القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية وكأنها عذراء لم يلمسها أحد من قبل بقلم أسما السيد البارت الاول حتى البارت العاشر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

اعلان اعلى المواضيع


رواية وكأنها عذراء لم يلمسها أحد من قبل بقلم أسما السيد  البارت الاول حتى البارت العاشر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

 

رواية وكأنها عذراء لم يلمسها أحد من قبل بقلم أسما السيد  البارت الاول حتى البارت العاشر حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج

( دم البرايا)

من قال إن مصائرنا  متشابهة، وان كل الهوائل والفواجع التي  نقابلها في حياتنا جميعا تصل بنا لنقطة واحده...

مصائرنا جميعاً قد تتشابه بإيلامنا، لكنها ليست بذات الدرجة..

فقد لا نصل للنجاح الباهر، إلا بعد سلسلة  من  الخيبه والفشل، ولن نصل للسعاده الأبديه، الا بعد تجرع الندم والندم…

لذا لا تشكي هماً انت صاحبه لأحد...ولا تبكي جرحاً نال منك فاعله أيضاً لأحد...فلا أحد سيخفف عنك إلا من وضع البلاء...بطريقك، وزرع الشوك بقلبك، أنه ياعزيزي ..الله الواحد الاحد…


_ وكأنها عذراء…لم يلمسها أحد من قبل...أسما السيد…


_أرجوك يا بابا بلاش تعمل فيا كده…انا عاوزه اكمل تعليمي...بص شوف  يابابا انا جبت مجموع عالي السنه دي اهو حلو اوي ...وان شاء الله اجتهد اكتر، وهجيب زيهم السنه اللي جايه ،  وأدخل أعلى كليه ...انا هدخل سياسه واقتصاد زي ما انت عاوز يابابا…


قالتها بنحيب وهي تجفف دموعها وبيدها شهادتها الدراسيه...تمد يدها المرتجفه له بها برجاء أن يرأف بها …

نظرت لوالدتها برجاء أن تتحدث بأي حديث فهي تعلم أنه يستمع لها..، لكن لا فائدة يبدو أن الجميع اتفق عليها…

عاودت الحديث برجاء اكبر ونحيب أكثر...

بلاش يا بابا..بالله عليك..تجوزني الراجل ده…

انا مبرتحش ليه، وبخاف منه، دا راجل خبيث، انا اشتكتلك منه ميت مره ..

لا احد يجيبها وكأنها هوا متحرك ، ومنذ متي هم يستمعون لها…

لطالما علمت أن والدها يبيع الغالي والنفيس من أجل المال...وذاك الرجل منذ اتي وهي تشمئز من التصاق والدها الدائم له….فرجل مثله غنيمة لرجل كأبي…


لم تجد مفر الا من غرس أنيابها بأبيها...وهي تدعي  بذاتها أن تنفع معه قوتها الواهيه ..


_ طب لعلمك …أنا لسه  تحت السن القانوني هتجوزني ازاي، ...انا لسه ١٧ سنه يابابا…ولو أجبرتني هطلع علي القسم دلوقتي ...وأقول انك عاوز تجوزني غصب عني….انا حره وزمن العبيد بتاعكم ده...وجو الصعيد اللي عايشلي فيه مش هيمشي عليا...


صفعه قويه من والدها اخرستها، وأسقطها أرضاً، عاودت البكاء مره أخري  علي أثر قهرتها وحزنها..


_ أخرسي ياقليله الحيا..من ميتا من في بنات في سلو عيلتنا بتختار تتجوز مين ولا بتعترض علي اللي بنختارو ليها…


هم أن يضربها مجدداً، إلا أن والدته قد تطوعت أخيرا للحديث عنه، وهي تغمز بعينها لزوجها، وكأنها تخبره أن ينتظر…


ينتظر أن تقنع كبش الفدا خاصته..


_ اسمعي يابت أنتِ الراجل ماهيعيبوش غير جيبه...وما دام راجل امنيح خلاص…جه اوان انك اتجوزتي..انا متجوزه بوكي وانا عمري قد عمرك …


كم كرهت في تلك اللحظة والدتها وكرهت تلك العادات العقيمة التي تربوا عليها ...وجعلت عقولهم منصبه فقط علي جمع المال…


_ يالا يابت أنتِ جومي من جدامي..جبر يلم العفش…


بكت...وبكت بحرقة...وهي تهتف بقهر مجدداً..

_ يابابا بس ..انت... ازاي عرفت أنه راجل منيح..هو عشان غني وباين عليه الفلوس يبقي خلاص…..الفلوس مش كل حاجه يابابا…


دا لسه جاي المنطقة من شهرين…


وكمان دا راجل كبير في السن..أرجوك يابابا بلاش ..بلاش ابوس ايدك...انا بخاف منه…هو انا مش صعبانه عليك..مش بنتك انا…


_ وانا قولت خلاص  خلصنا اديت الراجل كلمه، والليله هياجي المحامي نكتب عليكِ عرفي لحد ما تمي السن الج(ق)انوني، ويتجوزك رسمي..كل البنته اهنه ، و في البلد بيتجوزو أكده...ياكش أنتِ خلقه عاد..ولا تكونيش بنت بارم ديله..


_ باااه بالسرعه دي ياأحمد...؟؟


هتفت  بها زينب والدتها  بتلك الكلمات بصدمه لأول مره منذ بداية الحديث..وكأنه لم يتفقا علي تلك النقطة معا.. قبل أن يصيح احمد بغضب…


_ باااا في ايه ياحرمه، ما جولتلك الراجل مستعجل عاوز يلحق يخلافله حته عيل صغير،  العمر جري بيه ونسي يتجوز…وهو عمال يجمع بأموال...هتكون من سعد بتك وهناها، دا الراجل لسه واصل من أمريكا من وقت ما اشتري الفيلا اللي بتك هتكون ستها…


اغتاظت، كل كلمة تخرج منه تقتلها هي ليست بحاجة للأموال..ليست بحاجه إلا أن تكمل تعليمها وتعيش سنها كما رفقائها، ما ذنبها هي أن كان هو يعيش فقط علي الحلم برجوعه لعائلته التي تخلت عنه لسبب لا يعلمه غير اثناهم…

لا ذنب لها أنه رجل شحيح شاغله الأكبر جمع الاموال...ومصاحبه كل ذي نفوذ وسلطه...كم تكره سماحة والدها، وتكره حالها حينما يعايرها به زميلاتها بالصف ...


هتفت بقوه، قوه نابعه من قهرها …


_ وانا مستحيل اتجوز الراجل ده..دا قدك في السن..ولو حكمت اقتل نفسي..انا بقولكم اهو...مش هتجوزه، مش هتجوزه...


_ أخرسي قبر يلمك…بنته قليلة الحيا..اجبلكم منين عاد...وكل خلفة امك بنته..قسما عظما لولاشي جابت الحته الواد لكنت رميتها، ورميتكم معاها…

_ أكده ياولد عمي…

_ بلا ولد عمي..بلا ولد خالي كانت جوازه الهم والغم...لولا خوفي من نار اجهنم كنت وأدتكم ..جبر يلمكم كلياتكن


كانت هذه كلمات والدها الحاده بعد سلسلة صفعات علي وجهها...


وهي مازالت كما هي ثابته تتلقي الصفعات بأعين متسعه علي آخرها ودموع تسيل بصمت..


لم تكن تتوقع بأقصى احلامها أن الأموال الطائله التي عرضها ذاك العجوز علي والدها ستجعل منه ذاك الرجل الحقود …


أو قد تخرج من قلبه رجلُ اخر وأده منذ زمن…ولكن لا...ليحدث ما يحدث لن تستسلم لهم…

ستفعل المستحيل...لتبقي  علي مستقبلها..

_________


_ مالك ياجدي…؟؟

_ مفيش يابتي...جلبي شاغلني علي فارس بجاله كتير منزلش أجازه...وجلبي متوغوش عليه.. 


هتف بتلك الكلمات الحاج عبدالرحمن البدري..لزوجة ابنة بدريه...

_ ولا تأخير ولا حاجه ياعمي...يااكش انت بس اللي أتوحشته ياعمي…

_ بتجولي فيها يابتي... والله عندك حق يابدريه...الواد ده مهما يغيب بيوحشني..


صمتت بدريه قليلا شارده…

_ بااه مالك يابتي...فيكي شي..

ضغطت بدريه شفتيها وهي تدعو الله في سرها أن يكون ما استمعت إليه من شقيقة زوجها حقاً...


_ بدي اجولك شي ياعمي..بس توعدني ماتجيب سيره لحد اني اني اللي خبرتك..احسن راجيه تجتلني وانت عارف مافي بيني وبينها عمار أبدا…


_ جولي يابتي وغوشتيني... ايش في..؟؟

_ الحكايه ياعمي اني بالصدفه وراجيه عندينا من يومين سمعتها بتحكي  بالتلافون مع حامد سلفي ...وبتجوله…


_ باه...بااه..باااه...حامد...حامد امتا رجع من بلاد بره...ليش ماخبرتيني يا بدريه من ساعتها…


كانت هذه كلمات الجد المصدومه..

قبل أن يصيح بصوت جهوري علي من بالبيت بأكمله، وبدريه تلطم خديها برعب من شقيقة زوجها، وما ستفعله..

__________


_ يالا يابنتي اخرجي أبوكي مستني بره والناس امعاه، ابوس ايدك يابنتي متحرجهوش...متفكريش بنفسك بس...فكري باخواتك واخوكِ الصغير ده…

الفلوس دي اللي دفعها الراجل مهرك...هي اللي هتعيشنا علي وش الدنيا..بعد سنين فقر وهروب وحرمان يابتي...دول عوضنا..يرضيكِ نفضل طول العمر هربانين من بلد لبلد أكده... 


ستجن ...كل حديثهم عن العوض، والحرمان...وماذا عنها، وعن مصيرها، وما ستلاقيه علي يد ذاك العجوز الكهنه..

_ عوض ايه؟؟...أنتِ ياماما اللي بتقولي كده...انا نفسي اعرف هروب ايه اللي بتتكلمي عنه..وفقر ايه...انا تعبت منكم...انا استحاله اتجوزه...ولو خرجت هقول كده..انا لسه قاصر وهتشوفو انا هعمل ايه…

_ قصدك ايه يابت بطني ...هتفضحي أبوكي…

_ ماهو انتو هتجننوني ...ياامي فلوس ايه...احنا احسن من ناس كتير اوي….بناكل وبنشرب وعايشين ومستورين اهو...في ايه بقي

..في ايه؟؟


قالت ليليا تلك الكلمات بدموع وهي تمحيها بكف يدها بطفوله ...كما الاطفال تماما...ولكن صفعه أخري قويه من يد والدها الذي دلف فجأة،  ووعيد لها بحرمانها من تكمله تعليمها أن رفضت، وفضحته...كانت كفيلة بعكوفها عن إصرارها بالرفض ….

سحبها والدها بالغصب، بعد تهديده لها بطلاق والدتها …ورميها بهم..


"الحياه دائما لم تكن اختيارات بالنسبة لها...بل سلسلة تنازلات لعينه ...وفقط لأنها فتاة، واكبر أشقائها"

_______

مال فارس بجذعه يلتقط أنفاسه ، بعد مداهمه عنيفه مع أفراد عصابه اخذت منهم وقتا طويلا كي استطاعوا أخيرا القبض علي زعيمهم…

_ مبارك يافارس..عاش يابطل...بطوله جديده هتنضم لبطولاتك…

ابتسم فارس بتعب، وهو يستقيم يخلع عنه سلاحه…


_ أخيرا انتهينا من المهمه الجملي دي يااخي...الواحد اتوحش البلد اوي…

_ انت بتقول فيها ...ومين سمعك…


ياسياده المقدم...تليفونك ياسياده المقدم…

_ ________


انتهي كل شيء بلمح البصر..وأصبحت ببيت لا تعلم عن صاحبه أي شيء…إلا أن  أنه ذاك الرجل المقزز التي طالما نظر لها بخبث...وكأنها فريسته…


وبدأ أول فصل من  فصول معاناتها..

_______

_ في ايه يابوي…..

_ غيتني ياولدي..خيك رايح يجيد النار من جديد...مع عيلة السباعي…

_________

_ أرجوكي ..أرجوكي...ابعدي عني ياخالتي فاطمه ..


_ علي عيني ياست البنات...بس انتي عارفه دي شغلتي..

نظرت ليليا لها بقهر...ولذلك الذي يقف بجوارها ينظر لها بحده...ارعبتها…

قبل أن يصرخ بهم…

_ جولت خلصينا ياست انت….

_ حاضر...حاضر يابيه..يالا يابتي...ارخي نفسك...خلينا نخلص …


نظرت لها الدايه فاطمه بحزن عليها، قبل أن تدفعها ليليا بقوه بقدمها…

وتحاول الفرار من بين يديها…


_ لا..لا...ابعدي ابوس رجلك...لو عاوز اتفضل خليك راجل...وخد اللي انت عاوزه انت مني…


كانت هذه آخر كلمات خرجت من شفتيها، قبل أن تتلقي صفعه أخري من يد ذاك الرجل المزعوم أنه زوجها...صفعه سقطت علي أثرها أرضا مغشيا عليها…

_ يالهوي...يالهوي البت ماتت ياسعاده البيه...بت ياليلي..يابتي..


_ أخرسي ياست أنتِ..وكملي اللي شغلك، والا…..


_ حاضر ..حاضر...ياميلة بختك يابتي...علي عيني يابنتي..منك لله ياإحمد..


كانت هذه آخر كلمات الدايه فاطمه قبل أن تقوم بعملها ….


وتطلق ليليا صرخه قويه، جعلت ذلك الرجل يضحك بأعلي صوته…


دقائق وخرجت الدايه، تحمل بين يدها قطعه بيضاء ملونه بالدماء...مردفه بصوت مختنق من كثرة البكاء علي تلك الطفله..

_ كده تمت مهمتي يابيه البنت صاغ سليم...بختم ربها…

فوتك بعافيه…

التقط حامد  المنديل بظفر ومد يده برزمه من الأموال لها..

_ شيل فلوسك يابيه...حد الله بيني وبين دم البرايا…

______

تبكي بنحيب وهي تلملم الفراش حول جسدها الذي اغتصب بلا رحمه، دماء عذريتها أغرقت الفراش ، وتلونت عيناها بدموع الخيبه، والألم..

، وذاك الرجل ، يقف ثابتا، ينظر لها بشماته،  ويتلاعب بشاربيه ...


اتسعت عيناها بصدمه،وهي تستمع لكلماته التي يلقيها علي والدها الذي رفع هاتفه.  واتصل به  مردفا بكل شماته، وسخريه..


_ أكده نبقي خالصين ياولد السباعي، ودم خيتي وعرضها، اخته من بتك ..

فكرك مهما تهرب من قدرك هيفارقك...طول عمرك غبي وبتعبد القرش يا إحمد …ويااجل القرشانات بيعت خيتي، وسرقت عرضها، ويااجل القرشانات برديك بعت بتك، لراجل جدك…


كل الفلوس اللي خدتها مذوره، والراجل اللي عقد علي بنتك اني اللي مأجره….


بدك تعرف مين أني…..


_ أنا حامد عبدالرحمن البدري ..أكيد سمعت عني…


كانت هذه آخر كلمات استمعت لها ليليا قبل أن يقهقه ذاك الرجل بصخب، ويقترب منها مجددا..لقد انتقم منها بأبشع الطرق...


_ أرجوك ابعد عني...وسيبني في حالي انت عملت ليه فيا كده، انا ذنبي ايه...ذنبي ايه...الله ينتقم منكم..

حرام عليكم ...انا مش زي بنتك…

_ أخرسي..يافا..ج.ر.ه...استحاله تكوني بنتي، ولو عندي بنت هتكون أشرف من الشرف..مش زايك عاطله…وأبوكي راجل نجس ..احمدي ربنا اني مقتلتكيش كيف مااجتل خيتي


_


كانت هذه آخر كلمات خرجت من شفتيه قبل أن يدب بها روح الثأر وتستقيم ململمه شتات نفسها، وتسحب تلك المزهريه….وتنال منه….وتثأر لعرضها…

الفصل الثاني..

من رواية/

وكأنها عذراء

لم يلمسها أحد من قبل

أسما السيد

________

تنويه علي وجود بعض الألفاظ الجريئة العاميه الدارجه كي تلاءم مجري القضيه..لذا صنفناها+١٨

____

انها ليست بالقويه التي لا تهزم ، وليست بالضعيفة التي تكسر وتهدم، انها خليط عجيبٌ متجانس من كل شيء ناقص ..انها كما العذراء التقيه..انها العذراء ليليا...


_ (العذراء ليليا)


كيف لها أن تتوسل الخلاص وهي من عاشت عمرا كاملا تبحث بين الدهاليز عن طرق الحريه، تبحث بجد وتجتهد حتي تنأي بنفسها عن كل شيء يصل بها لأن تعيش تحت ظل رجل يعشق عبوديه النساء كما عاشت بكنف أبيها سبعة عشر عاماً..

يبدو أن حتى أكثر الأحلام التي كانت تحلم بها ليل نهار كانت خطئاً كبيراً..أو يبدو حقاً أنها كما كانت تخبرها صديقتها ساليمه، واهمه...فلتعش الواقع ولا تحلم بالحريه.. أنها الان تدفع ثمن دفاعها المستميت عن الهدوء والصمت كما كانت تخبرها ساليمه، تدفع تمن الطاعه المفرطه لوالديها، وعدم رفع جفونها لتري ماهو أعلي منها..ليتها كانت جريئة كما ساليمه لتفعل ما تريد بحريه بعيدا عن أعين الجميع...ليتها كانت قوية مثلها لكانت هربت من مصيرها المحتوم، كما اخبرتها اليوم...لكنها جبنت، حتي من التفكير بذلك

وها هي الآن تدعس تحت اقدامها الغارقه بدماء عذريتها المختلطه بدمائه اللعينه، كل احلامها..


هل تودع عفتها الان...طهرها..وبراءتها...


غصت بحلقها، بنوبه بكاء حاره...قبل أن تقف علي قدميها بوهن، و تقذف تلك المزهريه التي مازالت تحملها بيدها المرتجفه أرضاً...حتي استقرت بجانب ذاك الكريه الذي ينازع ، يتمتم بكلمات لم تفهمها ...

مردفه ببكاء طفولي..

_ ليه عملت فيا كده ليه...انا ذنبي ايه..منكم لله ..الله ينتقم منكم..

وقفت لوهله تنظر يميناً ويساراً...دموعها هي المسيطره علي الموقف، قبل أن تنظر لنفسها، ولفستانها الأبيض الطفولي الذي أصرت أن ترتديه بدلا من ذاك الآخر الذي اتي لها به قبل ساعات...

هذا الفستان كان له معها اجمل حكايه..أنه هديتها لنفسها التي أدخرت ثمنه لعام كامل بين طيات كتابها المدرسي خوفا من أبيها..

كانت تتمني أن ترتديه فقط أمام مرآتها، وان تستطيع خداع والدها وتذهب به لحفل عيد ميلاد صديقتها ساليمه، التي تتفنن بملبسها كلما التقت بها بسنتر الدروس التي يلتقيان به..كانت تريد أن تريها انها ليست كما دوماً تخبرها لا تملك إلا ثوب واحد...

ولكنها عدلت عن رأيها اليوم وارتدته..ارادت أن تسعد نفسها لآخر مره ، وتنفذ امنيتها الوحيده التي تمنتها لعام كامل، ولو لدقائق...

لو كانت تعلم أن مصيره سيكون كذلك ، غارقاً بدماء عذريتها البريئه...لمزقته ...واشترت بثمنه كفناً عوضا عنه...

لقد باتت تشعر أنها سترتديه قريباً..


خفضت رأسها تنظر لأسفل ..لتلك الدماء التي تنساب منها بغزاره، وعدم فهم لأي شيء بحياتها الا الفتات التي كانت تتوسل والدتها اخبارها المعلومه عنه، ولولا صداقتها لساليمه، التي فتحت عيونها علي اشياء لم تكن تعرفها لكانت الان تجهل معني كلمة عذرية..


هل من الممكن انها تعاني نزيف الان...انها بالكاد كانت تعرف بعض الاشياء عن عادتها الشهريه...

التي ظلت لأشهر تأتيها ولم تخبر والدتها مخافةً منها...حتي أكتشفت والدتها بقع الدماء علي ثيابها، وكان رده فعلها كتفكيرها تماماً..

أن تكون فعلا شيئا مريبا ً..

كم ظلت تبكي وتخبرها ما يحدث معها حتي أتت والدتها بالدايه فاطمه التي وبختها واقنعتها انها ليست إلا دماء عادتها الشهريه..


كم شعرت بالمهانه حينها، والسيده الغريبه ترفض بشده فحصها، وتصدقها، ووالدتها تصر علي تكذيبها وكبت حريتها..


حتي شكت بها الدايه، و سألتها السيده..ما مشكلتك تحديداً أن تأتيها العاده الشهريه في ذاك العمر...وكانت المفاجأة أنها تعتقد أن عمرها صغير أن تأتيها العاده الآن..كانت حينها ببداية الصف الاول الاعدادي..


حينها تكرمت السيده فاطمه بهدوء، واوضحت لها أنه يأتي تبعاً لطبيعة الجسم..وبعض اشياء أخري من احدها وزن الجسم وهرموناته..


حينها كانت تعاني من وزن زائد...وتركت والدتها جميع الاسباب وتمسكت بوزنها الزائد وبدأت بمعايرتها به، حتي كرهت جسدها تماماً، وانقطعت عن الطعام تماماً...حتي سقطت مغشياً عليها تعاني مرض فقر الدماء..


ومن حينها لم تجرأ علي ذكر شيء يخص طبيعتها الانثويه لوالدتها..


كم كانت تكره ضعف حيلتها، وتكرة تأنيب والدتها الدائم لها علي كل شيء، حتي باتت تشعر أنها سبب دمار الكوكب القادم...


كم تكره والدتها الآن أنها ليست معها كما كانت تري نساء جيرانها مع بناتهم ليلة الزفاف...وكم تكره كل شيء ناقص بحياتها...وتكره كونها ولدت لاب وأم كوالديها لا يفقهون مما يحدث معهم شيء ..ليت المرء يستطيع أن يختار والديه..وكانت اختارتهم أكثر تفهما، أكثر وداً، وأكثر عطاءً..لكنها أشياء مصيريه، لا احد يستطيع التدخل فيها..


نظرت لذلك المسجي ينازع هو الاخر ...هل ينازع ملك الموت الان...اللعنه عليه..فليمت..فليمت أنه يستحق علي ما فعله بها..


جن جنونها وهي تميل مره أخري متحامله علي أوجاعها ..كي تلتقط تلك المزهريه التي ألقت بها للتو..ستنهي حياته، كما انهي حياتها بهذا الرخص ..


ولكن ماان مالت لترفعها الا وصرخت صرخه شقت حنجرتها...من ذاك الالم الذي اخترق كف يدها التي كانت تحمل به المزهريه...

أنه ألم حاد... ليس كأي ألم..


أنه يبدو كشيئاً اخترق اورده يدها..نظرت لها بصدمه، وهي تمسك بكف يدها بقوه تكتم الدماء التي ما كان الا....


صرخت بألم أكبر...وبكت...بكت بحرقه ...


_ ااه.... 


كانت هذه آخر صرخاتها، وهي تمسك بكف يدها الغارق بدمائه...


قبل أن تنظر لذلك الذي استقام يترنح وييده ذاك السلاح الذي نال به منها...


وضحكته المستفزه عادت تملأ الأرجاء من حولها، أنه يبدو...يبدو كشبح مخيف، كانت تري مثله بالافلام التي كانت تشاهدها مع صديقتها ساليمه علي هاتفها..المحمول


أنه يقترب ...يقترب منها مجدداً رغم ترنحه ...


ازدادت وتيره انفاسها ، كلما اقترب منها، التعب بدأ ينال منها...ولكن لا...

أن كان مقدرا لها الموت الان...

فلتمت بشرف حتي لو شرفها الحقيقي سُلب منها، فلتمت دفاعاً عنه...أنها بكلتا الحالات ميته لا محال ..


هبت روح الثأر اللعينه بقلبها مجددا أنها الان باتت متأكده أن كل من يحمل الدم الصعيدي...ملعون بلعنة الثأر والي الابد...

انها الآن تشعر بالحقد ...الحقد الذي كانت تراه يعلو صفحة وجه أبيها كلما أتت سيرة العائله والماضي..

هل أصبحت مسخ منه..وليكن ..


اندفعت بكل قوه مازالت تتمتع بها، وان كانت قوه واهيه ودفعته بقوه بصدره، إلى أن التصق بالحائط، وترنح أرضا مجدداً...

قبل أن يصل إليها صوت أكثر شخص بالعالم باتت تمقطه..

_______

_ احب علي يدك ياإحمد ..اوعي تروحله..اوعاك ياإحمد..

_ جولتلك بعدي عني ياحرمه...عظيم بيمين لكون (ج)قتله الليله..

_ ابوس يدك ياإحمد خلص اللي حصل ..حصل..

دفعها بقوه سقطت أرضاً علي اثرها، وفر للخارج...حاملا سباحة بيده..


لطمت زينب خديها مره بعد مره...

_ ياميلة بختك يا زينب ..يامـرك يازينب ..منك لله يابن البدري..الله يلعنك انت و خيتك

مطرح ماراحت...خربتوا داري


_ في ايه يااماما...ليليا جرالها حاجه..

هتفت بتلك الكلمات رضوي شقيقة ليليا الصغري بذعر، ورجفه ما ان وصلها صوت صراخ والدتها..والتي تصغرها بعام واحد


_ ايه اللي حصل لليليا يااماما..حرام عليكم...اختي جرالها ايه..منكم لله أنا عمري ماهسامحكم...


دفعتها والدتها للخلف بيدها...


_ بعدي عني ياخلفة الندامه انتي وخيتك، ريتكم ما جيتوا للدنيا..الله ينتقم منكم...ويريحني منكم..بعدي...من وشي الساعه دي...يامرارك يا زينب...جوزي هيروح مني ياناس...حدا يلحقني


لم تكن تلك اول مره تختار زوجها عنهن ولم تكن تلك اول مره تطال يدها اجسادهن بعنف...

انها هكذا دوماً ...تنعي قلة حيلتها مع زوجها بهن ..تكمل ما بدأه عليها من عنف علي اجسادهن.. كالعاده..


تكومت رضوي بأحضان شقيقها الصغير محمد الذي يبلغ من العمر عشر سنوات ..والذي دوما ما كان احن منهم عليهن، وهو يرفع يده ويمحي بها دموعها .

_ متزعليش يارضوي...والله لما اكبر لاجيبلكم حقكم من كل اللي ظلمكم ومد يده عليكم.....انا بس ابقي ظابط كد الدنيا زي ما ليليا عاوزه ..ويبقي معايا فلوس كاتير واخدكم بعيد من اهنه..

ابتسمت رضوي رغم عنها وضربته بخفه علي رأسه..


_ ايه الكلام ده ياعم محمد اهنه، أكده..كاتير، انت مش راسيلك علي بر ليه، شويه صعيدي وشويه مصراوي.. ماترسيلك علي بر ياواد انت...

بابتسامه شقت وجهه هتف محمد..

_ انا جولتلك قبل سابق..انا اول مااكبر هدور علي جدي الصعيدي اللي ابويا سماني علي اسمه ده...انا نفسي أشوفه اوي...تعرفي يارضوي سمعت ابويا بيتحدد مع الراجل جوز اختك ليليا بيقوله..أنه راجل غني اوي..وان أبوكي عنده ورث كتير اوي..هو احنا ليه منروحش نستخبي من أبوكي هناك يارضوي...اقله ناكل ونشرب حلو بدل ماالواحد ريقه نشف من كتر اكل البصاره والعدس..

ضحكت رضوي ..بهيستيريا من كلمات أخيها ووجهه الممتعض...

_ اه ياطفس كل اللي همك بطنك...طب تعالي بقي..

انا هفجرهالك..

شرعت تدغدغ بمعدته بسعاده ودموعها تغطي وجهها رغما عنها...

_ لاااه...لااه ..بلاش يارضوي..هموت ..


_ لا والله ماهسيبك دا انت حتي لسه واكل لحمه وورك فرخه من عشا العريس الكهنه جوز اختك.. ..

كانت هذه آخر كلماتها قبل أن ينتفضا...علي صرخات والدتها وبكائها مره أخري..

انكمش محمد مجددا داخل احضان شقيقته.. مردفاً بذعر


_ رضوي انا خايف اوي...هي ليليا جرالها ايه ...تعالي نروحلها..

_ اش ..اهدي متخافش..تعالي نشوف في ايه برا بس متعملش صوت، هنقف ورا الباب عشان لو شافونا مش هيرحمونا انهارده..

_ ماشي..

_ياالهوي..يالهوي..جتلته...هنروح فين احنا دلوقتي...هتفضل طول عمرنا نهرب من اهنه لاهنه...

أزاحها زوجها الذي عاد بملابس غارقه بالدماء..


_ بعدي من وشي ياحرمه..ويالا ابسرعه لمي كل لينا هنا أنتِ وبتك، وخلينا نمشي من اهنه 

_ هنروح فين...وفين بتي..فين ليليا..؟؟


كانت تلك اخر كلمات هتفت بها زينب قبل أن ينقض زوجها عليها ..مردفا بشر ..

_ بتك ماتت ..اخر مره اسمعك بتذكري اسمها علي لسانك..ليلي ماتت ..وانتهي أمرها، 

سامعه ...

يالا نفذي اللي جولتلك عليه وانت ساكته..

_ حاضر ..حاضر ياولد عمي..بس ..

_ جولت خلوصنا ...يالا نص ساعه لموا الحاجات المهمه بس...

______


_ مالك يافارس...مين اللي بيكلمك...

_ دا اللواء عامر.. ملحقتش أرد..

_ يبقي مش هنلحق نستريح..احسن انك مردتش


هتف ابراهيم صديق فارس وابنةخالته، بتلك الكلمات بخيبة امل...

_ اظاهر كده....


نظر له ابراهيم مليا قبل أن يهتف به..

_ بس هو ده اللي شاغلك..في ايه مالك...؟

_ لا مش ده ..برن علي أمي وجدي محدش بيرد..

وبتصل بأبويا قالي وهو متوتر مفيش حاجه قلبي مش مطمن...مش عارف ليه..

_ ياعم انت دائما مقدر العفش علي رأي جدك ليه.. تلاقيهم محضرينلك عروسه جديده وخايفين يقولولك لتهب فيهم...

_ اعوذ بالله منك ..ياساتر يارب...ال عروسه ال...

_ يعني انت عامل اضراب ذاتي ولا واحده توبتك عن جنس النساء..


لكذه فارس بجانبه، قبل أن يهتف بغيظ...

_ توبتك...واحده...انت تعرفي عني كده...

_ لا طبعا ماهو ده اللي هيجنني..

قهقه فارس علي ابنة خالته، وهو يستقر بسيارته أمام المقود..


_ ماشي يااعم اضحك..اضحك...

عموما يالا بينا خالتك قالبه الدنيا علينا، وكل شوية تقولي المحشي برد..يالا بارد انت وهو..

ابتسم فارس تلقائياً علي خالته وحديثها..

_ طب يالا ياعم انا هموت وانام..

_ تنام ايه ياعم...بقولك محشي..محشي..

_ اهو كرشك ده اللي موديك في داهيه..وان شاء ابقي فكرني ازودلك التمرين..

_ كده ياابو الفوارس وانا اللي كنت هعزمك علي رز بلبن بالحمص..

_ ايه...رز بلبن بحمص، ايه وجع البطن ده...

_ ماانا كنت لسه هقولك...

قاطعه فارس بغيظ من تفكيره العميق في الطعام فقط..

_ هتقولي ايه ياعم..انت كل اقوالك عن الأكل...

_ حد يكره الاكل..تصدق بالله انت عيل فقري، وخساره فيك محشي خالتك...

_ لا...كله الا خالتي...اه..

______


لمحتها تدلف للبيت تنظر يمينا ويساراً كمن ارتكبت جريمه وتخشي فضح جريمتها..


جزت راجيه علي اسنانها بغيظ..قبل أن تهجم عليها وتمسكها من حجابها..


_ عملتيها يا وش الفقر...وخبرتيه ... وجلبتي الدنيا، اني هعرفك كيف بتتسنطي علي حديتي ياعايبه يا نايبه..وتفضحيني..


_ راجيه...


كانت هذه صرخات ابيها الحاج عبدالرحمن بها، قبل أن يدلف ولده عبدالقادر للبيت بالكاد يلتقط انفاسه

_الحقنا يابوي..اللي كنت خايف منه حُوصل ...ولد السباعي جتل خوي..حامد ..وهرب

______

تدور حول نفسها بلهفه..أخيرا ستراه بعد شهرين كاملين..نظرت للمرآه بسعاده...

قبل أن تقذف لنفسها قبله بالمرآه...

_ قمر ...قمر ياساليمه، انت موقعتك يافارس فيا مبقاش انا...


_ في ايه ياساليمه مالك رايحه جايه ليه كده ...وبتكلمي نفسك كمان .

_ ها..لا ولا حاجه ياماما ..انا بس قلقانه علي ابراهيم .هو أنتِ مش قلقانه زيي..ولا ايه..

هتفت بتلك الكلمات بسخريه..

_ لا يختي مش قلقانه ..واهدي كده..وخشي البسي طرحه علشان فارس هيطلع معاه، وبلاش تنسيها زي كل مره عشان انتي عارفه ابراهيم وغباوته..هيكسفك قدام فارس وترجعي تقولي بيكرهني..


لعنت ساليمه اخيها في نفسها وزاد حقدها عليه...

كم تكره تحكماته، وتسلطه وفرض قراراته المصيريه عليها، كونه الاكبر، هي لم تعد صغيره، هي تستطيع أخذ قرارتها بنفسها...

واولهم انها لا تريد أن تخنق نفسها بإرتداء الحجاب من الآن...

نظرت لوالدها بغيظ..لا تعرف ما هي مهمته بالتحديد بهذا البيت غير أنه يجلس طوال الوقت يتصفح تلك الجرائد التي لم يعد لها قيمة ...كم تكره كونه أصبح يستمع لما يحدث حوله بصعوبه، ويعيش بعالم اخر بعيدا عنهم .

_ ماهو للاسف فعلاا بيكرهني، وانا بكرهه ...

همسات بتلك الكلمات بنفسها 


_ مالك يابنت بطني ...لسه واقفه بتفكري في ايه..؟

قالتها ايمان والدتها بتهكم، فهي تعرف ما تفكر به جيدا..

_ هكون بفكر في ايه...بفكر امتي ربنا يريحني من البيت ده...كل حاجه ابراهيم .. ابراهيم..لما الواحد بدأ يكره نفسه..مش عارفه ايه مهمه السيد الوالد لما كل حاجه في ايد ابراهيم باشا..

نظرت لها والدتها بصدمه...

_ اخرسي ياقليله الحيا...انا فعلا معرفتش اربيكي...ومحتاجه تربيه من اول وجديد...

نظرت لها ساليمه بسخط وهتفت بتكبر...

_ ومين بقي اللي هيريبني ابراهيم باشا ..بقولك ايه ياماما...ماتفكك من الشويتين دول..وانزلي لأرض الواقع، وبلاش تعيشي في دور مرات الاب الحنونه، عشان مفيش مرات اب بتحب ابن جوزها بالشكل ده...دا انا نفسي اخته ومش بطيقه...

اتسعت أعين والدتها من صدمتها، ولم تعد تعي ردة فعلها...

_ مش بطيقي اخوكي دا لانك قليلة الربايه وعندك عقدة نقص، ومحتاجه حد يربيكي..واظاهر فعلاً انك عاوزه تربيه من جديد...وعلي ايدي...


كانت هذه آخر كلمات والدتها بعد أن زينت خدها بصفعه تبعتها بالاخري 

قبل أن تدافع عنها يد طالما كرهتها..

_ في ايه بيحصل هنا، بتضربيها ليه كده؟

كانت هذه كلمات أبراهيم الغاضبه، قبل أن تهتف ساليمه بغضب .

_ شوفو مين اللي بيسأل، ابراهيم باشا ...صاحب الكلمه الامره الناهيه هنا..بس عليكم انتم..مش عليا أنا...انت فاهم...بطلوا بقي تتحكموا في حياتي...انا بكرهكم كلكم


_ أخرسي ياقليله الادب...

لم يتحمل ابراهيم غروروها ، وقلة تربيتها، كاد يصفعها تلك المره هو بقوه، لولا يد فارس الذي تدخلت ومنعته بقوه...

_ ابراهيم، انت اتجننت ..كفايه كده...اهدي، مينفعش كده..


_ مش شايف قلة ادبها، يافارس. ..بترد علينا ازاي..


أخيرا انتبهت أنه هنا...انها المره الالف التي تهان بتلك الطريقة المخزيه امامه... وبكل مره تلمح تلك النظره المخزيه بعينه لها...أن كانت بالأمس تنوي استمالة قلبه مجدداً...فاليوم بالتأكيد عليها أن تنسي الأمر ..انها تلمح بين عينيه اشمئزازه الواضح منها...


نظرت لهم بكره..كره بات يكبر بقلبها وحقد باتت تنشره علي كل من حولها...

_ انا بكرهك ياابراهيم...بكرهك..ربي ياخدك...وينتقم منك..

قالت كلماتها بغضب، قبل أن تختفي خلف غرفتها، تندب حظها العسر الذي جعلها ابنة لهؤلاء..

قبل أن يصلها صوته الرجولي كما العاده

_ اهدي بس كده ياابراهيم مينفعش كده..

_ تعرف يافارس انا بدأت اكره نفسي فعلاً..انا مش عارف عملت ايه لكل ده..ساليمه بتكرهني لمجرد أن والدتها بتحبني..انت متخيل..


نظر فارس له بحزن، قبل أن ينتفض علي صوت هاتفه..

_ دا ابويا..انا هطلع انا اكلمهم 

_ انت رايح فين ياافارس..انت كمان ..والمحشي

_ معلش ياخالتي..مره تانيه..


خطف الدرجات الفاصله بين الطابقين بسرعه، هاتفه علي اذنه يستمع لما يقوله والده بصدمه...قبل أن يعاود خطف الدرجات مره أخري للاسفل ..الي أن وصل لسيارته..

_ حاضر..حاضر..


________

تهرول علي الطريق..تتعثر وتقع..لا تعلم أي الطرق تسلك..ولا اي طريق قد يصل بها للنجاه..

لم تعد تري امامها، الظلام يعم المكان من حولها..، 


انها تصارع دوراها، تصارع شيئاً وهميا الآن ليس لها عليه سلطه..

تذكرت صديقتها وذاك الهاتف التي وجدته وهي بطريقها للهروب من البيت علي أحدي الارائك صديقتها التي كانت اخر طوق نجاه لها، وبكل برود كما اعتادت بعدما توسلتها مرارا أن تنقذها..رفضت مساعدتها...

وكان ردها قاتلاً...

_ وأنتِ عاوزاني اعملك ايه...معلش..ربنا يصبرك ..بقولك ياليليا..الا صحيح ماتهربي، وتروحي تشتغلي في اي مكان أن شاء الله رقاصه...


لقد تهكمت علي مصائبها، لطالما كانت تشعر أن ساليمه دوما تسخر منها، لكنها لم تسعي للتقرب منها يوما، انها هي ساليمه في كل مره تبتعد عنها هي من تجذبها لها...

ولكنها هي المخطأه ماذا كانت تتوقع منها...أن تخبرها أن تأتي لمنزلها، انها حقا كانت بحاجه لذلك...ولكن..ليس كل العالم وكل الأشخاص كشخصها...

بكت بقهر...لا احد لها تستنجد به..لا احد أبدا..


قبل أن تجد ترفع نظرها، لتري السياره القادمه، تنظر لها وكأنها خلاصها 

____

_ ايه ده...يالا..شايف اللي انا شايفه...

_ اوعا..دي وزه متبهدله عالاخر...

_ وماله ياعم..اهو نكسب فيها ثواب..وفي نفسنا..


أشارت بوهن بيدها الغارقه بدمائها لهم...مؤكد مازال أحدهم يحمل بداخله ثمرة خير..فقط لتهرب بعيدا من هنا..

فكرت بأمل ، قبل أن تقف السياره...ويهبط منها علي الفور الشابين ، محطمين كل آمالها..

_ ياالهوي...هو في كده..طلباتك ياقمر ...

لم تكن وصلت للغيبوبه بعد ...

انها تسمع وتري، ويبدو ان ليلتها لم تنتهي بعد...


انتفضت بتعب، ما أن لمس الشاب الذي دار من خلفها صفحه وجهها بجرأه...ووو....


________

تفتكروا ليليا هتقاوم...وهتفضل زي ماهيا...ولا ايه مستخبي ليها تاني...

سؤالي للبنات هنا...كم واحده في حياتكم شكل ساليمه..

واللي شكل ساليمه دي تفتكروا ممكن تتغير..؟؟

الفصل الثالث

من رواية/

وكأنها عذراء

أسما السيد.

_________

كنت أظنها بجمال يوسف، وحزن ابيه، وغدر أشقائه..لكني اكتشفت انها لم تكن إلا حياة مليئه بالاشواك، لا ظللت كما انا تلك الجميله البريئه، ولا غادرني الحزن ورحل عني بعيداً

لم اشفي من الغدر قط، ولم أظل تلك العذراء العفيفه، اكتشفت أني لن أصل لكمالها يوما..انها المعادله الصعبة للدنيا العجيبه،  سنة الحياه الابديه، التي مااكتملت لأحد يوم …انها ياعزيزي الحياه علي شكلها الحقيقي .

______


حاوطوها كما الغنيمة من كل جانب، وهي لم يعد لديها  من الطاقه  ما يجعلها  تعافر اكثر، تشعر بدوران حاد  يلف رأسها، وكأنها ستفقد السيطره  في اي وقت علي سائر جسدها، بداخلها شيء لا يريد الانهزام، يدفعها للمثابره، للدفاع عن ملكية جسدها التي استباحوها هؤلاء الانذال..

لم تكن مستسلمه يوماً، ولن تكون...ولكن وحده جسدها الخائن من سيخونها الان .

كانت تدافع بوهن..بتعب بات ينشر بجسدها

تدور يميناً ويساراً، تبعد أيديهم التي تشعر وكأنها نصل سكين حاد يُقطع بجسدها..


دموعها اللعينه لا تترك عيناها رغماً عن مقاومتها لها..

انها وحيده تماما وسط الظلام ومع هؤلاء الذئاب…

انها الوحده التي شعرت بها ماان دفعها والدها حينما هرولت لتستنجد به، قبل نصف ساعه…بعدما وجدته داخلا عليها...

دفعها كنجسه، وهو ينظر لجسدها الملوث المختلط بدماء جرح يدها وعذريتها التي فقدتها بلمح البصر بعد دفاعها عنها بإستماته، وكان والدها أيضاً هو السبب الأول في ذلك..

ان عقلها يعيد المشهد وكأنه يخبرها أنه لن يفارقها ابدا..


_ أرجوك يابابا...انقذني منه...انا..انا..

دفعها والدها بغل ماان اقتربت منه...

_ أنتِ ايه..بعدي عني ياخاط..يه..بعدي يابومه ..


لم تكن تعي ما يقوله كانت بحاله أشبه بالجنون..وهي تميل علي يده تقبلها..مره بعد مره أن ينقذها…


_ أرجوك ..أرجوك يابابا انا انتقمت لشرفي وشرفك..شوف انا موته ..موته اهو..بص..


أشارت بيدها علي المسجي أرضاً، يكاد يكون قاطع النفس..قبل أن يدفعها والدها مجدداً بكل قوته…

ويخرج ذاك السلاح الأبيض الذي يحمله دوما بجيب سترته التحتيه، ويدفعه بقلب الرجل...مره بعد مره...بكل قوته ..بغضب حارق، وكأنه...مغلول منه..


_ موت ..موت ياحامد يابدري...إجيت لقضاك...ايه جابك ماكنت بعيد…بعيد ياولد الخال...بس اتصدج  ماعرفتك..الغربه برديك بتغير الناس..وبتعدل الاعوج…

مع أن ديل الكلب عمره ماهينعدل أبدآ..

شهقت بصدمه، وهي تري والدها يحمل كل ذلك الغل، والغضب بقلبه..أن كانت قد ثأرت لنفسها بغضب ، فلن يكون مثل  ذلك الغضب…


انهارت تماماً...وهي تهمس بضياع..صدمه حقيقيه وهي تري والدها بغير هيئته التي اعتادت عليها..كوحش قاتل..


_ لا...لا..ايه ده..


استمع والدها لهمسها، فانتفض، ينظر لها بنظرة دبت الرعب بقلبها..


أنه يبدو كمن…كمن يخبرها بعيناه أنتِ القادمه..لا محال..

هزت رأسها بذعر،  ولم يهتدي عقلها وفكرها الا للفرار، الفرار منه ومن كل مايهدد أمنها وخوفها ...أطلقت قدميها للريح…غير عابئه بأي شيء، لا هيئتها، ولا عُريها التي أصبحت عليه بفعل معافرتها، بعدما قطع ذاك الوحش فستانها..بوحشيه


_ لا..لا أرجوك انا بنتك يابابا..هتعمل ايه فيا...بابا أرجوك ..


هتفت بتلك الكلمات بنحيب ورجاء بعدما لحق بها خلف ذلك القصر الذي خدع فيه، وطمع ما به..

_ أخرسي أنتِ هتجيبيلي العار، لازم تموتي..لازم..انا مش هتعاير بيكِ..أنتِ زييها...لازم تموتي أهنه ياخ….اطيه..

_ بابا…

أحكم يده علي عنقها يخنق بها..

وهي تلتقط أنفاسها بصعوبه...تصارع موتاً حقيقياً...لوهله كادت تستسلم ...لولا صياح أولئك الرجال  عليهم، التي يبدو اكتشفوا ما فعلوا بسيدهم، قبل قليل عرفهم عليهم أنهم أقرباء له  والآن بات يعلم هويتهم الحقيقيه، أنهم عائله البدري بالتأكيد..

_ إحمد ياسباعي وقف عندك ...وقف  …

استدارت بذعر حينما وصل لها صوت إطلاق النار…قبل أن تهتف بصدمه، حينما رأت ذاك الرجل يصوب ناحية والدها..نست كل شيء وتذكرت فقط أنه والدها..


_ بابا..ابعد يابابا..ابعد


وما كان من ابيها الا دفعها لتقف أمامه بقوه، وتتلقي عنه رصاصته، وسرعان ما انبطحت أرضاً، صارخه، واختفي هو علي الفور...وكأنه لم يكن…اندفع ينهي ما بدأه بكل القوه ..


تتأوه بتعب، ودموع، وصوت غاضب يخترق أذنيها..وهو يمسك بيد الرجل التي كان يصوبها عليها..مطلقا الرصاص بالهواء

_ انتوا عملتوا ايه يابهايم    هتقتلوها ليه...أوعوا كده ..

دفعهم بقوه، وهو يندفع نحوها، قبل أن يمسك بذراعه أحدهم..

_ يافارس بيه انت مفهمش حاجه ... حامد بيه تعيش انت..هما اللي جتلوه..( قتلوه)


استمعت لخطوات قادمه ناحيتها، رفعت جسدها بصعوبه ونظرت للقادم ...لم تري الا ظلاً يقترب سريعاً، قبل أن تتحامل علي وجع قدمها التي استمعت لصوت   تلك الزجاجه التي كُسرت أسفلها، وغرز زجاجها بقدمها

بكل قوتها، نزعت الزجاج سريعاً، وتحاملت عليها، واستقاامت لتفر..

_ استني..استني عندك… قولتلك استني .

كان يستعد ليهرول خلفها، قبل أن يقف بطريقه..


_ الحق يافارس بيه، الحق، القصر ولع و حامد بيه جوا..

_ ايه. ..


القي نظره علي تلك التي اختفت تماما كالبرق، وعاد مهرولا للقصر...

اتسعت عيناها بصدمه، ماان رأت النيران تلتهم القصر ..

قبل أن تفيق من شرودها 

  فجأة ، علي أيدي أولئك الوحوش التي  مازالت تدفعها بينهم كالكره

نظرت للأرض و فجأة، لمحت ذاك الحجر،  وشعرت أنه الخلاص مجددا، كادت تميل لتلتقطه، فتأوهت بوجع من سائر جسدها، بكلتا الحالتين ستموت، دموعها انسابت بقهر، وغيامتها تجذبها للاسفل، غيامتها التي لم تنصفها هي الاخري، هي حقا تشعر بحتفها قادم لا محالة..فلتنطق الشهاده أفضل..

_ ادخلي ياوزه متعصلجيش…


كانت تلك اخر كلمات استمعت لها قبل أن تدب روح القتال بها مجددا، ماان شعرت بيده تمتد لاحدي مفاتنها، دفعت من امامها، بقوه، ومدت يدها التقتت حفنه من تراب الارض، بجانب الحجر، والقته بوجه الاخر، 

فاستقام الاول وصفعها بقوه، دافعاً اياها لتسقط أرضاً، قبل أن يدق رأسه أحدهم بقوه  بقالب طوب أحمر فسقط أرضاً…غارقاً بدمائه، حاول الأخر الوقوف، وكان له مثل الآخر..

______

نظرت رضوي لأبيها الذي صفعها بصدمه، ولأمها التي أكملت عليها بأخري، وتسحبها من يدها بقوه لتخرج من الباب، قبل أن يلمحهم أحد من الجيران..ويوشي عليهم، أو يكمشوهم قبل الفرار..


_ قلت انا مش همشي من هنا..مش همشي قبل مااعرف فين اختي…وديتو اختي فين…؟

عاود والدها صفعها مجدداً

_ جلتلك اختك ماتت يابنت..جسما عظما لو ما انجريتي قدامي لدافنك زييها..

ابتلعت رضوي ريقها بخوف من شر والدها، قبل أن يقترب أخيها منها ويهمس برعب ، وجسده كله ينتفض..

_ اوعاكي تموتي انتي كمان يارضوي..متسبنيش انا بحبك اوي...متسبنيش ليه هيموتني انا كمان، ويولع فيا كيف ما عمل بخيتك وجوزها وحرق القصر…

_ ايه ؟؟

_ ايوه يارضوي اسمعي بينبهوا عالحريقه اللي بالقصر اسمعي..

انتبهت رضوي علي صوت التنبيه من أجل المساعده باطفاء الحريق الضخم لإنقاذ العريس والعروس، قبل أن تندفع ناحية أبيها..

_ انت اللي ولعت في القصر ...انت ...حرام عليك اختي..اختي..

صفعها والدها مره بعد مره

وهويخنقها  بقوه ، لولا توسلات والدتها…ما كان تركها

_ احب علي يدك ياإحمد سيبها معدش غيرها هيا وأخوها..امشي يارضوي ..امشي يابتي..جبل مايكمشونا..

نظرت لأخيها  وهي بالكاد تلتقط أنفاسها، بحزن، وجع ينخر بقلبها، قبل أن يسحبها والدها مجددا بقوه اكبر ويغلق الباب من خلفهم..

نظرت لوالدتها بقهر..وهي تفكر كم باتت تكرهها أكثر من ذي قبل.. انها لا تري بعينها حتي لمحه من حزن علي شقيقتها...وكأنها لم تكن ابنتها يوم..

_ اللعنه علي هكءا أم مثلها..


_____

صباحاً….


لا حول ولا قوة الا بالله..مين عمل كده..

قالها أحد الجيران الملتفون حول باب القصر، قبل أن يندفع ابراهيم الذي أتي علي الفور…ليقف مع فارس الذي هاتفه ليأتي لهنا..

_ ايه اللي بيحصل هنا...وايه اللي جابك هنا  يافارس..؟.


نظر فارس له بصمت، قطعه أحد الجيران…


_ لا حول ولا قوه الا بالله كانت صبيه زي الورد منه لله ابوها...هو اللي جوزها لواحد قده عشان الفلوس والقصر…ادي آخرة الطمع..


_ دا بيقولوا ابوها هو اللي قتلها، وقتله مطلعتش بنت بنوت بعيد عنك..

همست بتلك الكلمات احداهن وهي تمصمص شفتيها …

هتفت الاخري...

_ ربنا يسترها علي وليانا…صحيح ياما تحت السواعير دواهي..


_ ايه يا وليه ياخرفانه منك ليها ده..ايه الكلام الفارغ ده..بقي دا كلام تصدقوه، بقي ليليا اللي زي الورده تعمل كده..اشحال مكنتش مربينها وعارفينها..


_ الله وانت مالك محموقه ليه كده يا فاطمه..اشحال مكناش شايفينك بعنيننا داخله القصر تتسحبي بعد ما المولد اتفض..ايه كنتِ راحه تشقري، ولا تثبتي…

_ أخرسي قطع لسانك...البنت أشرف من الشرف…

قبل أن يهتف الظابط المسؤل عن القسم بالمنطقه...

_ اخرسوا كلكم وامشوا من هنا….اللي هيفضل هنا هيتسجن يالا…


وأنتِ ياست أنتِ تعالي هنا…


_ ايوه يابيه تحت أمرك..

_ اسمك ايه….؟

_ فاطمه...محسوبتك الدايه فاطمه يابيه..انا سمعت يابيه باللي حصل، واللي  بيتقال علي  ليليا..

_ مين ليليا...؟

_ دي البنت الغلبانه اللي راحت في الرجلين…وعاوزه اشهد شهاده حق قبل مااقابل وجه كريم ..

_ خلاص خدوها عالبوكس...عشان توثق شهادتها امام النيابه ...وانا هحصلكم..


_ نيابه...نيابه ليه ياحضرة الظابط ..


_ جدي…


قالها فارس بصدمه...قبل أن يقترب من جده بلهفه…

_ ايه جابك أهنه ياجدي…؟؟

_ مكنتش عاوزني اجي اياك…!..اسمعني ياحضرة الظابط ..احنا مهنتهمش حد واصل...اللي حُصل قضاء وقدر…


_ يعني ايه ياجدي...ايه اللي بتقوله ده؟.


_ فااارس…


صرخ الجد باسم حفيده الأكبر ..

_ اللي اجوله يتنفذ...أنا عمري مهفتح نار التار من تاني...لم الليله علي أكده ياولدي..وخلص الإجراءات..وادفنوه مطرح ما كان عاوز…حامد طول عمره نبته فاسده.وخدت جزائها..


_ جدي...انت بتقول ايه…انت عاوزنا نسيب تارنا..

هتف بتلك الكلمات ابراهيم… قبل أن ينظر الجد 

الجد لولده بغضب

..

_ عقل ولدك وابن أخوك  يا راشد..بزيادنا دم...بزيادانا...كفاية اللي راح…لو باقي  العيله دريت البلد هتقوم نار...وانا مش علي اخر العمر هتسبب في ضياع زينة الشباب من العيلتين..سامعني ياراشد..

_ حاضر ياابوي...يالا يا ابراهيم اتصل بأبوك..خليه يجهز المقبره اللي لينا اهنه…

وانت يافارس شوف سكه عشان ندفنوا عمك ومرته.  

_ بس ياابويا مراته مكنتش معاه.. 

_ اومال وينها ياولدي…

_ هنعرف متقلقش..

_________

_متفتحي الكاميرا...وحشتيني اوي

هتف بتلك الكلمات أحد الشباب التي تعرفت عليهم ساليمه من علي شبكة الإنترنت قبل أشهر..

_ ما قولنا لا…مش في المود خالص . 

_ طب ليه...كده يابطل، ما أنا هروقك...افتحي يالا... وحشتيني

_ اوف...قولتلك مش دلوقتي..انا زهقانه اوي..

_ طب ايه رأيك نخرج…

_ نخرج  نروح فين..سي زفت جه..واكيد مش هعرف أخرج.  

_ وأنتِ هتغلبي ياسوسو بقولك انهارده عاملين بارتي جامده جدا  عند نانا ..ماتيجي..واوعي تيجي بالخيمه اللي بتلبسيها علي راسك دي..

_ ازاي مش هينفع ..

قالتها بتردد..قبل أن يبدأ ذاك الشاب يوسف جو.. باقناعها كالعاده. 

_ يابنتي الحجاب ده للمتخلفين، لناس شعرهم وحش، انما انت ..قمر..

_ بس…يا جو

_ مبسش...انا مش عارف حجاب ايه اللي مؤمنين بيه ده ..

_ انت تفكيرك عجيب اوي…

_ ليه عجيب الناس في أوروبا عايشين كده...وبيعملوا كده ..انا حقيقي ندمان اني سبت انجلترا وجيت هنا…

_ ايه المميز في هناك يعني…

_ يابنتي كل حاجه هناك مميزه ..بس اكتر حاجه يعني ...هي انك بعد ١٨ سنه تعيشي مع الشخص اللي بتحبيه، وتسيبي بيت أهلك عادي ..

_ عادي كده ببساطه..؟

_ طبعا يابنتي هناك البنت يبقي عندها ١٤ سنه ومعاها بوي فريند، وكمان مش فيرجين…

_ ايه ..معقول…؟؟

_ ايوه ..استني هحكيلك حكايه.  

_ احكي ...

ساليمه...ساليمه…

_ ماما بتنادي هشوفها واجي…

_ ياستي سيبك منها...وركزي...انت لسه بتخافي منها . 

_ ها..لا طبعاً خلاص فكك كما الحكايه…

_  البنت دي مش بترد ليه...اف..

حاولت فتح باب غرفتها وجدته مغلق، ظنت انها نائمه

_ ربنا يهديكي يابنتي..

قالت كلماتها، قبل أن يرن هاتف المنزل وتقع السماعه منها ..

_ ايه حامد مات...معقول. .طب جه امتا. …

نظرت لزوجها بصدمه..قبل أن تقترب منه...و.

_________

فتحت عينيها بتعب، قبل أن تنتفض تنظر ..لذاك الضاحك 

مردفه برعب..وهي تنظر حولها. 

_ انت مين...وايه جابني هنا…

_انا...انا...انا….م..ي..مس...خافيش..خافيش انا...اووته…

_____

يتبع ….الفصل الرابع….

تفتكروا ايه مستني ابطالنا…

ساليمه داخله علي ايه...وهتودي نفسها لفين بدماغها التعبانه دي..

_ مين بيتكلم بالآخر...وقصة ليليا انتهت علي كده، ولا لسه في حكايات…

في الحقيقة كام ليليا عندنا..

وكام ساليمه…

الفصل الرابع


من رواية/


وكأنها عذراء


لم يلمسها أحد


أسما السيد


_________


4-( البحث عن النجاه)


الماضي لا يُنسي، والحاضر لا يعاش هكذا بلا هويه، انها الحياه وحدها احيانا من تعاملنا كسلعه تُشري بثمن بخس..


اسبوع مر علي ماحدث...دفن حامد البدري بكل سهوله بفعل الأموال والنفوذ، لم يشك أحد بأمر الثأر..وهرب أحمد السباعي، ولكن هل يهرب الذنب، هل يترك الرب ذنوب البرايا تذهب سُدي بدون الأخذ بثأرهن.. 


_ أرجوك سيبني انت عاوز مني ايه ..اه ..


انتحبت ليليا وهي تتحامل علي أوجاع جسدها لتهرب منه، لقد أصبحت كالجثه المنتقله، ينقلها معه من مكان لمكان بكل غصب وقوه، منذ تلك الليله المشؤمه، وانقاذه لها من براثن هؤلاء الشباب..


لم تعي ما حدث  وقتها، ولكنها فاقت لتجد نفسها بجانب ذلك الشاب ذو الملابس الرثه المقطعه..


وبجوارها رجل كبير بالعمر بجلباب صعيدي، وعمامه  كان يلف جرح يدها بعدما داواها  بطريقه بدائية، كما كانت تري بالمسلسلات 


دموعها هبطت بغزاره مره اخرى، وهي تتحامل علي نفسها لتسايره..


تسايره جبراً من مكان لآخر..


_ انت عاوز مني ايه اعتقني لوجه الله بقي..


نظر لها ميمس بصمت ..أنه يفهم عليها، ولكنه لا يستطيع تجميع كلمات كامله، لقد أصبحت تجيد الفهم عليه ..كما هو تماما.


أنه يأمرها وكأنها سجينه عنده..او ربما رهينه..يحتجزها..


_ ا.مش..ي..ام..ش.ي..


كانت هذه كلماته التي خرجت منه فقط وهو يدفعها


أغمضت عيناها بقوه تمنع صوتها الصارخ من الانفلات وفضح نفسها هنا داخل محطه القطار التي ادخلها اليها..


نظرت حولها بصدمه، إلي أين ينوي اخذها الان..لقد مرت معه بأسبوع أسوأ من مراحل حياتها بأكملها حاولت الهروب أكثر من مره، وبكل مره تجده امامها..


أنه لا يؤذيها..لا يؤذيها ابدا، بل انقذ حياتها ، لكنه يخيفها وبشده، نظرته، وكلماته التي علي الرغم من خروجها بصعوبه من بين شفتيه الا انها تحمل بطياتها شيء مخيف تجعلها تمتثل لاوامره برعب..


أن ما تعانيه الان هو أسوأ ما مرت به بحياتها بأكملها..


_ هنروح فين.. بس، سيبني وشكرا علي كل اللي عملته...انا بجد هفضل ادعيلك طول عمري ..


دموعها لم تجف لاسبوع، منذ تلك الليله، لقد باتت عاده، كلما تكلمت..تخونها لتسقط علي خديها..


انتفضت ما إن أمسك بكف يدها السليم بقوه، ويلقي عليها نظره حاده غاضبه ارعبتها، مردفا بغضب  ..


_ متع..ي.طش ..ام..شي ..م.تحا.وليش اهر..بي 


انهي كلماته وهو يدفعها لتدلف للقطار بقوه ويصعد خلفها ..


نظرت لتلك العباءه السمراء التي تغرق بها بحسره، وحاولت وضع طرحتها بصعوبه علي شعرها، لكنها لم تفلح، فمد يده وعدلها لها ونظر لها بابتسامه غريبه، جعلتها تنكمش بمقعدها، وتستند علي نافذه القطر..


تذكرت كيف حصلت عليها تلك الليله ما أن فاقت ورأته امامها، وبجواره ذلك الرجل..


من اسبوع..


( متخا..فيش..انا..موته..)


نظرت له بذعر حقيقي، وكادت تصرخ، لولا صوت الرجل العجوز الذي اتي من خلفها…


_ اهدي يابنتي..متخافيش خليني الفلك جرحك..


_ انا فين...وانتوا مين؟؟


_ انا عمك نبيل، حارس المستودع ده، شغال أهنه ودا ميمس واد غلبان زي ماانتِ شايفه شغال امعاي ، بيقول أن لقاكي بتجري وفي شباب بيجروا وراكي..وهو ضربهم وجابك علي أهنه..


وانا بخبرتي البسيطه، شلتلك الرصاصة اللي في يدك، مهياش واعره يعني، وان شاء الله يابتي هتكوني زينه قريب..بس احتمال تصيبك حمي ولا حاجه، عشان أكده لازمك مسكن…


نظرت له بصدمه، وهي تحاول لملمه ثوبها المقطع علي جسدها العاري، ودموعها تغرق وجهها..


قبل أن يردف الرجل بحنو..


_ جوليلي يابتي مين عمل فيكي أكده..


بكت بحرقه..ولم تجبه


_ شكلك معيزاش تحكي..ارتاحي يابتي واشوفك بكره...نامي اهنه، وميمس هيكون معاكي..لو احتجتي شي ابعتيلي مع ميمس


نظرت لميمس الذي ينظر لها بصمت


وقد خلي المستودع الا منهم..


_ انت بتبصلى ليه كده..


خافت ..خافت منه واستقاامت لتهرب، وهي تلف ذاك المفرش من اسفلها علي جسدها العاري…


ما أن  وضعت قدمها خارج المستودع حتي سارت بأقصي سرعه والتي لم تتعدي الخطوتين،  وتعاود السقوط مجدداً أرضا..


ارتاحت ماان رأت نور الصباح قد بدأ يعم المكان من حولها سترحل بكل اريحيه الان ، لكن كيف وهي بتلك الحاله المذريه..


استقامت لتسير خطوتين..بأريحيه اكبر لأنه لم يلحقها…


ولكن ماان رأت تلك الشجره الا وسقطت بجانبها..


نظرت حولها، يبدو أن تلك المنطقة عامره بالناس فالبعض بات يخرج من بيته..


انكمشت علي حالها، واحداهن تنظر لها بصدمه..


_ انت مين يابت انتي..ولافه ملايه علي نفسك ليه كده، لتكوني من إياهم...ياساتر يارب ايه البلاوي اللي بتتحدف علينا كل يومين دول…


ياابو علي...يابو علي…


كانت هذا صوت صراخ المرأة التي خسرت تماما ما أن اندفع ميمس ليقف قبالتها، ويهتف بكلمات لم تفهم منها شيء إلا أنه يبدو كمن يتشاجر تماما ..


صمتت المرأه ونظرت لهم بغضب، ورحلت..


نظر لها ميمس بذات النظره، قبل أن يقترب من أخري كانت تشاهد من بعيد مايحدث، ويقف قليلا يتحدث معها، لتذهب المرأة علي الفور، وتعود بثواني ومعها تلك الملابس، وتقترب منها، وتساعدها علي السير بصمت، حتي دلفت المستودع مره أخري وقد خارت قواها تماما، ولم تعد بحاله تسمح لها بالهروب..


دلتها المرأة علي الحمام بالمستودع واعطتها الملابس..


_ ادخلي يابتي غيري خلجاتك ربنا يأذي المؤذي..


كانت بحاله لا تسمح لها بمعاونه حالها، تتأرجح يميناً ويساراً بل تكاد تسقط، لولا يد السيده التي التقطتها..


وأصرت بعدها أن تساعدها لتغتسل..


تركت حالها لها ماان رأت تلك النظره الحانيه  بعيونها، نظره تخبرها انا اصدقك، لا تخجلي مني..


استمعت لشهقات السيده  فجأة..


_ ايه الدم ده..ربنا ينتقم منهم، ياكبدي عليكي ياضنايا..


هنا لم تستطع، بكت..بكت بحرقه وهي تتذكر ليلتها المشؤومه، وكل ما مرت به، آخرهم تلك العينان الحاده التي خافت من صاحبها..وفرت من امامه


انتبهت علي يد ميمس التي مسحت دموعها بابتسامه .


_ عيطيش..


كادت تبتسم..وهي تفكر. أن 


تلك الحياه بتقلباتها عجيبه، عجيبه جدا...لا تجعلنا ندرك حقا اي المصائب بلاء خير، واي الافراح يكمن بداخلها كل شر..


 ماان سار القطار الا واستسلمت لسلطان النوم والقدر معاً ليأخذوها حيث أرادو فلم يعد بحياتها ما قد تبكي عليه…


_________


ببيت عائله السباعي بنجع حمادي..


اقترب رفيع السباعي من والده محمد السباعي كبير عائله السباعي..


_ مالك ياابوي…مش بحالتك الطبيعيه بجالك كام يوم أكده..


_ مفيش ياولدي ماعليك شر..


_ من ميتا ياابوي بتخبي علي .


_ هجولك ايه عاد وانت مهاتحبش تسمع سيرة خوك يا ولدي..


_ لساتك بتفكر في جليل الاصل ده عاد ياابوي..


_ ولدي ياولدي وانت مجرب غلاوة الضنا..الضنا غالي ياولدي..


_ ياابوي إحمد لو عاد اهنه هتولع نار...واحنا مصدجنا أن نار التار بردت، بعد ما قدم إحمد كفنه وغار من اهنه..


_ يولدي لو علي خوك الله يسامحه ماعيزش اسمع عنه، بس جلبي بيغلي علي اولاده، واللي وصلني خلي جلبي جليد نار…


_ وصلك..من مين وصلك ياابوي..


نظر له والده بحزن، قبل أن يهتف 


_ من يوم ما مشي خيك واني موصي حد يتعسسلي علي اخباره، جلبي مطاوعنيش ياولدي أنساه وادفنه من حياتي..


_ يااابوووي..يااابوي..


_ احيات عيالك ياولدي تهدي علي..واسمعني..ودبرني 


بعد برهه، انتفض رفيع بصدمه.


_ باااه ..باااه ايه اللي عتجوله ده ياابوي..


_ دبرني ياولدي..جليل الشرف اخوك ضيع البنته، هاتهوملي ياولدي..


_ ياابوي انت متوكد من حديتك ده..الحديت ده هايطير بيه رقاب..


_ رفيع...وطي حسك ده ...مادامت عيلة البدري جفلوا علي جتيلهم يبقي نقفل، انت خابر أنه مش فى مصلحتنا ومصلحة النجع انوا نفتحوا النار من جديد…


_ انت بتجول ايه ياابوي..


_ اللي بجوله يارفيع..واني مهقولش كلامي مرتين..وانت خابرني. 


_ طلباتك ياابوي..


_ ولاد خوك...ياولدي جليل الشرف ومرته الجادره ضيعوهم، ريتني سمعت لخيتك وجبتوهم من زماني.. 


نظر رفيع لابيه بغيظ، وغيره رجل صعيدي علي مافعل اخيه، يقسم لو ما فعلت ابنة أخيه كما يقول الجد لقطعه ارباً واطعمه للسباع..ولكن العاقبه لأخيه، لقد طفح الكيل منه..واكتفي..


_ وهما فين عاد دلوج..


_ ماخبرش ياولدي البنت هربت، واخوك جليل الاصل هرب وفاتها..


مفيش جدامنا غير حل واحد ياولدي .


_ ايه هو ياابوي…


_ يزيد.


_ لاااه..يزيد لاااا..


_ ياولدي بترجاك...اني محتاجله..وده ولدك..


_ بس خرج عن طوعي ياابوي..


_ الجواز مش بالغصبنيه ياولدي..


_ دا بت عمه ياابوي..


_ كان زمان ياولدي…


_________


بالجهه الاخري بالنجع


بيت عبدالرحمن البدري. كبير عائله البدري


_ في ايه يافارس هتفضل شاغل بالك كتير باللي حصل، ورانا شغل علي فكره..


_ مش ههدي ياابراهيم الا لو وصلت للبنت دي واهلها..


_ انت اتجننت يافارس نسيت جدك أمرنا بإيه..؟


هتف ابراهيم بغضب لفارس الذي لا ينفك يفكر بالانتقام، قبل أن يجيبه فارس بنفس الغضب..


_ الكلام دا  ياابراهيم ميمشيش عليا..انا مش هسيبك تار عمي..


_ بااه.. اومال يمشي علي مين ياابن وهدان..


كانت تلك كلمات الجده الحاده التي أخرسته


_ جدي…


_ ايوه جدك ..ايه مش ناوي ترجع عن اللي في دماغك عاد..


_ ياجدي…


_ بلا جدي ..بلا حديت ماسخ..اسمع ياابن وهدان..أنا عمري ماحد كسرلي كلمه...وانا اللي اجوله يمشي عالكبير والصغير فاهم اني الكبير اهنه، ودم البدراويه مهيروحش هدر، واني عارف بعمل ايه وليه...؟


نظر ابراهيم لفارس بمغزي أن يهدأ،قبل أن ينحني ويقبل يد جده 


_ اسفين ياجدي..أوامرك تمشي علي دماغنا كلياتنا


نظر له فارس بسخط، قبل أن يهتف..


_ كيف ده ياجدي...عمي اتقتل ومعيزناش ناخد بتاره..


اتسعت أعين ابراهيم من فارس الذي لازال مُصر علي كلامه..واردف بحده..


_ فارس ..


نظر له فارس بغيظ..وصمت..


_ وانا قلت كلمه ..بزيادنا تار ياولدي ..ارجع عن اللي بدماغك   التار نار وابني حامد غلط غلط واعر جوي لو جعدنا في مجلس واحنا الكبار هنصير اصغار..محدش ياولدي هيديلك الحج..وعيلة السباعي مهياش عيلة جليله..وانت خابر..وكبيرهم  مهواش هين. 


نظر فارس لجده بغضب، هو يعلم ما يرمي له..


_ اوعاك ياجدي تفكر أنه اقوي مننا...دا عامل زي الطير الشريد..عيلته نفسيها راميه طوبتها منه..


_ هو مين يا ولدي؟؟


هتف الجد بكلماته هذه بسخريه…


نظر له فارس بغضب..


_ اقصد الحفيد المطرود..


قال كلماته بحده قبل أن يصيح به والده التي استمع لحديثه .


_ فارس ..خلص الحديت...جدك قالك اقفل يبجي تقفل..وكفاياك جدال..


نظر لهم بغضب، وهو يتوعد بذاته عائله السباعي..


_ حاضر ياجدي...حاضر يابوي…عن اذنكم..


( فارس وهدان البدري...٣٠ عاما ...ظابط برتبه مقدم والده وهدان البدري الابن الأكبر لعبدالرحمن البدري)


( ابراهيم  محمود البدري 


الابن الأكبر لمحمود  عبدالرحمن البدري  


 من زوجته الأولي امل البدري ابنة عمه، توفت وهي تلد ابنها ابراهيم وبعد خمس أعوام حكم عليه والده بالزواج من شقيقتها الصغري  ايمان البدري وانجبت منه ابنتها ساليمه)


(راجيه عبدالرحمن البدري..ابنة عبدالرحمن البدري متزوجه من ابن عمها عمران وتسكن بالجوار ببيت ملتصق بهم..وهي من شجعت أخيها للانتقام لتوأمها التي فقدتها بسبب أحمد السباعي .. لديها ابنه  بعمر ال١٨ عشر منتقبه  وابن ضائع  بعمر ٢٣ عاما لا تعلم عنه شيء.  )


(حامد  عبدالرحمن البدري.. الابن الأصغر لعبدالرحمن لم يتزوج قط نبته فاسده منذ الصغر طرده والده من العائله منذ زمن  بسبب مجونه، فسافر للخارج ...وعاد لينتقم ..)


_ فارس استني  اهنه؟؟


_ ايوه يابوي في ايه؟؟


_ لأمتي ؟


_ لأمتي ايه..يابوي..


_ هتفضل تنخور في الماضي ياولدي..والماضي كله وجع ومصدجنا نسيناه..


_ ياوالدي بس..


_ مبسش  ...مبسش بزيادانا..


_طيب ياابوي ،  قولي الحقيقه وريحني..


قاطعتهم شقيقته راجيه التي استمعت لحوارهم كالعاده فهي تظهر بكل مكان..


_ انا اجولك اني يابن اخوي..


_ راجيه…


كان هذا صوت الجد الصارخ من خلفهم، وبجواره زوجها عمران الذي اقترب منها ودفعها أمامه..


_ فوتي جدامي ...


_ فوتني ياعمران الله..


_ ربي مرتك ياعمران..وقولها بزياده دم ..


هتف عبدالرحمن البدري بكلماته قبل أن يدفعها زوجها بحده


_ جولت فوتي جدامي..ياجلابة النصايب


نظر فارس لهم بغيظ قبل أن يسرع بالخروج من البيت ..


_ فارس استني .


_ فوته ياابراهيم..خلي يفوح لنفسه ياولدي..


______


نظرت روضه للبيت المهجور الذي جلبهم والدهم له..برعب..


أنه يشبه المغاره حقا ..وبالليل يشبه كالمقابر بلا حياه…


اقتربت من والدتها التي تجلس بكل اريحيه، وكأن شيئاً لم يكن..


تأكل بالطعام..


تفكر لو كانت تعلم أنها ليست أمهم الحقيقيه لكان جرحها اقل، ما يؤسف حقا انها والدتهم من انجبتهم وللاسف..


كفكفت دموعها بظهر يدها، واقتربت من والدتها..


_ ماما..


انتبهت والدتها لها، ونظرت لها بسخط، وهي تعاود مضغ الطعام بكل راحه..


ابتلعت حرقتها من افعالها


_ مفيش اخبار عن ليليا..


لم تجبها والدتها  فعاودت سؤالها بإلحاح..


قبل أن يأتيها الرد علي هيئة صفعه قويه من والدها الذي دلف للتو  بثياب رثه، واستمع لها..


 _ اني اجولك وين هي..تعالي يابوز الأخص انت..


_ يابابا بس..انا .


سحبها والدها للغرفه،  بقوه..وشرع بضربها بكل قوته..


قبل أن يندفع شقيقها الأصغر خلفهم..


شرع بضربها بقوه، بتلك الجريده التي لا تفارقه منذ أتوا لهنا..كلما سألت عنها يجلدها بها بلا رحمه..


_ خلص ياابوي..اتركها..وحياتي عندك ...ماعدناشي نسأل عنها


كانت هذه توسلات ابنه التي اندفع خلف والده 


_ فوتها يابوي..وحياه النبي تفوتها..هتموت ياابوي .الحقي يااماي..الحقي خيتي..


انتفضت والدتها اخيرا، بترو، وبكل برود .


_ فوتها ياأحمد خلاص، معدتش تتحدت بالموضوع ده..يابتي خيتك الله يرحمه..ارتاحت من كل اللي كان هيصيبها بعد العمله دي..


_ العمله دي انتوا اللي عملتوها..انتوا السبب..منكم لله..


_ باااه.. بتردي علي يا جليلة الربايه، يبقي لازم اخلص عليكي  عشان ماتحصليها كوماني.. يااجل ماترحميني من عارك انت كمان


بلا رحمه كان يجلدها وكأنها حقا ارتكبت إثما لا غفران له..


كانت مستقبله فقط دون حراك وكأنها غابت عن الوعي لم تصرخ، ولم تبكي، ولم تتحرك لتدافع عن نفسها..


لاسبوع ظلت تدعو الله أن يستجيب دعائها وترحل خلف ليليا..ليتها تموت وتروح من تلك الحياه..


ليليا لم تكن شقيقه فقط..بل كانت روحها الضائعه، وخليلتها القويه التي كانت تستقوي بها..لم تصاحب بحياتها الا هي…ولم تعرف بحياتها الا أشقائها


كانت امها وشقيقتها وصديقتها...بدونها هي لا شيء..


ظلت صامته تستقبل كل الامها، قبل أن يخترق اذنها صوت والدتها القوي...باسم شقيقها..


_ يالهوووي...محمد..ابني…الحقوني..


لا تعلم من أين اتتها كل تلك القوه، لتدفع والدها الذي لا يزال يضرب بها، ليسقط أرضاً، واندفعت هي ناحية صوت والدتها، لتتسع عيناها وهي ترى شقيقها المسجي وسط بركه من دمائه..


_ محمد...محمد..رد عليا…


لا..لا..انت كمان هتسيبني يامحمد..ليه..ليه..


_______


أغلقت ساليمه هاتفها علي الفور ماان استمعت لصوت تلك الغبيه التي دلفت لغرفتها بلا استئذان وهي تهمس يخفوت كعادتها بالسلام …


كم تكره طلتها الغبيه..كما تخبرها دوماً..


_ أنتِ يابتاعه أنتِ


هتفت ساليمه بابنة عمتها بغضب، قبل أن تستقيم، وتدفعها بقوه لخارج غرفتها


_ نقاب ايه اللي لبساه ياست الشيخه بيلا..وانتي مبتعمليش بيه اصلا..ازاي تدخلي عليا من غير استئذان كده..


كادت بيلا تسقط ارضا بعدما دفعتها ساليمه لخارج الغرفه بقوه، لولا يد أحدهم التي التقطتها بصدمه


_ ساليمه...أنتِ اتجننتي. 


انصدمت ساليمه ما أن صرخ بها ابراهيم، وصابها الفزع من عقابه..


_ انا..انا..


كادت ساليمه أن  تعتذر، لولا أن خطرت برأسها فكره جهنميه، ستجعلها تنتقم من شقيقها ومن تلك البكماء المنتقبه كما تنعتها، التي تلتصق بها كالعلكه..


استغلت وضع بيلا التي لم تتحكم بأقدامها، وسقطت كليا بأحضان إبراهيم والتوت قدميها، وتأن بوجع..ويبدو  أن شقيقها قد نسي هو الاخر نفسه ومال يطمئن علي قدميها..


وصاحت بعلو صوتها ليلتف فجأة البيت بأكمله عليهم..


_ في ايه ياساليمه بتصرخي ليه إكده  يا بتي..


هتفت زوجة عمها وهدان بتلك الكلمات، قبل أن تجيبها ساليمه بخبث


_ يلهوي..يلهوي يامرات عمي شوفي بنفسك..


_ بااااه..ايه اللي بيحصل اهنه..


شرعت ساليمه بتلفيق بعض من أكاذيبها على أخيها لتنتقم منه..


_ والله يامرات عمي حاولت اقوله عيب ياابراهيم دي مهما كان بنت عمتك مفيش فايده..


اتسعت أعين ابراهيم بصدمه وهو يقترب من شقيقته، ليصفعها..


_ انتي بتخرفي تقولي ايه ياغبيه..


_ بقول اللي سمعته، وشوفته، انت وبيلا كنتم مستغلين الوضع واهو الكل كشفكم..


كاد يصفعها أمام الملأ مره اخري..بحده..


قبل أن يصمت هو فجأة، ويد  والده تزين خده بصفعه قويه..لاول مره بحياته..


_ بابا..


_ انت تخرس خالص…


أغمض عينيه بقوه، يكظم غضبه، قبل أن ينتبه علي تلك التي التصقت به من الخلف، وتتمسك بقميصه بقوه وتنتحب بصمت ويدها ترتجف ، ماان ظهرت والدتها فجأة تصرخ وتولول..


اندفعت عمته من وسط العائله، ومدت يدها لتجذبها بقوه من خلفه..بينما زادت هي من التصاقها به..


لا يعلم لما حن قلبه اليها، وهو مالم يراها بحياته منذ أن كانت طفله الا تلك المره..


شعور بالحماية ولد ناحيتها فجأة، او ربما شعور خاص بأنه يريد رد كرامتها وكرامته التي هُدرت علي يد أقرب الناس له .


امسك بيد عمته بقوه قبل أن تطالها، ونظر باتجاه جده الذي وصل للتو بصعوبه يلتقط انفاسه، تجاه تجمهرهم 


_ اسمعوا كلكم ..اه أنا بحب بيلا..وكنت ناوي اطلب ايدها من جدي، بس حصل اللي حصل..


ودلوقتي يا جدي أنت وعم علوان..انا طالب منكم ايد بيلا..


نظرت ساليمه لاخيها بصدمه..قبل أن يبادلها هو بنظرة متهكمه، حزينه علي ملوثات إليه من قذاره.


________


_ يا بيه..يا بيه..


انتفض علي صوت ضرغام حارس مزرعته الخاصة بتلك المنطقه البعيدة نسبيا عن البشر..بأقصي الجنوب


_ في ايه يا ضرغام..انت اتجننت بتزعق ليه كده..


_ حقك علي يابيه..بس غصب عني...اللي شوفته ما يتسكتش عليه ..


_ شوفت ايه...انطق..انت هتنقطني..


_ حاضر يابيه..ماانا جايلك بالكلام اهو…


_ الواد اللي اسمه ميمس..رجع تاني يابيه المزرعه..وجايب معاه مصيبه سوده بعيد عنك..


نظر  له بصدمه..


_ وانتوا كنتوا فين يابهايم...ومصيبة ايه اللي جايبها..دي..


_ بيقولوا الناس اللي شافوه، وياه أن معاه بنته يابيه...وكان شايلها علي يده، كأنها ميته..


اتسعت أعينه بصدمه، قبل أن يصرخ بغضب بضرغام..


_ انت بتقول ايه.. الله يخربيتك…ازاي دخل تاني..وازاي مشوفتوش في ايه؟


_ الناس خايفه يابيه..


_____


فتحت عينيها بتعب، قبل أن تنتفض تنظر ..لذاك الضاحك  أنه هو مجدداً..


لما لا تخلص منه، كيف وجدها..


اخر ما تتذكره هو هروبها منه ماان هبطت من محطه القطار، كانت تجري بأقصي سرعه لها..


وبعدها داهمها دوار فلم تتمالك حالها…


ودت أن تصرخ...تبكي...لما يجري معهاولكنها ابتلعت ريقها، ماان رأته يخرج لخارج ذاك الكوخ الخشبي الذي جلبها له…


تسللت العزيمه لقلبها مجدداً، وهي تراه يبتعد قليلا عن الكوخ ..


استقامت ببطيء..لتراه يسير مبتعدا وسط المزروعات، لتنظر لذلك الضوء القريب من الجهه الاخري


استدارت لتتأكد من ابتعاده عن الكوخ، قبل أن تتحامل علي نفسها وتطلق قدميها  للريح..


شهقت بذعر ماان استمعت لصوت اقدام من خلفها، والتي لم تكن إلا خطواته ، وهو يصيح بصوت متقطع..


_ اس.ت.ني


قبل أن تري خلاصها بذاك القادم بسيارته التي تشق الطريق المظلم 


_ في ايه؟


_ أرجوك انقذني..


________


الفصل الخامس .

من روايه

وكأنها عذراء

لم يلمسها أحد من قبل

أسما السيد

للكبار فقط

_________

"القدر وأفعاله العجيبه..وصراع النفوس المريضه..وجهان لعمله واحده ..تدعي النصيب ."


_ بارك الله لكما وبارك عليكما..وجمع بينكما في خير


مبروك ياابراهيم، ياولدي..يازين مااخترت..

_ مبروك ياروح جدك..أنتِ


(ابراهيم)


اتجوزنا بعد ساعه من اللي حصل، وكل حاجه كانت سهله، سهله بطريقه استعجبت لها، بس لوهله حسيت أن تدابير القدر كانت ليها يد في اللي بيحصل واللي لسه هيحصل،

وفي الحقيقة،  كوني واحد مكنش ليا مواصفات خاصه للي هتشيل اسمي، ومكنتش بفكر اني ممكن اتجوز، خلاني متقبل اكتر..

انا واحد عاشق للمموه، وحياتي دايما شايلها علي كفي،  عمري ما فكرت اني ممكن اتجوز واحده، وبعد اسبوع يجيها خبري وتترمل، أو يكون لي ابن ويعيش يتيم قبل مايشوفني واشوفه بس للأسف اللي حصل كان مش بإرادتي، بس اكيد كان في حكمه في اللي حصلي انهارده…يمكن يكون خير جايلي من وسط الشر اللي حصلي انهارده..يمكن ليه لا


بصيت لها، وهي لاول مره تبصلي بعنيا من غير ماتبعدهم..نظرتها كانت عباره عن خوف..قلق  بزياده، عيون مليانه دموع ..ولون عيون حيرني معرفتش اميزه من دموعها اللي ملياهم


اسمع أنها دايما ساكته، مش عارف اتمنيت في اللحظه دي ليه اكشف عنها نقابها واطمنها وارضي فضولي عن البنت اللي دايما جدي يحكيلي عنها، جدي بيحبها جدا، كان دايم يقولي  دي نوارة البيت بتفكرني ببنتي امينه الله يرحمها اللي اتسمت علي اسمها، بيلا اسمها الحقيقي امينه، بس الجد اللي طلع عليها اسم بيلا ..

الحقيقه اني موعاش علي عمتي امينه، بس سمعت انها كانت جميله جدا...ومن يوم مااتولدت كانت تعبانه بقلبها ، اخر حاجه فكرت فيها وانا بدافع عنها  إذا كانت جميله فعلا ولا لا..


بس في حاجه كده غير الحب اللي ملحقش يتولد اكيد بينا اتولدت بينا وقتها...

يمكن الموده والرحمه.. اللي ربنا قال عنها..بين الزوجين.. رابط مقدس وانسان انفرض خلاص أن يكون في حياتك ..فطبيعي هتميله، وتهتم بيه

عمري مااتخيلت في أقصي احلامي اللي نادر مابحلم اصلا ...اني اتجوز..واتجوز مين بيلا البنت اللي علطول اسمع ساليمه اختي بتقول عنها خارسه، ووحشه ، مقرفه و..عشان كده ملبسينها نقاب..ومخبينها


اكدب لو قلت اني فاكر شكلها وهي صغيره, واني مصدقتش اختي للحظه،  انا بيني وبينها فرق سن شاسع، يجي ١١ سنه..

للحظه حسيت اني اتغفلت، اتوترت ، واتدبست، جدي صمم اكتب الكتاب بعد اتهامات ساليمه اللي زادت أسوأ بعد ماصرحت اني بحبها، معقول في اخوات كده، في اللحظه دي كرهت نفسي وكرهت ضعف بيلا اللي مش مخليها قادره تدافع عن نفسها ..

وكرهت اني  متقيد وخايف اغلط بكلمه لتكون نهاية الحكايه بيلا الضحيه، زي ما حصل زمان مع عمتي امينه الله يرحمها، بالنهاية السبب كانت اختي في اللي وصلنا ليه..واللي للاسف انا معرفتش احسن تربيتها


جدي عمره ماكان مصمم على حاجه قد دلوقتي، معرفش ليه، بس حسيته وكأنه كان مستني اللحظه دي من زمن..

كنت علي وشك الاعتراض، ولما لقاني هعترض، ميل عليا وقالي..اوعي تكسر كلمتي يابني..امها لو مكتبناش كتابكم الليله هتخلص عليها..عمتك قادره، ومن قوتها ابنها طفش وسابها..وانت خابر 

وكانت شراره البدايه..

حنيت، مِلت، وقلبي وجعني، نظرة الخوف في عنيها كانت بألف معني، ونظره الغضب والكف اللي نزل علي وشها من امها في وقت غفله مني، وجعني انا اكتر…


بس اللي استغربته انها كانت بتستقبل صامته، حتي الدموع اللي ماليه عنيها منزلتش..

لولا ذرة العقل اللي فضلوا، كنت رديت الكف ميه لعمتي ..عشان زرعت الخوف جواها..

انك تكون مسؤل عن حد مش شيء سهل ابدا...

نظرات عنيها اللي لمستها كانت بتقول..أرجوك انقذني..اوعي تسيبني..

وانا من أمتي بشوف حد بضيقه وممدش ايدي ليه .. اهو طريق همشيه زي عادتي بس المره دي..هتكون في أيدي أنتِ..بيلا


_ فرحكم اخر الاسبوع..وكل جهاز بيلا عندي..دي روح جدها..


_ ايه؟؟..بالسرعه دي..

هتف ابراهيم بتلك الكلمات بصدمه..

اتسعت أعين راجيه هي الاخري...وهتفت بصدمه وغضب وهي تنظر لابنتها بوعيد..قبل أن تنكمش بيلا علي نفسها

_ ازاي ياابوي..واخويا لسه مبردش بتربته..اني مشيت كلمتك ورضيت اجوزها لابراهيم، مع أن دواها كان القتل..


ضرب الجد عكازه بالارض، مردفا بأمر..


_ خوكي ميت بالنسبه لي من زمن ياراجيه، واياكي ثم اياكي أنك تنظري لبيلا بس بنظره عين ولا تفكري تمدي يدك عليها..

بتك بقت مسؤله من راجل، ولو مش جادر أنه يحميها، اني..بحميها..

_ ايه اللي بتقوله دا ياجدي..بيلا مراتي ومن حاليا كرامتها من كرامتي..واللي هيمد يده بس عليها هامحيه من علي وش الأرض ..

هتف ابراهيم بتلك الكلمات، وهو ينظر لبيلا بابتسامه، ولعمته بأخري متوعده، استقبلتها عمته بغضب..

أراد أن يطمئنها، يمحي من عينيها تلك الدموع التي لا تتساقط ابدا..ولكنها كانت شارده، ضائعه وكأنها بعالم آخر..لا تعلم عن عالمهم شيء..


نظرت ساليمه لما يحدث بانتصار، بين الحين والآخر تتقابل عينها الشامته، بأعين اخيها المظلمه، لا يهم..يكفي انها خططت، فعلت، انتصرت…واتاحت لنفسها فرصه العمر


لن يأخذ أحد مكانها بقلب فارس، ولن يكون زوجا الا لها…

لقد استمعت بالامس لحديث عمتها مع ابنتها بيلا

وهي تدفعها لتغري فارس أو لتجعله يراها من دون نقابها، حينها استمعت لاعتراض وصوت تلك التي كانت تظنها بكماء لا تتكلم لاول مره…


_ لا ياماما..أنا عمري ماهعمل كده..انت ايه متعرفيش أن دا عيب اني ارفع نقابي للي مايحلليش..

صفعتها امها بقوه، قوه اخرستها..

_ اسمعي يابقره أنتِ أن مانفذتيش اللي هقولك عليه، هخلص عليكي..فارس هو اللي عيجش الورث كله، خالك علوان معندوش غير فارس وتجارته محصله الشرق والغرب..لازم كل ده في الاخر يصب عنديكي يابت الخايبه….

_ وانا مش عاوزه كل ده ياماما..فارس لا..

___

ابتسمت ساليمه بانتصار ، وبشهوه عارمه أن تصب تلك الاموال بجعبتها هي . .وهي تتهكم بذاتها علي تلك الفتاه الغبيه..

صعدت للاعلي بعدما ألقت نظرة ساخره علي الجميع، وما أن دلفت لغرفتها، الا وكانت هناك يد تصفعها بقوه..

_ ماما ..أنتِ

نظرت لها ايمان والدتها بقرف، قبل أن تهتف..

_ مقروفه منك، ومن الحال اللي وصلتي ليه..انتِ فعلا شبهها نسخه منها..اكتر حد مؤذي في الكون كله 

صرخت ساليمه بوجه امها..

_ بطلي بقي تشبهيني بيها..هي اكيد كانت احسن منك، والا مكنش سابك في الاول واتجوزها هي..انت طول عمرك بتغيري منها..انا عارفه كل حاجه


صفعه أخري من والدتها، تبعتها ببصقه عليها. 

_ حاولت بأقصي طاقتي انك متبقيش نسخه منها..كانت طباعها واسلوبها الانتهازي اكتر حاجه خايفه منها انك تورثيها .. كانوا بيقولوا العرق دساس، ولما شوفت ابراهيم عكسها، فرحت وحمدت ربنا وقولت اكيد لو خلفت مش هيبقي نسخه منها مادام ابنها مورثوش ليه ولادي يورثوه....عشان كده فضلت سنين متردده اخلف...لحد ماخاطرت وجبتك..وياريتني ماعملتها ولا شوفتك 

نظرت لها ساليمه بعداء، قبل أن تردف بخبث..

_ متأكده أن مش بسبب رفض ابويا ليكي فضلتي سنين من غير خلف..وأنه عمره ماشافك حبيبته اصلا..وانك مستغلتيش موت اختك وجريتي تتجوزي من جوزها عشان كنت حاطه عينك عليه…

_ أخرسي .

هتفت ايمان بصراخ، غضب، اشمئزاز من ما وصلت إليه ابنتها

_ انت نبته شيطاني..استحاله تكوني بني ادمه طبيعيه...استحاله..تكوني بنتي اللي ربيتها أنتِ ازاي بقيتي كده

تركتها ايمان وهي تبكي..تبكي بحرقه علي ماالت إليه حياة ابنتها وحيدتها..بعد كل ما مرت به بحياتها، تشعر وان لعنه شقيقتها حلت عليها..

نظرت ساليمه لأثر والدتها بحقد..قبل أن تدلف عمتها راجيه التي استمعت لحوارها بأكمله..تهتف بخبث

_ عفارم عليكي يابت ياساليمه. أكده تعجبيني..

_ عمتي..

_ ايوه عمتك..عرفتي أن كلامي صوح..وان امك خطفت اخوي من اختها..لااه ومجولتلكيش الكبيره بجي…

ابتلعت ساليمه ريقها، وكأن شيء لم يكن..وهي تنصت لعمتها باهتمام..

_ تعرفي كيف ماتت خالتك..

_ لا..ازاي؟

_ اني اجولك..

_______

نظرت روضة لاخيها المسجي أرضاً غارقاً بدمائه..قاطعاً للنفس

لطمت والدتها خديها ...مره بعد مره..

_ محمد مات ياإحمد..جتلت الواد يامري..يامري..يامراري..ولدي..

ارتجفت روضه، ووالدها ينظر لها بشر..

_ أنتِ اللي جتلتيه ياف.اجره..انتِ اللي جتلتيه، لازم تموتي..كيف مامات..

_ لالا..والله ماقتلته..محمد عايش ..محمد هيرد عليا حتي بص..

_ قوم يامحمد..قوم بيقولوا اني قتلتك..دا انا مش بحب حد في حياتي غيرك انت…واختك

_ قتلت ولدي اه يا ولدي .

ارتعش جسدها،ووالدها، يمد يده كي يخنقها…

_ انا مقتلتوش..مقتلتوش .والله ماقتلته..انت اللي ذقيته بإيدك ..انت ...

هجم والدها علي عنقها ، اعتصره بلا رحمه..كانت تكافح حتي تلتقط انفاسها، لولا أن خارت قوي والدها للحظه فدفعته عنها، فسقط أرضا، وفرت هي تجاه باب المنزل…

تهرول بأقصي سرعه لديها..

وهي تهذي كمن جنت..

_ مقتلتوش..والله ماقتلته..انا مقتلتوش..

_____

"أنه الخلاص من يأتينا علي هيئة صدفه.. وقد تكون خير من الف ميعاد."

لا يصدق يزيد  أن ذلك الشخص عاد ليخرب عليه حياته،من بعد ما فعله معه من خير، هل عاد ليخرب  مزرعته السعيده كما فعل من قبل

ذلك الولد يثير بنفسه الجنون من أفعاله..لقد يأس من التعامل معه..ولن يسمح له بتخريب ما بناه لاعوام قضاها رحالا من شغله بالجيش لهنا داخل مزرعته..

_ اهدا يا يزيد بيه..الطريق واعر..وهنصاب بحادث 

نظر يزيد لضرغام بحده، جعلته يصمت علي الفور..

_ انت عاوزني اسوق بالراحه، ماهو انا لو موقف رجاله مش نايمه مكنوش سمحوله يدخل المزرعه تاني..بعد اللي حصل اخر مره..

_ يابيه الغفر خافو من حضرتك..لانك كنت بتهتم بيه، محدش خابر أللي حصل غيرنا ...


نظر له يزيد بغضب، وصمت مجبراً بالفعل لم يعرف احد  مافعله  ذلك الشاب الا هما..

مسح علي وجهه بغضب اكبر، قبل أن يوقف السيارة فجأة..ينظر لمن ظهرت امامه بذهول..

_ ايه اللي بيحصل هنا..ومين دي؟


ما أن رأت ليليا تلك السياره القادمه..الا وهرولت لتقف قبالتها..

ورغم دورانها الذي يهدد بسقوطها بأي لحظه، مع ارتفاع حرارة جسدها الغير طبيعي..كافحت لتصل لها..حتي لا يكمشها ميمس مجددا الذي يلحقها..

ما أن استندت علي مقدمه السياره..الا ورأت صاحبها يندفع منها..

هتفت بصعوبه..قبل أن تسقط أرضاً..

_ أرجوك انقذني منه..

اندفع ميمس ماان رآها بين يدي يزيد…

_ سي..بها..سيبها..

صرخ يزيد بالحرس الذي يتبعه..

_ امسكوه..وهاتوه

حملها يزيد بين ذراعيه ووضعها بالسياره..


_ يزيد بيه دي بتنزف من دراعها..دم كتير..

نظر يزيد لما يشير اليه ضرغام، بصدمه..وهو يرفع تلك الشاشه عن يدها..


_ دا  اصابه ضرب نار ...وجسمها صايبه حمي..

بسرعه هاتلي طبيب المزرعه..وتعالي..عالقصر..

_ حاضر يابيه..طب والواد ده..هنعملوا فيه ايه..دا عامل كيف المهبول عليها..

القي يزيد نظره علي ميمس الذي يعافر كي يفلت من بين ايديهم..ويصرخ عليها.

_ حطوه بالاوضه الورانيه اللي في القصر واكرموه علي مانشوف ايه حكايتهم..

________

زفر فارس بسخط من طريق البلده الملتوي، وتلك المناطق المظلمه التي يكره بسببها القياده ليلا…

كان بحاجه ليذهب لكورنيش النيل، يريد أن يفكر بصفاء ذهن..

رغم أنه ليس معتادا علي الذهاب بمفرده لطالما رافقه ابراهيم..ولكن بتلك الحاله كان يريد أن يختلي بنفسه.منذ ثلاث ساعات وهاتفه لم يكف عن الرنين باسم ابراهيم ولكنه قرر تجاهله لاول مره بحياته…

كان يظن طريق العوده للمنزل، سهلاً كالذهاب ولكن يبدو أنه نسي تماماً تلك الطرق الملتويه التي ستواجهه..كشيء طبيعي لأنهم يقطنون أطراف البلده..

عاود هاتفه الرنين..مد يده كي 

يجيب، فسقط من يده لاسفل قدمه..

زفر بملل قبل أن يمد يده ليجلبه.. وفجأة يظهر أمامه  ما جعله يفقد السيطره علي السياره..ليصطدم به بقوه

وينتهي كل شيء في ثواني..كما بدأ..

_______

بعد اسبوع..

_ انا فين.. وانت مين..وايه جابني هنا..

_ يزيد.. اسمي يزيد..

الفصل السادس

من رواية/

وكأنها عذراء لم يلمسها أحد

اسماالسيد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مؤسف أن تتلقفك يد الغريب، أن يرأف بك وبجروحك، ويقبلك كما انت بتشويه روحك، وتعب قلبك، ويغدر بك اقرب الناس بك..وبقدميه يدعسك..مؤسف وغريب أن تجد السكينه بقلب غريب، ويخبرك القريب كفاك تمثيلاً..لقد صدأت حكاياك وتعفنت..

مؤسف وجدا..

______

أسبوعاان…

مروا  علي ذلك الحادث الذي أصيب به بعدد لا بأس به من الجروح..ونتج عنه كسر بذراعه الأيسر..وبعض الرضوض..

ولكن على أي حال كان بخير عكس تلك مجهولة الهويه التي صدمها..

والتي مازالت طريحة الفراش منذ اليوم الأول للحادث وقد دخلت بكوما بإرادتها

الذنب العظيم هو مايشعر به حقاً..

لوهله شعر أن هذا عقاب من الرب علي تفكيره المضني بالثأر، رغم علمه أن عمه قد ارتكب خطأ فادح..بذنب فتاه بريئه، منذ متي ونحن ندخل النساء بالثأر

يشعر بالذنب والأسف علي تلك التي راحت ضحية تهوره تلك الليله…

_ ليته ماخرج، وليته لم يستمع لعمته..

يد حانية وُضعت على كتفه .

_ مش كفاياك قعده بالمستشفى بقي ياولدي…

ابتسم فارس  لجده بحزن..

_ حاسس بالذنب ياجدي..دي دخلت في غيبوبه..وياعالم هتصحي منها ولا لا؟

ربنا الجد مجددا علي كتفه..

_ يعني هو انت كنت قاصد يعني ياولدي..دِه قدر ومكتوب، وقدرك وقدرها أكده...وانت كومان كنت مفشفش..ياك كنت سليم، داني اتصدمت ساعة ماشوفتك..

ابتسم فارس علي حديث جده البسيط..

_ محدش اتعرف عليها ياجدي..نزلت اعلان بالجرايد وعلي صفحات الانترنت ومفيش حد اتعرف عليها..معقول ملهاش حد ..

_ ياولدي بس تفوج ونعرف منيها ..الغايب حجته معاه

_ يارب ياجدي تفوق بس..مسمعتش الدكتور بيقول ايه...انها هي اللي مش عاوزه تفوق ...غير النزيف اللي كان في دماغها..بيقول أن الضربه كانت شديدة وياعالم هيكون أثره ايه وقت ماتفوق ..

_ خير ياولدي..تفاءل بالخير..واحنا وياها اهو..

و ربنا الاعلم باحوالها ياولدي..ومين ولد الحرام اللي كان ضربها أكده..

تذكر فارس تقرير الطبيب عن حالتها، وعن تعرضها للعنف الجسدي..بلا رحمه..

التخمين الاول  أنها كانت تفر من أحدهم..وهو مؤكد من فعل بها تلك العلامات الظاهره علي وجهها وجسدها..

انتبه علي صوت الجد..


_ يالا ياولدي نروح..ونبجي نيجي نطل عليها من وقت للتاني..

يالا بزيادة..عاوزين نفرح بولد عمك..ولا ايه؟


نظر فارس لها للمره الاخيره، قبل أن يرحل بصحبة جده..

_ يالا ياجدي..عندك حق..

______

_ عملت ايه يارفيع..ياولدي..

هتف الرجل العجوز بلهفه لابنه صاحب الوجه الذي لا يفسر..

_ قلبت عليهم الدنيا يابوي ملهومش اثر واصل…

نظر الجد بصدمه لابنه، قبل أن يصرخ به..

_ قولتلك حاكي يزيد..هو اللي هيجبهم لعندي..

_ ياابوي..واني قصرت بإيه.

_ انت متفتحش خاشمك يارفيع..اطلبهولي واني بنفسي هكلمه..

_ حاضر يابوي..حاضر..

_______

ستجن أن بقت يوما اخر هنا..بذلك المكان المكبوت وذلك البيت اللعين..

لقد

فعلت مافعلت انتقاماً وانتصارا..ولكي تفر من هنا..

لا لكي تبقي محتجزه هنا..وتبقي مقيده..ومحط اشمئزاز الجميع..

نظرت لهاتفها الذي انتهت باقته بحسره .

كان تسلايتها الوحيده هنا..

يجب أن تتحايل علي الموقف لتجدد باقتها..ولكن من أين...والجميع يتجنبها..ومع خصام والدتها لها فقدت عائلها المادي الوحيد .

جلست ساليمه بشرفتها تزفر بحقد وهي تنظر لتلك التي تجلس بأريحيه بيدها كتاب ما بالحديقه...وهي محتجزه بالغرفه…

الحقد بقلبها يزداد يوما بعد يوم تجاه تلك ..بيلا..تقسم لتخرج من هنا..وتعود لمنزلها..وستريها..بكلتا الحالتين فهي قادمه معهم.. عاجلاً أم آجلا..

لقد حالفها الحظ تلك البكماء 

وتأجل الزفاف بسبب حادث فارس..

تذكرت فارس ومعاملته المحتقره التي زادت لها..يبدو أنه قد علم بما فعلته..ولكن لا يهم..

هذا مايزيدها إصرارا أن تجعله طوع بنانها..ستروضه علي هواها..زواج ابراهيم فرصه ذهبيه لها، كي ينفرد بتلك الحقيره، ويفضي الجو لها..


رن هاتفها باسم جو..فانتفضت من مكانها ودلفت للداخل..

_ جو..اخيرا..افتكرتني..

_ اسف سولي..كنت مشغول حبه ..فينك مش عالنت مش عوايدك..

_ محبوسه هنا..في بيت جدي لسه..

صمت يوسف جو قليلا قبل أن يهتف بتأني.

_ مش عارف ليه بنت جميله..حلوه زيك ..تستحمل كل ده..

كان يعلم ما يفعله..ليرضي غرور الانثي بها..

دارت حول نفسها بالمرآه، وهي تضع الهاتف علي اذنها..

_ بجد..انا جميله..

_ جميله جدا..بنت جميله زيك ليه ترضي بالحبسه والكبت ده..

_ طب اعمل ايه؟

_ تهربي..

_ ايه..أهرب..انت اتجننت انت عاوزهم يدبحوني..يابني احنا صعايده..

_ سولي..بلاش تفكيرك العقيم ده..اهربي  وانا بظرف يومين بكون عندك اخدك ونهرب..

_ ايه انت مجنون..لا طبعا..مش هينفع..اقفل اقفل..حد بيخبط..

نظرت للهاتف بصدمه ...رغم كل مشاكلها لكنها لم تفكر يوما بالهرب…

عاودت الفكره تتغلغل تفكيرها..قبل أن تقرر هي انهائها، وهي تقرر أن تهبط لتتسلي بزوجة أخيها قليلا…فمهمه التهكم عليها ومنها كان تسلايتها الوحيده هنا..

____

بتعملي ايه اهنه يامقصوفه الرقبه .

_ ماما..

_ كتك مو لما يلهفك..غوري من اهنه علي اوضتك جبر يلمك..

هتفت راجيه بغضب لابنتها التي أضاعت من يدها فرصه الزواج من فارس 

بقت بيلا تنظر لها بحزن..

_ ماما..والله أنا..

_ قلت معيزاش اسمع صوتك اني معدش ليا بنته..

تبعت كلماتها بدفعه قويه لابنتها قبل أن تتلقفها ايدي ساليمه الشامته.. .

_ وه ايه ياعمتو بتضربي مرات اخويا ليه.

____

يجلس بوحدته بجانب صديقه .

_ مالك يابرهومه..شايل ضاجن ستك ليه من ساعه ماجيت من الاجازه..

هتف نادر زميله به بتلك الكلمات..

_ مفيش ياعم..

قالها بضجر..هو بالفعل مشتت منذ رحيله بعد حادث فارس بيومان..بعدما استرعي تواجده بالوحدة، خصوصا مع غياب فارس ويزيد هو الاخر 

الذي وغير عادته لاول مره يطلب تلك الاجازه..ويحق له اخذها وتزداد ..


أكثر مايزعجه ويؤلم قلبه هو فعلة ساليمه أخته ..علاقتهم تزداد سوءاً..يوما بعد يوم..يشهد الله أنه حاول بشتي الطرق أن يصل لعقلها.. يصاحبها..ولكنها تحمل تلك النبته الفاسده بقلبها وعقلها كما اخبره جده ذاك اليوم .

أكثر مايؤسف قلبه أنه يعلم ماهو اصل تلك النبته..انها والدته..

لقد اخبرته جدته رحمها الله كل شيء..

وسبب تعب والده الدائم بالمعده..وتوهانه الكثير من الوقت..بسبب سحر المحبه التي صنعته والدته لابيه كي يكره خالته ايمان ويتزوجها هي..لقد كانوا متحابين بالصبا..


وبالفعل انتصر السحر وتفرق الاحبه..وفازت والدته، وتزوجت ابيه، وانجبته، ليشاء القدر أن ينقلب السحر عالساحر والمرض تمكن من والدته وازدادت حالتها سوء مع حملها..لتقرر بأن تخبر الحقيقه لوالدتها، وتموت بعدها بساعات وهي تلده..

ليأمر الجد ابنه بالزواج من خالته ايمان ويظلوا لسنوات..يعيشون كالاغراب..

حتي قررت الجده الإفصاح عن ما بجعبتها وهي تري ابنتها الاخري تذبل يوما بعد يوم..

ويشاء القدر أن يعالج  والده بعدما عاش متعبا 

لسنوات

الي بدأ والده يستعيد وعيه..ويرجع لسابق عهده..ليعود الحب يترعرع بقلبه لخالته ايمان التي ربته كما طفلها تماماً..

بل أحبته وكأنه قطعه من روحها..لتندثر  سنوات العذاب وينتصر العشق مجددا..ولكن بقي أثره علي والده فيصاب بالتيه..احيانا..

انجبت خالته ساليمه..بعد إلحاح منه ومن ابيه لخالته التي كانت ترفض رفضا تاما الانجاب ..وهو ماكان الجميع يستعجب له..حتي وصل للقطيعه بينها وبين والده..الي أن ردخت للامر بالاخير وانجبت ساليمه..

كم فرحوا بها..وكم كانت طفله بريئه..كيف تغيرت وأصبحت هكذا..كيف أصبحت تلك العدوه اللدوده له..


_ ابراهيم..

انتبه علي صوت زميل آخر له..


_ ايوه يامحمد..

_ سياده اللوا عاوزك..

_ خير يارب..حاضر..

_______

وقف يحمل قدح القهوه بيده، ينظر بفخر من شرفه القصر الزجاجيه..لما صنعته يداه علي مدار سنوات  ..

يشعر بالفخر كلما ازدادت تلك المساحات الخضراء عاما بعد عام..

كم يحب التناقض الذي يحيا به…

مزارع بامتياز بالإجازات ، وظابط جيش باقي الايام..ج

الحياه بين هاتين الوظيفتين علموه الصبر الطويل..وجعلوه مميزا بينه وبين نفسه..

أغمض عينيه يشتم رائحة نسيم الصباح العليل، الممزوج برائحة قهوته ، ورائحة زهر الياسمين والريحان  الذي يحرص علي نموه حول حديقة قصره …

كم يعشق تأمل مانتجته يداه بالصباح

خصيصا في هذا الوقت من العام..

طقس شتوي..وزورع وفنجان قهوه، وكتاب..

رفع فنجانه ليرتشف منه بهدوء، قبل أن ينتبه لتلك الخطوات التي بات يعرف صاحبتها عن ظهر قلب…

_ صباح الخير..

_ صباح النور..

وقفت بجانبه تتأمل المنظر البديع الذي باتت تعشق النظر إليه  كل صباح من شرفة غرفتها..أنه حقا يشبه الجنه..

لقد مر اسبوعان علي وجودها هنا..تشعر بالامتنان لذلك القدر العجيب الذي اوقعها بعد كل ذلك الكم من الهوائل برجل مثله..لم يظهر منه إلا كل خير واحترام..

لم تكن تتوقع بأقصى احلامها أن تخطفها قدماها، لهنا..لتلك المنطقه الجنوبيه من البلاد..لقد ذهلت من كونها هنا ماان سألت الخادمه عن المكان .

اخبرتها انها بجنوب البلاد..

أنه حقا قدر عجيب..عادت بنظرها لذلك الذي مازال يرتشف من قدح القهوه بتلذذ..تذكرت اول لقاء لهم معا...بعد أسبوعاً كاملاً قضته في الفراش تعاني من الحمي..وبكل مره كانت تستفيق بها وتجده بجانبها، تسأله من هو..وأين هو؟

فيجيبها بكل هدوء..

_ يزيد..

ذلك الرجل قصه وحكايه..وعليها إنهائها قبل البدء بها..فقلبها مازال مراهقا وتخشي الافتتان…

كانت شارده، تفكر وكأنها تحل أحجيه..فكر أن يقاطعها هو..

_ عاوزه تقولي ايه سامعك..

عضت شفتيها بخجل..أنه كالعاده يقطع حبل تفكيرها، زفرت بهدوء..

_ أنا بقيت تمام الحمدلله... ودلوقتي لازم امشي..وشكرا علي تعبك معايا..

_ تمشي؟؟وكويسه؟؟


سألها بعجب..وهو ينظر ليدها المعلقه بكتفها، وتلك الجروح والندوب التي مازالت تزين جبهتها، ولقدمها التي مازالت تعرج بها..

_ هتروحي فين؟


لم لا يرحمها..أنه يباغتها بأسئلته علي حين غره …وبنظراته المشفقه لجروحها..

_ أي مكان..هتصرف أو..

وضع قدح قهوته علي المنضده بجانبه..

_ هترجعي لميمس يعني؟؟

اتسعت عيناها بصدمه..

_ ميمس مين..اه..لاااا..انا معرفوش اصلا..لالا..ميمس لا..

اتسعت عيناه بصدمه..طيلة الاسبوعان كان يعتقد أنها تقربه..

وهذا بناء علي حديث ذلك المجنون، وسؤاله لها ..

_ متعرفهوش ازاي..انا سألتك وقولتي ايوه قريبي..


اتسعت عيناها هي بذهول اكبر...وهي تشير بيدها السليمه علي نفسها..


_ انا..قولت كده..لالا..انا مش فاكره حاجه..


كانت تشبه الطفله المذعوره . الخائفة..دبت بقلبه الشفقه عليها.. بالحقيقة منذ رآها  تلك الليله بتلك الحاله، وهو يشعر بشعور غريب من الشفقه والحزن عليها..

تبدو كطفله ..رغم طولها الذي لا يوحي بذلك ...فكيف وصلت لتلك المرحله..

_ طب اهدي..الظاهر اني فهمت غلط او أنتِ مخدتيش بالك من السؤال وأنتِ محمومه …

بس دا ميمس لولا أني حايشه بالعافيه كان هد القصر ودخلك..

ارتجفت لا إراديا..تذكرت ما حدث معها منذ تلك الليله اللعينه، أولئك الشباب وظهوره فجأة..تنمر السيدات ونظرتهم لها باشمئزاز..

_ لا..أرجوك انا معرفوش..ولا عمري شوفته والله...الا ب..

صمتت بخزي...ماذا تخبره؟

_ كملي ليه سكتي..تقدر تثقي فيا ..لو في مشكله اقدر اساعدك بحلها..

نظرت له مليا بتردد 

_ بس انا معرفكش عشان اثق فيك ..


كاد يبتسم حقا علي تلك الطفله...ولكنه أراد أن يهاودها..أنه يشعر أنها بحاجه للمساعده حقا .


_ نتعرف من تاني، مع اني دي مش أول مره ..نتعرف..


ابتسمت بخجل..بالفعل هي ليست المره الأولي التي تخبره بذلك..

فمنذ أن فاقت وهي تخبره انها لا تعرفه..لتحكي له شيئاً، فيخبرها بكل سلاسة ..


_ يزيد ..اسمي يزيد..

هتف ببساطه وهو يضحك..كانت تعلم سر ضحكته، فضحكت غصبا عنها..

نظر لها وابتسم وهو يشير لها بيده..علي ذلك الذي يقف خلف بوابه القصر يلقي بالحجاره عليها..


_ هسألك لآخر مره...انت شايفه الولد اللي هناك ده..؟


نظرت لما يشير عليه بصدمه..

_ دا هو...هو بيعمل ايه..؟


الخوف كان خير دليل علي رعبها منه..بل زادت بتلك الرجفه بجسدها..

_ انا مش عارفه هو عاوز مني ايه…انا كل مااهرب منه الاقيه في وشي..


نظر لها مليا بحزن عليا، قبل أن يسألها لآخر مره قبل أن يتدخل لينهي الأمر..


_ اخر مره هسألك تعرفيه…؟

_ لالا..اقسم بالله مااعرفه..انا بخاف منه اوي..أرجوك انا عاوزه امشي من هنا..


_ اهدي..اهدي..انا هتصرف..

_ هتمشيني من هنا صح...انا بس عاوزه أخرج من هنا..وهو ميلحقنيش


نظر لها مليا قبل أن يشير بيده لضرغام الذي اتي علي الفور..

اقترب يزيد منه..

_ أوامرك يايزيد بيه..

_ ساعه ياضرغام..ومشوفش الواد ده في المزرعه كلها..


نظر ضرغام لتلك الواقفه تنظر لميمس بذعر..


_ بس يابيه هو بيقول أن..


_ ضرغام..نفذ وانت ساكت..

_ حاضر يابيه..


عاود النظر لتلك التي مازالت تقف مكانها..وهو يفكر أنه للان لم يعرف مااسمها..

ماان اقترب ضرغام من البوابه يتبعه الحرس، الا وهتف حتي يشتتها…


فهي لن تتحمل اكثر، عليه إلا يضغط عليها كما أخبره الطبيب..تلك الليله..لقد ظلت ليومين نائمه..هربا من شيء لا يعلمه للان..


_ تعرفي اني لحد دلوقتي معرفش اسمك…


نظرت له..وهتفت بخجل وهي تعدل من وضع حجابها..


_ ليليا..اسمي ليليا..

_ ليليا..

_ نعم..

ابتسم وهو يشير لها أن تتقدمه..

_ اسمك غريب..

_ بالحقيقه وشهادة الميلاد اسمي ليليا..بس بابا الوحيد اللي كان بيستتقله ويقولي ليلي..

اكملت بحزن..

_ كان دايما يقولي دا اسم ماسخ…

_ ولما هو شايفه ماسخ..ساماكي بيه ليه..

_ مش هو اللي سماني.. ماما بتقول ان كان في جاره ليهم ممرضه..وهي اللي ولدتها مع الدكتور في المستشفى..وبابا طلب منها تكتبني في شهادة الميلاد..ليلي..

بس هي عاندت وقالتله الاسم ده موضتة بطلت من زمان…

اتخانق معاها..فعاندت معاه اكتر، وكتبتني ليليا من غير مايعرف…

فضل مفكر أن اسمي ليلي لحد اول يوم مدرسه..

فضلت ماما مستنيه حد ينادي علي اسمي..

لحد مااكتشفنا أن اسمي ليليا مش ليلي..

وطبعا لولا أننا مشينا من المنطقه..كانت الممرضة بخبر كان…بس دا ممنعش ابويا انه يدور عليها، بس هي كانت طلعت اعاره الامارات ..وربنا رحمها من أبويا 

_ طب وابوكي عمل ايه بعدها..؟

_ كرهني اكتر

هتفت بمراره…كانت كفيله بجلب الدموع اللعينه لعيناها مره أخري…

نظر لها بصدمه..وهو يفكر أي رجل عاقل يكره..ابنة كهذه..

تلك الفتاه بجعبتها حكايه طويلة..يجب أن يعرف ما هي..لكن صبراً

هم أن يتحدث، قبل أن يقطع حديثه، صوت الصياح..والعويل..الآتي من الاسفل…

_ ايه ده في ايه؟

هتف يزيد بصدمه، قبل أن يهرول للخارج..وتتبعه هي..


ماان اقتربوا من باب القصر حيث الصراخ، الا وخرج ميمس حاملا بيده تلك السكين..الغارقه بالدماء…

مختطفا اياها وواضعا السكين علي عنقها…وقد اتضحت الأمور جميعها..وصاحب تلك الدماء لم يكن إلا ضرغام..

صرخت بهلع..

_ يزيد…

_ ليليا..

_ ليليا ..بتاعتي ..انا…

_ يزيد الحقني..

الفصل السابع

من رواية/

وكأنها عذراء لم يلمسها احد

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

( كانت هي..واين رحلت)


لم اكن اعلم ان البدايات ماهي الا كذبه نوهم انفسنا بها، لم اكن اعلم ان البدايات الجميله ماهي الا نتاج لما صنعته ايدينا لماقبل ذلك، بداية الحكايات نتاج خالص لما صنعته ايدينا 

الله يسخر لنا بدايه علي قدر ناوايانا بما فات ولما هو آت..


وقف ابراهيم متوترا امام القائد الذي يعمل تحت امرته، يخمن مايدور بخلده الان مؤكد سيلقي عليه مهمه جديده اخطر من ذي قبل لا راحه أبدا، كاد يبتسم بسخريه علي القائد الذي تبسم محياه فجأه وهو مسلط العينان عليه وعلي وقفته المتوتره

هتف ابراهيم بقلة حيلة 

ـ والنبي يا فندم انت عارف انا بتوتر من ابتسامة الامل اللي علي وش حضرتك دي

خش في العمليه علي طول قلبي متشوقلها

هتف اخر كلماته بشوق ساخر


منع القائد مسلم الضحكه من ان تتسلل لوجهه بصعوبه

ـ ولد احترم نفسك جرا ايه ياسيادة المقدم احنا هنهزر هنا ولا ايه؟

تلك المره كانت لوية الفم من نصيب ابراهيم الممتعض كليا علي مايفعله القائد به

ـ اوامرك يافندم تحت امرك

عاد القائد بظهره للخلف مطلقا زفرة راحه من صدره، يمارس الضغط بكل قوته علي ابراهيم الذي تبقي له فقط ثواني ليصرخ بالسباب علي اليوم الذي فكر فيه بالالتحاق بالخدمة الوطنيه  العسكريه أساسا

هتف القائد بسخريه

ـ شايفك مهموم ياابراهيم من اول ماجيت من الاجازه

خير في حاجه

اخفي ابراهيم لوية فمه بصعوبه قبل ان يجيب

ـ ابدا ياافندم حضرتك متوهم انا كلي انشراح صدر اهو..

هتف وهو يفتح ذراعيه بسعاده

لاول مره يعرف قدر يزيد الذي كان يتحمل سماجة القائد عنهم، يزيد هو قائدهم يعلوهم رتبه، ويعلوه القائد مسلم بالرتبة 

رغم شدة طبع يزيد وصرامته الا أنه درع حامي لمن هم اسفل منه بالرتبه، رحيم ليس كهذا ابدا غول يأكل من اسفله بالعمل فقط بلا رحمه

أما علي المستوي الشخصي يفصل تماما وكأنه شخص اخر..

رغم مشاحنات النفوس الدائمه بين يزيد وبينهم والتي لا ترجع لعلاقات العمل ابدا الا ان مع غيابه يعرفون الفرق، ما يتعجب منه حقا هو غياب يزيد تلك المده

ـ اممم، عموما ماانتش محتاج تقف كتير مع اني كنت حابب اني تفضل هنا في ظل غياب فارس 

بس جاي توصيه عليك من القائد يزيد ذات نفسه


ـ يزيد؟

هتف  ابراهيم بصدمه، ماان هتف باسم يزيد، وتوصيه هل فعلها يزيد الان وانتقم منه 

لا مؤكد ليست اخلاقه ابدا انهم يعرفون جيدا الفصل بين الشغل والثأر ولم يكون يزيد بالغاضب  لتلك الدرجه


الصدمه التي علت ملامح وجه ابراهيم جعلت مسلم يقهقه عليه

ـ ايه يابني مالك فاتح بوقك كده ليه؟

نظر ابراهيم للقائد بريبه يعلم قرب يزيد منه انهم كتوام وهو خير من يعلم ان مسلم يفعل اي شيء ليزيد


لكن فجأه هز راسه وهو يستمع لباقي حديث مسلم

ـ اجازه سعيده ان شاء ومبروك مقدما ياسيادة المقدم

ـ ايه؟

ـ ايه...ايه يابني ..انت مش عريس ولا ايه؟

ـ عريس...عريس مين؟

ـ لا ...انت اتجننت خالص ومش طبيعي...انا عارف الفرحه بتعمل اكثر من كده بس مش لدرجة تنسي فرحك 


الصدمه علي وجهه جعلته كبهلوان السيرك، حك رأسه وقد تجمعت برأسه كل خيوط الحكايه..يزيد هو من هاتف مسلم ليعطيه تلك الإجازة

اذا جدي من فعلها ليس غيره ، لو يعلم فارس لأقام الدنيا علي الجميع وخصوصاً جده

حيا فارس القائد ورحل لجمع متعلقاته

ـ عن اذن حضرتك ياافندم

ـ مبروك ياسيادة المقدم اتمني متنساش تعزمنا

ـ دا شرف ليا يا فندم

نظر مسلم لاثر ابراهيم بضحك

ـ العيال دي مجانين ...اعداء وبيتوصواببعض..ماشي ياسي يزيد اما اشوف ايه حكايتك انت كمان، ومين البنت اللي طالب التحريات دي كلها عنها 

دلف أحدهم للقائد بعد خروج ابراهيم..

ـ أوامرك ياباشا

ـ صابر عاوز كل حاجه تخص البنت دي في السجلات.

معاك كل البيانات اهي

نظر صابر للملف وهتف 

ـ بس المعلومات دي مش كافيه 

ـ معاك صورتها ياصابر اتصرف، ودا تقرير البصمات الخاص بيها

زفر صابر وهتف 

ـ تمام يا فندم في ظرف يومين يكون عندك

ـ يومين ايه ياصابر هما 12 ساعه بالظبط

ـ هحاول يا فندم هحاول بس موعدكش

ـ انا متاكد انك قدها 

القي مسلم كلماته وتبعها بغمزه من عينه قبل ان يزفر صابر بتعب من العمل المتعب هذا

ـ انتوا هتجننوني والله ان كان حضرتك ولا القائد يزيد

هتف مسلم بضحك

ـ طب خلي بالك ان الحاجات دي ليزيد

ـ يزيد؟

ـ اه

ـ طيب ومكلمنيش هو ليه؟

ـ كلمك وانت قافل التليفون ومتقمرشلك عالاخر

حك صابر راسه وهتف بعدما القي التحيه عليه

ـ يزيد..ربنا يستر 

ـ سمعتك علي فكره

قهقه مسلم علي الرعب الذي بات يشكله اسم صديقه يزيد بالاداره

ـ ربنا يسعدك يايزيد يارب


ـــــــــــــــــــــ

ماان اقتربوا من باب القصر حيث يأتي مصدر  الصراخ، الا وخرج ميمس حاملا بيده تلك السكين..الغارقه بالدماء


واقترب منها محاوطا عنقها بذراعه

ووضعه علي عنقها…يهدد يزيد بها حتي يتركها

نظرت للرجل المسجي أرضا وحوله بركه من الدماء..

صرخت بهلع..

_ انت قتلته..قتلته..

اتسعت أعين يزيد بعدما رآه يحاوطها بتلك الطريقه، لوهله كاد يفقد ثباته الانفعالي.. ويندفع محطما فكه وداعسا إياه تحت قدميه.

من هذا ليتجرأ لفعل ذلك حتي لو كان بالبدايه مشفقا عليه..

لكن هذا خطأه من بداية الحكايه، هو من يقع دوما تحت ضغط قلبه اللعين،  هذا الشاب ليس مغفلا ولا مصابا

لقد تأكد الان من نظرة عيناه أنه يحوي بقلبه قصه كبيره .

صرختها باسمه اججت النار بقلبه.

_ يزيد…الحقني أرجوك..


نظر لها وهو خائف حقا عليها


_ ليليا..اهدي..اهدي خالص


_ ليليا ..بتاعتي ..انا…

كلماته خرجت مكتمله نوعا ما، وهو ما أكد حدسه، لكن لا بأس..ليهدأ حتي لا تتأذي بين عراكهم

_ يزيد الحق ني، سيبني..

_ أخرسي..

قالها  ميمس بغلظه..جعلت يزيد يريد أن يحطم فكه

أشار يزيد بيده لباقي الحرس 

_ شيلو ضرغام ودوه المستشفى

اتسعت أعين ليليا صدمةً به..

وهي تري كل ذلك البرود من جانبه، لوهله أنبت نفسها حينما تعشمت به،من هي بالنسبه له حتي يفضلها علي حارسه الامين، والذي بمثابه ذراعه اليمين كما أخبرتها زوجته..ام السعد

انسابت دموعها..وهي تراه يستدير بكل برود يساعد الحرس الذين انصاعوا له بكل سلاسة..

قبل أن تستمع لصوت ذاك ميمس

_ شوفتي..أنتِ متهمهوش، مكانك معايا انا..انا وبس


اتسعت عيناها صدمة أنه يتحدث طبيعيا مثلهم بكل سلاسه..أين الكلمات المقطعه


استدارت برأسها تنظر له، لوهله وكأنها رأت شخصا آخر غير الذي كان يلاحقها

شخصا ذكرها بشخص ما..

_ انت..

اطمأن قلبه أن يزيد ليس مهتما بها..سحبها للخلف

_ امشي وأنتِ ساكته..

الرجفه احتلت كل كيانها، وهو يضع يده المتسخه علي فمها ويعود للخلف بهدوء..

قبل أن ينقلب كل شيء فجأة

وتلك الرصاصة تخترق ذراع ميمس الممسكه بالسكين..

ليفلتها من يده ويتلقفها يزيد بين ذراعيه…

_ أنتِ كويسه

_ اه ..اه. دا بيكلم طبيعي انا سمعته..

_ طب اهدي ..اهدي

_ هاتوه…للمخزن..

قبل أن يقترب منه الحرس، كان  ميمس استعاد توازنه بلحظه، وضرب الحارس  بقدمه  بقوه اسقطته أرضاً

صدم يزيد من مهارته، وصدق حدسه،  يبدو أنه مدرب بمهاره، ليدفع ليليا بسرعه للداخل، ويعود ليلحق به..

ماان لمح ميمس يزيد، الا واسرع ليصعد سور البوابه الحديديه التي اغلقوه عليه، هرول يزيد وخلفه الحراس، ليلحقوا به


ولكنه بلمح البصر كان يعدو بتلك الدراجه الناريه التي لا يعلم من أين وصلت له..


_ دا هرب يايزيد بيه..

_ ماانا عارف يابهايم، وراه بسرعه هتهولي من تحت الارض، علي مااكلم حرس المزرعه يوقفوه عالمدخل..

_____

اقتربت ساليمه من الكاميرا تنظر لتلك الحفله التي بثها يوسف جو لها علي المباشر..

كأنها معهم تماما 

اتسعت عيناها ما أن سلط يوسف جو الكاميرا علي اثنين يتبادلون القبل بنهم..

_ ايه ده يالهوي، ايه اللي بيعملوا ده..

قهقه صديق يوسف الذي عرفها عليه بعدما أخذ الهاتف من يوسف و سلط الكاميرا عليه وهو يرفع الكأس لفمه

_ ايه..مالك اتخضيتي ليه

_ انت بتتكلم عربي كويس اوي..

_ اممم انا مصري زيك اوي


كان وسيما لدرجة مهلكه، نست ذاتها وهي تنخرط معه بالحديث..

_ مش ناويه تيجي اشوفك بقي..

_ ياريت انا في الصعيد وياعالم هنرجع القاهره امتي..

نظر لها نائل بوقاحه.

_ بس ايه ده يخربيتك طلعتي زي مايوسف بيقول مزه مزه يعني .


كانت ايمان  تمر  من جوار غرقطفة ابنتها قبل أن تقف متسمره مكانها وهي تستمع لما تهتف به ..

دبت خيبه الامل بقلبها، وغلا الدم بعروقها واندفعت للغرفه

ساليمه..ساليمه

_ هيه اقفل اقفل ماما..

دلفت والدتها الغرفه فجأة..أمسكت بشعرها، وشرعت بضربها

_ انتي بتضربيني ليه ..اوعي انا بكرهك .

_ بتكرهيني ياس..فله يا حقي..ره، بتكلمي شباب ياوس..خه..

_ قولتلك اوعي اوعي

دفعت ساليمه والدتها بقوه اسقطتها ارضا، مما جعلها تتأوه بوجع..والدماء تسقط منها بغزاره..

وقعت علي الشمعدان الحديدي ذو السن المدبب، التي يستخدموه لوضع الشموع به  للاناره بالبيب

في حالات قطع الكهرباء لتخترق قطعة الحديد ظهرها

بقوه

_ ماما..ماما..

والله ماكان قصدي والله ماكان قصدي..

ارتجفت ساليمه بمكانها، وفكره واحده تدور برأسها ماان أغمضت ايمان عينيها، والدتها ماتت ويجب أن تفر من هنا..

والا قتلوها..ابراهيم أن علم لن يرحمها

حملت حقيبتها وأخذت متعلقاتها،  وهربت من الباب الخلفي تحمد الله أن لا أحد رآها..ولا احد بالقصر غيرهم

______

لا يعلم لما قبض قلبه فجأة، حاول مهاتفه والدته ولا رد..

زفر ابراهيم بحنق من عدم رد ايمان عليه ..

كان يريد أخبارها أنه بالطريق، يريد  أن يتدلل عليها كعادته  ويجعلها تصنع له كل مالذ وطاب، ولكنه تذكر اخر مره طلب منها ذلك قبل رحيله أخبرته أن يطلب من زوجته لقد أصبح متزوجا الان..

قهقه علي نفسه، اي زوجه وهو ما لم يري وجهها للان..


ابتسم بغيظ..

_ ماشي ياايمان أما نشوف خليكي مترديش عليا اوي .


_____

وقفت ليليا ترتجف بالأعلي ويزيد يدور حول نفسه بجنون، سيجن وهو يسأل حرسه  كيف هرب ذلك الشاب ولم يلحقوا به من المزرعه قلبوا المزرعه بأكملها عليه، ولم يجدوا اثر له .

لاول مره تري ذلك الجانب الهمجي منه، يده تحمل سلاحا طيله الوقت..

لدرجة مكنت الذعر منها

اقتربت زوجه ضرغام منها..

_ تعالي يابنتي سي يزيد لو شافك واقفه كده قدام الرجاله مش هيرحمك..


ابتلعت ريقها بخوف، وهتفت بحزن..

_ عم ضرغام عامل ايه دلوقتي

ضحكت السيده الاربعينه بحنو..

_ قدر ولطف يابنتي، الضربه جت سطحيه وخد غرزتين اكده، واهو قاعد بالاوضه يأكل كيف الوحش


ضحكت علي ضحك السيده..

_ الحمدلله مكنتش هسامح نفسي لو جراله حاجه..

_ الحمد لله يابنتي المهم يالا بقي تعالي عشان تاخدي دواكي انتي كومان اليوم كان متعب جوي..

_ بس..

_ بس ايه تعالي اومال، سي يزيد لسه منادم عليا وسألني عليكي..


فكرت بصدمه أنه حتي بما هو فيه وما حدث بسببها مازال يسأل عليها

دفعتها زوجة ام السعد للداخل بحنو، قبل أن تنتفضا  كلتاهما علي صوت أحدهم..


_ في ايه بيحصل معاك أهني يا يزيد..


_ جدي..

_____

اقتربت المرأة العجوز وزوجها من تلك المرأة التي تجلس طيله النهار أمام ذلك القبر وتظل تبكي وتهتف كما المجانين

بل  تبيت أيضا هنا ليلا

_ ايه قصتها الست دي ياأم محمد 

_ معرفش ياحاج، بس مهتفرقش المقابر واصل..شكلها مجنونه ولا حاجه .

_ أنتِ ياست..انت ياامي..

_ لاااا لاااه مهسيبش ولدي واصل..ولدي لااااه..

_ لاحول ولا قوة الا بالله..ادعيله ياامي، وجومي من اهنه، المقابر ليها وارد..

_ انا مهفرجش اهنه، هبقي جار ولدي .

_ سيبها ياحاج صعبت علي باين ولدها ميت اهنه، مجدراش عالفراق الله يصبرها..

نظر لها الرجل العجوز بشفقه، كانت  تهذي كما المجانين .

_ بس مهينفعش ياأم محمد، لو حد دري هيكرشونا من اهنه..

ضحكت المرأة العجوز لزوجها..

_ سيبها ياحاج ولو حد شافها هنجول انها تبعنا اهي مونسانا ياحاج .

نظر زوجها لها بقلة حيله..

_ علي رأيك اهي مونسانا احنا والاموات..تعالي تعالي نجبلها لجمه تاكلها..

استمعت السيده لما تقوله


_ محمد جيت أبوسه..كشر ولوالي بوزه...يامحماااااد..

_ اسم الله عليكي يابنتي ..ابنك اسمه محمد .

_ ايوه..اسمعي بيناديني اهو..

_ انا اهنه ياولدي…أنا اهنه

_ لا حول ولا قوه الا بالله، ربنا يصبر قلبك

________


اندفعت راجيه ناحيه باب غرفة ابنتها التي تحبس حالها ليل نهار بغرفتها ببيت جدها، تأكدت من أن ابيها خرج مع فارس وزوجها واخويها لمجلس العائله .

ودلفت لغرفتها فجأة

_ ماما..

_ ايوه امك يابت…

_ ماما انااا..

_ انت ايه كنت مفكراني ياك ماهقدرش اوصلك واربيكي يابت..

ارتجفت بيلا وشرعت تنتفض كما كل مره تقترب والدتها منها…

دموعها سالت بدون شيء ، لم تفكر بالهرب، ولا الدفاع عن نفسها..

تعلم أنها بجسدها الهزيل هذا لن تجابه والدتها، لتقف تستقبل بلا حراك عقابها المؤذي..

_ اني تعملي فيا أكده يابنت الفرطوس

ضيعتي شرفك ياوسخه، وسلمتيه لولد محمود الجعان، وسبت الملايين لبت محمود وإيمان..

صرخت بقهر من قوة الضرب..

عاودت انفها النزف بغزاره كما كل مره تضربها بها..


دلف إبراهيم من البيت الكبير بعد وقت مرهق قضاه بالقيادة حتي وصل للنجع..

الصمت كان يغلف البيت 

سأل عن الجميع أخبرته الخادمه وهي ترتجف أنهم بالمجلس

_ مالك ياأم محمود بترجفي ليه..

نظرت المرأة العجوز التي تخدم بالبيت منذ زمن له برعب .

_ اني هجولك ياولدي .الحج مرتك من يد امها من الصبح نازله فيها ضرب والبت هتموت المره دي..

_ ايه انت بتقولي ايه..فين بيلا..

_ أهنه ياولدي..

اتسعت أعين ابراهيم ماان فتح باب الغرفه ورأي زوجته والدماء تغرق كل مكان بالغرفه..وعمته تضرب بلا ادني رحمه بها

_ بيلااااا

____

دلف صابر لغرفة مكتب القائد مسلم بتعب..

_ اتفضل سيادتك دي كل المعلومات اللي طلبتها

اتسعت أعين مسلم بسعاده

_ عفارم عليك يابطل عمرك ماخيبت ظننا فيك .

_ تسلم ياباشا انا تحت امر الاداره، اي اوامر تانيه..

_ تسلم يا صابر تقدر تتفضل انت..


فتح مسلم الملف وبدأ بتصوير ما به من معلومات ليزيد علي هاتفه..

انتهي ، وكاد يغلق الملف لولا أن وقعت عينه علي اسم الفتاه..

_ ليليا أحمد محمد السباعي

______

يستمع لجده بذهول وصدمه 

قبل أن يرن هاتفه بصوت رسائل متتاليه خلف بعضها..

_ شوف يايزيد ياولدي مين بيرن أكده عارف اني  معطلك


ماان فتح الرسائل الا وانتفض بمكانه

_ فيك شي ياولدي ..يزيد

في شي..


سترحل ..لن تبقي هنا يكفي ماحدث لهم من تحت رأسها حتي الآن توسلت ام السعد والست من كثرة بكائها رضخت..

_ امسكي يابتي خدي دولا..

_ ايه دول

_ دول اللي حيلتي يابتي لو معي بزياده كنت عطيتك..

_ بس..

_ مبسش يابتي..هو اني مش زي امك..خديهم وريحي جلبي الله يريح قلبك..

_ شكرا ياأم السعد ربنا يقدرني واردهملك أضعاف .

_ يالا بجي بلا تضييع وقت قبل ما سي يزيد ضيوفه يمشوا..مع اني كان نفسي تفضلي اهنه، الدنيا واعره يابتي..واهنه انتي وسطينا بأمان ويمكن اللي مايتسمي ده يكون برا لسه

تعلم أن ماتفعله الان قمة الغباء، لكن كفي أن كان مقدر لها من البدايه الموت، ستموت بلا أن تتسبب بأذي احد

_ مقدر ومكتوب يا خاله ادعيلي أنتِ بس..

_ ايوه يابتي..مقدر ومكتوب ربنا يريح بالك وينور طريقك ويوجفلك ولاد الحلال

______

صعد يزيد الدرج عدوا تحت أنظار جده المذهوله..

_ ام السعد ياأم السعد..

_ ايوه يايزيد بيه .

_ فين ليليا..

_ هاا

_ انطقي فين ليليا مش في اوضتها

ارتجفت المرأة وظهر الذعر علي ملامحها..

جعل الرعب يدب بقلبه..

_ انطقي ليليا فين؟

_بصراحه أكده يابيه .

_ انطقي فين ليليا..انتي لسه هتهتهي

_ مشت يابيه..مشت 

_ اييييه..

______

_أمي.. ياامي

صرخ ابراهيم علي والدته كي تأتي وتساعده..ويؤنبها انها لم تهتم بأمانته التي أمنها عليها..

_ اطلعي ياأم محمود نادي لامي..

ذهبت المرأة تبحث عنها، بغرفتها لم تجدها..

_ مش اهنه ياولدي

_ اومال راحت فين..شوفيها في اوضة ساليمه..

ذهبت المرأة علي الفور  ولكن سرعان ما بدأت بالصراخ..ليترك بيلا الغارقه بدمائها ويصعد للاعلي ليصرخ فجأة..

_ أمي

الفصل الثامن 

من رواية وكأنها عذراء

لم يلمسها أحد من قبل

أسما السيد

______

كنت أعلم أنها ستأتي..انتظرها بشوق منذ أن كانت مراهقه صغيره..إن لم تكن تعلم من أنا حقاً..مؤكد سيأتي يوما وتعلم.. أخبروها أما آن لقلبي العليل 

بها أن يثأر 💔


صار كالمجنون يبحث عنها بين أروقة الطرق..

لم يترك شبرا إلا وبحث عنها به

اقترب الغفير يلهث 

_ ملهاش أثر يايزيد بيه..قلبنا الدنيا كلها

_ ازاي ..دوروا كويس في كل مكان برا العذبة وجواها، متسيبوش منطقة

اكيد مبعدتش عن هنا..رجليها بتوجعها مش هتلحق توصل لاي مكان بالسرعه دي.


رن هاتفه بإسم صديقه مسلم..

_ ها يامسلم عملت اللي قولتلك عليه

_ متقلقش نشرت صورتها في كل المراكز والأقسام..

وخرجت دوريات للمحطات ملهاش اثر يايزيد، البنت لسه بالمنطقه عندك اكيد ، كثف البحث أكثر هكلملك مدير أمن المنطقة يبعتلك مدد..اطمن انا في ظهرك..هنلاقيها أن شاء الله

عجز لسانه عن الحديث

_ مسلم مش عارف اقولك ايه؟

_ انت عبيط ياجدع صح..انت اخويا يالا..اجمد كده وشغل مخك..

اغلق يزيد الهاتف، والخيبه والحسره  قد تملكت من قلبه دفعةً واحده، وهو يؤكد لنفسه أنه الاتعس بين العالم أجمع، ويبدو أنها كمثله


لقد عاشت معه لأيام وماذا فعل؟..لم يكترث لمعرفة هويتها الا من اسبوع فقط..

اللعنه علي غبائه، وغباء قلبه الذي شعر من البدايه بقربها منه، ولم يكترث..كعادته


ليليا ابنة عمه التي اتي جده خصيصا له كي يتوسله البحث عنها..

ماذا يخبر جده الآن أنها كانت هنا وهربت..أنه بغبائه كذب حنين الدم للدم الذي كان يشعر به تجاهها

دوما ما كان جده يخبره..

( الدم ياولدي بيحن للي منه، أوعاك تكذب احساس الدم )


اه حارقه ود لو يصرخ بها، قبل أن يهتف بغيظ

_ ليليا يا كتلة غباء ماشيه علي الأرض، شوفتي ايه مني يخوفك بس، دا انت الوحيده اللي كنت باجي عندها وبفرمل..بس الاقيك وأعرفك ازاي تهربي  كده بالغباء ده


اقتربت أم السعد تبكي بحرقه..


_ يزيد بيه ..

صرخ بها بحرقه

_ عاوزه ايه تاني ..عاوزه ايه؟

انتحبت المرأه بحرقه، تعلم أنها أخطأت ولكن ماذا كانت ستفعل وهي تتوسلها، لقد كانت حزينه عليها، ومن أجلها

_ ابدا يا سعادة البيه، بس كنت جايه اخبرك أن ليليا مخدتش الفلوس اللي عطتهالها لقيتها فيتاها علي السرير يابيه..

_ كمان ..كمان، انتي بطمنيني كده، روحي ياأم السعد روحي الله يسامحك..


دار حول نفسه كالمجنون..ولكن حينما فكر بها بعقله علم أنها مادامت لا تملك المال، إذا لم تغادر حقا المنطقه وربما المزرعه اساسا

لكن أين...أين رحلت..؟


مؤسف أن يأتيك ما كنت تبغاه بعد عناء، وعندما تعود لتبحث عنه

تصفعك الحياه بكل قوتها

لتخبرك أنه قد فات الاوان، وما كان بين يديك اليوم قد رحل بلا عوده..في غفلةٍ منك، لما لا تنتبه .


اقترب الجد من حفيده الذي يشاهده بصمت منذ الصباح  يصول ويجول، ويزأر كالأسد بالجميع، يشعر أن الخطب جلل، لكنه بقلبه يشعر أنه يخص أحفاده الغائبون..


_ يزيد

_ جدي..

_ ايوا جدك..كنت فاكر اني رحلت..

_ لا بس انشغلت عنك، حقك علي ياجدي

هتف يزيد بتلك الكلمات بتوتر زائد عن الحد، قبل أن يجيبه الجد 

_ عمري ما ازعل منك واصل يايزيد، بس


ابتلع يزيد ريقه وحاول اخفاء توتره وغضبه بصعوبة لكن هيهات كان وجهه يحكي الف قصة عنوانها الخيبة والحزن والغضب


هتف الجد برجاء

_ ريح قلبي يايزيد ياولدي..ومتخفيش عني شي

وقولي علي مين عم تدور كيف المجنون أكده، ولاد عمك مش أكده، قلبي مهيكدبش علي واصل يايزيد


وكأن الرجل العجوز قلبه يخبره الصواب دوماً


وضع جده يده علي قلبه، وهتف بوجع وهو يضغط بقوة عليه


_ اهنه بيجولي ان النصيبه المره دي بزياده، مش أكده يانور العين، مش أكده يايزيد

الحزن تملك من يزيد على جده، الذي مازال يناديه بلقب الغالي علي قلبه

حتي بعد كل ما اقترف من مصائب لجده، وبعد خذلانه له 

بدل المره ألف


جثي يزيد على عقبيه أمام جده، ممسكا بكف يده، مقبلا إياه مره بعد مره ودموعه تتساقط بحزن عليه

مردفا بغصة قويه

_ كانت هنا..كانت هنا ياجدي اللي اجتني تدور عليها كانت هنا، وهربت مني قبل مااعرف واتأكد انها بنت عمي، عرفت ليه بدور زي المجنون..انا ضيعت بنت عمي ياجدي

ارتجفت يد الجد تلقائيا

_ بتقصد مين يا ولدي..بنت عمك كانت اهنه، ليليا ، جت أهنه كيف خبرني..ووين راحت ؟

_ هقولك بس اهدي، اهدي عشان اللي عرفته مش هتتحمله

_ خبرني عرفت ايه تاني قول خبرني، اقسم بالله لو خفيت عني شي هقاطعك العمر كله


_ في شهادة وفاه طلعت من السجل باسم محمد احمد محمد السباعي من فتره الام اتهمت الاب أنه قتله،  والاب اتهم بنته الهربانه اللي اسمها روضه..

وفجأة هرب والولد اندفن بعد اعتراف الأم بكل اللي حصل، تحت الضغط..

وان البنت بريئه

وضع الجد يده علي قلبه، وسقط مغشيا عليه قلبه لم يتحمل الصدمه، ليصرخ يزيد..


_ جدي…..

___

الحياه لم تعطيها كل شيء، ولن تعطيها بحالتها هذه، انها تستعجب فقط أن والدها لم يكن بالفقير، ولم تكن والدتها بالمقهوره الضعيفه ليصل بها حالها لذلك الجحود ، ليلقوها بأيد من لا يرحم من أجل المال، لتصبح هكذا هاربه من بلدة لأخرى وكأنها مذنبة

وكأنها فعلت الفحشاء

تذكرت فجأة ساليمه صديقتها وحياتها المرفهه، ووالدتها الحنون التي تعرفت عليها مره وهي قادمه لتأخذ ابنتها من السنتر

كم تمنت حينها أن تحظي بأم مثلها، وكم دبت الحسره قلبها لمعاملتها الحنونه لساليمه

وكيف تعاملها ابنتها بالمقابل

كم تحتاج الان لام تحتضنها كأحضان ايمان لابنتها ساليمه حينما سقطت ذات مره مغشياً عليها

انها بحاجه لتشعر بالحنان ..فقط حنان لم تجده بحياتها ويبدو أنها لن تجده ابدا

تذكرت روضه ومحمد وانفتحت بالبكاء، قلبها يؤلمها جدا عليهم ولا تعلم لما الان..

بكت ليليا بقهر، قدمها يؤلمها، ولم تعد تستطيع العدو أكثر

دلفت لتلك الحجره البعيده علي أطراف المزرعه 

التعب تملك منها، وضوء النهار الذي لم يغب بعد سيكشف امرها، ومؤكد يزيد علم بهروبها الان 


كما أن  طرف عباءتها قد شق، بعدما  تعلق بإحدي الاسياخ الحديدية، وهي تعدو


شق طولي يعلو فخذها، كشف عورتها، ارتجفت وهي تتذكر موقف كمثل ليزيد معها

بعد أيام من بقائها تحت اثر الحمي، بعد استعادتها توازنها قليلا

خرجت الشرفة بملابس مكشوفة نوعا ما وبشعرها يتطاير بحريه، كانت تظن أن لا أحد سيراها 

فكرت حينها بطفوليه، حتي وان رأوها ماذا سيحدث ؟

هي طفله وان رفض الجميع تشعر انها هكذا دوما

هي بالأساس لم تجد أحد يخبرها الصواب من الخطأ

حينها رآها وهو قادم من قلب المزرعه ولكنها لم تلاحظه

وبكل هدوء بعث لها ام السعد لتجعلها ترتدي ثيابها، ولا تقف هكذا أمام العمال


فعلت سريعاً، بقلب يرتجف

الخوف تملك منها ككل مرة كانت تخشي بها رد فعله كانت تفكر بالهرب، وانها ليست مضطره للبقاء هنا وأحدهم يتحكم بها أو ينزعج منها


ليأتيها صوته بعد ساعه

آتيا ليطمأن عليها، ليصمت قليلا، ويبدأ بالحديث معها عن أهمية ستر المرأة لنفسها، لتفهم علي الفور أنه يقصدها هي

لتعاهد نفسها الا تفعل إرضاء لربها لا للعبد كما اخبرها

كان يجيد حقا إقناعها بكل مره يفتح معها مجالا للحديث

حتي أنه لم يسألها يوما عن هويتها..اخبرها وقت أتت أنه سيسمع منها لكن بعد شفائها التام، وها هي ترحل والي الابد بعيدا عنه

الان اين لها بالستر، لقد كشف عورتها من المفترض أن يكون احن الخلق عليها

انكمشت حول نفسها تبكي بحرقه..وهي تمسك طرف جلبابها المشقوق، تغطي به قدمها وما ظهر من اسفله


قبل أن تنتفض فجأه، وأحدهم يضع شيء ما علي قدميها وكأنه …


رفعت رأسها وصرخت برعب وهي تري صاحب اليد التي سترتها


أنه هو...مجددا

_ انت..انت عاوز مني ايه؟


عاودت البكاء بحرقه..وخوف، ليكتم شهقاتها بيده  السليمه بقوه..هادرا بجنون

_ اخرسي، اخرسي..والا دفنتك مطرحك


يداه تنزف دما، انها تراه الان وحشا بأعين حمراء


انها تري الخلاص منه الان شبة مستحيلا، لقد هربت منه إليه..بالتعاسة حظها، وغبائها


كيف تخلت عن الأمان في كنف يزيد، لترحل بغبائها مره أخري تجاه ذلك الوحش المخيف، لتصارع مصيرا وهميا


صوت اقدام الخيول  تعدو من الخارج، وتبعها صوت احتكاك السيارات بالأرض ، سياره خلف الاخري، دب الأمل بقلبها أن يكون يزيد أتي ليخلصها منه.. 


كانت تكافح لتتحرر من قبضته

مؤكد هذا يزيد يبحث عنها


ولكن كيف تفلت منه، كيف تتخلص من منطقه الخطر هنا، لتعدو نحو منطقة الامان مجددا وتتمسك بها بقوتها


الدموع أغرقت وجهها، وكف ذلك المجنون، الذي يتمتم بأشياء لم تفهم منها شيء يضغطه بقوه علي فمها


لما لا يدلفوا لتلك الحجره المهجوره، ياليتها تمتلك القدره لتصرخ، وكانت صرخت الان بكل قوتها..

اللعنه علي غبائها..

فكرت أن كان يزيد يبحث عنها لما لم يكلف نفسه البحث عنها هنا بتلك الحجره، لتأتيها الاجابه علي هيئه صفعه قويه، وتلك المرأة المخيفة بملابسها الرثه التي حدثتها عنها أم السعد تدلف الحجره التي ظنتها مهجوره من قبل


شهقت وقد وعت الآن أنها ذهبت في الاتجاه الخطأ، وأنها خارج حدود مزرعة يزيد..وتلك الحجره لها


ألقت السيدة المخيفة التي رأتها بمزرعه يزيد  عصاتها بالأرض وهي تهتف بكلمات غير مفهومه،


الان خوفها ازداد أضعافا، لقد أخبرتها أم السعد انها سيده مخيفه، وعنيفه، وتؤذي من يقترب منها، حتي يزيد لا يقترب منها، يتركها تصول وتجول بالمزرعه تختطف منها مايسد جوعها اتقاء لوجه الله


أنها الآن تري الحياة علي شاكلتها، انها في أبأس حالتها

ألقت السيده بعكازها وجلست علي تلك الاريكه المصنوعة من القش..

ورفعت عيناها، ونظرت لها بحده افزعتها

_ بعد يدك عنها ياميمس، خلاص مشيوا من أهنه


انها تحادثه وهو  بكل بساطه يستمع لها

ماذا يحدث معها اهي بالأحلام ام تعيش الأسوأ

_من هؤلاء، وماذا يريدون منها؟

______

وقفت ساليمه علي محطة القطر تلتفت  يمينا ويسارا تاره  تنظر للطريق  خوفا من أن يكون أحدهم يلحق بها، وتاره تنظر لساعتها برعب، الوقت يمر ويجب أن ترحل من هنا الآن..وللأبد

منظر والدتها الغارق بالدماء لا يفارق مخيلتها..

الرجفه التي تصيبها من حينٍ لآخر كفيلة بكشف أمرها للملأ

يجب أن تبقي ثابته، حتي لا يشك أحد بأمرها

أخيرا اتي القطار لينتشلها من تلك الربكه التي تحتلها

وضعت قدمها أخيرا داخل اول قطر  أتي ورحلت معه لعالم ودته بقلبها ورفضة بعض الخوف من عائلتها

رحلت لطريق استحقته واستحقها بجداره نتيجة افعالها، ونتيجة لجحودها، لم تكترث لما خلفته خلف ظهرها، فقط غصه تأتي وتذهب ويعود عقلها يخبرها اهدأي لم تكوني تقصدين ماحدث، ها أنتِ راحله والي الأبد


بعد ساعات..وقفت تلتقط أنفاسها بصعوبه أمام منزل يوسف جو 

ليفتح لها علي الفور 

_ ساليمه

____

اقترب فارس من الفراش التي مازالت تسكن عليه بلا حراك يتأمل ملامحها الشاحبه جدا

الندم يأكل قلبه 


جلس ككل يوم بجانبها يحدثها بهدوء بأي شيء كأصدقاء..


اليوم لا يريد الحديث ، لا يعلم ما به، أراد فقط رؤيتها والجلوس أمامها..أو ربما توديعها لأنه سينشغل مؤكد بفرح ابراهيم وينساها قليلا، وبعدها سيرحل لعمله

أراد اخبارها أنه لن يغيب طويلا..فقط لتبقي ساكنه ولا تفتح عيناها الا بحضوره

أنه اناني وهو يعلم لكن يخشي ان تصحو وتهرب من بين يديه ولا يكفر عن ذنبه الذي اقترفه بحقها..

_ اوعدك مش هتأخر عليكي..بس خليكي عاقله اوعي تفتحي عيونك وانا مش هنا…

تركها ورحل بعد مكالمه من أبيه صدمته..

رحل مسرعا لا يصدق ما حدث…

____


الصدمه الاولي..والصبر عليها، وجهاد النفس حتي لا تقع بالشرك الأصغر، الذي يؤدي لشركٍ أعظم، كان دائم الحفاظ عليه..

الصبر عند الصدمه الأولي من شيم المؤمنين، وهو صابر بلا جزع


رؤية والدته بتلك الحاله، افجعته، لكنه خرس، خرس صدمه، ثم احتراما لقضاء الله وقدره، ثم رضا وان كان غير راضيا علي ماحدث لها..ويريد الثأر ممن كانت السبب به


وقف  ابراهيم بعد يوم كامل قضاء بتخليص إجراءات الدفن ودفن والدته محني الرأس يأخذ عزاء والدته التي فارقت الحياه بأبشع صوره، لا احد يعلم بحقيقة موتها سواهم 

سوي العائله، التي كالعاده اجادت اخفاء الحقائق، بدلا من أن تصبح علكة علي كل لسان..

_ يالا ولدي معادش فيه لزوم الوجفه أكده..


كانت هذه كلمات جده لأبيه الصامت تماما منذ ماحدث

لم يتزحزح والده عن مكانه، كان كمن يجاهد ليتقبل شيئا وهميا لا أصل له

ايمان كانت روحه الضائعه التي حصل عليها بعد تعب، اكتمال لروحه  ظل ينشده  سنوات 


أبيه وأن كان عقله ليس حاضرا معه معظم الوقت، ويخطيء وجودها أحيانا كثيره إلا أنه يعود كطفل صغير يتوسل حنانها، ينساها، لكنه لا ينسي أنها مصدر امانه وحنانه

عشق والده لخالته كان نادرا 

وهو يعلم أن والدته لن يتحمل فراقها..


الحب هو أن تزرع في القلوب ورده جميله، كلما ذبلت ظلت رائحتها عالقه بين حنايا القلب 

الحب حياة الأبدان الموجوعه، وترياق للقلوب المتعبه من كثرة التجارب المؤلمه


فجأة تحرك والده بآليه، ليدلف لبيت العائله ومنها لغرفته هو وخالته


لم يخضع لأي من محاولاته ومحاولات جده وأعمامه للطعام والحديث


والده بحاله ليست طبيعيه، وهو كل همه  البحث عن ساليمه، كانت يبحث عنها كالمجنون هو من جهه  وفارس من الأخري، 

وترك مهمه أبيه للعائلة ..


حتي الجهات الامنيه لم تستطع تحديد مكانها، رحلت الفاسقه وتركت له جرحا غائرا لن ولم يُشفي الا بالثأر ممن تسببت به..ولم تكن إلا هي


دلف للبيت متعبا، ينشد راحه لعقله وقلبه. 

هتفت عمته ماان دلف للبيت

_ ابراهيم الحق بوك ياابراهيم عم ينادم علي مرته كيف المجنون، لسانه منشفش واصل بوك بيموت ياولدي


خطف ابراهيم الدرج ليصل لوالده الذي ماان ابصره، الا ومد ذراعه له..

اقترب إبراهيم منه علي الفور، يحاوطه بذراعيه ويبكي بحرقه


_ مالك يابابا حقك عليا نسيتك وانا بدور زي المجنون عليها، خلاص يابابا اجمد عشان خاطري


_ ايمان..ايمان ياابراهيم بتنادي عليا، انا رايح لها

علت نهنهات ابراهيم، وهو يتوسل له بحرقه..

_ متسبنيش انت كمان يابابا أرجوك مبقاش ليا غيرك ..


ليأتيه الرد علي هيئة طبطبه حنونه، وبسمه متعبه، لكنها كانت سعيده، ووالده يتمتم بالشهادة ويرحل بجوار ربه، وبجوار حبيبته، ويسقط أبراهيم مغشيا عليه من الصدمه والتعب..

_____

رائحه العفن والموت تفوح من المكان، الخوف هو المسيطر الوحيد لما تراه منهم

مرت ثلاث أيام تحارب بأقصي طاقتها لتحل وثاق قدمها التي احكمته لها تلك المرأة غريبه الأطوار بعدما حاولت الهرب تلك الليله، وأمسك بها كالعاده

في حين خرج هو ولم يعد..للان..

تبكي بقهر..وهي تدعي بحرقه علي من كان السبب لما وصلت له..

صرخت بقوة عل أحدهم يستمع 

لصوت صراخها..وينقذها مما فيه..

_ حد هنا...ارجوكم أنقذوني من هنا..يزيد الحقني أرجوك..

ليأتيها الرد علي هيئة عصا قويه

هبطت علي جسدها من تلك السيده المخيفه

_ اقفلي خاشمك جبر يلمك..ريحي حالك مفيش حد يسترجي يدخل قاعة عنجهيه

انهت كلماتها بضحكه تشبه ضحكة المجانين تماما..

وجلست تفترش الارض، وتبدأ ككل ليله..

بضرب الودع..والتصفيق بيديها

والغناء بكلمات لم تفهمها


أنهكت تماما..لم تعد لديها المقدره لتقاوم ألقت برأسها للخلف، وهي تنعي نفسها

انها تشعر أن الموت يزحف اليها ببطء فلتستلم..

ما أن أغمضت عيناها كان هو بطلها الوحيد بطلته التي فتنتها منذ ابصرته عيناها،  بعد أن فاقت من غيبوبتها


كان هو  بحضورة الطاغي الذي يسلبها أنفاسها

يمد يده إليها كي تتمسك بها..

لترفضها هي بكل غباء وتهرب من جديد..

وتستدير وتركض لتجد نفسها تسقط بالوحل..وتغرس اقدامها

لتصرخ مجددا بإسمه 

_ يزيد..

ليأتيها هو مجددا من بعيد، يركض بأقصي سرعه له..يصرخ عليها

_ ليليا متخافيش خلاص انا قربتلك..متقلقيش هانت

_____

يجلس محني الرأس ينظر لوالده بخزي، كان يظن أنه سيفعل ما يفعله وينجو به

لكن والده كالعاده له بالمرصاد

ضربه قويه من عصاة  والده، علي ظهره كانت كفيله بصراخه بصوت جهور

ليعود والده ضربه مره بعد مره بقوه…


وينهي اللقاء ببصقه بوجهه


_ طول عمرك نبته فاسده، ياإحمد، اجيت اهنه لمكانك الحقيقي بين المطاريد

ياما جولت لمعدومة الضمير بت عمك انك مش خرج جواز وعيله بس انت وهي كنتم فوله وانجسمت نصين

ضيعت البنته وخربت حياتهم يامعدوم الضمير

وجتلت ولدك، وجيت اهنه...الله ينتجم منك 

كنت فاكر ياك اني مهتقدرش اوصلك..

لاااه...اني كنت خابر اني هلاجيك اهنه لانك بالأساس شبه كل اللي اهنه

_ بترجاك ياابوي..ارحمني..

_ وانت ليه مارحمتش البنته المساكين، ليه مرحمتهومش ياخلفة العار..دا انا كنت ببعتلك قرشنات تغرقك وتغرقهم العمر كله ..تقوم تبيع بتك لابن البدري ياواطي..اتفو عليك الله ينتقم منك يا احمد


تركه ورحل، دموعه تغرق محياه، لقد دمر عائله بأكملها

والضحايا كانوا فلذة كبده، أنها عدالة السماء، لكن الأطفال لا ذنب لهم..


انفجر الجد ببكاء حار وهو يمسح  بطرف عمامته دموعه، ويهتف بمرارة 

_ جتل ابنه يارفيع، خوك جتل ابنه، وضيع البنته، ورجع لأصله بين المطاريد

فرت دمعه من  أعين رفيع حزنا علي والده، واولاد أخيه معدوم الضمير

_ ياما جولتلك يابوي سيبه لعيلة البدري ياخدوا تارهم منيه

اهي لفت الايام وربنا اقتص لبتهم اللي كانت زينة البنته وبنتها منيه بس بدل البنته كانوا بنتين وولد..

ياما جولتلك خوي مايصحلوش جواز من بت البدري اهو اتجوزها ومن كتر حقده من عيلتها فضل يعذب فيها لما ماتت هي وبنتها اللي مكنتش شافت لسه النور 

الدنيا دواره يابوي، ورب العباد ماهيسيبش حق الولايا واصل


_ الضنا غالي يارفيع ياولدي..مهانش عليا ..خليته يجدم كفنه وعز عليا يروح فيها

دا برديك ولدي..ولدي ياخلق

_ خلص ياابوي..ادعي ربنا بس نلاقو البنته..وبعدها يحلها المولي

_____


اقتربت بيلا من إبراهيم الغارق بالمرض والحمي حتي لم يستطع أن يحضر دفن وعزاء والده

اصيب بالحمي والحراره لا تفارقه الا بصعوبه .

رغم جسدها الذي مازال جروحه غائره

إلا أنها لم تستطع تركه، أخبرها جدها بالأمس مكانها بجانب زوجها، وهي بالأساس لم تكن لتتركه..هو قدرها وهي قدره

وهي راضيه جدا به

مدت يدها تتحسس جبهته، ليفتح ابراهيم عينه أخيرا بعد يوم كامل قضاه مغمض العينين يرتجف

_ ابراهيم..انت كويس

لأول مره يراها بدون نقاب، ولم يستطع تفسير ملامحها حينما خلصها من والدتها

همس بتيه، وتعب

_ أنتِ مين؟

جففت حبات العرق الذي أغرقت وجهه، وعنقه، وهميا بخجل 

_ بيلا..أنا بيلا..

_ بيلا..

همس بإسمها وهو يرفع يده يمسك بكف يدها

_ بيلا ماما ايمان فين..

سقطت دموعها وهي تراه يتمتم بإسم إيمان ويستغرق بالنوم مجدداً، ويعاود النداء عليها..

الي أن غفت هي أيضا بجانبه..


_______

انتفضت ساليمة علي تلك اللمسات التي تتحسس جسدها 


_ انت بتعمل ايه 

_ هكون بعمل ايه .

_ ابعد عني..

_ الله ليه بس ماكنا حلوين امبارح..تعالي بس هقولك..

_ اللي حصل ده عيب وحرام ..أرجوك ابعد .

_ وايه اللي حرمه احنا مش اخدنا العهد …

_ اه..

_ خلاص تبقي مراتي…

_ بس

_ مبسش تعالي بقي .


الفصل التاسع 

من رواية

وكأنها عذراء لم يلمسها أحد من قبل

أسماالسيد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تلك النهاية المأساوية التي حظينا بها من تسبب بها،

وتلك المتاهه التي دلفنا لها بكل غباء أين ستذهب بناا.

كل ما نحن عليه الآن كان متوقعا منذ البدايه لكننا من اغمضنا أعيننا وتغاضينا عن كل الأعراض التي شككنا بها..تلك النهايه لم تكن أبدا لنا..لكنها كانت نتيجة حتمية لقلة وعينا..


بكت ليليا بحرقه وهي تتوسل عنجهيه ان تفك وثاقها الايام تمر تلو بعضها وذلك المجنون غائب عنها انها الان تعترف أنه اكثر رأفة من تلك السيده التي بالكاد تفك وثاقها إذا الحت وبكت انها بحاجه لقضاء حاجاتها، تفكر بحزن ماذا فعلت بسنوات عمرها القصيره لتحظي بكل تلك المآسي  التي تمر بحياتها


صبرت نفسها كالعاده، ان الان قد حل النهار وستخرج تلك المجنونه لتدور بالقري وبالمزرعه وستعود  مؤكد لتسمم بدنها وتجلدها بتلك العصا الرفيعه التي تحملها معها لكن لا بأس سترتح منها بعدها لبعض الوقت، ستشحن طاقتها لتستعد لما هو اسوأ بالليل 


انها الآن تتمني العيش في كنف ابيها والعيش مع ذلك المجنون ميمس والعيش مع اي شخص الا تلك السيده


انها وكأنها تحمل بقلبها نار تغلي منها هي خصيصا ولا تعلم لما؟


اقتربت عنجهيه منها تنظر لها بحقد وغضب ، غضب تخشي منه ومما يتبعه 


فاسرعت ليليا لتهتف بذعر

ـ والله ما قلت ولا عملت حاجه انا ساكته اهو


ابتسمت عنجهيه بحقد وهتفت بشماته بها وهي تنظر لها من اعلي لاسفل

ـ ما انا خابره انك ما عملتي شي، بس اني أكده قلبي بيتشرح لما هضربك يابت احمد، واعذبك 


انها تذكر والدها مجددا وكأنه عدوها اللدود ، هي تعلم ان ابيها كتلة شر تمشي على الأرض ولكن ما ذنبها ، ما ذنبها ان تحمل ذنب ليس لها به علم؟


خرج صوت بكائها عاليا، ولم تستطع السيطره عليه ككل مره لتأتيها صفعه قوية من عنجهيه اخرستها علي الفور


ـ اقفلي خاشمك قبر يلمك انتي واللي خلفوكي


صرخت ليليا ولم تعد تحتمل قسوتها وتلك المعامله التي جردتها من كل شيء، حتي جردتها من ان تُعامل كإنسانة لها حق الاعتراض والبوح، لا فتاه بقلب طفله


ـ انا عملت ايه؟ انا ذنبي ايه باللي بيحصل ده، انا معرفش انا ذنبي ايه؟

اجابتها عنجهيه بصوت صارخ وكان شيطان تلبس بها

ـ ذنبك انك بته ، بت احمد السباعي وبس اكده،

ـ طب بابا عمل ايه بتخلصوه كلكم مني قولولي عمل ايه وانا والله هستحمل واسد دينه بس مش كده؟ الرحمه مش كده ابدا

ابتسمت عنجهيه بسخريه ابتسامه اظهرت تقاسيم وجهها الشيطاني التي تجيد رسمه ببراعه، او هو كذلك بالفعل وجهي شيطاني يتخفي بالمسكنه وطلب الصدقه من البعض


ـ اللي عملوا بوكي كبير جوي ، جوي يابنت احمد ومظنش تجدري علي سده لوحديكي

ـ تقصدي ايه ؟

ـ انا اقولك

كان هذا صوت ميمس الذي دلف للتو ويبدو مختلفا كليا بعدما خلع عنه تلك الثياب المهلهله وبدا لوهله كشاب انيق كمن بمثل عمره، لولا ذلك الخط الطويل الذي ظهر جليا علي قسمات وجهه لشهدت له بانه بالفعل ليس ذلك الاخر الذي التقته 

هيئته التي دلف بها للتو لا تدل الا علي المكر انه شاب يجيد التلاعب جيدا وبئسا لحظها الذي اوقعها باناس كهؤلاء

نظر ميمس لها ومال مردفا بهمس امام وجهها


ـ ايه شكلي عجبك مش كده؟


هتفت ليليا  سريعا بصدمه 

ـ انت؟

اقترب ميمس من عنجهيه وحاوطها بذراعه قبل ان يهتف 

ـ وحشتيني الشويه دول

تبدلت معالم عنجهيه تماما وتبدلت تلك الابتسامه الشيطانيه لاخري حنونه  تعجبت منها، وهي تنظر لميمس

ـ هتضحك علي يعني بكلمتين كيف كل مره 

طالت الغيبه النوبه وخصوصي وانت فايتلي البلوه دي، وانت خابر اني مهطيقهاش واصل


عاود النظر لليليا وهتف ببرود 

ـ خلاص ياعنجهيه انا هخلصك منها

ـ كيف ده هتقتلها اومال وتشفي غليل صدري يا ميمس اخيرا ياولدي

اتسعت اعين ليليا وكذلك ميمس الذي هتف سريعا

ـ اهدي ياعنجهيه مش اكده 

دفعت يده عنجهيه وهتفت وهي تمسك بعكازها وتخرج من الحجره بأكملها

ـ اني فيتالك الحته كلياتها، اما اشوف اخرة حنية قلبك علي بت الجاتل ده

رحلت عنجهيه وخلت الغرفه الا منهم طالت نظرات ميمس لها 

فانكمشت علي حالها واستدارت برأسها للجهه الاخري الان فقط علمت ما مصيرها؟

انها هنا لسد دين علي حد توقعها ليس بصغير ، ثمنه القتل والثأر لشيء لا تعلمه ربما يكون له علاقه بماضي والدها الذي حكي عنه حامد قبل قتله

اذا هم من عائله القاتل ، او ربما دين اخر لوالدها ابقاه والدها طي الكتمان وحان وقت ظهوره، انها اتعس انسانه ىعلي وجه الارض والفضل لوالدها

فجأه 

استحضرها خطبة ليزيد بمسجد المزرعه وهو يخطب علي جنازة شاب قد مات أثر حادث اليم، وهو يهتف باهل الميت حينما ازدادت صرخاتهم


" الا صبرا ياعباد الله، الا صبرا 

الا صبرا 

الا صبرا وافضل الصبر  هو الصبر عند الصدمة الاولي   ، فلنستحضر عظمة الرب ونرضيي بقضاء الله وقدره

تأدبوا في بلاءه وتوجعوا بالحمد وقولوا انا لله وانا اليه راجعون


اغمضت عيناها تهتف بصبر" انا لله وانا اليه راجعون"


الان علمت كيف تسري معاني الكلمات في عروقها وتهون عليها المصائب، الان فقط علمت لما بكت ام السعد وهي تستمع لتلك الكلمات منه، ولما ارتجف قلبها انذاك


لقد بكت خشية من مقابلة الرب وهي علي  معصيه كما اخبرتها


انها الان تجرب نفس الشعور انها في ابتلاء لا مفر منه، وقد يصل نهايته لتحت الثري

اذا لتفعل وتستحضر عظمة الرب وتدع عنها كل الرعب  من كل القادم وما قد يحدث لها

الم تكن تتمني ذلك منذ البدايه،  الموت راحة لها مما يحدث لها، ليس شرا ابدا


اغمضت عيناها واخذت نفسا عميقا عله يكون اخر نفس لها، لتستشعر طعم الحياه بلا هم وبلا امل ولا امال لتدع عنها كل الامال التي تضعها علي البشر وتستحضر الامل في وجه الله الكريم عله ينزل علي اعدائها صاعقة من السماء


وينجيها من الابتلاء كما ينجيها في كل مرة، او يأخذ من بلاءها ويعوضها بجنان عظيمه بالجنه


ـ بس انا مش هقتلك، انا مبقتلش الابرياء، انتي ملكيش ذنب 


اتسعت عيناها ما ان وصل لمسامعها صوته المتهكم، استدارت لتنظر له، ففاجأها هو وهي يجلس بجانبها ويمد يده يفك عنها تلك الحبال

هتفت بذعر

ـ انت عاوز مني اي؟


رفع نظره يري تلك العينان المرتجفه عن قرب، ماذا يخبرها؟

هذا السؤال لا اجابة له عنده الان

فك وثاقها تماما وتركها وخرج مجددا لتجلس هي بمكانها بذهول 

قبل ان يعود مره اخري حاملا بيده حقيبه ويمد يده بها لها

ـ امسكي غيري هدومك قدامك عشر دقايق بالظبط وتكوني جاهزه


خرج مجددا بلا اي حديث يذكر، كان يلقي الكلمات عليها بأمر


ليجلس علي تلك الصخره خارج الحجره التي تشبه المغاره و تثير  بها الرعب، ليتفاجيء بعنجهيه مجددا امامه


ـ علي جثتي البت دي تمشي من اهنه

ـ عنجهيه انتي رجعتي تاني ليه؟

ـ كان جلبي حاسس انك ميلت لبت العدو ياميمس ، وخنت العهد

ـ انتي بتقولي ايه؟

ـ بجول ان البت دي هتتجتل واهنه حالا وعلي يدي ياميمس

ارتجفت ليليا وجسدها اصبح كالهلام وهي تستمع لصوت الشجار الدائر بينه وبين تلك المرأه


نظرت من فتحة الباب للخارج فهالها ما رأت عنجهيه تدفع ميمس بكل قوتها وتحمل خنجر بيدها

ـ اني هنتجم منها البت دي تاري اني واستحاله افرط فيه


اندفعت ليليا للخلف لاخر الحجره ومنه لذلك الركن الصغير الذي كانت تدلف اليه لتقضي حاجتها

لوهله صابها الجمود طبيعتها الهادئه لم تسمح لها حتي بالصراخ، او من الصدمه لم تستطع فتح شفتيها وحدها الرجفه كانت هي المسيطر الوحيد علي جسدها


\فجأه استمعت لصوت عنجهيه الصارخ  وهي تدفع باب الحجره، وميمس يصرخ ليشتتها

لتنتفض اخيرا وهي تنظر للاعلي لتلك الفتحه الصغيره بسقف الحجره المصنوع من القش


دارت بعينها في المكان لتجد تلك المقعد الخشبي جذبته سريعا وصعدت عليه

الفتحه صغيره جدا استطاعت اخراج عنقها بصعوبه وقد ساعدها بدائيه العرش

لتأتيها صرخة عنجهيه فجأه ، وهي تستمع للطم خديها

ـ البت هربت ، هربت 

ــــــــــــــــــــــــــ

نحن بحاجة ماسه لمن يطمئننا لمن يمسك بيدنا ويعبر بنا لبر الامان، نحن لا نختلف بحقيقة وجود الله ، انه دائما معنا، نحن نعلم ذلك جيدا ولا ننكره، نحمده بكل وقت ومكان، نطلب العون منه، ونتضرع اليه، لكننا ايضا بحاجة للامان، لظهر قويء نتكأ عليه حينما تقسو علينا الايام، نحن بحاجة لحب يزلزل ارواحنا، ويد تطيب جراحنا في بعض الاوقات، نحن بحاجه ماسة لمن يخبرنا دوما، لاتخف انا معك، نحن بحاجه لان نستمع لكلمة انا احبك بكل الحالات، فلا تخاف ولا تبتئس ولو تهدم الكون كله انا معك


وكأنها عذراء، اسماالسيد، حصري لبيدج asmaelsayed ـ أسماالسيد


الخيبه الحقيقيه هي ان تعجز عن حماية من هم قطعه منك، والخذلان هو ان تشعر انك رددت يد العون لاحدهم بلا وعي منك بالخذلان


اسبوعا لم يكل ولا يمل من البحث عنها هي بالقرب منه لا يعلم لما يشعر هكذا


لكنه عاجز عن تحديد هوية ذلك المكان هو بخبرته العسكريه هذه عاجز عن تحديد اين ابنة عمه، يالسخريه القدر 

الان فقط علم معني ان تقف مكبل اليدين وان تكون اذكي الخلق وتعجز عن التفكير بمنطقيه حينما يتعلق الامر بمن هم منك

لقد اصبح عار علي المموه باكمله، اللعنه علي حظه الذي اوقعه بذلك الضغط


لقد انتقلت العائله باكملها للمزرعه حتي والده الذي يحمله كل مسؤوليات ومصائب العالم اجمع علي عاتقه


حمل كوب القهوه ، ووقف خلف تلك الشرفه كاخر مره اجتمعا معا فيها


صوت اقدام عرف صاحبها جيدا توقفت خلفه ذكرته بذات الموقف وبها بتلك الفتاه التي تحمل بعيونها حزن العالم اجمع ، وجاذبية الارض كلها


ابتسم بتهكم ما ان وصل له صوت والده

ـ وليك نفس تشرب قهوه وانت مضيع بت عمك 


ان والده لا يعلم شيء، لا يعلم شيء ابدا ولا يعلم ان تلك الوقفه وذلك الكوب هو اخر ما تبقي له من ذكراها


استدار ناظرا لوالده الذي باغته علي الفور

ـ فكرت في اللي جولتلك عليه؟

اتسعت اعين يزيد بصدمه

ـ اللي هو ايه ده؟

نظر والده له بغضب حارق..

ـ يزيد انت خابر اني غضبان جلبي عليك وقسما عظما لو ممشتش تحت طوعي المره دي لهتكون ابني ولا اعرفه


ضغط يزيد راسه بقوه، وقد انهارت حصونه كامله امام ضغط ابيه

ـ انا خلاص عقلي هيشت مني انت عارف انت بتقول ايه؟

انهي عقل وانهي منطق ده اللي بتتكلم بيه، لا وقته ولا مكانه ده

ضرب رفيع الارض بعصاته بقوه، و صرخ به


ـ بطل تتحدت كيف ولاد البندر وارجع لاصلك ولعادتنا يايزيد وانت تعرف اني منطق ده، انت خابرني زين وخابر غضبي قسما عظما لولا اللي حوصل مكنت خطيتلك مكان لولاشي البنت الغلبانه دي، مكنت وقفت قصادك


صرخ يزيد بقوه ساخرا

ـ  بردو، بردو ارحمني شويه، مش لما الاقيها الاول ابقي افكر،  انت عاوزني ارتكب جريمة شنيعه زي دي

ـ يزيد

صراخ ابيه جلب الجميع من حولهم

ـ انا استحاله اعمل اللي انت عاوزه ياابوي، استحاله اعمل كده

ـ حتي لو جولتلك عشان خاطري يايزيد

صدم يزيد من ردة فعله جده، وهتف بذهول

ـ حتي انت ياجدي، واقف معاها وبتأيده

ـ ايوه ياولدي انت الوحيد اللي هتصون الامانه، عشان خاطري ياولدي، ماترد خاطر جدك، الموضوع مهيخلصش غير اكده، نار التار لو اتفتحت هتروح فيها البنته وكفاياهم لحد اكده عذاب


ـ هو في ايه، جدي بيتكلم علي امانه ايه ياامه؟

همست شقيقته رحمه بتلك الكلمات باذن والدتها

ـ ولا اعرف يابتي ياخبر بفلوس اصل كنا ناجصين احنا احمد وبناته جبر يلمهم ما يرجعوا ولا نوعي نشوفهم هي وامهم

ـ امين ياامي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعب والحزن تملكوا من إبراهيم تماما ، ليس تعباً جسديا فحسب كان مزيج من تعب الروح والقلب 

والجسد .

لقد أصبح متعباً تماما، مهزوماً ومطعونا بغدر لا شفاء منه..


العزله التي اتخذها منذ استيقظ بعد أيام قضاها يهذي من الحمي، لم يختارها بل فُرضت عليه .

الحياه لم تكن تلك السهله بالنسبه اليه كما يتوقع الجميع..بل كانت حياه مليئه بالصراعات والتعب..

بين حقيقة مفروغ منها، وصراع خفي لا يعلم أحد عنه غيره هو وامه رحمها الله

صراع كانت بطلته وفاعلته الاساسيه هي شقيقته

لطالما جلس يسأل نفسه ما سبب كرهها له..

نفورها وابتعادها عنه رغم كل الحب الذي كان يحمله بقلبه لشقيقته الوحيده..هل حقا قصر بحقها ولم يظهر لها الحب الكافي

ام  لا سبب حقيقي يذكر..حول نفورها وغضبها الدائم منه


أغمض عينيه بتعب شاردا بحياته البائسه، قبل أن يتسلل لمسامعه صوت خطوات هادئه..

تسير من خلفه 

هل يتوقع صاحبتها الان..مؤكد ليست هي..بعدما حدث ..


حينما فتح عيناه ووجدها بجانبه، نائمه بعمق، بين ذراعيه  بجسدها الطفولي 

لوهله لم يستوعب وجودها بجانبه، وظل لدقيقه يتذكر من تكون هي صاحبة ذلك الوجه الملائكي.والشعر الطويل الذي غطي صدره ووجهه


لقد كان طيلة الوقت يحلم  وهو يهزي من تعبه باحداهن تهمس له انه سيكون بخير

ظل لدقيقه يتذكر ، الا أن اتسعت عيناه وقد بدأ يستوعب وجودها وأنها هي، لاول مره يراها عن قرب هكذا

همس بإسمها كي تعتدل..حتي يستطيع النهوض

همس بتعب حقيقي..

_ بيلا..

قبل أن يتلقي اجابه كان هناك إعصارا غير متوقع يهدم كل ما أمامه بلا رحمه

كانت عمته كالعاده بصياحها، وصراخها الذي ملأ البيت..

لتنتفض هي من بين ذراعيه لتصبح كطفله خائفه مذعوره 

امام والدتها


ـ ايه المسخره وقلة الحيا ده

اعتدل ابراهيم بتعب، يود الفتك بعمته حقا الان ، او خنقها وينتهي من صوتها الجهور الذي استمع البيت بأكمله له


ـ امي انا 

صفعه قويه وأدت صوت بيلا التي همست علي الفور

صفعة تلت الاخري ووالدتها تجرها من شعرها امامه

نظرة الاستنجاد به اشعلت النار بصدره وهم متحاملا علي تعبه كي يخلصها من يد تلك المرأه التي لا ترحم حقا

ـ انت اتجننتي ياعمتي قولتلك ميت مره مسمحلكيش تمدي يدك علي مراتي


امسك بيد بيلا وجذبها بوهن لقربه  وهي علي الفور تمسكت به كالعاده بتلك الطريقه التي تفتت قلبه عليها

قبل ان تهتف عمته بما جعله يفلت يدها


ـ اسمع ياابن اخويا اني مكنتش عاوزاها الجوازه دي، انت اخر واحد كنت هفكر فيه لبتي 


اتسعت اعين ابراهيم وهتف بصدمه

ـ وليه بقي ياعمتي فيا ايه يتعيب!

نظرت له عمته من اعلي لاسفل وهتفت بحديث شل حركته

ـ خيتك قاتله ومش اي حد جتلت امها وهربت باب اولي تدور علي العاطله خيتك وسيبك من بتي شوفلك واحده من توبك


ـ امي 

دفعتها عمته بقوه للخارج ما ان هتفت اخيرا بكلمه، ونظرت له بتهكم

ـ جدامي ياخلفة الندامه جبر يلمك، قبل ان تنظر له وتهتف

ـ انسي بتي ياابن اخوي وريتك تطلجها ونخلص بتي مهياش من توبك 


اقتربت بيلا بخجل منه وهي تحمل بيدها تلك الصينيه المحمله بالطعام والدواء


ـ ابراهيم

هتف بغضب بدون ان يستدير لها

ـ ايه اللي جابك اطلعي برا

وضعت الصينيه امامه وهتف بعند طفولي

ـ مش هطلع 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

وقفت ساليمة امام تلك المرأه تنظر لنفسها باعجاب وهي تتذكر كلمات نائل لها 


ـ انتي مكانك مكنش هناك انتي مكانك معايا ، حجاب ايه اللي متمسكه بيه دول عالم جهله متخلفه انتي تسيبلي نفسك خالص 

ـ بس

ـ بس ايه احنا بينا عهد بالدم ومدام اتعاهدنا يبقي لازم نوفي العهد


كلماته كانت اكبر حافز لها، انها مقتنعه تماما به هي ليست بحاجه لاحدهم 

القت الحجاب من يدها واكملت زينة وجهها لتخرج بعد دقائق لذلك العالم الذي طالما ابهرها وودت الدخول له


ـ ايه ده ايه الجمال ده كله

ـ بجد عجبتك يانائل

ـ تجنني يالا بقي


ما ان دلفت للحفل الا ودبت الرجفه قلبها انها لم تكن حفله عاديه بل كانت مكان صارخ لفعل الفواحش بلا حدود

ـ ايه ده؟

ـ ده العالم الجديد، العالم بتاعنا احنا

ـ يعني ايه، اللي بيحصل ده حرام

ـ بس انا قولتلك احنا في عالمنا مش بنؤمن بالحلال والحرام احنا بنؤمن بعالم اللذه والجنون

ـ بس

ـ مبسش صدقيني هتستمتعي

كان كشيطان يصور لها كل شيء ببراعه فائقه، عالم تمنته بقلبها لكن عقلها يرفضه لتغلب العاطفه كالعادده علي عقلها لتنغمس بطريق لن تعود منه ابدا مجبره الخاطر بل اكبر خاسره


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يزيد بيه الحق يايزيد بيه في صوت ضرب نار جاي من اخر المزرعه

ـ ايه


الفصل العاشر

من روايه/

وكأنها عذراء

لم يلمسها احد

أسماالسيد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علينا أن نكون ممتنين للوحده، ولتخبطات القدر واوجاعه المتكرره، وبتلك البلايا التي تصيبنا علي حين غره، لانها تكشف لنا الوجوه علي شاكلتها الحقيقيه، تبعدنا عن اناس خدعتنا مظاهرهم، وتقربنا من اخرون  ظلمناهم بجهل منا، الحياه ليست كما نراها دائما، فلا تخدعنكم الواجهه..وتعلموا الا تحكمون علي الاشخاص من مظاهرهم


اسماالسيد...وكأنها عذراء .. لم يلمسها احد من قبل .. 


لاتصدق انها فرت من بين ايديهم، انه القدر الجميل هذا ما وقف بصفها اليوم، عليها أن تشكر الرب علي تلك المنحه التي أعطاها لها


شرعت تجري بأقصي سرعه لها حتي وهنت قدميها، وخارت قواها، لوهله دب الرعب بقلبها وهي تتساءل 

لما لم يلحقوها؟

ام انهم نصبوا فخاً لها ووقعت هي به بكل سهوله

وقفت تتأمل المكان التي وقفت به بذهول..اين هي؟


صوت خطوات آتيه من بين المزروعات التي تحاوطها  من كل اتجاه،افزعها، ارتجفت وهي تسمع لصوت همهمات تشبه تلك الهمهمات التي كانت تسبق مجيء عنجهيه في الليل 


تلك السيده اشبه بشياطين رجيم، نال منها حتي اصبحت ترتعب منه


لم تنتظر هرولت مجددا حيث لا مأوى ولا وجهه تنتظرها،  


خارت قواها تماما و كادت تستسلم لولا ان انت لذهنها تلك الليالي البائسه  المفزعه التي قضتها في وقر عنجهيه


ـ ليليا..


اتسعت عيناها  وارتجف جسدها، ماان وصل لها صوت ميمس الصارخ من خلفها


نظرت للخلف تتأكد مما سمعته لتتفاجيء به يهرول خلفها بوجه لا يبشر بالخير، اتسعت عيناها وبكت بحرقه، وصرخت به..

ـ انت عاوز مني ايه ابعد عني، ابعد عني حرام عليك، انا عملت ايه ليكم كلكم..

عاود الصراخ عليها..

_قولتلك اقفي عندك، اقفي بقولك..  


صرخت وبكت وهي مازالت تجري بطريق لا تعرف له نهايه، حتي وجدت نفسها امام ترعه مائيه كبيره ، وغرزت اقدامها علي حافتها 


ـ اتسعت عيناها فرحه  ماان ابصرت قصر يزيد علي الجهه الاخري من حافة الترعه

صرخت...وصرخت بإسمه باعتقادها أن صوتها سيصل له.

ـ يزيد..يزيد 


لا تعلم من اين جائتها تلك القوه لتزداد صرخاتها ارتفاعا، كلما اقترب ميمس منها

بكت بحرقه ما ان ابصرت ميمس أوشك من أن  يقترب منها


دب اليأس بقلبها، وشرعت تبكي كطفله..

وهي تفكر  انه النهايه بالنسبه لها وان كان نهايتها محتومة لن تكون علي يديه ولا يد تلك المجنونه عنجهيه التي ارتها شتى ألوان العذاب

لم تنتظر اكثر القت نظره علي ميمس الذي هم بمسك يدها لتدفعه بكل عزمها وتلقي بنفسها بالمياه

التي لم تسعفها وغرقت على الفور، ليصرخ ميمس باسمها 

_ ليلياااا

لتتزامن صرخته مع صوت ضرغام الذي ما ان راي ميمس الا وصرخ به، واطلق النيران عليه ليصيب قدمه باصابة بالغة


ـ اندفع احد الغفر مسرعا ناحيه القصر ، ليصرخ 

ـ الحق يايزيد بيه صوت ضرب نار جاي من اخر المزرعه عند الترعه واظاهر ضرغام اشتبك مع حد

لم ينتظر يزيد اندفع كالمجنون تجاه المكان وخلفه الغفر من حوله

_ ايه..ورايا بسرعه..

ـ جولتلك وجف مكانك ياميمس 

صراخ ضرغام عليه لم يثنيه عن محاولة إلقاء نفسه خلفها حتي ينقذها لكن ضرغام كان له بالمرصاد ليطلق طلقه اخري من سلاحه علي قدمة الاخري

ليسقط عاجزا تماما عن مساعدتها، والقاء نفسه خلفها..

صرخ ضرغام بالغفر الذين حاوطوه 


ـ هموا هاتوه اهنه لفوا  بسرعه جبل ما يهرب كيف المره السابقه


ما ان لمح ميمس يزيد اتيا الا وصرخ به،، وهو يشير بيده للترعه 


ـ ليليا ….الحق ليليا رمت نفسها بالترعه..

نظر يزيد له بصدمه، ثم للترعه التي لم تكن ذات عمق هين بصدمه..

ليصرخ ميمس مره أخري به..قبل أن تأتي تلك السياره من خلفه ويهبط منها رجلان ملثمان ويحملان ميمس 

_ ليليا وقعت في الترعه .. ليلياااا انقذ ليليا.


لتختفي السياره علي الفور وسط المزروعات ويلقي يزيد بنفسه للترعه..


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ـ قلتلك اخرجي بره؟

ـ مش هخرج ياابراهيم

اندفع تجاهها، وامسك بيدها بقوه المتها لوهله كاد يضعف عن ما نوي عليه وهو ينظر لعيناها التي امتلئت بالدموع علي الفور ماذا تفعل به تلك الفتاه؟

اكان ينقصه هي بحياته البائسه..

ـ انت مش بتفهمي..انتي ايه حماره قلتلك اطلعي برا من اهنه


تشنجت شفتيها وهي تحااول منع نفسها من الانهيار والبكاء


انه لا يعلم كيف ظلت لساعتين تدرب نفسها علي الثبات والا تنهار 

انها ليست ابدا تلك الواثقه الثابته انها اضعف بكثير من مواجهه كتلك

ارتجفت يدها بين يديه وهربت تلك الدمعه التي كانت تدعو الله الا تسيل امامه

ليدفعها ابراهيم بقوه فسقطت علي الفراش وسقط معه حجابها لتتسع اعين ابراهيم علي ااخرها

وهو ينظر لشعرها الذي قص لنصفه وليس قصا منظما بل وكان احدهم انتقم منه، ليقترب ممسكا به، مردفا بصدمه

ـ مين عمل في شعرك كده؟

دفعت يده عنها بقوه وامسكت بحجابها وارتدته وهرولت من امامه

ـ ملكش دعوه 

اشتعل جنونه منها، وهرول خلفها الي أن  لحق بها قبل ان تخطو للخارج واعادها بقوه لتقف امامه وتواجهه

ـ مين عمل كده انطقي، عمتي مش كده؟

ـ سيبني..بتسال ليه مش انت مش عاوزني هنا...سيبني

الغضب تملك منه ليدفعها بقوه لداخل غرفته

ـ ادخلي جوه

نظرت له وهتفت بغضب طفولي..


ـ لا

عاود الصراخ عليها..


ـ قولت ادخلي جوا يابيلا

ما أن رأت الشر بعينه الا اقتربت منه وامسكت بيده وهتفت برجاء.


ـ هتعمل ايه..علشان خاطري امي هتموتني ياابراهيم..


نظر لها مليا بقلب يغلي بصمت وهي تمسك بذراعه وتهمس بذاك الرجاء


ـ علشان خاطري ياابراهيم..

_ مين عمل فيكي كده..عمتي؟

خفضت وجهها وهتفت بحزن

_ ايوه..

_ عشاني مش كده؟


_ ابراهيم انا..

_ عشاني يابيلا..

اومأت برأسها وسالت دموعها من ضعفها المخزي أمام الجميع..

لينظر لها هو بقلب يقطر الما عليها، 

وتلك المشاعر اللعينه التي باتت تتحرك لها عادت لتفعل الافاعيل بقلبه الذي كان قد قرر وانتهي أن يتركها للابد ، لينتهي الامر به وهو يميل ناظرا لوجهها مردفا بسؤال يلح عليه …


ـ جيتي ليه دلوقتي يابيلا..ليه ممشتيش اول ما طردتك بره الاوضه..


طال صمتها وهي تنظر له باعين دامعه

ـ جيتي ليه يابيلا وانتي مش شايفاني راجل يقدر يدافع عنك؟

ـ ارجوك افهم..دي امي مهما عملت..

ـ ارجوك….وامي؟

دا ردكك عليا، انا بسالك تجاوبيني باجابه تشفي غليلي، بلاش سكوتك ده، انطقي هتجننيني

امسكها من ذراعها بقوه 

ـ جيتي ليه؟

ما أن أوشكت أن تجيبه الا واتته صرخت عمته 

ـ ابراهيم..سيب ايد بتي 


استمع لصوت صراخها..والتف ينظر لها بتهكم..

ـ اهلا كويس انك هنا.. وجبتي بنفسك 


صوت عمته المرتفع وصوته الذي ارتفع هو الاخر جذب الجميع حتي انه اتي بجده طريح الفراش منذ موت ابنه

ـ قولتلك سيب يد بتي يابن محمود


مدت عمته يدها تجذب ابنتها من ذراعها ليلحقها ابراهيم صارخا بها بقوه وهو يخفي بيلا خلف ظهره

ـ قسما عظما ان مديتي ايدك علي مراتي مره تانيه لاقطعهالك ياعمتي

ـ ابراهيم ايه اللي بيحصل اهنه كيف بتكلم عمتك اكده

كان هذا صوت جده الغاضب، الذي ما ان استمعت له عمته الا وشرعت بتمثيل البكاء

ـ شايف يابوي واد ولدك كيف عم يضرب بنتي ويطردها ولما اجيت احوش عنيها عمل كيف ماانك شوفت اكده

ـ صوح اللي حصل ده ياابراهيم؟

اتسعت اعين ابراهيم من تمثيل عمته وكذبها البارع الذي دخل علي الجميع وبدأ بتقريع ابراهيم، لتندفع تلك التي كانت تتواري خلف ظهره برعب مردفه بما جن جنون والدتها الذي حاولت جذبها من خلف ظهر ابراهيم مجددا


ـ يالا يابتي   من اهنه ويمين بعظيم ماهتجعدي علي ذمته ثانيه كوماني، كانت جوازه شينه من الاول..


ـ بس انا مش عاوزه اسيب ابراهيم ياامي..

_ ايه اللي هتجوليه ده ياف ..

_ عمتي...الزمي حدودك 

_ وكمان بتصرخ فيا يابن اخوي..بس الحق مش عليك الحق علي قليلة الحيا بتي


واني هربيها من الاول..

اندفعت لتمسك بشعرها لولا يد ابراهيم التي أخفتها بين ذراعيه..

لتصرخ مجدداً

_ بيلا تعالي اهنه..جولتلك..

لتردف بيلا بما صدمها..وجن جنونها

_ انا مكاني هنا جمب جوزي..ياامي..

_..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

اندفع فارس ناحيه المشفي ما ان هاتفه الطبيب وهو بالوحده، واخبره انها استيقظت،ترك كل شيء خلفه وعاد من اجلها، من اجل ضحية تهوره وانقياده خلف مشاعر ثار قديمه كان عليه وأدها

ـ هي فين المريضه اللي كانت هنا؟

كان هذا سؤاله الملهوف لاحدي الممرضات ما ان دلف لغرفتها ووجدها فارغه

ـ تقصد االمريضه اللي كانت بغيبوبه

ـ ايوه هي؟

ـ نقلناها لغرفه عاديه، هتلاقيها في اول غرفه في الطابق اللي تحتنا 

    عاد للطابق يسابق الزمن ليصل لها، الي ان توقف امام الغرفه ليقابله الطبيب المشرف علي حالتها

ـ ها يادكتور طمني

ـ للاسف زي ماتوقعنا

ـ يعني ايه؟

ـ فقدان ذاكره احتمال يكون مؤقت واحتمال دائم هنحدده بالاشعه المقطعيه 


تواري فارس خلف الباب المفتوح بصدمه لقد تسبب بكارثه عظمي لانسانه قد تفقد هويتها الي الابد، ليته هو من تأذي ولم يكن هو سبب الأذى


دلف للغرفه بخطي بطيئه ينظر لتلك التي تجلس علي الفراش محنية الرأس ويغطي وجهها كتلة من الشعر الغزير الاسود  


لترفع وجهها ما ان استقرت الخطوات امامها

ـ انت مين؟

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقفت ساليمه بأقدام واهيه وهي تغطي بالفراش جسدها الذي حلله من المفترض زوجها علي غيره

مبررا فعلته، أنهم هنا لا يحكم دين..ولا عرف، ولا تقاليد 

هنا مجتمع اللذه والفسق، لا وجود لحكم الأديان..

ببساطه انها يعيشون علي حكم الهوي وإغراء النفس. 

لتجد...نفسها مقتنعه تماما، بعد اول كأس ارتشفته..


لا تصدق ما حدث..وكيف وافقت علي ذلك..وأنها صارت علي نهج لا عوده منه..ابدا..

نظرت لذلك الشاب الذي مازال يفترش الفراش، وخرجت علي الفور تبحث عنه عن نائل 

لتجده علي الفور بهيئه كان عليها أن تتوقعها علي الفور..بجانب احداهن والتي لم تكن إلا تلك الفتاه التي عرفها عليها كزوجه لذلك الذي تشاطرت معه الفراش بالامس..


(ـ وي ...وي ..وي...الخراب الدمار ...وي.. وي..وي)


كانت عنجهيه تصرخ وتدور كالفلكه بمكان الحادث الذي حدث بلمح البصر


ـ وي ...وي ..وي...الخراب الدمار ...وي.. وي..وي


ـ اخرسي اخرسي..مشوها من هنا مشوها من المزرعه حالا


ـ راح تروح ياحزين من شيلة الطين..وووي..وي


الفصل الحادي عشر من هنا


🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺



ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS