القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أغوار عزيز الفصل السادس والسابع والثامن بقلم الكاتبه ساره الحلفاوي حصريه وجديده

 رواية أغوار عزيز الفصل السادس والسابع والثامن بقلم الكاتبه ساره الحلفاوي حصريه وجديده 


إستفاقت على شعور بالمياه يتغلغل كامل جسدها، فإنتفضت بفزع و لقت نفسها في البانيو و المياه الدافية تغمرها و الصابون يخفي جسدها، إلتفتت حولها فوجدت عزيز يقف ملتفًا بمنشفة حول خصره و يبدو أنه للتو أنهى إستحمامه، نطقت إسمه مصدومة:

- عزيز!!


نظر لها قائلًا بخبث و هتف:

- نومك تقيل أوي، يعني شيلتك و قلّعتك الروب و حطيتك في البانيو و بردو لسه نايمة!!


غمغمت بإرهاقٍ:

- أنا جسمي متكسر أوي!!


قال بجدية يجلس على حرف البانيو:

- عشان كدا حطيتك في البانيو، المياه الدافية هتفُك جسمك!


هتفت بعتاب تنظر له بضيق:

- إنت السبب!!!


إقترب منها ممسكًا طرف ذقنها يقول بمكرٍ


- متلومينيش! ٦شهور قاعدة معايا تحت سقف أوضة واحدة و مش عارف أقربلك!!


غرزت أسنانها بشفتيها بخجل تنظر أرضًا، أُظلمت عينيه برغبة و حرر شفاها من بين أسنانها بيقول و عينيه مُثبتة على شفتيها:

- متعمليش كدا بشفايفك تاني عشان إنتِ مش هتستحملي اللي هعملُه!


شهقت بخجل و ضربت كفه الممسك بذقنها تقول بإرتباكٍ:

- طب إطلع برا بقى عشان أعرف أقوم!!


غمز لها بمكر بيقول


- قومي و أنا قاعد، أنا كد كدا شوفت كل حاجة!!


- عـزيـز!!!

صاحت به بخجل فـ ضحك، ينهض لكي لا يُربكها أكثر، بينما نزعت مسد المياه من البانيو و نهضت تبعد قدمها المصابة عن إنهمار الدش أعلى رأسها


إنتهت و لفت حول جسدها منشفة كبيرة، خرجت من الحمام و لقتُه لبس بنطلون و بيجهز شنطته، وقفت مندهشة و غامت عينيها بالحزن لما ظنت إنه غيّر رأيه و مش هياخدها، إلتفت لها فـ قطب حاجبيه من مظهرها و سأل بإهتمام:

- مالك؟


تمتمت تجلس على الفراش جواره:

- لو مش عايز تاخدني معاك قول و أنا مش هزعل، هروح أقعد في بيتنا عادي


قطب حاجبيه بإستغراب، و وقف أمامها بيحاوط وجنتيها قائلًا بهدوء:

- مش هعوز ليه و أنا اللي قايلك؟ يلا قومي جهزي شنطتك عشان الطيارة كمان ٤ ساعات!!


رفعت عينيها له بسعادة، فـ قرص أرنبة أنفها و كمل تحضير شنطته، قامت وهي بتركض على قدمها الصحيحة بحماسٍ رهيب 


• • • • • • • •


صعدت معه سلم الطيارة بوجل، أنفاسها تتعالى و هي بتبص للطيارة بخوف شديد ماسكة في كفُه بتقول برجاء:

- عزيز .. م تروح إنت و أرجع أنا البيت!!


إبتسم و مال عليها يحملها بين ذراعيه قائلًا:

- طب يلا يا جبانة!!


تشبثت في دراعه بتدفن راسها في صدرُه بقلق شديد، إتمحى فورًا لما شافت إبتسامة بلهاء على وجه المضيفة بتقول و عينيها بتاكل عزيز .. جوزها!:

- مستر عزيز .. و الله الطيارة نوّرت، أنا طالعة الـ Flight دي مخصوص عشان حضرتك فيها!!


رفعت إحدى حاجبيها بضيق من حركاتها و حديثها، و تابعت كلمات جوزها الرزينة:

- متشكر يا داليدا!


بصتلُه بحدة بتسأل نفسها إزاي عرف إسمها و منين و ليه!، تشبثت في رقبته بتقول بغنجٍ:

- عزيز، حُطني على الكُرسي بسرعة بليز عشان رجلي إبتدت توجعني!


إرتبكت داليدا و أسرعت تشغل نفسها في شيء آخر، بينما وضعها عزيز على مقعده المعتاد، و جلس جوارها، كانت عينيها مثبتة على تلك المضيفة و لاحظت إنها بتسترق النظر ليهم بين الحين و الآخر، هزّت قدميها الصحيحة بغضب و بصتله فـ وجدته بيتفحص هاتفه قبل الإقلاع، لمعت في ذهنها بفكرة ماكرة فـ مالت عليه و أناملها تسير على طول ذراعه بحميمية مغمغمة بدلع:

- عزيز


نظر إليها بطرف عيناه قلق على اللي في عقل الشيطانة الصغيرة دي، لكنه همهم كإجابة، فـ همست هي في أذنه:

- بوسني!!!


- إيه؟

قالها و هو شاكك إن ودانه اللي إلتقطت الكلمة غلط، لكنها أعادتها على مسامعه فـ إستغرب، ليهتف بنبرة خبيثة:

- متأكدة!!


- جدًا!

قالتها مُبتسمة و عينيها ثابتة على المضيفة اللي بتتابعهم بضيق، مال يُقبل جوار شفتيها بعمق ثم شفتيها، حبست أنفاسها بصدمة، هي كانت تقصد يبوسها على خدها بس!! بِعد بعدها بثواني بيبُص في تليفونه، غمغمت هي تستند على المسند جوار ذراعها:

- مكنش قصدي كدا .. بوسة على خدي بس!!


- بوس إبتدائي ده مبحبوش!

قال وهو مركز في تليفونه، فـ إبتسمت بخبث لما لمحت المضيفة إختفت من قُدامهم، لكن فور إعلان الطائرة على الإقلاع حتى تمسكت بذراعه، بتقول برعب و هيستيرية:

- عزيز .. عزيز مش قادرة آخد نفسي!


بصلها بصدمة، مكنش متخيل إن الموضوع معاها بالجدية دي، فـ ربطلها الحزام و مسح على وجنتها اليمنى بضهر صوابعه:

- إهدي و بُصيلي، فاكرة لما بالصُدفة إتقابلنا في الساحل و غرقتي و أنقذتك؟


حاول تشتيت إنتباهها فـ بصتلُه و إبتسمت و لكن جسمها لسه متشنج، بتقول:

- لما زعقتلي بعدها؟


أومأ لها و هو مبتسم من تجاوبها معاه، فـ شردت بتفتكر اليوم ده


كانت في رحلة مع صحابها في أحد منتجعات الساحل الشمالي، و هو كان بيخلص صفقة في نفس المنتجع، عينيه وقعت على بنت لابسة مايوه لكن محتشم عكس كُل أقرانها، و رغم إنها مش مححبة لكن رفضت تلبس بكيني، إبتسم لما عرف هويتها، فضل مراقبها من بعيد يُقطب حاجبيه أحيانًا من هزارها مع أحد الرجال أصدقائها، و يعود و يبتسم لما يلاقيها فرحانة كإنها طفلة، لحد ما قرروا صحابها إنهم يطلعوا ياكلوا و أصرت هي تفضل في المايه شوية، المكان بقى شبه خالي سواهم، و لإنه كان قاعد بعيد شوية فـ متعرفتش عليه، لحد ما حس وسط سباحتها إنها بتبعد، و بتدخل جوا زيادة عن اللزوم، كانت سبّاحة ماهرة لا بأس بها من وجهة نظرُه، لكنه خلع عنه نضارته الشمسية لما حَس بالخطر عليها، و في لحظة كان بيرمي نضارته و تليفونه على الترابيزة و بيقلع قميصه المفتوح و بينزل يلحقها، كانت شِبه دخلت في الغويط و حتى مصرّختش، بتغمص عينيها و بتفتحها كإنها بتستسلم لمصيرها خلاص، جري عليها لحد م وصل لمكان هو نفسه مبقاش لامس فيه الأرض، شالها بين إيديه و هي كانت بين الوعي و اللاوعي من المايه اللي شربتها، دراعها و راسها مرتخيين على ورا لدرجة إن قلبُه كان هيقف و إفتكرها ماتت، حطها على الرملة، بينده عليها بجنون:

- نادين .. نادين سامعاني؟


ملقاش منها رد، فـ قبض كفيه و وضعهما على صدرها بيضغط عليه عشان يخرج المايه اللي بلعتها، لكن مافيش فايدة، مكانش قدامه حل غير التنفس الصناعي، قرّب منها و أفرج عن شفتيها بينفخ جوا فمها، فضل على الحال ده شوية لحد ما لقاها بتتنفس و بتكح و المايه بتخرج من فمها، غمّض عينيه بيحمد ربُه بيتنفس بصعوبة، لعق شفتيه اللي حملوا ملمس شفتيها مُبتسمًا على ذكرى هتفضل في ذهنه طول عمره، بينما هي بصت حواليها و أجهشت في البكاء، إتخض و رفع عينيه ليها بيقول بقلق:

- في إيه إهدي!!


- كنت هموت!!

قالتها ببكاء طفولي، فـ إبتسم و مسح على خصلاتها بيقول بهدوء:

- بعد الشر!!!


- إنت عزيز؟

قالتها بصدمة بتمسح دموعها، فـ أومأ لها بهدوء، إبتسمت ملء شفتيها لكن رجعت تبصلُه بقلق مغمغمة:

- عزيز إوعى تقول لـ بابا!! هيخليني مسافرش تاني في حياتي!


هتف بضيق:

- لاء هقولُه، إنتِ مستهترة و مكنش ينفع من الأول تفضلي في مكان زي ده لوحدك!!


قطبت حاجبيها تقول بحدة:

- و إنت مالك بيا؟! حد عيِّنك وَصي عليا و أنا معرفش!!!


طالعها بهدوء يُحسد عليه، و في لحظة كان بيقوم و بيسيبها و يمشي، طالعته بندم و أسرعت تنهض تقف خلفه و هي شايفاه بياخد حاجاته و بيمشي، مشيت وراه بتقول بخجل:

- معلش أنا أسفة عليت صوتي يا عزيز و آآآ


قاطعها لما إلتفت و قال بحدة بيشاورلها بسبابتها:

- عزيز بيه! أنا مبلعبش معاكِ في الشارع!!


وقفت تبصلُه بضيق و حزن زي الطفلة اللي غلطت و أبوها بيعاقبها، و تمتمت بحزن:

- طيب يا عزيز بيه عندك حق .. فيه فرق سن بردو لازم أحترمُه!


كإنه ادتلُه بالقلم، فوّقته على واقع نغز في قلبُه، مكنش ملاحظ فرق السن بينهم إلا لما هي بنفسها لفتت نظره لـ ده من غير قصد، تصاعد الغصب في قلبُه من إستحالة إنهم يبقوا مع بعض، و لَف و كمل سيرُه فـ إتبعته هي بمرحها المُعتاد:

- مقولتليش يا عزيز .. بيه، هتقول لـ بابا؟


مرَدش عليها و كمل سيرُه بيحط نضارته اللي زادتُه وسامة، وثبت بتقف قُدامه فـ وقف بيبُصلها بضيق، إلا إن إبتسامتها الجميلة خلِته يتنهد و هو بيبعد نظرُه عنها عشان مياخدهاش في حضنه، هتفت هي بلُطف:

- خلاص بقى قلبك أبيض، بليز متقولش لـ بابا هيقلق عليا أوي و هيبعت ياخدني!!


صمت للحظات، لكنه عاد يقطب حاجبيه لما إفتكر صحابها الولاد اللي كانوا موجودين و هزارهم اللي خلّى الدم يغلي في عروقه، فـ سألها بحدة:

- إنتِ قاعدة فين .. و مع مين؟!


أشارت للفندق خلفه بتقول ببسمة:

- قاعدة في الأوتيل ده، مع صحابي!!


- في أوضة لوحدك صح؟

سألها بضيق، أسرعت تقول:

- آه طبعًا!


أومأ لها و قال بهدوء:

- ماشي .. هتقعدي لإمتى؟


- يومين كمان!

قالتها و هي بتنفض التُراب العالق في ملابسها، فـ تدحرجت عينيه لما ترتديه، بنطلون لازق في جسمها و قطعة علوية بنصف أكمام لكن تصل لما قبل ركبتيها، إتدايق لما لقى اللبس لازق في جسمها من المياه و ميعرفش ليه حَس إن حتى لبسها ده مش عجبه و إنه عايز يخبيها عن الناس، خصوصًا  خصلاتها اللي محرراها و نازلة على وشها و هي بتنفض لبسها، فـ قال هو بعصبية مقدرش يسيطر عليها:

- المايوه لازق على جسمك و مبين تفاصيله كلها!!! 

رفعت عينيها ليه و بصتلُه بإستغراب، لكن خرّجت منشفة من شنطتها و لفتها على كتفيها فـ غطت مفاتن جسدها و قالت بإبتسامتها البريئة:

- كويس كدا .. متقولش لبابا بقى بليز يا عزيز!! 

قربت منه شوية و هي بتميل راسها ليه برجاء بتضم كفيها مع بعض، أربكته أكتر و حمد ربنا إنه لابس نضارته لإنه كان بيتإملها برغبة حقيقي في ضمها لصدرها، و قال بهدوء:

- ماشي مش هقولُه!!


قفزت بسعادة و قالت:

- والله من أول ما شوفتك و أنا بقول عليك راجل جدع!!


ثم تابعت بحماس:

- طب بقولك إيه .. في حفلة النهاردة لـ عمرو دياب بليل، م تيجي؟


هتف بإنزعاج:

- مبحبش الحفلات!!


هتفت مبتسمة:

- دي هتبقى رهيبة، صدقني مش هتندم!! 


ثم أشارت له قائلة:

- يلا لازم أرجع عشان حاسة إن الرمل بياكل فيا، باي يا عزيز .. و من غير بيه!!


ثم ركضت من أمامه سايباه بيبتسم، مش قادر يصدق أد إيه هي مُفعمة بالحيوية و روحها جميلة،  إنجذابه ليها بيزيد، و رغم كُرهه للحفلات إلا إنه قرر يبقى موجود عشان يشوفها أكبر وقت ممكن!!


و بالفعل بالليل كان موجود في المكان، بيدور بعينيه عليها لكن الزحمة كانت رهيبة، نِدم إنه مخدش رقمها و إتصل بيها، فِضي يدور عليها لحد م زفر براحة لما شافها، لكن هيئتها خلت نار متوقدة مشتعلة في صدرُه، لابسة فُستان بيلمع واصل لـ ما قبل ركبتيها .. بدون أكمان بيظهر أكتافها البيضاء و عنقها الطويل المرمري و ذراعيها الرشيقان، شعرها متصفف بتمويجات ساحرة، و حاطة على وشها القليل من مستحضرات التجميل، مقدرش يتحمل منظرها، حَس إنه عايز يروح يكسرها نُصين و يشدها من شعرها يدخلها عربيته عشان محدش يشوفها، حَس بدُخان طالع من ودانه و هو شايفها واقفة بتهزر مع واحد و كان نفس اللي شافها معاه الصبح، كان بيقرب منها و بيهمس في ودنها فـ بتضحك أكتر، للحظة قِرف منها، و حَس إنه إتسرع لما أُعجب بيها و إنها شخصية تافهة معندهاش حدود مع الجنس الآخر، كان هيمشي و يسيب كل حاجة لولا إنه شاف نفس الشخص بيشدها معاه لمكان منزوي، مشي وراهم من غير وعي و كإن رجليه اللي سايقاه، لاقاه بيدفعها على الحيطة و هو واضح عليه الثمالة، و هي إتصدمت من اللي عملُه و بتقول:

- فارس .. إنت بتعمل إيه!!


- نادين أنا عايزك .. مش قادر أستحمل أكتر من كدا!!!

قال و هو بيقرب منها فـ شهقت و رفعت كفها بتصـ.ـفعه بحدة بتقول بشراسة:

- إنت إتجننت إيه القرف اللي بتقوله ده! إبعد عني!!!


كانت بتحاول تد.فعه من صدره لكنه كان زي الجبل، بينما وقف عزيز و فيه حاجة جواه مبسوطة إن دي ردة فعلها و إنها مسمحتلوش يقربلها، لكن مقدرش يتحمل لما قرب من عنقها و لما زقتُه رفع إيديه و ضر.بها، إتجه عزيز ليه بأعين تنطلق منها الشرار و بخطوات تطوي الأرض، مسكُه من ياقة قميصُه و سدد له لكـ.ـمة أطاحته أرضًا وسط بكاء نادين اللي حطت كفها على خدها و هي حاسة بتنميل فيه! عزيز ميل عليه و ضربه بقوة و رجع يقف بيبصلها بحدة أرعبتها، جذبها بقسوة من دراعها و مشاها قُدامه لحد ما طلعوا من مكان الحفلة للجراچ، بكت أكتر لما زقها على عربيته بيمسك ذراعيها بعنف بيهزها بقوة و هو يصيح في وجهها:

- بــتــعــيــطــي!! فارحانالي بجسمك و مبيناه و زعلانه إنه طمع فيكي؟ م طبيعي و هو شايف واحدة بتضحك و تتمسخر معاه و بايتة برا بيت أهلها، طبيعي يشوفك بنظرة وســ.ـخة!!!


عيطت أكتر بتخبي وشها عنه مش قادرة تواجه غضبُه و صريخُه عليها، سابها و هو بيتنفس بيحاول يهدي نفسُه .. للحظة حَس إنه هيجراله حاجة .. كل ما يفتكر إن اللي إسمه فارس ده قرب منها و لمسها بيبقى هيتجنن، فضل يضرب في العربية جنبها فـ إنتفضت بتبعد عنه برعب بتحاوط نفسها و هي لسه بتعيط، غمض عينيه و رجع فتحهم بعد ثواني بيبصلها، كانت حالتها مزرية، شعرها بقى مشعث و وشها أحمر و علامات صوابع قذرة على خدها الأبيض، عينيها كتلتين من الإحمرار و جسمها كله بيترعش، أشفق عليها، و قرّب منها فـ بعدت خطوتين فـ شدّها من كتفيها بيوقفها قُدامه، إرتجفت بتبص في الأرض بتعيط بإنهيار، رفع أناملها و مسك دقنها بيقول بحدة:

- إرفعي وشك .. بُصيلي!!


رفعت وشها ليه و الدموع ملطخاه، عينيها البريئة بصتلُه فـ هدمت حصونه، مسّد بإبهامه على خدها اللي عليه العلامات، عينيه لانت و هو شايفها بتبعد وشها بألم، فـ مسد على خصلاتها بيرتبها فـ عيطت أكتر و هي بتقول بصوت متقطتع:

- أنا .. أنا مكنتش أتوقع إنه هـ .. هيعمل كدا و الله


- عارف!!

قال بهدوء، هو متأكد إنها متعرفش نوايا اللي حواليها القذرة، براءتها مخلياها مش شايفة اللي طمعانين فيها، لقاها بتقول بشفاه ترتجف:

- أنا .. لو كنت أعرف إنه زبالة .. كدا .. مكنتش هتعامل معاه خالص يا عزيز .. والله العظيم مكنتش .. أعرف!!


كوّب وجهها بكفيه بيحاول يمنع نفسه من ضمها لصدرُه، بيمسح على وجنتيها بإبهاميه بيهمس برفق:

- إهدي!


- عايزة أروح .. لبابي!!

هتفت برجاء بتبصله زي الأطفال، فـ أومأ لها بيقول بلُطف:

- حاضر .. هوديكِ!!


أومأت له و هي بتضم ذراعيها لصدرها، إتنهد و فتحلها باب العربية فـ ركبت، ركب جنبها و لقاها بتشد فستانها لتحت بخجل بريء، لف بجسمه و إلتقطت چاكت يخُصها، حطه على رجليها فـ أسرعت بتعدله عشان تغطي رجليها، بتقول بهمس:

- ممكن أرجع أوضتي في الأوتيل أجيب حاجتي الأول!


- ماشي!!

قال و هو بيسوق العربية و مافيش قُدامه غير منظرها الضعيف زي الورقة اللي في مهب الريح، وقف العربية قدام الأوتيل و لقاها بتلبس الچاكيت بتاعه و كإنها بتتحامى فيه، طلعت حضرت شنطتها وسط عياطها و غيرت هدومها لبنطلون و بلوزة، لملمت خصلاتها على هيئة ذيل حصان لتحت، و رجعتلُه العربية، نزل و حطلها الشنط في العربية من ورا، فتحت هي الباب و قعدت بإرهاق، ركب جنبها و إبتدى يسوق و هو سامع همهماتها الباكية، حَس إن دموعها بتنزل زي ماية النار على قلبُه، مقدرش يتحمل و قال بضيق:

- كفاية عياط يا نادين!


- ماشي!

قالت بحزن و هي فاكرة إن صوت عياطها الخفيف مدايقه، لحد ما سكتت بتكتم عياطها جواها بتتمنى تترمي في حُضن أبوها!


عودة للوقت الحالي

كانت ساندة راسها على كتفُه بتفتكر اللي حصل مُبتسمة، نست تمامًا إنها على طيارة و نسيت فوبيتها من الإرتفاعات، كان بيتابعها بجنب عينيه بإبتسامة، رفعت عينيها للمضيفة اللي تقدمت منهم شايلة الأكل بتقول موجهة كلامها لـ عزيز:

- مستر عزيز .. الـ Meals زي ما حضرتك طلبت!!


- شكرًا!

قالها بهدوء بينما نادين عينيها بتطلع شرار بتبصلها بحنق شديد، إلتقطعت قطعة من الستيك بالشوكة قائلة بإبتسامة:

- الستيك دي معمولة Especially لحضرتك، ممكن حضرتك تدوق و تقولي رأيك!!


طالعتها نادين مصدومة، و بصت لـ عزيز اللي أخد منها الشوكة و أكل هو القطعة، و من ثم قال بهدوء:

- لذيذة!!


إبتسمت له المضيفة تطالعه بحالمية، بينما إلتقطت نادين قطعة بالشوكة و قضمتها بعنف، و قالت بعدها بحدة:

- طعمها بشع إستغفر الله العظيم، مافيش طعم أصلًا .. ماسخة!!


هتفت بها تطالعها بنظرات ذان مغزى و كإنها بتقولها " أنا هنا مش قصدي ع الستيك!" طالعتها المضيفة بضيق و بصت لـ عزيز و قال بإبتسامة:

- المهم إنها عجبت حضرتك يا عزيز باشا!!


رفع عزيز حاجبه الأيمن بضيق، ثم قال و هو يضع الشوكة مكانها:

- مدام معجبتش مراتي .. شيليها!!


نظرت له نادين مصدومة، و إتسعت إبتسامتها مش مصدقة اللي قالُه، فـ إبتسمت الأخيرة بحرجٍ و أومأت له تحمل الطبق و تحمل معه خيبتها، مقدرتش نادين تخفي فرحتها، و جذبت وشها ليه تُقبل وجنته عدة قبلات متتالية عاشقة إبتسم على أثرهم و هو يحاوط خصرها يمسح على ظهرها صعودًا و هبوطًا، نزلت بشفايفها لدقنُه بتوزع قبلات على كل جزء طالته من وشه فـ ضحك مستمتعًا بملمس شفتيها على بشرته بيتمنى لو تفضل كدا و مش هيزهق، توقفت عندما تعبت من تقبيله بتاخد أنفاس عميقة مستندة بجبينها على خدُه، إلتفت و باس جبينها، فـ إبتسمت و أسندت راسها على كتفُه متعلقة في ذراعه القوي مبتسمة بشعور إنتشاء قوي يتغلغل بها!

••••••••••


ركضت جوا الغرفة بسعادة، هي بتعشق الفنادق لإنها مبتبقاش محتاجة تعمل حاجة بنفسها، إرتمت على الفراش فاردة ذراعيها بتقول بإبتسامة واسعة:

- و أخيرًا وصلنا!!


تململت على الفراش بتقول:

- أنام شوية بقى!!


قال وهو بيغسل وشُه بيحاول يفوق نفسُه:

- نامي لحد ما أرجع!!

 إنتفضت من فوق الفراش بتمشي ببطء نِحيته بعد ما حست إن جرح رجلها إبتدى يوجعها:

- هتروح فبن دلوقتي؟ ريح جسمك شوية!!


خرج من الحمام و وقف قُدامها بيقول بهدوء:

- مينفعش لازم أقعد مع الـ clients دلوقتي!


حاوطت عنقه بتقول بنبرتها الأنثوية:

- طيب متتأخرش عليا!


تنهد قُدام جاذبيتها اللي بتضعفُه، و قال بهدوء:

- ماشي!


- يا إيه؟

قالتها بضيق بتقطب حاجبيها، فـ مفهمش وقال:

- يا إيه إزاي؟


سندت راسها على كتفُه بتقول بحُب:

- مش أنا لما كنت في حضنك قولتلي يا حبيبتي .. و قولتلي يا عُمري و دُنيتي؟ عايزة أسمعهم منك دلوقتي!!


إرتبك، بيفتكر إنه فعلًا لما كانت بين أحضانه كان بيهمسلها بكلمات عاشقة و فقد السيطرة تمامًا على نفسه وقتها، هو في العادي مبيعملش كدا و دي كانت أول مرة، فـ قال و هو بيحاول يتهرب منها:

- لما أرجع عشان متأخرش!!


طبعت قبلة على عنقه جعلته يقبض فوق خصرها بيحاول يتحلى بالصبر بتقول بصوتها اللي يخضع أمامه أعتى الرجال:

- مش هياخدوا منك .. وقت!!


و رفعت نفسها تُقبل دقنُه بحنو هامسة قُدام شفتيها:

- يلا قول .. عشان خاطري!


لقى لسانه بيتحرك بدون وعي:

- يا حبيبتي!!


إبتسمت و عانقت رقبته أكثر بتدفن وشها في تجويف عنقه مقبلة بشرة رقبته بحنان هامسة جوار أذنه:

- و إيه كمان؟


غمّض عينيه و قال و إيدُه بتمشي على خصرها بعشق:

- و عُمري!!


بعدت وشها عنه و طبعت بشفتيها جوار شفتيه بتقول مغمضة عينيها مستندة براسها على خدُه:

- بس؟


قال و هو بصعوبة بيسيطر على نفسُه عشان يبعد:

- و دُنيتي كلها!!


مال منتويًا على تقبيلها لكنها بعدت بسرعة بتنام على السرير على بطنها بتقول بمكر:

- يلا يا عزيز هتتأخر على الـ Clients بتوعك!!!


شدد على قبضتيها بحدة بيقول و هو بيمشي متجهًا لباب الغرفة:

- ماشي يا نادين، لما أرجع هدفعك تمن اللي عملتيه ده!!!


و أول ما قفل الباب وراه فضلت تقفز بجسدها فوق الفراش بإبتسامة و ضحكات جميلة على العبث اللي عملتُه فيه و حالُه اللي أربكته، فـ الأسلحة الأنثوية تستطيع فعل الأفاعيل!


الفصل السابع

إستفاقت على أنامل تعبث بـ منامتها اللي كانت عبارة عن كنزة تصل لمنتصف معدوها بدون أكمام تتعلق فقط بـ حمالتين على كتفيها، و سروال يصل لمنتصف فخذيها، كانت نائمة بعمق و لكن إستشعرت أنامل تجول على ما ظهر من جسدها، قامت مفزوعة لكن إتنهدت براحة لما لقتُه عزيز، بتحط إيديها على قلبها بتقول بلوم:

- حرام عليكي يا عزيز خضتني!!!


إبتسم و قال بصوته الرجولي:

- خضيتك ليه؟ إنتِ فاكرة إني هسمح لحد يدخل أوضة مراتي ويلمس جسمها كمان!!


إرتبكت من أنامله التي تسير على فخذيها فـ حاولت إبعاد كفُه تقول بتوتر:

- إنت .. إنت بتعمل إيه!


- هعاقبك!

قالها بجدية شديدة، فـ رفعت عينيها ليه بصدمة بتقول:

- تعاقبني؟ أنا عملت إيه؟


قرّب بوشه من وشها و قال بخبث:

- إنتِ عارفة عملتي إيه، خليتيني مش قادر أركز مع الناس اللي كنت قاعد وسطهم و للحظة حسيت إن دماغي معاكي إنتِ!!


إفتكرت اللي عملتُه قبل ما يمشي، و قررت تنفذ الجزء التاني من خطتها، فـ غمغمت بهدوء:

- طيب غيّر هدومك و تعالى نام و ريح جسمك شوية!!


أسرع يهتف بنظرات كلها رغبة ليها:

- أنا فعلًا عايز أريح جسمي .. في حضنك!!


شهقت بخجل و أسرعت بتقول بتوتر:

- عزيز بس بقى! يلا بجد عشان تنام شوية!!!


- مافيش نوم النهاردة!

قالها بحدة مازحة، فـ ضحكت برقة تغمغم مغمضة الأعين و كفيها أسفل وجنتها:

- و بعدين بقى! إدخل خُد شاور كدا و فوق وبعدين نشوف الموضوع ده!!


- إياكِ تنامي!

قالها بتحذير فـ أومأت له، ذهب هو و فتحت عيناها هي بخبث لتقول:

- أنا هخليك تقول حقي برقبتي يا .. يا عزوزة!


فتح باب المرحاض مرتديًا بنطاله و رائحة عطره الرجالي تفوح منه، ألقى بنظره عليها فـ لاقاها نايمة بعُمق، راح نِحيتها متوعدًا ليها بيغمغم:

- نمتي يا نادين!


إستلقى جوارها بيمسح على خصلاتها و هو بيناديها بيأس:

- نـاديـن!!


ملقاش منها رَد، فـ إتنهد بضيق و قفل النور و حط دراعه على عنيه عشان ينام هو كمان، لكن فتحت هي عينيها بخبث و قربت منه بتمسك دراعه حاطة راسها عليها مهمهمة بنعاس، أسرع يشيل إيده اللي كانت على عينيه و بصلها بيمسك كتفها بلهفة:

- صحيتي يا نادين؟


بردو ملقاش رد، راسها بس مسنودة على دراعُه و بتحاوطه بـ ذراعيها، زفر بضيق و مسح على خصلاتها و غمض عينيه عشان ينام!


بينما هي بصتلُه بتتأملُه بمكرٍ لحد مـ نامت فعليًا!


 •••••••••••••


صحيت على شِفاه موضوعة على رقبتها، شهقت بخفوت و خجل و هي بتستوعب إنه ملقي بجزعه العلوي عليعا محاوط خصرها كإنها هتهرب، راسه تحت دقنها دافن أنفه و شفتيه في عنقها، من أنفاسه المنتظمة عرفت إنه لسه نايم، تنهدت بعشق لا ينضب و مسحت على خصلاته بحنان فطري، تغلغل أناملها في نعومة شعرُه و ضهرُه العاري اللي كان كلُه عضلات بتمسح عليه برفق و حنان، باست اللي طالته من جبينه بتحاول بجسمها الصغؤر تضمه ليها أكتر و أكتر بتشبع نفسها من وجوده و حُضنه اللي إتحرمت منه يمكن من أول ما شافتُه، بدأت تنهار. حصونها خصوصًا لما حست إنه صحي و طبع قبلة حنونةعلى رقبتها بعثرت كيانها كله، إزدردت ريقها و قررت متمثلش النوم بالذات إنه ممكن يكون حَس بـ لمساتها و صحي على أثرها، رفع وشه النعسان ليه فـ إبتسمت رغمًا عنها بتبص لشعره الأشعت و عيناه المجفلة من آثار النوم، رفعت كفيها تعيد ترتيب شعرُه و بتحاوط وشُه بحنان وبإبتسامة مرسومة على شفايفها أسَرته، فـ ثبت أنظاره على شفايفها و رجع تأمل عيونها بيقول بصوته المتحشرج أثر نومه:

- بتحبيني؟


صدمت من سؤال، سكتت شوية لكن قررت إنها مش هتخبي عليه مشاعرها أكتر من كدا، و أومأت له تتشرب ملامحه بعينيها، فـ مال يُقبل جوار شفتبها قبلة عميقة دغدغت أنوثتها و كامل حواسها يهمس و أنامله تسير على خصرها:

- إنطقيها .. قولي إنك بتحبيني!!


- بحبك!

همست بها بعد ما قررت نسيان أمر إنتقامها الخبيث منه دلوقتي و التركيز على قلب بينبض بعنف بين ضلوعها من لحظات يمكن متتكررش تاني، قالتها بكُل عفوية و براءة جسمها بيقشعر من لمساته على خصرها، فـ مال يلتقط قبلة عميقة رغم سطحيتها من شفتيها، بعِد و هو بيهمس بأنفاس متهدجة:

- أد إيه؟ بتحبيني أد إيه؟!


بللت شفتيها بحرجٍ، فـ مقدرش يتحمل أفعالها اللي مبتقصدش تثيره بيها بس هي بتولّع نار قايدة فيه و هي الوحيدة اللي قادرة تطفيها، دفن جبينه على خدها بيقول و كإنه بيترجاه:

- متعمليش أي حركة بشفايفك .. والله العظيم إنتِ م أد اللي ممكن أعمل فيكي في لحظة جنان!!


مفهمتش قصدُه، يمكن لإنها مأدركتش إن حركة بسيطة زي دي تأثر عليه، فـحاوطت وشُه بحنو و رفعتُه لوشها عشان يواجهها بتقول بحنان بيحسه منها لأول مرة و كإنها أمه:

- أد الدنيا يا عزيز!


إبتسم و ريّح راسُه أسفل دقنها، مسحت على خصلاته بتقول و عينيها غامت بحُزن:

- إنت بتحبني؟


كانت عارفة إن الإجابة لاء .. أو صمت، لكن همهمته موافقًا على اللي بتقوله كانت إجابة، كتمت فرحتها في جوفها و حاولت تبقى طبيعية و هي بتقول:

- من إمتى؟


- من ساعة ما شوفتك أول مرة!!


جحظت بعينيها و قالت مصدومة:

- أول مرة؟ 


و تابعت ساخرة:

- إنت لما بتحب حد بتطردُه من عربيتك؟


- لو مكنتش طردتك وقتها .. كنت هعمل كدا ..

مال عليها بيوزع قبلات على وجهها فـ ضحكت وقالت وسط قبلاته:

- خلاص خلاص كفاية!!


- أنهي أرحم بقى؟

قال مُبتسمًا دافنًا أنفه في عنقها فأجابت مسرع ميتسمة:

- الطرد طبعًا!!


كانت عايزة تنُط من فرحتها من إعترافُه ليها، قلبها بيدق بسرعة جدًا يمكن لإنه إتطمن إن معشوقه بيبادله العشق، فضلت مُستمتعة بكونه في أحضانه تمسد على شعرُه لحد ما قال اللي قلب كيانها كلُه:

- أبوكي ليه علاقة بموت شريف يا نادين!!


إرتجف قلبها و أناملها، حمدت ربها إنه مش شايف عينيها المفزوع. دلوقتي، حاولت تخلي نبرة صوتها طبيعية بتقول ساخرة:

- إنت هتعمل زي الحجّة والدتك و لا إيه؟


- جاوبيني!

قال و هو بيرفع راسه ليها، لملمت شتاتها و قالت بهدوء:

- لاء يا عزيز!!


رفع إنملُه و شال خصلة من على وشها بيرجعها ورا ودنها بيقول بعدوء خوّفها:

- لو طلعتي بتكدبي عليا .. و أبوكِ اللي قتلُه .. عقلك مش هيعرف يصورلك هعمل إيه!


سقط قلبها في قدميها، و مقدرتس تنطق و الخوف بيدي في جسمها، لحد ما قالت بصوت خافت:

- ليه بتخوفني منك؟ ليه بتقلب كُل لحظة حلوة لذكرى بشعة تفضل محفورة في دماغي!!


بص لعينيها الحزينة و مكنش يعرف إن كلامه هيدايقها و يأثر فيها كدا، مسح على شعرها و منطقش فـ قالت بتحاول ادفعه من صدره:

- عايزة أقوم يا عزيز!!


- لاء!!

قال بصوت قاطع بيقرب خصرها منه أكتر، ؤافض تمامًا خروجُه من جنة مُتمثلة بين إيديه، فضلت تضرب صدره بقبضات ضعيفة حزينة بتهمس:

- سيبني .. سيبني أقوم!!


- أنا آسف!

قال بهدوء و مسك كفها بيُقبل باطنُه تحت نظراتها المصدومة .. متخيلتش إعتذارُه في أحلى أحلامها، بصتلُه و هو بيُقبل راحة كفها قبلات بطيئة، و رِجع لـ ملاذُه المتجسد في كرزتيها، يلتقطهما بقبلةٍ حنونة و كإنه بيعتذر بطريقتُه، ضعفت مقاومتها ليه، و إستسلمت بين إيديه مأخوذة من طريقته اللي بقت جديدة عليها، بتبادله قبلته بخبرة مُنعدمة خلتُه يشدد عليها أكتر غارقين في بحر من العشق. و الخوف معًا!


• • • • • • •


صِحيت من نومها بتتحسس الفراش جنبها لكن لقتُه فاضي، فتحت عينيها بإنزعاج لإنها مصحيتش على أحضانُه و قُبلاته، لفت الغطا على جسمها و قامت لكن سمعت تليفون الفندق الأرضي بيرن، راحتلُه بخطوات بطيئة و خدت السماعة بتقول بصوتها الناعس:

- ألو .. 


جالها صوته اللي خلاها تبتسم بحُب مشددة على السماعة:

- صحي النوم!!


- إنت فين يا عزيز!!

قالتها بإنزعاج بريء، فـ هتف هو بهدوء:

- عندي كام حاجة هخلصهم و أجيلك، بس عايزك تقعدي في البانيو تفُكي جسمك عشان حاسس إني إتغابيت عليكي إمبارح!


شهقت بخجل و من ثم غمغمت بهمس:

- طيب!!


أكمل بإبتسامة:

- و إجهزي بعدها عشان عيب نبقى في سويسرا و منركبش خيل!!


إبتسمت بحماس بتقول بطريقتها اللي بيعشقها:

- إحلف!! هركب خيل!! ده بابا مكنش بيخليني أقرب من الإسطبل!!


قال ببعض من الحنان:

-لاء هتركبي بس و إنتِ في حضني عشان ميحصلكيش حاجة! 


أسرعت بتقول بحماس:

- إتفقنا .. ساعة بالظبط و هبقى جاهزة .. يلا باي بقى متعطلنيش!!


سمعت ضحكته قبل ما تقفل وجريت على الحمام


• • • • • • •


وقفت قُدام المراية مبسوطة من شكلها، كانت لابسة بنطلون حدد تفاصيل ساقيها الرشيقتان من خامة الجينز، و كنزة بيضاء بأكمام بتضحك لما إفتكرت كلامُه في التليفون في تاني إتصال ليه:

-  أقسم بالله لو شوفت دراعاتك الحلوة باينة هيبقى يوم إسود على دماغك يا نادين!!


رفعت شعرها ذيل حصان فـ أظهر خصلاتها، و لبست Boots وصلوا لـ ركبتيها، حمدت ربها إن رجليها إتعافت بشكل كبير عن الأول، أخدت تليفونها و إتحركت نِحية الباب، خرجت من الأوضة و نزلت على السلالم بحمساها المُعتاد لقتُه واقف في بهو الفندق بلبس كاچوال لأول مرة تشوفه عليه، إبتسمت بحُب و جريت عليه ع السلم فـ إنزلقت قدمها و كانت هتُقع على وشها لولا دراعه اللي مسك وِسطها بسُرعة فـ وقعت في حضنه ماشكة كنزته تناظره بفزع، إبتسم و مال مُقبلًا جفنها بيقول بمكر:

- مش نمشي عِدل ولا إيه؟ رجعنا لشُغل العيال تاني؟!


ضحك لـ التوتر اللي ظهر على وشها من الموقف برمته و هي بتبص حواليها يتهمس:

- الأوتيل كله إتفرج عليا! شكلي بقى عِرة!

 حاوط كتفها بيقول مبتسمًا:

- يلا يا أخرة صبري!!!


وقف قُدام الإحصنة بعيون بتلمع، شفايفها منفرجة قليلًا مش قادرة تصدق المنظر اللي قدامها، فتحت باب الإسطبل الهشبي و جريت على الحصان متجاهلة نداء عزيز، قرب من الحصان و مسحت على شعرُه من غير خوف، مسحت على راسه لكنها شهقت و رجعت عدة خطوات لورا لما أصدر الحصان صهيل قوي و قفز للخلف بشكل أفزعها و خلّاها ترجع خطوات لورا، إصطدمت في صلابة صدر عزيز اللي حاوط كتفيها بيقول بضيق:

- حد يعمل كدا؟!!


إلتفتت له و قال بخضة:

- أنا .. أنا مكنش قصدي .. أنا خايفة!!


مسك كفها و قرّبه من الحصان لكنها حاولت تتراجع بتقول برعب:

- عزيز لا خلاص يلا نمشي!!


حاوط خصرها ملصقًا ظهرها بصدره بيقول:

- متخافيش .. حبوب الشجاعة اللي كنتي واخداها مفعولها راح ولا إيه؟


- لاء بس هو خوِّفني منه!

قال بخوف شديد بتنزع إيديها من إيده و بتلتفت بتترمي في حُضنه، إبتسم و مسح على ضهرها مُقبلًا خصلاتها بيقول بحنان:

- متخافيش يا حبيبتي، إنتِ اللي خوفتيه منك، لازم ياخد عليكي شوية الأول!!


رفعت عينيها للحصان و قالت بحيرة:

- يعني المفروض أعمل إيه طيب؟


- هاتي إيدك!

قبض على كفها بيمسح على ضهره و شعره برفق بكفها الناعم، حتى إتسعت إبتسامة نادين شيئًا فـ شيء، ضحكت و هي شايفة الحصةن مستسلم للمساتها، إلتفتت براسها بس لـ عزيز و الإبتسامة مزينة ثغرها:

- ده شكلُه حبِني!!


كان مُبتسم و لكنه قطب حاجبيه بيسند دقنه على راسها بيقول و هو بيشدد على جسمها نِحيته:

- متخلينيش أضربُه بالنار بقى!!


تجاهلت حديثُه و بعدت عنه شوية بقترب وشها من الحصان تلتصق بخدها على وجهُه فـ رفع الأخير ذيله بإستمتاع، شدها عزيز ليه بيقول مكتفًا ذراعيها لمعدتها بيقول بضيق:

- و بعدين بقى!!


ضحكت الأخيرة و خرجت من أحضانه بتلتفت له و بترفع إيديها ليه بحماس بتقول:

- يلا بسرعة طلعني على ضهرُه!! بسرعة بسرعة!!


- يا بنتي إهـدي!!

قال مش مصدق الحماس اللي طالع من عينيها البرّاقة، بيبتسم و هو حاسس إنه واخد بنته الصغيرة مش مراتُه، لم تنطفء شعلة حماسها و قالت:

- يلا عشان خاطري بقى!!!


قال و هو بيزيحها من طريقه بلطف:

- طب إوعي هركب أنا الأول!!


شهقت و هي بتقول:

- طب و أنا!!


إمتطى الخيل و مد كفُه ليها بيقول:

- هتركبي قُدامي .. في حُضني!!


قطبت حاجبيها بضيق و مسكت كفُه بتحاول تطلع لحد ما شدها من خصرها بيقعدها قُدامُه، لتغمغم بضيق:

- إيه شغل العيال ده إنت واخد بنت أختك على العجلة، أنا عايزة حصان لوحدي!!


- لاء!

قال بنبرة قاطعة بيمسك اللجام فـ كتفت دراعها بضيق بتستند على صدرُه، مشي هو بالحصان بيميل شوية على شعرها مسنتشقًا ريحتُه الخلَّابة، إتضايق من سكوتها فـ إبتسم بخبث و شد اللجام عليه فجأة فـ رفع الحصان كفيه عاليًا لتشهق هي مصدومة بتمسك في دراع عزيز اللي حاوط بيه خصرها بتنطق بإسمه برعب:

- عـزيـز!!


- إتعدلي و فُكي التكشيرة دي!!

قالها بإبتسامة، إتعدل الحصان واقف على إيديه و رجليه، تأففت بضيق لكن لفت نظرها تحكمُه في لجام الخيل، خدته من إيديه و مسكتُه و ضغطت على موضع قدميها بتضربه بخفة على الخيل، مشي الخيل و إبتدى يسرع و هي بتصرّخ بفرحة و حماس، لحد م إبتدى يجري وسط فرحتها و عدم خوفها، بينما عزيز حاوط خصرها و كُل اللي في دماغه دلوقتي هي و إن ميصيبهاش مكروه، مسك اللجام، فـ فردت ذراعيها بفرحة حقيقية بتقول :

- أنــا مـبـسـوطـة أوي يــا عـزيــز!!!


إبتسم و طبع قبلة على خصلاتها محاوط خصرها بعشقٍ، أخدت هي أنفاس عميقة و كإن روحها رجعتلها!، همس لها عزيز بعد ثواني بيقول:

- كفاية كدا بقى ولا إيه؟


أومأت له تنظر له من أعلى كتفها بإبتسامة شقية، شد اللجام عليه لحد ما وقف الخيل، مالت هي على الخيل حاطة وشها عليه بتقول ببراءة:

- تعبت يا قلبي؟ تعبناك صح!!!


جذبها من خصرها بيقول بضيق:

- طب إنزلي يلا بدل م أوقعك!!!


ضحكت من قلبها و قالت بخوف زائف:

- لاء لاء!! إنزل إنت الأول أنا خايفة أنزل لوحدي!!


ترحل هو بالفعل من فوق الخيل، و مد ذراعيه لها عشان يلتقطها، إتعلّق في رقبتُه و نزلت و هو مشدد على خصرها، فضلت محاوطة رقبته تشرأب بقدميها، و عانقته بعدها بحُب:

- بحبك أوي!!


إتنهد و ضمها لجسدُه بيقول:

- و أنا بحبك!!


بِعدت عنه بإبتسامة، فـ مال مُلتقطًا شفتيها في قبلة راغبة حنونة، حاولت تبعدُه بخضة لحد م بِعد بتقول مصدونة:

- يا عزيز .. حد يشوفنا!!!


- الإسطبل ده بتاعي .. محدش شايفنا!!

قال بأنفاس متهدجة راغبة ليها، فـ إتسعت عنيها بتقول:

- الإسطبل بتاعك!!! إشتريتُه إمتى؟


قال و هو بيمسح على وجنتها اليُمنى بضهر أنامله:

- لما كلمتك الصُبح و إتبسطي بإننا هنركب خيل .. قررت أشتريه!!


إتسعت إبتسامتها بتبصلُه بعدم تصديق، و من غير مقدمات إرتمت في أحضانُه بتعانقه بقوة بتضم جسمها لجسمُه بعشق، إبتسم و شدد على أحضانها أكتر، بِعدت بوشها بس عنه و أمطرت وجهه بـ وابل من القبلات بتقول و سط كل قُبلة:

- إنت حبيبي .. و قلبي .. و حياتي!!


ضحك و حملها بين ذراعيه بيقول بخبث:

- أنا شايف إننا نرجع أوضتنا بقى!!


ركلت بقدميها بتغمغم برجاء:

- لاء لاء لاء و حياتي و حياتي يا عزيز خلينا، عايزة أركب حصان بنت لوحدي!! 


ضحك عاليًا بيقول بخبث:

- حصان بنت!! إسمها فرس يا نادين .. و بعدين هو فيه فرس يركب فرس؟!


شهقت عاليًا بخجل بتضربه في صدرُه بتقول:

- عيب كدا على فكرة لم نفسك!! و يلا نزلني مش عايزة أرجع عايزة أقعد هنا عشان خاطري بقى!!


نزلها على رجليها مش قادر يرفض طلبها بالمكوث، فـ أسرعت تركض بعيدًا عنه قائلة بخبث:

- لو جدع إمسكني!!


- بقى كدا!! طب تعالي!

قال و هو يركض خلفها يلتقطها بذراعيه وسط ضحكاتها التي ملئت المكان!!


الفصل الثامن

نايمة على رجلُه وسط الرملة و هو قاعد ساند ضهرُه و قُدامهم حطب أشعل النيران فيه، بيشرب كوباية شاي بكف و بالآخر بيغلغل أناملُه في خصلاته اللي شال عنها الربطة سايبهم مفرودين على رجله، غمضت هي عينيها بإستمتاع و هي حاسة إن أحلامها بتتحق، نايمة في حضن جوزها اللي بتعشقُه، في مكان مافيهوش غيرهم هُما الإتنين، بيمسد على شعرها بحنان لطالما إتمنت تحس بيه منه، إبتسمت و رفعت عينيها ليه بتقول بصوتها اللي بيُهيم فيه:

- عارف بقى أنا حبيتك من إمتى؟


همهم كإجابة بيبُصلها بإهتمام، فـ قالت بتمّشي أناملها على ساقُه بحُب:

- الأول أُعجبت بيك أوي لما ضربت الزفت اللي إتحرش بيا في الڤيلا عندنا، و بعدين إتشديت ليك لما إنقذتني من اللي إسمه فارس ده و لما شوفتك ساعتها كان نفسي أترمي في حُضنك و أعيط و معرفش ليه وقتها شوفت فيك .. بابا!!

حبيتك بقى و إتعلقت بيك لما رجعت من السفرية دي و كنت متابعة أخبارك أول بأول، كنت بشوف صورك و كل حاجة بتنزلها و أنام على صورك .. تخيل؟ لكن .. من ساعة حادثة يزيد حبيبي .. و كل حاجة إتغيرت، كنت كل ما أشوفك توجعني! مش عارفة ليه كنت بتبقى قاصد توجعني أوي كدا!


غمغمت في آخر كلماتها بحُزن شديد بتفتكر اللي حصل لما عرفت بموت أخوها!


أول ما عرفت جريت على الشركة بتاعته، حاول الحراس يوقفوها لكنها صرّخت فيهم و دخلت غصب عنهم زي الرياح الغاضبة، ركضت لـ مكتبُه على الدرج لخوفها من المصاعد، و فتحت الباب و الحُراس بيلحقوها مُتخيلين إنها داخلة تإذيه، إتصدم من وجودها و قام وقف ورا مكتبُه، إنقضت عليه بتصرّخ في وشُه و بتمسك تلابيبه بتهدر فيه بقوة و قسوة:

- يـــا حــيــوان يــــا عـيــلــة قــتــالــة قُــتـــلــة!!! و الله لأموتك زي ما موتوه والله يا عزيز هقتلك بإيدي دي!!!


فضلت تضرب على صدرُه فـ قرب منها أحد الحراس على وشك لمس دراعها عان يبعدها عن رب عملُه، لكن هدر فيه عزيز بصراخ أجفلها هي شخصيًا:

- مــحــدش يـقــربــلــهــا!! إياكوا تيجوا جنبها!!! و إطلعوا برا فورًا!!!


خرج الجميع فورًا، بصلها هو و لأول مرة يشفق عليها، بيقول بصوت هادي عكس تمامًا جهوريته قبل ثواني:

- إهدي!!!


إغرورقت عينيها بالدمعات و هي بتقول بعنف:

- أهدى؟! أهدى و إنتوا قاتلين أخويا الصغير!! عايزني أهدى بعد ما فرمتوه تحت عربيتكوا!!!


سابلها جسمه تحاول تهز فيه لكن مكنش بيتهزر مما جعلها تجن أكتر، سابته و خدت كُل اللي على مكتبه بتلقيه على الأرض دفعة واحدة، حافظ على هدوءُه و ثباته، لحد ما وقفت قدامه صدرها بيعلو و يهبط بعنف شديد مش قادرة تاخد نفَسها تحت نظراته، قرّب منها و هو بيحارب شعفُه نِحيتها، مش قادر يصدق نفسه .. عزيز القناوي مشاعره إتحركت بعد ما دفنها سنين طويلة! بيحارب بكل قوة عشان مياخدهاش في حضنه و يفتت عضمها بين إيديه من شدة رغبته فيها، وقف قُدامها و قال بهدوء جاهد نفسه عشان يحافظ عليه:

- عايزة كام؟


قلبُه وجعُه لما بصتلُه بعيون مصدومة مقهورة، مش قادرة تصدق كلامُه، لدرجة إنها قالت بصوت بيترعش:

- عايزة كام!!! ده .. ده ردك؟ دي مواساتك ليا؟


مقدرش .. لَف بضهرُه عشان ميواجهش عينيها اللي أدمت قلبُه، غمّض عينيه و قال بجمود يعاكس تمامًا نار قلبُه:

- أنا عرفت إن والدك .. رفعت بيه صحتُه تعبانة من اللي حصل و إن شركتُه بتُقع، فـ أظُن أكتر حاجة ممكن يحتاجها الأول و تعوضه عن الحادثة دي هي الفلوس!!!


راح بأقدام ثابتين، فتح درح المكتب و أخد دفتر الشيكات بتاعه، قطع ورقة منه و مسك إيديها .. بيحاول يتغاضى عن نعومتهم و طراوتهم اللي جننتُه و فتح كفها بيقول بهدوء:

- حُطي الرقم اللي يعجبك .. و بكرة الصبح هتلاقيه في حساب أبوكِ!!!


بصت للشيك .. و رجعت بصت ليه و الدموع بدأت تنزل من عينيها بنظرات مش ممكن ينساهم، فضلت ساكتة .. مش قادرة ترُد و لا حتى قادرة تحرك جزء صغير من جسمها، إتخيلت إنه هيواسيها .. هيحضنها .. هيضمها لصدره و يهدهدها بكلماته و يعتذرلها و يربت على ضهرها، آخر تخيلاتها تبقى دي ردة فعلُه، فِضل ماسك كفها في حُضن إيدُه، يمكن الشيك كان حِجة عشان يفضل ماسك إيدها و إبهامه بيتحسسُه، قطب حاجبيه و هو شايفها بتقول بصوت مبحوح:

- مش قادر أصدق .. أنا حاسة إني عايشة في كابوس!!


مردش .. و ساب إيديها من غير ما يبِصلها، بيبعد عنها، لحد ما سمعه بتقول اللي خلاه يغمض عينيه بألم:

- ربنا .. ربنا يوجع قلبك زي ما قلبي واجعني دلوقتي!!!


سمع بعدها الباب بيتخبط بعنف، حَط إيدُه على قلبُه بيقول بألم:

- هو واجعني فعلًا يا نادين!!


إلتقط هاتفه بلهفة و إتصل بأحد حراسه بيقول بصوت عالي:

- الأنسة اللي كانت في مكتبي من شوية .. هتخرج من الشركة دلوقتي، تفضلوا بالعربية وراها و عينيكوا متغبش عنها لحظة لحد ما توصل بيتها .. مفهوم!!!


عادت للواقع و محستش بدموعها اللي بتسقط على وجنتيها بحزن، لاحظ هو دموعها فـ قال بحنان:

- قومي .. تعالي يا حبيبتي!!


أسرعت بتقوم و بتقعد في حُضنه مقربة منه جدًا، رفع أنامله اليمنى يمسح دمعاتها بحنو، و كفه الآخر يتحسس خصرها برفق، بصلها و قال برفق:

- ممكن تبطلي عياط؟


أومأت له فزادت دمعاتها ركضًا على بشرة وجنتيها، ملقاش حَل غير تشتيتها، فـ ميّل على شفايفها اللي بتترعش بحزن صامت، و قبّلها بحنو شديد قبلات متقطعة أنهاها بقبلة طويلة أذابتها و جعل دمعاتها تتوقف عن الهبوط، قرّبها منه بإشتياق لاسيما لما حاوطت عنقه بتقرّب منه و أد إيه بيحب الحَركة دي منها، هبط بقبلاته لعنقها فـ أسرعت تقول بصوتها المحمل بالمشاعر:

- عزيز .. كفاية!!


- مبستكفيش منك!! مبقدرش!

قال بعشق وسط قبلاته، و إبتسمت هي بتبُص حواليها بتقول بخوف:

- ممكن حد ييجي .. ميصحش يا عزيز!!


كإنه مسمعهاش، لعن تلك الكنزة اللي بتفصلُه عن جناتُه و نعيمه الخالص، فـ قال و هو بصعوبة بيلتقط أنفاسُه:

- دعيتي عليا بوجع القلب .. و أنا عيشتُه يما فيه الكفاية في حُبِك!! 


أسرعت تمسح على خصلاته من ورا بتقول بحنان:

- ألف بعد الشر عليك يا حبيبي من وجع القلب!! 


غمر وشُه في تجويف عنقها، بيقول و إيدُه بتمشي على خصرها و ضهرها:

- فاكرة ليلة الدُخلة، لما إستغربتي برودي و إني متأثرتش بيكِ، أنا كان في نار جوايًا قسمًا بربي أقوى من النار دي، كان نفسي أخدك في حُضني الليل كلُه و مطلعكيش منُه، بس مكُنتش قادر، كنت بمنع نفسي عنك بطلوع الروح يا نادين!!


إبتسمت بتسمع إعترافاته الجديدة عليها، بتمسح على ضهرُه برفق و حنان، خرج من حُضنها و حاوط وجنتيها بيقول بلهفة و عينيه بتشمل ملامحها:

- عشان كدا أنا بحاول أشبع منك اليومين دول .. و بردو مش عارف، بيت عايزك في حُضني كل يوم .. لاء كُل ساعة و كل دقيقة!!! هو إحنا بنعمل إيه هنا؟ بنعمل إيه وسط الإحصنة إحنا المفروض نبقى في السرير دلوقتي!!!


شهقت بخجل و هي شايفاه بيشيلها بين إيديه بتمسك في رقبته و بتقول برجاء:

- خلينا قاعدين شوية عشان خاطري يا عزيييز!!!


ضمها لصدرُه بيقول بخبث:

- يا قلب عزيز لو فضلنا هنا خمس دقايق كمان هنخدش حياء الإحصنة!!!


صدحت ضحكاتها عاليًا فـ إبتسم بيركبها العربية!


••••••••••


- هنرجع خلاص؟

قالت بحُزن بتمُط شفتيها للأمام، قرَص أرنبة أنفها و هو بيصفف خصلاتُه و هي ثاعدة على المزينة قُدامه بيقول:

- لازم نرجع .. في شغل متأخر عندي في الشركة واللي هناك مش هيعرفوا يعملوه، ده غير إن أمي قالبة الدنيا في البيت مش عارف في إيه!!


تنبّهت حواسها، ودق ناقوس الخطر في عقلها بتقول بتوتر:

- قالبة الدنيا إزاي يعني؟


- عايزانا نرجع عشان بتقول إن في حاجة عايزة تعرفهالي!!

قال بـ لامُبالاة و هو بيتثر عطره على جسمُه، بينما هي شخصت بعينيها و هي حاسة إن الحاجة دي تخُصها هي و تخُص اللي أبوها عملُه، حسِت إن جسمها تلِّج!!! الدم هرب من وشها و هي باصة قدامها بشرود تام، مسك إيديها عشان ينزلها بيقول:

- يلا قومي جهزي الشُنـ ... في إيه؟ جسمك ساقع كدا ليه؟!


قال بقلق و هو بيمسح على كفها بكفُه بيحاول يدفيه من شدة برودته، بصتلُه بتوهان، حسِت إنها ضايعة .. نفت براسها و كإن بُعدُه عنها أمر هي مش هتقدر تتحملُه، حاوط وشها بكفٍ و كفه الأخر قابض على راحة يدها، بيقول بقلق و حاجبي تقطّبا:

- مالك يا نادين؟ إنتِ خدتي برد؟!


رمت نفسها في حضنه بتحاوط خصرها مغمضة عينيها بتقول بخفوت:

- شكلي كدا!


ثم تابعت ترجوه بتسيطر على دموعها بصعوبة:

- هو .. هو إحنا ينفع نفضل قاعدين شوية كمان؟ يومين بس!!


مسح على خصلاتها مبتسمًا بيقول بحنان:

- لو كان ينفع أنا اللي مكنتش قِبلت نمشي دلوقتي، حاسس إني عابز أقضي وقت معاكي لوحدنا، بس هنعوضها مرة تانية الأيام جاية كتير!!


غمرت راسها في صدرُه مغمضة عينيها بتُحادث نفسها إن دي النهاية، و إن يمكن حتى حُضنه ده متقدرش تبقى فيه تاني، لما وصلت للنقطة دي دموعها سقطت تِباعًا، و شددت على حضنه يتمسح راسها في صدرُه زي القُطة، مش قادرة تبعد و حاسة إن روحها هتطلع مع طلوعها من حضنه، بتنطق بصوت بيرتجف و هي حاسة بإيدُه بتمشي على ضهرها بحنان:

- مـ .. ماشي!!


- إنتِ تعبانة يا حبيبتي؟

سألها بقلق و هي لسه في حضنه، فـ أسرعت تهز براسها إيماءً، أخذ يُحرك كفيه بطول ذراعيها العاريان ليُشعرها ببعض الدِفء فـ برودة جسمها قلقِته، و قال متوجسًا:

- أطلُبلك دكتورة تشوفك؟


نفت براسها بسُرعة و شددت على حُضنه بتقول برجاء:

- مش عايزة حاجة .. عايزة أبقى في حُضنك بس و مش عايزة أطلع منه أبدًا!!


إبتسم و قبّل رأسها قبلة عاشق، يضمها أكتر لصدرُه .. و مكنش يعرف إن ده آخر حُضن هيبقى بينهم!


• • • • • • • •


خطت بقدميها جوا القصر، ماسكة كفُه بقلق رهيب و عيونها بتدور في المكان بتبحث عنها لكنها حمدت ربها إن التوقيت اللي وصلوا فيه كان الفجر، و إن هي من المؤكد نايمة، إبتسامة إترسمت على ثغرها بتتنفس الصعداء، بتسمع بيقول بهدوء:

- أمي أكيد نايمة، تعالي نرتاح في جناحنا و بكرة أبقى أعرف منها في إيه!!


أسرعت تومئ له مبتسمة و جذبته من كفُه بتقول بفرحة:

- أيوا يلا .. أوضتنا وحشتني أوي أوي!!


إبتسم و طلع معاها بعد ما الخدم طلّعوا الشنط، و فور دخولها الجناح و منه لأوضتهم إرتمت على السرير بتقول براحة حقيقية:

- سريري حبيبي .. كان واحشني!!


حرر أزرار قميصه و قرّب منها بيقول بخبث:

- لازم يوحشك .. كان شاهد على معارك ميستحملهاش سرير أبدًا!!!


شهقت بعنف من وقاحته حاطة إيديها على فمها بصدمة بتغمغم:

- يخربيت السفالة!!


ضحك من قلبه على ردة فعلها و ألقى بقميصُه بعيدًا، و نام على ضهره جوارها بياخدها على صدره لتنام هي على معدتها أمامها بتعبث في دقنُه بعشق ضاري، بتقول:

- بتحبني؟


- أوي!!

قالها بصدق و هو بيخرر عقدة خصلاتها و بيغلغل أنامله بهم، إبتسمت و قالت:

- عُمرك ما هتسيبني؟


قطب حاجبيه من سؤال و رد عليها بسؤال قائلًا:

- بتقولي كدا ليه؟


- بطّمن .. أصلي جبانة أوي في حُبي ليك! 

قالت بتقرّب من وشه أكتر زاحفة بجسدها للأمام، فـ إبتسم لما أنفاسها بقت قُريبة من أنفاسه بيقول بحنان:

- لاء مش هسيبك يا حبيبتي .. إطمني، لو سيبتك إعرفي إني ميت!!!


شهقت بتضع كفها على شفايفُه قائلة بإنزعاج:

- بعد الشر عليك يا حبيبي .. متقولش كدا و متجيبش سيرتُه تاني خالص!!


قبض على كفها الموضوع على شفتيه، و قبلُه قبلات متتالية إبتسمت على أثرها، وضع كفه خلف عنقها .. و هم بتقبيل شفتيها لكنها أسرعت بالنهوض و قعدت على معدته متدلية بقدميها على الجنبين، إبتسم على فعلتها فـ مسكت كفُه بتفردُه و هي بتقول بـ إسلوبها اللي بيعشقُه:

- قولي خمس حاحات بتحبهم فيا .. يلا واحد!!


و أثنت خنصرُه، فـ قال بعشق و كفه التاني بيرجع خصلاتها لـ ورا:

- جنانك!


- إتنين!

قالت مبتسمة و هي بتثني بنصرُه، فـ قال بحُب:

- بحِس إن فيكي حاجات عكس بعض، يعني قوية و في نفس الوقت ضعيفة، عاقلة و الواحد ينفع يقعد يناقشك و يطلع من المناقشة مبهور .. و مجنونة بردو جدًا و بتعملي حاجات بردو تخلي الواحد مبهور، رقيقة .. بس شرِسة!!!


إتسعت إبتسامتها على إجابته و قالت:

- بحبك .. تلاتة؟


 و أثنت أوسط أصابعه، فـ قال و أنامله تسير على وجنتها:

- بحب فيكِ طفولتك .. من أول ما قابلتك و أنا حاسس إني بتعامل مع طفلة بس في جسم أُنثى، و الغريبة إنك ساعات كتير مبيبقاش ليكي أي علاقة بالبراءة و الطفولة .. في حضني مثلًا!!


قال و هو بيغمز لها بخبث فـ شهقت و وشها إستحال للإحمرار بتقول:

- بس بقى عيب!! 


ثنت سبابته فـ هتف بهدوء بيمشي بأنامله على وجنتها:

-  ملامحك .. مُستعد أفضل باصصلك و مزهقش!!


- واحد!

قالت بعدما أعطته إبتسامة جعلته يبتسم هو الآخر، ونطق بحُب:

- لما بتُحضنيني جامد .. بحب لما بتستغلي أي فُرصة عشان تبقي قُريبة مني!!


إبتسمت و مالت عليه مُقبلة وجنته قائلة:

- كدا يعني؟


- لاء .. كدا!!

قال و قلَبها على ضهرها فـ تعالت ضحكاتها ليبتلعها في جوفُه مُقبلًا شفتيها بـ رغبة، و إنحدؤت أناملها لمعدتها منتويًا على القبض على خصرها لكنها ضحكت تدفعه من صدرُه قائلة بأعين متسعة و إبتسامة زينت وجهها:

- إنتَ بتزغزغني؟


- إنتِ بتغيري؟!

قالها مصدومًا لتلمع عيناها بخُبث و إنهال على معدتها بأنامله يدغدغها فأخذت تتلوى بين ذراعيه تحاول إبعاده و ضحكاتها قد ملئت المكان، ترحوه أن يترُكها لكنه مبعدش، رفع كنتزها لكي يتثنى له دغدغتها براحتُه، و بالفعل ظل يدغدغها حتى كادت أن تنقطع أنفاسها فـ توقف، خدت نفسها بسرعة بتحاول تعوض الأكسچين اللي فقدته بتقول بأنفاس متهدجة و الإبتسامة لسه على وشها:

- حـ .. حرام عليك .. و .. والله!


هتف بخُبث بيقرب وشُه منها:

- ده هيبقى روتين يومي .. هشتغلك!!


نفت براسها وبتضحك و راسها بترجع لـ ورا، فـ نال لحنايا رقبتها يُقبلها بعشقٍ خالص!!


• • • • • • • 


نايمة على السرير .. جسمها العاري عليه غطا يُخفيه،و كعادتها تلمس الفراش جوار لعلها تجدُه، لكن إنحبست أنفاسها في رئتيها لما لقت السرير .. فاضي! عِرفت إنه نزل لأمُه، شهقت برُعب و وشها شاحب، قامت بسُرعة سايبة الغطا و دخلت المرحاض لكي تغتسل، فعلت في أقل من عشر دقايق على عكس عادتها، و لبست اللي لقتُه في وشها و حتى مهتمش تنشف شعرها، فتحت الباب و طلعت تجري برا الجناح بتميل بجزعها العلوي للأمام من فوق الدرح عشان تشوفه، شهقت بعنف كاتمة شهقتها بكفها لما شافت عزيز واقف قُدام أمه اللي كعادتها متشحة بالسواد، وشها غاضب و ماسكة في كنزة شاب يبدو في منتصف العشرينات هزيل الجسد و عينيه مُنكسة لأسفل، جريت على السلم و وقفت وراه بتقول بأنفاس متقطعة:

- عـ .. عزيز!!!


إلتفت ليها .. و ليته لم يفعل، عينيه كانت حمرا بشكل مُخيفة، و ملامحه مشدودة كإنه للتو سمع خبر حرب عالمية تالتة، صعد صدرها و هبط بـ رُعب من هيئتُه، بينما قالت أمه بسُخرية مقيتة:

- تعالي .. تعالي يا مرَت وَلدي!!! مش هو ده اللي جتل شريف؟! م تنطُجي!!


بصتلها مصدومة، و خافت تقرّب منهم و إتمنت لو في إيديها ترجع جناحهم و تستخبي تحت الغطا، عينيها إتملت دموعها و شهقت بعنف بما إتجهت أمه ليها و جذبها من دراعها بقسوة بتوقفها قُدام الراجل .. بتهزها بعنف و بتصرخ فيها:

- هو مش إكده؟!! هو اللي أبوكي إتفج معاه عشان يقطع فرامل عربية إبني و يعمل حادثة!! 

تابعووووووني 



لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 


الفصل الاول من هنا



الفصل الثاني من هنا



الفصل الثالث من هنا



الفصل الرابع من هنا



الفصل الخامس من هنا



الفصل السادس والسابع والثامن من هنا



الفصل التاسع والعاشر والحادى عشر من هنا



❤️💙🌺🌹💙🌺🌹💙❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹❤️💙🌺🌹






تعليقات

التنقل السريع
    close