سكريبت فين عقلك الفصل الاول والثاني بقلم آيه شاكر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
سكريبت فين عقلك الفصل الاول والثاني بقلم آيه شاكر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
- أنا عايز أتجوزك... وافقي.
التفتت له بذهول، كان واقف ورايا، لكن عينه مش عليا، باصص على الحيط اللي ورايا، كأنه بيكلم حد تاني وملامحه ثابتة تمامًا، لا عليها غضب ولا رضا، فمستحيل تعرف إيه اللي بيدور في دماغه أو إيه رد فعله الجاي.
التفت حواليا بسرعه أنادي التمريض…
كنت في مستشفى النفسية، والتمريض بعيد عني شويه مشغول مع الحالات التانيه... مفيش حوليا غير مريض نايم على سريره في آخر الأوضة... والتاني واقف قصادي بيطلب يتجوزني!
خفت أردّ عليه بكلمة تستفزّه فـ ينفعل عليا، سكتت شويه، وحاولت أرتب كلامي جوا دماغي قبل ما أنطقه.
كرر الشاب بهدوء غريب:
- وافقي يا دكتوره.
بلعت ريقي وقلت بارتباك:
- مينفعش آآ... ارجع سريرك و... ونتكلم بعدين.
- وافقي... وافقي... وافقي...
كررها بنبره جامده وملامح جليدية، بصيت حوليا للباب كنت بفكر أجري...
أنا عارفة المريض ده، شاب تشخيصه فصام، أحيانًا يبقى هادي وأحيانًا مضطرب وعصبي.
- مش هتوافقي؟
سألني وسكت لحظة وقال:
- وافقي.
- إحنا مش مناسبين لبعض.
قلتها بارتباك، فرد بسرعه:
- لا... أنا مناسب، وإنتي مناسبة... وافقي.
- طيب ممكن ترجع مكانك ونتكلم بعدين.
قلتها وأنا صوتي بيرتعش، وفي لحظة، ومن غير إنذار، اندفع ناحيتي بسرعة، وقبل ما ألحق أصرخ، حسّيت بألم في دراعي لما عضّني جامد.
صرخت بصوت عالي، وصرخاتي رجّت أرجاء المستشفى.
في ثواني، جري طاقم التمريض والأمن ناحيتنا، واتحكموا في المريض، أنا واقفه مكاني وقلبي بيدق بسرعة وبعيط من ألم دراعي، وأنا بقول:
- آه... يا مجنـ.ـون!
وهو مبتسم ابتسامة مستفزة.
كل يوم بتراودني نفسي أتراجع عن رغبتي في إني أكون دكتورة نفسية، سألت والدتي كتير إني أبعد عن الشغل ده، لأنه حرفيًا كله رجاله دكاتره وتمريض ومرضى وأهل المرضى…
ردت أمي الرد اللي متعوده منها عليه: " استفتِ قلبك."
ودايمًا أسأل نفسي، طيب وعقلي فين؟ مش المفروض عقلي قبل قلبي؟ وهل أصلًا قلبي أهل إني آخد منه فتوى؟!
طهرتلي الممرضة مكان العضة، وهي بتعاتبني:
- معلش بس حضرتك غلطانه يا دكتوره، مكنش المفروض تقفشي معاه كده. كنتي سايريه.
مردتش عليها لأنها استفزتي لكن اللي استفزني أكتر كان صوت دكتور «عماد» اللي دخل بسرعه وهو مبتسم، فسحبت دراعي وغطيته.
قال وهو بيضحك:
- لما قالولي إن المريض عضك مصدقتش وجيت أشوف بنفسي.
ضغطت على أسناني، وديرت وشي الناحية التانيه... ووقف هو يتكلم مع الممرضة وهي بتحكيله اللي حصل بالتفصيل...
دكتور «عماد» ده مصمم يتجوزني ومطلع علينا سُمعه في المستشفى كلها إننا هنتخطب! وأنا أصلًا مش متقبلاه لأنه مش شبهي... لأ أنا اللي مش شبهه...
هتسألوني هو فيه فرق؟ هقولكم معرفش!
بصيت في الساعه كان خلاص النهار خلص، والليل غطى الجو فقمت عشان أرجع البيت متجاهله الدكتور عماد والممرضة اللي بيحكوا عني وطبعًا مطلعيني غلطانه…
استغفروا 🌸
*********
- يا هناء افتحي بقا... يا بنتي افتحي.
خبطت على باب شقتنا بقبضة إيدي بقـ.ـوة أكبر وأنا بفتكر أحداث اليوم، ولسه مكان العضه بيوجعني، نفخت بضيق:
- حرام عليكي لما أقف كده وإنتي نايمه جوه ومتدفيه.
رنيت الجرس، وخبطت بكف إيدي على الباب بعصبيه، أعتقد إن البرج كله سمع و«هناء» أختي لسه نايمه! ولا حياة لمن أُنادي!
«هناء» دي أخر العنقود السكر المعقود، بس دي مش سكر... دي شبه حباية الرمل اللي بتيجي تحت ضرسك وإنت بتاكل رز ورغم كده بحبها...
أصغر مني بـ ٤ سنين لكنها أوعى مني، وبتدرس في أولى كلية تجاره، أكيد هتتعرفوا عليها بعدين.
لما يأست إنها تسمعني أو تفتح، اتصلت على ماما...
من لما وعيت على الدنيا وأمي بتشتغل في دار أيتام جدتي اللي أسسته، والنهارده كان عندها شيفت ليلي، حاليًا أمي بتدير الدار مع صاحبتها وبيتبادلوا الشيفتات الليلية خاصة في الأيام اللي بيكون حد من الأطفال مـ.ـريض.
مردتش ماما على اتصالي، فرنيت على أخويا لكن مردش برده، رنين تاني، نفخت وقلت بضيق:
- رد يا طارق بقا! أدي جزاء اللي ينسى مفتاحه!
قعدت على السلم حاطه إيدي على خدي بفكر هعمل ايه! وقررت أروح لماما دار الأيتام آخد منها المفتاح لأن الجو برد، ما احنا في شهر فبراير والساعه ٨ مساء وأنا نفسي أتدفى تحت البطانيه زي أختي هناء...
- يا بختك يا هناء.
قولتها وأنا بضغط زر الأسانسير... ولما فتح سمع الجمله دي، شاب وطفلة باين عليها ١٠ سنين فركبت معاهم...
قلت لنفسي ما هي البنت الصغيره موجوده يعني دي مش خلوه؟ ولا تكونش خلوه؟
كنت حاسه إني مش مرتاحه، وفيه هاتف في دماغي قالي إن النور هيقطع حالًا، وجوايا صوت تاني بيرد عليه، أحسني الظن بالله مش هيحصل حاجه...
اتمنيت أوصل الأرضي بسرعه وأنا مش هعمل كده تاني.
ولكن... فجأة اللي توقعته حصل والنور قطع، فشهقت، ارتبكت وبلعت ريقي وأنا بنور كشاف موبايلي، وأنا بقول بصوت بيرتعش:
- عمري ما توقعت حاجه إلا وحصلت.
خبطت على باب الأسانسير بكل قوتي وأنا بنادي على بواب العمارة:
- يا عم محمد... يا عم محمد الحقني! دي شكلها خلوه يا عمي محمد!
- هو النور قطع ليه دلوقتي؟
كان صوت الشاب المتضايق، منور كشافه في وشي، وبيخبط معايا على باب الأسانسير...
حاولت أتحكم في عصبيتي قلت من غير ما أبصله:
- لو سمحت اسكت دلوقتي.
تخيلت نفسي بتخانق معاه وأنا بحرك سبابتي في وشه:
- متتكلمش معايا نهائي... منك لله.
وتخيلت برده إني أغمى عليا وهو أنقذني وأُعجب بيا واتجوزنا و...
- ستووووب... كفــــــايـــــه.
قلتها وأنا بهز راسي عشان أمنع الأفكار من التسلل لعقلي، والشاب كان بيبصلي بحذر وكأني مجنونه!
ورجعت أخبط على باب الأسانسير بهستريا، عشان لازم نخرج من هنا بسرعة لأن الشيطان خايب وبيحاول يجر رجلي للخيبه!
- هو النور متعود يقطع دايمًا هنا ولا اي؟
كان صوت الطفلة الصغيرة اللي نسيت وجودها، فابتسمتلها وقربت منها، ما أنا نقطة ضعفي الأطفال، أنا نفسي أتجوز وأخلف دستة عيال!
انحنيت لمستواها وقلت:
- إنتي خايفه ولا اي يا سكر؟
- لأ أنا مش بخاف إلا من ربنا.
بوست خدها وفتحت شنطتي أديها بنبوني، من غير ما أبص ناحية الشاب، اللي كان بيخبط على باب الأسانسير وينادي على بواب العمارة، قالتله الطفلة بقلق:
- كدا هنتأخر على ماما.
- لا إن شاء الله مفيش تأخير.
قالها الشاب وخبط على الأسانسير بقـ.ـوة، وهو بينادي بأعلى صوته:
- يا عم محمد... يا عم رد! هو محدش سامعني؟ يا سكان البرج؟
- مش كل الأدوار ساكنه، ممكن فعلًا ميكونش حد سامعنا!
قلتها، فبصلي بنظره سريعة ورجع يخبط مره تانيه، ولما يأسنا إن حد يرد، قعدت على الأرض وحطيت ايدي على خدي...
ما أنا عارفه حظي! مش عارفه ليه من يوم ما بدأت تدريب في مستشفى النفسية وأنا بيحصلي حاجات غريبة، ودي من ضمنها...
- آه.
قلتها بألم لما افتكرت مكان العضه اللي لسه بيوجعني أوي.
أعرفكم بنفسي
أنا «سيلين»... خريجة آداب قسم علم نفس، وبعمل دلوقتي دبلومة عشان أفتح عيادتي الخاصة.
- متخافيش يا سالي.
- أنا مش خايفه.
قلتها بعفوية ردًا على الشاب، ومن غير ما أرفع راسي، وبعدين انتبهت إنه نطق اسم الدلع بتاعي وكنت لسه هسأله عرف اسمي منين ولكن...
- متخافيش يا حبيبتي.
كان انحنى وبيكلم الطفلة، وأوبا على الإحراج اللي أنا فيه دلوقتي...
ومن احراجي قمت بسرعه أخبط على باب الأسانسير وأنا بنادي البواب:
- يا عم محمد، إنت فين؟
خبطت أكتر من مره وأنا بنادي لكن باين إنه اليوم العالمي إن أنا أنادي ومحدش يرد...
وسكتنا، عيني بصيت لشاشة موبايلي، بحاول ألقط أي شبكة لكن... مفيش.
ركلت الباب أكتر من مره برجلي بعصبية، ورجعت قعدت على الأرض، وأنا بحاول أمارس تمارين التنفس وواضح عليا التوتر...
- متقلقيش دلوقتي النور يجي.
قالها الشاب، وخبط على الباب مره تانيه، ولما زهق قعد قصادي...
كنت في ركن وهو قصادي والطفلة في وش الباب...
- إنتي ساكنه في البرج ده ولا كنتي جايه زيارة لحد زينا.
سألني، مكنتش عايزه أرد، لكن رد لساني:
- ساكنه هنا...
تنهد الشاب وقال:
- أنا أول مره أتعرض للموقف ده.
قلت:
- وأنا كمان... وحاسه إنه عقاب من ربنا عشان ركبت معاك... ياريتني ما ركبت... كنت شاكه إنها خلوه.
- خلوه ازاي ومعانا القمر دي؟
قالها وهو بيشاور على الطفله اللي ابتسمت، سكتت شويه وقلت بارتباك:
- أنا أصلًا أعصابي تعبانه ولسه راجعه من المستشفى النفسي...
- ألف سلامه عليكي.
قالها ولما رفعت راسي، شوفت في عينه نظرة شفقة، فارتبكت ووضحت:
- لا لا أنا مش مريضه أنا دكتوره، قصدي هكون دكتوره ان شاء الله...
سكتنا فترة بسيطه وحاولت أقول أي حاجه تكسر التوتر، فقلت:
- كل اللي اتحبسوا في الأسانسير على مر التاريخ اتجوزوا في النهاية.
استغرب الشاب من جملتي لكنه مردش، وعضيت صوباعي السبابه كالعادة لما بندفع، مشكلة حياتي هي التسرع، الناس بتفكر وبعدين تنطق أنا بتكلم وبعدين أفكر، وكالعادة برجع أسأل نفسي: فين عقلك؟
حمحمت بحرج وقلت:
- أنا بسحب كلامي.
ابتسم الشاب، ومردش، فتح موبايله يلعب فيه.
وفجأه قال:
- شكلك خايفه يا سالي، تعالي اقعدي جنبي.
اندفعت بعصبية:
- اقعد جنبك ازاي يعني؟
وفي اللحظه دي النور رجع، وانتبهت أنه كان بيكلم الطفلة...
وأخيرًا الأسانسير اتحرك، فاتنفست بارتياح وأول ما وصلنا الأرضي وقفت أستنى تاكسي...
الشاب كان بيبصلي باستغراب أو يمكن فضول! فديرت ظهري، كنت محرجه وبقول في نفسي:
"يارب مقابلهوش تاني طول ما أنا عايشه."
- وروحت لماما دار الأيتام أخدت المفتاح ورجعت.
- إيه ده بس كده! يعني... ولا أغمى عليكي ولا انهارتي وهو هداكي؟ محبيتوش بعض طيب؟ يا بنتي الموقف رومانسي جدًا.
قالتها «هناء» بعد ما حكيتلها اللي حصل، فضـ.ـربتها في دراعها وأنا بقول بعصبية:
- بقولك متجوز، كان لابس خاتم في ايده الشمال، والبنت شبهه جدًا، أكيد بنته.
مسحت وشي بايدي، تنفست بعمق وقلت:
- الموقف محرج جدًا مفيهوش أي رومانسية، وبعدين هو أنا بحكيلك عشان تقوليلي كده! يا شيخه منك لله... دا إنتي لو واخده علبة منوم كنتي صحيتي من صوت الجرس...
- أنا كنت بحلم إن فيه حريقه ودا جرس الإنذار وكنت بجري في الحلم عشان متحرقش.
قالتها بضحك، فبصتلها بقرف، فـ حمحمت هناء وتظاهرات بالجدية:
- مش هتحكيلي رابطه دراعك بشاش ليه؟
مسكت دراعي اللي مربوط بشاش مكان العضة وأنا بفتكر المريض اللي عرض عليا الجواز...
مش عارفه ليه الإنسان يجيب لنفسه وجع الدماغ، ليه أروح تدريب في مستشفى نفسية وأتبهدل لما ممكن أنام للظهر والأكل يجيلي لحد للسرير!
- هحكيلك بس مش عارفه ليه حاسه إني ناسيه حاجه لكن مش عارفه هي اي!
قالت هناء:
- أكيد عايزه ترني على طارق اللي بقالنا نص ساعه مكلمينه وكان بيقول أنا على بوابة البرج.
أخويا «طارق»، أكبر مني بتلت سنين، خريج آداب اعلام وشغال مذيع في قناة لسه صغيره...
وهقولكم عننا سر، عندنا بيدج على السوشيال ميديا بيطلع طارق يحكي حكايات عليها أو يقرأ كتب أو قصص بصوته... وأحيانًا بنعمل أنا وهو حوار كوميدي أو حوار مفيد لكن بصوتنا فقط من غير صورة، والناس نفسها تعرف مين صاحب الصوت ده لكن ولا مره ردينا.
عيلتي مستواها المادي فوق المتوسط، بابا مدرس لغة عربية في الإمارات، واحنا حاليًا عايشين في الإسكندرية.
مستوانا الديني برده فوق المتوسط يعني اتربينا على أسس وقيم ومبادئ أصبح من النادر إنك تلاقيها في الزمن اللي فيه الدين بقا على الهامش والتفاهة هي الأساس... يمكن ده السبب إني متجوزتش لحد دلوقتي، ومش عاجبني حد! حتى الدكتور عماد!
وفجأة صرخت «هناء» وجت قعدت جنبي، فاتنفضت...
- بصي هناك كده.
قالتها «هناء» بحروف بترتعش، فقلت جفوني وضغطت عليها ومن جوايا بتمنى ميكونش فيه حاجه، يكفيني أحداث النهارده!
(٢)
- بصي هناك كده.
قالتها «هناء» فقفلت جفوني وضغطت عليها ومن جوايا بتمنى ميكونش فيه حاجه، يكفيني أحداث النهارده!
بصيت مكان ما بتشاور وكان فيه زي بخار داخل من فتحة باب الأوضه…
بلعت ريقي وقلت بخوف:
- هو ايه دي وهو إنتي فاتحه مايه سخنه؟
قالت هناء بخوف:
- لأ مدخلتش الحمام! أنا مش متحركه من مكاني إلا لما طارق أخويا يجي!
قعدنا فتره منكمشين على بعض، وخايفين نتحرك من مكاننا والبخار اللي داخل من فتحة الباب بيزيد! وفجأة بصينا لبعض وبرقنا واحنا بنقول في نفس واحد:
- البطاطس!
وجرينا على بره… مطلعش بخار دا طلع دخان!
لكم أن تتخيلوا شكل المطبخ اللي مكناش عارفين ندخله من الدخان، ولا الجدار اللي قدام المطبخ اللي لونه بقا إسود واحنا لسه مغيرين ألوان الشقه الشهر اللي فات عشان بابا نازل أجازه قريب!
ولأننا كنا خايفين من ماما ورد فعلها، فتحنا كل الابواب والشبابيك، وشغلنا الشفاط…
وجيبنا السلم الخشبي وطلعنا نمسح الجدار اللي قدام المطبخ من أول السقف واحنا نازلين.
المشكله هنا إن وأنا بحط البطاطس في الزيت جالي هاتف في دماغي وقالي البطاطس دي هتتحرق! مش عارفه أنا ازاي كده بكون عارفه كل حاجه قبل ما تحصل! معقول يكون مكشوف عني الحجاب! ولا دا نور البصيرة؟ ولا يمكن دا وسواس؟
- اي اللي بيحصل هنا؟
كنت سرحانه واتنفضت على صوت طارق أخويا، فاتهز السلم بيا، ولحقني طارق قبل ما أقع.
- انتوا عملتوا في الشقة اي!
قالها «طارق» باستغراب، وردت «هناء»:
- مش احنا والله… دي البطاطس!
- بطاطس!
قالها «طارق»، فقلت:
- أيوه، مش إنت كنت عايز تاكل بطاطس! يعني إنت السبب، شوف بقا هنعمل ايه في الورطه دي…
قالت هناء:
- ماما لو شافت الحيطه كده هتزعل مننا.
بصيت لـ «طارق» وسألته السؤال اللي متربين عليه:
- واللي تزعل منه أمه؟
رد:
- يزعل منه رب البريه.
- واللي ترضى عليه امه؟
- يرضى عليه رب البريه.
قالها بتنهيدة وهو بيبص على الجدار، ولأن أخويا جدع ساعدنا ووقفنا نمسح مع بعض، وفعلًا خلصنا جزء كبير، واتبقى جزء لكننا تعبنا ورقدنا على السرير، مرهقين ومن غير عشا… عشان تعرفوا إن فيه ناس بتبات من غير عشا عادي جدًا.
- وأنا اللي كنت جايبلكم خبر حلو؟ نسيتوني نفسي!
قالها طارق فاتعدلت «هناء» وسألته بفضول:
- خبر اي؟
اتعدل وقال بابتسامة:
- أنا قررت… أتجوز ولقيت العروسه كمان.
- احلف؟
قلتها بابتسامة، فهز رأسه بالإيجاب، سألته هناء:
- هايدي جارتنا صح؟ كنت حاسه إن عينك منها!
اختفت ابتسامته وقال:
- هايدي مين إنتي طيبه ولا ايه! اللي عايز اتجوزها دي بنت ولا كل البنات احترام ايه وأخلاق ايه وتعليم إيه… وجمال ايه.
قال أخر كلمتين بتنهيده عميقة وصوت ناعم حسيت إن فيه فرشات طايره حولينا.
قام مشي خطوتين وهو بيسترسل وبيتغزل:
- عينيها حلوه أوي، أول ما تبصلي الدنيا كلها بتهدا… ولا ضحكتها تحسسك إن الدنيا لسه فيها جمال، اسمها جميلة وهي فعلًا جميلة.
بصيت أنا وهناء لبعض وقالت «هناء»:
- أخوكي شكله وقع، عقبالي يارب ما أوقع شاب وسيم زي ما جميله وقعت طارق.
ضحكنا وقعدنا نتكلم ونهزر لحد ما نمنا…
اتنفضت من نومي الصبح على صوت جرس الباب…
قومت اخواتي يساعدوني نزيل أي أثر للي حصل امبارح، وفردنا الستارة على الجزء اللي ملحقناش نمسحه…
وأخيرًا فتحنا الباب لماما…
- سلطانة… سلطانة البيت وصلت وسعي يا جارية منك ليها.
قالها «طارق» وهو بيقرب يسلم على ماما ويبوس ايديها، بصتلنا أمي باستغراب، وسألت:
- انتوا صاحين بدري يعني؟
- خلاص بقا زمن النوم أدبر يا ماما.
قلتها بابتسامة مرتبكة…
وسرعان ما تجاهلت ماما كل حاجه ودخلت أوضتها تنام، فبصينا لبعض واتنفسنا بارتياح…
ولما دخلت المطبخ اتصدمت لما عيني وقعت على الطاسة المحروقة اللي نسيتها في الحوض…
أخدتها وحطيتها في كيس بلاستك بسرعه وأنا مقرره أرميها.
قرب «طارق» مني وهمس:
- إيه رأيك أخدك تشوفي العروسه قبل ما أقول لماما عنها؟
وقبل ما أرد لقينا «هناء» داخله في النص وبتقول:
- هاجي معاكوا.
استغفروا 🌸
بقلم آيه شاكر
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قعدنا في المطعم نفطر وطارق بيبص حواليه بارتباك…
- بقالنا ساعه قاعدين يا طارق ولسه مجتش، إنت متأكد إنها هتيجي؟
قلتها وأنا ببص في ساعة ايدي، فقال:
- إن شاء الله هتيجي، أنا بشوفها هنا كل يوم في نفس الميعاد…
وبعد لحظات قال:
- أهيه وصلت!
بصينا عليها، فسألنا طارق:
- إيه رأيكوا؟
قلت أنا وهناء في نفس واحد:
- حلوه!
لكن فجأة عبست ملامح طارق، لما قعد قصادها شاب.
والمفاجأة إن الشاب ده طلع نفسه بتاع الأسانسير، بصلي بنظره سريعة تأكدت إنه عرفني، فشربت كوباية المايه اللي قدامي بارتباك… فتحت شنطتي وطلعت كتاب مأخدتش بالي إني مسكاه مقلوب وعملت نفسي بقرأ فيه، فعدل «طارق» الكتاب في ايدي وهو بيتريق عليا…
- لما تحبي تبقي مثقفة ابقي خلي بالك من الحاجات البسيطة.
وضحكنا، كنا مركزين أوي مع جميلة اللي قاعده قصاد الشاب، حتى طارق كل شويه يتلفت يبص عليهم.
وفجأة…
- هو فيه حاجه ولا ايه يا كابتن؟ ممكن أعرف حضرتك بتبص على اي؟
كان صوت الشاب اللي مش عارفه وقف قدامنا امته، بيوجه كلامه لـ «طارق» أخويا…
قام «طارق» وقف وسأله:
- نعم؟ ببص على اي؟
- بتبص على أختي؟ وأنا مسمحش لحد يبصلها بطرف عينه… دا إنت حتى عندك إخوات، مش اخواتك برده؟
ظهر الارتباك على «طارق» واتحركت تفاحة آدم وهو بيبلع ريقة، ومعرفش يرد، اتعصبت وقومت وقفت وزعقت:
- أنا مسمحلكش تكلم أخويا كده… أخويا محترم واللي ميرضهوش على إخواته أكيد ميرضاهوش على بنات الناس، وبصراحه كده يافندي إحنا طالبين أختك لأخونا وكنا جايين النهارده نتفرج ونقيم.
-تتفرجوا؟
قالها الشاب باستغراب وهو رافع حواجبه، فبلعت ريقي وبصيت لـ «طارق» اللي حط إيده على وشه، فسألته:
- هو أنا عكيت الدنيا ولا اي؟
مردش «طارق»، فبصيت لهناء وسألتها:
- عكيت؟
فهزت رأسها إيجاب، بصيت للشاب اللي واقف ساكت، وقلت بكلمات مرتعشة:
- أنا بسحب كلامي.
انفعل طارق:
- هي دي الحاجه الوحيده اللي إنتي شاطره فيها، تعكي الدنيا وترجعي تقولي بسحب كلامي!
- متعليش صوتك عليا يا طارق، بعد إذنك.
قولتها بعصبية لا كنت محكمة في نبرة صوتي، وطارق رد بحدة:
- حسابنا بعدين يا سالي.
الشاب كان واقف بيبص علينا باستغراب… والله عنده حق!
التفت «طارق» ليا حاول يهدى الاول فمسح وشه، ورشقني بنظرة تشع عتاب… فقعدت على الكرسي بسرعه لأني لاحظت إني زودتها…
قعدت «هناء» جنبي، وهمست:
- مبسوطه كده؟
فهزيت راسي بالنفي، وعضيت على سبابتي كعادتي لما أتوتر…
وبصيت ناحية «طارق» اللي حاول تبرير غلطته للشاب…
واضح إن «طارق» كان مزودها وهو بيراقب «جميلة» اللي عايز يتجوزها، وافتكرته بيعاكسها…
لاحظت إن الشاب اللي واقف كان بيبصلي بطرف عينه… فمسكت الكتاب مره تانيه بالمقلوب، فمد طارق ايده وقلب الكتاب… فحطت هناء ايديها على بوقها تكتم ضحكتها.
بصيت على «جميله» اللي قاعده على التربيزه بعيد بتبص الناحية التانيه ويكأنها مش هي السبب في الخناقة اللي كانت هتحصل، وببطئ حاولت تبص ناحيتنا فابتسمتلها ولوحت لها، فابتسمت وبصت للأرض كان واضح عليها شخصية هادئة جدًا ومحترمة ومسالمة على عكس أخوها…
- أنا آسف جدًا يا أستاذ آآ…
قالها «طارق» فرد الشاب بابتسامة:
- جاد… اسمي جاد.
ابتسم «طارق» وقال:
- أنا بعتذر جدًا يا أستاذ جاد ليك ولأخت حضرتك… أنا والله ما كنت أقصد أضايقها وكنت ناوي أدخل البيت من بابه.
وبدأ «طارق» يعرفه بنفسه…
فقال جاد:
- أهلًا وسهلًا يا أستاذ طارق، سعيد بمعرفتك.
وانتهى الحوار بهدوء، لما كلام طارق اللطيف امتص غضب جاد، واستأذن جاد عشان يمشي ولكن وقفت بسرعه، وقلت بابتسامة:
- استنى يا أستاذ… سيبلنا رقمك بقا عشان نكلمك ونيجي نتقدم للعروسه إن شاء الله…
رشقني «طارق» بنظره حادة ومتوعده، فرجعت لورا خطوة ورفعت ايدي الاتنين وأنا بقول بكلمات مرتعشة:
- أنا بسحب كلامي.
سبحان الله وبحمده 🌸
ـــــــــــــــــــ
رجعنا البرج، ولما ركبا الأسانسير، زعقلي طارق اللي كان ماسك نفسه طول الطريق:
- إيه العك اللي عملتيه ده يا سيلين؟ فين عقلك؟
بررت:
- أنا كنت بحاول أساعدك والله، وكنت بدافع عنك!
زفر طارق بغضب، وقال:
-هي الغلطة غلطتي! مكانش المفروض أخدكم.
- يا طارق أنا حسيت إني المفروض أعمل كده، وبعدين يا معلم الراجل أخد رقمك وإداك رقمه، يعني الحمد لله أخدنا أول خطوه، احساسي بيأكدلي…
نفخ طارق وهو زهقان وسخر مني:
- احساسك؟ هو انتي بتحسي أصلًا؟
فقلت لـ هناء:
- شوفتي أخوكي بيعاملني ازاي؟
ردت:
- اسكتي شويه يا سيلين، ومعلش ابقي اتعبني عقلك شويه وفكري قبل ما تتكلمي.
ولما خرجنا من الأسانسير ودخلنا الشقة، وأنا ببرر اللي أنا عملته ومحدش بيرد عليا، أنا مقتنعه إني غلطت وعارفه إني متسرعه، لكن مهما غلطت مش بحب حد يقولي إني غلطت عشان أنا مبغلطش!
وبمجرد ما فتحنا باب الشقة لقينا ماما واقفه قدام الباب رافعه حواجبها، وايديها ورا ظهرها، قالت بسخرية:
- أهلًا… ممكن أعرف إيه اللي عملتوه ده؟
بررت بسرعه:
- هو إنتي عرفتي منين يا ماما؟ طيب والله كان غرضي شريف، هو خدنا يورينا العروسه… وأخوها جاي يتهمه إنه بيعاكسها فأنا اتدخلت و…
حطت «هناء» ايديها على بوقي تكتم كلامي، وحط «طارق» ايده على رأسه…
فانتبهت إني اتسرعت، بصيت لـ «طارق» وسألته:
- أنا عكيت؟
لمعت في عينية نظرة وعيد، فبصيت لماما وقلت بصوت مهزوز:
- هو ينفع أسحب كلامي؟
ضغطت أمي شفايفها للحظة، ودارت حولينا وهي بتقول:
- امممم، الظاهر إن بقا في حاجات بتستخبى عني!
بلع طارق ريقه وقال بارتباك:
- لا والله يا ماما دا إحنا كنا عاملينلك مفاجأة.
بلعت ريقي وأنا براقب ملامح أمي والضيق بيتمشى عليها وهي بتقول:
- أنا من ساعة ما جيت من بره وإحساسي بيقولي إن فيه حاجه غلط!
وخرجت الطاسه المحروقة من ورا ظهرها، وبصتلي:
- فاكره إنك لما تخبيها في أوضتك مش هشوفها!
«هناء» و«طارق» بصولي بصدمة، فبررت ببراءة:
- والله نسيت أخدها معايا وإحنا خارجين عشان ارميها.
بص «طارق» الناحية التانيه وقال بنفاذ صبر:
- أنا مش هتكلم…
قالت أمي بصوت عالي وهي بتلوح بالطاسه:
- عارفين الطاسه السيراميك دي، تمنها كام النهارده؟
قرب طارق منها وقال:
- بصي يا سلطانة أنا مليش دعوه أنا جيت من بره لقيتهم بيمسحوا في الجدران فساعدتهم.
وقربت «هناء» من ماما تمسك ذراعها وتقول:
- والله يا ماما أنا ماسحه جدار كامل لوحدي!
بصت ماما بقلق يمين وشمال، على الجدران حولينا وكشفت الستارة، وشهقت بصدمة من السواد اللي لسه على الجدار، فرفع «طارق» ايديه الاثنين وقال:
- أنا مليش دعوه!
رفعت ايدي زيه وقلت:
- ولا أنا.
فبصت أمي لهناء اللي قالت بخوف:
- والله ما عملت حاجه.
بقلم: آيه شاكر
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
«جاد»
- متكلمنيش يا جاد أنا بجد زعلانه منك، ليه كده؟ كنت عايز تتعرف على الشاب تدخلني في الحوار ليه؟
- مش إنتي قولتي إنك ملاحظه إنه بيبصلك بقاله كم يوم يا جميله؟
- ماشي بس مش كده! تروح تقوله بتبص لأختي ليه؟
مسحت على شعري وقربت منها وقلت:
- طيب أنا آسف طيب.
نفخت جميله بضيق ودبدبت برجليها في الأرض وقالت وهي بتضغط على كل كلمة:
- مش متقبله يا جاد، وامشي روح شغلك متكلمنيش.
دخلت أوضتها وسابتني واقف مكاني، من لما دخلنا الشقه وهي زعلانه مني وأنا مقدرش على زعلها.
ندمان إني روحت كلمت طارق، يمكن اتسرعت ومفكرتش كويس لكن… يمكن دي خطوة حلوه عشان اتعرفت على طارق.
لسه مقولتش لـ جميله إن طارق عايز يتقدملها، مش عايز أعلق قلبها من غير ما أتأكد، هو صحيح باين عليه شاب محترم لكن لازم أتأكد…
الحياة صعبه أوي من لما بابا توفى وأنا شايل مسؤولية البيت والمحلات بتاعتنا وشغلي لكني دائمًا راضي، الحمد لله.
- ازيك يا خالو؟
- سالي؟ هي أمك هنا ولا ايه؟
- أمك؟ هي اسمها أمك؟
قالتها بسخرية لطيفة، «سالي» بنت أختي اللي مش بتخرج من عندنا، قربت مني وهمست في ودني:
- أمي جوه… أيوه جوه، وخالتو جميله بتشكيلها منك.
سألتها بهمس:
- وتيته هنا ولا عند أختها؟
هزت الطفله كتفيها وقالت:
- كالعاده عند أختها.
أخت والدتي نقلت في البرج اللي قابلت فيه «سيلين» في الأسانسير بقالها شهر، البرج لسه جديد مفهوش سكان كتير ودا مخليني دايمًا قلقان عليها…
كنا مرتاحين وكانت عايشه معانا في نفس العماره بدل البهدله اللي ماما فيها دي لأن البرج بعيد عننا!
لكن فيه سبب قوي وحكاية ورا الستارة لسكنها في البرج ودا مخليني مقتنع شوية.
- ينفع كده يا جاد؟ مزعل جميله ليه؟ ليه دخلتها في حوار طارق ده؟
كان صوت أختي الكبيره «جهاد»، قعدت قصادي تجادلني فقمت وقلت:
- أنا رايح الشغل ولما أرجع، نتكلم.
مسكتني من دراعي وقالت:
- استنى هنا، مش هتمشي إلا لما تعتذر للجميلة.
قربت منها وقلت بصوت واطي:
- ولو قولتلك سر، هتسيبيني أمشي؟
حطت ايديها في جنبها وقالت:
- قول ونشوف!
قلت:
- طارق لما روحت كلمته اتقدم لجميله.
شهقت ووقفت وعينها بتشع صدمة:
- يا نهار أزرق، طارق دا اللي انتوا عاملين عليه الخطه؟
- هوووووش، دا سر متقوليش لجميله بقا لما نشوف إيه اللي هيحصل.
قلتها وفتحت باب الشقة عشان أمشي وجهاد واقفه مكانها لسه مصدومه، لكن اللي مأخدتش بالي منه كان «سالي» الصغيره اللي واقفه تسمعنا بتركيز…
وجريت على أوضة جميله وهي بتقول:
- خالتو عروسه… خالتو عروسه.
فوقفت على باب البيت للحظه مصدوم… لكن قدر الله وما شاء فعل، السر مبقاش سر لما يخرج بره الاثنين والمقصود بالأثنين: الشفتين.
تابعووووووني
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇
تعليقات
إرسال تعليق