القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وكأنها عذراء لم يلمسها أحد الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم أسما السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

اعلان اعلى المواضيع

 رواية وكأنها عذراء لم يلمسها أحد الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم أسما السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج 

رواية وكأنها عذراء لم يلمسها أحد الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم أسما السيد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

هل شعرت يوما انك خُطفت خطفا من عالم لآخر،  انتُهكت، وهُلِكت، نفذت كل طاقتك، وتبددت أحلامك، ولم تعد تعي أي شيء، وما الصواب ، ما الخطأ؟؟


كانت هذه مشاعر ليليا المختلطة، وهي تسير خلف يزيد الذي يتعثر بخطاه ، ولكنه مازال يمسك بكف يدها يسوقها خلفه كطفله لا تعلم  أن كان خائفا منها، ام عليها

دموعها هطلت، وهي تشعر بالمهانه، بالتعب، والاستسلام 

قبل أن تخطو خلفه لجانبه في ذلك البيت الاشبه بالقصر، التي دوماً ما دفعها الفضول لتدخل إليه وتستكشف ما به، طيلة بقائها معه بالماضي، تذكرت الان كل شيء، وكأنه يحدث اليوم،  بالأمس القريب دخلت لاجئه، تحتمي به من غدر العالم  والاهل والان تدخل تحتمي  به أيضا من كل شيء، وكل شخص، قريب، أو بعيد،  تحتمي بكل الامل بكف يديه التي تتمسك بها، ولكن ليست حره، دخلت كزوجه له

الي  هنا وتيبست قدميها، ارتجف جسدها، وعادت بذكراها لذكري ليلة  مشابهه غيرت حياتها، ودمرتها حتي وصلت لهنا، ليله جعلتها تمشط الأرض من مشارقها لمغاربها حتي انتهت لهنا معه

الأرض من تحتها شعرت وكأنها تدور

ثباتها، وجسدها المتيبس هو ما جعله  يقف ناظرا لها، يحارب دواره اللعين، يحارب تلك الخيانه التي سيخونها له جسده الان، خيانه لا يريدها الان، بينهما حديث سيطول وهو يريد أن ينهيه معها وهو بكامل وعيه، حديث لا يجب أن ينتظر للغد، خصوصا بعد ما مروا به، وما مرت به هي خصيصا، وما علمه عما حدث لها

اااه مكبوته، لو كان ذلك الحقير الذي آذاها ما زال علي قيد الحياه، لجعله يتوسل تراب الأرض وحبات الرمل حتي يعفو عنه، دمائه الحار بدأ يغلي، كل شيء مرت به يؤلمه وكأنه هو ما مر به

همس باسمها بحنو، وان خرج صوته ضعيفا، متعبا لكنه وصل لها؛

_ ليليا

رفعت رأسها ونظرت له بتلك النظره التي يقسم أنها قادر ه لجعله  يحارب العالم أجمع من اجلها، اللعنه علي ذلك القلب الذي خانته دقاته ليدق لطفله ولكن اي طفله، انها فتنه خالصه تمشي علي استحياء أمام عينيه

عاود همسه، وهو يشعر براسه يدور ولم يشعر بيديه التي اعتصرت كفها، وكانه يتوسلها أن تنقذه:

_ ليليا انا..أنتِ

انتبهت له، شعرت بان به شيء غير طبيعي، هل يترنح

همست به، وتقدمت لتدلف معه لتلك الغرفه التي وقفوا امامها، وتولت هي المقدمه

_ يزيد انت كويس

همست بخجل، رعب عليه، اقتربت حتي وقفت امامه، عيناها. تدور بكل الغرفه التي امتلأت رئتيها من رائحته المميزه

وكأنه لم يستمع لها، كل تفكيره بها انها خائفه، لا تجيب، قلقه، ومضطربه، وهو جل ما يريده أن تجيبه، وترد عليه

مد يده وامسك بذراعها يقربها له

اتسعت عيناها، وعاودت الهمس

_ يزيد، انت كويس، انا

مال برأسه حتي كاد يلمس صدرها ، واردف بضعف:

_ ليليا أنتِ خايفه مني، انا ..انا

اتسعت عيناها، وهو يميل براسه، للامام، حتي أصبح كليا بين ذراعيها

_ يزيد انت كويس

هنا خارت قواه، وهو يقاوم بآخر ما عنده:

_ ليليا انا..انا سقعان، مش قادر

صرخت برعب، ولم تتحمل بجسدها الضعيف ثقل جسده، وسقطت اسفله علي الفراش

_ يزيد….يزيد..جدي

*********

انتهي الطبيب من فحصه، وانتهي معه صبر والدته التي تقف تنظر لليليا بعداء، تريد الفتك بها، كلما تمتم يزيد باسمها ومد يده لها حتي تقترب منه، تغلي الدماء بجسدها، تلك الفتاه تشبه والدتها الماكره، ستخطف ابنها للابد

انصرف الطبيب بعدما املي عليها ما تفعله له، ومعه ودعها عمها رفيع بحنو، ملقيا مسئوليه ابنه ومرضه عليها، مجبرا زوجته وابنته علي الخروج وتركهم

ابتسم لها الجد، واخيرا رأت ام السعد التي دلفت بعد خروجهم تهرول لتحتضنها وتقبلها، وتجبرها تدلف للحمام تغير ثيابها وتنتعش 

ولم تجد مفر، انها بحاله مزرية، وهي بحاجة لذلك

فعلت وانتهت، ونظرت لنفسها بتلك الثياب التي قد اخبرتها ام السعد أن يزيد من أتى لها بها من يومين، ولا احد يعرف عنهم شيء، مؤكد تقصد والدته

ابتسمت وخرجت ولم تسمح لنفسها بالتفكير بأي شيء آخر، حتي هيئتها، و شعرها لم يأخذها الفضول لتنظر للمرأة، وتنظر لنفسها وهي ترتدي بما اتي لها به، حاربت فضولها وفطرتها الانثويه وخرجت تطمأن عليه 

خرجت سريعاً، تعتني بمن بات يشغل تفكيرها طيلة الوقت..تنظر إليه تتأمل ملامحه بحريه، وهي تشعر بقلبها يقفز ويقرع كالطبول كلما نطق اسمها من بين شفتيه، ولم تشعر بنفسها حين انسكبت رأسها وغلبها النوم، ليسحبها هو بعدما وعي قليلا، وفتح عينيه، حتي تجاوره وكأنه يعيش حلما  ككل ليله انها عادت إليه

غفي كطفل وهي كمثل، بعد عناء 

وقبل سقوطه بالنوم همس وهو يقربها له :

_ ليليا، متخافيش، انا شايفك وجاي

وكأنه خُيل له انها اجابته:

_ انا هنا خلاص جمبك، مش خايفه

ولم تكن تلك الا الحقيقه الخفيه بقلوبهم، وشعله من نار لن تهدأ أبدا، ويا لصبرها تلك التي جعلته قتيلها…

( قتيلك في الهوي)

*******

انتفضت بيلا علي صوت والدها

_ دا بابا.

جذبها ابراهيم بحنو، لتستدير له، يصرفها عن لهفتها علي والدها، بالنهاية عمه تحمل فوق طاقته، ويكفي ما يعانيه من سنوات مع والدته

_ بيلا تعالي هنا عمي مشي، كان بيطمن عليكي

_ طيب هروح اشوفه ليه مدخلش؟

تشبه الطفلة بعبوسها، اللعنه علي تلك الام، كيف لم يشفق قلبها اللعين لتلك الملامح البريئه، كيف لتلك البومه عمته أن تنجب ملاكا ك…بيلا

لم يشعر بانه اقترب منها بجسده،  ولا بذراعيه التي احتوتها، ولا حتي بسكونها وكانها اعتادت البقاء هنا، ابتسم ما أن لاحظ استسلامها، وهدوئها، وتشبسها به، وان كان يعلم أن تمسكها باحضانه ما هو إلا خوف، فكفي، إنه يكتفي به

_ إبراهيم

_ نعم يا بيلا

_ حاسه اني في حاجه هتحصل

_ ليه بتقولي كده

_ مش عارفه، انا …قلبي مقبوض اوي أوي، فين فارس هو فين ؟

كاد يجيبها، لولا قطع صوته، 

صوت صراخ زوجة عمه، اليذ افجعهم، وهي تصرخ بتعب، وسرعان ما خرس صراخها

*********

انتهي فارس من إقناع والدته اخيرا، بالنهاية هو كان يعد عدته بأن يأخذها معه، بعيدا عن بطش والده، الذي لا يرحم، يعلم أنها تخفي عنه ما يحدث معها، لكنه ليس بغبي، والده اعتاد تعنيف والدته، واهاناتها وتعديه عليها بالضرب، بالبدايه كان مطمئنا لوجود جده، وأنه سوف يحميها منه، لكن جده الان لم يعد بحاله تسمح بذلك، موت عمه وعمته ايمان هزمه كليا، ليت عمته ايمان كانت علي قيد الحياة ولم يحمل هم ملاكه هذه

لقد أخذ قراره وانتهي، وليذهب والده للجحيم هو وتلك الحقيره التي تزوجها سرا، ويأتي سكيرا لوالدته كل ليله يعنفها، سيرحل من هذا البيت الملعون وسياخذ احباءه جميعا، هو قادر على إقناع جده، بالرحيل معه

لهنا انشرحت أساريره وهو يرفع هاتفه ليتصل بابراهيم حتي يستعدوا للرحيل والان جميعا

ما أن رفع هاتفه ليتصل بابراهيم الا اتاه صوتها الناعس، واخيرا استيقظت وجه الخير عليه:

_ فارس انت..

ود لو يجيبها كما يأمره ذلك القلب اللعين ( يا عيون قلبه)

ولكنه ابتسم وهو ينظر لها بحنو:

_ نعم  يا ملاكي انا..هو في غيري  قاعد جنبك يقولك سمعا وطاعه

ابتسمت بطفوليه، وهي تتملل لتعتدل وهتفت بفضول وهي تستكشف الغرفه:

_ انا فين؟

أجابها بهمس صادق، وهو يشير علي قلبه:

_ انتِ هنا،  سكنتي هنا، وملكيش مكان غيره، ويبقوا يقابلوني بقي لو عرفوا يطلعوكي منه

بفضول وبراءة  سألته:

_ هما مين دول؟

ضحك بسعاده، وهي تنظر له ولضحكته وكأنها تستكشفه قبل أن تهتف بذات النبره البريئه :

_ وانا مش عاوزه اسيبك أصلا، ولا حتي أنام، انا لما بنام بحلم بأحلام وحشه اوي، وحوش بتجري ورايا، عاوزه تموتني، انما وانت معايا، عمري ما بخاف، خليني معاك بقي وخلاص.


سيجن من تلك المشاعر واللعنه ، كيف لطفله أن تفعل به ذلك، مسح علي وجهه، ورأسه يحاول تهدئة تلك الدقات اللعينه، علي رغم أنه يود لو ينفجر ضحكا من كلماتها الاخيره، وبدلا من ذلك هتف بضحك؛

_ انا بردو بقول كده يا ملاكي، خليكي معايا بقي وخلاص، اظاهر أننا قدرك ونصيبك

ابتسمت وهزت رأسها، وهي تميل براسها ببراءه تستند برأسها علي ذراعه

نظر لها، وهو يتمني أن لا يأتي يوم وتندم بعدما تتذكر انها سلمت أمرها اليه..

خصوصا بعدما ينوي عليه..

فاق من شروده بها، علي رنين هاتفه، باسم ابراهيم

ابتسم واجابه، وسرعان ما تلاشت ابتسامته، ووقع هاتفه:

_ أمي….

********

انتفضت والدة فارس علي صوت زوجها السكير الذي عاد مترنحا كعادته، بعدما انهت حديثها مع ابنها وهي تشعر بسعاده عارمه انها أخيرا ستهرب من جحيم زوجها، وافقت بعدما وعدها فارس بأنه سيقنع جده بأن يأتي معه لأنها بالنهاية لن تستطع تركه وان لم يذهب لن تتركه

ولكن فرحتها لم تدم وزوجها يرفع عصاه التي لا تفارقه، وبكل القوه يضربها علي رأسها

_ بدك تهربي ويا ولدك يا بت الفرطوس أنتِ

تبعتها بصرخه قويه، وسرعان ما انتهت كما بدأت …ساقطه أرضا، غارقه بدمائها

*********

_ اه يا ناري ..بجي بعد كل ده، بت الك..لب دي تاخد ولدي زينة الشباب، ولدي يتجوز بت احمد اه يا ناري

هتفت والده يزيد بتلك الكلمات بغل، وقهر

_ بزياده عاد يا امي، احنا اكده، ولا أكده راحلين من اهنه، ولدك حر بحياته 

_ نعم اروح وين اني..اني ما هفارقش اهنه، بيت ولدي، اني مصدقت حطيت رجلي اهنه

_ وده كيف يا اماي، انتي حره  ابوي ما هيوافقش ولا جدي هيسيب النجع وهو كبيره 

_ لاااه ما احنا لازم نلاقي حل، لازم ما نفوتش اهنه، ما هسيبش بت احمد والحربايه يتمتعوا بخير ولدي وتعيش براحة أبدا..

*******

جن جنون مجد، لم ينتبه لعنجهيه، ولا جنونها، بالنهايه شقيقته بخير، حياتها الان بمأمن مع زوجها، هو يعلم أن إبراهيم اهلا للحفاظ عليها، وشقيقته الاخري ليليا أيضا بخير الان قلبه اطمأن علي كلتاهما


هو فقط حياته من ليست بخير، بهروبها منه بتلك الطريقه، انهار عالمه، الا يكفيه نائحه شقيقته الصغري، وأخيه الصغير، اللعنه علي عنجهيه،  وعلي شقيقتها كيف يقنعها أنهم جميعاً قطعه منه، لحمه ودمه، ولم يستطع التخلي عنهم، اللعنه علي ابيه الفاسق، وذلك الجبروت الذي يتمتع به

لقد دفن شقيقه الاصغر بيديه قبل شهر، وكاد يحترق قلبه، وذلك الحقير والده هرب ولم يعرهم اي اهتمام، وكأنه لم يفعل شيء، شقيقته الصغري اختفت ورغم نفوذه وماله لم يستطع العثور عليها، والان هي

الا تعلم تلك الغبيه انها تلك القشة التي يستند عليها، الم تشعر بعشقه وجنونه بها، لو انتظرت قليلا فقط

_ مجد، ملهاش اثر، اقسملك كانها فص ملح وداب

انقض كالأسد علي سويلم 

_ انت السبب ، انا امنتك فيها، انت .

الان فقط وعي سويلم كم كان صديقه عاشقا لها، تلك الدموع التي انهمرت علي خديه لم تسقط الا عليها، الان فقط شعر بفداحه أسلوب الإهانة الذي كان يتعمد احراقها به

_ حقك عليا يا صاحبي، بس وحياتك لو في باطن الأرض لجبهالك..

صوت صراخه وصراخ قلبه شق صمت القصر 

وهو يصرخ باسمها:

_ روووووح..

********

_ ريحة الحريق دي جايه منين يا روح

انتبهت روح لخالتها، وقد علت الهمهمات من راكبي القطار، وسرعان ما علت الصرخات

_ الحقونا يا خلق… القطر بيولع..


الفصل ١٧

من رواية/ وكأنها عذراء 

أسما السيد

************

شاردة بطريق لا تعلم ماذا ستكون نهايته، كيف تصل لبر الامان وهي وحيدة هكذا، وتحمل علي عاتقها كل ذلك الهم والألم، والخذلان، انها  وحدها تماما تعاني الأمرين، انفصلت بشرودها عن ما حولها، ولم تنتبه لأي شيء، وكأنها بعالم آخر

انها حتى لا تعي أين سيذهب هذا القطار، وما هي محطتها القادمه، لدرجة أنها لم تسأل إلى أين سيتجه القطر؟

صوت خالتها المضطرب، ويدها التي مدتها لتتمسك بها هي ما نبهتها بما يدور حولها

استمتع رائحة الحريق، وصوت النساء وعويلهم فجأة ملأ القطار، وسرعان ما اندلعت النيران بداخل العربة التي تلي عربه  القائد وياللاسف كانت عربتها هي.

صرخت وقد أغشى دخان الحريق عيناها، ويدها تتحسس ما امامها:

_ خالتي..خالتي..انتي فين يا خالتي

ااه..

سقطت أرضا انتهي كل شيء بلمح البصر وصار كما لم يكن، خراب، دمار، وآمال كانوا يحملونها جميعاً بعد وصول ذلك القطار لنهايته.

انحرفت عربة القطار، وانتهت حياة الكثير ومن بقوا على قيد الحياة منهم كانوا بحاله مزريه، حتى أن محطات الاخبار بعد ساعات كتبت انه لم ينجو منهم أحد..لم ينجو أحد من قطار الموت..

********

_أمي..

كانت هذه صرخة فارس التي شقت سكون البيت باكمله، تلاها بأخرى وهو يري جده يجاورها من الصدمه مصابا بجلطة دماغية.

ليل حالك، ومآسي، فرحه لم تكمل، وقلوب ادماها الحزن ومزقها 

لم يصدق فارس كذبه أبيه بسقوط تلك النجفة التي وجدها بجوارها  بالفعل علي رأسها، صرخ بقهر، وهو يقترب منه، ويمسك بتلابيبه.

_ كداب، انت كداب تلاقيك انت اللي قتلتها، انت اللي قتلتها انت..

انهياره، وضعفه جعلوه بحالة اللاوعي، أبيه احكم الخطه، وأخرج نفسه كما يجب

وبقي فقط مشاهدا وكأنه حقا متأثرا، وبجانبه عمته، كالعاده تقف الند بالند دفاعا عن ابيه.

ألقي إبراهيم نظره صامته علي عمته التي تنظر لفارس بكل نظرات الحقد ، ونقل نظره لعمه والد فارس الثابت بصعوبة

بنظرة محقق اربكتهم وجعلتهم يشعرون بالخوف، شك فارس بمحله، كما شك هو تماماً حينما أسرع ناحية الصراخ، ليجد عمته بجانب عمه، متي واين وكيف دلفت بتلك السرعه، وكيف صدح صوتها بالعويل، حتي اتي الجد، ولم يمسك نفسه ، وانهار بجانب عمته، فقيدان آخران بلمح البصر، والان الفقيدين أغلى مما سبق.

احكم ابراهيم عناق فارس أخيه بالدم، ورفيق الدرب، والروح.

يشعر به، يحتضن آلامه ووجعه كأنه هو من يشعر به عليهم التماسك، عليهم إكرامهم والاعداد للدفن..

_ سيبني يا ابراهيم، سيبني انا مشبعتش من أمي لسه، والله ما شبعت، اااه يارب

_ امسك نفسك يا حبيب اخوك، إكرام الميت دفنه، صدقني ممنوش فايده.

بكى كما لم يبكي من قبل، وهو ينحني ليحتضنها، والطبيب يغطي وجهها، ويخط بقلمه سبب الوفاة، لإخراج تصاريح الدفن

بصعوبه استطاع ابراهيم الممزق مثله أن يبعده، لكن هيهات وفارس يصرخ به، ليتركه حتى يودع جده الحبيب..


انكمشت بيلا بأحضان ابيها، تبكي، وهي تنظر لما يحدث، تخفي وجهها المقابل لوجه والدتها التي ترمقها بكره، بحقد وكأنها ارتكبت ذنب لكن اتي همس ابيها لها كالعادة كبلسم شافي:

_ اوعي تخافي ياقلب ابوكي استحاله تقربلك وانا اهنه.

_ انا ..انا زعلانه اوي يا بابا، جدو خلاص هيسبنا، ومرات خالي كمان، البيت ده بقي زي اللعنه يابابا، انا كرهته.

_ مصيرنا كلنا كده يا قلب بوكي انت، الموت علينا حق، تعددت الاسباب والموت واحد، لازم نرضى يا بيلا.


استطاع ابيها بثها الامان وهدأ جسدها، وصمت نحيبها لتتحول لدموع صامته، وعليه اطمأن ابراهيم انها بأمان بجانبه، قبل خروجه ليتولى إدارة كل شيء.


ودعها ببضع كلمات، ورحل

ولم تنتبه لتلك التي تقف بآخر الرواق، تنظر لها ولأبيها الذي يحتضنها بحماية بكره

الحقد ملأ قلبها اكثر، لقد عاشت كراجية لسنوات، وبكل تلك السنوات حاولت بشتى الطرق معه ولكنه لم يقربها، الكره والحقد كان ومازال يكنه لها، اكتشفت أن علاقة شقيقتها به لم تكن باعتقاده الا مرتين، وفي المرتين كان عمران بهم سكيرا، دوما ما يخبرها بذلك، حينما تحاول التقرب منه حتي لا يشك بكونها ليست راجيه، دوما يخبرها أنه لو لم يكن سكيرا لما اقترب منها، يكره راجيه كشيطان، ويعشق ابنته منها كأنها كل ما لديه..عجيب أمر المرء كيف يحب من يعلم أنها قطعة من أكثر شخص يعلم أنه يكرهه على الأرض!

تري ماذا سيكون شعوره أن علم أنها امينه وليست راجيه، ابتسامه سخريه ارتسمت علي وجهها، وهي تفكر انه لن يفرق معه، فبالنهايه، الكره والحب لم يعد بقلبها مكانا لهم، حل محلهما نار الحقد، والثأر 

تريد الثأر، وتحقيق العداله، حرق قلب راجيه التي من المؤكد أنها هي من أنقذت ابنتها، أو ربما ذلك الأخ ، وما بعد ذلك لا يهم حتي وإن ماتت وانتهت.

*******

شعور الدفء الذي تشعر به جعلها بحالة انتشاء، رغبه قوية في البقاء هنا بذلك المكان الأأمن على الإطلاق هكذا كانت تشعر ليليا باحلامها أو بين اليقظه والحلم

يد يزيد التي ارتفعت من عليها ليضعها على وجهه، وابتعاده بصدره عنها، جعلها تزمجر بغضب لابتعاده عنها، صوت اعتراضها الضعيف الذي صدر منها، اخترق أذنيه، ففتح عينيه بضعف يتأمل بصعوبه ما حوله، دار بعينه بالغرفه برؤيه ضعيفه حتي شعر بذلك الثقل على ذراعه الاخر، ووخذ متعب باعلى كتفه الذي يرفعه.

نظر بجانبه، لتقع عيناه علي ما لم يتوقعه أبدا، وشعر حقا أنه بحلم

همس بصوت متعب:

_ ليليا.

وكأنها استمعت له، لتكمل عليه باعتراضها  الناعس على هدمه لاجمل لحظات الدفيء التي أخيرًا عادت إليها بعد أيام قضتها بالبكاء والخوف.

اعتدلت بكل هدوء، ليقابل وجهها صدره، فلم تجد راحتها علي ما يبدو، فرفعت رأسها لتضعها بأريحية على أعلى ذراعه حتى ارتاحت على كتفه، وتمتمت بعبوس بصوت ناعس قضي عليه:

_ روضة  سيبيني انام اف.

كتم ألم كتفه الحارق، وهو يحاول أن يعدل من وضع يده، ولكنها لم تتركه، وهي تحاوط بذراعها خصره، فلم يجد مفر الا بالاستسلام لذلك الدفيء واللعنة على كل شيء، أن لم ينتهز الفرصه الوحيده التي تقدمها هي له بكل جهل.

نظر بجانب عينه لها يحفظ ملامحها، لربما لن تعود ابدا بينهم لحظه كتلك، هو متأكد أن التعب، وما مرت به هو من ادخلوها بحاله اللاوعي هذه.

بذراعه السليم التي احتلته، استطاع أن يقربها منه اكثر، يغمرها بالدفء التي تتمتم  مطالبه به بنعاسها، وهي تعتقد أنه شقيقتها

مال برأسه مقبلا اعلي رأسها قبل أن يستمع مجدداً لهمسها، ولكن تلك المره باسمه هو:

_ يزيد..

اتسعت عيناه، وقد نسي بها كل شيء حتى اوجاعه، وما مر به، ليجيبها كمراهق صغير اعادته هي إليه وكان أثر المخدر أثر علي عقله، فصار غير واعيا هو الآخر بما يلفظ به:

_ قلب يزيد، جانبك أهو 

لتصمت تماماً، ولكنها التصقت أكثر به، ففهم ما تريد، وهو يستجمع قوته، ويقربها اليه بكل الحب، ويعيد رفع غطاء الفراش عليهم، ويعاود استغراقه في النوم.

*******  

_ انت بتقول ايه ..بتقول ايه؟

اندفع مجد كالمجنون، إلى تلك المشفى حيث اخبروه انها هنا 

يمشي كالميت، كجثه هامده،  وصوت البكاء والعويل يملأ المشفي، الطرقات، والغرف، وكأنه يوم الحشر.

بضع خطوات تفصله عن….

اتسعت عيناه، وهو يستمع إلى الطبيب الذي وقف أمام أحدي الغرف.

رفع عيناه، ووقعت على ما كتب عليها..وصوت الطبيب يخترق أذنه:

_ اتفضل حضرتك عشان تتعرف على جثتها

هنا استوعب انه أمام غرفة واحدة لم يتوقعها ( المشرحة)

فلم تحمله قدميه، وسقط صارخاً باسمها ، وغاب لأيام بعدها ولم يعي ولم ينطق إلا باسمها..

_( روووح)

********

انتفض الحاج محمد السباعي من مكانه ما أن استمع لصوت المئذنة القريبة، وتبعه ابنه رفيع.

_ وااه، لا حول ولا قوه الا بالله، معقول كيف صار ده ياابوي؟

الجد، ومرت ولده! الاتنين، حادثه ولا ايه؟

احني أبيه رأسه، وهو يشعر بحزن عميق بقلبه، عبدالرحمن لم يكن عدو يومًا، أنه رفيق الطفوله، والصبا، شقيقان عاشا معا على الحلوة والمرة، وفرقهم كيد النساء كما كان يخبره عبدالرحمن كلما اجتمعا لكن دوما كانوا ولازالوا متحابين.

بصعوبة وحزن غمر صوت الاب هتف الحاج محمد لابنه:

_ يالا يا رفيع ياولدي نعاود النجع لازم نحضر الدفن.

_ حاضر ياابوي، معك حق.

********

بحقد اقتربت والدة يزيد من غرفة ابنها، بعدما أقنعت زوجها بصعوبه انها لن ترحل إلا اذا اطمأنت علي ابنها، وأمام بكائها وحزنها، وتوسلاتها لعمها، لم يستطع إلا أن يتركها

نظرت للساعة المعلقة على الحائط، وسحقت اسنانها بحقد، لقد تعدت العاشره، ولم يخرجا بعد، لم تسمع لهما أي صوت.

الغيره نهشت قلبها، وبكل غضب فتحت باب الغرفه عليهم، بلا وعي ونسيان لطباع ابنها

لتتسع عيناها وهي ترى ما لم تتخيل أن تراه طيلة الليل حتى تخيلاتها لم تصل لذلك الحد

ليليا بجسدها الهزيل كله، بين أحضان ابنها يعانقان بعضهم، وكأنهم….كأنهم حبيبين

وقف عقلها ولم تنتبه لذلك الذي انتفض فجأة  يتأملها بصدمه وسرعان ما صاح بغضب أفزع الكل:

_ أمي .. انت ازاي تدخلي علينا كده؟!

******


الفصل الثامن عشر من هنا


بداية الروايه من هنا الفصل الاول حتى الفصل العاشر


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺



ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS