الفصل الخمسون من عذرًا_لقد_نفذ_رصيدكم شارع_خطاب بقلم fatma_taha_sultan حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات
![]() |
الفصل الخمسون من عذرًا_لقد_نفذ_رصيدكم شارع_خطاب بقلم fatma_taha_sultan حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات
اذكروا الله.
"لا شيء يثبت بالدليل القاطع أن إنسانًا يحبك بعمقٍ؛ غير أن يفزعه الغياب."
#مقتبسة
"بيننا سبعون خلافًا
يؤدّي إلى الفِراق،
ولا يزال قلبي
مُتجهًا إليك. "
#مقتبسة
"نبدأ بـمرحبًا
ثم مُـرَّ حُبًا
وننتهي بالوداع
حين لا يبقى للوِدِّ دَاع" .
#مقتبسة
"لم تكن قاسيًا، فقط كنتَ لا تُحبّني بما يكفي... كي تُنقذني من الانطفاء."
#مقتبسة
________________
في الثانية بعد منتصف الليل...
تحديدًا في تلك الليلة التي تأبى الانتهاء عنادًا به على الأغلب.....
كان "نضال" واقفًا، أمام باب شقة السيدة يسرا وبجواره "عم جمعة" النجار.
قصده نضال في خدمة عاجلة، وأخبره بحقيقة الوضع باختصار شديد....
كان يعرفه منذ سنوات، يقطن في شارع الخطاب كما تتواجد ورشته الخاصة بداخله....
كان "عم جمعة" يعرف بأن في تلك الشقة تقطن زوجته، لكن تلك المبررات لم تكن كافية حينما أتى وقت التنفيذ....
تراجع "عم جمعة" قليلًا عائدًا للخلف بعدما كان أقترب من الباب، وهو يحمل أحدى الأدوات لأنه كان ينوي فتحه:
-ما تشوف يا ابني حل ودي أحسن ليا وليك، أحسن اروح في كلابوش، أنا كده بفتح باب شقة لناس من غير موافقتهم، اروح في داهية فيها دي، ترضاها على عمك جمعة بعد العمر ده كله؟!.
هتف نضال بنبرة حاول جعلها منخفضة رغم انزعاجه:
-يا عم جمعة الله يكرمك، مفيش حد جوا إلا مراتي، أرجوك خلصني من الليلة دي...
قاطعه عم جمعة بقلق وارتباك:
-ما أنا عارف أنها مراتك يا ابني، بس أنا بفتح باب شقة!!، لو عملت ليا محضر هتجاب فيها دي..
أغمض نضال عينه لثوانٍ يحاول كبح غضبه وهو يسترسل حديثه بنبرة لينة:
-متقلقش مراتي مبتظلمش حد لو عملت في حد محضر هيكون فيا أنا، مش أنتَ؛ أفتح الباب يا عم جمعة من غير دوشة ومتلمش علينا الدنيا، علشان أنا لو عليا هكسره.
قال عم جمعة بانزعاج جلي وهو يأخذ أدواته ويضعها في الحقيبة الجلدية المهترئة والعتيقة مرة أخرى، بعدما أخرجهم منها منذ دقائق:
-لا أنا ماشي، عيش حياتك أنتَ بقا ودور على حل ودي مع مراتك، لكن أنا مش على أخر الزمن اتفضح في الحتة لأي سبب، أنا بقالي خمسة وثلاثين سنة شغال الشغلانة دي، مش هضيع سمعتي علشان خاطرك، على فكرة أبوك لو عرف اللي أنتَ ناوي عليه مش هيسكت...
في تلك اللحظة، أخذ نضال أحدى أدواته التي تشبه "الشاكوش" نوعًا ما قائلا بنبرة حاسمة، وهو يحاول كتم غضبه قدر المُستطاع:
-أنا غلطان إني اعتمدت عليك يا عم جمعة، نضال هيحل مشكلته لوحده.....
"داخل الشقة"
كانت سلمى تبكي...
كما كانت تبكي طوال اليوم....
تبكي على كل شيء، على غبائها..
وعلى كلماته المستفزة والجارحة على مسامعها حتى لو كان معه حق...هي تبكي لأنها تغار...
كما أنها تبكي لأنها اشتاقت إلى والدتها...........
جلست في غرفة والدتها وبكت حتى جف حلقها وتورمت عيناها...
الغرفة مازالت تحمل رائحتها..
لا تدري هل تلك حقيقة؟؟
أم أن كل ركن من الغرفة خيالها يظهر فيه والدتها؟!....
كانت تحاول الدعاء إليها ثم نهضت فجأة تحاول أن تشغل نفسها، فثامت برفع صوت القرآن نوعًا ما الذي يتواجد على التلفاز في الخارج حتى يصل إليها في الداخل...
بعدما قامت بترتيب ومسح الغرفة من الغبار....
بعد رحلة طويلة فعلت فيها ذلك...
أخذت ملابسها ومنتجات العناية الشخصية الخاصة بها، لعلها تنسى ما حدث لو اهتمت بنفسها.....
رُبما حينما تعتني بنفسها وتشغل عقلها......
هذا الانشغال قد يُسكن ضجيج قلبها ويبث فيه الراحة......
لعل المياة تهدأ عقلها وقلبها...
فهي تتمنى أن تجد المواساة بين قطرات المياة...
"في الخارج"..
يقوم "نضال" بتكسير الباب حقًا..
لقد بدأ...
لن يتوقف.....
لقد فقد عقله بسببها وبسبب أحداث اليوم كلها....
صدع صوت واضح ومزعج....
مما جعل أم أيمن تخرج من شقتها مرة أخرى هاتفة بانزعاج جلي:
-برضو تاني يا نضال؟؟ مفيش فايدة فيك يا ابني؟؟ هو أنتَ ملكش كبير نكلمه؟!!..
استمر فيما يفعله، يبدو أنه ليس هناك شخص أو شيء قد يوقفه تلك الليل........
فقال بغضب كبير ولم يهتم أن يكون صوته خافتًا:
-ليا كبير، اتصلي بيه قوليله، رقمه الشارع كله عارفه لو مش عارفاة خديه.....
"داخــــل الـشـقــة"
بعدما مرت ساعة وأكثر عليها في المرحاض تقريبًا، اعتنت بنفسها في جلسة عناية لم تفعلها منذ مدة طويلة جدًا، وأخذت تجفف خصلاتها بعدما ارتدت ملابسها.......
رُبما كان الشيء الوحيد الجيد في تلك الشقة صغيرة المساحة هو مساحة المرحاض، التي يفوق مساحة المطبخ الضيق......
فتحت الباب وبين يدها المنشفة المبتلة والتي كانت على وشك أن تضعها في الغسالة..
شهقة خرجت منها في بداية الأمر.
فرمشت بعيناها أكثر من مرة حتى تستوعب...
صرخة خرجت منها في النهاية...
حينما رأت "نضال" بهيئة توحي بالشر، متعبة، لكنها غاضبة.....
كان نضال يقف أمام باب حمامها!!
من الصدمة أغلقت باب المرحاض في وجهه وهي تأخذ أنفاسها وهنا علق "نضال" وهو يستند بالشاكوش على الباب مغمغمًا بنبرة شرسة:
-والله أنا طول عمري عاقل، عمري ما كنت مجنون ولا متهور، ولا قليل الأدب زي ما أم أيمن ما قالت، ومبحبش أسلوب إني أكون همجي؛ بس واضح أن ده الأسلوب الوحيد اللي ينفع معاكي.....
ثم هدر بقوة وهو ينظر ناحية باب الشقة أولا الذي وضع مقعد خلفه حتى يغلقه منذ دقائق ثم نظر بعدها على باب الحمام:
-افتحي الباب بدل ما اكسره، أنا كسرت باب الشقة مش هيصعب عليا أكسر باب الحمام وأكسر نافوخك لو حبيت....
جاءه صوتها المرتجف لكنها حاولت أن تكون قوية في نظره:
-والله؟ هو أنتَ فاكر يعني إني هسكت ليك ولا اللي عملته ده هيعدي بالساهل؟!! أنتَ مجنون ولا إيه؟؟!!! تكسر باب بيتي ده أنا هوديك في داهية........
وضع طرف "الشاكوش" على مقبض الباب الخاص بالمرحاض ثم غمغم بوعيد وتهديد تعلم في تلك اللحظة بأنه يستطيع فعله:
-افتحي يا سلمى لو عدت دقيقة ومخرجتيش والله العظيم هكسرلك الباب ده كمان، لو كنتي بتردي زي البشر أو بتتكلمي، لو كنتي فتحتي الباب يمكن مكنتيش فرجتي علينا الناس، لكن ده اللي أنتِ عايزاة وأنا عنيا ليكي...
خرجت بالفعل بعد ثواني من حديثه...
وهي تضع المنشفة فوق رأسها، يشبه الحجاب القصير، صدقًا كانت هيئتها هي الشيء الوحيد المرح في هذا اللقاء، كأنه لم يراها من قبل...
صرخت سلمى في وجهه وهي تقرر أن تستعمل مبدأ الهجوم خير وسيلة للدفاع:
-أنتَ ضربت منك خالص، أنتَ تكسر الباب؟!! تكسر باب الشقة، ازاي تعمل كده أصلا، ده أنتَ دماغك تعبانة
أمسك ذراعها بطريقة لم تألمها أبدًا لكنها أفزعتها من فعلته:
-في حد تكوني في حياته يا سلمى وينفع تكون دماغه سليمة؟!! أنا عايز مبرر واحد للي عملتيه النهاردة، مبرر واحد تخيريني بوجودك علشان ارجع، بتكلمي واحد مش شايف حاجة غير أنه بيقطع الـ *** ده بايده....
نظرت داخل عيناه وهي تخبره بنبرة كانت صادقة ومجروحة رغم حماقتها وتصرفها الخاطئ:
-أنا قولت كده علشان كنت خايفة عليك، علشان مكنتش عايزاك تضر نفسك، قولت كده وأنا خايفة عليك لو ده ميهمكش في حاجة ده اللي حصل، وفي الأخر أنتَ عملت اللي في دماغك متجيش تلومني دلوقتي على أي حاجة عملتها، أنتَ كان ممكن كل حاجة تضيع، ولا تتسجن؛ ساعتها هفرح أنا بيك؟؟!.
ترك ذراعها أخيرًا يحرره وهو يخبرها بغضب مكبوت:
-وكنتي مستنية مني أعمل إيه؟ كان المفروض إيه التصرف اللي اتصرفه علشان ينال أعجاب ست سلمى؟!، إيه التصرف اللي راجل طبيعي يتصرفه، لما حد يعمل كده في أهل بيته؟؟؟ يقعد يحط ايده على خده ويقول حصل خير؟؟؟..
ثم صرخ في وجهها صرخة جعلتها تنتفض رغمًا عنها وهو يخبرها:
-هل أنتِ متخيلة حجم الكارثة اللي كلنا فيها ولا لا؟! متخيلة أنتِ بتعملي إيه؟! وبتشغلي دماغي في إيه؟؟ في وقت زي اللي بـنمر بيه ده؟؟..
الاثنان يتألمان..
كلاهما غاضب ومتوتر...
مشاعرهما مشحونة جدًا..
كلاهما يرى نفسه على صواب.....
هتفت سلمى بنبرة مرتجفة وهي تخبره:
-ميهمنيش أي حاجة، يهمني أن جوزي، قاعدة ميعبرنيش ولا يرد عليا وأنا عارفة أنه ممكن بسهولة يرتكب جناية ويروح في داهية، ويوم ما رد عليا حتى لو كُنت غلط قالي الباب يفوت جمل، وكل ده علشان واحدة كان بيحبها في يوم من الأيام حتى لو هي بنت عمك وده الواجب، أنا مش مجبرة أشوف تضحيتك بنفسك علشانها قدام عيني والمفروض متكلمش، دي مش أنا اللي تعمل كده..
خيم عليهما الصمت لمدة لحظات...
لم يكن هناك صوت سوى صوت صدورهما....
وهما يقفا في الرواق....
تنهد نضال تنهيدة متعبة..
تعبر عن إرهاقه البدني والنفسي.....
أُرهقت مشاعره جدًا وأعصابه اليوم....
لذلك علق على حديثها وهو يحاوط وجهها بين كفيه يستند بجبهته على جبهتها لمدة ثواني يحاول أن يريح رأسه بتلك الطريقة....
ثم وقف مرة أخرى مغمغمًا بنبرة جادة لم يرواغ فيها ولن يحاول أن يحسن حديثه:
-أنا متعبتش إني اثبت أني حبيتك وأني مش هحب حد غيرك ولا عمري هتعب من ده، لكن أنا تعبت من إني اخليكي تثقي فيا ولو شوية، أنا بدفع ثمن معرفش ثمن إيه؟!!..
ابتلع ريقه ثم أسترسل حديثه:
- لازم تعرفي حاجتين، أن سامية بنت عمي تحت أي ظرف زيها زي وفاء، ولو رجع بيا الزمن لساعات أو حصل أي حاجة تانية أنا هاخد نفس الموقف، لو ده ميناسبكيش بلاش تتعبي نفسك وتتعبيني...
نظرت له بصدمة لا تصدق كلماته!!!
قبل أن تعلق على حديثه كان يسمع صوت والده وصوت أم أيمن الذي بدأ في الظهور وهي تثرثر بجوار والده:
-افتح الباب يا نضال، افتح الباب ياللي جايبلي الكلام، افتح...
سارت سلمى سريعًا إلى حجرتها حتى ترتدي شيئًا، بينما نضال ذهب وأزاح المقعد الخشبي عن الباب...
ليجد والده أمامه، وينظر له بملامح صارمة هاتفًا وهو ينهره بسبب أفعاله وكأن الفكرة لم تكن من تأليفه وإخراجه، يبرئ نفسه مما حدث بتلك الطريقة:
-بقا كده؟ بقا كده تخلي سيرتنا على كل لسان؟؟ خلاص مبقاش في تربية؟! بقى اللي ناقص إن الناس تشتكي من ابني أنه بيكسر في بيوت الناس في أنصاص الليالي؟!!! أخص عليك...
كاد نضال أن يتحدث لكن قاطع زهران هذا وهو يشير إليه بسبابته محذرًا:
-انتَ تخرس خالص، ولا كلمة أنتَ سامع؟؟؟؟...
ثم نظر ناحية أم أيمن مغمغمًا وهو يتقمص دور الأب الفاضل على أكمل وجه:
-حقك عليا يا أم أيمن، حقك عليا والله مش عارف أقولك إيه، سلمى زي بنتي وأنا أكيد مش هسمح بحاجة زي دي، أنا اتصلت بعم جمعة هيجي يشوف حل للباب وهنمشي، ازعجناكم...
نظرت أم ايمن إلى نضال بشزر وسخطٍ ثم أردفت وهي توجه حديثها إلى زهران:
-معلش يا معلم زهران هما العيال كده دايما جايبين لأهاليهم الكلام؛ أنا بس عايزة أطمن على البت سلمى، وبعدها هدخل...
جاءت سلمى من خلف نضال وهي تكبح دموعها، مغمغمة حينما سمعت كلمات أم أيمن:
-مفيش حاجة يا طنط أنا كويسة..
قال زهران بنفاذ صبر موجهًا حديثه إلى تلك المرأة:
-خلاص البت كويسة اهو الواد مكلش منها ذراع ولا حاجة، وبعدين سلمى يعني محدش يقدر عليها، ادخلي يا أم ايمن كملي نومك اللي قلقناه وسبينا نحل مشكلتنا وسلامي لابو أيمن...
-ماشي تصبحوا على خير..
ثم ذهبت نحو شقتها التي مازال بابها مفتوحًا وولجت إليها وأغلقت الباب..
هنا تحدثت سلمى بنبرة جادة:
- ينفع اللي ابنك عمله ده؟؟.
تمتم زهران بأسفٍ شديد:
-هو علطول جايبلي الكلام حقك عليا يا بنتي والله أنا هربيه من أول وجديد.....
-اه، ربيني ياريت..
قال نضال تلك الكلمات ساخرًا وهو يترك المساحة إليه أن يتقن الدور كما يريد..
________________
في اليوم التالي...
كانت "انتصار" تجلس على الأريكة متشحة بالسواد، وكأن هناك عزيزًا لها قد لقى حتفه...
لكن ما حدث هو الأسوء رُبما....
أن يتم تصوير ابنتها في تلك الأوضاع الخاصة جدًا، ومن زوجها الذي كان يجب أن يكون هو الدرع الحامي لها..
لم تخلد للنوم أو تغلق عيناها ولو ثانية واحدة، وكانت سامية كذلك لكنها كانت في حجرتها والأحزان هي رفيقتها الوفية...
رفعت انتصار رأسها نظرت لتجد سامية أمامها، ارتدت ملابسها بأناقة صارخة؛ ووضعت زينة بسيطة على وجهها تخفي بها أثار مشاعرها المدمرة التي انعكست على وجهها...
هتفت انتصار بذهول:
-أنتِ رايحة فين؟.
تمتمت سامية ببساطة شديدة وابتسامة باهتة رُسمت على وجهها:
-رايحة مشوار كده، هشتري شوية حاجات ناقصاني..
قالت انتصار بعتاب واضح واستنكار شديد:
-هو ده وقت شراء؟..
هدرت سامية بقوة تعبر عن انهيار داخلي تحاول إخفائه:
-اه وقته، محتاجة شوية حاجات، وبعدين أنا معملتش حاجة علشان اتحبس في البيت وأفضل قاعدة حاطة أيدي على خدي ببكي على حظي؛ اللي كاسر عيني واللي له عندي حاجة يجي ويقولها..
أنهت حديثها وغادرت لم تنتظر تعقيبًا، ولم تكن انتصار لديها قدرة على الجدال....
وهي تعلم بأن ابنتها بها ما يكفيها....
أخذت سامية سيارتها متوجهة صوب منزل عائلة حمزة التي تقيم ياسمين فيه شقيقته..
استغرق الطريق ساعة..
وقفت "سامية" أمام الشقة ثم قرعت الجرس وبعد ثلاث دقائق تقريبًا....
كانت تفتح لها ياسمين بهيئة هزيلة مختلفة تمامًا عن هيئتها وقت زواجها، هي تذبل ببطئ شديد بفضل شقيقها الوحيد..
ردت عليها ياسمين باستغراب من زيارتها فهي غافلة تمامًا عما يحدث، منعزلة عن العالم تلوم نفسها كل لحظة....
فقط ما تبقى لها سجادة الصلاة والمصحف، ابتعدت عن الجميع:
-سامية!!!
قالت سامية بنبرة جادة:
-جاية أتكلم معاكي شوية لو مكنش يضايقك!..
ابتعدت "ياسمين" عن الباب تعطيها المساحة الكافية للدخول، بالفعل ولجت سامية، فأغلقت ياسمين الباب وولجت خلفها قائلة بصوتٍ مبحوح:
-تشربي إيه يا سامية؟!.
-أنا مش جاية أشرب ولا أضايف، اقعدي علشان أنا معنديش وقت، محتاجة أتكلم كلمتين بخصوص حمزة...
جلست ياسمين مغمغمة بيأسٍ ونبرة جادة:
-لو عندك مشكلة معاه؛ أنا أخر حد ممكن في مشكلتك معاه صدقيني..
قاطعتها سامية ببرود وهي متوقعة تمامًا ما تسمعه:
-لما اشتكيت ليكي في أول مرة كنت فاكرة أنك ممكن تلاقي حل، بس طلعنا غرقانين في نفس الدائرة محدش أحسن من حد وعرفت ليه أنتِ مش بتتكلمي..
تحدثت ياسمين بعدم فهم وقلق طفيف:
-أنتِ قصدك إيه مش فاهمة؟!..
قالت سامية بثبات وكأنها تقص عليها قصة ما قبل النوم:
-حمزة صورني أنا وهو في أوضة نومنا، وأنا شوفت ده بعيني لما فتحت اللاب توب بتاعي وعملت فيه محضر عموما، وشوفت ليكي حاجات على اللاب توب برضو وأكيد النيابة هتلاقيه، المحامي قالي كده حتى لو مسحهم، وأنا عرفت ليه أنتِ مستغربتيش لما اشتكيت ليكي قبل كده.
هتفت ياسمين بدهشة حقيقية:
-حمزة صورك فعلا؟! وأنتِ بلغتي عنه!!!!!!.
الصدمات كانت كثيرة على أن يستوعبها عقلها....
نعم ابتزها ولا يوجد شخص طبيعي يفعل مع شقيقته تلك الفعلة، لكنه فعاه بنفسه وبزوجته؛ هل كان يرغب في ابتزازها هي الأخرى؟!....
لا تعلم أن شقيقها مريضًا..
مريضًا بـمرضٍ مختلف..
رُبما قد شاهد مقطع صدفة، والآخر؛ والثالث.........
إلى أن أصبح الأمر عادة وهواية...
مر الكثير عليه وأصبحت تلك العادة غير كافية..
عقله يرغب في متعة من نوع أخر..
متعة مختلفة لا تخص أشخاص لا يعرفها...
بل محارمه...
في الواقع هو لم ينزعج حينما أخبرته شقيقته بفعلتها.....
بل أراد بالفعل التكتم على الأمر سرًا من أجل أن تتم الزيجة التي سوف تحقق له المنافع....
لكن كان هناك جانب مظلم فيه سعيد ومنتشٍ...
شهوته جعلته يرغب في نوع مختلف من الإثارة والمرض، ألا وهو مشاهدة صور تخص قريبة له من الدرجة الأولى تحمل دمه، كان الأمر يخدم منافعه الشخصية كما يخدم شهوته الجامحة وميولة التي وصلت إلى حد انعدام الغيرة والدياثة..
كان ساقطًا في المروءة....
متساهلًا في عرضه من كل النواحي...
حتى حينما أراد تصوير زوجته حتى ولو في البداية كان الأمر عاديًا لن يفعل شيئًا...
لكن رُبما جنونه وجموحه كان قد يدفعه لفعل ما هو أكبر، رُبما نشرهم للعامة؛ من أجل أن يرضي رغباته....
حمزة كانت كان يهويه المشاهدة والمتعة البصرية أكثر مما يهويه الفطرة الحقيقية التي تم تهذيبها وفقًا للشرع والدين، فطرته بدأت في الزوال لذلك كان يتناول بعض الاشياء التي كانت تجعله يبدو طبيعيًا....
تمتمت سامية بنبرة باردة:
-ايوة عملت فيه محضر يمكن أنتِ معرفتيش تعملي كده معاه، لكن أنا عملت..
-مخوفتيش من كلام الناس؟!.
ردت عليه سامية رد أفحمها:
-مش ذنبي أن جوزي طلع مش راجل ومعندوش شرف، هو اللي المفروض يتكسف ويخاف مش أنا.....
-أنتِ جاية ليه يا سامية؟!.
نهضت سامية من مكانها وهي تخبرها:
-جاية أقولك لو اطلبتي في النيابة قولي الحقيقة زي ما هي، كفايا خوف، لازم حمزة يدفع ثمن اللي عمله، وأنا متأكدة أنه أكيد كان بيبتزك بالصور يمكن كان طمعان في جوزك علشان كده كان هيتجنن لما اطلقتي، اعملي الصح يا ياسمين، مع السلامة...
في الحقيقة لم يصعب عليها تخمين باقي القصة...
ولم تتفوه سامية بحرف أخر بل غادرت من أمامها لقد انتهى وقت الكلمات ونفد الرصيد...
جف اللسان ولم تعد الكلمات كافية..
______________
وجدت "إيناس" عملًا في مستشفى ليست بعيدة عن المنزل تتواجد في حي قريب من الذي تسكن فيه.....
هي لم يكن لديها خبرة إلا في مكان واحد ولذلك كانت تبحث عن فرصة عمل مشابهة لما أعتادت عليه مثلما تفعل كل مرة........
طلبت منها المستشفى الجديدة المستندات الخاصة بها، وهي لم تستعيدها من هناك،..
المستندات التي قامت بتسليمها في المستشفى الخاصة بـ "جواد"، لذلك اتصلت بـ "نادين" لتخبرها بأن تأتي حتى تأخذ أوراقها...
لم تكن ترغب الذهاب إلى هناك....
كانت قد نست كل شيء حينما أخبرها بأن تستلم راتبها وترحل......
لم تفكر في أوراقها والتي أهمها شهادة المؤهل الجامعي الخاص بها....
استيقظت من النوم في اليوم التالي من تلك المكالمة المختصرة جدًا بينها وبين نادين...
ذهبت في طريقها إلى المستشفى بانزعاج جلي بعدما أخبرت عائلتها عن سبب رحيلها، هي تتمنى ألا تقابله، رغم أن قلبها تمنى ما هو عكس ذلك...
أخذت تخبر نفسها عدة مرات بأنها سوف تأخذ أوراقها وتذهب مباشرة بعدما تلقي التحية على شيرين وزميلاتها في العمل...
وصلت إلى المستشفى..
أول شيء فعلته هو إلقاء التحية على زميلاتها وتحديدًا شيرين فحاولت إضاعة الوقت معهن إلى حين أن تصبح نادين متفرغة لمقابلتها...
حينما نادتها السكرتيرة الخاصة بـ نادين ولجت إليها، في البداية كان الحديث عفوي وتلقائي بينهما إلى حين أن تحدثت إيناس:
-أنا روحت شؤون العاملين ملقتهوش هناك، قالوا أن حضرتك اخدتيه اليوم اللي مشيت فيه.
هزت نادين رأسها بطريقة عملية بحتة ثم أجابت:
-فعلا أخدته، بس هو مش معايا؛ مع دكتور جواد أنا لما أخدته كان بناءًا عن طلبه، هو في مكتبه وعارف أنك جاية تاخدي الورق.
اللعنة!!
هل هذا ما كان ينقصها هذا؟!...
لماذا يبدو وكأنه يتعمد أن يُصيبها بالاحراج مع الجميع؟!
تمييزها أو جعلها مختلفة بأي طريقة يُربكها جدًا...
الأسوء أن هذا يعني أن نادين تعلم اهتمامه الواضح بها..
هتفت نادين بابتسامة هادئة حينما طال صمت إيناس وكأنها تمنع نفسها من شتمه علنًا:
-هقولك حاجة يمكن تكون شخصية شوية؛ بلاش تضيعي راجل مهتم بيكي، مدام هو حد كويس، خصوصًا لو حاسة تجاهه بحاجة، في فرص في حياتك لما بتيجي ونضيعها بنندم عليها العمر كله..
ثم استرسلت حديثها بنبرة عملية مختلفة عن حديثها السابق:
-الورق عند دكتور جواد في مكتب دكتور عز الدين وأعتقد تعرفيه...
انتهت المحادثة بينهما عند هذا الحد...
كان ختامها من نادين، أما إيناس كانت صامتة تستمع فقط، لا تدري هذا الكم من الخجل المبالغ فيه التي تشعر به بسبب كلمات تلك المرأة...
لم تعتد أن يكون هناك شخص معجب بها..
هي لم تختبر هذا الشيء من قبل؛ أن يكون هناك رجل مشاعره واضحة إلى هذه الدرجة..
أمام الجميع...
توجهت صوب مكتبه ترغب في شجار لا معنى له أو أهمية لكنها بحاجة إلى عتابه أو لتكون صادقة أن تتحدث معه!!!!
أدخلتها السكرتيرة تلك المرة دون حتى أن تدخل وتسأله مسبقًا وتأخذ منه الإذن....
شعرت في تلك اللحظة وكأن الجميع يعلم بمجيئها....
فتحت باب المكتب لتجد فتاة جميلة تفاجأت برؤيتها..
ابتسمت الفتاة التي لا تعرفها، بمجرد رؤيتها، بسمة مختلفة تميزها قبل حتى أن تميز اختلاف شكلها....
ومعها أمرأة كبيرة في العمر...
نظرت لها نسمة ثم نهضت مكانها، تسير ببطئ وتقترب منها متحدثة بنبرة متلعثمة تحمل نقاء نادرًا:
-أنتِ إيناس؟!.
هزت إيناس رأسها بإيجاب وارتباك، لكن تلقائيا ابتسمت لها فأخذتها نسمة في عناق دافئ تحت كلمات منيرة الهادئة والامومية:
-على مهلك يا نسمة، دي أول مرة تشوفك..
ابتعدت عنها نسمة بالفعل مغمغمة بحديث بسيط وعفوي، لكنه خرج من أعماقها رُبما الميزة التي تتواجد بداخلها هذا النقاء الذي يجعل الحديث يمر بسلاسة ومن دون أي تصنع:
-أنا كنت عايزة اشوفك من بدري...
كانت "إيناس" متفاعلة معها بنظراتها لا تهرب منها أو تحذر منها كما يفعل أغلب الناس مع حالات مشابهة، هذا النوع من التفاعل قد لا يفرق مع إيناس لكنه مهم جدًا بالنسبة إلى شخصية حساسة مثل نسمة تدرك بأنه لا يجتمع الناس على تقبلها...
كانت إيناس تنظر لها بـ حيرة، هي مُرتبكة بعض الشيء كونها لا تعرف هويتها؛ كأنها قد نست تمامًا حكايات أحلام عنه..
قرأت منيرة هذا في عيناها ثم قالت مفسرة:
-دي نسمة أخت دكتور جواد الصغيرة، وأنا منيرة اللي مربياهم..
ردت إيناس ببسمة خجولة:
-اتشرفت بيكم..
ثم أسترسلت حديثها بنبرة جادة:
-هو دكتور جواد فين؟!.
تمتمت منيرة ببساطة وهي تتأملها كأنها تحاول أن توجد اختلاف بها يجعل جواد يهتم بها، وتتغير أحواله:
-نادوه في الطوارئ، هو ساب الملف بتاعك على المكتب، هو قال ليا أنك جاية علشانه...
أشارت نسمة إلى المكتب حيث يقبع الملف بعفوية، فقالت إيناس بنبرة رحيمة وعطوفة:
-مبسوطة إني شوفتك يا نسمة، بس أنا مضطرة أمشي.
قوست نسمة شفتيها كالأطفال مما جعل إيناس تترك قُبلة على وجنتيها وجبهتها ثم قالت توعدها وتودعها بتلك الطريقة في الوقت ذاته...
لم تقصد أن تترك وعدًا بقدر ما كانت ترغب في أن تطمأنها وكأنها تتحدث مع طفل صغير..
-هشوفك تاني متقلقيش..
-هعتبره وعد على فكرة..
أومأت إيناس برأسها فهي ترغب في عدم خذلانها...
أقتربت منيرة من المكتب ثم أخذت الملف من فوقه، ومدت يدها وهي تقول برفقٍ ولُطفٍ:
-مبسوطة إني شوفتك..
-وأنا أكتر..
رغم توترها إلا كانت جملتها صادقة بـحقٍ..
______________
عادت إلى المنزل بمشاعر مبهمة تمامًا..
كانت ترغب في رؤيته رغم كل شيء ولو أنكرت أمام نفسها ستكون كاذبة!!!
فقط ما يخجلها هو معرفة الجميع بالأمر...
وجدت "أحلام" قد أرسلت لها العديد من الرسائل وقبل حتى أن تفكر في الإجابة عن تلك الرسائل أم لا؟!
كانت أحلام تتصل بها..
أجابت عليها إيناس..
-الو.
"اهلا يا إيناس كتر خيرك والله أنك أخيرًا تكرمتي ورديتي عليا".
أردفت إيناس بعد تنهيدة قصيرة تحاول أن تتمالك أعصابها، صدقًا لا ينقصها أحلام حتى تفسد عليها اليوم:
-معلش يا أحلام والله أنا مش ست فاضية عندي عيال وعندي بيت، ومواضيع الجامعة وغيرها بتاعت حور اليوم كله واكلة دماغي بيها...
"أنا صعبان عليا نفسي بجد أن كلكم جايين عليا ولا أهم أي حد فيكم ولا حد عاملي اعتبار، حتى اخوكي بيجي يرمي الفلوس في وشي ومش بينطق بحرف، أنا مذنبة في نظركم كلكم، حتى لو كده أنا مستحقش منكم كده".
كانت بارعة في تقمص دور الضحية لحد الدرجة التي جعلت إيناس تتعاطف معها حتى ولو كانت تعرف جُرم ما فعلته، لذلك تحدثت بنبرة مهتمة:
-معلش حقك عليا، طمنيني عنك..
"اهو أجرت شقة وبحاول ادور على شغل؛ وفي نفس الوقت مستنية رد صاحب جواد عليا"..
أتسعت عين إيناس وهي تسألها بنبرة سريعة لم تلاحظها أحلام:
-رد إيه مش فاهمة؟!.
سمعت صوت أحلام الصريح والفج:
"بحاول أشوف سكة مع جواد، وارجع الشغل في نفس الوقت، أنا شغالة على كل النواحي مش ساكتة هو لسه ميعرفنيش"
كانت تتحدث بثقة عمياء لا تدرك بأنه قد عرفها..
عرفها أكثر مما تظن..
لحد الدرجة التي جعله رصيدها ينفد تمامًا من عنده..
لم يعد لها مكان حتى من أجل العمل...
ثم أسترسلت حديثها بمسكنة تحت غضب إيناس المكتوم:
"ده أنا حتى بيعت كذا حاجة من اللي كانوا معايا واللي كان جايبهم ليا هدية"..
نيران تحرقها حقًا...
لكن ليس لها حق الاعتراض أو الحديث...
هذا الرجل لم يعد لها بعد....
جاءت جنى تبكي وهي تضع يدها على رأسها تصرخ بجنون:
-ابنك شدني من شعري...
جاء جواد وبين يده قطعة من البطيخ يتناولها بنهم:
-أيوة أنا شديتها من شعرها، علشان هي كلت بطيخ...
هتفت جنى بانفعال طفولي وهي تبكي ووجهها أحمر:
-هو بتاعك وليك لوحدك؟؟ إيه القرف ده....
قالت إيناس بنبرة شبة صارخة:
-اقفلي يا أحلام دلوقتي.....
كان عليها أن تلقن الاثنان درسًا وعقاب بسيط جدًا إلى حين تنازل جواد وسمع حديث جدته وقام بمصالحة شقيقته وتوأمه الذي استقبلته بالاحضان وكأنه لم يحدث شيئًا......
في المساء...
وهي تنام على الفراش بجوار أطفالها تقلب في الهاتف بلا هدف بعد محادثة بسيطة ومختصرة أجرتها مع أحلام التي كانت تطمئن عما حدث حتى تغلق المكالمة مرة واحدة...
وجدت رسالة منه..
رسالته الأولى والفريدة من نوعها.....
"مساء الخير يا إيناس مش عارف هتكوني صاحية ولا لا، الحقيقة كان نفسي اشوفك النهاردة وأنا كنت مستنيكي بس لولا الحالة اللي جت ودخلت عمليات بعدها علطول"..
اتبعها برسالة أخرى....
وهي تقرأها من الخارج لكن دون إرادة منها دخلت وولجت إلى المحادثة لتقرأ رسالته الثانية..
"نسمة مبطلتش كلام عنك، أنا جيبتها النهاردة علشان تشوفك، كان نفسها تشوف الشخص اللي حاسة أنه غير فيا حاجة، رغم أن منيرة قالتلي أنك مقعديش كتير؛ لكن هي فضلت تتكلم عنك وهي مش من النوع عمومًا اللي بترتاح لحد أو بتتكلم عنه، هي صريحة جدًا ومش مجاملة"
الحقيقة بأنها ليست هي وحدها من أحبت..
رُبما هو أحب أكثر منها....
لكنه يحقد عليها هي من تستطيع التعبير...
رسالته الثالثة حينما رأى أنها في المحادثة:
"كويس أنك صاحية، أنا محبتش اتصل علشان الوقت اتأخر ومحبتش أتسبب بمشكلة من أي نوع".
ردت عليه برسالة مختصرة تخص رسالتع الثانية:
"أنا كمان كنت مبسوطة إني شوفتها".
كانت رسالته الرابعة صوتية:
"مش حابب أسألك عن رأيك النهاردة بس هسألك قريب جدًا لأني اعتقد سيبتك تفكري بما فيه الكفاية، كل اللي عايز أقوله حاجة يمكن لو كنتي ناوية توافقي تغير من قرارك".
شعرت بالقلق إلى حين قرأت رسالته الجديدة الذي يفسر لها:
"أنا من بعد وفاة بابا وعلاقتي بـ نسمة غيرت حاجات كتير فعلا، مكنتش قريب منها كده قبل وفاة بابا بالشكل ده، بقيت حاسس أنها بنتي علشان كده لو وافقتي أني أخد خطوة تجاهك لازم تعرفي ده أني مش هقدر اعيش بعيد عنها ولا من غيرها...
كانت رسالته الأخيرة:
"تصبحي على خير يا إيناس"
"وأنتَ من أهله"
رغم كل شيء سمعه في السابق خلال وصفها تلك الحالات مع تلك المرأة الغريبة، إلا أنه كان لديه بعض المخاوف وكان عليه أن يُنهيها، ويكون صريحًا معها.......
في صباح اليوم التالي...
هبط دياب كالعادة متوجهًا مع نضال إلى حيث يتواجد مقر عملهما الجديد، أما حور ذهبت إلى هدير تحضر معها حقائب السفر بدموعها، أصبحت هدير جزء من عائلتها وفراقها صعب جدًا بالنسبة لها........
مازال هناك أيام قليلة على سفرها لكنها تستعد، تستعد حتى تلتقي بشقيقها.....
أخذ دياب "جنى وجواد" إلى حيث تتواجد الحضانة..
بقيت والدتها فقط في المنزل لذلك وجدت بأن هذا هو الوقت المناسب الذي تخبر والدتها فيه بكل شيء.........
صنعت لها كوب الشاي بالنعناع المميز ثم جلست معها على الأريكة وبعدما تناولت والدتها مشروبها...
قالت إيناس من دون أية مقدمات:
-في حاجة محتاجة اقولك عليها يا ماما..
-قولي يا حبيبتي.
هنا انفجرت وتفوهت بكل شيء تقريبًا يخص جواد لكنها تركت القسم الخاص بأحلام هو النهاية، ردت حُسنية على حديثها ببساطة:
-وإيه المشكلة يا حبيبتي؟ أنتِ لسه صغيرة اللي قدك لسه متجوزش، وبعدين أنا لما شوفته في المستشفى كان وشه بشوش كده، وما شاء الله عليه ابن ناس، ليه لا؟؟ إيه اللي يمنع تعيشي حياتك وسنك، ليه خايفة؟!..
هنا كان يجب عليها أن تخبرها الجزء الخاص بأحلام لعلها تخبرها لماذا تلك المخاوف تتملك منها، والحقيقة أن ابتسامة حُسنية بدأت في الزوال...
لكنها بالرغم من ذلك تحدثت بنبرة عقلانية:
-مش عارفة أقولك إيه يا إيناس، الموقف غريب ومش قادرة احدد بعد ما قولتي موضوع أحلام اقولك إيه؟!، لأني حتى مش عارفة لو مكانك هعمل إيه....
نظرت لها إيناس بإدراك بأن مخاوفها لم تكن عبثًا..
حاولت والدتها طمأنتها في نهاية الحديث:
-الجواز في الأول والآخر نصيب وأنا مقدرش أقولك حاجة، ومدام موضوعهم منتهي من قبل ما تدخلي فيه سيبك منها وصلي استخارة وشوفي......
_____________
بعد مرور بضعة أيام...
تقف "ريناد" في مكتب والدها الواسع والأنيق..
بـداخل شركته الخاصة..
في البداية كانت تنتظره بصمتٍ أن يُنهي مكالمته إلى أن جاء لها مكالمة، فابتعدت عنه حتى يكن لكليهما خصوصيته...
تسمع صوت الفتاة من الهاتف وهي تتحدث بلُطفٍ ورجاء؛ فهي اتصلت بها راغبة في أن تعلن ريناد عن أحدى منتجاتها، ولكن ريناد لم تكن متحمسة......
كانت هي من ترد بنفسها على هذا الرقم التي أتت به من أجل عملها على مواقع التواصل الاجتماعي.....
كان هناك فتاة عملها هو الرد على تلك الأمور، لكنها تركت العمل معها حينما أخبرتها "ريناد" بنيتها على التوقف...
قالت ريناد باعتذار شديد حينما شعرت بحزن وخذلان الفتاة من نبرتها:
-حقك عليا والله، بس أنا نزلت شغل وحقيقي معنديش وقت خالص مشغولة جدًا، وكمان زي ما أنتِ شايفة أنا مش بنزل ستوريز كتير، الريتش وقع والموضوع مش هيجيب همه معاكي..
سكتت لبضعة ثواني ثم أسترسلت حديثها تحاول المساعدة قدر المستطاع:
-في انفلونسر اعرفها وهي مش بتاخد مقابل، الـ Gift بس، هتواصل معاها ولو فاضية هقولك.
أنهت المكالمة أخيرًا بعد تنهيدة قصيرة خرجت منها...........
ثم سارت بضعة خطوات متوجهة صوب المكتب الخاص بأبيها لتجده قد أنهى مكالمته منذ مدة، ويبدو أنه كان يسترق السمع...
سألها "محمد" قبل أن تتحدث هي، ناظرًا لها بطريقة مباشرة:
-ليه بطلتي تعملي ستوريهات كتير؟! مش كنتي حابة الموضوع؟ وبعدين إيه نشاطك الغريب والجديد اللي جه على الشغل فجأة؟!.
حاولت إيجاد رد سريع لكنها فشلت..
في الحقيقة هي تتغير..
لا تدري هل تنجح أم لا؟!!.
لكنها تحاول إلى أن تصل إلى نتيجة مرضية لها قبل أن يكون له...
كما يحاول أن يفعل هو..
حاولت ريناد الرد على والدها رد منطقي لم ينل استحسانه أو بمعنى أدق لم يصدقه..
فهو يدرك بأن هناك شيئًا تخفيه ويرغب في تركها حتى تأتي وتتحدث مخبرة أياه بكل شيء:
-عادي مش ده اللي كنت حضرتك عايزه؟ يعني أنا بعمل اللي حضرتك كنت عايزه من الأول..
ابتلعت ريقها ثم أسترسلت حديثها مغمغمة:
-وبعدين أنا لما عملت فيديوهات عملتها علشان كنت فاضية وعايزة اعمل أي حاجة جديدة، دلوقتي في حاجات كتير ورايا وأهم.
أنهى ذلك النقاش بجملة مختصرة ونبرة غير مصدقة ما تسمعه، لكنه يراقب الأمر إلى أين سوف يصل بهما:
-ماشي يا ريناد اللي يريحك اعمليه، برضو التركيز في الشغل مش وحش.
سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول إشعار..
عبارة عن رسالة منه....
من الرجل الوحيد الذي تتنفس عشقًا له......
" ازيك، عاملة إيه؟! وسط مشاكل كتير حصلت الفترة اللي فاتت لـنضال، النهاردة فتحنا الفرع الثاني في مول ****، حبيت تكوني أول مين عرف بالخطوة دي، لسه بنجهز فيه عمومًا، يارب تكوني بخير يا ريناد"
وضعت رمز تعبير عبارة عن قلب أحمر على رسالته سعيدة بتلك الخطوة، كما أنها سعيدة بأنه يستثنيها وهذا شعور عظيم لو كنت تعرفه..
إذا لم تعرفه لقد فاتك الكثير....
أخذ والدها يراقبها بصمتٍ...
_______________
"موكلي عايز يقابل الأستاذة سامية عشان يحاولوا يوصلوا لحل ودي، قبل ما الأمور تتصاعد، ويمكن النزاع يتحل بشكل ودي، خاصة أنها حامل منه"
كان هذا هو طلب المحامي من النيابة، ولم يكن طلب غريب أو جديد في هذا النوع من القضايا....
وافقت النيابة بعد التحقيق مع حمزة خلال الأيام الماضية، ورغم أنه حذف كل ما على أجهزته الإلكترونية، إلا أنه تم إعادة البيانات، ولم ينفعه إنكاره بشيء، بعض البيانات تعود إلى شقيقته، مما استدعى استدعاءها للتحقيق هي الأخرى.
لم تُبدي سامية أي اعتراض على هذا الطلب، بالرغم من رفض "زهران" الصريح أن تجلس معه، لكن المحامي نصحه بأن يتركها...
وهي كانت كالعادة متشبسة برأيها..
جلست معه في مكتب النيابة..
بحضور الضابط النظامي الذي يقف في أحدى الأركان لا يتدخل في الحوار هو فقط يراقب الأمر...
تمتم حمزة بنبرة مرتجفة يحاول الاعتذار، واعتذاره كان باهتًا وسخيفًا إذا تم تنسيقه وفقًا إلى فعلته:
-حقك عليا يا سامية أنا غلطت، وندمان، لكن أنا مستحقش منك كده، وعلشان خاطرك أنتِ بس، أنا مرضتش أعمل محضر لأهلك على اللي عملوه فيا.
ضحكت سامية هازئة من حديثه ثم ردت عليه بجفاء لا يعتاده:
-كنت بلغت وقولت ضربوك ليه؟!، وبعدين لو من ناحية اللي تستحقه، أنتَ يا حمزة تستحق أكتر من كده بكتير، اللي حصل مكنش كفاية وكان قليل عليك...
حاول حمزة التماسك قدر المُستطاع وهو يخبرها برفقٍ كاذبٍ:
-سامية أنا بحبك، أه غلطت لكن لكل مشكلة حل، ممكن اتعالج أنا مريض، أنا مريض ياستي، لكن اللي بتعمليه ده مينفعش، أنتِ بدمريني وبدمري سمعة اللي في بطنك اللي هو ابننا، الفضايح دي متنفعش، وأنا معاكي في أي حل تاني..
ردت عليه بخفوت ونبرة جامدة لا تناسب أبدًا ما تتفوه به:
-أنا لولا إني حامل منك، أنا كنت وريتك الفضايح فعلا يا حمزة وكنت جرستك وشهرت بيك في كل حتة..
تنهد "حمزة" بصدقٍ هذه المرة، وقال بصوت أقرب للرجاء:
-بلاش تسمعي كلام أهلك ولا كلام حد، فكري فينا وفي حياتنا؛ اه حصل فيها مشاكل كتير بس كلها ممكن تتحل مع الوقت، العيل اللي في بطنك مينفعش يجي يلاقي أبوه بالشكل ده..
قاطعته وهي تخبره بنبرة منفعلة رغم محاولتها السيطرة على ذاتها:
-المهم أمه إيه؛ ويعرف أن أمه أرجل من أبوه ومفرطتش في عرضها علشان واحد ***؛ الله أعلم كنت ناوي تعمل إيه بيهم بعد كده، ولا جنون شهوتك ومرضك كانوا هيوصلوك لفين، الحمدلله إني اكتشفت كل حاجة في الوقت المناسب..
ثم أستكملت حديثها بقوة:
-أنا مش ماشية ورا كلام حد يا حمزة، لو بمشي ورا كلام حد مكنتش اصلا عرفتك ولا اتجوزتك، بالعكس أنا لو سمعت كلامهم، كنت هشوفك متعلق قدامي زي الدبيحة من بلكونة بيتنا، لغايت ما تطلع روحك ومكنتش هزعل عليك...
-سامية الكلام كده مينفعش..
قاطعته سامية بحدة وصرامة:
-أنا مش قاعدة معاك علشان أعرف منك اللي ينفع واللي مينفعش؛ كان نفسي أشوف فيك رجولة وندم، لكن مفيش قدامي إلا واحد خايف وبس، أنا هحبسك يا حمزة ولو مُت مش هتنازل، والله العظيم ما هتنازل لو إيه اللي حصل، هاخد حقي منك..
ثم ابتلعت ريقها وقالت بتشفي:
-وبالمناسبة أختك تم استدعائها وشكلها ناوية هي كمان تتكلم....
ابتلعت ريقها ثم قالت وهي تنهي قصتهما بتلك الطريقة:
-أنتَ كسرتني بدل المرة ألف، بعد ما اتحديت الدنيا علشانك، بس أنتَ متعرفش مين سامية خطاب، لو كنت تعرفني كنت عرفت إن قلبتي أصعب من أنك تتحملها، لما بقلب، مبرجعش؛ أنا هخلعك يا حمزة بس وأنتَ مسجون زي الكلب وعلى فكرة متوصي عليك جامد أوي في موضوع القرض كمان...
نهضت من مكانها ثم قالت موجهة حديثها صوب الضابط:
-الكلام خلص هو رصيده كان خلصان عندي من زمان، لكن حبيت حتى أحس أنه ندمان مش مرعوب وخايف.........
خرجت سامية من المكتب تم صرخة خرجت من حمزة رغمًا عنه، وهو يراقب طيفها وينظر على جرح يده الذي اصدعه نضال بمهارة لا يظن بأنه سوف يزول، رُبما زالت بعض الكدمات لكن مازال بعضها واضحًا جليًا...
حمزة وسامية لم تكن حكاية فريدة من نوعها أو الأولى كما لن تكن الأخيرة...
هذه قصة عانت منها الكثير من النساء...
فأصرت سامية أن تكون صوت لهن...
تدافع عن حق وكرامة، شرف وعرض...
تعلم جيدًا بأن ليس كل النساء قادرة أن تتأخذ نفس موقفها..
لكنها قررت أن تكون من النساء التي مهدت لهن الطريق....
_____
على صوت أذان العصر..
تململت إيناس في نومتها..
فنهضت بكسل شديد ثم جلست على طرف الفراش تحاول أن تستفيق....
كان اليوم مُرهقًا جدًا..
ففي الصباح الباكر كان موعد طائرة هدير، فذهبت برفقة عائلتها ونضال إلى مطار القاهرة الدولي من أجلها...
بعد الاطمئنان بأنها أنهت الإجراءات وتنتظر إقلاع الطائرة في صالة انتظار المسافرين، عاد الجميع إلى منازلهم...
حينما عادت إيناس إلى المنزل..
قامت بترتيب المنزل وتنظيفه، وأوصلت أطفالها إلى الروضة، ثم أعدت الطعام، حتى لا يتبقى عند استيقاظها إلا تسخينه.
بعدها خلدت إلى النوم...
خاصة حينما أخبرها دياب بأنه هو سوف يحضر الأطفال بنفسه من الحضانة....
أمسكت هاتفها؛ فهي تنتظر رسالة من هدير..
وعند بحثها في صندوق الدردشة وجدت رسالة منه مختصرة جدًا لكنها مباشرة ففهمت محتواها..
"قولتي إيه؟! إيه ردك؟!".
تسارعت نبضات قلبها فجأة بشكل مخيف...
ارتفع مستوى الادرينالين في جسدها...
ماذا تفعل؟!!...
هل تسير وفقًا لمشاعرها وارتياحها وهي تضرب بقوانين المنطق عرض الحائط؟!!
هل هي على استعداد أن تواجه أحلام؟!.
وأن تقف أمام شقيقها بهذا القرار؟!
لا تعلم.....
لكن في تلك اللحظة تحديدًا..
أتى في عقلها حديثه حينما قال:
"وأنا مستحقش أني أكون حد تحاربي علشانه؟!"..
مازالت مترددة في مدى استحقاقه....
في النهاية كل رجل يظهر ويُختبر بالمعاشرة....
الشيء الذي يستحق في نظرها..
هو مشاعرها تجاهه...
لذلك ومن دون تفكير أرسلت له جهة الاتصال الخاصة بشقيقها...
بعدها خرجت منها تنهيدة طويلة..
تعبر عن ارتياح ممتزج بالقلق..
تناقض غريب لكن حقيقي...
_______________
قامت بالاتصال به "فيديو" لا مكالمة صوتية قد تكفيها اليوم.......
أجاب "سلامة" في المرة الثانية، فظهر وهو يصفف خصلاته المبتلة، بينما هي تتناول المكرونة وصدور الدجاج التي أعدتها بنفسها وباتت تتقنها...
كانت تحدق فيه بنظرات توحي بالشر..
تحدث سلامة بدهشة تلك المرة:
-غريبة يعني!!! أول مرة تتصلي على الانستجرام.
قالت جهاد بنبرة خالية من أي مزاح:
-رصيدك من الستر خلص يا سلامة، اتكشفت خلاص وبقيت في نظري قد كده..
تمتم سلامة بنظرات غريبة وهو ينظر لها:
-جهاد والله أنا مش بكون عامل حاجة بس بقلق منك؛ ممكن تقوليلي رصيدي خلص من الستر وكشفتي إيه بالظبط؟؟!!
ردت جهاد عليه بنبرة درامية تستحق جائزة الاوسكار عليها:
-أنا قفشتك متلبس، شكرًا للانستا اللي بقا يوريني جوزي حبيبي بيعمل لايكات على إيه؟؟! وهو مش واخد باله؟!.
سألها سلامة بعفوية وفضول شديد:
-بجد والله هي بقت بتظهر؟ ده أنا متأخر أوي على كده.....
ثم أسترسل حديثه هازئًا:
-وياترى إيه بقا الجرم المشهود اللي قفشتيني بيه؟ كان فيديو مخل يعني ولا إيه؟!.
هزت رأسها نافية وهي تضع شوكة المعكرونة في فمها وبدأت بمضغها ثم ابتلعتها في نهاية الأمر وقالت:
-شوفتك عامل لايك لفيديو لـ شيخ، بيتكلم عن التعدد واضح أن الفكرة في دماغك يا حبيبي وعجباك، ولا يمكن نفذتها وأنا معرفش..
تمتم سلامة وهو يدافع عن نفسه:
-أنا معملتش لايك، ممكن أكون دوست بالغلط، أنا كنت ببعته لابويا وبهزر معاه؛ استني هوريكي اسكرين الشات بيني وبينه وهبعتهالك على الواتساب علشان اثبتلك إني مش خاين..
تركته ولم تعقب على كلماته...
وبالفعل فتح الواتساب حتى يرسل لها لقطة "الشاشة" ليجدها قد أزالت صورتها الشخصية؛ هكذا ظن فهي اختفت، كانت الصورة تعود لهما في أولى أيام زواجهما، مما جعله يعقب بمرحٍ وهو يرسل الصورة:
-للدرجاتي يا حبيبتي زعلانة علشان فكرتي إني ممكن اتجوز عليكي؟ وروحتي شايلة الصورة؟!..
قبل أن تعلق هي على كلماته كان هو يقول بعدم فهم:
-أنتِ ازاي ظاهر أنك قافلة نت وأنتِ بتكلميني؟!.
قالت بصراحة وقحة وهي تخبره:
-لا أنا عملتلك بلوك واتس وفيس، سيبت الانستا بس علشان لو هنتصالح منه، واستنيتك تأخد بالك إني بلكتك، بس لا طلعت أنا اخر اهتماماتك؛ فقولت لازم اتصل بيك واعرفك غلطك علشان تصالحني، استني هفك البلوك شكلك مش خاين......
رد عليها سلامة بسخرية:
-والله حظك اني مش معاكي على اللي بتعمليه ده، وبعدين سلمى فين؟! أنا ملاحظ بقالك كام يوم مش بتجيبي سيرة عنها، هي مبقتش تبات معاكي ولا إيه؟!!..........
هتفت جهاد بعفوية لا تدرك ما تفعله:
-ما هي اتخانقت مع نضال بسبب سامية وجوزها، يدوبك بتيجي الصبح بدري وتمشي بدري علشان متتقابلش مع نضال...
قال سلامة وهو يجهل تمامًا ما يحدث منذ أيام لكنه يلاحظ اختلاف في نبرة والده ونضال فبدأ يربط الخيوط....هنا أدركت جهاد بأنها أخطأت:
-ليه وهي مالها سامية؟؟؟! ومال جوزها اللي محدش مرتاح ليه ده،...
قصت له جهاد ما حدث لم يكن بوسعها الكذب أو أن تخلق قصة...
ليصيح سلامة بجنون وقد فار دمه، أخذ يسبه، يلعنه، وانفعل بشكل كبير..
كانت جهاد لأول مرة تجد زوجها في تلك الحالة....
كيف يفعل هذا بابنه عمه؟!!!
سمعت ألفاظ لأول مرة تسمعها من على لسان زوجها وهو يخبرها....
-ازاي محدش قالي فيكم وكلكم مخبين عليا؟؟.
ردت عليه جهاد بقلق:
-مهوا هتعمل إيه يعني وأنتَ عندك؟!، وخلاص هي بلغت ونضال اداله اللي فيه النصيب..
سمعته يصيح باستهجان وانفعال كبير:
-مش كفاية اللي حصل فيه مش كفاية كان لازم يتقطع حتت ابن الـ***...
وأستمر في شتمه مع نفسه وهو يهذي إلى أن قال:
-اقفلي أنتِ دلوقتي وأنا هتصل بـ بابا..
________
اتصل "أحمد" بها..
أخبرها إن كان متفرغة فلتأتي إليه في المكتب هو في انتظارها...
لم تفهم لماذا يريد مقابلتها؟؟؟
فهو لم يعطها أي إجابة على اسئلتها، تركها في حيرة خاتمًا حديثه وقتها يخبرها بأنه سوف يشرح لها كل شيء وهي تتناول فنجان القهوة في مكتبه معه......
لأنها كانت كالغريق الذي يتعلق بأخر قشة، كان ردها عليه بأنها سوف تأتي له...
ليس أمامها حل أخر..
وصلت إلى مكتبه الذي لم يكن بعيدًا عن الشقة التي، استأجرتها بنقود شقيقها...
فظلت في انتظاره لمدة نصف ساعة....
كان لديه عميل يجلس معه في الداخل....
أخيرًا..
دخلت إلى مكتبه فنهضت واستقبلها "أحمد" بحفاوة هي نفسها مندهشة منها، ثم جلست على أحد المقاعد وجلس هو على مكتبه..
سألها عما تريد تناوله، أي مشروب، لكنها رفضت في البداية فأردف وقتها أحمد:
-لا والله مينفعش تيجي لغايت هنا ومتشربيش حاجة..
وقتها طلبت قهوة معه ثم حاولت الدخول إلى صلب الموضوع حينما طال الصمت:
-في حاجة جديدة حصلت؟ طلبت تقابلني ليه؟!..
قال أحمد من دون مرواغة وهو يتحدث ببراءة:
-بخصوص جواد أكيد، أنا من ساعة ما اتكلمنا مع بعض وأنا مش ساكت، وبحاول معاه بكل الطرق بس هو رافض يرجعك الشغل تاني..دماغه ناشفة جدًا..
تبدلت ملامحها إلى أخرى غاضبة قائلة:
-لو كده حضرتك طلبتني ليه؟؟!.
ثم سألته سؤال صريح:
-جواد في حد في حياته صح؟!.
هز أحمد رأسه بإيجاب وهو يخبرها بما حدث حقًا، تحديدًا وهو يتذكر مكالمة جواد له ليخبره بموافقة إيناس:
-ده مش في حد في حياته بس، ده رايح يتقدم لواحدة كمان ماشي في جواز يعني....
أتسعت عيناها بذهول شعرت وكأن ضغطها قد انخفض مرة واحدة...
-هيتجوز مين؟!..
سألها أحمد رافعًا حاجبيه:
-هيفرق معاكي في إيه؟ هو أنتِ تعرفي كل معارفه؟!، ولا حاسة أنها ممكن تكون حد تعرفيه؟؟..
لم تفهم مغذى حديثه الأخير ولكنها قالت:
-ليه لا يمكن تطلع حد اعرفه؟! هي من المستشفى أو من معارفه؟.
قال أحمد ببساطة وكأنه لم يتفوه بشيء:
-إيناس....
في تلك اللحظة لم يأتِ في عقلها "إيناس" جارتها فأردفت بتساؤل وهي تعقد حاجبيها:
-إيناس مين؟؟.
رد عليها أحمد بكلمات وقعت عليها كالصاعقة:
-إيناس اللي هي أخت دياب، أحنا هنا ماسكين قضيتها مع طليقها عمرو، تقريبًا أنتم من منطقة واحدة حسب ما فهمت.....
_____يتبع______
لو وصلتم لغايت هنا متنسوش الفوت والكومنت لأن التفاعل واقع جدًا...
دمتم بألف خير ونتقابل في فصل جديد ان شاء الله ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
بوتو يحبكم...
تابعووووووني
رواية سيطره ناعمه كامله من هنا
رواية خيانة الوعد كامله من هنا
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق