عاجز مش عارف يعمل إيه، قام ماسك دماغه من الصداع اللي هيفرتكها، و خرج من الجناح بيتهرب من مواجهتها!!
أستفاقت نادين بعد دقايق، تآوهت بألم حاسة بجسمها كلُه واجعها، بصِت حواليها و لقت نفسها في جناحُمهم، إنتفضت بفزع و لاحظت المرهم اللي على إيديها، فـ جن جنونها و هي بتردد بهيستيرية:
- أنا لازم أمشي .. همشي .. همشي و ههرب من هنا!!
و بالفعل قامت من على السرير بتمشي على رجليها اللي حسِت بوجعها اخف عن الأول، فتحت باب الأوضة فـ لقت الجناح فاضي، خرجت من الجناح و وقف أعلى الدرج ملقتش حد في بهو الصالة، لفت براسها حواليها بتتأكد من عدم وجوده، و لما ملقتهوش جريت بأقصى قوتها لبهو البيت و منه لـ الجنينة، إلتقطت أنفاسها و مشيت و هي شايفة الحُراس واقفين محاوطين القصر و مستحيل هتعرف تخرج من وراهم، جريت برجليها اللي إستغربت إنها خفت، لمحت سلم خمنت إنه يخص الجنايني، فـ إبتسمت بألم و خدته و سندت على سور الڤيلا، طلعت عليه بخوف فهي تخشى المرتفعات، وقفت على السور و هي حاسة بأنفاسها بتروح، كان في منطقة صغيرة مش واقف فيها حرَس، لكن واقفين قريب من المنقطة دي من الجانبين، دعت ربنا محدش يشوفها و خدت السلم اللي كان تقيل جدًا عليها، و بكل ما إمتلكت من قوة جذبته و وقفتُه النِحية التانية
نزلت على السلم بحذر شديد، و من غير تفكير طلعت تجري، لمحها واحد من الحراس فـ صرخ لأصدقاءُه:
- حرامية .. إضربوا عليها النار!!!
شهقت و جريت بسرعة أكبر لحد ما لقِت عربية في وشها ..
وقفت مصدومة لما إكتشفت إنها عربيتُه، إرتبكت لكن طلقات الرصاص اللي بتدوي في المكان خلتها تجري عليه بعد ما نزل من العربية بتتحامى فيه و بتستخبى ورا ضهره:
- عزيز!!
نزل عزيز من العربية بلهفة بيبُص لحالتها المزرية، لما جريت عليه شدها ورا ضهرُه و هدر بـ الحُراس و إيدُه على خصرها وراه:
- وقفوا ضرب يا بهيم إنت و هو!
أطاعوا الحراس أمر رئيسهُم، و إنصرفوا بأمر من عيناه، فـ إلتفت ليها بلهفة محاوط وشها و عينيه بتمشي على جسمها بيتأكد إن مافيهاش حاجة:
- إنتِ كويسة؟ إتأذيتي؟!
نفت براسها برجفة، فـ إتنهد بـ راحة و سكت للحظات بيدرك هي هنا ليه، قطب حاجبيه و قال بحدة:
- كنتِ عايزة تهربي؟!!
خافت من تغير محياه بشكل مُفاجئ، بصتلُه للحظات قبل أن تهدر في وشه بعصبية:
- آه يا عزيز!!! عايزني أفضل هنا بعد العذاب اللي شوفته على إيدك!!!
دفعها بعنف على العربية بيضرب ضهرها في صارخًا بجنون .. فكرة إنها كانت عايزة تهرب و تسيبه مجنناه:
- مش هتمشي من هنا غير و أنا ميت إنــتِ فــاهـمـة!!!
نفت براسها بتقول بقوة غريبة تلبستها:
- همشي .. همشي و مش هتعرفلي طريق!
شدها من دراعها بعنف بيجرها للقصر، حاولت تبعده عنها بتصرخ فيه:
- بطل بقى تجرني زي البهيمة كدا!!!
- يبقى أشيلك زي المِعزة!!
و مال بيشيلها على كتفه و راسها تدلى فوق ضهره اللي فضلت تضرب عليه بقوة و وشها إشتد إحمراره من موقفها المحرج، ركلت الهوا بقدميها لكنه في لحظة كان بيعدل شيلتها عشان تبقى بين إيديها بيبصلها بحدة و بيقول:
- بطلي فرك!!
سار للأمام وسط تلويها و بجدية حادة لحراسن قال :
- العين اللي هتترفع هشيلها!!!
أنكسوا نظراتهم فورًا، فـ مشي بيها و هي بتضرب في صدره و كتفه بعدم يأس، طلع بيها الجناح و منه لأوضتهم، نزلها على السرير بحذر، كانت هتقوم لكنه دفعها بحدة من كتفها مثبت إيديها جنبها بيقول بقسوة:
- أنا هوريكِ إزاي تسيبيني و تمشي!!!
قالت بعنف:
- أنا بكرهك و أي فرصة تجيلي أخلص فيها منك هعمل كدا!!!
صرخت في وشه بحدة، فـ مال على شفايفها بيُقبلها بعنف ضاري و كإنه بيعاقبها على هروبها مبعِدش غير لما حَس بطعم الدم في فمُه، ثبت جبينه على جبينها بيلتقط أنفاسها فـ همست بتقطع و صوت حزين:
- بكرهك يا عزيز .. ياريتني ما عرفتك ولا اشوفتك ولا قابلتك في حياتي!!
مال يقبّلها مرة أخرى قبلات حنونة مُتقطعة رقيقة، حاولت تبعدُه بتقاوم حُبه اللي لسه جواها بوادر منه! لكنه أذابها بقبلاته و لمساته كإنه بينفي ليها و لنفسه كلمتها، كل محاولاتها الضعيفة عشان تبعدُه .. بائت بالفشل، و لقِت نفسها بتحاوط عنقه بذراعيها بإستجابة إعتبرتها خيانة .. خيانة لكرامتها اللي بإيده هدرها على الأراضي، خيانة لـ قلبها اللي رغم حبُه إلا إنه إتأذى من محبوبُه، خيانة لـ عزة نفسها اللي بهدلها بإيديه، إعتبرتها لحظات من النعيم سرقتها و هي في حضنه، و رغم إن قبلته مكانتش غصب عنها، إلا إن الدمعات إنهمرت من عينيها .. و كإن حتى عينيها إعتبرتها خيانة!! نزعها من الجنة لما بِعد .. و فوّقها لما قال و وشه لسه قريب منها:
- البوسة دي كانت إثبات صغير ليكي إنك بتعشقيني مش بس بتحبيني .. لو كنتي شوفتي نفشك بتحاولي تبادليني إزاي .. كنتي هتفكري ألف مرة قبل ما تفتكري إنك بتكرهينه!
إتسع بؤبؤ عينيها بصدمة، المرة المية اللي بيدوس فيها على قلبها جزمتُه، و المرة الألف اللي يحسسها بضعفها قُدامه، عينيها إتملت وجع مزق قلبه هو شخصيًا و للحظة ندم، قالت و كإنها لسه عايزاه ينكر اللي فهمته:
- عملت كدا .. عشان تثبت لنفسك إني لسه بحبك و ضعيفة قدامك؟!
داس على قلبه و عليها لما قال بجمود:
- طبعًا .. فاكراني هضعف قُدامك بعد اللي عرفتُه!!
بدون مقدمات خبطته في صدره خبطات عنيفة بتقول بحدة شديدة:
- إبعد عني .. قوم من عليا!!
قام من عليها فعلًا و قال بضيق:
- هتفضلي هنا في الجناح ده النهاردة و بكرة هتنزلي تكملي شعلك في المطبخ!!
حدجته بحدة، قامت وقفت قُدامُه بتبصله للحظات بشراسة، و خبطته في كتفه بكتفها عشان تعدي، دخلت الحمام و فتحت حنفية الُدش بعنف و من هنا تركت الحرية لدموعها و شهقات بكائها عشان ميسمعها، قعدت في البانيو بهدومها، بتعيط و بتضرب نفسها بتعاقبها على فِعلتها و إستسلامها ليه!! خرطت بعد دقاىق بعيون منتفخة و بـ منشفة ملتفة على جسدها اللي كان بيرتجف، لقته نايم على السرير فـ بدلت ثيابها و نامت على الكنبة بوضع جنيني بتحضن قدميها لصدرها
كابوس .. كابوس قوي و عنيف فاق عليه بينده عليها بأقصى قوته، فُزعت و قامت وقفت بترَدد:
- عزيز .. في إيه!!
جريت عليه لما شافته على حالة أقلقتها، و قعدت قدامه بتبص لشعره المشعث و أنفاسه الثائرة و وجهه اللي بقى بيتصبب عرقًا، قعدت قدامه بتحط كفها على قدمه قائلة بقلق:
- مالك؟ كابوس؟
أومأ لها بيحاول يتنفس، فـ ربتت على كتفه بتقول برفق:
- إهدى طيب .. حاول تتنفس إنت مش عارف تاخد نفسك، يلا .. إتنفس معايا!!
إبتدت تتنفس و هو قلِدها، لحد ما حَس إنه بقى أهدى، بصلها و شرد في ملامحها، بينما هي إستغلت شرودُه، و حاوطت وشه مقربة وشها منه بتقول برفق:
- أحسن .. يا عزيز؟
أومأ لها و كإنه ثمل، مالت عليه أكتر و غصبت نفسها على إستنشاق أنفاسه اللي باتت تؤذيها، و بجُرأة قبّلت شفتيه قبلة خفيفة سطحية و من ثم ناظرتُه بدلال يوقِع أعتى الرجال، راقبته عن كثب و هو بيغمض عينيه، فـ إبتسمت و إقتربت أكتر و تعمقت قبلتها بقلة خبرة جننتُه أكتر، أسرع هو ياخد دورها، و يقبلها بعشق و شوق حقيقي، إبتسمت هي و بحدة زقته من كتفه قبل ما يوصلوا لنقطة متعرفش ترجع فيها، بِعد فـ قالت بإبتسامة شامتة و أعين خبيثة:
- ده كان إثبات ليك إني لو بحبك قِراط .. فـ إنت بتحبني أربعة و عشرين!!
بصلها بصدمة حقيقية، و قبل ما تقوم كان بيمسك كتفها، و بيزقها على السرير مثبت كفيه على كتفيها هادرًا بعنف:
- متلعبيش معايا يا نادين عشان متندميش!!!
- طب إبعد بس إيدك كدا!
قالتها بإستخفاف خرّجُه عن شعوره، فـ هدر بحدة في وشها:
- نــــاديــــن!!!!
مش هتنكر خوفها منه و عينيها اللي إترعشت بتوتر، إتلوت بين ذراعيه بتصرّخ فيه:
- إبعد بقولك!!!
- و لـــو مـــبــعـــدتــش!!
نطقها بعنف بيدفعها على السرير أكتر فـ تألمت بتحاول تبعدُه عنها بتقول بوجع:
- آه يا عزيز آبعد!!
- مش هبعد .. و هقرب .. و أخرك هاتيه!!
قال و هو بيندفع لوجهها يوزع عليه قبلات عنيفة لا تمت للحنان بصلة! شهقت و صرخت و ضريته على كتفه عشان تبعده و لأول مرة تكرَه لمساته القاسية، لحد ما ذرفت الدموع بتقول برجاء:
- سيبني يا عزيز متعملش فيا كدا بالله عليك .. متكرهنيش فيك أكتر كدا!
كان مُستمر في توزيع قبلاته العنيفة على وشها و بداية نحرها، لحد مـ سمع صوت عياطها، دفن أنفه في رقبتها مغمض عينيهو صوت عياطها زي الأذى في ودنُه .. هو بيعترف إنه بيضعف قُدام دموعها .. فـ ما بالك بـ عياط بصوت عالي!! رفع وشُه ليها .. و بص لوشها الأحمر اللي كله دموع، و عينيه المقفولة و جسمها اللي بقى يترعش بين إيديه، بيسأل نفسه هي بتعيط ليه؟ هي فاكرة إنه ممكن ياخدها غصب؟ ولا حتى لمساته مبقتش طايقاها؟، غمض عينيه مش قادر يبصلها و لا قادر يتحمل الفكرة دي، لكن جسمها اللي بيترعش أثار شفقته عليها، قَعد قُصادها بصدره العاري، و شدها من دراعها عشان تقوم فـ فتحت عينيها و حاولت تبعد رسغها عن كفُه بتصرخ فيه بعياط:
- سيبني .. إبعد!!!
شدها لحضنه رغمًا عنها بيحاوط بذراعيه المفتولين، حاولت تبعدُه بعِندها المعروف لكن همس في أذنها بصوت حنون:
- جسمك بيتنفض .. و مش هتطلعي من حُضني غير بعد م أهديه شوية!!
نفت براسها بتقول و حتى باتت الحروف ترتجف على شفتيها:
- لـ .. لاء إبعد .. إبــ .. ـعد!!!
مسح على شعرها .. و على ضهرها بحنان، بيضمها أكتر ليه فـ بدأت تهدى، وشها على صدرُه و إيديها جنبها رافضة تحاوطُه، جاب شعرها على جنب واحد و مال يُقبل تجويف عنقها، و من ثم همس بصوته الدافئ:
- متعنديش معايا .. و متحُطيش راسك بـ راسي .. مينفعش يا نادين!
مردتش، إفتكر إنها نامت لحد مـ قالت:
- بتعمل معايا كدا ليه؟
مسح على شعرها و قال بهدوء:
- كدا اللي هو إيه؟
- ليه بتعذبني و بعدها تيجي تاخدني في حُضنك؟ ليه بتجرحني و بعدها تداويني؟ ليه بتعيّطني و بعدها تمسح دموعي؟ ليه مُتناقض!!
غمض عينيها و ضمها أكتر لجسمُه بيقول:
- أنا مش متناقض .. أنا في حرب، حرب ما بين قلبي اللي بيتنفسك .. و عقلي اللي مبقاش قابل فكرة وجودك أصلًا، و أنا متعلق بين الإتنين!
حاولت تبعد عنه لكنه ثبتها بيقول بخشونة:
- مبتعديش .. إتكلمي و إنتِ في حُضني!!
هتفت بألم:
- مش هقدر أنسى اللي عملته فيا .. أنا موجوعة أوي و قلبي الحاجة الوحيدة اللي مش هتعرف تداويها .. محتاطة أبعد .. تعالى نبعد عن بعض نرتب أفكارنا و نشوف كل واحد فينا عايز إيه!
تنهد و قال بعد ما أبعدها هو بيحاوط وجنتيها قائلًا:
- فكرة البُعد دي لو كانت سهلة كدا كنت عملتها من غير ما تقولي، مافيش حاجة إسمها نبعد .. مش هقبل!!!
- مش مهم تقبل يا عزيز .. أنا عايزة أتطلق أنا تعبت!!!
- إنسي!!
قالها بنبرة غير قابلة للنقاش، هتفت بحدة و ضيق:
- طب أنا مصيري إيه دلوقتي!
قال بهدوء:
- إنتِ مراتي!!!
- ولا خدامتك؟
قالتها ساخرة فـ مسك دراعها اللي كان كلُه حروق و مال يُقبلهم برقة أقشعر لها بدنها، إنكمشت بخجل لما نزِل أكتاف كنزتها مُقبلًا عضمتي ترقوتها، حطت إيديها على كتفُه عشان تبعدُه بتقول بخجل:
- عزيز .. إوعى!
- إنتِ وحشتيني بشكل عقلك ميتخيلهوش!
قال بجنون عاشق و هو يُقبل عنقها تصاعديًا تارة و تنازليًا تارة، أغمضت هي عيناها بتحاول تحارب إشتياقها هي الأخره له، عِرفت إنها كانت غلط لما إفتكرت إنها كرهت لمساته، نامت على الفراش بعد دفعة خفيفه له من كتفها، و حطت إيديها على صدرُه بتزقُه بضعف قائلة بأنفاس مُبعثرة:
- كفاية .. يا عزيز!!
بدى و كإنه مسمعهاش، و نست هي كل ما حدث في أحضانه، و تناسى هو أيضًا كل ما مر به، جاعلًا شغله الشاغل هي، كيف لإنسان أن ينسى إسمه .. عُمره .. أبويه و إخوته .. منصبه و مكانته و اليوم و الساعة و التاريخ بين أحضان من يُحب؟!
• • • • • • •
إستفاق بـ وجهٍ متعرق و أنفاس ضائعة، أتاه أخيه في الحلم، يتوسل له ألا يُضيع حقُه، و كإنه بينهيه عما يفعل، حَس بالنار بتتجدد في قلبُه تاني، لكنها خمدت لما وقعت عينيها عليه، نايمة ببراءة طفلة مغطية جسمها العاري ساندة راسها على دراعه و إيديها على صدرُه، غمض عينيه و مقدرش يمنع نفسُه من تقبيل جبينها، و برفق شديد أسند راسها على المخدة عشان يقوم، قام و دخل المرحاض يغتسل و يستحم، لبس بنطلون و قميص و قرر يقضي اليوم برا يمكن يعرف يرتب أفكارُه، خرج من الجناح بعد م شملها يعينيه، فـ كانت غارقة في نومها، نزل على السلم فـ لقى أمُه قاعدة قدام جهاز اللاب توب بتعيط بصوت، إنتفض قلبه عليها و راحلها .. قعد جنبها بيقول ممسدًا على كتفها:
- مالك يا أُمي بتعيطي ليه يا حبيبتي!!!
قالت ثُرية مشيرة لـ الشاشة بألم:
- جبت يابني الكاميرات و شوفت الواد الخسيس دِه وهو بيجطع فرامل عربية شريف!!
حدّج بعينيه في الشاشة و تصاعدت الدماء لـ رأسه من شدة الإنفعال و برزت عروقه و هو شايفُه بيقطع الفرامل و بيعمل مكالمة بعدها، إلتفت لأمه لما قالت يحزن:
- المصيبة مش إكده و بس، المصيبة إنه إعترفلي إن نادين .. مرَتك يا ولدي كانت هي اللي يتتابع معاه الموضوع ده، حتى إسمع إكده!!!
و أسرعت تضغط على شاشة هاتفها وسط صدمته، و فتحتله تسجيل ظهر فيه صوت الشخص اللي قتل أخوه بيقول:
- نادين هانم كانت موافقة جدًا على فكرة أبوها، و هي كانت بتتابع معايا شخصيًا لإن واضح كدا إن قلبها كان محروق على أخوها، إنها قالتلي آخُد عربيتها و أمشي وراه عشان لو مماتش أخبطه أنا بالعربية، و بالأمارة نمر عربيتها فـ سـ د ٢٠٢٥
جحظت عينيه مصدوم من اللي بيسمعه، صوت بكاء أمه بيتردد في أذنيه، مش قادر يصدق إن البنت الوحيدة اللي عشقها من قلبه كان عارفة إن أبوها هيقتل أخوه و كانت بتساعده على ده!!! كان إبتدى يصدقها لما قالتله إنها مكنتش تعرف!! و كان إبتدى يشفق عليها!!! و بعنف ضرب على الطاولة الصغي،ة أمامه فآإنتفضت أمه بخضة إلتفتت لما لما تمتمت ببكاء شديد:
- خد حقي و حق أخوك يا بني، لو الراجل اللي كان سبب في موته مات .. بنته اللي كانت بردو سبب في موته لسه عايشة .. و عايشة في عزك و متهنية! قلبي موجوع أوي يا عزيز .. ريّح قلبي يابني!!!
ألمه قلبه على دمعات أمه التي لا تسقط سوى لأمر قاسٍ لا تتحمله، كوّب وجنتيها و قال و شرر الإنتقام ينبع من عيناه و حروف كلماته:
- عهد عليا يا أمي لـ هقهرها زي مـ قهرتك، و هخليها تتمنى لو مكنِتش إتجوزتني .. هخليها تتمنى الموت و مش هتطوله أبدًا!!
*************
أربع أيام .. من غير م تشوفه أو تسمع صوته، لما صحيت بعد مـ قضت أجمل ليلة في عُمرها و كإنه كان بيعوضها عن اللي عمله .. و صحيت ملقتهوش جنبها، إفتكرت خضتها عليه و نزولها جري بأي حاجة تغطي بيها جسمها العاري بتسأل عليه لكن ملقيتهوش، و قابلتها نظرات أمه النارية فـ قررت ترجع الجناح، إتصلت كتير عليه لكن تليفونه كان مغلق، مكنتش بتاكل غير اللي بس يعيشها، بيتمنى لو تشوفه .. سألت عليه أمه و مش هتنسى أبدًا حدتها معاها في الكلام لما قالت بعنف:
- ملكيش دعوة بـ وَلدي .. مش كفاية جتلتوا الصغير عايزين تجتلوا الكبير كُمان!!!!
وققتها سابتها و مشيت بضيق، و في اليوم الرابع تحديدًا الساعة السابعة مساءً دلف إلى الجناح بطلته اللي بتخطف قلبها، شهقت بعد م كانت قاعدة على السرير بتتفقد صورُه، و إنتفضت من فوق الفراش و جريت عليه بكل لهفة بتمسك في قميصه بتقول بحدة إختلطت بإشتياق:
- كنت فين!!! هو أنا كلبة عشان تسيبني مرمية لوحدي يوم و إتنين و تلاتة و أكلمك مبتردش!!!
ضربت أنفها ريحة غير ريحة برفانه اللي إتعودت عليها، دي ريحة برفان حريمي، مسكت تلابيبه، و قربت بأنفها من قميصه و من رقبته، جحظت بعينيها لما إتأكدت و رفعت وشها ليه بتقول بعنف:
- ريحتك برفان حريمي!!! إنت كنت فين يا عزيز!!
قالها بيبصلها بسخرية:
- كنت بتجوز!!!!
يُتبع♥
عايزة أقول كلمتين عشان اكتشفت إنكوا للأسف طلعتوا متعرفونيش كويس، أنا متهيألي على مدار الروايات بتاعتي معظمها إن مكانش كُلها لا أحبذ إن البطلة تبقى ضعيفة أو مستكينة أو خاضعة للبطل .. أنا عايزاكوا تفرقوا بين الضعيف و بين الصابر!
نادين مش ضعيفة .. لا كانت ولا هتكون، نادين صابرة على جوزها اللي بتموت فيه مش أكتر، و ده مش معناه إطلاقًا إنه يستحق الصبر ده أو إنه ميستحقش العقاب منها، أنا بس عايزاكوا تتقولوا شوية و متحكموش على نادين بالضعف غير لما تفهموا جوانبها النفسية
نادين فقدت كل اللي بتحبهم .. أمها و أخوها الصغير و أبوها و مبقاش فاضل في حياتها غير عزيز، هي لسه متمسكة بيه لإنها أولًا بتحبُه .. و ثانيًا إنها مالهاش فعليًا غيرُه♥
كل اللي عايزة أقولهولكوا إن الرواية دي مش تقليدية .. و صدقوني والله هبهركوا، خليكوا بس واثقين فيا شوية لإن أنا أصلًا نصيرة الست القوية القادرة عشان بيني و بينكوا .. أنا واحدة منهم
الفصل الحادي عشر
- ريحتك برفان حريمي!!! إنت كنت فين يا عزيز!!
قالها بيبصلها بسخرية:
- كنت بتجوز!!!!
وقفت تبصلُه و كإنه قذفها بـ نيزك، عيونها بتتوسع .. و الدموع بتتجمع فيها، بتحاول تلمح في عينيه أي لمحة هزار بايخ، صدرها إبتدى يعلى و يبهط و كإنها بتغرق، غمضت عينيها من قوة النغزات اللي بقت حاسة بيها في قلبها، رجعت بصتله و قربت منه بتقول و نفَسها بيتقطع .. و الحروف بتخرج منها بالعافية:
- هو .. هو إنت بتهزر ولا .. بتتكلم .. جد؟
إبتسم ساخرًا، مُتلذذ برؤية الوجع في عينيها .. حَب يزودُه أكتر فـ قرّب منها .. مسك كفيها بقسوة شديدة بيشدها على صدره و بيقول بحدة:
- شمي كدا ريحتي و هتعرفي أنا بهزر و لا بتكلم بجد .. أنا لسه جاي من عندها .. و على فكرة هي تحت مع أمي وحابب أوي .. أعرفكوا على بعض!!!
إنتفضت و محسِتش بنفسها غير و هي بترفع إيديها الصغيرة .. بتديله قلم قوي خلاه يغمض عينيه بيحاول يتحكم في أعصابه و مينهالش عليها بالضرب و تموت في إيديه، مهربتش و هي شايفة ملامحه بتتوحش .. مكانتش مُدركة أصلًا للي بيحصل، ضربته على صدره عدة ضربات بتقول و صدرها بيتهدج بعنف:
- بتتجوز عليا!!! أنا قاعدة هنا قلبي بيتقطع عليك و إنت هناك في حضن مراتك الجديدة!
شدت شعرها لـ ورا بتصرخ فيه و هي بترجع خطوات لـ ورا:
- لاء .. لاء أنا مـش قـادرة أتحمـل!!!! طلقني .. طلقني دلوقتي!!!!
كان لسه مغمض عينيه أسنانه بتصتك ببعض من شدة غضبُه، صوت التكسير اللي حواليه خلاه يفتح عينيها و هو شايفها فقدت صوابها .. بتكسر كل اللي تقابله قدام عينيها، وشها أحمر و شعرها أشعث و أنفاسه مبعثرة، فضل واقف بيبصلها حاطت إيديه في جيبه .. لكنه قطب حاجبيه و هو شايفها بتضرب على ودنها و شعرها يجنون هيستيري، قرّب منها و بعنف مسك رسغيها بينزلهم من على ودنها و منتصف وشها اللي بقى كتلة من الدم من شدة إحمراره، هدر فيها بقوة و هو مقربها ليه:
- بطلي بقى شغل الجنان ده .. أنا ماسك نفسي عنك بالعافية!!!
نفت براسها بتقول و هي بتنهار و قدميها بتخونها فـ بتحاول تبعد عنه عشان تقعد على الارض بتقول بهمس لعدم قدرتها على الحديث:
- سيبني .. سيبني أقعد رجلي مش شايلاني!!!
حاوط خصرها بيسند جسمها اللي تقل على دراعه، بيراقب ملامحها اللي بترتخي و كإنها على وشك أن يغشى عليها، بتهمس بألم:
- سيبني .. شيل إيدك .. أنا بكرهك!!
حملها بين ذراعيه و حطها على السرير فـ غمضت عينيها بتعب بتحط إيديها على قلبها بتتآوه بألم:
- آآآه .. آه قلبي!!!!
بصت حواليها بفزع، و قامت و هي بتقول بهيستيرية:
- أنا بعمل إيه هنا .. أنا عايزة أمشي من هنا!
دخلت غرفة تبديل الثياب، و طلعت شنطة سفر تخصها و حطت فيها هدومها كلها بعشوائية بترميهم في الشنطة، دخل وراها و وقف على إطار الباب بيتمتم بهدوء:
- لو فاكرة إني هسيبك تمشي عادي كدا تبقي غلطانة؟
غمضت عينيها و رمت آخر قطعة كانت في إيديها جوا الشنطة بتلتفت ليه و بتقول بحدة:
- عايز إيه .. عايز مني إيه ها؟!!
إلتمعت عينيه بغل و قال بحدة:
- عايز أرجع حق أخويا منك!!!
ضحكت من قلبها .. ميّلت لُقدام من شدة ضحكاتها، و رجعت وقفت قُدامه بتقول بقوة:
- طب و حق يزيد يا أخويا .. ولا نسيتوه!!!
تابعت بحدة:
- أنا لما إتجوزتك .. مفكرتش أبدًا أخد حق يزيد منك عارف ليه؟ عشان عندي مُــخ .. و عارفة إن ملكش ذنب، إنت عايز تنتقم مني ليه في حاجة ماليش ذنب فيها!!!
صرخت في في آخر جُملتها فـ مقدرش يتحمل، قبض على فكها بنعنف بيقربها منه هادرًا في وشها:
- صوتك ميعلاش بدل ما ورحمة أبويا أجيبك تحت رجلي و يا عالم هتطلعي عايشة ولا ميتة! أنا هاخد منك حقي عشان إنتِ السـبـب في موته، إنتِ اللي جيبتي الوسخ اللي قطعله الفرامل و كنتي بتتواصلي معاه أول بأول .. مـــش كــــــدا!!!
تغاضت عن فكها اللي هيتكسر في إيدُه، و قالت مصدومة:
- إنت بتقول إيه!!! مين اللي قالك الكلام الفارغ ده!!!
نفضها من إيدُه و صوته بيعلى بجهورية:
- إخـرسـي بقى بطلي كدب .. إنتِ إيه مبتشبعيش!!!
سندت على إحدى الطاولات مغطية وشها بكفها، رفعت عينيها ليه و قالت:
- إنت ليه مبتصدقنيش .. ليه طول الوقت شايفني شيطانة أوي كدا!!
قرب منها و صرخ في وشها قائلًا:
- طب مـ إنتِ فعلًا شيطانة!! الوش البريء ده بتخدعي بيه كل اللي حواليكِ و إنتِ في الحقيقة .. رخيصة!!!
إتسعت عينيها مصدومة من اللي بتسعه، و مقدرتش تتحمل كلامه فـ هدرت في وشه بقسوة:
- ماشي يا عزيز .. أنا بقى شيطانة .. و أنا اللي دبرت موتة أخوك!!! مبسوط كدا؟ و أحب كمان أعرفك إنك مبقتش فارق معايا .. تتجوز تطلق إعمل اللي تعملُه .. و إوعى بقى من سِكتي عشان أنزل أبارك للعروسة الجديدة!!!
و ضربته في كتفه عشان تعدي، وقف مذهول من كلامها، مش قادر يصدق إنها إعترفت بلسانها، و إن على كلامها مبقاش يفرق كعاه، مشي وراها بخطوات بتطوي الأرض فـ لاقاها بترتب خصلاتها، و بتحُط أحمر شفاه قاني .. بتعدل ثيابها و بتنثر عطرها، و سابت الجناح و مشيت، فاق من صدمتُه و مشي وراها، لاقاها بتنزل على السلم بتمَخطُر، وقفت قدام أمه و مراته الجديدة التي تُدعى ندى، ذات الخصلات القصيرة و القوام المكتنز برشاقة على عكس نادين اللي كانت أشبه بالقوام الفرنساوي، كانت مختلفة في كل حاجة عن نادين .. نادين بشرتها مرمرية بيضاء .. و قمحاوية مايلة للسمار، عينيها غامقة عكس نادين اللي عينيها عسلي، كانت مختلفة عنها في كل حاجة و كإنه قاصد يدايقها، وقفت ندى قُدامها بضيق بينما نادين رسمت إبتسامة صفرا على ثغرها بتردف:
- إزيك يا .. معلش عزيز نسي تقريبًا يقولي إسمك!!
هتفت و هي بتمد إيديها عشان تسلم عليها، فـ مدت ندى كفها بتقول بحنق:
- ندى!!!
- أهلًا يا ندى!!
قالتها بترحاب، بينما حدجتها ثرية و كإنها بأربع أذرع مُندهشة من طريقتها، سابتها ندى و راحت لـ عزيز، إحتضنت خصرُه و قالت بخبث:
- عزيز بردو مقاليش إسمك .. أصلُه بينسى كل حاجة و هو معايا!!
في لحظة .. كل حصونها إتهدمت .. كل برودها إختفى، قناع القوة اللي ككانت لابساه وِقع و فضحها، لما شافتها لامساه و محاوطه خصرُه .. حركتها المفضلة مبقتش بتاعتها، كتمت شهقة ... و عياط و أهات لما لقته هو كمان بيحط إيده على كتفه .. بيلمسه صعودًّا و هبوطًا، بردو دي الحركة اللي كان متعود يعملها ليها، حسـت بنفسها بيضيق .. مقدرتش تكمل المسرحية دي فـ قالت بهدء بتحا ط تبان طبيعي:
- نادين رفعت يا ندى!!
و إتحركت نِحية السلم بتعدي من جنبه بتطلع و هي بتقول بصوت قوي زيفته ببراعة:
- أنا في جناحي بقى لحد م الغدا يجهز!!
وقفها لما ندهلها بعد ما كانت إتخطتُه، فـ وقف مغمضة عينيها:
- عايزك تفضيلي الجناح يا نادين!!!
خنجر فضل يزقه في قلبها لحد م غرقت في بحور دمها .. هيناموا على السرير اللي كانت بتنام معاه عليه .. هيستخدموا نفس الحمام اللي كانت بتسخدمه معاه .. هيسحمها زي ما عمل معاها؟ و هيلسها زي ما لمسها؟ تساؤلات كان ليها الفضل في نهش دماغها، لكنها إلتفتت له و قالت بقوة و إتزان تُحسد عليهم:
- حاضر .. بس كدا!!
و رجعت جناح بخجوات سريعة، دخلت و أول ما قفلت الباب قعدت على الأرض و إنهارت في عياط قاسي و اللي حمدت ربنا عليه إن جناحهم عازل للصوت، قعدت على العرض بتعيط من قلبها و شهقات بكاءها قاتل، غطت وشها بكفيها بتبكي بحرقة غلبت يكاءها على موت أبوها، ضربت الأرض بكفيها بتتآوه بصوت عالي رافتة راسها لفوق و مغمضة عينيها
- آآآآه يـــارب!!!! يـــارب شيله حبه من قلبي يارب كرهني فيه يا ربي أتوسل إليك!!!!
فضلت على الأرض دقايق، و حاولت تقوم بتسند على الحيطة، راحت لشنطتها اللي كانت فيها لبسها بالفعل و غادرت الجناح بعد م بصتله للمرة الأخيرة و دموعها بتنزل بصمت، بتفتكر اللحظات الجميلة اللي عاشتها معاه، طلعت من الجناح و دخلت جناح تاني، حاولت تلهي نفسها عشان ميجرالهاش حاجة و إبتدت ترص هدومها في الدولاب، مشيت بعدها بتعب غريب ضرب جسمها و إترمت على السرير و نامت من غير مقدمات، هي اللي كانت حارمة نفسها من النوم ٣ أيام من خوفها عليه!!!
نامت كتير .. يوم كامل نايمة و كإنها بتهرب من الواقع، لحد مـ فاقت على لمسات حنونة، فـ قتحت عينيها بلهفة تظنه عزيز، لكن غمضت عيننيها بحزن لما لقتها أم حمادة .. جايبة صينية و حاطها على الطاولة. و بتحاول تصحيها قائلة برفق:
قومي يا حبيبتي .. قومي كليلك لُقمة!!
هي فعلًا جعانة، قامت من غير كلام و قعد قصاد الطاولة و إبتدت تاكل .. و في وسط الأكل سألتها بجمود:
- عزيز فين يا أم حمادة؟
تنهدت أم حمادة مشفقة عليها، بتقول بحرجٍ:
- هو .. هو مع المدام في الجناح!!
أومأت لها بهدوء، و كملت أكلها، لحد ما شبعت و لفت ليها بتقول بإمتنان:
- تسلم إيديكِ!!!
- الله يسلمك يا قلبي!!
قالتها أم حمادة بحنان فائض و خدت الصينية مغادرة، قامت نادين تستحم و ترتدي شورت بالكاد يصل لما قبل منتصف فخذها من خامة الجينز، تعلوه كنز و كتفها اليمين ساقط، لملمت خصلاتها بـ كعكة فوضوية فـ يدت شهية، خرجت من الجناح و لا تعلم لِم قصدت جناحه، و ليتها لم تفعل، لم يكن الباب مغلقًا بالكامل، قدرت تشوف اللي بيحصل جوا، كانوا واقفين بيتكلموا لكن مقدرتش تسمعهم، لكنها إرتد جسمها بصدمة لما لقته بيقرب منها و ضهرها ضد الحيطة .. و شفتيه بتسير على طول عنقه بقبلا راغبة تقسم أنها تماثل تمامًا تلك التي كان يقبلها به، حبست أنفاسها برئتيها و هي شايفة ججوزها يفعل مع إمرأة أخرى مثلما كان يفعل معها، شعور القهر اللي حاسة بيه دلوقتي ملهوش مقارنة، فضلت واقفة شايفاه إيديه بتمشي على جسمها فإنهمرت دموعها بألم شديد، شايفاه بيفتح زرار قميصها فـ مقدرتش تتحمل اللي بتشوفه و جريت بتنزل على السلم برؤية مشوشة لدرجة إنها كانت هتُقع أكتر من مرة، خرجت الجنينة و هي حاسة بـ ضيق في نفسها، و قعدت على كنبة تشبه المرجية، شاردة قدامها و دموعها بتنزل بصمت تام و كإنها فاقدة النطق
*********
نفضها من إيديه لما لاحظ إن نادين مشيت، فـ إهتاج صدر الأخرى مما فعل و تجاوبها معه بتقرب منه تاني ماسكة قميصه قائلة بإغراء:
- وقفت ليه؟!!!
أبعد إيديها بإشمئزاز .. و كإن لمسة أي ست تانية على جسمه غيرها بتكويه!! و قال و هو بيبعد عنها موليها ضهره بيمشبطي في الأوضة ذهابًا و إيابًا:
- نادين كانت واقفة .. عملت معاكي كدا عشان متشكش إن جوازنا صوري .. و ياريت متنسيش ده!!
مشيت نِحيته بتتأمل ضهره العريض بإعجاب شديد، حاوطت خصرها ساندة راسها على ضهره فتشنج جسده بتقول بصوت رقيق مغوي:
- بس أنا عايزاك يا عزيز .. جوازنا بالنسبالي مش صوري و نفسي نتممه دلوقتي!!!
نفضها عنُه كالخرقة المُتسخة، و إلتفت لها بيرفع سبابته في وشها هادرًا بها بعنف:
- إياكي تاني مرة تلمسيني، و إوعي دماغك الوسخة دي تجيبك إني ممكن ألمسك!! أنا لا طايقك و لا طايق صنفك كلُه!!!
بصتله بعيون حارقة، بتصرخ بحدة:
- متجمعنيش معاها .. أنا مش كدابة ولا خاينة زيها!!
محستش بعدها غير بصفعة بتنزل على وجنتها، ملحقتش تدارك القلم لما شدها من شعرها بعنف بيهزها بقسوة:
- إخرسي و سيرتها متجيش على لسانك النجس ده!
نفضها من دراعه فإرتدت خطوات لورا حاطة إيديها على خدها متسمرة بصدمة، سابها هو و خرج بخطوات عنيفة، و بلهفة كان بيدور عليها في كل مكان، راح للجناح ملقهاش، إتجنن و بدأ يدور عليها بهيستيرية، مشاعر مختلطة إجتاحتُه ما بين خوف و قلق و غضب و رُعب من فكرة إنها سابتُه، خرج للجنينه ناوي على معاقبة الحراس اللي ظن إنها هربت من وراهم زي المرة اللي فاتت، لكنه لمحها قاعدة على المرجيحة، شِبه نايمة و رجليها كلها باينة بسبب الشورت القصير اللي لابساه، مغمضة عينيها، بصلها .. الشوق كان بيتقافز من عينيه، فضل لثواني و فجأة إتحول الشوق لغضب ناري بعد مـ أدرك إنها مش في أوضتهم و إنها نايمة في وسط الجنينة و جايز عين الحرس تُقع عليها!!
راحلها بعصبية، مسك دراعها فـ شهقت بخضة فـ قال بعنف:
- نايمالي في الجنينية بـ شورت مخلي فخادك كلها بـرا!!! حد قالك إني مركبهُم!!!
نفضت دراعها من قبضته بتقوم و تقف بتصرخ في وشه:
- إنت مالك بيا!!! مالك بـ لبسي و جسمي!! مـ تروح تشوف مراتك اللي جاية بـ لبس أتكسف ألبسه قدامك!!!
مردش .. هو فعلًا ملاحظ لبس ندى المبالغ فيه لكنه متكلمش يمكن لإنها متفرقلوش في حاجة، مسك إيديها و جرها وراه بضيق، فقدت أعصابها و صرخت بصوت عالي فيه بتضرب ضهره اللي طايلاه:
- إبعد .. إبعد بقى سيبني!!!
دخلها القصر و منه للجناح و مافيش قُدام عينيها إلا صورته و هو بيبوسها، غلي الدم في عروقها و إبتدت ضرباتها تبقى أعنف و من غير وعي رددت:
- إنت مش في كنت في حضن مراتك!! جايلي ليه م تسيبني في حالي!!
زقها ع الحيطة و قال بمكرٍ:
- آه كنت في حضنها .. عندك مشكلة!!!
بصتله بإحتقار حقيقي، و رفعت كفيها تضربه بقسوة على صدره مرددة بهيستيرية:
- طب روح .. روح كمل بوس فيها!!
- إنتِ زعلانة عشان بوستها و إنتِ لاء و لا إيه؟!!
هتف بهمسٍ يشبه فحيح الأفعى، مما جعلها تنكمش بتقزز مغمغمة:
- إبعد عني مش طايقاك!!
مرة تانية بتمس رجولته، لكن إشتياقه ليها كان أكبر من رغبة في معاقبتها دلوقتي، قرب من لدرجة خطيرة و قبض على كفيها معًا ورا ضهرها و بالكف التاني حاوط عنقها بيقول بخبث حقيقي:
- خلاص متزعليش أوي .. سيبيني أبوسك زي ما بوست ضُرتك كدا!!!
رفع ذقنها غصب، و مال على وشك إشباع ذلك العنق الطويل قبلات و فعَل بالفعل وسط صراخها و إعترضها الحاد .. و كإن شفتيه باتت مستعملة لا تليق بها، لم تكن قبلة بالنسبة لها، بل كانت بقع من النيران تكوي جسدها بدون رحمة!
مكانتش قادرة تشيل إيديها من إيده و تبعدُه من شدة قبضته على كفيها، لكن بعزم قوتها ضربت بقدمها كاحلُه ضربات عنيفة مأثرتش أبدًا فيه، لكنه قرر يبعد عنها، بصلها و ياريته ما عمل كدا .. عيون حمراء غاضبة و نظرات بترتكز في صدره تخبره بأن الموت أهون لها م موضع شفتيه، ساب إيديها و إبتلع رمقه و هو حاسس إنها إبتدت بالفعل تكرهُه!!، أول ما ساب إيديها و حررها من قبضته بعدت عنه، و راحت للحمام بتصفع الباب خلفها، قعد على الأريكة متجهم الوجه، حاسس بنغزات غريبة في قلبُه، إزدادت أكتر لما رفع عينيه و لاحظ رقبتها الندية .. عِرف إنها غسلتها! بقت تقرف منُه؟! تسائل مصدومًا .. هي اللي كانت بتتمنى قُربه و لمساته، دلوقتي بقت تغسل موضع شفتيه، إتجنن و خرج من الجناح قبل ما يتهور و يندم على اللي ممكن يعمله، خد عربيته و مشي من غير وجهَه، للحظة ندِم .. هو حقيقي وجعها، برغم وجعه من الأمر برمتُه لكنه وجعها أضعاف،
قطب حاجبيه بيتخيل إحساسها لما شافته بيقبل ندى بتلك الحميمية اللي زيفها ببراعة .. لو كانت الأدوار إتبدلت .. و شافها مع حد يمكن كان خرب الدنيا على دماغها، مجرد تخيل الأمر شوش تفكيرة و كان هيبط في عربية، صف بسيارته جانبًا بيحاول يلملم شتاته، بيفكر أد إيه إنساق بغضبُه لأفعال جنونية ضيعتها من إيديه، قادر العربية تاني و رِجع للقصر، مش عايز حاطة غير إنه ينام في أحضانها، إبتسم بألم متذكرًا حنانها معه قبل تلك النكبة، متذكرًا لحظاتهما معًا، دلف للقصر فوجد والدته تتسامر مع ندى و يبدو أنهما تآلفا بشكل كبير، إستغرب لكنه طلع للجناح اللي بقت تقطن فيه من غير تفكير، فتح الباب بلهفة و دخل الأوضة لكن مالقهاش، فتح باب المرحاض بهمجية لكن بردو ماقالهاش، تسرب القلق لقلبُه، و للحظة شعر بقلق لا مثيل له، و كإنه شعر بأمرٍ ما إستاء له قلبه، كان بيدور عليها زي التايه من أمه .. المجنون اللي عاش عمره كله ضال طريقه و بعد ما لقاه .. نسيه!! مافيش بني آدم إلا و سألُه في القصر، كلهم أكدولُه إن محدش شافها من وقت جلوسها في الجنينة الصبح، ركب عربيتُه و بجون ساق للڤيلا بتاعت أبوها، سأل الحرس لو كانت جات لكنهم نفوا، قطب حاجبيه مصدوم بيحاول يفكر فين راحت .. مالهاش مكان غير بيته و بيت أبوها .. متعرفش حد تروحله!! شد شعره لـ ورا بجنون، و هنا أدرك إنه خسرها .. بالكامل!!
حاول كتير يتصل بيها لكن تليفونها كان مقفول، راح مكتبُه و شغل كُل الكاميرات اللي في القصر و اللي قدام كل البوابات لكن ملقاش ليهة أثر، أخد تليفونه و إتصل بمن يُدعى نادر بيهدر فيه بصوت عالي كلُه قلق:
- أنا مراتي إختفت من بيتي يا نادر!! دورلي عليها .. متسيبش فندق .. مستشفى!!!
سكت مغمض عينيه و قلبه بيوجعه من مجرد فكرة إن ممكن تبقى جرالها حاجة، كمل بعنف و فقدان أعصاب:
- و لا قِسم غير لما تدور فيه يا نادر .. أنا عايز بكرة الصبح عنوانها يبقى عندي!!!
أتاه صوت نادر بتهذيب:
- حاضر يا عزيز بيه .. فيه بس شوية معلومات لازم تبقى معايا عن الهانم عشان أعرف أجيب لحضرتك مكانها بالظبط!
- ماشي يا نادر .. قولي عايز تعرف إيه و أنا هعرفهولك!!
أنهى مكالمته معاه بعدما أعطاه المعلومات الاازمة كإسمها الثلاثي و مواصفاتها، جلس بعدها واضع رأسه بين كفيه محني الظهر لأول مرة، أنفاسُه بالكاد يلتقطها، مش قادر يتخيل إنه ممكن ميشوفهاش تاني، سمع طرقات على الباب فـ قال بإرهاق:
- إدخل!!
دلفت أم حمادة بتوتر، بتقول منكسة رأسها:
- ممكن يا عزيز بيه لو حضرتك فاضي أتكلم معاك في حاجة!!
رفع عيناه لها بتعب و أسند ظهرها على المقعد بيقول:
- أجلي أي كلام دلوقتي يا أم حمادة!
قالت بنظرات ذات مغزى:
- حتى لو كلام يخُص نادين هانم!!!
إنتفض من على مقعدُه، قرب منها بخطوات هرِعة بيقول بلهفة:
- نادين!!! إنتِ عارفة مكانها؟!!!
نفت أم حمادة برأسها مغمغمة بأسف:
- لاء يا بيه مش بالظبط!!
- أومال .. إنطقي يا أم حمادة أنا فيا اللي مكفيني!!
قال بعد ما مسح على وشه بعنف و عروقُه بارزة، هتفت الأخيرة بهدوء:
- حاضر يا باشا .. أنا كنت عايزة بس أقول لحضرتك إني سمعت ثُرية هانم بتتكلم في التليفون مع واحد .. الظاهر إن هو نفسه اللي جابته هنا و هو اللي قتل شريف بيه، كانت بتقولُه إنها عايزاه يبعتلها تسجيل بصوته بيقول فيه إن نادين هانم السبب و بتتفق معاه على مبلغ معين .. مقابل الكلام ده!!
جحظ بعينيه مصدوم من اللي سمعه، و قال بحدة:
- إيه اللي إنتِ بتقوليه ده!!!
هتفت الأخيرة بإرتجافٍ:
- و حياة إبني حمادة يا بيه ده اللي حصل .. و أنا مقدرتش أشوف نادين هانم مظلومة و أقف ساكتة كدا! عشان كدا قررت آجي أقول لحضرتك!!
- يعني .. نادين مظلومة؟!!
قال و هو بيدور في الغرفة مش قادر يتمالك أعصابه، بيضرب على سطح المكتب قائلًا بعنف:
- ليه .. ليه مقولتيليش! من بدري قبل م أبهدلها معايا بالشكل ده!!! ما ترُدي!!
هتفت أم حمادة بحزن:
- والله يا بيه كنت خايفة الهانم لو عرفت تقطع عيشي، كنت خايفة أوي يا بيه أعذُرني أرجوك!!!
- طب إطلعي .. إطلعي برا!!!
قال و هو بيشاورلها بأنفاس متقطعة، قاعد على حرف المكتب بقدمين متعبتين، خرجت بالفعل مسرعة، ضرب هو على جانبيه فوق سطح المكتب بكفيه بعنف بيصرخ:
- غـــبـــي!!! غــبــي غـبـي!!! إزاي أصدق إنها ممكن تقتل! إزاي أعمل فيها كدا!!
غصب عنه نزلت دموعه، بيقوم و بيميل على المكتب بيقول بألم:
- خسرتها .. للأبد، خلاص مش هشوفها تاني!!
************
الساحل الشمالي، في أحد الشاليهات بإسم رفعت محمد
قفلت باب الشاليه وراها، خطت بقدميها الحافية و خلخالها الرنان بتغمر قدميها في الرملة الناعمة، و لأن الوقت في شروق الشمس فـ كان مظهر البحر حابس للأنفاس، ركلت بعض الرمال مُبتسمة، و قعدت على كُرسي قُريب من البحر، مُبتسمة بإتساع، بتضم قدميها لصدرها و بتتنفس بحُرية كبيرة، السعادة مرسومة على وشها لسه بتحاول تُدرك إنها هربت .. هربت بلا عودة، مشيت و سابتُه و إتحررت من سجنُه اللي كان مقيدها، مترددتش لحظة في الهرب، مبصتش وراها .. ندمانه على كل لحظة قررت فيها تصبر على اللي بيعمله و تكمل معاه، و أول ما هربت بمساعدة أم حمادة اللي كانت عارفة كل الأبواب السرية اللي في القصر قررت تغير رقمها و تبدأحياة جديدة كُليًا!! قامت من على الكرسي وفردت ذراعيها جوارها و هي بتقرب من البحر رافعة راسها لفوق بتردد بإمتنان:
- الحمدلله .. أحمدك يارب .. أحمدك يارب!!!
**********
شهر .. إتنين .. تلاتة من اغير ما يعرف عنها حاجة، بقى عصبي بشكل غريب، مبينامش غير ساعة أو ساعتين في اليوم كله .. بيقضي باقي يومه بيلف عليها في الشوارع أو بيشتغل، لكن مافيش نتيجة، حتى نادر مقدرش يلاقيها، حياته إتغيرت بعد ما سابتُه، كإن روحُه إنطفت و ملامحه بقت باهتة، طلّق ندى بعد ما عرف الحقيقة مُباشرةً، و مبقاش بيتكلم مع أمُه إلا للضرورة القصوى، مبقاش طايق يشوف وش ست غيرها .. ولا يلمس غيرها، كان قاعد في مكتبه داخل الڤيلا، لحد ما طرقات على الباب قطعت شروده، سمح للطارق بالدخول فـ دلفت أم حمادة بـ وجهٍ شاحب، بصلها بإستغراب و قال:
- مالك يا أم حمادة .. حصل حاجة؟!
هتفت أم حمادة بـ رجفة:
- مـ .. مافيش يا بيه في واحد .. قاعد برا عايز حضرتك!!!
قطب حاجبيه و قام بيقول بحيرة:
- واحد مين!
سكتت و مقدرتش تنطق فـ خرج من المكتب، و لقى راجل لابس نضاره في إيدُه بعض الأوراق، قرب منه و قال بغطرسته العتادة:
- خير؟!
هتف المُحضر بضيق من أسفل نظارته:
- عزيز القناوي؟
- أيوا!!
هتف الأخير و قدر بدأ القلق يدغدغ قلبه، فـ هتف الأخير يمد له ورقة قائلًا بشماته شعر بها نحو ذلك الطاووس:
- طيب إمضيلي هنا يا حضرت، مراتك مدام نادين رفعت رافعة قضية خُلع عليك و الجلسة يوم ١٢\٩
يُتبع♥
أي خدمة يا حبايبي♥😉
أغوار_عزيز ♥
أو يغور عزيز أيهما أقرب😂😂😭
تابعووووووني
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الفصل السادس والسابع والثامن من هنا
الفصل التاسع والعاشر والحادى عشر من هنا
❤️💙🌺🌹💙🌺🌹💙❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹
تعليقات
إرسال تعليق