سكريبت فين عقلك الفصل السابع والأخير بقلم الكاتبه آيه شاكر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
سكريبت فين عقلك الفصل السابع والأخير بقلم الكاتبه آيه شاكر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
- اسمع يا... أنا بسحب كلامي.
رفع جاد حواجبه وقال بابتسامة جانبية:
- يعني أتكلم دلوقتي ولا أوفر كلامي؟
بصيت للأرض وسألته:
- عايز تقول ايه؟
تنهد جاد وقال:
- والله من ناحية عايز أقول ايه، فأنا عايز أقول حاجات كتير أوي.
رفعت رأسي للسماء وتنفست بعمق، فقال جاد:
- هو مش إنتي يا بنت الناس اللي قولتي إن كل اللي اتحبسوا في الأسانسير، اتجوزوا في الأخر؟
- ما أنا سحبت كلامي!
ضحك جاد وقال بسخرية لطيفة:
- وهو الكلام بيتسحب؟
ضحكت بخفوت وأنا ببعد وشي للناحية التانية.
وفجأة اتحول صوت جاد للجدية:
- طيب... ممكن تصارحيني وتقوليلي رفضاني ليه؟ عرفيني المشكله فين يمكن نحلها مع بعض.
شديت نفس طويل عشان أهدى قبل ما أقول:
- والله يا أستاذ جاد حضرتك شخص محترم جدًا لكن هي المشكله فيا أنا...
رفع حاجبه وقاطعني بهدوء:
- طيب ما نجرب نحلها سوا يا سالي.
هزيت راسي معترضه، وقلت بسرعه:
- فيه مشاكل مبينفعش تتحل!
مال بجسمه ناحيتي شوية، وسند على سور البلكونه، وقال:
- غلطانه، لأن طالما فيه مشكله يبقا فيه حل.
سكتنا، كنت باصه قدامي وبسمعه وبرد، ومش بحاول أبص ناحيته، فجأه صوته بقى أهدى:
- بصيلي يا سالي بعد إذنك.
ورغم ترددي بصيتله بنظرة خاطفة، فابتسم ابتسامة خفيفة وقال:
- طيب طالما إنتي موافقه... إيه بقا؟
رفعت رأسي وقلبي بيدق بسرعه:
- أنا مقولتش إني موافقه!
ضحك وضـ.ـرب بإيده على سور البلكونه بخفه وهو بيقول:
- بس نظرتك قالت.
فركت ايدي بارتباك وصوتي اتهز:
- أنا مش موافقه.
في الوقت ده كان أحلى حاجه بقا إن فيه هاتف في دماغي بيقولي إني هتجوزه…
ومن دون كلمة زيادة مشيت خطواتين عشان أدخل من البلكونه لكن شدني صوته:
- البيدج بتاعت طارق حلوه أوي، بس الريكورد اللي اللي إنتي سجلتيه ده صعب تنزليه عليها.
برقت بصدمة ورجعت وقفت جنبه وقلت:
- إنت... إنت عرفت منين؟
ابتسم بخفه وهو بيلف الخاتم في صوباعه، وبيقول:
- من طارق، وعلى فكره هو كان مغير صوتك على برنامج، وأنا سمعت الحكاية كاملة.
قرب خطوة وهدأت نبرته أكتر:
- دا مش سبب ترفضيني عشانه... عارفه لو كنتي جيتي قولتلي دا سر بيننا مكنش هيطلع من بيننا... وعلى العموم يا ستي طارق حكالي كل حاجه وحكى لجميله كل حاجه ودا سر بيننا حتى ماما مش هتعرف بيه.
رجعت أمسك سور البلكونه، كأني بلتمس منه الثبات…
ولما بصيت ناحية جاد كان بيلعب في الخاتم اللي لابسه، فسألته:
- ليه لابس خاتم؟ أنا كنت فاكراك متجوز، وبعدين افتكرتك مرتبط أو يعني مثلًا بتحب بنت او معجب ببنت؟
مرر جاد إبهامه على الخاتم في صوباعه وبصلي وقال:
- أنا لا متجوز ولا عمري ارتبطت، ومن وجهة نظري الارتباط ده يا يكون في إطار شرعي يا بلاش، وعمري هجازف بقلبي... لأني عارف إني ضعيف أوي والمره الوحيده اللي محاصرتش قلبي جري ورا واحده كده ومش عارف ألاقيه.
اتوترت من كلامه، وبصيت الناحيه التانيه، وبص هو على الخاتم وكمل:
- كل الحكاية إن الخاتم ده هديه من حد غالي عليا، لو وافقتي عليا أكيد هعرفك عليه.
سكتّ شويه، وبصيتله بنظره سريعة وخفضت نظري للأرض وأنا بقول:
- ماشي، عرفني عليه!
بصلي جاد للحظه، وقال بابتسامة:
- دا بجد ولا هتسحبي كلامك؟
قلت بابتسامة:
- وهو الكلام بيتسحب!
في اللحظه دي دخلت هناء البلكونه وهي معاها حاجه ساقعه، حطتها على التربيزه وقعدنا مع بعض وجه طارق وبابا قعدوا معانا، وبعدين اجتمعنا كلنا وبابا حكى عن عماد واللي عمله وهو مستغرب مش عشان يسخر منه، وقال:
- أنا بس اللي مش فاهمه إنه بيقولي إنت سايب السايب في السايب!
- يمكن شايف حاجه حضرتك مش شايفها يا بابا.
قالها طارق وضحكوا، ودعوا لعماد ربنا يرزقه بالزوجه اللي تليق عليه.
كنت محرجه جدًا بفرك في ايدي، وقلبي بيخبط في صدري، وعيني مش مستقره في النظر لحد، بعد ما جاد اتقدملي رسمي، واتفقوا كمان على الخطوبة، وقبل ما يقروا الفاتحه، وقفت وقلت:
- لا أنا مش موافقه دلوقتي... قصدي لسه محتاجه أفكر كويس وأصلي استخاره، وأدرس شخصيته وأعرف هو بيفكر ازاي، ما يمكن ميعجبنيش!
سكتوا كلهم…
ونظراتهم عليا، وأنا واقفة مش عارفة إذا كنت غلطت أو لأ.
بلعت ريقي، وقلت بسرعة:
- آآ... أنا بسحب كلامي... اتفضلوا كملوا.
وهربت بسرعه من البلكونه وورايا هناء، كنت ماشيه وفي الصالة وقفتني هناء وقالت بضحك:
- مالك؟
قلت بارتباك وأنا بمشي في الصالة رايحه جايه:
- مش عارفه! حاسه إني مش فاهمه إيه اللي بيحصل؟
حضنتني وقالت بابتسامة دافية:
- اللي بيحصل إنك هتبقي عروسه يا سالي.
قبل ما أرد، سمعت طارق بينادي عليّ، فاضطريت أرجع تاني للبلكونة.
ومن شنطة هدايا طلع جاد طاسه سيراميك ملفوفه بشريط هدايا أحمر، وقال بابتسامة خفيفة:
- أنا كنت عايز أجيبها من زمان لكن مكنش فيه مناسبه.
لساني سبق تفكيري كالعادة:
- طاسه واحده! هو إنت بخيل ولا ايه؟ ليه مجبتش الطقم كامل؟
بصيت حوليا ورجعت بصيت على وش جاد اللي احمر من الإحراج، حسيت بالذنب وقلت بسرعة:
- أنا آسفه جدًا والله و... بسحب كلامي و... و... شكرًا لذوقك.
ضحكوا كلهم، ودخلت بسرعه من البلكونه والطاسه في ايدي وقلبي بيدق بسرعة.
في وسط الجو العائلي الدافي ده، لقيت نفسي واقفة على جنب، ببصّ عليهم وقلبي مليان حمد لله، وامتنان للعيلة اللي ربنا رزقني بيها.
عيني شدّها مشهد بسيط…
طارق قاعد جنب جميله كل ما تلاقي نظراتهم يبتسموا لبعض، فرحت إن جميله تقبلت إعتراف طارق ليها بعدوا ومن غير زعل…
وقعت عيني على هناء اللي قاعدة جنب والدتها سناء، ضحكتها هادية، وبتقطع فاكهة بإيديها وتقرّبها لفمها بحنان.
لحظة شكلها عادي، بس فيها كل معاني الحب، وبر الوالدين الي أهلنا ربونا عليه من صغرنا.
وقتها حسّيت إن هناء كبرت أوي في نظري بعد اللي حصل. وجوايا، اتولّد إحساس بالفخر… إن ماما وبابا فعلًا عرفوا يزرعوا جوانا مبادئ عمرها ما هتتغير.
ــــــــــــــــــــــــــــ
«جاد»
رجعت البيت والإبتسامة مفارقتنيش، أخيرًا سيلين وافقت عليا.
لما طارق حكالنا حقيقة إن هو وسيلين أيتام متفاجئتش، كنت متوقع حاجه زي كده، بل وكنت اتكلمت فيها أنا وجميله لكن اللي مكنتش متوقعه إنها تكون بنت الدكتور رزق! حتى الآن لسه مقولتلهوش اللي طارق قالهولي.
مرت عليا ليلة طويلة معرفتش أنام من الفرحة، فأخيرًا هقول للدكتور رزق عن بنته سيلين بكره.
*******
تاني يوم
قابلت طارق وجميله في عيادة الدكتور رزق وحكيتله عن سيلين، فسكت ومتغيرتش ملامحه ولا ظهر عليها دهشه أو أي انفعال، طارق كان بيحاول بقدر المستطاع يصرف أي تهمة عن أبوه وأمه، واستنيت أي تعليق من الدكتور لحد ما نطق أخيرًا:
- عايز أشوفها.
قال طارق بارتباك:
- هنمهدلها الموضوع الأول و…
قاطعة الدكتور:
- دلوقتي… من فضلكم.
لمعت عين الدكتور رزق بنظرة أول مره أشوفها ممكن شوق أو قلق، بصلي وقال:
- أرجوك يا جاد عشان خاطري.
بصيت لهم ورفعت موبايلي أتصل على أبو سيلين.
وقبل ما أخرج من العيادة، قام الدكتور رزق وقرب مني وسألني:
- إنت كدا هتتجوز بنتي، صح
ابتسمت وقلت:
- يارب.
حضنني الدكتور جامد وعينه بتدمع وهو بيطبطب على ظهري كأنه بيشكرني، لكن على إيه أنا معملتش حاجه، وكل أمورنا من ترتيب رب العالمين.
ــــــــــــ
«سيلين»
كلمني جاد بعد ما استأذن بابا إني أخرج معاه، وبابا وافق، مع إني مكنتش موافقه…
لما خرجت من البيت لقيته واقف ساند على عربيته وحاطط ايده في جيوبه، قلت بعصبية بسيطة:
- معلش لو مش هتقل على حضرتك يا أستاذ جاد بسؤال، واخدني على فين؟ احنا يادوب مقري على علاقتنا الفاتحه يعني مينفعش أروح معاك مكان معرفهوش ولوحدنا!
ضحك جاد وقال وهو بيفتحلي بابا عربيته الخلفي:
- متقلقيش طارق وجميله هيقابلونا دلوقتي وأنا مستأذن بابا يعني اركبي بقا يا أنسه سالي الله يكرمك.
ركبت وكنت ساكته طول الطريق، وباصه من الشباك بفكر.
لمحت ابتسامة جانبية على وشه وهو بيقول:
- خلاص وصلنا.
وقفت العربية قدام مبنى، نزل منها وفتحلي الباب أنزل، فقلت:
- أيوه فين بقا طارق وجميله؟ واحنا جايين هنا ليه؟
- يا بنت الناس والله ما هخطفك.
نزلت من العربية وأنا بتلفت حوليا، لفت نظري لافته مكتوب عليها عيادة دكتور رزق الشاملي للنساء والتوليد...
نفخت بضيق، وقلت:
- مش عارفه ليه مش مرتاحه.
قفل جاد عربيته واتجه ناحية العماره وهو بيقول:
- ورايا يا أنسه سالي بعد إذنك.
طلعت السلم وراه اللي كان جدرانه كلها أسهم تشير لمدخل عيادة النسا والتوليد، وقدام باب العياده وقفت وقلت بتوتر وقلبي بيدق جامد:
- أنا مش فاهمه هو احنا جايين هنا ليه؟
- مش أنا قولتلك هعرفك على حد غالي عندي وهو اللي مديني الخاتم ده؟
قالها وهو بيشاور على الخاتم، فقلت:
- أيوه، بس هو الحد دا بيولد ولا اي؟ إوعى تكون متجوز ومراتك بتولد وعملهالي مفاجأة.
ضحك جاد وفتح باب العياده، سأل السكرتيره:
- هو الدكتور جوه؟
- أيوه يا أستاذ جاد ومعاه أخت حضرتك وجوزها.
وبصلي وقال:
- يلا؟
قلت بتوتر:
- فهمني الأول.
خبطت السكرتيره على الأوضه وقالت:
- اتفضلوا
.
قال جاد:
- هتفهمي حالًا.
مشيت بخطوات تقيله مرتبكه، ولقيت أخويا طارق ومراته قاعده قصاده، والدكتور على مكتبه راجل كبير في سن بابا أو أكبر شويه، قام الدكتور رزق وقف ورحب بينا، ومد ايده يسلم عليا لكن حطيت ايدي على صدري ورفضت أسلم، ما أنا واخده قرار إني محطش إيدي في إيد راجل مش مِحْرم ليا ولا من سن جدي!
وقام طارق وزوجته سلموا عليا بصيت لطارق وقلت:
- مقولتيليش ليه آجي معاك؟
يعني ساكنين في نفس البرج واستغربت جدًا إنه مقاليش، فقال طارق:
- مكنتش مرتب إنك هتيجي! إحنا كنا جايين نكشف.
مكنتش فاهمه حاجه، لكن قبل ما الأفكار تسحبني، شاورلنا الدكتور رزق إننا نقعد
قعدت على كرسي قصاد جاد وكأني جايه أكشف، كنت مرتبكه جدًا، طول عمري عندي رهبه من الدخول عند أي دكتور، مش عارفه في يوم من الأيام هتجوز وأخلف ازاي؟!
كنت حاسه بالعرق ماشي على جسمي، حتى وشي كنت بمسحه بالمنديل.
قال الدكتور رزق:
- لما جاد قالي إنه هيخطب كنت متأكد إنه اختار ست البنات... ما شاء الله.
بصيت في عينه الدكتور اللي كانت بتلمع بنظرة حنان، خلتني عايزه أقوم أحضنه، كمل الدكتور:
- لما اتعرفت على جاد اعتبرته زي ولادي، كل ابن ليا ملبسه نفس الخاتم اللي في ايد جاد ده، وكنت بتمنى يكون ليا بنت أجوزهاله… أنا اتعرفت على جاد في ورشة تنمية بشريه وعجبني إسلوبه وإنه شاب مكافح، أخدت رقمه ونشأت بيننا صداقه مع الوقت... جاد اكتر من إبني… ربنا وقعه في طريقي… مكنتش أعرف سبب حبي ليه وقربي منه لكن ربنا بيرتب الأسباب عشان يوصلنا.
برده مكنتش فاهمه أي حاجه! ابتسم الدكتور وفتح درج وطلع منه صوره وقال بنبرة حزينه:
- أنا كان عندي بنت لكن... اتخطفت من خالتها، كنا وقتها في القاهره، دورنا عليها كتير وملقينلهاش أثر.
لما قال كده رفعت راسي ليه، ولقيتني بتأمل ملامحه، بس لأ مش شبهي خالص، لكن قلت:
- ممكن أشوف صورتها… لو معاك يعني!
- أكيد، اتفضلي.
ارتعشت ايدي وأنا باخد الصوره منه، غمضت عيني للحظه قبل ما أبص للصورة ومن جوايا بتمنى أكون أنا، تنفست بعمق وفتحت عيني، وكنت أنا فعلًا! بصيت في وش الدكتور للحظة ورجعت بصيت للصورة، لكن مقدرتش أقول حاجه...
حطيت الصوره على المكتب، وأنا أعصابي بتترعش، وخرجت من أوضة الكشف...
- سالي… استني.
سمعت جاد بيقولها.
وقبل ما أخرج من العيادة وقف طارق قدامي وقال:
- مش كان نفسك تعرفي مين أهلك؟ وبتدعي ليل نهار ربنا يسهل الطريق وتوصليلهم.
سألته بانفعال:
- إنت عرفت ازاي وامته؟
- من كام يومين، مسألتيش نفسك أنا حكيت لـ جميلة وجاد امته وليه؟
بصيت للأرض، أنا فعلًا مسألتش نفسي ولا سألت طارق ولا سألت جاد، أضاف طارق:
- لما جيت أكشف على جميله هنا، شوفت الصوره وعرفت، الدكتور رزق يبقا والدك.
انفعلت:
- ومقولتليش ساعتها ليه يا طارق عشان أرتب نفسي بدل ما أنا مش عارفه أتلم على أعصابي كده؟
- ما إنتي عرفتي أهوه يا سالي! اهدي شويه.
قلت بعصبية وصوتي بيتهز:
- أنا مش عارفه أتلم على أعصابي يا طارق… مش عارفه.
مسكني طارق من ذراعي بحنان، وقال:
- تعالي نرجع عندهم وحاولي تهدي عشان خاطري.
ـــــــــــــــــــــ
رجعت الأوضه وقرب مني الدكتور وعينه بتلمع بحنان، فوقفت ورا طارق وأنا خايفه، فحمحم الدكتور ورجع قعد على مكتبه وقال:
- أنا بقول نعمل DNA عشان سالي تتطمن!
قلت:
- آآ أنا... احنا لازم نتفق الأول إن الموضوع ده يفضل سر وإنك متفكرش ولا تحاول تكتبني باسمك أو تضر ماما وبابا اللي ربوني.
- الكلام ده أنا اتفقت عليه مع طارق وجاد من قبل ما تيجي.
شديت نفس طويل وقلت:
- طيب... يبقا نعمل DNA.
عرفت إن والدتي متوفية، واخواتي الأربعه مسافرين، عملنا DNA وطلع إيجابي، واتبقى خطوة إني أقول لبابا وماما وكانت صعبه جدًا.
لكنهم عرفوا وتقبلوا، واعتذروا لوالدي لأنهم سافروا بيا من سنين، وغيروا اسمي اللي كان «عائشة» وتقبل والدي اعتذارهم…
ساعات بتخيل نفسي مكان أي بنت في دار الأيتام، ملهاش أهل ولحد سن معين هتسيب الدار وتواجه المجتمع…
وحتى لو تغلبت على نظرات المجتمع، هتكون مفتقده أم وأب وعيله تسندها… لكن في الأول والأخر احنا ملناش اختيار وربنا اللي وضعنا في الاختبار ده، ويارب ننجح.
ربنا أكرمني إني عرفت والدي وعلاقته بيه اتحسنت، وهناء عرفت والدتها لكن طارق موصلش لأي خيط رفيع يدله على أهله… لكنه كان راضي ومتقبل وفضل أخونا الكبير وسندنا…
ــــــــــــــــــــــــــ
وفي دار الأيتام
حضرنا حفلة زواج شاب يتيم وبنت يتيمه، وأخيرًا عرفت ليه طارق مكنش عايز يظهر بصورته على البيدج اللي كبرها واشتغل عليها وعملها تمويل عشان تكبر وأعطاها للشاب «العريس» لأنه كان في كلية اعلام وكان نفسه يكون زي طارق ولما يظهر بصورته هيتشهر ويتشاف…
مش عارفه ازاي طارق قلبه كبير كده واللي في ايده مش ليه! يمكن دي تربية بابا وماما، صحيح غلطوا لكن اعترفوا بغلطتهم وكانوا مستعدين يتحملوا أي عقوبة، لكن… ربنا أنزل على قلوبنا هدوء وسكينه واتعاملنا مع الموضوع بحكمة.
شوفت طارق وهو بيحضن العريس، ووقفت لوحدي ضامة دراعي لصدري، وبفكر في كل الأحداث اللي حصلت معايا من بداية لقائي بـ جاد في الأسانسير لحد الآن…
وهنا سألت نفسي هو الإنسان مُسير ولا مُخير؟
- سرحانه في اي؟
قالها جاد، فالتفتت له وقلت:
- بسأل نفسي هو الإنسان بيختار قدره ولا القدر اللي بيختاره؟
سكت جاد للحظه يفكر وضم دراعه لصدره زيي، وقال:
- الإتنين… الإنسان مُسير في أمور زي ميعاد ميلاده وموته وأهله اللي مش بيختارهم لكنه مُخير في أفعاله من طاعه أو معصيه، يعني مثلًا تخيلي نفسك راكبه سفينه ومسافره، إنت مختارتيش الجو ولا الموج، لكن جوه السفينه إنت تقدري تختاري هل هتلتزمي بالقوانين؟ هل هتتخانقي مع الناس ولا هتساعديهم؟ هل هتستغلي وقتك وتتعلمي ولا هتكسلي وتضيعي وقتك؟ يعني إنت مخيرة، عليكي عقلك، فين عقلك؟ لازم تستخدمي عقلك، صحيح الرحله كلها بإذن الله وتقديره لكن إنت ليك عقل وأفعالك جوه السفينه هتتحاسبي عليها!
- أقنعتني.
قلتها بابتسامة، فابتسم، وتابعنا الأطفال الصغيره «الأيتام» اللي فرحانين لأختهم، ما هما كلهم أخوات وماما بتحرص كل الحرص على تربيتهم تربية ترضي ربنا، وفجأه جه هاتف في دماغي إن طفل بيجري ورا التاني هيقع دلوقتي، مكملتش دقيقه وكان وقع… فاتصدمت…
بصيت لجاد وسألته:
- مش عارفه ليه كل ما أفكر في حاجه بتحصل؟ يعني مثلًا من شويه جالي هاتف في دماغي قالي إن الطفل اللي هناك ده هيقع وفعلا وقع! وقبل كده جالي هاتف أن التلفزيون هيعطل وعطل وإن الاسانسير هيعطل بينا وعطل… عندك تفسير؟
- ممكن كلها مجرد مصادفات، ويمكن قلبك عنده بصيره بيحس بالحاجه قبل ما تحصل!
هزيت راسي رغم إني مقتنعتش، وبصيت قدامي فقال جاد:
- وكل ما تيجيلك الفكرة، بدليها لحاجة أحسن... بدل ما تترقبي الحاجة الوحشة، فكري في إن ربنا قادر يبدّلها بحاجة جميلة، ادعي إن يحصل الخير بدل ما تخافي من الشر... وساعتها، هتشوفي الفرق.
قلت بابتسامة وأنا ببصله:
- شكرًا يا جاد.
قال وهو بيبصلي:
- على ايه دا إنتي حبيبتي اللي هتنور حياتي بعد إسبوع.
ابتسمت وبصيت للأرض، لحد الآن مش قادره أستوعب إننا كتبنا الكتاب وبقيت على اسمه.
***********
ويوم فرحي قابلت أخواتي الأربعة، عيلتي التانيه اللي ظهرت في حياتي فجأة…
الدكتور رزق قدر يرجعني على إسمه «عائشة رزق» من غير ما يضر أهلي اللي اتربيت في بيتهم.
وبقا ليا أب «اللي رباني وعلمني» ووالد «دكتور رزق»؛ يوم فرحي كان واحد واقف يميني والتاني واقف شمالي وسلموني لجاد، اللي ابتسم وهمس في ودني:
- وأخيرًا.
وبعد حفلة بسيطة…
اتجهنا لبيتنا وركبنا الأسانسير وأنا بشاورلهم بايدي ومبتسمة قبل ما يقفل الأسانسير علينا… لكن كان فيه هاتف في دماغي بيقولي إن النور هيقطع ورغم إني طردت الهاجس ده إلا إن النور قطع، فشهقت وقلت:
- ايه ده! شوفت والله كان فيه هاتف في دماغي إنه هيقطع علينا!
- اهدي تلاقيه عطل ولا حاجه ودلوقتي يجي ولا يخرجونا.
- هي البداية باينه يا جاد، ظلمة يا حبيبي ظلمه.
سكت جاد ونور موبايله وهو بيبصلي ورافع حاجبه، فحسيت إني قلت حاجه بتسرع، سألته:
- أسحب كلامي؟
هز رأسه بالنفي وقال:
- لا عيدي الكلمه قبل الأخيره تاني عشان عجبتني.
- ظلمه؟!
- اللي قبلها يا سالي.
- يا جاد؟!
قال بنفاذ صبر:
- قولتي يا حبيبي! اتفضلي بقا كرريها.
- أنا قولت كده؟
- حصل.
- أنا بسحب كلامي.
ضحك جاد، وقال:
- ما قولنا الكلام مابيتسحبش!
قرب مني جاد فارتبكت وقاطعنا صوت طارق وهو بينادي علينا… فبعدت عن جاد بارتباك وقلت وأنا بخبط على باب الأسانسير:
- يا طارق الحقني… النجدة، الغوث.
فـ ضحك جاد وقال:
- يا طارق الحقني أنا يا طارق.
تمت
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇
تعليقات
إرسال تعليق