أخر الاخبار

الحلقة الرابعة عشر والخامسة عشرة جانا الهوى بقلم / الشيماء محمد احمد شيمووو كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات


 الحلقة الرابعة عشر والخامسة عشر

جانا الهوى

بقلم / الشيماء محمد احمد

شيمووو

كامله على مدونة النجم المتوهج للروايات 

الرواية حصري لجروب شيموو وممنوع نشرها الا بعد انتهاء فترة الحصري .


همس قربت من سيف بغضب : قصدك ايه بمفيش درجات ؟ لا يا دكتور ، وبعدين حضرتك سبق وحرمتني من درجات أعمال السنة وعملت الامتحان ده تعويض ، لكن المرة دي هتعوضها ازاي ؟ أنا ......

قاطعها بذهول : يا بنتي اهدي ايه كل ده ؟ أنا ما أقصدش المعنى اللي فهمتيه ، أقصد اني مش هعرفك درجات حد وهتعرفي مع باقي زمايلك .

اتنفست بغضب وبصتله : بلاش الأسلوب ده معايا لو سمحت ؟

ابتسم وهو مستمتع بمضايقتها : أنهي أسلوب يا همس ؟ أنا مش بستخدم أي أساليب بقولك هتعرفي درجتك مع باقي درجات زمايلك وقت المحاضرة – قرب منها وكمل باستفزاز – طالما عايزة تكوني مجرد طالبة عادية يبقى خليكي طالبة عادية في كله مش هتنقي امتى أعاملك معاملة خاصة وامتى مميزة ، ما ينفعش يا همس دي باكيدج كلها على بعضها مش بتتقسم .

بصتله بغيظ وجت تخرج فكلمها قبل ما تخرج بنصح : سيبك من اللي فات يا همس وركزي؛ امتحانات نص السنة خلاص ودي أهم من الكام درجة اللي بتجري وراهم .

ماردتش عليه وخرجت ونزلت لأصحابها مخنوقة منه وأصحابها أول ما شافوها اتلموا حواليها عايزين يطمئنوا على درجتها بس هي على آخرها وده وترهم ان ممكن تكون جابت درجة مش كويسة بس هي بصتلهم بغيظ : ما رضيش سيادته يعرفني الدرجات وقالي تعرفي زيك زي باقي الطلبة .

خلود بدهشة : بجد قالك كده ؟ تخيلت انه ما هيصدق يتكلم معاكي ويشرحلك ايه الوضع بالظبط؟ 

كشرت همس وسكتت فخلود قربت بشك : أو هو بالفعل حاول وانتي صدرتيله الوش الخشب ؟

همس انفجرت فيها : يعني متخيلة مني ايه ؟ هفتح دراعاتي الاتنين وأقوله يا أهلا حمدلله على سلامتك ؟ سيادته خطب ولسه خاطب ما يتكلمش معايا إلا لما يشوف حل في اللي هو وقع نفسه فيه .

سكتوا كلهم وهي بصت وراها شافته معدي وداخل مبنى تاني فكشرت لان ده المبنى اللي فيه مكتب شاكيناز ،بصت لأصحابها بغضب: سيادته طالع عند شاكيناز هانم ؟

هالة حاولت تهديها : يا بنتي ده مبنى طويل عريض عرفتي منين انه طالع عندها ؟ 

اتنهدت بغضب : مبنى عمارة ما يعرفش فيه غيرها وهتشوفوا .

خلود اقترحت : تيجي نطلع وراه ؟ 

همس عينيها لمعت بس احبطت : هيقول طالعة ورايا ليه ؟ 

خلود بحماس : طالعين لأصحابنا ، تعالي نشوف هايدي والعيال واهو شلتها وهزارهم هيجننوه لو شافهم بيهزروا معاكي وخصوصا الواد حمادة ومسخرته .

كشرت وبتفكر هي مش بتحب هزار الشخصية دي أبدا بس نوعا ما انها تضايق سيف عاجبها .

خلود شدتها : انجزي نلحقه قبل ما يتوه مننا 

همس وضحت : هي على طول في الدور السادس في الصالة .

خلود : طيب حلو أوي يعني في نفس مكان هايدي وشلتها يلا بقى ؟

دخلوا المبنى واتفاجئوا بسيف لسه واقف مع دكتور تاني بيتكلموا ، هالة همست : ظلمتيه اهو واقف مع حد تاني .

همس اعترضت : واقف قدام الأسانسير يعني مستنيه وده عدى صدفة وبيتكلم معاه وهتشوفي .

سيف لمحهم وعينيه عليهم وخصوصا لما وقفوا وراه قدام الأسانسير ، خلص كلامه والدكتور اللي معاه انسحب وهو بصلهم وحياهم بهدوء : ازيكم يابنات .

خلود وهالة بأدب : أهلا يا دكتور .

الأسانسير وقف وهو مسك الباب وشاورلهم يدخلوا ودخلوا التلاتة وهو وراهم وبصلهم : أنهي دور ؟ 

همس ردت عليه بغيظ : السادس .

اتقابلت عينيهم في نظرة طويلة وهو اتمنى لو يتخانق معاها ويجبرها تسمعه وتسامحه على تهوره بس بص قدامه وداس على رقم ستة والصمت سيطر على المكان لحد ما الأسانسير وقف ودخلت شلة طلبة وده ضيق المكان نوعا ما ، دورين والطلبة نزلوا والأسانسير فضي تاني وخلود قطعت الصمت : دكتور أخبار امتحان همس ايه ؟ 

سيف بصلها باستغراب بس ابتسم باصطناع : إن شاء الله خير ، لما أصحح الورق هبلغكم أكيد بالنتيجة . 

همس سألته بغيظ وتهكم : يعني حضرتك ما صححتهاش ؟ 

سيف تجاهل نبرة التهكم وبصلها : لا يا همس لسه – حب يضايقها بالرغم انه أول ما استلم الورقة منها صححها- لما أفضى هبقى أصححها . 

كانت هترد بس هالة ضغطت على ايدها فسكتت لحد ما وقفوا والكل نزل وخلود بصتله : حضرتك برضه نازل هنا يا دكتور ؟ 

سيف بصلها بتعجب: اه عندكم مانع ؟ 

عينيه كانت على همس اللي كشرت ودورت وشها بعيد فكمل طريقه ودخل القاعة الكبيرة بتاعة الرسم عند شاكيناز والبنات وراه وهمس بغيظ : مش قلتلكم انه جايلها ؟

هالة بتحاول تهديها : يا همس مش زميلته من بدري ؟ عادي يعني يجي عندها .

سيف أول ما شاكي لمحته وقفت بابتسامة : سيف الصياد باشا عندنا يا مرحبا .

سيف قرب منها بابتسامة وسلم عليها وهي شدت كرسي جنبها : اقعد تعال القاعة نورت .

قعد جنبها وبصلها : سمعت انك زعلانة ده بجد ولا إشاعة ؟

بصتله بتركيز: انت ازاي خطبت بالشكل ده ؟ أنا لحد دلوقتي مش قادرة أستوعب ؟

سيف بص ناحية همس اللي كانت مراقباه بس أول ما لمحته بصت لأصحابها وابتسمتلهم وهايدي وشلتها كانوا بيضحكوا بصوت عالي .

سيف لاحظ ضحكهم وهزارهم بس تجاهله لأنه شايفها ساكتة ومراقباه هو ، انتبه على شاكي : فهمني ازاي خطبت ؟

بصلها بحيرة : أنا نفسي مش عارف ازاي خطبت؟ بس كل اللي عارفه انها خطوة غلط وهصلحها بإذن الله .

شاكي بلهفة مسكت ايده : بجد يا سيف ؟ 

سيف سحب ايده بهدوء وبص كانت همس مركزة معاه وده ضايقه أكتر وبص لشاكي : ربنا يسهل المهم يا شاكي احنا هنتقابل الليلة نسهر شوية وحازم ومروان طلبوا مني أبلغك وقالولي انك زعلانة فقلت أطلع بنفسي أطمن عليكي . 

ابتسمت : انا كويسة وانت فرحتني بالخبر اللي قلته ده وطبعا هاجي أسهر معاكم ، شوفوا هتسهروا فين وبلغوني ؟

وقف بهدوء : طيب أنا ماشي على الشركة يلا باي .

قامت وخرجت معاه : هوصلك للأسانسير .

بيتمشوا وبيتكلموا وهايدي بصت لسيف وعجبها ستايله ، بصت لهمس اللي على طول الأولى وهي متغاظة منها فقررت تضحك عليها الكل ، وأول ما سيف وصل قصادهم كانت همس قدامها وظهرها لسيف فعملت نفسها هتقع وزقت همس عليه اللي اختل توازنها و وقعت على سيف وراها وهو بيعدي فاتفاجئ بيها بتقع ومسكها بسرعة ، همس اتشبثت في هدومه واتمنت لو العالم كله يفضى إلا منهم هما الاتنين وبس ، شمت برفانه اللي افتكرت قد ايه بتعشقه وافتكرت لما لبسها البلوفر بتاعه وهو كمان اتمنى لو يضمها بس شاكي فوقتهم من أفكارهم وهي بتزعق : ده ايه الهزار السخيف ده والحركات الأسخف دي ؟ 

همس هترد عليها بس سيف اللي رد : أولا حصل خير وثانيا الباشمهندسة مش غلطانة – بص لهايدي- الغلط على صاحبتها اللي زقتها بالطريقة دي 

هايدي ابتسمت : سوري يا دكتور بس كنت هقع فسندت عليها – بصت لشاكي- سوري .

شاكي فاهمة حركاتها بس سيف منعها تتكلم لأنه سبقها : حصل خير – بص لشاكي- يلا أنا ماشي .

شاكي تجاهلت البنات وابتسمتله : تمام هقابلك بالليل.

همس كشرت وسيف لاحظ ده واتضايق ان شاكي قالت ده قدامهم أو تعمدت تقول ده بالشكل ده وتدي إيحاء انهم هيسهروا لوحدهم فحب يوضح برضه : تمام هشوف مروان وحازم ونتفق على وقت وهنبلغك بيه .

همس جواها ارتاحت انه مش هيخرج لوحده معاها دي الشلة كلها بس برضه فضلت مكشرة .


سيف وهو خارج بالليل دخلت آية أخته اللي عرفت من حازم انهم هيطلعوا يسهروا، راقبته وهو بيجهز وقعدت على طرف الكنبة : سيف انت خارج فين ؟ 

بصلها باستغراب : مع زمايلي هنسهر شوية .

آية اقترحت وهي بتحسسه بالملل اللي هي حاساه : طيب ما تاخدني معاك ؟ مش انت هتخرج مع مروان وحازم ؟ ماهما زمايلي من الشغل وأصلا أنا عارفاهم من زمان ، ها ايه رأيك ؟ علشان خاطري.

بصلها شوية بتردد وبعدها افتكر ان شاكي هتكون موجودة فليه لا؟ 

وافق وطلب منها تجهز بسرعة وهي وقفت وطارت تجهز وفي ثواني كانت معاه وخرجوا مع بعض .

قابلهم باباهم اللي كان قاعد مع مامتهم : رايحين على فين كده ؟ 

آية بحماس : هنخرج شوية مع زمايلنا ونتعشى برا.

عز بص لابنه : شذى هتكون معاك صح ؟ 

آية اتوترت لأنها عارفة انهم هيتخانقوا طالما باباها فتح السيرة دي ، سيف بص لأبوه : لا مش هتكون معايا .

عز طلع موبايله : هتصل بأبوها – بص لابنه وسأله- هتسهروا فين ؟ 

سيف بص لأبوه بغيظ : يعني هو بالعافية ؟ ولا علشان أنا بحترم حضرتك ومش عايز أروح لأبوها وأرميله الكلام في وشه وأقوله بنتك ما تلزمنيش فحضرتك بتسوء فيها ؟ 

عز بص لابنه بذهول : انت ازاي بتكلمني بالطريقة دي ؟ 

سيف رد بغضب : ماهو لما حضرتك تتجاهل كل كلامي وتصمم تخليني أمشي في سكة مش عاجباني دي هتكون النتيجة ، اني هكسر كلام حضرتك فإذا سمحت ما توصلنيش للمرحلة اللي أقولك فيها آسف ولا مش هعمل ده ، أنا بديلك فرصة تمهد لأبوها اننا هنفسخ الخطوبة لأني مش هكمل فيها لكن اللي شايفه ان حضرتك متجاهل كل حاجة وبتتعامل عادي وكأني هتجوزها بعد يومين مثلا ، شذى مش هتجوزها – بص لأخته وكمل - يلا يا بنتي – مشي خطوتين وبعدها بص لأبوه – احنا هنسهر في النايت كلب بتاع اسبرانزا فياريت فعلا تخلي أبوها يبعتها هناك وأنا هخلص معاها الليلة دي . 

خرج وأبوه بص لمراته بغضب: شايفة ابنك وطريقة كلامه؟ 

سلوى اتنهدت بحزن : شايفة بس برضه شايفة انت بتعمل معاه ايه ؟ طالما هو مش عايزها يبقى خلاص فض الموضوع ده ، من امتى الشغل أهم من عيالك ؟ 

عز بصلها وقعد مكانه : انتي مش فاهمة حاجة ، ابنك لازم يتجوز شذى وإلا هنضيع كلنا ، ابنك لازم يتجوزها .

بصت لجوزها بحيرة : قصدك ايه طيب فهمني أنا ؟ ليه مصمم بالشكل ده وهنضيع ازاي ؟ 

عز بصلها وبعدها اتراجع و وقف بإيجاز : أنا خارج ورايا مشوار مهم . 

سابها ومشي وراح لعصام المحلاوي وقعدوا مع بعض في اجتماع مغلق لفترة طويلة . 


سيف وصل بأخته وحازم أول ما شافها اتوتر لأنها ماقالتلوش انها جاية معاه ، الكل قعد مع بعض وبيهزروا وشاكي قعدت طول الوقت جنب سيف بتحاول تلفت انتباهه ليها كبنت مش كصديقة . 

حازم قام يرد على موبايله وخصوصا لما لقى آية اللي بتكلمه اللي كانت استأذنت تروح الحمام ، رد عليها : انتي اتجننتي يا آية ؟ افرضي أخوكي شاف الموبايل؟ 

ضحكت : ليه انت مسجلني بايه ؟ 

رد عليها وهو عينيه على سيف : باسمك طبعا باشمهندسة آية لأنه ما ينفعش أسجلك بأي حاجة تانية ، المهم سيف لازم يعرف باللي بيننا يا آية ولازم يكون في صفنا 

آية رفضت تماما : سيف في مشاكل الفترة دي مع بابا ولا يمكن هيتقبل حاجة زي دي ، خليه بس ينتهي من مشاكله وهنقوله .

مروان لمح حازم فقام يرخم عليه وقرب منه بهدوء و مرة واحدة زعق : حازم .

شد الموبايل منه وجري وحازم اتوتر وجري وراه بضيق : يا ابني بطل رخامة هات الموبايل . 

جري شوية وراح ناحية سيف علشان يديله الموبايل ويلعبوا بيه ويجننوا حازم وما يعرفش أبدا ان اللي عمله ده ممكن يدمر علاقات كتيرة . 


قبل ما مروان يدي الموبايل لسيف كان حازم شده من ايده بغضب وزعق : الهزار مش في كل حاجة يا مروان ، انت مابقيتش صغير لحركاتك الباردة دي ، اكبر بقى .

مروان اتفاجئ بغضب حازم وسيف وقف بينهم بتعجب: ايه يا جماعة هتقلبوها نكد ولا ايه ؟ لا الحكاية مش ناقصة وحياة أبوكم .

حازم بغضب : انت مش شايف حركاته البايخة ؟ 

مروان باستنكار : أنا حركاتي زي ماهي من زمان سيادتك اللي الله أعلم مالك ؟ وبعدين ايه التليفون المهم أوي كدا للدرجة دي وبتكلم مين أصلا ؟ 

آية طبعا خرجت ومتابعة بتوتر اللي بيحصل

حازم رد بغيظ : انت مال أهلك ؟ تليفون مهم مش مهم ده ما يديلكش الحق تخطفه مني بالشكل ده .

مراون مذهول من نرفزة صاحبه بالشكل ده وبص لسيف بذهول: شايف كلامه؟ أقطع دراعي انه بيكلم مزة ومخبيها ، مين هي يالا؟ انت انطق وإلا قسما بالله أهكر موبايلك وأخطفها منك 

حازم اتنرفز أكتر : قسما بالله لو لمست موبايلي تاني لأقطع ......

سيف وقفه باستنكار : اييييه يا حازم ؟ من غير حلفان الموضوع مش مستاهل كل ده أصلا ، انت مكبر الموضوع للدرجة دي ليه ؟ بعدين يا سيدي بتكلم واحدة خلاص اتكلم انت حر بس مش وانت معانا ، أجلها لبعدين لكن هتخسروا بعض علشان مجرد هزار ؟ بعدين ده مروان وده هزاره من يوم ما عرفناه ومش هيتغير .

شاكي وقفت وقربت منهم بجدية : ما خلاص بقى هتنكدوا علينا باقي الليلة ولا ايه ؟ احنا جايين نتخانق ولا نتبسط ؟ 

سيف : خلاص فضوا الليلة دي ، مروان بطل تهزر معاه طالما بيتضايق ، وانت ما تكلمش حد وانت معانا . 

قعدوا بس الجو بقى مشحون والكل متضايق لسبب ما خصوصا آية اللي حطت نفسها في الوضع ده وحطت أخوها في موقف صعب لو عرفه مش هيسامحها ، قاموا روحوا كلهم بسبب الجو المتوتر. 


تاني يوم ، بدر في المدرسة والكل بيستعد لامتحانات نص السنة وبيراجع للطلبة بتوعه وكالعادة بدر وهند حصصهم ورا بعض ، كانت خارجة من الفصل بتاعها وهو واقف برا مستنيها تخلص علشان يدخل هو ولاحظ انها دبلانة جدا وشكلها مش طبيعي أبدا . 

خرجت وبصتله فقرب منها : انتي كويسة ؟ شكلك تعبان ؟

ابتسمت بتعب : أنا كويسة ما تقلقش .

رد بعدم تصديق : طيب استأذني وروحي ارتاحي 

رفضت بهزة من راسها : أنا كويسة ، أنا في الفصل اللي جنبك .

سابته ودخلت الفصل وهو قلقان عليها بس مش بايده حاجة يعملها. 

بدأ الحصة بتاعته وشوية وسمع دربكة في الفصل اللي جنبه ولحظة وطالبة من الفصل اللي جنبه جت وبتوتر بلغته : مستر الميس اغمى عليها واتخبطت وهي بتقع في الترابيزة اتعورت في راسها .

بدر ما سمعش باقي الجملة وجري عليها وهو هيموت من القلق ، دخل ومش عارف يعمل ايه ؟ بص للبنت اللي بلغته وطلب منها تنزل تبلغ تحت علشان يبعتولها الإسعاف ، حاول يفوقها وبعدها فكر في أخوها نادر فطلع موبايله وكلمه ونادر رد ولسه هيسلم عليه بدر قاطعه بتوتر : دكتور ، هند اغمى عليها ومش عارف أفوقها 

نادر لوهلة ما فهمش هو بيتكلم عن مين؟ هند ؟ أخته ؟ طول عمرها كويسة فردد بذهول مصحوب باتهام : هند ؟ هند أختي أنا ؟ هي فين أصلا ؟ انتوا فين ؟

بدر اتضايق من نبرة الاتهام بس مش وقته: في الفصل بتاعها وقعت هنكون فين يعني ؟ 

نادر : دقايق وهكون عندك .

الدنيا اتقلبت وكتير طلع يطمئن عليها وخصوصا أصحابها والدكتورة اللي موجودة في المدرسة فوقتها ونادر وصل فعلا بسرعة و أول ما وصل لأخته اللي كانت فاقت ضمها وبيكشف عليها وهي بتحاول تطمنه انها بخير بس مش بيسمعها وبعدها بصلها بعتاب : سيادتك ضغطك واطي جدا آخر مرة أكلتي كانت امتى ؟ 

هند سكتت وبصت للأرض بحزن فبصلها وبص لبدر اللي واقف متوتر ومراقب الوضع من بعيد ، نادر شكر كل اللي موجودين و قالهم انه هياخدها ويروح .

ساب أخته مع أصحابها يجيبوا شنطتها وحاجتها وهو راح ناحية بدر : ازيك يا بدر 

بصله بحزن : أنا الحمد لله بخير ، وحضرتك ؟ 

نادر حرك راسه : كويس كويس ، أنس أخباره ايه؟ 

كشر لما جاب سيرة ابنه : يهمك تعرف أخباره ؟ 

نادر أستغرب نبرة التهكم في صوته وبصله : أكيد يهمني وإلا ماكنتش هسأل .

بدر استغرب أكتر وقرب منه بسخرية: مش فاهم بصراحة سؤالك ، أخباره ايه ازاي ؟ يعني بتطمن خلصت منه ولا لسه ولا ايه بالظبط ؟ 

نادر ردد بحيرة : تخلص منه ؟ أنا مش فاهم انت بتتكلم عن ايه؟ وايه تخلص منه دي هو في حد بيخلص من ابنه ؟ 

بدر اتراجع وفهم ان نادر ماعندهوش علم بشرط أبوه فرد بضيق: ابني بخير المهم حمدلله على سلامة الأستاذة هند بعد إذنك .

نادر مسك دراعه بتساؤل: لا فهمني الأول ايه الموضوع ؟ 

بدر لاحظ ان أكتر من مدرس بيقرب من نادر فبصله بإيجاز : اسأل والدك وهو يقولك . 

قبل ما يعترض وصل المدرسين وبدأوا يطمئنوا على هند من أخوها اللي حس انه مقصر جدا ناحية اخواته وبيهملهم لأنه بيدفن نفسه في شغله هربا من وجعه وطنش تماما موضوع أخته .

أول ما استقروا في عربيته بص لأخته اللي سرحانة : هند – بصتله فكمل – بدر يقصد ايه بموضوع ابنه ؟ ابنه ماله ؟ 

هند دموعها لمعت وبصت للأرض: بابا شرط عليه يا أنا يا ابنه .

ما فهمش قصدها أو رافض يتقبل اللي سمعه؛ لان ده مش أبوه اللي ممكن يقول شرط زي ده : يعني ايه انتي أو ابنه ؟ مش فاهم .

بصتله بحزن : يعني قاله علشان يوافق نتجوز يبقى يشوف مكان لابنه يا إما يرجعه لأمه أو يوديه عند جدته المهم ما يكونش معاه .

نادر بص لأخته باستنكار : بابا لا يمكن يشرط شرط زي ده أبدا ، وبعدين ايه يرجعه دي ؟ هو قميص هيرجعه المحل ؟ لا طبعا بابا لا يمكن يقول كده .

هند بصت لبعيد بتهكم : اهو ده اللي حصل .

الصمت سيطر عليهم طول الطريق للبيت وصلوا وطلعوا البيت وأمهم أول ما شافتهم خافت : في ايه مالكم ؟ 

نادر قالها اللي حصل وأمها دخلتها أوضتها وبتعاتب فيها : جنابها بطلت تاكل بتعاقبنا علشان خايفين عليها ، من امبارح الغدا ماحطتش لقمة في بوقها لازم يغمى عليها .

نادر بص لأمه بعتاب : هو صحيح بابا شرط على بدر علشان يوافق يسيب ابنه ؟ 

فاتن بصت لابنها بغضب : وده وقته ده ؟ شوف أختك العيانة وشوف هتجيبلها علاج ايه ؟ وأنا هروح أجيبلها أي لقمة تقويها شوية .

نادر مسك دراع مامته بتصميم: كلميني هنا الأول يا ماما صحيح الشرط ده ؟ 

كشرت وزعقت : اه صح ، ماهو لما تبقوا مجانين ومش عارفين فين مصلحتكم لازم نقول شروط زي دي .

حرك راسه برفض : انتي متخيلة بشاعة اللي بتعملوه ؟ انتوا بجد عايزينه يرمي ابنه ويتجوز بنتكم ؟ طيب لو وافق هتأمنوله ازاي على بنتكم ؟ طيب لو رفض هتدمروها علشان بس كان له تجربة فاشلة قبل كده ؟ هو ده العقل وده الصح ؟ 

فاتن زعقت لابنها لان موقفها ضعيف فبتحاول تتغلب عليه بصوتها العالي : واد انت انزل هات علاج لأختك وبطل تاكل دماغي وأيوة صح أبوك قال أول عروسة هيشوفها مناسبة هيطلبهالك .

نادر رفع حواجبه باستغراب وبعدم تصديق : نعم ؟ انتي قلتي ايه ؟ لا انتوا بجد مش طبيعيين أبدا فالأحسن اني ما أجادلش معاكي – كمل بتهكم – قال عروسة قال والله يا زمن .

سابها واقفة وخارج : أنا رايح أجيبلها مغذي وانتي شوفي هتعرفي تأكليها ولا ؟

نزل ورجع بعد فترة ركب لأخته المحلول المغذي في دراعها وقعد جنبها شوية وحاول يطمنها : ما تعمليش كده في نفسك يا هند وبإذن الله كل حاجة هتتعدل ، دي فترة وهتعدي .

دموعها نزلت : بدر لا يمكن يسيب ابنه .

بصلها بتعاطف : مش هيسيب ابنه وبابا أنا هتكلم معاه وأشوف دماغه فيها ايه ؟ المهم انتي ما ينفعش تكوني ضعيفة كده ، مش ده الحل ومش هتلوي دراعهم بالشكل ده بالعكس أبوكي ممكن يعاند أكتر .

بصتله بحزن : أنا مش بلوي دراع حد أنا بس مش قادرة يا نادر ، كل حاجة فقدت معناها وبريقها والأمل بيضيع مني .

نادر حط ايده على شعرها : يا بنتي ليه كل ده ؟ دي مش نهاية الكون ، بعدين مهما بيكون الألم كبير إلا انه بيقل مع الوقت وبيخف .

رفعت عينيها له : انت ألمك خف يا نادر ؟ 

بصلها وصورة بسمة اترسمت قدامه وكل لحظة حلوة معاها مرت قدام عينيه ومشهد وقوف وحاتم بيحط الدبلة في ايديها ، اتنهد بحزن وخرج من دوامته وبص لأخته بوجع: أنا وضعي مختلف يا هند ، وضعي مختلف .

حركت راسها برفض : كله وجع يا نادر وعلى رأي المثل ، تعددت الأسباب والموت واحد .

قاطعهم دخول خاطر اللي خايف على بنته وبصلها : فيكي ايه ؟ أمك اتصلت بيا بلغتني ، انتي عاملة ايه ؟ - بص لابنه وسأله بقلق- أختك مالها يا نادر وفيها ايه ؟ 

نادر بص لأبوه بتهكم : ضغطها واطي وده اللي سببلها الإغماء .

أبوها مش فاهم ليه ابنه بيكلمه بنبرة الاتهام دي؟ فسأله : وليه ضغطها واطي ؟ وليه بتبصلي كده ؟ 

نادر قرب من أبوه بعتاب : انت ازاي قدرت تتشرط على بدر انه يرمي ابنه علشان توافق عليه ؟ 

هنا خاطر فهم كل الليلة وبص لابنه ولبنته بغضب : انتوا بتتفقوا عليا ولا ايه ؟ وبعدين أنا سألتك سؤال محدد أختك مالها وليه ضغطها واطي ؟ 

جاوبه بغيظ : لأنها ما بتاكلش كويس وحزينة طول الوقت ده اللي وطى ضغطها .

خاطر رجع خطوة لورا وبصلهم الاتنين باستنكار : وانتوا فاكرين انها لما تمنع الأكل وضغطها يوطى أنا هوافق عليه ؟ 

هند بعياط : أنا ما منعتش الأكل وعمري ما فكرت اني أضغط عليكم أبدا .

عيطت والاتنين بصولها بوجع بس خاطر كشر وزعق : طيب كويس وياريت تفوقي كده لنفسك لأني مش هوافق عليه بالطريقة دي وسيادتك- بص لابنه وكمل- لما أبقى أموت ابقى جوزهم لأي حد لكن طالما أنا عايش يبقى أقول لا وأه براحتي واللي مش عاجبه الباب يفوت ألف جمل .

دخلت فاتن على صوت جوزها العالي ومسكت دراعه بتوتر : خلاص يا أبو نادر ليه ده كله ؟

خاطر بصلها بعصبية: سيادته بيحاسبني و واقف قدامي يقولي ينفع وما ينفعش .

نادر زعق هو كمان : أنا مش بحاسب حضرتك بس الشرط اللي حضرتك حاطه ده مستحيل ولا يمكن راجل يقبل بيه أبدا ، ما ترفضه أفضل من التعليقة دي .

خاطر وقف قصاد ابنه باستفزاز : بس كده ؟ حاضر يا نادر هرفضه وزي ما قلت أسهل من كده مفيش .

هند عيطت أكتر وخاطر سابلهم الأوضة وخرج وصمت سيطر على المكان بيقطعه شهقات هند وبس . 

خاطر طلع متنرفز من عياله وطلع موبايله اتصل على بدر وصوته عالي : شوف يا ابن الناس أنا ماعنديش بنات للجواز ربنا يسهلك بابنك بعيد عننا . 

نادر خرج لأبوه وقبل ما يتكلم كان خاطر قفل الموبايل وبص لابنه بصرامة : مبسوط كده يا سي نادر ؟ أديني اهو سمعت كلامك واخترت الحل الأسهل .


نادر بص لأبوه بصدمة من نرفزته وتصرفاته اللي مش عارف يفسرها وردد بصدمة: حضرتك ازاي قدرت تعمل كده فيها ؟ 

بصله بنرفزة : اقفل الكلام دلوقتي يا نادر وابعد عن وشي الساعة دي.

قرب من أبوه أكتر : لا طبعا ، انت مستوعب انت عملت ايه دلوقتي في بنتك ؟ بعدين انت ايه مشكلتك مع بدر ها؟ ماهو شخص محترم وكويس ومناسب ماله ؟ فشل في تجربة قبل كده ؟ 

أبوه بصله بتحذير : ابعد عني يا نادر دلوقتي واقفل الكلام .

رفض انه يسكت : لا يا بابا مش هبعد ومش هسكت ، فهمني الأول ليه رافض بدر بالشكل ده ؟ 

أبوه بصله وقبل ما يرد مراته اتدخلت بينهم بخوف: خلاص بقى انتوا الاتنين - مسكت دراع ابنها - انت ماوراكش مستشفى ؟ يا تروح شغلك يا تدخل أوضتك ، يلا يا نادر .

نادر بصلهم الاتنين بغضب وسابهم ودخل لأخته اللي بتعيط قعد جنبها وأخدها في حضنه بصمت . 

فاتن بصت لجوزها بلوم: فيك ايه يا خاطر النهارده ومالك شايط على الكل كده ؟ 

بصلها بغضب : هقولك زي ما قلت لابنك اقفلي الكلام دلوقتي وابعدي عني 

بصتله فترة وبعدها ردت بهدوء : طيب ادخل أوضتك وابعد انت عننا طالما مش طايقنا ايه رأيك ؟ 

كان هيرد عليها بس اتراجع وبالفعل دخل أوضته وقفل على نفسه وقعد على السرير يحاول يفهم ايه اللي عمله ده ؟ ليه زعق بالشكل ده ؟ معقول خوفه على بنته يجننه كده ؟ تفكيره انها ممكن تلوي دراعه وتمنع نفسها من الأكل عمل كل ده ؟ طيب هو خايف ومتضايق على بنته ليه طلع ده على نادر وزعق معاه هو كمان؟ طيب مراته ليه  ؟

ماعندهوش أي إجابات غير انه بيحب عياله فوق الطبيعي وفوق المعقول وأي حاجة بتوجعهم بتوجعه هو قبلهم وكل تصرفاته من خوفه عليهم وحبه ليهم . 


بدر بعد ما خاطر قفل معاه قعد في أوضته مش عارف ايه ؟ ايه اللي حصل وصل أبو هند للحالة دي؟ انه يفقد السيطرة ويزعق بالشكل ده ؟ 

قاطع سرحانه اتصال نادر بيه : ازيك يا بدر أخبارك ايه ؟

رد باقتضاب : انت متخيل ايه ؟ 

أخد نفس طويل وبرر : بابا كان متنرفز شوية و رد فعله ده اعذرني أنا عليه ، أنا شديت معاه بس ما تخيلتش انه هينفجر فيك انت .

بدر كل يوم احترامه لنادر بيزيد فرد بهدوء : حصل خير يا نادر وأنا هحاول أروحله وأتكلم معاه - كمل بتردد- هند أخبارها ايه ؟ لسه تعبانة ؟ 

ابتسم واتنهد لو بايده كان وافق يرتبطوا : الحمد لله أحسن ، هي بس ضغطها واطي شوية .

قفل معاه بعدها وبدر قعد بيفتكر شكلها وهي على الأرض مغمى عليها ، دبلانة ، تعبانة ، مرهقة، أفكاره راحت لأجمل مرة شافها فيها بعد فوز طلبتهم في مسابقة أوائل الطلبة ساعتها المدرسة احتفلت بيهم وعملت حفلة كبيرة في النادي .

افتكر اليوم كله بحذافيره :

( فلاش باك )

اليوم ده كان طالع لفصله ولمح هند نازلة بس وقفها أستاذ هاني وهو ساعتها وقف يتابعهم وسمع هاني بيكلمها بابتسامة: نسيت أباركلك على فوز الطلبة بالمركز الأول .

بصتله باستغراب : وتباركلي أنا ليه ؟ بارك للطلبة اللي فازت ، ده مجهودهم .

ابتسم وقرب سلمة منها لانهم واقفين على السلم : لا ازاي بقى ؟ ده مجهودكم انتوا كأستاذة ليهم ، لو المدرس مش متمكن من مادته ماكانش الطالب فهم وتفوق ولا ايه ؟ 

ابتسمت بزهق : تمام عندك حق ، بعد إذنك .

وقفها تاني : هتروحي حفلة المدرسة بالليل ؟ 

بصتله باستغراب فحاول يبرر : يعني بما انكم كنتوا الأساتذة المشرفين عليهم ؟ 

بدر ما قدرش يسمع أكتر من كده فقرب منهم وحمحم بغيظ : السلام عليكم .

هند اتشاهدت انه وصل : وعليكم السلام

 - هاني كمان رد وهي سألت - حضرتك هتيجي حفلة النهارده يا مستر بدر ؟ لسه مستر هاني بيسألني ؟ 

بدر ابتسم بعملية : ربنا يسهل هشوف ظروفي . 

ابتسمت : تمام اعذروني بقى لاني مروحة .

سابتهم ونزلت والاتنين وقفوا قصاد بعض وبدر متضايق من وقفته مع حبيبته بس مالوش حق يتكلم .

كل واحد مشي في طريق وهي اتصلت بيه تسأله عن الحفلة وهل هيجيب أنس معاه ولا لا؟ رد عليها ان أنس هيخرج مع أصحابه وبعدها هيحضروا الحفلة مع بعض . 

اتقابلوا في الحفلة كانت لابسة بدلة رقيقة بس كانت ملكة جمال فيها أو هو شايفها جميلة في عينيه .

اتحركت وهو وراها لحد ما بعدوا شوية عن جو الحفلة والزحمة فقربت منه و وقفوا مع بعض مبتسمين .

بدر أخد نفس طويل : يااا لو تعرفي بفكر في ايه دلوقتي ؟ 

ابتسمت بحرج : قولي بتفكر في ايه ؟ 

باصة للأرض بخجل من نظراته فابتسم بمكر : بفكر في أنس يا ترى بيعمل ايه مع أصحابه ؟

اتصدمت ورفعت راسها تبصله بذهول لان ده آخر شيء كانت تتوقعه يقوله فبصتله بذهول ورددت : أنس ؟ - حركت راسها مصدومة واتلعثمت بالكلام - أكيد كويس - رجعت كشرت واتضايقت وكانت هتتحرك تبعد وكملت - تعال نشوفه فين ؟

مسك دراعها وهو بيضحك ووقفها : استني استني انتي صدقتي ؟

كانت مكشرة وباصة بعيد وهو بيحاول يكلمها بس بيضحك : منظرك تحفة وانتي مصدومة .

برضه ساكتة ومتضايقة وهو اتحرك وقف يواجهها بما انها رافضة تبصله : حقك عليا والله كان هزار مش أكتر .

فضلت برضه مكشرة فحاول يغير مودها اللي عمله بهزاره الرخم : افرديها بقى بجد مش قصدي ، رجعي الابتسامة من تاني . 

بصتله بغيظ : أنا ..

سكتت ومش عارفة تقول ايه فهمس : كنا عايشين اللحظة وأنا زي الغبي بوظتها ، عارف اني متخلف والله ، حقك عليا وبعدين هو حد بياخد بعقل واحد متخلف ؟

ضحكت بسعادة لمحاولته انه يصالحها ومش هاين عليه زعلها منه: الهزار له وقته ، افهم .

ابتسم وحاول يمسك ايدها بس هي ربعت ايديها عشان ما تحرجوش : حقك عليا يا قلبي . 

اتوترت من كلامه وخدودها بقت حمرا جدا ، بصت قدام على الحفلة وشاورتله عليها  : تعال نرجع الحفلة بدل ما ياخدوا بالهم اننا مش موجودين .


فاق بدر من ذكرياته وعقله بيقارن بين شكلها دلوقتي وشكلها ساعة الحفلة دي ، شتان بين الصورتين في عقله ؟ 

سأل نفسه يا ترى هل هترجع الضحكة تنور وشها تاني ولا خلاص كده ؟


سيف نازل الصبح على الكلية كان الكل بيفطر ومامته نادت عليه : تعال يا سيف افطر بسرعة قبل ما تنزل 

بص ناحيتهم واتردد لانه في غنى عن مشادة جديدة مع أبوه بس أمه أصرت : تعال يا حبيبي بقى اقعد معايا شوية قبل ما تنزل لسه بدري أصلا .

قرب وقعد في مكانه وبدأ يفطر وبيتكلم هو ومامته وعز بيراقب في صمت تام لحد ما سلوى قامت تعمل القهوة لجوزها لانه بيحب يشربها من ايدها . 

الاتنين راقبوها لحد ما بعدت وبعدها سيف استنى أبوه يتكلم لأنه عارف كويس انه طلب القهوة مخصوص من ايدها علشان يتكلموا لوحدهم .

أبوه بصله بهدوء تام : موضوع فسخ الخطوبة ده يا سيف ياريت تشيله من دماغك تماما .

سيف بصله ولسه هيرد بس سكت وفضل باصصله وضحك بهدوء وبعدها اتكلم بتهكم : عندي فضول أعرف ازاي هتخليني أكمل في العلاقة دي غصب عني ؟ أنا قادر تماما أروح دلوقتي لبيتهم وأنهي كل حاجة بس مش عايز أصغرك أو أقلل من مكانتك واحترامك بين الناس اني أعمل ده غصب عنك واحترامي ليك فقط هو اللي مصبرني وبيخليني أستنى أقنعك أو آخد إذنك لكن عمرنا أبدا ما هنوصل لمرحلة اني أتجوز واحدة غصب عني ، فياريت بس تكون الأمور واضحة قدامك .

عز بيسمعه وبعدها سأله بتحدي: ولو قلتلك ان جوازك من شذى كوم وعلاقتي بيك وعلاقتك بالبيت ده كله كوم تاني هتعمل ايه يا سيف ؟ عندي فضول أعرف أنا كمان ؟ 

سيف اتصدم من كلام أبوه وانه وصل عناده للدرجة دي معاه فضغط على الشوكة اللي في ايده بغضب حتى أسنانه بيجز عليهم ، حاول يفضل هادي قدام هدوء أبوه وبيحاول يدور على رد كويس أو أي رد أصلا .

عز كرر سؤاله بهدوء: ها يا سيف هتعمل ايه ؟ هتكمل علشان خاطري العلاقة دي ولا هتتنازل عننا كلنا ؟ 

سيف بص للطبق قدامه بجمود : أعتقد ان ده مش اختيار ده نظام لوي دراع ، حضرتك عامل زي واحد بيخير واحد على الطريقة اللي يموت بيها ، أخنقك ولا أضربك بالنار ؟ يعني ما هي النتيجة واحدة في الحالتين .

أبوه تجاهل كلامه وكرر سؤاله : هتختار مين يا سيف ؟ هتسمع كلامي ولا أعتبرك ميت بالنسبة ليا ؟ 

سيف بدأ يفقد السيطرة على أعصابه وجملة أبوه وجعته جدا : يعني ايه هختار مين ؟ هو ده اختيار أصلا ؟ أكمل في علاقه رافضها مع شريكة رافضها ولا أسيب عيلتي ؟ 

أبوه ضرب السفرة بايده : اختار يا سيف ؟

سيف وقف بغضب لان مابقاش له لازمة الهدوء أو السيطرة على أعصابه وزعق : والله يا عز بيه لو هتحطني في اختيار زي ده فساعتها انت بتجبرني أختار وانت عارف كويس أوي أنا هختار ايه .

جه يبعد بس أبوه مسك دراعه بصدمة : قصدك ايه وهتختار ايه ؟ 

سيف شد دراعه بغضب : طالما أنا نفسي مش فارق مع حضرتك أصلا رغباتي أو سعادتي فيبقى وجودي مالوش لازمة معاكم ، بعد إذنك .

حاول يوقفه وبينادي عليه ومراته طلعت على صوت زعيقه وشايفة سيف خارج فوقفت في وشه بلهفة: استنى وما تمشيش بالشكل ده؛ الكلام أخد وعطى يا سيف .

سيف بصلها والغضب مسيطر عليه : خلص الكلام وياريت تخلي حد من الشغالين يلم حاجتي هبعت آخدها .

أمه شهقت ومسكت دراعه أكتر بقلق: انت مش هتسيب البيت

سيف بيخلص دراعه من ايد مامته : أرجوكي يا أمي سيبيني دلوقتي .

سلوى مسكته أكتر بتوتر: هسيبك بس لما توعدني انك مش هتسيب البيت .

شد دراعه من ايدها وبص لعينيها بتحدي: أنا مش بس هسيب البيت أنا هسيب كل حاجة تخصكم وبلغي جوزك اني اخترت ، لا هدخل البيت ولا هدخل الشركة وخليه يعتبرني ميت زي ما هو قال وأنا أوعدكم مش هوريكم وشي تاني .

سابها ومشي ومهما تنادي عليه إلا انه رفض يقف أو يسمع أو يتكلم وركب عربيته وطار بيها . 

كل ده وآية متابعة كل اللي بيحصل من فوق ودموعها نزلت لان لو سيف ماقدرش ينفذ رغبته ويكون ضد أبوهم فهي كمان مش هتقدر أبدا تقنع أبوها بحازم . 

سلوى قربت من جوزها ودموعها نازلة : ليه كده ؟ ليه وصلت الأمور لكده ؟ خلاص مش عايزها يبقى خلاص هو يختار اللي تشاركه حياته بنفسه .

عز بصلها بغضب : أكبر غلطة عملتها في حياتي اني كنت بسمع كلامك في كل مرة تقولي سيبه براحته بكرا هيكون زيك وهيعمل اللي انت عايزه واهو سيادته اتمرد وأول حد اتمرد عليه أنا .

سابها ومشي على شغله هو كمان وهي قعدت مكانها تعيط مش عارفة تعمل ايه ؟ جوزها عقلاني جدا وبيحسب كل الأمور بعقله وابنها مختلف تماما عنده العاطفة والمشاعر أهم بكتير من أي اعتبارات تانية . 


سيف كان عنده محاضرة وهمس أول ما شافته رسمت الجدية على وشها وتكشيرة بس لاحظت انه ما حاولش أصلا يبصلها ، دخل رمى السلام وقلع نظارته وبدأ المحاضرة على طول ، كان كل شوية بيسكت وبياخد نفس طويل وبيسند على السبورة ويبص للأرض بحزن وياخد كذا نفس ويرجع يكمل تاني ، ممكن محدش لاحظ حركاته دي بس هي لاحظت قد ايه هو تعبان ومخنوق وبيتكلم بالعافية .

اتمنت لو ليها الحق تسأله ماله أو حتى تتكلم معاه . 

خلود همست : هو ماله مش طبيعي النهارده؟

همس رفعت كتافها بحيرة وفضلت مراقباه لحد ما فات ساعة من المحاضرة وما قدرش يكمل أكتر من كده فبصلهم بهدوء : أنا آسف مش هقدر أكمل المحاضرة وهحاول أعوضهالكم وقت تاني .

قبل ما يخرج واحد من الطلبة سأله على الامتحان فسيف بصله وبص لهمس ورد : المرة الجاية هجيب الورق معايا بس اعذروني النهارده ، أشوفكم المحاضرة الجاية .

سابهم وخرج وهمس طلعت مع أصحابها وعينيها عليه بقلق، ركب عربيته واتحرك واستغربت جدا تصرفه .

قررت هي كمان تمشي لان السكشن اللي جاي مش مهم أوي أو هي مش قادرة تستوعب أي حاجة زيادة . 

خرجت وقررت تتمشى مش هتركب . 

سيف اتحرك بعربيته وخرج برا الكلية بس معرفش يروح فين ؟ فوقف على جنب وسرحان ، موبايله رن وكانت شذى وده زود ضيقه ، رنت كذا مرة فرد عليها بجمود : أيوة يا دكتورة ؟ 

شذى استغربت رده : دكتورة ؟ وماله على العموم مش هعطلك كتير ، انت كنت سهران امبارح في اسبرانزا ؟ 

استغرب سؤالها : اه ليه ؟ 

نبرة صوتها كان فيها اتهام : كنت سهران مع مين؟ 

فكر ما يردش بس ليه ؟ هي مش مهمة أصلا بالنسبة له فرد بهدوء: مع أصحابي يا شذى ، ليه كل أسئلتك دي ؟ 

ردت بحدة : صحابك دول بنات ؟ 

زفر بزهق لأنه أصلا مش متحمل فرد بغضب : بنات ولا رجالة انتي يهمك ايه ؟ وبعدين قلتلك مع أصحابي يبقى خلص الكلام . 

زعقت هي كمان : لا طبعا سيادتك لازم تراعي شكلي ومنظري قدام الناس لكن تروح تسهر مع بنات وترقص معاهم ده مش منظر أصلا ولا يليق بدكتور جامعي.

هنا هو انفجر : أرقص ؟ مين قالك التخاريف دي ؟ بقولك ايه يا شذى أنا اللي فيا أصلا بالفعل مكفيني ، اللي وصلك الكلام ده كداب ، أنا امبارح كنت مع أصحابي وماعنديش كلام تاني أقوله . 

شذى بتصميم : تنكر انك كنت مع بنت امبارح في النايتكلب ؟ مش بس أصحابك ؟ 

سيف وصل لآخره ورد بحدة: أصحابي دول بنات وشباب وكنت معاهم لكن رقص والكلام اللي بتلمحيله ماحلصش لأني أصلا ماليش في السكة دي ولحد هنا واقفلي الحوار ده تماما يا شذى .

جت تتكلم بس قفل السكة في وشها هو مش حمل أي اتهامات أو خناق تاني. 

همس مشيت في طريقها المعتاد وفجأة لمحت عربية سيف واستغربت وشكت انها ممكن تكون عربية شبهها مش أكتر ، كملت طريقها بس اتفاجئت بيه قاعد على الرصيف وافتكرت ان ده نفس المكان اللي هو شافها قاعدة فيه بتعيط . 

قربت منه بتوتر و وقفت فوقه فأخد باله منها بس ما اتحركش أو اتكلم فسألته بلامبالاة مصطنعة: خير يا دكتور ؟ 

بدون ما يبصلها رد : خير ؟ مفيش يا همس .

فكرت تمشي بس مش هتقدر تسيبه كده فسألته بخوف : شكلك تعبان في ايه ؟ 

رفع عينيه ليها بعتاب: يهمك إذا كنت تعبان أو لا؟ 

كانت هتقوله ان روحها متعلقة بروحه بس اتراجعت وكشرت وبلا مبالاة مصطنعة: لا ما يهمنيش ، بسأل من باب الذوق .

ابتسم بوجع وبص لقدامه تاني : كتر خيرك ، ما تهتميش بيا وكملي طريقك أنا كويس .

اترددت تتكلم ولا تمشي ؟ وبعدين قررت تمشي هي مالهاش دعوة بيه ، مشيت خطوتين واتخطته بس ماقدرتش تكمل طريقها زي ما يكون رجليها اتربطوا مكانهم . 

حاولت تمشي بس مش قادرة تسيبه كده ؟ غمضت عينيها بضيق من ضعفها وغبائها ، رجعت وبصتله بعصبية : مش هقدر أمشي وأسيبك كده فياريت تقولي مالك وفيك ايه ؟ 

اتنهد بتعب ورفع راسه ليها : قلتلك كويس امشي بقى . 

همس قعدت جنبه على الرصيف بهدوء : سيف مالك بجد؟ 

اسمه له نغم تاني بين شفايفها ، ليه بس حبها بالشكل ده ؟

بصلها بتعب : عايزة تعرفي في ايه ؟ في اني في خناق مستمر مع كل اللي حواليا ، بتخانق مع أبويا وبتخانق معاكي حتى خطيبتي كمان ، كل واحد فيكم بيبص لمصلحته وبس ومحدش بيبصلي أنا أو شايفني أنا .

ردت بدهشة : حضرتك بتضمني معاهم ليه ؟ 

بصلها باستنكار : لان انتي زيهم رافضة حتى تسمعيني ، حاسة اني جرحتك وأنا فعلا جرحتك بس مافكرتيش للحظة اني جرحت نفسي قبلك ؟ حطي نفسك مكاني يا همس ، دكتور جامعي بيعجب بطالبة عنده ، شوية يحس انها بتقرب منه وشوية بتبعد وبتلعب بمشاعره - جت تقاطعه بس مااداهاش فرصة وكمل - المفروض انه كبير وعاقل بس معاها بيكون طايش ومجنون ، بتقوله انها لما تحب حد هتلبس وتبقى أحلى بنوتة علشان حبيبها ويوم ما تلبس وهو يطير للسما ويفكر انها عملت ده علشانه هو ، يجوا أصحابها ويقولولها بالحرف توأم روحك رجع ، وهي بكل بساطة تقولهم عارفة انه جاي ، يبدأ الشك يلعب بدماغه هي لبست علشان توأم روحها ولا علشانه ؟ بس برضه ما بيتسرعش وبيصبر بس بيشوفها بعد كده كل لحظة مع توأم روحها ده ، بتاكل معاه ، بتضحك معاه ، بتهزر معاه وبتهمله هو تماما ولأنه دكتورها ما ينفعش يروحلها ويقولها انتي نسيتيني ليه ؟ وبعدها يجي الشخص ده ويقوله انه أخيرا هيخطب حبيبته ويوريه الخاتم اللي هيسرق منه حبيبته وياخد رأيه فيه ، بس كل ده برضه هو مش عايز يتهور ولا يتسرع ومستنيها تيجي وتتكلم معاه أو حتى ترجعله زي الأول بس بعدها بيشوفه بيوريها الخاتم وهي بتضحك من قلبها ، ومش بس كده دي بتتنطط والفرحة بتشع من عينيها . 

سكت شوية وبص لهمس اللي مشاعرها كلها ثايرة جواها ومتماسكة بالعافية وكمل بوجع: عايزاه يعمل ايه بعد كل ده ؟ أقولك أنا ؟ هو بيقرر يوقف خناقاته مع أبوه ويوافق على العروسة اللي أبوه مختارها ويخطبها ويتفاجئ بعدها بحبيبته بتنهار قدامه وهو مش فاهم ليه ؟ ليه بتدي لنفسها الحق انها ترتبط وتستنكر الحق ده عليه ؟ 

وبعدها يجي توأم روحها ويقوله تعال هعرفك على خطيبتي وهو يجهز نفسه انه هيشوف حبيبته مع غيره بس يتفاجئ بواحدة أول مرة يشوفها وساعتها يعرف انه ظلم حبيبته والمصيبة الكبرى انه خطب غيرها ، بيحاول يفسخ خطوبته بس مش عارف وبيرجع الكل يتخانق معاه - بصلها بعمق وكمل بألم - أبويا النهارده خيرني ما بين فسخ الخطوبة أو انه يعتبرني ميت وأنا قلتله يعتبرني ميت ودلوقتي حبيبتي قدامي بكل برود بتسألني مالك؟ وبتقول بسألك من باب الذوق ، عرفتي بقى يا همس مالي ولا لسه ؟ ارتحتي ولا لسه ؟ أنا قدامك اهو بحبك 

- قلبها بيدق بسرعة ومش قادرة تنطق وهو كمل بقلة حيلة - بس مش عارف أعمل ايه ؟ لا عارف أفسخ خطوبتي ولا عارف أكون معاكي ولا هينفع أكمل من غيرك ، عرفتي مالي يا همس ؟ 

اتمنت لو تقوله كلمة واحدة، انها بتعشقه بس اتفاجئت بنفسها بتتكلم بكل برود : يااااه كل ده جواك ؟ 

ابتسم بحزن : كل ده جوايا .

عاتبته : كل ده كان ممكن تتجنبه بسؤال واحد ، مين يا همس محمود السمري؟ وكنت هقولك انه جاري وصديق الطفولة ، شوفت قد ايه كان بسيط الموضوع ؟ 

سيف اتنهد لانه عارف انها صح وهو غلط فرد بعجز : عارف انه كان بسيط بس دلوقتي أعمل ايه ؟ أصلح كل ده ازاي ؟ 

همس وقفت بجمود: دلوقتي بتسألني ؟ أنا مش عارفة تعمل ايه ؟ بس بتمنالك تحل مشاكلك بس ياريت بعيد عني وتخرجني برا حساباتك .

سيف وقف قصادها وبصلها باستغراب : أخرجك برا حساباتي ؟ 

همس كررت تاني بقوة: اه خرجني براها يا سيف ، بعد إذنك .

جت تمشي بس اتفاجئت به مسك دراعها يوقفها بصتله بذهول وجت تزعق بس اتفاجئت بنظراته المبهمة.

جانا الهوى (١٥)

بقلم : الشيماء محمد احمد

#شيموووو


الرواية حصري لجروب شيمووو وممنوع نشرها في اي جروب لانتهاء فترة الحصري ..


جت تمشي بس اتفاجئت به مسك دراعها يوقفها بصتله بذهول وجت تزعق بس اتفاجئت بنظراته المبهمة.

وقفت مكانها مش عارفة تحدد ايه النظرات دي؟ هل عتاب؟ حزن ؟ صدمة ؟ ولا شعوره بالخذل منها؟ أو كلهم مع بعض! بس معقول هي خذلته ؟ حست انها تايهة ومش عارفة المفروض تعمل ايه 

أما هو فكان بيعاتبها في صمت على خذلانها له رغم انه كشف نفسه قدامها، جت تتكلم بتلعثم وتسأله بيبصلها كدا ليه بس مااداهاش فرصة

وزي ما مسك دراعها فجأة سابه فجأة وبعدها نطق بابتسامة حزينة : اتفضلي يا همس .

بصتله بعجز وحزن ومشيت ودموعها نزلت

 وبتسأل نفسها هو عايز منها ايه ؟ لما مش هيقدر يفسخ خطوبته عايز منها ايه ؟ تكون على علاقة بيه مثلا بالسر ؟ تفضل عشيقة مجهولة ؟ عايز ايه منها؟ انها تقبله وهو مرتبط بغيرها ؟ 

سيف ركب عربيته وهو مصدوم من برود همس ، بس مش هيقدر يلومها ، هو نفسه مش عارف يعمل ايه؟ فازاي عايز منها حل ؟ ازاي توقع انها تقبله بظروفه دي ؟ 


خاطر في بيته مخنوق ومش طايق حد وزعلان ان بنته تعبانة ومش مبطلة عياط ، ساب البيت ونزل يقعد مع أصحابه على القهوة بس أول ما وصل ماقدرش يقعد مع حد وقعد لوحده وشوية ولقى بدر فوق راسه وده كان آخر شخص يتوقعه وآخر حد أصلا عايز يتكلم معاه ، بصله باستغراب : خير ؟ 

بدر شد كرسي وقعد قصاده : حضرتك ليه قلتلي الكلام اللي قلته النهارده ؟ 

خاطر استغرب سؤاله وردد: عايز ايه يا بدر ؟ 

بدر بصله بحزن وعينيه متعلقة بيه : عايز أعرف ليه ؟ ليه رافضني ؟ أنا بحب بنتك ، قادر أعيشها عيشة كريمة ، قادر أسعدها ، فليه حضرتك رافض ده ؟ 

خاطر اتنهد بتعب وإرهاق من الموضوع ده وبصله مباشرة : هتسيب ابنك ؟ 

رد وعينيه مواجهة لخاطر : لا مش هسيبه .

خاطر كمل : حتى لو كان التمن هند ؟ 

اتوجع و وجعه كان ملموس ومحسوس : حتى لو كان التمن هند ، انت بتطلب مني أسيب حتة من قلبي ، لا لا ده قلبي كله ، يعني أنا بصراحة مستغرب حبك لبنتك ومستكتر عليا حبي لابني ؟ ده ابني اللي انت عايزني أرميه ؟ 

خاطر صحح : ماقلتش أبدا ترميه قلت وديه لوالدتك أو والدته ، تفرق كتير .

ضحك بغلب و وجع : ايه اللي يفرق ؟ في كل الحالات أنا بسيبه ، أنس اتولد في حضني وعاش فيه وكبر فيه وهو صبرني على حاجات كتيرة جدا ، أنس ده قلبي وروحي ، ده صاحبي وصديقي وشريك حياتي ازاي عايزني أسيبه ؟ - دموعه لمعت- ازاي بجد ؟ 

خاطر اتأثر بكلامه بس مصمم عند موقفه : حتى لو هتخسر اللي بتقول عنها حبيبتك ؟ 

بدر بص للأرض بوجع : هند حبيبتي وروحي وبعدها عني معناه موتي بالحياة بس ده مصير قادر أتقبله و وجع هعرف أتعايش معاه لكن أوجع ابني ؟ لا وألف لا ، أنا أتوجع وأموت ألف مرة كل يوم لكن ابني لا .

خاطر ابتسم : اديك قلت اهو بنفسك انت تتقبل الوجع بس ابنك ، ضناك لا، أنا برضه زيك ، مستغرب ليه ؟ كل واحد فينا بيحب عياله بطريقته وكل واحد عارف مصلحة ابنه فين ؟ انت شايف مصلحة ابنك في حضنك وأنا شايف مصلحة بنتي في حضني ، احنا زي بعض .

بدر هز دماغه بتفهم : احنا زي بعض ، خلاص يا عمي اتفقنا ، امتحانات نص السنة هتبدأ ومش هقدر أعمل حاجة قبلها ، تخلص الامتحانات وهلغي انتدابي هنا وهاخد ابني وأبعد عن البلد كلها .

خاطر بصله باستغراب : أنا ما طلبتش منك أبدا تسيب البلد ؟ 

بدر ابتسم بوجع : انت عايزني أفضل في مكان أشوف فيه حبيبتي كل يوم بدون ما يكونلي أي حق فيها ؟ الأفضل ليا وليها اني أبعد ، على الأقل علشان هي تقدر تتخطاني وتختار حد يكون أفضل مني ليها ، بعد إذنك . 

سابه ومشي وخاطر مراقبه بصمت

 بدر وصل بيته ودخل قعد يراقب ابنه اللي كان بيلعب بهدوء ، طول عمره هادي ولعبه هادي ، حاطط ألوانه قدامه وبيرسم .

أنس خلص رسمته وبص لأبوه وقام يوريه الرسمة : بص يا بابا ، ايه رأيك فيها ؟ 

ابتسم بحزن : جميلة يا أنس ، انت فنان .

أنس ابتسم بس لاحظ حزن أبوه فحط الرسمة ورجع قعد جنبه : بابا هو انت ليه بطلت تشوف هند ؟ مش قلت انك هتجيبها تعيش معانا هنا ويبقى عندي أم تانية ؟ 

بدر اتنهد بوجع ؛ لانه مش مستعد أبدا لأسئلة ابنه دي : مش هينفع أجيبها يا أنس .

أنس اتصدم : ليه ؟ أنا حبيتها يا بابا ، هي بتحبني وبتحبك فليه ما تجيش تقعد معانا ؟ 

بدر ماعندهوش رد ، ياريت كل الأمور ببساطة تفكيره ، أنس وقف قصاد أبوه بخوف: بابا هي مش عايزة تيجي علشاني ؟ 

بدر مسك وش ابنه بحزن : ليه بتقول كده ؟ انت عارف ولسه بتقول اهو انها بتحبك ؟ 

أنس شرح لأبوه: العيال في المدرسة كنا بنتكلم وبقولهم ان أنا محظوظ لاني هختار مع بابا اللي عايزها تكون أمي ، هم محدش فيهم اختار أمه لكن أنا هختارها ، ساعتها قالولي ان محدش هيوافق عليك علشان انت كنت متجوز وعلشان أنا معاك ، عرفت ان محدش بيرضى يجوز بنته لواحد معاه ابن إلا لو كانت هي كمان زيه متجوزة قبل كده أو معاها عيال وهند مش كده ، علشان كده ما رضيتش صح ؟ كمان مامتها وباباها مش رضيوا صح ؟ علشاني أنا ؟

بدر اتوجع من كل كلمة ابنه نطقها وحاول يبعد الوجع عن ابنه : لا يا حبيبي انت لما كنت في بيتهم مش حسيت انهم بيحبوك؟ ولا بيكرهوك ؟ 

أنس كشر وهو بيفتكر حبهم : كلهم حبوني ، طيب ليه ؟ 

بدر حاول يشرح لابنه : علشاني أنا يا أنس ، كلامك نصه صح ان محدش بيرضى يجوز بنته لواحد متجوز قبل كده إلا لو هي كمان كانت متجوزة قبل كده أو معاها عيال ، فهم خايفين مني أنا لأحسن أفشل في الجوازة وبنتهم تفشل معايا ، أنا اللي مرفوض يا أنس مش انت يا حبيبتي فهمت ؟ 

أنس ببراءة : طيب خليني أتكلم أنا معاهم وأقولهم انك حلو وانك أجمل أب في الدنيا ، خليني أنا أكلم عمو وأفهمه ان هند هتكون معانا مبسوطة واننا مش هنتعبها أبدا ومش هنزعلها ، أنا هعرف أقنعهم يا بابا .

بدر ضم ابنه ، قد ايه ابنه حساس ورقيق! ابنه اللي هم عايزينه يتخلص منه وكأنه شيء مهمش ، ابنه اللي بيوعد انه هيسعد هند ، يا لو أبوها يسمع الكلام ده ، غمض عينيه وخلى ابنه في حضنه يمكن الوجع اللي جواه يهدا شوية بحضنه . 


همس حكت لأصحابها اللي حصل وكلهم غلطوها في برودها مع سيف بس برضه في نفس الوقت هي عندها حق؛ هو مش واضح عايز منها ايه ؟ علاقة في السر مثلا ؟ 

قاعدة على سريرها في المدينة سرحانة وبتفكر في كل كلمة سيف قالها ، ياترى اتسرعت في رفضها له ؟ بس هو اللي عمل كدا ! حاولت تفتكر امتى شافها مع محمود في وضع يخليه يشك فيها كدا ؟ لحد ما افتكرت مرة لما كانت قاعدة بتاكل ولقته قدامها 


محمود بابتسامة : اللي ياكل لوحده

ضحكت لما شافته وهو شد كرسي قعد وشاكسها: كل ما أشوفك ألاقيكي بتاكلي ارحمي نفسك

ردت بمرح: قل أعوذ برب الفلق ، بطل تبصلي في أكلي .

رد بسخرية : هو انتي في حاجة بتاثر فيكي؟ 

جاوبته باستفزاز : خليك في حالك بدل ما أروح لحبيبتك وأقولها جوزك المستقبلي عينه وحشة.

رد باستسلام : خلاص سكت بالهنا والشفا

بصتله بانتصار وفضلوا يهزروا مع بعض وما أخدتش بالها من عيون سيف اللي بيراقبهم من بعيد ونظراته كلها غيرة من بساطتها مع واحد بالشكل ده في الكلام .


رجعت من شرودها وسندت راسها لورا وهي بتفكر هل الموقف يستحق انه يشك بوجود علاقة بينها وبين محمود ؟ ولا هو اللي غبي ومتهور؟ اتنهدت بحزن وربطت كلام أصحابها عن توأمها مع قعدتها معاه وبعدها كملتها بفرحتها بالخاتم كل ده يديله الحق انه يفتكر كدا ؛ المظاهر خداعة وأي حد مكانه ممكن يفكر زي ما سيف فكر ، بس برضه كان يسألها لان اهتمامها بيه باين فازاي يفتكرها على علاقة بمحمود؟ اتنهدت ومش عارفة تعمل ايه ؟ قررت انها هتتعامل معاه برسمية وتسيب الأيام تتصرف .


سيف فكر يروح الشقة اللي اشتراها بس مقدرش يشتري فيها اي عفش ومش هيقدر يقعد فيها كده فراح قعد في فندق بعيد عن عيلته ومهما والدته تكلمه إلا انه ما بيردش عليهم أبدا .


بيروح الكلية ولأنه بطل يروح الشركة فبقى بيقعد في الكلية وقت طويل ، أعلن نتيجة الامتحان وهمس تفوقت فيه وبكده قدر يعوضلها درجات التقرير .

في يوم راحت عنده فوقف يستقبلها بس دخلت ببرود وفتحت مذكرتها وبدأت تسأله بدون أي حرف زيادة وهو احترم رغبتها في الصمت ، خلصت أسئلة وقبل ما ينطق وقفت وشكرته وخرجت وهو مستغرب معاملتها وبرودها ، استمر تجاهلها له وهو حس انها خلاص تخطته وخلاص خسرها بس المرة دي بجد . 


هند مش بتبطل عياط وخصوصا بعد ما عرفت من بدر انه خلاص هينهي انتدابه ويرجع بلده هو وابنه ، بطلت تقعد مع عيلتها أو تاكل معاهم واعتزلت كل حاجة حتى أصحابها بطلت تكلمهم ، فقدت الرغبة في كل حاجة وأبوها بيراقبها بصمت .

الامتحانات بدأت وميس إحسان اللي مسئولة عن الجداول حطتهم الاتنين مع بعض في كل اللجان وكأنها متعمدة تجمعهم أو هي بالفعل عايزاهم مع بعض . 

أول يوم وقفوا مع بعض وكل واحد وقف في ناحية في اللجنة وهند باصة للأرض بحزن وبدر عينيه عليها ، عدت ساعة كاملة على الوضع ده لحد ما بدر فقد صبره فراح ناحيتها و وقف جنبها وبهمس : هند ، أنا مش حابب أشوفك بالشكل ده .

بدون ما ترفع راسها همست : ما تخيلتش أبدا انك هتستسلم بالسرعة دي ، انت وعدتني ان نفسك طويل بس كان مجرد كلام .

استنكر كلامها : عمره ما كان كلام أبدا بس مش في ايدي حاجة أعملها ، باباكي مصمم بشكل مبالغ فيه اني أتخلص من أنس وأنا لا يمكن أعمل ده .

بصتله باعتراض : وأنا لايمكن أطلب منك تتخلص منه أو أقبل حتى ان تمن ارتباطك بيا يكون ابنك بس برضه ما تخيلتش انك تقوله انك هتلغي انتدابك وتسيب البلد كلها وتمشي ؟ ما فكرتش فيا أنا بعد ما تمشي ؟ 

اتنهد بتعب : أنا ما فكرتش غير فيكي انتي وابني ، أنا مش عارف أعمل ايه يا هند ؟ مفيش قدامي أي حلول فحسيت ان أنسب حاجة أبعد .

بصتله بغضب : ده الحل ؟ تبعد ؟ أنا بصراحة ماعنديش رد ليك مناسب - دورت وشها بعيد - طالما ده الحل اللي عندك فابعد عني من دلوقتي وما تهتمش بشكلي ايه ؟

بصت قدامها وهو حاسس انه متربط وهمس بتوسل : هند أرجوكي قدري موقفي .

ما ردتش عليه وفضلت جامدة فاستسلم وراح يقف مكانه بعيد عنها واستمر الصمت بينهم . 


نادر في المستشفى والمدير بيسأله قرر ايه في موضوع سفره ؟ ماكانش عنده إجابة محددة هو اه عايز يسافر بس مش قبل ما يطمئن على هند اللي بتموت ببطء ، مش هيتخلى عنها ويسيبها للمجهول ، مش هيعيده من تاني . طلب من المدير يديله فرصة يقرر على مهله ويرتب أموره وخرج من عنده طلع فوق السطوح وقعد بيفتكر زيارة بسمة له وازاي عاملها ؟ 


وافتكر الممرضة داخلة عنده: دكتور نادر في حالة برا وطالبينك بالاسم بس كذا حد مش حد واحد يعني وبعدين شكلهم جايين من سفر أو جايينلك مخصوص؟ 

استغرب نادر من وصفها: دخليهم طيب .

خرجت وشاورتلهم يدخلوا ونادر اتفاجئ أو اتصدم بمعنى أصح بعمار قدامه وبسمة وكمان حاتم ، قلبه كان هيخرج من مكانه لان ده كان آخر شيء ممكن يتوقعه ، انه يشوف حبيبته وخطيبها عنده من تاني . 

فضل لوهلة مصدوم مش عارف ينطق بس انتبه على عمار بيسلم عليه بحرارة وكمان حاتم والممرضة استغربت وبصتلهم بفضول ، بصت للبنت تدرسها بس كان وشها مستخبي ورا نظارتها السودا الضخمة . 

نادر رحب بيهم وحاول بقدر الإمكان يظهر طبيعي ، بص ناحية بسمة اللي واقفة بعيد وبفتور : أهلا يا بسمة .

بسمة ردت بهمس : أهلا يا دكتور . 

عمار حس ان في حاجة مش طبيعية بس تجاهل إحساسه ، الممرضة اتدخلت : دكتور حضرتك ده كشف أفضل مستنية ولا زيارة ؟ 

نادر ماكانش عنده رد وبالتالي بصلها بحيرة وعمار اللي رد بسرعة : كشف يا بنتي .

نادر بصله باستفسار : خير يا عمي ؟

حاتم اللي رد المرة دي وسند على مكتب نادر يقرب منه : بسمة يا دكتور رجعتلها نفس الأعراض كلها من تاني 

نادر عينيه وسعت واستغرب وبصلها : حتى عينيها ؟ علشان كده لابسة النظارة السودا من تاني ؟ 

عمار رد بسرعة : لا يا ابني عينيها لا بس كل الأعراض التانية . 

نادر استغرب وبص ناحيتها : أعراض زي ايه ؟ 

عمار رد : صداع ، دوخة ، إرهاق ، تعب ، رجعت زي الأول ويمكن أكتر من الأول . 

نادر بص ناحيتها وبتهكم حاول يظهره كهزار: هو من ضمن الأعراض فقد النطق ولا ايه ؟ مش متعود عليها ساكتة كده ؟

حاتم بحزن : هي على طول ساكتة كده وبطلت فعلا تتكلم مع أي حد .

استغرب نادر كلامه وقلبه بدأ ينبض بغباء ويفكر : هل ممكن تكون زعلانة علشانه ؟ مفتقداه ؟ هل ممكن تكون بتحبه ؟ 

نفض أفكاره وبص لأبوها : عمي أنا ممكن أرشحلك دكتور مخ وأعصاب كويس حضرتك تروحله و ......

قاطعه عمار : احنا جايينلك من آخر الدنيا علشان ترشحلنا دكتور تاني ؟

نادر وضح : عمي ماهو ده مش تخصصي أصلا لكن في البلد كنت مجبر مفيش غيري لكن هنا في أساتذة كتير في المجال ده ومن ضمنهم أستاذي اللي كنت بستشيره في حالتها ونشوف رأيه ايه  ؟

عمار بص لحاتم، وبسمة حست انهم ممكن يوافقوه فهي بصت لأبوها واعترضت: أنا مش هروح لدكاترة تاني وحضرتك عارف رأيي في الموضوع ده كويس وموقفي لسه ما اتغيرش ، مش هعيد المشوار من الأول .

نادر رد عليها : مش هتعيدي ماشي بس ده أستاذي وخبرته أعلى مني .

بسمة بصتله : مش عايزة دكاترة تانيين .

قلبه عمال يدق أسرع ويتوتر مع كل كلمة بتنطقها ومش عارف هي عايزة منه ايه ؟

عمار قاطع أفكاره : يا ابني طيب في البلد ماكانش في أشعة والأجهزة اللي كنت محتاجها أكيد هنا في ، اكشف عليها بشكل مبدئي وبعدها ربنا يسهل نشوف هنوصل لايه ؟

نادر هز دماغه بموافقة : حاضر يا عمي .

 شاور للممرضة اللي قربت من بسمة : اتفضلي على السرير .

حاتم وقف : الحاج عمال يرن هطلع أكلمه تكون خلصت الكشف .

سابهم وخرج ونادر وقف بس بص لعمار : امال فين أستاذة عايشة ؟ مش معاكم ؟

عمار ابتسم لسؤاله : لا ماعرفتش تاخد إجازة وقت الامتحانات دي وماحبيناش نأجل السفر أكتر من كده.

الممرضة بدأت تقيس ضغطها زي ما بتعمل مع كل مريض وهو قرب منهم وراقب من بعيد وافتكر أول مرة قاس فيها ضغطها ، بصتله : ضغطها طبيعي يا دكتور بس نبضات قلبها سريعة شوية .

بسمة من جواها بتصرخ : قلبي لسه بينبض بسرعة كل ما بيشوفك ، حس بيا يا نادر أرجوك . 

نادر بصلها وهرب بعدها من عينيها وبص لأبوها : عمي تشرب معايا ايه ؟ أنا هاخد قهوة وحضرتك ؟

بعد مجادلات طويلة كالعادة قرروا كلهم ياخدوا قهوة معاه فطلب من الممرضة واستأذنها تجيبها وطلب منها تشوف حاتم برا كمان يشرب ايه ؟ 

قرب من بسمة ولأول مرة يكون مش عارف هيعمل ايه مع مريض ؟ وقف قصادها ومسك سماعته بيشوف نبضها وبيبص لعينيها وكل نظراته لوم وعتاب ، بسمة مسكت ايده وقفته فسحب ايده بسرعة منها وبص ناحية أبوها بس الستارة مدارية سرير الكشف ، بسمة عينيها وقعت على مُفكرة صغيرة في جيبه وقلم فبسرعة شدتهم وسط استغرابه وفتحتها وكتبت عليها : لازم أشوفك برا وأتكلم معاك .

ورتله الورقة وهو بصلها بغضب وبعدها شد القلم من ايدها وكتب : آسف مش فاضي .

شافت الورقة وشدت القلم : لازم أتكلم معاك ، لازم تسمعني وبعدها اللي عايز تعمله اعمله .

حرك راسه برفض وبصلها وبيهز راسه برفض وهي كتبت : أرجوك يا نادر اديني فرصة أخيرة ، حبنا ما يستاهلش منك فرصة ؟ 

أول ما شاف كلمة حبنا شد من ايدها القلم بغضب وكتب : حبنا مات وانتهى لما سقيتيني شربات خطوبتك .

الدموع نزلت من عينيها وبعدها أخدت القلم : كنت بموت زيك ولسه بموت ، هستناك الساعة ٦ قدام المستشفى . 

نادر بعد عنها وطلع قعد قصاد أبوها : عمي الكشف الأولي بيقول ان كل حاجة طبيعية .

عمار اقترح : طيب اعملها الأشعة اللي كنت عايز تعملها في البلد وماكانتش موجودة 

نادر بيفكر ازاي يخرج من الموقف ده ؟ بسمة طبيعية والأشعة مش هتبين أي حاجة 

عمار سأله : ها يا ابني نعمل الأشعة دلوقتي ولا ايه ؟ 

نادر بصله بحيرة وقبل ما يرد الباب خبط ودخل حاتم : ممكن أدخل ولا ايه ؟ 

عمار : طبعا ادخل يا ابني ، هو خلص كشف .

حاتم بقلق واضح : وايه الأخبار طمني عليها ؟ 

نادر وجعه اهتمامه بيها بس ده حقه وهي كلها حقه 

 عمار رد بسرعة: بيقول مبدئيا كل حاجة كويسة ولسه كنت بقوله يعملها الأشعة .

حاتم أكد : نعملها أيوة - بصوت عالي كمل - بسمة انتي كويسة ؟

ردت بصوت مخنوق من العياط : كويسة .

الكل لاحظ صوتها وحاتم قرب بقلق: بسمة - قرب منها - تعالي انزلي .

ساعدها تنزل وهمسلها بس صوته كان مسموع : طمنيني عليكي انتي بخير ؟

بسمة هزت دماغها بتأكيد بس شكلها بيكدبها ، خرجت عندهم وحاتم ماسك ايدها وبيهتم بيها وبيقعدها على كرسي وحبه ظاهر للأعمى .

نادر مراقبهم والنار بتولع في قلبه وبتشعلل بزيادة ومش واخد باله ان عمار بيراقبه هو . 

كان لسه ماسك القلم في ايده وبيضغط عليه بعنف وهيتجنن من اهتمام حاتم ، بيضغط على القلم لحد ما اتكسر في ايده ، انتبه ولقى عمار مركز معاه 

حاول يبرر بهزار : من زمان وهو بيفكر يتكسر وأخيرا اتكسر .

عمار ابتسم : خد الشر وراح .

الشك بدأ يتحول ليقين والحب والغيرة ظاهرين في ملامح نادر وتعب بنته وجع بعدها عنه وفجأة كل حاجة بقت واضحة قدامه . 

انتبه عمار على سؤال حاتم : عمي هنعمل الأشعة دلوقتي ؟ 

عمار بصله بحيرة وبعدها قرر : خليها بكرا الصبح ، الوقت اتأخر ولا ايه يا دكتور نادر ؟ 

استغرب تراجع عمار بس أكد معاه : دكتور الأشعة زمانه مشي فعلا ، خليها بدري بكرا. 

الممرضة دخلت بالقهوة وكل واحد أخد قهوته في جو شبه صامت بيقطعه حاتم برغيه المستمر مع نادر وعمه . 


الساعة ٦ بسمة نزلت تستنى نادر وفضلت واقفة قدام المستشفى مستنياه يظهر، نادر واقف من بعيد مراقبها وبيحاول يقنع نفسه يروح ويتكلم معاها بس صورة حاتم وهو بيقرب منها مش رايحة من باله وعقله بيقنعه انها مش بتاعته علشان يروح ويتكلم معاها . 

ساعة كاملة واقفة مستنية وكل شوية تطلع التليفون ترن عليه بس موبايله مغلق ، وهو فضل طوال الساعة في حرب جواه علشان يخرج يتكلم معاها . 

أخيرا موبايلها رن ومشيت بعدها ،هو قعد مكانه مش عارف إذا كان اللي عمله ده صح ولا غلط ؟ 

بسمة رجعت الفندق تعيط وأبوها وحاتم حاولوا يكلموها بس رفضت تتكلم ودخلت أوضتها وقفلت على نفسها .

حاتم حاول كتير يكلمها بس رافضة تفتحله وأخيرا اتصل بنادر اللي استغرب اتصاله بس رد عليه : خير يا حاتم باشا ؟

حاتم بتوتر : اعذرني اني بتطفل على حضرتك بس بصراحة مش عارف أعمل ايه ؟ بسمة من ساعة ما مشينا من عند حضرتك وهي مش مبطلة عياط ، خرجت وقالت هتتمشى شوية وقلت أسيبها براحتها تغير جو بس رجعت حالتها أصعب ، قولي أعمل ايه ؟ هل هي تعبانة ولا عياطها ده ايه ؟ أوديها لدكتور نفسي مثلا ؟ انصحني أعمل ايه ؟ 

نادر مش عارف ينطق أو يتكلم يقول ايه ؟ وكلام حاتم ده معناه ايه ؟ بتحبه هو ؟ طيب ليه اتخطبتله ؟ حس انه مش فاهم أي حاجة .

حاتم كرر : قولي أي حاجة يا دكتور نادر ؟ 

نادر : هي كانت اتحسنت يا حاتم شوف انت ايه اللي جد عليها رجعها للحالة دي؟ حاولوا تحددوا ايه اللي حصل ؟ أما بالنسبالي فهي كل مؤشراتها طبيعية ، عايزين تعملوا أشعة وتحاليل أكتر يبقى مع حد مختص يا حاتم مش معايا أنا ، أنا اللي قدرت أعمله عملته . 

حاتم شكره وقفل معاه وهو حيرته بتزيد أكتر وأكتر.


تاني يوم بسمة مع أبوها وحاتم بيحاولوا يقنعوها تروح المستشفى وهي رافضة تماما ومع إصرار حاتم زعقت قصاده وقالت انها مش هتروح لدكاترة تاني أبدا حتى لو هتموت ، سابتهم وخرجت وقالت لأبوها محتاجة تكون لوحدها وتتمشى حوالين الفندق شوية وترجع ، لقت نفسها بعد شوية قدام المستشفى ، فضلت واقفة محتارة تعمل ايه ؟ 

أخيرا قررت تدخل وزي ما يحصل يحصل 

وصلت مكتبه ودخلت بغضب كان واقف مع مريض عاتبته ببكاء : انت ازاي قادر تكون كده ؟ 

نادر بصلها بدهشة بس بعدها بص للمريض اللي قصاده : خلاص أشوفك بعد أسبوع زي ما اتفقنا .

المريض خرج  وهي واقفة مكانها ويسرا كانت معاه فبصتله : أخرجها ولا أسيبك لوحدك شوية ؟ 

ابتسملها بعرفان : سيبينا شوية يا يسرا .

ابتسمت وخرجت وقفلت الباب وراها فبص لبسمة بهدوء: خير يا بسمة ؟ 

ردت بغضب : ما تكلمنيش بالأسلوب ده .

قعد على طرف مكتبه بجمود: عايزاني أكلمك ازاي ؟ - كمل بتهكم- إلا خطيبك فين ؟ مش بيهتم ويدلع فيكي ليه ؟ 

بسمة مسحت دموعها وقربت منه وقفت قصاده بحزن: نادر افهم ، حاتم ابن عمي وطول عمرنا قريبين من بعض وحتى لو ماكانش خطيبي كان هيقف جنبي .

بصلها باستغراب : حلو ماشي عايزة مني ايه انتي دلوقتي ؟ خطيبك ابن عمك شخص كويس وطول عمركم قريبين من بعض وشوية وهتقربوا أكتر ، جايالي أنا ليه ؟ 

صرخت بحدة : لأني بحبك انت ، افهم يا نادر ، بحبك انت ولا يمكن أحب غيرك أبدا .

ضحك بتريقة : بتحبيني ؟ قلتيلي بقى، ويا ترى الصداع والدوخة وكل الأعراض اللي انتي جاية بيهم هنا دول كانوا ايه ؟ تمثيل ؟ بتضحكي على أبوكي وأمك وبتلعبي بمشاعرهم ؟ للدرجة دي كل مشاعر الناس اللي حواليكي رخيصة ومالهاش تمن؟ 

حركت راسها برفض : أنا مش بضحك عليهم ولا بضحك عليك ولا عمري ضحكت على أي حد أو زيفت مشاعري ، أنا فعلا تعبانة والصداع مش بيفارقني أبدا ، اه هدي شوية بعد البزل اللي عملناه بس بعدها رجع ورجع بشع كمان . 

بصلها بسخرية وبرود : والمفروض دلوقتي اني أصدق وأخدك للأشعة ؟ ولا أعمل ايه ؟ 

بسمة مسحت كل أثر لدموعها وبصتله : مش عايزة منك غير انك تسمعني وبس ، اديني من وقتك شوية دقايق اسمعني فيهم 

بص لساعته وبصلها باستسلام : ماشي تعالي برا المكتب .

خرج وهي وراه بتحاول تجري علشان تلحقه ، ركب الأسانسير وهي وراه واتفاجئت به بيطلع لفوق مش بينزل تحت وخرج وكمل دور كمان على رجله وبعدها فتح باب وشاورلها تخرج ولقت نفسها فوق السطوح فبصتله باستغراب وهو جاوبها : المكان هنا هادي ومحدش بيطلع هنا أبدا وهنتكلم براحتنا .

سند على السور وبصلها بجمود: اتفضلي سامعك ، عايزة تقولي ايه ؟ 

بصتله وعينيها كلها ترجي : تسمعني وتحاول تفهمني وتقدر موقفي .

هز دماغه بموافقة ورد ببرود : هسمعك حاضر انما أفهم وأقدر دي ما أوعدكيش اتفضلي يا بسمة . 


همس وقت امتحاناتها بتذاكر أكتر وأكتر وبتهرب من كل حاجة حواليها بالمذاكرة ، يوم مادة سيف كانت متوترة ، اتوزع الورق وهو دخل وكتير من الطلبة بيسألوه وبيجاوب على قد ما بيقدر ، قرب منها واستناها تسأله بس هي عينيها جوا ورقتها ومش بتبصله نهائي ، البنت اللي وراها سألته وقرب منها يجاوبها وهنا لمح ورقة همس ولمح انها غلطانة في الطريقة اللي دايما تغلط فيها فكلم البنت اللي وراها ورفع صوته شوية علشان تسمعه: المسألة مهمة والكل بيغلط فيها وبيشقلبوها ، حتى أوائل الدفعة فهموها بالمشقلب بتمنى حد يفهمها صح ويعرف يحلها صح .

البنت بصتله ومش فاهمة حاجة بس همس سمعته ونوعا ما حست انه بيكلمها وقبل ما يبعد نادته وراحلها فهمست بفضول: انت تقصد المسألة دي ؟ أنا مشقلباها صح ؟

قرب منها أكتر وشاورلها بهدوء: لحد هنا انتي ماشية تمام بعد كده ايه اللي حصلك ؟ مش عارف 

بصتله وهمست بحزن: ده الدرس اللي عرفت فيه بخبر خطوبتك ولحد دلوقتي مش قادرة أستوعب الدرس ده ، كان صعب أوي .

اتنهد سيف بقلة حيلة وبهدوء مد ايده وشاورلها على الإجابة الصح وخبط عليها وهمس بحنو : اتعاملي وطلعي الناتج ده .

بعد عنها بس عينيه عليها طول الوقت وكل شوية يمر من جنبها و يقف شوية يتابعها ويطمئن انها ماشية صح ورفض يخرج ويسيب المعيدين يراقبوا لوحدهم لحد ما الامتحان خلص وكل الطلبة بعدها نزلوا قابلوا سيف واتلموا حواليه وكلهم بيتكلموا وكل واحد بيقول حل ايه واتمنى انه يسمعها هي أو تتكلم بس كانت ساكتة تماما . 


بدر كان مع هند في اللجنة وبرضه متجاهلاه ومهما يحاول يكلمها مش بترد عليه ، خلصت اللجنة وطلع منها قرر يروح لأبوها اللي اتفاجئ به في شغله وقعد قصاده بحزم: عمي أنا لا هسيب ابني ولا أتخلى عنه أو أديه لأي حد مهما كان التمن ، ابني هيفضل في حضني . 

خاطر استغرب وسند على ايده : كويس وبعدين ؟

بدر بص لعينيه بإصرار : وبعدين عايز أتجوز بنت حضرتك .

خاطر رجع في كرسيه وسند ظهره وعينيه عليه بهدوء : يعني في أقل من أسبوع سيادتك بترجع في وعودك ليا ؟ ده شيء مبشر ويوضح معدنك .

بدر اتنرفز من برود خاطر واتهامه : أولا أنا ما وعدتش حضرتك بأي وعود وثانيا حضرتك ليه مصمم تفرقنا عن بعض ؟ 

طلع ورقة وحطها قدامه برجاء: ده عنواني بالظبط في بلدنا ابعت أي حد يسأل عليا هناك في المنطقة بتاعتنا وشوف سمعتي ايه ؟ اتأكد بنفسك اني عمري ما كنت بياع كلام أو بقول وعود وأخلفها أو كنت شخص سيئ السمعة بأي شكل من الأشكال .

خاطر فضل ساكت وبدر وقف بهدوء: ياريت حضرتك تفكر من تاني وما ترفضش لمجرد اني كان ليا تجربة فاشلة قبل كده . 

سابه ومشي وخاطر مراقبه وفي ابتسامة على وشه غريبة مالهاش معنى . 


بعد يومين همس في لجنتها ومادة تانية واتفاجئت بسيف موجود وبيراقب عليهم وبيتمشى في القاعة طول الوقت وبيجي جنبها يهدي شوية ويبص على ورقتها بدون ما حد يلاحظ، استغربت انه موجود بس بعدها بصت في ورقتها 

كان معاه ورقة الامتحان وبيقرأ فيها ولما دكتور المادة أحمد زوبع دخل فضلوا يتناقشوا مع بعض شوية قبل ما يمشي تاني .

سيف كان جنبها وكان قلم ليها واقع على الأرض فنزل جابه وهو بيحطه قدامها علم على إجابة بسرعة في سؤال اختياري فبصتله باستفسار فهز راسه بتأكيد.

اترددت همس كتير لأنها واثقة من إجابتها وفي آخر الامتحان قررت تثق في سيف ومسحت إجابتها وعلمت على إجابته هو بالرغم من انها مش مقتنعة أبدا . 

خلص الامتحان وكالعادة الكل بيراجع واتفاجئت همس بكل زمايلها عاملين إجابتها هي القديمة ، كلهم بلا استثناء أجمعوا على الإجابة اللي مسحتها ، الدنيا لفت بيها وعينيها اتملت دموع وسؤال واحد برز قدامها : هل ممكن سيف تعمد يغلطها وينتقم من تجاهلها له بالطريقة دي ؟ 

نزلت من الامتحان وطلعت زي المجنونة مكتبه وفتحته بعنف ودخلت عنده .

كان مستنيها بس تكون مبتسمة مش بالشكل ده أبدا .

بصلها باستغراب : خير يا همس في ايه ؟

كانت بتقاوم دموعها وسألته بلوم: ليه عملت كده ؟ ليه عايز تضيعني بأي شكل؟ وبأي طريقة ؟ ليه كل ده ؟ 

مش فاهم هي مالها وبتتكلم عن ايه أصلا؟ فردد بذهول : أضيعك ازاي ؟ انتي بتتكلمي عن ايه ؟ أنا مش فاهم أي حاجة .

مسحت دمعة نزلت بعنف واتهمته : انت قاصد تغلطني صح ؟ أنا ما طلبتش مساعدتك واستغربت انك تيجي لأكتر نقطة متأكدة منها وتطلب مني أغيرها وأنا زي الغبية صدقتك ومسحت إجابتي وأطلع ألاقي الكل بلا استثناء عاملها زي ما كنت عاملاها أنا ، ليه يا دكتور بتنتقم مني كده ؟ أنا عملتلك ايه؟ بتكرهني للدرجة دي ليه ؟ 

سيف بصلها بصدمة وألم من ظلمها له ، جواه كلام كتير جدا ممكن يقوله أو يدافع بيه عن نفسه أو ببساطة يقولها انه بيعشقها مش بس بيحبها بس فجأة كل حاجة مابقلهاش معنى أو شكل وحياته كلها بقت فارغة وزي الصحرا الفاضية . 

قعد على مكتبه وبص قدامه بعيد عنها بصمت وهي اتجننت أكتر وزعقت : رد عليا ليه عملت كده ؟ 

بصلها ولأول مرة يزعق فيها بالشكل ده  : اتكلمي بأسلوب كويس واوعي تنسي للحظة اني أستاذك هنا ، اطلعي برا يا همس وما تدخليش المكتب ده تاني لأي سبب . 

اتصدمت من كلامه ودموعها نزلت ورجعت خطوات لورا وبعدها خرجت تجري من عنده . 

راقبها وفكر يقوم وراها بس اتراجع؛ هيقوم ليه وهيروح ليه وهيتكلم ليه ؟ هي تخطته وهو تقبل ده ودلوقتي وصلت انها تتهمه باتهام بالبشاعة دي ؟!


نادر في مكتبه بيفكر في اليوم اللي بسمة جتله فيه وطلعوا السطح ، سمعها بس ماحاولش يعذرها ، كان هيجرى ايه لو أخدها في حضنه وطمنها انه هيفضل معاها لحد ما تتخطى أزمتها ؟ كان هيجرى ايه لو راح لأبوها وقاله انه بيحبها ؟ ألف سؤال جواه مش لاقيلهم إجابة ، مش لاقي غير عذاب و وجع ملازمه ومش عارف يتخلص منه ، افتكر يومها وافتكر كل كلمة سمعها من بسمة والمشاعر المتضاربة اللي كانت جواه ساعتها شوية قلبه يحاول يعذرها بس عقله بيرجع يفكره باللي حصل فبيقسى من تاني وماكانش عارف يعمل ايه أو يتصرف ازاي ؟ 

كل شوية عقله يعيد السيناريو كله اللي حصل والكلام اللي دار بينهم ، لسه شايفها واقفة قدامه والهوا بيطير شعرها وهي بتبعده عن وشها ودموعها اللي نازلة ونظراتها له .

(فلاش باك )

بصلها ببرود : أسمعك اه لكن أفهم وأقدر دي ما أوعدكيش بيها فاتفضلي سامعك يابسمة .

أخدت نفس طويل وبصتله وبدأت تحكي : أنا طول عمري أنا وحاتم قريبين من بعض وأصحاب يعتبر مش بس أولاد عم و .....

قاطعها بغيظ : لو هتكلميني عن ابن عمك وقربه منك وتعلقك به فأنا في غنى عن الكلام ده وما تضيعيش وقتي 

اتراجعت بسرعة واترجته بنظراتها يصبر : لا لا مش هتكلم عنه بس لازم تفهم التسلسل جه ازاي ؟

اتنهد بنفاد صبر وغضب وطبق ايديه على صدره : اتفضلي كملي .

كملت هي بصوت مهزوز : من سنتين بعد ما تعبت واعتزلت العالم كله وحبست نفسي في أوضتي هو كان بيحاول دايما يهزر أو يخرجني من العزلة دي ، اتفاجئت بعدها بعمي بيطلب ايدي له وكان صدمة بالنسبالي طول عمرنا أخوات وأصحاب لكن مش حبايب أبدا .

استنكر بتهكم : اللي شوفته يوم الخطوبة وشوفته امبارح ما يقولش كده أبدا .

حركت راسها برفض : أنا نفسي مش مصدقة اللي بيحصل ، المهم ساعتها أنا رفضت الارتباط ده وعمي زعل ازاي برفض ابنه؟ وبعدها قعدنا أنا وحاتم وقلتله اني عمري أبدا ما فكرت فيه كزوج وقلتله اني مش عايزة أي ارتباط ، ساعتها هو اقترح ان علشان محدش يزعل أو عمي وبابا يشيلوا من بعض اننا نقولهم اني مش هقدر أرتبط أو أتخطب وأنا تعبانة ومن غير ما أخف وأتعالج مش هرتبط بأي حد مهما كان ، وده فعلا اللي قلناه لكن بيني وبينه هو عارف اني رافضاه هو كزوج وأنا عارفة ان دي مجرد حجة قلناها علشان محدش يزعل وعدت السنتين وأنا حالتي بتسوء وبتنقل من دكتور لدكتور لحد ما انت جيت وقابلتك وحبيتك - جه يعترض بس وقفته بصدق- وربنا شاهد عليا ويعلم اني بجد حبيتك واتعالجت وكنت أسعد إنسانة في الكون كله ، بس فجأة عمي بيجي لبابا ويطلب منه يوفي بوعده اني لما أخف أرتبط بابنه ساعتها اتصدمت ورفضت وبابا لما لمح لعمي اننا رافضين عمي اتجنن وقال ازاي نوافق على ابنه وأنا عيانة ونربطه جنبنا سنتين ولما أخف أرفضه ؟ بابا حاول يفهمه ان مش ده التفكير بس ده كل اللي في بال عمي اني ربطت ابنه جنبي ودلوقتي لما خفيت برفضه ، قلت لبابا على اتفاقي مع حاتم وقلتله اني عمري ما فكرت فيه كزوج وحاتم عارف ده كويس .

اعترض نادر : ولما حاتم عارف ده كويس ليه وازاي الخطوبة تمت ؟ ليه قال انه بقاله سنين مستنيكي ؟ ليه شايف الحب في كل نظراته ليكي ؟ 

عيطت هي وبتحرك راسها بعدم فهم للي بتسمعه : معرفش ، والله ما أعرف ، أنا طلبت من بابا يكلمه وبابا ساعتها قالي ان لو حاتم أكد كلامي هيطلب منه يفهم أبوه الاتفاق اللي بينا وساعتها أنا كنت طايرة اني هخلص من الارتباط ده بس اتصدمت بحاتم بيقول لبابا انه بيحبني وانه بيستنى اللحظة دي من سنتين ولما بابا قاله على الاتفاق اللي بينا ضحك وقاله انه كان بيوافقني ويريحيني ويعمل اللي أنا عايزاه ويكون داعم ليا مش أكتر لكن هو بيحبني ، ساعتها بابا بصلي وقالي اني هتجوزه ومهما أعترض أو أرفض إلا ان بابا رافض يسمعني وكل اللي فارق معاه هو أخوه وابنه اللي في نظر الكل مستنيني سنتين .

سكتت وهو كمان ساكت وبعد كل ده مش عارف برضه يعمل ايه ؟ مش عارف يعذرها ومش عارف يمشيها من قدامه ؟ 

 بصتله ودموعها نازلة : حاولت يومها أكلمك وأقولك اللي حصل وأطلب منك تيجي تكلم بابا وتقوله انك بتحبني يمكن بابا يسمعني بس موبايلك كان مقفول اليوم كله ، حاولت تاني يوم بس برضه ماردتش عليا لحد ما ماما شافتني بحاول أكلمك أخدت الموبايل مني وقفلته وقالتلي مش هخرب العيلة وأوقع الكل في بعض ، لقيت نفسي يومها بلبس دبلة وبتخطب بس كنت زيك بموت .

افتكر منظرها وهي جنب حاتم وبيحط دبلته في ايدها وافتكر منظرهم امبارح وهو بيهتم بيها وبصلها بوجع : ودلوقتي يا بسمة بعد ما قلتيلي كل ده المفروض اني أعمل ايه ؟ أو متوقعة مني ايه ؟ 

بسمة بصت لعينيه بحيرة: معرفش يا نادر بس كل اللي عارفاه اني بحبك انت وبس ولا حبيت ولا هحب غيرك في الكون ده كله ، كان لازم تسمعني ولازم تفهم اني ما خدعتكش واني عمري ما كنت مرتبطة أو مخطوبة لأي حد ، كان لازم تشوف الصورة كاملة . 

اتنهد بتعب وإرهاق : وأديني شوفت الصورة كاملة هرجع أسألك متوقعة مني ايه ؟ أروح لأبوكي وأقوله خليها تسيب ابن عمها وأنا أخطبها ؟ ولا أروح لحاتم وأقوله بحبها سيب بنت عمك وحبيبتك ؟ انا بجد مش عارف انتي مستنية مني ايه ؟ 

زعقت ببكاء : مستنية تاخدني في حضنك وتقولي انك لسه بتحبني وبتتمنى اللحظة اللي نرجع فيها لبعض 

بصلها بتهكم : آخدك في حضني ؟ انتي بتتكلمي بجد ؟ لا عمري كنت خاين ولا عمري هكون أبدا علشان ألمس حاجة مش من حقي أبدا ، أبدا يا بسمة ولو انتي مفكرة اني ممكن أعملها يبقى سيادتك ما تعرفينيش . 

غمضت عينيها ودموعها نزلت تغرق وشها واترجته : طيب أعمل ايه ؟ قولي بس أعمل ايه وازاي أقدر أرجعلك ؟

دموعها وجعته بس ايديه متكتفة : للأسف معرفش تعملي ايه ؟  كان لازم من البداية تكوني صريحة ولما ترفضي رفضك يكون قدام الكل مش بينك وبينه ، كان لازم توضحي ان مفيش علاقة بينكم ، كان لازم تعاملك معاه يكون كابن عم وبس لان مفيش حاجة اسمها أصحاب بين ولد وبنت حتى لو الولد ابن عمك لان الكل بيفسر ده بشكل تاني خالص ، فحضرتك غلطتي ودلوقتي بتدفعي تمن غلطك وياريت بتدفعيه لوحدك لا ده الكل بيدفعه معاكي ، كل اللي حواليكي بيدفعوا معاكي تمن غلطتك ، لو كملتي ارتباطك ساعتها بتدمرينا احنا التلاتة أنا وانتي وحاتم لان مفيش حد فينا هيكون سعيد ولو فسختي الارتباط ده ساعتها بتدمري عمك وأبوكي وابن عمك وحتى انتي نفسك ، فأنا الصراحة مش عارف تعملي ايه ؟ كل اللي عارفه انك انتي اللي حطيتينا كلنا في الوضع ده وانتي اللي المفروض تطلعي منه ، أنا سمعتك زي ما طلبتي ودلوقتي ورايا شغل .

نزلت معاه وهي في الأسانسير ومديها ظهره طول الوقت بتفكر لو تضمه أو تقرب منه أو تعمل أي حاجة بس فضلت متثبتة مكانها لحد ما الأسانسير وقف وهو خارج بصلها : حاولي تفهمي والدك أو تقنعيه انك تشوفي دكتور تاني غيري ، أنا مش هينفع أكون دكتورك ومش هينفع أبقى عارف انك مش عيانة وأفضل أكتب تحاليل وأشعة وأدفعه فلوس قد كده علشان تمثيليتك ، شوفي حل يا بسمة لانك لو جيتي تاني هرفض أقابلك كحالة أو مريضة . 

سابها ومشي وهي كملت وخرجت من المستشفى ودموعها سابقاها لحد ما وصلت الفندق دخلت أوضتها تعيط والمرة دي أبوها ما سابهاش ودخل وراها بغضب: تقدري تقوليلي كنتي فين ؟ وبتروحي فين وترجعي تعيطي بالشكل ده ؟ 

اتكلمت من بين دموعها : سيبني لوحدي يا بابا إذا سمحت وياريت لو نسافر آخر النهار .

عمار زعق : لا مش هسيبك ولازم تفهميني فيكي ايه ومالك ؟ وبعدين احنا لسه ماكشفناش .

صرخت : ومش هكشف ومش هروح لدكاترة تاني ريح تفسك ، رجعني البيت يا بابا أرجوك .

فضلت تعيط وهو ماعرفش يعمل ايه؟ فانسحب قعد مع حاتم اللي كان مستنيهم يروحوا للدكتور بس عمار بلغه انها رافضة تتحرك وعايزة ترجع البلد ، حاول يتكلم معاها بس فضلت ساكتة وماردتش عليه .

حاتم نزل وراح لنادر اللي كان عايز يهرب منه بس ماعرفش وقعدوا مع بعض في كافيتريا المستشفى ونادر بصله : خير يا حاتم بيه ؟ 

حاتم بصله بحيرة : مش عارف أعمل ايه مع بسمة ؟ ازاي أقنعها تتعالج ؟ حتى هنا رافضة تيجي، كانت متحمسة في البلد ودلوقتي مش بتبطل عياط قولي أعمل ايه ؟ 

نادر اتنهد بتعب ومش عارف ازاي يتحمل كل اللي بيحصل ده؟ فرد بجدية : انت شايف ان الكلام معايا أنا ده الصح أو ده المناسب ؟ تاخد نصيحة حد ما تعرفهوش أصلا ؟ 

استنكر رده : ما أعرفهوش ازاي ؟ انت أكتر حد قريب مننا سواء بعلاجك ليها أو بعلاجك لوالدي ، بعدين ساعات بنحب ناخد نصيحة من حد برا الموضوع ؟ 

كان نفسه يقوله انه هو أساس الموضوع مش براه بس سكت وبصله وبعدها رد بهدوء: أنا آسف بجد بس مش هقدر أساعدك ، أنا دكتور تجيبلي مريض أكشف عليه أما أدي نصايح نفسية أو نصايح في الحب فآسف أنا مش الشخص المناسب أبدا.

وقف بعدها وكمل كلامه بمجاملة : أنا ورايا عملية ومش هقدر أتأخر عليها فاعذرني .

سابه ومشي وحاتم فضل قاعد مكانه مستغرب كل اللي بيحصل حواليه . 

رجع لعمه وقرروا يرجعوا بلدهم وطول الطريق حاتم عينيه على بسمة اللي بتمسح دموعها كل شوية ومش عارف هي مالها ولا ايه اللي جرالها ؟ 


عائشة فضلت مراقبة بنتها اللي عمالة تدبل وتتعب يوم بعد يوم ومش عارفة تعمل ايه أو تتصرف ازاي ؟

جوزها شافها واقفة متابعاها وهي قاعدة في الجنينة سرحانة ومن وقت للتاني بتمسح دمعة من على وشها ، قرب منها وبص لبنته : وبعدين يا عايشة هنعمل ايه ؟ البنت حالتها بتتأخر كل يوم عن اللي قبله ، من ساعة ما سافرنا وهي كده ؟ ورافضة تتكلم معانا .

عايشة اتنهدت بصمت فبصلها عمار بتساؤل: انتي عارفة هي زعلانة ليه ؟ أو هل بس تعبانة ؟ أجبرها نروح لدكتور ؟ 

عايشة هزت دماغها برفض : لا هي مش محتاجة دكاترة .

بصلها باستغراب : امال ايه ؟ نوديها لشيخ يرقيها ؟ تكون محسودة ؟

اتنهدت وبصتله : لا برضه .

استغرب واتنرفز : امال ايه ؟ مالها بنتك واتكلمي واوعي تخبي عني ؟ مالها وايه اللي بينها وبين دكتور نادر ؟ هو ماكانش طبيعي آخر مرة وهي من ساعتها مش مبطلة عياط 

اترددت بس مابقاش له لازمة السكوت : هي حبته .

الشك حاجة وانه يسمع ويتأكد حاجة تانية فمسك دراعها بترقب : حبت مين ؟ الدكتور اللي بيعالجها ؟ طيب ليه ؟ علشان كده كان بيهرب مننا . 

عايشة اتغاظت وبصتله : يهرب منكم ليه ؟ 

وضح قصده : تلاقيه فهم انها بتحبه وكان محروج .

صححتله عايشة : هو كمان حبها يا عمار وكان عايز يرتبط بيها ، انت ما شوفتش حالته يوم خطوبتها ؟ مش فاكر صدمته ومشي ازاي وبعدها ساب البلد كلها ؟

افتكر عمار شكله وافتكر استغرابه ساعتها فعلا من حالته وتحججه بحالة وهروبه بسرعة من بيتهم ، أخيرا كل حاجة بقت واضحة قدامه .

بص لمراته بحيرة : وهنعمل ايه دلوقتي ؟ أروح أقول لأخويا بنتي حبت الدكتور بتاعها ولا أعمل ايه ؟ ابن عمها عايزها ازاي أرفضه ؟ وازاي أفسخ خطوبتها منه ؟ طيب ما قلتيش ليه من الأول ؟ 

بصتله باستغراب : ماهي قالتلك مش عايزة، وقالتلك مش بتحبه !

هنا هو بصلها باستغراب : مش عايزة حاجة وانها بتحب غيره دي حاجة تانية خالص ، مش عايزة ماهي مع الوقت هتتعلق بيه وطول عمرهم أصلا مع بعض وهي بتحبه وبترتاحله فمش هيكون صعب الحب ، لكن قلبها مشغول براجل تاني ده اللي صعب يا عايشة ، هنعمل ايه يا ربي؟ وازاي أفسخ الخطوبة دي من غير ما أخسر أخويا وعيلتي ؟ 

عايشة بصت لجوزها ولبنتها وقررت انها لازم تتصرف وتلحق بنتها قبل ما تضيع منهم . 


انتبه نادر من ذكرياته على الممرضة بتناديه وبتبلغه ان في حالة وهو لازم يروحلها بسرعة فقفل باب الذكريات وقام معاها .


خلصت الامتحانات أخيرا وهمس سافرت لعيلتها وحالة من الكآبة مسيطرة على البيت كله ، كل واحد بيقعد في أوضته مش بيخرج منها ولو اتقابلوا بيسيطر عليهم الصمت لحد ما يرجعوا لعزلتهم . 

خاطر اتصل ببدر وطلب منه يجيله البيت ، الباب خبط وفاتن رايحة تفتح بس وقفها : استني يا فاتن أنا هفتح .

استغربت وراقبت من بعيد واتفاجئت ببدر فجريت لأوضة بنتها اللي اتفاجئت هي وأختها : في ايه يا ماما ؟ 

فاتن أخدت نفسها : عارفين مين برا مع أبوكم ؟

همس بفضول : مين يعني ؟ 

فاتن باصة لبنتها الكبيرة : بدر .

هند انتبهت وقامت تجري على برا هي وأختها وأمها والتلاتة وقفوا على باب الصالون وهند دعت بصمت ان أبوها يلين معاه . 

بدر قاعد متوتر وخاطر ساكت بيراقبه أو بيلعب بأعصابه و بهدوئه القاتل : ها قررت ايه يا بدر ؟ 

رد باستغرب : قررت ايه في ايه يا عمي ؟ القرار عند حضرتك . 

سكت شوية يستفزه وبعدها: بتكلم عن طلبك ايد بنتي وشرطي .

اتنهد وبص لخاطر : عمي ابني في حضني ومش هيبعد عني .

خاطر بتحذير : ده آخر كلام عندك يا بدر ، خلاص ؟ 

بدر بحزن : عمي ......

قاطعه خاطر : أنا بس مش عايز أقف قدام بنتي وتتهمني اني ماعطيتكش فرصة فأنا بديلك فرصة أخيرة اهيه.

بصله والحزن مسيطر عليه : مش هقدر أرتبط ببنتك على حساب ابني ، خرج ابني برا الكلام وأنا تحت أمرك وكل اللي تطلبه هنفذه وبدون نقاش حتى لكن ابني يفضل في حضني ، فأنا اهو قدامك يا عمي عايز بنتك ومستعد لأي حاجة.

خاطر بصله فترة ورد : ابنك فين دلوقتي ؟ سايبه مع مين ؟

استغرب سؤاله : وصلته عند واحد زميله قبل ما آجي وهعدي آخده وأنا مروح .

خاطر هز دماغه وبعدها سأله تاني : هتلغي انتدابك امتى وترجع بلدك ؟ 

افتكر دموع هند واتهامها له بالاستسلام وسكت محتار مش عارف يرد وبعدها رفع راسه بقلة حيلة: مش عارف يا عمي ، بجد مش عارف ، ازاي الواحد يسيب روحه في مكان ويمشي باختياره ؟ فأنا ماعنديش إجابة محددة بس ممكن أقول بعد ما أفقد الأمل ان حضرتك توافق وتبارك ارتباطي بهند . 

خاطر فضل باصصله وبدر توتره بيزيد مع نظراته المتفحصة وبعدها سأله : يعني مش هتسيب ابنك علشان بنتي ؟ 

بدر بصله : لا يا عمي مش هسيب ابني ولو هخسر الدنيا بما فيها .


ونكمل بكرة 

توقعاتكم 

بقلم / الشيماء محمد احمد 

شيمووو


تكملة الرواية من هنا


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close