expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية لاجلك نبض قلبى الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم اسماء عادل المصري حصريه وجديده

 رواية لاجلك نبض قلبى الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم اسماء عادل المصري حصريه وجديده 

رواية لاجلك نبض قلبى الفصل الاول والتاني والتالت والرابع والخامس بقلم اسماء عادل المصري حصريه وجديده 

الفصل الاول ❤

( حرس سلاااح.... حرس سلاااح)  
صوت يخترق ذلك السكون فى عتمه الليل فى صحراء سيناء يهتف بها احد الجنود المنوطين بالحراسه الليليه فور رؤيته لمدرعات تقترب من ثكنتهم الحربيه

احداث سريعه متتاليه لصحوه الجنود النائمين و اتخاذهم مواقعهم بسرعه فائقه و مدربه و دوى انفجارات تليها طلقات رصاص 
يهوى احد الضباط ارضا فينحنى ليتفحصه و لكن تخترق ړصاصه كتفه فيخر واقعا على الارض

&&&&&&&&&&
يفيق من نومه بفزع بعد ان تكررت زيارات تلك الذكرى لټقتحم كوابيسه يوميا فحتى بعد مرور اكثر من سته سنوات عن تلك الليله و هو لا يزال يتذكرها كانها امس

ينزل عمر قدميه من على فراشه لتلامس الارض و يتكئ على ركبتيه ضاغطا على راسه ليتحكم بالالم الذى اكتسحها و ثم... يقف منتصبا امام المرآه فيجد جسده متصلبا و متعرق للغايه لتكسو ملامحه الضيق و الانزعاج

( عمر طه الباشا) 30 عام الابن الاكبر ل طه الباشا صاحب سلسله الفنادق الشهيره المعروفه ب الباشا و هو طويل القامه و لديه لحيه مهندمه و قمحى اللون و عيونه عسليه و ملامحه صارمه و تكوين جسده عريض و ذو عضلات و رغم ملامحمه المخيفه الى حد ما و لكن لديه جاذبيه من نوع خاص

[[system-code:ad:autoads]]

ياخذ حمامه و يرتدى ملابسه و ينزل الدرج لتناول وجبه الافطار مع عائلته 
يجلس عمر على مائده الطعام وسط عائلته ليترأس اعلى المائده و يقابله اباه بالجهه المقابله فينظر الى يمينه ليجد مقعد اخاه شاغرا

ينظر عمر پغضب و يردد "يا ترى عدى بيه فين لحد دلوقتى؟"
الام ( هاله) بتخوف "انا صحيته و الله يا حبيبى...زمانه نازل حالا"

يتقدم عدى بخطوات ناعسه و يجلس على المائده فينظر له عمر بحنق و يردد "نموسيتك كحل و لا ايه؟"
عدى بمزاح "اسف و الله هم كلهم 5 دقايق يا عمر متعملش عليهم قضيه"
عمر پحده"حتفضل طول عمرك كده....البنى ادم اللى لا بيحترم مواعيده و لا منظم فى حياته عمره ما حينجح"
عدى"ماشى يا سياده الرائد، مش قادر ابدا تنسى انك ظابط جيش"

ينظر الجميع بعضهم لبعض فهم يعلمون جيدا النبش بذلك الچرح القديم قد ينتهى بنهايه غير ساره فنظر عمر لاخيه الاصغر بحنق و آثر ان ينهض بدلا من ان تثور ثائرته

و فور صعوده الدرج ينظر طه لابنه الاصغر و يردد بمعاتبه "ليه كده بس يا عدى....انت مش عارف سيره الجيش دى بتعمل ايه فى اخوك؟ و لا انت مش بتتبسط غير لما البيت يولع ڼار"

[[system-code:ad:autoads]]

هاله باستنكار"عشان بييجى على هواه...اخوه يهيج و يزعق و فى الاخر يروح يختفى كام يوم لحد ما يهدى و البيه يصيع فيهم ذى ما هو عايز "

عدى بحنق "انا نفسى بجد اعرف انتى معايا و لا معاه؟ اكتر ام غريبه فى الدنيا"
طه بسباب "ليه يا حيوان؟ هى لازم تقف مع الغلط عشان تعجبك و تبقى ام بحق"
يزفر عدى فى ضيق و يترك المائده و هو يتمتم پغضب "انا مش فاهم انتى امى و لا امه؟ حاجه تجنن"

تنظر هاله لزوجها بخزى و تردد بحزن "يامه عمر حذرنى انى ادلعه يا ريتنى سمعت كلامه من الاول و سيبته هو اللى يربيه و على رأى عمر خلاص بقى شحط عنده 24 سنه"

( عدى الباشا....الاخ الاصغر لعمر متخرج من كليه التجاره و يعمل كمدير لاحدى فنادق والده و لكنه لا يحب عمله و يذهب اليه مكره بعد ان هدده اباه بحرمانه من اى نقود اذا توقف عن الذهاب للعمل فهوى يهوى السهرات و المجون و له الكثير من العلاقات لوسامته الشديده لذلك لم يجد اى صعوبه فى اصطياد اى فتاه تقع عينه عليها و بسهوله)
.............................................
فى غرفه عمر الباشا

يجلس امام مرآه الزينه عارى الصدر يتفقد ذلك الچرح فى صدره و الذى دائما ما يذكره بالكثير و الكثير من الالام

فلاش باك ********

فى حفل تخرج دفعه الكليه الحربيه 
يقف عمر فخورا بنفسه و بجواره رفيق دراسته احمد الدالى فى انتظار انهائهم المراسم الاخيره للتخرج بذلك العرض العسكرى بالاسلحه و القتال بالايدى و اظهار مهارات التسلق و الكر و الفر

احمد بفرحه"اخيرا يا اخى...ده انا اتنفخت تدريبات "
عمر بسخريه "قصدك اتنفخت عقاپ و اللوا عبد الله كل شويه يدورك مكتب"
احمد برومانسيه "كله يهون عشان حبيبه القلب"
عمر مازحا"و الله ما حيجيبك ورا الا حبيبه القلب دى....مزهقتش منها يا بنى؟ ده انت تعرفها و من هى فى اللفه "
احمد بحنين "انا مربيها على ايدى"
عمر بمشاكسه "شغل الافلام العربى بقى....لازم تتجوز بنت عمك و تطلع بتحبها، طيب ما عندى عمامى و خلانى و عمرى ما فكرت فى بنت حد منهم"

احمد بضيق"هو انت اصلا عمرك حبيت يا عمر "
عمر ضاحكا "كنت ححب ازاى طيب و بابا عاش معظم سنين المراهقه فى السعوديه..ده انا حتى نسيت شكل البنات ايه و انا هناك"
احمد باڼهيار ضاحك "مش انا كنت مظبطك صور للمزز بتوع مصر؟"
عمر "حعمل ايه بالصور؟ انا كنت عايز ع الحقيقه مش فى الصور...المهم يا عم اديك خلصت عشان تنفذ شرط ابوها"

احمد بلهفه "ده انا انهارده ححدد ميعاد الډخله و اللى حيقولى خطوبه و لا كلام فارغ من ده حنط فى كرشه ده انا حمضت و البت خللت معايا"
عوده من الفلاش ****

يطئطئ راسه بحزن و عيون دامعه و يردد باسى:الله يرحمك يا صاحبى 
ليتذكر انه قد تناسى السؤال عن زوجه رفيقه و ابنه الصغير فيقرر الذهاب لزيارته كما اعتاد منذ 6 سنوات
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
فى مدينه المنصوره

فى بيت مكون من طابق واحد و له حديقه صغيره بالمدينه و يبعد عن الريف كثيرا نشأت تلك الفتاه الآخذه الجمال و التى تبلغ من العمر 19 عاما

الام ( حياه) " يلا يا خديجه حتتاخرى على الكليه يا بنتى "
خديجه بنعاس "حاضر يا ماما... معلش كنت سهرانه بخلص الاوردر بتاع انهارده"
حياه " مش قلتلك انا حكمله،  و النبى يا ديچا متعمليش كده تانى انا قلبى بيوجعنى عليكى... نفسى اعرف تاعبه نفسك ليه كده فى المشروع ده؟  دى الارض بتاعه ابوكى ريعها بيكفينا و يفيض و مش مخلينا منقصينك حاجه "
خديجه "اولا دى حاجه فى صميم دراستى... و ثانيا انا حابه اعمل لنفسى شغل خاص بيا و بما ان الموضوع نجح يبقى ملوش لازمه التقطيم يا ام خديجه"

حياه "و الشغلانه التانيه يا ست البنات لزمتها ايه؟"
خديجه "شغلانه ايه يا ماما؟"
حياه بتلعثم" الفوفو...و لا التوفو ابصر ايه دى؟"
تضحك خديجه و تردد "الفوتوجرافر يا ماما...بس دى مش شغلانه دى هوايه"
حياه "مش بتروحى تصورى و تاخدى فلوس تبقى شغلانه" 
خديجه "يا حبيبتى دى هوايه...بس ميمنعش انى اكسب من وراها طالما الناس حابه شغلى و يلا بقى اعمليلى ساندوتش على ما اخد حمام"
حياه " حاضر يا عيون امك "

تاخذ حمامها و تخرج لتقف امام المرآه تمشط شعرها الذهبى فتاتيها والدتها بالطعام و تضعه امامها و تنظر باعجاب و تردد باطراء: يا رب يحرسك من العين يا حبيبتى و يرزقك بابن الحلال و فى حياه عينيا يا رب

خديجه " لولا انى عارفه لو قلتلك مش بفكر فى الموضوع ده حتفتحى عليا الموشح اياه كنت دعيت ان ربنا ميستجبش لدعوتك "
تضربها الام على كتفها و تردد پغضب "اخص عليكى كده برده؟  تفى من بوقك يا شيخه خلينى افرح بيكى و اطمن عليكى انا و ابوكى"
تقبلها خديجه من صدغها و تتناول طعامها و تردد برقه     "ماشى يا ست الكل"

(خديجه فتاه رقيقه ملامحها طفوليه بالسنه الثانيه سياحه و فنادق قسم دراسات فندقيه فهى تهوى المطبخ و تطمح ان تصبح اول فتاه ټقتحم عالم الرجال بالطهى فى المطاعم فهى وظيفه خاصه بالرجال فقط و هى محجبه و عيونها خضراء مثل اغلب سكان بلدتها و لكنها تتميز بالرقه و الطيبه و بشرتها بيضاء و شعرها ذهبى و لكنها تقوم بصبغه احيانا من اجل متعتها الشخصيه و تهوى التصوير جدا و بدءت تلك الهوايه تتحول لمهنه بعد ان كانت تكتفى بتصوير اطباقها فقط لتنزليها على صفحه العمل الخاص بها)

$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
فى القاهره بشركه الباشا للحراسات الخاصه

يجلس عمر على مكتبه يتفقد العقود الجديده للسفارات فشركته اصبحت من اكبر الشركات التى تورد رجال امن و حراسات للسفارات و رجال الاعمال و الفنانين و غيرهم

عمر بحزم "يعنى هم عايزين يغيرو طقم الحراسه كله؟"
معتز ( مساعده) "ايوه يا عمر بيه السفير مش عاجبه الطقم كله"
عمر بضيق  "انا مبحبش الدلع ده بقى....فى حاجه اسمها مش عاجبه طقم الحراسه...هو يا كويسين و شايفين شغلهم يا مقصرين انما مش عاجبيين....جديده دى"
معتز و قد رآه يغادر "طيب انت رايح فين؟"
عمر بحزن "رايح ازور عيله احمد الله يرحمه"
معتز "طيب حترجع على هنا؟"
عمر"غالبا لا "

يخرج عمر و يقود سيارته ذات الدفع الرباعى متجها لمنزل رفيقه الراحل ليطرق الباب و تفتح له زوجه صديقه و تقابله بالترحيب

نهى "اهلا اهلا...ده ايه النور ده؟"
عمر بحرج "ده نورك...عاملين ايه؟"
نهى"الحمد لله بخير و فضل من ربنا "

يجرى ذلك الطفل ذو الخمس سنوات بسرعه و لهفه و هو ېصرخ من الفرح مرددا "بااابى"
يحمله عمر على الفور و يحتضنه و يدفن راسه بتجويف عنق الصغير فتحاول نهى الايضاح "فهمته و برده مصر يقولك باا....."

يقاطعها عمر مشيرا بيده لتتوقف عن الحديث ملمحا لها بموافقته و قبوله ذلك اللقب 
يجلس عمر و يضع الصغير على قدمه و ينظر له بحنين و يردد "اتاخرت عليك المره دى يا بطل...معلش"

الصغير و يدعى عمر"انا زعلان منك عسان مس جيت تسوفنى و انا بلعب كراتيه "
عمر"حقك عليا...طيب انت زعلان اوى و لا نص نص؟"
الصغير عمر "لا زعلان نص نص"

يخرج عمر من جيبه لوح كبير من الشيكولاته و يظهره امام الصغير و يردد بمرح "و دى عشان متزعلش منى تانى"
يحتضنه الصغير و يردد بحب "انا بحبك اوى يا باابى" 
عمر بالم "و انا بحبك اوى يا روح قلب بابى"

تخرج والده صديقه متكئه على عصاها و ظهرها مقوس قليلا و تقترب من عمر الذى يهب واقفا لها و تردد باشتياق "كده برده يا عمر تتاخر كده علينا كل المده دى؟"
عمر باسف "حقك عليا يا امى و الله الشغل كان فوق راسى و مكنتش لاحق ارتاح حتى"
الام بحنان "ربنا يعينك يا بنى....مش ناوى تفرحنى بقى"

تكررها و هى تنظر لنهى فهى قد عرضت عليه اكثر من مره ان يتزوج نهى فينظر بحرج و يردد "مش حتشربونى حاجه و لا ايه؟"
تقف نهى بسرعه و تردد بخجل "يا دى الكسوف حالا حعملك شاى عشان تدوق الكيك اللى انا عملاه"
ينحنى الصغير على اذنه و يردد بهمس"كيك مامى مس حلو بتاع تيته احلى "
يضحك عمر و يردد بهمس ايضا "احنا رجاله و ناكل الزلط و حناكل كيك مامى و نقول عليه حلو اوى كمان...صح يا بطل؟"
الصغير بحب "صح يا بابى"

تحدث الجده صغيرها "روح يا عمر العب شويه جوه و هنادى عليك تانى"
ينزل من على قدمه و ينظر له بتحذير رافعا اصبعه و يردد بطفوله "اوعى تمسى"
عمر مقهقها "لا مش حمشى.. هو حرف الشين ده حيتنطق امتى بس؟"
تاتى نهى حامله صنيه الشاى و تردد و هى تضعها "هو حرف الشين بس دول حروف اللغه كلها رايحه منه"
عمر بجديه "ده قرب يتم 6 سنين...لو الموضوع طول اكتر من كده انا حاخده مركز تخاطب"

تنظر الام لنهى و تردد "ادخلى بصى على ابنك شويه و حنده عليكى"
تذهب نهى فى حرج لتكمل الام حديثها مع عمر "ها يا بنى ما تريح قلبى بقى"
عمر برفض "معلش يا امى اعفينى الله يكرمك...اصلا انا مش راضى اتجوز من اصله"

الام "بعد ما عمك ابو احمد ماټ و بعده ابوها مبقاش ليها حد يا بنى و انا خلاص يلا السلام و حرام عليا اسيبها تترهبن على سنه و شويه جواز و كان نصهم احمد فى الجيش...دى لو بنتى كنت عملت معاها كده"

عمر "ده حب عشرين سنه يا امى مش بسهوله تنساه.... سيبيها تنسى لوحدها و لو ربنا اراد لها الجواز حتلاقى العريس بيخبط بابك"
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ 
فى جامعه المنصوره

تقف خديجه مع زميلاتها تتفقد ملخصات للمحاضرات النظريه لتردد بحنق "و الله كل النظرى ده ملوش اى لازمه"
تجيب رفيقتها رنا "عليه نص الدرجه اصلا لازم يتحفظ"
تردد خديجه بحنق "و هى الحاجات دى بتتحفظ، دى مهارات و موهبه"

رنا "مش كل الناس داخله الجامعه باختيارها معظمنا المجموع اللى حكم"
خديجه"الحمد لله ان مجموعى ادانى فرصه انى اختار الحاجه اللى بحبها "
رنا بمزاح "انتى بتستعبطى....ده انتى مجموعك كان يدخلك اقتصاد و سياسه بس انتى اللى فقريه"

خديجه"بابا عمره ما كان حيوافق انى اعيش لوحدى فى القاهره يبقى ايه لازمه الكلام بقى....يلا خلينا نروح ورايا تسليم اوردر كبير انهارده"
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$ 
فى منزل خديجه

يدخل الاب باجهاد بائن فتجرى عليه حياه مسرعه و تردد بلهفه "ها طلعت النتيجه؟"

يجلس عبد الرحمن على المقعد و يضع راسه بين راحتيه و يردد باسى "سړطان رئه يا حياه و فى المراحل الصعبه كمان
ټضرب على صدرها بحزن و بكاء و تردد متسائله" ملوش علاج؟"

عبد الرحمن "لا ملوش و مش قدامى وقت كبير، الدكتور بيقول انه مش بيبان غير لما بيكون قرب يخلص على الرئه و تدهور الحاله بتحصل بعد كده بسرعه"

تبكى بحرقه و تنوح "حتسيبنا لمين يا عبده؟....اخواتك اللى سرقوك و لسه طمعانين فى الشويه الباقيين،ولا اخواتى اللى شايفين اننا تحت القبه شيخ؟"
عبد الرحمن "ربنا مش بينسى حد....ليكو رب اسمه الكريم"

$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
فى فندق الباشا

معروفه سلسله فنادق الباشا باتباع الطراز التركى فى التصميم و حتى الاكلات فمعظم الطهاه اتراك لذلك كانت الفنادق محل اختيار الكثير من السياح مما افسح المجال لعدى بالتمادى فى مجونه مع السائحات الاجنبيات

يجلس و يتحدث مع سائحه اجنبيه " مرحبا بك فى بلدك الثانى مصر"
السائحه "اشكرك على كرم ضيافتك...لم اكن اعلم بان الرجال المصريين يتمتعون بتلك الوسامه"
عدى بغرور "ليس جميعهم بل انا فقط عدى الباشا"

السائحه "يا لك من مغرور"
عدى ضاحكا" ليس غرورا و لكن الا يعلم التفاح انه فاكهه "
السائحه باڠراء " نعم... فاكهه عذبه و يريد الجميع التهامها" 
عدى باثاره " و لكنها بالنهايه فاكهه محرمه و هى من اخرجت آدم من الجنه "

السائحه بدلال" هل تلك طريقتك المتبعه لاستماله الچنس الاخر؟ "
عد بمكر" الا تجدى نفعا؟ "
السائحه" بلى..... تجدى استمر و قد ادعوك لزياره غرفتى الليله لربما اتاكد من تلك الشائعات "
عدى بكبرياء" اولا انتى لا تدعوننى لغرفتك و لكن تاتين لجناحى الخاص فانا امتلك هذا الفندق... و ثانيا عن اى شائعات تتحدثين؟ "
السائحه "ان الرجال المصريين لديهم قدرات عجيبه فى الفراش"

يضحك عدى عاليا و ينظر لها بخبث و يردد "هذا اقل ما يقال عن السلاله المصريه... فلتجربى بنفسك و لتخبريننى بعدها عن صدق تلك الشائعات
&&&&&&&&&&&&&&&&&&
فى ڤيلا الباشا

يجلس الجميع بغرفه المعيشه يشاهدون التلفاز فى انتظار حضور عمر لتناول وجبه العشاء... كانت من ضمن اوامر عمر الصارمه و تحكماته العسكريه لمن يقطن معه بالمنزل هو اجتماع العائله على اهم وجبتين اساسيتين ( الافطار و العشاء)  نظرا لعدم استطاعتهم التواجد لتناول وجبه الغداء سويا بسبب الاعمال و ذلك رغبه منه فى ربط وثاق العائله اكثر ببعهضا البعض فقد عانى كثيرا من فرقه العائله و ابتعاده عنهم

دلف عدى بمرحه المعتاد مبتسما و يردد " احلى سلام على الحلوين و الطعمين "
ليجلس و يقبل اختاه من وجنتيهما و لكنه يطيل من تقبيلهما حتى تتضايق ليان اخته الاصغر منه و تدفعه بعيدا و تردد بضيق " بس بقى يا عدى ايه الزهق ده "

تنظر له الاخت الصغرى او ما تعرف بآخر العنقود و تدعى اسيل و تهتف بمرح " و الله انت فايق "
عدى بضيق مصطنع " فى ايه مالكم؟  لازم الواحد يبقى مكشر و نكد عشان تتبسطو "
هاله "اقعد و اسكت مش عايزه صداع و سيبنى مركزه فى اخر مشهد"

تقولها و هى تنظر للتلفاز تشاهد احدى حلقات مسلسها التركى فيردد بضيق و ضجر "يووه... هو التركى ده ورايا ورايا" 
العمه ( سميره) بتذمر "ذنب علينا يا بنى كل يوم حلقه ساعتين نتفرج عليها عشان امك و اخواتك يتبسطو"

هاله بحنق "لو المسلسل مضايقك متتفرجيش يا سميره.... و اوضتك الاوضه الوحيده فى الڤيلا كلها اللى فيها تلفزيون و تقدرى تتفرجى فيه على اللى انتى عيزاه"
طه بضجر "ما خلاص بقى انتو الاتنين.... انتو ايه ضراير؟"

ينظر عدى بطرف عينه و يحدث اخته ليان " امال ابو لهب فين؟ "
ليان ببسمه ساخره "و الله انت ما حترتاح غير لما يسمعك مره بتقول عليه كده و يعلقك من قفاك"
عدى برهبه ساخرا " يا لهوى... و قفايا يوجعنى... يامه "
ليان بضجر " بطل بقى.. عموما مامى لسه مكلماه و جاى فى الطريق "

يزفر عدى فى ضيق " ادينى جيت قبله اهو عشان ميتكلمش معايا تانى "
ليان " يا بنى بطل بقى ده اخوك الكبير "

( ليان الباشا هى الاخت الوسطى فتصغر عدى بعامان 22 عاما و هى ما زالت بالسنه الثانيه بكليه التجاره و ذلك لرسوبها الدائم بالجامعه الامريكيه حتى اخرجها منها عمر و ادخلها احدى الجامعات الخاصه لتدرس التجاره باللغه الانجليزيه)

ياتى عمر و يدخل عليهم بصرامه و ضيق و يردد بحزم  "السلام عليكم"
هاله بموده " و عليكم السلام يا حبيبى.... اطلع غير هدومك على ما السفره تجهز "
عمر "حاضر"

يتوجه للصعود لغرفته و لكنه يتوقف لحظه و ينظر لهاله و يردد "ماما... تعالى انا عايزك شويه"
تقف بسرعه و تتبعه بلهفه فينظر لها عدى بغيره و يردد فى نفسه " اجرى يا ختى اجرى عشان تنولى رضاه،  حاجه تقرف"

يدلفا غرفته فتنظر له بتخوف و تهتف متسائله "مالك يا عمر فيك ايه يا بنى؟"
ينظر لها بتردد و يجيب " الحاجه مامه احمد رجعت فاتحتنى تانى فى موضوع..... "
تقاطعه هاله "لا يعنى لا يا عمر..... يا بنى حرام عليك انت بتعمل فيا كده ليه؟  فى حد يزعل امه منه بالشكل ده؟"
عمر " و جوازى يزعلك فى ايه بس؟ "

هاله بمكر "مش لما يبقى جواز... انا عارفه كويس انك لو وافقت حتتجوزها كده على الورق و بس لانك مستحيل تتجوز مرات صاحبك و انا عايزه افرح بيك يا عمر"
عمر بحيره "اعمل ايه طيب انا مش عارف افكر و لا اتصرف... عمر بيقولى يا بابى و بحسها منه اوى يا ماما كانه ابنى فعلا"

تحتضنه هاله و تربت على ظهره و تهتف بحنان اموى " ما هو مش لازم يكون من صلبك عشان يبقى ابنك يا عمر و لا ايه؟ "
ينظر لها مبتسما و يضع كفيه على وجهها و يردد بحب  "معاكى حق و انتى اكبر دليل على ده انا ساعات اصلا بنسى انك م......"

تقاطعه هاله بوضع يدها على فمه و تجيب " انتى ابنى البكرى و عايزه افرح بيك... يوم ربنا ما يحرك قلبك الحجر ده ناحيه واحده بنت حلال كده عايزه اكون فرحانه و نعمل فرح كبير يليق بيك يا حبيبى انما تتجوز عشان الواجب و العشره و الصداقه... ده اللى مستحيل اوافق عليه 
يحتضنها عمر و يردد بحب " ربنا يخليكى ليا يا امى "
هاله "و يخليك ليا و لاخواتك يا حبيبى"

ياخذ حمامه و يخرج ليرتدى ملابسه و كلام هاله يتردد فى ذاكرته ( يوم ربنا ما يحرك قلبك الحجر ده) 
عمر بحزن "مكانش حجر يا ماما.... بس اللى حصل لى كان اصعب من انه يحصل لحد"
يجلس ليتذكر اوجاعه و الالامه

فلاش باك******* 
تخترق تلك الړصاصه كتفه فيخر واقعا على الارض و ينظر الى جواره فيجد صديقه قد فارق الحياه فېصرخ بالم و يفقد وعيه بعد لحظات

يفيق من اغمائته على انسكاب الماء بغزاره فوق راسه ليجد نفسه مقيد و جرحه ما زال ېنزف فيهتف بحنق لذلك الواقف امامه "حخليكم تتمنو المۏت و مش حتطولوه يا كلاب"

الرجل "اصمت ايها الكافر اللعېن و لولا ان اميرنا يردك حى لكنت الان فى عداد المۏتى"
يظل عمر بذلك المعسكر يشاهد تنكيلهم برفاقه الامۏات و تعذيبهم للاحياء ليعودوا و يعالجوهم حتى بعذبوهم مره اخرى

تمر عليه تلك الفتاه الملثمه بالزى البدوى يوميا لاعطائهم الطعام و الشراب و مداواتهم خلسه عن الجماعه فيقترب منها عمر و هى تداوى جرحه و يردد بصوت هامس " انتى ليه بتعملى معانا كده؟ "
الفتاه " لانى مو موافقه على هاد "
عمر " انتى بدويه؟ "
الفتاه "من كل مكان.... للاسف انا بنت الامير"

تلمع عين عمر و يردد بحزن "ازاى؟  "
الفتاه "ما فى حداً بيختار اهله"
عمر " اسمك ايه؟ "
الفتاه " خديچه"

عمر"ما تهربينا طالما انتى مش موافقه على اللى بيحصل "
خديچه "ما بقدر.... بتمشى و تچيب معك قوات و بتقتل كل الموجودين"
عمر "اوعدك انى اامنك"
خديچه "و ابى؟..... اكيد ما رح تامنه،  بالنهايه هو ابى يا عمر"

بعد مرور شهور فى معسكر الټعذيب كانت قد تعلقت بعمر بمشاعر و هو بادلها المشاعر بدوره لتقرر فى النهايه تهريبه هو فقط

خديچه " انا حهربك يا عمر بس انت فقط "
عمر "و زمايلى؟"
تومئ راسها بالرفض و تردد بحزن بائن " مش حقدر "
عمر بصرامه "و انا مش حقدر لا اسيبك و لا اسيب زمايلى"
خديچه " عشان خاطرى اهرب و انا رح كون على اتصال بك و اول ما اتاكد ان ابى مو بالمعسكر حبلغك تچيب قوات و تنقذ رفاقك.... بالنهايه هو ابوى يا عمر ارجوك توافق "

يرضخ لها و لطلبها و لكنه توعد فى داخله ان يحضر قوات فور خروجه لاقټحام المكان على الفور و محاوله تامينها 
تفك رباطه و تخرجه و تبدء بالسير معه بعد ان ارتدى احد ازياءهم و لكن الحرس يستطيعون معرفه هروبه و يطاردوهما معا

خديچه بلهفه و خوف "اهرب انت يا عمر و انا حرچع"
عمر برفض "لا مش حسيبك تعالى معايا هم كده عرفو انك هربتينى"
خديچه: ده ابوى مش حياذينى لكن لو انت اتمسكت حيقتلوك.... اهرب يا عمر 
عوده من الفلاش ********

يجلس يتالم من داخله لتنزل عبره من عينه دون ان ينتبه فيمسحها على الفور و يغير ملابسه و ينزل لتناول العشاء، مع عائلته 
&&&&&&&&&&&&&&
فى منزل خديجه بالمنصوره

يجلس الجميع على مائده الطعام 
عبد الرحمن بامتنان"تسلم ايدك يا ديچا الاكل تحفه كالعاده "
خديجه " الف هنا و شفا يا حبيبى"

حياه "خلاص مبقاش ليا لزوم و لا بقيت بدخل المطبخ"
الصغير محمد " و دى حاجه تزعل.... ابله خديجه بتعمل بدالك يا ماما "
عبد الرحمن بجديه " اسمعونى شويه عشان فى كام حاجه عايز اكلمكم فيها "
ينتبه الجميع لحديث رب الاسره فيستطرد عبد الرحمن "انا تعبان شويه و مسافر الصبح القاهره عشان اعمل شويه اشعه و تحاليل"

خديجه بخضه "مالك يا بابا عندك ايه؟"
عبد الرحمن "لما تطلع النتايج حعرف و ارجوكم محدش يقاطعنى عشان بنسى كنت عايز اقول ايه"
حياه " كمل يا عبده "
عبد الرحمن "دلوقتى الاعمار بيد الله و كلنا محدش فينا عارف اجله امتى؟ .... و انا دايما بفكر حعرف ازاى احميكم من طمع عمامكم و كأن اللى اخدوه مكانش كفايه،  بس........"
ينظر لخديجه و يردد باسى "اوعى فى يوم من الايام تحسى انك ملكيش ظهر و سند لا و انا عايش و لا و انا مېت"
خديجه بحزن "بعد الشړ عليك يا بابا انت حتخوفنى ليه؟  مالك بس؟"
عبد الرحمن " اسمعونى بس....  انتو اكيد تعرفو طه الباشا كبير العيله "
حياه "ايوه يا عبده"

خديجه باستفسار " مش ده ابن عمك يا بابا اللى عايش بره"
عبد الرحمن " ما هو رجع من سنين يا بنتى و دلوقتى ما شاء الله ربنا فتحها عليه و بقى راجل كباره اوى فى القاهره ده غير انه عضو مجلس الشعب عن بلدنا و كمان كبير العيله و كلمته مسموعه على الكبير و الصغير"
خديجه "ايوه يعنى انا مفهمتش هو حيعملنا ايه؟  و طالما كلمته مسموعه اوى كده مرجعلكش حقك من اعمامى ليه؟"
عبد الرحمن "ده موضوع يطول شرحه بس المهم دلوقتى تحطو فى بالكم ان لو جرالى حاجه اول واحد تكلموه هو طه قبل حتى ما تكلمو اخواتى.... فاهمين؟"
خديجه "بعد الشړ عليك يا بابا"

عبد الرحمن "يا بنتى المۏت علينا حق و انا بنبه عليكم بس للمستقبل......  و فى حاجه كمان،  لو ربنا استرد امانته قبل ما تكملو السن القانونى تخلوه هو الوصى عليكم فاهمه يا حياه تتنازلى عن الوصايه له هو

حياه" معقول يا عبده و اخواتك حتسكت على كده؟ "
عبد الرحمن " هم مستحيل يسيبو الوصايه فى ايدك و حيعملو المستحيل عشان ياخدوها منك و مش حتقدرى عليهم انما لو لقوها فى ايد كبيرهم محدش حيقدر يتكلم معاكم" 
خديجه بضيق "كفايه كلام من ده بقى الله يخليك انا بطنى وجعتنى من السيره دى...  ربنا يخليك لينا و ما نحتاجش لحد ابدا"
تنظر له بدلال و تردد بحب " بما انك مسافر القاهره بقى انا كان عندى طلب صغير قد كده "
عبد الرحمن ببسمه "خير"
خديجه "خير يا حبيبى.... بص فرح نورهان....."
تقاطعها حياه برفض قطعى "لا يعنى لا يا ديچا"

خديجه بحزن "ليه بس يا ماما ده انا حروح مع اهلها و ارجع معاهم يعنى امان و الله"
عبد الرحمن "براحه بس فهمونى ايه الحكايه"
حياه بضيق "بنتك عايزه تسافر تحضر فرح صاحبتها فى اسكندريه قولى انت بقى ازاى و ترجع فى انصاص الليالى"
خديجه " يا ماما قلتلك الفرح بالنهار مش بالليل و حرجع بدرى"

عبد الرحمن بعدم فهم " هو فى فرح بالنهار برده؟ "
خديجه " اه و الله عاملينه على بيسين فى فندق كبير فى اسكندريه و بالنهار زى الافراح بتاعه الناس الاغنيا و هى ادتنى فرصه انى اصور و اسمى ممكن يتعرف عند الوسط ده و ممكن.... "
يقاطعها عبد الرحمن " يا بنتى صاحب بالين كداب... انتى عايزه تبقى شيف و لا مصوره؟ "
خديجه بخجل "الاتنين... انا بحب الاتنين و شاطره فى الاتنين و النبى يا بابا توافق"
عبد الرحمن " اللى فيه الخير يقدمه ربنا... اما ارجع بقى ابقى افكر "
&&&&&&&&&&&&&& 
فى شركه الباشا للحراسات

يصدح هاتفه بالرنين فيجيب عمر بترحيب "مهاب باشا...فينك يا راجل؟"
مهاب "انا مسحول يا اخويا فى الجيش انت اللى خلعت بدرى بدرى"
عمر بضحك "يلا كل واحد بياخد اللى يستحقه"
مهاب "بقى كده...ماشى يا عمر، المهم بقولك ايه انا عازمك على فرح اخويا يوم الجمعه الجايه"
عمر بفرحه "الف مبروك يا هوبه...عقبال بنتك"
مهاب "ياااه يا مين يعيش؟  المهم حتيجى و لا حتخلع؟"
عمر " الفرح عندكم فى اسكندريه؟"
مهاب "ايوه يا سيدى و فى الفندق بتاعكم كمان و بالنهار يعنى ملكش حجه"
عمر بسخريه "و حتفرق فى ايه فى فندقنا و لا فى غيره؟"
مهاب "يعنى حبيت ترتاح، تبات، تروح...الدنيا مفتوحه معاك"
عمر "ماشى يا هوبه حاجى عشان انت وحشنى و كل الشله و الله....بس بقولك ايه انا ممكن اجيب معايا عمر ابن احمد الله يرحمه"
مهاب "يا بنى تعالى خفيف عشان نعرف نعط براحتنا و الفرح حيكون فيه مزز كتير"
يقهقه ضاحكا "و بالنسبه للمدام بتاعتك حتعمل معاها ايه؟"
مهاب "حامل بقى و تعبانه و حتفضل قاعده فى مكانها مش حتمسك فى ديلى"
&&&&&&&&&&&&&&& 
فى فندق الباشا بالاسكندريه
بالتحديد بغرفه تجهيز العروس فتجتمع الفتايات من اقارب و رفيقات و اخوات للتزين و مرافقه العروس 
تجلس نورهان امام مرآه الزينه و تضع لها الخبيره اللمسات الاخيره فتنظر الى خديجه و تردد بفرحه "ميرسى يا ديچا تعبتك معايا"
خديجه بسعاده " على ايه بس.... الصور طالعه تحفه و انتى زى القمر "
نورهان بحرج "كنت عايزه منك طلب بس مكسوفه"
خديجه بمرح "وش كسوف اوى.. انطقى عايزه ايه؟"
نورهان " تروحى الاوضه بتاعه ابراهيم و تصوريه هو و صحابه "
خديجه بخجل "ازاى يعنى اروح لوحدى اوضه مليانه شباب انتى مجنونه يا نور"
نورهان " منا حبعت معاكى نيره اختى "
خديجه باستسلام "ماشى الامر لله"
تخرج الفتاتان للتوجه لغرفه العريس و رفاقه فتنظر نيره بغرابه و تهتف " يا بنتى ما تقلعى الحجاب ده فرح و عايز لبس و شياكه و سواريه "
خديجه باصرار "مستحيل... و بعدين منا لابسه سواريه اهو" 
نيره " ده سواريه ده؟ ده الفرح مليان مزز تحت "
تضحك خديجه و تردد بقهقه "مزز؟ الرجاله بقى يتقال عليها مزز امال البنات بيتقال ايه عليها؟"
نيره بضحك "عود البطل"
تقهقه الفتاتان فتلمح نيره ذلك الواقف يرتدى حله سوداء، جذاب و طويل يتحدث بالهاتف فتطلق صافره صغيره و تردد باعجاب "مش لسه بقولك مزز... بصى المز ده"
تنظر له خديجه بطرف عينها و تحدث اخت رفيقتها بتحذير "اتلمى بقى خلى اليوم يعدى"
تدلف لغرفه العريس و تبدء باخذ بعض الصور له بوضعيات مختلفه بمفرده و مع رفاقه 
يخرج مهاب فيجد عمر يتحدث بالهاتف فياخذه منه على حين غره و ينظر له بحنق و يردد " يا بنى ارحم نفسك من الشغل و تعالى اتصور "
عمر برفض " مبحبش انا الصور انت عارف "
مهاب " تعالى بس "
اخذ يسحبه پعنف و قوه وسط رفض عمر حتى يرتطم بظهر خديجه المنحنيه قليلا لتضبط وضعيه الكاميرا على الحامل فتسقط منها على الارض و تنكسر عدستها وسط شهقتها و حزنها الشديد
عمر باسف "انا اسف جدا يا انسه"
خديجه بحزن شديد "حصل خير"
مهاب "كده ايه الليله اتضربت و لا تتصلح؟"
خديجه "لا بس العدسه القريبه ال25... كده انا حضر اصور بالعدسه العاديه و الواسعه بس"
عمر "انا بجد اسف"
خديجه " معلش اكيد مكنتش تقصد"
طوال حفل الزفاف ينظر عمر لتلك الفتاه المحجبه و التى تقوم بالتصوير فى شتى ارجاء المكان متفانيه جدا فى عملها بالرغم من شكلها الهزيل و عدم ملائمتها للمحيطين ممن يرتدوا العرى فشعر بالضيق لكسره عدستها و صمم فى نفسه تعويضها اياها
بعد انتهاء حفل الزفاف وقف عمر بجوار بوابه الخروج مستندا الى سيارته فى انتظارها حتى رآها تخرج مع الفتايات الاخريات فاقترب منها و هو يهتف " لو سمحتى... يا استاذه"
تنظر له برقه و تجيب " اتفضل "
عمر بضيق " انا بجد مضايق جدا انى كسرتلك الكاميرا"
خديجه " خلاص و الله حصل خير" 
تحاول اللحاق بالفتايات فيوقفها بلهفه "استنى بس... انا مصمم انى اجيبلك عدسه بدالها"
خديجه "معلش اسفه بس انا مش حقبل عوض"
عمر " ده مش عوض... من اتلف شئ عليه اصلاحه "
خديجه " ده لما يكون قاصد اتلافه "
عمر بفروغ صبر "بصى انا متعودتش حد يعارضنى كتير كده و مش بحب المجادله الكتير و انا مش حمشى من هنا الا لما اجيبلك غيرها... انا لو كنت فاهم فيهم كنت اشتريت واحده و جيت ادتهالك"
خديجه " طيب انا متشكره جدا على شعورك النبيل ده بس فعلا اتاخرت و حيمشو و يسيبونى و انا طريقى طويل "
عمر باصرار" مفيش مشاكل اوصلك انا "
خديجه باستهزاء " و انا اعرفك منين عشان توصلنى.. ثم انى مسافره المنصوره.... حتوصلنى للمنصوره؟ "
عمر "على الاقل خدى حقها"
خديجه "حقها ايه بس؟ الاكيد ان مش حيكون معاك حقها"
عمر بضيق"ليه؟ انتى شيفانى هفق اوى كده "
خديجه بضيق من الفاظه "ليه الالفاظ دى؟كل الفكره انها ب10 الاف جنيه و اكيد مفيش حد بيمشى فى جيبه المبلغ ده فخلاص اللى حصل حصل" 
تقترب والده العروس متسائله " ديچا... واقفه عندك بتعملى ايه؟  يلا يا بنتى عشان نلحق نرجع قبل الليل "
خديجه " حاضر يا طنط "
عمر " اسمك ديچا "
خديجه " خديجه.... و لازم امشى "
عمر ببسمه "عاشت الاسامى يا خديجه و انا عمر و اتشرفت بمعرفتك، ارجوكى ادينى رقمك عشان اقدر اتواصل معاكى و اوصلك العدسه " 
خديجه باصرار "خلاص بقى قلبك ابيض"
تذهب من امامه فيتذكر من عشقها قلبه 
فلاش باك******
خديچه " اهرب بسرعه يا عمر اهرب "
يلحق بها رجال ابيها المسلحين و يسحبوها من يديها فيتتبعهم عمر للاطمئنان عليها "
عمر بقلق " اطمن عليها الاول و بعدين اروح اجيب قوات تهجم "
و لكن يوقفه تركيز سلاح الى راسه من احد الملثمين و اجباره على العوده للمعسكر فيجد المفاجأه...... 
★★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★

الفصل الثانى ❤❤

انا حسيت ان فصل واحد فى الاسبوع قليل عشان كده قررت انى كل ما اكتب بارت حنزله بس حيكون من غير مواعيد ما عدا الميعاد الاساسى اللى هو الجمعه العاشره مساءا و يا ريت الاقى تقييم كويس و تعليقات تفتح النفس 
قراءه ممتعه و اسيبكم مع البارت 
★★★★★★☆☆☆☆☆☆★★★★★★
صړاخ هائل و دوى صڤعات هادره... استنجاد و طلب للرحمه و لكن هيهات من اين الرحمه عند ما لا يرحم من اقرب له

يقف امير الجماعه فى منتصف تلك الصحراء القاحله وسط العتمه ليشعل رجاله النيران حتى تضئ عتمه الليل القاصى فيجد عمر نفسه مقيد باغلال من حديد و راسه يتدلى لاسفل و قدمه مرفوعه لاعلى و تلك الفتاه الرقيقه البريئه جاثيه على الارض و يدها مقيده خلف ظهرها و آثار الضړب و الټعذيب قد هشمت ملامحها

الامير پقسوه " اختارتى الخيانه و خنتى بنى قومك... لماذا انطقى؟ " 
خديچه باجهاد " ارجوك... الرحمه " 
الامير "الرحمه اما لكى او له فلتختارى الآن" 
خديچه " قساوه قلبك ممكن تخليك تاذينى؟ " 
الامير " القصاص مو القساوه و الخيانه تمنها المۏت"

ليشهر سلاحھ و يوجهه اليها بعيون حزينه و هو يردد پقسوه "بيدى بطهرك من الخيانه يا بنتى" 
صرخه مدويه يطلقها عمر المعلق راسا على عقب على اثر اطلاق الڼار عليها لتخر صريعه فى لمح البصر وسط تهليلات المرتزقه و انبهارهم بقوه قائدهم و تشجيعهم له على الاستمرار

الامير " هاتوه لهنا " 
يقومون بفك وثاقه و رميه على الارض امامه وسط ركلهم له فى انحاء جسده و اسفله پقسوه داميه 
عوده من الفلاش ******

عمر يحدث نفسه " اااه مجرد ذكرى اسمك بيفتح جروحى يا خديجه " 
يدلف الى سيارته و يقود عائدا لمنزله و افكاره تصارعه و ذكرياته تهاجمه باقصى اوقاته ۏجعا و الما 
&&&&&&&&&&&&

تعود خديجه لمنزلها و تبدء فورا بالعمل على تعديل الصور التى التقطتها عدستها و وضعها على حاسوبها الشخصى حتى تستطيع طباعتهم بسرعه لتفاجئ رفيقتها بانهائهم فى وقت قياسى.....  و اثناء تعديلها للصور تقع عينها على صورته وهو يقف يبتسم نصف ابتسامه بجوار رفاقه فتتمعن النظر لوسامته و تبتسم رغما عنها ليقطع شرودها صوت امها

حياه " ديچا.... تعالى العشا جهز " 
خديجه " حاضر يا ماما " 
يجلس الجميع على المائده و اثناء تناولهم العشاء يبدء وجه والدها بالازرقاق فيجد صعوبه فى التنفس 
خديجه بلهفه "بابا..... مالك؟" 
حياه بصړاخ " فى ايه يا عبده؟ بسم الله الرحمن الرحيم "

يظل يتنفس ببطئ و يبدء الصغير محمد بالبكاء فتحاول اخته الكبرى تهدئته و لكن الامر يطول فتهم خديجه بالاتصال بالاسعاف

يسعفه المسعفون حتى يصلوا للمشفى و هناك تعلم خديجه بحاله والدها المرضيه فتجلس تبكى بحرقه و تحدث والدتها بتخاذل " ليه كده يا ماما؟..... ليه خبيتى عليا؟ " 
حياه "ابوكى مكانش عايز يزعلك" 
تدلفا لغرفته فينظر لهما من اسفل جهاز تنفسه و يرفعه عنه ليتحدث فتحاول خديجه منعه و لكنه يصر على الكلام

عبد الرحمن " المره دى جت سليمه يا ديچا.... الحمد لله يا بنتى بس زى ما فهمتك لو ده اتكرر تانى لازم تكلمى عمك طه.... فاهمه؟ تكلميه قبل حتى اخواتى ما يعرفو "
خديجه بطاعه و طمأنه " حاضر يا بابا متقلقش "

فور خروجهم من المشفى تصمم خديجه على حديثها مع ابيها "مفيش حاجه اسمها مفيش علاج و تيأس بالشكل ده... حضرتك تنزل على مصر و هناك اكيد فى دكاتره كبار و يقدروا يطمنونا" 
عبد الرحمن " يا بنتى منا روحت " 
خديجه بانتباه " و قالك ايه الدكتور؟" 
عبد الرحمن " قال نفس الكلام بتاع دكاتره هنا يا بنتى... انا انتهزت فرصه انى فى القاهره و روحت لطه و عرفته كل حاجه "

يحكى لها زيارته لابن عمه الذى قام بالترحيب به بشكل مبالغ فيه 
طه " اهلا اهلا اهلا يا عبده... ايه النور ده؟ القاهره نورت " 
عبد الرحمن " منوره باهلها يا طه... اخبارك ايه؟" 
طه بموده " الحمد لله يا ابن عمى و انت مالك عجزت كده ليه؟ " 
عبد الرحمن بتنهيده " المړض يا طه "

ينظر طه بفضول و ضيق و يردد پخوف ظاهر على ملامحه "مالك يا عبده؟  اكيد زيارتك ليا بعد السنين دى كلها وراها حاجه" 
عبد الرحمن " انت عارف يا طه انك طول عمرك اخويا و احنا كنا اقرب اتنين لبعض لولا موضوع سميره ده مكناش افترقنا ابدا " 
ق
طه ببسمه " انسى بقى يا عبده... انت فى حياتك و بيتك وولادك و هى ليها ربنا " 
عبد الرحمن بفضول " لسه برده رافضه الجواز؟ " 
يضحك طه عاليا و يردد بسخريه " يعنى و هى فى عز شبابها رفضت تتجوز حتيجى دلوقتى بعد سنها ما كبر تفكر فى الجواز؟.... اهى عايشه معايا و ولادى بيسلوها،  المهم انت محتاج منى ايه؟ "

عبد الرحمن "اوصيك على مراتى وولادى انا مفضليش كتير و عايزك انت تبقى الوصى عليهم" 
طه بخضه " لا يا عبده متحطنيش فى المواجه دى مع اخواتك و بعدين هو انت ولادك لسه قصر؟ "

عبد الرحمن "ايوه خديجه لسه حتكمل 20 سنه و محمد يا دوب 12 سنه و انا فهمت حياه انك انت تبقى الوصى عليهم و بعدين انت كبير عيله الباشا و محدش يقدر يقف قصادك و انا مش حآمن على ولادى غير ليك انما اخواتى طمعانين فيهم"

طه پغضب "طمعانين فى ايه؟  هو انت لسه عندك حاجه يطمع فيها ما اخدوا كل حاجه" 
عبد الرحمن "الطمع على حته الارض اللى ضحكو عليا بيها و ادوهالى بور خليتها جنه و بقت بتجيب محصول قد كده و طمعانين فى بنتى خديجه"

طه ببسمه تغزل " طلعه حلوه لامها و لا ايه؟ " 
يضحك الاثنان ضحكه عاليه و يكمل طه " مش امها دى اللى جننتك بجمالها و خلتك تقاطع عيلتك كلها" 
عبد الرحمن "اهى البت طالعه احلى من امها... استنى اوريك صورتها"

يخرج هاتفه و يظهر صوره خديجه بجمالها الاخاذ فيردد طه باعجاب " بسم الله تبارك الله.... زى القمر و فيها الطمع يا عبده اهو انا اول ما شفتها بقيت عايز اخدها لعيل من ولادى بس انا بقى معنديش الرفاهيه دى "

عبد الرحمن بسخريه " ليه يا طه؟  ملكش حكم على ولادك و انت بتحكم بلد بحالها " 
طه " لا مش مساله حكم.. بس عمر الكبير من ساعه حكايه الجيش دى و هو رافض الجواز و التانى صايع و بتاع بنات و ناوى يجيب اجلى بدرى بدرى " 
عبد الرحمن بفضول "هو ايه اللى حصل لعمر؟"

طه "يا حبيبى فضل فى معسكر الټعذيب ده 6 شهور و رجع منه متبهدل على الاخر،  تصور يا عبده بعد ما رجع و دخل المستشفى خطيبته تسيبه" 
عبد الرحمن "معندهاش اصل" 
طه " انا عاذرها بس التوقيت هو اللى كان غلط،  لو كانت استنت يخف و بعد كده تتفاهم معاه بالراحه " 
عبد الرحمن " و هى سابته ليه من الاساس.... عشان ساب الجيش؟ "

طه " يا ريت... دى سابته عشان الټعذيب خلاه عقيم مبيخلفش وقفت له تقول انا من حقى ابقى ام و احنا لسه على البر و جه بعدها طلب القاده بتوعه انه يعمل معاش مبكر عشان شاكين فى حالته النفسيه و اهو ربنا معاه "

عبد الرحمن "يا عينى عليك يا طه و على اللى جرالك ده انت شفت الويل فى ولادك" 
طه " الحمد لله على كل حال.... المهم دلوقتى انت تخف و ربنا يديك الصحه و منحتاجش ابدا لا لوصايه و لا مشاكل مع اخواتك " 
عبد الرحمن " بس انت عند وعدك ليا... ولادى و مراتى امانه فى رقبتك يا طه " 
طه "من غير ما تقول يا ابن عمى" 
&&&&&&&&&&&& 
فى شركه الباشا للحراسات

يجلس عمر يتابع الاعمال فيتلقى اتصال من رفيقه مهاب يحدثه بمرح"يا باشا.... اختفيت من يوم الفرح" 
عمر بجديه " مشغول يا بنى انت ايه اجازه ولا ايه حكايتك؟ "

مهاب " لا مش اجازه انا فى الجيش بس صور الفرح اتبعتتلى من اخويا و حبيت افرجك عليها طالعه حلوه اوى " 
عمر بضحك "ابعت يا سيدى و انا عارف شكلى فى الصور بيطلع ازاى" 
مهاب " و الله طالع تجنن يا عمر الباشا "

ينظر عمر للصور المرسله له و يبدء بتفحصها فيلاحظ وجود شعار بجانب الصور عليه اسم و رقم خديجه ( Deja photos) 
فيضع فى اعتباره تعويضها عن كسر عدستها بعد ان علم منها ارتفاع سعر تلك القطع فيشعر بغبطه لاحساسه باذيتها ماديا و لا بد انها تحتاج للنقود فيتصل بها على الفور

تجيب خديجه بصوت رقيق "السلام عليكم" 
عمر بهدوء و اعجاب " و عليكم السلام.... انا عمر " 
خديجه بانتباه "عمر مين؟" 
عمر بخجل "اللى كسر العدسه"

خديجه بتوتر "اه... ازيك؟" 
عمر برزانه "الحمد لله... انتى عامله ايه؟" 
خديجه بخجل "الحمد لله... هو انت جبت رقمى منين؟" 
عمر ببسمه "اللوجو بتاعك على الصور" 
خديجه بمرح " اه انت شفتهم؟  طالعين حلوين اوى" 
عمر ببسمه " انا اول مره اطلع شكلى حلو فى الصور بس انتى شاطره"

خديجه بعفويه "ليه يعنى مش بتطلع حلو؟  انت وسيم و مش محتاج مصور شاطر عشان تطلع حلو" 
يبتسم عمر من مدحها له و يردد باطراء "مش حقولك ان عنيكى هى اللى حلوه عشان متفتكريش انى بعاكسك بس حقول عدسه كاميرتك حلوه"

تشعر خديجه بالخجل بعد تفوهها بتلك العباره فتصمت لحظات ليقطع هو حاجز الصمت و يردد بثقه " انا جاى المنصوره قريب " 
خديجه بتوتر "تنور... بس انا دخلى ايه؟" 
عمر بجديه " عايز اقابلك عشان موضوع العدسه " 
خديجه برفض " لا خلاص ملوش داعى و انا قلتلك الموضوع مش مستاهل "

يزفر عمر بضجر فيردد بحزم " بصى يا انسه خديجه... اولا انا مش بعاكس او اعمل حجج عشان اقابلك لو انتى مفكره كده انا فعلا مش حقبل انى اكون سبب فى خسارتك بالشكل ده خصوصا بعد ما عرفت تمن العدسه....  و ثانيا صدقينى انا لو عارف الموديل بتاعها كنت اشترتها و بعتهالك بالشحن"

تجيبه خديجه بعصبيه شديده "هو حضرتك بتتعصب عليا ليه كده؟  انا مش عايزه منك حاجه" 
تضغط على اسنانها بضيق و تردد بحنق من اسلوبه "انا مضطره اقفل... مع السلامه"

تغلق الهاتف دون انتظار اجابه منه ليشعر هو بالڠضب الشديد و يزفر موبخا نفسه "فى حد يتكلم بالاسلوب ده... انت غبى اوى" 
&&&&&&&&&&&&&& 
فى ڤيلا الباشا

جلس الجميع على المائده يتناولون طعامهم بهدوء ليكسر طه حاجز الصمت و يردد بتوتر " عمر....  انا محتاج منك تيجى معايا مشوار مهم " 
نظر له عمر بتعجب و ساله "مشوار ايه يا بابا و امتى؟  متنساش انى نازل البلد الاسبوع ده عشان اشوف الارض" 
طه "ما المشوار له علاقه بالحكايه دى"

يجيب عمر بفروغ صبر "بابا... انا مش فاهم حاجه،  نفطر و تعالى نتكلم فى المكتب و تفهمنى عايز منى ايه بالظبط" 
طه بخضوع "ماشى يا بنى... بس انت وسع خلقك شويه"

يجلس الاثنان بغرفه المكتب و يحكى طه ما دار بينه و بين ابن عمه من حوار و ما وصاه به و اخذ يردد 
"عبد الرحمن كان اقرب الناس ليا،  يمكن يكون اقرب ليا من اخواتى زى ما انا كنت اقرب ليه من اخواته و لولا اللى حصل مكناش افترقنا ابدا"

عمر بفضول "هو عبد الرحمن ده اللى كان خاطب عمتى؟" 
طه "ايوه يا بنى" 
عمر پغضب "و هو السبب فى انها بالشكل ده؟" 
طه "سميره اللى كبرت الموضوع يا بنى و....."

يقاطعه عمر بصياح "عموما انا مش بغلطه هو اتصرف صح يمكن احسن ما حضرتك اتصرفت لما اتحطيت فى نفس موقفه"

طه بضيق " خلاص يا عمر ملوش داعى تفتح القديم،  المهم دلوقتى انا كنت واخد منه الاشاعات و التحاليل بتاعته و بعتهم لدكتور اورام كبير اوى آخد رايه فيهم بس الدكتور مطمنيش و قالى انه ايامه قليله اوى و كنت عايزك معايا اروح ازوره و اهو بالمره اتعرف على عيلته "

عمر پحده "انا حاجى معاك بس عشان اخلص موضوع الارض و غير كده مش حدخل كفايه انى اوصلك و ابقى ارجع اخدك و انا راجع" 
طه باستسلام " ماشى يا بنى زى ما تحب "

يخرج عمر من غرفه المكتب و يجلس طه يتذكر ما حدث منذ اكثر من اربعه و عشرون عاما 
كان كعاده اهل الريف عند ولاده طفله بالعائله يقوموا بخطبتها و هى لا تزال رضيعه لاحد ابناء عمومتها و هو ما حدث مع كل من عبد الرحمن و طه فمنذ ان كانا بعمر صغير تمت خطبه طه لابنه عمته و كانت تدعى صابرين و تمت خطبه عبد الرحمن لابنه عمه و اخت رفيقه الوحيد و هى سميره

فور دخول عبد الرحمن الجامعه تعرف على فتاه جميله و هى حياه كانت اخت رفيقه بالدراسه و لكن فور ان علم اباه و عمه باعجابه بها رفضوا تلك الزيجه و هددوه بحرمانه من ميراثه الشرعى ما اذا اصر على رايه ليبتعد رغما عنه عن حبيبته

لم يمر الكثيرمن الوقت حتى توفى ابوه و عمه بالتوالى فتزوج من محبوبته بعد ان فك خطبته على ابنه عمه و هنا تمت مقاطعه عائلته له و ظلت سميره ترفض الزواج بعد صډمتها بحب طفولتها و الذى لم ترى بحياتها غيره بحكم انغلاق عالمها 
&&&&&&&&&&&&&&&&&&& 
فى منزل خديجه

سمعت خديجه طرقات خفيفه على باب المنزل فتوجهت و هى تمسك بيدها سکين التقطيع لانشغالها بتجهيز طلبات الطعام الذى تقوم بتحضيره.... تفتح لتجد امامها ذلك الرجل الوقور ذو الشعر الابيض و الذى يقف منتصبا امامها ليحدثها بصوت واثق

طه "ازيك يا بنتى؟ عبد الرحمن موجود؟" 
خديجه بتوتر"ايوه اقوله مين؟" 
طه بحنين "انا عمك طه" 
تنفرج اساريرها و تهتف بفرحه "اتفضل يا عمى...اهلا و سهلا نورت المنصوره" 
طه ببسمه "منوره باهلها ماشاء الله زى القمر و احلى من الصور كمان يا خديجه يا بنتى" 
تخجل خديجه و تتورد وجنتاها و تردد "ربنا يخليك يا عمى، ثوانى و انده لبابا"

يرحب عبد الرحمن بضيفه و تقوم خديجه بتحضير الكثير من الاطعمه اللذيذه و تردد "السفره جاهزه يا بابا اتفضلو " 
طه باستمتاع "الله على الاكل...ايه الجمال ده؟ المدام شكلها بريمو يا عبده" 
يضحك عبد الرحمن و يردد بمرح "المدام شاطره مفيش كلام لكن الاكل ده كله من عمايل ايد خديجه...اصلها سياحه و فنادق و واخده الموضوع عن حب" 
طه بانبهار "معقول!"

عبد الرحمن "اه و الله زى ما بقول لك كده حتى مجموعها كان جايب اقتصاد و سياسه و هى اختارت السياحه و الفنادق" 
ينظر طه لخديجه باعجاب و يسالها "انتى قسم ايه يا خديجه؟" 
خديجه "فندقه يا عمى و نفسى ابقى شيف اوى و بعافر فى الجامعه عشان القسم ده الغالبيه العظمى فيه للشباب مش البنات"

طه بمرح "ليكى عليا تخلصى من هنا و اشغلك عندى فى فندق من الفنادق بتاعتى بس للاسف معنديش فندق هنا فى المنصوره" 
خديجه بانبهار "هى فنادق الباشا بتاعه حضرتك؟" 
طه ببسمه "ايوه يا بنتى...عندى فى القاهره و الاسكندريه و سينا فيها 4 فنادق كمان و الاقصر و اسوان"

عبد الرحمن "ما شاء الله ربنا يزيد و يبارك يا طه" 
ينظر طه للصغير محمد و يساله بمرح "و انت يا محمد نفسك تطلع ايه؟" 
محمد " ظابط " 
يقوس طه فمه بضيق و يردد باسى "ليه يا حبيبى المهنه دى صعبه اوى ما تبقى دكتور و لا مهندس" 
محمد باصرار " لا انا عايز ابقى ظابط " 
طه " ربنا ينولك اللى انت عايزه يا بنى "

يصدح هاتف خديجه بالرنين لتجده رقم ذلك المزعج عمر فزفرت فى ضيق و استاذنت لتجيب فى غرفتها 
فور دخولها تجيب بضيق و اقتضاب " افندم "

عمر پحده بسيطه "ايه الرد ده؟  عموما انا عارف انى اتكلمت معاكى بطريقه وحشه المره اللى فاتت بس انا كان عندى مشكله عشان كده مقدرتش اتمالك اعصابى" 
خديجه بصرامه " حضرتك بتسمى ده اعتذار؟ " 
عمر پغضب و دهشه " نعم.... اعتذار،  لا طبعا انا مش متصل اعتذر " 
خديجه بضيق " امال عايز ايه و يا ريت بايجاز قبل ما اعملك بلوك " 
عمر بشده "تعمليلى بلوك؟.... انا !"

يضحك بصوره عڼيفه و مستهزءه فتقوم خديجه باغلاق الخط عليه ووضعه على لائحه الرفض و هى تضغط على اسنانها فى ضيق و تردد پغضب "قليل الذوق و مغرور" 
لا يمر الكثير حتى ياتيها اتصال من رقم اخر لتجيب فتجده عمر الذى تحدث بسرعه و ايجاز "قبل ما تقفلى انا عند توكيل  كانون اللى عندكم فى المنصوره و مش عارف نوع العدسه اللى اتكسرت"

خديجه پحده "انا قلتلك انى......" 
يقاطعها بسرعه " انا حشترى اغلى نوع فيهم و حسيبهالك فى المحل و انتى روحى استلميها طلعت هى كان بها مطلعتش ابقى بدليها و حبعتلك عنوان المحل فى رساله بس فكى البلوك عشان توصلك.... سلام"

ليغلق هو هذه المره بوجهها دون انتظار ردها فتقوم بالاتصال عليه مرارا و تكرارا حتى تخبره انها لن تذهب و لا توافق على ما قاله و لكنه لا يجيبها

قامت بالغاء رقمه من على قائمه الرفض لتصلها رسالته بعنوان المحل فارسلت له ردها شديد اللهجه 
( انا مش رايحه فى حته و متشكره بس اسلوبك يخلى اى حد يرفض الميه من ايدك و لو حيموت من العطش)  

ينظر عمر للرساله المكتوبه و يجد نفسه يضحك رغما عنه على طفولتها فيجيبها برساله 
( انا اتحركت من قدام المحل و العدسه هناك و انتى حره انا عملت اللى عليا)

تزفر فى ضيق و تردد "حجر... صخره مش ممكن مش بنى ادم بجد" 
تسمعها امها و هى تسب فتقترب منها و تربت على خصلاتها الذهبيه و تسالها باهتمام "مالك يا ديچا نازله شتيمه فى مين؟" 
خديجه بعصبيه "واحد معندوش ډم"

تحكى لوالدتها ما حدث منذ حفل الزفاف و حتى تلك اللحظه فتضحك حياه و تردد بموده " يا حبيبتى يمكن هو اسلوبه كده" 
خديجه پغضب "بس المفروض يحسن اسلوبه شويه" 
حياه بتساؤل " و انتى مالك و ماله... واحد كسر عدسه و دفع تمنها و خلصت و لا عمرك حتشوفيه تانى متضايقيش نفسك من مفيش و تعالى سلمى على عمك طه قبل ما يمشى"

&&&&&&&&&&&&&&&&&& 
فى فندق الباشا بالقاهره

يجلس عدى على مكتبه يباشر الافواج القادمه فتدخل عليه سكرتيرته الحسناء ملك و التى تقف الى جواره توقع الاوراق و هى ترتدى فستان قصير يلتصق بجسدها بلون الجسم يكاد يتقطع من عليها و تبدء بالدلال و حركات الاڠراء

ينظر لها عدى ببسمه خبيثه و يردد "مش حنبطل دلع و مياعه بقى" 
تمتعض ملك منه فتنظر له بضيق و تردد " كده يا عدى بيه الله يسامحك"

تحاول الخروج پغضب فيسحبها من يدها و يقف امامها بوسامته الفتاكه و ينظر لها بتركيز و يردد " مش انا فهمتك ان مينفعش عشان احنا بنشتغل مع بعض و لو الحاجات دى دخلت فى الشغل الدنيا حتبوظ"

ملك برقه و دلال "قول ان ملكش غير فى المستورد" 
يضحك عدى ضحكه عاليه و ينظر لها بمكر و يردد " بالعكس ده انا بحب المحلى اوى و الله بس الظروف مش بتساعد " 
ليغير نبرته الرقيقه و تصبح حاده بعض الشئ و يردد "روحى شوفى شغلك و بلاش دلع"

ينظر فى اثرها و هى خارجه من مكتبه غاضبه فيضحك ضحكه خبيثه و يردد فى نفسه "لسه الحلو مستواش... فاضل له تكه" 
&&&&&&&&&&&& 
فى شركه الباشا للحراسات

يجلس عمر على مكتبه بمفرده فيتذكرها و يتسائل فى نفسه  " يا ترى راحت اخدت العدسه؟ "

يظل يجلس و يفكر ماذا يفعل ايقوم بالاتصال عليها و لكن كل اتصال يعقبه عراك و اغلاق الهاتف فيظل على هذه الحاله حتى يحسم امره بالنهايه و يتصل بها فيصعق لوجود رقمه على قائمه الرفض،  يتصل من الرقم الاخر و يجده ايضا على قائمه الرفض فيزفر فى ضيق و يردد پغضب 
“عنيده.... متعبه "

يخرج خارج مكتبه و يستدعى مساعده معتز و يهتف "هات موبايلك عايز اعمل منه مكالمه" 
يعطيه الهاتف فيقوم بنسخ الرقم و الاتصال على الفور فتجيب بادب "السلام عليكم" 
يجيبها عمر بصوت تهكمى "و عليكم السلااام" 
فيكمل بسرعه فور احساسه بانها ستغلق الخط "و اوعى تقفلى قبل ما تسمعينى"

خديجه "عايز ايه؟" 
عمر پحده "اخدتى العدسه؟" 
خديجه باصرار "لا و قلتلك انى مش حاخدها" 
عمر بضيق " ليه العند ده كله؟.... الموضوع خلص و انتهى و ملوش داعى ابدا اللى بتعمليه ده " 
خديجه بايجاز "من فضلك انا ورايا مذاكره و امتحانات و بجد مش فاضيه فلو سمحت تقفل و تسيبنى اذاكر"

عمر برقه " طيب من فضلك روحى خدى العدسه و اوعدك انى مش حضايقك تانى " 
تنكس خديجه راسها و تردد بخفوت " طيب خلاص بكره و انا خارجه من الامتحان حعدى على المحل.... تمام كده و لا فى حاجه تانيه؟ " 
عمر ببسمه "لا تمام.... ربنا ينجحك" 
خديجه بايجاز " شكرا"

يغلق معها الهاتف و يعطيه لرفيقه الذى نظر اليه بتعجب و ساله بفضول " مين دى يا عمر؟  اوعى تقول ان فى واحده فى حياتك؟" 
عمر بذهول " واحده فى حياتى؟  انت عارف ان مفيش حد و مش ناوى يكون فى حد " 
معتز " امال مين دى؟ " 
عمر بضيق " يا عم دى بنت فوتوجرافر و انا كسرتلها عدسه الكاميرا بتاعتها و جبتلها واحده تانيه... بس كده "

معتز بخبث "ما هى بتبدء كده يا صاحبى" 
عمر بفروغ صبر " يا بنى اخلع و حل عنى بقى" 
&&&&&&&&&&&&& 
فى ڤيلا الباشا

بعد تناول العشاء يجلس الجميع بغرفه المعيشه فتنظر سميره لاخيها و تردد متسائله "ايه اخبار عبد الرحمن يا طه؟" 
طه بحزن " ادعيله يا سميره... حالته متاخره اوى " 
ليان بفضول "مين ده يا بابى؟" 
طه " ابن عمى و زى اخويا "

سميره بضيق "و مراته و عياله كويسين؟" 
طه بايجاز "ربنا معاهم يا سميره... و قفلى بقى انتى مفيش فايده فيكى بعد كل السنين دى و لسه زى ما انتى"

تنظر سميره لعمر الهادئ و تردد پغضب " ساكت ليه يا عمر؟ عاجبك طريقه ابوك معايا؟" 
عمر بضيق "يا عمتى انسى بقى،  الراجل بيودع و مراته و عياله حيتيتمو" 
طه پحده " فى حد يقول كده برده يا عمر الواحد يدعى ربنا يشفيه انما يقول كده برده "

ينظر عمر لابيه بضيق و يردد پغضب " اسف يا طه بيه،  الظاهر ان اسلوبى مبقاش عاجب حد و الاحسن انى انسحب من المناقشه دى " 
يقف پغضب و يصعد لغرفته وسط توسلات هاله " حقك عليا يا عمر... متزعلش يا حبيبى" 
عمر "خلاص يا ماما من فضلك سبينى لوحدى"

يجلس بمفرده ليتذكر حاله قبل ذلك الحاډث فقد كانت شكيمته قويه على كل من حوله و كان يهابه الكبير و الصغير فيردد باسى 
"بقى انا بقيت بالضعف ده؟  ليه و عشان ايه،  انا لسه عمر الباشا و الكل لازم يعرف مين هو عمر الباشا" 
يتمدد على فراشه لتهاجمه افظع كوابيسه بمقټل خديجه و تعذيبه و ضربه اسفله حتى ڼزفت اعضاءه

فلاش باك **** 
الامير پقسوه "كفى يا رچال..... هاتوه عندى يقبل قدماى" 
ينظر له عمر پغضب و يردد "اهون عليا اموت و لا ابوس رجل واحد قتل بنته من غير رحمه" 
الامير " انت اللى بتشيل ذنبها لانك السبب.... عشقتك و عشقها اتسبب بمۏتها و انت راح حتصلها"

تقترب قوات الجيش بعد ان عملت موقع معسكر الټعذيب للثار منهم و لتحرير رفاقهم فتهجم القوات بقياده مهاب رفيق عمر و تستطيع تصفيه الكثير من العناصر و لكن الاوامر كانت شديده بشان الابقاء على حياه اميرهم لاهميه المعلومات التى بحوزته

مهاب بلهفه "عمر.... انت كويس؟" 
عمر "ايوه،  ادينى سلاح" 
مهاب " ايه الڼزيف ده؟  ارتاح انت و احنا حنخلص المهمه " 
يهدر به عمر بصوره كبيره و يردد پغضب و قسوه "بقولك ادينى سلاح"

يمتثل مهاب لڠضب رفيقه فيعطيه سلاحھ فيبدء عمر بتقفى اثر الامير حتى وصل اليه و وقف امامه يهدده " مش قلتلك ان يومك جاى " 
الامير "انا ما بيهمنى لان اذا انا مۏت حدخل الچنه لكن انت رح تروح ع الڼار" 
ينظر له عمر پغضب و لا يتمالك نفسه فيحاول مهاب ان يثنيه عن ما يدور بخلده "عمر.... القياده عيزاه حى" 
عمر و قد اشتعلت النيران بداخله "و انا عايزه مېت"

فيقوم باطلاق الڼار عليه حتى يفرغ سلاحھ من الطلقات و بعد كل طلقه يسبه و يلعنه 
عمر "دى،  عشان خديجه....  و دى،  عشان احمد.....  و دى،  عشان كل زمايلى اللى ماټو و نكلتو بيهم.....  و دى،  عشان كل زمايلى اللى عاشو و عذبتوهم.....  و دى  ليا انا بقى"

يهدر به مهاب "ليه يا عمر كده؟  القياده عيزاه حى يا اخى" 
عمر پغضب "القصاص.... دى كانت كلمتهم" 
عوده *****

يفيق عمر من نومه يتصبب عرقا بفزع فيقف و ينظر لنفسه بالمرآه ليردد پغضب "امتى الكوابيس دى حتنتهى؟"

يقف يضرب الكيس الرملى الموضوع بغرفته حتى ينفس عن غضبه و يظل يضرب و يضرب حتى تبدء يداه بالتشقق فېصرخ عاليا بالم و هو يطيح بكل ما طالته يده فتهرول اليه هاله بفزع

هاله بخضه " عمر... يا بنى اهدى يا حبيبى " 
يجلس على الارض فتجلس هاله الى جواره و تحتضنه و تبكى على حاله و تردد بالم "يا حبيبى... حرام عليك نفسك يا عمر و حرام عليك اللى بتعمله فى امك يا بنى انا بمۏت لما بشوفك كده"

عمر باڼهيار "مش قادر يا امى.... مش قادر،  خسړت كل حاجه شغلى و الانسانه الوحيده اللى حبتها بجد و خسړت نفسى و خسړت احساس الابوه و خسړت صاحب عمرى..... بجد مش قادر"

هاله بحنق " الانسانه اللى حبتها دى بنى ادمه واطيه و متستاهلش دموعك " 
عمر پبكاء "لا يا امى انا مش بتكلم عن عبير انا بتكلم عن خديجه اللى ضحت بحياتها و ماټت بسببى" 
هاله بحزن " يا قلب امك... انت محبتهاش يا عمر،  انت حسيت بالمسؤليه ناحيتها بس... يا حبيبى انسى يا بنى و عيش حياتك و اتجوز بقى و فرح قلبى "

عمر پانكسار "و مين توافق تتجوز واحد حيحرمها من الامومه؟" 
هاله "يوم ما تحب و تتحب حتلاقى اللى مستعده تعيش معاك على المره قبل الحلوه يا بنى" 
&&&&&&&&&&&&& 
فى منزل خديجه

افاقت من نومها باكرا لتذهب الى جامعتها لتاديه امتحانها و فور الانتهاء ذهبت مع رفيقاتها رنا و نورهان لاستلام عدسه اله التصوير التى تركها لها عمر

نورهان بخبث "بس طلع ذوق اوى عمر....جه لحد هنا و مطلبش انه يقابلك و دفع تمن العدسه" 
خديجه بضيق "مين ده اللى ذوق، ده انسان مغرور و متعجرف و قليل الذوق"

رنا ببسمه "اه معاكى حق، انا قلت عليه كده لما شفته فى الفرح بس قوليلى يا نور هو متجوز؟" 
نورهان "معرفش، بس كل صحاب مهاب متجوزين لانهم كبار يا بنتى بس معرفش عمر متجوز و لا لا"

رنا "طيب ما تسالى ابراهيم جوزك يا نور" 
نورهان بفضول "ايه حكايتك؟هو عجبك ولا ايه؟" 
رنا بحرج "يعنى....مز و رزين كده و شكله وقور" 
خديجه بضيق و ملل من حديثهما "ما خلاص بقى....حنفضل فى سيره سى عمر طول اليوم"

تقهقه الفتيات و تتجه للمحل و فور استلام خديجه للعدسه تتنفس براحه و تردد بفرحه "كنت شايله هم شړا واحده جديده بس الحمد لله" 
نورهان بسخافه "كنتى بس عماله تتنى و تتفردى على عمر و قال ايه لا مش عايزه و مش حاخدها"

خديجه بضيق "عشان اسلوبه وحش جدا بيامر اللى قدامه كانهم عبيد عنده" 
رنا "حتلاقيه ظابط زى باقى الشله بتاعتهم" 
خديجه بفروغ صبر "انا مروحه...اقعدو انتو بقى اتكلمو فى سى عمر ده"

تعود خديجه لمنزلها و فور دخولها تجد اعمامها و عماتها يتراصون بغرفه استقبال الضيوف و معهم ابنائهم 
خديجه بخضه "فى ايه؟" 
العم صفوت "ما احنا عرفنا ان ابوكى دخل المستشفى و جايين نزوره"

عبد الرحمن "خلاص يا صفوت قلتلك تعب بسيط و راح لحاله متعملش منها قضيه" 
صفوت بضيق "قضيه.....يعنى نعرف من الغريب انك دخلت المستشفى و لا مراتك و لا بنتك تقول لنا"

ينظر العم جلال پغضب و يردد بحنق شديد "احنا عرفنا اللى عندك يا عبده...الواد صابر شغال فى المستشفى و شافكم و قال لنا، ازاى متقولش لاخواتك عشان على الاقل نقف جنبك يا اخويا"

عبد الرحمن "طالما عرفتو باللى عندى يبقى اكيد عرفتو ان مفيش علاج فملوش لازمه الكلام ده" 
جلال پقسوه "ماشى يا عبده، بس خد بالك انت لازم تتطمن على مراتك وولادك الاول و احنا جايين انهارده عشان نطمنك يا اخويا انهم فى الحفظ و الصون"

عبد الرحمن پخوف"انا لا مراتى و لا ولادى محتاجين حد يا جلال ربنا معاهم و حارسهم " 
جلال بصرامه"ايوه بس مينفعش تسيب وليتين كده لوحدهم فى الدنيا و ابنك محمد لسه صغير "

صفوت بتبرير"من الاخر كده يا عبده بنتك لازم تتجوز عيل من عيالنا يا ابنى يا ابن جلال " 
عبد الرحمن پغضب "و ليه بقى ان شاء الله؟ انا بنتى مش حتتجوز غير اللى تختاره هى "

جلال ببرود "ما احنا بنقول اهو تختار لان مش حنسيب ارضنا تروح لحد غريب لازم يكون من عيله الباشا، فهمت و لا لا" 
يكمل صفوت حديث اخيه المستفز و يردد بتاكيد "و ده حيحصل يا دلوقتى يا بعد ربنا ما يسترد امانته فالاحسن ليك و لينا اننا نتمم الموضوع ده فى حياه عينك"

تنظر لهم خديجه بالم و تهدر بهم بصوره عارمه و تردد بضيق "انتو ازاى كده؟ جايين تتكلمو عن مۏت اخوكم و كانه حاجه عاديه و كل اللى هاممكم بعد ما عرفتو حالته هو الارض متخرجش بره عيله الباشا"

جلال بصياح هادر "احترمى نفسك يا بت انتى و اتكلمى معانا كويس احنا اعمامك مش عيال صغيره قدامك" 
خديجه بغل و كره "عمامى...انتو عمامى؟ عمرى ما حسيت بده و لا حسيت ان فى صله ډم بينا اصلا و انسو انى اوافق على الموضوع ده"

يصفعها عمها جلال امام ابيها و كل الحاضرين فتصرخ حياه و تجرى لتحتضن ابنتها وسط صړاخ جلال بشده "الظاهر ان ابوكى و امك معرفوش يربوكى كويس، بس ملحوقه يا بنت عبد الرحمن و ملكيش غيرى اللى حيربيكى"

يقف عبد الرحمن مسرعا ليحول بين ابنته و اخيه الفج و ينظر له بضيق و يردد بحنق "انا مربى بنتى كويس و عمرى ما مديت ايدى عليها و القلم اللى انت اديتهولها ده حتدفع تمنه غالى اوى يا جلال"

صفوت بمهادنه "بس يا جلال ميصحش كده...و انت يا عبده احنا جايين انهارده عشان بنتك تختار يا طارق ابنى يا محمود ابن جلال، ده حتى اختك دلال قالت على ابنها بس احنا قلنا انه مش من عيله الباشا"

يصيح عبد الرحمن باخوته و لكن يهاجمه المړض فيفتك برئته ليمتنع عن التنفس فجأه و يسقط ارضا فتهرع اليه ابنته و زوجته لمساعدته و تقوم خديجه بالاتصال بالاسعاف لنجده والدها

تذهب خديجه برفقه والدتها بسياره الاسعاف و يتبعهم اعمامها بسياراتهم لتهتف حياه وسط بكائها "اتصلى يا بنتى بعمك طه" 
خديجه بضعف "حاضر يا ماما حكلمه حالا" 
تتصل على الفور بعمها طه لتحدثه اثناء بكائها "ايوه يا عمى انا خديجه"

طه بخضه "مالك يا بنتى فى ايه؟" 
تجيب خديجه وسط حشرجه صوتها من اثر البكاء " بابا تعبان اوى و رايحين بيه على المستشفى " 
طه بلهفه "ماشى يا بنتى انا مسافه السكه و اكون عندكم"

بعد مرور اربع ساعات و عبد الرحمن محجوز بالعنايه المركزه يحضر طه للمشفى فيتفاجئ بوجود كل من صفوت و جلال ليردد الاخير بتعجب "طه؟!.... انت ايه اللى جابك و عرفت منين؟" 
طه بجمود "مش مهم دلوقتى.....فهمونى ايه اللى حصل؟"

تقترب حياه پبكاء و تحكى له ما حدث من اعمام ابنتها فينظر طه بضيق و غل و يردد بصياح 
"انتو خلاص اټجننتو، مش شايفين قدامكم غير الارض و الفلوس...ده اخوكم اللى تعبان جوه للدرجه دى قساوه قلبكم"

يخرج الطبيب ليطمأن عائلته باستقرار حالته و طلبه لمقابله طه فيستجيب الاخير على الفور 
و داخل حجره العنايه يتمدد عبد الرحمن على فراش المړض و هو موصول باجهزه التنفس فينظر له طه بحزن و يردد بمرح زائف "جرى ايه يا راجل يا عجوز؟...... كل شويه حتخضنا عليك كده يا عبده"

عبد الرحمن بتعب "اسمعنى يا طه..... انا مش فاضل لى كتير و اللى شفته انهارده من اخواتى اكد لى مخاوفى انهم حيبدلوهم عشان الارض و الفلوس" 
طه بحنق "انا مش فاهم....مكفاهمش اللى اخدوه، فاضل ايه تانى؟ "

عبد الرحمن بتوسل "جوز خديجه لولد من ولادك يا طه، هم عايزين الارض متخرجش من عيله الباشا و انا حنفذ اللى قالوه....جوزها حد من ولادك اللى شايلين اسم الباشا عشان ابطلهم حجتهم" 
طه بتردد" بس يا عبده..... اصل...."

يقاطعه عبد الرحمن "صدقنى ده الحل الوحيد و غير كده حيحصل زى زمان و يمكن اسوء...على الاقل خليه كتب كتاب لحد ما خديجه توصل السن القانونى و تقدر تستلم ارضها و ارض اخوها"

يفكر طه بتلك المعضله فعمر لن يوافق مطلقا على تلك الزيجه مهما كلف الامر و اما عدى فهو ليس باهل لتلك المسؤليه فماذا يفعل

عبد الرحمن بتساؤل  و حيره "ها يا طه قلت ايه؟" 
طه باستسلام "قلت لا اله الا الله يا عبده، انا حكلم عدى ابنى و افهمه الحكايه و هو مش حيمانع" 
عبد الرحمن "بس نتمم الجواز باسرع ما يمكن عشان يحصل على حياه عينى و بكده محدش يقدر لا يشكك فى الجوازه و لا فى نواياك يا طه "

طه بخفوت "ماشى يا عبده انا حتصل بعدى اخليه ييجى و نتمم الجواز انهارده و لا بكره و انت اتكلم مع بنتك يمكن متوافقش" 
عبد الرحمن "لا من الناحيه دى اطمن، انا بنتى عمرها ما تكسرلى كلمه و لو فهمت ان دى وصيتى، حتنفذها مهما كانت 
طه" خلاص يا عبده على بركه الله " 
&&&&&&&&&&&&&&&

الفصل الثالث ✨✨

تجلس خديجه بجوار ابيها على فراشه بحجره العنايه المركزه تنصت له باهتمام و هو يحدثها

عبد الرحمن بسرد "زمان....انا كنت خاطب اخت طه بس مكانش بمزاجى، كانت اوامر العيله لحد ما قابلت مامتك، خالك عصام كان زميلى فى الجامعه و اتعرفت عليها و حبيتها و قررت اتجوزها بعد مۏت ابويا.....وقتها كان ورثى حته ارض كبيره بتجيب ايراد كويس و طبعا كنت سبت البلد و اجرت الارض للمزارعين عشان المشاكل.....جه بعدها عمك جلال و صفوت يبادلونى بالارض بحجه ان المزارعين بيضايقوهم فى الرى و ان ارضى بتقسم ارضهم هم الاتنين و عشان كده راحو مدينى ارض تانيه فى اخر البلد....انا مكنتش مدى خوانه و وافقت بس بعد كده عرفت هم ليه عملو كده "

خديجه بانصات "ليه يا بابا؟" 
عبد الرحمن "الارض كانت داخله كوردون مبانى و سعرها ضړب فى العالى و هم كانو عارفين و ضحكو عليا....ارضى و ارض طه و ارض جلال كانت فى الكوردون و اتفق جلال و صفوت انهم يبادلونى بالارض عشان يبيعوها بسعر خرافى"

خديجه "عشان كده كل العيله اغنيه اوى يا بابا و احنا يعنى ربنا سترها معانا" 
عبد الرحمن بضيق "ايوه يا بنتى، و عشان وقتها طه كان يا دوب ماسك العيله جديد و كان زعلان على اخته لانها رفضت الجواز من بعد ما انا فكيت خطوبتى عليها فمقدرش يقف جنبى"

خديجه بضيق "قصدك مرداش يقف جنبك" 
عبد الرحمن "لا يا بنتى، طه كان لسه صغير... اينعم كان كبير العيله سنا و مقاما بس برده و جاتله سفريه السعوديه دى و ساب كل حاجه فى ايد اخوه طاهر الله يرحمه و مرجعش غير لما اخوه ماټ و ساب بنتين و شفت قد ايه حافظ عليهم لحد ما جوزهم و حافظ على ارضهم و محدش قدر يضايقهم... عشان كده انا مش حآمن عليكم غير معاه"

خديجه "اطمن يا بابا و ربنا يخليك لينا و منحتاجش لحد غيرك" 
عبد الرحمن بتوسل "حطلب منك طلب و اعتبريه وصيتى يا بنتى"

تبكى خديجه و تردد بالم "يا بابا متقولش كده ابوس ايدك و كل طلباتك اوامر من غير ما تبقى وصيه" 
عبد الرحمن "عشان بس تنفذيها مهما لقيتى الدنيا صعبه عليكى يا بنتى" 
خديجه "حاضر يا بابا طلباتك ايه؟"

عبد الرحمن "تتجوزى ابن عمك طه....اهو من عيله الباشا يعنى حنبطلهم حجه الارض تخرج بره العيله" 
خديجه بحزن "ليه يا بابا كده؟ بقى حضرتك عايزنى اتجوز واحد لا عمرى شفته و لا اعرفه عشان الارض، انا مش عايزه الارض دى"

عبد الرحمن بحزن "يا بنتى دى حقك و حق اخوكى و يمكن كمان ده اقل من حقكم و انا مش بقول اتجوزيه جواز....ده مجرد كتب كتاب و لما توصلى السن القانونى و تلاقى نفسك قادره تصرفى امورك و امور اخوكى ابقى ساعتها اعملى اللى انتى عيزاه يا بنتى"

خديجه بحزن "و تربطنى ليه بس سنتنين و لا سنه و نص بواحد معرفوش...ده انا بيتهيألى انى اتجوز حد من ولاد عمامى اهون على الاقل اعرفهم كويس و اعرف طباعهم" 
عبد الرحمن "يا بنتى خلينى اطمن عليكى قبل ما اموت...متتعبنيش حرام عليكى"

تبكى خديجه باستسلام و تردد باسى "خلاص يا بابا اللى تشوفه" 
عبد الرحمن ببسمه "ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتى، و خلى بالك طه بيقولى ان عدى ابنه لذيذ و دمه خفيف يعنى مين عارف مش يمكن....."

تقاطعه خديجه "لا يا بابا انا حيكون ليا شرط واحد بس، و هو ان الجواز ده على الورق لحد ما اوصل السن القانونى و بعدها انا حره ارجوك فهم عمى طه و ابنه بالحكايه دى"

عبد الرحمن " ماشى يا بنتى بس فى حاجه مهمه لازم تعرفيها....انا عايز خديجه بنتى ترفع راسى و متخليش حد يتكلم عن تربيه عبد الرحمن  يعنى تخلى الناس كلها تشوف قد ايه عرفت اربى بنتى، فاهمه يا ديچا؟" 
خديجه بتوتر "حاضر يا بابا حرفع راسك و اخليك تفتخر بيا قدام الناس كلها" 
&&&&&&&&&&&& 
فى ڤيلا الباشا

يعود طه بعد الاطنئنان على ابن عمه بعد محاولاته الوصول لعدى دون جدوى فهاتفه مغلق و فور دخوله للبيت يهتف مناديا زوجته "هاله...يا هاله" 
تجيب هاله بلهفه "ايوه يا طه.... انت جيت امتى؟"

طه بفروغ صبر "لسه حالا، ابنك فين؟" 
هاله برقه "انهى واحد فيهم؟" 
طه بضيق" البايظ....عدى بيه " 
تنظر له بتوتر و تردد بتردد "اصله....اصله....." 
يقاطعها بصوره هادره "ما تنطقى هو فين؟" 
هاله بعجاله "جه الظهر اخد شنطه هدومه و قال انه مسافر كام يوم مع صحابه"

يتوتر طه فيسالها پغضب "سافر؟ فين؟" 
هاله پخوف ظاهر على ملامحها "روسيا" 
يجلس طه و هو يزفر فى ضيق و يردد باسى و تخاذل "عمرى ما احتاجته  فى حاجه و لاقيته ابدا، زى قلته" 
هاله بقلق "مالك بس؟ انت كنت عايزه فى ايه؟" 
طه باسف "اقعدى و انا احكيلك"

يقص عليها ما حدث منذ ذهابه للمنصوره و توجهه للمشفى و طلب عبد الرحمن بتزويج ابنته لاحد اولاده حتى خروجه للمشفى و تركه وسط تواجد اخواته الذين ينخرهم الطمع و الجشع فتنظر له بتاثر و اسى على حالهم

هاله باسى "لا حول الله يا رب....ربنا يكون فى عون مراته و ولاده فى ناس كده فى الدنيا" 
طه بحزن "طول عمرهم طماعين" 
هاله بتساؤل "ايوه يا طه بس انت كنت عايز تجوز عدى لبنته، عدى مستحيل يوافق" 
طه بتاكيد "لو شافها حيوافق اكيد" 
هاله بفضول "ليه هى حلوه؟"

يبتسم طه و هو يخرج هاتفه من جيب بنطاله و يريها صوره لها بدون حجاب و اخرى بحجاب كان قد اخذها من والدها فتنظر باعجاب شديد و تردد 
"بسم الله ما شاء الله شبه الملايكه يا طه و شكل سنها صغير" 
طه "ايوه لسه حتكمل 20 سنه كمان شهرين" 
هاله بحزن "يا حبيبتى صغيره على الهم ده، طيب انت حتعمل ايه دلوقتى؟"

طه بضيق "مش قدامى غير عمر مع انى قلت لعبده انى حجوزها عدى بس خاېف استناه لما يرجع يكون عبده راح للى خلقه" 
هاله بدهشه "معقول للدرجه دى تعبان؟" 
طه بحزن شديد "الدكتور قالى قدامه ايام حتى عشان كده خرجه من المستشفى شاف انه ملوش لزوم و كل الحكايه انهم بيحطوه على جهاز التنفس و بس"

تنظر له بتفكير و تظل شارده الذهن فينظر لها طه بفضول و يسالها "بتفكرى فى ايه؟" 
هاله بشرود "عمر مستحيل يوافق، انت عارف ظروفه غير ان اسمها خديجه يا طه احنا كده حنقلب عليه المواجع" 
طه "بصى مفيش غيرك اللى حيقدر يقنعه و انتى عارفه ازاى تخليه يسمع كلامك"

هاله " انا اقدر عليه فى كل حاجه الا موضوع الجواز ده " 
طه "حاولى يا هاله...حاولى" 
&&&&&&&&&&&& 
فى منزل خديجه

تجلس بجوار والدها و اعمامها يتناقلون الحديث بينهم و لا يعيروهما ادنى اهتمام ليردد جلال "انت ابنك خاطب يا صفوت و هى عمرها ما حتختاره فبدل ما نكسر بخاطر خطيبته اهو تتجوز محمود ابنى و انت عارف انه طول عمره عايزها"

صفوت بضيق "قول بقى انك ناوى على كده من الاول" 
جلال بمكر "خلاص اهى قدامك اسالها تاخد ابنك اللى خاطب و بيحب خطيبته و لا تاخد ابنى اللى بيحبها طول عمره"

ينظر صفوت لتلك الجالسه بجوار والدها تنظر لهما بتعجب من جرأتهما و تردد فى نفسها 
"دول انا لا اقدر عليهم و انا قاصر و لا حتى بعد ما اوصل للسن القانونى....قاعدين بيتكلمو قدامنا كان راينا تحصيل حاصل، الظاهر ان بابا كان معاه حق لما طلب منى اتجوز ابن عمى طه......يا رب يطلع بنى ادم كويس و يقدر يقف قصادهم"

يعيد جلال حديثه فقد ايقن شرود خديجه فهتف مرددا "انتى يا بنتى....ما تردى انتى سرحانه فى ايه؟" 
خديجه بارتباك "ايه....نعم يا عمى" 
جلال باستخفاف "نعم الله عليكى يا حبيبه عمك،بقولك اختارتى مين؟"

خديجه بمكر "اللى فيه الخير يقدمه ربنا انا مشغوله بامتحاناتى و اول ما اخلص اكيد حقعد مع حضرتك و اقولك قرارى" 
جلال پحده "الحكايه مش مستاهله انا بقولك ابنى و لا ابن عمك، اختارى و نبقى نتمم الجوازه بعد الامتحانات"

خديجه بهدوء زائف "طيب انا حصلى استخاره و ارد على حضرتك" 
جلال بعصبيه "يا بنتى ابن عمك صفوت خاطب و بيحب خطيبته"

يتدخل صفوت فى الحديث و يردد پحده "ما تسيبها تختار...انت كده بتضغط عليها عشان تختار ابنك، اديها وقتها و هى حره" 
جلال باستسلام "خلاص ماشى تعدى الامتحانات و نتكلم من تانى"

تتنهد خديجه بارتياح و ينظر لها ابيها فقد فهم انها تماطل حتى تكسب بعض الوقت لحين عوده طه و معه زوجها المستقبلى

يستاذن كل من جلال و صفوت للعوده للبلد و يردد صفوت بحنين مصطنع "حبيبى يا اخويا ربنا يطمنا عليك يا رب و تخف و تقوم لنا بالسلامه" 
عبد الرحمن "متشكر يا صفوت" 
جلال "احنا حنرجع البلد و على يوم الجمعه حنيجى تانى تكون بنتك اخدت قرارها و لو ربنا اراد يبقى خير البر عاجله نجيب المأذون و نخلص دوغرى"

ينظر لهما عبد الرحمن و بداخله براكين من الڠضب و يحاول تمالك اعصابه و الظهور بمظر الهدوء فيردد بهدوء زائف "اللى فيه الخير يقدمه ربنا" 
ينظر فى اثرهم بضيق و ينظر لابنته باسى و يردد بحزن "كان نفسى افرح بيكى و اجوزك اللى قلبك اختاره بس الظروف اقوى منى"

تدخل حياه و يعلو وجهها الڠضب و الضيق و تردد بصياح "اسمع يا عبده انا مستحيل اظلم بنتى و لو تفتكر انت زمان استغنيت عن كل حاجه عشان قلبك فمتجيش دلوقتى و تغصب على البنت و تخليها تعمل اللى انت مقدرتش تعمله زمان"

عبد الرحمن بحزن "انا بڠصب عليها عشان مصلحتها" 
حياه باستنكار "مصلحتها فى الفلوس و الارض؟ حتستفاد ايه لما مستقبلها يضيع فى جوازه بالڠصب..... انت غاصب عليها و ابن طه ابوه غاصب عليه"

عبد الرحمن "ده وضع مؤقت لحد....." 
تقاطعهما خديجه باصرار "خلاص يا جماعه متتخانقوش،انا اصلا اخدت قرارى و موافقه على ابن عمى طه" 
حياه "و تميلى مستقبلك بايدك ليه؟" 
خديجه "و مين قال كده؟.....بابا من فضلك كلم عمى طه خليه ييجى هو و ابنه عشان نقعد كلنا نتكلم بصراحه و نحط النقط على الحروف.... انا انهارده اكتشفت ان صعب جدا حد يقدر يقف قصاد عمامى غير يكون اكبر و اقوى منهم" 
عبد الرحمن "حاضر يا بنتى...هاتى التليفون" 
&&&&&&&&&&&&&& 
فى ڤيلا الباشا

تصعد هاله لغرفه عمر و تطرق الباب فلا تسمع اجابه فتفتحه لتجد عمر يضرب الكيس الرملى المخصص للملاكمه بصوره عڼيفه و جسده متشنج و عضلاته بارزه و يتصبب عرقا فتنادى عليه و لكنه لا ينتبه لها فقد وضع سماعات الاذن يستمع لبعض الموسيقى التحفيزيه و يظل يضرب الكيس الرملى الذى امامه حتى يشعر بملس ايدى ناعمه على ظهره فينتفض فزعا و يخلع عنه سماعات الاذن و يردد بلهاث

عمر "ماما!!..... خير فى حاجه؟" 
هاله بطيبه "كنت عايزه اتكلم معاك شويه يا بنى" 
يمسك كفها و يقبله و يهتف باحترام "حاضر يا ست الكل..حاخد شاور سريع و انزل نقعد مع بعض شويه فى الجنينه من زمان مقعدناش مع بعض" 
تضع راحتيها على صدغيه و تقبل جبينه و تردد بموده "حبيبى يا بنى"

يدلف للمرحاض و ياخذ حمامه ثم يخرج ليرتدى ملابس بيتيه مريحه و ينزل الدرج ليتجه لحديقه الڤيلا و ينظر للخادمه يامرها "اعمليلى قهوه" 
الخادمه "حاضر يا بيه"

يجلس بجوار هاله على الارجوحه و ينظر لها ببسمه و يردد بمرح "الجميل عايزنى فى ايه؟" 
هاله بتوتر "هو انت لسه بتفكر فى مساله جوازك من مرات صاحبك؟" 
عمر بحزن "كل زياره مامه احمد الله يرحمه تفاتحنى فى نفس الموضوع و انا بصراحه مش عارف اخد قرار"

هاله بتساؤل "طيب هو انت ممكن تتجوزها جواز بجد يعنى؟" 
عمر بتاكيد "لا طبعا مستحيل، كل الحكايه انه الحاجه ام احمد بتفكر لو جرالها حاجه مبقاش داخل و خارج عليهم من غير صفه كده"

هاله بمكر "يعنى انت ممكن تتجوز بس عشان تحمى واحده مفيش بينك و بينها صله قرابه حتى؟" 
يشعر عمر بتدبير ما من قبل هاله فينظر لها بخبث و يردد "ما تدخلى فى الموضوع على طول، انتى عايزه توصلى لايه؟"

هاله بتلعثم "بص...اصل ابوك....كان" 
عمر بضحكه ساحره "مالك يا ماما بتقطعى كده ليه؟ ادخلى فى الموضوع على طول يا ام عمر"

تبتسم بفرحه لمناداته لها بذلك اللقب فتحتضنه بقوه و تربت على ظهره و تدمع عيناها بدموع الفرحه و تردد بصوت مبحوح متاثرا بكم المشاعر التى اجتاحتها

هاله "عارف انا عمرى ما اتبسطت باى لقب او اسم اتناديت بيه قد ام عمر دى" 
عمر و هو يقبل يدها "انتى مش امى و لا ايه؟" 
هاله بحب "طبعا امك يا حبيبى" 
عمر "و كانو جيرانا فى السعوديه دايما بينادوكى بام عمر"

تنظر له بحزن و غصه و تتذكر تلك الايام ليكمل عمر دون قصد "لحد بقى عدى لما اضايق و قال لهم انك مش امى" 
هاله بتبرير "كان صغير يا عمر و كان عنده الغيره العاديه اللى من اى اخ لاخوه الكبير اللى واخد الاهتمام و ده حصل برده من ليان و اسيل ناحيه بعض"

عمر "مفيش داعى تبررى يا ماما انا عارف الكلام ده كويس....شوفتى بقى انتى ازاى سهتينى و خرجتينا من الموضوع اللى كنا بنتكلم فيه، ها.....قولى بقى انا سامعك"

تنظر هاله بتوجس و قلق و تسرد احداث ما حدث مع والده حتى طلب الزواج فينظر عمر لها باهتمام و يردد بتساؤل 
"يعنى انتو عايزين انى اتجوزها عشان احميها من عمامها؟" 
هاله "ده طلب ابوها و وصيته لابوك"

عمر بحيره "و بنت صغيره فى سنها ايه اللى يجبرها على حكايه زى دى؟ ثم انها اكيد مش حتوافق" 
هاله "لا اطمن...البنت موافقه و مش بتكسر لابوها كلمه"

عمر بتوجس "ايوه يا ماما بس انتو عارفين ظروفى ليه اظلم بنت صغيره معايا بالشكل ده؟...ثم انا اقدراحميها من غير جواز انا عارف جلال و صفوت كويس و اقدر اتعامل معاهم و اوقفهم عن حدهم و محدش فيهم يقدر يجبرها على اى حاجه"

يتدخل طه فى تلك اللحظه فى الحديث و يردد "قولى يا عمر" 
يلتفت عمر لوالده و يقف احتراما و يردد بخضه "بابا؟!  انت هنا من امتى؟" 
طه بتحفيز "من ساعه ما كنت بتحاول تهرب من شيل المسؤليه" 
عمر بضيق "انا يا بابا اهرب.... طب ليه؟ انا بقول انى اقدر احميها"

طه بخبث "طيب قولى لو مكنتش انت موجود تباشر الارض و الاملاك بتاعتنا اللى فى البلد كان حيكون ايه مصيرها؟" 
عمر پغضب "كان زمان جلال و صفوت لهفوها" 
طه "و عمولها قبل كده ما اخوهم فى الارض بتاعته اللى كانت داخله كوردون المبانى" 
عمر پغضب شديد "ما انا بقولك يا بابا انى اقدر احميها زى ما انا قادر احمى املاكنا"

طه بخبث "و الحمايه دى حتقضل على طول و لا لحد ما تنشغل عنها او تزهق" 
عمرو قد فهم تلميح ابيه "كلامك ده يا بابا معناه انك عايز الجواز ده يستمر مش زى ما ماما بتقول سنه و لا اتنين لحد ما تترفع الوصايه" 
طه بثقه "اه" 
عمر بدهشه " هو ايه ال اه.... بس يا بابا اناااا...."

يقاطعه طه بنبره حاسمه "لو ناوى تفتح نفس الموضوع قفل كلام و اطلع على فوق...و كفايه خذلان لحد كده" 
عمر بضيق "خذلان؟....انا عمرى خذلتك، ليه بتقول كده؟.... هو انا عشان رافض انى اظلم معايا بنات الناس...."

يقاطعه طه بحزم "انت عندك مشكله فى قدرتك الجنسيه؟" 
تخجل هاله من سؤاله الفج و تنظر له بضيق و تردد "ايه يا طه الكلام ده...حد يسأل سؤال زى ده؟" 
طه پحده طفيفه "فى ايه؟ عايز افهم ابنى ايه مشكلته....ما ترد" 
عمر بضيق "لا يا بابا معنديش"

يردد طه بمزاح و سخريه "العده شغاله تمام يعنى؟" 
يضحك عمر على اسلوب والده التهكمى و يردد ببسمه " اه يا بابا شغاله تمام " 
طه بتساؤل "يعنى انت مشكلتك فى الخلفه و بس؟"

عمر بضيق "و هى دى مشكله صغيره؟" 
طه" اه طبعا مشكله صغيره و لا مسمعتش عن حاجه اسمها الحقن المجهرى" 
عمر" دى حاجه مش مضمونه" 
طه بتاكيد "و برده ان اى واحده تتجوزها ممكن هى كمان تطلع مش بتخلف و دى برده حاجه مش مضمونه"

يزفر عمر بضيق و يردد "لو عارفه من قبل الجواز انها مش بتخلف و تخبى فده يبقى اسمه غش... و انا عارف حالتى و مينفعش...." 
يقاطعه طه "خلاص يبقى تقول لها على حالتك و تسيبها تختار، لو وافقت يبقى انت عملت اللى عليك و لو رفضت تبقى تطلقها"

عمر "انت بتتكلم كانها واحده واقعه فى عشقى و هيمانه فى دباديبى.....  مش واحده مغصوبه على الجوازه، ايه اللى يجبرها توافق على واحد يحرمها من انها تبقى ام" 
يقطع حديثهم رنين هاتف طه فينظر الى شاشته ليجده عبد الرحمن فينظر لعمر بضيق و يردد "اهو الراجل بيتصل يطمن.... اقوله ايه انا دلوقتى؟"

يجيب طه بمرح زائف "اوعى تقول انى وحشتك، ده انا لسه يا دوب سايبك من كام ساعه" 
عبد الرحمن بحزن و الم رهيب "و اللى حصل فى الكام ساعه دول خلانى عندى استعداد اجيلك لحد عندك و اجوز بنتى لابنك فى اللحظه دى" 
طه بضيق "يااه يا عبده للدرجه دى؟"

عبد الرحمن "انت مش متخيل دول قاعدين بيتكلمو عن الارض و عن موتى و عن جواز خديجه و لا كاننا قدامهم....مش عاملين حساب لاى حاجه و لا اى حد و خصوصا جلال" 
ينظر طه لابنه بتخاذل و يحاول اخبار ابن عمه بفشله فى ايجاد زوج مناسب لابنته فيفهم عمر نظره ابيه المتخاذله ليقوم على الفور بسحب الهاتف من يده و التحدث لعبد الرحمن بثقه 
"ايوه يا عمى انا عمر"

عبد الرحمن باشتياق "عمر ازيك يا بنى؟ ياااه من سنين مشفتكش و لا اتكلمت معاك، تقريبا من و انت عندك 6 سنين مش كده؟" 
عمر "ايوه...تقريبا من وقت وفاه ماما الله يرحمها و بعدها بفتره صغيره سافرنا السعوديه" 
عبد الرحمن "ايوه يا بنى و الله كانت ايام جميله"

عمر بجديه "المهم يا عمى احنا جايين فى اقرب وقت عشان نتفق على موضوع الجواز" 
عبد الرحمن بدهشه "ايوه بس....." 
عمر بتساؤل "مالك يا عمى؟" 
عبد الرحمن بخجل "اصل طه كان قالى ان عدى هو اللى....."

يصمت بخجل فينظر عمر لابيه پغضب و يحاول تدارك الموقف فيردد بحزم "محدش يقدر يقف فى وش جلال و صفوت غيرى يا عمى و لا انا مش مالى عينك" 
عبد الرحمن "لا يا بنى ايه اللى بتقوله ده، كل الحكايه انى استغربت" 
عمر بقوه "لا متستغربش و زى ما قلت لحضرتك اننا فى اقرب وقت حنيجى و....."

يقاطعه عبد الرحمن "هو الحقيقه انا سبب اتصالى انهم اتفقو يجو الجمعه الجايه عشان يتكلمو تانى فى موضوع الجواز و بنتى قالت لى لو تقدرو تيجو بكره عشان تتكلمو مع بعض و تحطو النقط على الحروف يعنى عشان....." 
يقاطعه عمر بحزم "انا جايلك بكره نتكلم و نتفق و نحدد ميعاد لكتب الكتاب"

عبد الرحمن "ماشى يا بنى تيجى بالسلامه.... المنصوره كلها حتنور بيك" 
عمر بادب "منوره باهلها" 
يغلق عمر الاتصال و ينظر لابيه بخزى و يردد بضيق "يعنى انا مكنش معمول حسابى فى الليله دى من الاول، اتحطيت اسبير لما عدى بيه رفض مش كده؟"

هاله بمهادنه "لا يا بنى،ابوك متكلمش مع عدى من اصله" 
عمر بصياح "امال ايه؟ شكلى انا عامل ازاى دلوقتى و الراجل فاهم ان عدى هو اللى حيتجوز بنته و يتفاجئ بيا....حيفهم ايه غير ان عدى رفض.... و انت ليه اصلا قلته عدى؟" 
طه "لانى كنت واثق انك مش حتوافق"

هاله بمهادنه "خلاص يا جماعه اللى حصل حصل و استهدو بالله، المهم انت اتفقت معاه تروح بكره ليه؟" 
عمر "الراجل خاېف و قلقان و اخواته كمان رايحين يوم الجمعه فالاحسن اننا نروح بكره نخلص الموضوع ده عشان محدش يتكلم بعد كده" 
طه "خلاص يا بنى، انا حفضى نفسى و اروح معاك" 
هاله بتوسل "ما تخدونى معاكم؟"

عمر بحزم "ماما...انا مش عايز حد يعرف بموضوع الجواز ده لا دلوقتى و لا بعدين بلاش نوقف سوق البنت، انا حتعامل معاها زى اخوها الكبير و حعتبرها زى ليان و اسيل و مش حنعرف حد غير عمامها و ده لما يبقو يفتحو موضوع الجواز تانى و غير كده مفيش.....مفهوم؟"

هاله "مفهوم يا بنى بس ده ميمنعش انى اجى معاكم" 
عمر ببسمه رقيقه "ماشى يا ست الكل....تعالى معانا عشان تعملى شغل الحموات" 
يقهقه طه ضاحكا و يردد "ده يوم المنى يا حبيبى بالنسبه لها" 
&&&&&&&&&&&&&& 
فى جامعه المنصوره

تجلس خديجه لتؤدى اخر امتحان لها وسط شرودها و فور انتهاء وقت الامتحان تخرج هى و رفيقاتها رنا و نورهان لتردد الاخيره "انا معرفتش احل حاجه، هو الامتحان كان صعب و لا انا الجواز اللى اثر عليا؟"

تجيب رنا بحماس "بالعكس الامتحان كان ساهل بس انتى خلاص مش نافعه" 
تقهقه الفتاتان و تنظر رنا لخديجه بتوجس و قلق و تردد "انا عارفه ان ظروف تعب باباكى ممكن تكون اثرت على مذاكرتك بس انتى طول عمرك شاطره و اكيد حتعدى"

تظل خديجه على حالها و لا تجيب فتهتف رنا بصياح "هاااى..انتى هنا....ديچااا" 
تنظر لهما بخضه و كانها كانت فى حاله سبات و تفيق لتوها فتردد خديجه بصوت خاڤت "انتو بتقولو ايه؟" 
نورهان بمرح "ايه صح النوم، اوعى تكونى كنتى كده فى اللجنه؟" 
خديجه بحزن "صدقى و الله انا معرفش انا كتبت ايه فى الامتحان؟"

رنا بحزن على حال رفيقتها "معلش يا حبيبتى....ربنا ان شاء الله حينجحك عشان تعبك طول السنه" 
نورهان بمرح زائف محاوله التخفيف على رفيقتها "ايه رايكم نتغدى سوا انهارده؟" 
خديجه برفض "لا انا حروح البيت عشان اطمن على بابا و كمان جايلنا ضيوف"

نورهان بمحايله " ده انا حسافر اسكندريه بكره الصبح و مش راجعه غير على الدراسه و يمكن ابراهيم كمان ميجبنيش الا على الامتحانات يعنى ممكن منعرفش نشوف بعض غير بعد وقت طويل جدا " 
خديجه باصرار "معلش يا نور بس و الله مليش مزاج لاى حاجه"

رنا بمحايله "و النبى يا ديچا عشان خاطرى ساعه ونروح احسن انا زهقانه خالص و انتى عارفه كريم اخويا حيحبسنى لحد الاجازه ما تخلص" 
تنظر خديجه لرفيقتاها باستسلام و تردد " ماشى امرى لله بس هى ساعه واحده انا ورايا حاجات كتير اوى و مش عايزه اتاخر" 
نورهان بفرحه "لا هى مسافه السكه نقعد و ناكل و نهيص شويه و ع البيت دوغرى"

تتحرك الفتايات باتجاه المطعم و تجلسن على الطاوله و تبدئن بالاكل وسط ضحاتهن و استمتاعهن فقد حاولتا كل من رنا و نورهان ان تخرجا رفيقتهما الغاليه من حاله الحزن بعد انا علمتا بحاله ابيها و لكن خديجه لم تقص عليهما اى من احداث بشأن زواجها او مشكلتها مع اعماهها 
&&&&&&&&&&&&&&& 
فى منزل خديجه

تسمع حياه طرقات خفيفه على الباب فتذهب بسرعه و تفتحه لتجد امامها شاب وسيم طويل و مفتول العضلات ذو وشوم على يده فتبتلع ريقها بتحفظ و هى تنظر خلفه لتجد طه الباشا فتقوم بالترحيب به

"اهلا اهلا يا طه...اتفضل بيتك و مطرحك" 
يومئ طه لها براسه فى امتنان و ينظر لعمر و هاله ببسمه رقيقه و يشير لهما بالدخول و هو يردد 
" ادخل يا عمر "

يدلف عمر باستحياء و هو مطئطئ الراس فتنظر حياه فى اثره و تنبهر بشخصيته القويه لتردد فى سرها 
" ما شاء الله ربنا يحفظه لشبابه "

تستدعى عبد الرحمن الذى كان يستريح على فراشه قليلا ليرحب هو الاخر بابن عمه و ينظر لعمر بانبهار و يردد باعجاب 
" ما شاء الله يا طه....ابنك ده؟" 
يجيب طه بفخر " ابنى البكرى....عمر "

يتعجب عبد الرحمن و يردد بضيق " بقى انا اعرف من ابوك انك دايما بتروح البلد و متفكرش و لا مره تسال عنى، و لا نسيت و انت صغير مين اللى كان دايما بيلاعبك؟"

يجيبه عمر بخجل " و الله يا عمى الدنيا تلاهى و ادينى اهو حبقى جوز بنتك و بكره تزهق منى " 
تحاول حياه الترحيب بهاله فتنظر لها برقه و تردد " منوره يا حبيبتى و الله لو نقدر كنا فرشنا الارض ورد" 
تجيب هاله بفرحه " ده من زوقك"

يجلسو جميعا لتجاذب اطراف الحديث و كل فتره تنظر هاله حولها بتوتر و تعود لتكمل حديثها الودى مع حياه ليقطع عبد الرحمن الحديث و هو يردد بمرح 
" جرى ايه يا ام خديجه...ما تقومى تجهزى الغدا للضيوف " 
تجيبه على استحياء " حالا يا اخويا خمس دقايق و الاكل يكون جاهز " 
ينحنى عمر و يقترب من اذن ابيه و يردد بهمس " هى اسمها خديجه "

طه بمرح" ايوه...هو انا مقلتلكش؟" 
عمر بقهقه " لا مقلتليش.... بقى بالزمه جاى اتجوز واحده معرفش حتى اسمها "

ينتبه عبد الرحمن لهمهمه كل من طه و عمر فيتوقع لربما هناك خطب ما فيسال باستحياء " فى حاجه يا طه؟...محتاج حاجه؟" 
طه مغايرا للحديث " لا ابدا...بس امال فين عروستنا الحلوه " 
عبد الرحمن" زمانها جايه...اصل انهارده اخر يوم فى امتحاناتها "

عمر بفضول " هى كليه ايه يا عمى؟" 
عبد الرحمن بتعجب" هو طه مقالكش؟" 
يضحك عمر ضحكه رجوليه عاليه و يردد بمرح " لا مقالش " 
عبد الرحمن " كليه سياحه "

اثناء حديثهم يفتح الباب بالمفتاح و تدلف خديجه فتجد والدتها تجهز طاوله الطعام و فور رؤيتها لابنتها تردد بلهفه " ادخلى بسرعه غيرى هدومك و البسى حاجه كويسه و حطيلك شويه احمر كده " 
خديجه بدهشه " و ده من ايه؟"

حياه بضيق و عصبيه " اعملى اللى بقول عليه...يلا" 
خديجه بضجر " حاضر يا ماما...حاضر"

تدخل غرفتها و تبدء بتغيير ملابسها فتستلم رساله على هاتفها المحمول فحواها" اخدتى العدسه؟" 
تنظر للهاتف و تردد بهمس " ده وقتك انت كمان.... انا مش عارفه ليه بفكر فيه كل شويه؟ ما حال ما احنا كل ما نتكلم نضايق فى بعض "

ترسل له الرد بايجاز " ايوه....شكرا " 
يصلها رده المقتضب " العفو " 
تفتح حاسوبها المحمول و تتصفح الصور المحفوظه به لتخرج صورته مع رفاقه و تشرد بها

اما بالخارج فقد اعدت حياه المائده باصناف متنوعه و شهيه و هتفت بترحيب " اتفضلو الاكل جاهز "

يقف كل من عبد الرحمن و طه و تتبعهم هاله فتنظر الاخيره خلفها لتجد عمر مشغول بهاتفه المحمول فتسعل سعله صغيره لتنبيهه و لكنه كان فى عالم اخر...شارد الذهن غير منتبه لها فتعود هاله للوراء و تدفعه دفعه صغيره على كتفه لينتفض هو على اثرها مسقطا هاتفه من يده بارتباك

" مالك يا عمر؟ " 
يحيب عمر بتردد " ها...فى حاجه يا ماما؟" 
هاله ببسمه رقيقه " يا حبيبى يلا الاكل حاجز و ابوك و عمك بره" 
عمر " حاضر جاى اهو "

يجلسوا جميعا على المائده و يبدئوا بتناول الطعام فيذهل طه منه و يسال باهتمام " مين اللى عمل الاكل المره دى؟" 
حياه بفرحه " خديجه طبعا....انا يا دوب بسويه و بس " 
تمدح هاله بالطعام و تردد باطراء " تسلم ايديها.....باين عليها شاطره اوى، امال هى لسه مجاتش؟"

حياه بخجل " جت...بس دخلت تغير هدومها و شويه و طالعه " 
ينظر عمر باستهزاء،و يردد فى نفسه " لازم شغل الامهات ده...هى اللى عامله الاكل كله، ده نفسها فى الاكل تحفه و كأن الراجل بيتجوز عشان ياكل و بس"

تقف حياه و تدخل غرفه ابنتها و تردد بضيق" انتى يا بنتى لسه ملبستيش...ما تخلصى يا ديچا الناس قاعده على السفره " 
خديجه" حاضر كنت برتاح شويه....حلبس و اطلع " 
حياه " طيب انجزى عشان تلحقى تتغدى "

تجيب خديجه" لا انا اكلت مع زمايلى،خلينى بقى اطلع بعد ما يخلصو اكل " 
حياه بفروغ صبر " انتى حره...حاجه تزهق، ده العريس حته قمر و الله اطلعى بس شوفيه "

تنظر لها خديجه بحزن بائن و تردد بفتور و لا مبالاه " و النبى انتى عسل يا امى محسسانى انه عريس بجد....الله يكرمك روحى شوفى ضيوفك و سبينى اجهز "

تقف امام المرآه تنظر لنفسها بحزن و تعود لتنظر لحاسوبها و تشرد لحظات و تردد فى نفسها " اعتبريها جواز صالونات يا ديچا....انتى لا اول واحده تتجوز كده و لا اخر واحده، المهم انك تخلى ابوكى فخور بيكى زى ما قال لك "

تهندم نفسها و تضع بعض مساحيق التجميل الخفيفه دون مبالغه و ترتدى فستان رقيق و تضع حجابها و تخرج لتدلف الى المطبخ تعد لهم القهوه بعد انتهائهم من تناول الطعام و عودتهم للجلوس بغرفه الصالون

يبدء طه بالحديث الجدى و يردد " بص يا عبده....انا عمر ابنى انت عارفه كويس و عارف انه راجل و يقدر يحافظ على بنتك و اهل بيتك بامر الله و...... "

يقاطعه عمر بقوه " انا اقدر اقف فى وش جلال و صفوت  و من غير جواز يا عمى و اقدر احميهم و احمى مصالحم كمان، بس بابا قال لى انك خاېف عليهم و انا حعمل اللى ربنا يقدرنى عليه عشان احافظ عليهم "

تخرج حياه و تذهب لخديجه بالمطبخ 
حياه بفروغ صبر " انجزى....الناس هنا من بدرى، يقولو ايه؟ مش موافقه و غصبينك؟" 
خديجه پحده طفيفه " حاضر يا ماما اهو بعمل القهوه " 
تدخل خديجه حامله القهوه و تردد بصوت مبحوح " السلام عليكم "

تنظر لها هاله باعجاب شديد و تبتسم ابتسامه واسعه من جمالها و رقتها فيلتفت عمر للنظر اليها ليتسمر مكانه و يبتلع ريقه بذهول و يظل ينظر لها و هى غير منتبه له فقط تطرق راسها لاسفل حامله بيدها القهوه فى خجل

يتحدث طه بمرح " تعالى يا عروسه ابنى يا قمر " 
تنظر هاله لعمر فتجده متسمرا مكانه فتظن انه قد سحر بجمالها فتحدثه مبتسمه " ايه يا عمر؟ شفت عروستك حلوه ازاى؟"

تنتبه خديجه لحديث هاله فترفع عينها و تنظر له فيسقط منها ما تحمله على الفور بخضه و فزع و تبدء فى الارتباك و عينها مسلطه عليه فينظر هو فى اثرها و يبتسم ابتسامه خبيثه و يشعر بالانتصار بانها تفاجئت

عبد الرحمن محدثا ابنته " ديچا؟...حصل خير يا بنتى معلش " 
حياه بخجل " معلش دلق القهوه خير برده " 
يسحبها ابيها من يدها و يقربها من عمر و يردد بموده " عمر الباشا، ابن عمك و زوج المستقبل بامر الله "

تظل خديجه على حاله الذهول و التى اعقبتها حاله من الصمت فاخذتها هاله لتجلسها الى جوارها و اخذت تنظر لها بتمعن و تردد بمرح " احلى من الصور يا طه "

تنظر خديجه بدهشه لاهلها هل ارسلو صورها كبضاعه للمعاينه الا يكفى انهم بعد اختيارهم لاحد ابنائهم و هو عدى قد قامو بتغييره لتحدث نفسها 
" اكيد عرفنى من الصوره.... الله يسامحك يا بابا يعنى هو جاى عارف عنى كل حاجه و انا اتفاجئ بالشكل ده "

ينحنى عمر لاذن ابيه و يحدثه بضيق " يعنى كمان كان معاكم صور ليها " 
طه بهمس " يا بنى منا حاولت اتكلم معاك و اقولك بس انت مدتنيش فرصه،و بعدين ملحوقه اديكم اهو قصاد بعض اقعدو و اتكلمو سوا و اتفقو على كل حاجه "

يظلا جالسين ينظرا لبعضهم و كل من عبد الرحمن و طه يتبادلا الاحاديث عن الماضى و الذكريات و قرابتهم حتى يقطع حديثهم الممل 
عمر " انا اسف لو حقطع كلامكم بس كنت عايز اقعد اتكلم مع خديجه لوحدنا شويه "

تنظر له هاله بخزى و تهمس له" حد يقول كده ايه الجرأه دى يا عمر؟" 
عمر باصرار" ها يا عمى قلت ايه؟" 
عبد الرحمن بخجل " طيب اطلعو فى البلكونه و اتكلمو براحتكم " 
عمر بجديه " لا مش حينفع، انا بعد اذنكم حاخدها و نقعد نتكلم فى اى كافيه "

تنظر له خديجه بتعجب لتجد موافقه من ابيها فتجده يقف بسرعه و يتجه ناحيتها فيقف بشموخ و هيبه بجسده الممشوق و يردد بقوه " يلا عشان منتاخرش "

تقف كالمغيبه و تتجه معه للخارج فتدلف معه سيارته و تجلس بالمقعد الامامى و تنظر للخارج دون التفوه باى كلمه و يظل هو ينظر لها طوال قيادته للسياره حتى يصل لوجهته

يوقف السياره و ينزل ليفتح لها بابها فتنزل منه بحياء و يجلسا باحد المقاهى فتسند يدها على المنطده التى امامها و تظل تفرك بيدها فى توتر

ينظر لها ببسمه و يردد بمزاح" حتفضلى تفركى بايديكى كتير؟" 
تضغط على شفتها السفلى باسنانها بحرج فيتضايق من فعلتها و يردد بحزم " بلاش الحركه دى " 
تنظر له بعدم فهم و تردد ببلاهه" حركه ايه؟" 
عمر " بلاش تعضى على شفايفك كده "

تصمت خديجه و تنظر له فيردد پقسوه " اول حاجه لازم تعرفيها ان الجواز ده على الورق و عمره ما حيكون حاجه غير كده مهما طال الوقت او قصر، و ده كلام نهائى عشان تكونى حطاه فى حسابك انا مجرد درع واقف قصاد عمامك عشان مينهبوش حقكم و غير كده مفيش....فاهمه؟" 
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

فصل استثنائى اهو بس يا ريت الاقى تقييم و كومنتات تشجعنى انى اكمل كتابه

الفصل الرابع 🌹 
تجلس خديجه تنظر بذهول لذلك الجالس امامها بهيبته و وسامته و عجرفته فكيف له ان يتحدث معها بتلك الطريقه الفظه فتظل تنظر له بصمت حتى يقطع صمتها و يستطرد حديثه هاتفا 
"بس غريبه اوى الصدفه دى....تطلعى بنت عمى و انا معرفش، لو كنتى عرفتينى بنفسك كويس يوم الفرح اكيد كنا عرفنا وقتها اننا قرايب"

تنظر له خديجه بضيق و تردد بشكيمه "بص يا استاذ عمر....اولا انا خليت بابا يتصل بيكم امبارح عشان اتفق معاك ان الجواز ده على الورق و بس و لازم تكون عارف كده ..."

يقاطعها عمر بضحك و سخريه "ما انا لسه قايل الكلام ده" 
خديجه بغيظ و ضيق "اه بس انا اللى باكد عليك دلوقتى عشان النقط تبقى على الحروف و ميحصلش اى مشاكل بعدين "

ينظر لها عمر بتسليه و يردد بابتسامه ساحره تظهر بياض اسنانه " كويس اننا متفقين على حاجه، احسن من يوم ما اتقابلنا و احنا دايما مختلفين "

تحرك خديجه راسها بضيق دلاله على رفضها طريقه حديثه المبتذله لتردد پحده " ممكن تخلينى اكمل كلامى؟" 
عمر بهدوء " كملى "

تسحب خديجه نفسا عميقا و تزفره خارجها ببطى لتستجمع شجاعتها فى الحديث و تكمل حديثها هاتفه 
" تانى حاجه الجواز ده لحد ما اتم السن القانونى و بعدها كل واحد فينا يروح لحاله "

تلمع عينه و يزفر فى ضيق و يردد برفض قاطع " لا طبعا الكلام ده مينفعش " 
خديجه پحده و عصبيه " هو ايه اللى مينفعش.... ده الاتفاق اللى بين بابا و عمى طه و انا ببلغك بيه عشان نبقى على نور من اولها "

يجلس باريحيه و يسند ظهره على المقعد و يضع قدم فوق الاخرى و ينظر لها ليردد بهدوء " هو انا لما اكتب كتابى عليكى حتفضلى تلبسى الحجاب قدامى؟"

خديجه بخجل و توتر " مش عارفه، بس غالبا اه " 
عمر باستفسار" يعنى لما عمك جلال او صفوت يكونو قاعدين معانا و يلاقوكى بتتعاملى قدامى انى غريب عنك ده مش حيخليهم يبقو متربصين لك؟ "

تزفر خديجه بضيق و تردد " ايوه يعنى ده ايه علاقته بكلامى؟" 
عمر بقوه و وقار" علاقته ان جوازى منك حتى لو كان على الورق لازم يكون شرعى و الجواز اللى محدد المده ده مش شرعى يا خديجه "

تفهم ما يلمح اليه فتنظر له باعجاب و لكنها تحاول اخفاء نظرتها و لكنه يستطيع ان يراها فتردد بخجل " طيب ما احنا برده مينفعش نسيب الموضوع من غير ما نتفق "

يقترب عمر من الطاوله التى امامه و يستند بيديه عليها شابكا اصابعه ببعضهم و ينظر لها بتفحص لملامحها الرقيقه فيشرد لحظه فى جمالها الملائكى ليعود و يوبخ نفسه فيردد بثقه و غرور 
" عشان نبعد عن مخالفه شرع ربنا....خلينا نتفق ان جوازنا شرعى مع ايقاف التنفيذ ووقت ما تحبى تتطلقى تطلبى منى ده و انا حنفذه فى التو و اللحظه و عايزك تعرفى ان و انتى على ذمتى او لا انا حفضل سندك و حمايتك و واقف فى ظهرك ضد اى حد يحاول انه يجور عليكى او على حقك "

تنظر له ببسمه و اطمئنان فبالرغم من اسلوبه الحاد معها فى الكلام الا انها رات فيه الرجوله و القوه التى تحتاجها للوقوف امام اعمامها فتردد برقه 
" تمام...موافقه، بس فى شويه حاجات لازم نتفق عليها برده لاننا منعرفش بعض كويس و انا مش عايزه نبقى فى صدام مع بعض قدام "

ينظر لها عمر بتسليه و يردد بمرح " انا سامعك يا ديچا " 
تبتسم ابتسامه خفيفه اثر نعته بتدليلها فتجيبه بخجل حاولت قدرالمستطاع اخفاءه " الجامعه و الشغل اظن مفيش فيهم مشاكل؟"

عمر بحزم " انتى بتسالينى و لا بتدينى اوامر؟" 
خديجه باستغراب " فين الاوامر دى؟" 
عمر بخبث " تمام...يعنى بتسالينى، عموما بالنسبه للجامعه مفيش مشاكل طبعا لكن الشغل اكيد حنقعد و نتكلم فيه بس فى قاعده تانيه "

تضع يدها فى خاصرتها و تردد برفض " ليه بقى ان شاء الله، ده شغلى و فى صميم دراستى و مفيهوش اى مشاكل و لا...." 
يقاطعها عمر بتساؤل " ازاى يعنى فى صميم دراستك؟ ايه علاقه التصوير بالسياحه؟"

تفهم خديجه على الفور انه قد ظن بان التصوير هو مهنتها لتردد بتوضيح " انا مش بتكلم عن التصوير على فكره " 
عمر بفضول " امال عن ايه؟"

خديجه " انا عندى جروب على النت بيعمل اكلات و يوصلها دليفرى للبيوت، صفحه اكل يعنى " 
تلمع عين عمر بالضيق و يردد پحده طفيفه " نعم؟! ده التصوير ارحم "

تنظر له بضيق و عدم فهم لحاله الرفض فتهتف متساله 
" ايه المشكله مش فاهمه؟ ده دراستى و شغلى و انا مش بعمل حاجه غلط و كمان التوصيل عن طريق مندوب يعنى انا مش بروح لحد و الشغل من البيت"

عمر بتاكيد " ما اظنش انك محتاجه تعملى حاجه زى دى و حتى لو محتاجه بعد ما تبقى حرم عمر الباشا فالاكيد انك مش حتحتاجيها "

خديجه برفض " لا بص موضوع شغلى ده...." 
يقاطعها بحزم و هو ينظر لعينها و يردد بحسم
" سيبى موضوع الشغل نتكلم فيه بعدين لانه زى ما قلتلك حياخد مننا وقت " 
خديجه باستفسار " و لو بعد كتب الكتاب اعترضت على شغلى.... اعمل انا ايه ساعتها؟"

عمر:؟" الاكيد انى حقعد معاكى و نتكلم لحد ما نوصل لحل يرضى الطرفين و مش حجبرك على حاجه انتى مش عيزاها " 
تتنهد خديجه براحه و تكمل حديثها فتردد بخجل "طيب و انا شايفه ان الاحسن محدش يعرف بموضوع كتب الكتاب ده، يعنى ملوش داعى...انت فاهمنى؟"

عمر بتاكيد " فاهمك و موافق كمان  بس لازم اعرف منك حاجه مهمه حتبقى من الاساسيات اللى بينا "خديجه بفضول " ايه هى؟ "

عمر بتوتر " يعنى لو فى حد فى حياتك احب اعرف من دلوقتى عشان اقدر اتعامل فى الموضوع ده على اساس صح لانى مش حابب اتفاجئ ب...." 
تقاطعه خديجه بلهفه " اطمن انا مفيش حد فى حياتى و لا كان فى و غالبا ولا حيكون فى "

عمر بمرح" طيب انا اقدر افهم انه مكانش و لا موجود...انما و لا حيكون كمان ليه كده؟ انتى زى القمر و اكيد بكره تلاقى انسان يحبك و تحبيه و ساعتها عايزك تجيلى و تعرفينى بيه، ماشى؟"

خديجه بتعجب " اجى اعرفك بيه؟ اقولك ده الانسان اللى انا بحبه و اقوله  هو ايه؟....اقوله ده جوزى مش كده؟"

تضحك ضحكه رقيقه على مزحتها فيبتسم هو الاخر محاولا كتم ضحكاته فلا يتمالك نفسه بالنهايه لينفجر من الضحك و تشاطره هى الضحك و يردد بلهاث وسط ضحكاته 
" و الله معاكى حق....خلاص يبقى تقفلى قلبك لحد ما تخلصى منى "

تطول بهما الجلسه حتى ينتبه عمر الى الوقت و يردد بتسرع و خضه " ياااه ده احنا سرحنا جدا و الوقت سرقنا....قومى نرجع و نبقى نكمل كلامنا بعدين "

تومئ راسها بالموافقه و تقف لتتحرك خلفه تتجه الى سيارته فتجده يفتح لها بابها كما فعل عند مجيئهما فتنظر له باعجاب على طريقته و تردد فى نفسها " عنده تناقض غريب فى شخصيته... ربنا معايا "

يصلا الى باب منزلها و هناك تتقدم حياه بلهفه تفتح لهما و تنظر لوجه خديجه المتورد و الذى زاد احمرارا من الخجل لتبستم حياه ابتسامه جانبيه و تدخلهما على الفور

يجلسا امام عائلتيهما و ينظر كل من طه و عبد الرحمن بترقب فى انتظار اى حديث منهما و لكن كان الصمت يسود حتى قطعه طه بدهاء هاتفا " مش جلال اتصل و انت بره يا عمر بياكد انهم جايين يوم الجمعه "

اخذ عمر ينظر لابيه بضيق و الشرر يتطاير من عينه ليردد بصوت غاضب " الظاهر ان جلال مش ناوى يهدى غير لما يعرف هو مين عمر الباشا؟ "

يجيبه طه غامزا بعينه " هو عارف كويس مين هو عمر الباشا بس ميعرفش ان خديجه حتبقى حرمه و لا ايه؟" 
عمر پحده " يبقى يعرف و يوفر على نفسه المشوار اللى جاى عشانه "

طه بخبث " طيب يعنى انتو اتفقتو على كتب الكتاب امتى؟ عشان جلال يعرف بقى " 
ينظر عمر لخديجه بتساؤل و يحرك راسه بحركه خفيفه مستفسرا منها فتحنى راسها لاسفل ليفهم على الفور انها تترك له المجال لاتخاذ القرار فيجيب والده بتاكيد" ابعت هات المأذون، انا حكتب دلوقتى"

تنفرج اسارير هاله من الفرحه و تقف صاړخه بلهفه تحتضنه و تردد بحب " حبيبى يا بنى الف مبروك و يفرحنى بيك و يسعدك دايما يا رب " 
ينظر لهاله و يقوس حاجبيه بدهشه ليردد پقسوه "فى ايه يا ماما مالك؟ هو مش الكل عارف ان الجواز ده على الورق...ايه لازمه الظيطه اللى انتى عملاها دى "

تنظر له بحزن و يرتبك الجميع بعد سماعهم لحديثه ليشعر عبد الرحمن بالضيق من طريقته و يفكر فى نفسه هل اتخذ القرار السليم بتزويج ابنته منه ام قام بظلمها اكثر

ينظر لهم عمر بتوتر ليكرر حديثه " مش ده الاتفاق و لا ايه يا بابا؟" 
يجيبه طه بتخاذل " ايوه يا عمر بس...."

يقاطعه عمر پحده طفيفه " مفيش بس...خلينا احنا كلنا كده متفقين على كل حاجه من الاول و فى حاجتين لازم تعرفوهم كويس...اول حاجه ان انا و خديجه اتفقنا محدش يعرف بالجواز ده يعنى احنا و جلال و صفوت و بس " 
ينظر لهاله بتاكيد و يردد " ماشى يا ماما...يعنى لا اخواتى و لا عمتى و لا صحباتك..خلى الموضوع و كانه محصلش"

تومئ هاله راسها بالايجاب ليقف معتدل مره اخرى يهندم بدلته و يشمر ساعديه لتظهر الوشوم التى بيده و التى ټرعب من يراها و يسعل سعله خفيفه ليقلل من حشرجه صوته و يكمل حديثه " تانى حاجه لازم تعرفوها ان انا و خديجه نعرف بعض من الاول....اينعم هى معرفه سطحيه بس ده حيخدمنا اننا نتكلم بقلب جامد مع اخواتك يا عمى على اساس انى متكلم عن خديجه من فتره "

عبد الرحمن " انا ميهمنيش اى حاجه من دى لانهم و بساطه طلبو ان الارض متخرجش بره عيله الباشا و انا حنفذلهم اللى طلبوه و غير كده ملهومش عندى حاجه " 
ينظر عبد الرحمن بقوه و يردد " الا بقى لو انت حاسس انك لازم تلاقى حجج عشان تقف قصادهم"

فور نطقه بتلك الجمله و التى تظهر من خارجها انها عفويه و لكنها تحمل داخل طياتها الكثير و الكثير فيبدو ان عبد الرحمن قد احس بالضيق من اسلوب عمر و رفضه لاعلان زواجه من ابنته فاراد ان يلقنه درسا ليزيد حنق عمر و اخذ ينظر حوله و هو يتنفس بقوه و بطئ محاولا تهدئه انفاسه الغاضبه ود لو كان امامه كيسه الرملى ليفرغ فيه شحنه الڠضب التى تملكته  فيقف على قدميه واضعا يديه فى جيب بنطاله ليردد پحده و عجرفه متناهيه 
" هو فين المأذون يا جماعه؟ و لا انزل انا اجيبه "

تتحدث هاله برقه محاوله تخفيف الاجواء المشحونه لتردد بهدوء " ده انتو محتاحين ورق الصحه و محتاجين صور هو ينفع كتب الكتاب بسرعه كده؟"

ينظر عمر لخديجه الجالسه لا تتحدث و كانها ليست معهم ليردد متسائلا اياها" انتى بتطبعى صور شغلك فين؟" 
تجيب خديجه بصوت مبحوح من اثر سكوتها فتره طويله" عندى ماكينه طباعه "

عمر بيسمه ساحره " طب قشطه جدا يفضل ورق الصحه...انا حكلم المأذون اننا نجهزه و نبعتهوله "

يتحرك عبد الرحمن ناحيته ويضع يده على كتفه و يربت عليه بحنين و يردد بسکينه " ماشى يا عمر...بس انا وصيتى ليك انك تحافظ على بنتى حتى لو الدنيا فرقتكم قدام "

عمر بغصه ټضرب قلبه " حاضر يا عمى مش بس خديجه....خديجه و محمد و طنط حياه كلهم فى عنيا و من اللحظه دى و على حياه عينك و ربنا يخليك ليهم " 
عبد الرحمن باطمئنان " متشكر يا بنى "

يجلس براحه و شعور بالسکينه ينتشر داخله فبالرغم من طريقته الفظه و اسلوبه المتعجرف و لكنه فى النهايه به كل صفات الرجوله و قوته و قسوته مطلوبه للوقوف بوجه اعمام خديجه التى ملئت قلوبهم الطمع و الحقد

يقف عمر مبتسما بزهو و ينظر لخديجه الجالسه بجوار والدتها ليردد بمرح " قومى يلا صورينى صوره حلوه للقسيمه "

تنظر له بخجل و تومئ راسها بالموافقه فتقف و تتجه لغرفتها لاحضار اله التصوير الفوتغرافيه و تطلب منه بادب الجلوس على المقعد و تبدء بتعديل الاضاءه و الزاويه و تضع الكاميرا على الحامل فتنظر منها لتجد انظاره موجه بغير اتجاه الكاميرا فتضطر للذهاب اليه ووضع يدها اسفل ذقنه و على صدغه حتى تعدل من وضعيه راسه

يرفع راسه نتيجه لتحريكها له فينظر لها و تتلاقى اعينهما ليسرح هو بسحرهما و لكنه سرعان ما ينتبه لنفسه فيردد بصوت رخيم " يا ريت يكون عندك صور ليكى لانى معتقدش ان حد فينا حيعرف يصورك "

تتجه خديجه ناحيه الحامل المسند عليه الكاميرا و هى تجيبه برقه " متقلقش انا حعرف اصور نفسى "

لتبدء بالتقاط الصور و التى فور انتهائها ينظر لها بفضول و يهتف متسائلا " ازاى حتصورى نفسك؟" 
تجيبه خديجه بعفويه " الكاميرا معاها ريموت حظبط كل حاجه و حقعد و ادوس على الريموت.... دلوقتى تشوف بنفسك "

و بالفعل تقوم بتعديل وضع جلوسها و تنظر للكاميرا و تبدء بالضغط على زر جهاز التحكم عن بعد و فور انتهائها تقوم بجمع متعلقاتها و تردد بصوت هادئ " انا حدخل اطبعهم دلوقتى "

ينظر عمر لابيه و يردد " طيب ايه اخبار المأذون يا بابا؟ احنا مش حنبات هنا "

مره اخرى يشعر عبد الرحمن بتلك الغصه فى قلبه من اسلوبه العڼيف و الفظ فى الحديث و كأنه فى مهمه حربيه و يريد انهائها باسرع وقت و لكن ما باليد حيله فناره افضل من جنه اعمامها ليردد فى نفسه بتخوف " يا ريت مكونش برميكى فى الڼار باديا يا بنتى...يا رب اخلف ظنى و يطلع ابن حلال و يصونها و ېخاف عليها "

ينظر طه لعبد الرحمن الشاحب الوجه و يعلم على الفور سبب حاله الشحوب و القلق الظاهره على وجهه فهو بالتاكيد متخوف من اسلوب ابنه الفظ فيقترب منه هامسا له يطمأنه " متخافش يا عبده.... ميغركش الطريقه بتاعه عمر، ده ابنى و انا عارفه مافيش اطيب من قلبه و لا احن منه فى الدنيا دى و محدش حيحافظ على بنتك قده " 
عبد الرحمن بتنهيده " ربنا يهديه و يحميه و يخليهولك يا طه"

دقائق قليله مكثتها خديجه بغرفتها تجلس على فراشها تضع اللمسات الاخيره لتعديل الصور و تبدء بطباعتهم و هى تنظر لصورته و بسمته الساحره و تردد بحزن " كنتى منتظره يقولك ايه؟ انتى عارفه اسلوبه من الاول...و كويس انه صريح عشان متتدبيش زى الجردل و تحبيه "

تبدء بقص الصور لتناسب حجم قسائم الزواج و تكمل حديثها مع نفسها مردده " هو انا ليه شاغله نفسى بيه اوى كده؟ هى الصدفه غريبه شويه، اكون بفكر فيه و اخرج الاقيه قدامى و انا اللى كنت بقول لنفسى انى عمرى ما حقابله تانى "

تقف لتهندم نفسها و تنظر فى المرآه لتحدث انعكاسها بحيره " طيب هو انا ليه فرحانه و فى نفس الوقت خاېفه؟ طيب هو ليه اول حاجه قالها ان جوازنا على الورق و عمره ما حيكون غير كده؟ يعنى انا اعتبرتها جواز صالونات....ليه هو معتبرهاش كده برده اكيد متجوز ما كل اصحابه متجوزين"

تطرق راسها باسى و حزن و تردد" او اكيد معجيتهوش...او يكون مضايق منى من ساعه موقف العدسه، بس انا كنت اعمل ايه يعنى؟...يووه بقى انا حفضل شاغله نفسى كده كتير؟"

تطرق والدتها الباب بخفه و تدلف للداخل تجدها شارده فتربت على كتفها بحنان و تردد " المأذون جه بره يا ديچا " 
تنتبه خديجه لوالدتها فتجيب بتنهيده " حاضر يا ماما "

و بالفعل تخرجا كل منهما للخارج و تعطى الصور لابيها و يبدء المأذون بكتابه البيانات من على البطاقات الشخصيه فيهتف متسائلا " كده ناقص شاهد كمان...هو فينه؟"

ينتبه عبد الرحمن انه لا يوجد شاهد على العقد سوا طه فينظر لابنه محمد و يردد " روح يا محمد نادى على عمك مجدى من الكشك و قول له يجيب بطاقته معاه...يلا بسرعه " 
محمد بطاعه " حاضر يا بابا....هوا "

يسرع الصغير لجارهم صاحب كشك الحلوى بجوار المنزل و يخبره بما املاه عليه والده فينظر له مجدى بتعجب و تساؤل و يردد " ليه؟ هو فى ايه يا واد يا محمد "

محمد ببراءه " اصل اختى بتتجوز " 
ينظر له بفرحه و يهتف بلهفه " بجد يا ولاه... الف مبروك، روح قول لابوك ثانيه واحده انادى على الواد ابنى يقف مكانى و يجيب البطاقه من البيت " 
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&& 
فى ڤيلا الباشا

تجلس سميره بغرفه الجلوس تنظر حولها فالبيت شبه خالى من قاطنيه منذ وجبه الافطار فتتعجب اين ذهب الجميع لتجلس بحسره على حالها و تعيد ذكرياتها لتتذكر شبابها و كم كانت جميله يتهافت عليها الخطاب و لكنها ابت ان تتزوج بعد فسخ عبد الرحمن ابن عمها لخطوبتهما فهى لم تعرف و لم تحب غيره

تنظر امامها فتجد ليان ابنه اخيها فتحدثها متسائله " هو البيت هوس هوس ليه كده؟ امك و باقى الناس فين؟"

ليان " مامى خرجت مع بابى و عمر من الصبح و معرفش رايحين فين....و اسيل فى المدرسه و عدى لسه مجاش من السفر "

سميره بتذمر " البيت فضى علينا... اهو انا طول عمرى مش بخاف الا من الوحده " 
ليان برقه " كلنا معاكى يا عمتو "

تجلس و تشرد فى حالها و تتذكر مرض عبد الرحمن فتترقرق عيناها بالعبرات حزنا و خوفا عليه

فى المساء و مع اقتراب موعد العشاء تتعجب كل من ليان و اسيل و تهتف الاخيره " معقوله الوجبه المقدسه لابيه عمر حيفوتها؟" 
ليان متعجبه " ده مش هو و بس....و مامى و بابى كمان "

اسيل " تفتكرى راحو فين؟" 
ليان " مش عارفه....بس اكيد حنعرف لما يرجعو "

تصل سياره عمر لابواب المنزل قبيل موعد العشاء بدقائق فيدلف للداخل هو و ابويه فترحب بهم الفتاتان و تردد ليان بمرح " و الله مكنتش مصدقه ان ابيه عمر ممكن يفوت وجبه العشا "

ينظر لها عمر ببسمه رقيقه و ينحنى بالقرب منها يطبع قبله صغيره على جبينها و يردد بمرح "مقدرش مشوفش الخلقه دى كل يوم ع العشا اخاڤ احسن نفسى تتفتح للاكل و اتخن "

تنظر له بضيق و تشعر بالتنمر فتجيبه بامتعاض "الله يسامحك يا ابيه " 
عمر بضحكه رجوليه " حيسامحنى يا ختى حيسامحنى ان مكانش بسببكم يبقى اكيد عشان انا ابن حلال "

تنظر هاله لزوجها غامزه بطرف عينها و تحدثه بصوت هامس " مش واخد بالك من عمر؟" 
طه بفرحه" اول مره يضحك و يهزر كده"

هاله " بركاتك يا خديجه.... الا هو صحيح مقالش يعرفها منين؟" 
طه " لا.... هو ابنك بيتكلم و لا يحكى مع حد غيرك...اقعدى انتى بقى قرريه و اعرفى منه ايه الحكايه لان بصراحه البت حتطلع من عينى لو ضيعها منه و بطريقه معاملته ليها دى مش بعيد متستناش حتى لما تم السن القانونى "

هاله بخبث " خلاص يبقى علينا نقربهم من بعض " 
طه بتساؤل " ازاى؟" 
هاله بتفكير " سيبنى افكر فيها شويه و بعد العشا حبقى اقعد معاه و اعرف منه ايه الحكايه " 
طه بضيق " متنسيش تساليه ليه مصمم ميعرفش حد بالجواز...يعنى معقول اننا منقولش لاخواته " 
هاله " حاضر "

بعد الانتهاء من تناول العشاء ينظر عمر لابويه و يردد باجهاد " انا حطلع ارتاح شويه حاسس انى عايز انام" 
طه بفضول " حتنام بدرى كده؟" 
عمر " اه يا بابا عشان انزل الشغل بكره فايق...تصبحو على خير " 
يجيب الجميع " و انت من اهله "

فور صعوده تنظر سميره لاخيها و تردد متسائله بفضول حذر " هو انتو كنتو فين انهارده؟" 
طه " كان عندنا مشوار يا سميره "

يخبرها و هو يتجه لغرفته فتنظر فى اثره و تردد بضيق " خلاااص...هو سر حربى، ما انا فهمت كنتو فين؟" 
تنظر لها هاله و تحدثها بهدوء " ايه يا سميره مضايقه ليه كده؟ دى مره كل فين و فين لما بخرج "

تضع سميره يديها بخاصرتها و تردد باسلوب فظ " و انا كنت منعتك تخرجى....انتو كنتو عند عبد الرحمن و انا متاكده و مش راضيين تقولولى عشان مطلبش منكم تاخدونى معاكم "

هاله " و هو ينفع تيجى معانا، و بعدين بدل عمايلك دى ادعيله " 
تبكى سميره و تردد بصوت مخټنق " هو تعبان اوى يا هاله؟"

هاله " ايوه...الحكايه مش حتطول، ربنا يتولاه برحمته و يحفظله ولاده يا رب " 
سميره بفضول و حيره " و هى شكلها بقى عامل ازاى؟ و زعلانه بقى عليه و لا مش هاممها؟"

تنظر لها سميره بتخاذل و تجيبها برفض لاسلوبها "ارحمى نفسك شويه...موضوع عدى عليه اكتر من 20 سنه يا سميره، انسى بقى"

تتركها لتتجه لغرفه عمر حتى تتحدث معه قليلا و لكنها فور فتحها لباب غرفته تجده ينام بملابس الخروج و لكنه قام بخلع سترته و قميصه فاصبح عارى الصدر

اقتربت منه لتتاكد من نومه فتتمعن النظر بجسده و ما عليه من آثار للړصاصه التى اخترقته و ايضا آثار الټعذيب و التى حاول اخفائها بالوشوم التى على جسده و ذراعه فتتنهد بحسره و حزن و تقوم بتدثيره جيدا فيمسكها من يدها يقبلها و يردد بصوت ناعس اجش 
"ربنا يخليكى ليا يا امى" 
هاله بحنان " و يخليك ليا يا حبيبى " 
&&&&&&&&&&&&&&&&&&& 
فى منزل خديجه

تضع راسها على الوساده تسترجع احداث اليوم فقد كان ملئ بالاحداث من دهشتها بدايه من معرفتها بان عمر له صله قرابه معها و نهايه بكتب كتابها عليه وسط خفقات قلبها و التى لا تستطيع تفسير سببها حتى الآن هل هو خوف من القادم و المجهول بالنسبه لها ام لشيئ لطالما شعرت به منذ لقائها الاول بعمر و اصرت على تجاهله او بالاحرى عمدت على ابعاده عنها

و على جانب اخر جلست حياه بجوار زوجها على الفراش تتحدث معه بامورهم فتردد " الست هاله دى شكلها طيب اوى و بتحب عمر جدا...ده انا اتفاجئت لما قلتلى انها مش امه "

يخبرها عبد الرحمن باستفاضه " ما هو طه برده كان خاطب بنت عمته و اتجوزها و خلف منها عمر و اتعرف على مراته التانيه لما بدء يشتغل فى مصر و يكبر شغله و اتجوزها و كان مخبى على اهله لحد ما حملت فى ابنه التانى و اضطر انه يعرفهم... وقتها ام عمر تعبت و رقدت من المړض "

حياه بدهشه " ازاى؟جرالها ايه يعنى؟" 
عبد الرحمن" جتلها جلطه و فضلت سنه تعبانه و بعدها ماټت و عمر كان عنده بتاع 8 سنين و طه اخده لمراته تربيه مع ان اهل امه كانو رافضين بس محدش قدر يقف قصاد طه "

حياه بتعجب " و اخدته تربيه مع ابنها؟ و الله ست ذوق و بنت حلال.... بس هو شديد اوى يا عبده و يخوف كده "

يبتسم ابتسامه صفراء حزينه و يجيبها هاتفا بضيق "انا من بعد ما شفته مبقتش عارف اللى عملته ده صح و لا غلط؟ بس طه بيطمنى من ناحيته "

حياه بطمأنه " لا انا متفائله خير و شكله ابن بلد و جدع و يقدر يقف فى وش اخواتك... و فى الاول و الاخر دى جوازه على الورق " 
عبد الرحمن باستسلام " على قولك " 
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

بعد مرور يومان و بالاخص يوم الجمعه ياتى اخوات عبد الرحمن للتحدث مره اخرى بموضوع زواج خديجه من احد ابنائهم فيهم عبد الرحمن هادرا بهم جميعا " كفايه بقى....كفايه، انتو ايه مبتحسوش ده بدل ما تخففو عليا و على ولادى اللى انا فيه جايين و كل اللى يهمكم الارض و الورث "

يجيبه جلال بسخافه " ما ده عشان احنا خايفين على ولادك برده " 
عبد الرحمن بحنق و دماء ثائره " خلاص لما ابقى اموت ابقو اعملو اللى انتو شايفينه "

تنظر خديجه الى ابيها ثم توجه انظارها ناحيه اعمامها و ابنائهم لتردد بصوت مبحوح يغلب عليه الحزن " انتو كل اللى يهمكم ان الارض متخرجش بره عيله الباشا مش كده؟"

يجيبها صفوت بدبلوماسيه " و اننا نطمن عليكى يا بنتى انك مع واحد يصونك و يحافظ عليكى " 
تومئ راسها ببسمه ترتسم على شفاها و تردد " و هو ده اللى حيحصل متقلقوش "

اخذ كل من جلال و صفوت ينظران الى بعضهما البعض بعدم فهم و فضول لحديثها المبهم لتقطع عنهم تفيكرهم و تردد بحزم " انا حعمل اللى انتو عايزينه و حتجوز من عيله الباشا"

يهتف جمال متسائلا بفرحه " يعنى اخدتى قرارك و اختارتى حد من ولاد عمامك؟" 
خديجه بتاكيد " ايوه " 
يسالها جلال بلهفه ظاهره على ملامحه " مين؟"

تنظر له بخبث و ابتسامه مصطنعه و تردد " مكنتش اقدر اختار طارق ابن عمى صفوت لانه خاطب و انا مستحيل اكون سبب فى تعاسه اتنين بيحبو بعض "

لتنظر الى ابن عمها و تردد بتهكم صريح " حتى لو كان اصحاب الشأن موافقين بس انا مش ممكن اوافق "

لا يستطيع جلال اخفاء سعادته من حديثها فمفهوم كلامها انها قد وقع اختيارها على ابنه فيردد بفرحه عارمه " على بركه الله يا بنتى.... و انتى عارفه ان ابنى حيشيلك فى عنيه و طول عمره بيحبك و رايدك "

تبتسم برقه و تردد بخجل مصطنع " عارفه...عارفه " 
تقف و عينها تشتعل ببريق و تردد بهدوء " انا من انهارده حرم...."

تصمت لحظه و يقف ابن عمها محمود يهندم من ملابسه و يقترب منها ببطئ حتى تعاود الحديث هاتفه بتشفى " حرم عمر طه الباشا "

يتوقف محمود عن التقدم نحوها و يصمت الجميع بدهشه و ينظرون الى بعضهم البعض فيردد صفوت بتعجب " حرم مين؟  ازاى يعنى مش فاهم؟ حتروحى تعرضى نفسك على عمر ابن طه"

لينظر الى اخيه عبد الرحمن بضيق و يردد بصياح "ايه الجنان ده يا عبده...انت عارف مين هو عمر الباشا اللى بنتك بتتكلم عليه؟" 
يجيبه عبد الرحمن بهدوء مستفز " عارفه طبعا..يبقى ابن طه اخويا و صاحبى و ابن عمى و كبير عيله الباشا "

جلال بنبره منكسره " ايوه بس ابنه ده...ده " 
يظهر ملامح التوتر و الخۏف عليه لتهتف خديجه متسائله " ماله يا عمى؟ ده ماله؟"

جلال و النيران تبتلعه من الداخل " ده بنى ادم قاسى و جبروته مش على حد، الجيش قسى قلبه و خلاه ميعملش حساب لحد، فانتى بقى يا سنيوره عشان تعاندى فينا رايحه ترمى نفسك فى الڼار بايديكى؟"

يرتبك عبد الرحمن فور سماعه لحديث اخاه فهو قد راى ملامح من شخصيه عمر و تخوف منه كثيرا و لكن لقد سبق السيف العزل و ما باليد حيله فهى اصبحت زوجته شرعا و لا يمكن ايقاف ما حدث فيردد عبد الرحمن بتماسك و جمود مصطنع " و انا مقدرتش اقول لطه لا لما طلب ايد خديجه لابنه عمر"

جلال بعصبيه و قسوه " بس احنا اللى متكلمين عليها الاول و الاصول بتقول......" 
تقاطعه خديجه بضحكه سخريه و هى تهتف وسط ضحكاتها " اصول!....اصول ايه يا عمى؟ و هى كانت الاصول انكم تتكلمو فى جوازى فى التوقيت ده و بالطريقه دى؟"

يحاول عبد الرحمن تهدئه ابنته فقد اخبرهم عمر بعدم اخبار اعمامها بانه تم بالفعل كتب كتابهما الا بعد ان ينهى اوراق الصحه حتى يكون بيده مستند قوى يستطيع ان يضعه فى اعينهم حتى لا يستطيع اى احد التدخل فى امورهم بعد ذلك

" اهدى يا ديچا، كده و لا كده الموضوع سابق لاوانه و خلينا نهدى عشان الدنيا متولعش اكتر من كده " 
خديجه بطاعه " حاضر يا بابا...بس عايزه عمامى يعرفو حاجه مهمه اوى...ان انا و عمر نعرف بعض من فتره و حكايه جوازنا ملهاش علاقه ابدا بموضوع الورث و الارض و الكلام الفاضى ده "

ينظر لها اعمامها بعدم تصديق ليهتف جلال بسخريه"لا و الله و المفروض نصدق الكلام ده، على اساس ان البنى ادم ده بيحس من اصله "

تدلف غرفتها و تحضر صور عرس رفيقتها و تريهم بعض الصور و التى كانت قد جمعت رفقاء العريس و رفيقات العروس معا فى اكثر من صوره و كانت تقف بجواره فى بعضها لينظر اعمامها بدهشه و حنق و يردد صفوت بتخاذل " و انت بقى يا عبده عارف بالموضوع ده و ساكت؟ هو احنا الافرانكه اوى كده؟"

عبد الرحمن " الولد دخل البيت من بابه و انا اللى كنت ماخر الموضوع لحد ما ديچا تخلص دراسه بس ظروف تعبى و اصراركم انها تتجوز من عيله الباشا اللى خلانى اوافق ان ده يتم قريب "

يجلس محمود بحزن و يربت على فخذه بضيق و ينظر لابيه و يردد پانكسار " خديجه كده ضاعت منى يا بابا؟ طول السنين دى و انا بقولك بلاش طريقتك معاهم عشان البت تحبنى و انت اللى فى دماغك فى دماغك لحد ما ضاعت منى "

جلال بغرور و تملك " و مين قالك انها ضاعت؟ خديجه ليك يا محمود و بناتنا مش حيتجوزو من بره العيله "

يقف الجميع للمغادره بعد ان امرهم صفوت بالرحيل فقد شعر بان الامور قد خرجت عن السيطره فتبعه كل افراد عائلته لينظر جلال خلفه و هو مغادرا و يردد پغضب و صوت اجش " المره الجايه كلامنا مش حيكون كده ابدا لانى مش حسمح بالمهزله دى اكتر من كده " 
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

الفصل الخامس 🌹🌹 
فى شركه الباشا للحراسات

يجلس عمر يتابع اعماله فيخبره مساعده بقدوم ضيفته المنتظره فيردد بحزم " ډخلها فورا و متخليش حد يدخل علينا"

و بالفعل تدخل لارا ابنه سفير احدى دول روسيا لتتدلل بمشيتها حتى تقع عينه عليها فيبتسم بخبث و يردد بالانجليزيه " تريدين تغيير طاقم الحراسه مره اخرى اليس كذلك؟"

لارا بدلال " انت تعلم انى اتحجج حتى اراك عمر فلا تقسو على " 
ينظر لها عمر بنظرات تفحصيه لجسدها المغرى امامه و يردد بصوت رزين قد اذابها معه " الم تقولى انها مجرد علاقه عابره و العلاقات العابره تكن لمره واحده فقط " 
لارا باثاره " لقد سحبت كلامى، فلتجعلها علاقه وطيده و ليست عابره ان كان هذا هو الثمن " 
يضحك عمر ضحكه رجوليه ساحره ليردد بحسم " انا لا اتعامل برومانسيه و لا ارتبط باحد ارتباط رسمى فقط امضى بعض الوقت ليستمتع كلانا و انتهى الموضوع "

لارا " و انا موافقه و ليكن الامر طى الكتمان فانت تعلم ابى جيدا " 
عمر باستثاره " حسنا لارا انتظرينى اليوم فى بهو فندق الباشا و اظن انك تعلمين جيدا كيف تهربين من حراستك "

تضحك ضحكه عاليه صاخبه على اثر حديثه و تهتف متسائله " متى اذا ايها العمر الوسيم؟ "

يجيبها عمر و هو ينحنى اليها ساحبا شحمه اذنها داخل فمه ليهتف و هو على تلك الحاله " العاشره مساءا و ضعى فى حسبانك ان الامر قد يطول بنا للصباح "

تقضم اسفل شفتيها باسنانها من اثر مداعباته لها لتهمهم بتوتر و صوت ضعيف بكلمات غير مفهومه ليتيقن عمر على الفور من تاثيره القوى عليها 
&&&&&&&&&&&&&&&&

تمر بعض الايام حتى يستطيع عمر انهاء اعماله و يذهب اخيرا للمنصوره لملاقاه عبد الرحمن و خديجه حتى يتمم اجراءات الصحه ليوثق عقد الزواج

تفتح له حياه بترحيب فور رؤيته و تردد " اهلا يا بنى اتفضل، البيت نور " 
يدلف للداخل و يجلس معه عبد الرحمن ليتحدثا قليلا عن تطورات الاحداث و ما مر بهم فى الايام القليله الماضيه ليقص عليه زياره اخويه له فيردد عمر پغضب " خلاص يا عمى انا جيت انهارده عشان اخلص ورق الصحه انا و خديجه و ساعتها مش حيكون فى داعى اننا نخبى عليهم خبر جوازنا "

عبد الرحمن باستسلام و تخوف " ماشى يا بنى اللى تشوفه، بس و حياه اغلى حاجه عندك زى ما وصيتك....تحط خديجه فى عنيك، انا بنتى حساسه اوى و زعلها مع انه مش سهل بس بتفضل تحط جواها و تخبى و فى الاخر كله بياثر عليها"

عمر بطمأنه " و الله ما تخاف عليها يا عمى كانت هى و لا محمد و لا طنط كلهم فى عنيا " 
يتلفت حوله قليلا ثم يهتف بفضول" امال خديجه فين؟ عايز اخدها و نطلع على الصحه " 
تجيبه حياه بعفويه " اصل عندها فوفو " 
ينظر لها بغرابه و بسمه و يهتف متسائلا " فوفو؟ مين فوفو؟"

يضحك عبد الرحمن من قلبه و يردد باڼهيار " الله يحظك يا حياه، يا بنى عندها فوتوسيشن " 
يفهم عمر و يردد بضيق " اه فهمت، طيب انا حكلمها اشوفها فين عشان الراجل اللى تبعى فى الصحه حيمشى الساعه 2 "

يجيبه عبد الرحمن بعفويه " دى هنا قريب فى القاعه اللى اول الشارع بتصور العرسان صور كده قبل الفرح مش عارف بتاعه حاجه كده للتوقيع....هى كانت قالت لى بس انا نسيت "

عمر بتفهم " ايوه يا عمى فاهم، طيب انا حروح لها على هناك و اخدها و نطلع على الصحه " 
&&&&&&&&&&&&&&&&& 
فى قاعه الاعراس

تقف خديجه تضع اللمسات الاخيره من زينه المكان و تبدء بوضع اناء ملئ بالزهور امام مروحه عملاقه حتى تقذف تلك الزهور امام الثنائى وقت التصوير و تبدء بالفعل بجعلهما يقفا على اوضاع مختلفه لالتقاط العديد من الصور

يدلف عمر للمكان بعد سؤال عامل الامن المرابط على البوابه عنها فيجيبه بتواجدها بالداخل، و فور دخوله يعجب كثيرت بمثابرتها و اتقانها لعملها و يظل يملى عينه منها حتى تنتبه لوجوده

تقترب منه فى وجل و تحدثه بصوت قريب الى الهمس " عمر!.... انت بتعمل ايه هنا؟" 
يجيبها بتزمت " جاى اخدك عشان نخلص اجراءات الصحه "

تنظر خديجه حولها فهى لديها الكثير من الاعمال و لا تستطيع تركها الآن فتردد بتلعثم " ايوه..بس...اصل، انا لسه ورايا شغل كتير اوى و....." 
يقاطعها عمر بصرامه " انا ما صدقت عرفت اخلص شغلى عشان اجيلك، تقدرى تاجلى اللى بتعمليه لوقت تانى "

تنظر له بضيق هل يهتم لعمله فقط و ماذا عن عملها؟ الم يخبرها انه سيحاول ان يجد حل لذلك و الان يخبرها بترك عملها و التوجه معه فتجيبه بهدوء مصطنع " مش حينفع... المكان هنا بيتأجر بالساعه، ده غير ايجار المعدات و كمان العرسان اخدين اجازات عشان يقدرو يخلصو صورهم و مفيش وقت لان الفرح بعد بكره "

يهدر بها پحده و يردد بحزم " و انا مش جاى العب او اهزر هنا و سايب مصالحى فى مصر،اخلصى الراجل بتاع الصحه حيمشى و مش حنلحق نخلص " 
خديجه بضيق حاولت اخفاؤه " طيب هو حيمشى الساعه كام؟" 
عمر بنفاذ صبر " الساعه 2 "

تنظر فى ساعتها و تردد " انا مستحيل الحق اخلص قبل 2 و برده مش حقدر الغى السيشن...كان المفروض على الاقل تبلغنى انك جاى انهارده عشان اعمل حسابى "

ينظر لها بعيون تطلق شررا و يردد بصوت اجش متحشرج ملئ بالڠضب " اللى كان مفروض يا هانم انك تاخدى اذنى الاول قبل ما تقبلى اى شغل جايلك مش تتصرفى من دماغك"

تنظر له بذهول و تردد بتعجب " نعم! انت بتتكلم معايا كده ازاى؟ " 
يقف بدماء ثائره محتقنه و ينظر حوله فيتجه ناحيه الثنائى و من معهم ليردد بصوت حازم " بعد اذنكم اتفضلو دلوقتى و خديجه حتحدد معاكم ميعاد ثانى" 
ينظر العريس و يهتف بضيق " ازاى يعنى ده الفرح بعد بكره،  لا طبعا مينفعش هو لعب عيال و لا ايه؟"

يقترب عمر منه و يحاول الاشتباك معه فتقف خديجه حائلا بينهما و تدفعه بعيدا و هى تعتذر للعريس و تنظر لعمر برجاء و تردد "خلاص يا عمر عشان خاطرى... سبنى بس اخلص السيشن و انا ححاول اخلصها قبل الساعه 2 بس متعطلنيش عشان الحق"  

يذدرد لعابه من طريقتها  و هى تتوسله و ينظر لها و يشرد فى ملامحها فتتورد وجنتاها من طريقه نظرته لها و تنظر فى الارض لينتبه لنفسه فياخذ نفسا عميقا و يلفظه پعنف و يردد " و لحد ما تخلصى المفروض انا اعمل ايه؟"

تقوم بحركه جريئه فتمسكه من يده و تسحبه الى احد اركان القاعه و تجلسه على المقعد الموضوع به و تنظر له برقه و تردد بصوت رقيق " تقدر تقعد هنا تستنانى لحد ما اخلص "

مره اخرى يشرد عمر بملامحها البريئه و ملمس بشره يدها و عيونها الخضراء فيمد يده اسفل حجابها يرجع خصله شارده من شعرها اسفله و يردد بصوت حاول جعله صلب قدر الامكان " ابقى خدى بالك من شعرك اللى باين ده "

تنتفض بهلع على اثر حركته المباغته و تقف تهندم حجابها و تردد بصوت متوتر " ح..ح....حاضر "

&&&&&&&&&&&&&&&&&& 
فى ڤيلا الباشا

تتحدث هاله لزوجها عن مخططها للتقارب بين عمر و خديجه فتردد بخبث " زى ما قلتلك احنا نعزمهم فى الفندق بتاع شرم الشيخ يقضوا يومين بحجه الصيف و ان البنات زهقانه و نطلع كلنا و هناك سيب الباقى عليا "

طه بفضول" ناويه على ايه يا هاله؟ " 
هاله باصرار " ناويه ان ابنى يعيش حياته سعيد...حكون ناويه على ايه و بصراحه البنت زى القمر "

طه ببسمه " معاكى حق...بس عمر منبه عليكى محدش يعرف من اخواته و لو سافرو معانا كده الحكايه ممكن تتكشف " 
هاله بسخريه " ما تتكشف يا اخويا هى يعنى كانت سر حربى و حنبقى برده نفذنا طلبه و محدش فينا قال حاجه "

يضحك عاليا و ينظر لها باستسلام لافكارها الشيطانيه و يردد باعجاب " و الله و بقيتى بتعملى خطط...برافو عليكى، انا حكلم عبده و اقوله عشان نحط عمر قدام الامر الواقع "

هاله بفرحه " ايوه كده و انت بقى هناك تحجز الاوض و تخلى اوضنا بعيده عن اوض عمر و خديجه شويه " 
طه غامزا بعينه " حاضر يا ستى اؤمرينى "

تضحك ضحكه عاليه و تضربه ضربه على صدره فيطبع قبله على صدغها و يردد بحب " ربنا يخليكى لينا يا حبيبتى " 
تجيبه هاله " و يخليك لينا يا رب"

&&&&&&&&&&&&&&&&&&& 
فى منزل خديجه

بعد ان انهت خديجه جلسه التصوير حاولا الذهاب لانهاء اوراق الصحه و لكن كان الوقت قد فات فزفر عمر بشده و اخذ ينظر لها بحنق طوال قيادته للسياره باتجاه منزلها و الذى فور وصلولهما اغلق الباب خلفه پحده جعلت حياه تنتفض من الفزع فتوجهت خديجه مباشره لغرفتها ليهب عبد الرحمن واقفا على قدميه يتسائل بحيره

" فى ايه يا بنى؟ الورق اتعطل و لا ايه؟" 
يجيبه عمر پحده رهيبه " الورق متعملش اصلا عشان الاستاذه كان عندها شغل، لكن انا جاى هنا العب "

ينظر عبد الرحمن بتوجس و يحاول تهدئته و التحدث معه بهدوء و عقلانيه فيردد " اهدى بس و تعالى اقعد و احكيلى اللى حصل "

يزفر عمر انفاسه بلهيب مشتعل و يمرر اصابعه بخصلات شعره محاولا نفض الڠضب عنه و لكن دون جدوى فيجيبه بصوره فجه "الهانم بنتك فاكره انى فاضى للدلع بتاعها، فضلت تاخر فيا لحد الراجل بتاع الصحه ما مشى"

تخرج خديجه لترد عنها الاتهام فتجيبه بصوت عالى بعض الشيئ " انا مش بدلع على فكره و زى ما انت زعلان على شغلك اوى كده...ده شغلى انا كمان و مش ذنبى انك متصلتش تبلغنى انك جاى "

يقف متصلبا و ينظر لها پغضب فيحاول ابيها ثنيها عن الدخول معه فى مشاجره و لكن بائت محاولته بالفشل بعد ان امسك عمر بذراعها پقسوه و اخذ يحدثها بصوت كفحيح الافعى و هو يضغط على اسنانه من الغيظ و يردد و هو يوكد على كل حرف من حديثه معها

" اياكى ثم اياكى تعلى صوتك عليا او تقفى ند ليا...فاهمه؟" 
تحاول التحدث پحده ردا عليه فيعتصر ذراعها بقوه تؤلمها فيصدر منها آهه الم لينتبه عمر لنفسه فيترك يدها و يضع يديه فى جيب بنطاله و يرفع راسه لاعلى زافرا بقوه ساحبا شهيقا عميق حتى يهدء ثم يزفره خارجا و ينظر لابيها محدثا اياه بشكيمه 
" لو ده الاسلوب اللى بنتك ناويه تتبعه معايا فانا للاسف مش حقدر اوفى بوعدى معاك يا عمى "

ينظر له عبد الرحمن پخوف و هو يتحرك داخل الغرفه مجيئا و ايابا و لا يعلم ماذا يفعل، اينهى تلك الزيجه و التى شعر بانها غير متكافئه تماما ام يصمت على عصبيه و حده عمر و عندما هم بالحديث توقفه ابنته لتردد 
" يكون احسن، و كويس ان عقد الجواز لسه متسجلش "

يلتفت لها عمر و يجيبها بسخريه و استهزاء " و هو العقد اللى متسجلش ده معناه انك مش مراتى و لا ايه؟ " 
ثم ينظر لابيها و يردد بسخريه لاذعه " ما تفهمها يا عم الحاج انها مراتى "

"على الورق" 
تهتف بتلك الكلمات اجابه على سخريته منها فيلوى فمه فى ضيق و يكور قبضه يده ضاغطا عليها بقوه حتى ابيضت مفاصله فيردد " اظن اننا اتفقنا انه حتى و هو على الورق حتحرمينى و تسمعى كلامى لانى مش راجل هفأ عشان ابقى طرطور و معرفش عنك و عن تحركاتك حاجه و دى ابسط حقوقى "

يجلس على الاريكه الموضوعه بالغرفه و ينظر لاعلى ليركز بصره عليها و يردد بحزم " احنا اتفقنا اننا حنتكلم عن شغلك و اظن جه وقت الكلام "

" و انا مستعده " تجيبه خديجه 
ينظر لابيها و امها و يردد بهدوء " لو تعمليلى فنجان قهوه يا حماتى و تحضرو الاتفاق ده عشان انا مش حعيده تانى "

تجلس و تفرك يدها بتوتر منتظره ان يهم بالحديث و لكنه يجلس براحه واضعا قدم فوق الاخرى يرتشف قهوته ببطئ حتى انهاها تماما

اخذ عبد الرحمن يأنب نفسه على تفكيره الخاطئ فهو حاول ان يحميها من طمع اعمامها فوضعها بيد رجل قاسى لا يشعر متحجر القلب

اعتدل عمر فى جلسته و نظر لخديجه بثقه و نظرات ثاقبه حتى شعرت بسهام تنغرز بقلبها لا تعلم لماذا يؤلم ذلك الاحساس و اخذ يتحدث بهدوء مريب و كانه لم يكن مثل الاعصار منذ دقائق قليله

" قلنا حنتفق على شغلك...قلتلك التصوير؟ قلتى لا...الطبخ، فانا عايز اعرف منك دلوقتى انتى عايزه انهى فيهم و دى المره الوحيده اللى حسيبك تختارى فيها حاجه من غير ما اتدخل "

تهتف خديجه بثقه زائفه " الاتنين " 
" ايه " يقولها و هو يبتسم ابتسامه صفراء فتعيدها عليه بتاكيد 
" الاتنين يا عمر التصوير الهوايه اللى بحبها و الطبخ اللى فى صميم دراستى "

عمر بحزم " اختارى حاجه واحده " 
" لا " تقولها لتتحداه و ها هو يجلس و كانه لم يستمع اليها فيردد بقرار حاسم 
" يبقى حختار بالنيابه عنك و م....." 
تقاطعه " مش من حقك "

يقف منتصبا و ينظر لاباها و يردد متسائلا " امشى يا عمى؟" 
يحاول عبد الرحمن اتخاذ قراره فاذا اخبره بان يغادر اصبحت ابنته فى مهب الريح لتواجه اعمامها بمفردها و اذا اجبرها على المثول لتحكمات عمر اصبحت اسيرته و محى شخصيتها امامه فما العمل؟

ترى خديجه تخبط افكار والدها فهى اعلم الناس بما يدور فى خلده لتحاول اعفاءه من الحرج و الذى قد تسببت به بعنادها فتقطع تفكير والدها بردها الحاسم للموقف " الطبخ "

يومئ عمر راسه بالموافقه و ترتسم على ملامحه الانتصار و الغرور و يردد آمرا " و عشان موضوع الطبخ ده يتم و ملغيهوش هو كمان فى رولز حتتحط تمشى عليها زى الالف و اولها يا خديجه انك مش مسموح لك تخرجى الا بمعرفتى "

تجيبه بحنق " يعنى ايه؟ حتتحكم فى خروجى و دخلولى كمان؟ " 
عمر بتاكيد " انا قلت بعلمى مش بموافقتى....فاهمه الفرق؟"

تحاول حياه تلطيف الاجواء قليلا فتردد بمرح تحاول تفسير كلامه لابنتها و كانها لا تعى ما قيل فتردد " يعنى يا ديچا يقصد تعرفيه بس انتى رايحه فين يا بنتى عشان يبقى مطمن عليكى "

تومئ راسها بالموافقه فيتحدث والدها متسائلا " حتعمل ايه فى الورق؟" 
" الراجل مستنى بكره حعدى عليه الصبح "

يرددها و هو يتجه ناحيه الباب مغادرا ليكمل موجها حديثه لخديجه " انا حبات فى اى فندق و حعدى عليكى بكره الساعه 9 الصبح تكونى لابسه و جاهزه"

يهم بالخروج فتنظر حياه لزوجها و تسرع ناحيه عمر معترضه على خروجه و تردد بترحيب و اصرار "ميصحش و الله تبات فى فندق و بيت عمك مفتوح...انت تبات هنا و تطلعو الصبح تخلصو اللى وراكم "

يجيبها رافضا " معلش عشان تاخدو راحتكم و مقيدتش حريتكم " 
تصر على رايها و تنظر لزوجها و تردد " ازاى بس ده انت تنورنا و لا ايه يا عبده؟"

" طبعا يا بنى ده البيت ينور بيك " يرددها على استحياء فينظر عمر لخديجه و يردد مازحا 
" يمكن فى ناس تانيه مش حتتبسط بوجودى، خلينى امشى احسن "

ينتظر ردها و لكنها لا تتحدث فيهم بالتحرك ناحيه الباب لتدفعها والدتها فى يدها كعلامه للتوبيخ فتتنحنح بحرج و تردد " خليك " 
يلتفت لها بعد ان ابتسم بداخله و يردد " ماشى بس بشرط "

خديجه بتوتر " كمان حتشرط " 
عمر ببسمه ساحره مرتسمه على وجهه " يا كده يا امشى " 
خديجه بنفاذ صبر " اشرط يا سيدى " 
عمر برقه" اتعشى من ايدك "

تهتف حياه بمرح بعد ان ابتسمت من معاملته الرقيقه و التى هى على النقيض تماما لقسوته السابقه فتردد " بس كده...غالى و الطلب رخيص "

تحرك خديجه راسها باعتراض على تناقضه و تتجه للمطبخ لتحضير العشاء و تتجه حياه لغرفتها لتحدث رفيقتها الجديده هاله " ايوه يا هاله...و الله ده انتى طلعتى فاهمه عمر يمكن اكتر من نفسه "

هاله بصوت مرح " طبعا...مش ابنى، دلوقتى بقى خلينا ندخل على الجزء التانى من الخطه " 
حياه بتوجس " انتى ناويه على ايه بس؟ انا خاېفه من رده فعل عبده "

هاله بطمأنه " مټخافيش المهم دلوقتى طه ينفذ الجزء بتاعه و على الله بس جوزك ما يرفضتش " 
حياه بتخوف و قلق " ربنا يستر "

و فى الخارج يتلقى عبد الرحمن اتصالا من طه ليتحدث معه بمرح بعد ان علم بمبيت عمر عندهم "افتح الاسبيكر يا عبده عشان عمر يسمعنى " 
ينفذ طلبه فيقترب عمر من الهاتف و يردد " معلش بقى اتعشو من غيرى انهارده يا بابا "

طه " و لا يهمك يا بنى المهم تخلص اللى وراك، المهم اسمعونى كويس"

ينتبه كل من عبد الرحمن و عمر بتحفز و يستمعا له جيدا فيردد باصرار كما لو رايهما تحصيل حاصل ليهتف " انا حجزت لينا كلنا كام يوم فى الفندق بتاعنا اللى فى شرم الشيخ نقضى وقت حلو كده يا عبده عشان بناتى و ولادك يتبسطو قبل الصيف ما يخلص "

عبد الرحمن بتلعثم و تردد " بس يا طه..اصل...انت عارف صحتى...." 
يقاطعه طه " و دى فرصه تغير جو انت و المدام و تعملو شهر عسل جديد و الولاد تتبسط...ما تتكلم يا عمر " 
عمر " اللى تشوفوه يا بابا" 
طه بخبث " ازاى بس؟ هو انت مش حتكون معانا؟"

عمر برفض قاطع " لا طبعا..انا عندى شغل، و من امتى و انا بتاع فسح و مصايف؟" 
يحاول طه احراجه امام عبد الرحمن فيردد " يعنى حتسيبنا كده لوحدنا لو حد احتاج حاجه و انا و عمك عواجيز ميبقاش مع اخواتك البنات راجل ياخد باله منهم "

يزفر عمر بضيق و يردد باستسلام " خلاص يا بابا ححاول اظبط امورى " 
طه بحزم " انا كلمت معتز و عرفت منه ان الشغل هادى عشان كده السفر بعد بكره يعنى يا دوب تخلصو موضوع القسيمه و تجيبهم و تيجى على مصر عشان نطلع كلنا من هنا بالطياره "

" بس يا بابا...." يهتف بها عمر و لكن يقاطعه والده ببراعه 
" خلاص يا عمر بقى،و يلا روح شوف لو حتتعشى و لا حتعمل ايه و سلام يا عبده "

يغلق الهاتف فينظر عمر الى عبد الرحمن بحيره "معلش اصل بابا ساعات الحاجه بتطلع فى دماغه فيعملها من غير حساب " 
يجيبه عبد الرحمن على استحياء " عادى و لا يهمك يا عمر"

و على مائده الطعام يجلسوا جميعا فتبدء حياه بوضع الطعام فى الاطباق و تنظر لابنتها و تردد بالحاح " اغرفى لعمر يا ديچا "

تقف بجواره و تبدء بسكب الطعام فى الاطباق و تضعها امامه فينظر لها بتدقيق فى ملامحها ليجد عينها منتفخه من اثر البكاء فيقف بفزع و ينظر لها بقلق و يردد بلهفه " انتى معيطه؟  ليه؟..... زعلانه من كلامى؟"

تشيح بوجهها عنه و تردد بصوت مخټنق " مش معيطه و لاحاجه ده من البصل " 
عمر بعدم تصديق " من البصل برده"

يمسكها من يديها الاثنتان و ينظر لها و ياخذ نفسا عميقا و يزفره ببطئ و يردد بهدوء " معيطه ليه يا ديچا؟"

ټنفجر خديجه فى البكاء و كانها كانت منتظره الفرصه حتى تنهمر دموعها بغزاره فيقربها منه و يربت على ظهرها بحنان و يردد" خلاص طيب متزعليش.... نتعشى و نقعد نتكلم سوا و زى ما انا مش حابب ازعلك يا ريت انتى كمان تعملى حساب لزعلى "

تحاول التحديث وسط اختناقها بالبكاء فيخرج صوتها مبحوح لتردد بخجل " انا مكانش قصدى انى ازعلك، بس فعلا السيشن دى محجوزه معايا من فتره... و انا بحب التصوير و مش عايزه اتحرم منه"

عمر برقه " خلاص يا ديچا..... حنقعد و نتفاهم " 
فينظر اليها ببسمه و يردد بمرح " يلا بقى اكلينى انا جعان و الاكل شكله يجنن "

بعد الانتهاء من تناول الطعام تدخله غرفتها و المليئه بالكتب عن الطبخ و التصوير منها باللغه العربيه و اخرى بالانجليزيه و يوجد فى احد الاركان معدات التصوير الخاصه بها موضوعه بتنظيم

نظر لها عمر و سالها " هو انا حنام هنا؟" 
اومأت بالموافقه فاستطرد " و انتى حتنامى فين؟" 
خديجه بخجل " حنام مع محمد فى الاوضه بتاعته"

عمر برفض " لا معلش...انا حروح انام مع محمد و انتى خليكى فى اوضتك " 
خديجه باصرار" اوضه محمد مش حتعجبك...و بعدين هم كام ساعه اصلا انا مش حنام...حقعد اخلص الشغل اللى ورايا عشان اسلمه الصبح قبل ما اسافر و كفايه اوى انى اعتذرت عن الفرح نفسه "

عمر بمهادنه " انتى اللى اختارتى الطبخ " 
خديجه بضيق " انا لو عليا مكنتش اخترت من اصله بس محبتش اعمل صدام معاك من اول مشكله "

يصفق بسخريه و يردد مازحا " لا براڤو عليكى...كويس انك عديتى الموضوع و مكبرتيهوش" 
خديجه پغضب " انت بستهزء بيا؟" 
عمر بتهكم " لا ابدا...كويس انك محكمتيش رايك عليا احسن كنت حزعل اوى "

تلوى فمها و تردد و هى ضاغطه على اسنانها " بطل اسلوبك ده " 
يضحك عاليا و يردد " ماشى يا ستى حبطل اسلوبى بدال ما يطقلك عرق "

تخرج و هى فى قمه ڠضبها منه قتوقفها والدتها لتسالها " مالك يا بت عامله شبه اللى قاټل قتيل " 
خديجه پقسوه و هو تلوى يديها كمن يخنق احد "قصدك عامله شبه اللى عايز يصور قتيل "

تضحك حياه و تردد " طيب يا ختى...خدى الهدوم دى اديها لعمر ينام بيها " 
ټضرب قدمها على الارض و تعترض كالاطفال "يوووه يا ماما بقى ما توديها انتى " 
حياه بخزى " يا بنتى اتحركى ما تبقيش بارده "

و بالفعل تتوجه لغرفتها تطرق الباب فيفتح لها عمر و هو عارى الصدر و لا يرتدى سوى بنطاله فقط فتفزع بخضه و تضع يدها على عينها و تمد يدها الاخرى بالملابس و تردد بخجل " دى هدوم عشان تنام بيها"

عمر ببسمه " لا شكرا يا ديچا..انا بنام كده " 
يقترب منها و ينزل يدها من على عينها و يردد و هو يبتسم ابتسامه ساحره " اتعودى تشوفينى كده عشان انا مش بلبس حاجه و انا فى البحر فمش حتفضلى مغميه عينك "

ينزل يدها فتنظر لاعلى و تركز نظرها على صدره العريض و جسده المنحوت بدقه و كان احد النحاتين قام بنحته بحرفيه و تلك الوشوم التى تغطى جسده بشكل جذاب فينتبه هو لتحديقها فيه فيفرقع اصابعه امام عينها و يردد بمرح " اه قلت تتعودى بس انتى سرحتى فى ايه!"

تحاول تدارك حرجها فتردد " اصل الوشم حرام و انت يعنى جسمك كله...." 
يقاطعها عمر " انا مكنتش اعرف ان الوشم حرام الا من فتره قريبه بس خلاص بقى و حاولت اشيله " 
ليشير الى احد الوشوم و التى تشوه الجلد من اثر محاولته لازالته " بس عمل علامه وحشه اوى زى ما انتى شايفه " 
خديجه و هى تغادر " طيب انا حسيبك عشان الحق اخلص الشغل " 
&&&&&&&&&&&&&&&& 
فى ڤيلا الباشا

يجلس الجميع فرحين بخبر سفرتهم و قد تاهب الجميع و قامو بتحضير انفسهم استعدادا للسفر غدا و ها هم جميعا فى انتظار استقبال عائله عبد الرحمن

يصل لابواب الڤيلا سياره عمر ذات الدفع الرباعى فيقوم عامل الامن بفتح الباب له و فور دخولهم من بوابه الڤيلا تهرع هاله لاستقبالهم بموده هاتفه بترحيب " يا اهلا يا اهلا..مصر كلها نورت و الله "

حياه ببسمه " منوره باهلها و الله " 
تبدء هاله بتعريفهم على بناتها فتردد " دى ليان الثالثه فى الترتيب بعد عمر و عدى و فى كليه تجاره.... و دى اسيل اخر العنقود و لو ربنا سهل بالنتيجه حتدخل اولى كليه "

تبتسم خديجه لهما و تسلم عليهما فتردد ليان بمرح " بنات المنصوره بقى و العنين الملونه و الشعر الاصفر...مش اصفر برده "

تضحك خديجه بشده و تردد بمرح " ايوه اصفر " 
يدلف الجميع فيجدا سميره جالسه بغرفه الاستقبال و فور لمحها لعبد الرحمن تقف و تتجه نحوه بتردد و تهتف بتوتر " ازيك يا ابن عمى؟" 
يومئ لها راسه و يردد " ازيك انتى يا سميره؟"

تظل سميره طوال جلستهم ترمق حياه بنظرات تفحصيه و هى تزغر بعينها فى ضيق حتى انتبه لها طه فحاول انهاء تلك الجلسه و التى قد تنتهى بنهايه غير سعيده فينادى على الخادمه " ام حسن...جهزتى اوض الضيوف؟"

تجيبه باحترام "كله جاهز يا بيه" 
طه " طيب خدى خديجه و محمد وريهم الاوض بتاعتهم " 
و ينظر لهاله و يردد " و انتى يا هاله خدى حياه وريها الاوضه بتاعتها و سيبى عبده معايا شويه "

على الفور يتجه الجميع لتنفيذ اوامر رب الاسره و عمر جالس بهدوء فينظر له والده متسائلا " مالك يا عمر ساكت ليه؟" 
عمر پغضب " هو عدى باشا ناوى يرجع امتى من سفره "

طه بلا مبالاه " و الله ما اعرف...انا رميت طوبته اتعامل انت بقى معاه " 
ينظر عبد الرحمن بفضول و يهتف " مالك يا طه بتتكلم عنه ليه كده؟ هو عامل ايه؟" 
طه بحنق " البيه رايح يتفسح فى عز الموسم بتاع الشغل و سايب الدنيا كده من غير ما يتابع "

عبد الرحمن " معلش لسه شاب صغير و عايز يتبسط و البركه فى عمر " 
طه بتوضيح " عمر مبيشتغلش معايا يا عبده...عمر عنده شغله و شركته و ملوش دعوه بشغلى "

ينظر عمر لابيه و يردد " انا خيرتك ما بين استلم الارض و مشاكلها و مشاكل المزارعين و المحصول و بين انى امسك الفنادق و حضرتك اللى اخترت "

طه " ايوه يا بنى ايوه انا مسكتك الشغل الاصعب " 
فيردد عمر بضيق حاول اخفاءه " يبقى متقولش ان عمر ليه شغله و شركته و كانى سايبك محتاس و مش بساعدك "

عبد الرحمن محاولا تلطيف الاجواء بعد ان استشعر توتر " طه مقصدش كده يا بنى و انت كتر خيرك انك شايل الارض دى لوحدها همها كبير و عايزه واحد يتفرغ لها"

عمر بتوضيح " انا بنزل البلد بسبب الارض دى اكتر من 6 مرات فى الشهر و بسيب شغلى عشانها " 
طه " خلاص يا عمر متعملهاش قضيه " 
يتضايق عمر فيقف و يستاذن " طيب انا حطلع ارتاح شويه عشان تعبت من السواقه "

يتجه للاعلى فيمر من امام الغرفه التى خصصت لخديجه فوجدها تجلس مع اخواته بمرح و هم يمزحون معها و هى تضحك عاليا فى جو يملئه الالفه و كانت قد تحررت من حجابها فوجد شعرها المجعد بشكل خاطف للقلوب بلونه الاشقر و جماله الطبيعى فلا دخل لمنتجات العنايه بالشعر بتكوين شكله الساحر فتوقف رغما عنه امام الباب يذدرد لعابه و يستمع لصوت ضحكاتها حتى تنتبه له اسيل فتهتف بمرح 
" تعالى يا ابيه دى ديچا ډمها عسل و بتقول نكت ټموت من الضحك " 
يدلف للداخل فتتوتر خديجه و تضع حجابها على راسها فيرفع حاجبه بتعجب من حركتها و يجلس معهن فى الغرفه و يردد بمرح تعجبت له اخواته "ضحكينا معاكى يا خديجه "

خديجه بتردد " لا دى مش نكته، انا كنت بحكى على موقف حصل فى فرح كنت بصور فيه بس...." 
تصمت ليحثها عمر على الاستكمال " ايوه ايه اللى حصل بقى؟ "

خديجه بتوتر من نظراته " ام العريس عشان كان اهل العروسه كتير و قاعد مجموعه منهم عند الجزء المخصص لاهل العريس اتخانقت مع بتوع القاعه على الكراسى و الجاتو و الفرح باظ بسبب كده "

يضحك الجميع فينظر عمر لاخواته و يردد بحزم " سيبوها بقى ترتاح من الطريق و خلو حد يعملى قهوه "

تخرج الفتاتان من الغرفه فيتجه عمر ناحيه خديجه الجالسه على الفراش و يسحب حجابها من على راسها و يردد بصوت هامس اجش " اظن عادى انك تقعدى قدامى بشعرك...ولا ايه؟"

خديجه بتلعثم من اقترابه الشديد منها " ايو و.ب بس هم ميعرفوش اننا...يعنى...." 
يقاطعها " اننا ايه؟اننا متجوزين؟.....محدش كان حيتكلم اصلا انك قاعده قدامى من غير حجاب لولا الحركه اللى عملتيها قدامهم دلوقتى "

خديجه " حركه ايه؟" 
عمر " لما حطيتى الطرحه اول ما انا دخلت " 
خديجه بحرج " على العموم خلاص يعنى اللى حصل حصل " 
&&&&&&&&&&&&&&&&&

و فى صباح اليوم الثانى افاق الجميع لتناول وجبه الافطار فلاحظ عبد الرحمن تلك الصرامه فى التعامل من جهه عمر بخصوص الدقه فى المواعيد و الدقه حتى فى رص الاطباق و المقاعد و التى علق عليها عمر فور ان رآها بشكل غير منظم

جلس كل منهم فى مكانه المخصص مع اضافه مقاعد اضافيه للضيوف و لكن خديجه كانت لا تزال بغرفتها فنظر عمر بضيق و ردد پقسوه " هى خديجه فين؟"

اجابته حياه بمرح جاهله بروتينه الذى يفرضه على الجميع  " لااا خديجه انساها مستحيل تصحى دلوقتى و لا بيهمها فطار و لا حاجه ده يا دوب نصحيها قبل ما نتحرك بربع ساعه "

ينظر الجميع لحياه فتنتبه لنظراتهم التفحصيه و تهتف محاوله تدارك الامر " بس انا ممكن اطلع اصحيها "

يضغط عمر على اسنانه و يردد بحنق " خلصنا من عدى طلعتلى خديجه...اللهم طولك يا روح " 
تحاول ليان اجتناب غضبه فتردد ببهجه " معلش يا ابيه اكيد متعرفش طبعك  انا حطلع اصحيها حالا "

و بالفعل تصعد ليان لتوقظها و لكنها ترفض النزول لحاجتها الى النوم فتحاول ليان التحدث معها "افهمى بس...لازم تنزلى ابيه عمر معندوش تفاهم فى موضوع المواعيد بتاعه الاكل.....هو بصراحه معندوش تفاهم فى حاجه تخص النظام "

خديجه بنعاس " مش قادره و الله اتاخرت على ما نمت و لسه بدرى اوى، انتو بتفطرو بدرى كده ليه؟"

ليان " احنا نظام البيت هنا كده و....." 
يقاطعها صوت عمر الحاد و الذى دخل الغرفه على غفله بعد جلوسه و انتظاره وقت طويل فمل و صعد لايقاظها ليردد بصوت عالى "لياااان....انزلى انتى و سبيهالى"

تحاول خديجه ستر جسدها بغطاء الفراش فقد كانت ترتدى ثياب قصيره و عاريه فتحاول ليان اثنائه عن ما يدور براسه فهى اعلم الناس باخيها فتردد " بس يا ابيه هى متع....." 
يصيح عاليا " بقولك انزلى تحت "

تجلس خديجه و هى متمسكه بغطاء الفراش بعد نزول ليان و تنظر له بريبه و خجل و تردد بمعاتبه "فى حد يدخل كده برده؟ من فضلك يا عمر اخرج "

يقترب منها و كانها لا توجه له الحديث و يسحب من فوقها الغطاء فتشهق بفزع و تردد صاړخه " ايه اللى بتعمله ده؟ اوعى كده "

ترددها و هى تدفعه بعيدا فيسحبها من يدها و يتجه بها للمرحاض و يفتح صنبور المياه ليغرق وجهها بالكامل بالمياه و ينظر لها بانتصار و يردد " اظن كده فوقتى؟"

تعلو انفاسها و ڠضبها لتظل واقفه مكانها و المياه تقطر من وجهها و شعرها لتبتل ملابسها الخفيفه العاريه فيظهر جزء من مفاتنها دون ان تنتبه لذلك و لكن عمر انتبه فشرد بها و بجمال قوامها الصغير و بشرتها البيضاء فتردد پغضب و حده 
" ارتحت كده بعد ما غرقتنى؟ اتفضل بقى اخرج عشان اغير هدومى "

ينتبه لحديثها الغاضب و كم تبدو رائعه و هى غاضبه مبتله تتصرف كالاطفال فيحاول اظهار قسوه مصطنعه ليردد " خمس دقايق و تكونى تحت و الا متلوميش الا نفسك "

و بالفعل يتجه خارج الغرفه ليتوقف قليلا اعلى الدرج يحاول استجماع انفاسه الهاربه ليوبخ نفسه پحده " مش حينفع اللى بتعمله ده...اجمد كده و متضعفش، هى ملهاش ذنب تتدبس فى واحد زيك "

ينزل و يجلس على المائده و الجميع لا يزالوا على وضعهم فى انتظاره ليردد بهدوء مصطنع " اتفضلو افطرو يا جماعه و خديجه نازله حالا " 
تهمس ليان باذن اختها و تردد بسخريه " زمانه شدها من ودانها "

اسيل بسخريه " مش انتى الكبيره؟ " 
تجيبها " اه...اشمعنى؟" 
اسيل " عمرك ما حتفهمى مع انك الكبيره بس و لا فاهمه حاجه "

ليان باستخفاف " طيب فهمينى يا ام العريف " 
اسيل بثقه فى النفس " اللى شيفاه قدامى مشروع نسب محتمل بين خديجه و ابيه عمر و الواضح كده ان الكل متفق عليهم و هم الوحيدين اللى مش دريانين باللى بيحصل "

ليان بدهشه " لا و الله؟ تصدقى معاكى حق، طيب انتى اخدتى بالك ابيه عمر لما هزر معاها امبارح " 
اسيل " منا بقولك "

يقطع حديثهما عمر الذى اخذ ينظر لهما پغضب و عيون لامعه ليردد " حتسكتو امتى؟....هو السفره بقت مكان للدردشه و الهمس دلوقتى " 
ليان باسف " سورى يا ابيه "

يتهكم عليها بنفس اسلوبها " سورى يا ابيه....عارفه النتيجه لو طلع فيها حاجه يا ليان الكلب انتى حعمل فيكى ايه؟" 
تجيبه ليان بحزن و استنكار " خلاص يا ابيه...ده وقت تجيب فيه سيره النتيجه برده و احنا مسافرين نتفسح " 
عمر پحده " ماشى يا ليان "

تنزل خديجه و هى تدب الارض پحده و ڠضب فينظر لها و يحاول اخفاء ضحكته فكم كانت شهيه لذيذه و كانها فاكهه جاهزه للاكل و هى على هذا الحال فتردد " ادينى نزلت...حاجه تانى؟"

عمر ببسمه سخريه " اقعدى كلى " 
خديجه " مش جعانه...انا حقعد هنا لحد ما تخلصو"

يتضايق عمر من عنادها فيردد بحزم و هو يطرق على سطح المائده پعنف " انا قلت اقعدى افطرى...لسه فى سفر و دوخه مش ناقص حد فيكم يتعب فى الطريق " 
خديجه محاوله ايضاح وجهه نظرها " بس ا...." 
يقاطعها بنفاذ صبر " يوووه...انتى مش بتسمعى الكلام من اول مره ليه؟"

يحاول طه تلطيف الاجواء فيردد " براحه يا عمر دول ضيوف عندنا مش عساكر بتادبهم " 
يرددها دون قصد ليذكره باوجاعه التى لا تنتهى ليشرد لحظات فى ماضيه 
&&&&&&&&&&&&&&&&&
نهايه البارت 
متنسوش تدعمونى بالتقييم و الكومنت عشان اقدر استمر بيكم و بتشجيعكم 😍


تكملة الرواية من هنا

 



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close