القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم أسماء عادل المصري حصريه وجديده

اعلان اعلى المواضيع

 رواية لأجلك نبض قلبي الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم أسماء عادل المصري حصريه وجديده 

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل السادس عشر حتى الفصل العشرون بقلم أسماء عادل المصري حصريه وجديده 

الفصل السادس عشر 🌹🌹 

ظل عمر يقبلها بشغف و لهفه فامالها لتستلقى واضعا يده خلف ظهرها ليريحها عليه و هو لا يزال على حالته يعمق قبلاته اكثر و اكثر و اخذ ينزل بشفتاه على طول عنقها المرمرى فتاهت هى بطيات عشقه 

ابتعد عنها ليتفرس ملامحها فوجدها موصده لعيناها تتمسك بشده بقماش الاريكه المستلقيه عليه فوضع يد اسفل ركبتيها و الاخرى خلف ظهرها و حملها متجها بها لغرفه النوم 


وضعها على الفراش و اتكئ الى جوارها و عاد ليقبلها بجنون وسط ارتباكها و قله خبرتها فلم تستطع ان تجاريه فيما يفعل فلم تجد بد سوى ان تستسلم لاحترافيته حتى خلع عنه قميصه القطنى و بدء بفك ازرار كنزتها و هو يقبلها من جميع اجزاء جسدها 


وصد عينه فى استمتاع لتلك اللحظات الحميميه حتى هاجمته مخاوفه و اقوال طبيبه فانتفض فزعا للوراء و شعرت خديجه بخضته ففتحت عيناها الموصودتين و نظرت له بقلق و حيره و هو يهتف بها صارخا " انتى ليه سيبانى كده؟ " 


نظرت له بتوجس و رهبه و عيناها تلمع من الحزن ليكمل صراخه بها " ازاى نفسك رخيصه عليكى للدرجه دى؟ انا لو مكنتش لحقت نفسى كنت ممكن اكمل للاخر " 


بدءت العبرات تنزل دون ارادتها وهى تنظر له بخزى و شعورها بالتخاذل اخذ يزيد بعد ان هدر بها بقسوه "ازاى موقفتنيش؟....عادى كده اللى حصل ده؟" 


حاولت التحدث بصوت هادئ فخرج صوتها مختنقا بالبكاء و هى تردد " انا سيبتك عشان بحبك " 

نظره ناريه خرجت من عيناه القاتمتان و هو يجيبها "و ده معناه انك تسلميلى نفسك بسهوله كده؟!" 


هتفت بحده " عمر...انت جوزى، ايه الكلام اللى بتقوله ده؟" 

اجابها بقسوه " جوزك على الورق و ميت مره احذرك ان مفيش و لا حيكون فى حاجه بينا و انا معنديش اى مشاعر من ناحيتك " 


تذكرت كلام هاله بالتحديد فى تلك الحظه بعدم الاستسلام و تاكيدها بانه يحبها فاصرت على موقفها و تمسكها به فما حدث بينهما منذ قليل اكبر دليل على وجود مشاعر مشتركه بينهما فاقتربت منه ووضعت يدها على ظهره و هو يوليه اياها فشعرت بتيبس جسده اسفل اناملها فادارته ليواجهها و رددت بثقه " انت بتضحك عليا...و اكبر دليل اللى حصل بينا دلوقتى" 


انقشع وجهه بحمره غاضبه فاقترب منها و ارتسمت على وجهه ابتسامه ساخره و ردد بقسوه قاصدا ايلامها " اللى حصل من شويه ميدلش على اى حاجه لان مفيش راجل حيلاقى قدامه حاجه سهله و رخيصه و يقول لها لا " 


نصل خنجر مسموم طعنت به على غفله فى قلبها ليرشق بمنتصف صدرها يوقف نبضات قلبها و يصعب عليها التنفس فلم تشعر بنفسها الا و هى تصفعه بقوه على وجهه و علامات الغضب تظهر جليه على ملامحها 


ادار وجهه للجهه الاخرى اثر تقليه للصفعه و وضع يده على صدغه و اخذ يتنفس بقوه و هو يحاول كتم غيظه فعض على شفتاه بغيظ لتصرخ هى به "الحاجه السهله و الرخيصه دى تبقى مراتك و بشرع ربنا، بس انت عندك حق لانى رخصت نفسى للدرجه اللى اتقالت لى فى وشى و بالشكل ده...بس عارف انا مش زعلانه و لا مضايقه بالعكس انا فرحانه اوى عشان انت باللى عملته دلوقتى قدرت تعمل اللى انا فشلت فيه و هو انى مش بس اشيلك من عقلى و من قلبى....لا ده انت قدرت تخلينى اكرهك " 


اتجهت ناحيه الباب و فتحته على مصراعيه و اشارت بيدها للخارج و هى تردد " اطلع بره " 

بخطوات ثقيله اتجه للخارج فاوقفه صوتها الحزين "انا بجد مش ندمانه على حاجه، عشان انا زى ما اتعلمت ازاى احب...اتعلمت كمان ازاى اكره و زى ما اتعلمت ازاى اتوجع اكيد حتعلم ازاى اوجع اللى قدامى " 


كففت عبراتها بظهر يدها و رددت بحده " انا حنساك و ححب...ايوه ححب و اكيد المره الجايه اختيارى حيكون احسن لان الانسان لازم يتعلم من اخطاءه، بس انت حتعيش و تموت لوحدك لانك متعلمتش تحب انت اتعلمت تكره و بس " 


انتحبت بالبكاء فشعر بغصه قويه تضرب قلبه و حاول الاقتراب منها و لكنه تراجع فور ان رفعت عيناها به ببريق لامع و هى تكمل "اول ما نرجع تطلقنى و تحلنى من الارتباط اللى خانقنى ده" 


لمعت عيناه بضيق و اقترب منها يمسكها من ذراعها بقوه و هو يهتف بحده " ايه؟بتقولى ايه؟.....سمعينى تانى كده " 


" بقولك طلقنى " هتفت باصرار فلمعت عيناه بحمره غاضبه و ردد بحذر " اه اكيد ده حيحصل بس فى الوقت المناسب " 


" نعم؟و هو ايه بقى الوقت المناسب من وجهه نظرك؟" 

تحدثت بتهكم واضعه يدها اعلى خصرها فاجابها ببرود " بعد رفع الوصايه يا ديچا...زى ما اتفقت مع ابوكى الله يرحمه، لانى راجل و قد كلمتى و عمرى ما خلفت بوعدى لحد " 


ضحكه ساخره رنانه اطلقتها مستهزءه بحديثه فنظر لها بضيق و ردد " ايه مش عاجبك كلامى؟تحبى افكرك؟.....اتفقت مع ابوكى انى احميكى و احمى مالك و اظن انى قادر اعمل ده، اتفقت مع ابوكى ان الطلاق ميحصلش الا بعد رفع الوصايه و انا برده لسه عند كلمتى....اتفقت معاكى ان جوازنا على الورق و انا برده لسه عند كلمتى، حذرتك اكتر من مره انك تقربى منى او تحبينى لانى مش حتغير و لا حيتغير حاجه بينا و انا برده لسه عند كلمتى....اللى غير كلامه و اتفاقه انتى يا خديجه مش انا " 


بعيون دامعه و صوت مختنق و قلب مجروح رددت "و كل لحظاتنا مع بعض سببها ايه تقدر تفهمنى؟" 

ابتلع لعابه بتوتر و ردد بتنهيده " يمكن من ناحيتك انتى حب زى ما قلتى لكن الاكيد انه مش كده من ناحيتى " 


" امال ايه؟" 

هدرت بحده و عصبيه فنظر لها بحسره حاول اخفاءها و ردد بهدوء مصطنع " انا كلامى ممكن يطلع تقيل عليكى " 


بانفاسها العاليه و صدرها يعلو و يهبط رددت بحنق "لا متخافش انا نحّست من اللى شفته منك و بقيت مش بتوجع" 


ردد بخفوت "  اللى بيحصل منى مجرد شهوه، انتى حلوه اوى مفيش كلام و انا بضعف قدام جمالك بس الحمد لله انى بقدر اتحكم فى نفسى قبل الموضوع ما يتطور معايا و يا ريت انتى كمان تمنعينى لو ضعفت تانى قدامك لانى اهو و انا فايق و بكامل قواى العقليه بقولك انك بالنسبه لى زيك زى ليان و اسيل و عمر ما حيكون فى بينا حاجه " 


حاولت اخفاء المها من حديثه فرددت بفضول " و يا ترى مين سعيده الحظ اللى انت قافل قلبك عليها و مش عايز تفتحه لحد، لا انا و لا لوچين بنت خالك و لا البنت الروسيه اللى كنت بتكلمها "


اجابها ببرود " ملكيش فيه " 

ترك الغرفه و خرج فاغلقت الباب خلفه بعنف اهتز على اثرها جدران الجناح و ارتمت على الارض تستند بظهرها عليه باكيه بصوت مكتوم حتى لا يستمع لها و لكنه رأى خيالها من خلف الباب فاسند كفه و جبينه عليه و ردد بهمس

" سامحينى يا روحى و قلبى....سامحينى يا حياتى و عشقى الوحيد، يا ريتك تعرفى ان عشانك انتى و بس قلبى دق و ان اى حاجه قبلك مكانتش حب " 

★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★ 

فى ڤيلا الباشا 


عادا من سفرتهما متجهمى الوجه و حاولت هاله استنباط اى امر منهما و لكن دون جدوى فلم يفصح اى منهما عما حدث بتلك السفره 


اتخذت قرارها بنسيانه و ان تعيش حياتها فكل رفيقاتها تعيش بقصص حب الا هى فجلست تفكر فى امرها حتى واتتها تلك الافكار التى عصفت بكيانها 


جلس الجميع على مائده الافطار و بدء طه بالتحدث لابنيه عن سير العمل فهتف " الفندق الجديد اللى بيتبنى فى الجونه محتاج حد منكم يسافر يباشر الشغل هناك " 


نظر عمر له بجمود و ردد " يعنى ايه حد منكم؟ انا دخلى ايه بشغلكم؟" 


احتد طه بغضب " دخلك انك ابنى الكبير و مش معنى انى سيبتك تعمل لنفسك شغل خاص بيك يبقى تسيبنى لما اكون محتاس و اخوك يا دوب بيدير فرع القاهره و مش قادر حتى يباشر باقى الفروع " 


قوس فمه بضيق و ردد " بابا...انا من الاول مفهمك انى بره الشغل ده و طالما شايف نفسك مش قد الفروع الكتيره يبقى متبنيش فنادق تانى كفايه كده و اظن انك ما شاء الله بقيت ملياردير و لا هو البحر بيحب الزياده " 


انقشع وجه طه من حديث ابنه الفج فردد بغضب " و هو انا بعمل كل ده لمين؟مش ليك انت و اخواتك!!" 


اجابه عمر ببرود " و انا مش عايز حاجه و اظن وقت ما فتحت شركتى حاولت تساعدنى بفلوس و انا رفضت " 


نظر طه لابنه بخزى لينتهز عدى الفرصه حتى يكسب نقطه على حساب عمر فهتف "خلاص يا بابا سيب عمر فى شغله و انا حسافر اباشر الشغل هناك و لا يهمك " 


هتف طه بغضب " و مين يشوف شغلك هنا؟ " 

" خديجه " رددها عدى و هو ينظر لها برقه و هيام فتعجبت من اقتراحه و رددت بتخوف " بس انا معنديش خبره كفايه عشان ادير حاجه بالحجم ده" 


ابتسم لها عدى و ردد " تتعلمى، و انتى شاطره و انا متاكد انك حتتعلمى بسرعه " 

ابتسم طه بود و ردد متسائلا " ايه رايك يا ديچا؟" 


تبتسم بخجل و تردد " اللى تشوفه يا عمى " 

طه بفرحه " خلاص يبقى من انهارده تروحى الشغل مع عدى عشان تلحقى تعرفى الدنيا ماشيه ازاى عشان انا عايزه يسافر اخر الاسبوع بالكتير و كويس انك فى اجازه من الكليه عشان تبقى فاضيه " 

رددت بادب و طاعه " حاضر يا عمى " 


وقف عمر من مكانه و استاذن ليذهب لعمله و هو يشعر بالضيق الشديد فمنذ عودتهما من الاقصر و هى تتحاشى التعامل معه بل و تتحاشى حتى النظر اليه و ها هى تتخذ قرارها دون الرجوع اليه و لكنه اثر الصمت حتى لا يفتح معها اى حديث قد يعكر صفوها فهو يعلم كم آلمها 

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 

ظلت خديجه تذهب يوميا للعمل بفندق الباشا و تتدرب على يد عدى الذى انتهز الفرصه و تقرب منها بشده حتى اصبحا اصدقاء و اصبحا يذهبا سويا و يعودا سويا حتى بعد ان سافر لمتابعه الاعمال ظل يتصل بها يوميا بحجه الاطمئنان على سير العمل و كانت هى تعمل بجد و همه


ظل الوضع هكذا طوال فتره الاجازه حتى عادت الدراسه مره اخرى و هنا تدخل عمر بحده " انا سبتها تشتغل عشان اجازه انما مع المذاكره مش حينفع "


ردت هى بتوضيح " انا كنت فى المنصوره بذاكر و بشتغل فى الطبخ و بعمل سيشن تصوير و مكنتش مقصره فى حاجه " 


اجابها عمر بهدوء " اعملى اللى انتى عيزاه فى الاجازه انما دلوقتى للمذاكره و الجامعه و بس و مش حعيد كلامى تانى " 


احتدت تعابيرها و ارتفع حاجبها لاعلى و عيناها تلمع بضيق فرددت بغضب " ده اللى هو ايه؟ يعنى عمى طه موافق و معندوش مشكله و بصراحه مش فاهمه مشكلتك ايه؟" 


حاول ان يتحكم بانفعلاته فردد بهدوء " مش حكرر كلامى تانى يا ديچا و اللى قولت عليه يتسمع " 


" بصفتك ايه؟" رددتها مباغته فالتفت لها بتسرع و اقترب منها و احنى راسه ليقلص المسافات بينهما فحاول عدى تهدئه و لكنه اوقفه بحركه يده و ردد بهدوء مصطنع " بصفتى الوصى عليكى و ولى امرك" 


ابتسمت بغل و رددت بتهكم " كلها 5 شهور و الوصايه تترفع" 

اومئ براسه و ردد بصوت اجش " و لحد ما تترفع الوصايه يا خديجه حتعملى اللى انا اقول عليه "


ليمسك ذراعها بقسوه وسط توسلات حياه و هاله بان يتركها فصرخ بهما " محدش يدخل " 

ثم نظر لها و اردف بضيق " و حتى بعد الوصايه ما تترفع برده حتعملى اللى انا عايزه....و اظن انتى فهمانى " 


تفهم كل من والداه و حياه و هى بالطبع تلميحه على زيجتهما فاحتقنت الدماء بعروقها و رددت باستهزاء " كله حيخلص فى اوانه يا ابيه عمر " 


ابتسم من سخريتها و ردد ببسمه " و لحد ما يخلص يا ديچا...حتعملى اللى اقوله و بس، يعنى لما اقول مفيش شغل يبقى مفيش شغل.....مفهوم؟!" 


تحدثت حياه بمهادنه و سلبيه كعادتها " خلاص يا عمر...اللى انت شايفه، بس سيبها عشان خاطرى " 


نظرت لها خديجه بتخاذل فهى سلبيه ضعيفه الشخصيه و دائما ما يضيع حقها هى و من معها بسبب سلبيتها و ضعفها فحركت راسها باستسلام و حسره على حالها 


قطع ذلك الشجار صوت هاتف عمر المعلن عن اتصال وارد ليجد المتصل نهى زوجه صديقه الراحل فاجاب بلهفه " نهى.....خير فى ايه؟" 


اجابته نهى باكيه " عمر عامل مشاكل فى المدرسه ده يا دوب المدارس بدءت من اسبوع و هو كل يوم مشكله و انهارده ضرب زمايله فى الطابور و المدير رجعه و طالب ولى امره " 


تبكى بحرقه و تردد " انا مش عارفه اعمل ايه؟ و اتصرف معاه ازاى؟! تصرفاته بقت غريبه اوى يا عمر...انا عارفه انك مشغول بس معلش تعالى على نفسك شويه و حاول تيجى نشوف حل " 


اجابها عمر بضيق " ايه الكلام ده يا نهى؟عمر ده ابنى و انا المسئول انى اشوف ماله....متعيطيش انتى بس و انا نص ساعه و حكون عندك " 


تنهدت بارتياح فور نطقه لتلك الكلمات ليغلق معها المكالمه فتنظر له هاله بفضول يعلمه جيدا فحدثها مستطردا " عمر عامل مشاكل فى المدرسه و عنده استدعاء ولى امر، انا حروح اشوف ايه الحكايه و حبقى اطلع على الشركه " 


★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★ 

فى منزل نهى


دلف عمر منزل صديقه الراحل بوجه جامد فرحبت به والده صديقه (عنايات) و اجلسته بغرفه الضيوف و اخذت تتحدث بحده و عصبيه " الولد خلاص مبقاش نافع فيه تربيه، طبعا ما هو بيتربى ما بين اتنين ستات و مش عامل حساب لحد و لا بيخاف من حد...كل يوم و التانى جاى يا اما ضارب زمايله يا اما عامل مشاكل، ده عايز علقه سخنه كده تعلمه الادب يا عمر" 


ظلت على حالها غير منتبهه لصمت عمر الزائد عن الحد و الذى عمد ان يتركها تخرج ما فى جوفها حتى انتهت و نظرت له بتفحص و اردفت " هو انت ساكت ليه؟مش سامعنى؟" 


رد بجمود و ايجاز " سامعك يا حجه " 

الحاجه عنايات بحده" امال مش بتتكلم ليه؟" 

نظر لها بصرامه و اجاب " حتكلم لما ابنى ييجى و افهم منه ايه الموضوع؟" 


و بالفعل دلفت نهى ممسكه بيد الصغير عمر و هو مطئطئ الراس بخجل و خزى ووقف امام عمر بخضوع فتضايق الاخير من حاله الصغير فوضع يده اسفل ذقنه و رفعها لاعلى و هو يهتف بحده " ارفع راسك فوق....و اياك اشوفك مطاطى كده تانى ابدا، فاهم؟ انت ابن البطل و مينفعش ابن البطل يبقى كده " 


بكى الصغير فحمله عمر و اجلسه على فخذه و نظر له ببسمه و ردد " احكيلى ايه اللى حصل؟" 

ردد الطفل ببكاء " انا معملتس حاجه غلط....هم بيضايقونى " 

" طيب احكيلى و انا حصدقك " 

رددها عمر بهدوء فبث الطمأنينه فى داخل الطفل فردد بصوت طفولى " كل يوم يضايقونى و يقولولى انت الدغ مس بتعرف تتكلم....و الولد حسام ده بيقول انا معنديس بابا،قلتله عندى بابا عمر و بابا احمد البطل ده عند ربنا بس هو ضحك عليا و قال انى كداب " 


شعر عمر بوغزه قويه تضربه و لكنه حاول التماسك امام الطفل حتى يظل الاخير يثق بقدرته و قوته فردد بقوه " انت صح يا بطل....ابوك احمد البطل الشهيد، و انا ابوك التانى...بس برده انت مقلتليش ليه ضربتهم؟" 


اردف الطفل بحزن " عسان قالولى باباك مات و انت مفيس عندك بابا تانى و بيضحكو على كلامى عسان الحروف بتاعتى مس صح" 


ضحك عمر ضحكه رنانه و ردد بمرح طفولى " ما الحروف اللى بايظه بصراحه بتضحك يا بطل و احنا قولنا لازم تتعالج عشان تتعدل مظبوط؟!" 

ردد الطفل " مظبوط " 


تنهد بعمق و اكمل " و كمان انت كبرت و بقى عندك 7 سنين يعنى خلاص مفيش كلام صغيرين تانى، و موضوع ان بابا الله يرحمه مات....فهم غلطانين لان الشهيد مش بيموت الشهيد بيعيش بس عند ربنا و انت المفروض تفهمهم ده بس براحه من غير خناق..و اخر حاجه بقى موضوع ان عندك اب تانى هم مش فاهمين عشان كده مش مصدقين، بس دى امرها ساهل " 


ردد الطفل بعفويه " افهمهم ازاى يعنى؟" 

ابتسم عمر و ردد " من غير ما تفهمهم انا حروح بنفسى للمدرسه و اخليهم يشوفونى و يعرفو باباك التانى يا بطل " 


ابتسم الطفل بفرحه و احتضن عمر بقوه ساعديه الصغيرين و ردد " انا بحبك اوى يا بابى " 

قبله عمر و ردد بحب " و انا بموت فيك يا روح بابى، بس فى حاجه لازم تعرفها عشان مزعلش منك " 


نظر الطفل بفضول و ترقب فابتسم عمر من رده فعله و اردف "انا مش حسمح لحد انه يضايقك لكن انت كمان متزعلش حد و لو حصل و حد ضايقك بعد كده متردش عليه و تعالى احكيلى و انا حتصرف انما لو جت شكوى تانيه منك يا عمر حخاصمك و مش حكلمك تانى...مفهوم؟ " 


اردف الطفل " مفهوم...بس اجى احكيلك ازاى عن اللى بيزعلونى؟ و انت مس موجود معانا " 


عمر بمهادنه" انت اذكى من كده يا بطل....اول ما تبقى عايزنى خلى ماما و لا تيته يتصلو بيا و انا حجيلك بسرعه خالص خالص " 


اومئ الطفل بالموافقه فنظر عمر لنهى و هتف " خلى عمر يروح يعمل الهوم ورك بتاعه و تعالى عشان انا عايز اتكلم معاكم " 


لبت نهى اوامره و جلست بجوار والدة احمد و يظهر عليها الارتباك من شكل عمر الواقف يحك انفه بضيق و يشعل سيجارته و يزفرها بغضب 


نظر عمر لوالدة رفيقه بقسوه و ردد " انا سمعتك للاخر يا حجه...فضلتى تتكلمى عن تربيه عمر و كأن عيب ان اللى يربيه امه لمجرد انها واحده ست...." 


قاطعته عنايات بعصبيه " الولد مينفعش يتربى الا بوجود راجل جنبه الست عمرها ما تقدر تعمل ده لوحدها" 


ابتسم عمر بسخريه و ردد متسائلا " قوليلى يا حاجه...انتى عاجبك رباينى؟يعنى شيفانى انسان متربى كويس؟" 

" طبعا ما شاء الله عليك يا بنى " 


اجابها بسخريه " انا تربيه ست.....اللى ربتنى واحده ست و مش امى كمان، امى ماتت و ابويا اتجوز و سافر يعمل فلوس و سابنى مع مرات ابويا اللى كانت احن عليا من امى و ربتنى التربيه اللى انتى شيفاها...يبقى العيب مش فى مين اللى بيربى، العيب فى اسلوب التربيه نفسه "


نظر لنهى و عاد بنظره لوالدة صديقه و اكمل " انتو الاتنين بتتكلمو قدامه عن كل حاجه و من غير ما تاخدو بالكم انه بيفهم و الكلام ممكن يلمسه جامد، انا داخل و حضرتك يا حجه عماله تشتمى فيه و فى ربايته و عماله تخوفيه بالضرب و الاهانه و التصرف اللى الولد عمله فى المدرسه ده طبيعى جدا للى بيشوفه و يسمعه، يبقى لما نحاول نصلح غلط لازم نمسك البكره من الاول خالص مش من النص يعنى من عندكم انتم " 


يقف منتصبا و يردد " اسلوبكم معاه لازم يتغير و انا ححاول انى اتواجد معاه وقت اكبر من كده بس عشان ده يحصل لازم اخده عندى ما هو مش حينفع اقضى كل الوقت اللى هو محتاجه منى هنا " 


قررت الحاجه عنايات انتهاز فرصه حديثه هذا و رددت بخبث "لا انت عارف تتواجد معاه الوقت الكافى و لا ينفع هو يروح عندك و لا ينفع تفضل داخل خارج علينا من غير صفه الناس بتتكلم علينا خلاص بقينا لبانه فى بق الناس بسبب كده و انت اللى فى دماغك فى دماغك و فى الاخر عرفت انك اتجوزت" 


فهم على الفور ما تحاول ان ترمى اليه فردد بحده طفيفه " هو انا مش من حقى اعيش و اتجوز زى باقى الناس و لا ايه؟ده اصغر واحد فى زمايلى متجوز من اكتر من 5 سنين " 


حاولت تلطيف الاجواء فرددت " طيب منا قلتلك ان الولد محتاج يكون فى بيت مستقر، و هو بيحبك يمكن اكتر ما بيحب ابوه لانه ميعرفوش " 


لمعت عيناه ببريق الغضب و هتف بغضب " يبقى نعرفه مين هو ابوه عشان مش بس يحبه...لا و كمان يبقى فخور بيه يا حاجه ام احمد " 


ضغط على لقبلها علها ترجع عن تفكيرها من زواجه بنهى فهو لن يستطيع ان يؤلم خديجه الى هذا الحد فقد رأى المها و وجعها و لا يريد ان يزيد الامر عليها 

★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★ 


فى ڤيلا الباشا 

جلست خديجه بعد العوده من الجامعه على الوسائد المبطنه الموجوده بالحديقه امام المسبح تمسك بيدها كتابا تستذكره فانتبهت لذلك الصوت محدثا اياها 


امير برقه " الجميل قاعد لوحده بيعمل ايه؟" 

ابتسمت فى خجل و اجابت " بذاكر " 


سحب وساده الى جوارها و جلس على مقربه منها و هو يردد " طيب تسمحيلى اقعد معاكى؟" 

ضحكت ضحكه رقيقه فهو قد جلس بالفعل و يبدو انه لم يحتاج لموافقتها على جلوسه معها من الاساس 


مد يده بلفافه ورقيه بداخلها كتاب و ردد بهدوء "عرفت من ليان انك بتحبى القرايه فجبتلك الروايه دى " 


نظرت بداخل اللفافه فوجدت روايه رومانسيه تتحدث عن العشق فابتسمت و رددت بمجامله "متشكره اوى...بس تعبت نفسك مكانش فيه داعى" 


حاول فتح حديث معها فردد " بصى انا مليش خلق على القرايه فقلت لازم اخلى حد يجبرنى عليها عشان كده انا جبت لنفسى نسخه من نفس الروايه و قلت خلينا نتفق نقرا كل يوم جزء كده و نتناقش فيه عشان تتاكدى انى قريت "

ابتسمت هى بخجل و رددت " ماشى " 


دخل عمر فى تلك الاثناء فنظر لذلك الجالس على مقربه منها بصوره استفزت رجولته ناهيك عن ابتساماتها و ضحكاتها الرنانه على نكاته و دعاباته التى يطلقها على مسامعها فاشتطاط غيظا و احترق بنار الغيره 


ظل واقفا متسمرا ينظر لهما باعين محتقنه و تلك الواقفه من بعيد تراقب انفعالاته فرددت فى نفسها 


لوچين " و الله يا عمر ما حسيبك ليها ابدا....انت ليا انا و حعمل المستحيل عشان ابعدك عنها " 

اقترب عمر منهما فانتفض امير من مكانه بفزع على صوته الاجش " بتعمل ايه عندك؟" 

ارتبك و تلعثم وردد " ابدا يا عمر كنت جايب حاجات لخديجه و ماشى على طول "


نظر فى يدها فوجد تلك الهديه الملفوفه بورق هدايا فسحبها منها عنوه و نظر بداخلها ليجدها تلك الروايه الرومانسيه فردد بحزم " يعنى انت سايب شغلك و جاى مخصوص عشان تجيب لها الكلام الفارغ ده....الظاهر ان عدى مش بيقرص عليك فى الشغل كويس " 


ردد برهبه " لا و الله ده انا جيت فى البريك و ماشى على طول اهو " 

هرع امير من امامه فهو يهابه و يهاب عصبيته و بطشه و فور ان خرج من ابواب الڤيلا نظر عمر لخديجه الواقفه لا تشارك بالحديث و مسكها من ذراعها بقسوه الامتها و غرس اصابعه فى لحمها و ردد بحده " مش تاخدى بالك من تصرفاتك شويه" 


رددت بهدوء قاتل " و انا كنت عملت ايه؟" 

احتقنت الدماء بعروقه و هو يردد بغضب و يصر على اسنانه من حده الغيظ " مكنتيش حاسه بنفسك و انتى قاعده لازقه فيه و عماله تتمرقعى و تضحكى و لا همك حد " 


حاولت الهدوء قدر استطاعتها فتجاوزت عن اهاناته و ردد ببرود مصطنع " انا معملتش حاجه غلط، ابن خالك جه و قعد معايا اكيد يعنى مكنتش حطرده " 


اقترب من وجهها بصوره اثارت غيره و غيظ تلك الواقفه تراقب كل ما حدث و حدثها بصوت خفيض لم يسمعه غيرها " اعملى حساب الراجل اللى انتى شايله اسمه و لما ابقى اطلقك ابقى امشى على حل شعرك زى ما انتى عايزه " 


اهانه اخرى اشد و اعمق تلقتها منه فهو قد اعتاد اهانتها و التقليل منها بل و طعنها فى كرامتها فآثرت ان تتركه و تذهب بعيدا و لكنه اوقفها بحده "استنى عندك انا لسه مخلصتش كلامى " 


نظرت له بعيون حاده و رددت " لسه عايز تقول حاجه تانيه؟" 

" اه.....من انهارده تعملى حسابك مفيش قعاد مع البنى ادم ده تانى، فاهمه؟" 

تحدثت بذهول " قصدك مين؟امير؟" 

عمر بعصبيه" ايوه زفت " 


لمعت الفكره براسها....حسنا الان ستشرب من نفس الكأس فرددت بلامبالاه " و ده ليه بقى؟ انا من حقى اشوف نفسى و اعيش حياتى و لا حفضل مربوطه كده؟ من حقى اتعرف على ناس و اتكلم و اصاحب و احب...." 


قطعت حديثها فور ان رأت تاثير تلك الكلمات عليه خصوصا الكلمه الاخيره و لمعت عينه بنار مشتعله فردد بقسوه " قلتلك لما اطلقك ابقى اعملى اللى انتى عيزاه لكن طول ما انتى على ذمتى اياكى اشوفك تانى قاعده معاه...و ده اخر كلام عندى " 


رددت بتهكم " فاضل اقل من 5 شهور.....هانت يا ابيه" 

ابتسم بتألم و هز راسه و ابتعد عنها فاوقفته محاوله استكمال استثارته " هات الروايه" 


حاول اعطائها اياها فانزلقت قداماها و سقطت بالمسبح فقفز عمر خلفها بسرعه رهيبه فور ان خلع عنه سترته فهو يعلم انها لا تستطيع السباحه و اخرجها و هى تلهث بانفاسها 


ظلت تسعل من اثر دخول الماء برئتيها و عمر يربت على ظهرها حتى اخرجت الماء من جوفها و حملها عنوه و اتجه للداخل وسط رفضها " انا كويسه...نزلنى يا ابيه، نزلنى بقى" 


تحجر جسده و هو يحملها بين ذراعه كدميه صغيره و اتجه للداخل و كانها لا تحدثه فشهقت هاله و حياه من منظرهما المبتل و المياه تقطر منهما و رددت هاله بخضه " عمر! ايه اللى حصل؟" 

" اتزحلقت و وقعت فى البيسين " 


اتجهت حياه ورائهما و هو يصعد بها غرفتها و انزلها على قدميها دون افلاتها امام انظار حياه فحاولت الخروج من حصار يديه المحاطه بخصرها و لكن دون جدوى فاستكانت بين ذراعيه و هى تضغط على شفتها السفليه باسنانها بغيظ 


حرر يد واحده ليفرق شفتها المحاصره باسنانها ببسمه و انحنى على اذنها و ردد " مش قلت بلاش الحركه دى " 


نظرت خديجه لوالدتها السلبيه واقفه لا تتحدث و كان الامر لا يعنيها بالمره و دفعته فى صدره بعيدا و حدثت امها " ماما....لو سمحتى خدى ابيه عمر معاكى عشان اغير هدومى" 


حياه " حاضر يا ديچا...و انت يا عمر روح غير هدومك بدل ما تاخد برد " 


ابتسم ابتسامه جانبيه و تحرك خارج الغرفه و هو يشعر بالانتشاء من قربه منها فهو شعور لا يوصف


فى نفس الاثناء وقفت لوچين تتابع كل شئ و هى تفكر و تخطط فرددت فى نفسها "مبتعرفش تعوم...حلو ده، يبقى موتك على ايدى يا خديجه لو فكرتى بس تاخديه منى"

عايزه اعرف رايكم بتقييم من عشره روايه لاجلك نبض قلبى 

اسيبكم مع البارت

★★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★★

الفصل السابع عشر 🌹🌹 

جلست تلك السيده و حولها العديد من الرجال الاشداء و هى ترتدى زى فاضح و تعكس قدماها واحده فوق الاخرى مما اظهر جزء كبير من فخذها و حتى مؤخرتها و ظلت تحركها باغراء و هى تنظر لهم بتفحص ثم تحدثت بانتظار ذلك المترجم الخاص بها ان يترجم لهم ما قالته 


" هى بتقول لكم انها عيزاه يتربى و يعرف ان اللعب معاها نتايجه مش كويسه " 


يهتف ذلك الرجل الممتلئ بعضلات مخيفه و يظهر على وجهه الاجرام " لو عيزانا نعمله عاهه مستديمه معندناش مانع طالما حتدفع بالولار " 


ترجم لها مترجمها الخاص فاردفت تيرا " انا لا اريد ايذاءه بهذا الشكل فقط ان يعلم ان اللعب مع تيرا ايڤانوڤيتش ليس بهين فانا ان اردت ان أئلمه كثيرا لانتقمت من زوجته التى يعشقها و لكنى فقط اريد تلقينه درسا " 


ترجم المترجم ما قالته بالحرف و لكنها شعرت بعدم فهمهم فهى استعانت بمعتادى الاجرام و لكن يبدو عليهم الغباء قليلا فاردفت موضحه " اكد عليهم انى اريد ايذاء بدنى طفيف فقط يعلم اننى الفاعله و انى لم انسى سحقه لقبى بهذا الشكل " 


اومئ المترجم بخنوع و افهمهم دورهم و المطلوب منهم بدقه و ذهبوا فى طريقهم بانتظار اللحظه المناسبه لتنفيذ عملهم 


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& 


خرج عمر من عمله باكرا و اتجه لمدرسه الصغير عمر حتى يتعامل مع التنمر الذى يتعرض له الصغير و بمساعده الاخصائيه النفسيه الملحقه بالمدرسه دلف للفصل المقيد به الصغير و استاذنت الاخصائيه النفسيه من معلمه الفصل التى انبهرت من الهاله التى تحيط بهذا الوسيم 


دلف الفصل فانتبه الصغير لوجوده و ابتسم بحب و تحدثت الاخصائيه بصوت رقيق " يا ولاد...انهارده معانا واحد من ابطالنا من الجيش اللى واقفين دايما يحاربو عشان يحافظو على بلدنا " 


صفق الاطفال بحراره لوجوده و انبهروا به و بطوله الفارع و شكله المهيب و شخصيته القويه 

ابتسم عمر و اقترب من معلمه الفصل و استأذنها بادب " تسمحيلى؟" 

ابتسمت ببلاهه و رددت " طبعا اتفضل " 


جلس على المكتب الموضوع بمقدمه الفصل و نظر للتلاميذ و استطرد " احب اعرفكم بنفسى....انا عمر الباشا، كنت ضابط فى القوات المسلحه " 


هتف طفل بعفويه " كنت؟" 

ابتسم عمر و ردد " اه كنت...لانى عندى اصابه و اضطريت اسيب الجيش، بس انا لسه قوى برده زى ما انا " 


ليخلع عنه سترته و يشمر عن ساعديه لتظهر عضلاته المرسومه بدقه اسفل قميصه الاسود و اتخذ وضعيات ابطال كمال الاجسام و هو يضحك بمرح و يصدر اصوات زئير فصفق التلاميذ بقوه و شردت المعلمه به بهيام 


اكمل عمر حديثه " و انا فى الجيش فى ارهابيين حاولو انهم يموتونى بس صاحبى و اخويا احمد الدالى الله يرحمه رمى نفسه قدام الرصاص و اخده مكانى و راح هو عاش فى الجنه عند ربنا و سابنى انا هنا " 


نظر الاطفال لزميلهم عمر فهم يعلموا اسمه بالكامل ( عمر احمد الدالى) فاخذت الهمهمات بالتزايد فى تساؤل و فضول هل فعلا يتحدث عن والد رفيقهم؟ 


ابتسم عمر ابتسامه ساحره و ردد بالايجاب " ايوه يا ولاد...الشهيد البطل احمد الدالى، بابا عمر زميلكم هو اللى انقذنى من الموت و على فكره هو اسمه عمر على اسمى " 


ابتسم الصغير عمر و تحرك من مقعده و اقترب من عمر فحمله الاخير و قبله بصدغه و اكمل " و من يومها و هو ابنى و انا ابوه، يعنى عمر عنده اتنين بابا.....واحد عايش عند ربنا عشان الشهيد يا ولاد مش بيموت بيفضل عايش بس فوق عند ربنا، وعنده بابا تانى اللى واقف قدامكم " 


انزله من احضانه و دخلت الاخصائيه مره اخرى تحمل بيدها الكثير من الالعاب و الهدايا فانحنى عمر لصغيره و ردد بحنين " يلا يا بطل وزع اللعب دى على اصحابك " 


اخذ الصغير يضعها اما زملائه بالفصل و ردد عمر "ابنى بيحبكم كلكم و اكيد انتو بتحبوه عشان هو عسل و لا ايه رايكم؟....و دى هديه صغيره من عمر الكبير اللى هو انا و عمر الصغير صاحبكم...و يا رب تعجبكم " 


اجتمع الاطفال حول رفيقهم و اخذوا يشكروه و يحتضنوه و اقتربو من عمر الذى اخذ يقبلهم من وجناتهم و انتهى اليوم باخذهم لصوره تذكاريه على هاتفه لذلك اليوم المميز 


نظر عمر لمعلمته و هتف بتساؤل " انا ينفع اخد عمر معايا؟" 

ردت بشرود فى ملامحه " طبعا مفيش مشكله كده كده فاضل على خروجهم اقل من ربع ساعه " 


نظر عمر للصغير بفرحه و نزل على ركبتيه ليصل لطوله و حدثه بمرح " يلا يا بطل هات حاجتك عشان انت حتيجى معايا "


هلل الصغير بمرح و فرحه و اسرع بجمع متعلقاته الشخصيه و خرج مع عمر الذى وقف على جانب هادئ و اتصل بنهى " انا خلصت مع عمر و زى ما قلتلك حخليه يقضى معايا الجمعه و اجيبه السبت بالليل و متقلقيش حيعمل الهوم ورك اللى عليه" 


وافقت نهى على طلب عمر بعد ان اخبرها بما ينتوى فعله حتى يكف الاطفال عن التنمر له و اصر فى نفسه ان يعالجه من مشكله نطقه للحروف حتى تنتهى جميع مشاكل الطفل


★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★


وقفت خديجه تنظر حولها حتى تستطيع العوده للمنزل بعد ان الغيت اخر محاضره لها و لكنها لم تجد السائق فاتصلت به مرارا و لكن هاتفه كان مغلق فاضطرت ان توقف سياره للاجره و تعود بها لمنزلها 


على ابواب المنزل التقت سياره عمر ذات الدفع الرباعى بتلك السياره الاجره و التى كانت تقف خديجه امامها يظهر عليها الضيق و هى تتحدث مع السائق "طيب خلاص انا بقولك ثانيه واحده و حدخل اجيب لك فلوس" 

السائق بصياح سوقى " بقولك ايه يا ابله..انا اتفقت معاكى على الاجره بس مكنتش اعرف ان الزحمه حتاكل منى بنزين بالشكل ده و لسه كمان عطله عشان معكيش تحاسبى، ده ايه الهم ده " 


اختنق صوتها مع اقتراب سياره عمر بعد ان انتبه بوجود خطب ما فاوقف السياره و نزل منها و سالها باهتمام " فى ايه؟" 


حاولت التحدث بصوره طبيعيه و لكن خرج صوتها مكتوم نوعا ما و رددت " معلش بس ممكن تحاسب التاكسى اصل الفلوس معايا مكفتش " 


اخرج عمر حفنه من النقود و اعطاها للسائق و هو يرمقه بنظرات ناريه و حدثه بصوت متحشرج و عنيف " ابقى اعرف ازاى تتعامل كويس مع زباينك بدل ما اعلمك انا بنفسى " 


نظر السائق بتوجس و رهبه من ذلك المخيف الطله و ردد باسف " حقك عليا يا بيه " 


ركب سيارته و انطلق بها خارج اسوار الڤيلا و انظار عمر موجهه لارقام لوحته ففطنت خديجه له و رددت بتوسل " عشان خاطرى عديها...محصلش حاجه " 


زفر بضيق و اردف بحده " فين العربيه و السواق بتوعك؟" 

" معرفش " 

ثار و هاج بحده و هو يصرخ" ايه التهريج ده؟...راح فين الزفت السواق يعنى؟ " 


رتبت على كتفه محاوله تهدئته و رددت بصوت رقيق " انا خرجت بدرى عشان فى محاضره اتلغت و اتصلت بيه موبايله مقفول فيمكن فصل شحن و لا الشبكه و ممكن يكون لسه مستنى عند الجامعه...و النبى يا عمر ما تعمل حاجه " 


نظر لها بضيق مصطنع و ردد بحذر " ابيه عمر يا ديچا...انتى ساعات بتنسى " 


كورت قبضتها من الضيق و زفرت بقوه فضحك على غضبها الطفولى و سحبها من يدها و هو يحدثها بمرح اثناء فتحه لباب سيارته " بصى مين معايا " 


لمعت عيناها بفرحه و وجهها بابتسامه نضره فور ان رأت الصغير عمر الذى ابتسم لها بدوره و رددت "اهلا عمر...ازيك؟" 

" كويس" 


تدارك عمر الامر وردد بتصحيح " اسمها الحمد لله يا بطل مش كده و لا ايه؟" 

" سورى يا بابى " 


ابتسم و قبله و حمله و هو يردد بحب " متغلطش عشان متعتذرش لان الاعتذار للراجل حاجه وحشه و انت راجل مش كده و لا ايه؟" 


اومئ راسه فنظرت خديجه بتعجب و هتفت بفضول " اممم...ده مبدأ عندك بقى متغلطش عشان متعتذرش، و حتى لو غلطت برده متعتذرش عشان انت راجل مع ان الاعتذار عمره ما قلل من صاحبه ابدا بالعكس " 


نظر لها عمر بحيره و ردد بسخريه " فيلسوفه!!" 

ضحكت بسخريه و استنكار و رددت " مش محتاجه فلسفه عشان اعرف احدد نمط البنى ادم اللى قدامى...انا بس حبيت انك متعلمش الولد من صغره الغرور و التكبر " 


اردف ببرود و حده " ابنى...اعلمه الغرور اعلمه التكبر اعلمه الانانيه انا حر و مش من حق حد يدخل " 


حركت راسها باعتراض و رفض لطريقته المبتذله فى الحديث معها و آثرت الابتعاد عنه ريثما دخل هو و سلم مع الصغير على الموجودين فهتفت سميره "انت حتخليه معاك هنا يا عمر؟ هو انت فاضى يا بنى؟!" 


اجابها بضيق " مطلبتش مساعده من حد يا عمتى و حتى لو مش فاضى....افضى نفسى مخصوص عشانه و يا ريت كل اللى فى البيت يحاول يحاسب على كلامه و تصرفاته قدام الولد " 


نظر للصغير و اردف بمرح طفولى " ايه رايك نطلع نلبس من الهدوم الجديده اللى لسه جايبنها دى و نغسل ايدينا و ننزل عشان نتغدى!" 


وافق الطفل و البسمه ترتسم على وجهه بحب و فرحه فاردف عمر " تعالى بس نسلم على تيته اكيد فى المطبخ و بالمره نعرف عاملين غدا ايه؟" 


صاح الطفل بمرح فانتبهت له هاله و احتضنته و قبلته و ردد عمر " الغدا ايه انهارده يا تيته؟" 

هاله بطريقه طفوليه " مكرونه بشاميل و فراخ و سلطه " 


الصغير عمر بوجوم " مبحبس السلطه" 

هاله بحب و تدليل " لازم تاكل سلطه عشان تكبر زى بابى كده شايفه كبير ازاى؟" 

" ايوه بابى كبير و قوى " 


رددت هاله " عشان بيسمع الكلام و ياكل سلطه كتير خالص " 

ردد الطفل بسعاده " خلاص انا كمان حاكل سلطه كتير خالص عشان ابقى زى بابى كبير و قوى، صح كده يا تيته " 


ابتسمت هاله تلك التى تحمل حنان و امومه امهات العالم اجمعين و احتضنته و قبلته على وجنته و رددت بحب " مظبوط يا عيون و قلب تيته " 

مكث الطفل معهم ليومين متتاليين بين المرح و اللعب و اهتمت خديجه بواجباته المدرسيه مع اخيها الذى تعلق بالصغير عمر لدرجه تمسكهم بالمبيت معا بنفس الغرفه 


جلست خديجه تحاول شرح تلك المعادله الرياضيه لاخيها حينما دلف عمر يحمل الصغير و يردد بمزاح "تعالى يا ابله ديچا بقى شوفى عمر بعد ما خلص الهوم ورك كله " 


ابتسمت بحب و قبلته من صدغه و هى تردد بفخر "اشطر و اجمل و احلى عمر فى الدنيا كلها " 

نظر لها عمر بضيق و شعر بالغيره من تدليلها للصغير بهذا الشكل فردد بصوت خشن " خلاص بقى متزوديهاش " 


تعجبت له و لرده فعله و لكنها لم تعلق فاردف قائلا "يلا بقى زى ما وعدتك ننزل نلعب فى البيسبن مع بعض " 

ردد الطفل بفرحه هاتفا مهللا "هااا...و محمد حيلعب معانا؟" 


اجابه " محمد و اسيل و ليان و ديچا  ....كلنا حنلعب معاك " 

نظر لها و ردد بصيغه آمره " لبسى محمد و اجهزى عشان ننزل البيسين شويه زمان اسيل و ليان جهزو" 


اومئت براسها و تحرك عمر لغرفته لارتداء زى السباحه هو و صغيره و ساعدت خديجه اخيها فى ارتداء زيه و لكنها آثرت ان تظل بملابسها فهى لا تنتوى نزول المياه 


بدا الجميع فرح بالوقت الممتع و اللهو و نظر عمر لتلك الجالسه تمسك بيدها كتاب تقرأه بتركيز فحدث اخته الصغرى" اسيل روحى خلى خديجه تنزل معانا" 


اسيل بمكر " قلتلها يا ابيه...بس هى قالت مش عايزه تنزل اصلها مركزه فى الروايه اللى جابها امير و عايزه تخلصها " 


دعست بقوه على وتره الحساس فكم يشعر بالغيره تجاه امير خاصا بعد ان اظهرت اهتمام به فخرج من المياه و اقترب منها و ردد متسائلا " مش عايزه تنزلى الميه ليه؟" 


" انت عارف انى مش بعرف اعوم...و كمان مليش مزاج " 


حاول كبت حنقه و ضيقه فردد بهدوء " طيب اطلعى غيرى هدومك و تعالى اعلمك العوم " 

نظرت بلمحه خاطفه و عادت بتركيزها لما تقرأه و رددت بعدم اهتمام" لا مش لازم " 


اعاد عليها عمر كلماته و ردد " الجو بدء يبقى برد و يمكن تكون اخر فرصه لنزول الميه...يلا تعالى متبقيش غلسه " 


زفرت بضيق و رددت باصرار " قلت مش عايزه انزل، البيسين غويط و مش بعرف اعوم و مش عايزه اتعلم...و عايزه اخلص الروايه دى عشان متفقه مع امير نتناقش فيها سوا و انا مخلصتش فيها حاجه فخلاص بقى " 


دلف امير و لوچين فى تلك الاثناء ليزداد حنق عمر اكثر و اكثر و حاول التحدث من وسط اصطرار اسنانه " هو مش انا قلت مفيش قعاد مع امير تانى؟!" 


اجابت ببرود " ما احنا بنتكلم فى التليفون " 

تدخلت لوچين بلزاجه و سماجه و رددت " دول كل يوم قاعدين ع النت سوا عشان الروايه دى " 


انحنت على اذنه لتهمس له تبخ سمها بمهاره " اصل الظاهر كده فى بينهم حاجه، انا واخده بالى بس بعمل مش فاهمه " 


سحب عمر نفسا عميقا و ذفره ببطئ فاردفت صائحه بصوت عالى " استنونى البس مايوه من عند ليان و انزل معاكم " 

تضايقت اسيل و ليان من طريقتها و نظرا لبعضهما البعض بضيق فلا يمر وقت حتى نزلت لوچين ترتدى احدى ثياب السباحه و التى صغر حجمها على ليان فاصبحت و كانها لا ترتدى شيئا فنظرت اسيل بخضه و رددت بضحكه استنكار " بصى لبست انهى مايوه...ده حيتفرتك عليها " 


رددت ليان ساخره " مفكره كده حتخلى ابيه عمر ياخد باله منها " 


ظل الجميع بالماء و خديجه تجلس بالخارج و يجلس بجوارها امير يتناقشا بالروايه و عمر ينظر بضيق و حنق و الغيره تتاكله فخرج من الماء و دون سابق انذار و وقف قبالتها و الماء يقطر من جسده و ردد بحزم " قومى حالا غيرى و تعالى انزلى الميه " 


اجابت باصرار " قلت لا " 

شهقه خرجت فجأه فور ان حملها على كتفه و اقترب من حوض السباحه و قفز بها فى الماء مره واحده و هى بكامل ملابسها 


صعد بها على سطح الماء بعد ان غاصا سويا اسفله فاخذت تسعل و هى تحاول التنفس و صرخت به هادره " فى حد يعمل كده؟" 


ضحكه رنانه خرجت من عمر على اثر شكلها المبعثر و حجابها الغير مظبوط فحاول ان يهندمه لها و ظلت هى متمسكه به بقوه خوفا من ان تسقط فاقترب الصغير عمر يرتدى تلك العوامات الصغيره التى توضع بالاكتاف و تساعده على ان يطفو و تعلق برقبه عمر و ردد بمرح طفولى " عايز اعوم من غير الكتافات دى " 


ردد عمر بتخوف " طيب اقلع واحده بس و لو لقيتك شاطر حقلعك الاتنين...اتفقنا؟" 

" اتفقنا " 


نظر لخديجه الخائفه فردد ببراءه " متخافيس يا ابله ديچا بابى معاكى هو بيعوم حلو خالص " 

ابتسمت له فاردف " بصى عليا حعوم لوحدى ازاى؟" 


و بالفعل اتجه الصغير عمر باتجاه اسيل التى كانت على اهبه الاستعداد لتلقيه و عاد مره اخرى لعمر فحمله و خديجه ما زالت متعلقه به و هتف عمر بفخر " ابنى شاطر يا بشر و حيطلع سباح عالمى " 


ابتسم الطفل بحب و نظر لعمر و ردد بطفوله و براءه " بابى...انت بتحب ابله خديجه صح؟" 


نظر له كل من عمر و خديجه بدهشه و لمعت عيناه ببريق خاطف للقلوب و انحنى على اذن صغيره و ردد هامسا " هو انا باين عليا اوى كده يا بطل ولا ايه؟" 


ابتسم الصغير و اومئ براسه مجيبا " ايوه " 

ضحك عمر من ذكاء صغيره وردد هامسا " طيب خليها سر بينى و بينك " 


نظرت تلك المتمسكه برقبته بفضول و رددت متسائله " انتو بتوشوشو بعض على ايه؟" 

ردد بمرح " ملكيش دعوه ده سر بينى و بين ابنى" 


ظل الوضع هكذا بين اللعب و اللهو و لوچين تنظر لخديجه بضيق و غل و تتاكد اكثر و اكثر بوجود مشاعر قويه تجمعها بعمر بالرغم من نعتها له بلقبه 

غابت الشمس فهتف عمر " كفايه كده عشان الولاد ميجلهاش برد " 


صعدت ليان و اسيل و كل منهما ممسكه بطفل تجففه و خرجت لوچين تجفف نفسها و عندما حاولت خديجه الخروج هتف عمر بصراخ حاد "خديجه انزلى الميه تانى بسرعه " 


صعقت من صراخه الهادر فنظرت له فى وجل و استفسار فاقترب منها و ردد " الميه خلت هدومك شفافه خالص خليكى هنا و حخليهم يجيبو حاجه تلبسيها " 


حاولت اسيل حل الازمه فهتفت " ثوانى اجيب لها برنص من جوه بس انت ادخل و خد امير معاك عشان تعرف تخرج من الميه " 


و بالفعل اصطحب امير و اتجه لداخل الڤيلا فنظرت لوچين بضيق و رددت " روحى انتى يا ليلو لبسى عمر الصغير احسن يبرد و انا حناولها البرنص " 


تشككت فى نواياها و لكنها وافقت بالنهايه بعد اصرارها و دلفت للداخل مع الصغير و احضرت لوچين ذلك الرداء و ساعدتها على الخروج بعد ان انهكت ذراعها بالتعلق بذلك الدرج الحديدى المعلق بحوض السباحه 


شكرتها خديجه بعد ان ارتدت الزى حتى تستر جسدها فجاءتها تلك الفكره الشيطانيه فنظرت داخل الماء و رددت بخبث " فى حاجه دهب واقعه فى الميه " 


رددت خديجه بعفويه " فين؟" 

اشارت بيدها داخل الماء " اهه...ممكن يكون حلق " 

اجابت خديجه بسلامه نيه " ممكن بتاع اسيل او ليان؟!" 


ابتسمت لوچين بمكر و اردفت طيب بصى كويس كده اتاكدى و لو طلع فعلا حلق انزل اجيبه مع انى نشفت خلاص " 


اقتربت خديجه من الحافه و انحنت الى الامام و هى تستند بيدها على الدرج الحديدى و فجأه دفعتها لوچين لتسقط داخل حمام السباحه 


حاولت خديجه ان تطفو على السطح و لكنها لم تستطع فذلك الرداء ثقل وزنه عندما ابتل و كلما حاولت الصعود لاعلى لطلب المساعده تجد نفسها تغطس اسفل الماء لتبتلع الكثير من المياه و لوچين تقف على حافه الحوض تشاهدها و هى تلفظ انفاسها و هى تبتلع لعابها برعب 


فور ان تاكدت ان لفظت خديجه اخر انفاسها دلفت للداخل و كان شيئ لم يكن و لكنها كانت متوتره مرتبكه و فور ان ارتدت ثيابها نظر لها امير بفضول وردد" مالك؟" 

ابتلعت لعابها و رددت " مفيش " 


صعدت ليان و اسيل لتغيير ملابسهما و صعد عمر ليساعد صغيره على ارتداء ملابسه و فور دخوله الغرفه سمع صرخات اسيل التى رأت من نافذه غرفتها جسد خديجه يطفو على الماء ووجهها لاسفل فصرخت حتى تقطعت احبالها الصوتيه من الصراخ "الحقوووونى......خديجه " 

هرع الجميع و معهم عدى الذى دلف لتوه من العمل و قفز الثلاث رجال للماء بكامل ثيابهم فى محاوله لانقاذها فعدلها عمر و سبح بها للحافه و رفعها بمساعده عدى و سحبها امير لاعلى 

جثى عمر فوقها و اخذ يحاول اخراج الماء من رئتيها بالتنفس الصناعى و الضغط على رئتيها و هو يردد بزعر " يلا خديجه ارجوكى  " 


ظل يحاول و يحاول وسط بكاء اخواته و امه و صراخ حياه الحاد الصام للاذان و هو لا يزال يحاول دفع الماء للخروج من رئتيها و يصرخ بها كأنها تسمعه " يلاااا ياااا خديجه اتنفسى" 


ظل يحاول حتى اسند عدى يده على كتف اخيه و حرك راسه باستنكار مرددا بحزن " عمر....خلاص "


نظر عمر لجسدها المسجى دون حراك و استمع لكلمات عدى بانه قد فات الوقت لانقاذها فدمعت عيناه و انتحب بكاءا وسط صرخات السيدات فنظر لهن جميعا " بس...بس، خديجه عايشه.. بس " 


عاود محاولات انعاشها بقوه و اصرار و كانه يتحدى نفسه بل و يتحدى الموت ذاته و هو يردد ببكاء "مماتتش...عايشه " 


اقترب من فمها ليدفع بها الهواء فلفظت ما بجوفها من مياه فى وجهه و اخذت تسعل و تسعل فضمها اليه بفرحه و سط صرخات الفرح و عدم تصديقهم لنجاتها 


ظل عمر يحتضنها و هو يشكر المولى عز و جل على نعمته و اخذ يقبلها من راسها و ير بتعب " الحمد لله...الحمد لله " 

حملها برفق و نظر لاخيه و ردد بلهفه "عدى....دكتور...بسرعه " 


اومئ و هرع للخارج ليحضر الطبيب بلهفه و صعد بها عمر وسط اجهاد جسدها و اغمائها و هدر بوالدته " بسرعه يا ماما غيرو هدومها احسن البرنص ده مليان ميه " 


اسرعت هاله و حياه بتبديل ثيابها وعمر يقف بالخارج يزرع الارض مجيئا و ايابا و امير يظهر عليه الخوف و القلق الشديد و اما لوچين فقد جلست باحد الاركان تفكر فى معضلتها فكيف فعلت ما فعلت؟ و كيف ستخرج من تلك الورطه؟ فما سيحدث لها عندما تخبر خديجه الجميع بانها من دفعتها فظلت جالسه تفكر بكذبه محكمه تختلقها لترد بها على اتهام خديجه القادم لا محاله 


دلف عدى بهروله يسحب وراءه الطبيب الذى احضره على عجاله و معه مساعدته و الذى اخذ يسعف خديجه الفاقده للوعى و عندما خرج هرع اليه الجميع بتلهف و سأله عمر باهتمام " خير يا دكتور؟طمنى " 


الطبيب " اطمن يا فندم...هى كويسه بس محتاجه شويه راحه عشان كده انا مديها مهدئ حينيمها للصبح و حسيب الممرضه معاها عشان تراعيها و تراعى مواعيد علاجها و بامر الله بكره تبقى احسن" 


فور خروج الطبيب يدلف عمر و عدى غرفتها ليجدا هاله و حياه يجلسا بجوارها و حياه ممسكه بيدها تبكى و هاله تطمئنها " الحمد لله يا حياه عدت على خير " 


" الحمد لله يا رب كانت حتروح منى...مش كفايه ابوها سابنى هى مش بتعرف تعوم و الغلط على اللى سابها فى الميه لوحدها" 


استاذن عمر بحرج للاطمئنان عليها  بعد ان اثرت به كلمات حياه و ساد الهدوء بعد ذلك ليذهب كل الى غرفته و يغادر امير بصحبه اخته

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

و فى طريق عودتهما لمنزلهما رأى امير رهبتها و ذعرها فحاول التخفيف عليها " اهدى يا لوچى...عدت و الحمد لله " 


ظلت على حالتها من الخوف و الارتباك فنظر لها امير بتعجب لحالها و ردد بسخريه " مكنتش اعرف انك بتحبى خديجه اوى كده " 


نظرت له بوجل و رددت بتردد و تلعثم" اصل انااا....انا اللى وقعتها فى الميه " 


لمعت عيناه بوميض غاضب و ضغط مكابح سيارته ليصدر عجلها صوت ازيز مرعب و نظر لها بحده و هدر بها 

" ازاى تعملى كده؟ للدرجه دى الحب عمى عنيكى؟ انتى اتجننتى؟ تحاولى تموتيها...طيب مفكرتيش فيا و انتى عارفه انى بحبها " 


اجابت ببكاء الافعى و دموع التماسيح "انت مش واخد بالك من اللى بيحصل بينها و بين عمر و انت مش بتساعدنى و تبعدها عننا" 


نظر لها باذدراء وردد بسخريه " عنكم؟ على اساس ان فى حاجه اسمها انتم، فى حاجه بتجمعك بيه من الاصل، هو من قبل خديجه و فى وجودها و حتى بعدها مش ليكى " 


زفر بضيق و ردد بقسوه " عمره ما حيكون ليكى....مش حقولك مش حاسس بيكى، ده حاسس و حاسس و من زمان بس مطنشك يا لوچين لانك متفرقيش معاه و عمره ما حيكون فى بينكم حاجه غير انه ابن عمتك و بس.... حتى ده غلط لانه فى الاساس مش ابن عمتك " 


اطرق راسه بخزى و ردد بحزن " انتى باللى عملتيه قطعتى اى صله بينا و بينهم...لا حينفع نزورهم و لا حينفع اكمل شغل مع عدى و الاكتر من كده ان موضوعى مع خديجه كمان مش حيكمل مع انى كنت حاسس ان فى بوادر، بس خلاص بعد اللى حصل حتى لو كان فى حاجه حتخاف على نفسها منك " 


بكت لوچين بضعف و حيره فردد امير باستنكار " دلوقتى بتعيطى؟ لسه...لسه السواد كله جاى قدام لما بابا و ماما يعرفو اللى حصل، فعلا القيامه حتقوم خلاص....ربنا يسامحك يا لوچين على تصرفاتك الزفت دى " 


★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★ 

فى غرفه نوم خديجه 


جلس عمر على مقربه من فراشها ينظر لها بعيون دامعه و هو يأنب نفسه و يحملها مسؤليه ما حدث حتى دخلت هاله بطيبتها المعهوده لتربت على ظهره و تحثه بالكلمات الحنون "عدت على خير يا عمر"


اجابها وسط ارتجافه جسده الواضحه " طنط حياه معاها حق، انا السبب كانت حتموت بسبب غبائى " 


حاولت اثناءه عن افكاره فرددت " احمد ربنا انها كويسه و عدت على خير و بلاش تأنب نفسك كده يا حبيبى....يلا قوم نام و الصباح رباح " 


ردد معترضا " انا مش حتحرك من جنبها مش كفايه كانت حتروح منى " 

رددت بحنين " انت اللى مصر تضيعها من ايدك يا عمر...قولها يا حبيبى على اللى جواك" 


ترقرقت عيناه بالعبرات و ردد بضعف " و لما تعرف اللى جوايا و بعدها تعرف اللى عندى حيحصل ايه؟" 


" قولها و سيبها و تختار " 

اردف " خايف...خايف اقولها فتختار تبقى معايا على حساب نفسها و بعد كده تكرهنى بسبب كده، و خايف اقولها فترفض و اتصدم فيها و خايف مقولش حاجه و تضيع منى و تبقى لحد غيرى....انا محتار و مش عارف اعمل ايه و لا عارف اخد قرار؟" 


اجابت هاله باصرار " قولها يا عمر.. قولها يا اما انا حقول لها بنفسى " 


لمعت عيناه بالضيق و ردد بتحذير " لو عملتى كده اعرفى انك بتقطعى الروابط اللى بينى و بينك...ماشى؟ عشان متقوليش انى محذرتكيش " 


استسلمت لقراره و تركته و خرجت لتجد عدى يجلس مع اخواته يحدثهم بجديه " الموضوع ده فيه حاجه مش طبيعيه...ازاى حصل فهمونى؟" 


اجابت ليان بتوضيح " خديجه مكانتش عايزه تنزل الميه عشان مش بتعرف تعوم بس ابيه عمر اصر و نزلها بهدومها و بعدين لما جينا نطلع شاف ان هدومها شفافه فقال لها خليكى فى الميه لحد ما يدخل جوه هو و امير...و بعدين اخدت عمر الصغير و دخلت عشان لوچين قالت ان هى حتجيب لها البرنص تلبسه " 


احتار عدى فى الامر و هتف " ما هى كانت لبساه يعنى معنى كده انها وقعت بعد ما طلعت و لبسته" 


اسيل " اكيد يا عدى و محدش حيكون عارف اللى حصل غير لوچين لانها كانت اخر واحده معاها " 

&&&&&&&&&&&&&&&& 


فى منزل لوچين 


جلست بتوتر وسط صراخ والدتها بها بعد ان علمت بما فعلت و اخذت تنتحب " ده ابوكى لو عرف حيهد الدنيا " 


اردف امير باستنكار " المهم عندك لو بابا عرف....و عمتى و عمى طه و عمر و ما ادراكى ما عمر، تفتكرى حيحصل ايه لما يعرفو...غير كده ازاى قلبك طاوعك تقتلى واحده معملتش اى حاجه تاذيكى؟ازاى...ازاى؟" 


صدح صوت هاتفها بالرنين فانتفضت والدتها حور و رددا بتخوف " يلا... اهى المصايب جايه لوحدها " 


نظرت لشاشه هاتفها فوجدت رقم عدى فاردفت برهبه " ده عدى " 


ردد امير بثقه " ردى يا لوچين هم اكيد لسه ميعرفوش حاجه لانهم لو عرفو مش حيتصلو بيكى حتلاقى عمر هنا فوق دماغنا و معاه نار جهنم كلها"


اجابت بتلعثم " ايوه يا عدى...خير؟خديجه فاقت؟" 

اجابها " لا لسه، انا بس كنت عايزك تحكيلى اللى حصل لانك المفروض اخر واحده كنتى معاها " 


ارتبكت و اذدردت لعابها بتوتر و اردفت " انا طلعتها من الميه و اديتها البرنص و دخلت عشان البس انا كمان و معرفش حاجه غير لما سمعت صوت ليان و هى بتصوت بس كده " 


عدى بحيره " يعنى هى اكيد اتزحلقت بعد ما سبتيها" 

لوچين " اه اكيد " 


جلس عدى يفكر بعد ان اغلق المكالمه معها و اخواته بجواره حتى اتى الصغير عمر يبكى " انا عايز بابى" 


حاولت اسيل تهدئته و لكنه دخل فى نوبه بكاء فرددت اسيل " اكيد خايف من اللى حصل انا حاخده اطلعه فوق عند ابيه عمر " 


سالها عدى باهتمام " هو لسه عند خديجه؟" 

اجابت ليان " ايوه...مامى بتقول حاسس بالذنب عشان هو نزلها الميه بالعافيه" 

عدى " طيب هاتى عمر انا حطلعه " 


دلف عدى غرفه خديجه فوجده جالس بجوارها مطئطئ الراس فتنحنح عدى و اردف هامسا "الاستاذ ده عايزك يا بابى و بيعيط " 


تناوله عمر من ايدى اخيه و احتضنه فربت الصغير عليه بحنان و ردد بصوت طفولى" متخافس يا بابى ابله خديجه حتبقى كويسه " 


ابتسم عمر من طفولته فردد " ادعليها يا عمر انها تبقى كويسه عشان الاطفال دعوتهم ربنا بيحققها " 


رفع الصغير يده للسماء و ردد بدعاء " يا رب ابله خديجه تبقى كويسه و تخف بسرعه " 

فور ان انزل يديه الصغيريتين سمعوا صوتها المتحشرج و هى تهتف بتعب" انا كويسه يا حبيبى، متقلقش عليا " 


ارتمى الصغير يحتضنها و يقبلها و هى تحتضنه و تقبله بدورها حتى ابعده عمر عنها و ردد بخوف و قلق" انتى كويسه؟" 


اومأت بالموافقه فاقترب عدى من فراشها و جلس بجوارها و ردد بتساؤل و حيره " قادره تتكلمى؟" 

" اه " 


اكمل عدى " طيب احكيلنا اللى حصل وقعتى ازاى؟" 

بللت شفتاها بلسانها و حاولت الاعتدال فى جلستها فساعدتها الممرضه على ذلك و نظرت لهما بتوتر و رددت " لوچين......"

الفصل الثامن عشر🌷🌹 

حاولت ان تنفض تلك الرهبه التى اجتاحت جسدها ناهيك عن ارتعاشها الواضح فاقترب منها عمر و دثرها بغطاء الفراش و نظر لها بتفحص لملامحها الخائفه و اردف بهدوء " مالها لوچين عملت ايه؟" 


ابتلعت لعابها و نظرت لهما و رددت بصوت مجروح و متحشرج " جابتلى البرنص و انا بعدها ااا....." 


ترددت فى اخبارهما ما حدث فانتبه عدى لترددها فهتف مأكدا " اتكلمى يا ديچا متخافيش " 


نظرت له بوجل و اردفت " هى دخلت جوه و انا اتزحلقت ووقعت فى الميه و معرفتش حتى انى اطلب المساعده من حد صوتى مخرجش، بس الحمد لله جت سليمه " 


قبلها عمر من راسها و ردد آسفا " حقك عليا...اللى حصل ده بسببى و بسبب اهمالى " 


حاولت رفع المسؤليه من عليه بنبرتها المنكسره فاردفت " انت ملكش ذنب يا ابيه...انا اللى ماخدتش بالى و رجلى اتزحلقت، بس ابوس ايدك ما تنزلنى الميه تانى انا مش بعرف اعوم و بخاف منها " 


ابتسم لها و اومئ لها بالموافقه " حاضر يا ستى، بس لازم تتعلمى العوم لان كده مينفعش....بس حنزلك فى ميه مش غويطه عشان متخافيش " 


امتعضت تعابير وجهها من اصراره على ما لا تريده فتدخل عدى بالحديث هاتفا بمرح " متضغطش عليها يا عمر...سيبها على راحتها و لما تلاقى نفسها مستعده انها تتعلم تبقى تقول لنا " 


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ 

افاق عمر بالصباح على لمسه صغيره و ودوده من صغيره و هو يردد بحزن " انا خلاص حمسى انهارده يا بابى " 


قبله عمر و احتضنه و ردد " ليك عليا كل فتره اجيبك تقعد معايا زى المره دى بس مش حينفع كل اجازه عشان برده مذاكرتك و مامى اكيد بتوحشها" 


بكى الطفل فمسح عمر عنه عبراته و ردد بحزن بائن " هى مامى مس عجباك؟" 

تعجب عمر من حديثه فنظر له بتساؤل " ايه الكلام ده يا بطل؟يعنى ايه مش عجبانى؟" 


" انا عارف انك بتحب ابله خديجه عسان هى حلوه اوى و سكلها حلو زى ميرا صاحبتى " 

ضحك عمر ضحكه عاليه و ردد " امم و ميرا صاحبتك حلوه؟" 


اجابه الصغير بعفويه " ايوه حلوه خالص زى ابله خديجه و سعرها اصفر و حلو اوى و انت مامى مس عجباك عسان مس حلوه زيها صح؟" 


حاول عمر تفهم ما يدور بعقليه ذلك الصغير الذى لا يتعدى عمره السبع سنوات فتحدث معه بشرح مناسبا لسنه قدر الامكان " مامى نهى يا بطل تبقى مرات بابى البطل احمد يعنى مينفعش تعجبنى عشان عيب انى ابص لها زى ما ببص لخديجه،انت فاهمنى؟" 


اومئ الصغير براسه و لكنه غير مقتنع فردد " بس الكلام ده غلط لان تيته بتقول لمامى على طول انها تتجوزك عسان تفضل معانا على طول و تفضل تبقى بابى " 


امتعض عمر من قله حذر جدته و امه و حديثهم امامه بتلك الامور الحساسه فاكمل الصغير " ليه مس عايز تتجوز مامى؟ هى وحسه؟" 


اجابه بلهفه " لا يا حبيبى مامى حلوه و الله و شكلها حلو كمان و الا مكانتش جابت لنا القمر ده " 


رددها و هو يقرص وجنتيه فاجاب الطفل بحيره"طيب ليه مس موافق تتجوزها...انا عايزك تفضل بابى و تفضل معانا على طول " 


بكى الطفل بحرقه فاحتضنه عمر بقوه قاصدا طمأنته و دعمه بقوته المعهوده و اجابه بمحايله " انت اكيد مش حتكون مبسوط لو انا اتجوزت مامى و هى مبقتش مبسوطه معايا " 


اجابه بعفويه و طفوله " ليه مس حتبقى مبسوطه؟ انت حتزعلها؟" 


اومئ بالرفض وسط استلامه للخروج من هذا الحوار و ردد " لا طبعا مش حزعلها بس انا بحب خديجه و مش حعرف اخليها مبسوطه و انا بحب واحده تانيه، انا مش عارف افهمك عشان انت لسه صغير بس بحاول " 


اندهش عمر من رد الطفل عليه حينما اردف " انا فاهم كل حاجه يا بابى...عارف انك بتحب ابله خديجه و هى بتحبك و هى حتزعل لو انت اتجوزت مامى...بس هى بتحبنى و انت قول لها عسان خاطر عمر الصغير و هى حتوافق...و مامى كمان مس حتزعل عسان هى عايزانى ابقى مبسوط و انا حبقى مبسوط لما تبقى بابى بجد " 


عمر بحيره " حتى لو اتجوزت مامتك يا عمر حيفضل اسمك عمر احمد الدالى و حفضل بابى التانى، عمرى ما حبقى بابى بجد " 


اجابه الصغير باصرار وسط بكائه " بس حينفع تعيس معانا و تنام عندنا و تقعد فى بيتنا " 


استسلم عمر لحديث الطفل بالنهايه فاردف بنفاذ صبر " خلاص يا عمر ربنا يجيب الخير بس انت متزعلش " 


هتف بفرحه عارمه و هو يقفز مكانه " يعنى موافق يا بابى " 

نكس راسه بحيره و ردد " موافق يا حبيب بابى " 

&&&&&&&&&&&&& 

فى غرفه خديجه 


جلست الفتاتان تحاولا اخراج خديجه من حالتها فظلت اسيل تطلق النكات و الدعابات على مسامع خديجه و حاولت الاخيره الضحك بجانب فمها 


تطرقا لما حدث بعد ان يأستا من اضحاكها  فرددت اسيل " عارفه ان ابيه عمر فضل جنبك طول الليل و لا رضى ينام و لا ياكل و لا يشرب حتى ساب عمر الصغير معايا لما فضل يعيط عشان عايزه و (عدى) طلعه فى الاخر عشان يبطل عياط " 


خديجه بخفوت " هو فين عمر صحيح؟ اوعى يكون مشى من غير ما يسلم عليا " 


اجابتها اسيل بتاكيد " لا طبعا...بس تلاقى ابيه عمر بيلبسه...انا حروح اشوفه و ارجعلك " 


و بالفعل تذهب فتجده قد ارتدى ملابسه و جمع اشيائه فرددت بخجل عندما وجدت اخيها الاكبر لا يزال يرتدى ملابسه " سورى يا ابيه...بس خديجه كانت عايزه تشوف عمر قبل ما يمشى " 


ردد بجديه " حلبس و نعدى عليها قبل ما امشى " 

اردف الطفل بتلهف " انا حروح عندها يا بابى بسرعه عسان اسلم عليها " 


ابتسم عمر بفرحه و اومئ بالموافقه فهرع الطفل سريعا و عند محاوله اسيل المغادره اوقفها صوت عمر الحاد " اسيل....استنى " 


نظرت له بقلق فاردف " هى خديجه بقت كويسه؟" 

اومأت بضيق و رددت " يعنى...شكلها مش مظبوط، حاسه انها فى دنيا تانيه مش معانا " 

قوس فمه بضيق و ردد " معلش، كلها يومين و تنسى" 


اما الصغير عمر فدلف لغرفتها و قفز الى احضانها يقبلها و يردد بحب طفولى " زعلت عليكى يا ابله خديجه " 


ابتسمت بحب و رددت" متزعلش ابدا ابدا....انا كويسه الحمد لله " 

تحدث بخبث و اردف " يعنى انتى مس بتحبى انى ازعل؟" 


"لا يا حبيبى طبعا عيزاك متزعلش عشان انا بحبك" 

اقترب من اذنها و ردد بعفويه " اقولك على سر بس من غير ما تزعلى؟" 


ابتسمت برقه و رددت "قول...و مش حزعل" 

تحدث بفرحه وسط ابتسامته الطفوليه " بابى حيتجوز مامى " 


تغيرت تعابيرها للضيق و رددت بتساؤل " ايه الكلام ده يا عمر؟مين اللى قالك الكلام ده؟" 

هتف " بابى....بابى هو قال لى " 

حاولت اخفاء ضيقها و توترها الزائد فاخذت تتنفس ببطئ و تردد بفضول" انت متاكد من الكلام ده؟" 


" ايوه....تيته على طول بتقول لبابى انه يتجوز مامى عسان يبقى بابى بجد و هو وافق...انا قلتله ابله خديجه بتحبنى و هى مس حتزعل انك حتتجوز مامى، صح يا ابله خديجه مس انتى بتحبينى و مس حتزعلى؟!" 


ابتلعت لعابها بغصه قويه فى حلقها و اردفت بصوت حزين " طالما انت حتكون مبسوط فانا مش زعلانه" 

اقترب الصغير من اذنها و همس " بس ده سر بينا اوعى تقولى لحد " 


اومأت براسها موافقه و فى تلك اللحظه دلف عمر و معه اسيل فانحنى على راسها يقبلها و تحدث برقه "بقيتى احسن؟" 

اجابت بخفوت " الحمد لله " 


نظر لها بوهج عاشق حاول اخفاءه و ردد " طيب انا حروح عمر و ارجع على طول " 

اجابت خديجه " خد راحتك يا ابيه " 


★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★ 


شرد عمر اثناء قيادته السياره بما دار بينه و بين صغيره من محادثه و امر زواجه من امه و جاءت صوره خديجه فى مخيلته فاخذ يتذكر تفاصيلها و تعابير وجهها و حدقتاها الملونتين و هدوءها الذى يجعله يغلى من داخله كانه يجلس على موقد من نار فانب نفسه على تسرعه بالموافقه على طلب صغيره فإما ان ينفذ وعده و يصبح البطل الذى لا ينكث وعده او يتخلى عن ذلك الوعد من اجل قلبه و من يهواها و لكن يقطع تفكيره هتاف الصغير بفرحه عارمه

" انا فرحان اوى يا بابى...اخيرا حتبقى بابى بجد" 


اوقف عمر سيارته اسفل البنايه التى يقطن بها الطفل فقز الاخير يحتضنه بقوه غير مسبوقه من يديه الصغيرتين و ردد بفرحه " انا بحبك اوى يا بابى " 


شعر عمر بالاستسلام و انه لا مفر من تنفيذ وعده لصغيره و لكن سوف يضع النقاط على الحروف حتى يعلم كل شخص دوره فى تلك المعادله الصعبه 


صعد للطابق المنشود و هو يحمل صغيره و دلف بعد ان رحبت به الحاجه عنايات و ادخلته فجلس ينظر للطفل الذى هتف فور دخول والدته "مامى..مامى...بابى وافق يتجوزك " 


تسمرت نهى بمكانها و نظرت لعمر بصدمه فحاول الاخير ان يشرح ما فى راسه و لكن عنايات لم تمهله الفرصه فصاحت مهنئه " الف مبروك يا بنى.....هو ده عين العقل و الله، انا قلت كده من الاول...ربنا يتمم على خير يا رب " 


حاول التحدث معها وسط ثرثرتها العاليه فصاح قليلا " يا حاجه اسمعينى " 


انتبهت له فور صياحه ووقفت نهى تستمع له باهتمام فنظر عمر للصغير و اردف بحنان " روح يا بطل العب فى الاوضه بتاعتك على ما اكلم مامى و تيته " 

اقترب الطفل و قبله و ردد " حتقول لها انك حتتجوزها " 


اجاب بفروغ صبر" يلا يا عمر ادخل جوه متتعبنيش معاك " 


امتثل الصغير لاوامر عمر الصارمه فاتجه لغرفته مطئطئ الراس فجلس عمر يهز قدمه بعنف و توتر حتى هتفت والدة رفيقه " عين العقل يا بنى...عمر لازم يتربى بين ام و اب بيحبوه " 


نظر لها و الشرر يتطاير من عينه و ردد بحنق " انتو بتتعاملو قدامه و بتتكلمو فى الجواز و الحياه و كان ده عادى لدرجه انه متخيل انى لو متجوزتش نهى حنساه و مش حهتم بيه و ده كله بسببكم " 


ضغطت الحاجه عنايات على اسنانها بضيق و ردد بصوره قاسيه " ما هو انا مش حفضل سايبه حفيدى بين نارين كده كتير...و انت اختار يا تفضل فى حياته بشكل مناسب و بصوره دايمه عشان نفسيته تبقى مظبوطه....يا تخرج خالص من حياته و تسيبه احنا نربيه و نتعامل معاه، اينعم حيتعب فى الاول لحد ما يتعود على بعدك بس مش حيبقى متشتت بالشكل ده " 


انتفض عمر من مجلسه بحده و ردد بعصبيه هادره "يعنى يا اتجوز...يا تحرمونى من ابنى، ايه المنطق ده؟" 

حاولت نهى التدخل بعد ان شعرت بالحرج فرددت بتلعثم " خلاص يا ماما مش حنخليه يتجوز بالعافيه" 


اجابها عمر بحده " انا محدش يقدر يجبرنى على حاجه...و انا لو حتجوز حيبقى عشان انا عايز كده " 

فرك يديه معا بتوتر و نظر لهما و ردد" انا متجوز و بحب مراتى، بس فى حاجه لازم تفهمومها ان جوازى من نهى حيكون ع الورق....يعنى لو انتى شايفه نفسك تقدرى تعيشى عمرك كله و انتى عايشه فى تمثيليه يبقى انا معنديش مانع و اتاكدى يا نهى ان عمر جوازنا ما حيكون غير كده عشان خاطر عمر و بس و عمرى ما حشوفك حاجه غير مرات احمد صاحبى و اخويا " 


ترقرقت العبرات بمقلتيها و هى تستمع لكلماته اللاذعه فشعرت بالاهانه و اردفت بحده " و انا ايه اللى يجبرنى على كده؟" 


" انا مديكى حريه الاختيار و انتى حره و انا مش بتهدد، يعنى ابنى حشوفه فى الوقت اللى انا عايزه و محدش حيقدر يمنعنى عنه " 


حاولت عنايات تلطيف الاجواء بعد ان شعرت بثقل كلماتها فاردفت برقه " يا بنى انت طول عمرك واقف معانا و عمرك ما قصرت بس الاوضاع اختلفت و الناس مش بتسكت و دخولك و خروجك علينا مخلى الناس لسنتها بترمى علينا الكلام ده غير عمر كبر و بقى بيفهم و عايز يحس انه زى زمايله " 


اجابها عمر بضيق " و انا مقصرتش معاكم من يوم احمد الله يرحمه ما مات و ميكونش فى النهايه هو ده جزائى.....انا حسيبكم تفكرو و تشوفو نفسكم لو موافقين على طريقه الجواز دى يبقى يلا نتجوز، شايفه نفسك حتبقى مظلومه و مش مرتاحه يبقى يا بنت الناس تقعدى بالعقل و تتفاهمى مع ابنك بالراحه و تفهميه بالشكل المناسب انه مش حينفع " 


وقف يستعد للخروج فحانت منه التفاته صغيره على وجهيهما و ردد " و حاجه اخيره....خديجه مراتى بس لينا ظروف معينه فى جوازنا و عشان كده فى اى وقت تجتمعو مع بعض او مع اهلى مش عايز كلام خالص خصوصا ان محدش من عيلتى يعرف بجوازى غير امى و ابويا بس " 


انتبهت نهى لحديثه و رددت " يعنى اخواتك ميعرفوش؟ ازاى؟دول كانو معاكم فى شهر العسل " 


اجابها عمر بايجاز " اه ميعرفوش و يا ريت تقفلى كلام فى الموضوع ده و من الاخر كده شوفى نفسك و حستنى ردك عليا....سلام " 


※※※※※※※※※※※ 


جلست تنتحب بمفردها فى غرفتها فهى اصبحت وحيده لا تستطيع مشاطره ما تشعر به مع احد فاباها الذى كانت تشاطره كل شئ قد تركها بمنتصف الطرق و والدتها سلبيه ضعيفه الشخصيه طيبتها تحولت لبلاهه و اخيها صغير لن يفهم او يشعر بمعاناتها و رفيقاتها ابتعدت عنهن رغما عنها لتدخل هذا العالم الجديد وسط اقارب لا تعرفهم و زوج ليس بزوج حقيقى و مشاعر متضاربه و صراعات تصل لحد القتل و الانتقام فشعرت انها لا تنتمى لهذا العالم 


طرق الباب عده طرقات خفيفه لينفتح و تتفاجئ بوجود لوچين و امير يدلفا معا فتنظر لهما برهبه و تشيح نظراتها عنهما فيهتف امير بحزن "ديچا....لوجين جايه تتطمن عليكى و تكلمك فى موضوع " 


اقتربت منها بخجل بعد ان علمت انها لم تفتضح امرها فتحدثت بخزى " انا اسفه و الله....انا بجد مش عارفه عملت كده ازاى؟ ارجوكى تسامحينى " 


نظرت لها خديجه وسط عبراتها فتشوشت الرؤيه تماما فى مقلتيها و رددت بالم " انا مش فاهمه....ليه تعملى كده؟اذيتك فى ايه؟حتى لو بتكرهينى اكيد الكره بينا ميوصلش لكده " 


حاول امير تلطيف الاجواء فردد بوء " لحظه شيطان يا ديجا و راحت لحالها...هى غارت على عمر منك و...." 


قاطعته بحده " و انا فى ايه بينى و بينه عشان تغير منى؟....ده ابيه عمر يا لوچين، فاهمه يعنى ايه ابيه عمر " 


رددت لوچين بسماجه" يعنى مفيش بينكم حاجه؟بجد؟" 


اجابتها باصرار " لا....و عمره ما حيكون فى، انا بعتبره اخويا الكبير و هو بيتعامل معايا زى اسيل و ليان " 


تنهدت و اخرجت زفره راحه و رددت " طمنتينى " 

اقتربت لوچين منها و رتبت على كتفها و رددت باسف " انا بجد اسفه و سامحينى....بس انتى ليه مقولتيش؟" 


نظرت لامير و رددت " عشان امير ملوش ذنب و الموضوع كان حياثر عليه " 


شعر امير بفرحه عارمه اكانت تفكر به بتلك الطريقه حتى اثناء تعبها فشعر بنشوه و سعاده لا توصف فابتسم لها و ردد بمزاح " طيب يلا بقى فوقى عشان نتناقش فى الروايه سوا احسن انا قربت اخلصها" 


ابتسمت برقه فنظر لها بهيام و توقف الزمن امامه بنظراته لها فتنحنحت لوچين بسماجه فنظر لها بشرر و ضيق فانتبهت له و استاذنت و خرجت على الفور وسط ارتباك خديجه الواضح 


ابتسم لها و ردد بحيره " مالك؟" 

رددت بتلعثم " لاا..بس ميصحش تبقى معايا فى الاوضه لوحدى " 


لمعت عيناه ببريق الحب و اومئ راسه بالايجاب و تحرك ليخرج ناظرا لها بنظرات عاشقه فهمتها هى على الفور فحاولت ان تتحاشى النظر اليه ليظن انها تخجل من اظهار مشاعرها 


فور ان فتح الباب اصطدم بجسد عريض فنظر امامه ليجده عمر يقف منتصب القامه يحدقه بنظرات ناريه فهدر بصياح " انت بتعمل ايه هنا لوحدك؟" 


اجابه امير بثبات " كنت بطمن عل خديجه يا عمر، مالك انت متعصب ليه كده؟" 

زفر بقوه و ردد بغضب " فى اوضه النوم و لوحدكم؟" 


تضايقت خديجه من تلميحه المستتر بالتصرف غير اللائق فانتفضت من مكانها تردد بحده "محصلش حاجه يا ابيه...و لوچين كانت لسه معانا حالا يعنى مكناش لوحدنا" 


نظر لها بغضب و عيون لامعه فجعلها تبتلع باقى حديثها داخل حلقها و سحب امير من كتفه للخارج و هو يتمتم بضيق فجلست على فراشها لتشعر بدوار خفيف يعصف براسها و تشعر بان كل شئ يدور حولها ببطئ فظلت تؤكد لنفسها بانها تعاصر كابوسا و ستصحو منه فلا يمكن ان يكون عمر قاسى الى هذا الحد و ان يتزوج باخرى و هو يعلم تماما مشاعرها نحوه 


تتذكر يوم ان تقابلت مع نهى بشرم الشيخ و كيفيه تصرفه امامها ففسرت تصرفه انه كان يحاول اثاره غيرتها عندما اخبرها بانها زوجته و انه كان يستغلها فقط حتى يصل لغايته فظلت تنتحب فى صمت حتى تورمت عيناها و انتفخت انفها 


استدعى عمر والدته ليتحدث معها بغرفه المكتب بامر زيجته من نهى فقص عليها احداث اليوم بدءا من توسل الصغير له و حتى انتظاره لردها عليه فنظرت له بضيق و رددت بمعاتبه " ليه بس كده يا بنى حرام عليك اللى بتعمله فيا و فى خديجه و فى نفسك.....عايز تتجوز اتنين و الاتنين جواز على الورق، حرام و الله " 


اطرق راسه بحزن و اردف " نصيبى كده يا امى....و كله عشان خاطر عمر الصغير مقدرتش اكسر بخاطره و ازعله " 


هاله بقلق " طيب و بعدين؟" 

" اهو مستنى اعرف رأى نهى...و لو وافقت على الجواز حتممه فى اسرع وقت ممكن " 


حاولت اثنائه عن قراره فتسائلت بحذر " طيب حتقول ايه لخديجه؟" 

تحدث و كانه لا يبالى برايها " ولا حاجه...عادى حتعرف بخبر جوازى زيها زى اخواتى " 


لم يعلما انها كانت تقف بجوار غرفه المكتب فاستمعت لاخر حديثهما معا لتتاكد من خبر زواجه بنهى و تتاكد من عدم وجود اى مشاعر ناحيتها فصعدت بسرعه لغرفتها لتكمل شقاءها و بكائها 


" كان بيلعب بيا......كل مره بيقرب فيها منى كان بيضحك عليا....حسبى الله و نعم الوكيل "


جلس الجميع على المائده و انضم لهم امير و لوچين التى تناست بسرعه كبيره ما اقترفته يداها و اطمئنت من ناحيه خديجه و بدءت من جديد خطه تقاربها لعمر الذى شعر بالضيق من التقارب الشديد بين امير و خديجه ناهيك عن مزاحهما معا فطرق المائده بيده بحده صارخا " ايه التهريج و الهزار الاوڤر ده " 


امتعض وجهها بالضيق و رددت " فى ايه يا ابيه؟ هو ممنوع نتكلم و نهزر " 


انتفض من مجلسه و سحبها من ذراعها بقوه فوقف امير امامه يمنعه من تصرفه الاهوج و ردد بتحذير "ملوش لازمه يا عمر الى بتعمله ده " 


هدر عمر عاليا و هو يردد بقسوه " و انت مالك " 

وضع امير يده على ذراع عمر الممسكه بخديجه و ردد بتحدى " سيبها طيب و نتكلم انا و انت " 


امتعضت خديجه من تدخله الشديد بحياتها الن يذهب ليتزوج باخرى فما شانه بها فصرخت به بحده دون ان تحسب تبعات ذلك التصرف الاهوج و رددت


" انا مش شايفه داعى ابدا لتصرفاتك دى يا ابيه...انا و امير معملناش حاجه و برده انا حره فى تصرفاتى يعنى حتى لو بتصرف غلط فانت ملكش دعوه بيا" 


امتعض وجه هاله من حديثها و طريقتها و لكن قطع امتعاضها شهقه قويه خرجت من حياه على اثر صفعه لها امام الجميع بقسوه و انتفضت ليان لتقف بجوار خديجه لتدعمها و تحتضنها و لكن اوقفتها خديجه بعد ان اعتدلت فى وقفتها و نظرت له بتحدى و قوه و اظهرت النفور على وجهها و انتزعت جسدعا من بين احضان ليان و اتجهت لاعلى لتدلف غرفتها 


تنحنح امير و اصطحب اخته التى عادت لتشعر بالضيق فيبدو ان مشاعره ناحيه خديجه قويه و مأججه حتى و ان كانت من طرف واحد


فور خروج امير اتصل على الفور بهاتف خديجه التى اجابته بصوتها الواثق " انا كويسه متقلقش " 

ردد بضيق " حقك عليا...انا السبب " 


خديجه " انت ملكش ذنب هو اللى حابب يتحكم فى كل اللى حواليه بس انا خلاص حخرج من الحصار ده و باى شكل " 


قطع حديثها دخوله المفاجئ ليردد باستهزاء " و حتخرجى من حصارى ازاى بقى يا استاذه خديجه" 


استاذنت من امير بلباقه غير مهتمه بذلك المحترق على جمر النار و وقفت قبالته تنظر له بتحدى و تردد بجرأه " حتطلق منك و حرفع الوصايه و حخلص خالص من تحكماتك " 


نظر لها و الشرر يتطاير من عينه و اردف بحده " و لحد ما ده يحصل حتتصرفى بعقل بدل ما حضطر امد ايدى عليكى يا خديجه و ده التحذير الاول و الاخير....و امير ده مش عايزك تكلميه تانى نهائى فاهمه؟" 


اردفت باصرار و تحدى " لا مش فاهمه....انا من حقى انى اعيش حياتى زى ما انت عايش حياتك و انا و امير...." 

ابتلعت باقى حديثها من اثر رجفه اصابتها فور ان ضغط على ذراعها بقوه هاتفا " انتى و امير ايه؟" 


حاولت ان تظهر قوه مصطنعه فرددت " فى اعجاب متبادل " 

نظرت له بجانب وجهها و اردفت بسخريه " و اظن انك تفرحلى يا ابيه، و انا اهو بعمل بنصيحتك ان اول ما يكون فى حاجه فى قلبى لحد اجى اقولك"


اغتاظ عمر من فجاجتها فى الحديث فكيف تخبر زوجها بانها تضمر اعجاب لشخص ما ففارت الدماء بعروقه و حاول كظم غيظه المستشاط و اضطربت انفاسه و توترت ملامحه و لكنه ارتدى قناع الصرامه و ردد بصوت اجش و غاضب " و ماله يا ديچا...بس برده بعد الطلاق و لحد ما ده يحصل حتمشى زى الالف و الا متلوميش الا نفسك " 


صفع الباب ورائه بغضب فجلست تشعر بوغزه قويه تؤلم صدرها فحتى و هى تحاول مضايقته قد استطاع ان يجرحها بلامبالاته و عدم اكتراثه لامرها 

※※※※※※※※※※※※ 


ذهب عمر لعمله صباحا بعد ان قضى الليل بطوله يفكر فى معضلته و حياته البائسه فهو لا يستطع ان يجتمع بمن يحب فحبيبته الاولى قد سرقها منه الموت و الآن عشقه و روحه و من تفترض انها زوجته قد كرهته و هو يعلم تمام العلم انه السبب الاول و الوحيد فى كرهها له 


ركب سيارته و غادر منزله ليذهب الى عمله و لكن جاءه هاتف من نهى و هى تبكى و تستنجد به فهدر بها بقلق " فى ايه؟ اهدى عشان افهمك " 


اجابته وسط بكائها " المدرسه مش لاقيين عمر...معرفش راح فين، انا حتجنن يا عمر و النبى الحقنى " 


دعس على دواسه البنزين لتنطلق السياره بسرعه البرق ليصل لابواب مدرسه صغيره و هو يصيح بكل من يقابله من اداره المدرسه لاهمالهم و تقصيرهم فى عملهم فرددت مديره المدرسه باسف " احنا بنراجع كاميرات المراقبه و اكيد حنعرف ايه اللى حصل و ان شاء الله خير " 


جلست نهى تبكى باحضان عمر و هو يحاول طمأنتها حتى هتف عامل الامن بفرحه " اهو قاعد ورا الشجر اللى فى الجاردن " 


هرع الجميع ليجدوه جالس يبكى فحمله عمر و ربت عليه و نظر له بحيره و ردد " قولى مالك بس فى ايه؟" 


ردد الطفل ببكاء" انا زعلان منك...انت قولت لى انك حتتجوز مامى و ضحكت عليا " 


ابتسمت نهى و اقتربت منهما ووضعت يدها على كتف عمر الباشا و رددت برقه " مين اللى قال كده يا حبيبى...انا و بابى حنتجوز خلاص، بس يومين كده عشان ننظف البيت و نخليه شكله حلو " 


هتف الطفل بفرحه " و نحط زينه زى بتاعه عيد الميلاد؟" 

اومأت بالموافقه و رددت " ماشى يا حبيبى...حنعمل اللى انت عايزه بس اوعى تخوفنى كده تانى...فاهم؟" 

" فاهم "


نظرت نهى لعمر نظره ذات مغزى ففهم الاخير على الفور خضوعها لرغبه صغيرها و موافقتها على شروطه الصارمه التى وضعها لتلك الزيجه 


حمل عمر صغيره و اخذه و صعد سيارته و تبعتهم نهى و اتجه بهما الى بيتهم ليتحدث اكثر باستفاضه فى مشروع زيجتهما 


اثناء قيادته قطع طريقه سيارتين سوداء و نزل منها ملثمين ذوى ابدان شديده فشعر عمر بالقلق على صغيره فنزل على الفور ليتصدى لهم و لكنهم ضربوه بقسوه بعصا كبيره و احدثوا به و بجسده اضرار جسيمه و فور ان خارت قواه اقترب منه احدهم و همس باذنه " ده درس صغير ليك من تيرا ايڤانوڤيتش و بتقولك ان ده تمن اللى عملته معاها" 


صعدوا بسرعه سياراتهم و هرعوا مسرعين بعد ان اجتمع الناس حولهم اثر صرخات نهى الهادره وتم استدعاء سياره الاسعاف و انتقل عمر للمشفى و هو غارق بدماءه 

※※※※※※※※※※※※ 

فى المشفى 


اخبرت نهى عائلته بالحادث المؤسف فهرع الجميع للمشفى و هناك ارتمت هاله تحتضنه ببكاء و نواح و هو يحاول تهدئتها و يربت عليها وسط الالام التى تضرب جسده " اهدى يا امى انا كويس متخافيش"


رددت ببكاءها "ايه اللى بيحصل لنا بس يا ربى" 

ردد بفروغ صبر " خلاص بقى يا امى...و الله انا كويس " 


نظر حوله فوجد الجميع متلهف و قلق عليه فابتسم بحب للجميع و ردد " كويس ان الكل موجود انهارده عشان انا عندى ليكم خبر مهم و حابب انكم كلكم تعرفوه" 


نظر الجميع له بترقب لما ينتوى اخبارهم به فردد "انا قررت اتجوز نهى مامه عمر "

البارت الاستثنائى اهو ياريت الاقى كومنتاتكم و تقييمكم عليه ❤

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

الفصل التاسع عشر 🌹🌹 

برغم معرفتها للامر و لكن سماعها تلك الكلمات تخرج من فمه كانت كحد السكين يقطع اوصالها و ينغرز بقلبها، حاولت ان تخفى ضيقها و حزنها و ظلت واقفه بصمت تستمع لتهنئات اخواته له و لها و نهى جالسه الى جواره بفراش المشفى 


اقتربت ببطئ من فراشه بعد ان تلقى التهنئات و انحنت اليه لتصبح فى مقربه منه و نظرت له بعيون حزينه و اردفت بصوت قوى " الف مبروك يا ابيه " 

ثم التفتت لنهى التى اندهشت لنعتها له بهذا اللقب و اردفت "الف مبروك يا نهى " 


اومأت نهى بامتنان و شكرتها برقه " متشكره يا خديجه " 

خرجت من غرفته بالمشفى لتحاول كتم بكائها فتبعها عدى و نظر لها بفضول و هتف " مالك يا ديچا؟" 

ابتلعت لعابها بتوتر حاولت اخفاءه و رددت "ابدا...بس حاسه انى تعبانه شويه، تقريبا لسه مبقتش تمام...لو توصلنى البيت؟" 


وافق عدى على الفور لتردف " تعبتك معايا يا عدى" 

ابتسم لها برقه " يا ستى تعبك راحه...المهم لو حسيتى انك تعبانه قوليلى اجيبلك الدكتور " 

" حاضر " 


اما عمر فجلس بغرفته بعد ان طلبت هاله من الجميع المغادره و تركهما بمفردهما فهدرت به صائحه بغضب " لا يا عمر...كده حرام و الله و ربنا ميرضاش بكده ابدا، ده انت كانك قاصد تقهرها و....." 


قاطعها عمر بحزن دفين و ردد بالم " كده احسن، خليها تنسانى و الطريقه الوحيده لده انها تكرهنى يا ماما " 


حاولت فهمه فهى القلب الذى يفهمه من نظرات عيونه و لكنها عجزت تلك المره عن تفهمه فرددت بحيره" ليه؟ ما تقولها و سيبها تختار لكن انت عشان خايف ترفضك عندك استعداد تكسر قلبها و توجعها بالشكل ده؟" 


تغيرت قسمات وجهه و ترقرقت عيناه بدموع ناريه و ردد بانكسار " انتى شكلك نسيتى اللى حصل لى؟" 


احتضنته و رددت بحب " عمرى ما نسيت يا عمر بس ايديك مش زى بعضها و اللى عملته عبير مش شرط تعمله خديجه و الوضع وقتها كان حاجه و دلوقتى حاجه " 


ردد بتلعثم " و اذا انا وقتها تعبت بالشكل ده لما رفضت انها تكمل معايا و انا فى الاساس محبتهاش، امال لو ده حصل مع واحده بحبها انتى متخيله انا ممكن اتدمر ازاى؟" 


تنهدت بحيره و حسره على حال ابنها و رتبت عليه و رددت بتساؤل " انت ميعاد الفحص بتاعك امتى؟" 

" لسه شهر...بس انا عارف النتيجه مسبقا " 


حاولت اثناءه عن تشائمه فهتفت " متيأسش يا عمر و سيبها على ربنا يا حبيبى، هو قبل ما بيبلى بيدبر" 


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& 


مرت ايام تجهيز زواج عمر و نهى على الجميع بمشاعر كثيره فهاله كانت حزينه على حال من اتخذته ابنا لها بحنانها و حبها الفائض 

و اما خديجه فحاولت قدر الامكان ان تتماسك امام الجميع و عادت لعادتها القديمه ان تشغل وقتها حتى تنسى و تخرج من المها فبدءت بالخروج كثيرا للبحث عن عمل بالتصوير او الطبخ و ابلغت عدى برغبتها للنزول و العمل بالفندق فوافق الاخير على مضض فهو يعلم ان علم عمر بذلك سوف يقيم الارض عليهما و لكنها طمأنته 


" متقلقش ابيه عمر مشغول بالجواز و كمان مش حيكون متواجد فى البيت زى الاول يعنى مش حيعرف " 


انصاع عدى لرغبه خديجه فهو كل يوم يتاكد ان مشاعره ناحيتها صادقه و ليس مجرد اعجاب و لكنه تخوف من ان يفاتحها لعله اخطأ بتفسير مشاعره فيألمها فهو لم يشعر بالحب من قبل و لا يعلم ما هيه شعوره لذلك آثر ان ينتظر ريثما يتاكد اكثر و الى حين انتهاء دراستها حتى تكن فتاه شابه تستطيع ان تتخذ قرارها بنفسها 


فور ان علمت لوچين بامر زيجه عمر من نهى انهارت و بكت بحرقه و هرعت لمنزل عمتها حتى تتقصى الامر 

" قوليلى الحقيقه يا طنط...هو بيحبها و لا حيتجوزها عشان عمر " 


اجابتها هاله " يا بنتى انا معرفش حاجه و اتفاجئت زيكم بالظبط و انتى انسيه بقى... من و انتى صغيره و انا بقولك ان عمر شايفك اخته و عمره ما حيبصلك بالشكل ده " 


اجابتها وسط بكائها المرير " بس انا بحبه...بحبه اوى اوى يا طنط و مش قادره " 


بكت هاله على حالها و رددت فى نفسها " يا ريتك تختار واحده تناسبك و ترضى باللى فيك يا بنى و انت الكل بيحبك و يتمنى تراب رجليلك لكن انت عنيد " 


صعدت لاعلى لتجد خديجه تجلس بغرفه والدتها تنام على فخذيها كما لو كانت طفله رضيعه و تربت امها على شعرها بحنان و دموعها لا تنصاع لها و تنزل على وجنتيها لتبلل فخذى امها 


حزنت هاله على حالها و قررت ان تصارح خديجه بحقيقه زواجه من نهى فاقتربت منها لتعتدل خديجه فى جلستها باحترام و تنظر لها وسط بكائها فتهتف هاله " حقك عليا يا ديچا " 


لتتحدث حياه و لاول مره تتخذ موقفا تجاه ما يحدث و تردد بضيق " كفايه يا هاله لحد كده....انا مش حقبل ان بنتى تتاذى اكتر من كده، ده حتى حرام و الله اللى بيحصل ده،  فضلتى تخططى انهم يقربو من بعض و انا ساعدتك على ده و فى الاخر بنتى اللى وقعت فى الفخ ده لوحدها و هى اللى مكسوره دلوقتى لوحدها و انا من ناحيتى مش مغلطه عمر...هو كان صريح معانا من الاول و مغيرش كلامه بس انا بنتى بنى ادمه و ليها قلب فاعذرينى يا هاله، انا حاخد ولادى و ارجع المنصوره و كفايه اوى لحد كده " 


حاولت هاله التحدث فهتفت خديجه تقاطعها " بصى يا طنط....انا مش زعلانه صدقينى، انا بس...." 

تصمت فيختنق صوتها بالبكاء و تحاول استجماع انفاسها الهاربه و تردد بحزن " هو حر يعمل اللى هو عاوزه بس من غير ما يفضل حاكم عليا انى افضل هنا....الرحمه حلوه برده " 


حركت هاله راسها بخزى و حزن و حاولت اثنائهما عن قرارهما و لكن يبدو انهما لن تنصاعا ابدا لها فحاولت شرح الامر بهدوء فاردفت " خديجه يا بنتى....عمر بيحبك و الله، و جوازته دى عشان عمر الصغير بس و الله حتى هو اتفق معاها ان الجواز على الورق " 


ضحكت ضحكه عاليه و اخذت تضحك و تضحك بسخريه حتى تضايقت هاله من رده فعلها فنظرت لها بوجل لتهتف خديجه وسط ضحكاتها " عارفه انا الاتفاق ده...حضرته قبل كده بس كنت انا الطرف التانى فيه وقتها " 


يأست هاله من التحدث بعقلانيه فصممت على ان تتحدث معها بانفتاح عن حالته الصحيه و كل ما تعلمه من صغيره لكبيره فى حياته علها تفهم و ترتضى ان تكمل حياتها معه و فور ان بدءت بالحديث " بصى يا ديچا عمر بعد اللى حصله فى معسكرات التعذيب يا بنتى......" 


قاطعها دخول ليان المفاجئ لتهتف بمرحها المعتاد و هى تغمز بعينها لخديجه و تردد " ديچا.....تعالى عيزاكى " 


تضايقت هاله من اصرارها على اخذها معها للخارج و دخولها بهذا الشكل الفظ فهدرت بها " انتى يا بت ايه قله الذوق دى...انتى مش شيفانى قاعده بتكلم " 

ليان بحرج " سورى يا مامى بس...."


وقفت خديجه و اتجهت ناحيه ليان و استاذنت بادب " معلش يا طنط حروح اشوفها عايزه ايه و ارجع نكمل كلامنا " 


خرجت معها لتنظر لها بحيره و فضول فتردد ليان بمرح " امير تحت و عايزك يا جميل و جايب معاه هديه كبيره اوى و شكلها تحفه " 


نزلت خديجه لتتفاجئ بامير يحضر معه علبه هدايا كبيره الحجم فتنظر له ببسمه و تردد بخجل " ايه مناسبتها الهديه دى؟" 


اجابها و سهام الحب تنطلق من عينه " شوفتها و عجبتنى و حسيت انها حتعجبك " 


فتحت العلبه لتجد فستان سهره مناسب للمحجبات من اللون الاخضر ذو اكمام مطعمه بالفصوص البراقه و يضيق قليلا عند الخصر ليعود و ينزل بطريقه ساحره على الجسد 


تعجبت ليان هل وصلت بهما العلاقه لهذا الحد؟هل اخطات هى و اسيل فى التقدير فدائما ما ظنا انه يوجد ما يربط خديجه باخيهم الاكبر عمر حتى اثناء نعتها له بلقب الاحترام كانتا تشعر بشرارات الحب فى صوتها و فى نظراته و لكنه ها هو سيتزوج باخرى و ها هى خديجه ترتبط بامير بروابط رومانسيه 


شعرت خديجه بالخجل من هديته و جرأته فى اظهار عواطفه ناحيتها و لكنها لن توقفه و ستكمل معه الامر علها تنسى ما تشعر به تجاه عمر و لكن احساسها بالذنب و الخداع يقتلها فهى لن تقبل ان تقوم بخداعه لذا ستتحين الفرصه المناسبه لاخباره الحقيقه كامله 


★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★ 

فى ڤيلا الباشا 


تحديدا اليوم المقرر لعقد قران عمر على نهى و الذى اصر ان يكون بمنزل ابيه و حضور الاقارب و الاصدقاء فى حفل عائلى تميز بالبساطه 


ارتدت خديجه الفستان الذى اشتراه لها امير فظهرت غايه فى الروعه و الجمال فشهقت والدتها بدهشه و ورددت بمدح " زى القمر و يمكن احلى كمان....خليه يموت بغيظه الطوبه ده، ربنا يجعله يوم اسو....." 


و قبل ان تكمل الكلمه وضعت خديجه يدها على فم والدتها تمنعها من الدعاء عليه او تمنى الشر له فرددت " ربنا يتممله بخير يا ماما...خلى لسانك حلو دايما و ربنا يسعده و يبعده عنى و انا مش عايزه اكتر من كده " 


ربتت حياه بحنان على ظهرها و رددت بتشفى "ادخلى كملى زواء ( بمعنى تجميل) خليه يشوف جمالك اللى مش على حد عشان يعرف ان اللى اختارها دى متجيش حاجه فيكى " 


تقوس خديجه فمها بضيق و تهز راسها باعتراض على ما تقوله والدتها و تذهب لتكمل زينتها و تعطرها 

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 


جلس الجميع ببهو الڤيلا الواسع فى انتظار مجئ المأذون ليكتب الكتاب و كان الصغير عمر يجلس على قدم عمر الباشا و الاخير لا ينفك ان يقبله و يداعبه غير عابئ بنهى الجالسه الى جواره ترتدى فستان رقيق من اللون الابيض المائل الى الكريمى او ما يعرف ب ( اوف وايت) 


نزلت خديجه بطلتها الرائعه و جمالها الاخاذ و عطرها الذى انتشر لدرجه ان زكم انف القريبين منها من قوته فنظر لها امير و تنفس بعمق و اقترب منها و هو مبتسم و ردد " ايه الجمال ده؟ ده انتى مش بس غطيتى على العروسه ده انت غطيتى على كل الموجودين" 


ابتسمت له برقه مما جعلت النيران تضرب بصدر عمر الجالس على جمرات من نار يتابع ما يحدث فى صمت حتى عدى نظر لهما بضيق و حدث نفسه "شكلك اتاخرت اوى انك تقولها مشاعرك و غيرك سبق" 


لينطفئ وهج وجهه و يشعر بالحزن الشديد و لكنه يمنى نفسه بوجودها معه بنفس المنزل و رؤيته لها كل يوم 


استرسل المأذون بمقدمته عن الزواج و الموده و الرحمه و خطب بهم عن اصول الزواج و المعاشره الطيبيه و كانت والده رفيقه تجلس يرتسم على وجهها السخريه و كانها تود اخبار الجميع انه لا يوجد شئ مما قاله ذلك الكهل حقيقى و يمثل تلك الزيجه التى اصر عمر ان يؤكد لهما انها مجرده من المشاعر و لن تتعدى حبر على ورق 


فور ان قاما بالتوقيع على وثيقه الزواج اقترب عمر من نهى و قبلها من جبينها و ربت على ظهرها فاستعادت خديجه ذكرى كتب كتابهما و جمود تعابيره اثناءها ليؤكد للجميع وقتها ان زيجته ليست سوى اتفاق فرددت فى نفسها " هو ده الفرق بينى و بينها...هى حقيقه و انا حبر على ورق " 


تشعر بضيق يعتمر صدرها فتتجه لاعلى و تدلف غرفتها و تجلس لتبكى حالها فهى كلما اتخذت قرارها بنسيانه تجد نفسها بالنهايه تتالم بشده 


ظلت الاجواء مليئه بالفرحه المصطنعه فالجميع يتصنع البسمه فعمر غير راضٍ عن تلك الزيجه و لكنه مضطر عليها من اجل صغيره و اما هاله فكانت تشعر بالحزن على حاله ابنها البكر الذى اختار لنفسه دربا موحشا ليجلس بمفرده فى العتمه بعيدا عن احبائه ليختار لنفسه زوجتين واحده يعشقها و يفعل معها المستحيل لتكرهه و الاخرى لا يشعر تجاهها باى مشاعر ليضطر ان يرسم الفرحه حتى يكتمل شقاءه، و اما عن اخوته فظل عدى يفكر بها وحدها و بخسارتها لصالح امير او كما ظن و خصوصا بعد ان علم من ليان ان ذلك الفستان قد اشتراه لها امير ليشعر بتقاربهما الشديد و ببعده عنها فهو حتى لم يتذكر ان يشترى لها اى هديه او ان يسالها ان ما احتاجت لشيئ 


اما عن ليان و اسيل فهما كانتا تتمنيان ان يتزوج عمر بخديجه و لكن الامر لم يفلح لتشعرا بالضيق و انتهاءا بلوچين التى نبت فى قلبها بذره شر و غضب لربما ستنمو مع الايام لتحرق كل من يعترض طريق وصولها لمبتغاها 

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠ 


جلست خديجه بغرفتها لتتفاجئ بطرقات خفيفه على بابها فتظن انها والدتها لتفتح دون ان تعدل من وضعها و تمسح عبراتها فتتفاجئ بامير الذى اندهش من حالها فردد بقلق و حيره " ديچا....مالك بتعيطى ليه؟" 


حاولت ان تختلق اى كذبه و لكنها لم تستطع فقد وعدت نفسها باخباره الحقيقه كامله فنظرت له بحزن و اردفت بهدوء " خدنى اى مكان بعيد عن هنا يا امير...انا مخنوقه اوى و محتاجه اخرج من الجو ده" 


ابتسم على الفور و بلهفه واضحه اردف " عز الطلب..يلا بينا " 


خرجت معه لتركب سيارته و تتجه خارج اسوار الڤيلا فنظر لها بتسليه و ردد بمرح " عمرك اكلتى طبق سمين و لا حلويات مدبح قبل كده؟" 


ابتسمت بجانب فمها فهى فهمت على الفور محاولته ان يضحكها فرددت بتاكيد " مش بس اكلت...ده انا محترفه فى عمايلهم كمان، بفكر افتح مسمط و الله حكسب دهب " 


ضحكا الاثنان على مزحتها و ردد امير " طيب ايه رايك اخدك مسمط بس ايه عجب العجاب...حيعجبك اوى " 


اومأت بالموافقه و بالفعل اتجها بسيارته للمكان المنشود و هناك جلسا الاثنان على طاوله الطعام و طلب امير كل المأكولات الموجوده على القائمه لتنظر له بخضه واضحه و تردد بتعجب " ايه يا امير....هو احنا وحوش؟ ايه كل الاكل ده؟" 


ابتسم لها و ردد " عايزك تقوليلى رايك فى كل الاصناف و بالمره تاخدى خبره عشان المسمط بتاعك" 


ضحكه رنانه خرجت من فمها عفويا لينظر امير حوله بعد ان انتبه لضحكتها الجالسين بالمطعم من حولهما فردد بتحذير " ديچا...احنا هنا فى منطقه شعبيه، واحده واحده بدل ما يقفشو علينا " 


عادت البسمه لشفتيها و عاد هو ليضحك معها و يضحكها ليمر بعض الوقت حتى اتى الطعام و بدءا فى تناوله و ساد الصمت قليلا حتى قطعه امير بسؤاله المفاجئ " كنتى بتعيطى ليه؟ لان انا مش متخيل ان يكون احساس لوچين حقيقى و انك تكونى....." 


صمت لتفهم هى تلميحه فتنظر له فى وجل و تردد بحزن "للاسف " 

اردف امير بحيره " للاسف....للاسف ايه بالظبط؟ بتحبيه؟ بتحبى عمر يا خديجه؟"


دمعت عيناها فنظر لها بحزن و ردد بانكسار " ليه؟ واحد زى ده ايه اللى بيعجبكم فيه انا نفسى افهم.... بنى ادم معندوش احساس و لا بيقدر حد و لا بيعرف يحب من اصله، ايه اللى يعلقك بيه و فى غيره يتمنى بس التراب اللى بتمشى عليه " 


بللت شفتاها بلسانها لتزيل احساسها بجفاف حلقها و رددت بتخوف" انا ليا ظروفى هى اللى خلتنى....." 

قاطعها بحده طفيفه " مفيش اى ظروف ممكن تخلى واحده تحب واحد..." 

قاطعته " اسمعنى بس و انت لما تعرف الحقيقه حتعذرنى " 


نظر لها بفضول فقصت عليه منذ لقائهما الاول مرورا بزيجتهما المزعومه و تخبط مشاعره معها و تقربه منها تاره و بعده تاره اخرى و لكنها استحت ان تقص عليه فترات التقارب الجسدى بينهما 


نظر لها بحزن و الم و ردد " يعنى انتى مرات عمر؟" 

خديجه بخجل " على الورق...اه " 


تخبطت افكاره و هتف بغضب " ازاى؟ ده انتى مش بتقوليله غير يا ابيه " 

خديجه " ده كان بناء على طلبه عشان ياكد لى اننا عمرنا ما حيكون فى بينا حاجه " 

ردد بحده " و مع ذلك حبتيه " 


" ما هو مش بايدى و الله... و كمان ساعات كتير كنت بحس من تصرفاته انه...." 


ترددت و نظرت له بخجل و اردفت " لوچين كانت واخده بالها من مشاعره دى بس هو كل فتره بيرجع تانى و يحسسنى انه عمره ما فكر فيا، انا بجد كنت محتاره بس خلاص انا اخدت قرارى و لازم انساه بس مش حعرف اعمل ده طول ما انا عايشه معاهم و هو الوصى عليا و انا المفروض على ذمته " 


اردف بتخوف " يعنى انتى عايزه ترجعى المنصوره؟" 

خديجه " مبقاش ينفع الا بعد ما اخلص الدراسه مش حفضل اتنقل من هنا لهنا " 

شعر بالم يضرب قلبه فردد " بس انا مقدرش ابعد عنك....انا بحبك يا ديچا " 


اطرقت راسها باسف فوضع يده على كفها المسند على الطاوله فسحبتها سريعا و رددت بانكسار "مقدرش...مقدرش اوافق على كده و اذا كان عمر ماحترمش صفتى و راح اتجوز فانا طول ما اسمى مربوط باسمه مستحيل اوافق على كده " 


حاول ان يحدثها بهدوء علها تفهم " انا مش طالب منك تبادلينى مشاعرى و لا بلزمك بحاجه و حستنى بعد ما موضوعك يخلص مع عمر بس على الاقل ادينى امل بان ممكن يكون فى حاجه بينا بعدين " 


قوست فمها بضيق و رددت " مقدرش اوعدك بحاجه انا نفسى مش عارفه حقدر عليها و لا لأ....خلينا اصحاب و معارف و قرايب و لما يبقى موضوعى يخلص نبقى نشوف " 


ردد بتساؤل " هو اعلام الوصايه امتى؟" 

رددت " قصدك رفع الوصايه؟ بعد ما اتم 21 سنه يعنى فاضل شهرين و شويه " 

اومئ راسه و ردد " هانت " 

※※※※※※※※ 

فى ڤيلا الباشا 


انتهى الاحتفال و وقف عمر ليغادر مع زوجته و والدة رفيقه لمنزلهما فاتجه ناحيه سيارته و ركبوا ما عدا هو الذى اخذ ينظر حوله فلم يجد خديجه التى غابت عن عيونه من لحظه كتب الكتاب فتاكد بانها تنطوى على نفسها بغرفتها فنظر لنهى و اردف " استنونى طالع فوق شويه و راجع " 


رددت الحاجه عنايات " نسيت حاجه و لا ايه؟" 

اجابها بحده " لا...طالع اطمن على مراتى "


نظرت له بتبرم فاشاح وجهه بضيق و دلف للڤيلا مره اخرى فعادت هاله لاحتضانه و التربيت عليه و رددت باسى " مش عارفه ازاى مش حشوفك كل يوم على الفطار زى ما اتعودنا " 


ابتسم لها و ردد " حبيبتى يا امى...كل كام يوم اكيد حاجى و افطر معاكى يا ست الكل " 

ردد عدى بمزاح و غيره " انا موجود يا ماما و لا انا مليش لازمه؟" 


نظرت له بضيق و رددت " يوم ما تتجوز و تمشى حزغرط من قلبى عشان حكون فرحانه انك مشيت من البيت " 


ضحك الجميع و نظر لها عدى بسخريه و ردد بمزاح "ماشى يا مرات ابويا " 

اقتربت سميره منه و رددت " حتوحشنا يا عمر " 

اجابها " و انتى اكتر يا عمتى...خلى بالك من نفسك و بطلى تناقرى فى طنط حياه " 


امتعض وجهها فاشاح بنظره عنها و حدث اختيه متسائلا " هى خديجه فين؟" 

ليان " طلعت اوضتها من بدرى " 


صعد الدرج بلهفه كل درجتين معا حتى وصل غرفتها و طرق الباب اكثر من مره دون اجابه منها ففتح اخيرا ليجد الغرفه فارغه فصاح عاليا ينادى اختيه "اسيل....ليان " 

صعدتا له فردد بفضول " هى فين؟" 


ليان " معرفش يا ابيه " 

نظر فى عين اخته الصغرى تلك التى تعلم كل الاخبار فهتف متسائلا " فين يا رويتر؟" 


ابتلعت اسيل لعابها بوجل و رددت برهبه " بص...هى غالبا مع امير، بس فين و الله ما اعرف " 


احتقنت الدماء بعروقه و اخذ هاتفه و اتصل بها على الفور فسمع رنين هاتفها بالغرفه فزفر بضيق و انهى المكالمه ليعيد الاتصال و لكن تلك المره على هاتف امير 

٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠

فى تلك اللحظه نظر امير الى شاشه هاتفه فوجد رقم عمر يتصل به فنظر لخديجه بقلق و ردد " ده عمر " 


خديجه بثقه " رد عليه....انا مبقاش يهمنى خلاص " 

اجاب امير فسمع صوته الهادر " انت فين؟" 

امير بهدوء " فى المطعم باكل " 

عمر بصياح" وخديجه معاك؟" 

" ايوه " 


على صدره صعودا و هبوطا اثر تنفسه القوى و هو يحاول كبح غضبه فردد بحده " قوم حالا انت و هى و تعالو على هنا فى ظرف خمس دقايق تكونو قدامى " 


اجابه امير ببرود " بس احنا فى التحرير يعنى قدامنا مش اقل من ساعه لحد ما نوصل " 

ضغط باسنانه على شفته السفلى بغيظ و غضب و ردد بقسوه " قوم انت و هى فورا و تعالى هنا بدل ما انا اللى حاجيلكم و ساعتها متلوموش الا نفسكم " 


سحبت من يده الهاتف و رددت بفتور " فى ايه يا ابيه مالك؟ فيها ايه لما اخرج اشم هوا شويه و اغير جو؟حرام و لا عيب؟" 


ضغط على اسنانه من لا مبالاتها و ردد بصراخ سمعه كل الحضور " خديجه.....قومى فورا بدل ما تخلينى اوريكى وشى التانى و اللى لحد دلوقتى ماسك نفسى علي انى اوريهولك " 


ابتسمت بسخريه و رددت بصوت تهكمى " ليه؟...هو انت لسه عندك اوحش من كده؟تصدق دايما بتفاجئنى " 


نظر امامه فوجد جمع العائله يقف يستمع له فكبت حنقه و ردد بهدوء مصطنع " قومى يا خديجه تعالى فورا الساعه بقت 11 و ميصحش ابدا تبقى بره البيت للوقت ده و مع واحد غريب " 


اجابت ببرود قاصده التلاعب معه " امير مش غريب يا ابيه " 

قوس فمه و انتفخت انفه و لمعت عينه ببريق الغضب و ردد من بين اسنانه " انا مش حكرر كلامى تانى....ساعه بالظبط و تكونى قدامى " 

" ليه..مش مروح مع عروستك؟....." 


لم تكمل جملتها فقد اغلق المكالمه معها فتركت الهاتف من يدها و بكت حتى تورمت عيناها من البكاء و شعر امير بالمها فردد بهدوء " قومى.....بلاش تعملى معاه مشاكل لحد ما الشهرين دول يعدو و انا حسويهولك على الجنبين " 


نظرت له بعدم فهم لما يرمى اليه و رددت بفضول "حتعمل ايه معاه؟ " 

ابتسم امير و ردد بثقه" حخليه يولع و يحس بكل الوجع اللى وجعهولك " 

نظر لها بمرح و وردد " حعرفه بمشاعرى و يمكن كمان اطلب ايدك منه " 

" بس......" 


قاطعها امير " من غير بس...انتى مش عايزه تاخدى بتارك منه؟ حتى لو زى ما قلتى مش حتقدرى الا بعد رفع الوصايه بس برده مفيهاش حاجه لما نضايقه شويه و نطلع عليه اللى عمله معاكى " 


ابتسمت برضاء و اومأت بالموافقه فدفع امير حساب الطعام و اتجها راسا لفيلا الباشا 

★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★ 


ظل يطرق الارض ذهابا و ايابا و هو يشعل سيجارته باخرى بعد ان عادت نهى و الحاجه عنايات للجلوس داخل الڤيلا فى انتظار عوده خديجه 

ظلت نهى تفرك يدها من الغيظ و الغضب فهى شعرت بان فعله خديجه مقصوده حتى تكدر صفوها ليله عرسها فبدءت تشعر ناحيتها بالكره و كأن زيجتها حقيقه 


رددت عنايات بتهكم واضح " هو احنا حنفضل قاعدين كده كتير يا بنى؟....عمر يا حبيبى نام على نفسه " 


نظر لها بطرف عينه و ردد " شويه بس يا حاجه....الصبر حلو " 

اقتربت هاله منه و همست له بحنان و استعطاف "عشان خاطرى متعملش معاها حاجه....هى معزوره برده، و حط نفسك مكانها يا عمر " 


نظر لها بالم و ردد هامسا " ما انا مكانها اهو يا امى....انا قاعد مستنيها ترجع من خروجتها مع راجل تانى....ايه رايك فى ابنك؟" 


هزت راسها باعتراض و رددت " كنت عايزها تعمل ايه و انت اصريت ان كتب الكتاب يكون هنا؟ قلتلك نعمله فى الفندق موافقتش و برده حرام نخليها تحضر جوازك " 


" كنت فاكر انى لما اعمل كده حكون بساعدها انها تكرهنى و تنسانى بس متخيلتش ابدا ان النار دى حتحرقنى بالشكل ده " 


ربتت على كتفه بود فنظر لهما عدى بجانب عينه و اردف بسخريه " ما كفايه وشوشه بقى يا جماعه انتو معاكو سناجل " 


ابتسمت هاله و رددت بمرح " اتلم يا ولد " 

حاول عدى تخفيف الاجواء المشحونه فهو يعلم اخاه و عصبيته و كيف يمكن ان يتعامل معها فور عودتها و هذا ما لا يريده لها حتى و ان اختارت امير و ضاعت من يده فردد بمرح 

" تحب اجى انا يا عمر اقولك بيحصل ايه فى ليله الدخله و لا حتفضل تاخد نصايحك من ماما؟" 


ادار وجهه باستنكار و ردد بحده طفيفه " لا يا دنچوان....انا عارف يا اخويا اللى بيحصل و متشكر على المساعده " 


مرت الساعه و دلفت خديجه و امير الى جوارها فنظر لها عمر و احتدت نظراته لهما و اردف بشرر مخيف " حمد الله على السلامه.... يا ترى السهره كانت حلوه؟ " 


نظرت بامتعاض من اسلوبه التهكمى فاوقفها صوت امير عن الدخول معه فى مهاترات فاردف بجديه "اه جدا... بصراحه كانت عيزاك كنت حتتبسط اوى انت و عروستك بس ملحوقه و المره الجايه تيجو معانا" 


ارتفع حاجبه بتعجب و دهشه من ثقته بنفسه فاقترب منه و علامات الغضب ترتسم على وجهه فتخوفت خديجه من رده فعله لتقترب هى بدورها منهما 


نظر لها عمر ببسمه ساخطه من رده فعلها و خوفها الظاهر على امير فاردف بحده " اسمعنى كويس عشان مش حكرر كلامى مرتين..... دى اخر مره تخرج معاها او حتى تكلمها او تقابلها،  يعنى من الاخر كده تنسى انك تعرف واحده اسمها خديجه " 


وقف امامه صامدا يرسم القوه و لكنه من الداخل كان يرتعد خوفا منه و لكنه سيحارب من اجل حبيبته علها تراه فارسها المغوار الذى تستطيع الاحتماء به و الاعتماد عليه فاردف بقوه مصطنعه "و الكلام ده ايه سببه بقى ان شاء الله؟" 


ردد عمر بغرور " مزاجى كده و اللى اقوله يتنفذ من غير نقاش " 

" اسف.....مش حنفذ " 


تحدث عمر بحده و هو ينظر له شزرا " نعم؟....هو ايه اللى مش حتنفذه، ده انا انسفك انت و اللى يعصانى يا بنى ادم انت" 


ردد امير بعجرفه " و انت بتتكلم كده بصفتك ايه؟ مش معنى انك الوصى عليها يبقى تتحكم فيها بالشكل ده " 


تدخل عدى عله يهدئ الاجواء فردد " براحه يا امير، انت مالك داخل هجم ليه كده؟ عمر بس خايف على خديجه..." 


قاطعه امير بغضب " خايف عليها من ايه و من مين؟ منى انا؟ محدش حيخاف عليها اكتر منى " 

تعجب عدى من حديثه فنظر له بعيون لامعه و اردف " نعم؟...ده الموضوع متطور بينكم بقى؟" 


اجابه بثقه " ايوه...احنا بنحب بعض " 

★★★★★☆☆☆☆☆☆★★

الفصل العشرون 🌹🌹 

فى منزل نهى


جلست متوتره و هى تنتظر عمر الذى حمل الصغير ليضعه بفراشه و هو يهدهده و لكنه تاخر كثيرا فى المجئ فبدلت ثيابها بملابس بيتيه مثيره و تعطرت و وضعت مئزرها و خرجت لتجده يجلس بالصاله يشعل سيجارته و يدخنها بغضب و يزفر دخانها بقسوه 


جلست الى جواره بهدوء و وضعت يدها على كتفه لتشعره بوجودها و تفيقه من شروده فنظر لها بعيون منكسره و حزينه فرددت هى بصوت رقيق " مش حتنام؟" 


انتفض مبتعدا عن لمساتها و ردد " هاتيلى مخده بس و انا حنام هنا " 


نهى "لو عمر صحى و شافك نايم هنا حيفكر ازاى؟" 

اجابها عمر بحده و ضيق" طيب حنام فين؟" 

" جوه فى الاوضه " 


لمعت عيناه ببريق غاضب و ردد بقسوه "مستحيل.....مستحيل انام فى اوضه احمد و على سريره، انتى اتجننتى و لا ايه؟" 

اجابته بحزن و خفوت " عندك حل تانى؟" 


تنهد بعمق و حرك راسه بالنفى و بالنهايه ليجيب "بس مش حنام على سريره " 


اومأت بالموافقه فتحركت امامه لداخل حجره النوم و هناك افترش الارضيه و وضع وسادته و نام و عيونه مرتكزه على السقف 


خلعت مئزرها و تمخترت امامه بدلال فلاحظ ما ترتديه فجلس منتبها لحركاتها مستنكرا فهدر بها بشده" انتى ايه اللى لبساه ده؟اظن انى فهمتك ان....." 


قاطعته بعد ان شعرت بالحرج " انا مقصدش حاجه، بس انا متعوده انام كده " 


ابتسم بسخريه و انتقاد لافعالها فوضع راسه على الوساده و حاول النوم و لكن هاجمته اخر لحظاته قبل ان يترك منزل عائلته وقت شجاره مع امير و خديجه 

*************************** فلاش باك


امير " ايوه احنا بنحب بعض " 


توهجت عيناه بشرر و غضب لم يتخيله بشر و اقترب من امير و امسكه من تلابيبه و ردد بحده "نعم يا اخويا.....انت جايب الجرأه دى منين؟" 


ردد امير بثقه زائده "ايه مشكلتك مش فاهم؟ انا و هى متفقين على كل حاجه و اكيد انت مش حتقف فى طريق سعادتها" 


ابتلع لعابه بغصه و نظر حوله ليجد الجميع منتبه لما يحدث فاعاد بصره لخديجه الواقفه شبه ملتصقه بامير و امسكها من ذراعها و توجه بها ناحيه حجره المكتب فحاول امير ايقافه او اتباعهما و لكن اوقفه عدى بهدوء و ردد

" سيبه يتكلم معاها يا امير بلاش تعاند و هو اكيد لو لقاها موافقه عليك حيخلص الموضوع على كده" 


دلفا الى حجره المكتب فدفعها لتستند الى الحائط و ضرب الحائط بجوارها بقبضه يده بقسوه و اقترب منها و استند على الحائط بيديه فحاصرها و نظر لها بغضب و ردد 

" انتى فاكره نفسك انك كده بتضايقينى و تردى على جوازى بعمايلك دى؟" 


اجابته بهدوء وثير " ابدا...و لا فى دماغى اللى انت بتقوله ده، و انا قلتلك من الاول ان فى اعجاب متبادل بينا فمش فاهمه ايه مشكلتك؟" 


اجابها بضيق " و انا قلت لا تكلميه و لا تقربى منه طول ما انتى على ذمتى يا استاذه " 


ابتسمت بسخريه و رددت بتحفيز " عموما هانت...كلها شهرين، و كل الحكايه اننا بنحاول نعرف طباع بعض مش اكتر بدل ما اتفاجئ بشخصيه غريبه مليانه تناقضات يتعبنى معاه " 


فهم على الفور التلميح على تخبطه معها فحاول ان يظهر قوه مصطنعه و ردد " بس برده مش دلوقتى لانك بمزاجك او غصب عنك لازم تحترمى صفتى بالنسبه لك " 


اجابت بسخريه " اه قاصدك انك جوزى مش كده؟ على العموم الاكيد انى مش حنام فى حضنه اخر الليل زى ما انت رايح تعمل دلوقتى و الاكيد برده انى احترمت صفتك بالنسبه لى اكتر بكتير اوى من احترامك ليا و لصفتى من تصرفاتك الغلط بدايه من الستات اللى شفتهم بعينى فى سريرك و اخيرا طبعا مفاجأه جوازك " 


شعر بالضعف من حديثها هو يعلم تمام العلم انها لا يمكن ان تشعر تجاه امير باى مشاعر و هى تعشقه هو و تحبه هو و كل الامر تحاول اغاظته و لكنها قد نجحت بالفعل باثاره حنقه و غضبه و لكن لن يمهلها فرصه الاستمتاع بالانتصار عليه فاقترب منها و هو ترتسم على وجهه ابتسامه سخريه و ردد بفضول 

" و يا ترى لما امير يعرف اننا متجوزين حيكون ايه رد فعله؟" 


و كانها كانت متاكده انه سيستخدم تلك الورقه ليرجعها عن تصرفها فابتسمت بخبث و اجابته بثقه "امير عارف كل حاجه"


كيف يمكن لها ان تخبره بما عجز هو عن اخبار اخواته و اقرب الاقربون له، هل حقا اخبرته بامر زيجتها منه، الهذا الحد قد توطدت علاقتهما، هل نجح بالاخير فى جعلها تكرهه و تبحث لنفسها عن ملاذ اخر ترتمى فى احضانه 


نظر لها بغضب و اردف " طيب كويس اوى انه عرف بس برده توقفى الموضوع ده لحد ما....." 

صمت فاكملت هى " لحد ما تترفع الوصايه و يحصل الطلاق" 


اتجه لمقبض الباب و فتحه و اشرأب براسه قليلا للخارج و صاح عاليا ينادى امير فاتجه الاخير لداخل غرفه المكتب و اغلق ورائه الباب


اخذ عمر يطرق الارض مجيئا و ايابا و هو يضع يديه خلف ظهره فتوقف للحظه و نظر لامير و حدثه بصيغه آمره " اقعد " 


جلس امير واضعا قدم فوق الاخرى فاقترب منه امير و ضرب قدمه الموضوعه فوق الاخرى بحذاءه و ردد بغرور " متنساش نفسك.....محدش يقعد قدام عمر الباشا و يحط رجل على رجل...فاهم؟" 


انزل امير قدمه و استند بمفرقيه عليها و نظر لعمر بتفحص لملامحه الغاضبه فايقن على الفور كل ما قصته عليه خديجه


وجد امير بالفعل تخبط فى مشاعر عمر و كانه لا يعلم ماذا يريد و لكنه لن يعطيه فرصه الفوز بها فهو تزوج و انتهى الامر فردد امير بهدوء " خير يا عمر؟" 


نظر له عمر بجانب عينه و رمقه بنظره اذدراء فردد بحده " لما انت عارف ان خديجه مراتى ليه بتتخطى حدودك بالشكل ده؟" 


اجابه بهدوء وثير " اولا خديجه مش مراتك، هى على ذمتك لكن على الورق و ثانيا انا معملتش حاجه غلط و مستنى لما الموضوع يخلص و الا كنت لقيتنى جيت اتقدمت و طلبت ايديها منك من زمان لكن انا محترم الاتفاق اللى بينك و بين ابوها الله يرحمه و مستنى و ربنا يصبرنى بقى " 


سحب عمر نفسا عميقا ليهدئ نفسه من بذره الغضب التى نبتت فى داخله و هتف بتاكيد " كل حاجه بينكم حتقف فورا لحد ما يحصل الطلاق و مش حكرر كلامى تانى، يعنى لا مقابلات و لا تليفونات و لا تيجى هنا و تقعدو مع بعض.....مفهوم؟" 


تقبلا ما قاله بصدر رحب و رددا معا " مفهوم " 

★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★ 

فى منزل نهى 


فاق عمر من شروده و تحديقه بالسقف على صوت طرقات خفيفه على باب الحجره فوجده الصغير عمر فانتفضا الاثنان يلملما تلك الاشياء المفترشه الارضيه و اتجه عمر ليفتح له الباب فردد الصغير بمرح طفولى 

" بابى حبيبى....ممكن انام جنبكم" 


امتعض وجه عمر بالضيق و حاول ان يثنيه عن طلبه فاجابه " انت كبير يا بطل، ازاى عايز تنام جنبنا؟، ايه رايك اجى انا انام جنبك فى سريرك؟" 

" بس انا سريرى صغير " 


هتف عمر بتاكيد " بس حيقضينا احنا الاتنين " 

قفز الطفل بفرحه و موافقه على اقتراح عمر و ردد بسعاده "موافق يا بابى و يا ريت تنام جنبى كل يوم" 


انحنى عمر ليصل لمستوى طوله و ردد بهدوء " كل ما حكون بايت هنا حنام معاك يا عمر بس انت لازم تفهم ان انا مش حنام كل يوم هنا و لازم اروح عشان تيته هاله بتوحشنى و لازم اشوفها " 


اجابه الطفل بعفويه "و ابله خديجه كمان حتوحشك مش كده يا بابى؟ " 

ابتسم له فى وجل و ردد " كده يا روح بابى " 


تضايقت نهى و حاولت استثارته فهتفت بخبث " انا مفهمتش اللى حصل منها ازاى مراتك و ازاى بتخرج مع راجل تانى؟ تصرفها غريب اوى يا عمر " 


نظر لها بشرر و حاول ان يكبت غضبه الذى و ان خرج سيحرق الارض و ما عليها فردد بتحذير و ترهيب " نهى...اسمعى كويس لانى مش حعيد كلامى تانى، لا ليكى دخل بخديجه و لا باى حاجه تخصها و لا تتكلمى معاها و لا عنها حتى لو بينك و بين نفسك....فاهمه؟" 


اومأت براسها موافقه على كلامه بعد ان توجست خوفا من رده فعله العنيفه و لكنها آثرت فى نفسها ان تتقصى الموضوع حتى تعلم ماهيته 

&&&&&&&&&&&&&&&& 


بعد مرور شهرين و كان عمر يتواجد بصفه كبيره بمنزل رفيقه يبيت كل ليله باحضان صغيره و لكنه فى بعض الاحيان ياخذه معه و يذهب ليبيت فى منزل العائله 


بالرغم من الالم النفسى الذى اصاب خديجه على اثر زيجته الا انها حاولت تعويض نفسها بالاستذكار و العمل الذى ياخذ معظم وقتها 


كانت خديجه تتعامل مع الصغير عمر بود و حب و كان عمر يراها و هى تتعامل مع الصغير بتلك الطريقه فتاكد انها قد اخرجته من قلبها و عقلها


اتى يوم الدعوه المخصصه لرفع الوصايه عليها و هناك فى المحكمه و بعد خروجهما و اتمام المحامى للاوراق المطلوبه يتقابلا مع اعمامها جلال و صفوت 


وقف عمر ينظر لهما باذدراء فاقترب جلال بثقه و وقف قبالته و نظر له بعينه و ردد " اللعبه اتكشفت يا عمر، و احنا استنينا لما الوصايه تترفع عشان نعرف نتكلم معاك " 


اجابه عمر بحنق " تتفاهمو معايا فى ايه؟ و لعبه ايه اللى بتتكلم عليها؟ انت ملكش حق تتكلم فى اى حاجه خالص مهما كانت " 


حاول صفوت اثناء اخيه عن استثاره غضبه فردد بهدوء " يا عمر احنا عرفنا انك اتجوزت و اظن الحكايه واضحه زى عين الشمس لا انت تممت جوازك على بنت اخونا و فى نفس الوقت روحت تتجوز عليها يبقى ايه تفسيرك غير انه مش جواز و انه اتفاق بينك و بين عبد الرحمن الله يرحمه " 


ردد عمر بثقه " و افرض " 


نظرت له خديجه بحزن من كلمته العفويه و شعرت بالالام قاصمه و قاصيه فتتدخل جلال بالحديث ليهتف " ابنى احق بيها طول عمره بيحبها و....."


قاطعه عمر بشراسه " ابنك الديوث اللى اتهجم على عرض و شرف عيله الباشا؟ ابنك ده مش راجل اصلا عشان تقولى ابنى احق بيها، ثم انا بقول افرض مش باكد ان كلامكم صح...خديجه مراتى و حتفضل مراتى و انا مستنى تخلص السنه اللى فاضله لها فى الجامعه و حنعمل فرح و دخله محصلتش قبل كده و اكيد حعزمكم بس من غير ابنك " 


ردد جلال بضيق و حده " و جوازتك التانيه؟" 

ابتسم عمر بقوه و ردد " مع انى مش مضطر ابدا انى اوضح و انه ميخصش حد بس انا حر و الشرع محلل اربعه " 


حاولت خديجه اخفاء ضيقها من حديثه و من لمساته لها التى يؤكد بها لاعمامها انها لا تزال زوجته فظل جسدها يرتعش و شعر هو بارتعاشها فحاول انهاء الحديث الغير شيق مع اعمامها و ردد بجمود " عن اذنكم عشان انا وعدت خديجه اننا نحتفل انها تمت 21 سنه " 


تحرك و هو يقودها و هى تحدث نفسها " ده عيد ميلادى عدى عليه اسبوع و حتى مقالش كل سنه و انتى طيبه " 


تنهدت بضيق بعد ان دلفت السياره بجواره فنظر لها بتساؤل " مالك؟" 


اجابت بحده " مش شايف ان مكانش فى داعى للى انت عملته ده؟ كنت قلت الحقيقه و اننا حنطلق و خلاص بما انهم عرفو يعنى بجوازتك التانيه " 


ردد بهدوء اثناء قيادته و هو ينظر للطريق متعمدا عدم النظر لها حتى لا ينكشف امره "فكرت اعمل كده...بس لقيت الشر خارج من عيون عمك جلال،فانا شايف ناجل موضوع الطلاق ده لحد ما اطمن انهم مش حيقدروا يعملولك حاجه"


حاولت اظهار لهفتها فرددت بتصنع" لا معلش مينفعش، امير كده ممكن يضايق و......" 


لم تكمل جملتها على اثر دعسه على المكابح بسرعه جعلت جسدها يرتمى للامام بقوه لتستند على مقدمه السياره و يرتد جسدها للخلف بقسوه ناهيك عن صوت المكابح التى افزعتها و عندما حاولت التحدث اوقفها صوته الغاضب و وجهه ذو التعابير المخيفه و ردد بحده و صرامه

" انا مش قلت موضوع الزفت ده يتقفل لحد ما...." 


قاطعته مؤكده " لحد الطلاق اللى انت لسه بتقولى نأجله شويه" 


اغلق عيناه فى محاوله لاستجماع قوته المصطنعه و التى تصبح هشه امامها فسحب نفسا عميقا و زفره بضيق و قسوه حتى انتفضت عروقه و عاد للقياده بتمهل و هو يضغط على عجله القياده بقوه و كانه يعتصرها 


وصلا لابواب الڤيلا فنزلت خديجه من السياره و صفعت بابها بقوه و دلفت للداخل و استقبلتها والدتها حياه بتساؤل و حيره " مالك يا بنتى؟حصل حاجه فى المحكمه؟ " 


حاولت اخفاء ضيقها و رددت " شفنا عمى جلال و عمى صفوت هناك و عرفو ان عمر اتجوز " 


اقترب عمر منهما و تدخل بالحديث و ردد بتهكم "بقول لبنتك نأجل الطلاق لحد ما اشوف حعمل معاهم ايه؟بس الهانم شكلها مستعجله اوى " 


نظرت له بجانب عينها و كتمت غيظها فردد هو بحده و هو مقرب وجهه منها ليقلص المسافه بينهما و همس بفحيح كالافعى " انا بس اللى اقول امتى الطلاق ده حيحصل مش انتى و الاراجوز اللى عاجبك فاهمه؟" 


ابتسمت بسخريه و هى تردد " طبعا يا ابيه....ما احنا كلنا هنا رهن اشارتك " 


كانت هاله تراقب ما يحدث و لكن دون ان تتدخل حتى غادرت خديجه و صعدت لاعلى و هى تضرب الارض بقدمها بغل و ضيق و صعدت حياه فى اثرها و هى تنظر لعمر بنظرات احتقاريه فاقتربت هاله منه و حدثته باستنكار 

" يا عمر كفايه....حرام عليك، انت عذبتها اوى، كفايه كده يا بنى و انا مش حسمح انك تعذبها اكتر من كده، يا تقول لها كل حاجه و تسيبها تختار، يا تسيبها تشوف حالها يا اما انا بقى اللى حتتدخل و ساعتها مش حتقدر توقفنى " 


اطرق راسه بخزى و حزن و هو يتذكر سفرته الاخيره لامريكا من شهر و نتائج فحوصاته و كلام طبيبه 

************************** فلاش بالك


عمر " ها يا دكتور...ايه الاخبار؟" 

دانيال بمرح " مش كنا شيلنا الالقاب بينا يا عمر و لا ايه؟" 


ابتسم عمر و حاول ان يبدو طبيعيا فردد الطبيب "بص، النتايج بصراحه مش زى ما كنت متوقعها بس متقلقش كله حيتحل " 

نظره حزن اتبعها استفسار " يعنى مفيش فايده؟"


دانيال " تسمحلى اسالك سؤال محرج؟" 

ابتسم عمر فيبدو انه فهم ما يريده الطبيب و ردد "اسال " 

دانيال بجراه " عملت اللى طلبته منك؟ يعنى كنت بتمارس حياتك الجنسيه زى ما قولتلك؟" 

" لا " 


تعجب دانيال من اجابته فنظر له بدهشه و ردد بفضول " و لا مره؟ انت كنت عندى من 7 شهور و عايز تقولى انك و لا مره.... " 

اجابه عمر مقاطعا بسخريه ضاحكا " تخيل...ولا مره مع انى متجوز اتنين " 


ردد دانيال بضيق " و عايز الحاله تتحسن ازاى مش فاهم انا، يا عمر لازم تنفذ اللى قلتلك عليه عشان الحاله تبقى احسن " 


اجابه بعيون دامعه " خايف...خايف بعد ما اربطها بيا افضل زى ما انا و احرمها من الامومه " 

ردد دانيال " و مراتك التانيه؟" 


اجاب بالم يعتصر قلبه " انا مش قادر المس واحده غيرها و جوازتى التانيه دى ليها ظروفها و مستحيل المسها دى كانت مرات اعز صديق عندى " 


هتف دانيال بفروغ صبر " طيب علاقات خارجيه " 

" لا عايز اعمل حاجه حرام و لا عايز اوجعها بانى اخونها كفايه الوجع الى هى فيه من بعدى عنها و جوازى عليها " 


" انت حيرتنى يا عمر معاك بجد انا مش لاقى حل لحالتك دى، صدقنى الحل الوحيد انك تمارس الحميميه دى و بصفه مستمره و ساعتها على الاقل حنقدر نعمل حقن مجهرى " 


اجابه عمر بتخوف " يعنى اكيد ممكن اتحسن و لا اوهام على الفاضى؟" 

ردد دانيال " كل شئ بايد ربنا يا عمر " 

********************** 

يعود من شروده و هو ينظر لامه و يهتف بحيره "خايف...خايف اكون اتاخرت و تكون فعلا كرهتنى، خايف ترفضنى بكل عيوبى و كل عقدى و مشاكلى، خايف لو وافقت اكون بظلمها معايا،خايف لو وافقت تكرهنى بعدين لو مقدرتش اديها اللى هى محتاجاه، خايف يا امى خايف " 


يرتمى باكيا بين احضان صدره الحنون و دواء لداءه فاخذت تربت عليه و تطمأنه " خديجه بتحبك يا عمر، سيبك من الحبتين اللى عملاهم عليك دول، هى بتحاول توجعك زى ما وجعتها و باسوء تقدير بتحاول تنساك بس صدقنى انها فشلت" 


ابتلع لعابه بغصه و بلل شفتيه بلسانه و نظر لها بترقب و ردد بتخوف " انتى متاكده يا ماما؟" 

ابتسمت بحب مردده " تحب اثبتلك؟" 


لمعت عيناه ببريق و ارتسمت بسمه خافته على وجهه و ردد بمكر " ناويه على ايه يا بتاعه الخطط و المؤامرات؟" 


ابتسمت بخبث و رددت بتصميم " اعمل انت بس اللى حقولك عليه و انت تتاكد انها لسه بتحبك و بتموت فيك كمان " 


جلست هاله تقص عليه خطتها التى لمعت فى عقلها و عمر ينظر لها بانبهار فردد بالنهايه " ده انتى مشكله يا ماما مش ممكن دماغك دى!"


~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ 


مر اليوم بسلام دون اى مناوشات او مشاجره فقد آثرت خديجه على المكوث فى غرفتها طوال الوقت و حتى انها تجاهلت اتصالات امير المتكرره و لم تنظر لرسائله التى ظل يرسلها لها


صعدت ليان تطرق الباب عليها فسمحت لها بالدخول فرددت الاخيره بمرح " الاستاذه اللى قافله على نفسها و لا عشان بقيتى كبيره بقى و مش قاصر " 


ضحكت خديجه على مزحتها و رددت بود " تعالى يا ليلو " 

هتفت ليان " لا...انتى اللى تعالى، الكل تحت و عايزينك "


نظرت لها بغرابه و تعجب " الكل تحت!؟ مين؟" 

اجابتها ليان غامزه بعينها " يعنى بالاضافه لبابا و ماما و اخواتى كلهم، فى تحت امير و لوچين و خالى و طنط حور " 


تعجبت و هتفت بفضول " ايوه عايزين ايه منى؟" 

اجابتها ليان " جايين يتقدمولك يا قمر " 

صرخت بفزع " ايه؟" 


ليان ببسمه رقيقه ظنا منها انها تفاجئت بفرحه "بقولك امير جايب اهله و جاى يطلب ايدك.....هو مش ده الاتفاق بينه و بين ابيه عمر؟ انه يستنى لما تترفع الوصايه " 


ابتلعت بغصه مؤلمه لعابها و رددت بصوت منكسر "ايوه " 

تعجبت ليان من حالها و رددت ببسمه " طيب يلا قومى البسى و ظبطى نفسك عشان كله مستنيكى تحت " 


اتجهت لتخرج و تعطيها مجال لتهندم نفسها و لكنها عادت و نظرت لها بفضول " هو امير حتى ما بلغكيش انه جاى انهارده؟" 


اجابتها خديجه " لا...هو اتصل بيا بس انا مردتش عليه " 

" ليه؟" 

اجابتها بخجل " ابيه عمر طلب منى انى متكلمش معاه الا لما...." 


صمتت فهى تذكرت ان لا احد يعلم بزيجتهما فتوترت ملامحها لتنظر لها ليان بتساؤل و الفضول يقتلها و رددت بتاكيد " خديجه...انتى بتحبى امير؟" 


ادارت وجهها بتنهيده فنظرت لها ليان بتفحص و رددت " متحطيش نفسك فى ارتباط مش حترتاحى فيه لمجرد ان ابيه عمر اتجوز " 


نظرت لها بخضه و رددت بلهفه " لا يا ليلو عمر...قصدى ابيه عمر ملوش دخل " 

ابتسمت ليان و رددت بعدم تصديق " اه ما انا واخده بالى " 


ارتدت ثيابها و تعمدت ان تتزين و تتعطر لتظهر آيه فى الجمال و اهتمت بزينتها و ارتدت حجابها و حذاؤها ذو الكعب العالى و اخذت صوت طرقات حذائها تنزل على مسامع عمر فاخذ يتلوى على مقعده كمن يجلس على جمرات من نار


فور ان اقتربت من الجالسين رفع عمر عينه بغل عندما وجدها متزينه بذلك الشكل المبالغ فيه و ما زاد من حنقه هو اندفاع امير ناحيتها ليمد يده يسلم عليها برومانسيه و ردد بصوت عذب

" مش بتردى ليه على التليفون؟" 


اطرقت راسها لاسفل بخجل و رددت بصوت خافت و لكنه كان كافى ليسمعه عمر " اكيد نسيت تعليمات ابيه عمر " 


ابتسم عمر من داخله اذا هى لم تنكث اتفاقها معه و قطعت علاقتها بامير طوال تلك الفتره فتنهد براحه و هو ينظر لوالدته التى اخذت تبتسم له و تشجعه على استكمال خطتها لزعزعه صرامه خديجه الزائفه 


اقتربت خديجه لتسلم على حور و زوجها و لوچين التى ابتسمت لها و رددت و هى تتنحى قليلا و تربت بجوارها " تعالى يا خطيبه اخويا اقعدى جنبى " 


حاولت الجلوس فردد عمر بسخريه و صوت رجولى جذاب" تعالى يا خديجه اقعدى جنب مامتك هنا " 


تحركت كالمغيبه لتجلس بجوار والدتها فهتف سعيد والد امير ببسمه رقيقه " طيب يا طه احنا جايين انهارده عشان نطلب ايد خديجه لامير ابنى قلت ايه؟" 


نظر طه لعمر الذى اسند ظهره للخلف باريحيه واضعا قدم فوق الاخرى و ردد بهدوء وثير " انت متعرفش يا خالى ان انا المسئول عن خديجه و لا ايه؟" 


اجابه سعيد " عارف يا بنى بس الاصول ان الكبار هم اللى يتكلمو " 

نظر عمر لابيه مرددا بقوه " ها يا بابا...رايك ايه؟" 


توتر طه فهو لم يكن على اطلاع تام بمخطط هاله و عمر فنظر لعمر بحيره و ردد " الرأى فى الموضوع ده بالذات رايك انت يا عمر " 


اجاب امير بضيق " اظن ان الرأى الاخير هو لخديجه يا عمى مش لعمر " 

نظر له بتفحص و كشر عن انيابه و ردد بشكيمه "تحب افركشلك القاعده دى خالص و لا تطول بلح الشام و لا عنب اليمن؟!" 


ابتلع لعابه و صمت حتى لا يوتر تلك الاجواء المشحونه و يزيدها سوءا فهو قلق بشأن والدته و والده بان يعلموا بامر زيجه عمر من خديجه فيرفضوا بالنهايه الخطبه فآثر ان لا يثير حفيظه عمر و تصرف بدهاء قليلا فردد باحترام 

" طيب يا عمر انت ايه رايك؟ موافق؟!" 


ابتسم عمر بخبث و نظر لخديجه المطرقه راسها لاسفل تفرك يدها ببعضها و ردد بحزم " على بركه الله " 


رفعت وجهها لتنظر له بالم و حزن و تعجب و لمعت عيناها بعبراتها المكتومه فاكمل عمر " بس بعد امتحاناتها " 


انتفض امير و ردد بضيق " انت عمال تأجل فى الموضوع ليه؟ مش قلت بعد رفع الوصايه عشان متبقاش قاصر و دلوقتى بعد الامتحان....ليه التاخير ده؟" 


اجابه عمر بجديه " عشان تركز فى مذاكرتها دى اخر سنه و بعدين يا امير الحكايه كلها كام شهر " 

نظر امير لخديجه و سالها " انتى رايك ايه فى اللى بيقوله عمر؟" 


تحرجت و احمر وجهها فضحكت حور و اضافت " يا ختى على الكسوف، مكسوفه ترد يا امير بص وشها بقى شبه الطماطم ازاى!" 


ابتسم عمر بخبث و هتف " ايه ديچا رايك؟دلوقتى و لا بعد الامتحانات؟!" 


نظرت له باذدراء واضح على ملامحها و ادارت وجهها للجانب الاخر لتنظر لامير فرأى ضيقها فايقن امير انها لا تزال تكن لعمر مشاعر و لكنه لن يضيع تلك الفرصه التى وضعها عمر له على طبق من ذهب فردد بلهفه واضحه 

"طيب نقرا فاتحه دلوقتى و نعمل الخطوبه و كتب الكتاب بعد الامتحانات" 


اومئ عمر موافقا فامالت راسها بتعجب تنظر اليه الهذا الحد يريد الخلاص منها الم يخبرها صباحا بتأجيل الطلاق فكيف ستقرأ فاتحتها و هى على ذمته فهبت واقفه و استاذنت بادب "عن اذنكم حطلع اوضتى" 


و قبل ان تاتبها الموافقه اسرعت للصعود لغرفتها فنظر امير فى اثرها و عاد بصره لعمر هاتفا " ها يا عمر!! نقرا فاتحه؟" 


" ماشى يا امير...بس ثوانى اطلع اكلم خديجه لوحدها يمكن مكسوفه تقول رايها قدامكم " 


صعد بخطوات واثقه و هو متاكد بانه سيجدها تبكى، قلبه يؤلمه لايلامها و لكنها كانت الطريقه الوحيده للتاكد من مشاعرها


فتح الباب دون ان يطرق فوجدها تجلس على فراشها مطرقه راسها بين ركبتيها و ضامه جسدها على بعضه متقوقعه على نفسها تنتحب بصمت و لكنها انتبهت لصوت فتح الباب فرفعت وجهها لاعلى و حاولت اخفاء غضبها عندما وجدته امامها يقف بشموخ 


اقترب منها و جلس الى جوارها و نظر لها بحنان و عاطفه و ردد بصوت هادئ رقيق " سبتينا و طلعتى ليه؟ مكسوفه؟" 


لم تجب و ادارت وجهها للجانب الاخر فوضع سبابته اسفل ذقنها و حرك وجهها لتنظر له و ردد بتاكيد "انتى موافقه على امير يا خديجه؟" 


نظرت له بعيون دامعه و رددت بخفوت " ايوه " 

ابتسم بمكر و ردد " طيب مش حرام عليكى تعلقيه بيكى و انتى قلبك مش معاكى " 


تغيرت تعابيرها من الحزن الى الضيق و رددت " انت مغرور" 

ابتسم برقه و ردد " مغرور بس بحبك " 


هل حقا ما نزل على مسامعها؟ هل فعلا نطقها؟ ماذا قال، يحبنى....ما هذا الهراء الم يخبرنى مرارا و تكرارا انه لا يكن اى مشاعر لى....يحبنى؟ الم يتزوج غيرى....يحبنى؟ الم يوافق منذ لحظات على زواجى برجل اخر و انا لا ازال زوجته 


توقف عقلها عن العمل قليلا فور سماعها لتلك الكلمه التى اشتاقت ان تسمعها منه منذ لقاءهما الاول و ها هو يقولها و لكن هل بعد فوات الاوان ام ماذا؟! 


نظر عمر لها بفضول و تساؤل و ردد بمشاكسه "ديچاااا....حبيبتى " 

نظرت له بغضب و رددت بحنق " دى لعبه جديده؟" 


ابتسم و ردد " بحبك " 

" لا " 

تعجب من ردها و هتف " هو ايه اللى لا؟" 


اجابت بصرامه " لا مش موافقه على اللى انت بتقوله، و لا مش موافقه ان تتقرا فاتحتى و انا على ذمه راجل تاتى، و لا مش موافقه انى استنى الطلاق لحد ما تصرف انت امورك، و لا مش موافقه انى اتجوز امير " 


نظر لها بحيره و ردد " امال انتى عايزه ايه يا ديچا" 


اجابت بثقه و ثبات " عايزه الطلاق يكون بكره و عايزه امشى من البيت هنا و اعيش انا و امى و اخويا بعيد عنكم و عايزه انهى موضوع امير عشان انا فعلا مش بحبه و عمرى حبيته و لا حعرف احبه" 


تحدثت بعصبيه و توتر فحاول تهدئتها و ردد بحذر "يعنى انزل اقول لهم انك مش موافقه؟" 

" اه " 


نظرت بثقه و اردفت " بس زى ما حتنفذ ده دلوقتى..حتنفذ كل اللى طلبته يعنى مش حتختار يا عمر تعمل اللى على مزاجك و اللى مش على مزاجك متعملوش " 


حاول ان يظهر صرامه زائفه بعدما تاكد من مشاعرها فردد " حاضر كل اللى انتى عيزاه حعمله " 

هتفت بحده " الطلاق بكره " 

ردد بتاكيد "حاضر.... الطلاق بكره يا خديجه "



تكملة الرواية من هنا



بداية الروايه من هنا







ادسنس وسط المقال
ادسنس اسفل المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS