expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية زواج اضطراري البارت الحادي عشر والثاني عشر بقلم هدير محمود حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


رواية زواج اضطراري البارت الحادي عشر والثاني عشر بقلم هدير محمود حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 

رواية زواج اضطراري البارت الحادي عشر والثاني عشر بقلم هدير محمود حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


اللهم لا تعلق قلوبنا بما ليس لنا.. اللهم ارح صدورنا من الهم والغم.. اللهم ارزقنا راحة البال.. اللهم ارزقنا رضاك والجنة 

أما سيف فتردد كثيرا هل يخبر أدهم أم لا لكنها زوجته لابد أن يعلم وإلا سيخسره هذه المرة للأبد فاتصل به وأخبره بما حدث ف طلب أدهم منه أن يظل هو في المستشفى حتى يعد ما قد يلزمه حتى يحضرا وبالفعل لحظات وكان قد انطلق بسيارته متجها نحو شقة عمه وفي طريقه اتصل ب مريم فأجابته دينا :

-ألو مريم ..مريم ردي عليا أنا أدهم 

-أيوه يا أدهم أنا دينا

-أيوه يا دينا مريم عاملة أيه؟

-مريم تعبانة أوي يا أدهم 

-طب تقدر تتكلم ؟

-بتقولك لأ

-طب دينا افتحي الاسبيكر 

-حاضر ثواني ..فتحته 

 -مريم متخافيش أنا جاي علطول أنتي كويسة متخافيش دينا نيميها على الأرض وأرفعي رجليها بمخدات السرير فهماني 

-اه 

 -سيبي الموبايل أنا هفضل معاها ..مريم عشان خاطري ردي عليا بكلمة واحدة عايز أسمع صوتك عشان اطمن عليكي 

 -ردت مريم ب وهن شديد : أنا كويسة الحمد لله متتعبش نفسك سيف زمانه جاي 

 -أنا مش هرد .. أخس عليكي يعني سيف ودينا أولى أنهم يبقوا جنبك مني أنا للدرجادي يا مريم عموما أنا قولت ل سيف يفضل في المستشفى عشان لو احتجناه في حاجه أنا هاجي حتى لو مش عايزاني


هنا عند تلك اللحظة قد خارت كل قواها بل هي لا تريد سواه لكن كرامتها هي التي جعلتها لا تتصل به فقالت بوهن شديد:

-مستنياك متتأخرش عليا أنا محتجالك أوي يا أدهم 

-حاضر يا مريومة مش هتأخر والله 


كانت تلك هي المرة الأولى منذ أن تزوجا تسمعه يدللها 

 ساق أدهم بأقصى سرعته ووصل في غضون نصف ساعة وهذا زمن قياسي نظرا لبعد المسافة بين البيت والمستشفى ..ها هو يصعد درجات السلالم كأنه يطويها تحت قدميه حتى وصل أخيرا إلى باب شقتها خبط ففتحت له دينا لم يسلم عليها بل اتجه فورا ناحية مريم التي كانت قد أغمى عليها مجددا رفع قدميها إلى أعلى وطلب من دينا محاولة تثبيتها أما هو ف جلس على ركبتيه وظل يدلك أصابع يدها وما أن وضع يداه على وجنتيها حتى بدأت تستفيق رويدا رويدا ثم قالت :

-أدهم أنتا جيت 

-أه جيت أنتي كويسة 

-تعبانة أوي يا أدهم 

 -دينا ساعديني معلش نلبسها هدومها نظرت له دينا ومريم في آن واحد وقال بعد أن فهم نظراتهما:

 -مراتي والله مراتي ومش وقته الكلام ده خلينا نخلص بسرعة


ساعداها في ارتداء ملابسها في عجالة وحملها أدهم بين ذراعيه بعد رفض ومحاولات منها لتنزل على الدرج دون أن يحملها وأخيرا فعل ما أراد وهبط بها سريعا وكان يحدث دينا أثناء سيرهما قائلا :

-دينا اركبي معاها ورا وأنا هسوق 

 -أجابته دينا قائلة : عربيتي اللي راكنة وراك خليني أنا أسوق وأنتا خليك معاها ورا عشان أنتا دكتور لو حصل حاجة تعرف تتصرف وعشان تعرف تركز 

-مش هينفع أنا هسوق بسرعة وأكيد أنتي مش هتسوقي زيي 

 -لأاا متخافش أنتا متعرفنيش أكيد أنا بسوق أسرع منك أركبوا بس وامسكوا نفسكوا 


اقتنع أدهم وركبا معا سيارة دينا وكان يود أن يظل بجوار مريم ليطمئنها جلسا على المقعد الخلفي سويا جعلها تضع رأسها على فخذه وتنام رافعة قدميها قليلا حتى لا يغمى عليها مجددا وحتى يصل الدم للمخ ف يبدو أنها تعاني من انيميا شديدة كانت دينا تسوق بحرفية شديدة مما أثار تعجب أدهم ف قلما يجد إمرأة تسوق بهذه السرعة هو نفسه لا يسوق بمثل هذه السرعة نظر لمريم ثم ربت على كتفيها قائلا :

 -متخافيش يا مريم بإذن الله حاجة بسيطة بس أنا عايزك تقوليلي بالظبط أيه اللي حصل معاكي في الفترة الأخيرة لو قادرة تتكلمي 

-مريم ب وهن شديد : النزيف بقاله 12 يوم وبشكل قوي جدا وجع بطني مبيقلش خالص مبعرفش أنام إلا بالمسكنات 

 -أدهم بغضب : ليه ؟!ليه يا مريم تسكتي كل ده !ليه تستني لحد ما تبقي كده ؟!

 -عشان خايفة ..أه خايفة يا أدهم أنا دكتورة وأكيد فاهمة أن الأعراض ديه معظمها سببها الأورام خايفة يكون عندى ورم خبيث خالتي ماتت بيه في نفس المكان

 -شعر بقبضة تعتصر قلبه ألما حينما أنهت جملتها الأخيرة :بعد الشر عليكي يا مريم ليه بتقولي كده هو خلاص مفيش غير الاحتمال ده وبعدين حتى لو مش ممكن نستأصل الورم أو حتى أضعف الايمان نستأصل الرحم نفسه ..

 -قاطعته مريم بخضة أثر كلمته الأخيرة قائلة :وهو لو الرحم اتشال هبقى كده عايشة عارف ده معناه أيه؟ إني عمري ما هبقى أم ده أمل كنت عايشة عليه وده اللي مخليني لسه عايزة الدنيا ولو الأمل ده راح خلاص يبقى ملهاش لازمة إني أعيش 

-وأنا ؟

 -أنتا! ..ثم ابتسمت ابتسامة تملؤها المرارة والحسرة : أنتا أيه يا أدهم أحنا هنضحك على بعض ما أنتا عارف أننا كده كده هنطلق أحنا أصلا مش متجوزين يا أدهم وكلها فترة مؤقتة وكل واحد هيروح لحاله مش عشان تعبانة يعني هتضحك عليا بكلمتين أنا أصدق أن الزفت مروان ممكن يكون لسة بيحبني لكن لايمكن أصدق أنك أنتا تحبني 

 -بغيظ شديد :مروان ؟ أيه جاب سيرة الحيوان ده .. أممم ماشي يا مريم على العموم أنا مكنتش أقصد إني بحبك أنا كنت أقصد إني هحس بالذنب لو جرالك حاجة أنتي ناسية إني دكتور نساء وعمك هيفضل محملني ذنبك 

-لأ أبقى قوله هي اللي مجنونة وكانت عايزة تموت 

 -طب اسكتي بقا يا مجنونة ولا هتموتي ولا نيلة وهتفضلي عايشة ترازيني

-مستعجل أوى على موتي بكرة أموت وأريحك

 -طول عمرك بومة والله فاكرة واحنا صغيرين لما كنتي بتقوليلي أوعى لو مت تتجوز البت ليلى فاكرة ليلى 

 -ديه كانت بت رخمة أوى كنا كل ما نلعب مع بعض كانت تيجي تشدك وتقولك تعالا ألعب معايا 

-لأ بس أيه أنا مكنتش بسيبك وكنت بفضل ألعب معاكي 

-بس كنت بتجيبها وتخليها تلعب معانا 

-مكنتش بحب أزعل حد 

-ياااااه أنتا لسة فاكر الكلام ده أنا قولت أكيد نسيته 

-حد ينسى الحب الأول في حياته حب الطفولة البريء 

 -ده كان لعب عيال والدنيا خدتنا كل واحد في اتجاه ولما رجعنا الحب ده اتحول لكره لدرجة أنك حتى مبقتش طايق تشوفني ولا تتكلم معايا 

-ياربنا على قلبك الأسود ده 


هنا قاطعتهم دينا بمزاح قائلة :

 -معلش آسفة هقطع عليكوا الكلام الرومانسي الزبالة ده وجلسة الذكريات الأزبل لأننا وصلنا 

 -رد أدهم :بس مكنتش أعرف أنك سواقة شاطرة كده ده أنتي بتسوقي أشطر من الواد سيف 

-دينا بفخر :أمال طبعا وبعدين أحنا عندنا أعز من مريومة 

نظر داخل عيني مريم قائلا بصوت ملؤه الحنان :

- لأ طبعا مفيش 

 فتح باب سيارته وخرج منها ومد يديه حاملا مريم بعدما طوقته بذراعيها حول عنقه حتى تخفف حملها عليه دخلا المستشفى سريعا وكان سيف قد أخبر المستشفى بقدوم مريم وقد جهزا لها سرير وحينما وصلت شرعا في عمل التحاليل والآشعة التي طلبها أدهم ثم نظر إليها متسائلا :

-مريم فصيلة دمك أيه ؟

-O-

-أدهم بدهشة : أيه ده زيي 

-لأ والله 

-أه والله تصدقي


اتصل أدهم ببنك الدم وأخبرهم بفصيلتها وطلب منهم تحضير كيس دم فورا وبعد لحظات أتصلوا به وأخبروه أنه لا يوجد لديهم فصيلة الدم تلك فذهب إليهم وكان معه سيف وأخبرهم ما يلي :

-أنا فصيلة دمي O-ممكن تاخدوا مني 

 -ماشي يا دكتور بس لازم نعمل لحضرتك التحاليل الأول عشان نتأكد أنك تقدر تتبرع 

-محدش ليه دعوة أنا قادر وكويس وزي الفل خلصوا بقا 

-حاول سيف تهدئته قائلا : بس يا أدهم لازم تعمل التحليل 

- يادكتور أدهم أنتا عارف أنه مينفع....

 -قاطعهم قائلا : مفيش بس ولكن ومينفعش هتاخدوا مني كيس دم حالا أكيد مش هسيب مراتي تموت عشان اطمن على نفسي الأول 


تعجبوا جميعا ف لا يعلم أحد أنهما متزوجين ومنذ متى ؟..نظر سيف لأدهم هو الآخر مندهشا فكيف له أن يخبرهم بزواجه منها وهو من أخبرها سابقا ألا تخبر أحدا بأمر زواجهما ..وبالفعل رضخ الجميع لرغبته وأخذوا منه الدم وجهزوه ثم علقوه لها وهي لا تعلم أن الدم الذي يجري في عروقها الآن هو دم ابن عم التي تظنه يكرهها....

 وبعد ساعة كانت قد ظهرت نتائج التحاليل والآشعة التي توضح أن هناك ورم في الرحم وحجمه كبير لا أحد يعلم نوع الورم الموجود لكن لابد من استئصاله في أسرع وقت لأنه يكبر بشكل سريع لكن لابد من الانتظار حتى تتحسن حالة الانيميا الموجودة ولهذا كتب لها أدهم 3 أكياس دم وحقن حديد حتى ترتفع نسبة الهيموجلوبين وأعطاها حقن لوقف النزيف وذلك في غضون ثلاثة أيام على الأكثر حتى يقوم بإجراء العملية....

ذهب هو وسيف لإخبارها بنتيجة الفحوصات والتحاليل 

-مريم نتيجة الفحوصات طلعت " قالها سيف "

 -خير يا سيف بس طالما أدهم واقف ساكت يبقا أكيد حاجة وحشة Cancer?

 -رد أدهم : اعوذ بالله من لسانك بصي يا مريم هو اللي ظاهر دلوقتي أنه فيه ورم في الرحم حجمه كبير جدا وده طبعا اللي بيفسر حجم بطنك اللي مكنش بيبان من لبسك الواسع وساكتة عليه كأنك عدوة نفسك والله مش عارف دكتورة أيه بس 

-وأديني عرفت أني هموت استفدت أيه 

 -رد سيف نيابة عن أدهم : تموتي أيه بس يا مريم بشروا ولا تنفروا يا حبيبتي 

-أيه حبيتك ديه أنتا كمان متلم لسانك يا سيف 

"قالها أدهم بغضب"

-مقصدش يا عم أدهم حاجة أنتا كمان 

 -رد أدهم موجها حديثه ل مريم : المهم دلوقتي يا مريم أننا نرفع نسبة الهيموجلوبين في خلال ال 3 أيام اللي جاية عشان لازم نعمل العملية في أسرع وقت 

-هو الهيموجلوبين كام ؟

-6 

-أيه 6 ! ده قليل أوى 

 -بجد والله طب كويس أنك عرفتي أنه قليل أوى مهو العند حتى في المرض كمان 

 -جذبه سيف من ذراعه ثم قال له هامسا : خف عليها شوية هي تعبانة الأفضل أنك تطمنها 

 -مهي مستفزة بصراحة يا سيف وبتنرفزني "قالها أدهم بصوت عالي وانفعال "

-أديني هموت أهوه وأريحك يا أدهم 

-أجابها سيف :يا بنتي والله تصدقي بقا هو عنده حق 

 -رد أدهم : بطلي بقا أسلوب الاستعطاف والاستمالات بتاعك ده مفيش حاجة تقلق كل الحكاية ورم ليفي وهنستأصله وخلاص 

 -مال سيف على أذنه قائلا: الله يخربيت لسانك أنتا كمان بالراحة أهدى 

-وأنتا عرفت منين أنه ورم ليفي هو أنتا حللتها يعني 

-لأ بس طالما بتكبر بسرعة كده تبقى أورام ليفية 

 -ملكش دعوة أنا بسأل سيف عشان متقولش استعطاف واستمالات ومعرفش أيه 

-أووف اسكتي بقا "قالها أدهم بضيق"

 -سيف بنفاذ صبر من هذا الثنائي : ياااارب عليكي أنتو الاتنين تصدقوا بالله أنتو عيال والله أنا حاسس إني واقف في خناقة ف فصل بين اتنين ف ابتدائي أكبروا بقا وأرحموني ..دخلت دينا عند تلك الجملة التي قالها سيف فردت قائلة :

 -والله عندك حق يا سيف دول مجانين والله جننوني وأنا في العربية مكنتش عارفة أركز في السواقة منهم

-يالهوي هو أنتي اللي سوقتي بيهم 

-أه 

 -طب الحمد لله أنهم وصلوا بالسلامة ديه مجنونة سواقة يا أدهم أعوذ بالله لما بركب معاها بتشاهد على نفسي 

 -ضحك أدهم قائلا : أه ما أنا جربت بس الحمد لله ربنا سترها معانا

 -ردت دينا : بقا كده ماشي يا دكتور أدهم بس أنتا اللي قولتلي سوقي بسرعة

 -أحنا آسفين يا أستاذة دينا والله..لأ بصراحة يا سيف لولاها كنا أتاخرنا تمام كده يا فندم؟

-دينا بفخر : أيوه كده 


ضحكوا جميعا وانصرفا سيف ودينا وبقى أدهم الذي ظل متابعا لحالة مريم وكانت هي شغله الشاغل فقط طيلة الأيام التي قضتها في المستشفى كان لا يتركها أبدا حتى النوم ينام بجوارها على السرير المجاور وبعد ثلاثة أيام بدأت نسبة الهيموجلوبين في التحسن وأصبح الآن لابد من الجراحة فورا لاستئصال الورم لكن الورم كان حجمه كبير وقد يضطرا لاستئصال الرحم وكان لابد من أخبارها بذلك قبل العملية وأخبارها بمفاجأة آخرى قد قالها أدهم ل سيف بينما كانا واقفين خارج باب غرفتها وهي نائمة كانا يتحدثا سويا 

-يعني هتقولها وهتعملها العملية بكره 

-أه بس مش أنا اللي هعمل العملية 

-ليه يا أدهم ؟ أنتا بتهزر امال مين اللي هيعملها؟

 -دكتور أحمد محمود أنتا عارف أنه شاطر في النوعية ديه من العمليات صحيح أنا مش مرحب بفكرة أن دكتور يعملها العملية وكنت عايز دكتورة بس بصراحة الأشطر هو أحمد محمود سالي مش قد كده في العمليات ديه

-والله أنتا اللي أشطر من الاتنين يا أدهم ودول يجوا بعدك

 -أنا لأ يا سيف وده أمر مفروغ منه مقدرش مريم بنت عمي ومقدرش اتخيلها مريضة عندي 

-بنت عمك بس يا أدهم عليا أنا بردو 

-أه يا سيف بنت عمي بس وبطل بقا كلام في الموضوع ده

 -ماشي خلينا بقا ف موضوع العملية طب متسألها يمكن تكون تعرف دكتور أو دكتورة شاطرة في العمليات ديه 

-ماشي نسألها بس ده أفضل واحد 

 هنا بدأت مريم في فتح عينيها والاستيقاظ وقد كانت سمعت حديثهما لكنها آثرت ألا تستيقظ حتى ينتهيا من حديثهما ف أذنت لهما بالدخول ثم قالت متسائلة :

-أيه خير انتو الاتنين عندي ليه؟

 -قال أدهم : احنا هنا ل سببين أولا تعرفي دكتور أو دكتورة نساء شاطرين في العمليات ديه

-أه طبعا أعرف

-مين ؟

-نظرت له داخل عينيه : أنتا يا أدهم

-تهرب من نظرتها تلك : غيري يا مريم حد تاني 

-لأمعرفش غيرك ومش عايزة حد تاني 

 -أنا منفعش أنتي عارفة لو حد قريبك يبقا صعب تعمليله عملية والأفضل يكون غريب 

 -اعتبرني غريبة وبعدين أفتكر أنك بتكرهني وأنتا بتعمل العملية 

 -لأ والله بكرهك ؟! أنتي شايفة كده ؟ماشي تمام حتى لو بكرهك في اللحظة ديه مش هحس ب كده

-أدهم أنا مش هآمن على نفسي مع حد تاني غيرك 

 -وهنا لم يستطع أدهم أن يعترض بأي كلمة ولم يرد على جملتها تلك سوي ب "حاضر"ثم أردف قائلا : بس في حاجة تانية يا مريم 

-أيه ؟

-سيف ممكن يقولهالك 

-قالت بحزم : أدهم أنتا الطبيب المختص اتفضل قول 

 -الورم زي مقولتلك أنه حجمه كبير وملتصق بجدار الرحم ولو مقدرناش نتخلص من الالتصاقات ديه ممكن نبقى مضطرين أننا..أننا نشيل الرحم 

-لأ ارجوك يا أدهم حاول اعمل كل جهدك أنا نفسي أبقى أم 

 -أكيد هعمل كل اللي أقدر عليه ..أكيد يا مريم على العموم متقلقيش بإذن الله كله هيبقا تمام هو بس احتمال وارد فقولت لازم تعرفيه بس متخافيش

 -مش خايفة يا أدهم طول ما أنتا دكتوري أنا واثقة فيك hundred percent

-يارب أكون عند حسن ظنك 

-أكيد بإذن الله 

 وفي الصباح جاءت دينا لتكن بجوار مريم التي تم تحضيرها للعمليات وأثناء التخدير أمسك أدهم يديها مربتا عليها بحنو قائلا:

-متخافيش 


أبتسمت له ثم غطت في سبات عميق كانت العملية صعبة للغاية واستمرت حوالي أربع ساعات متواصلة لكن أخيرا تم استئصال الورم الذي كان حجمه كبير للغاية واستطاع أدهم بمهارته بالرغم من صعوبة العملية أن يجتازها بنجاح دون أن يضطر لاستئصال الرحم وأخيرا انتهت العمليه دون قضاء أمل مريم في حلم الأمومة وبقى شيئا واحدا وهو الاطمئنان أن الورم ليس بخبيث فأرسل أدهم عينة من الورم لمعمل الباثولوجي للكشف على نوع الورم وبعد حوالي ربع ساعة بدأت مريم تستفيق وكان بجوارها هو ودينا وسيف نظرت وقتها ل أدهم نظرة متسائلة فهم مغزاها فورا فأجابها بابتسامة قائلا :

 -متخافيش هتبقي ماما عادي في أي وقت مش قولتلك اطمني 

-ابتسمت مريم قائلة :شكرا يا أدهم 

 -ششش المهم دلوقتي ترتاحي يلا بقا نامي ومتفكريش في حاجة 

-والنتيجة بتاعت نوع الورم هتطلع أمتا ؟

 -ها قولنا أيه ارتاحي بس النهارده والنتيجة هتطلع بكرة بإذن الله ومش هيكون فيها حاجة وحشة متقلقيش أدعي أنتي بس وربنا هيكرمنا بكره إن شاء الله 

-حاضر 


غطت مريم في سبات عميق أما ادهم ف كعادته ظل بجوارها لكنه طيلة ليلته لم يغمض له جفن من القلق على نتيجة معمل الباثولوجي 

 وفي الصباح اتصل بالمعمل وأخبروه بأن الورم ما هو إلا مجموعةأورام ليفية متجمعة ومتحدة معا يصل عددها لأكثر من ثلاثون ورم ليفي صغير ف كونت ورم واحد كبير وهي حالة نادرة من الأورام الليفية لكن لا يوجد منها أية خطورة على الاطلاق ..


ذهب أدهم لمريم ليطمئنها ويطمئن عليها وأخبرها بالنتيجة فرحت كثيرا وحمدت الله على فضله ثم نظرت إليه وسألته مرة آخرى :

-يعني بجد يا أدهم أقدر أخلف 

-بإذن الله تقدري تحملي من بكره لو حبيتي 

 -ابتسم سيف ثم غمز ل أدهم قائلا : هي الست حابة أهيه أتشطر أنتا بقا وهاتولنا بيبي حلو ورخم زيكوا كده 

 ضحكت دينا وسيف أما أدهم ومريم ف كان الصمت هو ردهم الوحيد توتر أدهم كثيرا من مزحة صديقه ثم أستاذن منهم وانصرف بعدما جذب سيف من ذراعه ليخرجه معه وحينما خرجا من الغرفة نظر له بغضب وصاح منفعلا :

-أيه يا سيف..أيه الهزار السخيف ده 

-أولا ده مش هزار يا أدهم أيه مش هتبطلوا استعباط بقا 

 -استعباط أيه ! ما أنا لسه قايلك أن مفيش أي مشاعر بينا كل الحكاية أنها بنت عمي وجوازتنا ديه هتنتهي عاجلا أم آجلا ومش هتبتدي أصلا هتفضل كده في نفس الاطار ده لحد ما تنتهي فاهم يا سيف 

 -لمصلحة مين يا أدهم اللي بتعمله ده ومتقولش بقا الكلام الأهبل بتاع بنت عمي ومعرفش أيه عشان أنا مش عبيط أنا ليا عين وأعرف أفرق كويس بين مشاعر الأخوة والقرابة وبين مشاعر الحب 

 -أنا مبحبش حد يا سيف ومش عايز أحب حد فاهم ولو سمحت متتكلمش ومتدخلش في الموضوع ده تاني أنا ومريم متفقين على كل حاجة وكل واحد فينا فاهم كويس طبيعة العلاقة بينا 

 -جملة أخيرة يا أدهم أنتا ومريم بتستهبلوا على بعض أنتو الاتنين بتحبوا بعض لكن بتكدبوا على نفسكوا على العموم براحتكوا سلام يا صاحبي....

 تركه سيف وانصرف أدهم إلى غرفته ليجلس بها منفردا يفكر حينا ف كلام صديقه ويطرده حينا آخر من رأسه ..أما في غرفة مريم فقد كانت دينا تتحدث مع مريم حديثا موازي لحديث سيف وأدهم ، قالت دينا لها :

-ممكن أعرف اتضايقتي ليه من كلام سيف؟

 -كده يا دينا عشان أنا وأدهم ولاد عم وبس وجوازنا ده هيفضل على الورق ومكنش ينفع سيف يقول كده 

 -والله! أنتي وأدهم ولاد عم بس تصدقي صدقت أنتو بتستعبطونا ولا أيه ؟ مبنشوفش احنا اهتمامه بيكي الفترة اللي فاتت وقلقه عليكي أدهم منمش طول الفترة اللي فاتت كان جنبك في كل لحظة مكنش بيرضى يروح ينام في البيت كان بينام على السرير اللي جنبك مش بس كده سيف حكالي على الخناقة اللي عملها ف بنك الدم عشان ياخدوا منه هو دم من غير ما يطمن على نفسه ويشوف إذا كان ينفع يتبرع ولا لأ ولا خضيته عليكي لما عرف من سيف أنك تعبانة وحاجات من ديه كتير تقول وتأكد أن العلاقة بينكم مش مجرد علاقة قرابة أنتو بس اللي حابين تضحكوا على نفسكوا وأنتي يا مريم عايزة تفهميني أنك مبتحبيش أدهم ده أنتي مطمنتيش إلا لما جه مرضتيش حد غيره يعملك العملية ولا نظرة عينك لما كان شايلك وأحنا جايين المستشفى أيه كل ده بيتهيألنا 

 -كفاية ..كفاية يا دينا مفيش حاجة من اللي بتقوليها حقيقة أنا مبحبش أدهم ومش هحبه هو ابن عمي وبس وقريب هنتطلق وكل واحد هيشوف حياته


كان أدهم يستعد للدخول للاطمئنان على مريم بينما سمع جملتها الأخيرة التي قالتها ل دينا فانتظر ثواني ثم طرق على الباب ليستأذن بالدخول نظر ل مريم قائلا : 

 -مريم أنتي هتقعدي هنا حوالي أسبوع لحد ما نتطمن عليكي ونتأكد أن كله بقا تمام والجرح يكون خف خالص ..صحيح المستشفى مدياكي أجازة أسبوعين أهو ترتاحي شوية 

-أنا فعلا محتاجة للراحة ديه

 -أه وأنا كمان هروح النهارده أبات في البيت عشان أنتي عارفة روك لوحده أنا كنت قايل ل احمد يحطله أكل بس أنتي عارفة أنه مبيحبش الكلاب ف بيعمل ده مضطر وعشان مش هينفع أبات هنا كل يوم 

 -أه طبعا متشغلش نفسك بيا أنا هخلي أي حد من الممرضات يبات معايا 

 - ما أنا أكيد كنت هعمل كده مكنتش هسيبك لوحدك طب أنا مروح بقا 

-دلوقتي ؟

-أه مش قادر محتاج أنام جدا 

-ماشي سلام 

-سلام 

وبعد انصراف أدهم نظرت مريم ل دينا قائلة بغيظ :

-شوفتي أهوه هيسبني لوحدي أهوه عشان الكلب

-يا مفترية مهو قاعد جنبك بقاله 4 أيام وبعدين هو مينفعش يفضل أكتر من كده هو عايز يأكد لنفسه وليكي أنكوا عادي بس الحقيقة غير كده 

-امشي يا دينا أنتي كمان روحي شوفي سيف عايزك

 -ماشي بقا كده طيب أنا هروح أشوف سيف وخليكوا كده يلا سلام 

-سلام يا أختي 

 كانت مريم تشعر بالغيظ الشديد من أدهم تتمنى لو بقى معها فلقد اعتادت قربه لكن كرامتها أبت عليها أن تصرح له بذلك ..


وفي اليوم التالي جاء أدهم الذي لم يستطع أن ينم ليلته تلك ايضا لأن باله ظل مشغول على مريم التي تبيت ليلتها بمفردها كان يود أن يبقى معها لكن هو الآخر أبى الاعتراف أنه لا يستطيع أن ينام طالما هي بعيدة عنه كان يريد أن يطمئن نفسه ويخبرها أن الأمر مازال في قبضة يده وأنه مجرد اعتياد على وجودها في حياته وليس حب كما يقولا سيف ودينا، لقد قضى ليلته تلك في غرفتها لعله يشتم عطرها ف يطمئن قلبه عليها وهذا أيضا جعل النوم يهب من عينيه أكثر..

 وفي صباح اليوم التالي ذهب إلى غرفتها في المستشفى وطرق الباب وحينما فتحه وجد هناك من أثار غضبه كان خالد الذي يجلس على الكرسي ملاصقا ل سريرها نظرإليه بإبتسامه تحوي كل معاني السخف ثم حك ذقنه قائلا :

-أهلا يا دكتور خالد

-أهلا بيك يا أدهم 

-أيه هنا من بدري ولا أيه ؟

-لأ خالص أنا لسه جاي من عشر دقايق كده 

 -طبعا حضرتك دكتور وعارف أن زيارة المريض مينفعش تطول عشان منتعبهاش 

 -ردت مريم قائلة لتثير غضب أدهم أكثر وهي لا تعلم لماذا : لأ أنا مش تعبانة يا أدهم أنا بقت أحسن الحمد لله 

 -كده طب تمام الحمد لله ..سكت لحظة ثم قال أه معاد الحقنة بعد أذنك يا دكتور خالد عشان هي لازم تآخد الحقنة دلوقتي 

-قال خالد :أه أكيد 

 ثم نظر ل مريم قائلا : خلاص يا مريم أنا هعدي عليكي بالليل عشان اطمن عليكي أنا سهر النهارده وممكن آجي أسليكي بدل ما تفضلي لوحدك وتزهقي 

 -جن جنون أدهم الذي كاد أن يفتك ب خالد فقال بعصبية شديدة : 

 نعم! أنتا مجنون ولا أيه تقضي ليلتك فين يا دكتور؟ متركز كده وتسلي مين أيه ظريف أوي كده حضرتك عشان تسليها وبعدين بأي حق تيجي تقعد معاها لوحدكوا بالليل ولا هو أي حك وخلاص 

 -نظر له خالد في حدة مماثلة ورد عليه قائلا : في أيه يا دكتور أدهم متهيألي أن حضرتك اتعديت حدود اللياقة في الكلام معايا وكمان قدام مريم ولولا أنها موجودة وأنك ابن عمها أنا كان ليا رد تاني ..ثم أردف قائلا وبعدين حضرتك منفعل أوي كده ليه ما أنتا كنت بتيجي كل يوم تقعد وتبات معاها بحجة أنك الدكتور المعالج ولا أيه ؟

-لا أيه أنتا بقا أولا هي بالنسبالك اسمها الدكتورة مريم ،

 ثانيا أنا مش محتاج حجج عشان أقعد معاها زيك لانها ببساطة مراتي 

 -امتقع وجه خالد من أثر المفاجأة ثم نظر ل مريم لعلها تكذب كلامه لكنها أماءت رأسها بالايجاب فرد قائلا :مراتك! أنتو أتجوزتوا أمتا ؟

 -رد أدهم ليغيظه أكثر : متهيألي مش المفروض لما نيجي نتجوز ندي لحضرتك تقرير أو نآخد منك أذن عادي اتنين حبوا بعض وأتجوزوا شيء بيحصل يعني 

-بس محدش في المستشفى يعرف 

 -أدهم وهو يجز على أسنانه بغيظ حتى لا يتهور ويضرب هذا الأحمق : وأنتا مالك احنا حرين براحتنا نقول للأشخاص اللي نحب نقولهم 

 -ماشي يا دكتور أدهم على العموم مبروك ده من حظك الحلو أنك خدت جوهرة زي مريم قصدي الدكتورة مريم ..بعد أذنكوا 

 تركهم خالد وانصرف أما مريم ف نظرت ل أدهم بعصبية قائلة :

-أنتا أزاي تكلمه بالشكل ده وقدامي كمان 

 -والله وأنتي عايزني أكلمه أزاي ولا أقف أتفرج عليه وهو بيحاول يشقط مراتي 

-حسن أسلوبك يا أدهم أيه يشقط ديه 

 -آسف مش قصدي بس مش فاهمك عايزاني أقوله أيه وهو بيقول عايز يجي يقعد معاكي بالليل 

 -تكلمه بطريقة مهذبة أكتر من كده أو كنت تسيبني وأنا هرد عليه 

 -والله أيه عايزاني أوطي صوتي وأبص في الأرض وأنا بكلمه ،وأسيبك تكلميه أنتي ليه وانا واقف

 -لأ مش لازم تعمل كده بس تكلمه على الأقل باحترام خصوصا هو ميعرفش أننا متجوزين 

-أديه عرف 

-وليه قولتله ؟

 -أيه مكنتيش عايزاني أقوله ..أه صح بعدين يطفش على العموم أهو مرمي عندك أبقى لما نتطلق أرجعي وقوليله أنا اتطلقت يا خلوده يا حبيبي وأدهم الوحش الشرير مبقاش في حياتي خلاص 

-أسكت يا أدهم أحسن 


وبينما هما في شجارهما دخل سيف ودينا فسألا عن سبب صوتهما العالي 

 قال سيف : في أيه يا مجانين أنتو بتتخانقوا ولا أيه ؟ مش بتبطلوا خناق أبدا علطول ناقر ونقير كده

 رد أدهم قائلا : لأ ست مريم بتربيني هتعلمني أزاي أكلم الناس واحد داخل يلف ويدور حوالين مراتي المفروض أخده بالحضن 

ردت مريم بحدة : مش مراتك 

 رد عليها أدهم بحدة أكثر : لأ مراتي وطول ما أنتي على ذمتي تبقي بتاعتي ملكي ومش من حق أي راجل غريب يقربلك ولا يتكلم معاكي حتى فاهمة 

 قال جملته الأخيرة وانصرف حاول سيف الامساك به لكنه كان منفعلا للغاية ولم يتوقف ولأن سيف يعلم صديقه جيدا ف لم يذهب خلفه لأنه يعلم أنه طالما وصل لهذا الحد من الانفعال ف لابد أن يظل بمفرده حتى يهدأ ، ف سأل مريم عما حدث فقصت عليه ما دار بين خالد وأدهم ثم ما دار بينها وبينه ..ف نظر سيف ل مريم قائلا :

-أنتو الستات أعوذ بالله منكوا تجننوا العاقل 

-والله ليه بقا أنا غلطت في أيه؟ 

 -مش موضوع غلطتي أنتي جننتيه بس كويس أديكي بتنفذي كلامي أهوه وبتشعللي غيرته بس شكلك تقلتي العيار حبتين ومش شعللتيها بس أنتي ولعتي ف أدهم نفسه 

 -بقولك أيه يا سيف أنا لا كنت بشعلل غيرته ولا بتاع هو اللي كان مستفز جدا وعايز يتحكم فيا وخلاص

-عليا أنا بردو يا مريم ماشي 

-ردت دينا : أحسن جدعة والله يا مريم خليه يحس بقيمتك 

 -رد سيف : أيه ما تهدي يا بوتجاز أنتي كمان هي ناقصاكي ، وبعدين أدهم عارف قيمة مريم كويس كل الحكاية في العقد اللي عنده

 -ردت مريم : هو حر في عقده أنا مليش دعوة بيه أصلا ومش من حقه يتكلم معايا بالطريقة ديه هو فاكرني شغالة عنده 

 -بصي يا مريم أدهم صاحبي من زمان هو صحيح مش صعيدي أوي في حاجات كتير لكن الاندفاع والعصبية والغيرة على أي ست تخصه دول فيها صعيدي جدااا بس كمان هو طيب شويه لما يهدى هيحس أنه غلط وهيجي يعتذرلك 

 -أه ما أنا عارفة ولا هيعتذر ولا نيلة هو كده علطول براحته بقا ومش هتكلم معاه أصلا 

 مرت حوالي ساعة ثم سمعوا صوت طرقات على الباب فأذنت له بالدخول وكان الطارق هو أدهم الذي نظر إلى مريم قائلا :

-أنا آسف بس أنتي اللي عصبتيني 

قال جملته المقتضبة تلك وأستأذن وانصرف 

-نظر لها سيف قائلا : والله أنتي مفترية 

-ده أنا بردو مهو طبعا لازم تدافع عن صاحبك وراجل زيك 

 -مش بقولك مفترية حتى أنا كمان ده أنا علطول في صفك ماشي يا مريم يلا أنا رايح أشوف شغلي سلام

-سلام 

-سيف:دينا وأنتي مروحة أبقى عدي عليا 

 -دينا بمرح:أنا ممكن أبات مع مريم أهو أسليها وبعدين عشان لما يجي خالد ده ميلاقيهاش لوحدها أهوه يسلينا احنا الاتنين بس هو خالد ده حليوة كده ؟؟

 -سيف بحدة :نعم يا أختي اتلمي يا دينا بدل ما آجي أسليكي أنا عدي ليلتك على خير أحسن بدل ما أخليكي لا تشوفي حليوة ولا تشوفي خااالص أصلا 

-حاضر حاضر يوووه على قطع الأرزاق ده

 انصرف سيف وضحكت الفتاتان وقضت دينا مع مريم ليلتها ..


مر الأسبوع وقد أصبحت مريم على ما يرام ف استعادت صحتها واطمئن أدهم أن كل الأمور تسير بشكل طبيعي وأخبرها انها ستخرج في الغد ..وفي اليوم التالي كانت مريم قد أعدت نفسها للعودة ل منزلها وكانت قد عزمت الأمر على العودة ل بيت والديها وليس بيت أدهم....

 ترى ماذا سيفعل أدهم ليعيدها لبيته ؟؟ وهل ستسامحه بعد كل ما مرا به في الفترة الأخيرة وتعود معه أم أنها ستظل في بيت والدها ؟؟ وأخيرا هل سينصلح حال أدهم وينتهي تهوره عند هذا الحد أم أن للأحداث رأي آخر ؟؟


استغفر الله العظيم وأتوب إليه

 

اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها.. اللهم لا تمتنا إلا وأنت راض عنا 


البارت 12


وفي اليوم التالي كانت مريم قد أعدت نفسها للخروج من المستشفى وكانت قد عزمت الأمر على العودة ل بيت والديها وليس بيت أدهم لا لأنها مازلت غاضبة منه ف لقد سامحته على طرده لها لكنها أصبحت تخشى أن تظل معه في بيت واحد أصبحت تخاف التعلق به أكثر ف حينها لن تحتمل الفراق وهو آت لا محالة ف هو لا ولن يحبها ألبتة ..حينما أتى إليها أدهم نظر لها قائلا :

-مريم احنا هنروح على بيتك مش بيت عمي

-لا يا أدهم بيتي هو بيت أهلي مش بيتك 

 -مريم اسمعيني كويس أنتي مش هتروحي غير على بيتك وهو بيتك أنتي مش بيتي أنا 

-قاطعته مريم قائلة : لأ بيتك أنتا وأنا مستحيل أرجعله تاني 

 -أدهم بحزم : مريم قولتلك متقاطعنيش ده بيتك أنتي وده الورق اللي يأكد كلامي ده 

 مده يده إليها بالورق قائلا وهي تنظر للأوراق التي أمامها مذهولة 

 -أنا كتبتلك الشقة بإسمك ومن النهارده لو أنتي مش عايزاني اقعد معاكي فيها هروح أقعد في أي مكان أو أجر شقة تانية بس ياريت تخليني معاكي عشان أبقى مطمن عليكي 

 -مريم وهي مازلت تحت تأثير الصدمة :أدهم أنتا ليه عملت كده ! مش مصدقة بجد أنتا حتي متملكش شقة تانية وأنا عارفة أنتا قد بتحب الشقة ديه ومتقدرش حتي تشتري زيها ديه شقتك أنتا وب فلوسك أنتا مستحيل تبقي بتاعتي أنا أول ما هخرج من هنا هروح الشهر العقاري واتنازلك عنها 

 -أدهم بصرامة : الموضوع ده منتهي يا مريم مش عايز نقاش فيه تاني الشقة ديه بقت شقتك وده أقل رد ل كرامتك وأنا مبسوط كده ممكن بقا يلا نروح ثم قال بتردد : ولا مش عايزاني معاكي؟

-لأ أزاي مقدرش أقول كده 

-لأ تقدري تقولي اللي أنتي عايزاه 

-بس ..

-بس أيه ؟

-هدومي وليا حاجات في شقة بابا 

 -هبقى أعدي أجبهالك بكره وكده كده الهدوم ديه معظمها بيجامات وأكيد مش هتنفع عشان الجرح بتاع العملية أنا جبتلك كام حاجة كده يارب بس يعجبوكي 

-شكرا بجد يا أدهم 

-على أيه؟ 

- على الهدوم وعلى اللي أهم من الهدوم

-وأيه بقا اللي أهم من الهدوم

 -وقفتك جنبي ومساعدتك ليا واهتمامك بيا وتعبك معايا كل حاجة عملتها يا أدهم ودمك اللي ادتهولي ومقولتليش 

 -أنا دكتور يا مريم وأنتي مريضة مينفعش أتأخر عنك في أي حاجة ف مابالك بقا أنك كمان بنت عمي ومسئولة مني بلاش هبل يلا بينا 

-ماشي 


عادا معا ل شقة أدهم والتي أصبحت من اليوم شقة مريم أدخلها غرفتها فابتسمت له قائلة : 

-تصدق أوضتي وحشتني أوى 

-بجد ؟

-أه والله جدا أصلي برتبط بالأماكن

-على العموم نورتي بيتك ..أسيبك ترتاحي شويه 

-ماشي 

 وأثناء خروج أدهم من الغرفة وجدت مريم فلاشته موجودة على السرير ف نادته :

-أدهم 

-ألتفت إليها قائلا بحنو:نعم محتاجة حاجة ؟

-لأ ..هو أنتا نمت هنا لما كنت مش موجودة ؟

 -شعر أدهم بالتوتر الشديد من سؤالها ولا يعلم لما سألته من الأساس كيف علمت بأمره لكنه تماسك ثم أجابها :لأ وأنا ايه اللي هينيمني هنا ، بس بتسألي ليه ؟

-أصلي لقيت فلاشتك على السرير أيه اللي جابها هنا؟

 -كويس أنك لقتيها أنا كنت بدور عليها تلاقيها وقعت مني لما كنت بروق الأوضة 

-بتروق الأوضه أها طيب 

-أيه طيب ديه

-الله أمال أقولك أيه

-أه صحيح نسيت أوريكي الهدوم اللي جبتهالك 

 كان قد وضعها في خزانتها فأخرجها منها ووضعها على السرير أمامها ثم قال :

- اتفرجي عليهم بقا وقوليلي رأيك 


كانت الملابس جميعها ما هي إلا قمصان نوم لكن بالروب الخاص بها مما جعل مريم تشعر بالحرج الشديد منه وتحمر وجنتيها خجلا ثم قالت بصوت ملؤه الحياء وهي تحاول ألا تنظر في عينيه :

-أيه دول !..أنا مش هينفع ألبس الهدوم ديه

 -أمال هتلبسي أيه يا مريم؟ وبعدين هما كلهم بالروب بتاعهم يعني متخافيش مش هتبقي مكشوفة ولا حاجة وكمان هما كلهم طوال مش قصيرين بس مش هينفع تلبسي بيجامات خالص دلوقتي

-حاضر 

 -طيب غيري بقا هدومك و نامي عشان شوية وهصحيكي عشان تتغدي وتاخدي الدوا 

-ومين اللي هيعملنا الأكل؟

 -أنا طبعا أنا طباخ شاطر هدوقك وبعد كده هتتحايلي عليا عشان أعملك أكل بإيديا 

-أما نشوف 

-يلا تصبحي على خير

-وأنتا من أهله 


علمت مريم أن أدهم يكذب عليها ف موضوع نومه في غرفتها فهو لا ينظف الغرف ولكن أم محمد هي من تأتي كل أسبوع لتنظيف الغرف والشقة بأكملها كما أن رائحة عطره منتشرة في أرجاء الغرفة منذ أن دخلتها علمت أنه كان فيها وحينما وضعت رأسها على الوسادة وجدت أن عطره قد امتزج مع عطرها فلقد كان عطره قوي جدا وكان أدهم معتاد أن يضع الكثير منه فأينما يذهب تعلم أنه كان هنا من عطره الذي تظل رائحته طويلا في المكان ..


كانت الأفكار تدور برأسها ..تسأل نفسها ترى هل يحبني أدهم كما يقول سيف ودينا أم أنه مجرد أعتياد على وجودها ؟وتعود ف تسأل نفسها هل تحبه هي الآخرى أم ماذا ؟ وإن كان أدهم يحبها لما يكابر لما لا يعاملها أفضل ؟ لماذا لا يخبرها ؟ تعود مرة آخرى وتقول أنها تحبه ومع ذلك تكابر وتعاند وترفض أن تصدق أنها أحبته لكن الحقيقة هي أنها أحبته بكل كيانها وهي لا تعرف متي وكيف ولما حدث هذا ؟ كل ما تعرفه الآن أنها أصبحت تحب أدهم كثيرا لكنها لا تستطيع الاعتراف بهذا ألبته خاصة له هو ف هي لا تعلم ردة فعله وتخشى أن يجرحها مرة آخرى ..شعرت وكأن تلك الأفكار تحاوطها فتخنقها ف قررت الفرار منها ف قامت وخرجت من غرفتها بحثت عنه ف علمت أنه في المطبخ من صوته لقد كان يدندن مع نفسه لكن كان صوته عالي إلى حد ما ف لقد سمعته حتى قبل أن تصل للمطبخ كان يغني ويقول " بتناديني تاني ليه أنتي عاوزة مني أيه ما أنتي خلاص حبيتي غيري ما أنتي خلاص حبيتي غيري روحي للي حبتيه أه روحي للي حبتيه " 

 -أروح فين بس يا أخوي أني مش قادرة أروح في حتة والله يا بوي " قالتها مريم ردا عل أغنيه أدهم قالتها بطريقة غنائية مضحكة فلقد ألفت مقطع آخر للأغنيه ل تليق عليها 

-حرام عليكي بوظتي الأغنية وبعدين أيه اللي صحاكي 

-مريم بمرح :صوتك النشاز 

 -بقا كده ماشي يا مريم بس بجد صوتي اللي صحاكي أنا آسف والله أنا اندمجت شوية أصلي متعود لما بدخل المطبخ بحب أدندن 

 -لأ أنا بهزر معاك مجليش نوم ف قومت أشوفك بتعمل أيه سمعت صوتك جيت أشوف بس صوتك حلو 

-تريقة ديه بقا ولا أيه 

 -لا والله صوتك حلو بجد يلا قدم ف اراب ايدول ولا ذا فويس

-قالولي بس أنا مش فاضي " قالها وهو يضحك "

 -ماشي يا عم المهم بس حتى وأنتا بتغني بتغني أغاني فيها اتهام للستات أعوذ بالله منك

 -الله ديه حقيقة ومش قصدي أنتي والله بس تحسي كده أن الستات طبعها بيميل أكتر للخيانة 

 -بالعكس خالص والله عمر الست ما كانت خاينة الخيانة فعل ممكن يجي من راجل أو ست وده يخلينا نرفض وندين الشخص الخاين بصرف النظر عن كونه راجل أو ست ..أنا عارفة أن تجاربنا مكنتش اللي هي وهية اللي خلتنا نشخصن الأمور شوية ونعمم الأحكام لكن لما فكرت لقيت أنه من الظلم التعميم ياريت يا أدهم أنتا كمان تبصلها كده

 -على فكرة يا مريم من وقت متجوزنا وأنا كل لما أقنع نفسي أنكم كلكم خاينين أستثنيكي معرفتش أشوفك خاينة ابدا

 -مريم بعدم تصديق :لا والله أمال الكلام اللي كنت بتقولهولي كان أيه تشجيع ليا ولا غزل فيا ؟

-كان ..كان حاجة كده تقدري تقولي فش غل 

 -بس أنتا كنت بتشك فيا فاكر لما روحت المستشفى القديمة اليوم اللي قابلت مروان هناك واتخانقتوا أنتا قولتلتي أنك كنت بتراقبني 

 -كنت بضايقك لكن أنا كنت عرفت معاد اللي بتخلصي شغلك فيه وكنت جاي عشان أروحك بدل ما تتبهدلي ف المواصلات بس 

-يا سلااام

-أه والله 

 -طب وليه عايز تضايقني؟ وليه الكلام الصعب اللي كنت دايما بتقوله؟ 

 -أنسي يا مريم ومتسأليش مسيرك ف يوم تعرفي كل حاجة ، سيبيني بقا أكمل الغدا ومتعطلنيش لو سمحتي 

-حاضر يا فندم طب أي مساعدة 

 -لأ شكرا ولا أقولك ممكن بس تاخدي حاجات السلطة وتعمليها وأنتي قاعدة ولو تعبتي من القعدة قوليلي 

-متخافش عليا أنا كويسة الحمد لله 

-الحمد لله يارب دايما 

 -تفحصها بنظره قائلا :الهدوم حلوة عليكي والحمد لله المقاس شكله مظبوط

 -أجابته بخجل من تفحصه لها : ميرسي .. ثم استطردت قائلة : أه مقاسهم مظبوط الحمد لله

-الحمد لله 


أعد أدهم المائدة ووضع عليها الطعام الذي صنعه وتناولاه معا نظرت له مريم ضاحكة :

-بس بصراحة أكل تحفة مكلتش زيه أبدا

 -أنتي هتتريقي مهو لازم تآكلي شوربة وفراخ وحاجات خفيفة دلوقتي

 -لأ والله أمال أيه بقا هعملك غدا محصلش وف الاخر طلع شوربة وفراخ وسوتيه زي المستشفى يعني

 -طب بذمتك شوربتي الجميلة زي بتاعتهم والسوتيه بتاعي زيهم يا ظالمة 

-لأ بصراحة مش زيهم أوي 

-ماشي متخلنيش أحرمك من أكلي بقا 

-لأ خلاص هآكل من سكات 


مرت الأيام وهما يقتربا من بعضهما البعض أكثر أصبحت علاقتهما بها ود أكثر ومشاعر متخفية لكن كلا منهما يحاول أن يقنع نفسه أنه يفعل ذلك بدافع القرابة لا بدافع الحب ..كانا كل يوم يقفان معا في المطبخ لتحضير الغداء ويظلا يغنيا معا أدهم يبدأ وهي تكمل له الاغنية بطريقتها ويضحكان 


إذا رآهم أحد أو سمعهما ظن أنهما أسعد زوجين في العالم لكن الحقيقة غير ذلك فكلا منهما يخفي مشاعره عن الآخر لا يودا الاعتراف بحبهما لبعضهما كانت مريم قد عادت لعملها وبدءا يركبا معا سيارة واحدة ويعودا معا فالجميع أصبحوا يعلمون ب زواجهما كان فرح دينا وسيف كما حدداه بعد ستة أشهر من خطبتهما ف كلا منهما يعرف الآخر جيدا ف هما ليس بحاجة ل فترة خطبة طويلة وشقة سيف موجودة ينقصها بعض التشطيبات القليلة وف إحدى الأيام طلبت دينا من مريم أن تصحبها ل شراء فستان زفافها ف هي تريد منها أن تساعدها في الاختيار لأنها مترددة جدا وتحتاج من يحسم الاختيار فرحت مريم جدا ل دينا وأخبرتها أنها ستستأذن أدهم وتقابلها وبينما كانا يتناولا طعام الغداء هي وأدهم نظرت له قائلة :

 -دينا عايزاني أنزل معاها النهارده عشان أختار فستان الفرح ماشي ؟

 -ماشي طبعا أكيد وبعدين أنتي كبيرة ومش محتاجة تستأذني وأكيد أنا مش هقولك لأ

-معلش بس ديه الأصول والدين كمان 

-ماشي على العموم عقبالك 

-عقبالي أيه ؟

 -عقبال ما تنزلي تشتري فستان فرحك على الراجل اللي يستاهلك وتستاهليه 

 -أغاظتها جملته تلك فأرادت أن تردها له فقالت : ميرسي إن شاء الله بس أدعيلي أنتا 

 -لم يحاول أدهم أظهار ضيقه من ردها لكنه الباديء ف نظر لها قائلا : أكيد طبعا هدعيلك مش بنت عمي وأختي 

 -لأ معلش بنت عمك أه بس أختك ومراتك ف نفس الوقت هبل أوي 

 -ماشي يا بنت عمي بس ..يلا قومي اجهزي بقا عشان تلحقوا تنزلوا وترجعوا بدري ومتتأخروش 

-حاضر 


اتصلت مريم ب دينا وتقابلا بعدها ب ساعه ذهبا لأماكن كثيرة وأتيليهات أكثر ف لم يعجب دينا أي فستان حتى رأت فستانا أبيض من خامة الجبير مع التل مطرز بشكل بسيط وهاديء غير منفوش من نوع "التايبست" ف هي لا تحب الفساتين المنفوشة وأخيرا انبهرت ب هذا الفستان واختارته كان أدهم قد اتصل ب مريم ليخبرها أن الوقت تأخر وطلب منها أن يتعجلا لأن مكان سكنهما هاديء وهويخشى عليها وبالفعل بعد أن أشترت دينا فستان الزفاف واتفقت مع "الميكب ارتست "التي ستزينها في حفل زفافها وعادت مريم بعد أن استهلكت كل طاقتها مع دينا لكنها حينما عادت كانت تشعر بالملل هي تعلم أن أدهم مازال بعيادته فقررت أن تصعد للروف كما أنها لم تصعد هناك منذ أن جاءت ل شقة أدهم وبالفعل توجهت إلى الطابق الأخير ووقفت تتأمل المكان بهدوء حتى سمعت صوت نباح الكلب كانت تظن أنه مربوط ب سلسلة حديدية لكن أدهم قد فك قيده في الصباح ففتحت باب الغرفة الموجود بها الكلب بدافع من الشفقة فقد ظنت أن ينبح لأنه عطشان أو ما شابه وحينما اقتربت وفتحت باب الغرفة وجدته غير مقيد وبمجرد فتح باب الغرفة جرى الكلب تجاهها وظل ينبح خافت كثيرا وركضت هي الآخرى محاولة الهرب منه وقعت على الارض وجرحت ركبتيها استنشقت عطر أدهم ف ظلت تصرخ لتستنجد به وفي لحظات كان أمامها وكان روك على وشك أن يهجم عليها لكن في تلك اللحظة ظهر أدهم وأوقفه ثم أعاده ل غرفته وأوصد بابها وساعد مريم على النهوض التي وقفت تبكي ثم ارتمت بين أحضانه وهي متشبثة بملابسه تماما كالأطفال ظل يمرر يده على رأسها ليطمئنها قائلا :

-مريم أهدي مفيش حاجة أنا معاكي متخافيش 

 -كان هيعضني يا أدهم كان هيعضني أنا خوفت خوفت أوي " كانت تتحدث وهي تبكي "

 -شششش خلاااص مفيش حاجة أنا جنبك أهوه يلا ننزل قادرة ولا أشيلك 

-لا قادرة 

 ظلت متشبثة به حتى وصلا ل شقتهما وفي الداخل نظر إلى قدميها التي كانت تمسكها من الوجع فلقد جرحت ركبتيها أثر الوقعة 

-أيه ده أنتي اتعورتي ؟

-حاجة بسيطة الحمد لله كويس أنك جيت ولحقتني 

 -أنا عايز أعرف كنتي بتعملي أيه فوق أصلا؟ وبعدين أيه اللي خلاكي تفتحي باب الأوضة ؟

 -كنت زهقانة وطلعت أشوف الروف وأقف فوق شوية لحد ما تيجي وبعدين سمعت الكلب بيهوهو ف كنت عايزة أشوفه مكنتش أعرف أنه مش مربوط بسلسلة افتكرته عطشان أوحاجة ف دخلت لقيته جري عليا 

 -هو روك طيب جدا صدقيني بس بصراحة أنا اللي غلطان بقالي كتير مش بخرجه وامشيه وكمان روك كبر وعايز يتجوز عشان كده تلاقيه بقا عنيف شويه وبعدين هو ميعرفكيش وهو بيخاف من الناس الغريبة عنه على العموم بعد كده هعرفك عليه وهتبقوا أصحاب كمان

 -ولا عايزة أشوفه تاني أصلا قال أصحاب قال خلاص من قلة البشر هصاحب كلب

-على فكرة بجد الكلاب أوفى من البني آدمين والله 

-شكرا 

 -هو كل كلمة تآخديها عليكي أنا مقصدتش حاجة وحشة والله على العموم هروح أجيب بيتادين وشاش عشان الجرح ده

-مش مستاهل أنا هبقا أشوفه 

-اقعدي ساكتة ممكن 

-لأ مش هينفع .. 

 -أشمعنا ؟ نظر لها بخبث قائلا : عشان يعني هشوف رجلك وماله ما أنتي مراتي على الأقل أطلع بالجوازة ديه بنظرة حتى وبعدين ديه رجل ثم غمز إليها مش حاجة تانية ثم ضحك كثيرا 

 -والله ده بجد ماشي على العموم شكرا أنا هعرف أطهر لنفسي الجرح بقت عينك زايغة أهوه 

 -أنا بهزر معاكي وعد وعد هعالجك بأدب كأني دكتور وبس أتفقنا ؟

-ماشي أما نشوف 

 ظل يضحك كثيرا أثناء احضاره للبيتادين وحينما عاد إليها نظرت له في حنق قائلة :

-وأيه بقا اللي بيضحك تاني إن شاء الله؟

-مفيش ل تزعلي 

-لأ مش هزعل قول

-والله هتزعلي 

-والله مش هزعل قول بقا 

-شكلك كان مسخرة بقا حتت كلب يخوفك كده 

-والله! مهو كان ممكن يآكلني

 -يآكلك ليه هو أسد هو جري وراكي لما أنتي جريتي شم ريحة خوفك ولا أيه يا دكتورة؟! 

- في الحاجات ديه أنا أصغر من أصغر عيل 

 جلس أدهم في الأرض أسفل قدميها ليطهر جرح ركبتيها ف نظر لها قائلا :

-أيه ما توريني ؟؟

-متوطي صوتك هتفضحنا الناس يقولوا أيه 

-هههههههه يالهوي على اللي هيقولوه 

-مالك يا أدهم فيك أيه النهارده ؟

-مفيش خلاص أنا هسكت أهوه خلصيني بقا 

 رفعت مريم الاسدال التي كانت ترتديه ثم خلعته بمساعدة أدهم ثم رفعت قميص النوم التي كانت ترتديه وكانت تشعر ب حرج شديد من أدهم تلك المرة الأولى التي يراها فيها هكذا شعر أدهم بخجلها وتوترها ف حاول أن يتحدث معها أثناء تطهيره للجرح ولكنها كانت ف دنيا آخرى ف لقد كانت لمسته تشعرها بقشعريرة في سائر جسدها أنه ليس أي رجل أنه حبيبها وزوجها شعرت بدقات قلبها تتسارع ويداها ترتجفان حاولت أن تخفي ذلك لكنها فشلت لقد شعر بها أدهم وشعورها هذا حرك مشاعره التي طالما حاول تكذيبها وعدم الاعتراف بوجودها وحينما أنتهى من تطهير الجرح ولفه بالشاش حاولت هي الهرب فأخبرته أنها تود الذهاب إلى غرفتها لتنام وشجعها هوعلى ذلك وحينما أقترب منها ليساعدها على النهوض التقت عيناهما في نظرة طويلة وتسارعت دقات قلبيهما وتلاحقت أنفاسهما لم يشعر أي منهما بشيء سوى بأنفاس الآخر تلفح وجهه وفجأة سقطت كل الحواجز التي كان كلا منهما يضعها للآخر ف قبلها أدهم وهي استسلمت ولم تقاوم لحظه واحدة ف لقد كانت مشاعرها قد وصلت أوجها كانت قبلة طويلة كأن كلا منهما أراد أن يبث شوقه وحبه للآخر دون أن ينطق بحرف واحد ابتعد أدهم أولا بعدما أدرك ما جرى للتو لم يعلم ماذا عليه أن يقول فلم يستطع لسانه أن ينطلق سوى بكلمة آسف هزت مريم رأسها ثم أدخلها غرفتها سريعا وهرب هو الآخرإلى غرفته أما هي

 ف لقد جرحتها كلمة آسف كثيرا على ماذا يعتذر ؟ هل على تقبيله لها ؟ أم على تركه أياها ؟ف بدلا من أن يخبرها بمدى حبه لها وشوقه إليها فقط يقول آسف وكأنه ارتكب جرم أو معصية وكأنها ليست زوجته ظل جسدها ينتفض حينما تذكرت قبلته تلك فلقد كانت بداخلها مشاعر حب مكبوتة له وقد خرجت في تلك اللحظة....

 في هذه الليلة أخبرت مريم نفسها أن أدهم لا يريدها أن تصبح زوجته قولا وفعلا حتى وإن كان يحبها ، إنها قد تيقنت بحبه لها لكنها تأكدت أيضا أنه سيتركها ويطلقها ....


أما أدهم في غرفته انتابته أحاسيس عدة من تأنيب ل نفسه على تلك القبلة ومن تأنيب آخر على تركه إياها وهو يعلم انها تحتاجه وهو يحتاجها لكن هناك شيء ما بداخله يدفعه بعيدا عنها ثم يعود فيقول ما فعلته هو الصواب من أجلها هي ومن أجلي أنا لكن كان على ألا أقبلها وأنا متأكد من حبها لي وتذكر حينما ذهب لبيت والديها لإحضار ملابسها من هناك كانت هناك أجندة تخصها قد طلبت منه إحضارها وقد أخبرته أنها تخص والدتها وتحب أن تقرأ فيها لتتذكرها وحينما فتح الدرج ليأخذها وقعت منه على الأرض وبالصدفة البحته فتحت على أخر صفحة كانت تكتبها مكان موضع القلم الذي كان بداخل الاجندة وحينما وقعت عيناه على أسمه قرأ السطور الأخيرة التي كانت مكتوبة علم أن الأجندة تخص مريم نفسها وليست والدتها كما قالت ما قرأه كان اعتراف صريح منها أنها أحبته لكنها تخشى تقلباته لم يكمل قراءة مذاكراتها لأنه اعتبر ذلك اختراق لخصوصيتها وانتهاك لها كما أنه لايريد التعلق بها أكثر لا يريد أن يقرأ ما يجذبه إليها ويحببه فيها أكثر فأغلقها واحضرها لها دون أن يخبرها أنه قرأ اعترافها بحبه لكن ما فعله تلك الليلة سيعذبها أكثر ظل هكذا طيلة ليلته وأخيرا قرر تجاهل ما حدث وتمنى أن تتجاهل هي الآخرى تلك القبلة التي أفصحت عما يختلج في قلبه هو الآخر الشيء الذي حاول كثيرا في أخفائه ....

 خلدا كلا منهما للنوم بعد عناء طويل من التفكير الشاق حتى أعياهما التفكير ف ناما حتى الصباح ....


وفي اليوم التالي تظاهر كلا منهما بأن شيئا لم يحدث حاول كلا منهما التظاهر بالهدوء وإن كان داخلهما يستعر ويغلي كالبركان تناولا طعام الإفطار سريعا وحاولا ألا تلتقي أعينهما وخاصة مريم والتي كانت ستفضحها عيناها بكل تأكيد ف تجاهلت النظر إليه ..كان أدهم أكثر صلابة وتماسكا ولكنه شعر بمحاولتها المستمرة في تجاهل النظر إلى عينيه ف لم يرد أن يحرجها أكثر لم يكن فطورهما كعادتهما الأيام السابقة من ضحك وثرثرة بل كان صامتا إلا بالنذر القليل من الكلمات وذهبا لعملهما معا كما يفعلان كل يوم وهناك وجدت مريم أمرا أخر تنشغل به عما حدث ليلة أمس ف حينما دخلت غرفتها وجدت نور تجلس على مكتبها شاردة باكية الدموع تتساقط من مقلتيها وكأنها تسقط من عيني شخص آخر يبدو أنها تتألم كثيرا وأنها لم تنم ليلتها السابقة ويبدو أيضا أنها لم تشعر حتى بدخولها حتى اقتربت منها في هدوء خشية أن تفزعها قائلة :

-نور حبيبتي مالك أيه اللي حصل ؟

-مريم أنتي جيتي أمتا ؟

-لسة جاية دلوقتي في أيه ؟

 -لم تهتم نور بمسح دموعها من على وجنتيها وأردفت قائلة وسيل آخر من الدموع تتساقط متدافعة : تعبت تعبت أوي يا مريم ..تعبت من كتر الضغط اللي عليا ضغط من جوزي وحماتي جوزي اللي ماشي ورا كلام مامته لمجرد أنها أمه يبقا صادقة وأنا كدابة مهما حصل لمجرد أنها أمه يبقا حقها تهني وتغلط فيا كل شوية هو لو كان بيحبني كان حافظ على كرامتي بس هو عمره ما حبني هو أصلا عمره ما حب حد هو أناني أناني أوي يا مريم تخيلي لو كنت عايزة اشتري هدوم بشتري من مرتبي لو حبيت أجيب هدوم للولد أوحتى نجيب أكل من بره بردو من مرتبي بالرغم أن مرتبه ماشاء الله كبير لكنه هو بيصرف على نفسه وبس لكن أنا والولد أقل القليل أو مش بتشتغلي اصرفي من مرتبك ف أول جوازنا كان مقعدني في البيت ولما كنت بحب أشتري حاجة كنت بطلبها من بابا تخيلي أن بابا كان بيديني مصروف شهري عشان لو احتجت حاجة متكسفش اطلبها منه ويبقا معايا فلوس بتاعتي هو عمره ما فكر أنه يسبلي فلوس ليا أصرف منها بالعكس كان بيحاسبني على كل مليم صرفته فكرت في الطلاق بعد كل اللي حكتهولك واللي بيحصل أكتر منه أضعاف مضاعفة لقيت نفسي بتحط تحت ضغط تاني بس المرادي من أهلي اللي مش عايزني أطلق عشان كلام الناس والبهدلة طب هو أنا دلوقتي مش متبهدلةهو كل اللي بيحصلي من جوزي ده مش بهدلة طب لما حماتي طول الوقت بتنتهك خصوصيتي بتدخل بيتي وتفتش وتلعب ف حاجتي ده بردو مش بهدلة لما أهلي يجوا يزوروني وتعمل معاهم مشكلة بدون سبب وتطردهم من بيتي مش بهدلة طب لما تتدخل ف أشد خصوصياتي وهي علاقتي ب جوزي ده أيه طيب كل اللي بيحصلي منهم تسميه أيه؟! ليه لازم الست هي اللي تدفع التمن تفضل تستحمل حاجات مفيش بشر يستحملها بس عشان ميتقلش عليها مطلقة عشان المجتمع ميحاكمهاش على أنها مطلقة كأنها وصمة عار مثلا يعني مش كفاية الظلم اللي أكيد اتعرضتله عشان تطلب الطلاق لأ كمان ظلم من المجتمع بدل ما يقف في صفها ويساندها ومهما كانت تعليمها أو حتى طبقتها الإجتماعية ليه كل ده والراجل عادي يطلق ويتجوز تاني ويتقال أكيد مراته هي اللي كانت غلطانة يخرج ويتفسح ويتبسط وكأنه هو المجني عليه مش الجاني ليه ؟ بيلوموا المقتول على أنه لما جه يتقتل قال أه والقاتل يسقفوله ويشجعوه عشان يقتل تاني 

 كانت تنشج وهي تتحدث لم تكف دموعها قط أثناء حديثها مع مريم ثم أردفت بعدما أخذت نفسها بقوة تستعيد أنفاسها وقواها التي خارت من كثرة البكاء أو من كثرة الوجع أيهما أصدق ....

-عارفه يا مريم أنا متجوزة محمد بقالي 8 سنين لو عديت الأيام اللي عشتها في هدوء مش هيكملوا أسبوع تفتكري علاقة زي ديه أكمل فيها بس عشان الناس لأ طز بقا وألف طز اللي مضايق يروح يعيش مكاني خلاص كفاية كده بقا

 لم تعلم مريم بماذا عليها أن تجيب كانت تصمت في هدوء وإن كان داخلها يلعن هذا المجتمع بأفكاره فلقد كانت هي الآخرى ضحية لقد تزوجت من أدهم خشية من كلام الناس وكأنها عار لابد وأن يختبأ لم تكن نور تعلم تفاصيل طلاق مريم ولم تكن أيضا تعلم بقصة زواجها ف هي لم تعلم بزواج مريم من أدهم إلا من فترة وجيزة وكانت تظن أنهما تزوجا حديثا ولم تكن مريم تريد أن يعلم أحد بحقيقة زواجها من أدهم سوى سيف وديناوكفى ولكن ما إن انتهت نور من جملتها الأخيرة لم تتحدث مريم لكنها ضمتها لحضنها بشدة ف هي إمرأة وتعلم أن نور الآن ليست بحاجة لحديث بل أنها بحاجة لذاك الحضن فقط انها تحتاج الدعم المعنوي والنفسي أكثر ضمتها ولم تتركها حتى سكنت تماما ثم قالت : 

 -نور حبيبتي محدش لازم يقررلك حاجة ومحدش هيعيش مكانك أنا مش هقولك اتطلقي أو لأ لأنك أدرى بحياتك مني لكن هقولك حاجة واحدة بس أنا معملتهاش أهم حاجة تبقي مبسوطة شوفي أيه اللي يبسطك وأعمليه وحاجة تانية أهم لو خدتي قرار الطلاق واتطلقتي اللي حواليكي هيفضلوا يطالبوكي بتنازلات كتير لمجرد أنك مطلقة أوعي تتنازلي أبدا فاهماني لأنك لو اتنازلتي مرة هتفضلي تعاني طول حياتك صدقيني والله 

-أومأت نور رأسها بالايجاب ثم قالت : عندك حق 


مرت الساعات التالية مكتظة بالعمل وانشغل الاثنان بالحالات الطارئة وانشغلت مريم عما حدث بالأمس حتى وإن كان حديث نور آلمها هي الآخرى لأنها قد ذاقت من نفس الكأس من قبل ....


انقضى اليوم وكانت مريم قد أنهكت للغاية جاءها أدهم وصارا معا حتى سيارته وعادا سويا لمنزلهما وخلت جلستهما في السيارة ايضا من الحديث إلا ب كلمات مقتضبة وسريعة 

 أخبرها أدهم أن سيعد طعام الغداء ويتركها تستريح في غرفتها قليلا لأنه يبدو عليها الإرهاق الشديد وافقت على اقتراحه أولا لأنها فعلا بحاجة للراحة ثانيا لأنها لا تود البقاء أو الحديث معه طويلا 

 انتهى أدهم من إعداد اطعام وطرق باب غرفتها وجاءت هي لتساعده في وضع الطعام على المائدة ثم تناولا طعامهما بعدما شكرته على مجهوده في صنع الغداء كما أثنت على مذاقه وأخبرته أنها من الغد ستتولى مهمة اعداد الطعام بمفردها وسيساعدها هو نهج ف مهما كانت تشعرتجاهه فلن تبوح له بشيء مما يختلج في قلبها 

 مرت الأيام سريعة وكانت مريم مشغولة مع دينا في تحضيرات حفل زفافها هي وسيف وهذا كان أفضل لها هي وأدهم حتى ينسى كلا منهما ما حدث تلك الليلة والقبلة التي باعدت بينهما بدلا من أن تقربهما ..

 كانت دينا لا تكف عن سؤال مريم هل ما زال زواجكما صوريا ؟ وكانت مريم في كل مرة ترد بنفس الأجابة وسيظل صوريا نحن أبناء عم فقط يا دينا لا تهتمي 

 وسيف لا يكف هو الآخر عن الحديث مع أدهم في نفس الموضوع وكان رد أدهم مماثل لرد مريم ولكن سيف ودينا لم يكفوا عن ذلك ألبتة وأخيرا جاء يوم حفل زفاف هذا الثنائي المرح

 كانت مريم قد أختارت فستان من اللون الذهبي ذو الأكمام مصنوع من طبقتين السفلية من الستان الذهبي وفوقها تغلفها طبقة من الشيفون تبدأ أسفل منطقة الصدر التي يوجد عل جانبيها رسمة رقيقة من الجبير كان الفستان رائعا حقا كانت تشبه الأميرات تماما لكنها محجبة ولكن حجابها هذا أضفى عليها براءة وجمال أكثر رفضت مريم وضع أي من مساحيق التجميل حتي مع إصرار دينا عليها ل وضع لمسات خفيفة منها.. كانت مريم مع دينا طيلة يومها ولم يرها أدهم منذ الصباح الباكر وكانت لم تريه الفستان التي أشترته لأجل حفل الزفاف وأخبرته أنه سيراه وهي ترتديه كانت تفضل أن تجعله مفاجأة له وكان هذا اقتراح من دينا التي أخذت منها الفستان وجعلته مع فستان زفافها حتى لا يراه أدهم ويتفاجيء بها يوم فرحها هي وسيف كانت تعلم أن مريم ستكن رائعة في ذلك اليوم في ذاك الفستان وبالفعل حدث ذلك بل أن دينا حينما رأت مريم أطلقت صفيرا ثم قالت :

 -ده أدهم هيتلوح هتجننيه النهارده يا مريومة برنسيس يا أخواتي والله أحلى مما توقعت بجد شكلك حلو أوي 

 -أنتي أحلى يا عروسة ومتكسفنيش بقا وبعدين أنسي بقا موضوع أدهم ده وركزي مع عريسك أحسن 

 -الواد سيف مش متخيلة يا مريومة أننا أخيرا هنتجوز بحبه بحبه أوي 

 -ربنا يسعدك يارب يا دندون أنتي وسيف تستاهلوا بعض والله

 -زمت دينا شفتيها ورفعت حاجبها وقالت بمرح:قصدك أيه يا مريم بتستاهلوا بعض ؟ ها اعترفي ؟قصدك مجانين زي بعض

 -ههههههه هو من ناحية مجانين ف أنتو رايحة منكوا أصلا لكن بجد أنتو أطيب وأجمل اتنين قابلتهم ف حياتي 

 -حضنتها دينا بشدة قائلة : حبيبتي يا مريومة أنتي بس اللي عيونك حلوين 

 وفي تلك اللحظات طرق سيف باب الغرفة بحركات أشبه بالتطبيل لكن دينا صرخت فيه قائلة : أوعى تدخل يا سف متستعبطش

 -بقا في عروسة بذمتك يا أدهم تقول ل عريسها متستعبطش عجبك كده يا صاحبي 

-قالت له دينا قبل أن ينطق أدهم : هو دكتور أدهم معاك؟

 -أه يا حبيبتي معايا مهو اللي جايبني هنا بيسأل على مريم معاكي؟

 -اختبئت مريم خلف دينا التي ضحكت عليها بشدة ثم قالت: بقولك أيه يا سيف خد أدهم وأمشي وخمسة كده واحنا هنخلص ونخرج 

-يعني مريم معاكي "قالها أدهم" 

-أيوه يا دكتور معايا والله أمال خطفتها 

 -أعوذ بالله منك ومن جوزك خلصوا بقا عشان عايزين يكتبوا الكتاب ولا نكتب من غيرك؟

-لأ من غيري أيه ثواني وهخرجلكوا 

 أطمأنت الفتاتان أنهما فى أحسن حال وكل شيء رائعا وخرجت دينا وخلفها مريم وبينما كان الجمع منشغل برؤية العروس كانت عيني أدهم لا ترى إلا مريم التي ما إن تخطت دينا للأمام حتى ظهرت هي خلفها كانت تلك المرة الأولى التي يرى فيها أدهم زوجته ب هذا الجمال البريء الذي يأسر كل من يراه خطفته بطلتها تلك حتى أن عقد القران قد تم ولم يتبقى سوى أمضاء أدهم على أنه الشاهد الأول وكان سيف يناديه وهو لا يشعر ولا يرى سواها حتى جذبه سيف من يده قائلا : أمضي الأول وبعدين بحلق يا عم النحنوح 

-لكزه أدهم قائلا : لم نفسك يا عريس ثم مضى أدهم 

 بعدها قام المأذون بالاشهار حتى انتهى بالدعاء للزوج والزوجة 

" بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير " 

دعا كل من في القاعة لهما 

 وبدأ الحفل بالرقصة السلو كانت الرقصة الأولى للعريس والعروسة فقط لكن الرقصة التالية كانت لأي كابلز يود الرقص وكانت أغنية ماجدة الرومي ومجد القاسم "غمض عنيك" 

 كان أدهم مترددا هل يدعو مريم للرقص معه أم لا كان يود أن يجد حجة مناسبة ليرقص معها دون أن يعني هذا أنه يحبها لقد أراد أن يرقص معها ليشعر بقربها أكثر لقد أراد تلك الرقصة وتلك الضمة أن يشعر بأنفاسها وأن يرى خجلها ووجنتاها التي تتورد حياءا يريدها بين ذراعيه الآن وأثناء تفكيره كان سيف يغمز إليه لكنه كان مازال شاردا في تلك الحجة......


هل سيجد أدهم الحجة المناسبة ليراقصها ؟؟ أم أنه سيتخلى عن تلك الأمنية ؟؟

 وهناك عينان آخرى تراقبهما وتضمر لهما الكثير من الشر ف هل تستطيع الايقاع بينهما مجددا أم ماذا ؟؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة

 

استغفر الله العظيم وأتوب إليه



تابعووووني للروايات الكامله والحصريه 



تكملة الرواية من هنا




بداية الروايه من هنا



تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close