رواية مأساة حنين الفصل السادس حتى الفصل الرابع عشر بقلم الكاتبه آيه الفرجاني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية مأساة حنين الفصل السادس حتى الفصل الرابع عشر بقلم الكاتبه آيه الفرجاني حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
وعينه وسعت
وقال:
= إنت بتقول إيه ي ابني؟
اتجوزتوا عرفي من غير شهود ولا ولي؟
والله دا مش جواز دا لعب في الحرام!
وحملت منك؟!
إزاي؟! تقبل كده واستنيت لحد ما ولدت ولسه بتفكر تعقدوا رسمي اي عقل بشري انتم
كريم بص في الأرض وسكت
أول مرة أشوفه بيتكسف بالشكل ده
والشيخ فضل يقول:
= اتقِ الله يا ابني...
إنت راجل وعارف الدين كويس
ورغم كده سبتها لحد ما تولد
والنهارده جاي تكتب ورق عشان العيل يتسجّل؟
ربنا فاكره غايب عنك دا شايفك كويس؟
أنا كنت ساكتة وانا بسمعه وعيوني علي كريم الي مش قادر حتي يرفع عيونه للشيخ
كل كلمة من الشيخ كانت بتخبط فيا...
وفيه
بس ماكنتش برد
كنت ضامة ابني...
وساكتة كأني مش هنا
الشيخ تنهد
وبعدين قال:
= خلاص... هنكتب العقد
وهجيب الشهود
وهنسجله بتاريخ قديم
وربنا غفور رحيم
كل خلية في جسمي بتترعش...
مش عارفة إيه اللي بيحصل
الشيخ قرب مني سلّم عليا وقال بابتسامة خفيفة:
= أهلاً بيكي يا بنتي...
أنا عرفت إنك متجوزة من كريم عرفي
وإنك حملتي منه
وجايين نكتب الجواز رسمي علشان نثبت النسب
وده شيء محترم... وربنا بيحب الإصلاح ومش هلومك علي حاجه ولا هسال
بس كنت ساكتة،
ما أدرش أنطق...
لو الشيخ عرف الحقيقة؟
لو عرف إن مفيش جواز، وإن الحمل جه من وجع وخديعة؟
ساعتها كريم هينهار، والشيخ هيمشي، وابني... مش هيكون ليه حتي اسم...
ففضلت ساكته
بس كريم...
كان باين عليه إنه شايل جبل فوق كتافه
ساعتها حسيت إنه بيبص للشيخ زي اللي بيطلب غفران منه.....
مش مجرد عقد
جِه الشهود
والشيخ بدأ في الإجراءات
كله بيتم زي ما بيقول الشرع
وكريم بيرد على الأسئلة
وانا... كل كلمة بتمضي على قلبي مش على الورقة
لما جيه الشيخ سال علي اسم البيبي
أنا اتكلمت بسرعه:
= اسمه محمد...
على اسم النبي
كريم بصلي بابتسامة وسكت...
الشيخ ابتسم وقال:
= اللهم صلّ وسلم عليه...
اسم جميل، وإن شاء الله يكون من الصالحين
وبعد ما كتبنا وكله خلص ...
الشيخ لف لنا وقال وهو خارج:
= ربنا جمعكم بالحلال...
ابدأوا صفحة جديدة
وخلوا ابنكم يكون شاهد على حياة فيها طهارة وسُترة
أنا كنت باصّة في الأرض
ومفيش صوت طالع مني
أما كريم...
كان باصصلي
بس نظرته مش نظرة راجل كسب
كانت نظرة حد خسر كتير... وبيحاول يرجّع اللي يقدر عليه
لما الشيخ مشي
وإحنا بقينا لوحدنا حتي هدي مشيت
كريم مقربش
قعد بعيد، بس مش بعيد قوي...
= أنا عارف إنك ساكتة...
بس سكاتك ده أعلى من أي صوت
وعارف إنك بتفكرّي أنا ليه عملت كده؟
الشيخ ميعرفش...او انا ليه كذبت
بس أنا...
أنا مقدرش أكدب على نفسي
أنا بكتب دلوقتي لأني كنت جبان
ويمكن مش عايزك تسامحيني
بس عايز ابني يعرف إن أمه ستّ عظيمة...
اتظلمت واتكسر قلبها... بس ما رضيتش ترجع للغلط
أنا ما سألتوش قدّام الشيخ...
بس وأنا قاعدة،
وابني نايم،
ببص عليه،
وفجأة سألت وأنا عيني ليه:
= هو انت عملت كده عشان تبقى أب؟
ولا عشان تخلّيني مراتك؟
ولا عشان تلمّ الجرح... وتلمّ صورتك قدام الناس وقدام نفسك؟
سكت
وما ردش...
بس لأول مرة
شفت عينه بتحمر من الدموع
قعد على الكرسي اللي جنب السرير
وأنا كنت على طرف السرير
وابني نايم في حضني...
كنت سامعة كل نفس بيطلع منه
وفجأة قال بصوت واطي...
صوت غريب، مش متعوده عليه منه:
= أنا عمري ما كنت بني آدم طبيعي...
سكت
حسيت فيه كلمة كبيرة جاية
وهو كمل:
= أبويا مات وأنا صغير...
وأمي اتجوزت راجل تاني... وسابتني
قالتلي هتعيش مع عمتك
وعشت فعلاً
بس طول عمري كنت ضيف تقيل...
مش ابن البيت
كان صوته فيه وجع
مش صوت راجل... صوت ولد صغير تايه
= كبرت...
ودخلت جامعة، واتخرجت،
واشتغلت في شغل أي كلام...
بس مكنتش بشوف بكرة...
مفيش هدف، مفيش حب،
كنت ماشي وخلاص
والحرام كان دايمًا أسهل طريق قدامي
كنت بغلط... وأضحك... وأنام
وعشان عمتي مكنش عجبها حالي فسبتها رغم انها كانت في اشد الحاجه ليا بنتها ماتت وملهاش حد
وانا كنت شايف نفسي وبس وعاوز اعيش بالطريقه الي انا شيفها صح...
سكت تاني
وأنا ما قطعتوش...
ولا بصيت له...
بس قلبي كان بيسمع
= أول مرة شفتك...
كنتي بتعيّطي قدام المستشفى
كنتي متبهدلة
بصراحة؟
أنا ما كنتش بفكر أساعدك...
بس حاجة فيكِ شدتني
مكنتش عارف وقتها دي شفقة؟
ولا فضول؟
ولا يمكن ضعف مني؟
بس قربت...
وكنت باين عليّا إني بعمل خير
بس الحقيقة... الشيطان كان سابقني بخطوة
قالها...
وبص في الأرض
= أنا غلطت
وكنت عارف إني بغلط،
بس عملتها...
ولما عرفت إنك حامل
اتجننت
مش عشان الولد
لأ...
عشان اتحطيت قدام حاجة عمري ما واجهتها:
المسؤولية"
= كنت عايز أهرب
زي كل مرة بهرب فيها من كل حاجة...
بس يوم ما سمعِت صوتك من تحت...
وأنتي بتصرّخي في البدروم،
قلبي اتحرك
لأول مرة من سنين...
مشيت ناحيتك
ولقيت نفسي بشيلك
وبجري بيكي...
كنت خايف...
بس في نفس الوقت، حسيت إن ربنا بيديني فرصة
العيّل اللي في حضنك ده؟
هو الباب اللي رجّعني للحياة...
رجّعني لبُني آدم كنت ناسيه جواي
أول ماشلته حسيت باحساس غريب عليا أول مره احس بيه احساس قوي جدا علي قلبي كاني كنت تايه ولقيت نفسي في لمسته كانت كأنها دار امان
دموعي نزلت من غير ما احس لدرجه اني استغربت نفسي ازاي...ازاي ممكن طفل يعمل كده فيا لحدما ايقنت انو فعلا ده شعور الابوه يمكن كنت محتاجه من زمان ولاني اتحرمت منه وانا صغير
حسيت قد ايه الشخص بيبقي محتاج الشعور ده...
سكت ودموعه نزلت وبعدين رفع راسه
بصلي
وقالها...
من غير ما يرفع صوته:
= أنا آسف يا حنين...
آسف على كل ثانية ظلمتك فيها
وكل لحظة كنت فيها جبان
آسف إني سبتك تولدي لوحدك
وتتعبي
وتخافي
وتنهاري...
وانا شايف وساكت
أنا ما رديتش،
كنت ببص على ابني
بس دموعي كانت بتنزل...
من غير صوت
هو سألني:
= "هتقدري تسامحيني؟"
سكت...
بس كنت بقول جوايا:
= لسه...
بس يمكن يوم ما...
بس مش دلوقتي
بعدها الايام كانت بتمر
كنا عايشين...
زي اتنين غُرب
في بيت واحد
لكن كل واحد فينا في عالم تاني
الورق مكتوب، والاسم اتسجّل
بس القلب لسه زي ما هو
كريم كان بيحب محمد
وأنا كنت شايفة ده
شايفة نظراته
والخوف في عينه عليه
والندم في كل حركة منه ناحيتي
بس عمره ما حاول يلمسني
ولا حتى يقرّب
وكأنه بيقولّي:
"أنا هنا... بس مش هدوس على وجعك تاني
في يوم...
كنت في الحمام...
وبستحمي
ومحمد فجأة عيّط
كان صوته عالي...
وأنا قلبي وقع
لكن قبل حتى ما ألف فوطة وأخرج
سمعت صوت كريم بيفتح الباب
وبيدخل جري
هو كان لسه راجع من الشغل
وما استناش
دخل على طول يشوف في إيه.
خرجت بسرعة
ملفوفة...
وبحاول أغطي نفسي،
لكن اتفاجئت بيه واقف في الأوضة
شايل محمد
وعينيه عليا
أنا اتجمدت
حاولت أخبي نفسي...
لكن معرفتش
كان باصصلي...
نظرة غريبة
فيها استغراب، وكسوف، وشيء تاني...
مش مفهوم
محمد كان هادي...
ساكت في حضنه
وكأنه حاسس إن أبوه هو اللي طمّنه
كريم لف وشه
حط محمد على السرير
وساب الأوضة...
من غير كلمة
أنا فضلت واقفة...
مكتفة نفسي بالفوطة
وراسي مليانة اسأله
ليه بصلي كده؟
ليه مشي؟
هو خايف؟
ولا بيحاول يحترمني؟
ولا بيهرب من إحساس لسه مش مستوعبه؟
وفي اللحظة دي...
حسيت بحاجة غريبة جوايا
أنا اللي بقالها شهور بترجف من اسمه
النهاردة قلبي دق...
بس مش من خوف
من حاجة تانية...
حاجة أخطر:
الاحتياج.....الاحتواء...الامان....الحب
وعند اخر نقطه وقفت هل انا ممكن احبه فعلا ولا دا مجرد سؤال.....
من بعدها
بقينا بنشوف بعض أكتر،
بس من بعيد بردو.
أنا بقيت أحس إنه بيبصلي...
مش زي زمان
مش نظرة امتلاك، ولا نظرة ذنب
نظرة حد شايفني...
شايف ستّ اتغيرت، واتكسرت، وقاومت ولسه عايشه
وأنا؟
بقيت لما أسمع مفتاحه في الباب
قلبي يتحرك
مش علشان بحبه
ولا علشان نسيت الي عمله
بس علشان...
ماعدتش حاسّة إني لوحدي تمامًا
الخدم كانوا مبسوطين...
شافوا في عنينا حاجة اتغيّرت
أنا مش عارفة هي إيه بالظبط
بس كانت شبه الراحة
كريم بقى بيضحك...
وبقى بيشيل محمد من نفسه
وبيسألني لو عاوزة حاجة...
مش أمر...
سؤال حقيقي
وفي يوم قاللي واحنا قاعدين علي السفره:
= أنا قررت أبيع الشقة القديمة بتاعتي
والمحل بتاع عمتي...
هفتح شركة صغيرة
أنا خريج بزنس...
وآن الأوان أشتغل على حلمي
وأنا سكتة...
بس جوايا صوت بيقول:
يعني ناوي تعيش بجد؟
مش تهرب؟
وفعلا كريم
فتح شركته صغيره ليه
وبدأ يشتغل جد
وفلوس بقت تدخل
وحياتنا بقت أهدى
الأوضة بقت أنضف
اللبس بقى جديد
الأكل بقى من بره
وحتى محمد بقى عنده عربية أطفال شيك...
بس كل ده؟
ماكسرش المسافة بيني وبينه
بقينا زوجين قدام الناس
بس أنا عارفة...
و متأكدة
إننا جُوّه البيت... غرباء
هو مش بيقرب
ولا بيطلب،
ولا بينادي بـ"مراتي"...
وأنا؟
مش قادرة أقوله "جوزي"...
حتى وانا متجوزاه
كل يوم بيرجع من الشغل
يحضن محمد،
ويبصلي ويقول:
= عايزة حاجة؟
وأنا أقول له:
= "لأ... شكراً
وأسكت
بس جوايا سؤال بيصرّخ:
= هو لسه خايف يقرّب؟
ولا هو شايفني لسه موجوعة؟
ولا هو... مش قادر يحبني؟"
وكل يوم
بننام في أوضتين...
وبنعيش كأننا في فيلم صامت
نفس المشهد... بيتكرر
بس ولا كلمة بتتغير
بس الحياة مش دايما حلوه عشان كده لازم ترجع تدبحني لان الي حصل بعد كده كان قساوة جديده من البشر....وكان الحياة بتقولي متفرحيش قوي...
في يوم كريم كان راجع من الشغل وزي العاده دخل لعب مع محمد شويه وبصلي بابتسامه ونظره غريبه ومشي
استغربت اول مره يبصلي كده
هل دي نظرة الحب الي بيقولوا عليها،هو كريم ممكن فعلاً يحبني
قطع تفكيري صوت جرس الباب
= هدي لو سمحت ممكن تفتحي الباب
خرجت هدي من المطب بابتسامه
= حاضر يا ست البنات… جاية أهو
راحت تفتح الباب وهي لسه مبتسمة
لكن أول ما الباب اتفتح، وشها اتبدّل في لحظة
الابتسامة اختفت… عينيها وسعت…
بصّت قدامها وقالت بصوت واطي:
= إنتِ؟!
الست اللي واقفة كانت لابسة شيك، واقفة بثقة…
بصتلها وقالت بهدوء مميت:
= إيه يا هدي؟ مش فكراني ولا إيه؟
هدي اتلخبطت…
= لأ… يعني… مش معقول…
السابع
من عيوني يا ست البنات.....جايه اهو
فتحت الباب...وهيا بتبتسم بس الابتسامه اختفت فجأة
ووقفت مكانها مصدومة
عينيها اتسعت، ولسانها اتلجم
= "إنتي...؟!"
الست اللي قدامها كانت لابسة شيك برفانها تقيل ولمعة عنيها فيها خبث مفتعل
= "إيه يا هدي؟ مش فكراني؟ بقيتي تنسي الوشوش كده؟!"
هدي رجعت خطوة ورا، مرتبكة:
= "حضرتك...؟ يعني مش ممكن تكوني..
الست دخلت من غير استئذان، وعنيها بتتمشى في الصالة...
لحد ما وقعت على حنين، اللي كانت قاعدة في الركنه
بصّت لها من فوق لتحت وقالت بلهجة مستفزة وهيا بتقعد :
= قومي يا بت هاتيلي فنجان قهوة مظبوط...
ولا أقولك اعمليه زيادة سنة كده، دماغي هتتفرتك من السفر
حنين بصت لها باستغراب وخوف... بس ما اتحركتش
وشها كان متجمد ونظراتها بتقول: "أنا مش فاهمة حاجه "
الست رفعت حاجبها وقالت بحدة:
= "مش سامعة؟ قومــي يابت!
ولا أجي أنا أقومك؟!" دا اي الاشكال دي
هدي قربت منها بسرعة، بتحاول تهدي الموقف:
= "حضرتك.... دي مش..."
الست قاطعتها وهي بتلوّح بإيدها:
= انا مش فايقلكم أنا داخلة لكريم… هو هنا، صح؟
حد يشوف البت دي ويشيلها من وشي انا مش ناقصه "
عنيها وقعت على محمد النايم على الكنبة...
ابتسمت بسخرية:
= "ومعاكي عيل كمان؟
حافظي على شغلك عشانه بقى!"
وفي اللحظة دي… الباب اتفتح
كريم خرج على الصوت، لابس بيچاما …
بس أول ما شاف الست…
اتجمّد
حنين وقفت من غير وعي وقلبها بيدق بسرعة مش مفهومة…
الست جريت عليه بلهفة:
= "ابني! كريم! يا حبيبي… وحشتني قوي!"
حضنته وهي بتحاول تزرع الحنين اللي ما بقاش…
بس كريم ما اتحركش…
ما مدش إيده…
ما ابتسمش حتى
قال بنبرة باردة:
= "إنتي بتعملي إيه هنا؟"
الست ارتبكت:
= "جيت أشوفك… مش من حقي أشوف ابني؟"
كريم بص ناحية حنين…
الست لحظت نظرته، لفت بسرعة، بصت لحنين:
= "البنت دي؟!"
وقالت بنبرة ضيق:
= "أنا كنت بطلب منها تعمل لي قهوة، وقاعده قدامي بابنها كأنها مالكة المكان انت ازاي مشغل ناس كده عندك
كريم قال بهدوء قاطع:
= اللي إنتي بتتكلمي عنها دي مراتي
والمكان ده بيتها
الست اتخضّت:
= "مراتك؟! إمتى؟ إزاي؟
وأنا آخر من يعلم؟"
كريم بص لحنين، وقال بهدوء:
= "ادخلي أوضتك يا حنين وخدي محمد معاكي"
حنين بصت لهم بخوف، وخدت محمد وسابتهم.
الست قربت منه وقالت بهمس باكي:
= كريم… أنا أمك ليه بتعملني كده؟"
رد عليها وهو مكسور بس ثابت:
= "كنتي أمي…
دلوقتي إنتي ضيفة مش مرغوب فيها"
الست بصت له بذهول…
وبعد لحظة، بصت لحنين اللي كانت ماشية… وقربت منها
لمحت الطفل في حضنها وقالت بفرحة مصدومة:
= ده... ده ابنك؟
أنا مش مصدقة! امتي وازاي!!!
بصت لحنين وقالت بحماس:
= "بس اتجوزتوا إمتى؟
وهو مش انت كنت خاطب؟! يا كريم؟ إنت كنت خاطب صح انا فاكره
كريم رد وهو بيحاول يلم أعصابه:
= كفاية أسئلة وجودك هنا مش مناسب
خدي هدومك… وامشي قبل ما أطلب من الأمن يخرجك
مردتش عليه قعدت علي الكنبه وعيونها بتلف على كل ركن في البيت كأنها بتحاول تزرع نفسها فيه غصب
كريم واقف بعيد، متكتف، مش قادر يقرب خطوة
هي بصّت لحنين الي لسه واقفه مش فاهمه حاجه غير انها ام كريم،
قالت بنبرة واطية فيها دموع مصطنعة:
= شكلك طيبة يا بنتي.. بالله عليكي كلميه قولي له يخلي أمه تقعد شوية ده بيتي برضو.. مش كده؟
حنين اتلخبطت، بس طيبتها سبقتها قبل ما عقلها يفكر
قربت من كريم وقالت بنعومة:
= خليها تقعد يومين يا كريم.. هيا مش غريبة؟
_ غريبة؟
رد كريم وهو بيضحك بسخرية:
_ دي ما تبقاش حتى قريبة!
= بس يا كريم مش حلو كده، مهما كان دي...
قطع كلامها وقال ببرود:
= دي سابتني وانا عيل ومحاولتش تسأل عني غير لما جوزها وعايلها سافروا فاكراني مش عارف...
دي اخر مره شفتها فيها من عشر سنين
= بس.. هي محتاجاك.. وانت ابنها في الآخر
سكت كريم لحظة
كان فيه صراع في عينه، بين وجع قديم وعشم مات من سنين
وبعدين بص لحنين، وقال:
= عشان خاطرك إنتِ.. يومين بس
وبص لأمه بجمود:
= بس إوعي تفتكري إن ده عشانك..
طلع كريم وسابها مع حنين الي بصتلها بابتسامة ومشيت...
بعد وقت ....
البيت كان هادي بعد ما وافق كريم بالعافية تفضل، بس هو لسه مش طايق وجودها
كانت بتتحرك في البيت براحتها كأنها صاحبة المكان، وحنين بتحاول تبين أدبها بس جواها خايفه
بالليل وهما قاعدين على العشا، بدأت تهزر وتفتح كلام باين فيه سم:
= هو أنت يا كريم لسه فاكر خطيبتك القديمة؟
كريم بيرفع عينه من الطبق، وبيلمح نظرة حنين اللي اتشدت فجأة:
= خطيبتي؟!
= أيوه يا حبيبي مش كنت خاطب البنت اللي اسمها... إيه؟ آآه، نجلاء!
عرفت من عمتك كانت دايمًا تحكيلي عنكوا وانت صغير وتقوللي نجلاء دي هتبقى مرات كريم
حنين سابت المعلقة في الطبق وبصّت لكريم من وحسّت بغصة فـ قلبها
كريم عض شفايفه وضغط بإيده على رجله من تحت الترابيزة، وقال ببرود:
= خلصنا الكلام من زمان... والموضوع اتقفل ومات من زمان
= مات؟ ليه ي ابني ؟
قالتها الأم بصوت شبه مصدوم
= يا حبيبي دي نجلاء سمعت انها بنت راجل.اعمال ليه مكانه وامها كانت صاحبت عمك
قالت كده وهيا ماسكة فنجان القهوة اللي حنين جبتوا ليها
اكملت بتساؤل
طب ما تقوللي يا كريم… إزاي اتجوزتها؟ وامتى؟ دي بنت مين أصلاً؟
كريم بيرد ببرود:
ملكيش دعوة
سماح بسخريه:
"إزاي يعني؟ أنا أمك ولا مش أمك؟ ولا عشان بقالي سنين ماشوفتكش بقيت غريبة؟
كريم بنفس البرود بس نبرة صوته بدأت يعلى:
"آه… بقيتي غريبة وغريبة جدًا كمان بتسألي عن مراتي كأنك جاية من النيابة
سماح بنبره مستفزة بصوتها ولسانها بيشرّ شر:
ي حبيبي مش قصدي بس الي سمعته ان نجلاء كانت مناسبه جدا لك… دي بنت راجل.اعمال وكنتوا هتتخطبوا بس حظي اللي أسيبك يومين لقيتك جايبلي البت دي! وبتقول مراتي فلازم اعرف هيا مين
بيتحول صوته لغضب مكتوم، وبيقطع كلامها فجأة
=نجلاء سافرت تكمل تعليمها… وأنا قررت أكمل حياتي
اظن الموضوع خلص كده...
سماح بتبص لحنين بنظرة غل وخبث وبتقول بنبرة قاسية:
"ودي؟ بنت مين يعني؟ شكلها مش من مستوانا!"
حنين وشها بيحمر من الإحراج، بتبص في الأرض وساكتة، عينيها بتلمع بدموع محبوسة:
كريم بيزعق و بحدة مفاجئة:.
"قلتلك متتكلميش عن مراتي وهيا فوق أي مستوى انتي بتفكري فيه… ومحدش ليه دعوة بحياتي دلوقتي لا انتي ولا غيرك
سكتت لحظة من الصدمة من طريقته، وبعدين رمت الجملة وهي بتضحك ضحكة فيها غيظ
"أنا مش جاية أعمل مشاكل… أنا جاية أشوف ابني بس شكلي غلطت في العنوان
كريم وهو واقف بعصبيه ومشي ناحية الباب
قال:
لو عايزة تقعدي… اقعدي عشان حنين طلبت مش عشاني بس حطي في دماغك… مش هتكسري قلبي تاني زي زمان
بصدمه:
زمان؟! أنا اللي كسرته؟
بيفتح الباب وبيبص فيها بقسوة
كل حاجة باظت من يوم ما قررتي تمشي وتسيبيني لوحدي دلوقتي متلعبيش دور الأم الطيبة… مش هينفع
حنين بتبصله بحزن عليه وهو بيخرج وسامح عيونها بتتملي دموع وهيا بتقول:
كنت عاوزني اعمل اي ي عني ي كريم كان عمري 22سنه لما ابوك مات وبعدها اختي ماتت وهيا بتولد وامنتني علي بنتها وبعدها ملقتش نفسي غير اني اتجوز جوزها عشان اربيها وانت رفضت تعيش معايا اعمل اي انا يعني
كريم وقف على الباب، عينه بتلمع بوجع مكتوم بس صوته كان ثابت:
= "أنا مكنتش محتاجك تفضلي معايا… كنت محتاجك تفتكري إني ابنك… ولو حتى مرّة
سماح حاولت تمسك دموعها لكنها فجأة انفجرت بصوت عالي زي اللي عايز يبرر نفسه بأي تمن:
= "أنا مكنتش قدّها يا كريم… كنت لوحدي وعمرك ما بصيتلي غير نظرة كره...
انت سبقتني فالبُعد!
كريم بصّ لها بنظرة مكسورة وقال بنبرة أهدى بس فيها خنقة:
= ومع ذلك… عمر ما يوم عدى وما استنيتش إنك ترجعي لي… تسألي… تحاولي!
بس إنتِ مارجعتيش غير لما اتأكدتي إن عندي شركة وإن ليّا قيمة دلوقتي…
سماح قعدت تضحك ضحكة باهتة مليانة مرارة:
= أنا أمك ي كريم … مش هيفضل في قلبك شوية حنيه ليّا؟!"
كريم ساب الباب مفتوح وقال وهو بيبص لحنين:
= أنا قررت أبدأ من جديد…
والي جانبك دي مراتي… وفوق أي حسابات ات حطها في دماغك … ولو على اللي فـ قلبي
من نحيتك هو اتحرق وانتهى من زمان
قال كده وخرج....
سماح بصّت لحنين بقهر بس معرفتش ترد
وحنين بصتلهاو قالت بهدوء :
= حضرتك اكيد تعبانة من السفر… نامي النهاردة
وبكره نتكلم ونفهم كل حاجة بهدوء عشان كريم دلوقتي مش هيسمع حاجه
سماح رفعت حاجبها وبصتلها وقالت.....
الثامن
سماح رفعت حاجبها وبصتلها وقالت.....
وانت فاكره اني هسمعلك... كريم ابني انا واكيد مش هاخد الاذن منك عشان اتكلم مع ابني
حنين بصتلها باستغراب وهيا مشيت وسبتها....
الساعة عدّت نص الليل...وكريم لسه مرجعش اول مره يعملها من يوم ما اتجوزوا مش عارفه هيا خايفه عليه ليه بس مش قادره تنام وهيا عارفه انو مش موجود خصوصا انو خرج مدايق
فضلت رايحه جايه قدام الباب كل شوبه بتبص في الساعة والقلق باين عليها....
أول مرة تحس إنه بعيد ومحتاج حد يطبطب عليه... وهي مش عارفة تعمل إيه
صوت المفاتيح بيرن فـ الباب...
لفّت بسرعة وقفت قدامه قلبها بيدق وهي بتحاول ترتب ملامحها
دخل كريم...
كان باين عليه التعب بيترنح في مشيته... ريحة الخمرة كانت واضحة وعينيه حمرا
بصّ لها وابتسم ابتسامة صغيره وقال بصوت مبحوح:
= لسه صاحيه ليه يا حنين؟
ردّت بسرعة وهيابتتهرب:
= مكنش جايلي نوم... كنت لسه هقوم اهو...
حاولت تعدّي من جنبه تروّح أوضتها، بس هو مدّ إيده مسك إيدها...وقال بحب:
= استني...
بصّتله وهيا متفاجأة منه
قرب منها، عنيه كانت كلها وجع مسك وشها بايده وهو بيقول:
= أنا تعبان يا حنين...
أنا مش كويس...خليكي جنبي متسبنيش انت كمان زيهم
حنين اتلخبطت قلبها دق جامد بتحاول تبان انها طبيعيه مش قادره تبص في عيونه قالت وهيا بتهرب من نظرته:
= طيب تعالى نطلع الاؤضه.. شكلك تعبان
لفّت إيدها على كتفه وسندته، كان ماشي بتقل، زي اللي شايل وجع سننين فوق كتافه بيبصلها بحب
دخلوا الأوضة...
ولما قرب من السرير ونام عليه مسك ايدها وشدها نحيته هزّ راسه وقال بهمس:
= أنا آسف...
حنين قالت وهي بتحاول تبعده:
= خلاص... نام دلوقتي بكره نتكلم
قام قعد عالسرير...
وبصّ لها عينه كانت زايغة بس كلامه طالع من جوه قلبه:
= أنا آسف عشان كل حاجة...
أنا آسف إنك في يوم انت بكيتِ بسببي...
حنين وقفت مكانيها، مش قادرة ترد
هو كمل بكلام متقطع:
= بس أنا كمان... أنا موجوع...
كنت وحيد طول الوقت...
كنت محتاج حد...
وانتِ جيتي فجأة...وانا كان عادي عندي مكنتش عارف اميز بين الغلط والصح
بس لما جبتي محمد
غيرتي حاجات كتير...
كنت كل يوم ببصّلك... وأقول:
"هي دي؟ هي دي اللي ربنا بعتهالي؟
سند بضهره علي السرير
كانت هتمشي بس هو
قرب منها و فجأةوهو نايم، مسك إيدها
= متروحيش...متممشيش
اتلخبطت وقالت بتوتر:
= كريم... نام، انت مش كويس دلوقتي
شدّها أكتر... وقعت على صدره
وبصّ في عنيها... سكتت مش قادره تتكلم
كان فيه لحظة سكون... غير كل اللي فات
= عنيكي حلوة أوي...
قالها بصوت واطي، وإيده لفت عليها بهدوء
= أول مرة احس إني عايز أعيش...
كنت ببصلك وانتي نايمة جنب محمد...
قولت: أنا عايز بيت زي ده...
بس معرفتش أقولك...
كنت خايف...
حنين حاولت تقوم، بس هو ضمّها أكتر...
= أنا بحبك...
قالها بصوت مكسور وهو بيقفل عينه وينام...
وهي كانت لسه في حضنه... ساكتة... بس قلبها بيدق بجنون اتصدمت من الي قاله
كانت بتحاول تقوم من حضنه…
بس إيده كانت متثبتة عليها
قلبه بيدق في صدره وهي سامعة صوته
= كريم... سيبني...
قالتها بهمس مرتبك مش عارفة هياخايفة منه ولا عليه
بس هوكان مغمّض… وشه هادي لأول مرة من سنين،
وصوته طالع ناعم كأنه بينام على أمل:
= خليكي كده...
متتحركيش...
قلبها دق اكتر...
وفيه حاجة جوّاها بدات تتحرك وهو بيقولها الجملة دي...
قالتها وهي بتبلع ريقها:
= طب... ومحمد؟!
فتح عينه لحظة، عينه كانت دبلانه… بس جواها وجع بيطلب الطبطبة:
= متخافيش عليه…
هو نايم...
وبعدين ضمّها أكتر
كأن حضنها المأوى الوحيد اللي بيحس فيه إنه بني آدم مش حتة حجر متشقق من جوه
كان بيتنفس بصوت تقيل…
وهي بتحاول تهدي دقات قلبها اللي بتصرخ
"ابعدي" ده خطر دا الي اذاكي
بس جزء تاني منها كان بيقول "سيبيه… يمكن دي أول مرّة يحسّ إنه مش لوحده هو محتاجك "
هو كمل بكلام متلخبط وهو بيغرق في النوم:
= أنا كنت بردان…
بس دلوقتي دفيت…
= كنت خايف… بس انتِ هنا… بقيت مستريح
وغمض عينه تاني…
وبإيده كان لسه ماسك إيدها كأنه بيمسك الحياة كلها
وحنين…
كانت ثابتة، لا بتتحرك ولا بتتنفس…
كلها ارتباك وتوهان
بس جواها حاجة بتتبدل…
لحظة كانت بين "هو عاوزني؟"
وبين " هوأنا... لسه خايفة منه؟ ولا خلاص ؟
سابته…
ينام وهي لسه في حضنه
سايبة كل الأسئلة في عقلها …
وكل الإجابات في حضنه بس بيجاوب عليها
الصبح...
حنين فتحت عنيها على نور الشمس اللي بدأ يتسلّل من الشباك
وبسرعة اتفاجئت… لسه في حضنه!
كريم نايم جنبها،
وشه هادي… ملامحه ساكنة، كأنه ولد صغير مرمي من التعب
فضلت تبص له لحظة…
وقد إيه كان شكله بريء وهو نايم…
عينه مقفولة، بس ملامحه فيها حزن غريب
مدّت إيدها بتردد… ولمّا لمست خده بإيدها
اتحركت شفايفه تلقائي، وابتسم…
وبهدوء… فتح عينه
بصلها بثقل نوم، وبصوت مبحوح قال:
= صباح الخير...
حنين اتكسفت… وشالت إيدها بسرعة
وقامت تتحرك بسرعة تقوم، بس أول ما قامت من السرير
كريم وقف وسبقها…
وقف قدام الباب، وسند جسمه عليه وقال بحزن:
= مش ناويه تسامحيني؟
حنين اتلخبطت… وسكتت
قرب منها، مسك إيدها بلُطف، وسحبها بخفة
وقعدها على السرير، وقعد هو على الأرض قدامها، زي طفل بيترجا حنية أمه:
= حنين… صدقيني أنا اتغيرت، والله اتغيرت
أنا عارف إنك لسه خايفة مني، ومش واثقة فيا،
بس أنا... أنا بحبك
معرفش إزاي، ولا امتى،
بس كل مرة ببص في عينيك بحس إني لقيت نفسي
ببقي مبسوط جدا
حنين عنيها بتهرب من عينيه…
قلبها اتلخبط، ولسانها مش عارف يقول إيه،
بس قالتها:
= لأ…ي كريم
لسه متغيرتش بجد
وأنا مش هقدر أثق فيك…غير لما اتأكد انك فعلا اتغيرت
بصلها بتركيز فاكملت
لما تقترب من ربنا وتنسى الحياة الي كنت عايشها كلها
كريم بص لها باستغراب وتوهان …
= ربنا؟!
= آه…
امبارح كنت سكران
وطول ما إنت بعيد عن ربنا
أنا هفضل شايفاك بعيد
وكل مرة هتقرب هفضل خايفة…منك
سكت، وبعدين قال بصوت مبحوح:
=بس....انا.....انا حاولت...
بس مقدرتش
رفع عينه وقال بندم
تفتكري… ربنا ممكن يسامحني على اللي عملته؟
حنين ابتسمت ابتسامة كلها نور وقالت:
= ربنا قال: "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا"
ربنا مش بينسى حد…لو خبطت علي بابه وقولت يارب هتوب هيفتحلك كل الابواب
أقرب طريق للأمان… هو ربنا
كريم فضل ساكت… عينيه مليانة دموع
ابتسم وقال:
= إنتِ عرفتِ ده كله منين؟
= بابا…
كان بيحب الدين وبيحببنا نحب ربنا
كان دايمًا يحكيلي عن الصحابه، ويحفظني قرأن
بس بعد ما مات… كل حاجة اتشقلبت
سكتت لحظة… وكريم سألها بصوت هادي:
= هو أنا ممكن أسألك سؤال؟
بصت له بتوتر…
= إيه اللي خلاكي تسيبي بيتكم؟
حنين قامت تقف… كانت هتهرب بس صوته رجّعها:
= مش عشان حاجة…
بس نفسي أعرفك
نفسي أفهمك.
عينيها دمعت…
صوتها اتكسر وهي بتحكي:
= بعد ما بابا وماما ماتوا…
عِشت مع عمتي
جابت عيالها وسكنت معانا جوزها كان ميت
كان عندها بنت وولد…
ابنها… كان بيبصلي دائما بشكل مش مريح نظراته غريبه دايما كان بيحاول يديقني ويقرب مني باي طريقه كنت بصده واهرب منه
وفي مرة وأنا نايمة، صحيت على إيده......كانت......
سكتت فجأة..وكملت....كانت فوق جسمي
صوتها اتقطع…
لكن كملت وهي بتبكي:
= صرخت
زقته بعيد عني
بس هو كمّم بُقي لحد ما حسيت ان نفسي هيتقط بعدها
مشي
ولما حكيت لعمتي، ضربتني،
وقالت إني كدابة…
واتهمتني إني بحاول أوقع ابنها
كل حاجة بعد كده كانت سواد
بقت تعاملني كخدامة
وبنتها كانت بتكرهني
وفي يوم....حاول انو...انو يع*ت...سكتت
طلعت اجري علي بره وعمتي كانت قاعده مسألتنيش حتي في اي بعدها بقيت خايفه منهم مكنتش قادره اقعد اكتر من كده لما قولت ليها ترجع بيتها تاني عشان عاوزه اقعد لوحدي
رفضت وضربتني واتهمتني اني بعمل كده علشان عاوزه....اني
مقدرتش تكمل وسكتت
بس هو فهم قصدها
لحد ما قررت أهرب…
ومشيت
حنين كانت بتبكي… صوتها بيتهز مع كل كلمة
كريم كان قلبه بيولع نار…
غيرة… وحزن… وقهر
قام، وقعد جنبها
وبمنتهى الحنية…
حضنها
حنين حضنته حضن طفل تايه لقى حضن أمه
كانت بتبكي جوه صدره
وكان هو ساكت…
بس عنيه بتتكلم كانت بيحلف انو هيرجع حقها باي طريقه
بعد لحظة…
حنين اتكسفت ولحظت وضعها، وبعدت عنه،
قامت ماشيه بسرعه…
بس هو… فضل باصص لطفها
وابتسم…
ومد إيده على شعره بتوتر
وقال بهمس:
= يا رب… ساعدني أكون قدها واخليها تسامحني....
بعد وقت علي السفره
قاعد على طرف السفرة بينه وبين الكرسي التاني مسافة… بس عينه علي الي قاعده قدامه ومركز في كل تفصيله بتعملها
كان بيبصلها وهي بتحط الأكل على الترابيزه، كل حركة منها بتزود مشاعره اكتر وبتخليه يبتسم …
كأنت بتتحاشى تلمس إيده بالغلط وهيا بتاكل
هو بكل بساطة… كان مبتسم
ابتسامة باينة في عينه…
باصص ليها كأنه أول مرة يشوفها، بيشوف ملامحها وهي مركزة في الأكل
أو وهي بتعدل كُمّها وهي بتقعد…
كل تفصيلة منها خادت جزء من قلبه، وهو حتى مش بيقاوم!
حنين قعدت قدامه، وابتدت تاكل في هدوء…
بس حست بعينه الي عيلها، اتحركت في مكانها بتوتر خفيف
بصّت في طبقها، وبصّت ناحيته بسرعة…
ولما شافته لسه بيبص، وشها احمر فجأة
وخبّطت في الكوب بالغلط وقعته
= "آسفة… مكنتش قصدي…"
كريم ضحك بخفة، وقال وهو بيعدل الكوب:
=إهدي مفيش حاجة حصلت…
سماح قاعدة على الكرسي التالت باصة للاتنين بنظرة فيها استغراب وقرف متغلف باستنكار
بصّت لحنين وهي بترتب العيش
وبعدين لكريم اللي مبسوط ومش واخد باله منها…
سكتت شوية وبعدين قالت بحدة قطعت كل حاجة:
= "هو في إيه بالظبط؟!
أ
كريم بصلها ببرود،وقال :
= اظن شيء ميهمكيش قوي...
سماح عضّت على شفايفها من الغيظ، وحنين بصّت في الأرض…واتكسفت
بس لأول مرة، في لمحة صغيرة، عرفت إنها مش لوحدها
في مكان تاني تحديدا في مطار القاهره بنسمع صوت
اعلان وصول الطائرة...
السادة الركاب القادمين على متن رحلة رقم ٩٤٣ القادمة من نيويورك، نحب نبلغ حضراتكم إنكم وصلتم بسلامة الله إلى مطار القاهرة الدولي… ونتمنى لكم إقامة سعيدة في وطنكم الأم
الباب الزجاجي اتفتح، وخرج شاب منه …
كان لابس قميص أبيض مفتوح من فوق زرين وبنطلون جينز غامق، وجاكيت جلد شيك متعلق على كدفه
وفي شنطة صغيرة ماسكها في إيده، ونضارة شمس سودة على عينه، دقنه خفيفه وشعره متسرّح بترتيب بسيط
مشي بخطوة واثقة
أول ما عدّى الزحمة…
سمع صوت جه من بعيد وهو بيقرب منه:
= نــورت مصر يا بطل!
حمدلله على السلامة
صاحبه حضنه بشوق جامد وقال:
= "حمد لله على السلامة يا جدع… والله البلد نورت برجوعك.
ابتسم وهوبينزل نضارته شوية على مناخيره وبص له وقال بهدوء:
= "الله يسلمك يا صاحبي…
التاسع
وقفوا قدام مبنى فخم مدخل شيك، وسكون راقي حوالين المكان
خالد وهو بيوقف العربية قال بخفة:
= أهو يا سيدي وصلت القصر الملكي … دول مستنينك علي نار يا نجم محدش مصدق انك رجعت سالم منها
إسلام نزل بهدوء فتح الباب، طلعوا سوا…
ومجرد ما فتحوا باب الشقة…
كام الشباب الي قاعدين أول ما شافوا إسلام قاموا كلهم وكأن قائدهم رجع من معركة ناجحة
وبدأت التهاني والاحضان واحد ورا التاني
= "ألف مبروك يا باشا!"
= "نورت المكان والله!"
= "فرحتنا برجوعك بسلامة الله"
=محدش مصدق رجوعك "
في آخر الصالة،كان فيه راجل كبير في السن، هيبة باينة في وقفته وابتسامة فخر باينة على وشه
فضل يسقف بإيده وهوبيقرب منه و بيقول:
=أنا بصراحة… متوقعتش إنه في خلال سنتين بس ...
المنظمة كلها تقع على إيدك!
إنت مش بس شاطر... إنت أسطورة يا بطل رفعت راسنا كلنا
إسلام بهدوء واتزان:
ده واجبي يا فندم… وبعدين أنا تلميذك في الأول والآخر يا باشا
بيحضنه بحفاوة وهو بيقول
=
أنا فخور بيك، وفخور إني سلّمت المهمة لحد زيك
وبالمناسبة... الوزارة قررت تصرفلك مكافأة مالية محترمة
المكان موجود في التجمع، شيك ومجهز ليك بالكامل
تعبير عن حبهم ليك
إسلام بابتسامة بسيطة:
مفيش حاجة تستاهل قد شرف المهمة يا فندم
الراجل بنبرة جادة وباهتمام:
بس اللي عملته تتستاهل أكتر من كده.
وعلشان ترتاح شوية... ليك 3 شهور أجازة.
أول ما توصلنا المهمة الجاية، هنبلّغك.
إسلام بيسلم عليه:
شكرًا يا فندم تؤمرني بحاجه تانيه ي فندم
=لا يبطل اجازه سعيده
بعد دقائق....
إسلام نازل السلم وخالد وراه
خالد بينادي عليه:
استنى يا بني! هوصلك… معقول هتروح البيت ماشي؟
إسلام بضحكة خفيفة:
ما كنت هاخد عربيتك
خالد بيقف ويضحك باستغراب
خالد:
إزاي يعني؟! المفتاح معايا!
يحط إيده في جيبه بسرعة… يكتشف إن المفتاح مش موجود يلف بسرعة يلاقي إسلام بيرميله المفاتيح
إسلام ببرود:
انت لسه هتدور؟ اهو خد
ويلا… عشان أنا مستعجل
خالد بضيق وهو بيركب:
نفسي أفهم إزاي دايمًا بتقلبني كده
إسلام بهدوء وابتسامة جانبية وهو بيقعد جنبه:
حاجة خاصة بيا… ومش ناوي أقولك عليها
بعد مده صغيره...
العربية وقفت قدام عمارة قديمة، الطابع الشعبي باين عليها بس فيها دفء.. ذكريات وريحة أهل
خالد بدهشة وهو بيبص على العمارة:
= لسه ساكن هنا؟!
إسلام بنظرة هادية وملامح فيها شجن:
= مينفعش أسيب الذكرى الوحيدة منهم…
وبعدين أختي لسه قاعدة هنا
خالد اكتفى بنظرة احترام وساب إسلام ينزل بهدوء
إسلام طلع السلم بخطوات فيها توتر وشوق في نفس الوقت… كل درجة بيطلعها، قلبه بيدق أسرع مش قادر يصدق إنه أخيرًا هيدخل البيت ده… بعد سنين
وصل قدام الباب… واقف لحظة، وبعدين خبط خبطة خفيفة
بعد ثواني الباب اتفتح
بنت صغيرة في أوائل العشرينات، وشها مألوف شوية، لكن ملامحها ارتبكت لما شافته…
اتجمدت مكانها، عنيها اتسعت، وكأن الزمن وقف للحظة
إسلام بابتسامة دافية:
= السلام عليكم…
البنت ابتعلت ريقها بصعوبة، وبلسان متلخبط:
= اس اسلام
حاولت تهدي ورت
و… وعليكم السلام اتفضل
فتحت الباب أكتر وإسلام دخل بخطوات هادية… عينه بتتحرك في المكان بسرعة، كأنه بيحاول يلم كل تفصيلة نسيها
دخل الصاله لقى "إلهام" عمته قاعدة، جنبها ابنها
أول ما شافوه… اتفاجئوا ووقفوا
رمزي قام بسرعة وهو مصدوم
إلهام اتلبخت والموبايل وقع من ايدها
إسلام بنبرة فيها شوق ودهشة:
= إزايكم؟
أنا جيت...اي مالكم مصدومين كده ليه
رمزي حاول يضحك ضحكة باهتة وهو بيقرب منه:
= ياااااه… نورت يا راجل! مش مصدق نفسي والله!
اسلام زقه بعيد بقرف
إلهام قامت بسرعة، بتحاول تخبي ارتباكها:
= ده انت نورت البيت!
إمتى جيت يا ابني؟!
قص قصدي يعني مش كنت تقولنا انك جاي
إسلام وهو بيبص حواليه:
= حبيت اعملهالكم مفجأه....ولسه واصل من شويه
عنـيه بتدور… بتدوّر على أغلى حد عنده
إسلام بصوت أهدى وهو بيركّز في ملامحهم:
= امال فين حنين؟
سكون لحظة… الكل بيبص لبعض، والتوتر باين
رمزي بيتكلم بسرعة:
= خرجت مع صحبتها… كانت محتاجة تغير جو متعرفش انك جاي
إسلام بهزة راس هادية:
= تمام…
أنا هدخل أنام شوية لحد ما ترجع عشان تعبان من السفر
سابهم واقفين… كلهم في حالة ارتباك، نظراتهم بتتهرب، ووشوشهم متشددة
إسلام دخل الأوضة… وقف لحظة قبل ما يقفل الباب، وبص لهم نظرة طويلة…
وبهدوء قفل الباب وراه
حاول ينام… بس فيه حاجة خنقاه حاجة مش مفهومة… إحساس انو في حاجه هما مخبينها عليه
فضل يفكر وهو قاعد علي السرير
بعد شوية قام… خرج مفيش حد في الصاله …بس سمع صوت عمته خارج من الاؤضه بتتكلم بصوت مرتعش بس واضح انها متعصبه … وقف ورا الباب بيسمع
عمته بهمس مرتبك:
يا رب تستر… يا رب ما يكونش عرف… لو إسلام عرف إن حنين سابت البيت وهربت من سنة ونص إحنا هنتفضح!
مش بعيد يقتلنا
رمزي ببرود وقرف:
هيعمل إيه يعني؟ما خلاص البت مشيت! هو احنا الي مشنها يعني
وبعدين ميقدرش يعمل حاجه دا حته سباك لا راح ولا
جه قال كان مسافر عشان يشنغل بره اهو راجع ايد ورا وايد قدام
بتضربه على وشه وهيا بتقول:
انت تخرس خالص! انت بالذات تخرس! البت مشيت بسببك بعد ما حاولت حضرتك تتعدى عليها أكتر من مرة يا حيوان! نسيت ولا أنسّيك؟!
إسلام اتجمد… النفس اتحبس في صدره… جواه حاجه بتتكسر رجليه هبدوا الباب ودخلوا لوحدهم…
إسلام بصوت مش مفهوم أوله، واطي، بيرتفع مع كل كلمة:
إيه؟!
مين اللي حاول يعتدي عليها؟!
انا عاوز افهم كل حاجه دلوقتي
الكل اتجمد… رمزي واقف محله ووشه اتصفّر، وامه بترتعش وهي تبص لإسلام…
إسلام بيقرب منهم وعنيه مولعه، صوته بيرتجف:
يعني… يعني مشيت؟
حنين مشيِت من سنة ونص… وإنتو مخبّيين؟!لا وقاعدين عادي كده
وإنت… إنت اللي كنت السبب؟!
إسلام بيبص لرمزي واللحظة دي كان فيها كل القهر… كل النار… كل الحنين… وكل الغضب اللي اتحبس سنين… وفجأة…
إسلام:
إنت عملت فيها إيه؟!
اتكلم يا ابن الك"لب!
وبيهجم عليه ويوقعه على الأرض، بيضرب فيه بكل غِل
اللهام بصراخ:
إسلااااام! بلاش! احنا منعرفش عنها حاجه
إسلام وهو بيضرب أكتر:
… ده خنزير!
ده اللي خلّى أختي تهرب! عملتلها اييييي
كنتوا ساكتين ليه؟! ساكتين لييييييه؟!
هقتل*كم
الضرب بيزيد… رمزي بيصرخ… وإسلام مش سامع غير صوت أخته في خياله وهي بتعيط… مشهد ليها وهيا بتهرب… وهي بتجري في الشارع…
بقولك حنين راحت فين....
قالها بصوت عالي مجروح بس مليان غضب … زي اللي خلاص فقد عقله ومبقاش شايف قدامه
كانت واقفة قدامه، جسمها بيرتعش، وعينيها مليانه دموع على ابنها اللي وشه بقى خرائط من الضرب
شوارع حُمرا مرسومة علي وشه بإيده كأنه بينتقم من كل السنين
ردّت بصوت متكسر:
= والله ما أعرف… هي اللي مشت، والله العظيم ما نعرف راحت فين!
وطّت على الأرض تبوس رجله وهي بتبكي:
= سيبه يا إسلام… هيموت في إيدك… أبوس إيدك… دي هيا الي هربت من نفسها والله ما نعرف عنها حاجه!
رمى الولد عليها وصوته طلع بغضب من جواه وهو بيقول:
= عاوزاني أصدق إن حنين سابت البيت كده؟!
ضحك ضحكة كلها سخريه وقال ببرود بيغلي:
= فكراني عيل؟ هتضحكي عليا بكلمتين دول؟
أقسم بالله العلي العظيم… لو ما عرفتش حنين فين،
لأولع في البيت ده بيكو كلكو… وانتو جواه
اتجه للأوضة، فتح الباب برجله، وبدأ يقلب في كل حاجه كأنه بيقلب وجعه مش اثاث قديم …
كل ركن بيتقلب، كل درج بيتفتح بعصبية، لحد ما عينه وقعت على تليفونها في درج
مسكه وخرج بيه، ورماه على بنتها اللي كانت قاعدة زي التمثال
وقال بصوت حاد:
= افتحيه… أهو ده التليفون اللي كنتوا بتردوا عليا منه، مش كده؟
وطت خدته وهي بتترعش، فتحته...
خطفه منها وبدأ يقلب في الرسائل…
كل كلمة بتقطع فيه أكتر من اللي قبلها…
= سنة ونص… سنة ونص وأنا كل ما أكلمها تفصل،
كل ما أبعَت، تبعتلي "أنا كويسة'...
وبس!
سنة ونص… وقلبي يقوللي يمكن مش قادرة، يمكن بتخبي وجعهاعشان بعيد عنها …
بس كل ده؟
كل ده كان كدب؟
بنتك هي اللي بترد عليا؟
وانتو… انتو عاملين عليا فيلم ومصدقين نفسكم؟!
لفّ عليهم فجأة، وعينه بتلمع بغصة مكسورة:
ولما هيا مشيت…
مقولتليش ليه؟
ليه كملتوا تمثيل؟
ليه خليتوني أصدق انها عايشه؟
كنت خايفين علي الفلوس الي ببعتها وأنا فاكرها....هنا؟!
صوته علي بغضب وهو بيتوجع وبيلوم نفسه:
= عشان ابنك الصايع صح؟!
اللي مش لاقي شغل؟
عشان الفلوس؟
كنتوا خايفين الفلوس اللي ببعتها تقف؟
اختي كانت تمن كام في الحكاية دي؟!
قعد على الكرسي، عينه مفيهاش دموع … بس كلها وجع اتجمع في لحظة
= أقسم بالله…
لو ما لقيتش حنين…
لهتشوفوا جهنم في حياتكم وانتم عايشين
كل ثانية
وقف وقال بصوت رج البيت:
= قدامكم نص ساعة…
أرجع مشوفش وشكم هنا؟
والا وقتها
تبقوا استنيتوا نهايتكم علي ايدي؟!
لفّ عشان يخرج، جريت عليه عمته، مسكته من هدومه وهي بتبكي:
= بالله عليك يا إسلام… هنروح فين؟
أنا كنت ساكنة إيجار… ومعيش ولا جنيه…
هنتشرد!
زقها بغل وقال:
= مفكرتيش في أختي ليه الي اصغر من عيالك لما رمتيها
مفكرتيش في دموعها؟ في خوفها؟ في لياليها لوحدها؟
أحمدي ربنا…
أحمدي ربنا إني هرميكوا بس
مش هدفنكوا بالحيا …
وادعي ربنا تكون بخير عشان وقتها هنسى انك كنت في يوم عمتي...ي عمتي قالها بسخريه واكمل
وهو بيفتح الباب عشان يخرج
بس ما تفرحيش
أنا لسه ما فتحتش أول صفحة من حسابي معاكم…
= ولحد ما ألاقي حنين…
كل يوم هيبقى عليكم…
لعنة يخليكم تتمنوا الموت
~$$$$$$$؟؟؟؟
حنين قاعدة على الأرض جنب "هدي" و"محمد" نايم على رجلها..
الجو هادي، وهي بتتكلم ببساطة وهي بتهوي على الطفل بمروحة يد
حنين بابتسامة هادية
عارفه يا هدي؟
أنا كنت فاكرة إن مش هيتغير
بس لأ..
كريم بيحاول يتغير.. بيحاول بجد..
يمكن مش بيعرف يعبر.. يمكن لسه مش متعود يقول اللي جواه
بس كل تصرف بيعمله.. بحسّه بيقولي "أنا آسف.. ومستعد أعوضك"
هدي بتبصلها وهي مستغربة شوية بس مبسوطة وبتفضل ساكتة تسمع
حنين(تكمل، وهي عينيها على محمد
مش دايمًا اللي بيغلط هو وحش..
أوقات الغلط بييجي من وجع..
وأوقات ربنا بيرجع ناس لبعضهم عشان يشفيهم سوا
في اللحظة دي بيكون كريم راجع من الشغل، تعبان، وبيعدي قدام باب المطبخ المفتوح
بيسمع صوت حنين وبيسمع اسمه، بيقف بيقرب
يبص جوه من غير ما حد ياخد باله، يلاقيها قاعدة وبتتكلم.. قلبه يدق
يحط إيده على ضلفة الباب بيستند عليه، ويبصلها بحنية، وكل اللي في وشه بيقول: "أنا فعلاً بحاول"
هدي بتشوفه عينيها بتلمع ولسه هتقول " كريم!"
بس كريم بسرعة بيشاورلها بصباعه على بقه، كأن بيقولها: "هشش.. ما تقوليش"
هدي تضحك بخبث طفولي وتهز راسها وتسكت
حنين لسه مش واخدة بالها..
بتكمل كلامها وهي بتزق شعرها من وشها، وتبص لمحمد وتهمس:
يا رب..
يكون يستاهل فعلا ويتغير
وقتها فعلا هكون مبسوطه وهديله فرصه تانيه
كريم يطوّل في البصة.. ياخد نفس ويكتمه ويرجع يمشي على أطراف صباعه من غير ما يعمل صوت
بيسيبهم ويدخل أوضته..
والابتسامة على وشه وهو بيفكر في حاجه وبعدين بيقفل الباب
سماح في الاؤضه رايحه جايه بتكلم حد في التلفون
=طلع متجوز وعنده ولد كمان اااه زي ما بقولك كده
بس البت اللي متجوزها دي محبتهاش حساها عيله صغيره وبعدين جوازهم مش طبيعي
حساهم مخبينين حاجه وكل مسالهم ميقولوش حاجه
تسكت شوية وهي بتسمع صوت الي في السماعه ترد بغيظ:
"لأ… لأ… مش طبيعية الحكاية دي… البت اللي متجوزها دي مش داخلة دماغي خالص… صغيرة كده ومعرفش… فيها حاجة مش مريحة…
تتنهّد وتحط إيدها على وشها:
"وبعدين جوازهم كله غريب… كل ما أسألهم يقولولي: "خلاص… اتجوزنا ملكيش دعوه
تسكت شوية وبعدين تكمل بغيظ:
لا… لا والله… لو الموضوع فيه حاجة… هعرفها… هعرفها غصب عنهم !
الطرف التاني قال حاجه واضح انها عجبت سماح بابتسمت بخبث وهي بتقول:
دا انت تنورى ي عيوني هستناكي
هل ياتري اي الي لسه هيحصل ومين الي جاي
اسلام هيلاقي اخته ازاي!؟
كل ده هنعرفه في الي جاي....
#العاشر
كريم كان قاعد ع السرير، ماسك الموبايل في ايده بس دماغه في حته تانية...
كان بيفكر، يعمل إيه؟
إيه الحاجة اللي تكسر الحاجز اللي بينهم؟
إيه الحاجة اللي تخليها تحس إنه بيقرب، بس من غير ما يوجعها؟
فضل ساكت، وعنيه بتتحرك شمال ويمين، لحد ما ابتسم فجأة...
مسك الموبايل، وطلب اوردر...
هو نفسه ماكنش مصدق إن الفكرة دي اللي جت على باله، بس عجبته...
قفل التليفون وهو لسه مبتسم
وفرد دراعاته على السرير، وعينيه في السقف كأنها بتحاول تتخيل رد فعلها...
اتنفس نفس طويل...
حاسس إنه عامل حركة حلوه..
يا ترى هتفرح؟
ولا هتستغرب؟
بعد نص ساعة تقريباً جاله إشعار إن الطلب وصل
قام بسرعة ونزل السلم بخطوات خفيفة
كان بيدندن وهو نازل
كل شوية يبص حواليه، مش عاوز حد يشوفه...
كأنه بيخبي فرحته
كانت أمه واقفة جنب السلم ...
شافته مستغربة الضحكة اللي ع وشه
مفهمتش هو مالُه؟
فضلت بصاله من ورا العمود
شافته وهو بيفتح الباب، وبيستلم الكيس
ودفع الحساب وهو بيقول للراجل: "شكرًا..."
فتح الكيس وهو لسه واقف وبص جواه...
ضحك لوحده، وطلع أوضته بسرعة، وقفله وراه...
أمه لسه واقفة مكانها
بصت ناحيته، وقالت لنفسها:
هو مالُه الواد ده؟! من إمتى بيضحك كده؟ شكله اتجنن ولا اي
هزت كتفها وسابت المكان ورجعت أوضتها
بعد دقايق، كان كريم واقف قدام أوضة هدى... بيخبط عليها
هدى فتحت وهي مستغربة وقالت:
ـ أستاذ كريم... حضرتك محتاج حاجه؟
بصلها كريم وهو ساكت لحظة وبعدها طلع كيس من ورا ضهره وقال بهدوء:
ـ ممكن توصّليه لحنين؟
هدى خدت الكيس باستغراب، وقالتله:
ـ حاضر
ومشيت ناحيه أوضة حنين..
حنين كانت قاعدة على السرير بتلاعب محمد...
هدى فتحت الباب بهدوء وقالت لها:
ـ كريم سابلك الكيس ده قالي اوصله ليك
حنين بصتلها وقامت بسرعة خدت الكيس من إيد هدى واديت محمد ليها
فتحت الكيس... عينيها وسعت من الدهشة
فستان شيك جدًا، لونه هادي وناعم، ومعاه هيلز بسيط أنيق وكمان طرحه جميله بلون الفستان
وقفت حنين تبص فيهم كأنها مش مصدقة، وهدى وراها بتبتسم بفرحة حقيقية ليها
وبينما حنين بتفرد الفستان على السرير، وقعت منه ورقة صغيرة
خدتها بهدوء وفتحتها، وكانت مكتوب فيها بخط كريم:
هدية بسيطة... بس فيها كل الإعجاب اللي معرفتش أقوله بلساني
هستناكي تحت الساعة ٧ لو وافقتي، هتكوني أسعدتي قلبي'
حنين فضلت ماسكة الورقة... وابتسامة صغيرة على وشها
هدى قربت منها وقالت:
ـ في إيه؟
حنين قالت بخجل وهي بتلمس الفستان بإيدها:
ـ عاوزني أخرج معاه...
هدى فرحت وقالت بحماس:
ـ طيب يلا يا بنتي روحي اجهزي لسه هتفكري
حنين بصت ناحية محمد اللي كان بيضحك في حضن هدى
هدى فهمت وقالت بهدوء وبحب:
ـ متخافيش، سيبيه معايا... هستناك لحد ما ترجعي
بعد ساعه قدام باب البيت::':::
كريم واقف قدام العربيه بيبص في الساعه كل شويه وبيتنهد
كان بيعدّي في دماغه ألف سيناريو وسيناريو…
هي هتيجي؟
هتفرح؟
هتتكسف؟
ولا يمكن ترفض وتحرجه؟
عينيه بتروح وتيجي عالشارع… بيلف حوالين نفسه زي اللي داخل لجنة ثانوية عامة
كريم بيكلم نفسه وهو بيتنفس ببطء:
اهدى يا كريم… دي خروجه مش عملية قلب مفتوح… بس برضو…
وبيسكت وهو بيضحك لنفسه بخوف
فجأه بيقطع تفكيره صوت خفيف من وراه، حد بيتنحنح…
بيلف بسرعة…
بيتسمر مكانه…
كانت هي…
واقفه على أول سلمة…
لابسه الفستان اللي جابهولها…
وشعرها متغطي بالحجاب مديها لمسه ملايكه
عيونها فيها لمعة خجل…
وشفايفها بتتحرك بخفه كأنها بتسأل من غير كلام:
"حلو؟"
كريم بيتأملها بثواني صمت، كأن الزمن وقف…
وبعدين قالها بصوت واطي وعيونه مش بتفارقها:
إنتي… طالعه نور… قسمًا بالله أول مره أحس إني عملت حاجه صح ف حياتي لما قررت أشتري الفستان ده
قرب منها بخطوة
ومد إيده من غير ما يفكر
مسك إيدها بحنيه، بس بحزم، كأنه بيقولها:
أنا هنا… وهفضل
كمل بصوت هادي فيه انبهار صادق:
أنا كنت فاكر إنك جميله… بس دلوقتي؟… أنا مش مصدق إنك بالجمال ده
حنين كانت متلخبطة… ضحكت من خجلها وقالت:
هو انت دايمًا بتتكلم كده؟
ضحك وقال:
"أنا؟ ده أنا كنت فاكر نفسي غلس… بس شكلي لما شوفتك النهارده، اتعلمت الغزل في ثانية!
وفتح باب العربية، وساعدها تركب
وهو لسه مبهور بيها كأنها ملاك نازل من السما
بعد دقايق في العربيه…
كريم سايق ووشه كله ابتسامة، ودماغه مشغولة بيها أكتر من السواقه نفسها
كل شوية يبص لها من طرف عينه، يقول كلمة… يضحك، وهي ترد عليه بنص ابتسامة وخجل باين
كريم، بصوت هادي:
"كنتي فين من بدري؟ يعني الدنيا دي كلها وأنا ماشي فيها لوحدي…
كان فينك من زمان
حنين بتتكسف وبتضحك، بتحاول ترد
بـ"ربنا بيختار الوقت الصح"
بس لسانها مش طالع منه صوت
كريم بغمزه وهو بيبصلها:
وربنا انا ربنا بيحبني
حنين بخجل:
كريم بص قدامك هنعمل حدثه
كريم بضحك:
متخافيش انا متمكن كويس
بعد دقايق
بيوصلوا قدام مطعم شيك جدًا…
نور هادي ، لافتة أنيقة، والمكان من بره أصلاً بيقول
"خصوصية"
كريم بينزل بسرعه، ويفتح الباب لحنين زي الأفلام كده…
ينحني لها بإيده، ويقول بصوت مائل على الفرنسي:
كريم وهو عامل فيها رومانسي أوي:
"مادام… الشرف ليا إنك تنوري مملكتي المتواضعة"
حنين بتضحك وبتبص له كأنها أول مرة تشوفه…
هو بيضحك على نفسه، وبيقول بصوته العادي:
ياااه… ده أنا طالع أهبل… بس مبسوط، أهو ده المهم
بيدخلوا المطعم…
حنين بتبص حواليها، تستغرب المكان فاضي تمامًا
الأنوار خافتة، الترابيزة اللي قاعدين عليها متزينة بوردة بيضا، وكل حاجة هادية كأن الزمن وقف
حنين بهمس وهي بتبص له:
هو… المطعم فاضي كده ليه؟
كريم وهو بيسحب ليها الكرسي:
علشان حبيت نكون لوحدنا… أنا وانت، بس
مش عايز حد يشاركنا اللحظة دي
بتقعد ولسه مش مستوعبة الرقي اللي حواليها
كأنها في حلم…
هو بيقعد قدامها، وساكت شوية، بيتأمل ملامحهاوهيا في خجل منه مش قادره تتكلم
بييجي النادل وبيشوف طلباتهم …
كل حاجة متحضرة، شكل الأطباق كأنها لوحة
وكريم بيشاور للنادل بعنيه يمشي
حنين قاعدة قدامه متوترة ، بس ملامحها مش قادرة تخبي الفرحة اللي في عينيها
كريم بيراقبها، ومش قادر يبطل يبتسم…
كريم وهو بيبص لها بتركيز:
أنا أول مره أشوف الجمال لابس حجاب… كان ناقصه إيه يعني؟ ولا الفستان هو اللي اتشرف بيكي؟
حنين بتضحك بخجل وبتمسك طرف الطرحه كده بتلعب فيه وبتقول له:
"كريم… بلاش الكلام ده عشان بتوترني بجد "
كريم وهو بيحط كوعه على الترابيزه ويميل عليها شوية:
أنا مش بقول كلام… أنا بوصف مشهد قدامي مش مصدق إنه حقيقي
بيجي النادل ويفصل اللحظة دي، بيحط الأطباق قدامهم، كريم بيشكره وهو بيبص لحنين ولسه عينه مش عايزه تسيبها
كريم:
"عارفه؟ من يوم ما جيتي البيت وأنا حاسس إني مش لوحدي…
كنت دايمًا داخل وخارج كأني تايه في شقة كبيرة فاضية
لما بشوفك مع محمد، بحس إني بنيت أسرة وأنا مش واخد بالي
حنين بتبص له، ملامحها بتهدى، بتحس بالصدق وبتقول له وهي بتطمنه بعينيها:
هو كمان مش لوحدك يا كريم…
هو بيرمش كده وبيضحك بهدوء وهو بيقول:
دي أخطر جملة ممكن تتقال النهاردة
&&&&&&
إ ماشي بسرعة رجله بتجري لوحدها بدون هدف بيدور في الشارع بس كأنه بيدور علي ابره في كومة قش
مش شايف قدامه، مش سامع غير صوت أنفاسه…
كل ما يتخيل ، كل ما يتخيل إنها لوحدها، أو في خطر…
كل ما صورة من الماضي تطق قدامه…
هي صغيرة، ضحكتها، خوفها، حضنه ليها…
بيمسح عرقه بإيده…
دماغه هتفرقع من كتر الهواجس
"راحت لمين؟ مين خدها؟
يقف قدام باب شقة…
نَفَسه بيعلو، كأنه طالع جبل مش سلم…
إيده بتخبط بالعافية كأن رجله هي اللي وصلته مش وعيه
الباب بيتفتح
بنت ملامحها هادية بتتفاجىء بيه بتقول بحذر:
أيوه؟ مين حضرتك
إسلام باين عليه التعب:
عرق نازل من جبينه، هدومه مبهدلة، شعره منكوش، عنيه غريبه
كأنه جاي من خناقة
إسلام بصوت مبحوح:
دي شقة خالد؟
البنت بتبص له بتوتر وتهز راسها:
أه…
إسلام بهدوء :
قُولي له… قُولي له إسلام واقف بره
البنت بتبص له ثواني، وبعدين تدخل بسرعة…
إسلام واقف مش ثابت على رجله، بيبلع ريقه، عنيه بتلف في المكان
بعد لحظات، الباب بيتفتح من تاني…
خالد بيظهر لابس تريننج، متفاجئ جدًا وهو بيقول:
إسلام؟!
إسلام بيرفع عينه له، مش قادر يتكلم…
خالد بسرعة وهو بيسحبه جواه:
"إدخل، إدخل بسرعة… مالك؟! إيه اللي حصل اي عمل فيك كده؟!
#الحادي_عشر
إسلام قاعد على الكرسي قدام خالد ضهره محني، وإيده على ركبته شكله مرهق، وعينيه زايغة من كتر التفكير
خالد بيحطله كباية مية قدامه وبيقوله:
خالد بقلق:
مالك؟ شكلك مش تمام خالص
إسلام بصوت واطي وتعب:
ملقتش حنين في البيت... معرفش راحت فين يا خالد.
خالد بصدمه:
إزاي يعني؟ مش كانت قاعدة مع عمتك في بيتكم؟
إسلام بياخد نفس عميق:
حصلت مشكلة... ومشيت هربت وسابت البيت
أنا كنت مأمّنها عندهم، بس...طلعوا ميستهلوش
كنت فاكرها هتفضل هناك لحد ما أرجع بس كنت غلطان حطتها مع وحوش بايدي لدرجه هربت منهم
بس وربنا ما هيفلتوا بعملتهم دي
قالها بتوعد وغضب
خالد بعدم تصديق:
طب وانت مبعتهاش ليه عند خالك في ألمانيا؟ ده أضمن من هنا بكتير اهو حتي مكنتش هتشك انو حد يكون عارفك ويعملها حاجه
إسلام بيهز راسه:
رفضت...
وكنت خايف عليها خفت تكون في خطر، كان لازم تبقى بعيد عن كل اللي أعرفهم بعيد عن أي وش ممكن يكون ورايا
ومفيش حد يعرف إني في المهمة دي ..وعمتي ست ساذجة شوية هي وعيالها، لا هيسألوا ولا هيدورا
اهو واحد سافر وخلاص
بيسكت لحظة وبعدين يكمل وهو بيعض شفايفه
بس حنين عرفت... يوم ما كنت ماشي
وقلتلها محدش يعرف... عشان حياتي ما تبقاش على المحك او حد يعملها حاجه
وأنا متأكد إنها مقلتش لحد...
بس... راحت فين؟
هي صغيرة ومتعرفش حد... راحت فين؟!
بيحط إيده على دماغه ومفيش في وشه غير حيرة وقهر
خالد بيقوم يقعد جنبه ويطبطب على ضهره:
متقلقش... أكيد بخير وهنلاقيها إن شاءالله، بس قوم... غير هدومك دي واستحمى وتعالى نتعشى ونفكر هنعمل اي
إسلام بيقوم بسرعة:
لا لا... أنا لازم أتحرك، مش هعرف أنام لازم الاقيها باي طريقه
خالد بيضحك وهو بيقف قصاده:
والله ما هتخرج من هنا قبل ما تغير هدومك وتاكل
أقسم بالله لو طلعت من الباب
لمراتي تكون طالق باتلاته
إسلام بيتفاجئ وبيضحك:
إيه ده! إيه الحلفان ده؟
متعرفيش انو حرام
وبعدين أنا مش عاوز اتقل عليك ولا على المدام... إن شاءالله مره تانية
خالد واقف وبيضحك:
مدام إيه بس؟
هو أنا اتجوزت من وراك؟!
إسلام بستغراب:
البنت اللي فتحتلي الباب... مش مراتك؟
خالد بيضحك بصوت عالي:
دي أختي يا عم!
اسمها ريم كانت بتدرس طب بره ولسه راجعة من كام شهر
يعني بالذمة هتجوز وأنا مش عازمك؟ ده إنت تيجي تشهد على كتب الكتاب بإيدك
إسلام بيبتسم لأول مرة من وقت ما رجع:
آه... تمام
بس همشي برضوا
خالد بحسم:
خلاص بقى، ريم بتحضر الأكل، وانت هتستحمى وأنا هجبلك طقم من عندي
وبكره من أول النهار، ننزل ندور على حنين سوا... مش هنسكت لحد ما نلاقيها
اسلام بيهز دماغه بيأس ويقعد
$$$$$$$$عند حنين وكريم
بعد العشا خرجوا من المطعم
كريم كان فرحان بيها، ولسانه ما بيسكتش غزل فيها،
وهي كل ما يسمعها كلمه تبتسم في هدوء
وصلوا العربيه، وكريم كان لسه هيفتح الباب ليها عشان تركب
لكن فجأه وقفت... وبصّت للشارع كأنها بتشوفه لأول مره
بصتلها باستغراب وسألها بهزار:
مش هتركبي؟
قالت وهي لسه بصّه للشارع وابتسامه صغيره على وشها:
بقالى كتير ممشتش في الشارع...
ممكن نتمشى شويه؟
كريم سكت لحظه... وبعدين ابتسم
وقفل باب العربيه وهو بيقول بحنيه:
بس كده؟! إنتِ تؤمري يا جميل
وفعلاً... مشيوا جنب بعض، خطواتهم هاديه
هو بيحكي عن نفسه وشغله وحياته
وهي ساكته... بس بتسمعه وبس
وصلوا للبيت ودخلوا وهما لسه بيضحكوا
والسلم طلعوه مع بعض، مش مستعجلين
ولا كأنهم عايزين الليله دي تخلص
عند باب الأوض، وقفوا قدام بعض...
نظره طويله هاديه
مفيهاش كلام بس مليانه حاجات كتير
حنين فتحت باب أوضتها، ودخلت بهدوء...
كريم لسه واقف مكانه بيبص لطفها بهدوء
وبعدين دخل أوضته هو كمان
وقفل الباب وراه على ليله من أجمل ليالي عمره
بعد دقايق....
كريم كان لسه بيقفل باب الأوضة بعد ما غير هدومه واستحمى جسمه دافي من المايه، وعقله دافي من ضحكة حنين اللي لسه سايبها من شوية على السلم… بيقرب من السرير وبيمد إيده للموبايل… لكن فجأة الباب بيخبط
وقف استغرب
= مين جاي دلوقتي؟
فتح الباب… لقاها
حنين واقفة قدامه بأسدال بسيط، وشها هادي وعينيها فيها لمعه …
كريم بستغراب:
في حاجه ي حنين مالك انت كويسه
حنين بابتسامة بسيطة:
الفجر قرب يأذّن… قولت نصليه مع بعض… ينفع؟
سكت بصّلها
الهدوء في ملامحها، الدعوة الطيبة دي، الحنية اللي في صوتها
حط إيده على دماغه، وتنهد
حنين باستغراب:
بتعرف تصلي ولا لا
كريم بصوت متلخبط:
آه… بعرف أصلي…
سكت لحظة وقالها وهو ناظر للأرض
بس بقالي كتير… كتير أوي مصلتش…
صراحه… خايف
حنين بابتسامة :
خايف من إيه؟
من ربنا؟
ده ربنا بيستناك…
مش بيطردك
مسكت إيده… وهو استغرب
دخلته الأوضة بهدوء، وقعدته على طرف السرير وقعدت جنبه، لسه مسكه إيده
حنين بصوت دافي:
عارف؟
النبي ﷺ قال:
"إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل"
يعني مستنيك… مش بيعاقبك ولا بيكرهك…
كريم بهمس:
بس أنا عملت حاجات كتير… مش عارف أبدأ إزاي
حنين بإصرار :
ابدأ من السجدة الجاية…
من *الله أكبر* اللي هتقولها دلوقتي
دي مش بس تكبيرة، دي بداية جديدة
لو كنت فاكر إنك بعيد
فربنا أقرب من حبل الوريد…
وبيقول: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله
هو قالها صريحة… متقنطش
كريم بصوت متأثر:
أنا عمري ما حسّيت بالسلام ده…
حنين:
يبقى قوم… وصلي، وربنا هيكملك الباقي.
أنا هدخل أوضتي أجهز وهستناك
سابت إيده وقامت وخرجت من الأوضة وهي سايبة وراها ريحة طيبة وكلمات زي البلسم وقلب بدأ يتحرك
كريم قعد لحظة وبعدين قام بهدوء وبدأ يتوضى زي ماهو عارف
وبين كل خطوة كان بيقول جواه:
يارب… رجّعني ليك
&&&&&:::: عند اسلام
بعد ما اتعشى مع خالد…
كان حاسس بخنقة في صدره مش عارف يبلع لقمة
بس خالد فضل يهوّن عليه ويصرّ إنه يبات عنده
عشان تاني يوم يطلعوا بدري يدوروا سوا على حنين
إسلام في الأول رفض… قالّه:
مينفعش، عندي شغل و...
بس خالد قاطعه:
"شغل إيه يا عم؟! تنام وترتاح وتصحى على بهمه كده
وبعدين لو عشان ريم وكده فهيا طلعت ل ستي فوق هتنام عندها واهلي زي ما انت عارف قاعدين في السعودية
وفعلاً… بعد شد وجذب، وافق إسلام
يبات عند خالد بس النوم كان ليه رأي تاني وعقل اسلام منمش بيفكر
هيا فين!؟
عايشه ازاي!؟
لحد ما الصبح طلع
أول ما نور الشمس بدأ يطل من الشباك
خالد صحى وفطّر هو إسلام على السريع
ونزلوا
ركبوا العربيه، وإسلام قاعد ساكت
وخالد بيحاول يطمنه و يثبت له إنهم على أول الطريق:
بص يا إسلام… هنروح الأول نعمل محضر غياب ليها
بعد كده نلف على كل أقسام الشرطه والمستشفيات اللي نقدر عليها
وإن شاء الله هنلاقيها بإذن الله"
سكت شويه وبعدين سأل:
"بس قولّي… تعرفلها صاحبه أو حد قريب منها؟
يعني ممكن تكون راحتله؟
إسلام بص قدامه كأنه بيسترجع الذكريات
و قال:
حنين مكانش ليها أصحاب…
كان في بنت اسمها رحمه، بس دي راحت مع أهلها الصعيد من زمان
معتقدش إنها تكون عندها
خالد طبطب على كتفه وهو سايق العربية وقال:
متقلقش يا صاحبي…
هنلاقيها وربنا كبير
وصلوا القسم ونزلوا علي مكتب الظابط
خالد بيخبط على الباب ويفتح وإسلام داخل وراه
الظابط عماد بيرفع عينه من ورق قدامه وهو بيبتسم:
الله… خالد بيه! إيه النور ده؟! لما العسكري قال انك بره مصدقتش
خالد بضحكة خفيفة:
نورك يا باشا… عامل إيه؟
عماد وهو بيقوم يسلم عليه:
الحمدلله… اتأخرت علينا بقالك كتير مظهرتش
وبعدين بيبص لإسلام اللي واقف ساكت
عماد بنظرة فاحصة وهو بيحاول يفتكره:
حضرتك… احنا اتقابلنا قبل كده؟ وشك مش غريب
إسلام بهدوء : – ممكن… مش متأكد
خالد بيدخل في الموضوع بسرعة:
بص يا عماد، إحنا جايين في موضوع مهم أوي… صاحبي ده أخته مختفية بقالها سنة ونص، ومفيش ليها أثر ومنعرفش عنها حاجه
عمادواقف مكانه وبانت عليه الجدية:
سنة ونص؟! ده رقم كبير… كنتوا ساكتين ليه كل ده؟
إسلام بياخد نفس طويل وهو بيقعد:
أنا كنت مسافر… ولسه راجع أول حاجة عملتها نزلت أدور عليها ماعرفتش أوصل لحاجة، ومليش حد غير خالد
عماد قعد وهو بيخرج ورق:
– طب اتفضل، قولي اسمها وسنّها وآخر مرة شفتوها كانت فين؟ وعلاقتك بيها كانت إيه وقتها؟ يعني الظروف وقت ما اختفت
إسلام بصوت مبحوح:
–اسمها حنين، كانت وقتها 17 سنة،
دلوقتي اكيد بقي 18
كانت عايشة مع عمتها بعد وفاة أهلنا … أنا كنت برة مصر … الي عرفته انو ابن عمتي حاول انو يقرب منها وهيا من خوفها هربت دا كلامهم
اختفت معرفش مشيت إمتى ولا راحت فين، ولا حتى كانت لابسة إيه، ماعرفش حاجة
عماد بيهز راسه بتفهم:
مفيش أي خلافات؟ مشاكل في البيت؟ حاجة تخليها تمشي؟ غير الي قولتله ده
إسلام بيتكلم بحذر:
لسه مش متأكد، بس الظاهر إنو فعلا هو حاول يضيقها … ومفيش حد وقف جنباها عشان كده هربت
خالد مكمّل عنه:
– وأول ما إسلام رجع، وعرف جه على طول وأنا قلتله نبدأ من هنا… نعمل محضر رسمي، وننشر صورتها
عماد بجدية:
طب عندك صورة حديثة ليها؟
إسلام بيطلع صورة من جيبه، مبهدلة شوية:
دي آخر صورة ليها… مش واضحة قوي، بس دي هي الي معايا
عماد بياخد الصورة وبيبص فيها
عماد:
طيب… هنكتب محضر تغيّب، ونبلغ كل الأقسام وهنشيك على سجلات المستشفيات واحده واحده
بيبص لخالد وهو بيكتب
عماد:
خلي بالك الموضوع ده مش سهل، بس هنشتغل عليه، ولو في أي معلومة صغيرة افتكرتوها… ممكن تساعد كتير
خالد بصوت واطي لإسلام:
– متقلقش… عماد ده ما بيهزرش في شغله، هيعمل اللي يقدر عليه
إسلام بصوت مكسور:
نفسي أوصل لها… حتى لو ميتة… بس أعرف
عماد بيبص له بحزم:
لا، متقولش كده… هنرجّعها، أو على الأقل هنعرف راحت فين بس أنت ركّز معايا، وما تسيبش أي تفصيلة مهما كانت صغيرة
&&&&&&:::::::::
الهدوء مالي الأوضة حنين قاعدة على طرف السرير وبإيدها مصحف صغير… بتقرأ بصوت داخلي جنبها ابنها "محمد نايم
بتسمع خبطة هادية على الباب… الباب بيتفتح وكريم بيطل برأسه… عيونه فيها حيرة وخجل
حنين بصوت واطي وابتسامة فيها دفء:
جاهز؟
كريم بيبلع ريقه، ويبص في الأرض ويهز راسه بتوتر
كريم: اه…
يقرب منها بهدوء… يبوس محمد وهو نايموبعدين … يقعد على الكرسي المقابل لها، وسكون بيغلف اللحظة
صوت جميل بيظهر
الفجر بيأذن … الأذان صوته بيشق الهوى والسكون بتاع الليل
حنين بهمس وهي بتقوم وتمد إيدها له بمصلية:
اتفضل… قوم صلي… أنا هقف وراك
كريم بياخد المصليه بإيد بتترعش، يبص فيها ويفردها بحذر كأنه بيحط عمره كله فيها… يقوم ياخد نفس عميق، ويرفع إيده بتردد، وبعدين يكبّر
كريم وقف على المصليّة… إيده ترتجف
بس عينه ثابتة على الأرض…
مش بيبص لحد كأنه واقف قدّام ربنا فعلاً
قال بصوت واطي لكنه تقيل من جوّا:
– الله أكبر
حاسس إنها مش بس كلمة…
حاسس إنه أخيرًا اعترف:
مفيش أكبر من ربنا
لا وجعه…
ولا ذنوبه…
ولا اللي عمله
اتنقل لفاتحة الكتاب…
بس المرة دي، كل آية كانت بتخبط:
– *الحمد لله ربّ العالمين*
أنا بشكرك يا رب… مع إني معرفتش أشكرك قبل كده
مع إني بعدت، وظلمت، وضيّعت
بس قلبي بيحمدك النهارده… لإنك مخدتنيش من الدنيا وأنا غرقان
– "الرحمن الرحيم"
إنت رحيم بيا، رغم تقصيري…
ورحيم بيها لما صبرت عليا…
ورحيم بابني اللي لسه جاي …
إنت رحيم، وأنا ماليش غير رحمتك
– "مالك يوم الدين"
أنا عارف إن في حساب…
وإني جايلك يوم…
بس يا رب، أنا جيتلك دلوقتي قبل اليوم ده…
طمعان يكون رجوعي ليك توبه من الي فات وحزر من اللي جاي
– "إياك نعبد وإياك نستعين"
أنا عبدك، يا رب… حتى لو نسيت نفسي
والنهارده… أنا واقف أستعين بيك مش بعقلي، ولا بنفسي ولا بأي حد…
محتاجك إنت… تسندني
– "اهدِنا الصراط المستقيم"
وهنا دموعه نزلت بهدوء
الطلب بسيط…
بس طالع من قلب تايه بقاله سنين في حيرة
اهديني… لوحدك تقدر تهديني
أنا مش طالب دنيا… طالب بس طريقك
طريقك اللي يوصلني ليك… ويوصل قلبي للسلام
– "صراط الذين أنعمت عليهم*غير المغضوب عليهم ولا الضالين"
أنا ضلّيت، يا رب…
بس مش عايز أعيش كده تاني
أنا عايز أكون مع اللي نعمت عليهم، مش اللي غضبت عليهم.
قال "آمين"
وكأنها نَفَس طويل طالع من صدره بعد غرق طويل في بحر وهموم الدنيا
ركع وهو بيبكي…
مش بيبكي من الخوف
لكن من الراحة اللي عمره ما ذاقها
وفي السجود…
حط وشه على الأرض وقال جوّا قلبه:
"أنا كنت بعيد أوي… بس إنت ما بعدتش عني ولا لحظة"
كل سجدة كانت كأنها غُسْل…
كل تسبيحة كأنها مسح على جروح قديمة جواه
لما سلّم ما قدرش يقوم على طول…
فضل قاعد ووشه كله مبلول من الدموع …
بس لأول مرة قلبه ناشف من الذنوب مرتاح كانه اخيرا زال الهم
بص لحنين وقال بصوت خافت:
– هو ده اللي الناس بتحس بيه بعد التوبة؟
ابتسمت وهي بتشوف النور في عينه:
–لسه البداية يا كريم… ولسه ربنا عنده أكتر بكتير من كده......
✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻✍🏻🌷🌷🌷🌷
لسه في وقت... ومفيش ذنب أكبر من رحمة ربنا
ارجع، حتى لو من بعيد، هتلاقيه مستنيك
قال الله تعالى:
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا" [الزمر: 53]
#الثاني_عشر
الساعة ٧ صباحًا
خبط على الباب جامد
بيصحى مفزوع:
مين بيخبط كده؟
بيروح يفتح الباب… بيلاقي ضابط ومعاه ٢ أمناء شرطة واقفين
الضابط بهدوء وحزم:
رمزي… إنت رمزي عبدالحفيظ؟
رمزي بيتلجلج:
أه… خير ي باشا؟
الضابط:
حضرتك متهم في قضية اعتداء على قاصر وهنحتاجك تيجي معانا ومعانا إذن رسمي بتفتيش البيت واستدعاء باقي أفراد الأسرة
اللهام من جوّه بتصرخ:
في إيه؟ مين دول؟
الضابط بيدخل بعد ما بيفسحله رمزي الطريق:
حضرتك اللهام حسن؟
اللهام بتحاول تظبط طرحتها:
أيوه أنا… فيه إيه؟
الضابط:
هنحتاجك معانا في القسم… ومعانا كمان مي عبدالحفيظ
مي من جوّه بتطلع بسرعة وهي مصدومة:
أنا؟! ليه؟!
اللهام :
إحنا عملنا إيه؟
الضابط بحزم:
فيه بلاغ رسمي، وبلاغ اختفاء من سنة ونص واتهامات موجهة ليكم… اتفضلوا معانا
بيبصوا لبعض بخوف وارتباك… وبيتسحبوا واحد واحد بالعربية لحد القسم
في مكتب التحقيق قدام الظابط
اللهام كانت أول واحدة تدخل لتحقيق
الضابط بيفتح الملف قدامه:
اسمك بالكامل؟
اللهام بخوف:
اللهام حسن محمد
الضابط:
تفتكري البنت اللي كانت قاعدة عندكم او نقول بالمعني الاصح انتوا قاعدين عندها … حنين… راحت فين؟
اللهام:
معرفش والله… دي هربت من غير ما نعرف راحت فين
الضابط بيبصلها وبيضيق عيونه:
هربت؟ ليه هي كانت بتشتكي من حاجة؟ حد كان بيضايقها يعني ؟
اللهام بنفي :
لأ خالص… دي كانت زي بنتي… بتاكل وتشرب وتنام وبتخرج عادي
الضابط:
طيب… لو كانت بتخرج عادي، ليه ماعملتوش بلاغ إنها اختفت؟
اللهام بتتلجلج:
يعني… قولنا يمكن راحت عند صاحبتها… عند حد منعرفوش
الضابط يسكت ثواني… وبعدين يقول:
امم... تمام… ممكن تروحي تقعدي بره
العسكري داخل برمزي
الضابط بيفتح صفحة جديدة:
رمزي عبدالحفيظ… عندك كم سنة؟
رمزي:
25 سنة
الضابط:
إيه علاقتك بـ حنين؟
رمزي بيحاول يتماسك:
زي أختي… إحنا كنا عايشين مع بعض في البيت
الضابط:
بلغني إن فيه محاولة اعتداء حصلت منك تجاهها… تعلق؟
رمزي بيرد بسرعة:
كلام فارغ! أنا عمري ما لمستها! بالعكس… دي كانت بتتعامل معايا عادي زي الأخوات
الضابط بهدوء:
يعني بتقول إنك مكنتش بتقرب منها خالص؟
رمزي:
ولا مرة… ولا حتى فكرت
الضابط بيسجل حاجة في الورق:
تمام… استنى بره
بيدخل العسكري ب مي الي واضح انها خايفه جدا
الضابط بصوت ثابت:
مي عبدالحفيظ صح؟
مي بخوف:
أيوه…
الضابط:
إيه كانت علاقتك بـ حنين؟
مي:
كنت بحبها… والله… كنت شايفاها أختي الصغيرة
الضابط:
بس الي واصلني انها كانت دايمًا خايفة منك… وإنك مش كنتي بتحبيها هل دا صحيح؟
مي بتحاول تضحك:
لا لا… هي بس كانت منطوية كده شوية… مش اجتماعية
الضابط:
طيب… لِما إسلام كان بيرن على تليفونها… ليه كنتي بتردي عليه وتتكلمي معاه على إنك هي؟
مي تسكت لحظة:
عشان كان هيقلق… كان ممكن ييجي يتخانق أو يعمل مشاكل… قولنا نخليه يهدى… ومنقولش
الضابط:
طب ليه لما هربت مخدتش التلفون معاها؟
مي بترتباك:
م...معرفش
الضابط بصوت جامد:
يبقى أنتو كدبتوا … وخبيتوا الحقيقة… وسكّيتوا على اختفاء بنت قاصر، وكان فيه شبهة اعتداء جوّا البيت… صح؟
مي بتوشك على البكاء:
مكنّاش قصدنا…هيا الي مشيت
الظابط بيطلب من العسكري يدخل اللهام ورمزي
الثلاثة قاعدين… اللهام، رمزي، ومي… وكل واحد باصص في الأرض
الضابط بصوت حاسم:
بناءً على أقوالكم، والتضارب اللي حصل
ووجود شبهة اعتداء على قاصر، وتستر على واقعة اختفاء
وعدم الإبلاغ، وانتحال شخصية…
أنتم التلاتة متهمين
وهيتم حبسكم على ذمة التحقيق لحين استكمال الإجراءات القانونية
أمين الشرطة بيبدأ ياخدهم واحد واحد
اللهام بتصرخ:
بالله عليك يا باشا أنا غلبانة والله! ملناش دعوة بيها
معملناش حاجه
الضابط من غير ما يبصلها:
الغلبانة اللي بتسكت على الظلم بتبقي شريكة فيه…
&&&&&&_
الساعة 10 بالليل
الشقة شبه ضلمةو النور خفيف، وفيه هدوء مش مريح… الجو مكهرب، ريحة سجاير، شباب قاعدين، وكلهم باصين على إسلام اللي قاعد ساكت، باين عليه التعب والسهر وأعصابه متوترة
خالد قاعد على الكنبة، بيتكلم بصوت هادي وواضح:
النهاردة أخدناهم القسم… عمتها، وأخوها، وأختها…
كلهم أنكروا… كله كذّبوا ومتفقين كلهم ما يقولوش إنها هربت بسسببهم
إسلام راسه بين ايده صوته واطي ومتكسّر:
أنا الي سبتها في النار… وفكرتش كويس فيها
كنت فاكرها عايشة في أمان طلع اكبر خطر عليها
حسن صاحبه اللي كان قاعد على الأرض جنب الكنبة بيحط إيده على ركبته:
بصلي يا إسو… ربنا كاتبلك تشوفها تاني
وإحنا معاك… مش هنسيبك ولا ثانية
طارق واقف جنب الشباك:
إحنا لازم نتحرك بجد… نشتغل كأنها أخت كل واحد فينا
خالد بيقوم يقف قدامهم:
بصوا… لازم نوزع نفسنا
أنا وإسلام هنكمل بكره في النيابة والمحضر
بس الباقي لازم يتقسم على مستشفيات وأقسام وملاجئ
حازم بيقول وهو بيقلب موبايله:
فيه حوالي ٦ مستشفيات في الدايرة دي لوحدها…
أنا أبدأ بيهم من بدري
حسن:
وأنا هدور في دار الأيتام اللي على الطريق الزراعي…
وسألت واحد صاحبي في الهلال الأحمر هيشوف لو عندهم إيواء لبنات ضايعين
طارق:
أنا هاخد القسم اللي في المرج، واللي في شبرا وأكلم ظابط نعرفه هناك
خالد:
حلو… بس كل حد يصوّر كل حاجة يعملها…
لو حد شاف حد شبهها، يبعت فورًا…
مافيش خطوة تتحركوا بيها غير لما نبلغ بعض هبعتلكم نسخه من صوره ليها علي التلفونات
ولازم نبقي عارفين ممكن اختفاء حنين ميكونش عادي خصوصا انو في عيون كتير حوالين اسلام لمعرفة هويته الحقيقيه ودا الي لازم ناخد بالنا منه كويس
إسلام بيبص عليهم كلهم:
أنا مش عارف أقولكم إيه…بجد
حازم بيقطع كلامه:
قول لما نلاقيها تقوم تصلي بينا ركعتين شكر… غير كده ما تتكلمش
طارق يبتسم بخفة دم:
وأنا هيتبحّ صوتي في الشارع أنادي: حنييين… حنيييين، لما تزهق مني وتطلعلي من تحت الأرض
حسن يبصله:
بس اوعى واحدة ترد عليك غيرها، نروح في داهية
الكل يضحك عليه
خالد بحسم:
خلاص… الكل يجهز من دلوقتي… ننام ساعتين
ونتقابل الساعة ٦ الفجر تحت هنا
ونبدأ نتحرك في صمت
إسلام بصوت مكسور بس مليان رجاء:
يارب… بس أوصل لها في اسرع وقت
يسود صمت تاني… بس المرة دي صمت فيه نية نية صافية، ووعد ما بيتكسرش بين الصحاب
&&&&&&&_
بعد صلاة الفجر والهدوء والسكينه الي حصلت في قلب كريم بيخرج وهو مبسوط من اؤضة حنين
الساعه 8
كريم بيخرج من أوضته لابس تريننج ووشه فيه راحة غريبه … بيبص وراه وهو شايف حنين بتقفل باب أوضتها بهدوء، وبيبتسم وهو نازل المطبخ وهيا وراه
في المطبخ… سماح قاعدة على الترابيزة، بتشرب شاي، وهدى واقفة جنبها بتحضر الفطار
سماح:
صحيته بدري ليه؟ هو ناقص! مش كان قعد انهارده من الشغل
حنين بتدخل المطبخ وبترد بهدوء:
صاحي لوحده… كان بيصلى الفجر
سماح بتكتم استغرابها وبتقلب الشاي، ثم تبص لحنين من فوق لتحت
سماح:
سبحان الله… بيصلي؟! ده يوم المنى!
كريم بيدخل في اللحظة دي، بيسمع الجملة وبيقف لحظة عند الباب، وبعدين بيقرب وهو بيرد بدون نبرة غضب)
كريم:
آه… بصلي
ولو مش عاجبك ممكن تكملي شايك في أوضة تانية
هدى بتحاول تكتم ضحكتها وسماح بتقوم وهي ماسكة نفسها بالعافية وبتمشي
سماح وهي خارجة:
أنا خارجة النهاردة… عندي مشوار مهم
وهي خارجة بتبص لحنين نظرة طويلة مش مفهومة… وبتخرج
حنين بهدوء وهي بتصب شاي لكريم:
حاسه إنها بتخبّي حاجة… من إمبارح وهي بتتكلم في التليفون كتير
كريم وهو بيقعد على الترابيزة:
"ما تشغليش نفسك… أنا عارفها هتفضل طول عمرها تدور على حاجه تتحكم فيا من خلالها… بس وجودك هو اللي مخلي كل حاجة متوازنة
هدى بتبص عليهم وبعدين تخرج بهدوء… وهي ماشية بتبص على باب أوضة سماح اللي اتقفل
بعد عدة ساعات كانت سماح رجعت وكريم في الشغل
والبيت هادي
حنين قاعدة على الكنبة حاطة محمد في حضنها بتلعب في صوابعه الصغيرة وهو بيضحك وهدى كانت قاعدة على طرف الكرسي التاني بتشرب شاي وبتتابع برنامج قديم شغال على التلفزيون
سماح كانت قاعدة قصادهم… سكتة… عينيها بتتنقل ما بين محمد وحنين كل شوية بنظرات مش مفهومة مش حقد صريح، بس حاجة شبه القرف… كأنهم مش على مزاجها
رن تليفونها فجأة
سماح بصّت في التليفون ومن أول ما شافت الاسم وشها اتغير… ابتسمت، ابتسامة نادرة، لا بتتشاف منها ولا بتتصدق
ردّت:
حبيبتي… استني، جاية أفتحلك
قامت بسرعة مشيت بخفة مش متعودين عليها منها حنين بصلها باستغراب وهدى كمان، بينهم نظرة سريعة كأنهم بيسألوا بعض:
مين؟
اتفتح الباب… ودخلت بنت
في منتصف العشرينات شعرها نازل على كتفها لابسة لبس أنيق وواضح فورًا حضنت سماح بحرارة كأنهم متقبلوش من سنين
سماح وهي بتحضنها:
وحشتيني يا قلبي… نّورتي الدنيا
البنت ابتسمت و بصّت على الصالة… شافت حنين وهي قاعدة شايلة محمد وقفت لحظة، ونظرتها اتبدلت
دخلت مع سماح وهيا بترحب بيها قعدوا جنب بعض قصاد حنين وهدي وكانوا بيتهمسوا ويضحكوا
حنين نظرها اتثبت عليهم ثواني… وبعدين بصّت لهدى اللي كانت قاعدة جنبها مالت عليها شوية وهمست:
– هي مين دي؟
هدى بصّت لها رفعت كتفها بتلقائية:
معرفش والله… أول مرة أشوفها
حنين عينيها رجعت تتابع البنت اللي كانت بتبص حواليها في الشقة، كأنها بتتأمل المكان
– شكلها قريبة سماح؟
هدى ردت بصوت واطي:
واضح كده… من طريقتها معاها
حنين همست أكتر:
بس غريبة… سماح ما قالتش إنها مستنية حد دي كانت قاعدة مكشرة طول اليوم
هدى بصوت أهدى:
هي فعلاً ما قالتش حاجة… يمكن مكنتش عاوزنا نعرف
حنين رجعت تبص تاني على البنت اللي كانت بتضحك مع سماح بس ضحكتها كانت بتتحول لنظرات جانبية كل شوية… كأنها بتحلل المكان وأهله
حنين بصوت واطي جداً:
مش مرتاحة لها… مش عارفة ليه
هدى مالت عليها:
ولا أنا… بس خدي بالك منها شكلها مش سهله
حنين هزت راسها بصمت وهيا بتبص عليها
#الثالث_عشر_بقلم_ايه_الفرجاني_ممنوع_النشر_بدون_الاسم
الساعه 9 صباحًا داخل قسم الشرطة
إسلام قاعد قدام مكتب عماد وخالد جنبه
عماد واقف ورا مكتبه، ماسك ورق، وبيراجع حاجة على الكمبيوتر وبعدين بص لهم وقال
عماد:
بصوا يا جماعة… من أول ما البلاغ اتقدم رسمي وبيانات حنين اتسجلت بدأنا نمشي في الإجراءات المعروفة عندنا
خالد:
يعني إيه بالضبط؟
عماد:
يعني فيه تعميم نزل على كل الأقسام التابعة للمديرية وبيشمل صورتها، والبيانات اللي وصلتنا عنها… الاسم، السن، مواصفات الشكل، والتاريخ اللي اختفت فيه
إسلام:
يعني هيعرفوا لو ظهرت في أي حتة؟
عماد:
لو اتعرضت على أي قسم أو دخلت أي مستشفى، أو حتى حد بلغ عنها أو لمحها… أول حاجة بيعملوها بيبصوا في قاعدة البيانات عندهم، ولو فيه بلاغ متسجل بنفس المواصفات، بيظهر فورًا
خالد:
والمستشفيات؟ بتبعتولهم برضو؟
عماد:
آه في حالات زي دي، بنبعت تعميم رسمي للإدارات الطبية، وبالأخص الطوارئ، وأي مستشفى حكومي أو خاص مرتبط بالمنظومة… التعميم بيتبعت عن طريق المديرية، وبنأكد عليهم يبلغونا فورًا لو حد بنفس المواصفات دخل عندهم
إسلام:
بس لو حد كان خافيها؟ أو ودّاها مكان مش رسمي؟
عماد بيهز راسه:
ساعتها بتبقى شغل أجهزة تانية… مباحث وآداب ومباحث الإنترنت كمان لو في شك إنها كانت بتتواصل مع حد… بس أنا دلوقتي حاطط الموضوع تحت المتابعة… كل قسم عنده الصورة والمعلومات وأي بلاغ هييجي بيتراجع فورًا
خالد:
طيب… نقدر إحنا كمان نكمل ندور؟
عماد بحزم:
طبعًا، بس تبقوا حذرين… لو شميتوا أي ريحة خطر أو خيط غريب… تبلغوني على طول
إسلام وهو بيقوم:
أنا مش هسيب حجر في الأرض إلا لما أقلبه عليها…
عماد بابتسامة خفيفة:
عارف… بس خليك فاكر اللي بيدوّر من غير عقل… ساعات بيتوه وانت دلوقتي شغال بعواطفك
اسلام بيبصله وبيخرج هو وخالد من مكتب عماد وقبل ما يوصلوا لباب القسم عماد ينادي عليهم
عماد بصوت جاد:
خالد استنى في شويه… حاجات لازم تعرفها
خالد بيبص لإسلام وبيوقف وإسلام بيرجع ناحيته وهو بيحاول يقرأ تعبير وشه
عماد :
بعد شوية ضغط على عمتك وعيالها… بدأوا يعترفوا بحاجات كانوا مخبينها
إسلام عينه بتضيق وبيسأله بنبرة هادية لكنها متوترة:
زي إيه؟
عماد:
قالوا إنهم في مرة حاولوا يدوروا عليها وسألوا عليها في كذا مكان… ولما راحوا عند كوبري إمبابة، حد من هناك قالهم إنه شاف بنت بنفس الوصف تقريبًا… كانت قاعدة تحت الكوبري… لوحدها، وكان شكلها تعبان
لحظه صدمه ثم صمت
الكلام بينزل على قلب إسلام زي حجر
وشه بيبهت، عينه بتتحرك ببطء… كأنه بيشوف المكان قدامه، الكوبري، الزحمة، الضلمة، البرد… وأخته هناك، صغيرة، خايفة، ضايعة… لوحدها
إسلام بصوت منخفض جدًا كأنه بيكلم نفسه:
أختي… كانت قاعدة تحت كوبري…؟
بيبص في الأرض… ضم ايده بغضب
خالد بيقرب منه، حاسس بقلبه:
خالد بهدوء:
إسلام…
إسلام بيرد وصوته مبحوح:
أنا اللي مكنتش جمبها… أنا اللي سبتها لوحدها
عماد بيقول بثبات:
الموضوع لسه ما انتهاش… بس دي أول خيوط حقيقية نربط بيها الأماكن ببعض وجودها حوالين الكوبري يفسر حاجات كتير
إسلام بياخد نفس طويل وبيقول بنبرة تصميم:
أنا مش هرتاح غير لما ألاقيها… مش هسامح نفسي لو فضلت ثانية بعيده عني
خالد وإسلام بيخرجوا من باب القسم بيقفوا جنب العربيه
خالد بيبص على موبايله بيفتح الخريطة:
خالد:
بص… عندنا مستشفيين في دايرة المطرية، وفيه دار أيتام على طريق دار السلام كنت كلمت واحد صاحبي هناك… نبدأ منين؟
إسلام بيرد وهو بيبص حوالين الشارع كأنه بيدوّر على أي علامة:
إسلام:
نبدأ من الأقرب للكباري… كوبري إمبابة كان نقطة مهمة ممكن تكون اتحركت حواليه
وهم بيتكلموا تليفون إسلام بيهز… رسالة واتساب من طارق
إسلام بيبص… وسكت لحظة
بعدين ابتسامة صغيرة بدأت تطلع على وشه… مزيج من أمل وخوف
إسلام وهو بيرفع عينه لخالد:
اركب… بسرعة… طارق شكله وصل لحاجة!
خالد بسرعة وهو بيركب جنبه:
قال إيه؟
إسلام وهو بيقرا الرسالة:
"قسم شبرا… بيقول:
تعالولي على القسم فورًا… في معلومات مهمة
خالد بيتشد في الكرسي:
طارق مش هيقول كده من فراغ… أكيد في حاجة حقيقيه
إسلام وهو بيدوس بنزين والعربية بتتحرك:
هو كان رايح المرج وشبرا… وقسم شبرا هو الأقرب لكوبري إمبابة… لو الكلام ده صح، يبقى كنا بنلف حواليها طول الوقت
خالد:
يارب… يطلع خيط حقيقي المرة دي
إسلام بصوت هادي بس مليان رجاء:
يارب
&&&&&&&&_______
حنين قاعدة، حضنه محمد عينيها مش بتفارق البنت الي دخلت … و قاعده تضحك وتتكلم براحتها كأنها في بيتها، مش ضيفة
بعد شوية قامت ناحية حنين ومحمد. بصّت للولد وقالت بنغمة فيها لطافه مزيفه:
يا قلبي! ده محمد مش كده ؟ شبهك بس مش قوي باين عليه واخد من أبوه كتير
حنين قالت بابتسامة هادية:
أيوه…
نادين ابتسمت وقعدت على الكنبة المقابلة، ومدّت إيدها تشرب من الشاي اللي سماح جابته
قالت بنبرة فيها نوع من الافتخار:
أنا نادين… بنت أخت سماح، وهي اللي مربّياني من وأنا صغيرة تقريبًا، يعني أختي وأمي في نفس الوقت
هدى ردّت بلُطف:
أهلاً وسهلاً
نادين كملت وهي بتبص حوالين الشقة بنظرة فاحصة:
بقالنا كتير كتير ما شوفناش بعض اصل انا كنت مسافره بس لما عرفت إنها هنا، كان لازم أجيلها… أصل كريم ابنها ما شاء الله، بقي راجل كده يتشرف بيه
بصّت لحنين وسألتها كأنها بتحاول تدخل أكتر:
إنتي مراته بقي ؟
حنين بهدوء وهي بتبص لمحمد:
أيوه
نادين ضحكت ضحكة خفيفة:
محظوظة والله… كريم من زمان وهو قلبه أبيض وجدع، فاكرة كان بيجيبلي مصاصة من مصروفه وإحنا صغيرين..
سماح ابتسمت ابتسامة خبيثة وهي بتبص على حنين:
أيوه كانوا دايمًا قريبين من بعض قوووي
حنين مردتش لكن نظرتها راحت فورًا على نادين… مزيج من استغراب وعدم ارتياح، وحذر بدأ يتحفر في ملامحها
هدى مالت ناحيتها وهمست:
كلامها غريب؟
حنين همست وهي عينيها على نادين: "
أوي… بتحاول تدخل أوي
لسه بتكمل كلامها قطعها باب الشقة الي بيتفتح بهدوء
كريم داخل… شكله مدايق
بس أول ما عينه وقعت على حنين نسي كل حاجة
كانت قاعدة قصاده بالظبط، شايلة محمد، وبصّا له بنظرة فيها راحة وسكينة
ابتسم وهو بيقرب… مش شايف غيرها
بس قبل ما يوصللها بخطوتين، صوته اتلجم
نظره اتشتت فجأة وهو شايف الي قدامه …
اللي كانت قاعدة جنب سماح… قامت وابتدت تتحرك ناحيته بسرعة بقلم آية الفرجاني
نادين بصوت مليان لهفة:
كريم!!
جريت عليه…
وبكل جرأة حضنته
وبعدين بسرعة طبعت قبلة على خده وهي بتضحك:
وحشتني يا ابن خالتي!.
كريم اتجمد مكانه
عينيه اتفتحت على آخرها، مش مصدق
افتكرها…
البنت الصغيرة اللي كانت بتقعد تلعب معاه أيام زمان؟
بس إيه ده الي عملته …؟ إزاي؟!
حنين قامت واقفة فورًا
بصّتله وهيا مش مصدقة…
نظرتها اتثبتت علي كريم ثم علي نادين…
وبعدين رجعت تبص عليه تاني
كانت متوقعة أي حاجة… إلا كده
هدى كمان وقفت صوت نفسها عليّ، وشها ظاهر عليه صدمه مش عارفه تخبيها بوقها مفتوح وهيا بتبص علي نادين بعدين بصت لحنين الي واقفه ثابته بس عينها واضح انها مولعه نار
نادين رجعت خطوة :
أنا نادين… اي نسيتني؟ بنت أخت ماما سماح
سماح من وراها بتضحك ضحكة خفيفة وهي بتقول:
ينساكِ ازاي بس ده كان بيحبك أوي وهو صغير… كنتوا ما بتتفرقوش
كريم لسه واقف ما نطقش
بس وشه اتبدل
كأن اللحظة دي لطمت قلبه
عينه راحت فورًا لحنين
كان باين عليها الحزن… وشيء شبه الكسرة
نظرتها ليه كانت بتسأله أسئلة كتير من غير ما تنطق
وهو… مش لاقي ولا إجابة
كريم بص ل نادين بجمود…
ما اتحركش… ما ابتسمش… ما مدّش إيده حتى
نادين كانت لسه ماسكه في بتحاول تكسر الجليد وهي بتمثل إنها مستغربة:
– إيه يا كريم؟ مش فاكرني بجد؟
كريم بعد نفسه عنها بهدوء لكن بحزم
بعد خطوة بسيطة لورا… مسح خده بطرف كفه
وبنبرة باردة ما فيهاش لا حنين ولا دفء:
– أهلاً… عاملة إيه؟
سماح من وراهم صوتها عالي بشوية عصبية:
– مالك يا كريم! دي نادين بنت اختي ! وانت صغير كنت بتعيط لما بتسافر… كنتوا بتلعبوا سوا طول النهار لحقت تنسها
كريم لف عينه عليها بسرعة وكأنها قالت حاجة مستفزة
– كنا صغيرين … ودلوقتي كبرنا
المفروض كل واحد يعرف حدوده كويس جدًا
نادين ضحكت بخفة ضحكة فيها دلع متصنع
ومدت إيدها تمسك إيده من تاني
– إيه يا كيمو… نسيت أيامنا الحلوة ولا اي ؟
كريم لسه هيشد ايده تاني ويتكلم
بس قبل ما يلحق يرد…
حنين اتحركت
كانت واقفة ساكتة جسمها مشدود، عينيها فيها نار…
بس اللحظة دي خلصت صبرها ينفذ
مشت بخطوات سريعة وهادية … وقفت قدامهم
من غير ما تقول ولا كلمة مدت إيدها
وبهدوء … شالت إيد نادين من على إيد كريم
نادين اتفاجئت وشها اتغير بصتلها
سماح فتحت بقها هتتكلم
لكن حنين سبقتهم بصوت هادي… لكن نبرته كانت فيها حده واضحه:
– شكلك نسيتي إنك ضيفة هنا وانك مش اخته
نادين رجعت خطوة لورا
هدى بصّت عليها مش مصدقة اللي بيحصل
كريم بص لحنين… حس إن في حد واقف جنبه
سماح بحدة:
إيه الأسلوب ده؟ بتكلميها كده ليه؟
حنين لفت عليها بعينها بس
ما قالتش ولا كلمة
رجعت شالت محمد من على الكنبة وقالت وهي ماشية:
– عن إذنكم… واضح إن القعدة بقت تقيلة
كريم واقف مكانه… عينه رايحة جاية ما بين أمه ونادين. بس ملامحه متجمدة برود غير معتاد، كأن اللي حصل زاده جفا مش عتاب
سماح بصوت حاد مليان لوم:
– ينفع كده؟ مراتك تعمل فيا وفي بنت أختي كده؟ تهين ضيوفنا وانت واقف ساكت؟!
كريم من غير ما يبصلها، قال وهو بيبدأ يمشي ورا حنين اللي كانت طالعة السلم من غير ما تبص وراها:
– مراتي ما غلطتش
نده عليها وهو بيمشي وراها:
حنين… استني
بس حنين ما ردتش ولا حتى بصتله بطرف عين…
كملت طرقها، وطريقة مشيتها كانت كأنها بتحبس انفجار جواها
كريم طلع وراها وسابهُم وراه
هدى لسه واقفة مكانها بتتابع اللي بيحصل بعينين واسعة
مصدومة بس مش مستغربة… كأنها كانت حاسة من البداية إن اللحظة دي هتيجي
سماح بصّت لها بقرف صريح صوتها خرج عالي:
– واقفة كده ليه؟ مش سامعة؟ روحي جهزي أوضة لـ نادين!
ولا عاجبك اللي حصل؟!
هدى بصّت لها بصّة طويلة… ما فيهاش كلام، لكن كلها كره صامت
قلبت وشها ومشيت من غير ولا كلمة، خطواتها تقيلة بس ثابتة
سماح زفرت بعصبية واتكلمت مع نفسها بصوت عالي وهي بتتفرج عليها بتمشي:
شُفتي ؟ حتى الخدامة بقت ترفع راسها عليا…
بس والله ما أنا سايبها لا هي ولا اللي ما تتسمي…
اما ورّيتك يا هدى انتِ وحنين،و قريب أوي هتعرفوا أنا مين
سماح شكلها مش سهله واسلام خلاص هيوصل ل حنين
بس محدش عارف اي هيحصل بعد كده
استفتاء
كريم وحنين يتفرقوا ولا لا !؟
نموت كريم ولا لا 😂
حاسه كله هيقول نموت سماح ونادين 😂
#الرابع_عشر
كريم طالع ورا حنين بخطوات سريعة
كريم :
حنين… استني بس!
حنين بتدخل أوضتها وتقفل الباب في وشه بيقف لحظة بياخد نفس وبيخبط:
كريم :
طب افتحي… مش معقول كده أنا اتفجات بس مش أكتر
حنين كانت واقفه ضهرها للباب عينيها فيها دموع
حنين:
أنت اتفجأت؟ وأنا مفروض أعمل إيه؟ أقف أتفرج عليهم وهما بيفكروك بحب الطفولة؟
كريم بيتنهد:
أنتي عارفة إن مفيش حاجة بيني وبينها… دي مجرد لحظة قديمة وعدّت، بس تصرفك قدامهم خلاني مش عارف أرد
حنين بصوت مهزوز:
أنا غلطانة… كان المفروض أسيبك ترجع لحبايبك وتتصرف على راحتك
كريم بصوت واطي:
أنا راجعلك إنتي وبحبك انتي … تعالي نهدى بس عشان نعرف بنتكلم إزاي
حنين ما بتردش عليه وهو بيفضل واقف مكانه
$######
تحت سماح قاعدة على الكنبة ملامحها متحفزة بتبص لنادين اللي قاعدة قصادها
سماح بحدة:
أنا مش هسكت! شوفتي بعينك؟ الواد بقا بيبعد عني
بسبب الست حنين ولازم نفوقه
نادين بهدوء:
أنا مش جايه أفرق بين حد يا طنط أنا جيت أشوفكم وبس… وأنا عارفة إنه متجوز.
سماح بتعلي صوتها:
متجوز! متجوز واحدة وقفت تعلي صوتها عليا قدامه! وبتبعدك عن ابن خالتك! دي شايفة نفسها عليا من أول ما دخلت البيت!
نادين بغضب مكبوت:
أنا مش جايه أوقع بين حد… ومش هشارك في حاجة زي دي لو كريم بيحبها خلاص… مش دوري أخرب عليهم
سماح بانفعال:
يبقى امشي! أنا مش مستحملة وجود واحدة تقعدلي زي التمثال لا بتساعد ولا بتخطط! أنا عايزة ابني يرجع لعقله متجوز بنت لا معروف ليها اصل ولافصل
وعملها مراته
نادين بتقوم :
لو بتحبيه فعلاً سيبيه يختار… مش تفرضي عليه
سماح:
اسيبيه يختار؟ ده اللي حصل لما سبته يختار… جابلنا دي!
نادين بتسيبها وبتطلع لفوق من غير ولا كلمه
وسماح بتفضل قاعده مكانها وهي بتغلي بتحرك صوابعها على الترابيزة بعصبيه
$$
كريم لسه واقف قدام الباب إيده على المقبض بيحاول يفتحه وبيتكلم مع حنين
كريم:
طيب مش هتفتحي حتى نكمل كلام؟ ولا خلاص مش طايقة تسمعي صوتي؟
علي فكره انا مليش ذنب في الي حصل ومكنتش اعرف
نادين طلعت السلم ووقفت عينيها على كريم الي واقف بيتكلم مع حنين قربت منه
نادين:
كريم… أنا آسفة
بصلها بس مافهمش تقصد إيه
نادين :
مكنش قصدي أخرب عليكم ولا أدخل في حياتك… أنا فعلاً بس... كنت محتاجة أحس بجو عيلة قعدت سنين في الغربه لوحدي… وشغلي خلاني بعيدة عن كل الناس
ومصدقت لما طنط سماح كلّمتني… حسّيت إن فيّ فرصة إني أرجع أتقرّب من اللي كنت محرومة منه طول عمري
حنين كانت واقفة ورا الباب إيدها على المقبض وسامعه الي بيحصل
نادين قربت أكتر للباب وقالت بحزن واضح
نادين:
أنا آسفة يا حنين… ماكنتش عايزة أكون سبب في أي وجع ليكم … أنا همشي خلاص بس كان لازم أقول الكلمتين دول قبل ما أمشي
لفّت وشها وهمّت تنزل
لكن صوت الباب بيتفتح فجأة
نادين وقفت لقت حنين واقفة عنيها محمرة
ثواني من الصمت… بعدين حنين قالت
استني… متمشيش
نادين اتفاجئت وشها تغير، ما كانتش متوقعة رد الفعل ده خالص
حنين بحزن:
أنا كمان كنت لوحدي…
وعارفه احساس الوحده كويس خليكي معنا
نادين عنيها دمعت وابتسمت ابتسامة صغيرة وبدون كلمة قربت منها وحضنتها
نادين بدموع:
بجد شكرا ليكي ي حنين اوعدك اني اكون اخت ليكي
كريم كام بيتابع المشهد بهدوء وعزم خلاص انو لازم يتكلم مع سماح ويعرفها حدودها ي اما تمشي
&&&&&&
إسلام وخالد دخلوا القسم، القلق باين عبيهم دخلوا على طول على المكتب الي في طارق
لقوا طارق واقف مع ضابط بيقلب في ورق كأنه بيدوّر على حاجة مهمة
طارق أول ما شافهم:
كويس إنكم جيتوا… معتز، ده إسلام، أخو حنين وده خالد
معتز سلّم عليهم ونظراته فيها كان فيها اهتمام
معتز: لما طارق وراني صورة أختك… حسّيت إني شوفتها قبل كده مش متأكد ١٠٠٪، لكن في موقف حصل مش ممكن أنساه
إسلام:
فين؟
معتز:
من حوالي سنتين، كنت في دورية في مول في شبرا كان في خناقة عند محل موبايلات جنب المول الناس كانت ملمومة حوالين بنت… شبه الي في الصوره دي
خالد:
حنين؟
معتز: غالبًا انا معرفش اسمها كانت متوترة وناس كتير كانت بتزعق لها… أنا كنت هروح اشوف في اي لكن في ست كبيرة دخلت في النص هديت الناس وخدت البنت ومشيت بيها بصراحة شدّني الموقف
إسلام:
عرفت مين الست دي طيب؟
معتز:
سألت عنها بعدين… اسمها سميحة السيد ست غنية شويه ساكنة في الزمالك كانت عايشه لوحدها معندهاش أولاد ولا أي معارف ظاهرين يعني مش شخصية اجتماعية
طارق:
ومعندكش فكرة حصل إيه بعد كده؟
معتز:
اللي عرفته إنها خدت البنت تعيش معاها… وبعدها بفترة ماتت
خالد باندهاش:
يعني في حد كان عايش مع حنين ولا مشيت ولا اي الي حصل ؟
معتز: معرفش بس الغريب إن بعد وفاة سميحة بشهر، ظهر راجل فجأة… وقال إنه قريبها استلم البيت وقعد في
إسلام :
طب حد شاف الراجل ده؟ له اسم؟ له علاقة حقيقية بيها؟
معتز:
ده اللي هنحاول نوصله مفيش ورق رسمي يثبت قرابته بس هو ظهر فجأة وكان معاه محامي قدر ياخد البيت رسمي بعد فترة قصيرة
طارق:
يعني احتمال كبير يكون مشي حنين من البيت بعد ما استلمه
إسلام بص لطارق:
لازم نوصل ليه
معتز وهو بيدور في ورق قديم:
أنا هحاول أجيبلكم العنوان القديم بتاع سميحة وأي بيانات نقدر نبدأ منها
إسلام : أنا مستعد أفتح أي باب… بس أوصل لأختي
انا لازم اروح البيت ده دلوقتي
بيخرج بسرعه وخالد وطارق بيخرجوا وراه
$$$$$$$
كريم قرر ينزل يتكلم مع امه بعد ما نادين قالتله هيا ناويه علي اي نزل وهو متعصب وحنين ونادين نزلوا وراه
سماح كانت لسه قاعدة ومجرد ما شافت حنين نازلة الدم غلي
وشها بيقول كل حاجة… الغل، القرف، الغضب، كل حاجة مكبوتة
كريم بصوت حاد:
–أنا كنت ساكت عشان حنين هيا الي طلبت انك تقعدي هنا … بس خلاص مش هسكت أكتر من كده
الي تقعد هنا تحترم صاحبه البيت
انا من الاول عارف نواياكِ كويس جدا بس لحد هنا وكفايه كده
سماح ضحكت ضحكه سخريه وهيا بتقول بغل:
سلام يا سلام…
صاحبة البيت امم قولتلي؟
بقت اللي مالهاش أصل ولا فصل صاحبة بيت؟
اللي جابت عيل في الحرام؟
صحاب البيوت بقوا ولاد الشوارع… مش كده؟
صدمه حلت علي الجميع
كريم اتصدم وشه اتجمد
كأن الوقت وقف…
مفيش صوت…
مفيش حركة…
بس جوّاه كان في بركان بينفجر
عرفت ازاي!؟ امتي؟ مين قلها
شفايفه اتحركت كأنه عايز يرد… بس الكلام مش عاوز يطلع كانه اتخنق
عينه راحت ناحية حنين مستني اي ردة فعل منها
لكن حنين...
وشها كان أبيض زي الورق مفيش اي ردة فعل
كأن الدم كله انسحب من جلدها فجأة
نفسها تقيل، صدرها بيطلع وينزل كأنها بتتخانق مع الهواء عشان تعيش
عينها ثابتة في الفراغ، مش شايفة سماح، مش سامعة حد
رجليها بدأت تهتز
دموع متحجرة تأبي السقوط
نادين واقفه مصدومه من الي بتسمعه ومش مصدقه
سماح بتقرب من حنين وبتقف قدامها وبتقول:
اللي زيك ما يتجوزوش
اللي زيك يترموا
وانا عمري ما هعتبرك من العيلة…
انتِ كنتي غلطة… غلطة ابني
وجواز الغصب ما بيعملش عيلة!
نادين بتقول بصدمه:
إيه؟!
هو الكلام ده… حقيقي؟
سماح وهيا عيونها لسه علي حنين:
آه حقيقي…
دي كمان كانت عايشة في البدروم زي القطط
مستخبية من عيون الناس
حد زيها مينفعش يطلّع وشه للنور!
كريم صرخ فيها وصوته رج البيت:
كريم:
اسكتي! كفاية بقى… كفاية!
صوته طلع من وجع… مش بس غضب
كان بيتنفض وهو بيبص لمامته:
كريم:
أنا اللي غلط… أيوه غلطت…
حنين
كانت الضحية!
هي اللي شالت كل حاجة لوحدها…
هي اللي اتكتمت… واتقهرت… واستحملت
كنتي فين؟!
كنتي فين لما ابنك كان بيقع؟!
سماح حاولت تقاطعه لكن هو ما اداهاش فرصة:
كريم:
ما تقطعنيش!
انتي عمرك ما كنتي أم
حنين دموعها نزلت وهي مش قادرة تتكلم رفعت عينها تبصلها
سماح بصتلها بغل وقالت:
ما تبصليش بعينك… البريئة دي
أنا عارفة هو اتجوزك ليه
عشان غلط معاكي… وكنتِ هتفضحيه
وهو رجّع غلطته في نفسه بجوازة غصب عنه!
لكن أنا؟
أنا عمري ما هقبل واحدة زيك تبقى مرات ابني
كريم بزعيق:
خلاص اسكتي
أنا كنت ساكت كتير… بس خلاص مش هسكت أكتر من كده
بس سماح كملت وهيا بتقول:
بنت زيك؟
تسوى إيه أصلاً؟
كنتي فين قبل ما تتعلقي في رقبة ابني؟
كنتِ مستخبية في البدروم زي العار
ولما جتلك فرصة تخرجي…
استغلتيها بشطارة
بتكمل وهيا بتقرب منها اكتر
– البطن اللي كانت شايلة فضيحة؟
ما ينفعش تبقى جزء من عيلتي
أنا شايفة انه… كان لازم يتخلص منك من أول لحظة
مش يتبلي فيكي بجواز!
(وقفت ثواني وبصتلها من فوق لتحت وقالت:
– تعرفي يا حنين؟
أنا لولا خوفي على سمعة البيت…
كنت رميتك في الشارع…
زي أي حاجة ملهاش لازمة!
حنين وقفت مصدومة
الدنيا بتلف بيها
كل كلمة بتغرز جواها زي سكينة
كريم بزعيق وهو بيقف قدام :
بقولك كفايةاااااا!
خلاص!!
انتي تمشي من البيت النهارده قبل بكره
انتي مش أمي اللي أعرفها
أنا خسرت كتير بس مش هخسّرها هي كمان
حنين وقفت مصدومة
الدنيا بتلف بيها
كل كلمة بتغرز جواها زي سكينة
بدأت تتنفس بصعوبة
أيدها على صدرها…
نظرتها تاهت
كل العيون عليها
بس هي مش شايفة حاجة
نادين قربت منها وهي بتقول بخوف:
حنين… إنتي كويسة؟
حنين بصوت مش مسموع:
أنا… مش قادرة… مش قادرة أتنفس…
وفجأة…
حنين بتجري
بتهرب
بتنزل السلم بسرعة وهي بتعيط
كأن كل حاجة بتنهار حواليها
كريم بيجري وراها، بيزعق:
كريم:
حنين!! استني!
سماح واقفة في مكانها، وشها متحجر
مش مصدقة اللي عملته، أو يمكن مصدقة وفرحانة
نادين واقفة مذهولة
دمعة نزلت من عنيها وهي بتهمس:
نادين:
إزاي عملت كده؟ إزاي جالك قلب تعملي كده فيها؟
حرام عليكي
حنين خرجت من باب البيت، رجليها مش شايلنها
عينها مش شايفة بيها كل حاجه حواليها ضباب
الدموع خنقاها… ودماغها بتلف
خطوتها مش موزونه مش عارفه هيا راحيه فين هيا عاوزه تهرب وبس
عدّت البوابة وهي بتجر نفسها
وفجأه خبطت في جسم حد…
جسم ثابت… دافي
وصوت رجولي بيقول:
ـ خلي بالك…
رفعت راسها واتصدمت وهيا بتقول:
اس......سلام
نتقابل يوم السبت ان شاءالله
تابعووووووني
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية خيانة الوعد كامله من هنا
رواية الطفله والوحش كامله من هنا
رواية جحيم الغيره كامله من هنا
رواية مابين الضلوع كامله من هنا
رواية سيطرة ناعمه كامله من هنا
رواية يتيمه في قبضة صعيدي كامله من هنا
الروايات الكامله والحصريه بدون لينكات من هنا
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
تعليقات
إرسال تعليق