رواية فتاة الذئب الاسود الحلقه الاولى بقلم الكاتبه بسمله فتحي حصريه وجديده
الليل في العاصمة مش زي أي ليل… هنا الظلام له أنياب.
أصوات صفارات الشرطة بتشق الهوا، وطلقات الرصاص بتتردد بين العمارات العالية.
الظابط أدهم كان بيتحرك بسرعة وسط الأزقة، سلاحه في إيده وعينه ما بتغفلش. في اللاسلكي بيصرخ زميله:
– "أدهم، العصابة اتقسمت نصين! في مجموعة شمال، والتانية ناحية الميناء!"
أدهم شد نفسه وقال بثبات:
– "أنا هاخد اتجاه الميناء… محدش يسيب ولا واحد منهم."
الجري كان صعب، لكن قلبه كان أسبق من رجليه. في عقله صورة صديقه اللي اتقتل من 6 شهور على إيد نفس العصابة… والانتقام بقى دمه.
فجأة… الدنيا سكتت. ولا صوت رصاص، ولا حتى أنفاس.
أدهم وقف، حس بخطر، رفع سلاحه واستعد.
ومن بين الظلال ظهرت هي…
بنت لابسة معطف أسود طويل، عيونها بتلمع كأنها مش من البشر. ماسكة خنجر صغير لامع، وبتتحرك بخفة الذئب.
واحد من رجال العصابة أول ما شافها، وقع السلاح من إيده وقال بخوف
![]() |
– "يا ساتر… دي الذئب الأسود!"
الباقيين اتلخبطوا، بس هي فضلت واقفة، ولا كأنها سامعة حد.
بصت لأدهم نظرة سريعة وقالت ببرود:
– "المعركة دي مش بتاعتك… ارجع مكانك."
أدهم شد نفسه وقال وهو مصوّب عليها السلاح:
– "أنا الظابط المسؤول هنا… وأي حد مسلح في المكان تحت أوامري، حتى إنتي."
ابتسمت ابتسامة صغيرة، كأنها بتسخر منه، وبحركة أسرع من العين، هجمت على واحد من العصابة، أسقطته في ثانيتين من غير طلقة واحدة.
الدم سال، والرجالة اللي حواليها اتجمدوا مكانهم.
أدهم اتصدم من سرعتها وقوتها.
سألها بحزم:
– "إنتي معانا… ولا ضدنا؟"
سكتت لحظة، مسحت الخنجر في معطفها وقالت بصوت هادي:
– "أنا مع نفسي."
وبمجرد ما خلصت الجملة، اختفت وسط الظلام كأنها دخان.
أدهم وقف مذهول… لأول مرة يلاقي حد يخليه يتردد:
هل هي عدو… ولا حليف غامض؟
بعد ما اختفت في الظلام، رجع أدهم على قسم الشرطة.
الزملاء قاعدين حوالين الطرابيزة الكبيرة، الكل بيتكلم عن العملية اللي ما خلصتش، لكن أدهم كان ساكت.
ضابط صغير سأله:
– "باشا، مين البنت دي؟ اللي الكل بيسميها الذئب الأسود؟"
أدهم رفع عينه وقال ببرود:
– "دي مش مجرد بنت… دي لغز. ولو ما حليّناهوش، هنخسر المعركة دي."
في بيت مهجور في أطراف المدينة
ليان (الذئب الأسود) قاعدة قدام مراية مكسورة.
وشها مليان جروح قديمة، عينيها مش سايبة أي إحساس.
مدت إيدها ولمست ندبة على كتفها… وفجأة صوت من الذاكرة بيرجع:
(فلاش باك)
– طفلة صغيرة مربوطة في كرسي، أصوات صريخ، ورجال مقنّعين بيضحكوا.
أحدهم بيقول:
– "اللي هيتعلم من دلوقتي… مش هيبقى بني آدم. هيتحول لذئب."
الصراخ بيتحول لصوت عواء ذئب في الغابة.
(نهاية الفلاش باك)
ليان فتحت عينها بسرعة، تنهّدت وقالت لنفسها:
– "أنا اخترت طريقي… ومفيش رجوع."
في الليل / فوق سطح بناية
أدهم بيتابع تحركات عصابة "ماهر الكينج".
لكن فجأة يحس بوجود وراه.
يلف بسرعة… يلاقيها واقفة.
ليان بصت له وقالت:
– "قلتلك… المعركة دي مش بتاعتك."
أدهم صوب سلاحه عليها وقال:
– "وأنا قلتلك… طول ما إنتي في دايرة الدم، هتبقي بتاعتي."
ضحكت ضحكة قصيرة وقالت:
– "إنت فاكر إنك أقوى مني؟"
أدهم شد نفسه وقال:
– "أنا مش فاكر… أنا متأكد."
وبسرعة خاطفة، ليان هجمت عليه.
المواجهة كانت نار:
– خنجرها ضد مسدسه.
– خطوات سريعة فوق السطح.
– ضربات متبادلة… كل واحد منهم عايز يثبت إنه الأقوى.
لحد ما وقفت عند حافة السطح، بصت له بابتسامة غامضة وقالت:
– "إنت مختلف… بس لسه ضعيف."
وبقفزة خفيفة… اختفت من جديد وسط عتمة الليل.
أدهم وقف متجمد… لأول مرة في حياته يحس إن في خصم قادر يسبقه.
وفي أعماقه، بدأ يشك:
هل "فتاة الذئب الأسود" عدو لازم يقبض عليه… ولا الحليف الوحيد اللي ممكن يساعده يهزم "ماهر الكينج"؟
فيلا فخمة على أطراف العاصمة
الإضاءة خافتة، رجال مسلحين واقفين زي التماثيل.
في النص، قاعد على كرسي جلدي أسود ماهر الكينج، رجل طويل، عيونه حادة زي السيف، والندبة اللي على وشه بتقول إن حياته كلها معارك.
أحد رجاله دخل وقال بخوف:
– "باشا… عندنا مشكلة."
ماهر بص له ببرود:
– "مشاكل إيه؟"
– "في العملية اللي فاتت… ظهرت هي."
– "مين؟"
– "الذئب الأسود."
ابتسامة خبيثة ظهرت على وش ماهر وقال:
– "أخيرًا… اللعبة بقت ممتعة."
في قسم الشرطة
أدهم قاعد قدام خريطة كبيرة، بيحط علامات على أماكن عمليات العصابة.
الزملاء حواليه بيقولوا:
– "باشا، كل التقارير بتأكد إن في شخص غامض بيضرب العصابة زي ما إحنا بنضربهم."
أدهم هز رأسه وقال:
– "مش شخص عادي… دي الذئب الأسود. ولازم نحدد هي معانا ولا ضدنا."
---
فوق سطح بناية عالية
ليان واقفة لوحدها، بتبص للعاصمة من فوق.
تهز شعرها اللي بيطير مع الهوا وتقول بصوت واطي:
– "ماهر الكينج… المعركة بيني وبينك لسه ما بدأتش."
(فلاش باك قصير)
ليان وهي صغيرة بتشوف بعينيها رجال ماهر بيقتلوا أبوها قدامها.
ماهر بنفسه بيقرب منها ويهمس:
– "لما تكبري… يا تبقي معايا، يا هتبقي ضدي… وساعتها هقتلك."
(نهاية الفلاش باك)
ليان شدّت الخنجر من وسطها وقالت:
– "وأنا اخترت أكون ضدك."
في أحد الممرات المظلمة، أدهم بيطارد أثر أحد رجال العصابة.
لكن فجأة يلاقي ليان قدامه.
وقبل ما يلحق يتكلم، يظهر صوت قوي من وراهم:
– "إيه المنظر الحلو ده؟ ظابط شجاع… وذئب أسود في مكان واحد؟"
أدهم يلف بسرعة… يلاقي ماهر الكينج واقف ومعاه عشرة من رجاله.
ليان شدت خنجرها… وأدهم رفع سلاحه.
ماهر ضحك بصوت عالي وقال:
– "الليلة دي… يا تبقوا أعدائي سوا… يا تقتلوا بعض وأنا أتفرج."
المكان ضيق، إضاءته خافتة.
ماهر الكينج واقف، رجاله حواليه عاملين دائرة، والأسلحة مرفوعة.
أدهم شد نفسه وقال:
– "انت مطلوب في قضايا كتير يا ماهر… استسلم."
ماهر ضحك باستهزاء:
– "استسلم؟ أنا الملك يا أدهم… والملوك ما بيركعوش."
ليان وقفت جنبه وقالت ببرود:
– "الملوك بيموتوا برضه… والليلة هتبدأ نهايتك."
ماهر بص لها نظرة عميقة وقال:
– "لسه فاكراني يا ليان؟ ولا أنسيتي إني أنا اللي علمتك إزاي تعيشي وسط الدم؟"
عينيها لمعت بالغضب، قبضت على خنجرها وقالت:
– "إنت علمتني أكرهك… وأوعدك إن نهايتك هتيجي على إيدي."
رجال ماهر اندفعوا زي السيل.
أدهم رفع مسدسه، ضرب أول طلقة أصابت واحد في كتفه.
ليان انطلقت بخفة، حركتها سريعة، خنجرها بيلمع مع كل ضربة.
أدهم بص لها وهو بيقاتل وقال بدهشة:
– "إنتي بتتحركي كأنك دخان!"
ليان ردت وهي بتسقط واحد تاني:
– "وأنت بتقاتل كأنك جبل… يمكن نكمل بعض."
ضحك قصير خرج من أدهم وسط الرصاص، لكنه ما فقدش تركيزه.
القتال استمر دقائق… جثث رجال ماهر بتتساقط واحدة ورا التانية.
بعد ما رجاله وقعوا، فضل ماهر واقف لوحده.
مسح إيده من الدم وقال بابتسامة:
– "واضح إنكم لقيتوا بعض… بس لسه بعيد أوي عن لمسي."
أدهم صوب السلاح عليه، لكن ماهر رفع يده بسرعة ورمى قنبلة دخان.
المكان كله اتغرق بالظلام… وصوته اختفى مع العتمة:
– "اللعبة لسه في أولها… يا ظابط، يا ذئب أسود."
الدخان بيتبدد.
أدهم واقف، بيحاول يلتقط أنفاسه.
بص حواليه… لقى ليان واقفة قدامه، وشها مليان جروح صغيرة لكنها لسه واقفة بقوة.
قال لها بجدية:
– "إحنا محتاجين بعض. لو ما وقفناش سوا… مش هنقدر نهزمه."
ليان سكتت لحظة، وبعدين ابتسمت ابتسامة صغيرة وقالت:
– "دي أول مرة أسمع ظابط بيطلب تحالف مع الذئب الأسود."
أدهم رد بثبات:
– "لأن دي أول مرة ألاقي حد يستحق يكون حليف."
وبينما هما واقفين وسط الظلام… بدأ خيط رفيع من الثقة يتكوّن بينهم، لكن ورا الخيط ده لسه في نار أكبر: ماهر الكينج.
في مقر الأمن الوطني / قاعة الاجتماعات
القاعة واسعة، جدرانها مزينة بأعلام، وضباط رفيعي المستوى قاعدين حوالين طاولة مستديرة.
اللواء جمال، المسؤول الأكبر عن العمليات، دخل بخطوات واثقة.
قال بصوت قوي:
– "يا سادة… المعركة ضد ماهر الكينج وصلت مرحلة خطيرة. ولازم أقولكم إن في عنصر سري شغال معانا من فترة طويلة… عنصر محدش يعرف عنه حاجة."
أدهم قاعد، عيونه مليانة تساؤلات.
اللواء كمل:
– "دلوقتي هتعرفوا الحقيقة."
الباب اتفتح… ودخلت ليان.
لكن المرة دي مش لابسة الأسود المعتاد، لابسة بدلة رسمية للشرطة، والشارة اللامعة على كتفها.
القاعة اتصدمت.
أدهم اتجمد مكانه، صوته خرج مبحوح:
– "إنتي… ضابط؟!"
ليان وقفت قدامهم، نظرتها قوية وقالت:
– "ملازم أول ليان حسن… شغلي من البداية كان تحت غطاء الذئب الأسود، بأمر مباشر من سيادة اللواء."
أدهم حس إن الأرض اتسحبت من تحته.
كل اللي شافه فيها من غموض، من قوة، من جنون حتى… طلع جزء من خطة أكبر.
اللواء جمال تدخل بسرعة:
– "ليان اشتغلت لوحدها وسط العصابة لسنين، عشان نوصل لقلوبهم. ونجحت إنها تكسب ثقة بعض كبار رجالتهم. دلوقتي… هتشتغلوا سوا."
/ الممر
أدهم مشي وراها بسرعة، مسك ذراعها وقال بغضب مكبوت:
– "إنتي لعبتي بينا كلنا… حتى بينا إحنا الاثنين!"
ليان بصت له ببرود وقالت:
– "أنا كنت بلعب ضد ماهر الكينج… مش ضدك. ولو ما فهمتش ده… يبقى مش هتعرف تكمل في الحرب دي."
أدهم شد نفسه وقال بحدة:
– "أنا ها كمل … وهعرف كمان إنتي فين الصح وفين الغلط."
ليان ابتسمت ابتسامة صغيرة وغامضة وقالت:
– "جرب يا أدهم… يمكن تلاقي إننا شبه بعض أكتر مما تتصور."
تابعووووووني
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله بدون لينكات من هنا 👇 ❤️ 👇
تعليقات
إرسال تعليق