رواية زواج بلا حب الفصل الاول حتى الفصل الحادي والعشرين 🔥 𝓩𝔀𝓪𝓪𝓳 𝓑𝓲𝓵𝓪 𝓠𝓪𝓵𝓫 🔥زواج بلا قلب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية زواج بلا حب الفصل الاول حتى الفصل الحادي والعشرين 🔥 𝓩𝔀𝓪𝓪𝓳 𝓑𝓲𝓵𝓪 𝓠𝓪𝓵𝓫 🔥زواج بلا قلب حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
زواج ما كانتش تتمناه... ولا حتى تخيلته في أسوأ كوابيسها.
تزوجت "آدم" غصب عنها، بقرار عائلي ما فيه خيار.
كانت تحلم بحب، بدفء، بحياة هادئة...
بس اللي لاقته كان جحيم يومي.
★★★★
آدم؟
رجل بارد، قاسي، شايفها مجرد صفقة.
بيعاملها بجفاء، وكأنها ما تستحقش حتى الكلمة الطيبة.
ومش بس كده...
كان يجيب البنات على البيت، يضحك قدامها، يتعمد يكسرها...
عشان يثبتلها إنه مش شايفها، ولا عمره هيحبها.
★★★★
لكنها كانت تصبر،
ما كانتش ضعيفة، كانت تحبس دموعها وتوقف على رجليها.
بس في قلبها، وجع ما له حدود، وسؤال يتكرر كل ليلة:
"ليه أنا؟"
★★★★
لكن الزمن دايمًا بيقلب الطاولة...
وآدم اللي كان حجر، بدأ يشوف فيها الإنسانة اللي ما انكسرتش،
بدأ يسمع صوتها، يحس بوجودها، يشوف في عيونها طيبة ما لقيهاش في كل البنات اللي مروا في حياته.
وهي؟
كانت ما بين الانتقام... والمغفرة.
ما بين كرهه... وحب بدأ يولد من وسط الركام.
قصة عن وجع، خيانة، قوة أنثى...
وقلب رجُل افتكر إنه مش ممكن يحب، لكنه وقع في حبها وهو بيحاول يدوس
#زواج_بلا_قلب
❀ الجزء الأول ❀
كانت الساعة قرّبت على 10 بالليل،
والبيت هادي بشكل غريب.
ريّحة بخور خفيفة مالية الصالة،
وكل وش في البيت متوتر… حتى الهوا كان تقيل.
ليلى كانت قاعدة في أوضتها،
لابسة بيجامة قطن بسيطة، شعرها ملموم على شكل كعكة،
وحاطة سماعات بتسمع موسيقى هادية وهي بترتب كتبها.
ما كانتش تعرف إن حياتها كلها هتتقلب بعد دقايق.
★★★★
خبطت أمها الباب ودخلت بسرعة،
عيونها فيها قلق، بس بتحاول تخبّيه.
قالت:
"ليلى، اقعدي… عايزاكي في كلمتين مهمين."
ليلى بصّت لها باندهاش:
"خير يا ماما؟"
الأم خدت نفس طويل وقالت بحذر:
"في حد قريب من العيلة، اسمه آدم السيوفي… أكيد سامعة عنهم؟"
قلب ليلى دق بقوة،
مين ما يعرفش السيوفي؟
عيلة رجال أعمال، أسياد صفقات، ظهورهم دايمًا في المجلات،
وناس الكل بيحاول يقرب ليهم، حتى من بعيد.
قالت:
"آه… عارفة طبعًا. بس إيه؟"
ردّت الأم بهدوء مصطنع:
"آدم… طلبك للزواج. والرد كان بالموافقة."
★★★★
الخبر نزل عليها زي صخرة.
شهقت وهي بتقف:
"إيه؟! إزاي؟ من غير ما أعرف؟!"
قالت الأم بسرعة:
"بُكرة الفرح. وإنتي مش هترفضي.
دي فرصة العمر يا ليلى، تتجوزي راجل من عيلة تقيلة،
هيأمنلك مستقبل، ومكانة، وحياة مرتّبة."
ليلى رفعت صوتها أول مرة:
"بس أنا معرفوش!
ما شفتوش، ما كلمتوش،
إزاي أوافق على جواز بالشكل ده؟!"
الأم بصّت في الأرض وقالت بهدوء حاد:
"هو شافك قبل كده في مناسبة…
وقال إنه عايز بنت مؤدبة، مش بتاعة مشاكل،
وإنتي كنتي الصورة اللي لفتت نظره.
وأبوك وافق من غير تردد."
★★★★
اتكتم الصوت.
ليلى سابت جسمها ينهار على الكرسي،
دموع نازلة على خدها وهي بتوشوش:
"يعني اتبعت؟
زي قطعة أرض اتسلمت للي يدفع أكتر؟"
أمها قربت منها،
لمست إيدها، بس ما كانتش لمسة حنان،
كانت لمسة أمر واقع.
"اللي زي آدم… ما بيتعوضش.
وإنتي لازم تكوني قدّ المسؤولية."
★★★★
طلعت ليلى على أوضتها،
قفلت الباب،
وفتحت دولابها تبص على فستان الفرح الأبيض اللي وصل من ساعتين.
مسكته بإيديها المرتعشة،
بس ما حسّتش لا سعادة ولا شغف،
كان بالنسبة لها…
كفن ناعم، من حرير، لدفن قلبها وهي لسه عايشة.
قعدت على الأرض،
ضهرها للحيط،
وعينيها للسماء…
#زواج_بلا_قلب
❀ الجزء الثاني ❀
الساعة كانت قرّبت على المغرب،
والبيت كله كان بيغلي حركة.
كوافير، ميكب أرتيست، صبايا بتتنقل من أوضة لأوضة،
ريحة السبراي والمكياج مالية الجو،
والكوافير بيزعق:
"مين اللي لسه ما عملتش شعرها؟ يلا بسرعة يا بنات!"
ليلى كانت قاعدة في أوضتها، قدّام المراية،
للابسة فستانها الأبيض اللي كله دانتيل ناعم،
طرحتها نازلة على ضهرها زي الشلال،
بس وشّها؟
كان ساكت… عينيها فيها ارتباك وحيرة وخوف.
سمعت صوت الباب بيتخبط،
دخلت خالتها، وقالت بابتسامة مُصطنعة:
"آدم وصل، وهيقعد معاكي شوية قبل ما تنزلوا… عادي يعني، تتكلموا كده شوية."
ليلى قلبها دق،
حاولت ترتّب نفسها، تمسح توترها،
وبصوت خافت همست:
"يا رب يكون كويس… يا رب يتغير النهارده."
★★★★
دخل آدم…
بهدوء غريب، بخطوات واثقة،
لابس بدلة سودة شيك، شعره متسرّح بدقّة،
وشّه مشاعرّه مصفّحة، لا ودّ، لا دفء، لا حتى اهتمام.
وقف قدّامها، وبصّ فيها من فوق لتحت،
كأنه بيقيّم فستان في ڤيتريـنا، مش بنت هيتجوّزها.
قال بجفاف:
"جاهزة؟"
ليلى بلعت ريقها، قامت من على الكرسي،
وقالت بصوت مهزوز:
"آه… يعني، تقريبًا… بس كنت فاكرة…"
سكتت شوية،
وبعدين كملت وهي بتحاول تبتسم:
"كنت فاكرة إننا ممكن نتكلم، شوية على الأقل… يعني، إحنا حنتجوز النهاردة."
ضحك بسخرية وقال:
"نتكلم؟ عن إيه؟
أنا عملت اللي اتطلب منّي، اتجوزتك… مش محتاج أحكي قصص رومانسية."
ليلى وشّها اتغيّر، دمها بدأ يجري بعصبية،
بس فضلت واقفة، متماسكة.
سألته بنبرة ناعمة:
"يعني… حتى مش ناوي تفهمني؟ تفهمني ليه عملت كده؟ ليه اخترتني؟"
قرب منها،
بصّ في عينيها، وصوته كان بارد لدرجة مؤلمة:
"ما اخترتكيش، اشتريت.
فرق كبير…
وافتكري دايمًا: إنتي بالنسبالي مجرد صفقة، قطعة أثاث في بيتي الجديد."
ليلى اتجمّدت مكانها،
قلبها وقع في رجلها،
وحست إن الهوى اختفى من الأوضة.
قالت بصوت مخنوق:
"بس أنا إنسانة…"
ضحك، وقال:
"ما اختلفناش، بس دي مش مشكلتي.
أنا مش بدوّر على مشاعر، أنا بعمل اللي يناسب العيلة… والباقي ما يهمّنيش."
★★★★
دخلت خالته، قطعت لحظتهم المشحونة،
وقالت بفرحة:
"يلا يا حبايبي! الدي جي شغّل الأغنية، الناس مستنياكم."
آدم لف ناحيتها وقال بلهجة جامدة:
"يلا… خلينا نخلص."
نفس الكلمة…
زي طلقة تانية في قلبها.
"نخلص؟"
ليلى مشيت وراه، بصمت،
بس دموعها كانت محبوسة في زاوية عينها،
مش مستوعبة .
#زواج_بلا_قلب
❀ الجزء الثالث ❀
★★★★
نزلت ليلى من أوضتها بخطوات بطيئة،
جنب آدم، اللي ملامحه كانت ثابتة كتمثال،
والصالة كلها اتقلبت هدوء،
الناس واقفة، والعيون عليهم،
والموبايلات مرفوعة،
والأغنية اللي شغّالها الدي جي اختفت في الخلفية لما وقفوا قدّام العدول.
آدم وقف ثابت،
مستعد، وكأنه حافظ دوره،
لكن ليلى؟
كان قلبها بيخبط في ضلوعها،
عينيها بتدوّر على أمان مش لاقياه،
وإيديها بتتشدّ في الفستان.
العدول رفع صوته، وقال بنبرة واضحة قدّام الميكروفون:
"السيد آدم السيوفي… هل تقبل الآنسة ليلى الهاشمي ، زوجة لك، على سنة الله ورسوله؟"
آدم قالها من غير تردّد، بنغمة واحدة:
"أقبل."
ولا بصّ ليها، ولا رمش حتى.
كأنه بيشتري عقار، مش بيرتبط ببنت لحم ودم.
العدول لفّ ناحيتها،
وكل الناس عينيها عليها،
الكاميرات، التليفونات، الصالة كلها ساكتة…
حتى الموسيقى اختفت فجأة.
"الآنسة ليلى… هل تقبلين السيد آدم زوجًا لك، على سنة الله ورسوله؟"
ليلى حسّت إن الوقت وقف،
كأنها محبوسة في لحظة واحدة لا بتنتهي ولا بتبدأ،
صوت أمّها وهي صغيرة بيرنّ في أدنها:
“لما تكبري يا ليلى، اختاري اللي يحبك قبل ما تحبيه…”
لكن في اللحظة دي،
ما كانش في حب،
ولا حتى اختيار.
كان في ضغط، وكان في خوف،
وكان في آدم… واقف قدامها كأنه غريب.
عينها وقعت على أمها اللي واقفة بين الناس،
بتحاول تبتسم،
بس كانت بتبكي بعينيها من بعيد.
وخالتها كانت بتشاور لها برأسها،
زي اللي بتقول "يلا… خلّيها تعدّي، مفيش وقت للمشاعر دلوقتي."
العدول كرر السؤال، المايك قرب من وشّها:
"الآنسة ليلى؟"
بلعت ريقها،
عينيها لفّت على كل الموجودين،
وبعدين استقرت على آدم،
اللي كان بيبص لها بملامح حجرية،
لا فيها تردد، ولا فيها انتظار،
بس كأن عينه بتقول: "ما عندِكش مفر."
رفعت راسها شوية، وابتلعت غصّتها،
وبصوت واطي، فيه رجفة، قالت:
"أ… أقبل."
لحظة صمت…
وبعدين تصفيق.
زغاريد، ضحك، فلاشات،
لكن جوا ليلى، حاجة اتكسرت.
كأن الكلمة دي كانت السطر الأخير في فصل من حياتها القديمة.
آدم ما ابتسمش،
ولا حتى حرّك إيده ناحيتها.
بس قام، صافح العدول،
وبعدين مدّ إيده ليها علشان يقوموا يكمّلوا فقرات الحفل.
قامت، وهي حاسة إن جسمها مش بتاعها،
زي اللي بيتحرّك بتلقين.
★★★★
الرقصة الأولى…
القاعة اتحوّلت،
الأنوار خفتت،
والموسيقى بدأت تعزف نغمة هادية،
رومانسية، على الورق…
لكن ليلى كانت سامعة لحن جنائزي،
كأنها بترقص على جثة حبها اللي ما اتولدش أصلًا.
آدم مسك إيدها،
قربها منه،
إيده كانت باردة كالجليد،
ونظرته… معدومة من أي دفء.
همس في ودنها:
"ابتسمي. الناس بتصوّر."
قالت وهي بتحاول تشد شفايفها:
"ما تقدرش تجبر الابتسامة… لو مش طالعة من القلب."
قال بلهجة متملّكة:
"الليلة دي مش عن القلب… دي عن الصورة، والشكل، والواجب."
سألته بنبرة وجيعة:
"وإنت… واجب؟
ولا عقاب؟"
رد من غير تردد، وهو بيلفها في الرقصة:
"أنا واقع. وواقعك الجديد."
ابتعدت شوية، بس فضلت ماسكة إيده، علشان الناس،
وبصّت في عيونه، وسألته:
"ما سألتش نفسك ليه ما قاومتش الجوازة دي؟
ليه وافقت؟"
رد ببرود:
"أنا راجل عملي الصفقات المربحة ما تتسابش."
كلمته جرحتها،
لكنها ردّت، وهي بتحاول تتحكّم في دموعها:
"الصفقة دي… فيها روح.
وفيها وحدة… كانت بتحلم تعيش، مش تُباع."
ما قالش حاجة…
لكن شدّها أكتر، كأن كل كلمة بتقولها بترن في دماغه،
بس رافض يسمعها.
استمروا في الرقصة،
أجسادهم قريبة…
بس القلوب؟
زي جزيرتين في قارتين مختلفتين.
ليلى كانت بتعدّ الثواني،
مش عايزة الرقصة تكمّل،
بس في نفس الوقت…
مش عايزة اللحظة تنتهي وهي كده، مجروحة، ومتكسّرة،
من غير حتى نقطة أمل.
انتهت الموسيقى…
وآدم ساب إيدها بسرعة،
وابتعد خطوة،
وقال من غير ما يبصّ فيها:
"روحي اقعدي في الكوشة… خلينا نخلّص الليلة دي."
قالها بنفس البرود…
لكن الكلمة كانت كأنها خنجر جديد.
"نخلّص."
ليلى سابت إيده، ومشت بخطوات بطيئة،
نفسها تقف… تصرخ… ترجع ورا.
بس كل خطوة كانت بتدفنها أكتر في الليلة دي،
وفي الجوازة دي.
جلست على الكوشة…
وحواليها زينة وورود وناس مبسوطة،
لكن جواها؟
صحراء…
ساكتة، يابسة،
مفيهاش غير صدى قلب بيقول:
"أنا اتبعت."
#زواج_بلا_قلب #
❀ الجزء الرابع :
دخلوا البيت…
الوقت متأخر، والقصر كله منوّر كأنه لسه بيحتفل،
بس جوّه كان صمت بارد يقتل.
آدم مشى قدامها بخطوات سريعة،
وليلى وراه بخطوات مترددة… بعيونها ألف سؤال،
بس مفيش جواب.
وصّل عند السلم، وقف، وبص لها بنظرة جامدة:
أدم :
– "اطلعي فوق."
وقفت مكانها، رفعت راسها وقالت:
– "إحنا لسه داخلين… ممكن أرتاح؟"
أدم :
– "الراحة عندي مش بإذنك."
ليلى:
– "وانا مش خدامة عندك."
إدم :
– "بس بقيتي مراتي… وغصب عنك، هتعيشي على مزاجي."
ليلى :
– "غلطان… أنا هعيش بكرامتي، ولو تحت سقفك."
آدم لف وشه وطلع السلم،
ولمّا شاف إنها لسه واقفة، صرخ:
– "ما تطلعيشني عن طوري، ليلى… اطلعي فوق حالاً!"
طلعت، بخطى بطيئة، بس راسها مرفوعة.
وصلوا أوضته… أوضتها الجديدة.
دخلت وهي بتاخد نفسها بالعافية،
العطر والشموع والورد حوالين السرير…
بس الجو خانق، مش رومانسي.
آدم رمى جاكيته بعصبية، وفك أول زرار من قميصه،
وهو بيبص ليها بدون ولا لمحة رحمة :
– "اقفلي الباب."
ليلى :
– "مش ناوية أقعد هنا."
أدم :
– "إنتي هنا… ودي أوضتك… وأوضتي."
ليلى :
– "أنا مش… مش هسكت عن اللي بتعمله."
أدم :
– "سكاتك مش مهم.
أنا ساكت طول اليوم… وآن الأوان أتكلم بطريقتي."
ليلى:
– "بطريقتك؟ الضرب؟ الإهانة؟ السيطرة؟"
أدم :
– "ده حقي… ودي ليلتي."
ليلى :
– "وكرامتي؟ مش من حقك تكسرها."
أدم :
– "أنا مش هنا أتناقش… أنا هنا آخد اللي ليا."
ليلى :
– "وأنا مش هبقى لعبة! مش هتلمسني غصب عني!"
آدم فجأة مسكها من دراعها بقوة، شدها ناحيته،
هي حاولت تفلت، لكنه قرب وشه من وشها وقال ببرود:
– "انتي فاكرة نفسك مين؟!
أنا آدم…
اللي الكل بيحسب له ألف حساب…
وانتي هتتعلمي تحترمي ده."
ليلى:
– "أنا مش زي أي حد…
وأنا مش بخاف."
إدم
– "كويس…
أنا بحب التحدي."
شدها من شعرها بخفة، وهي تصرخ:
– "وجعتني! سبني!"
أدم
– "ده أول الدرس…
ما ترفعيش صوتك عليا تاني."
ليلى:
– "إنت جبان!
راجل بيثبت قوته على واحدة ضعيفة؟"
أدم :
– "أنا ضعيف؟
تعالي ووريني مين فينا هيضعف دلوقتي."
رمى بيها على طرف السرير،
قرب منها بخطوتين تقال، وهي تبصله بنظرة نار.
ليلى:
– "لو لمستني… هكرهك أكتر ما بكرهك دلوقتي."
أدم :
– "الكره ما يهمنيش…
بس طاعتك… هتتعلّميها بالعافية."
ليلى :
– "حتى لو لمستني… عمرك ما هتملك قلبي."
أدم :
– "أنا مش طالب قلب…
أنا طالب خضوع."
سكتت لحظة، وبعدين بصّت له وقالت:
– "أنا مش هنهان… حتى لو كسرتني."
أدم :
– "انتي ما شوفتيش الهوان لسه."
ليلى:
– "وجعك مش هيكسرني… بالعكس، هيقويني."
أدم
– "يبقى استعدي…
الليلة دي طويلة."
# زواج بلا حب #
❀ تتمة الجزء الرابع ❀
★★★★
آدم واقف قدامها، وهي على طرف السرير،
عينيه بتلمع بنار مكبوتة،
وصوته لما يتكلم… كأنه سلاح.
آدم (بصوت حاد):
– "قومي…
واقفة ليه؟ أنا قلت استعدي!"
ليلى (بترجع خطوة):
– "أنا مش لعبة بين إيديك!
مش هتحرك بأمر منك!"
آدم (صرخ بصوت عالي، يهز الحيطان):
– "قلت قومي!!
ما تجبرينيش أعمل حاجة تندمي عليها!"
ليلى (بصوت مهزوز لكن متحدي):
– "أنا بندم فعلاً…
ندمانة إني دخلت البيت ده…
وإني شفتك أصلاً!"
آدم (اتقدّم فجأة، صوته واطي لكن مخيف):
– "كل كلمة بتقوليها…
بتقربك أكتر من كسرك."
ليلى:
– "أنا مش هتكسري، آدم…
مش بالطريقة دي."
آدم (شدها من دراعها تاني، بعنف):
– "الطريقة دي… أنا اللي باخترعها!
وانتي… هتعيشيها غصب عنك."
ليلى حاولت تبعد، لكن قبضته أقوى…
حاولت تدفعه بإيدها، لكنه مسكها من الكتفين، وبص في عينيها بعنف.
آدم (بيتكلم من بين أسنانه):
– "فاكرة إنك بتخوفيني؟
أنا اتربّيت على السيطرة…
واللي يتربّى على الخضوع، ما بيصعبش عليه كسرك."
ليلى (تقاوم، تصرخ):
– "أنا مش هسكت!
حتى لو صوتي يوجعك، هافضل أقاومك!"
آدم (صرخ بأمر قاطع):
– "اسكتي!!
اسكتي خالص!!
ممنوع تعلي صوتك قدامي تاني!"
ليلى (بدموع في عينيها، لكن بنبرة قوية):
– "حتى لو سكّتني دلوقتي…
عمري ما هبقى تحت رجليك!"
آدم (شدها من شعرها، بصوت أخفض، مرعب):
– "وهو ده التحدي اللي عاجبني…
إنك ترفضي، وأكسرك… شوية بشوية."
ليلى (تتلوّى من الألم):
– "إنت مريض…
قاسي… ما فيكش ذرة رحمة!"
آدم (سابها فجأة، وبص لها بنظرة كأنه فوق الناس):
– "الرحمة؟
أنا آدم…
ما باتعاملش بالرحمة…
باتعامل بالقوة."
ليلى قامت بسرعة، لفّت جسمها، راحت ناحية الباب،
لكن قبل ما تفتح، صوته هزها من جديد:
آدم (بصوت أعلى من قبل):
– "ارجعي مكانك!!
مش هتخرجي من هنا… إلا لما أقول!"
ليلى (تتوقف، ظهرها ليه):
– "أنا مش حيوان…
مش هتربطني زي أسير!"
آدم (راح لها بخطوات تقيلة، وقف وراها):
– "بس ممكن أعاملك كده…
لو ده اللي هيفهمك."
ليلى استدارت، وعيونها فيها قهر وغضب ودموع:
– "إنت بتنتقم مني؟
ولا من نفسك؟"
آدم (بيهمس بصوت فيه غضب مكبوت):
– "من اللي حاولوا يكسروني زمان…
وبتشبهيهم في كل حاجة."
ليلى:
– "أنا مش ذنبهم، آدم…
بس شكلك… مش عايز حد يقرّب حتى ويشوفك بني آدم."
آدم (صوته يرجع للأمر):
– "كفاية كلام!
اقعدي… ما فيش خروج… ما فيش نقاش!"
ليلى:
– "ما فيش حب… ما فيش احترام…
يبقى ما فيش حياة."
آدم (صرخ):
– "انتي اللي اخترتي النهاية دي!!
انتي اللي استفزتيني!
انتي اللي عملتي في نفسك كده!"
ليلى (تبص له مباشرة):
– "أنا ما عملتش حاجة غير إني قلت لأ."
آدم سكت لحظة، كأن الكلمة دي ضربته فوشه…
بس بسرعة استعاد بروده… وقال بصوت متحكم، مسيطر:
– "ولأ دي…
هتدفعي تمنها ليلة بعد ليلة."
ليلى (بهدوء):
– "وأنا هستحمل…
بس عمري ما هبص لك نظرة حب."
آدم:
– "مش عايز حبك…
أنا عايز سكوتك."
ليلى:
– "مش هسكت… حتى لو خنقتني."
آدم (قرب منها خطوة أخيرة):
– "انتي هتسكتِ…
غصب عنك، يا ليلى."
ليلى بصّت له بعيون فيها نيران، وقالت آخر جملة:
– "لكن سكوتي…
هيكون بداية نهايتك."
# زواج بلا حب #
❀ الجزء الخامس ❀
★★★★
آدم وقف متجمد…
عينه ثابتة على وشها،
نفسه تقيل، ووشه بيشدّ كأنه بيكتم انفجار.
هو مش متعود حد يواجهه…
مش متعود يسمع كلمة “نهايتك” من حد… وخاصة منها.
بخطوة واحدة، كان قدامها،
ومره تانية، من غير أي تحذير…
بووم
إيده نزلت على خدها بصفعة قاسية،
قوية لدرجة إنها خلت جسمها يترنّح وظهرها يخبط في الباب.
لحظة صمت قاتلة…
حتى تنفّسها اتقطع.
ليلى ما وقعتش…
لكن وقفت وهي حاطة إيدها على خدها،
نفسها بيطلع متقطع،
عينيها مفتوحة، الصدمة ساكتاها…
لأول مرة من ساعة ما دخلت البيت ده.
آدم (بصوت منخفض، لكن كل كلمة فيه سُمّ):
– "انتي نسيتي نفسك…
نسيتي انك دلوقتي تحت سقفي…
وتحت أمري."
ليلى (بصوت مكسور… لا هو خوف ولا هو تحدي، كأنه وجع):
– "انت… ما بتعرفش غير الضرب؟
ما عندكش غير الإهانة؟"
آدم (بيقرب منها تاني، صوته هادي بشكل مرعب):
– "أنا ما بعرفش أتكلم مرتين…
وبكره الغلط…
وانتي دلوقتي بتتعلمي الدرس الأول."
ليلى كانت واقفة… لكن ظهرها ملزوق على سرير ، مفيش مفر…
دمعة نزلت، مش بس من الوجع…
من القهر.
آدم (ابتسم ابتسامة باردة، وهو بيتراجع خطوة):
– "شايفة؟
بشوية وجع… بقيتي أهدى."
ليلى ما ردتش…
نظرتها بقت مكسورة، لكنها لسه مش مهزومة تمامًا.
آدم لف ضهره، راح يفتح الباب،
قبل ما يخرج، بص لها آخر نظرة:
– "اللي حصل النهارده…
كان مجرد البداية.
خلي عندك عقل… واسكتي."
وخرج.
خطواته كانت تقيلة وهو ماشي في الطرقة،
كل خطوة لها صدى كأنها بتخبط جواها.
ليلى فضلت واقفة، مكانها،
صوت الباب وهو بيتقفل وراه…
كان زي ختم على أول ليلة من العذاب.
دخل أوضة تانية، وقف في الضلمة،
ما ولّعش نور،
قفل الباب، وسحب نفس طويل…
لكن ملامحه ما تهزتش…
لسه نفس القسوة، ونفس البرود.
في الغرفة التانية،
ليلى حطت إيدها على قلبها،
مش علشان الخوف…
لكن علشان الوجع اللي مش فاهمة سببه.
همست لنفسها:
– "هو ليه كده؟
ليه بيكرهني بالشكل ده؟
أنا عملتله إيه؟"
مفيش إجابة.
ولا حتى هو ناوي يجاوب.
الصبح دخل من شباك الأوضة بهدوء…
بس نور الشمس ما جابش دفء،
جاب وجع.
ليلى كانت نايمة على جنب السرير،
متكوّرة على نفسها زي طفلة خايفة،
وشعرها مبعثر، وعيونها منتفخة من البكاء.
عيونها فتحت ببطء…
وهي تحاول تفهم…
ده كان حلم؟
ولا لسه الكابوس مستمر؟
حاولت تنهض، بس أول ما لمست خدها،
آآه…
الألم رجعها للواقع… الصفعة لسه سايبة أثرها.
نقرت خفيف على خدها، لمسته بإيدها،
فجأة الباب بيُطرق.
طق طق…
صوت ناعم، خجول:
– "مدام ليلى… أقدر أدخل؟"
ليلى (بصوت تعبان، لكن بتحاول تثبت نفسها):
– "ادخلي."
دخلت واحدة من الخادمات، ست صغيرة في السن، شعرها مربوط، وعينيها بتلمع بالخوف والفضول.
وراها دخلت خادمة تانية، أكبر منها شوية، ملامحها جامدة أكتر.
الخادمة الصغيرة (بخجل):
– "جبتلك الفطار… تحبي أجهز الحمام؟"
ليلى (بتبصلهم باستغراب):
– "انتو مين؟
وإزاي… يعني؟ حد قالكم تيجوا؟"
الخادمة الكبيرة (بصوت حاسم):
– "حضرة آدم قال نبدأ نهتم بيكي من الصبح…
الأوضة دي بقيت تحت خدمتك."
ليلى (بنبرة خافتة، فيها مرارة):
– "خدمتي؟
بعد ما عمل فيا اللي عمله؟"
الخادمة الصغيرة (تغمز الكبيرة، وتهمس بخوف):
– "شايفة خدها؟"
الخادمة الكبيرة (تهز راسها، وترد بحذر):
– "إحنا ما بندخلش في اللي بيحصل…
إحنا علينا نسمع الكلام وبس."
ليلى (بتتمالك نفسها بصعوبة، وتحاول تقف):
– "أنا مش محتاجة مساعدة من حد.
اخرجوا."
الخادمة الصغيرة (بتهمس):
– "لو محتاجة حاجة… نادينا. حتى لو مش بالكلام…"
الخادمة الكبيرة (بصوت بارد):
– "احنا هنا علشان آدم بيه.
مش علشانك."
خرجوا…
وسابوا الباب موارب وراهم.
ليلى وقفت، راحت تبص في المراية،
شافت نفسها…
عيونها حمراء، خدها متورم،
لكن في لمعة تحدي… لسه موجودة.
دقايق وراحت الحمام… غسلت وشها بمية ساقة.
تحس إنها بتحاول تمسح مشهد مبارح من جلدها.
لبست حاجة بسيطة،
وقعدت على طرف السرير.
مفيش شهية للأكل،
بس قلبها بيقرّصها من كل كلمة سمعتها.
وفجأة…
الباب اتفتح من غير استئذان.
آدم دخل.
نضيف، لابس بدلة، شعره متسرّح،
ونظراته… فوقية كالعادة.
ليلى وقفت بسرعة،
زي ما بتوقف حد كان نايم وشاف كابوسه داخل عليه من الباب.
آدم (بابتسامة خفيفة، بس كلها استهزاء):
– "صباح الخير…
أو نقول: صباح أول يوم من الجحيم؟"
ليلى ما ردتش،
بس نظرتها كأنها بتقول "ما تلمسنيش بكلمة".
آدم لفّ عينه عليها من فوق لتحت،
ولما شاف الخد الأحمر، ابتسم بابتسامة نصفية.
آدم (بصوت فيه خبث ساخر):
– "هاه؟
كيف حالك… من الدرس بتاع امبارح؟"
ليلى (تشد نفسها، تحاول تحافظ على كبرياءها):
– "كنت فاكرك راجل…
بس طلعت جلاد."
آدم (يضحك، بصوت خافت):
– "الراجل الحقيقي… ما بيحتاجش رضاك عشان يثبت نفسه."
ليلى (بصوت ثابت رغم الألم):
– "ولا الضرب بيخلّي حد يحترمك."
آدم (قرب منها، كأن كلامها دا مش فارق):
– "أنا مش طالب احترامك…
أنا طالب سكوتك… وطاعتك."
ليلى:
– "وانا مش جارية…
ولو على الطاعة… احلم."
آدم (ابتسم، قرب عند ودنها، بصوت واطي بس مرعب):
– "انتي هتتعلمي…
بطريقتي أنا."
سكت لحظة، وبعدين اتراجع خطوة:
– "أنا رايح الشغل…
بس لما أرجع،
ما عايزش أسمع صوتك…
ولا حتى نفسك."
بص لها آخر نظرة باردة،
وسحب الباب وراه،
وسابه يتقفل ببطء…
ليلى وقفت مكانها، عينها على الباب…
نفسها بيرتج، لكن وقفتها لسه فيها كرامة.
همست لنفسها:
– "أنا لازم أهرب من البيت ده بأي طريقة "
★★★★
❀ زواج بلا حب❀
الجزء السادس
★★★★
ليلى قاعدة على الكرسي جنب الشباك اللي بيطل على الحديقة، بس عينيها كانت شايفة فراغ.
الحديقة ساكنة، ساكنة أوي... زي قلبها اللي مافضلش فيه غير الصدى.
الجو حر، بس هي بتحس بقشعريرة برد بتنخر في عضمها.
قاطع تفكريها كلام الخدامة رقية :
رقية: مدام ليلى السيد أدم طلب منك تلبسي الفستان ده .
ليلى: لأ حتى الملابس هو لي يختارها ليا .
رقية: مدام ليلى هاذا هو السيد أدم بيحب يتحكم في كل شي صدقيني أنا خدمت عائلة السيد السيوفي 20 سنة دي العايلة بتحب السيطرة والحكم عندم بيمشي في الدم .
ليلى : ده جنون !
رقية: لو بدك تعيشي مع سيد أدم لازم تكوني تحت طاعتوا وأوامروا .
ليلى: ده لعمروا ماهيحصل .
رقية: على راحتك مدام ليلى إعذريني راح أرجعلك بعد شوية عشان أتأكد أنك لبستيه.
ليلى : ليش ؟
رقية: السيد أدم طلب مني أني أتكد أنك لبستيه.
ليلى: ياربي يكون مجرد كابوس.
رقية: أسفة لو أزعجتك راح أروح الحين .
ليلى ( مع نفسها) : الفستان حلوا تمنيت لو طلبتي مني ألبسوا بأدب من غير سيطرة .
❖❖❖❖❖❖❖❖
عند أدم :
آدم كان قاعد في صدر القاعة، لابس بدلة سودا فخمة، ملامحه جامدة كالصخر.
رجال الأعمال حواليه، وكل واحد شايل ملف، بس مفيش حد يتكلم قبل ما هو يسمح.
آدم (بهدوء حازم):
– الشراكة مع مجموعة الدمياطي، هتمشي بشروطنا إحنا... وإلا مفيش اتفاق.
رجل أعمال (يحاول يتناقش):
– بس يا فندم، نسبة الربح كده تبقى...
آدم (يقاطعه ببرود):
– مش محتاج درس في الحساب إحنا مش جمعية خيرية. اللي مش عاجبه، الباب يفوّت جمل.
وفجأة دخل "فادي" مساعده، وهمس في ودنه بسرعة.
آدم ضيّق عينيه، ووشه اتغير.
آدم (بغضب مكتوم):
– أبوها هنا؟!
فادي:
– أيوه يا باشا، مستني في المكتب الجانبي.
آدم قام من مكانه، فتح زرار جاكيته، ومشى بخطوات تقيلة.
اللي في القاعة كلهم بقوا يبصوا لبعض، متفاجئين من المشهد.
مدير الحسابات (بهمس):
– سيد آدم؟!
الحاج طاهر، والد ليلى، واقف قدام البلكونة، باين عليه التوتر والتعب.
أول ما دخل آدم، لف له بسرعة.
الحاج طاهر:
– كنت مستني فرصة أكلمك عن ليلى...
آدم (بجفاء):
– ليلى بخير... وما تستحقش كل القلق ده.
الحاج طاهر (بتنهيدة):
– دي بنتي، يا آدم...
آدم (يقطع كلامه ببرود):
– بنتك؟ دي دلوقتي مراتي...
مرات آدم السيوفي.
وداخل بيت السيوفي، القواعد بتختلف.
اللي يدخل هنا... يدفع التمن .
الحاج طاهر (يحاول يهدي الوضع):
– إحنا متفقناش على وجع القلب ده، يا آدم...
كنت فاكرك هتكون راجل وتخاف عليها.
آدم لف وواجهه، صوته نزل، بس نبرته مرعبة.
آدم (بصوت مهدد):
– مشكلتك إنك لسه شايفها بنتك...
لكن الحقيقة، إنها بقت "مراتي"،
يعني مسؤوليتي...
بطريقتي.
الحاج طاهر (بعصبية):
– أنا ما بعتش بنتي!
أبوك كلّمني، وقال إنك عايز تتجوز،
اقترحت عليه بنتي، وهو وافق... مش أنا اللي أجبرتك.
آدم (بنظرة حادة):
– وبسببك... أنا متجوز واحدة ما بحبهاش.
الحاج طاهر:
– طب لو ما بتحبهاش، ليه وافقت؟!
آدم (بحدّة):
– السؤال ده مالكش حق تسأله.
الحاج طاهر (بإصرار):
– عندي حق... ولو على الأقل كأب، أرجّع بنتي.
آدم (بضحكة باستهزاء):
– ترجع إيه؟
الحاجة اللي بلمسها... ما بترجعش.
الحاج طاهر (بحنق):
– كان عندهم حق اللي قالوا عنك...
أنا اتسرعت لما سلمتك بنتي.
آدم (نبرته تهديد):
– احترامي ليك علشانك أبو مراتي...
بس متختبرش صبري.
أنا مش عايز أخليها يتيمة.
الحاج طاهر:
– هأخد بنتي منك، حتى لو آخر حاجة أعملها.
آدم (بهدوء ساخر):
– فادي !
فادي (يدخل فورًا):
– نعم يا باشا.
آدم:
– ورّي الحاج طاهر باب الشركة.
الحاج طاهر:
– والله ما هسيب بنتي عندك!
فادي (بيشد إيده):
– تفضل معايا يا حاج.
الحاج طاهر (ينتزع إيده بعصبية):
– سيبني! أنا عارف طريقي.
آدم لوّح له بإيده، بإشارة فيها استهزاء كأنها وداع مهين.
❖❖❖❖❖❖❖
نرجع عند ليلى :
إلي لبست الفستان وسرحت شعرها وهي بتبص فالمراية:
ليلى: يعني أرضى بالأمر الواقع ؟ لأ ده مستحيل أنا هقاوم .
( الباب خبط )
رقية: مدام ليلى ممكن أدخل ؟
ليلى : إدخلي !
رقية: مشاء الله الفستان طالع يجنن عليكي .
( ليلى نضرتها كانت حزينة زي لتقول شو فائدة أنوا حلوا عليا ؟ رقية لاحضت الحزن والتعب عليها )
رقية : إنتي بقد عمر بنتي لهيك إسمعي مني وتناولي فطورك الله يرضي عليكي.
ليلى (بصوت فيه رجاء):
– رقيّة... ممكن موبايلك؟ بس لحظة... عايزة أطمن على بابا.
رقيّة اتوترت، وبان الخوف في عينيها.
رقيّة (بصراحة):
– معلش يا بنتي ... مقدرش أدي أي حاجة من غير إذن الأستاذ آدم.
ليلى (وهي بتقوم بسرعة):
– أنا مش ههرب! والله العظيم مش ههرب! بس عايزة أكلمه، بس أطمنه إني كويسة!
رقيّة (تنزل نظرها):
– هحاول أستأذن له... بس ما أقدرش أوعدك إنه هيوافق.
خرجت، وسابت الفطور مفروش أمام ليلى بس ليلى مهتمتش الي عايزاه هو مفر من هذا الواقع الأليم .
❖❖❖❖❖❖❖❖
نرجع عند أدم :
آدم دخل القاعة تاني، كأن مفيش حاجة حصلت.
مسح إيده بمنديل صغير، وقعد مكانه بنفس الهدوء اللي يرعب أكتر من الصريخ.
آدم (بصوت ثابت):
– نكمّل... كنا فين؟
رجال الأعمال اتبادلوا نظرات متوترة، مرعوبين من هدوءه اللي زي السكينة قبل العاصفة.
مدير الحسابات (بتردد):
– كنا بنتكلم عن مشروع شركة "إيچيت"، يا فندم...
آدم (يقاطعه بنبرة حاسمة):
– مش عايز تفاصيل...
اديني الخلاصة.
عايز أعرف آخر تطورات المشروع... دلوقتي
# زواج بلا حب #
❀ الجزء السابع❀
★★★★
المكان: غرفة ليلى
كانت ليلى قاعدة على طرف السرير، بتفرك إيديها بتوتر، وعينيها بتلف في الأوضة كأنها بتدور على فتحة أمل في جدار مقفول.
ليلى (بتفكر بصوت واطي):
– أهرب إزاي؟
ده سجن مش بيت...
يا رب ساعدني... ساعدني أخرج من هنا.
فجأة الباب خبط خبطة خفيفة.
ليلى رفعت راسها بسرعة.
ليلى (بتوتر):
– مين؟
ندى (من ورا الباب):
– مدام ليلى؟ أنا ندى...
ليلى:
– ادخلي .
دخلت ندى، ووشها متوتر كأنها داخلة تعمل جريمة.
ندى (بصوت واطي):
– مدام... أنا جاية عشان أساعدك تهربي.
بس أوعديني... ما تذكريش اسمي لأي حد، مهما حصل.
ليلى (بذهول):
– بجد؟!
وعد... وعد من قلبي، مش هقول اسمك لحد.
ندى:
– بصي، أنا هلهي الحراس اللي ورا، في البوابة الخلفية،
وإنتي تروحي من الباب الأمامي،
لأنه عليه حراسة أقل.
ليلى (بتردد):
– بس... ورُقيّة؟
عينها عليا 24 ساعة، إزاي هعدي من تحت أنفها؟
ندى:
– ما تقلقيش.
طلبت منها تروح تغسل هدومك اللي المفروض تلبسيهم بكرة...
يعني هي دلوقتي في بيت الغسيل، ومش هتطلع منه دلوقتي.
ليلى:
– طب والخدامات التانيين؟
ندى (بابتسامة ):
– كلهم مشغولين في المطبخ أو ع التليفونات مع حبايبهم...
النهاردة آخر فرصة ليهم يتكلموا مع أهاليهم قبل ما يوصل السيد آدم.
ليلى (بهمس):
– يعني مش لوحدي اللي بتعاني...
ندى (وهي تبص ناحيتها بخوف):
– كلنا بنعاني...
بس أنا مقدرش أهرب، ده شغلي، ده مصدر رزقي.
إنتي ممكن تنجحي... عشان كده هساعدك.
ليلى (بعينين دامعة):
– مش هنسى اللي عملتيه ده طول عمري، والله مش هنسى.
ندى:
– لما كل حاجة تكون جاهزة... هصفرلك صفارة صغيرة،
وقت ما تسمعيها... اجري فورًا من الباب اللي عاليمين.
ما تبصيش وراكي.
ليلى (بخوف ممزوج بالأمل):
– حاضر... ربنا يستر.
ندى خرجت بسرعة، وسابت ليلى قاعدة على طرف السرير، بتتنفس بصعوبة.
أول مرة تحس بقلبها بيرجع يدق عشان "فرصة".
سندت راسها على الحيطة، وكل ثانية كانت تمر كأنها ساعة.
فضلت مستنية... مستنية الصفارة اللي ممكن تغيّر حياتها كلها .
❖❖❖
في جناح آدم – البار الخاص
آدم كان قاعد في الضلمة، نور خافت كاسر العتمة،
كاس ويسكي في إيده، وسيجارة مولّعة في التانية.
نفخ دخان السيجارة في الهوا، كأنّه بيبعد بيه أفكاره السودة.
أشار لفادي، اللي كان واقف قريب.
آدم (بصوت تقيل ) :
كل حاجة تحت السيطرة؟
فادي (برعب):
– متخافش يا باشا، كله تحت السيطرة، بس...
(سكت شوية)
هي في الآخر مراتك... وده بيتها.
آدم (ببرود قاتل):
– خليك في شغلك... وأنا ههتم بأموري.
فادي:
– أنا آسف.
آدم:
– هي بدأت لعبة العصيان...
ولازم تشوف نهايتها.
❖❖❖
في القصر – عند رقية
كانت رقية بتجهز الأكل، وبتتكلم مع صفاء.
صفاء:
– الأكل ده لمين؟
رقية:
– لمدام ليلى... المسكينة ما أكلتش حاجة.
صفاء:
– بنات آخر زمن!
معاها راجل غني ووسيم، وعايشة زي الملكات، وبتتدلل!
رقية:
– الفلوس مش كل حاجة.
صفاء (بسخرية):
– عشان كده إنتي خدامة في القصر!
رقية:
– خلينا نجهز الأكل وخلاص.
رقية خدت الصينية وطلعت عند أوضة ليلى.
خبطت...
رقية:
– مدام ليلى؟ ممكن أدخل؟
(مفيش رد)
– مدام، الأكل جاهز...
فتحت الباب...
الريحة سكنت الأوضة، بس مفيش حد.
الصينية وقعت من إيدها.
رقية (مرعوبة):
– راحت فين؟!
صفاء (بتخاف):
– إحنا هنموت يا رقية!
رقية:
– تعالي ندوّر... يمكن خرجت تشم هوا.
صفاء (على وشّها دموع):
– السيد آدم هيقتلنا!
❖❖❖
في جناح آدم
آدم كان بيشرب ويسكي، ونفسه تقيل من الدخان.
الباب خبط.
دخلت "نديم"، لابسة فستان أحمر قصير، ومكشوف ، نديم هي البنت لبتسلى بيها أدم .
نديم (بإغراء):
– السيد آدم... مشتاقتلك.
آدم (بابتسامة جانبية):
– وأنا كمان.
بدأت تقرب منه، وتمد إيدها على سترته.
نديم:
– تسمحلي أخدمك الليلة؟
آدم:
– طبعًا...
لكن الباب اتفتح فجأة.
فادي:
– سيد آدم؟!
آدم:
– نعم؟
فادي:
– مدام ليلى... مش موجودة في أوضتها!
آدم (اتجمد):
– بتقول إيه؟!
فادي:
– رقية دخلت تطمن عليها، وما لقتهاش.
آدم خبط الكاس في الأرض، وبصوت غاضب:
آدم:
– خلو الحراس يدوروا عليها فورًا!
عايزها "حية"... عشان أقتلها بإيديا.
فادي (مرعوب):
– حاضر يا باشا!
❖❖❖
عند ليلى
كانت بتجري حافية، بتنهج، عدت الشارع الرئيسي.
سمعت صوت وراها:
– مدام! استني!
لكنها فضلت تجري، كأن الموت وراها.
دخلت زقاق ضلمة، مفيهوش نور،
ولقت مجموعة رجالة بيدخنوا.
وشهم مخيف.
حاولت تلف تهرب... لكن واحد وقفها.
– الله! الجمال ده!
– شكلي جوعان النهاردة.
اللي باين إنه الزعيم فيهم كان اسمه "أمين".
أمين:
– محدش يلمسها... دي ليا أنا!
قرب منها بخطوات تقيلة.
أمين:
– يا نهار أبيض... وش أبيض زي القمر.
أنا محظوظ!
مد إيده ناحيتها، لكنها بعدت بسرعة.
ليلى (بخوف):
– ما تلمسنيش!
أمين:
– لأ، بجد؟ هتتعبيني معاكِ كده؟
ضحك الرجالة، وأمين بص لها بابتسامة حقيرة.
أمين:
– أمسكوها!
ليلى:
– سيبوني! بالله عليكم سيبوني!
أمين:
– ودوها المخزن... عندي وقت فاضي ليها!
جرّوها وهي بتصرخ...
بس فجأة وقفت عربية سوداء، ونزل منها أدم ومساعده فادي .
– ده... ده آدم السيوفي!
– يا نهار... ليه هو هنا؟!
أمين (بترعش):
– س... سيد آدم!
آدم (بهدوء مرعب):
– أهلين صديقي أمين إزيك النهاردة ... مبسوط؟
أمين:
– في إيه يا باشا؟
آدم (بقساوة):
– جاي أسلم عليك... قبل ما تموت.
أمين (مرعوب):
–إيه ... بس أنا عملت إيه؟!
آدم:
– إنت تجرأت لمست مراتي وخوفتيها ،
ونسيت نفسك، ونسيت شغلك، ونسيت إنت مين.
أمين:
– دي مراتك؟!
الكل اتصدم، واللي كانوا ماسكين ليلى سابوها،
ليلى لما تحررت جريت ناحية آدم وتخبت وراه.
أمين:
– والله ما كنا نعرف! أنا كنت ناوي أسلمها ليك .
آدم:
– وأنا قلتلك تعمل إيه؟!
أمين :
– سيد أدم أنا ...
أدم ( بصراخ ) :
ـ أنا طلبت منك إيه ؟
أمين ( عينه فالارض ) :
أبيع الممنوعات.
آدم:
– وبدل ده، قاعد تتحرش بمراتي؟!
( أمين نزل على ركبتيه أمام أدم )
أمين:
– سامحني يا سيدي ، والنبي!
# زواج بلا حب #
❀ الجزء الثامن ❀
أمين:
– سامحني يا سيدي ، والنبي!
( ليلى مصدومة وبتبص فأدم بالإستغراب )
ليلى ( مع نفسها ) : ده مش إنسان ده شي ثاني أنا هموت على إيده لو بقيت معاه.
آدم سحب أمين من هدومه، وضمّه كأنه بيحضنه.
همس في ودنه:
آدم:
– اعتذارك... مش مقبول.
وأطلق عليه نار في قلبه.
الكل صرخ، وليلى وقعت على الأرض، بتحاول تغطي راسها من الخضة،
الدم رشش على أدم .. عينيها مش قادرة تصدق ، بتبص لأدم بخوف وعينها بتدمع.
آدم ساب جثث أمين تسقط الأرض ومسح إيده بمنديل، وبص ليهم:
آدم:
– ده هيكون درس للجميع .
لف ظهره وبص لليلى، لقاها بترتعش، دموعها نازلة،
مسكها من دراعها ودفعها نحية العربية.
آدم:
– دلوقتي... جاه دورك، مدام ليلى.
قفل باب العربية، وقال لفادي:
آدم:
– وصلها البيت،
ولو فكرت تهرب تاني... هادفنها حية وهدفنك أنت كمان . فهمت؟
فادي (مصدوم):
– حاضر يا باشا.
ليلى في العربية، بتبص من الشباك،
وشها غرقان دموع، وعنيها على جثة أمين وسط بركة دم...
/ وصلوا القصر \
فادي (بحذر):
– مدام، اهدى شوية... أنا هطلب الدكتور يكشف عليكي، يمكن تكوني اتأذيتِ من غير ما تحسي.
ليلى (بصوت بيترعش ودموعها بتلمع):
– إزاي أعيش مع مجرم؟! ده قتل إنسان كأنه بيشرب ميّه… متعوّد! ده إنسان بلا قلب.
فادي (بياخد نفس عميق):
– مدام… إنتي بخير؟ يعني حاسّة بحاجة؟ دوخة، وجع؟
ليلى (بعينين مغرورقة):
– رجّعني لبيت أهلي… أنا وحشتني عيلتي… نفسي أشوفهم.
فادي (بأسف):
– سامحيني… مقدرش أعمل أي حاجة من غير إذن السيد آدم.
ليلى (بتحاول تتماسك):
– طيب اديني موبايلك… أكلمهم.
فادي (بيهز راسه):
– مش بإيدي… السيد آدم مانع عنك الموبايلات. بس بصراحة، لو طلبتي منه تشوفيهم، ممكن يوافق.
ليلى (بغصة):
– ممكن؟! يعني حتى إنت مش متأكد؟
فادي (بصوت خافت وهو بيبص للأرض):
– أنا زيك… عصفور مكسور جناحه… بس اتعوّدت. وأتمنى إنتي كمان تتعوّدي.
--
دخلوا البيت… وليلى بتتمشى بخطوات تقيلة، ملامحها منهارة… تعبانة من كل حاجة.
ندى شافتها، ووشها اتقلب، وفضلت تبص ليها بخضة، والخدامات واقفين يبصوا كأنهم اتأكدوا إن الهروب من البيت ده… مستحيل.
رقية (بقلق لفادي):
– إيه اللي حصل؟ ليه مدام ليلى بالحالة دي؟
فادي (بعصبية):
– حالة؟! استنوا يرجع السيد أدم … وهتعرفوا يعني إيه الغضب ..
عدى وقت طويل… كلهم مستنيين آدم، متوترين… بيبصوا لبعض بخوف، وساكنين كأنهم في محكمة إعدام.
ولما دخل آدم… دخل كأنه قائد جيش، كلهم وقفوا مكانهم متجمدين.
بص ليهم بنظرات كلها غضب واستفزاز… وسكوت قاتل غطى القاعة.
رقية (بتحاول تكسر الصمت):
– سيد آدم… نحضّرلَك العشا؟
آدم (بغضب مكتوم):
– العشا اللي أكلته مش مكفّي… دي طريقة تنفيذ أوامري؟
صفاء (بتتلعثم):
– سيدي… أنا كنت في المطبخ… وندى كان دورها تهتم بليلى.
آدم (بعصبية):
– اسمها مدام ليلى… ومين سمحلك تفتحي بقك؟!
صفاء (بتبص في الأرض):
– أنا آسفة يا سيدي.
بص آدم لندى، اللي كانت عنيها في الأرض، وسألها بنبرة حادة:
آدم:
– عندك حاجة تضيفيها؟
ندى رفعت راسها وبصّت لرقية، وبصوت ثابت قالت:
ندى:
– مدام ليلى ليها حق تعيش زي ما هي عايزة… من غير قيود.
رقية (بتتوتر):
– ندى! أسكتي فورًا!
آدم (رافع حواجبه بسخرية):
– لأ، كمّلي… إديني درس في الأدب بقى يا آنسة ندى!
ندى (بشجاعة):
– أنا مقولتش إنك قليل أدب… بس اللي حصل النهاردة مش طبيعي. دي مراتك… لازم تلاقي لنفسها مكان في البيت… ولا كل مرة هتهرب!
آدم بص لها نظرة فيها غضب… وفيها كأن جزء منه مصدق كلامها، لكن عناده أقوى.
آدم (ببرود):
– آخر مرة تتكلمي كده قدامي… ولو مدام ليلى مش عايزة تتعوّد على العيشة هنا… هتتعلم غصب عنها.
لف ناحيه رقية وقال:
آدم:
– إنتي بتعلميهم إزاي يتجرأوا عليا كده؟!
رقية (بتوتر):
– لا يا سيدي… أنا آسفة… مش هتتكرر.
آدم (بصوت مهدد):
– جربي تتكرر… وشوفي هيحصل إيه.
رقية سحبت ندى بالعافية، ورمتها عند رجلين آدم.
رقية (بعصبية):
– إعتذري فورًا!
ندى رفعت راسها، وشافت آدم… عينيه مليانة تحكم، وجمود، وهي رفضت تبين خوفها.
رقية (بحدة):
– مستنية إيه؟!
ندى (بصوت مكسور):
– أنا آسفة يا سيد آدم… مش هتتكرر.
آدم ضحك ضحكة جانبية، قرب من الطربيزة، مسك مزهرية، وكسرها قدام الكل.
آدم (بصوت بارد):
– المرة الجاية… هتكوني إنتي مكان المزهرية يا ندى.
---
آدم طلع فوق، فتح باب أوضة ليلى… ليلى قفزت واقفة من الخوف، جسمها اتشنج.
ليلى (بصوت مخنوق):
– بترجّاك… بلاش…
آدم قفل الباب وراه، وبدأ يقرب منها بخطوات هادية… لكنها مرعبة.
فجأة، رفع إيده وضربها بالقلم.
ليلى حطت إيديها على وشّها وهي بتعيط، بس الضرب استمر… ركل، ولكمات، وسبّ… كل حاجة.
مسكها من شعرها، وخبط راسها في الحيطة، لحد ما وقعت على الأرض تنزف.
ليلى (بصوت مكسور):
– أنت… ما تعرفش غير الضرب؟!
آدم (بعصبية):
– ولسه عندك لسان تردي عليا؟!
وكمل ضربها لحد ما بطلت تقاوم.
فادي دخل جري، ومعاه رقية، والمشهد قدامهم كان مرعب.
فادي (بصوت عالي):
– سيدي!!
آدم (منفعل):
– اطلع برااااا!
رقية جرت عليه، مسكت رجله، وفضلت تبكي.
رقية (بتترجاه):
– بترجاك… لو في قلبك ذرة احترام لسنيني في خدمتك… كفاية، هتموت!
آدم فجأة وقف… كأنه فاق من غيبوبة… بص لإيده، وبعدين ليلى، والدم مغرق الأرض.
ابتدى يتنفس بسرعة، وخرج من الأوضة زي المجنون.
رقية نزلت بسرعة على الأرض، شالت ليلى بين دراعها وهي بتعيط.
رقية (لـ فادي):
– نادِي الدكتور بسرعة… بسرعة!
رقية (بهمس وهي ماسكة ليلى):
– قلتلك… متعنديش معاه… ده وحش مش بني آدم
# زواج بلا حب #
❀ الجزء التاسع ❀
★★★★
أصوات الأجهزة الطبية بتصدر نغمات متقطعة…
ودكتور سامي، طبيب آدم الخاص، واقف فوق جسد ليلى، بيحاول يوقف النزيف اللي في راسها.
فادي (بقلق):
– خير يا دكتور؟ طمّنا.
الدكتور (بصوت جاد):
– الحمد لله حالتها مستقرة… بس معرفش هتفضل بخير قد إيه وهي تحت رحمة آدم.
فادي (بهدوء):
– عارف ده… للأسف.
الدكتور:
– البنت دي جسمها منهك… ماكلتش حاجة من امبارح، والضرب اللي اتعرضت له مأثر عليها جدًا.
رقية (بحزن):
– مش راضية تفتح بقها، حاولت أقنعها تاكل… مفيش فايدة.
الدكتور:
– لما تصحى، راقبي حرارتها، لو زادت كلميني فورًا… ودي الفيتامينات والمقويات اللي لازم تاخدها، ومهم جدًا تاكل.
فادي (بحسم):
– متقلقش يا دكتور، هأكلها بإيدي لو اضطرّيت.
الدكتور:
– ربنا يشفيها يا رب.
فادي:
– متشكر… اتفضل، أوصّلك.
(فادي خرج مع الدكتور، وفضلت رقية جنب ليلى)
(غطّتها كويس وبصت لها بحنان كأنها بنتها)
رقية (بهمس):
– إنتي لسه صغيرة يا بنتي… ولسه الدنيا مرمية عليكي بالحِمل ده كله.
ـــ
عند آدم:
كان قاعد على الكرسي، عينيه شاخصة في الفراغ، بس قلبه مشغول بيها… بيليلى.
آدم (بيكلم نفسه):
– إيه اللي بيحصللي؟
ليه دماغي مشغولة بيها؟
أنا مش هرجع تاني لآدم الغبي اللي كان زمان!
(دق الباب)
آدم:
– مين؟
فادي:
– أنا يا فندم.
آدم:
– ادخل.
فادي:
– حضرتك طلبتني.
آدم (بصوت جامد):
– عايز أعرف حالتها.
فادي (بتردد):
– حالتها؟ تقصد… مدام ليلى؟
آدم:
– أيوه، ليلى… فين وصلت حالتها دلوقتي؟
فادي:
– الحمد لله بخير، الدكتور قال إنها محتاجة راحة وأكل، عشان ترجع لطبيعتها.
آدم (بحدة):
– أكل؟ أنا مش قايل تهتموا بيها وتكلّفوها زي الناس؟
فادي:
– بس يا فندم… هي حالتها النفسية صعبة، رفضت الأكل… والضرب اللي حصل مأثر فيها جامد.
آدم (ببرود):
– أنا مش فارق معايا… هي خالفت أوامري، وده جزاها… وده اللي هيحصل لأي حد يتجرأ عليا.
فادي (بهدوء):
– بس يا فندم…
آدم (قاطعه):
– أنا قلت كفاية، اطلع برا.
فادي (بأدب):
– حاضر.
(آدم رجع يقعد، وبيكلم نفسه تاني):
– أتصرف إزاي؟
أنا ليه محتار؟
مش هقع في نفس الفخ تاني… مش هحب… لأ، مش أنا!
ـــ
اليوم التاني، صباح جديد:
أشعة الشمس دخلت من الشباك ولمست وش ليلى بلُطف، كأنها بتقول لها:
يلا قومي، يوم جديد… وعذاب جديد.
ليلى فتحت عنيها بتعب، جسمها كله بيوجعها، وشافت رقية قاعدة جنبها، بتقرأ قرآن.
ليلى (بصوت واطي):
– أنا… أنا فين؟
رقية (مبسوطة):
– الحمد لله… فوقتي أخيرًا.
(ليلى بدأت تتذكر كل اللي حصل… وآخر ضربة من آدم)
ليلى (بغضب):
– الحيوان… آدم الحيوان!
رقية (بهمس):
– هشش، اهدي صوتك… ممكن يسمعك.
ليلى (بإصرار):
– أنا مش عايزة أشوف وشه تاني!
(خبط الباب، دخلت ندى بصينية الفطار في إيدها)
ندى (بابتسامة):
– مدام ليلى؟ إنتي فوقتي؟! الحمد لله!
فادي (واقف وراها):
– ألف سلامة عليكي يا مدام.
ليلى (بإمتنان):
– شكرًا ليكم… أنقذتوني، فعلاً.
ندى:
– ده واجبنا يا مدام.
رقية (بمزاح):
– لو عايزة تشكرينا بجد… كلي فطارك كله، عشان نفرح!
ندى وفادي سوا:
– أيوه والله!
ليلى (بابتسامة خفيفة):
– حاضر، هاكل… عشانكم.
ندى:
– حلو كده، هستأذن أجهزلك عصير أفوكادو يديكي طاقة.
(لكن الباب اتفتح فجأة، ودخل آدم)
(عينه وقعت على ليلى وهي بتاكل أول لقمة ليها من ساعة ما دخلت القصر)
آدم (بصوت ناشف):
– شكل الدكتور كان بيبالغ… واضح إنك بخير.
(ليلى رفعت عينيها ليه، نظرة كلها كره… لكنها سكتت)
فادي (كسر التوتر):
– حضرتك، نجهز العربية؟
آدم:
– لأ… سيبوني مع مراتي لوحدنا.
رقية (اعترضت):
– بس يا فندم، ليلى محتاجة راحة…
آدم (بعصبية):
– أنا مش بطلب… أنا بأمركم، برا!
(فادي أشار لرقية بالخروج، وخرجوا)
ليلى (بغضب):
– مش كفاية ضرب؟ جاي تمنعني حتى من الأكل كمان؟
آدم (واقف قدامها):
– ليه بتعانديني؟ ليه بتحاربيني؟
ليلى:
– أنا؟! أنا مش عايزة منك حاجة… كل اللي بطلبه أعيش زي البني آدمين، مش في سجن.
آدم (بصوت عالي):
– إنتي عارفة أنا مين؟
ليلى (بصوت متحدي):
– أيوه… واحد مبيعرفش غير الضرب والإهانة.
(آدم رفع إيده، كان هيضربها… لكنه وقف، افتكر شكلها وهي مضروبة من امبارح، وتحكم في نفسه)
ليلى (بمرارة):
– فهمت قصدي دلوقتي؟
آدم (بصوت حاد):
– إنتي بتخلي الدم يغلي في عروقي… حاولي تتأقلمي، ولا هخلي اللي حصل امبارح يبقى لعبة جنب اللي جاي.
(آدم لف وبدأ يخرج… لكن صوته وقف لما سمعها)
ليلى (بهدوء ساخر):
– وأنا… هحاول أهرب تاني.
(آدم لف وبص لها بنظرة شيطان):
– جربي… جربي يا ليلى، بس المرة دي هقطع رجليكي لو عملتيها.
♥️ أهلين أتمنى تكونوا بخير بدي أغير إسم البطلة وعايز منكم إقتراحات وناقشوا معيا النقطة الغير مفهمومة عشان تفهموا القصة مينح ♥️
# زواج بلا حب #
❀ الجزء 10 ❀
بعد رحيل إدم من القصر خرجت ليلى للحديقة لتمش هوا نقي .
ندى وهي شايلة صينية فيها كوب عصير أفوكادو، وعينيها بتلمع بالفرحة إنها شافت ليلى فايقة وبتاكل.
ندى (بابتسامة واسعة): – تفضلي مدام ليلى… عصير الأفوكادو زي ما وعدتك، يديكي طاقة.
(فجأة صوت نباح خفيف جه من ورا الشجر، ليلى بصت مستغربة)
ليلى: – في كلاب فالقصر؟
ندى (بتوتر بسيط): – آه… بصراحة، ده كلب لقيته مرمي جنب الطريق الصبح.
شكله كان جوعان جدًا، فجبته أطعمه قبل ما أرجّعه مكانه… قبل ما يرجع السيد آدم.
ليلى (بفضول): – ليه؟ هو آدم ما بيحبش الكلاب؟
ندى (بصوت خافت): – معرفش… بس حسيته من النوع اللي ممكن يثور لو شاف كلب جوه القصر.
(ليلى بصت للكلب اللي كان مستلقي جنب شجرة، لونه رملي، ضعيف بس شكله ودود… ودار في دماغها شرارة خطة)
ليلى (بضحكة خبيثة وهي تهمس لنفسها): – إنت بتحب تغيظني؟… لأ، ده دوري أنا اللي أغيظك.
ندى (بقلق): – مدام؟ في حاجة؟
ليلى (سرحت، وبعدين ردت): – نعم؟ لا… أقصد، آه.
ندى: – شو هو؟
ليلى (بثقة): – قررت أربي الكلب ده.
ندى (اتسعت عينيها): – إيه؟ عنجد؟!
ليلى: – آه… وهسمّيه آدم.
ندى (مش مصدّقة): – لااا… مش ممكن!
ليلى (بتحدي طفولي): – ليه لأ؟
ندى: – السيد آدم مش هيوافق!
ليلى (بابتسامة جريئة): – هيوافق… غصب عنه.
(ليلى شالت الغطاء عنها ببطء، وقامت وهي بتتألم، بس الإصرار في عينيها بيغطي الوجع)
ليلى: – ساعديني أوصل للكلب.
ندى (بحماس): – لحظة، هجيبلك حاجة تقعدي عليها… الكلب ما يستحملش يمشي من هنا.
(ندى خرجت تجيب كرسي، وليلى بصّت للكلب اللي بدأ يهز ديله، وقرب منها بخجل)
ليلى (وهي تمسك إيده الصغير بحذر): – تعالى يا آدم… تعالى حبيبي.
(الكلب لحس صباعها، وهي ضحكت ضحكة أول مرة تخرج منها من يوم ما دخلت القصر)
ندى (وهي راجعة بالكرسي): – أوووه… شكله حبك من أول لحظة.
ليلى (وهي تقعد وتداعب الكلب): – عارفه يا ندى؟ ده أول كائن في القصر ده يطبطب عليا.
ندى (بصوت فيه حزن خفيف): – وهو أول كائن يخليكي تضحكي كده.
ليلى (بهمس): – يمكن هو الوحيد اللي مش بيحكم عليا.
(صوت نباح صغير تاني… ثم هدوء)
عند أدم :
(المكان صاخب… صوت ماكينات، خبط، ونقاشات، وعمال بيجروا في كل اتجاه)
آدم كان لابس جاكيت جلد وسن النظارة الشمسية مخبي عنيه، ماشي بخطوات ثابتة وسط العمال،وكل ما يقرب من حد، يتشد انتباهه.
آدم (بصوت عالي وجاد): – سامي! أنت لسه ما ركّبتش الحديد في الركن الجنوبي؟
سامي (بتوتر): – آسف يا باشا، كان ناقصنا حديد التسليح و…
آدم (قاطعه): – ناقصك؟ ما أنا موفر كل حاجة! ولا شغلكم بالعشوائية دي هواية؟
سامي: – والله يا باشا، الونش اتأخر، بس بكرا نكمل.
آدم: – مش بكرا، النهاردة. خلّي شغلك يمشي على الوقت، مش بمزاجك.
(عدى شوية ولاقى عامل بيحفر وهو بيكح من الغبار)
آدم: – إنت! اسمك إيه؟
العامل: – سعيد يا باشا.
آدم: – ماسك الكمامة ليه تحت مناخيرك؟ عايز تموت؟ لو تعبت، مين هينجز وراك؟
سعيد (بصوت مكسوف): – حاضر يا باشا، هلبسها صح.
(مر قدام مهندس شاب ماسك مخطط المشروع)
آدم: – انت مهندس أشرف، صح؟
المهندس: – أيوه يا فندم.
آدم: – إيه آخر تعديل حصل على تصميم الواجهة؟
المهندس: – عدّلنا الزجاج على حسب تعليمات حضرتك، وزودنا العزل الحراري.
آدم: – تمام. أنا عايز تقرير تفصيلي قبل الساعة 5، مفهوم؟
المهندس: – تمام يا باشا.
(وقف عند طقم عمال بيصبوا خرسانة)
آدم: – متأكدين من نسب الخلط؟
عامل: أيوه يا باشا، 1 إلى 2 إلى 4.
آدم: والميّه؟
عامل 2: حسب الوزن، باشا.
آدم: ما ينفعش “حسب”! كله يبقى موثق بالأرقام.
عامل 1: تمام يا باشا، بنسجل كل حاجة في الدفتر.
(صوت نباح كلّب خفيف قطعه، التفت آدم بسرعة)
كان كلب نحيل، لونه رملي، واقف على جنب الموقع بيبص لهم من بعيد ولسانه طالع.
آدم (بحاجب مرفوع): – ده كلب؟ منين دخل هنا؟
سعيد: – ده من أول اليوم، باشا. شكله عطشان.
آدم (ببرود): – خليه يبعد.
(لكن الكلب اتجه ناحيته، بيبصله في صمت… ملامحه تعب)
آدم (سكت ثواني، ثم بص لسعيد): – جيبله مية.
سعيد (مستغرب): – أنا؟
آدم (بحسم): – فيه حد غيرك؟ جيبها بسرعة.
(سعيد جاب مية في طبق بلاستيك، ومده للكلب… والكلب بدأ يشرب بنهم)
آدم (همس لنفسه وهو بيبص): – عطشان… بس لسه عنده كرامة.
(لف آدم ظهره وكمل جولته كأن الموضوع ماحصلش، لكن في عينيه… لمعة غريبة)
ـــ
✦ المشهد الثاني: القصر – بعد الظهر
(رجع آدم من الشغل، فتح باب القصر، وبص حوالين… الجو هادي، بس سمع صوت ضحك ناعم جاي من الجنينة)
(مشى ناحية الصوت، ولما قرب… وقف في مكانه)
ليلى كانت قاعدة على النجيلة، ضحكة بريئة على وشها، وشعرها سايب على كتفها…
وبتلعب مع كلب صغير، شبه الكلب اللي شافه آدم الصبح.
ليلى (وهي بتداعبه): – أدم، تعالى! لا تعضش صباعي يا مشاغب!
آدم (بصوت منخفض): – أدم؟؟
(ضحك خفيف خرج منه من غير ما يقصد)
آدم (وهو بيقرب): – إنتي سميتيه إيه؟
ليلى (وهي تبتسم باستفزاز): – أدم.
آدم (بحاجب مرفوع): – قصدك… سميتِ الكلب على اسمي؟
ليلى (بثقة): – أيوه، علشان كل ما أبصله أفتكر إنك ممكن تكون لطيف… بس لو اترويّت.
(آدم وقف، وسكت… وبعدين فجأة، ضحك ضحكة قصيرة)
ندى (كانت بتنظف في البلكونة، شافت): – (بصوت واطي) هو… ضحك؟
رقية (وراها، فتحت عينيها): – السيد آدم؟ بيضحك؟ ده يوم عيد!
ندى: مش انا قلتلك أنوا ليلى هي علاج سيد أدم .
(آدم اتدارى ضحكته، ومسح فمه بإيده، ثم قال بحدة): –
ومين سمح لك تربي الكلب ده .
ندى : شوه هو السبب إلي هيمنعني أربيه ولا تكون تخاف من الكلاب مثلا .
أدم ( بضحكة جانبية) : انا مخفش من شي .
ليلى : يعني أربيه!
أدم ( عاد الضحكة القصيرة) :
أعتقد أنوا لازم تربي نفسك قبل ما تربي كلب .
ليلى ( بنضرا غضب ) : وإنت هتدخل فكل إشي ممنوع الهاتف ممنوع الخروج وممنوع أربي حتى كلب .
أدم ( قلب عينيه) :
خلاص خلاص . ربيه بس خلّي بالك من الكلب… بس ما يوسخش المكان.
ليلى: – مش طالب رأيك … بس خد بالك، الكلب ده بيعض اللي بيزعق.
# زواج بلا حب #
❀الجزء 11 ❀
★★★★
آدم (ابتسم خفيف وهو يلف ويمشي): – شكله شبهك.
(ليلى ضحكت، وكلبها عض طرف طرحتها وهي تهمسله): – شفت؟ كسر الحاجز… ضحك.
(الكلب نبح، وكأنّه بيضحك معاها)
أدم وهو ماشي ويستوعب أنوا ضحك من قلبه .
الجو كان دافي والشمس نازلة على استحياء،
ندى واقفة جنب ليلى، اللي قاعدة على النجيلة، والكلب ملفوف في حضنها.
ندى (بتضحك):
– شكل الكلب وقع فحبك يا مدام.
ليلى (وهي بتداعب شعر الكلب):
– وأنا كمان حبيتُه… مكنتش فاكرة إني ممكن أحب كائن كده بسرعة.
ندى:
– بس لازم نجهز له مكان ينام فيه.
ليلى:
– عندك حق… بس فين يعني؟
ندى (بتفكر):
– ممكن نعمل له ركن صغير في الجناح الخلفي.
ليلى:
– لا لا، النهارده هيبات معايا في الأوضة.
ندى (مصدومة):
– مستحيل!
ليلى (مستغربة):
– ليه بس؟
ندى:
– ده لسه مش مستحمّي، ولا واخد تطعيم… ممكن يعديكي بحاجة، أو يعضك حتى!
ليلى (بتفكر):
– إيه… عندك حق، نسبيه فـ الحديقة أحسن لليلة دي.
ندى:
– آه، هو شكله مرتاح هنا… مش هيحصل له حاجة.
(فجأة ظهرت رقية من وراهم، نبرة صوتها حنونة لكن حازمة)
رقية:
– بنتي ليلى، لازم ترتاحي شوية… كفاية لعب دلوقتي.
ليلى (بتزعل شوية):
– بس أنا مرتاحة وأنا جنبه… بحس إني بخير.
رقية:
– الراحة مش بس نفسية، جسمك كمان محتاج راحة… تعالي نغيّر الضمادات وناخد الفيتامينات.
ليلى (بتتنهد):
– أوف… حاضر.
ندى:
– وأنا أجهز له طبق موية وأكل، وأفرش له شوية بطاطين برا.
ليلى (بابتسامة):
– شكراً ليكي يا ندى… أنتي لطيفة.
ندى (بكسوف):
– العفو يا مدام، دي أقل حاجة.
★★★★★★★★
عند أدم :
المكتب مظلم شوية… آدم قاعد على مكتبه، قاعد يراجع ملفات المشروع الجديد،
بس عينه كانت بتقع على سطر وتطير للسطر اللي بعده، من غير ما يقرأ حاجة.
آدم (بيهمس لنفسه):
– هي كانت بتضحك… أول مرة أشوفها كده، فيها براءة… فيها حاجة نقية.
(بيمد إيده على وجهه كأنه بيحاول يطرد الفكرة، بس الابتسامة غلبته وطلعت)
(الباب بيتفتح، فادي داخل وفي إيده ملف بني)
فادي:
– سيدي… لقيت الملف اللي حضرتك طلبته من يومين.
(وهو بيقرب من المكتب، عينه وقعت على آدم وهو بيبتسم… من الصدمة، الملف وقع من إيده)
آدم (واقف بسرعة وبحدة):
– شو فيك؟!
فادي (متلخبط):
– لا لا… أنا آسف يا سيدي، بس… بس كنتش متوقع… يعني… حضرتك بتضحك؟!
آدم (بنظرة قاطعة):
– إنت داخل عشان الملف ولا تراقب ضحكتي؟
فادي (بسرعة وهو بينحني يلم الملف):
– آسف سيدي… فعلاً آسف… ده الملف.
(فادي بيحاول يهرب من الموقف، ورايح للباب)
آدم:
– استنى…
فادي (واقف عند الباب):
– نعم يا سيدي؟
آدم (بهدوء):
– ليلى… فين؟
فادي (بيتفاجئ بالسؤال):
– معرفش بصراحة، بس أتوقع إنها في أوضتها… حصل حاجة؟
آدم:
– لأ… بس… يمكن تخرج من البيت.
فادي (بيطالع آدم باستغراب):
– تقصد تهرب تاني؟ حضرتك شاكك في كده؟
آدم (بيرمش بعينه):
– لا… مش عارف.
فادي:
– لو تحب أتابع الموضوع وأطمن إنها جوا؟
آدم:
– لأ، مش ضروري… سيبها.
فادي (بصوت منخفض وهو ماشي):
– حاضر يا سيدي.
(آدم رجع قعد على الكرسي، حركه برجله، وسند كوعه على المكتب… حط إيده على فمه، وكأن بيكتم حاجة)
آدم (لصوت داخلي جواه):
– أنا ابتسمت… ليه؟
إزاي قدرت تضحكيني؟
وإزاي… خلّيتيني أسأل عنك كده؟
ده مش أنا…
(بيقوم من على الكرسي فجأة، ويروح للنافذة، يبص عالحديقة… يلمح ليلى وهي بتتمشى جنب الكلب)
آدم (وهو بيبص لتحت):
– يا ترى… أنتي بتلعبي؟ ولا دي خطة تانية من خطط البنات اللي عرفتهم زمان؟.
❀ زواج بلا قلب ❀
♥️ الجزء 12 ♥️
★★★★
المكان: قصر السيوفي :
آدم نزل من الدور التاني، خطواته هادية وثقيلة كعادته، وهو لابس بدلته الرسمية، ماسك شنطة جلد فيها أوراق مهمة…
وقبل ما يوصل للدور الأرضي، وقف فجأة قدام أوضة ليلى.
بص للباب شوية… قرب بهدوء، فتح الباب بحذر، ودخل بخطوات بطيئة.
كانت نايمة على جنب، شعرها مفكوك على الوسادة، ومُلامحها هادية كأنها طفلة صغيرة.
آدم (بهمس، وعينه عليها):
– حتى وإنتي نايمة… جميلة.
(ابتسم ابتسامة خفيفة، وسحب الباب بهدوء وخرج)
أول ما لف، لقى ندى واقفة قدامه فجأة.
ندى (بابتسامة مرتبكة):
– صباح الخير يا سيدي…
آدم (متفاجئ، وهو بيعدل وضعه بسرعة):
– صباح الخير… مالك واقفة كده؟
ندى (بتحاول تخبي ضحكتها )
– أسفة سيدي بس كان بدي أطمن على كلب بعدين استعوبت أن الكلب مش بأوضتها .
آدم (بيتنهد):
– آه… الكلب، اسمه "آدم" صح؟
ندى (بتضحك):
– أيوه يا سيدي.
آدم (بنظرة جانبية):
– ما شاء الله… بقيت اسم حتى للكلاب دلوقتي؟
ندى (بتحاول تمسك نفسها):
– حضرتك اللي ليك هيبة حتى الكلب بقى يتسمّى على اسمك.
آدم ( وهو بيضحك ضحكة خفيفة غير متوقعة):
– يالااا… حتى الكلب!
ندى (مندهشة):
– حضرتك بتضحك؟!
آدم (رجع لبروده):
– انسي الموضوع… ابعتي حد يجيب له طبيب بيطري النهاردة، ماينفعش ليلى تتأذى منه.
ندى:
– حاضر، هيتنفذ حالًا.
(ندى فضلت واقفة وهي متفاجئة من ضحكته، وقررت تبلّغ صفاء)
في الصالة
آدم دخل الصالة، لقى الفطار متحضّر على السفرة، ورقية واقفة.
رقية (بابتسامة):
– صباح الخير يا سيد آدم.
آدم (قصير):
– صباح النور.
رقية:
– الفطار جاهز… ياريت تقعد وتفطر شوية.
آدم (وهو بيبص في ساعته):
– مش فاضلي وقت… هاخد لقمتين.
رقية:
– مش لازم تنزل على معدتك فاضية… وكل حاجة طازة.
آدم (قعد وبدأ يقطع لقمة عيش):
– عندي اجتماع بعد أقل من ساعة… المفروض أكون في الموقع من بدري.
رقية:
– تحب أنده لمدام ليلى تفطر معاك؟
آدم (بسرعة):
– لأ… خلوها نايمة.
رقية (بابتسامة خفيفة):
– عندك حق.
آدم (وهو بياكل):
– الكلب؟
رقية:
– الكلب؟ آه… تقصد "آدم" الكلب.
آدم (ببرود ساخر):
– واضح إن الاسم عجبكم كلكم.
رقية (بتضحك):
– اعذرنا يا سيدي.
آدم:
– اهتموا بيه… وخلي الطبيب البيطري يطمن عليه، مش عايز أي ضرر يحصل لليلى.
رقية:
– من عنيا.
آدم:
– فين الملف اللي جبته امبارح؟
رقية:
– الملف الأخضر؟ حطيته على مكتب حضرتك.
آدم (بيقوم بياخد رشفة القهوة):
– تمام… لو حد اتصل من الشركة، قولي إني في الطريق.
رقية:
– على عيني يا باشا.
(آدم خرج من القصر)
فوق – أوضة ليلى
ندى دخلت عليها وهي شايلة أكياس كتير ومعاها خدامتين.
ندى:
– صباح الخير يا مدام ليلى.
ليلى (وهي بتفرك عنيها):
– صباح النور… إيه كل ده اللي في إيدك؟
ندى:
– دي لبس جديد… السيد آدم طلب نحطه في دولاب حضرتك.
ليلى:
– لبس؟ ليه فجأة كده؟
ندى:
– الله أعلم… بس واضح إنه قرر يغيّر ستايل حضرتك.
ليلى (وقفت وشدت فستان أحمر):
– ياااه… ده تحفة أوي!
ندى (بضحكة):
– وهيجنن عليكي.
ليلى:
– خلاص هلبسه.
في الصالة
(ليلى نازلة بالفستان الأحمر وابتسامة خفيفة على وشها)
صفاء (بغيرة):
– صباح الخير يا مدام.
ليلى (برد):
– صباح النور.
رقية:
– الله يا بنتي… الفستان طالع يجنن عليكي!
مروى:
– الفستان ده لايق عليكي قوي يا مدام.
رقية:
– ما شاء الله… تعالي افطري قبل الأكل ما يبرد.
ليلى:
– فين آدم؟
رقية:
– فطر بدري وخرج وراه شغل كتير.
ليلى:
– لأ، قصدي الكلب "آدم".
ندى (بضحكة):
– في الجنينه… أكلته وجبت له طبيب زي ما أمر السيد آدم.
ليلى (بالاستغراب):
ــ أدم طلب ده ؟
ندى :
ــ أيوه!
ليلى ( لنفسها ) :
– يعني… بيتغير؟
الباب بيخبط
رقية : مين ده الي بيخبط فهاذ الصباح ؟
مروى : معرفش ! ندى فتحي الباب!
ندى فتحت… وتفاجئت
ندى (بصدمة):
– آنسة نديم؟!
نديم دخلت بعجرفة، وبصتلهم بقرف.
نديم:
– آدم هنا؟
ليلى (قامت ومشيت ناحيتها):
– مين حضرتك؟
نديم (بصتلها من فوق لتحت وضحكت):
– دي هي زوجة آدم؟!
ليلى:
– أيوه… على سنة الله ورسوله. محتاجة حاجة؟
نديم:
– بس حبيت أأكدلك إن السرير اللي نايمة عليه… أنا كنت قبلك فيه.
ليلى (ببرود قاتل):
– تمام… يبقى كان بيستعمل المخلفات، ودلوقتي قرر يتجوز الأصل.
نديم:
– شكلك مش عارفة أنا مين.
ليلى:
– ولا حابة أعرفك… ولو مطلعتيش دلوقتي من بيتي، هتشوفي أسلوب تاني.
نديم:
– بتهدديني؟!
ليلى:
– افهميها زي ما تحبي.
(نديم حاولت تطلع فوق، لكن ليلى مسكتها من شعرها وجرّتها قدّام الخدم)
نديم (بتصرخ):
– سبيني!!
(ليلى رمتها بره الباب، وبصتلها بحدة)
ليلى:
– المرة دي كنت مؤدبة… المرة الجاية مش هتكون كده.
(خبطت الباب في وشها)
نديم (من بره بتصرخ):
– هخلي آدم يطلقك… وهتشوفي!
في شركة آدم – المكتب
آدم كان قاعد وسط أوراق كتير، بيوقّع ويقرا ملفات، دخلت أمينة مديرة المبيعات.
أمينة:
– صباح الخير يا سيدي… دي أرقام المبيعات بتاعة السنة.
آدم:
– حطيها على المكتب… هشوفها بعدين.
(وهي خارجة)
أمينة:
– معلش سيدي… ممكن نعمل حفلة صغيرة بكرة؟ بقالنا سنة شغل وتعب.
آدم:
– هشوف الأرقام الأول… لو عجبتني، أعملكم حفلة… لو لأ، أنتِ عارفة النتيجة.
أمينة (بخوف وفرح):
– إن شاء الله تعجب حضرتك.
(طلعت، وبعدها دخل فادي)
آدم:
– فادي، عايزك تجهزلي أحسن مدير فندق، ومعاه فريق تصميم… عايزه للفندق الجديد.
فادي:
– حاضر يا سيدي… بس حصل حاجة في القصر.
آدم (ضرب الملف بإيده):
– ليلى؟ تعبت؟ هربت تاني؟!
فادي (بهدوء):
– لأ، بخير… بس أنسة نديم راحت القصر.
آدم (اتجهم):
– إيه؟ إزاي دخلت؟ دي مجنونة!
فادي:
– متقلقش… مدام ليلى تصرّفت.
آدم (مستغرب):
– ليلى؟ عملت إيه؟
فادي (بضحكة):
– مسكتها من شعرها… وطلعتها برا!
آدم (ضحك فجأة):
– بجد؟ ليلى عملت كده؟!
فادي:
– أيوه يا سيدي… كانت قوية جدًا.
آدم (بهمس، وهو بيضحك):
– ليلى… كل يوم بتفاجئيني!
فادي (بيضحك معاه):
– قلت حاجة يا سيدي؟
آدم:
– لأ… روح إنت دلوقتي.
# زواج بلا حب #
🥀الجزء 13🥀 :
🍒🍒🍒🍒🍒🍒
المكان: الصالة – بعد خروج نديم
ليلى كانت واقفة وسط الصالة، وعيونها بتهتز من اللي سمعته، قربت من ندى ونبرتها كانت مش سهلة.
ليلى (بجمود): – ندى… إيه علاقة أدم بنديم؟
ندى (بتوتر): – م.. مدام ليلى أنا..
ليلى (بحدة): – أنا سألتك سؤال واضح.. جاوبي!
ندى بصّت للأرض ومردتش، واللي دخلت فجأة بصوتها الساخر كانت صفاء.
صفاء (بخبث): – أصلهم بيحبوا بعض، من زمان… حب حقيقي يعني.
ليلى بصّت لها بحدة وعينيها كلها غضب: – وإنتي إيه دخلك؟!
رقية حاولت تهدي الوضع وهي ماشية ناحيتهم: – بنتي، هو سيد آدم كان زمانه طائش شوية.
ليلى (بسخرية مؤلمة): – طائش؟! يعني قلبه كان حنون على كل البنات… ما عدا مراته!
ندى (بصوت واطي): – مدام ليلى.. بليز…
ليلى قطعت كلامها ومشيت بسرعة، طلعت على أوضتها وقفلت الباب وراها.
جلست على الأرض وسندت ضهرها عالباب، حضنت نفسها كأنها طفلة تايهة.
ليلى (بهمس مكسور): – كنت عايزة أبدأ من جديد… معاك.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
عند آدم – في المكتب
آدم كان بيقفل ملفات الشغل بسرعة، باين عليه متوتر وعاوز يروح.
دخلت نديم فجأة، بصّ لها وتنهد بعصبية.
آدم (بجفاف): – أنتي بتعملي إيه هنا؟
نديم (بصوت ناعم مصطنع): – كلامك طالع من القلب… وحشتني. مش أنا كمان وحشتك؟
آدم (بحسم): – لأ، الوحيدة اللي بتوحشها هي مراتي.
نديم (بغيرة): – يعني بتحب ديك المتشردة؟!
آدم (بعصبية): – أخرسي! لو زودتي كلمة واحدة تانية عن مراتي هقتلك.
نديم (بدموع مصطنعة): – ليه بتعاملني كده؟
آدم (بصوت جامد): – علشان أنتي صفحة قذرة في كتابي، ومش عايز أفتحه تاني.
نديم (بتقرب منه بابتسامة): – بس أنا لسة عاوزة أخدمك.
آدم (ضحك جانبي): – تخدمني؟!
نديم ( بالابتسامة) : أيوه !
أدم ضحك و بصوت عالي: – فادي!
فادي دخل بسرعة: – نعم، سيدي؟
آدم: – وصل الأنسة دي لأقرب كباريه.
فادي مسك نديم من دراعها: – تفضلي معايا.
نديم (بصدمة): – آدم؟! بليز متعملش كده…
آدم: – لو عايز خدمة، بطلبها من مراتي… مش منك.
فادي (بهدوء): – من فضلك، من غير مشاكل.
نديم (وهي بتحاول تفلت): – سيبني! أنا عارفة طريقي.
آدم لف لفادي: – بلغ الحرس… أي حد مش من القصر، ما يدخلش تاني، لا المكتب ولا البيت.
فادي: – حاضر، سيدي.
آدم: – جهز العربية.
فادي: – نرجع القصر؟
آدم: – أنت سمعتني.
فادي: – حاضر، هجهزها حالًا
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
في القصر – أوضة ليلى
رقية كانت واقفة في المطبخ، بتكلّم ندى وهي شايلة صينية فيها أكل.
رقية: – اطلعي شوفي مدام ليلى، شكلها متضايقة من الزفتة دي.
ندى: – نديم قلبت الجو كله… كانت بتتكلم بجرأة كأنها مراته .
مروى : – بس بصراحة، أنا لاحظت تطور بينهم ومبين هاد تطور كلها تدمر بعد الي جرا اليوم ، ربنا يستر.
صفاء : بس نحنا نعرف أنوا نديم هي لتستحق السيد أدم .
رقية (بغضب ): صفاء !
ندى: – الله ياخد فيها الحق.
رقية (بصوت واطي): – سيبيها على الله… خدي الأكل ده ليها، ولو الكلب محتاج أكل، خديه كمان.
ندى : – ايه الكلب هيسعدها هنضفوا واخدوا ليها .
رقية : – ايه فكرة حلوة .
ندى طلعت فوق بسرعة وهي شايلة الصينية.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
ليلى كانت لساتها على الأرض خبط الباب وفتحت.
ندى : مدام ليلى إنتي بخير ؟
ليلى : أدخلي ندى !
ندى : حضرتلك شي إنتي مأكلتيش شي من الصبح .
ليلى : معنديش شهية .
ندى : لأ مش انا تعتب لحضر ليكي هالفطور الحلوا عشان تقولي كده .
( ليلى إبستمت)
ندى : الله شو حلوا الإبتسامة عليكي .
ليلى : شكرا ليكي إنتي بتخففي عليا .
ندى : نديم ماضي لسيد أدم ليش لحتى تعصبي حالك عليه .
ليلى : مش مهتمة بالماضي تبعه أنا بس حزينة عشان بعامل الفتيات بلطف وأنا بقساوة.
ندى : نحنا مش متأكدين انوا كان بعاملها بلطف .
ليلى : ايه عندك حق .
ندى : بالطبع عندي حق وتعرفي مين اشتاق لك .
ليلى: مين؟؟
ندى : مين هيكون غير الكلب .
ليلى : اه.. تقصدي أدم .
ندى : ايه بس السيد أدم عاوز يغير ليه الإسم .
ليلى : ايه الإسم ده كريم عند الله مش لازم نسمي بيه كلب.
ندى : معك حق راح اروح أنضفوا.
ليلى : راح أروح معاكي.
ندى : لأ إنتي هتفضلي هون وتخلصي أكلك.
ليلى ( بضحكة خفيفة ): حاضر.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
دقائق وأدم وصل القصر .
مروى : اهلين بعودتك سيد أدم .
أدم حنى راسوا شوية وابستم.
مروى: سيدي إنت بتبتسم.
أدم : أنا ؟ لأ إنتي بس بتتهيإ
مروى : لأ أنا مش بتهيأ.
أدم : شكلك بتعارضيني.
مروى: أسفة.
أدم : مش مشكل .. فين ليلى ؟
مروى : خليتها بتنضف الكلب مع ندى .
أدم ( بتوتر ): شوا ؟؟ بس ده خطير يمكن تمرض .
مروى : معرفش ؟ بس الطبيب فحصوا وقال أنوا كلب عادي .
أدم : لأ ده مش أمن هي فين ؟
مروى : في الحمام السفلي
( ومشي بسرعة)
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
كانت الرغوة بتطير في الهوا، وضحكة ليلى طالعة من القلب وهي بتنضف الكلب جنب ندى.
الكلب كان بيهز ديله، كأنه فاهم إن الجو أخيرًا فيه دفء.
ندى (بضحكة وهي بتحط الشامبو):
– بصي، ما صدقت يرجعلك… من ساعة ما جيتي وهو مش عاوز يبعد عنك.
ليلى (بضحكة خفيفة وهي تفرك فروة الكلب):
– إنتي اللي رجعتيلي الروح…
ندى (بصوتها المليان دفء):
– يا سلام، يعني كلب رجّعلك الروح؟ لو آدم سمعك هيموت من الغيرة.
ليلى (تضحك وتكمل):
– وأنا قلت حاجة؟!
فجأة… الباب اتفتح بقوة.
ودخل آدم بخطوات سريعة، وعينه مش بتتحرك من ليلى.
آدم (بعصبية):
– إنتي بتعملي إيه هنا؟! ده خطير!
أدم سحب ليلى من إيدها ليلى وقفت، ووشها اتغير، بس ما بعدتش عن الكلب.
ليلى (بهدوء متوتر):
– بننضفه… فين الخطورة يعني؟
آدم (بصوت عالي):
– الكلب ممكن يكون حامل عدوى ! أنا قولت إنك ما تلمسيه!
ندى (بتحاول تشرح):
– بس دكتور البيطري فحصه وقال إنه سليم!
آدم (وهو بيبص لندى):
– إحنا منعرفش الدكتور ده كويس… إنتي بتخاطري بحياة ليلى!
ليلى (بحدة):
– مجنون! سيب إيدي… وبعدين، العدوى الحقيقية مش من الكلب.
آدم (بإستغراب):
– تقصدي إيه؟
ليلى (نظرت له بنظرة كلها وجع):
– العدوى الحقيقة… اسمها نديم.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
#زواج بلا حب
🍒 الجزء 14 🍒:
آدم (ببرود، وعينيه مش بتتحرك):
– نديم صفحة ماضي وطويتها.
ليلى (بحدة ونبرة فيها وجع وتحدي):
– لو طويتها… ليه فتحتها؟
آدم (استدار ببطء، ونظراته باردة):
– أنا مفتحتش حاجة.
ليلى (قربت خطوة، ونظرتها حادة):
– بس ليه جات على القصر تسأل عنك؟
آدم (حرك حاجبه بتعجب، وكأنه فعلاً مش فاهم):
– أنا مش عارف ليه إجت…
بس اللي عارفه… إني مش مهتم بيها.
ليلى (ضحكت بس فيها استهزاء):
– هنشوف!
آدم (قرب منها خطوة، بصوت منخفض وكأنه بيحذرها):
– شكلك بتغيري!
ليلى (رفعت راسها بثقة، وبنظرة فيها نار):
– مستحيل أغار على واحد زيك.
(ليلى مسكت الكلب من جنبه، وهزته بلطف وكأنها بتختار تسيب المكان بدل ما تكمل حرب مالهاش معنى، ومشت هي وندى بخطوات ثابتة وواثقة.)
آدم واقف مكانه، عيونه لسه عليها، بس عقله مشغول بحاجة تانية… قلبه!
اتنهد، ومسح وشه بإيده، وهمس:
آدم (مع نفسه):
– سيطر على نفسك يا آدم… مترتكبش أي غلط .
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
المكان: طاولة الطعام – بعد ساعة تقريباً
آدم كان قاعد لوحده على الطاولة الطويلة، الجريدة قدامه بس مش بيقراها، وكل شيء حواليه ساكت كأن القصر نفسه بيحترم عزلته.
دخلت مروى، وهي شايلة صينية عليها أطباق سخنة.
مروى (بابتسامة متوترة):
– سيدي، الأكل جاهز.
آدم (من غير ما يبص):
– نادي على ليلى.
مروى (بتتردد، لكنها بتنطق):
– مدام ليلى طلبت تاكل أكلها في أوضتها.
آدم (نزل الجريدة، ورفع حاجبه وهو يبصلها):
– دي القاعدة مش مسموحة فهاد البيت…
هتاكل معايا على الطاولة… ولا مش هتاكل خالص.
مروى (همست):
– حاضر سيدي.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
غرفة ليلى :
ليلى كانت قاعدة على الأرض، ظهرها للحائط، والكلب نايم جنبها.
ندى بتلم ملابسها . وكانت بتحاول تقنعها بهدوء.
ندى (بقلق):
– أنتي متأكدة إنك مش عايزة تاكلي مع السيد آدم؟
ليلى (من غير ما تبص فيها):
– أيوه… مش هاكل معاه.
(الباب خبط)
مروى (من ورا الباب):
– مدام ليلى؟
ليلى (بضيق):
– شو فيه؟
مروى:
– السيد آدم طلب تنزلي تاكلي معاه.
ليلى (بجفاف):
– وأنا مش عايزة.
مروى (بتنهيدة):
– بس هو منع الأكل من غير الطاولة… يعني مش هيكون فيه أكل ليكي لو ما نزلتيش.
ليلى (رفعت راسها بنبرة متحدية):
– يعني مش هاكل.
فجأة، الباب اتفتح ببطء…
دخل آدم بهدوء قاتل، بدون صوت، ملامحه جامدة كأنه تمثال.
ندى ومروى طلعوا من الغرفة بسرعة من غير ما ينطقوا، كأنهم حاسين إن الجو مشحون زيادة عن اللزوم.
آدم (وقف قدامها، صوته منخفض بس فيه نار):
– شو بتحاولي تبيني بهاذ العصيان؟
ليلى (وقفت قدامه، عينيها في عينه):
– مش عايزة أبين حاجة.
آدم (قرب منها شبر، نبرة أمر):
– هتنزلي تاكلي… وإلا...
ليلى (قطعت كلامه بسرعة):
– إلا شو؟ هتضربني؟
آدم (ابتسامة باهتة):
– لا…
بس الليلة هتباتي من غير عشا.
لف ضهره، وكان بيهم يخرج، بس صوتها وقفه في لحظة.
ليلى (صوتها قوي، وكلامها بيوصل زي الطعن):
– ليش بتحاول تبين إنك قاسي؟
وعايش بس بالأوامر والغضب؟
وقف آدم، كأنه جمد.
ظهره ليها بس ضهره بيتنفس!
أنفاس تقيلة… قلب مش مرتاح.
ليلى (بنبرة مليانة صدق):
– القوة مش إنك تأمر وتنهى…
ولا إنك تحكم الكل حواليك…
القوة… إنك تقدر توقف نفسك لما تكون قادر تؤذي.
آدم لف وشه ناحيتها…
نظراته كانت غريبة، فيها صراع، فيها حاجة مش مفهومة.
بس فجأة، لف ضهره تاني… وخرج.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
خطواته كانت تقيلة على الدرج.
كل خطوة فيها صراع داخلي.
(من جوه نفسه):
– ليلى… شو بتعملي فيّ؟
أنا مش قادر أسيطر على الشعور ده…
ليه قلبي بيضرب بسرعة كل ما تقولي كلمة؟
رقية (واقفة عند السلم ):
– سيد آدم… الأكل هيبرد.
آدم (وقف، وقال بحدة):
– مش عاوز أكل…
وممنوع الأكل على ليلى الليلة.
رقية (حاولت تتكلم):
– بس...
آدم (صرخ فيها فجأة):
– شو؟؟؟
رقية (فزعت):
– ولا شي… سيدي.
آدم سكت، بص ناحية الطاولة،
وشافها فاضية…
كل الكراسي حواليه… فاضية.
وهو… فاضي من جوه أكتر.
#زواج_بلا_حب
🍒 Prt 15 🍒:
آدم ماعرفش ينام، وقف عند الشباك مولّع سيجارة وعينيه سرحان
آدم (بيكلم نفسه):
– يعني إيه لو باتت من غير أكل؟ مش هتموت يعني... دي ليلة واحدة! مش نهاية العالم!
دق الباب...
كانت مروى بتتكلم من ورا الباب:
مروى:
– سيدي، ممكن أدخل؟
آدم (ببرود):
– اتفضلي.
دخلت مروى بسرعة وجمعت هدوم من على الكنبة. آدم كان واقف عند الشباك، بيبص على الحديقة وبدخن. لف وبص عليها وهي بتلم الغسيل.
آدم:
– مروى!
مروى (بتوتر):
– نعم يا سيدي؟
آدم:
– ليلى... فين؟
مروى:
– معرفش، بس على الأغلب في أوضتها.
آدم (بعد ما سحب نفس من السيجارة):
– أكلت حاجة؟
مروى (بحذر):
– لأ، لسه.
سكت آدم شوية، وحس بإرهاق مفاجئ، وغفت عينه .
مروى (بقلق):
– سيدي؟
أدم : ايه .
مروى : حضرتك كويس؟
آدم:
– آه... بس تعبان شوية.
مروى:
– طيب، أنا هسيبك ترتاح.
آدم (بسرعة):
– استني…
مروى (بدهشة):
– حضرتك عايز حاجة؟
آدم (متردد):
– اه… خليها تاكل حاجة… يعني، عشان متتعبش.
(لاحظ نظرتها المستغربة، اتوتر وأضاف بسرعة)
– مش عشان يهمني ولا حاجة، بس يعني... مش كويس تفضل جعانة.
مروى (بخبث وهي بتكتم ضحكتها):
– لأ مستحيل أعمل كده من غير إذنك.
آدم (بحدة):
– تقصدي إيه؟
مروى:
– يعني مش هقدملها أكل غير لو أمرتني رسمي.
آدم (وهو بيفك كرافتته بي بص فنظرات مروى ليه ):
مروى : شو رأيك ؟
أدم : خلاص أمرتك تديها أكل .
مروى (بابتسامة منتصرة):
– حاضر، هجهزلها أكل جديد دلوقتي.
وهـي ماشية، ناداها:
آدم:
– استني.
مروى (واقفة عند الباب):
– نعم يا سيدي؟
آدم:
– متقوليهاش إن أنا اللي قلت.
مروى (بضحكة خبيثة):
– متقلقش… سرك في بير.
آدم (بيكلم نفسه بعد ما خرجت):
– شكلي تهورت؟ هو كان هيحصل إيه يعني لو نامت من غير عشا؟
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
المكان: غرفة ليلى – بعد منتصف الليل
كانت قاعدة على السرير، ملامحها متعبة، وبصت لكلبها اللي كان نايم جنبها بتنهيدة.
ليلى (بوجع):
– هو ليه بيتعامل كده؟ ليه مابيقدرش يسيطر على غضبه؟
حتى لو اتغصب على الجوازة دي، أنا كمان متغصبة... بس بحاول أتعايش.
دق الباب.
ليلى:
– مين؟
مروى:
– أنا يا مدام، مروى.
ليلى:
– ادخلي.
دخلت مروى وهي شايلة صينية فيها أكل.
ليلى (مصدومة):
– إيه ده؟ إنتي بتعملي إيه؟!
مروى:
– جبتلك أكل.
ليلى:
– بس لو آدم شافك هتتطردي!
مروى (بثقة):
– متخافيش… أنا متأكدة من اللي بعمله.
ليلى (بتوتر):
– قصدك إيه؟
مروى:
– هو بنفسه اللي قالي أجيبلك أكل.
ليلى (باندهاش):
– إيه؟! بتتكلمي بجد؟
مروى:
– آه، وأوصاني كمان إني ماقولكيش.
ليلى (بصوت واطي وهي بتفكر):
– يعني مش قاسي زي ما بيبين… بيخبي لطفه!
مروى:
– وأنا لاحظت ده من أول ما جيتي القصر.
ليلى (بحيرة):
–فعلاً لازم أغير فكرته دي ....
مروى (بابتسامة مشجعة):
– وأنا بشجعك.
قدمت الصينية قدام ليلى.
مروى:
–بس الحين كلي عشان صحتك.
ليلى (بابتسامة صغيرة):
– آه، والله، أنا جوعانة جدًا
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
كان النهار دخل خلاص، والشمس طلعت، لكن الغريب إن آدم لسه نايم على السرير، وده أول مرة ما يصحاش بدري كعادته.
واضح إن سهر الليل وهو يفكر في كلام ليلى مأثر عليه.
رن تليفونه من بدري، بس فضل يرن مدة طويلة قبل ما يمد إيده أخيرًا يرد عليه، وعينيه لسه نص مفتوحة.
آدم (بصوت متكسر ونايم):
– ألو؟
الحاج التامي (بصوت فرِح في الأول، بس اتغير فجأة):
– ألو... إنت لسه نايم؟!
آدم (بتنهيدة):
– عايز مني إيه؟
الحاج التامي (بحزم):
– إيه الإهمال ده! عندك شغل كتير، وانت نايم كده؟!
آدم (بسخرية):
– هو فيه مرة بتكلمني فيها مش عن الشغل؟
الحاج التامي (بحِدة):
– ده رزقك يا بني! لو غلطت تاني مش هسامحك.
آدم (بدأ يتنرفز):
– هتدخل في الموضوع ولا أقطع الاتصال؟
الحاج التامي:
– ليلى كويسة؟ إنتوا جاهزين للحفل النهاردة؟
آدم (فتح عينيه على الآخر، واتعدل بسرعة في السرير):
– حفل إيه؟
الحاج التامي (متعجب):
– إنت ناسي الحفل؟!
آدم (قام بسرعة وهو بيلبس هدومه، لأنه متعود ينام من غير ملابس):
– لأ، فاكره... بس ليلى مالها ومال الحفل؟
الحاج التامي (بغضب):
– دي مراتك! لازم تحضر! عايز الناس تقول علينا إيه؟!
آدم (ببرود):
– ولو هي مش عايزة؟
الحاج التامي (صوته عالي):
– مش عايزة؟! ده كارثة! لازم تيجي، ولا هنبقى مسخرة للناس!
آدم (ببرود أقرب للسخرية):
– خلاص... هتصرف.
الحاج التامي (وهو بيزعق):
– أيوه، لازم تتصرف!
(في الخلفية سمع صوت أمه "لالة سمية" وهي بتقول إنها عايزة تكلمه)
آدم (من غير أي تعبير، بنظرة صادمة):
– هقفل دلوقتي.
الحاج التامي (مستعجل):
– استنى، أمك عايزة تكلمك.
آدم فضل ساكت لحظة... ثم قطع الاتصال من غير كلمة.
وبعدها، وهو بيكمل يلبس بدلته، ابتسم ابتسامة خبث وقهر ، ونظر للفراغ وقال:
آدم (ببرود واحتقار):
– عايزة تتكلم معايا... بعد كل اللي عملته في حياتي؟
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
📢 :وهنا بنفهم أكتر إن حتى عيلته مش طايقاها وإن شخصيته القاسية دي طالعة من عيلة مهملة، كل اللي يهمها شكلها قدام الناس مش أولادها.
#مقتطف_من_رواية_زواج_بلا_حب_البارتي16
🍒🍒 :
عند ليلى :
كانت صاحية بدري على غير عادتها، نازلة على السلالم وهي لابسة بيچامتها، شعرها مربوط بسرعة، وعينيها فيها أثر نوم خفيف...
تحت، كانت رقية بتجهز السفرة.
رقية (بابتسامة دافية):
– صباح الخير يا مدام ليلى.
ليلى (بهدوء):
– صباح النور.
رقية (وهي بتبص ناحيّة السلم):
– غريبة... السيد آدم اتأخر في النوم النهاردة.
ليلى (برفع حاجب):
– هو لسه ما صحاش؟
وفجأة، صوت خطوات على السلالم... وآدم بيظهر، نازل بشياكته المعهودة، لابس تيشيرت رمادي وبنطلون رياضي، وابتسامة خبيثة مرسومة على وشه.
آدم (بصوت فيه سخرية):
– أنا صاحي يا مراتي.
ليلى (بتهكم ونظرة استخفاف):
– كان القصر هادي لحد ما حضرتك صحيت.
رقية (بخفة دم):
– صباح الخير عليك يا سيد آدم، مش من عوايدك تتأخر في النوم.
ليلى (وهي بتشرب رشفة ميه):
– متقلقيش يا عمتي رقية، غالبًا كان بيتسلى عالتليفون مع البنات… زي نديم.
آدم (بهدوء قاتل):
– عندِك حق.
ليلى (اتجمدت في مكانها، وبصّت له بصدمة):
– بتهزر؟
آدم (بضحكة خفيفة):
– ليه بتحاولي تخبي غيرتك؟
ليلى (اتلفتت بسرعة، ونبرة صوتها بتتحشرج):
– أنا؟ بغير؟
رقية (بتحاول تغيّر الجو):
– سيد آدم، كان فيه ظرف جالك الصبح… أنا حطيته على الترابيزة.
آدم (وهو بياخده باستغراب):
– ظرف؟!
(فتح الظرف، وسحب ورقة مطبوعة بإطار ذهبي...)
آدم (بيقرأ بصوت منخفض):
– آه، دي دعوة الحفلة السنوية بتاعة الشركة.
ليلى (بفضول):
– دعوة؟ دعوة إيه؟
آدم (ببرود):
– دي دعوة طلاقك.
ليلى (شهقت، وعينيها فتحت على وسعها):
– عن جد؟! إنت متأكد؟
آدم (وهو بيتحرك ناحيّة السفرة وبضحكة جانبية):
– متخافيش... لسه النهار طويل.
ليلى (بخيبة أمل ):
– اووف ! كان هيبقى أحلى نهار في حياتي...
آدم (بص لها باستغراب وهو رافع حواجبه):
– متأكدة يا مدام ليلى؟
(لمحت في عينيه حاجة غريبة... ابتسامة مش مفهومة، ونبرة صوته فيها حاجة مش بس سخرية...)
📣 أهلين كيفكم ،عايز أستغل الفرصة لأقرا تعاليكم وملاحضاتكم عن القصة إلي عنده سؤال على القصة يخبرني بيه عشان أجيبوا
#زواج_بلا_حب
🍒 تتمتة البارتي 16 🍒
كانوا قاعدين على السفرة، وأدم عنيه متركزة على ليلى… شايف الهزال في وشّها، وخدودها اللي بقت فاضية من اللحم. نادى فجأة:
آدم (بصوت هادي بس فيه أمر):
– رقيّة.
رقيّة (بسرعة):
– نعم يا سيدي؟
آدم (نظره على السفرة):
– الطاولة فاضية النهاردة.
رقيّة وحتّى ليلى نفسهم اتفاجئوا… السفرة مليانة عن آخرها.
ليلى (بتستغرب وهي بتبص له):
– أنت أعمى؟ دي السفرة مترصصة أكل من كل نوع!
آدم (من غير ما يرمش):
– بس في نظري فاضية… من النهاردة الأكل يتضاعف. الكلام واضح؟
رقيّة (بخوف):
– حاضر… آسفة.
ليلى (بتعترض بهدوء):
– إيه البدَع دي؟ إحنا مش هناكل الكمية دي كلها لوحدنا.
آدم (بنظرة حادة):
– ومين قال إن الأكل ليكوا بس؟ أنا عاوز السفرة تبقى مليانة.
ليلى (مستغربة):
– متأكد؟
آدم (بنبرة قاطعة):
– أيوه.
ليلى (بنفس نبرة التحدي):
– خلاص، عادي… البذخ محسوب عليك.
مرّت دقائق… ليلى خلصت أكل، وقامت تساعد رقيّة تجمع الأطباق. قربت تمد إيدها… بس آدم شد نظره عليها.
آدم (باستغراب):
– إنتي بتعملي إيه؟
ليلى (بابتسامة):
– برقّص مثلًا؟
آدم:
– ما تهزريش معايا.
ليلى:
– طيب ما إنت شايف… بجمع الأطباق.
آدم (بنبرة جادة):
– إنتي مراتي… ست البيت، مستحيل تساعدي في كده.
ليلى (بعين دايرة عليه):
– أفكارك دي رجعية أوي!
آدم (قام من مكانه):
– تعالي، عايز أتكلم معاكي.
ليلى (وهي لسه بتجمع):
– خليني أخلص الأول.
آدم (بعصبية):
– سيبيهم!
(بص بصوت عالي)
– ندى!
ندى (من بعيد):
– نعم يا فندم!
آدم:
– اجمعوا الأطباق… وهي تلحقني على الأوضة، في كلام مهم.
ومشي قدّامها من غير ما يبص ورا.
ندى (بهمس):
– مدام… لحقيه، شكله متعصّب.
ليلى (وهي بتتمتم):
– هو في حياته قال غير أوامر؟
دخلت وراه الأوضة، وقف مستنيها.
ليلى (ببرود):
– عايز إيه؟
آدم (من غير مقدمات):
– جهّزي نفسك… الليلة في حفلة.
ليلى (مستغربة):
– حفلة؟ حفلة إيه دي؟
آدم:
– في الشركة، وكل الناس هتحضر… ولازم تبقي موجودة جنبي.
ليلى (بتعترض):
– وأنا مالي ومال الحفلة ؟
آدم:
– نسيتي إنك مراتي؟ يعني لازم تبقي جنبي… قدّام الناس.
ليلى:
– دايمًا يهمك الشكل قدام الناس!
آدم (ببرود):
– أنا بعمل اللي يفيد اسم العيلة… وساعات لازم نبان مبسوطين حتى لو الحقيقة غير كده.
ليلى (بحدة):
– ليه نمثل؟ مش كفاية التمثيل اللي بنعيشه كل يوم؟
آدم:
– ده مش برغبتك .
ليلى (بتمسك أعصابها):
– وليه دايمًا تهديد؟
آدم (بسخرية):
– علشان الطيبة مش بتنفع معاكي .
ليلى:
– طب جرّب تطلب بلُطف.
آدم (سكت لحظة، وبعدين رفع حاجبه):
– إزاي يعني؟
ليلى:
– تقول مثلًا: "ليلى، ممكن تيجي معايا الحفلة؟"
آدم (بضحكة فيها سخرية):
– لو ده اللي هيخليكي توافقي، ماشي.
ليلى (ببرود):
– تفضل.
آدم :
– مدام ليلى، ممكن تروحي معايا الحفلة النهاردة؟
ليلى (بنظرة مستفزة):
– لأ.
آدم (اتفاجئ):
– إيه؟!
ليلى (برود):
– الكلام ده طالع من لسانك مش من قلبك.
آدم (بدأ يغلي):
– يعني مفيش غير طريقة واحدة… هتيجي غصب عنك، وإلا…
ليلى (بتتحدى):
– وإلا إيه؟
آدم (تفكيره خبيث):
– تودّعي كلبك.
ليلى (بصوت عالي):
– إيه علاقة الكلب بالكلام ده؟!
آدم:
– هو الوسيلة اللي هتخليكي تسمعي الكلام.
ليلى (بنبرة مجروحة):
– إنت بجد إنسان ظالم!
آدم:
– قرري.
ليلى (بحرق ودمعة محبوسة):
– هوافق… بس علشان الكلب مش علشانك.
خرجت من الأوضة، وسكرت الباب وراها بعصبية.
آدم (بصوت واطي وابتسامة مكسورة):
– كنت عارف إنك هتضحّي عشانه… ياريت كنت أنا الكلب.
( بعدها استوعب كلامه)
أدم : إيه الهبل إلي بقول أنا ؟
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
ليلى دخلت أوضتها، قفلت الباب، ورمت نفسها على السرير.
ليلى (بتهمس لنفسها):
– كنت هاروح معاك من غير كل ده… لو بس طلبت بلُطف.
بصّت في المراية، وعدّت صوابعها على خدها.
ليلى:
– طب دلوقتي ألبس إيه؟ ماعنديش فستان يليق بالليلة دي… لازم أطلع حلوة.
بعد شوية، الباب خبط… ودخلت ندى وهي شايلة حاجة ملفوفة بعناية.
ندى (بابتسامة):
– مدام… شوفتي ده.
فتحت اللفة… وطلع فستان أحمر دموي، بيلمع بشكل يخطف العين.
ليلى (اتسعت عينيها):
– يااااه! إيه ده؟ ده حقيقي؟!
ندى:
– السيد آدم جابه مخصوص ليكي… قال لازم تكوني الأجمل في الحفلة.
ليلى (مبهورة):
– هو… هو اشترى ده ليّا؟
ندى (بهزة خفيفة برأسها):
– أيوه… بس شكلك لسه مش مصدقة.
ليلى (وهي بتلمس الفستان بإيديها):
– ماكنتش متوقعة… بس لازم ألبس وأورّيه إني أقدر أكون ملكة.
ندى:
– لو احتجتي أساعدك، أنا موجودة.
ليلى (بعين فيها لمعة):
– شكلي لازم أوريه هو خسر قد إيه لما حاول يتحكم فيا.
#زواج_بلا_حب
🍒 Prt 17 🍒:
آدم كان واقف قدام المراية، لابس بدلة سودة أنيقة وشعره الناعم ومتسرّح بعناية... شكله كان يخطف الأنظار.
نزل من على السلم، وأول ما وصِل تحت... اتفاجئ بوجود عمته "فاطمة" واقفة في نص الصالة، لابسة لبس بسيط زي ستات البادية، رغم إن العيلة معروفة بالغنى واللبس الراقي.
آدم (بهدوء):
– عمتي فاطمة.
فاطمة (بضحكة خفيفة وهي شايلة بخور):
– إنت كل سنة بتفاجئني بجمالك! مش ناوي تعجز ولا إيه؟
(فضلت تدور حواليه وهي بتحاول توصلله بالبخور)
فاطمة:
– يا واد إنت طوّلت أوي! انزللي شوية عشان أوصلك بالبخور!
آدم (بضحكة خفيفة):
– مش هعجز طول ما إنتي كل مرة تيجي تعمليلي بخور!
فاطمة (بحنان):
– ربنا يحفظك من عين الناس يا حبيبي...
فاطمة (فجأة):
– آه صحيح، فين العروسة؟ مش إنت لوحدك اللي هتتحصن!
آدم:
– بتجهز...
بس قبل ما يكمل، لاحظ عيني عمته اتسعت فجأة، فبص في نفس الاتجاه...
وإيه؟!
ليلى كانت نازلة من فوق... لابسة فستان أحمر وشعرها سايب على كتافها، والمكياج زادها جمال.
آدم اتسمر مكانه، الزمن وقف، وخطاها بقت بطيئة كأنها مشية ملاك.
فاطمة (بإنبهار):
– ما شاء الله... إيه الجمال ده يا بنتي!
آدم بدأ يبتسم من غير ما ياخد باله، ودي أول مرة عمته تشوفه بيبتسم لست!
ساعتها، فاطمة اتأكدت... آدم واقع في حب ليلى.
ليلى (بهدوء وأدب):
– أهلاً وسهلاً.
فاطمة (بفرحة):
– يا بنتي انتي طالعة قمر أكتر من ليلة فرحك!
آدم كان لسه مش قادر يبعد عن جمالها.
ليلى (بابتسامة خجولة):
– شكراً.
آدم:
– انتي جاهزة؟
ليلى (بنظرة فيها دلال):
– رأيك إيه؟
آدم (بصوت واطي وهو مش قادر يخبي إعجابه):
– طالعة تجنني...
الكل بصله مستغرب، حتى ليلى!
آدم (اتلخبط):
– أقصد الفستان... أنا اللي اخترته، فـ طبيعي يطلع حلو.
ليلى (بضحكة خبيثة):
– الفستان بس؟
فاطمة (بضحكة مسكتها بالعافية):
– متأكد إنه بس الفستان؟
آدم (بتوتر):
– أيوه طبعاً، قصدي الفستان هو اللي باين فيه الجمال... آه، دي عمتي فاطمة.
ليلى:
– أنا عارفة.
آدم (بتعجب):
– إزاي؟
فاطمة:
– نسيت إني حضرت فرحكم؟
ليلى:
– وهي اللي لحّنت لي في الفرح.
آدم:
– آه تمام... يعني تعرفوا بعض. نروح لو انتي جاهزة؟
ليلى:
– أيوه، جاهزة. مع السلامة يا عمتي، أشوفك بعدين.
فاطمة:
– مع السلامة يا بنتي... (وقفت فجأة) استني!
ليلى (بقلق):
– في إيه؟
فاطمة (بتدور حواليها بالبخور):
– لازم تتحصني، الناس مش هتسيب جمالك في حاله.
ليلى:
– شكراً ليكي، يا عمتي.
فاطمة:
– ولا يهمك.
آدم (بص لليلى):
– يلا، الناس منتظرانا على العشا.
فاطمة:
– عارفة... امشوا على مهلكم.
آدم سبق ليلى، وهي مشيت وراه.
فاطمة رفعت حاجبها باستغراب:
فاطمة:
– إنتو متخاصمين ولا إيه؟
آدم سمع كلامها، ومد إيده بسرعة ومسَك إيد ليلى، وهي بصتله بصدمة.
آدم (بهدوء):
– لأ، بس كنت عايز أفتحلها باب العربية.
فاطمة (اتطمنت وضحكت):
– آه، كده تمام.
آدم:
– يلا نتحرك.
فاطمة:
– مع السلامة يا حبايبي.
طلعوا على العربية، وليلى كانت ملاحظاه ماسك إيدها ومش ناوي يسيبها.
ليلى (بنظرة جانبية):
– إنت شاطر في التمثيل.
آدم (بدهشة):
– قصدك إيه؟
ليلى (بصت على إيدها):
– ...
آدم أخد باله، فساب إيدها بهدوء وعدّل جلسته.
وراهم، فاطمة كانت واقفة على باب الفيلا، رشّت كوباية مَيّة ورا العربية.
فاطمة (بهمس):
– ربنا يحميكم يا ولادي.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
في قاعة الحفل:
القاعة كانت مليانة ناس لابسة شيك وفستين بألوان فخمة.
أهل آدم كانوا موجودين، وأبوه الحاج تامي واقف بيتابع الساعة.
الحاج تامي (بتضايق):
– ليه اتأخروا كده؟ الضيوف بدأوا يوصلوا.
أسية (أخته):
– بابا هدي، يمكن زحمة الطريق بس.
سمية (الأم):
– السبب من مراته طبعاً، هي اللي أخّرته!
الحاج تامي (بحدة):
– هي عملتلك إيه البنت؟ من أول يوم وانتي مش طايقاها!
سمية:
– عايزني أحبها ليه؟! فين الميزة اللي تخليها تستاهل؟
ماهر (أخو آدم):
– ماما، مش وقته الكلام ده. إحنا لازم نبان قدام الناس كعيلة محترمة ومتكاتفة.
قرب منهم راجل اسمه "أحمد"، معروف ومهم في المجتمع، وكان معاه بنته "لميس"، مصممة أزياء مشهورة، ومعجبة بماهر من بعيد.
الحاج تامي:
– يا أهلاً وسهلاً، نورت يا سيد أحمد!
أحمد:
– الشرف ليا والله.
سمية (بتبتسم):
– البنت الجميلة اللي مع حضرتك مين؟
أحمد:
– دي بنتي لميس، مصممة أزياء، وليها براند معروف في لندن.
سمية (وهي بتبص لماهر اللي مش مركز معاهم):
– ما شاء الله!
أحمد:
– فين آدم وزوجته؟ كنت حابب أباركلهم... وكنت عايز أتأكد من إشاعة سمعتها!
الحاج تامي (بتوتر):
– آدم جاي، اتأخر بس في الطريق. بس إشاعة إيه؟
أحمد:
– بيقولوا إنه اتجوز واحدة من طبقة فقيرة!
سمية اتوترت وبصت لجوزها بنظرة نرفزة، وساد الصمت… لحد ما ماهر كسر الجو.
ماهر:
– طب وهي دي تبقى مشكلة؟
أحمد حاول يرد، بس لميس سبقته وقالت بسرعة:
– طبعاً لأ! ده أمر طبيعي جداً.
أسية (بضحكة خفيفة):
– عندك حق... أهم حاجة الشرف والأصل الطيب.
🍒 اهلين كرزات عايزة أعرف أنتوا عازين أعمل غلاف للقصة أو لا 🍒
🌺🌺🌺 🌺
#زواج_بلا_حب
🌺🌺🌺🌺
🍒Prt : 18 🍒
دقايق وسيارة آدم وقفت قدام القاعة، والصحفيين حوالين المكان بيزاحموا بعض، كاميرات بتتصور، وميكروفونات متمددة قدام الوجوه.
ليلى وقفت متلبكة، صوت الفلاشات وأصوات الصحفيين مرعبة، قلبها بيدق بسرعة.
آدم نزل من العربية بكل هدوء، كأنه متعود على المنظر ده… بصّ لها ومد ذراعه:
آدم (ببرود):
– امسكي دراعي، الكاميرات بتصور.
ليلى (باستنكار):
– شُـوَا؟!
آدم (بصوت خفيض فيه تهديد):
– ليلى…
غمغمت ورضخت، مسكت ذراعه وهي شايفة الصحفيين بيتصارعوا عشان يقربوا.
الصحفيين (بصوت عالي):
– سيد آدم، لحظة بس!
– رأيك في جوازك المفاجئ بمدام ليلى؟
– إحنا محتاجين تفسير للجواز ده!
الحراس كانوا محاوطينهم بسرعة، بيبعدوا الصحفيين:
أحد الحراس:
– لو سمحتوا، احترموا المساحة... السيد آدم هيرد على كل الأسئلة في وقت لاحق.
دخلوا القاعة، وكل العيون عليهم. ناس بتحسد، وناس بتحب، بس الكل مركز.
اتوجهوا لطاولة لوحدهم.
ليلى (بهمس):
– وبعدين؟
آدم (بص لها باستغراب):
– شُوَا؟
ليلى:
– يعني إيه اللي هيحصل بعد كده؟ إيه مهمتي هنا بالظبط؟
آدم (بهدوء):
– تقربي مني… وتظهري إنك مبسوطة معايا.
ليلى (بحدة):
– مستحيـل!
آدم (بضحكة جانبية):
– شكلك نسيتي الاتفاق!
(ليلى اتعصبت، بس ما ردتش، وآدم بص للكاميرا اللي بتصورهم)
آدم (بصوت واطي وهو بيبتسم):
– اضحكي.
ليلى (مش فاهمة):
– شُوَا؟
آدم:
– الكاميرا بتصور… اضحكي.
(ليلى ضحكت فجأة، ضحكة حقيقية مش مصطنعة… شكله وهو بيقولها "اضحكي" كان بيضحك فعلًا)
آدم (بدهشة):
– شكلك زودتيها شوية!
ليلى (من غير ما تبطّل ضحك):
– بس شكلك وإنت بتقول "اضحكي" كان مضحك فعلًا!
آدم (ابتسم وهو بيضحك معاها):
– يعني شكلي كان مضحك؟!
(فجأة قربت عيلته، وهم لسه بيضحكوا ومتجانسين… الحاج التامي ابتسم، أما سمية كانت باينة عليها النرفزة)
آدم أول ما شافهم لمّ ضحكته، وليلى خدت بالها، سكتت وبصّت لهم.
ليلى (بهمس):
– دي عيلتك؟
آدم (بنبرة اشمئزاز):
– أيوه.
ليلى:
– طب إنت ليه متضايق كده؟
آدم:
– هتعرفي حالًا.
الحاج التامي (بحماس):
– أهلًا بيكي يا بنتي، طالعالك طِلّة تاخد العقل!
ليلى (بابتسامة خجولة):
– أهلًا عمي، تسلم.
أسية:
– أهلًا وسهلًا يا ليلى.
ليلى:
– أهلًا بيكي.
(بصّت لسمية اللي كانت باين عليها إنها مش طايقاها)
ليلى (بأدب):
– مرحبا خالتي.
سمية (بتهكم):
– خالتي؟! أنا لسه صغيرة عالكلام ده!
الحاج التامي (بحدة):
– سمية!
أسية:
– متاخديش على كلام ماما… منرفزة النهارده شوية.
(فجأة دخل ماهر… قرب من الطاولة، ولمح ليلى، ملامحه اتغيرت)
ماهر (باندهاش):
– ليلى؟!
(الكل بص له، وليلى ابتسمت بفرحة صادقة)
ليلى:
– ماهر؟!
الحاج التامي:
– إنتوا تعرفوا بعض؟
(معلومة جانبية: ماهر ماحضرش الفرح لأنّه مش بيحب آدم.)
ماهر (قرب منها، سلم عليها، ومسك إيدها):
– إنتي بتعملي إيه هنا؟
(آدم شاف إيد ماهر في إيد ليلى… وبصله بنظرة غضب وغيرة)
ليلى:
– أنا!… وإنت بتعمل إيه هنا؟!
ماهر:
– حاضر الحفلة.
الحاج التامي (قاطعهم):
– دي مرات أخوك آدم.
ماهر (انصدم):
– مرات آدم؟!
ليلى (بدهشة):
– إنت أخوه؟ ياااه، دي صدفة غريبة فعلًا!
ماهر (لسه مش مصدق):
– فعلاً… معِك حق.
أسية:
– باين إنكم تعرفوا بعض كويس.
ليلى:
– آه جدًا، كنا في نفس المعهد.
آدم (بغيرة واضحة):
– وإزاي تعرفوا بعض بالظبط؟
ليلى (ببساطة):
– درسنا مع بعض في معهد الفندقة.
سمية (بضحكة ساخرة ):
– إزاي؟ ده المعهد ده غالي! انتي جبتي منين الفلوس؟
ماهر (بدون تردد):
– ماما، مش كل حاجة بالفلوس… ليلى كانت شاطرة، ونقاطها خلتها تدخل المعهد بمنحة.
أسية:
– يعني زيك تمام… نفس التخصص؟
ليلى:
– أيوه، وتخرجنا سوا، بس هو سافر أمريكا ياخد خبرة.
ماهر (بحسرة):
– وكان نفسي كل ده ميتغيرش.
الحاج التامي (بفكرة):
– يعني تقدري تشتغلي في إدارة الفنادق؟
ليلى:
– آه طبعًا.
الحاج التامي:
– طب ليه ما تشتغليش معانا في الفندق الجديد؟
ماهر:
– فكرة ممتازة!
سمية ( بالإستخفاف) : ههه شكلك بتهزر ياحاج الفندق مش لعبة.
الحاج التامي: لا أنا مبهزرش إحنا نبحث على موظفين وليلى وحدة من عايلة فهي هتهتم بالفندق أحسن من الغرباء .
ليلى:
– بس أنا ماعنديش خبرة كفاية.
ماهر:
– ماتقلقيش، أنا هساعدك لحد ما تكسبي خبرة.
الحاج التامي:
– خلاص، مابقاش ليكي حجة.
ليلى (بابتسامة خفيفة):
– ...
(آدم قاطعهم فجأة)
آدم (ببرود):
– ومين قال إني موافق إن مراتي تشتغل؟
(ماهر بص له بنظرة حادة)
ماهر:
– وإنت مالك؟ دي حياتها، وهي حرة تختار.
آدم:
– وانت مالك تتدخل في أمور تخص مراتي؟
ماهر:
– لسه زي ما انت، مستفز كالعاده.
آدم (بتهديد):
– هعلمك تحترم نفسك لو مفهمتش.
الحاج التامي (تدخل بسرعة):
– كفاية! إنتوا اتنين كبار، واللي بيتكلم معاك مش عيب تغضب.
سمية:
– حبيبي ماهر… متزعلش نفسك.
(آدم بص ليهم بنظرة خيبة… كأنه متعود يشوف ده، متعود يحس إنهم بيفضّلوا ماهر عليه… سابهم ومشي)
ليلى (بصت له بحزن وقلق):
– …
الحاج التامي:
– ماتزعليش، هو كده دايمًا… هيروق، وأنا هتكلم معاه يخليكي تشتغلي.
(ليلى ما ردتش، كانت عنيها لسه بتدور عليه وهو واقف يسلم على الضيوف من بعيد)
رجعت ليلى تقعد جنب أسية، والدردشة بدأت، والضحك رجع… وماهر كان بيراقب ابتسامتها من بعيد، وعنيه فيها حاجة مش مفهومة.
لحد ما…
لميس (دخلت فجأة):
– الحفلة جميلة قوي!
(ماهر بص لها باشمئزاز واضح)
لميس:
– لسه راجع من أمريكا… أنا كلمت بابا على مشروعنا الجديد، لو حابب تستثمر معانا!
ماهر (تنهد، وبص لها بابتسامة باردة):
– شكرًا… بس أنا شايف إن لو هستثمر، يبقى في عيلتي، مش في مشاريع براها… وسوري، عندي شغل دلوقتي.
لميس:
– استنى… أنا ماقصدتش أزعلك!
(لميس بصّت لنفسها باستغراب)
لميس (في سرها):
– هو أنا قلت إيه؟! ليه اتعصب كده؟
#زواج_بلا_حب
🍒prt 18 🍒 :
انطفت أنوار القاعة، واشتغل ضوء المسرح فجأة، وطلع راجل على الستيج بابتسامة واسعة، كان اسمه سعد.
سعد (بحماس):
– سيداتي سادتي، الكبار والصغار، العُزّاب والمتجوزين... عاملين إيه؟ إن شاء الله تكونوا كلكم عزّاب... أقصد فرحانين طبعًا!
ضحكوا الناس كلها، حتى ليلى ضحكت، وماهر كان باصص لها وهو مبتسم.
سعد:
– النهاردة معانا شخصية قوية، عنيدة، عصبية، بس في قلبها حنية محدش يعرفها غير ربنا... مين تتوقعوا؟
ليلى (بضحكة خفيفة):
– أكيد آدم!
أسية (وهي بتضحك):
– إنتي عارفة أخويا أوي كده ليه؟
ضحكوا هما الاتنين، وماهر بص لهم بعيون فيها غيرة.
سعد:
– إيه؟ مش سامع!
الجمهور (بصوت عالي):
– السيّد آدم!
سعد:
– سيداتي وسادتي، نرحب بأحر التصفيقات... بالسيد آدم السيوفي!
التصفيق علا، وآدم دخل من المصعد بخطوات ثابتة. ليلى ابتسمت من غير ما تحس.
آدم (قدّام المايك، بنبرة واثقة):
– أهلًا بيكم، يارب تكونوا بخير ومبسوطين...
أنا دايمًا بقول إن لو عاوز توصل لحاجة، لازم تتعب وتضحي... وده اللي عملناه السنة دي. اشتغلنا كتير، تعبنا، بس النهاردة واقفين بنحتفل بنجاحنا.
وبالمناسبة دي، حابب أشكر كل واحد فيكم اشتغل بإخلاص، وفخور بكم كلكم.
موظف ١ (باندهاش):
– هو بيتكلم علينا؟
موظف ٢:
– دي لحظة تاريخية!
موظف ٣:
– اسكتوا واسمعوا بس!
آدم (مكمّل):
– أتمنى نفضل دايمًا على نفس الطريق، ونبقى أقوى وأكبر... شكرًا ليكم.
الجمهور صفق بحرارة، حتى ليلى اتأثرت وصفقت.
سعد:
– شكرًا ليك يا سيد آدم على الكلام الجميل ده...
فجأة طلع "هيثم" على الستيج، رجل أعمال بيكره آدم ودايمًا بيحاول يوقعه.
هيثم (بخبث):
– لو تسمحلي أضيف كلمة... كلنا عارفين إن السيد آدم اتجوز من كام يوم بس، وده صدم الكل... علشان كده قررنا نعمل فقرة للصحفيين يسألوه شوية أسئلة عن الجواز المفاجئ...
إيه رأيك يا سيد آدم؟ هتجاوب؟ ولا هتتهرب؟
آدم بص له بغضب واضح، شكله كان عايز ينزله من على المسرح بإيده.
أسية (بهمس):
– هو عايز يوصّل لإيه .؟
الحاج التامي (بقلق):
– يا رب آدم يمسك أعصابه.
ماهر (بضحكة خبيثة):
– يلا نشوف هيتصرف إزاي دلوقتي...
هيثم (بيستفز):
– شكله السيّد آدم فقد النُطق!
صحفي (من بين الجمهور):
– إحنا محتاجين تفسير يا سيد آدم، ليه دايمًا بتهرب من الكلام عن الجواز ده؟
الجمهور (متفاعل):
– صح... عنده حق!
ليلى (بصوت واطي):
– يا ترى هيعمل إيه دلوقتي...؟
أسية (بقلق):
– مش عارفة والله...
آدم (بهدوء وغضب متحكم فيه، وهو بيقرّب المايك):
– أنا عمري ما هربت من حاجة... بس اتأخرت عالرد لأن الأسئلة دي بلا قيمة.
القاعة سكتت... الكل مصدوم من كلامه.
هيثم (بتهكم):
– يعني الجواز مش مهم بالنسبالك؟
ماهر (بضحكة من غير صوت):
– هنشوف هتطلع منها إزاي بقى...
آدم (بسخرية):
– شكلك متضايق أوي من جوازي يا سيّد هيثم.
هيثم (بتوتر):
– لا أبدًا... أنا بس بحاول أوضح للناس...
آدم (قاطعه):
– عشان إنت قريب مني أوي، وزي أبويا يعني، حبيت تتدخل؟
هيثم اتوتر وبص حواليه مش عارف يرد.
آدم (بحزم):
– بس مش مشكلة... اللي عنده سؤال يتفضل، وأنا هجاوب.
سمية (بصوت خافت):
– بيعمل إيه ده؟!
ليلى (بتراقبه بقلق)
صحفي ١:
– في إشاعة بتقول إنك اتجوزت الأنسة ليلى غصب عنك... صح الكلام ده؟
الحاج التامي (همس غاضب):
– ده سؤال وقح... المفروض يتطرد.
أسية:
– بابا، إهدى شوية...
آدم (ضحك بسخرية):
– هو انت جاوبت بدلًا عني... بتقول "إشاعة"، يعني مش حقيقة.
دي كلها خطط من ناس بتحاول توقعني...
وأنا متغصبتش على الجواز... أنا بحب مراتي.
ليلى بصت له باندهاش... مش فاهمة هو بيقول الحقيقة ولا بيحاول يحفظ صورته.
صحفي ٢:
– بس في ناس بتقول إن ليلى كانت حزينة ليلة الفرح...
آدم (بحدة):
– أولًا، دي مراتي، وتقول "مدام ليلى"، مش كده!
ثانيًا، الليلة دي كانت متوترة شوية زي أي عروسة.
بص لهيثم وكان باين عليه الغيظ، وآدم ابتسم باستفزاز.
آدم:
– في سؤال تاني؟ علشان أرجع أقعد جنب مراتي.
صحفي ٣:
– في كلام بيقول إن مدام ليلى من عيلة بسيطة... فقيرة يعني... ده صحيح؟
القاعة كلها سكتت، وكل العيون راحت على ليلى اللي اتكسفت وبصّت في الأرض.
هيثم (في سره وهو بيضحك):
– ورّيني هترد على دي إزاي يا أدم...
آدم (بهدوء وابتسامة واثقة):
– أيوه...
لحظة صمت...
آدم (مكمّل):
– بس فين العيب؟
لو كان الفقر عيب... مكنتش وصلت للي أنا فيه.
أنا بحب مراتي... وعارف قيمتها... وهي أغلى من كنوز الدنيا.
ويا ريت تحترموا المهنة الشريفة اللي اسمها "الصحافة"... ومتبقوش سلعة بتتباع بالفلوس.
نزل من على المسرح، وراح قعد جنب ليلى، اللي كانت متأثرة جدًا.
سعد (خد المايك بسرعة):
– تصفيق كبير لأجوبة السيد آدم الصادقة!
الناس صقفوا، فيهم اللي مصدوم، وفيهم اللي منبهر.
سعد (مكمل):
– ويلا نغيّر الجو... مين عايز يرقص؟! دي جي، شغّل لنا الموسيقى بسرعة، شكلكم هتناموا!
أسية (لآدم بقلق):
– أخويا... إنت كويس؟
آدم (بهدوء):
– أنا تمام...
ليلى (بحزن):
– آسفة... أنا السبب في اللي حصل.
آدم:
– متأسفيش... مفيش ذنب ليكي.
أسية:
– هيثم الحقير هو اللي اشترى الصحفيين علشان يحرجك!
ليلى (مصدومة):
– إيه؟ بجد؟
آدم (ببرود):
– أيوه... بس لو فاكر إنه بيتحداني، يبقى غلطان. أنا بلعب التحدي ده بطريقتي.
الحاج التامي (بعصبية):
– هعلمه درس عمره ماينساه!
سمية:
– سيبه يتصرف... ده أمر يخصه هو.
آدم (بص لسمية وكأنّه بيقول: فعلاً أنا ابنك؟):
– متقلقوش... هحلها بطريقتي... ومش محتاج حد يتدخل.
أسية:
– الأغنية دي حلوة أوي...
ليلى:
– عندك حق...
ماهر (قرب من ليلى):
– ليلى؟
ليلى:
– نعم؟
ماهر:
– تحبي ترقصي معايا؟
ليلى (بتوتر):
– لأ... أنا معرفش أرقص.
ماهر:
– متخافيش... هعلمك.
آدم (بغضب مكتوم):
– ماهر... تمثّل دور الضحية، بس نواياك معروفة.
ماهر (بحدّة):
– قصدك إيه؟
آدم:
– بتقرب من مراتي قدامي وبتتظاهر بالبراءة...
ليلى (مصدومة):
– إنت بتقول إيه؟ ماهر زي أخويا!
آدم (بحدة):
– بس هو مش شايفك كده!
#زواج_بلا_حب
🍒🍒🍒🍒
🍒 Prt 19 🍒
🍒🍒🍒🍒
ماهر:
– احترم نفسك!
آدم:
– مش هاحترمك... وهتشوف هعمل إيه!
آدم مسكه من جاكيت البدلة كأنه هيضربه، لولا إن الحاج التامي تدخل وفصلهم.
الحاج التامي (بسخرية):
– ناقص تجيبوا سكاكين وتقتلوا بعض! عظيم... نرتاح بقى.
سمية (تجري لماهر):
– يا بني، إنت كويس؟ حصلك حاجة؟!
آدم (بحزن وهدوء):
– متخافيش يا سمية... مضربتوش... بس المرة الجاية... هشيل جثته بنفسي!
سمية (بغضب):
– قليل الأدب!
الحاج التامي (قاطعهم): يعني كل مرّة نتجمع كعيلة، لازم نتخانق؟
سمية (ببرود): عشان كده العيلة بقت أهدى وأسعد من غيره.
آدم (بضحكة قهر): يعني كنتِ شايفاني أصلًا فرد من العيلة؟
(سمية بصّت له بنظرة كلها غضب واحتقار)
آسية: كفاية بقى... اللي حصل ده كله غلط ماهر.
سمية: لأ، ماهر ما غلطش في حاجة.
آدم: طبعًا، ماهر الملاك الطاهر اللي عمره ما بيغلط.
سمية (باحتقار): مش زيك... إنت كنت أكبر غلطة في حياتي.
(ليلى قاعدة ساكتة، مصدومة من الكلام، وعينيها على آدم اللي وشه اتحوّل لطعنة صامتة من كتر القهر)
الحاج التامي (بحزم): كفاية كلام فاضي... ماهر دي مش صاحبة دراسة، دي مراته لأخوك الكبير، شوية احترام بقى... إحنا مش عايشين في أمريكا.
ماهر (بانفعال): عقولكم متسخة...
(ماهر خرج بسرعة)
سمية (بصوت عالي وهي بتجري وراه): ماهر! ابني! شفتوا؟ زعلتوه... ربنا ياخد الحق من السبب!
آسية (قلقانة): ماما! .. استأذنكم، هاروح أطمن عليها.
ليلى: طبعًا... روحي .
الحاج التامي (بحنية): أنا آسف يا بنتي إنك شوفتينا بالحالة دي.
ليلى (بصّت له وسكتت، مش عارفة ترد من الصدمة)
الحاج التامي: اسمحولى، هاروح أشوف الضيوف.
(بصّت ليلى لآدم)
ليلى (بقلق): إنت كويس؟
آدم (بص لها بحدة): إنتي بتشفقي عليا؟
ليلى (بتضايق): بتقول إيه؟
آدم (بعصبية): كنتي بتضحكي وبتلمسي إيده... شكلك متعودة على كده.
ليلى (بصت له بانفعال): آدم! احترم نفسك!
آدم: إيه؟ مش عاجبك تسمعي الحقيقة؟
ليلى: تستاهل المعاملة الوحشة دي من أمك.
(آدم سكت شوية، وبعدين قام وسحب نفسه من الترابيزة)
ليلى (بهمس لنفسها): يا رب... أنا قلت إيه بس؟
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
(عدى باقي الحفل زي ما الكل حب... إلا شخص واحد كان قلبه مولع من جوه، آدم... اللي اتربى في عيلة زرعت فيه القسوة وخلته شخص الناس كلها تخاف منه.)
(بعد الحفل، ليلى خرجت مع آسيا علشان يودعوا بعض)
آسية: هتيجي تزورينا بقى، صح؟
ليلى: أكيد! طبعًا هاجي.
آسية: إحنا مش بعيد... ساعة زمن وتكونوا عندنا.
ليلى: هستأذن آدم يوصّلني ليكم.
(سمية من غير حتى ما تبص لليلى أو تقول كلمة)
سمية (بجفاف): اتحركي يا أسية.
آسية (بابتسامة حزينة): متزعليش، ماما دايمًا كده.
ليلى: نعم...
ماهر (يناديها): ليلى!
ليلى (بقلق وبصوت واطي): نعم؟
ماهر: نفسي تشتغلي معانا في الفندق.
ليلى: مش عارفة... آدم مش هيوافق بسهولة.
ماهر (بعصبية): لازم يكون ليكي شخصية! إنتي إنسانة حرة تختاري اللي يناسبك.
ليلى: بس أنا...
(آدم قرب منها، ومد إيده على خصرها وسحبها ليه قدام الكل)
آدم: أيوه، هي إنسانة حرة، ولو مراتي حابة تشتغل... هشغّلها في مكان قُصادي علشان أشوفها طول الوقت.
(ليلى مصدومة ومش قادرة ترد، وآسية ابتسمت)
آسية: شكلك بتشتاقلها.
آدم (بثقة): دي الأكسجين بتاعي.
(آسية فرحت، وماهر كان هيولع من الغيظ... وسمية من جوه العربية)
سمية: يلا يا أسية ! مش هنبات هنا!
آسية: حاضر ماما...
ليلى: باي حبيبتي.
آدم: وإحنا كمان هنمشي دلوقتي.
آسية: تصبحوا على خير.
(آسية سحبت ماهر اللي كان واقف متجمد، عينه على إيد آدم وهي على خصر ليلى)
آسية: أخويا! ماما بتنادي!
آدم (بتهكم وهو بيستفزه): تصبح على خير يا ماهر.
(ماهر بيبصله بغضب، وآدم بيضحك بسخرية... ركبوا العربية ومشوا)
ليلى (دفشته): إنت فيك إيه النهاردة؟
آدم (بهدوء مصطنع): في إيه يعني؟
ليلى: ليه تعامل أخوك كده؟
آدم: آه آدم غلطان عشان بيتعامل وحش مع ماهر... بس ماهر بيتعامل طبيعي معايا، صح؟
ليلى: إنت بتتصرف زي العيال الصغيرة!
آدم (ببرود): شكلك مهتمة بأخويا؟
ليلى (بعصبية): احترم نفسك... إنت بتتكلم معايا بقلة أدب
#زواج_بلا_حب
🍒Prt 20 🍒:
آدم (بعينين ضيّقة ونبرة جامدة):
لو احترمتي وجودي... كنت أنا كمان هاحترمك.
ليلى (مستغربة):
أنا؟! ما عملتش حاجة أصلاً!
آدم (بصوت غامق):
آه فعلاً... إنتي ما بتعمليش حاجة، بس أنا اللي بظلمك.
ليلى (بصوت واطي):
شكلك جنيت خلاص!
(ليلى لفت علشان تمشي، بس آدم مسك دراعها بقوة)
آدم (بحدة):
لسه مخلصتش كلامي!
ليلى (وهي بتدفشه):
بس أنا خلصته!
(خطت خطوتين، وبعدها وقفت وبصّت له)
ليلى (بابتسامة مستفزة):
شكلك بتغير!
آدم (بتوتر وعيونه بتتهرب):
بتقولي إيه؟! أغير؟! أغير من مين؟!
ليلى (برقة ساخرة):
آه... أنا فهمت، إنت بتغير بس مش قادر تعترف، وعلى فكرة... إنت مبتعرفش تخبّي غيرتك!
(آدم لف وشه الناحية التانية وهو بيعض شفايفه من الخجل، بس فجأة...)
صوت رجولي قاطعهم:
الصوت:
آدم!
(آدم لف بسرعة)
آدم (مستغرب):
إنت لسه هنا؟! كنت فاكرك مشيت.
الحاج التامي (بهدوء):
لأ يا ابني... ممشيتش، كنت عايز أكلمك. قلتلهم يروحوا، وأنا هابيت الليلة عندك، لو ما فيش مانع طبعًا.
ليلى (بحب):
لأ طبعًا، ده شرف لينا يا عمي.
الحاج التامي (بابتسامة):
ربنا يبارك فيكِ يا بنتي.
(آدم ساكت ووشه متغير، وليلى بصّت للحاج التامي اللي كان بيبص لأدم بقلق)
الحاج التامي:
آدم، إنت عندك مشكلة لو بِتّ عندكم الليلة دي؟
(آدم فضل ساكت)
ليلى (بتوتر):
لأ طبعًا، هو معندوش مانع، بس شكله تعبان شوية، ما تزعلش منه.
الحاج التامي:
آه، باين عليه...
ليلى:
تعال معايا نروح العربية.
(ركب الحاج العربية، وآدم بص لها بعصبية)
آدم (بغضب):
مين قالك إني عاوزه يبات معانا؟
ليلى (بانفعال):
إنت مجنون؟! ده أبوك!
آدم (بسخرية):
أيوه، قلتيها... أبويا! وأنا مش عايزه في بيتي.
ليلى:
عيب... ده راجل كبير وتعبان وربّاك، فين احترامك؟
آدم (بصوت مكتوم):
إنتي مش عارفة حاجة... اسكتي!
ليلى (بإصرار):
طب فهمني!
آدم (بيتهرب):
مش عاوز!
ليلى (بحدة):
ليه؟ عشان عارف إنك قاسي وحقود ومفيكش ذرة ضمير؟!
(نظرة آدم كانت نار، بس ليلى كملت)
ليلى (بحدة):
الحاج التامي هيبات عندنا... ولو عندك ذرة احترام لشعره الأبيض، تسكت!
(لفت ظهرها وسابته واقف، وركبت العربية)
(آدم تنهد بقهر)
فادي (واقف قريب):
سيدي...
آدم (بعصبية):
نعم؟
فادي:
كنت بس هسأل حضرتك... هتيجي معانا في نفس العربية ولا...
آدم:
وصّلهم إنت... أنا هاخد عربية تانية.
فادي:
حاضر.
(ليلى كانت بتبص من شباك العربية وشافت آدم راكب عربية تانية)
الحاج التامي (بحزن):
أنا كنت السبب في خلافكم؟
ليلى (بصوت واطي):
لأ طبعًا، متقولش كده...
(فادي صعد العربية علشان يروح بيهم البيت)
ليلى (بقلق):
فادي... هو راح فين؟
فادي:
معرفش... قالي بس أوصلكم.
ليلى (بهمس):
يا رب متحصلّوش حاجة...
---
في العربية التانية – عند سمية:
أسية:
بابا فين؟ ليه مجاش معانا؟
سمية (باحتقار):
عشان عايز يبات مع المجنون ده!
أسية (زعلانة):
حرام عليكي يا ماما، آدم ابنك بردو!
ماهر (بسخرية):
ومين قال؟! ده آدم مستحيل يكون أخونا.
أسية (بغضب):
ماهر، احترم نفسك! ليلى مراته، طبيعي يغير عليها!
سمية (بانفجار):
اسكتي!! متجيبيش اسمها قصادي! بتفكرني بالفقر والنحس!
ماهر:
ماما... ليلى مليهاش ذنب، والفقر مش عيب.
سمية (بخوف):
خلاص... أكلت عقلك إنت كمان.
(ماهر سكت)
أسية:
حتى لو أكلت عقله... هيتحكم فنفسوا عشان أدم أخوه الكبير، وليلى مراته.
واحنا لازم نحترم ده.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
عند آدم :
(آدم وقف عند الجسر، نزل من العربية، ضرب حديد الجسر بيده بكل قوته، وصرخ بصوت عالي، عنيه كانت حمراء من كتر الغضب)
آدم (بانهيار):
ليه؟! ليه كل حاجة ضدي؟!
(قعد على الأرض، ضهره للجسر، طلع قزازة بيرة من الجاكيت وبدأ يشرب منها)
آدم (بيهمس وهو بص للبُعد):
حتى إنتي يا ليلى... شايفاني زيهم؟
(أخد رشفة تانية، ومسح فمه بإيده)
آدم (بوجع):
أنا كمان إنسان... عندي مشاعر
أنا... مش صخرة.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
(ليلى ماشية في الصالة، قلقانة وتتحرك بسرعة، تمسك موبايل)
ليلى:
راح فين؟! ليه مش بيرد؟!
الحاج التامي:
أنا اتصلت عليه أكتر من عشر مرات... مفيش رد.
فادي:
وأنا كمان يا مدام... تليفونه بيرن وبيقفل.
ليلى (بعصبية):
لأ... مش هقعد هنا مستنية! أنا هخرج أدور عليه.
الحاج التامي:
لأ يا بنتي، مش هتخرجي لوحدك.
ليلى:
فادي هيكون معايا.
الحاج التامي:
وأنا كمان جاي... يلا.
ليلى:
حاضر.
(وهم خارجين من باب القصر، عربية وقفت، وخرجت سليمة وهي ساندة آدم اللي بيترنح)
سليمة (بوقاحة مصطنعة):
أهلًا... عمي.
الحاج التامي (بحزم):
أنا مش عمك ولا يوم هكون.
سليمة (بتصنّع):
ساعدت ابنك... وبتهاجمني؟
(ليلى بصتلها بنار، وراحت بسرعة سحبت آدم من دراعه بعيد عنها)
ليلى (بحدة):
شكرًا... ساعدتي جوزي. دلوقتي ممكن تمشي.
سليمة (بوقاحة):
شكله مش طايقك... مكلمكيش، وكلمّني أنا!
(ليلى كتمت غيرتها بالعافية، لكن عنيها فضحتها)
ليلى (لفادي):
ساعدني ندخّله جوه.
الحاج التامي (بحدة):
اسمعي إنتي آدم متجوّز، ودي آخر مرة تقربي منه.
سليمة (بتحدي):
ولو مش عايزة؟!
الحاج التامي (بغضب):
لو عيلتك ما ربتكيش... أنا هربّيكي!
سليمة (ببرود):
ماشي... هنشوف!
(مشت ببطء، وهي بتتمختر، والحاج التامي بص وراها باشمئزاز)
الحاج التامي (بتقزز):
إيه الوساخة دي؟!
(دخل القصر ورضخ الباب بقوة وراه)
(ليلى بتحاول تفتح عينيه، وبتسنده لحد ما نام على السرير، كانت بتسرّحه وتغطيه بلحاف خفيف)
ليلى (بهمس):
فادي... ممكن تحضّرله قهوة عشان يفوق.
فادي:
أه طبعًا.
الحاج التامي:
هاجي معاك.
فادي:
حاضر يا حاج.
(آدم بيتنفس بصعوبة، وليلى قاعدة جنبه، بتفك زرار قميصه بهدوء، وتشيل حذاءه)
آدم (بصوت واطي جدًا):
ليلى... ليلى...
ليلى (بفرحة وانكسار):
بتناديني؟!
(ابتسمت... بس سرعان ما اختفت الابتسامة وهي تهمس لنفسها)
ليلى (بصوت مكسور):
إيه الهبل ده... دي أكيد كانت بنت تانية
#زواج_بلا_حب
🍒Prt 21 🍒:
فادي:
مدام، القهوة جاهزة.
ليلى:
ادّيهالي، أنا اللي هاشرّبه.
فادي:
حاضر.
(ليلى حاولت تقعد آدم علشان تشربه القهوة، وآدم فتح نص عين وشافها، بس عمل نفسه نايم)
آدم (في سره):
لو تحركت وبيّنت إني فايق... هتبعدي. لأ، هافضل كده علشان أفضل حاسس بيكي جنبي.
ليلى (بحنية):
آدم... افتح بقك.
الحاج التامي:
أساعدك يا بنتي؟
ليلى:
لأ، شكراً يا عمي... أنا هشربه بنفسي.
(آدم بدأ يشرب ببطء وهو مغمض)
الحاج التامي:
يعني خلاص... ما بقاش في حاجة نعملها نروح نرتاح شوية.
ليلى:
معاك حق.
الحاج التامي:
تصبحي على خير بنتي.
ليلى :
وأنت من أهلوا.
الحاج التامي :
يلا يا فادي.
(خرجوا من الأوضة وسابوا ليلى وآدم لوحدهم)
ليلى (بهمس):
آدم... إنت صاحي؟
(مفيش رد. ليلى سرّحته كويس على السرير، وكانت هتقوم تمشي... لكن فجأة مسكها من دراعها)
آدم (بصوت واطي ومخمور):
ممكن... تفضلي معايا الليلة دي؟
(ليلى سكتت لحظة، متفاجئة)
ليلى:
ليه؟ ليه أفضّل معاك؟
آدم (من غير تردد):
أنا محتاجلك.
(ليلى اتصدمت... أول مرة تسمع الكلمة دي منه، فقررت تحقّق له رغبته، ونامت الليلة دي في أوضته... بس مش جنبه، فرشت جنب السرير ونامت هناك)
مر الليل ده على خير وجاء الصباح ،آدم فتح عينيه، وراسُه بتوجعه بشدة)
آدم:
آه... راسي بتوجعني.
(بصّ على الأرض وشاف الفرشة، وتذكّر كل حاجة، وشعر بالخجل)
آدم (بهمس):
يا رب... أنا عملت إيه؟
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
🍳 في المطبخ
(ليلى بتطبخ مع ندى ومروى، وهما بيتكلموا وبيضحكوا)
ندى:
مدام ليلى!
ليلى:
نعم؟
ندى:
أنا مكنتش متخيلة إنك بتعرفي تطبخي كده!
مروى:
وأنا كمان والله.
ليلى (بحسرة):
كنت الوحيدة اللي بتطبخ في بيتنا... بابا كان بيحب أكلي قوي.
ندى (بحزن):
معليش يا مدام... هتشوفي عيلتك قريب إن شاء الله.
ليلى (بابتسامة خفيفة):
عندك حق... آه، على فكرة، نسيت أسألك عن عمتي فاطمة... كانت معانا امبارح، اختفت فجأة!
مروى (بضحك):
راحت علشان جاها مكالمة وكانت لازم تمشي.
ليلى :
مين اللي اتصل بيها؟
ندى (وهي بتضحك):
حبيبها!
ليلى (بصدمة):
إيه؟ إنتي بتقولي إيه؟!
مروى:
آه والله، كانت هتطير من الفرحة أول ما سمعت صوته!
ليلى (بضحكة مصدومة):
يبقى عنده حق اللي قال... الحب ملوش سن.
ندى:
أكيد... العمر مجرد رقم!
(الحاج دخل المطبخ ووشه كله غضب)
الحاج التامي:
بنتي ليلى، آدم صحى ولا لسه؟
ليلى (بتوتر):
فيه حاجة يا عمي؟ هو لسه نايم.
الحاج التامي:
لو نايم، أنا اللي هصحيه!
(خرج بسرعة، وليلى لحقت وراه)
ليلى:
عمي... في إيه؟ حضرتك عايز منه إيه؟
الحاج التامي:
لازم يتعلم من اللي بيعمله. مش هعدّي له اللي حصل امبارح.
(آدم نزل من على السلم فجأة)
آدم:
إيه بقى؟ هتعمل إيه يعني؟
الحاج التامي:
إنت واحد مش مربي! تسيب مراتك قلقانة وتطلع تسكر مع بنات؟!
آدم (بيبص لليلى):
هو أنتي فعلًا كنتي قلقانة عليّ؟
ليلى (بكبرياء):
أكيد لأ.
آدم (للحاج):
شايف؟ هي مش فارق معاها... فبتعاتبني على إيه؟
(الحاج سكت، مش عارف يرد، وليلى كمان سكتت ومش قادرة تتكلم)
آدم:
أنا جعان... هفطر.
الحاج التامي:
حتى لو ليلى مش مهتمة، المفروض تبقى راجل متربي، مش واحد البنات بتجرّ وراه!
آدم:
دي حياتي... وأنا حر فيها!
الحاج التامي:
إنت كنت حر... بس دلوقتي متجوز!
آدم (بهدوء قاتل):
وأنت؟ ليه خنت مراتك وهي حامل؟!
(الحاج التامي انصدم وسكت من الخجل)
ليلى (بصت له وبعدين لآدم):
خلاص... سكت كتير مش هسكت أكتر!
آدم (بسخرية):
إيه؟ هتعاتبيني إنتي كمان؟
ليلى:
إنت فعلاً حيوان... مفيكش ذرة احترام! دي طريقة تكلم بيها أبوك؟!
آدم (بحزن):
آه... أنا حيوان خلصتي كلامك، مدام ليلى؟
ليلى:
إنت عندك مشكلة... ليه بتعمل نفسك قوي على الضعيف؟
آدم:
أنا عايز أفطر... مش أعمل تمثيلية معاكم !
(اتجه للطربيزة وقعد ونده على ندى)
آدم:
ندى!
ندى (بتوتر):
نعم يا سيدي؟
آدم:
أنا عايز أفطر.
ندى:
بس الأكل لسه بيجهز...
آدم (بعصبية):
حتى الأكل مش جاهز شو عملكم انتوا؟! ماشي... هفطر برا!
(ضرب الكرسي بعصبية وخرج من البيت)
ليلى (بخوف):
عمي... إنت متأكد إن ده إبنك ؟
الحاج التامي:
والله يا بنتي... مش ده آدم اللي أنا ربيته.
ليلى (بصوت داخلي):
سامحتك على اللي حصل امبارح عشان كان صعب عليك . جهزتلك الأكل بنفسي... وكل ده، من غير حتى كلمة حلوة!
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
🚗 عند آدم – في السيارة
(آدم سايق بعصبية، رجله دايسة على البنزين والناس بتكلكس له)
آدم:
مفيش راحة! إنتي بتتحديني يا دنيا؟ مش عايزاني أفرح؟
(سياقته بقت أسرع، لحد ما كان هيخبط في عربية قدامه، ودايس فرامل بكل قوته، وصوت الصرخة دوّى)
(العربيتين وقفوا وشخص نزل من العربية التانية وبيزعق)
الراجل:
إنت مجنون؟! شكلك شارب حاجة! افتح الإزاز أتكلم معاك!
(آدم ساكت، ماسك الدركسيون وعنيه نص دامعة)
الراجل:
مش سامع؟! افتح باب العربية... حيوان!
(الكلمة لمست جرحه القديم... زي ما قالتها ليلى، فبص له آدم بغضب، ونزل)
آدم (بعصبية):
إنت قلت إيه؟
(وضربه فجأة على وشه)
الراجل:
إنت شارب؟!
آدم:
عربيتك مفيهاش حاجة... فبتزعق ليه؟
الراجل:
كنت ممكن أموت!
آدم:
بس ما مُتّش!
( أدم لف ظهره وكان عاوز يركب العربية )
الراجل:
إنت حيوان مقزز!
(آدم لف وبدأ يضربه، والراجل بيصرخ، لحد ما جات الشرطة ومسكت آدم بالعافية، وحطوه في القيود)
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
📞 في القصر – عند ليلى
(الحاج التامي بيتصل)
الحاج التامي:
ليه مش بيرد؟! خلاص، ده آخر مرة هاتصل بيه... متقلقيش عليه يا بنتي.
ليلى (بقلق):
إنت شفت حالته امبارح؟! أنا خايفة يشرب ويسوق ويتصاب في حادثة!
رقية:
ربنا يحفظه يا بنتي... متقوليش كده.
(فادي دخل بسرعة)
فادي:
مدام ليلى!
ليلى:
إيه؟ عندك خبر عنه؟
فادي:
أيوه...
رقية:
الحمد لله!
ليلى:
إيه الحمد لله؟! فين هو؟
فادي (بتوتر):
في قسم الشرطة...
ليلى (بصدمة):
إييييه؟!
الحاج التامي:
إنت بتقول إيه؟!
ليلى:
ليه؟ عمل إيه؟!
فادي:
مش عارف التفاصيل، بس بيقولوا ضرب واحد في الشارع.
تابعووووووني للتكمله
الفصل الثاني والعشرون حتى الفصل السادس والعشرون من هنا
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق